أخبار لبنان..دار الفتوی اليوم: مواجهة التفكّك والفراغ بالعودة إلى الطائف والدستور..عون وميقاتي.. "تهويل ما قبل التشكيل"!.. "دار الفتوى": تحصين الطائفة والطائف.. لقاء النواب السنّة اليوم بدار الفتوى يمهد لأرضية مشتركة في الانتخابات الرئاسية..ميقاتي يعود إلى العرقلة حكومياً.. الحراك السعودي في لبنان يحمي «الطائف» دولياً: المشكلة ليست بالنظام.. سواحل شمال لبنان..منصة لتهريب الطامحين للوصول إلى أوروبا عبر البحر..

تاريخ الإضافة السبت 24 أيلول 2022 - 3:15 ص    عدد الزيارات 1492    التعليقات 0    القسم محلية

        


دار الفتوی اليوم: مواجهة التفكّك والفراغ بالعودة إلى الطائف والدستور....

تقاطعات دولية وإقليمية تهدّد التفاؤل الحكومي.. وضحايا «الهجرة إلى الموت» ترتفع ولا معالجات

اللواء.. مؤشران محليان يضيئان على مسار العلاقات الداخلية، المتأثرة حكماً بالمسارات الاقليمية والدولية: المواقف التي ستصدر عن لقاء النواب السنّة المسلمين في دار الفتوى بدعوى من المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، والمتوقع ان تشكل دعماً لكل المساعي الرامية الى الحفاظ على الوحدة الوطنية، واحترام المهل التي ينص عليها الدستور، المنبثق عن اتفاق الطائف، في ما خصَّ الاستحقاقات المتعلقة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتأليف حكومة قادرة عل وضع الاصلاحات المالية والنقدية والتشريعية موضع التنفيذ، بما في ذلك خطوات خطة التعافي الاقتصادي. وسيعبر الموقف عن مواجهة الفكفكة في الدولة باتفاق الطائف وآلياته الدستورية. اما المؤشر الثاني فيتصل بما سينجم عنه اللقاء بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي لجهة القدرة على جعل التفاهم قبل لندن ونيويورك تفاهما عبر اصدار المراسيم الحكومية، للحؤول دون الوقوع في المحظور، والويل والثبور، الذي يلوح به فريق بعبدا والتيار الوطني الحر. مع العلم أن الرئيس المكلف اعرب من نيويورك عن امله في ان يتم انهاء الملف في الاجتماعات التي سيقعدها مع الرئيس عون الاسبوع المقبل. معتبر ان الامر لا يحتاج الى اكثر نقاش، وهو عالق عن وزير من هنا وآخر من هناك. وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن كل الكلام الذي يتم تداوله مجددا عن احراء يتخذه رئيس الجمهورية بشأن حكومة تصريف الأعمال في حال عدم تأليف حكومة جديدة وبقاء حكومة تثىبف الأعمال لإدارة الشغور لا أساس له من الصحة وبالتالي أي كلام يتعلق بسحب التكليف او أي إجراء آخر لا يرتكز على أي معنى في قصر بعبدا. وأشارت المصادر إلى أن ملف تأليف الحكومة يتحرك بتفاصيله في الاجتماع المقبل بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، موضحة أن مسألة تعديل بعض الوزراء لا تزال النقطة التي يتم بحثها على أنه في حال تم الاتفاق على النقاط العالقة فإن التأليف سيتم في غضون ساعات، وليس أيام وإن السرعة في الملف قد تنسحب على إعداد البيان الوزاري وإقراره ونيل الحكومة الثقة، وقالت المصادر إلى أنه لا بد من ترقب مسار الأمور. ولفتت المصادر إلى أن سحب التكليف لا يتم إلا بالطريقة نفسها التي كلف بها رئيس الحكومة عملا بمبدأ موازاة الصياغة. وقالت المصادر إنه ليس صحيحا أنه سيصار إلى تأليف حكومة انتقالية، وهذا الكلام لا يجوز في ظل وجود رئيس حكومة مكلف لم يعتذر، كما أن ما من شيء اسمه قبول استقالة الحكومة بمرسوم ما يجعلها بالتالي عاجزة عن القيام بأي شيء، وهي تعد. مستقيلة بقوة الدستور مجرد أن ولاية مجلس النواب الجديد بدأت، تعتبر الحكومة مستقيلة وتصرف الأعمال بالمعنى الضيق حتى نيل حكومة جديدة تنال ثقة مجلس النواب. ولفتت إلى أن هناك سعيا لملء فراغ الرئاسة قبل انتهاء الولاية الدستورية في ٣١ تشرين الأول المقبل أي أن يصار إلى انتخاب رئيس وإن تعذر ذلك بسبب تبعثر القوى فإن حكومة مكتملة الأوصاف دستوريا تستلم صلاحيات رئيس الجمهورية وهي تكون حائزة على أوسع مشاركة ممكنة ومحافظة على التوازنات الحالية. وبانتظار عودة الرئيس ميقاتي الى بيروت والمتوقعة الاحد المقبل، تشير مصادر سياسية إلى أن التفاؤل السائد بتشكيل حكومة جديدة أواخر الاسبوع المقبل، ما يزال سائدا، بالرغم من كل المواقف المشككة او التصعيدية، التي تهدف إلى تحسين المكتسبات قدر الامكان، في حين مايزال طرح خيار اجراء الانتخابات الرئاسية كاولوية يتصدر اهتمام الداخل اللبناني والخارج على حد سواء. وتتوقع المصادر السياسية أن يستكمل المجلس النيابي مناقشة مشروع الموازنة العامة واقرارها، وبعدها يتركز الاهتمام على تكثيف المشاورات بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي لتذليل ما تبقى من صعوبات وعراقيل تعترض الاتفاق النهائي على التشكيلة الوزارية، واوضحت ان نقاط الخلاف اصبحت محصورة، بعدما ادت الاتصالات التي أجراها حزب الله مع رئيس الجمهورية وصهره النائب جبران باسيل ورئيس الحكومة الى اسقاط مطالبة عون باضافة ستة وزراء دولة الى التشكيلة التي قدمها ميقاتي من قبل ،مقابل إعادة تعويم الحكومة المستقيلة مع استبدال وزيري الاقتصاد والمهجرين. وما تزال نقطة الخلاف تتركز على من يتولى تسمية بديل عنهما، رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة، في حين ان ما يتردد عن طرح تغيير نائب رئيس الحكومة، او وزير المالية، ليس صحيحا، والهدف من ترويج مثل هذه الاخبار التشويش على مشروع خطة التعافي الاقتصادي قبل اقرارها نهائيا في مجلس النواب. الا ان المصادر دعت الى التريث وانتظار نتائج المشاورات المرتقبة بين عون وميقاتي، لمعرفة الخلاصة النهائية لمشاورتهما ومدى التزامهما بتفاهمات التأليف. وتخوفت مصادر اخرى من بروز عناصر ضغط جديدة من شأنها ان تطيح بالايجابيات التي ظهرت في الاسبوعين الماضيين حول قرب التوصل الى تفاهم بين عون وميقاتي لاعادة تعويم حكومة تصريف الاعمال مع بعض التعدّيلات قد تتبدد في اية لحظة. وبين هذين المؤشرين، فرضت كارثة «مركب الموت» نفسها بندا مؤلما على ساحة مآسي البلاد والعباد، ففيما كشف وزير الاشغال العامة في حكومة تصريف الاعمال علي حمية ان عدد ضحايا المركب الغارق قبالة طرطوس بلغ الـ87 ضحية، و20 من الناجين يتعالجون في المستشفى، كانت بلدة بنين ومخيم البداوي يعيشان اجواء حزن قاتلة، في ظل فقدان الفلسطينيين واللبنانيين وحتى السوريين الثقة بالمسؤولين، أيا كانوا، ومطالبة السفارات بالتدخل للحفاظ على هؤلاء الهاربين من جحيم «البر» الى اوروبا عبر مخاطر البحر، والمراكز المشبوهة والموصوفة بتهريب «المهاجرين غير الشرعيين». فقد أصابت لبنان والشمال بشكل خاص كارثة جديدة تمثلت بغرق زورق قبالة سواحل طرطوس وجزيرة ارواد السورية ليل امس الاول، يحمل نحو 120 مهاجراً بطريقة غير شرعية انطلق فجر الثلاثاء الماضي من منطقة المنية، وعلى متنه مهاجرون من جنسيات مختلفة لبنانية وفلسطينية وسورية. وتزامنت الكارثة مع استمرار الانهيار الاقتصادي والمعيشي الذي يدفع الناس الى اليأس فالموت، بينما المعالجات مقتصرة على ابداء الرغبات والنوايا من دون مفاعيل على الارض، على امل ان تبدأ المعالجات من إقرار الموازنة الاثنين المقبل، ويتم الاتفاق على تشكيل الحكومة، فيما الاستحقاق الرئاسي مازال «قيد التداول في المواصفات» بين القوى السياسية من دون الدخول في اسماء مرشحيها، ولو صدرت اشارات وتسربات ان رئيس المجلس نبيه بري سيدعو الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بعد اقرار الموازنة. بينما يترقب الجميع ما سيصدر اليوم عن اجتماع النواب السنّة في دار الفتوى. وقد عُلم انه بعد لقاء النواب السنّة، ستدعو دار الفتوى الى لقاءات لأقطاب آخرين وجمعيات وشخصيات من اجل استكمال عملية توحيد المواقف حول كل الامور الوطنية المهمة. وفي هذا المجال، أكد وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، أننا «لا نتدخّل في خيارات اللبنانيين». وأضاف عبر mtv: على اللبنانيين اختيار رئيس قادر على تحقيق طموحاتهم ورأينا ما حصل سابقاً. وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا امس، في مؤتمر صحفي من نيويورك في حديث عن لبنان: كررنا دعوة المسؤولين هناك كي يتصرفوا بمسؤولية وكي يستجيبوا لطلب اللبنانيين. واضافت كولونا: صيغة الدعوة جاءت بطريقة «غير مسبوقة»، أي ببيان مشترك بين فرنسا وأميركا والسعودية. والدول الثلاث ذكرت بأن الانتخابات يجب أن تجري وفق الرزنامة التي حددها الدستور، وبأن الإصلاحات يجب أن تجري وأن تسمح بالتوقيع على اتفاق كامل مع صندوق النقد الدولي. واكدت ان «هذا الاتفاق ‏لا بد منه بالنسبة للبنان بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الهش الذي يعيشه» . محلياً، اعرب الرئيس عون عن «ارتياحه للبيان الثلاثي الذي صدر امس عن فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والسعودية في ما خص الوضع في لبنان، مؤكداً على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، وتشكيل حكومة جديدة تنال ثقة مجلس النواب قبل انتهاء الولاية الرئاسية في 31 تشرين الاول المقبل، مكرراً ضرورة تطبيق الاصلاحات التي تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي، وازالة كل العراقيل التي تحول دون ذلك». كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله امس، في حضور السفيرة الفرنسية في لبنان السيدة آن غريو وفدا من لجنة الصداقة النيابية الفرنسية مع لبنان برئاسة الوزير السابق رينو موسولييه، الذي نقل وتحدث رئيس الجمهورية عن الازمة الحكومية التي تمر بها البلاد لافتاً الى أنه يعمل على إزالة العراقيل السياسية الموضوعة امام تشكيل الحكومة. وأكد على «اهمية وجود حكومة كاملة المواصفات حائزة على ثقة مجلس النواب لتتمكن من تحمل مسؤولية ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية في حال تعذر انتخاب الرئيس، لافتاً الى ضرورة المحافظة على التوازن الوطني في كل الاستحقاقات الدستورية المرتقبة. ورداً على سؤال جدد رئيس الجمهورية التزام لبنان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع صندوق النقد الدولي، مشيراً الى أن قانون الموازنة للعام 2022 ينتظر اقراره في مجلس النواب، الذي اعيد اليه قانون تعديل قانون السرية المصرفية ليصبح اكثر تطابقاً مع المعايير الدولية. وإستقبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف وسفراء دول الإتحاد الأوروبي في لبنان، حيث تم عرض لمجمل تطورات الأوضاع. وأثار الوفد مسار التفاوض بين لبنان وصندوق النقد الدولي، والتشريعات الإصلاحية التي أنجزت وتلك التي قيد الإنجاز. وتوقف الوفد أمام المخاطر الناجمة عن تردي الأوضاع الإقتصادية. وقدم الرئيس بري عرضاً مسهباً «حول خارطة طريق لإنقاذ الوضع في لبنان، يتصدرها التوافق مع صندوق النقد الدولي، وإنجاز القوانين الإصلاحية من الموازنة العامة الى قانون «الكابيتال كونترول» وقانون السرية المصرفية وخطة التعافي الإقتصادي التي وصلت مؤخرا الى المجلس النيابي». وشدد على «أهمية حفظ حقوق المودعين بإعتبارها سببا أساسيا لإعادة إكتساب الثقة على الصعيدين المالي والمصرفي وتعافي الدورة الإقتصادية في البلاد». وأكد الرئيس بري «أن هناك هامشا زمنيا ضيقا لإنجاز ما هو مطلوب، والذي يستوجب تعاوناً وثيقاً بين المجلس النيابي والحكومة إفساحاً في المجال أمام مجلس النواب لإنجاز الإستحقاق الدستوري الأول ألا وهو إنتخاب رئيس جديد للجمهورية». والتقى ميقاتي امس، الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب ومندوبة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة امال مدللي. وخلال اللقاء دعا غوتيريش «الى الاسراع في تشكيل حكومة لبنانية جديدة واجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها». ونوّه «بما تضمنته كلمة رئيس الحكومة امام الجمعية العامة لا سيما لجهة دعم مهمة اليونيفيل والتزام القرارات الدولية والتنسيق مع الجيش». واشار «الى ان ما عبر عنه الرئيس ميقاتي بشأن وضع الاونروا سيكون موضع متابعة اممية لتحسين اوضاع الفلسطينيين المقيمين في لبنان». كذلك، التقى الرئيس ميقاتي وزير خارجية مصر سامح شكري الذي أكد «ان القمة العربية المقبلة في الجزائر تشكل فرصة مهمة لتعزيز العلاقات العربية- العربية وتعزيز التعاون المشترك». وكشف انه سيزور بيروت قريباً.

