أخبار العراق.. ماذا بعد هدوء «جبهات» بغداد؟..جولة اقتتال شيعي - شيعي في البصرة..بعد تحذير الصدر.. الخزعلي يغلق مقار ميليشياته..ماذا تعرف عن «عصائب أهل الحق»؟.. «بروفة» حرب شيعية في البصرة توقع 4 قتلى..البصرة تهز ميليشيات العراق.. فصيل ثانٍ يغلق مقاره..وزير الصدر يطالب بتغيير مسؤول الحشد الشعبي.. وضبط فصائله..«التنسيقي» تحت الصدمة: كلمة «الاتحادية» هي الفيصل..الصدر لا يعتزل السياسة: العراق على «أرض رخوة»..

تاريخ الإضافة الجمعة 2 أيلول 2022 - 4:26 ص    عدد الزيارات 1307    التعليقات 0    القسم عربية

        


جولة اقتتال شيعي - شيعي في البصرة....

الصدر يطلق النار... وطهران تجبر حلفاءها العراقيين على تنازلات فوق العادة

الجريدة... كتب الخبر محمد البصري... على وقع وتيرة متغيّرة سياسياً وميدانياً بين لحظة وأخرى، اندلع القتال مجدداً وبشكل مفاجئ بين التيار الصدري وبعض الفصائل الموالية لإيران، بعد توقفه بأوامر صارمة نهار الثلاثاء الماضي، ليتحول ساحل شط العرب في مدينة البصرة إلى ميدان قتال حقيقي خلال الساعات الأولى من فجر أمس. وتعود شرارة الاشتباكات، وفق وسائل إعلام التيار الصدري، إلى أن عصائب أهل الحق، أبرز الفصائل المسلحة، قتلت قيادياً في تيار الصدر كان يتناول الطعام في أحد مقاهي البصرة، وجرحت اثنين من مرافقيه؛ فقامت عناصر من التيار بردود انتقامية مسلحة استهدفت قياديين في العصائب، وامتد مسرح الاشتباكات قرب ميناء المعقل شمالاً حتى قصور صدام حسين في مدخل أبي الخصيب، بمحاذاة ساحل طوله نحو 6 كيلومترات. في السياق، حذر متحدثون صدريون بأن أي تحرش تقوم به الفصائل سيواجه برد فعل مماثل، مما عزز تقديرات أفادت بأن أوامر زعيم التيار مقتدى الصدر بوقف المعارك يوم الثلاثاء الماضي، لا تعني نهاية الحرب. وقال قيادي كردي يعمل في بغداد لـ «الجريدة»، إن الأحزاب تدرك، أن الصدر لن يسمح بتشكيل حكومة موالية لإيران، وهو خلال المعركة الخاطفة أثبت أنه قادر على اتخاذ قرار بالقتال واستعرض قدرته التنظيمية والأسلحة الفتاكة التي يمتلكها، وينتظر بدء التنازلات السياسية من خصومه، أو العودة للقتال. وكانت مبادرة الصدر لوقف المعارك، أشاعت أجواء إيجابية شاملة عكستها بيانات القادة التي شكرت التيار الصدري على «الموقف المتعقل»، في حين كان نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق، وقيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق، استثناءً في هذه الأجواء، إذ أصدرا مساء الثلاثاء مواقف وصفت بالخشنة، تحذر من خطورة الحرب، وتدعو إلى احترام الدولة عبر لغة جافة مليئة باللوم، ولا تخلو من الوعيد والتهديد لزعيم التيار. لكن يبدو أن هذه المؤشرات تحولت إلى احتكاك خارج بغداد عبر اغتيال العنصر الصدري في البصرة، دون مبالاة برد فعل الصدريين الذي جاء خاطفاً وانتقامياً وأدى إلى تحييد مسلحي العصائب وإغلاق كل مقراتهم في المحافظة، التي تمثل العاصمة الاقتصادية للعراق. وابتدأ الصدر يومه صباح أمس، بأحد أقسى بياناته ضد عصائب أهل الحق، إذ نشر «وزير القائد» المقرب منه جداً، مرافعة مطولة مليئة بالنعوت السيئة للخزعلي، تضمنت تهديداً صريحاً بتصفية كل فصيله إذا هو استمر باستهداف عناصر التيار الصدري. وعلى خلاف المتوقع، رد الخزعلي ببيان مليء هذه المرة بالعبارات الودية، والدعوة للسلام، وأعلن أنه سيغلق كل مقراته، واختفت كلمات الوعيد واللوم التي اعتاد عليها في مخاطبة التيار الصدري، حتى أنه قدم إبلاغاً رسمياً لدائرة شؤون الأحزاب أعلن فيه إغلاق كل مقراته. مصدر سياسي رفيع في بغداد، قال لـ «الجريدة»، إن هذا التحول المفاجئ في موقف الخزعلي جاء بعد ضغوط إيرانية فوق العادة، طلبت من القادة الشيعة تهدئة الصدر، الذي بدا مستعداً لفعل أي شيء، رافضاً الحوار مع طهران بنحو قطعي. وأضاف السياسي، أن هذا ينطبق على نوري المالكي أيضاً، إذ لم يعتد طوال حياته السياسية على إصدار بيانات ودية، لكنه أصدر، أمس، بياناً مليئاً بالدعوة للسلام وحقن الدماء، وخلا من أي عبارات لوم أو تهديد، ودعا الجميع إلى نسيان الماضي والتمسك بنبذ العنف وعدم سماع الشائعات. واستغربت الصالونات السياسية في العراق هذا التحول الواضح في مواقف أكثر الشخصيات تشدداً في المعسكر الإيراني، وأشارت بعض التقديرات إلى أن خيار الحرب الذي بدأ يجربه مقتدى الصدر «جاء بمفعول واضح» لأن إيران لاتريد حالياً المغامرة بالوضع العراقي، وهي بحاجة إلى شيء من الاستقرار لدفع حوارها مع السعودية بوساطة عراقية، وارتباط ذلك بمحادثات «فيينا» النووية، إلى جانب الحفاظ على أجواء هادئة هذه الأيام التي تصادف ذكرى أربعينية الإمام الحسين بن علي. ووفق هذه التقديرات، فإن كل الأطراف تكدس السلاح والآليات بنحو غير مسبوق، خصوصاً في بغداد والبصرة، مما يعني أن النصف الثاني من شهر سبتمبر الجاري، حيث تنتهي الطقوس الحسينية، قد يشهد المزيد من المصادمات مجهولة العواقب، إذا لم تتبلور تسوية سياسية شاملة.

