أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..بايدن: لا ينبغي اعتبار روسيا دولة راعية للإرهاب..روسيا تعلق تنظيم استفتاء حول ضم جنوب أوكرانيا..ماكرون: انسحاب روسيا السبيل الوحيد لاستعادة أمن زابوريجيا.. أوكرانيا تستعين بـ«سلاح المعنويات» ضد روسيا..القضاء يسحب ترخيص آخر الصحف المستقلة في روسيا..قتلى وجرحى بتفجير انتحاري استهدف السفارة الروسية في كابل.. ليز تراس تعد بخفض الضرائب وتنمية اقتصاد بريطانيا..صراع جديد يلوح في أفق القطب الشمالي «الكندي»..10 قتلى بهجمات طعن وسط السكان الأصليين في كندا..رفض واسع في تشيلي لمشروع الدستور الجديد..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 6 أيلول 2022 - 6:03 ص    عدد الزيارات 1304    التعليقات 0    القسم دولية

        


بايدن: لا ينبغي اعتبار روسيا دولة راعية للإرهاب..

واشنطن: «الشرق الأوسط»... قال الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الاثنين، إنه لا ينبغي تصنيف روسيا على أنها دولة راعية للإرهاب، وهي تسمية سعت أوكرانيا من أجلها في خضم الغزو الروسي المستمر بينما حذرت موسكو من أن هذا التصنيف سيؤدي إلى انهيار العلاقات الأميركية الروسية. وعند سؤاله عما إذا كان ينبغي تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب، قال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض «لا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. ويضغط بعض النواب الأميركيين من أجل منح روسيا تصنيف الدولة الراعية للإرهاب.

روسيا تعلق تنظيم استفتاء حول ضم جنوب أوكرانيا

رئيس الشيشان يعلن عن «هجوم واسع النطاق» في دونيتسك

موسكو - كييف: «الشرق الأوسط».. أعلنت إدارة الاحتلال الروسي لمنطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا، يوم الاثنين، تعليق التحضيرات لتنظيم استفتاء حول ضم روسيا لهذه الأراضي التي تتعرض لهجوم أوكراني مضاد واسع النطاق. وقال كيريل ستريموسوف، كبير مسؤولي إدارة الاحتلال الروسية في خيرسون للتلفزيون الروسي العام «روسيا 1»: «كنا مستعدين للتصويت، وكنا نريد تنظيم استفتاء في وقت قريب جداً، لكن نظراً إلى المستجدات سنتوقف قليلاً في الوقت الراهن». وأضاف أن «ذلك يُفسّر بطريقة عملية، الأمر يتطلب عدم المضي قدماً بسرعة كبيرة وإنجاز المهام الرئيسية، وهي تأمين الغذاء للسكان وضمان سلامة الاحتلال». ومنذ أسابيع، تؤكد سلطات الاحتلال الروسي في خيرسون وزابوريجيا أنها تحضّر لاستفتاءات حول ضمّ المنطقتين إلى روسيا، اعتباراً من خريف هذا العام، وهو يشبه ما حصل عام 2014 عندما ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية. لكن خيرسون ومنطقتها تتعرضان لهجوم مضاد تشنّه القوات الأوكرانية التي تقول إنها استعادت بلدات عدة، وكبّدت الروس خسائر وأحدثت اضطرابات في خطوط الإمداد الروسية من خلال جعل الجسور الرئيسية في المنطقة غير سالكة. من جانبهم، أعلن الأوكرانيون أنهم دمروا مستودع ذخائر وجسراً عائماً، واستعادوا عدة بلدات في سياق هجومهم المضاد في جنوب أوكرانيا. وأفادت القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني على «فيسبوك» أنه «تم تدمير مستودع ذخائر للعدو قرب تومينا بالكا» البلدة الواقعة إلى غرب خيرسون، وجسر عائم قرب قرية لفوفي، ومركز تفتيش للجيش الروسي، جنوب شرقي خيرسون. كما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعادة «بلدتين في الجنوب» وبلدة ثالثة في الشرق، لم يذكر أسماءها، فيما أكد مساعد رئيس الإدارة الرئاسية كيريلو تيموشنكو أن العلم الأوكراني رفع في قرية فيسوكوبيليا، شرق منطقة خيرسون التي يسيطر عليها الروس بصورة شبه كاملة. واحتلت القوات الروسية هذه البلدة في منتصف مارس (آذار) وباتت قريبة من خط الجبهة منذ نهاية يونيو (حزيران) حين اقترب منها الجيش الأوكراني، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. ورأى «معهد دراسة الحرب»، في تقرير أصدره الأحد، أن «الهجوم المضاد الأوكراني أحرز تقدماً يمكن التثبت منه في الجنوب والشرق». وتابع المركز أن «القوات الأوكرانية تتقدم على طول عدة محاور في غرب منطقة خيرسون، وأرست السيطرة على مساحة من الجانب الآخر من نهر سيفيرسكي دونيتس في منطقة دونيتسك». وذكرت القيادة الجنوبية الأوكرانية أن قوات كييف تسعى بشكل أولي لإحداث بلبلة في «نظام إدارة القوات والنظام اللوجستي» للجيش الروسي بواسطة ضربات جوية وقصف مدفعي. وبعدما فشلت القوات الروسية في السيطرة على كييف انسحبت شمالاً، وركزت هجومها على شرق أوكرانيا وجنوبها. وأكد زيلينسكي تحقيق تقدم في الهجوم المضاد الذي بدأ الأسبوع الماضي، مشيداً بقواته لاستعادتها قريتين في جنوب أوكرانيا، وثالثة في شرقها إلى جانب مزيد من الأراضي في الشرق أيضاً. ولم يذكر على وجه التحديد مكان وجود هذه المناطق، ولم يأتِ أيضاً على ذكر موعد الاستيلاء عليها، مكتفياً بالقول إنه تلقى «تقارير جيدة» من قادته العسكريين ورئيس المخابرات. وفي خطابه الليلي المصور، شكر زيلينسكي قواته على تحرير قرية في منطقة دونيتسك في الشرق، والاستيلاء على أراضٍ مرتفعة في منطقة شرقية أيضاً في اتجاه ليسيتشانسك - سيفرسك، وتحرير قريتين في الجنوب. وكتبت تيموشنكو، في منشور على «فيسبوك» فوق صورة لـ3 جنود على أسطح منازل، وأحدهم يثبت علماً أوكرانيا فوق أحدها: «فيسوكوبيلا. إقليم خيرسون. أوكرانيا. اليوم». ويقع إقليم خيرسون إلى الشمال من شبه جزيرة القرم التي غزتها موسكو في فبراير (شباط) 2014 وضمتها إليها في الشهر اللاحق. وكانت القوات الروسية قد استولت على الإقليم في مرحلة مبكرة من الصراع الحالي. وكان الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقة لوغانسك قد أعلنوا استيلاءهم على مدينة ليسيتشانسك في أوائل يوليو (تموز) الماضي، في إطار معركة للسيطرة على منطقة دونباس، وهي مركز لتعدين الفحم، شرق أوكرانيا، تضم أيضاً مدينة سيفرسك. من جهة أخرى، على صعيد آخر، أعلن رئيس الشيشان رمضان قديروف الذي تقوم قوات خاصة تابعة له بدور أساسي في معارك دونباس ومناطق الشرق والجنوب الأوكراني أن وحدات من قوات «أحمد» الخاصة «عادت بعد فترة توقف تكتيكية لخوض معارك شرسة إلى جانب قوات الحلفاء في دونيتسك ولوغانسك». وكتب الاثنين على قناته في «تليغرام» أن «وحدة القوات الخاصة (أحمد) شنّت بالاشتراك مع الفيلق الثاني للميليشيات الشعبية في لوغانسك هجوماً واسع النطاق في عدة مناطق من جمهورية دونيتسك الشعبية». وأضاف أن «الهجوم واسع النطاق انطلق في عدة مناطق بوقت متزامن (...) ومقاتلونا يتحركون بنشاط في اتجاه ياكوفليفكا وسوليدار وسيفرسك». وأشار الرئيس الشيشاني إلى أن التوقف المؤقت، الذي حدث مؤخراً، جاء لأغراض تكتيكية، وقد كان مبرراً تماماً. وزاد: «لن نقدم كل التفاصيل، لكن بفضل الخطة التي تم وضعها، كشف العدو عن جميع مواقعه». وأضاف: «هذا ما كنا نحتاجه، جنباً إلى جنب مع قوات الحلفاء، تقوم قوات (أحمد) الخاصة الآن بعمليات هجومية نشطة وتضرب العدو بلا رحمة».

