أخبار سوريا..قتال دامٍ بين الفصائل الموالية لأنقرة في شمال سوريا..أنقرة: «لا أرضية سياسية» تسمح بلقاء إردوغان والأسد..«الإدارة الذاتية» شرق سوريا تطلب المساعدة لـ«إنهاء ملف الهول»..خبراء أمميون: هلسنكي انتهكت حقوق أطفال فنلنديين في سوريا..

تاريخ الإضافة الخميس 13 تشرين الأول 2022 - 3:52 ص    عدد الزيارات 966    التعليقات 0    القسم عربية

        


قتال دامٍ بين الفصائل الموالية لأنقرة في شمال سوريا...

«تحرير الشام» تدخل على خط المواجهات وتتمدد في عفرين بريف حلب

إدلب: فراس كرم - لندن. دمشق: «الشرق الأوسط».... لليوم الثالث على التوالي، واصلت فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة، ضمن مناطق العمليات والنفوذ التركي في شمال حلب وغربها، الاقتتال والمواجهات العنيفة فيما بينها بالأسلحة الثقيلة، في ظل تقارير عن وقوع قتلى وجرحى في صفوفها. وجاء ذلك في وقت دخلت فيه «هيئة تحرير الشام» على خط المواجهات وسيطرت على مناطق بين شمال محافظة إدلب وريف حلب الغربي، وسط اشتباكات عنيفة مع فصائل مدعومة من أنقرة. وتشهد مناطق العمليات التركية «درع الفرات» و«غصن الزيتون»، بشمال وشمال غربي حلب، اشتباكات عنيفة منذ أيام بين فصائل «الجيش الوطني السوري»، المدعومة من أنقرة، على خلفية تورط مقاتلين من «فرقة الحمزة» في مقتل الناشط الإعلامي محمد أبو غنوم وزوجته، ومطالبة «الفيلق الثالث» (أحد مكونات فصيل «الجبهة الشامية») بتوقيف كل من يثبت تورطه بمقتل الناشط، إضافة إلى تعمّق الخلافات بين الفصائل حول مناطق النفوذ والسيطرة خلال الفترة الماضية، الأمر الذي دفع إلى استنفار الفصائل وتطور الوضع إلى اقتتال ومواجهات عنيفة في أكثر من منطقة. ودخلت «هيئة تحرير الشام» على خط المواجهات إلى جانب فصيل «فرقة الحمزة» وفصيل «سليمان شاه» بعدما دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى معابر دير بلوط والغزاوية، وانخراطها في المواجهة الدائرة مع فصيل «الفيلق الثالث». وأفاد ناشطون بريف حلب بأن «عدد القتلى في صفوف (هيئة تحرير الشام) وفصيل (الجبهة الشامية) المدعوم من أنقرة، ارتفع إلى 13 قتيلاً في صفوف الطرفين»، مشيرين إلى أن الاشتباكات العنيفة امتدت إلى أكثر من منطقة ومحور في مناطق قرزيحل بالقرب من مدينة عفرين، ومنطقة جنديرس (17 كيلومتراً غرب عفرين)، في محاولة من «هيئة تحرير الشام» للتوغل ضمن مناطق العمليات التركية «غصن الزيتون»، بريف عفرين، الأمر الذي دفع بفصائل أخرى منها «لواء الوقاص» و«فرقة المعتصم» و«فيلق المجد» لمؤازرة «الجبهة الشامية» في التصدي لـ«هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، ومنعها من التقدم باتجاه مدينة عفرين. وأضاف الناشطون بأن اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والرشاشات، وأدت إلى مقتل امرأة ورجل وإصابة آخرين من النازحين في مخيمات دير بلوط وعبدالو بريف عفرين. وفي الوقت ذاته، تشهد مناطق أخترين وجب العاصي وثلثانة، شمال حلب، اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «الفيلق الثالث» ضمن فصيل «الجبهة الشامية» وفصائل تابعة لـ«فرقة الحمزة»، تزامناً مع اشتباكات مماثلة بين «الفيلق الثالث» وفصيل «سليمان شاه» الذي سيطر على 4 مناطق غرب عفرين على حساب «الجبهة الشامية»، بحسب ما قال ناشطون. وفي تقرير، بعد ظهر أمس، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن اشتباكات عنيفة تدور على محور قرية قرزيحل بناحية شيراوا بريف عفرين، شمال غربي حلب، ومحور قرية الباروزة شمال حلب، بين «هيئة تحرير الشام» وفصيل «سليمان شاه» من جهة، و«الجبهة الشامية» و«لواء المعتصم» من جهة أخرى، في هجوم مضاد من الطرف الأخير لاستعادة السيطرة على القريتين اللتين خسرهما لصالح الطرف الأول قبل ساعات. وأفاد «المرصد السوري» أيضاً بأن القوات التركية الموجودة في قرية ترندة على تخوم مدينة عفرين، سحبت عناصرها إلى داخل المدينة عقب سقوط قذائف صاروخية قرب حواجزها العسكرية. وأضاف أن فصيل «سليمان شاه» تمكن من توسيع نقاط سيطرته على حساب فصيل «الجبهة الشامية»، وسيطر على قريتي ميركان وارندة بناحية معبطلي في ريف عفرين، وقرية معرسكة بناحية شران شمال غربي حلب. وبذلك تكون خريطة السيطرة في مناطق المواجهات باتت على النحو الآتي (بحسب «المرصد»):