بعد تحذير الصدر.. الخزعلي يغلق مقار ميليشياته

دبي- العربية.نت... مع ارتفاع عدد القتلى في البصرة جنوب العراق إلى 4، إثر الاشتباكات المسلحة التي شهدتها المدينة خلال الساعات الماضية، بين سرايا السلام التابعة للتيار الصدري، وميليشيات عصائب أهل الحق التي يتزعمها قيس الخزعلي، طلب الأخير من أنصاره اليوم الخميس، غلق كافة مكاتب العصائب حتى إشعار آخر .

"هناك من يتربص بنا"

كما طلب بتغريدة على حسابه في تويتر، من مسلحيه وعناصره عدم الرد على أي إساءة أو حرق للمكاتب، معتبراً أن "هناك من يتربص بمجموعته ويريد تأزيم الأمور". أتى هذا البيان المقتضب بعد أن حذر القيادي في التيار الصدري صالح محمد العراقي، الذي يعرف بـ "وزير الصدر" الخزعلي من عواقب وخيمة، مطالباً إياه "بكبح جماح مليشياته الوقـحة"، أو التبرؤ من المجرمين، في إشارة إلى مطلقي النار على أحد عناصر سرايا السلام. وكانت البصرة شهدت خلال الساعات الماضية اشتباكات مسلحة أدت إلى مقتل 4 أشخاص، بحسب ما أكد مسؤولون أمنيون محليون لرويترز، قبل أن يعود الهدوء الحذر إلى وسط المحافظة الجنوبية. فيما أعلنت ميليشيا العصائب مقتل 2 من عناصرها.

"اعتزال الصدر" واشتعال الفوضى

يذكر أن العاصمة العراقية عاشت قبل أيام (في 29 أغسطس المنصرم 2022) اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل 30 شخصا وإصابة حوالي 600 خلال المواجهات التي اندلعت يوم الاثنين الماضي واستمرت قرابة 24 ساعة في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين والتي تضمّ مقار الحكومة وبعثات دبلوماسية، بين أنصار الصدر من جهة، وعناصر من الحشد الشعبي من جهة ثانية. ووقعت تلك الاشتباكات إثر نزول عشرات الآلاف من أنصار الزعيم الصدري إلى الشارع للتعبير عن غضبهم بعد إعلانه "انسحابه النهائي" من الحياة السياسية. يما تضامنت العديد من المحافظات الجنوبية مع تلك التظاهرات لاسيما البصرة. أتى هذا التوتر بعد أشهر على إجراء انتخابات نيابية في العاشر من أكتوبر الماضي 2021، فاز فيها الصدر بالحصة الأكبر في البرلمان، دون أن يتمكن من تشكيل حكومة أو انتخاب رئيس جديد للبلاد، لعدم اكتمال النصاب، ولتمسك "الإطار التنسيقي" خصم الصدر اللدود، الذي يضم نوري المالكي وتحالف الفتح وأحزاب أخرى موالية لإيران، بتشكيل الحكومة.

ماذا تعرف عن «عصائب أهل الحق»؟

بغداد: «الشرق الأوسط»... «عصائب أهل الحق» جماعة شيعية كانت تابعة لفصيل «جيش المهدي» المسلح الذي أسسه مقتدى الصدر، وانشقت عنه بعد معركة النجف انشقاقاً جزئياً تطور في ما بعد حتى أصبحت فصيلاً مستقلاً، بعد صولة الفرسان عام 2007. وأُعلِن عن تشكيلها بشكل رسمي عام 2011. أسس فصيل «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي القيادي البارز في «جيش المهدي»، الذي اعتقلته القوات الأميركية إثر اتهامه بتنفيذ عمليات ضد القوات المتعددة الجنسيات في العراق أثناء الاحتلال الأميركي. بالإضافة إلى هجومه على مجلس محافظة كربلاء عام 2007 الذي قُتِل فيه جندي أميركي، واعتقل أربعة آخرون. عام 2011، أعلن الخزعلي رسمياً تأسيسه لجماعة «عصائب أهل الحق» كفصيل مسلح مستقل. لاحقاً أصبح لـ«العصائب» تمثيل سياسي في مجلس النواب العراقي، بعدما أعلن الخزعلي تأسيس كتلة «صادقون»، وخوضها الانتخابات التشريعية عام 2014. وشاركت «عصائب أهل الحق» في معارك التحرير ضد «داعش»، كفصيل تابع لـ«الحشد الشعبي»، بعد تأسيسه، عقب فتوى المرجع السيستاني، وكان أهم قاطع عمليات لأهل الحق هو «صلاح الدين». يُذكر أن العديد من السنَّة في محافظة صلاح الدين قد انضموا فعلياً إلى «العصائب» بعد عمليات التحرير. لاحقاً، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية وضع قيس الخزعلي على لائحة العقوبات الدولية.