الاستحقاق الرئاسي

وفي سياق البحث في الاستحقاق الرئاسي، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نواب كتلة «التجدد»: ميشال معوض، اشرف ريفي، فؤاد مخزومي واديب عبدالمسيح في حضور نائبي تكتل الجمهورية القوية فادي كرم وايلي خوري​، وجرى بحث في بعض الاسماء الممكن ترشيحها للإنتخابات. عقب اللقاء الذي استغرق ساعة من الوقت، وصف النائب عبد المسيح باسم الوفد اللقاء بـ«المثمر والجيد جدا»، واضعا «الإجتماع في اطار الزيارات التنسيقية لكتلة «التجدد» مع القوى السيادية والإصلاحية والتغييرية للبحث في التعاون في المجال التشريعي ضمن مجلس النواب كالموازنة ومشاريع القوانين من جهة، وللنقاش الجدي في كل الاستحقاقات الدستورية وفي مقدمتها الاستحقاق الرئاسي من جهة ثانية» . تابع: نحن على تفاهم واضح مع «القوات اللبنانية» باننا لا نريد فراغا في سدة الرئاسة بل نحتاج رئيسا جديدا قبل 31 تشرين الاول، لكن ليس «أي رئيس. وردا على سؤال، قال عبد المسيح: لم يتم الدخول في الأسماء بل بآليات توحيد المعارضة ككل، وهناك تنسيق دائم مع اخوتنا التغييريين وحتى الآن لم نصل الى آلية موحدة معهم الا ان التنسيق مستمر.

افضل العلاقات مع المملكة

وحظيت مناسبة احتفال المملكة العربية السعودية بعيدها الوطني الـ92 بوقفة رسمية وروحية وشعبية، تعبر عن وفاء لبنان للمملكة ودورها الرائد في الوقوف الى جانب لبنان ودعمه. فأبرق الرئيس عون الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مهنئا بالعيد الوطني السعودي، مشيرا الى تطلعه الى «تطوير التعاون بين البلدين في المجالات كافة»، في حين لفت المفتي دريان في بيان له الى ان اليوم الوطني السعودي نستذكر فيه تاريخ المملكة المجيد في حمل امانة الاسلام ورعاية شؤون العرب والمسلمين، معتبرا ان لبنان من اكثر الدول العربية الذي تلقى الدعم والمساعدة من المملكة من دون تمييز او تفريق، وهي حريصة على قيام دولة لبنان القانون والمؤسسات. شعبياً، لمناسبة اليوم الوطني السعودي، تقيم «رابطة ابناء بيروت» في مقرّها بمحلة قصقص في حفلاً شعبياً حيث انتشرت في طرقات العاصمة بيروت ولاسيما مناطق الطريق الجديدة، قصقص، البربير، يافطات ذُيّلت بتوفيع «أوفياء بيروت» و«بيروت الوفية»، تضمنت عبارات تُشيد بقيادة المملكة العربية السعودية الرشيدة ودعمها المتواصل للبنان، ومنها: «أهل لبنان ممتنون لمملكة الخير رعايتها لاتفاق الطائف وتكريس السلم الأهلي»، «بقيادتكم الرشيدة مملكة قوية وعزيزة ومتحدة».

الترسيم

وعلى صعيد الترسيم، جدّد الرئيس عون الحديث عن تقدم، معربا عن الامل في الوصول الى اتفاق، في وقت ما يزال الانتظار يلف مهمة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، الذي يتعين ان يحمل معه الى بيروت مسودة اتفاق مكتوب حول التصور الاميركي لترسيم مقبول للحدود بين لبنان واسرائيل.