سيطرت «الجبهة الشامية» على جميع مقرات «فرقة الحمزة» بمدينة الباب وقريتي ليلوه والغندورة شرق حلب.

سيطرت «الجبهة الشامية» وفصيلا «نور الدين الزنكي» و«لواء الفاروق» على فريرية وكفرزيت وكوكبة وتل حمو وبابليت وتللف بريف عفرين شمالي غربي حلب.

سيطرت «الجبهة الشامية» على قرية دابق بريف أخترين، شمالي حلب.

سيطر فصيل «سليمان شاه» بدعم من «هيئة تحرير الشام» على قرى راجا ومستكا وقرزيحل وشكاتكا وميركان وارندا ومعرسكة بريف عفرين على حساب «الجبهة الشامية».

سيطرت «فرقة الحمزة» على قريتي الباروزة وثلثانة شمال حلب على حساب «الجبهة الشامية».

سيطر فصيل «أحرار الشام» و«فرقة الحمزة» على مقرات «الجبهة الشامية» في تل بطال شمالي حلب.

في غضون ذلك، أكد قيادي في فصائل المعارضة المدعومة من تركيا، أن «المواجهات العنيفة بين الأطراف التي تشكل منها حلف (الحمزات) الذي تقف معه (هيئة تحرير الشام) وفرقة (سليمان شاه)، وحلف (الفيلق الثالث) الذي تحالف معه (أحرار الشرقية) و(جيش الشرقية) وفيلق (المجد) و(لواء الوقاص) و(فرقة المعتصم)، تتركز في 3 مناطق منها اثنتان بمحيط مدينة عفرين من الجهة الجنوبية ومنطقة جنديرس التي تحاول (هيئة تحرير الشام) بسط نفوذها عليها بشكل كامل؛ تمهيداً لدخول مدينة عفرين من الجهتين الجنوبية والغربية». ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) تصريحاً خاصاً لمصدر عسكري في المعارضة، فضل عدم كشف اسمه، اتهم فيه «(هيئة تحرير الشام) بالبحث عن ذرائع للسيطرة على منطقة جنديرس والوصول إلى قرية الحمام لفتح معبر مع تركيا، والوصول إلى قرية براد بريف عفرين الشرقي لفتح معبر مع مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية في ريف حلب الغربي، والوصول إلى معابر مع مناطق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ريف حلب الشرقي». من جهته، أشار فريق «منسقو استجابة سوريا»، في بيان له، إلى «حركة نزوح نازحين من 10 مخيمات في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وجنوب عفرين وجنديرس، نتيجة اشتباكات الفصائل العسكرية واستخدام مختلف أنواع الأسلحة في الاشتباكات، كما تم تسجيل عدة إصابات للمدنيين في مخيمات دير بلوط والمحمدية بريف حلب الشمالي نتيجة سقوط مقذوفات داخل المخيمات وحصار المدنيين داخلها». وقال الفريق: «إن عمليات الاقتتال بين الفصائل العسكرية ضمن المناطق السكنية وبالقرب من مخيمات النازحين هي انتهاك للقوانين الدولية الرامية لحماية السكان المدنيين في مناطق النزاعات».