«بروفة» حرب شيعية في البصرة توقع 4 قتلى

الخزعلي يغلق مكاتبه والعامري يتبرأ من محرضين ...وإرجاء «حل البرلمان»

الجريدة.... في أحدث تداعيات الأزمة السياسية المستمرة في العراق منذ عام، بين التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي المتحالف مع إيران، شهدت مدينة البصرة، مركز إنتاج النفط الرئيسي، بروفة مصغرة للحرب الشيعية - الشيعية، أسفرت عن مقتل 4، في وقت أخفقت المحكمة الاتحادية مجدداً في البت بدعوى حل البرلمان. مع انتقال أعمال العنف من مقر الحكومة المركزية في بغداد إلى البصرة، عاصمة النفط الجنوبية، قتل 4 في اشتباكات دامية استمرت حتى صباح أمس، بين حركة عصائب أهل الحق بقيادة عضو الإطار التنسيقي الموالي لإيران قيس الخزعلي، وجماعة سرايا السلام التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. وفي وقت متأخر من ليل الأربعاء - الخميس، فتح مسلحو «العصائب» بمنطقة بريهة في البصرة الرصاص صوب مركبة يستقلها القيادي في «سرايا السلام» حسين فؤاد، مما أسفر عن مقتله وإصابة مرافقه بجروح فارق الحياة على أثرها أمس. وقبل الحادثة، التي عززت المخاوف من اندلاع حرب بين الجماعات الشيعية المدججة بالسلاح، أكدت حركة الخزعلي مقتل عنصرين منها إثر اشتباكات مع «سرايا السلام» في البصرة، ونعت في بيان علي الحريشاوي، وسرمد المحمداوي «أثناء تأديتهما الواجب في مقرات الحشد الشعبي».

الخزعلي والعراقي

وبعد تلقيه تحذيراً صريحاً وشديد اللهجة من وزير الصدر صالح العراقي، طالبه فيه بكبح ميليشياته وعدم الاستهانة بدماء الشعب، وجّه الخزعلي أمس، بإغلاق مكاتب الحركة في مناطق ومدن العراق كافة حتى إشعار آخر، مشدداً على ضرورة عدم إفشال إحياء زيارة أربعينية الإمام الحسين. وخاطب الخزعلي أتباعه، في منشور على «تويتر»، «عليكم بحق الحسين عليه السلام ألا يرد منكم أي رد سلبي على الإساءات إلي شخصياً، فهناك من يتربص ويريد تأزيم الأمور ففوتوا الفرصة عليهم، وأفشلوا مخططهم بالسكوت، وأي مكتب يراد حرقه، فليحرقوه، ولا تهتموا لذلك فسيعوضكم الله عن ذلك عوضاً كبيراً لا تتوقعونه». وفي بيان مماثل، قال وزير الصدر: «احذرك يا قيس إذا لم تكبح جماح ميليشياتك الوقحة، وإذا لم تتبرأ من القتلة والمجرمين التابعين لك، أو تثبت أنهم لا ينتمون إليك فأنت أيضاً وقح». وخاطب العراقي الخزعلي: «كفاك استهتاراً بدماء الشعب أياً كانوا، فإن أعطيت لنفسك الولاية بقتل أتباعك فلا يعني أنك تنصب نفسك جلاداً لكي تغتال كلابك المسعورة الأسود والحشد براء منك أيها الوقح». بدوره، ذكر المتحدث السابق باسم التيار الصدري أبو رسل العراقي، في تغريدة، «رجالنا في البصرة أثلجوا قلوبنا بعد أن كان فيها حرقة وغصة على شهدائنا المغدورين برصاص الجبناء، ولم يكن هذا إلا الشيء القليل، وأي عملية غادرة سوف يقابلها ردع فوري وساحق».

المالكي والعامري

في المقابل، حذر رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي من «استرخاص سفك الدماء»، ودعا إلى نبذ «السباب والشتيمة» والجلوس إلى طاولة الحوار. وقال المالكي، في بيان أمس، «أقولها بصدق وحب وإخلاص، صوتي وموقفي معكم يا دعاة الدين والتعقل والمسؤولية، وأقف دوماً إلى جنب نداء التهدئة والركون إلى الاستقرار، وأشد على دعوات الاخوة القادة الذين يجمعهم الدين وحب آل البيت (ع) والوطن والهم الواحد، وأحذر من مشاعر استرخاص سفك الدماء، لأن الدم إذا سال ظلماً ترك حقداً وصدعاً يصعب معالجته ويطول أثره، فتعالوا إلى كلمة سواء أن يكون العراق هو طاولة اللقاء والعراقي هو هدفنا جميعاً». وأضاف: «كما أدعو كل إخوتي أن يبتعدوا عن الإعلام المتشنج والردود القاسية والشتيمة والسباب ومواجهة التزوير بالحقيقة والافتراء بالصدق والجفوة بالمحبة، فما أحوجنا لنغفر لمن ظلمنا ونعفو عمن أساء ونقترب ممن تباعد». إلى ذلك، نأت منظمة بدر، بزعامة هادي العامري، بنفسها عن المدعو أبو كرار الكرادي، وما يروجه من منشورات محرضة على العنف في مواقع التواصل الاجتماعي باسمها. وحذرت المنظمة «صاحب المنشورات من الاستمرار في هذه اللعبة المكشوفة»، قائلة: «نحذر كل من تسول له نفسه نشر مثل هذه الأكاذيب البائسة باسم بدر، والتي لا تصب إلا في خدمة أعداء العراق».