الجلسة النيابية

نيابياً، من المتوقع ان يتابع مجلس النواب يوم الاثنين المقبل مناقشة واقرار بنود موازنة العام 2022 من البند الذي تم التوقف عنده في الجلسة التي عقدت يوم الخميس الفائت، عند موضوع الدولار الجمركي، بعد اقرار باب النفقات. في ظل تخوف من عدم اكتمال النصاب القانوني، بعد تطييره في الجلسة السابقة من جميع نواب المعارضة، على خلفية مخالفات في المشروع، في غياب قطوعات الحسابات، واشتراط نواب القوات بدراسة خطة التعافي الاقتصادية التي ارسلت الى المجلس من قبل الحكومة «وان كان رئيس المجلس نبيه بري قال هذا الامر يدرس في اللجان. علما ان خلافات كثيرة تعصف بهذه الموازنة، ما يجعل اقرارها اكثر صعوبة، اذ ما يزال نواب التغيير والكتائب على موقفهم من مشروع الموازنة، وان كان تكتل الجمهورية القوية على لسان النائب جورج عدوان، قال انه لن يقاطع الجلسة وان في حال عدم دراسة خطة التعافي، سيناقش النواب في التفاصيل وان كانوا لن يصوتوا لصالح الموازنة. في المقابل، يسعى نواب التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة ولبنان القوي ونواب عكار والمردة، لتمرير موازنة بالحد الادنى من الاضرار، في حال تمكنت من تأمين النصاب، لان اقرارها امر سيّئ، ولكن عدم الاقرار هو الاسوأ وابقاء الصرف على القاعدة الاثني عشرية. وتشير مصادر نيابية، ان زيارة وفد الصندوق الدولي الاخيرة الى لبنان اشترطت اقرار القوانين الاصلاحية والموازنة، فيما تعتبر مصادر معارضة ان اقرار موازنة على بعد ثلاثة اشهر من انتهاء العام، لزوم ما لا يلزم، والافضل اعداد موازنة للعام 2023، تحمل في طياتها كل التحفظات النيابية، من توحيد سعر الصرف، واعادة هيكلة المصارف، وخطة اقتصادية شاملة. وعشية الجلسة، تجددت الدعوة من قبل الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان واتحادات نقابية للتجمع والتظاهر عند العاشرة من صباح الاثنين امام مجلس النواب رفضا لموازنة الافقار وتجويع اللبنانيين. في سياق متصل، مضت «الجمعية العمومية للقضاة التي اجتمعت ظهرا الى الاستمرار في التوقف عن العمل لمزيد من التشاور خصوصا ان ايا من المطالب لم تتحقق لناحية قانون استقلالية القضاء او تحسين ظروف العمل في قصور العدل واوضاع القضاة».

زوارق الموت مستمرة

في تطورات غرق الزورق الشمالي تضاربت المعلومات حول العدد الدقيق للضحايا، فأعلن المرصد السوري قرابة الثانية من بعد الظهر ان حصيلة ضحايا قارب المهاجرين بات 81 قتيلاً. فيما أكد مدير عام الموانئ السورية انتشال ٢٠ ناجياً و ٧٣ متوفياً، كحصيلة غير نهائية مشيرا الى ان البحث ما زال مستمرا. وأوضح وزير الاشغال علي حمية ان «عدد ضحايا غرق المركب بلغ 75 شخصا، بينهم ٩ لبنانيين، فيما نجا عشرون آخرون، بينهم 5 لبنانيين، 12 سورياً و3 فلسطينيين». وقال أن «اغلبية الضحايا في الحادثة ليست لديهم اوراق ثبوتية»، مضيفا أنه «بناء على احد المعطيات من احد الناجين وفق ما اخبرني وزير النقل السوري ان عدد من كانوا على الزورق يفوق الـ120 شخصاً». وكشف حمية ان «الزورق خشبي وصغير جداً وهو وصل الى لبنان منذ شهرين». وتم توجيه دعوة لاهالي المفقودين للتوجه الى مشفى الباسل في طرطوس للتعرف على الجثث لانها مجهولة الهوية. وقد انطلقت عصراً تسع سيارات من الهلال الأحمر السوري نحو الحدود اللبنانيّة محمّلة بـ٩ جثث من ضحايا الزورق، ٥ منهم فلسطينيين و٤ لبنانيين وتم تسليمهم أصولا للصليب الاحمر اللبناني عند الحدود مع لبنان في منطقة العريضة. ولاحقاً، اعلنت قيادة الجيش في بيان انه و«في تاريخ 21 /9 /2022، أوقفت دورية من مديرية المخابرات في طرابلس- الميناء كلاً من المواطنين: (أ. ر)، (م. ر)، (م. م) و(م. غ. م) لوجود سوابق لهم في عمليات التهريب ولمحاولتهم شراء مركب للقيام لاحقاً بعملية تهريب أشخاص عبر البحر بطريقة غير شرعية وضُبط بحوزتهم مسدسٌ حربي. كما أوقفت دورية أخرى من المديرية في محلة دير عمار المواطنين (ع. ر)، (م. ع)، (ب، ع)، (خ. ع) للاشتباه بقيامهم بأعمال التهريب عبر البحر ومراقبة دوريات القوات البحرية. سُلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص». وقال الوزير حمية: أن «من يتحمل المسؤولية عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية في لبنان هي السياسات المالية المتعاقبة من 30 و40 سنة، أدت إلى ما أدت إليه من وضع اجتماعي صعب جداً على الناس التي تفتش على بصيص أمل. وعن كيفية مجابهة هذه الظاهرة التي تتزايد يومياً، أكد حمية أن «الاستنفار قائم في لبنان، وقال: نعمل على قدم وساق ولكن هذا الأمر نتيجة سياسات مالية وليست وليدة اللحظة وهذه هي المشكلة.

138 إصابة جديدة

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 138 إصابة جديدة بفايروس كورونا، وحالة وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1214733 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

عون وميقاتي... "تهويل ما قبل التشكيل"!