أنقرة: «لا أرضية سياسية» تسمح بلقاء إردوغان والأسد

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق...أكدت تركيا أن لا وجود حالياً لأرضية سياسية أو مساعٍ لعقد لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس السوري بشار الأسد. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إنه لا توجد أرضية سياسية حالياً، ولا وجود لمساعٍ تركية لعقد لقاء بين إردوغان والأسد، مستدركاً: «إلا أن رئيسنا يقول دائماً إنه ليس هناك شيء اسمه إغلاق الباب في الدبلوماسية، وبناء على تعليماته يلتقي رؤساء الاستخبارات، وغير ذلك لم يصدر لنا تعليمات لإجراء محادثات عبر قناة سياسية، ولكن ربما قد يجري هذا اللقاء أو لا يجريه إذا اقتضت مصالح بلادنا ذلك مستقبلاً؛ لكن حالياً لا يوجد شيء من هذا القبيل». وكان إردوغان قد أكد، الاثنين، أنه سيلتقي الأسد عندما يحين الوقت المناسب لذلك. كما أكد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية، الثلاثاء، أنه ليس هناك وقت محدد لبدء اللقاءات على المستوى السياسي بين الجانبين التركي والسوري، ولكن عندما يحين الوقت ستُعقد مثل هذه اللقاءات «بالطبع». وشدد كالين على أن وجهة نظر تركيا بخصوص سوريا واضحة، وتتمثل في تولي السلطة حكومة شفافة ومتماشية مع القانون الدولي وشاملة وتأتي بالانتخابات، وإنهاء الحرب هناك، وعودة اللاجئين في تركيا عندما تصبح الظروف مواتية؛ مشيراً إلى استمرار العمل الذي سيمكن اللاجئين من تحقيق ذلك وبشكل طوعي وآمن وكريم، وفي إطار معايير الأمم المتحدة. في السياق، زار نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل تشاتاكلي، الثلاثاء، مدينتي الراعي وأعزاز في محافظة حلب شمال غربي سوريا، رفقة مجموعة من الصحافيين. وأكد أن كل الخدمات متوفرة في المناطق «التي تم تحريرها من الإرهاب بفضل العمليات العسكرية التركية شمال سوريا». وشملت الجولة منطقة صناعية أقامتها تركيا في مدينة الراعي، تضم 1338 مشغلاً و9 مصانع كبيرة، ومستشفى «الراعي» الذي يخدم 80 ألف مدني، بالإضافة إلى مركز تابع لإدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) الذي يقدم مساعدات للمحتاجين بما في ذلك إنتاج نحو 100 ألف رغيف خبز يومياً. وقال تشاتاكلي للصحافيين المرافقين إن ما تم في مدينة الراعي هو نموذج للمناطق التي نفذت فيها تركيا عمليات عسكرية، فالأعمال نفسها تم إنجازها بدءاً من مدينة عفرين إلى مدن أعزاز ومارع وصوران وأخترين والباب وجرابلس (في منطقتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون»)، وحتى تل أبيض ورأس العين (منطقة «نبع السلام»). وذكر تشاتاكلي أنه يوجد 6 ملايين شخص يعيشون في «المناطق الآمنة» التي أنشأتها تركيا في شمال سوريا، خلال عملياتها العسكرية، بالتعاون مع «الجيش الوطني السوري»، بينما عاد إليها بشكل طوعي 507 آلاف و292 سورياً كانوا لاجئين في تركيا تحت بند الحماية المؤقتة. في الوقت ذاته، نظمت بلدية أسنيورت في إسطنبول رحلات بحافلات تابعة لها لنقل عشرات السوريين الذين اختاروا العودة الطوعية إلى بلادهم، ضمن مشروع «العودة الطوعية» التابع للبلدية؛ حيث تم إرسال 57 سورياً إلى 3 مناطق مختلفة في شمال سوريا، ضمن القافلة الرابعة في إطار المشروع. ونقلت وسائل إعلام تركية عن أحد السوريين العائدين قوله: «نحن نذهب إلى مناطق سيطرة تركيا. لا يمكننا الذهاب لغيرها، الوضع هنا (في تركيا) جيد؛ لكن كل شيء أصبح باهظاً. إيجارات المنازل والفواكه والخضراوات والطعام، ولهذا السبب نحن متوجهون إلى سوريا». وقالت إحدى السوريات إنها جاءت لوداع شقيقتها التي قررت وأسرتها العودة إلى سوريا. وأضافت: «زوج أختي مريض، لا يمكن أن يعمل هنا، ولأنهم لا يستطيعون كسب لقمة العيش قرروا العودة إلى سوريا. الحياة في تركيا أصبحت صعبة، ولذلك فالجميع يغادر». بدوره، قال نائب رئيس بلدية إسنيورت فيسال بال الذي حضر مراسم وداع السوريين الذين أرسلوا إلى البوابات الحدودية في هطاي وكلس، في رحلات انطلقت بعد ظهر الثلاثاء: «نعتقد أن كل مواطن يجب أن يعيش في الأرض التي وُلد فيها، حتى الآن تم إرسال ما يقرب من 3500 سوري إلى بلادهم. نحن نساعد في العودة الطوعية لضيوفنا السوريين في أسنيورت منذ نحو 3 سنوات. لقد جاءوا إلى بلدنا لأسباب قاهرة. الشيء الصحيح هو أنه يمكنهم العودة إلى بلادهم. إننا ننفذ مشروعاً صحيحاً». وأثارت مقاطع مصورة تم نشرها عبر وسائل الإعلام التركية للسوريين غضباً لدى قطاع من الأتراك، بسبب تصريح المغادرين بأن السبب الرئيس لعودتهم إلى بلادهم هو قسوة الحياة في تركيا حالياً بسبب غلاء الأسعار. وتصدرت كلمات السوريين «مانشيتات» بعض الصحف، ومنها صحيفة «كوركوسوز» التي خرجت، الأربعاء، بمانشيت بعرض صفحتها الأولى: «تركيا غالية هيّا بنا إلى سوريا». وانتقد رئيس حزب «النصر» التركي اليميني، أوميت أوزداغ، المعروف بتشدده ضد الأجانب ومطالبته بعودة السوريين جميعاً إلى بلادهم، سياسة الحكومة التركية، قائلاً، في مقابلة تلفزيونية الأربعاء، إن سياسة الحكومة هي التي قادت إلى ذلك الوضع. وأكد أن الحل يكمن في التفاوض مع الأسد من أجل تأمين عودة اللاجئين؛ لكن «من يفعل ذلك ليس الحكومة الحالية؛ لأنها لن تكون موجودة بعد الانتخابات المقررة في منتصف العام المقبل، وسنقوم نحن بذلك».