الحداد والبرلمان

وفيما أعلنت إدارات محافظات كربلاء والنجف وميسان وواسط أمس الحداد 3 أيام رسمياً على مقتل نحو 34 بأحداث المنطقة الخضراء، يومي الاثنين والثلاثاء، حذر رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم من تكرار هذا السيناريو الدموي، مؤكداً أن العراق «يعيش تحدي الوجود، وهو ما يتطلب تغليب لغة العقل والمنطق والحوار لما فيه مصلحة الشعب وتغليبها على الفئوية والحزبية الضيقة». وللمرة الثالثة على التوالي خلال الأسبوع الجاري، أخفقت المحكمة الاتحادية العليا أمس، في إصدار حكم بدعوى التيار الصدري لحل مجلس النواب، وإلزام رئيس الجمهورية بتحديد موعد لإجراء الانتخابات التشريعية، وحددت الأربعاء المقبل موعداً لحكمها، الذي كان من المقرر صدوره، أمس الأول، بعد أن تم تأجيله يوماً بسبب تعطيل الدوام الرسمي وحظر التجوال بسبب الصدامات الدامية بالمنطقة الخضراء. وكتب رئيس حركة وعي المستقلة صلاح العرباوي، في تغريدة، «مضى على الدعوى تقريبا أربعة أشهر، وهذه المرة الرابعة يتم تأجيل الدعوى»، معتبراً أن «‏العدالة البطيئة أشد أنواع الظلم».

البصرة تهز ميليشيات العراق.. فصيل ثانٍ يغلق مقاره

دبي - العربية.نت... على خلفية أحداث البصرة الأخيرة، والتي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى في اشتباكات مسلحة، أغلق فصيل مسلح ثانٍ مكاتبه في المحافظة بعد خطوة مماثلة اتخذتها "عصائب أهل الحق". فقد أعلنت "كتائب الإمام علي" القريبة من إيران والمنضوية تحت لواء الحشد الشعبي، اليوم الخميس، إغلاق مكاتبها بسبب الظروف الأمنية الراهنة، وفق بيان صادر عنها. وساد التوتر محافظة البصرة التي عاشت خلال ساعات الليل اشتباكات مسلحة، بعد مقتل أحد عناصر سرايا السلام (تابعة لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر) برصاص مسلحين من "عصائب أهل الحق"، التي يتزعمها قيس الخزعلي.

العصائب تغلق مكاتبها

وإثر الاشتباكات طلب الخزعلي من أنصاره اليوم في تغريدة، غلق كافة مكاتب العصائب حتى إشعار آخر، كما طلب من مسلحيه وعناصره عدم الرد على أي إساءة أو حرق للمكاتب، معتبراً أن "هناك من يتربص بمجموعته ويريد تأزيم الأمور". يذكر أن العاصمة العراقية عاشت قبل أيام (في 29 أغسطس المنصرم 2022) اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل 30 شخصا وإصابة حوالي 600 خلال المواجهات التي اندلعت يوم الاثنين الماضي واستمرت قرابة 24 ساعة في المنطقة الخضراء شديدة التحصين والتي تضمّ مقار الحكومة وبعثات دبلوماسية، بين أنصار الصدر من جهة، وعناصر من الحشد الشعبي من جهة ثانية.

اعتزال الصدر

ووقعت تلك الاشتباكات إثر نزول عشرات الآلاف من أنصار الزعيم الصدري إلى الشارع للتعبير عن غضبهم بعد إعلانه "انسحابه النهائي" من الحياة السياسية. فيما تضامنت العديد من المحافظات الجنوبية مع تلك التظاهرات لاسيما البصرة. أتى هذا التوتر بعد أشهر على إجراء انتخابات نيابية في العاشر من أكتوبر الماضي 2021، فاز فيها الصدر بالحصة الأكبر في البرلمان، دون أن يتمكن من تشكيل حكومة أو انتخاب رئيس جديد للبلاد، لعدم اكتمال النصاب، ولتمسك "الإطار التنسيقي" خصم الصدر اللدود، الذي يضم نوري المالكي وتحالف الفتح وأحزاباً أخرى موالية لإيران، بتشكيل الحكومة.

وزير الصدر يطالب بتغيير مسؤول الحشد الشعبي.. وضبط فصائله

دبي - العربية.نت... بعد الاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينة البصرة جنوب العراق، شنّ القيادي في التيار الصدري صالح محمد العراقي الملقب بوزير الصدر هجوماً شرساً ضد الميليشيات مطالباً القوات المسلحة بضبطها. وفي هذا السياق، قدّم في بيان نشره على حسابه في تويتر، اليوم الخميس، مجموعة اقتراحات للقوات المسلحة العراقية "للحفاظ على هيبة الدولة وإنهاء تواجد الفصائل في الأماكن الحساسة داخل الدولة". وطالب بتغيير مسؤول الحشد، فالح الفياض، متهماً إياه بأنه "غير مؤهل ومتحزب ولا يملك شخصية قوية".