"دار الفتوى": تحصين الطائفة والطائف

نداء الوطن.... لا شك في أنّ اجتماع دار الفتوى اليوم لن يخرج بخلاصات وقرارات حاسمة تقلب موازين القوى في البلد، لكنّ الأكيد أنه سيلقي بثقله في ميزان التحديات والاستحقاقات الراهنة والداهمة على الساحتين الوطنية والدستورية، خصوصاً وأنّ الهدف الأساس منه يتمحور حول "لمّ الشمل" السنّي وجمع نواب السنّة على كلمة سواء ترتقي إلى مستوى الهواجس والمخاطر المحدقة باللبنانيين كلهم على مختلف انتماءاتهم الطائفية والسياسية. تحت سقف "الدار"، ينعقد اللقاء الرامي إلى "تعزيز الوحدة السنية الإسلامية والوطنية" برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان عصر اليوم، لإعادة تصويب البوصلة باتجاه "الثوابت والجوامع" بين النواب السنّة في مقاربة "الملفات الأساسية والمنعطفات المفصلية التي يمرّ بها لبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه" كما نقلت مصادر مطلعة على أجواء تحضيرات اجتماع دار الفتوى، مشددةً على أنّ "الغاية منه بعيدة كل البعد عن لعبة الاصطفافات الطائفية والمذهبية في البلد لكنها ترتكز بشكل محوري حول تحصين وحدة الطائفة السنّية في مواجهة كل محاولات شرذمة صفوفها، ووضع خط أحمر عريض في الوقت نفسه حول اتفاق الطائف في وجه مخططات العبث به وتقويض مندرجاته الناظمة للحياة الدستورية في لبنان والحافظة لاستقراره وسلمه الأهلي". وإذ انحصرت الدعوة إلى اللقاء بأعضاء البرلمان من الطائفة السنّية، لم يشذ عن تلبيتها سوى ثلاثة نواب هم أسامة سعد وابراهيم منيمنة وحليمة قعقور، لاعتبارات واعتراضات "مبدئية" كما جاء في نصّ اعتذار منيمنة عن عدم المشاركة في لقاء دار الفتوى بوصفه "يتعارض مع المبادئ التي ننطلق منها في عملنا لجهة رفض الاصطفافات الطائفية"، بينما لم ينظر زملاؤه في تكتل "نواب التغيير" إلى اللقاء من المنظار نفسه، فأكد كل من النواب ياسين ياسين ورامي فنج ووضاح الصادق المشاركة في اللقاء. وفي المقابل يؤكد القيّمون على اجتماع اليوم أنّ "دار الفتوى لم تكن ولن تكون يوماً عنواناً لتعزيز الانقسامات الطائفية في لبنان بل هي كانت وستبقى معنيّة بوحدة الصف السني والإسلامي تحت سقف وطني جامع لكل اللبنانيين"، وعلى هذا الأساس "ترى بحكم مسوؤليتها الروحية والوطنية أنّ نواب الطائفة السنية تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في سبيل تكريس وحدتهم حيال الاستحقاقات الدستورية الحاسمة في مسار تعزيز وحدة الدولة والوطن"، لا سيما وأنّ مجلس النواب سيكون أمام "امتحان الاستحقاق الرئاسي الذي سيشكل نقطة مركزية في خريطة الطريق الإنقاذية المنشودة لاستنهاض البلد، بينما هناك جهات تبذل كلّ جهدها لتعطيل هذا الاستحقاق وإدخال سدة رئاسة الجمهورية في شغور طويل الأمد بالتوازي مع العمل على تطويق صلاحيات مجلس الوزراء لإدخال السلطة التنفيذية في شلل خانق لكل مؤسسات الدولة لغاية في نفس الطامعين بتغيير النظام ونسف دستور الطائف، ومن هنا فإنّ اجتماع دار الفتوى سيشكل جبهة برلمانية سنّية رافضة للشغور في موقع رئاسة الجمهورية وللمسّ بموقع رئاسة الحكومة وصلاحيات مجلس الوزراء تحت شعارات وفتاوى مبتدعة لتشريع التعطيل وتكريس الفراغ على المستويين الرئاسي والحكومي". في الغضون، يتواصل "المد والجزر" بين قصر بعبدا والسراي الحكومي في الأمتار الأخيرة من عملية تأليف الحكومة العتيدة، بحيث جدد رئيس الجمهورية ميشال عون خلال الأيام الماضية حملة التهويل على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ملوّحاً بالإقدام على خطوة إصدار مرسوم قبول استقالة الحكومة الذي يصدر عادة بالتزامن مع مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة، ما سيؤدي إلى فرط حكومة ميقاتي الحالية وشل قدرتها على تصريف الأعمال، الأمر الذي وضعته مصادر حكومية في خانة "تهويل ما قبل التشكيل" مؤكدةً أنّ "عون يعلم قبل سواه أنه لا يستطيع اتخاذ هكذا خطوة انتحارية أو بالأحرى فإنّ "حزب الله" لن يسمح له بهدم الهيكل فوق رؤوس الجميع"، ورأت أنّ "الرسائل التهويلية التي يطلقها عون بين الحين والآخر لا تندرج سوى في خانة استباق ولادة الحكومة بمحاولة تسجيل نقاط إضافية في مرمى الرئيس المكلف للإيحاء بعد تأليفها بأنه استطاع إخضاعه وإجباره على التشكيل في نهاية المطاف". وكان ميقاتي قد أكد أمس إثر لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك العمل على "إنهاء الملف الحكومي الأسبوع المقبل"، مشدداً على أنّ المسألة لم تعد تحتاج إلى "الكثير من النقاش" مع رئيس الجمهورية، خصوصاً وأنّ "البلد بحاجة الى حكومة تستطيع التصدي قدر المستطاع للمشكلات"، مع الإشارة في هذا المجال إلى أنّ "الموضوع لا يزال عالقاً عند وزير من هنا وآخر من هناك".

لقاء النواب السنّة اليوم بدار الفتوى يمهد لأرضية مشتركة في الانتخابات الرئاسية

الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب... تترقّب الأوساط السياسية والشعبية، الخطاب الذي يلقيه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، خلال لقائه النوّاب السنة في دار الفتوى عصر اليوم، وما سيتضمنه من مواقف وطنية تجاه الاستحقاقات الداهمة وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية، ويكتسب اللقاء أهمية بالغة، كونه يمهّد لخلق أرضية مشتركة بين النوّاب السنة المنتمين إلى تكتلات وأحزاب سياسية مختلفة، وذلك في ضوء الآراء التي سيبدونها بالملفّات الحساسة ودورهم فيها، لا سيما انتخاب رئيس الجمهورية. ويتوقع أن يحضر اللقاء 24 نائباً سنيّاً، ويتغيّب عنه ثلاثة فقط؛ هم حليمة قعقور وإبراهيم منيمنة (من كتلة نواب التغيير) وأسامة سعد؛ حيث قدّم كلّ منهم مبررات غيابه، وفق ما أوضح المسؤول الإعلامي في دار الفتوى خلدون قوّاص، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن المفتي دريان «سيلقي كلمة تتضمّن مواقف وطنية جامعة، يسلّط فيها الضوء على المخاطر التي تتهدد البلاد ووحدتها، وضرورة احترام الاستحقاقات الدستورية خصوصاً انتخاب رئيس جديد للبلاد ضمن المهلة الدستورية». وشدد قوّاص على أن مفتي الجمهورية «سيجدد التمسّك باتفاق الطائف واستكمال تنفيذ بنوده التي لم تنفّذ بعد، وأهمية تعزيز علاقات لبنان بالدول العربية، ولن يدخل في زواريب السياسة الداخلية»، مشيراً إلى أن المفتي «سيستمع لآراء النواب وخياراتهم في هذه الاستحقاقات». وعمّا إذا كان اجتماع دار الفتوى محاولة لملء الفراغ الناجم عن غياب قيادة سنيّة جامعة لم تفرزها نتائج الانتخابات الأخيرة، شدد قوّاص على أن «دار الفتوى كانت وما زالت وستبقى مرجعية وطنية جامعة، وليست بديلاً عن القيادة السياسية»، رافضاً إضفاء الطابع المذهبي على اللقاء. وأضاف قوّاص: «هناك 18 طائفة في لبنان تعقد لقاءات لقياداتها، ولم تتهم بالاحتماء بالواقع المذهبي، ونحن نرفض إعطاء توصيفات دينية أو مذهبية لاجتماع دار الفتوى». ويستمرّ اللقاء ساعتين، يتوجّه بعده المشاركون إلى دارة سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري في اليرزة (جبل لبنان)، الذي يقيم عشاء تكريمياً للمفتي وللنواب، ورفض قواص إعطاء أبعاد سياسية لزيارة السفير السعودي، مؤكداً أن «المملكة العربية السعودية لا تتدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية، لكنّها في نفس الوقت ترحّب بأي لقاء يوحّد اللبنانيين». وفتحت دعوة المفتي النواب السنّة الحاليين، من دون رؤساء الحكومات السابقين، وحتى الوزراء والنواب السابقين، الأسئلة عن مدى تأثير الحدث على التطورات المقبلة، ووصف الوزير السابق رشيد درباس، اجتماع اليوم بأنه أشبه بـ«اللقاء التشاوري الاستطلاعي، في ظلّ غياب الهوية السياسية للنواب السنّة». وذكّر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بأن «هؤلاء النواب لديهم انتماءات سياسية وحزبية مختلفة، ولذلك يحاول مفتي الجمهورية انطلاقاً من مرجعيته الروحية والوطنية، أن يخلق أرضية مشتركة، تقرّب المسافات وتخلق قواسم مشتركة فيما بينهم، ليكون هناك تأثير في الانتخابات الرئاسية، كما في الحكومة المقبلة واختيار رئيسها».

ميقاتي يعود إلى العرقلة حكومياً

الاخبار... لم تكُن كافية الإشارات التي أوحَت الأيام الماضية بإمكانية لملمة الأزمة الحكومية لرسم توقعات متفائلة حول تشكيلها في وقت قريب، ولا سيما في ضوء الموجة الجديدة من المعلومات التي عكست تراجعاً في منسوب التفاؤل وأشارت إلى «عدم التوافق على الأسماء التي سيُطاولها التغيير». ومن ضمن الإشارات التي استجدّت في الساعات الماضية تصريح الرئيس المُكلف نجيب ميقاتي بأنّ موضوع تشكيل الحكومة ما زال «عالقاً بين وزير من هنا وآخر من هناك، وهذا البحث يحصل بيني وبين فخامة الرئيس وبالتعاون معه»، آملاً الانتهاء من هذا الموضوع في الاجتماعات المقبلة الأسبوع المقبل. وإلى جانب كلام المقرّبين من رئيس الحكومة، والذي اتّسم ببعض السلبية لجهة التأكيد أن «الطروحات لم تتغير، وأن البحث في أمر تغيير وزيرَي المهجرين والاقتصاد عصام شرف الدين وأمين سلام لا يزال نفسه من دون أن يحصل اتفاق». فقد أكدت مصادر رفيعة للأخبار أن ميقاتي عاد وأصر على تغيير وزير الاقتصاد وأنه هو من يختار البديل منه ويجب أن يكون من عكار لأنه يريد إرضاء هذه المنطقة بأي شكل. وهو أمر يعرف أنه غير مقبول من قبل الرئيس عون إلا في حالة تخلّي ميقاتي عن أحد الوزراء المسيحيين المحسوبين عليه. وكان لافتاً تساؤل مصادر قصر بعبدا عن مصدر الأجواء التفاؤلية التي سمعناها في الأيام الماضية، «علماً أن المعطيات التي بينَ يدينا تشير إلى أننا لم نراوِح الخانة الصفر». أما بما خص محاولة احتواء الارتدادات التي خلّفها الاشتباك السياسي بينَ ميقاتي والوزير عصام شرف الدين، فكان البارز أمس تلقي الجهات المعنية كافةً رسالة من رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط قال فيها إنه «معنيّ بالتوصل الى اتفاق على تشكيل حكومة جديدة، وإنه غير معني ببقاء أو تغيير وزير المهجرين، وإنه لا يعترض على من يقترح الاسم البديل وهو يوافق مسبقاً على أي اقتراح يأتي من الوزير السابق طلال أرسلان، وأن المهم عدم تحميلي (أي جنبلاط) أي مسؤولية في عرقلة تشكيل الحكومة».