ماكرون: انسحاب روسيا السبيل الوحيد لاستعادة أمن زابوريجيا

500 مليون يورو مساعدة أوروبية جديدة لأوكرانيا... وموسكو تترقب تقرير «الطاقة الذرية» اليوم

موسكو - باريس: «الشرق الأوسط».. قال قصر الإليزيه في بيان إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال، عقب اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن السبيل الوحيد لاستعادة الأمن في محطة زابوريجيا النووية المحتلة في أوكرانيا هو انسحاب القوات الروسية. ومن جانبه، كتب زيلينسكي على «تويتر» أنه ناقش نتائج بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمحطة زابوريجيا النووية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الاثنين، قائلاً: «أجريت محادثات مفصلة استمرت أكثر من ساعة ونصف الساعة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأطلعته على الوضع في الجبهة ومسار مواجهة العدوان الروسي. تم تنسيق المزيد من الدعم الدفاعي من فرنسا، وتبادلنا التقييمات لنتائج بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوريجيا النووية». في غضون ذلك، أعلنت السلطات الانفصالية التي عينتها موسكو في منطقة زابوريجيا أن خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية غادروا محطة الطاقة النووية، بعد إجراء التحقيقات اللازمة، تمهيداً لتقديم تقرير حول نشاطهم إلى مجلس الأمن اليوم (الثلاثاء). وأفادت بأن الوفد الأممي أبقى في المحطة النووية اثنين من المراقبين، في إشارة إلى احتمال أن يتم اتخاذ قرار بتكريس وجود دائم للمراقبين الدوليين في المحطة. وقال فلاديمير روغوف، عضو المجلس الانتقالي الذي شكلته روسيا إن مهمة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محطة زابوريجيا النووية يجب أن تنتهي في 6 سبتمبر (أيلول)، مضيفاً أن «خططهم الإضافية غير معروفة».

- رافائيل غروسي

وقال المسؤول الانفصالي إن «الوفد لا يزال يعمل الاثنين، وتنتهي مهمته بعد ذلك، ويجب أن يغادر المنطقة الثلاثاء، وقد تلقى المراقبون كل أنواع المساعدة. ونحن مهتمون بأن يتم تقديم تقييم موضوعي ومتوازن للوضع في محطة الطاقة النووية». وشدد روغوف على أنه لا يوجد حتى الآن فهم واضح لما إذا كان ممثلو الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيبقون في محطة الطاقة النووية على أساس دائم. وفي وقت سابق، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن مهمة الوكالة ستبقى في محطة الطاقة النووية زابوريجيا طالما كان ذلك ضرورياً، منوهاً بأنه سيبلغ مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء عن نتائج زيارته التقييمية إلى محطة الطاقة النووية. في الأسبوع الماضي، وصلت بعثة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقيادة رئيس الوكالة، رافائيل غروسي، إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية. وأشرف وفد روسي يضم رئيس مؤسسة «روس آتوم» المسؤولة عن الصناعات النووية في روسيا على تحركات الوفد، برفقة موظفي محطة زابوريجيا. وقام الجانب الروسي بإطلاع الوفد الأممي على أقسام المحطة التي تقول موسكو إنها تضررت بسبب قصف القوات الأوكرانية. وتقع محطة زابوريجيا على الضفة اليسرى لنهر دنيبر بالقرب من بلدة إنرغودار. وتعد أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا من حيث عدد الوحدات والقدرة المركبة، وتحتوي المحطة على ست وحدات طاقة بسعة 1 غيغا واط لكل منها. ومنذ مارس (آذار) سيطر الجيش الروسي على المحطة، فيما وصفت موسكو هذه الخطوة بأنها مبررة لتجنب تسرب المواد النووية والمشعة. لكن الطرفين الروسي والأوكراني تبادلا اتهامات في وقت لاحق بمواصلة توجيه ضربات صاروخية ومدفعية على المناطق المجاورة للمحطة.

- مساعدة أوروبية جديدة

إلى ذلك، وقع الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا يوم الاثنين اتفاقاً يشمل تقديم مساعدة قدرها 500 مليون يورو ستكرس لإسكان النازحين وتعليمهم فضلاً عن الزراعة على ما أعلنت عنه السلطة التنفيذية الأوروبية. وأعلنت هذه المساعدة الجديدة على هامش اجتماع لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا في بروكسل شارك فيه رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال، ويندرج في إطار التزامات أوروبية أعلنت في الربيع المنصرم. وهذا ثامن اجتماع لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا والأول منذ حصول كييف على صفة المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي في يونيو (حزيران). والتقى شميغال نائب رئيسة المفوضية ماروس سيفكوفيتش وناقش معه «تشديد العقوبات على روسيا وضم أوكرانيا إلى سوق الطاقة للاتحاد الأوروبي». ودعا في حسابه الشخصي عبر تلغرام إلى «فرض حصار كامل على روسيا في مجال الطاقة». وأكد أن «صادرات الكهرباء الأوكرانية يمكنها أن تحل مكان كميات هائلة من الغاز الروسي. إلى اليوم تبلغ القدرة التجارية 300 ميغاوات في حين أن قدرتنا على التصدير تصل إلى ألفي ميغاوات». وأضاف: «أوكرانيا تملك أكبر خزانات تحت الأرض لتخزين الغاز ويمكنها أن تصبح خزنة الغاز لأوروبا. بعدما حصلت على وضع المرشح تطمح الحكومة إلى تسريع التكامل مع سوق الطاقة في الاتحاد الأوروبي».