إخراجها من المنطقة الخضراء

كما اقترح حلّ الفصائل التي تدّعي المقاومة وإخراج جميع الفصـائل والحشـد الشعبي من المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، وتسليمها للقوات الأمنية.

وأشار إلى أن بقاءهم فيها يشكل خطورة أمنية على قائد القوات المسـلحة، بالإضافة إلى باقي المؤسسات ولا سيما القضاء الذي يتم الضغط عليه. إلى ذلك، اقترح وزير الصدر إبعاد الحـشـد الشعبي عن المنافذ الحدودية، لعدم استعمال العـنف والتجارة والتهريب وغير ذلك.

اشتباكات في البصرة

وكان صالح العراقي قد حذر قائد ميليشيات عصائب أهل الحق التابعة لقيس الخزعلي والمنضوية في الحشد بعد الاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينة البصرة جنوب العراق، ليلاً واستمرت حتى صباح اليوم الخميس، وقتل فيها أحد قياديي سريا السلام (فصيل تابع لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر). يذكر أن العاصمة العراقية عاشت قبل أيام (في 29 أغسطس المنصرم 2022) اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل 30 شخصا وإصابة حوالي 600 خلال المواجهات التي اندلعت يوم الاثنين الماضي، واستمرت قرابة 24 ساعة في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين، والتي تضمّ مقار الحكومة وبعثات دبلوماسية، بين أنصار الصدر من جهة، وعناصر من الحشد الشعبي من جهة ثانية. ووقعت تلك الاشتباكات إثر نزول عشرات الآلاف من أنصار الزعيم الصدري إلى الشارع، للتعبير عن غضبهم بعد إعلانه "انسحابه النهائي" من الحياة السياسية. فيما تضامن العديد من المحافظات الجنوبية مع تلك التظاهرات لاسيما البصرة. أتى هذا التوتر بعد أشهر على إجراء انتخابات نيابية في العاشر من أكتوبر الماضي 2021، فاز فيها الصدر بالحصة الأكبر في البرلمان، دون أن يتمكن من تشكيل حكومة أو انتخاب رئيس جديد للبلاد، لعدم اكتمال النصاب، ولتمسك "الإطار التنسيقي" خصم الصدر اللدود، الذي يضم نوري المالكي وتحالف الفتح وأحزاب أخرى موالية لإيران، بتشكيل الحكومة.

ماذا بعد هدوء «جبهات» بغداد؟

بغداد: «الشرق الأوسط»...لم يعد المراقبون في العراق ينظرون إلى انسحاب أنصار مقتدى الصدر من المنطقة الخضراء، بعد اشتباكات الاثنين الماضي، على أنه وضع حداً لاحتمال الصدام المسلح مع «الإطار التنسيقي»، الموالي لإيران. ثمة مؤشرات إلى أن الهدوء النسبي الحاصل في «جبهات» بغداد، هو مساحة لتنظيم الصفوف تمهيداً لصدامات متقطعة. وبينما كانت بغداد تشهد تهدئة محسوبة بحذر بين الطرفين، اندلعت مناوشات مسلحة، ليل الأربعاء، بين مسلحين تابعين للتيار الصدري، وآخرين من ميليشيا «عصائب أهل الحق» التابعة لقيس الخزعلي، أحد قادة «الإطار التنسيقي». وقالت مصادر أمنية إن «الصدريين هاجموا مقرات تابعة لـ(العصائب)، وأضرموا النيران فيها». وأكدت مواقع إعلامية مؤيدة لـ«التيار الصدري» أن مسلحين تابعين لـ«عصائب أهل الحق» اغتالوا مسؤولاً ميدانياً في ميليشيا «سرايا السلام» بالبصرة، فيما أظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون من المدينة مواجهات حامية بين الطرفين استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة. وكشف ضابط في الشرطة المحلية أن الاشتباكات اندلعت بعد اغتيال ناشطين من التيار الصدري، في بلدة الحيانية بالبصرة، كانوا من الفاعلين في اعتصام المنطقة الخضراء في بغداد، مشيراً إلى أن «مسلحين من ميليشيا سرايا السلام شنوا غارات مباغتة على مقرات لـ(العصائب)، في مناطق مختلفة». واستبعد الضابط، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تدخل القوات الأمنية الرسمية، والسيطرة على الوضع في المدينة، كما حدث في اشتباكات المنطقة الخضراء». وأظهرت الاشتباكات المسلحة في البصرة تكتيكاً لافتاً للقوى الموالية لـ«الإطار التنسيقي»، يعتمد على توجيه ضربات دقيقة، من خلال اغتيال شخصيات ناشطة، ومن ثم الانسحاب ومغادرة المقرات. وقال المصدر إن «(عصائب أهل الحق) سمحت لـ(سرايا السلام) بحرق مقراتها من دون أي مقاومة». ويحاول قادة «الإطار التنسيقي» امتصاص فورة الصدريين؛ بإطلاق دعوات علنية للتهدئة قد تهدف إلى التغطية على «جمرة تحت الرماد»، فيما تتحدث أوساط مقربة من نوري المالكي وقيس الخزعلي عن أن الفصائل المسلحة تواجه صعوبة في تحمل نشاط الصدر، لا سيما ما حدث أخيراً في المنطقة الخضراء. وطالب كل من المالكي والخزعلي، في بيانين منفصلين، القوى السياسية الشيعية بوحدة الصف ونبذ الخلاف والعمل على إشاعة «روح المحبة»، وبالتزامن أعلنت كتائب «حزب الله» براءتها من ثلاثة ناشطين متشددين عُرِفوا بنقدهم اللاذع لمقتدى الصدر. ويرجح سياسيون عراقيون أن يكون هذا التكتيك المزدوج للفصائل الشيعية مقدمة لضربة محتملة ضد الصدر، بعد تلقيها نصائح من إيران «الغاضبة من انتفاضة الصدر»، بضرورة التهدئة، وترك الأمر لطهران تقرر الطريقة المناسبة لمعالجة «الخلل الذي تسبب به اقتحام المنطقة الخضراء». وتقول مصادر مطلعة إن «الإطار التنسيقي» يراقب تحركات الصدر بحذر شديد، خصوصاً أن قادته يتوقعون أن يكون انسحابه من المنطقة الخضراء وفقدانه الغطاء الشرعي الذي كان يمثله رجل الدين المقيم في إيران، كاظم الحائري، خطوة استباقية لفعل احتجاجي أكبر يظهر من خلاله الصدر «زعيماً شعبياً»، لا رجل دين.