الترسيم

في ملف ترسيم الحدود البحرية، ينتظر لبنان إرسال الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين مسودة الاتفاق. وأكدت مصادر معنية بالملف أنه «على الرغم من كل الأجواء الإيجابية، يبقى الحذر ضرورياً لأن النقاط العالقة والتي ترتبط بالمنطقة الآمنة التي يطلبها العدو والترتيبات الأمنية فيها من شأنها أن تنسف المسودة». فـ«لبنان لا يُمكِن أن يقدم أي إجابات أو يبني على تصريحات، بل يجب أن يِصلنا عرض مكتوب للتأكد من أن العدو الإسرائيلي والوسيط الأميركي لا يُراوغان لأن ليسَ كل ما يصلنا أو ينقَل إلينا دقيق». وفي هذا الإطار، أشار ميقاتي إلى أن «موضوع الترسيم متقدم من دون شك، لكن العبرة تبقى في النهايات»، لافتاً إلى أنّ «هناك بعض الخطوات الأخيرة ننتظر بشأنها بعض الأجوبة، وأن تكون رسمية لنبني على الشيء مقتضاه». وفي إسرائيل، لم تشر التقارير الإعلامية الى أي مستجد يتصل بالملف، لكنها حافظت على الصورة الأخيرة بأن الأمور وصلت الى الشوط الأخير. ونقلت معلقة الشؤون السياسية في قناة «كان» غيلي كوهين العائدة من نيويورك، عن مسؤول إسرائيلي رفيع، أن «هناك تقدماً كبيراً» في قضية المفاوضات البحرية. ووصفت كوهين أداء الوسيط الأميركي بأنه «كان يركض من هذا الجانب الى ذاك الجانب، من أجل الوصول الى اختراق». مع ذلك، لفتت الى أنه «لا يمكن الحديث عن اختراق، وإنما هناك تقدم كبير، مشيرة الى أن المعتاد في مثل هذه الأمور، وخصوصاً في مفاوضات استمرت سنوات طويلة، يمكن أن يسقط كل شيء في التفاصيل الصغيرة، إلا أن هناك تفاؤلاً وحتى أكثر من ذلك، وفقاً لما سمعته هناك».

لبنان ينتظِر مسوّدة هوكشتين حول الترسيم البحري

من جهتها، نقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر سياسية اعتقادها «أن الفجوات المتبقية بعد الجولة الأخيرة للوسيط الأميركي ليست كبيرة، ويمكن التغلب عليها في الطريق إلى اتفاق». وبحسب صحيفة «إسرائيل اليوم» فإن رئيس الوزراء يائير لابيد يتصرف في هذه القضية وفق سياسة الإدارة الديموقراطية في واشنطن. وفي سياق متصل، نقل إعلاميون عن مسؤولين في جيش الاحتلال وصفهم الفترة القريبة على الجبهة الشمالية بأنها متوترة جداً، إلا أن التقدير الرائج أن احتمالات التصعيد لا تزال بعيدة. لكن المسؤولين في المؤسسة الأمنية لا يستخفّون بالمعادلات الجديدة التي يسعى الأمين العام لحزب الله الى فرضها في مقابل إسرائيل، بعد سنوات من المحافظة على الوضع الراهن. وفي المؤسسة الأمنية ينظرون الى محاولات الأمين العام لحزب الله تغيير المعادلات كالسير على الحافة وأنهم في السنوات الماضية كان التقدير في إسرائيل أن معقولية نشوب معركة أخرى على الجبهة الشمالية متدنّية جداً. ولا تزال هذه الإمكانية غير مرجحة، لكنها أصبحت تؤخذ بالحسبان كخيار ممكن.

لماذا غاب علم لبنان عن لقاء رئيسي وميقاتي؟...

الراي... أثار غياب العلم اللبناني عن اللقاء الذي جمع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، جدلا على وسائل التواصل. وقد انتشرت صورة من اللقاء عبر «تويتر»، وتساءل عدد كبير من المغردين عن سبب غياب العلم اللبناني، بينما كانت أعلام البلاد الأخرى موجودة في اللقاءات التي عقدها رئيسي. وقد استدعت هذه الضجة، ردا من وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب، الذي قال إن "الموعد مع الرئيس الإيراني قد تم ترتيبه قبل وقت قصير من انعقاده، وجرى تأخيره نصف ساعة إلى حين إحضار العلم اللبناني من مقر بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة"، مشيرا إلى أنه "لم يكن ممكنا إيصاله إلى مقر البعثة بسبب الإجراءات الأمنية الاستثنائية التي واكبت حضور الرئيس الأميركي جو بايدن أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة". إلا أن هذا التوضيح من وزير الخارجية، لم يلق إعجاب المغردين، فرد أحدهم قائلا: "لا يوجد لغط كان حضرتك فيك تأجل أيضا، أو أقله تغيير مكان الإجتماع كي لا تطلب إزالة العلم الإيراني. هيك بكون الاحترام المتبادل والبروتوكول و النَديّة". بدورها، شكرت السفارة الإيرانية لدى لبنان، وزير الخارجية على التوضيحات بشأن عدم وجود العلم اللبناني، مؤكدة أنه "لا شك أن هذه اللقاءات تصب في مصلحة البلدين".

عون يستقبل بعثة فرنسية: لتشكيل حكومة «كاملة المواصفات» قبل انتهاء ولايتي...

الاخبار... شدّد رئيس الجمهورية، ميشال عون، على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة كاملة المواصفات وحائزة على ثقة مجلس النواب قبل انتهاء الولاية الرئاسية. وأبدى عون، خلال استقباله بعثة فرنسية تزور لبنان، ارتياحه للبيان الثلاثي الفرنسي- الأميركي- السعودي الذي صدر أمس بشأن لبنان. ورأى أنّ «أقسى ما واجهه لبنان هو إفراغ الصناديق المالية وخزينة الدولة من المال وبعض ذلك تمّ في ظروف ملتبسة نعمل على التدقيق بها». من جهته، نقل الوزير الفرنسي السابق رينو موسولييه نقل للرئيس عون تأكيد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، دعمه للبنان وللبنانيين و«عمله على تحقيق كل ما يعود بالخير لهذا البلد». وكان البيان الثلاثي قد دعا إلى تشكيل حكومة «قادرة على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية المطلوبة بشكل عاجل لمواجهة أزمات لبنان السياسية والاقتصادية، وتحديداً تلك الإصلاحات اللازمة للتوصّل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي»، وإلى إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها بما يتناسب مع الدستور في لبنان.