- خط «نورد ستريم»

أكد الكرملين الاثنين أن وقف إمدادات الغاز الروسي نحو ألمانيا عبر خط «نورد ستريم» الاستراتيجي نابع من خطأ ارتكبته الدول الغربية، لأن عقوباتها تحول دون تأمين صيانة البنى التحتية الغازية. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «مشاكل ضخ الغاز ظهرت بسبب عقوبات الدول الغربية. ليس هناك أي سبب آخر لهذه المشاكل»، وذلك بعد بضعة أيام من التوقف الكامل لخط «نورد ستريم» الحيوي لإمداد أوروبا بالغاز وسط خشية من أزمة على صعيد الطاقة هذا الشتاء. وأضاف بيسكوف: «تلك العقوبات هي التي أدت إلى الوضع الذي نشهده الآن». كذلك، أكد «رفضه القاطع» لـ«محاولات الغربيين المستمرة تحميل موسكو المسؤولية». وقال بيسكوف إن «الغرب، وتحديداً الاتحاد الأوروبي في هذه الحالة، وكندا والمملكة المتحدة، مسؤول عن بلوغ الوضع مرحلة مماثلة». وبرر مجدداً وقف شحنات الغاز الروسي نحو ألمانيا عبر خط نورد ستريم، والذي أعلن يوم الجمعة الفائت، بـ«الصيانة الجدية» التي يتطلبها في رأيه آخر توربين كان قيد الخدمة حتى الآن. وقال في هذا الصدد إن التوربين «يعمل في شكل سيئ وتحصل فيه أعطال. وهذا يؤدي إلى وقف الضخ». وكانت مجموعة «غازبروم» الروسية قد أعلنت يوم الجمعة أنها اكتشفت «تسرباً للزيت» في التوربين خلال عملية صيانة في محطة ضغط تقع في روسيا. وتؤكد موسكو خصوصاً أن العقوبات الغربية التي فرضت عليها إثر الهجوم الروسي على أوكرانيا تحول دون استعادة توربين صنعته شركة «سيمنز» وأرسل إلى كندا لإصلاحه. في المقابل، تؤكد ألمانيا أن روسيا هي التي تعطل إعادة التوربين.

أوكرانيا تستعين بـ«سلاح المعنويات» ضد روسيا

تحاول كسب {حرب} الحفاظ على هويتها الوطنية

واشنطن: «الشرق الأوسط».. وسط دوي المدافع والدبابات وتبادل نيران القنابل والصواريخ بين روسيا وأوكرانيا، ظهر مؤخراً سلاح أثبت فاعلية؛ سلاح له أصداء لكن بلا نيران، لا يستهدف الأجساد ولكن المعنويات... هو سلاح وسائل التواصل الاجتماعي الذي برع الأوكرانيون مؤخراً في استخدامه للرفع من معنوياتهم، وفي الوقت نفسه يستهدفون به معنويات الروس. وتقول كل من الباحثة مونيكا بالوتاي، وهي زميلة أبحاث زائرة في معهد هدسون، ومتخصصة في شؤون الاتحاد الأوروبي والقانون الدولي وأمن الطاقة، والدكتورة ليلى نورا كيس الباحثة في كلية «أنتونين سكاليا» للقانون بجامعة «جورج ميسون» في تقرير نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأميركية، إن أوكرانيا أظهرت للعالم كيفية مكافحة الدعاية المدمرة بنجاح والحفاظ على هويتها الوطنية من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وسواء كان ذلك يسلط الضوء على الدمار الفتاك للحرب أو يعلن عن قرارات مهمة في السياسة الخارجية، فإن التغريدات والرموز الساخرة سريعة الانتشار (الميمز) الأوكرانية موجودة. ولا يمكن نشر الفكاهة بشكل فعال في ساحات المعارك بشبه جزيرة القرم أو دونباس، ولكن يمكن أن تُبقي أوكرانيا في دورة الأخبار، وتساعدها في التعبير عن هويتها الوطنية وسيادتها ضد روسيا، وحشد الدعم من تحالف دولي واسع النطاق. إن الصور الخانقة للإبادة الجماعية في بوتشا، وأسرى الحرب الذين تعرضوا للتعذيب في أولينيفكا، وملايين الأطفال والأمهات الفارين من الحرب ليست بالتأكيد مسألة مضحكة. فالحرب ليست كوميدية، ومع ذلك استخدم الأوكرانيون النكات لكسب قلوب وعقول الأشخاص في جميع أنحاء العالم ومساعدتهم في التغلب على «التعب الأوكراني». وتلعب الشعارات والصور سريعة الانتشار دوراً بارزاً على الإنترنت. وقد وحدت هذه الرموز مجتمعاً عالمياً من المؤيدين. وابتكر كريستيان بوريس، وهو رجل أعمال كندي، «سانت جافلين» كمؤسسة خيرية «لإعادة بناء أوكرانيا»، وأصبحت رمزاً للسخرية من الغزو الروسي. وتنتج هذه المؤسسة الخيرية القمصان وغيرها من الملابس، وليس التسبب في نزوح لاجئين ومدن مدمرة. و«سانت جافلين» هي أيضاً منصة لجمعية «إن إيه إف أو» على «تويتر» لجمع التبرعات للفيلق الجورجي ومكافحة الدعاية الروسية. وتَعيّن على أوكرانيا، إلى جانب دول سوفياتية سابقة أخرى، إعادة تأسيس دولتها ذات السيادة وهويتها الوطنية منذ أن أعلنت استقلالها في عام 1991، فيما تحاول روسيا محو الثقافة الأوكرانية. وتقول الباحثتان: «لا تخطئوا، لقد أثبتت أوكرانيا قدرتها على الدفاع عن نفسها وهزيمة روسيا بأسلحتها الخاصة. وتفعل أوكرانيا ذلك دفاعاً عن النفس للحفاظ على جمهورية مستقلة ورعايتها». وتقاتل روسيا من أجل الماضي، ولكن أوكرانيا تقاتل من أجل المستقبل. والسيادة مهمة ولكن الثقافة هي أيضاً جزء من الهوية الوطنية لأوكرانيا. ويتطلب الفوز في الحرب الثقافية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي هزيمة روسيا في حرب معلومات. إن الفكاهة هي أداة قوية. إنها تقرب الأشخاص، بعضهم من بعض، مع الحفاظ على مسافة آمنة من الكرملين والصور المزعجة للحرب. إنها طريقة للحماية الذاتية والحفاظ على الذات.إلى جانب ذلك، فإن الكوميديا المأساوية هي أداة قديمة غالباً ما توجد في الأدب والأفلام. وجمعت أفلام مثل «دادز آرمي» و«أنجلوريوس باستردز» وغيرهما بين موضوعات الحرب والفكاهة بطريقة مريحة بشكل فريد. ولا تُستثنى الإصدارات الرسمية من هذه الممارسة. ونشرت وزارة الدفاع الأوكرانية مفردات جديدة خلال الحرب. وأعلن أحد البيانات أنه «تم صد فرقة من المسوخ المتعطشة للدماء». والاستشهاد بشخصيات خيالية وحشية شريرة هو طريقة مبتكرة لوصف العدو. ومما لا شك فيه أن أوكرانيا تكسب حرب «الميمز» للحفاظ على هويتها الوطنية وتحاضر العالم حول كيفية القيام بذلك. ويقول الأوكرانيون إن دعم الحق في الهوية الوطنية التزام أخلاقي، وضمان عدم التشكيك في هذا الحق وانتهاكه على الإطلاق، أمر حيوي. لقد أثبتت الاستجابة الأوكرانية والعالمية الهائلة لحرب روسيا لإلغاء الثقافة والهوية الأوكرانية أن الاعتراف بالحق العالمي في الهوية الوطنية أمر بالغ الأهمية.