الصدر لا يعتزل السياسة: العراق على «أرض رخوة»

سرى جياد ... يريد الإطار أن تذهب الأمور إلى التهدئة، لتفويت الفرصة على المخطّطات الخارجية المشبوهة

الاخبار... بغداد | تماماً كما كان متوقّعاً بعد إخراج زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، أنصاره من ساحات التظاهر، والذي أدّى إلى تراجُع احتمالات النزاع المسلّح، استمرّ السجال السياسي الساخن بين طرفَي المواجهة، التيار و«الإطار التنسيقي»، ليشير إلى أن التوصّل إلى حلّ سياسي للأزمة العراقية ما زال هدفاً بعيد المنال. إذ خرج «وزير القائد» على مدى يومَين متتاليَين ليهاجم الإطار، لعدم تلقّفه مبادرة الأوّل، وخصّص بيانه ما قبل الأخير (الأخير عاد وصدر مساء أمس، وعنوانه المطالبة بتغيير رئيس هيئة «الحشد الشعبي»، وإخراج «الحشد» من المنطقة الخضراء، وإبعاده عن السيطرات والمنافذ الحدودية) لتوجيه رسالة شديدة اللهجة إلى الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، مطالباً إيّاه بكبح جماح ما سمّاه «ميليشياتك الوقحة» والتبرّؤ من القتلة، وهو ما يبدو أن الأخير عمد إلى امتصاصه بأنْ طلب من أعضاء حركته، «إغلاق مكاتبها كافّة حتى إشعار آخر»، داعياً إيّاهم إلى عدم الردّ على «الإساءات التي تُوجَّه إليّ شخصياً»، الأمر الذي سيسهّل بدوره سحْب الصراع من الشارع. وقبْل ذلك بيوم، هاجم «الوزير»، الإطار، «الذي أعلن بكلّ وقاحة، متحدّياً الشعب بمرجعيته وطوائفه، أنه ماضٍ في عقد البرلمان لتشكيل حكومته الوقحة وما زال دم المعدومين غدراً من المتظاهرين السلميين وبطلقات ميليشياتهم القذرة لم يجفّ»، على حدّ تعبيره. وبان جليّاً أن «التيار الصدري» عاد ليستهدف جزءاً من «التنسيقي» يشمل خصوصاً «العصائب» و«ائتلاف دولة القانون» برئاسة نوري المالكي اللذين يُحمّلهما المسؤولية الكبرى عن الأزمة التي وصل إليها البلد من خلال وقوفهما في وجه مشروعه لتشكيل «حكومة غالبية». ويتناقض هذا الهجوم، مع إشادة الصدر نفسه قبل أيام بدور «الحشد الشعبي» في وأْد الفتنة، التي لا يبدو، على رغم تسجيل بعض التوتّرات في المحافظات الجنوبية، أن ثمّة أرضيّة لاشتعالها في صورة اقتتال شيعي - شيعي واسع النطاق، يَظهر أن معظم القوى السياسية العراقية تتهيّبه، لأن أحداً منها لا يستطيع تحمُّل وِزر آثاره الجسيمة على الكيان العراقي. وتشير البيانات المتكرّرة لـ«وزير القائد» إلى صعوبة التزام الصدر باعتزال العمل السياسي كلّياً، بالنظر إلى أن التعقيدات التي تتّسم بها السياسة العراقية، والشعبيّة التي يحظى بها الرجل، لا تسمح بمِثل هذا الابتعاد.

بيانات «وزير القائد» المتكرّرة تؤكد صعوبة التزام الصدر باعتزال العمل السياسي كلّياً