الحراك السعودي في لبنان يحمي «الطائف» دولياً: المشكلة ليست بالنظام

الجريدة... كتب الخبر منير الربيع... فعّلت الدبلوماسية السعودية حركتها على الساحة اللبنانية، إذ يقود السفير السعودي في لبنان وليد البخاري حركة سياسية متعددة الاتجاهات لكنها تصب في سياق استراتيجي واحد. فينشط البخاري على أكثر من خطّ، بينها «مبادرة جسور» التي يتخللها لقاءات مع مجموعات لبنانية وناشطين سياسيين وحزبيين ومناطقيين في إطار تفعيل الحركية السياسية للشباب اللبناني. ويتخلل هذا النشاط طرح عناوين سياسية تركز على مستقبل لبنان وكيفية خروجه من أزمته.كذلك، كثّف البخاري من لقاء مسؤولين وزعامات سياسية تحضيراً للاستحقاق الرئاسي، في حين تبدي المملكة اهتماماً مركزياً بالوضع على الساحة السنية وهذا يتأكد من خلال لقاء للنواب السنّة في دار الفتوى يوم السبت المقبل، يليه لقاء مع البخاري في دارته. بحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن السعودية تعود للعب دورها الأساسي والإستراتيجي في لبنان على قاعدة خروجه من الأزمة، لكن بشرط أن يساعد اللبنانيون أنفسهم، وأن يلتقوا على مبدأ موحد في خوض الانتخابات الرئاسية التي لا بد لها أن تنتج رئيساً قادراً على استعادة الثقة الدولية والإقليمية وثقة اللبنانيين، ويتمكن من وضع برنامج إصلاحي سياسياً وإقتصادياً. وتقول المصادر أن الرياض تشدد على ضرورة التنسيق بين حلفائها للاتفاق على مرشح رئاسي، وكذلك ضرورة منع حزب الله من إيصال أحد حلفائه.على إيقاع هذا التحرّك، أطلق السفير السعودي سلسلة مواقف ركّز فيها على اتفاق الطائف والحفاظ عليه، وهي نقطة نجحت السعودية في فرضها بالبيان السعودي ـ الأميركي - الفرنسي المشترك، وهذا بحدّ ذاته ردّ عملي على كل الكلام عن الإطاحة باتفاق الطائف أو الذهاب إلى تغييره أو تعديله أو البحث عن تغيير النظام ووضع عقد اجتماعي جديد يقوم على المثالثة بدلاً من المناصفة. ونجحت السعودية في فرض هذا المضمون على البيان مع باريس وواشنطن ليشكل سقفاً لا يمكن لأحد تجاوزه، على قاعدة أن المشكلة بتطبيق النظام وليس في النظام نفسه. وبحسب ما تكشف مصادر دبلوماسية، فإن اللقاء الذي جمع ممثلين عن السعودية وفرنسا وأميركا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك تخلله بحث في إنجاز الإستحقاقات اللبنانية بمواعيدها. وهنا تمكنت السعودية من تثبيت معادلة إنتخاب رئيس قادر على التعامل مع الجهات الإقليمية والدولية، وهذا معيار جديد حول شخصية الرئيس المفترض كي لا يكون محسوباً على محور دون الآخر وألا يكون معزولاً عن العالم. والأهم من ذلك أيضاً هو ما تضمنه البيان حول وجوب الالتزام بالقرارات الدولية وخاصة القرار 1559 و1680 اللذين كانت هناك محاولة لبنانية لشطبهما من الأمم المتحدة في الفترة الأخيرة، وهذا مؤشر على استقطاب السعوديين الأميركيين والفرنسيين إلى موقفهم الثابت، والذي لا بد من انتظار كيفية ترجمته على أرض الواقع مع بداية الشهر المقبل إذ يفترض أن تتبلور الحركة السعودية أكثر.

سواحل شمال لبنان... منصة لتهريب الطامحين للوصول إلى أوروبا عبر البحر

الرحلات تضم لبنانيين وفلسطينيين وسوريين... وتصل الأسعار إلى 6 آلاف دولار للفرد

الشرق الاوسط.. بيروت: نذير رضا... عكست كثافة رحلات الهجرة غير الشرعية من السواحل اللبنانية باتجاه أوروبا أخيراً، تحول منطقة شمال لبنان إلى منصة تهريب للمهاجرين عبر «قوارب الموت»، ضمن عمل منظم ومربح عابر للحدود يديره لبنانيون إلى جانب سوريين وفلسطينيين، تستغل بحر لبنان المفتوح، ولا تستطيع السلطات اللبنانية بإمكاناتها المتواضعة إنهاءه بالكامل، على ضوء حجم العمليات المتكررة بشكل شبه يومي وآليات التضليل التي يتبعها المهربون. وفتحت فاجعة القارب الذي غرق قبالة السواحل السورية أول من أمس الخميس، وأسفر عن مقتل العشرات في أكبر حصيلة من نوعها في السنوات الأخيرة، ملف الهجرة غير الشرعية التي تنطلق من لبنان، ولم تعد تقتصر على عمليات فردية، بل «باتت عملية منظمة عابرة للحدود»، حسب ما يقول مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط»، يتكرر بشكل مكثف، ما يجعل عمليات إحصاء المراكب والموجودين عليها «عملية معقدة»، حيث «نضيع في معرفة الأشخاص على أي مركب يتواجدون، وأي مركب تعطل، أو غرق، أو وصل إلى وجهته النهائية»، حسب ما يقول متابعون في شمال لبنان لهذا الملف.

- منصة انطلاق

وبات وصف السواحل الشمالية اللبنانية بأنها «منصة انطلاق»، مصطلحاً يجمع عليه سياسيون وأمنيون ومتابعون لهذا الملف. تنطلق المراكب بشكل متكرر، وتنجح السلطات أحياناً في إحباط محاولات الهروب، فيما ينجح المهربون بالوصول إلى الشواطئ الإيطالية أو اليونانية أو القبرصية. وتقول مصادر محلية في طرابلس لـ«الشرق الأوسط» إن العمليات «تجري بطريقة تصاعدية»، موضحة: «في البداية، كانت المراكب عبارة عن قوارب صيد صغيرة تحمل عشرين أو ثلاثين شخصاً، أما الآن فقد تبدل الوضع، وباتت كل رحلة تحمل أكثر من خمسين شخصاً، وهم يحتاجون إلى قوارب أكبر». وفي مؤشر على أنها عملية منظمة، تؤكد المصادر أن السكان «باتوا يعرفون مهربين تخصصوا بتهريب البشر، وبعضهم ينحدرون من عائلات محددة في بلدات عكار»، بينها بلدة بنين حيث أوقفت مخابرات الجيش اللبناني أول من أمس شخصين يشتبه بتورطهما في التهريب، وتضيف المصادر: «هؤلاء باتوا متمرسين بالتهريب ويمتهنونه». وتشير المصادر إلى أن القوارب «لا تنطلق من طرابلس، بل من شاطئ العبدة في عكار (يبعد نحو 15 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة طرابلس)، موضحة أن آليات التهريب تختلف حيث يعتمد المهربون أساليب تضليل بينها استخدام قوارب صيد، أو قوارب سياحية تنقل المهاجرين إلى الجزر السياحية قبالة طرابلس، قبل أن تنطلق مساء لتصبح في المياه الإقليمية»، ما يعني أن السلطات اللبنانية لن يكون لها سلطة لتوقيفهم.

- جهود أمنية ومعوقات

جمعت السلطات اللبنانية معلومات عن تلك الآليات، وتتحرك بناءً على المعطيات لإحباط عمليات هجرة غير شرعية، وأوقفت بالفعل الكثير من المتورطين في وقت سابق، قبل أن يخلي القضاء سراحهم، وهي توقف اليوم أيضاً مجموعة من المتورطين والمشتبه بهم، ضمن المتابعة الحثيثة لتلك العمليات وبهدف إحباطها، واستطاعت استخبارات الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى التعرف إلى الشبكات والخيوط الأساسية، وجرت ملاحقتها، وتستكمل هذه المهمة بالملاحقة والتوقيف، ويجري تسليم الموقوفين للقضاء اللبناني. غير أن تلك الإجراءات، تصطدم بواقع أساسي متصل بإمكانات الجيش اللبناني الذي يحبط عمليات بقدر إمكاناته. تقول مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن صعوبة القبض على كامل الرحلات «تعود إلى حجم انتشار عمليات الانطلاق الواسعة على طول الساحل اللبناني»، حيث ينطلق هؤلاء من مراكب صغيرة «يصعب رصدها برادارات الجيش»، وتصل إلى «مراكب كبيرة في المياه الإقليمية تكون في انتظارهم»، حيث «يتم جمع المجموعات في الرحلات الصغيرة في قارب كبير واحد»، وتنطلق بعدها إلى المياه الدولية لتصل السواحل الإيطالية أو اليونانية أو القبرصية.

- عملية منظمة

يستغل المهربون الشاطئ اللبناني للانطلاق كونه ساحلاً مفتوحاً، ولا تنطلق القوارب الصغيرة من موانئ في العادة. تستطيع الانطلاق من أي نقطة في الشاطئ، لتلتف وتجتمع بالمجموعات الكبرى في المياه الدولية. ويبتكر المهربون أساليب كثيرة، للنفاذ من إجراءات القوات البحرية بالجيش اللبناني. ويعمد المهربون إلى شراء سفن تنقل الرحلات مرة واحدة قبل أن يتركوها في عرض البحر بعد إيصال الهاربين. «هي عملية منظمة»، كما تؤكد المصادر الأمنية، مشيرة إلى أن أرباحها عالية بالنسبة للمهربين، مشيرة إلى أن اعترافات الموقوفين أظهرت أن المهربين يتقاضون مبالغ تصل إلى 6 آلاف دولار على كل شخص، و3500 دولار لقاء تهريب الأطفال. وتضيف: «بعض العائلات تبيع ممتلكاتها وتجمع نحو 40 ألف دولار وتدفعها للمهربين»، فيما لا تقل أرباح المهربين في لبنان عن 50 ألف دولار لكل رحلة تهريب.