القضاء يسحب ترخيص آخر الصحف المستقلة في روسيا

موسكو: «الشرق الأوسط»... حسمت محكمة روسية الاثنين، الوضع حول مصير صحيفة «نوفايا غازيتا» التي تعد آخر الصحف المستقلة في روسيا، بعدما كانت وسائل إعلام مستقلة واجهت مصيراً مماثلاً خلال الشهور الماضية، فيما حكمت محكمة روسية الاثنين على الصحافي الروسي السابق إيفان سافرونوف المتخصص في الشؤون العسكرية بالسجن 22 عاماً لإدانته بتهمة الخيانة العظمى، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وأمرت محكمة «باسمان» في وسط موسكو بإلغاء ترخيص مؤسسة «نوفايا غازيتا» (الجريدة الجديدة) بناءً على طلب من الدائرة الفيدرالية للرقابة على الاتصالات وتقنية المعلومات والإعلام «روسكومنادزور». وقد حرمت المحكمة «نوفايا غازيتا» من شهادة التسجيل لوسائل الإعلام الخاصة، وعليه فلم يعد بمقدورها مواصلة الصدور حتى بالنسخة الرقمية، أو النسخ الموجهة لوسائل التواصل الاجتماعي، ابتداءً من تاريخ اتخاذ القرار. وتلت القاضية، أولغا ليبكينا، الحكم بـ«بطلان شهادة تسجيل نوفايا غازيتا». وأكدت المحكمة أن الجريدة لم تقدم ميثاق التحرير للمحكمة في المواعيد التي حددها قانون الإعلام. في حين أفادت مصادر الدفاع عن «نوفايا غازيتا» بأنها سوف تستأنف الحكم. وكانت السلطات القضائية الروسية قد لاحقت الجريدة خلال الشهور الماضية وأصدرت محكمة «سيمونوفسكي» قراراً قبل أسابيع، بفرض غرامة قدرها 350 ألف روبل (5760 دولاراً) على المؤسسة بموجب المادة الإدارية الخاصة بـ«نشر معلومات كاذبة». وتم إيقاف النسخة الورقية من «نوفايا غازيتا» في نهاية مارس (آذار) الماضي، بعد تلقيها التحذير الثاني من «روسكومنادزور» بشأن «عدم جواز انتهاك القانون». في إطار التقييدات التي فرضت على وسائل الإعلام بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي. وكانت الدائرة قد حذرت الجريدة من نشر موادها من دون إضافة إشارة واضحة على النسخة الورقية والنسخ الإلكترونية إلى كونها مدرجة على لوائح وزارة العدل كـ«عميل أجنبي»، ومنذ ذلك الحين، نشر الموقع معلومات تتعلق بمكاتب التحرير ورئيس التحرير، دميتري موراتوف، الحائز جائزة نوبل للسلام، من دون وضع الإشارة المطلوبة. وبذلك تكون «نوفايا غازيتا» قد لاقت مصير إذاعة «صدى موسكو» التي تم سحب ترخيصها وإغلاقها بشكل نهائي في مارس (آذار) الماضي، قبل أن تقوم السلطات بتصفية أصولها وتحويلها إلى القنوات الموالية للكرملين. وحالياً، تبث إذاعة «سبوتنيك» الحكومية المدرجة على قوائم الغرب كواحدة من قنوات الدعاية الأساسية للكرملين على الموجات التي كانت تستخدمها «صدى موسكو» قبل إغلاقها. من جهة أخرى، حكمت محكمة روسية يوم الاثنين على الصحافي الروسي السابق إيفان سافرونوف المتخصص في الشؤون العسكرية بالسجن 22 عاماً لإدانته بتهمة الخيانة العظمى. وسيتعين على سافرونوف البالغ 32 عاماً أن يقضي عقوبته في «سجن يخضع لنظام صارم»، وفقاً لقرار محكمة مدينة موسكو الصادر في خضم الحرب في أوكرانيا، علماً بأنه مسجون منذ عام 2020. ورسم الخبير المعروف في قضايا الدفاع إيفان سافرونوف ابتسامة من قفص الاتهام لدى سماعه الحكم. وهتف أنصاره في قاعة المحكمة «فانيا نحبك» بينما أجهش آخرون بالبكاء. وأعلن محامو الصحافي السابق على الفور عزمهم على استئناف الحكم. ويتهم سافرونوف بأنه نقل إلى خبير سياسي روسي ألماني محتجز أيضاً في روسيا بتهمة «الخيانة العظمى»، معلومات عن عمليات عسكرية روسية في سوريا وإلى أجهزة الاستخبارات التشيكية عناصر حول تسليم موسكو لأفريقيا أسلحة. وينفي سافرونوف بشدة هذه الاتهامات. وعمل سابقاً في صحيفتين روسيتين «فيدوموستي» و«كوميرسانت»، وأرغم على الاستقالة من «كوميرسانت» في عام 2019 وأصبح في مايو (أيار) 2020 مستشاراً للمدير السابق لوكالة الفضاء الروسية روسكوزموس دميتري روغوزين. واعتبر زملاؤه السابقون أن ملفه القضائي جاء انتقاماً من مقالاته التي تناولت حوادث محرجة في الجيش الروسي.

قتلى وجرحى بتفجير انتحاري استهدف السفارة الروسية في كابل

السعودية تدين «الهجوم الإرهابي الغادر» وتجدد دعمها جهود «القضاء على الإرهاب والتطرف»

كابل - موسكو: «الشرق الأوسط»... أعلنت وزارة الخارجية الروسية مقتل موظفَين في سفارتها بالعاصمة الأفغانية أمس (الاثنين)، في اعتداء انتحاري بقنبلة قرب مقر البعثة الدبلوماسية الروسية في كابل. وأفادت الخارجية الروسية في بيان بأن شخصاً لم يتم التعرف عليه، فجّر عبوة ناسفة في الجوار المباشر للسفارة الروسية بكابل، ما أدى إلى مقتل موظّفين في البعثة الدبلوماسية الروسية، مشيرة إلى سقوط «جرحى بين المواطنين الأفغان». وأضافت أن السفارة الروسية «على اتصال وثيق بأجهزة الأمن الأفغانية التي باشرت تحقيقاً». وسارع المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى التصريح في مؤتمر صحافي عبر الهاتف: «نتحدث هنا عن اعتداء إرهابي. هذا مرفوض». وفي البداية، نقل صحافيون في المنطقة عن شاهد، القول إن الانفجار وقع عندما كان يقرأ موظف في السفارة أسماء مواطنين أفغان كانوا ينتظرون عند البوابة من أجل الحصول على تأشيرات سفر. وسارعت وزارة الخارجية السعودية إلى إدانة «الهجوم الإرهابي الغادر» على السفارة الروسية، وأكدت «رفض المملكة التام لكل الأعمال الإرهابية التي تستهدف الأبرياء والبعثات الدبلوماسية في كل مكان»، مجددةً دعم المملكة لكل الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وصوره وتجفيف منابع تمويله. وكانت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية أعلنت في وقت سابق الاثنين، نقلاً عن مصدر لم تعرّف عنه، أن «ما بين 15 و20 شخصاً قتلوا أو أصيبوا في الانفجار».وأظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام المحلية سيارات الإسعاف وهي تهرع نحو المنطقة. وقال مولوي صابر قائد الشرطة بالمنطقة التي وقع فيها الهجوم لـ«رويترز»: «تعرف حراس السفارة الروسية (من طالبان) على الانتحاري قبل أن يصل إلى الهدف وأطلقوا النار عليه». فيما قال المتحدث باسم شرطة كابل، خالد زدران، إن انتحارياً أراد تفجير نفسه وسط حشد من الناس بالقرب من السفارة في حي الشرطة السابع بالمدينة. وأضاف زدران أن «القوات الأمنية استهدفت الانتحاري قبل أن يتمكن من الوصول إلى هدفه المقصود، ما تسبب في وقوع الانفجار». وقال مسؤول الشرطة إنه تم تطويق المنطقة، وإن «ثمة تحقيقات موسعة جارية الآن». من جهتها، قالت وزارة الداخلية الأفغانية لوكالة الصحافة الفرنسية: «كان اعتداء انتحارياً، ولكن قبل أن يتمكن الانتحاري من بلوغ هدفه، قامت فرقنا بتحييده». وأضاف المصدر نفسه أن الانتحاري كان يستهدف السفارة الروسية. وروسيا من الدول القليلة التي احتفظت بسفارة في كابل بعد سيطرة «طالبان» على البلاد منذ أكثر من عام. وعلى الرغم من أن موسكو لا تعترف رسمياً بحكومة «طالبان»، فهي تجري محادثات معها حول اتفاقية لتوريد البنزين وسلع أخرى. وتراجع العنف بشكل كبير بعد عودة «طالبان» إلى السلطة العام الماضي، لكن البلد شهد خلال الأشهر الأخيرة عدة اعتداءات بالقنبلة استهدف بعضها أقليات، وتبنى تنظيم «داعش» كثيراً منها. وحاول المسؤولون الحكوميون في كل مرة التقليل من خطورة الهجمات. وقُتل 18 شخصاً على الأقلّ الجمعة، في انفجار عنيف استهدف أحد أكبر المساجد في هرات بغرب أفغانستان، بينهم إمام المسجد النافذ مجيب الرحمن أنصاري الموالي لحركة «طالبان». والإمام الذي دعا قبل أسابيع إلى قطع رأس كل من يعارض نظام «طالبان»، هو ثاني رجل دين من أنصار الحركة يقتل في انفجار في أقل من شهر، بعد عملية انتحارية في 11 سبتمبر (أيلول)، أودت برحيم الله حقاني وشقيقه في مدرسته القرآنية بكابل، وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنها. واستهدفت هجمات عدة مساجد هذه السنة في أفغانستان، تبنى بعضها تنظيم «داعش». وفي 17 أغسطس (آب)، قتل ما لا يقل عن 21 شخصاً، وأصيب العشرات بجروح في عملية تفجير بأحد مساجد كابل خلال صلاة العشاء. وضربت سلسلة تفجيرات البلاد نهاية أبريل (نيسان)، خلال شهر رمضان ونهاية مايو (أيار)، قتل فيها عشرات الأشخاص. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن غالبية هذه الهجمات.