في هذا الوقت، عادت «المحكمة الاتحادية العليا»، من جديد، لتُراهن على إمكان التوصّل إلى تفاهم سياسي، عبر إرجائها بشكل متكرّر قرارها في الدعوى التي أقامها «التيار الصدري» لحلّ مجلس النواب بسبب تجاوُز الأخير المُهل الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتكليف شخص بتشكيل الحكومة. ويحاكي سلوك المحكمة هذا ما فعلته إزاء الدعوى التي اعترض من خلالها «الإطار التنسيقي» على ما اعتبره تزويراً للانتخابات التي أجريت في تشرين الأول الماضي، حيث أفسحت المحكمة نفسها، حينها، المجال أمام جهود التوسّط بين الأطراف المتخاصمة، ثمّ عندما تيقّنت من عدم إمكانية تفاهمهما، أصدرت قرارها الذي ثبّت نتائج الانتخابات وفوز الصدر فيها. في كلّ الأحوال، تحتاج الأمور إلى بعض الوقت لتبلوُر وُجهة سيرها. ويقول رئيس «مركز آسيا للتحليل السياسي»، قاسم بلشان التميمي، وهو مقرّب من «التيار الصدري»، لـ«الأخبار»، إن «الأرض بكلّ تأكيد ما زالت رخوة جداً. وللأسف الشديد، لم يستثمر بعض أعضاء الإطار مبادرة السيد مقتدى الصدر بدعوة أنصاره إلى الانسحاب وإنهاء الاعتصام»، مضيفاً إنه «كان الأجدى أن يتمّ التفاعل مع الصدر، وخصوصاً أنه طلب من الإطار إعلان الحداد على الضحايا. وكان من المفترض أن يبعث الإطار برسالة تطمين وحُسن نوايا، من أهمّ عناصرها التنازل عن مرشح رئاسة الوزراء (محمد شياع) السوداني، والتفاهم مع الصدر حول شخصية أخرى تحظى بقبول الجميع». ويرى أن «المتنازعين لم يدركوا إلى هذه اللحظة، كما يبدو، حجم الخطر المحدق بالعراق. وإذا ما بقيت الأمور على هذا المنوال، فأعتقد أن القادم سيكون سواداً حالكاً وناراً محرقة سوف تحرق الجميع. لذلك يتحتّم على الجميع تحمُّل المسؤولية تجاه الوطن، وعلى المتنازعين أن يكونوا أكثر وعياً". في المقابل، يؤكد المحلّل السياسي، رياض الوحيلي القريب من «الإطار التنسيقي»، لـ«الأخبار»، أن «الإطار يريد أن تذهب الأمور إلى التهدئة، لتفويت الفرصة على المخطّطات الخارجية المشبوهة»، مهاجماً «ما يسمّى بوزير الصدر الذي نرى تصعيداً غير مسؤول منه، فقد بدأ يغرّد باللهجة الهجومية التصعيدية لمحاولة استفزاز الجمهور الصدري وتحريضه من جديد»، مشيراً إلى أن «الإطار يعمل حالياً، وبخاصة الحاج هادي العامري، على تبنّي حوار جادّ مع التيار الصدري، لثنْيه عن معاودة التصعيد، ومحاولة عقد جلسة برلمانية لاستكمال الاستحقاقات الدستورية وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وإخراج البلد من المأزق الحالي».

«التنسيقي» تحت الصدمة: كلمة «الاتحادية» هي الفيصل

الاخبار.. حمزة الخنسا ... أتى الهجوم «الصدري» على خلفيّة مواقف تدعو إلى استئناف العملية السياسية

سريعاً، عاد زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، إلى صدارة المشهد السياسي في العراق، بعد ساعات من إعلانه اعتزال العمل السياسي. إذ أعيدَ تفعيل حساب «وزير القائد» على منصّة «تويتر»، ليشنّ صالح العراقي، وزير الصدر وذراعه الإعلامية، هجوماً غير مسبوق على «الإطار التنسيقي»، خاصّاً بالذكر «الثالوث الوقح» فيه، في إشارة ضمنية إلى «تحالف دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، و«عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، و«تيّار الحكمة» برئاسة عمّار الحكيم. أيضاً، حمل الهجوم رسائل في اتّجاهات خارجية، وصلت بعضها إلى إيران التي طالبها العراقي بـ«كبح جماح بعيرها في العراق وإلّا فلات حين مندم»، بعدما اتّهم ميليشيات الإطار بـ«إعدام» المتظاهرين السلميين. وأتى الهجوم «الصدري» هذا على خلفيّة مواقف تدعو إلى استئناف العملية السياسية، ومنها دعوة الخزعلي، الثلاثاء، إلى «استكمال الاستحقاقات الدستورية في العراق وتشكيل الحكومة، على أن تبدأ بالقيام بواجباتها بأسرع وقت ممكن لرعاية مصالح الناس»، وتشديده على وجوب «عودة انعقاد البرلمان». وعَكَس وزير الصدر، في بيانه المُشار إليه، الرفض القاطع لعودة البرلمان إلى العمل، إذ قال: «لم أستغرب ولا طرفة عين من مواقف الإطار التنسيقي الوقح، ولا من ميليشياته الوقحة، حينما يعلنون بكلّ وقاحة، متحدِّين الشعب برمّته وبمرجعيته وطوائفه، أنهم ماضون بعقد البرلمان لتشكيل حكومتهم الوقحة، وما زال دم المعدومين غدراً من المتظاهرين السلميين وبطلقات ميليشياتهم القذرة لم يجفّ». إزاء ذلك، ترى مصادر سياسية عراقية، في حديث إلى «الأخبار»، أن «عودة الصدر إلى المشهد السياسي في البلاد كانت أسرع من المتوقّع، فهو لا يزال لاعباً أساسياً على رغم إعلانه اعتزاله العمل السياسي»، معتبرة أن «الصدر لا يستطيع القبول باستئناف دوران عجلة السياقات السياسية، وخصوصاً لناحية تكليف شخصية جديدة لتشكيل الحكومة وانتخاب رئيس للجمهورية، لأن ذلك يعني، بشكل من الأشكال، خسارته الجولة، وخصوصاً أن قراره استقالة نوّابه من البرلمان جعلَه خارج دائرة التفاعل المباشرة إلّا عبر الشارع، وقد رأينا مآلات الاحتكام إلى الشارع والسلاح».