- سوريون وفلسطينيون

لا تقتصر عمليات الهجرة على اللبنانيين. يقول مصدر في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين لـ«الشرق الأوسط» إن مئات الشبان منه هاجروا خلال السنة الماضية، فيما ينتقل الفلسطينيون من مخيمات في الجنوب باتجاه الشمال، للانطلاق. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية، بأن سكان مخيم الرشيدية القريب من صور (جنوب)، احتفلوا بوصول عدد من الفلسطينيين عبر البحر الذين انطلقوا وأبحروا من طرابلس إلى إيطاليا عبر مركبين بطريقة غير شرعية، بعدما كانت أخبارهم مقطوعة. وتلقى السكان مساء الأربعاء اتصالات من المهاجرين يطمئنونهم بأنهم وصلوا إلى إيطاليا في سلام. وقالت المصادر إن الانطلاق من الشمال «أكثر أماناً من الجنوب، بالنظر إلى تواجد سفن اليونيفيل في البحر جنوباً، فضلاً عن مخاطر اعتراضهم من طرادات إسرائيلية في البحر في حال أخطأوا الاتجاهات»، إلى جانب عوامل لوجيستية متصلة بآليات التضليل في حال أرادوا الانطلاق من الشمال. والى جانب اللبنانيين والفلسطينيين، يهاجر السوريون أيضاً انطلاقاً من سواحل شمال لبنان، وبينهم نازحون إلى لبنان، وآخرون يعبرون الحدود السورية عبر مسالك التهريب في الشمال، للوصول إلى مراكبهم.

- ثلاث محاولات تهريب أشخاص منذ مطلع الأسبوع

> أعلنت قيادة الجيش اللبناني الأربعاء إنه «نتيجة عملية رصد ومتابعة لمحاولة تهريب أشخاص عبر البحر بطريقة غير شرعية قبالة بلدة العريضة - عكار (شمال لبنان)، تمكنت القوات البحرية من الوصول إلى المركب المستعمَل للتهريب على بُعد 6 أميال بحرية عن الشاطئ». وأشارت قيادة الجيش إلى أن المركب «أصيب بعطل في وقت سابق»، لافتة إلى أن «55 شخصاً كانوا على متنه بينهم امرأتان حاملان وطفلان. وقالت إن ربان المركب «غادره على متن زورق قبل وصول الجيش». وسحبت القوات البحرية المركب نحو الشاطئ اللبناني، وباشرت التحقيق بالواقعة. وغداة إعلان الجيش اللبناني، قالت مصادر محلية في طرابلس الخميس لـ«الشرق الأوسط» إن عشرات المهاجرين غير الشرعيين، كانوا قد انطلقوا قبل أسبوع، وتعطل مركبهم قبالة السواحل اليونانية. وقالت المصادر إن الاتصال فُقِدَ بالمجموعة التي تضم لبنانيين وسوريين. واعتصم أهالي المهاجرين في ساحة العبدة في عكار كما في طرابلس، وقطعوا طرقات في أكثر من نقطة، مطالبين الدولة اللبنانية بالتحرك لجلاء مصريهم. وتحدثت معلومات عن أن الاتصالات انقطعت مع المهاجرين يوم الثلاثاء الماضي. وقال الأهالي المعتصمون إن أولادهم وفي آخر اتصال معهم أبلغوهم بأن المركب تعطل في جزيرة كريت اليونانية. ويحمل المركب مهاجرين لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، بينهم أطفال وقاصرون، ويتخوف الأهالي من نفاد مؤونة الأطفال ما يهدد حياتهم. وناشدوا السلطات اللبنانية التحرك وإجراء الاتصالات اللازمة مع السلطات اليونانية لإنقاذهم، والسماح لهم بالعبور إلى إيطاليا أو العودة آمنين إلى لبنان.

أهالي جزيرة أرواد يساعدون في عمليات إنقاذ ضحايا المركب

لبوا نداء من مآذن الجوامع وقدموا مدخراتهم من المازوت لتحريك قواربهم

طرطوس: «الشرق الأوسط».... عاشت جزيرة أرواد السورية (3كلم قبالة مدينة طرطوس) ساعات حزينة ليل الخميس ويوم أمس الجمعة مع ارتفاع عدد ضحايا غرق قارب لبناني كان يحمل على متنه مهاجرين (سوريين ولبنانيين وفلسطينيين) نحو إيطاليا، إلا أنه غرق قبالة جزيرة أرواد السورية. مصادر في جزيرة أرواد قالت لـ«الشرق الأوسط» بأن مآذن الجوامع الثلاثة في الجزيرة وجهت بعد ظهر يوم الخميس نداء «فزعة» للأهالي كي يهبوا للمساعدة في إنقاذ غرقى القارب، وما أن سمع النداء حتى سارع الجميع لتحريك قواربهم بغض النظر عن حالة البحر وارتفاع الموج. ومع تقدم عمليات البحث وانتصاف الليل نفد وقود معظم القوارب فلجأ أهالي جزيرة أرواد لتزويد تلك القوارب بما لديهم من كميات قليلة من مازوت التدفئة التي يدخرونها للشتاء القادم. ويعاني السوريون من أزمة وقود حادة أدت إلى اشتداد أزمة المواصلات، وتعتبر القوارب الصغيرة وسيلة النقل الوحيدة التي تربط جزيرة أرواد بمدينة طرطوس على الساحل السوري، وتقوم على جزيرة أرواد مدينة سورية صغيرة تحمل اسمها. مساحتها 200.6 هكتار يعيش عليها نحو 11 ألف نسمة معظمهم يعملون خارجها. وكان مدير عام الموانئ البحرية السـورية العميد سامر قبرصلي، أفاد ليل الخميس بأن القارب الغارق غادر من شاطئ المنية في لبنان يوم الثلاثاء وكان على متنه 120 - 150 شخصاً. وأوضح أن «مدير ميناء أرواد أبلغ المديرية في الساعة 4:30 من بعد ظهر الخميس عن وجود حالة غرق لشاب بالقرب من إحدى السفن الراسية، فتم إرسال زورق لاستكشاف الأمر وإنقاذه، وعندها عثر على جثة طفل وبدأت جثث الضحايا بالظهور. وأضاف أن «غالبية الضحايا والناجين عثر عليهم قرب جزيرة أرواد ومنهم وجد عند عمريت، والمنطار، وغيرها من المواقع. ومع انتصاف ليل الخميس أعلنت وزارة النقل السورية تعليق عمليات الإنقاذ «نظرا لارتفاع الموج» ما يشكل خطرا على فرق الإنقاذ». وأشارت إلى أن «المخافر المنتشرة على طول الساحل تراقب الوضع وهي في حالة استنفار وترصد لأي طارئ». واستيقظ أهالي مدينة طرطوس صباح أمس الجمعة على مشهد جثث الغرقى ومتعلقاتهم من ملابس وأمتعة، وألبومات صور، وقد قذفها البحر إلى الشاطئ، وتداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورا لعروس شابة قيل بأنها من ألبوم صور عثر عليه بين أمتعة الغرقى، وسط تحذيرات من مغبة نشر صور تنتهك خصوصيات الضحايا وتستفز مشاعر ذويهم، ووجهت صفحة (مدينة طرطوس) على فيسبوك نداءً لأهالي المدينة بعدم نشر وتداول صور ما يعثر عليه من جثث أو متعلقاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي «احتراما لأهل وذوي الراحلين» لأن «الكارثة كبيرة» بحسب الصفحة التي نقلت عن الناجين تأكيدهم بأن أعداد الضحايا كبيرة جداً مرجحة استمرار جنوح الجثث على الشواطئ طوال الأسابيع القادمة. وصرح وزير الصحة السوري حسن محمد الغباش أن عدد ضحايا المركب الغارق 73 شخصاً، بينما الذين يتلقون العلاج في مشفى الباسل بطرطوس 20 شخصاً في حصيلة غير نهائية. وفي عمليات البحث الأولى عثر أهالي أرواد على 17 غريقاً، بينهم نساء وأطفال في منطقة البصيرة على بعد 13 كلم شمال طرطوس، وأعلنت منظومة الإسعاف والطوارئ والهيئة العامة لمشفى الباسل في مدينة طرطوس حالة استنفار وسط نداءات أهالي مفقودين سوريين يشك أنهم كانوا على متن القارب.