ليز تراس تعد بخفض الضرائب وتنمية اقتصاد بريطانيا

ثالث رئيسة وزراء تواجه تحديات ارتفاع تكلفة المعيشة وتوحيد الحزب الحاكم

لندن: «الشرق الأوسط»... فازت ليز تراس أمس الاثنين في السباق إلى رئاسة وزراء المملكة المتحدة لتخلف بذلك بوريس جونسون بعد شهرين من استقالته، وسط تحدٍ فوري يتمثل في معالجة أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة التي تضرب البلاد. وستصبح تراس البالغة 47 عاماً ثالث امرأة تدير الحكومة البريطانية، بعد مارغريت ثاتشر وتيريزا ماي. وكما كان متوقعاً، فازت وزيرة الخارجية على زميلها وزير المالية السابق ريشي سوناك بعد تصويت بالبريد مخصص لأعضاء حزب المحافظين بدأ في أوائل يوليو (تموز)، على إثر استقالة بوريس جونسون الذي حوصر بالفضائح المتكررة. وحصلت تراس على 81326 صوتاً (57 في المائة) في مقابل 60399 صوتاً لمنافسها (43 في المائة)، وفقاً للنتائج التي أعلنها غراهام بريدي المسؤول عن تنظيم التصويت. ولكن تراس، التي ظلت وفية حتى النهاية لبوريس جونسون في الوقت الذي سُجلت فيه استقالات بالعشرات من السلطة التنفيذية في بداية يوليو (تموز)، ستدخل «داونينغ ستريت» في سياقٍ اقتصادي واجتماعي متفجر يتميز بتضخم يتجاوز 10 في المائة وارتفاع في فواتير الطاقة يخنق العائلات والشركات والخدمات العامة. ويأتي توقيت هذه المهمة الصعبة قبل عامين من الانتخابات التشريعية، بينما تأمل المعارضة العمالية التي تتفوق بشكل واضح في استطلاعات الرأي، في إزاحة المحافظين الموجودين في السلطة منذ عام 2010.

دعوة إلى الوحدة

وبعد الإعلان عن فوزها، قالت تراس: «سأقدم خطة جريئة لخفض الضرائب وتنمية اقتصادنا». وأضافت: «سأعالج أزمة الطاقة عبر الاهتمام بفواتير الطاقة لدى الناس، ولكن أيضاً من خلال الاهتمام بصعوبات إمدادات الطاقة على المدى الطويل». ووعدت بـ«فوز كبير» لحزبها في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها سنة 2024. وبانتخابها زعيمة للحزب من قبل الأعضاء الذين شاركوا في التصويت، تتولى تراس الحكم بسبب الأغلبية التي يتمتع بها «المحافظون» في مجلس العموم، وفقاً للنظام البرلماني البريطاني. وسيتعين على تراس التعامل مع ظل بوريس جونسون الذي يفضله عدد من أعضاء حزب المحافظين، خصوصاً الذكور والبيض وكبار السن، بينما لم يستبعد رئيس الحكومة المنتهية ولايته العودة إلى السياسة.

استياء اجتماعي

وخلال تقديمه التهنئة إلى تراس، دعا جونسون إلى الوحدة بعد حملة كشفت الانقسامات والاستياء بين المحافظين، وأكد أن لدى خلفيته خطة لمعالجة ارتفاع تكاليف المعيشة وتوحيد الحزب الحاكم. وقال جونسون على «تويتر»: «أعلم أن لديها الخطة الصحيحة لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة وتوحيد حزبنا ومواصلة العمل العظيم لتوحيد بلدنا ورفع مستواه. الآن هو الوقت المناسب لجميع المحافظين لدعمها بنسبة 100 في المائة». ورد ريشي سوناك بشكل إيجابي على الدعوة للوحدة، بينما أشار إلى أنه سيتعين على رئيسة الوزراء الجديدة «قيادة البلاد في فترة صعبة». ويسلم جونسون الثلاثاء استقالته للملكة إليزابيث الثانية في مقرها الصيفي في بالمورال بأسكوتلندا، في سابقة بالنسبة إلى الملكة (96 عاماً) التي تتجنب التنقل ولن تسافر إلى لندن. وتتبعه خليفته إلى هناك بعد ذلك، لتصبح الرئيس الخامس عشر للحكومة خلال سبعين عاماً من الملكية، قبل أن تعود إلى لندن لتلقي خطابها الأول أمام مقر رئاسة الوزراء في داونينغ ستريت، وتؤلف حكومتها. وفي أول رد فعل رسمي أجنبي، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن «حرصه» على العمل مع رئيسة الحكومة البريطانية الجديدة، بينما قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إنه «واثق» بتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. كما هنأ مايكل مارتن رئيس الحكومة الآيرلندية تراس، في الوقت الذي تعرضت فيه العلاقات بين البلدين لاختبار قاسٍ بسبب تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. من جهتها، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن أملها في «الاحترام الكامل للاتفاقيات» بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. وخلال الحملة الانتخابية، وعدت تراس بخفض كبير للضرائب متبنية خطاباً قاسياً جداً ضد النقابات. ورغم تفضيله من قبل نواب حزب المحافظين، وجد ريشي سوناك المصرفي الثري السابق، صعوبة في اجتذاب قاعدة الحزب عبر الدعوة إلى الواقعية الاقتصادية. ونُظر إليه لفترة طويلة على أنه تكنوقراط يعطي دروساً وغير قادر على فهم الصعوبات التي تواجهها الأُسر. والأحد، أكدت تراس لهيئة «بي بي سي» أنها ستتحرك في حال فوزها «من الأسبوع الأول» لمساعدة البريطانيين في موضوع فواتير الطاقة، لكنها رفضت توضيح الطبيعة الملموسة للإجراءات التي تعتزم اتخاذها. وذكرت وسائل إعلام بريطانية عدة أنها تنوي تجميد أسعار الطاقة. وإذا كانت تراس قد اجتذبت قاعدة الحزب الحاكم في المملكة المتحدة منذ اثني عشر عاما، فإن 52 في المائة من البريطانيين رأوا أنها ستكون رئيسة وزراء بالغة السوء وفق استطلاع أخير لمعهد «يوغوف».