لا يبدو أن المبادرات والمقترحات نضجت حتى الآن

ويأتي التصعيد الكلامي هذا، في وقت لم تتوقّف فيه المناوشات المسلّحة بين «سرايا السلام» التابعة للصدر، وبعض المكوّنات المنضوية في «الإطار التنسيقي»، وخصوصاً «عصائب أهل الحق»، في البصرة، حيث أدّت الاشتباكات إلى سقوط ضحايا، ما تسبّب بتوتّر الموقف من جديد، وخصوصاً مع تزايد المخاوف من عودة مسلسل الاغتيالات. وتُدافع مصادر مقرّبة من «العصائب»، في حديث إلى «الأخبار»، بأن «هجمات سرايا السلام على مقارّ العصائب في البصرة لم تتوقّف طوال الفترة الماضية، إلى أن أدّت أوّل من أمس إلى سقوط عدد من الضحايا في صفوف» الأخيرة. وتضع المصادر قرار الخزعلي غلْق مكاتب الحركة كافّة حتى إشعار آخر، والطلب من أنصاره عدم الردّ على أيّ إساءة أو حرق للمكاتب، في إطار «تفويت الفرصة على الفتنة في هذه الفترة المتأزّمة من عمر البلاد». وتشير إلى «الارتياح الكبير الذي خلّفه هذا القرار لأنه يأتي في سياق وأْد الفتنة وحقن الدم الشيعي»، معتبرةً أن «أحداث البصرة الأخيرة أثبتت أن الصدر لا يمسك بشكل كافٍ بكامل مفاصل التيار، وخصوصاً سرايا السلام التي لم تُطع أوامره بالانسحاب من الشوارع وعدم الاحتكام إلى السلاح، على الرغم من أنه قال إن التيار الصدري منضبط ومطيع». في هذه الأثناء، لا يبدو أن المبادرات والمقترحات نضجت حتى الآن. وفيما تنتظر جميع القوى نهاية فترة الحداد التي أُعلنت في البلاد لثلاثة أيام على أرواح ضحايا «أيام الفوضى المسلّحة» الأخيرة، تبدو الدعوات إلى الحوار التي أطلقتها الأطراف العراقية كافة معلّقة حتى إيجاد أرضية مشتركة يمكن أن تشكّل نقطة انطلاق التفاوض الذي تُعطّله حتى الآن نقطتان، تتمثّل الأولى في إصرار الصدر على عدم التجاوب مع هذه الدعوات من زاوية أن قرار اعتزاله «شرعي» لا سياسي، وبالتالي فهو قرار نهائي، في حين تتمثّل الثانية في صعوبة الاتفاق على برنامج موحّد للحوار في ظلّ السقوف العالية للمطالب والمطالب المضادّة. وفي هذا الإطار، تقول مصادر قريبة من «تحالف الفتح» برئاسة هادي العامري، لـ«الأخبار»، إن الجميع مدعوّون إلى «التنازل من أجل مصلحة البلاد العليا وتجنيبها الانزلاق مجدّداً إلى لغة الشارع والسلاح»، معتبرةً أن «الحوار يبْقى الوسيلة الأنجع من أجل تجاوز الأزمة الحالية التي تتطلّب تكاتف الجميع والابتعاد عن لغة الإقصاء»، لافتةً إلى أن الدعوة إلى حلّ البرلمان واللجوء إلى انتحابات تشريعية مبكرة، حازت في مرحلة ما موافقة جميع القوى. وإذ تُشير إلى قرار «المحكمة الاتحادية العليا» التي حدّدت يوم الأربعاء المقبل موعداً لإصدار قرار بخصوص دعوى حلّ البرلمان المقدَّمة من «التيار الصدري»، فهي ترى أن القرار المرتقب قد يحسم الكثير من التفاصيل والمسائل التي من شأنها أن تُبلور معالم أوضح للفترة المقبلة.



السابق

أخبار سوريا..روسيا تطالب إيران بإخلاء مقار عسكرية وسط وغرب سوريا.. المبعوث الأميركي إلى سوريا يشجع الأحزاب الكردية على الحوار.. مطالب عربية وغربية بتنفيذ القرار 2254..وزير خارجية سورية: إسرائيل تلعب بالنار.. وستدفع الثمن.. تصعيد إسرائيلي بسورية يواكب إشارات متفائلة حول «الاتفاق النووي».. العام الدراسي الجديد جنوبي سوريا يزيد أعباء محدودي الدخل..

التالي

أخبار دول الخليج العربي..واليمن..بعد استعراض عسكري.. الأمم المتحدة: الحوثي خرق اتفاق الحديدة..صنعاء: حزمة قرارات لاستكمال «حوثنة» قطاع الأمن العام..مخطط حوثي لتدمير البنوك الحكومية وقطاع الاتصالات العامة..الحوثيون يهاجمون غروندبرغ ويرهنون إنهاء حصار تعز بـ«الرواتب»..غضب يمني اثر تصفية قاضٍ رفيع واغتيال نائب سابق.. السعودية تتيح التأشيرة السياحية إلكترونياً للمقيمين في الخليج.. السعودية: تطور التهديدات الإرهابية حول العالم يتطلب استجابة دولية سريعة..كينيا تنضم للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.. وزيرا خارجية الإمارات وإيران يبحثان العلاقات الثنائية..

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,148,465

عدد الزوار: 7,661,167

المتواجدون الآن: 0