ارتفاع حصيلة قتلى «قارب الموت» قبالة ساحل طرطوس

وزير الصحة السوري: نعمل على تحديد هوية الضحايا قبل نقلهم إلى لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط»... ارتفع عدد قتلى قارب المهاجرين غير الشرعيين الذي انطلق من لبنان وغرق قبالة السواحل السورية، إلى 80 قتيلاً، حتى مساء أمس (الجمعة)، في حصيلة هي الأعلى منذ انطلاق زوارق المهاجرين غير الشرعيين من لبنان باتجاه أوروبا، فيما تتواصل عمليات البحث عن ناجين. وعثرت السلطات السورية الخميس، على عشرات الجثث قبالة مدينة طرطوس الساحلية، بينما تم إنقاذ 20 شخصاً، من ركاب المركب الذي أبحر من شمال لبنان. وتحدثت مصادر لبنانية عن أن الزورق كان يضم سوريين وفلسطينيين ولبنانيين متوجهين في رحلة هجرة غير شرعية باتجاه إيطاليا. وقال وزير الصحة السوري حسن الغباش في تصريح للصحافيين من مشفى الباسل بطرطوس، إن عمليات البحث عن المفقودين لا تزال مستمرة، والناجون عددهم 20، بينهم 8 في العناية المركزة. وأضاف الوزير السوري: «أجهزة الدولة الطبية والقضائية تعمل على تحديد هوية الضحايا في مشفى الباسل قبل نقلهم بسيارات مديرية الصحة والهلال الأحمر السوري إلى معبر العريضة الحدودي مع لبنان، ليتم تسليمهم أصولاً إلى الصليب الأحمر اللبناني». ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن مصدر في محافظة طرطوس، أن «فرق الإنقاذ التابعة للجيش السوري والقوات الروسية ومديرية الموانئ وأهالي جزيرة أرواد وعدداً من الصيادين يحاولون البحث عن جثث في عمق البحر، وترددت أنباء عن انتشال 3 جثث أخرى ليصل العدد إلى 80 غريقاً». وأضاف المصدر أن «الصليب الأحمر اللبناني تسلم جثث تسعة أشخاص وستة مصابين، وأغلب الجثث تعود لأشخاص سوريين وعدد من الفلسطينيين».وقدرت السلطات السورية حمولة الزورق برقم يتراوح بين 120 و150 شخصاً. وقال المسؤول في وزارة النقل السورية سليمان خليل لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «نتعامل مع إحدى كبرى عمليات الإنقاذ، على مساحة تمتد على كامل الساحل السوري»، مشيراً إلى أن عمليات البحث مستمرة، لكنها «تصبح أصعب مع مرور الوقت بسبب ارتفاع الأمواج». وتكرر خلال العام الحالي غرق زوارق في عرض البحر بعد انطلاقها من شمال لبنان، ما أودى بعشرات الأشخاص. وأثار غرق مركب كان يقل العشرات في أبريل (نيسان) الماضي، استياء واسعاً في لبنان. وتم العثور في مرحلة أولى على ستة قتلى، بينما لا تزال جثث آخرين في عمق البحر ولم تنجح محاولات انتشالها. ولم تثمر التدابير التي اتخذتها القوى الأمنية في الحد من الظاهرة التي باتت، وفق وزير النقل اللبناني علي حمية، «هجرة غير شرعية منظمة».

القلق يلفّ مخيم نهر البارد بشمال لبنان: 25 شخصاً على متن القارب

شقيق أحد المفقودين: المركب لم يكن ملائماً... والرياح دفعته إلى المياه السورية

الشرق الاوسط.. بيروت: سوسن الأبطح.. يلف الحزن العميق مخيم «نهر البارد» للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان. بعض البيوت اتشحت بالسواد، وقد تأكدت من وفاة أحد أفراد العائلة أو أكثر، في حادثة غرق مركب غادر لبنان باتجاه إيطاليا، لكن الأمواج قذفته قبالة السواحل السورية. على متن الزورق مهاجرون غير نظاميين، لبنانيون، سوريون وفلسطينيون. يقدر عدد الفلسطينيين بينهم من مخيم نهر البارد بـ25 شخصاً من أصل 120 أو 170 شخصاً، حيث إن عدد الركاب الكلي لا يزال غير محدد. وبدأ العثور على جثث الركاب الغارقين في البحر قبالة ساحل طرطوس بعد ظهر يوم الخميس. وبلغ عدد الجثث حتى كتابة هذه السطور، 80 جثماناً، بحسب الشيخ هيثم السعيد، الذي لا يزال يبحث عن أخيه الأصغر عبد الله السعيد وهو في ثلاثيناته، فَقَدَ عمله وأمله، وغادر مع من غادروا، ولم يعثر عليه بعد. من عزاء إلى آخر، يتنقل الشيخ هيثم السعيد في المخيم، يتابع أخبار الناجين بقلق، بانتظار أن يرد اسم شقيقه، الذي ترك خلفه زوجة وثلاثة أولاد. «لم يأخذ عائلته معه، لكنه كان يشعر بشيء من الأمان لأن قبطان المركب اصطحب معه زوجته وأولاده وأخته، وثمة صلة قرابة تربط زوجة أخي بهم، وهم جميعهم بمن فيهم القبطان لم يعثر عليهم». ومع أن الأخبار تقول إن القبطان هرب حين وقعت الواقعة، إلا أن السعيد يعتبر أن الشائعات كثيرة، وأن العائلة بأكملها على الأرجح هي في عداد المفقودين. ينفي السعيد علمه بنية أخيه الهرب بهذه الطريقة، وهو على أي حال لم يكن ليرتعد. «اليأس يجعل الإنسان ينسى الخطر»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» «أن المركب لم يكن ملائماً. كان غير صالح للسفر وقطع مسافة كبيرة، وقد تمكن القبطان من الوصول إلى خارج المياه الإقليمية اللبنانية، لكن الزورق هناك تعرض لضربات كثيرة بسبب الموج والرياح، ومع ثقل الأوزان، عادت المياه لتقذف بهم باتجاه سوريا. لقد قامروا بأرواحهم. تجار الموت خدعوهم والفقر سهل الأمر. أنا أتهم التجار ومن يتغاضى عن التجار». يقدر السعيد عدد الذين ركبوا البحر من مخيم نهر البارد بالمئات، فسكان المخيم يبلغون 35 ألفاً، وبالتالي عدد الذين جازفوا بركوب قوارب الموت ليسوا كثرة نسبة إلى اللبنانيين والسوريين. أرسل المخيم وفداً سياسياً رسمياً إلى سوريا، لتدبر أمر الضحايا، وكذلك فرقة إسعاف من «جمعية الشفاء الطبية» صارت موجودة في مستشفى الباسل في طرطوس، للوقوف على التطورات. هؤلاء على تواصل مستمر بأهل المخيم وعائلات الضحايا بشكل خاص. يقول الشيخ سعيد: «لم يعثر إلا على عشرين ناجياً بينهم ثلاثة من الفلسطينيين، لا يزالون في المستشفى». ويتوقع أن يكون 12 جثماناً لفلسطينيين بين الجثامين، لم يتم التأكد من هويتهم. وأمس بعد الظهر، كانت ثلاثة جثامين لفلسطينيين عُثِر عليها، قد وصلت إلى الحدود اللبنانية السورية، وذهبت العائلات للقاء الأحبة وقد غادروهم أحياءً وعادوا جثثاً، بينهم أب وابنه الوحيد، إضافة إلى شاب في مقتبل العمر. وبدأت عائلات في لبنان يوم الجمعة تشييع الضحايا، بينها عائلة التلاوي، التي تم إنقاذ ابنها وسام وهو يتلقى العلاج حالياً في أحد مشافي طرطوس، فيما توفيت ابنتاه (خمس وتسع سنوات) ولا تزال زوجته مع طفلين آخرين في عداد المفقودين. وتسلمت العائلة، وفق ما روى أحمد، شقيق وسام، جثة الطفلتين وجرى تشييعهما في مسقط رأسيهما في منطقة عكار (شمال لبنان). وقال أحمد لوكالة «الصحافة الفرنسية» عبر الهاتف: «استيقظنا ولم نجد شقيقي، العامل في شركة تنظيفات»، مضيفاً: «لم يقو على تأمين قوت يومه»، فذهب بحثاً عن حياة أخرى. ولم يتم التعرف بعد، وفق وزير الأشغال اللبناني علي حمية، على هوية غالبية الجثث لعدم العثور على أوراق ثبوتية معهم. وتوجه وفد من أهالي الضحايا إلى سوريا برفقة بعثة من الصليب الأحمر اللبناني للتعرف على أقربائهم، فيما تجمع العشرات عند معبر العريضة الحدودي مع سيارات إسعاف بانتظار وصول جثث الضحايا.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..باحثون أميركيون لإدارة بايدن: امنحوا الشرق الأوسط الأولوية..الاستخبارات الأميركية: بوتين يدير العمليات العسكرية في أوكرانيا بنفسه..بوتين يصعّد الحرب في أوكرانيا وشي لا يتخلّى عن «صديقه القديم».. روسيا تنقل الحرب مع الغرب إلى مرحلة أكثر خطورة..نزوح روسي هرباً من التعبئة... وألمانيا مستعدة لاستقبال الفارّين من الجيش..«عسكرة» محطة زابوريجيا النووية تُهدد الأمن النووي..

التالي

أخبار سوريا..أنباء عن محاولة انقلاب على الجولاني..و«هيئة تحرير الشام» تنفي..موجة ارتفاع بالأسعار في سوريا بعد رفع «المركزي» سعر الصرف الرسمي..حملة ضد «داعش» شرق سوريا..وتوتر بين النظام والمعارضة جنوبها..تركيا تُنقّط دعمها لـ«الائتلاف»: بوادر تخلٍّ..توجيهات بافتتاح معابر الشمال: أنقرة تُبادل دمشق خطواتها..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,406,934

عدد الزوار: 7,631,711

المتواجدون الآن: 1