صراع جديد يلوح في أفق القطب الشمالي «الكندي»

بيروت: «الشرق الأوسط»... كان القطب الشمالي لعقود استثناءً أمنياً، معزولاً عن التوترات الجيوسياسية، ورغم بعض البيانات، فإن الدول الشمالية (المحاذية للقطب)، احتفظت دائماً بالتعاون العلمي والحوار، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا غيّر كل شيء، وزاد المخاوف من صراع قطبي، بينما ازداد الاهتمام الروسي والصيني بهذه المنطقة، وفق تقرير لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

* الناتو يبدأ الاستعداد

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ لصحيفة «ذو غلوب أند مايل» اليومية في تورونتو (كندا) خلال زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى القطب الشمالي الكندي أواخر أغسطس (آب): «أقصر مسار يمكن أن تسلكه الصواريخ أو القاذفات الروسية إلى أميركا الشمالية هو من خلال القطب الشمالي، ما يعطي قيادة الدفاع الجوي والفضائي لأميركا الشمالية (نوراد) دوراً أساسياً». في إشارة إلى التوترات المتزايدة، دعت أوتاوا القوات البحرية الدنماركية والفرنسية والبريطانية والأميركية للانضمام إلى أسطولها لإجراء تدريبات دفاعية في إقليم نونافوت (شمال كندا) حتى نهاية أغسطس، وخاضت قوات الحلفاء مناورات تحت أنظار الأمين العام للتحالف ينس ستولتنبرغ ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو. وقال غييوم كوتي، قائد الفرقاطة الكندية «هاري دي وولف» لراديو كندا إن «الهدف الأساسي من المناورات هو «ضمان سيادة أراضينا».

* رأي مشكك

لكن، على عكس الأمين العام للناتو والعديد من الخبراء الدوليين، لا يرى المتخصصون الكنديون أن حرباً قد تقع في أقصى الشمال، «فالمناخ غير مضياف للغاية» في القطب الشمالي، يؤكد هؤلاء. ووفقاً للبروفسورة أندريا شارون، مديرة مركز دراسات الدفاع والأمن في جامعة مانيتوبا الكندية، «تعتبر معظم الدول الممر الشمالي الغربي (لكندا) ممراً دولياً، فإذا اعتبرت أوتاوا (أي كندا) أن هذا الجزء من القطب الشمالي سيبقى خارج الصراع، فهذا لأنها تعتبره ينتمي إليها، فالممر الشمالي الغربي جزء من مياهنا الداخلية»، في إشارة إلى أن معظم الدول تعتبر أن هذا الممر سيكون جزءاً من الصراع، كون هذه الدول تعتبره ممراً دولياً، وبالتالي يكون مفتوحاً أمام صراع الدول.

* عامل المناخ

بحسب دراسة نرويجية نُشرت في أغسطس في مجلة اتصالات الأرض والبيئةCommunications Earth & Environment، فإن التهديد الأول في القطب الشمالي ينبع من تغير المناخ، فعلى مدار 43 عاماً، «ارتفعت درجة حرارة القطب الشمالي بمعدل أسرع أربع مرات تقريباً من (ارتفاع حرارة) الكرة الأرضية». وأشار التقرير إلى أنه بسبب التغيرات المناخية، يمكن أن يكون الممر الشمالي الغربي (من كندا)، خالياً من الجليد لعدة أشهر في السنة في المستقبل القريب، ما جعله يشهد زيادة في الحركة البحرية، وخصوصاً العسكرية منها.

* روسيا والصين

لفت التقرير إلى أن كندا تواجه عمليات اختراق روسية متزايدة عن طريق الجو والبحر (في هذه المنطقة)، بينما ليس لدى كندا الوسائل للاعتراض على هذه الخطوات الروسية، يضاف إلى ذلك إعلان فلاديمير بوتين في نهاية يوليو (تموز) تعزيز أسطول بلاده في القطب الشمالي الروسي. وأشار ستولتنبرغ إلى أن روسيا قد «أنشأت قيادة عسكرية جديدة للقطب الشمالي، وأعادت فتح المئات من القواعد العسكرية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية السابقة، أو بنت قواعد جديدة، بما في ذلك المطارات والموانئ في المياه العميقة»، وأنها «زودت أسطولها الشمالي بصاروخ زيركون الفرط صوتي». من جهتها، تتموضع الصين ﻛ«دولة قطبية شمالية تقريباً» (شبه قطبية شمالية)، و«مساهم مهم في شؤون القطب الشمالي»، وعززت وجودها في أقصى الشمال منذ العام 2000، فبالإضافة إلى الرحلات الاستكشافية التي يكون هدفها علمياً وعسكرياً، يهتم الصينيون بشكل متزايد بهذه المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية، كجزء من طرق الحرير القطبية.

ولاحظ التقرير، أن الصين أقامت استثمارات في القطب الشمالي بشراء مناجم في نونافوت، وحاولت شراء أراضٍ فيها بنى تحتية لمرافئ ومطار في القطب الشمالي الكندي، في منطقة تضم احتياطات كبيرة من النفط الذي لم يُكشف، وفيها احتياطات ضخمة من الغاز.

* حضور أميركي وازن... ولكن

شرح ويتني لاكنباور، الباحث في جامعة ترينت وشبكة الدفاع والأمن في أميركا الشمالية والقطب الشمالي، أن الأميركيين موجودون عسكرياً بشكل كبير في ألاسكا وفي مواقع مختلفة، بينما لكندا وجود عسكري متواضع في الشمال، ومع ذلك، يشير لاكنباور، أن لروسيا أفضلية عسكرية في منطقة القطب، إذ إن الجنود الأميركيين والكنديين غير معتادين على المناخ القطبي. وقدر قائد «نوراد»، الجنرال الأميركي فانهيرك، أن تحديث أنظمة المراقبة في القطب الشمالي (للأميركيين وحلفائهم الكنديين بشكل خاص)، سيستغرق الأمر ما بين خمس وست سنوات، إذا كانت الإرادة السياسية موجودة. وأشارت البروفسورة شارون، إلى نقطة ضعف أخرى للأميركيين والكنديين في القطب الشمالي، تكمن بأن الاستثمارات العسكرية في القطب الشمالي ليست أولوية بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وبأقل درجة أيضاً بالنسبة لكندا

10 قتلى بهجمات طعن وسط السكان الأصليين في كندا

أوتاوا: «الشرق الأوسط».. قُتل عشرة أشخاص على الأقل وأصيب نحو 15 بجروح في هجمات بالسكين وقعت الأحد في بلديتين نائيتين في كندا؛ إحداهما تسكنها غالبية كبرى من السكان الأصليين، حسبما أفادت الشرطة التي باشرت حملة بحثاً عن رجلين يشتبه بتنفيذهما إحدى الهجمات الأكثر دموية في هذا البلد. واستجابة لاتصالات استغاثة، عثرت الشرطة على 10 جثث في أوساط السكان الأصليين في جيمس سميث كري نايشن ومدينة ويلدون المجاورة في محافظة ساسكاتشوان (غرب)، وفق ما أفادت روندا بلاكمور مساعدة مفوض شرطة الخيالة الملكية الكندية في مؤتمر صحافي. وأضافت أن «عدداً من الضحايا الآخرين جُرحوا نقل منهم 15 حتى الآن إلى مستشفيات مختلفة»، موضحة أن الشرطة تبحث عن «مشتبه بهما» وتحقق في «مسارح الجرائم المختلفة». والمشتبه بهما هما داميان ساندرسن ومايلز ساندرسن ويبلغان من العمر 30 و31 عاماً. ويعتقد بحسب بلاكمور أنهما لاذا بالفرار في سيارة «نيسان» سوداء. وانتشرت قوات الشرطة «بأقصى طاقتها» للقبض عليهما. وكتب رئيس الوزراء جاستن ترودو، على «تويتر»، أن «الهجمات التي وقعت اليوم في ساسكاتشوان مروّعة ومفجعة»، مضيفاً: «أتوجه بأفكاري إلى الذين فقدوا أحباء والذين أصيبوا». من جهته، أعلن رئيس وزراء المقاطعة سكوت مو: «لا أجد كلاماً لوصف ما تسبب به هذا العنف الأعمى من ألم وخسارة». وكانت الشرطة قد تلقت أول اتصال في الساعة 5:40 (11:40 ت غ)، للإبلاغ عن هجوم بالسلاح الأبيض في جيمس سميث كري نايشن، تلته اتصالات أخرى. وأعلنت البلدة البالغ عدد سكانها 2500 نسمة حالة الطوارئ المحلية، وطلب من سكان ساسكاتشوان لزوم منازلهم من باب الحيطة. وقالت ديان شير من سكان ويلدون لوسيلة الإعلام المحلية «كانديان برس» إن جارها الذي كان يعيش مع حفيده قتل، مبدية تأثراً شديداً «لأنني خسرت جاراً طيباً». وتعتقد السلطات أن «المشتبه بهما استهدفا بعض الضحايا وهاجما آخرين عشوائياً»، على ما ذكرت بلاكمور، مشيرة إلى أن الوقت ما زال مبكراً للتحدث عن دافع الهجمات. وأُبلغ في بادئ الأمر عن المشتبه بهما في ريجينا عاصمة مقاطعة ساسكاتشوان، الواقعة على بُعد أكثر من 300 كيلومتر إلى الجنوب. وبعد ذلك تم توسيع نطاق التحذير وعمليات البحث لتشمل أيضاً مقاطعتي مانيتوبا وألبرتا المجاورتين الشاسعتين. وقالت هيئة الصحة في ساسكاتشوان إنها قامت بتفعيل بروتوكولات الطوارئ للتعامل مع «عدد كبير من المصابين في وضع حرج». وأرسلت ثلاث مروحيات وطبيباً إلى الموقع من ساسكاتشوان وريجينا لنقل ضحايا عمليات الطعن. وشهدت كندا في السنوات الأخيرة سلسلة هجمات عنيفة؛ ففي أبريل (نيسان) 2020 قتل مسلح ادعى أنه شرطي 22 شخصاً في نوفا سكوشا، وفي يناير (كانون الثاني) 2017 قُتل خمسة أشخاص وأصيب خمسة بجروح في هجوم على مسجد في كيبيك، وفي 2018 صدم سائق بشاحنته الصغيرة مارة في تورونتو موقعاً عشرة قتلى و16 جريحاً.

الشرطة الكندية تعثر على أحد المشتبه بهما في حوادث الطعن ميتاً

أوتاوا: «الشرق الأوسط».. أعلنت الشرطة الكندية أنّ أحد المشتبه بتنفيذهما هجمات بالسكاكين في غرب البلاد، يوم الأحد، عُثر عليه، الاثنين، ميتاً في إحدى المنطقتين اللتين استهدفتهما هذه الهجمات. وقالت نائبة مفوض شرطة الخيالة الكندية الملكية روندا بلاكمور خلال مؤتمر صحافي إنّه تمّ العثور على جثة داميان ساندرسن وعليها آثار العديد من «الجروح الظاهرة». وأضافت أنّه تمّ العثور على جثّته في «جيمس سميث كري نايشن»، إحدى بلدات السكّان الأصليين للبلاد، مشيرة إلى أنّ الجثّة كانت «في منطقة عشبية، بالقرب من منزل يجري تفتيشه حالياً»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. ولفتت المسؤولة في الشرطة إلى أنّ المشتبه به الثاني، وهو شقيق الأول ويدعى مايلز ساندرسن، لا يزال متوارياً عن الأنظار ومن المحتمل أن يكون مصاباً بجروح بدوره «وبحاجة لتلقّي العلاج». وتابعت «لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين كيف مات داميان، لكنّه ربّما يكون قُتل على يد شقيقه». وقالت الشرطة إنّ مايلز لا يزال «طليقاً» ويشكّل «تهديداً». وأضافت «ننصح الناس بتوخّي الحذر فهو يعتبر خطيراً... أفعاله أظهرت أنّه عنيف». ومنذ (الأحد)، عبّأت الشرطة المئات من عناصرها للعثور على هذين الشقيقين اللذين تشتبه في تنفيذهما سلسلة هجمات بسكاكين أوقعت 10 قتلى و18 جريحاً، بعضهم بحالة خطرة، ولا تزال دوافعها مجهولة. وأحصت الشرطة 13 مسرح جريمة في أماكن نائية في وسط غرب البلاد، أحدها بلدة للسكّان الأصليين. ولم تدل السلطات في الحال بأيّ معلومات تتعلّق بضحايا هذه الهجمات، لكنّ غالبيتهم من السكّان الأصليين للبلاد. وفي كندا، يمثّل السكّات الأصليون حوالي 5 في المائة من إجمالي عدد سكّان البلاد البالغ 38 مليون نسمة، وهم يعيشون غالباً في مجتمعات تسودها البطالة والفقر.

رفض واسع في تشيلي لمشروع الدستور الجديد

انتكاسة لآمال بوريتش بطيّ صفحة عهد نظام بينوشيه

الشرق الاوسط.. مدريد: شوقي الريّس... رفض التشيليون، بأغلبية ساحقة بلغت 62 في المائة، مشروع الدستور الجديد الذي أعدته هيئة تأسيسية واسعة طوال أكثر من عامين، في الاستفتاء الذي جرى الأحد وجاءت نتيجته لتشكل انتكاسة كبيرة للرئيس الجديد غابرييل بوريتش الذي تسلم مهامه مطلع الربيع الماضي، والذي كان يراهن بقوة على نجاح الاستفتاء وطي صفحة النظام العسكري الذي وضع الدستور الحالي وأعطى صلاحيات واسعة للقوات المسلحة وأجهزتها خارج إطار المحاسبة من مؤسسات الرقابة الرسمية. وفور صدور نتائج الاستفتاء دعا بوريتش إلى اجتماع عاجل يضم جميع القيادات الحزبية الممثلة في البرلمان لمشاورات من أجل الإسراع في إطلاق عملية تأسيسية جديدة، كما أعلن عزمه على إجراء تعديل حكومي لمواجهة المرحلة الجديدة. وكانت نسبة المشاركة في الاستفتاء قد تجاوزت 85 في المائة، وجاءت لصالح الجهات الرافضة للدستور الجديد في جميع الأقاليم، ما يفرض على الحكومة إعادة النظر بصورة جذرية في برنامجها الذي يقوم على الإصلاحات الرئيسية التي كان النص الدستوري الجديد يرمي إليها. ويقول محللون إن الأحزاب اليمينية، وبعض أحزاب الوسط واليسار، قد نجحت في إقناع المواطنين بأن الدستور الجديد ينبثق من مؤتمر تأسيسي هيمن عليه اليسار، ما دفع بالرئيس الكولومبي الجديد غوستافو بيترو إلى التعليق على نتيجة الاستفتاء بقوله (إنها عودة الروح إلى نظام بينوتشيه) الجنرال الذي حكم تشيلي من عام 1973 إلى عام 1990 بعد انقلاب عسكري أطاح حكومة سلفادور الليندي اليسارية. يشار إلى أن هذا الاستفتاء كان تتويجاً لنشاط الهيئة التأسيسية المكلفة بوضع دستور جديد للبلاد، والذي كان المخرج الذي توافقت عليه القوى السياسية لاحتواء الاضطرابات الشعبية العنيفة والواسعة التي شهدتها تشيلي عام 2019. وكانت الأجواء المشحونة التي عاشتها جميع المناطق حيث وقع عدد كبير من القتلى والجرحى في اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة، قد دفعت إلى تضمين النص الدستوري الجديد إصلاحات وتعديلات عميقة، مثل المساواة التامة بين الأجناس، والاعتراف الكامل بحقوق السكان الأصليين، والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية في بلد تشكل الثروة المعدنية واحداً من مصادر دخله الأساسية. لكن نتيجة الاستفتاء الحالي، رغم أهميتها، لا تعفي أحزاب اليمين والوسط واليسار المعتدل من التزامها احترام نتيجة الاستفتاء السابق الذي أيد فيه 78 في المائة من المواطنين تعديل الدستور الراهن. ومن المرجح أن تتسلح هذه الأحزاب بنتيجة الاستفتاء الأخير لتفرض بعض أفكارها في المرحلة التأسيسية المقبلة، مثل رفض إعلان تشيلي دولة متعددة الجنسيات أو إلغاء مجلس الشيوخ. وكان الرئيس التشيلي الأسبق ريكاردو لاغو قد علق على نتيجة الاستفتاء بقوله إن النص الدستوري الذي كان مطروحاً على المواطنين جاء ثمرة مراحل متراكمة من الحقد، وإن ذلك لا يبشر بالخير، وقد يمهد لجولات جديدة من التمرد الشعبي والاضطرابات (لأن المشاكل والمطالب الاجتماعية التي أدت إلى الاستفتاء، ما زالت موجودة وتنتشر كل يوم بمزيد من الحدة وعلى نطاق أوسع). من جهته، علق الرئيس اليميني السابق سيباستيان بينييرا، الذي اندلعت موجة الاضطرابات الشعبية على عهده، بأن القوى التي يمثلها ملتزمة بوضع دستور جديد يراعي كل الحساسيات، فيما دعا الرئيس الأسبق إدواردو فراي إلى العمل من أجل وضع نص دستوري يتسع لكل التشيليين ويطوي صفحة الماضي في آن واحد. وحدها الرئيسة السابقة، ميشيل باتشيليه، التي حكمت تشيلي ولايتين، كانت من دعت إلى تأييد النص الدستوري الجديد من بين كل الرؤساء السابقين، وصرحت بقولها أمس: «النتيجة واضحة وتقتضي منا تصويب المسار والإصغاء إلى صوت الشعب، لكن ثمة نقاطاً لا يمكن التراجع عنها، مثل المساواة التامة بين الأجناس، والمشاركة الواسعة في القرارات الأساسية، والبيئة وحقوق السكان الأصليين». والسـؤال المطروح الآن هو عن طبيعة العملية التي ستقود إلى وضع نص دستوري جديد بعد أن فشلت الهيئة التأسيسية الواسعة التي كانت تسيطر عليها الأحزاب والقوى اليسارية، إلى جانب مواطنين مستقلين يمثلون جميع شرائح المجتمع والحركات الطلابية والنقابات العمالية والمهنية. وليس واضحاً بعد إذا كان بوريتش سيدعو إلى استفتاء آخر لتحديد طبيعة الآلية التي ستكلف وضع الدستور الجديد، أو لأنه سيوجه الدعوة إلى تشكيل هيئة تأسيسية جديدة استناداً إلى نتائج الاستفتاء السابق. لكن رغم التوافق الظاهر الذي أبدته القوى السياسية حتى الآن في ردود الفعل الأولى حول نتائج الاستفتاء الدستوري، وفي استعدادها للعمل من أجل التوصل بأسرع وقت إلى نص جديد للدستور تقبل به غالبية المواطنين، يخشى المراقبون من أن هذه النتيجة ستفتح شهية الأحزاب اليمينية لعرقلة العملية والدفع باتجاه افتعال أزمة عن طريق استفزاز الشارع وتحريكه من جديد، ووضع رئيس الجمهورية أمام خيار واحد يلزمه الدعوة لإجراء انتخابات مسبقة قد تعيدهم إلى الحكم



السابق

أخبار مصر وإفريقيا..عقبات في طريق «قمة الجزائر» رغم إشارات إيجابية إلى انعقادها..المفاعل النووي المصري..روسيا تتقدم خطوة تنفيذية جديدة..فيضانات السودان..خسائر فادحة وآثار مدمرة..الدبيبة أمام اختبار إخلاء طرابلس من معسكرات الميليشيات.. تونس في انتظار تعديل حكومي لتجاوز اتهامات بـ«الفشل»..«الشباب» الصومالية تتوعد القبائل المتحالفة مع الحكومة..مقتل 35 مدنياً على الأقلّ بانفجار عبوة ناسفة في بوركينا فاسو..الجزائر تدعو إلى استئناف المفاوضات بين المغرب و«البوليساريو».. تحقيق في مزاعم «تحرش» ومخالفات في مكتب الاتصال الاسرائيلي بالرباط..

التالي

أخبار لبنان..باسيل يُهدِّد «بالفوضى الدستورية» والكرة في ملعب حزب الله..نصر الله يستعد للتدخل شخصياً بين باسيل وفرنجية.. باسيل: لن نعترف بشرعية الحكومة المستقيلة بعد انتهاء ولاية عون..لبنان «بلا بوليصة تأمين» وإلى... فوهة البركان.. «حزب الله» يستبق وصول الوسيط الأميركي برفض «الرد السلبي».. انقطاع الاتصالات في لبنان يربك المصارف ويعطل المحاكم..أزمة الكهرباء تتفاقم ومولّدات الأحياء «تتحكّم باللعبة»..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..بريطانيا: روسيا تكثف هجماتها في دونباس لإحباط هجوم أوكراني محتمل.. البرلمان التشيكي يوافق على انضمام السويد وفنلندا إلى «الناتو»..روسيا لإنشاء مفاعلين نوويين في المجر..الشركة المشغلة لمحطة زابوريجيا: هناك مخاطر «انتشار مواد مشعّة»..موسكو: 170 دولارا شهريا لمن غادروا أوكرانيا إلى روسيا..مصرع 45 شخصاً وإصابة 113 آخرين في نوبات مطيرة عبر باكستان.. مطاردات ومنازل سرية.. طالبان تشن حملة لملاحقة القوات الأفغانية السابقة..تايوان: الصين تواصل أنشطتها حولنا..كوبا تطلب مساعدة أميركية لإعادة بناء مستودع نفط..روسيا تُعرقل تبنّى إعلان أممي في شأن نزع السلاح النووي..هولندا: مقتل عدة أشخاص جراء اندفاع شاحنة وسط حفل في الشارع..

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,131,373

عدد الزوار: 7,660,752

المتواجدون الآن: 0