«الإدارة الذاتية» شرق سوريا تطلب المساعدة لـ«إنهاء ملف الهول»

قالت إن فكرة «تفكيكه» نوقشت مع مسؤولين غربيين

الشرق الاوسط... الحسكة (سوريا): كمال شيخو... دعت سلطات «الإدارة الذاتية» في شمال شرقي سوريا إلى مساعدتها في «إنهاء ملف» مخيم «الهول» بمحافظة الحسكة، مشيرة إلى أن فكرة تفكيك المخيم سبق أن نوقشت خلال اجتماعات عقدها مسؤولون في «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مع دول أوروبية والولايات المتحدة وغرفة العمليات التابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش». ويأتي الحديث من جديد عن ضرورة حل أزمة مخيم «الهول» في ظل تصاعد العمليات الإرهابية التي تقوم بها خلايا نائمة موالية لـ«داعش»، وسعيها للسيطرة على هذا المخيم الضخم الذي تقطن في أجزاء منه أسر مقاتلين من هذا التنظيم. وقال الناطق باسم دائرة العلاقات الخارجية في «الإدارة الذاتية» كمال عاكف، إن «مقترح إخلاء مخيم (الهول) ليس جديداً. لقد سبق وسمعنا هذه الأطروحات من خلال النقاشات واللقاءات التي كانت تتم مع بعض الدول الأوروبية والتحالف الدولي». وأشار عاكف في حديث لوكالة «نورث برس» السورية إلى الحاجة لخطوات جدية عملية لتنفيذ هذا المقترح. وأضاف: «نحن في (الإدارة الذاتية) جاهزون لإنهاء هذا الملف وتداعياته السلبية، خاصةً من الناحية الأيديولوجية المتوافرة الآن داخل المخيم بشكل كبير». وكانت العملية الأمنية الأخيرة التي نفذتها قوى الأمن الداخلي وقوات «قسد»، نهاية الشهر الماضي، ضد خلايا ومجموعات موالية لتنظيم «داعش» داخل مخيم «الهول»، أسفرت عن إلقاء القبض على 226 شخصاً من المشتبه بهم، وبينهم 36 امرأة متشددة يُعتقد أن بعضهن شاركن في جرائم قتل وترهيب داخل المخيم. كما أدّت العملية إلى العثور على 25 خندقاً ونفقاً سرياً، وتدمير الكثير من الخيام والنقاط والخنادق المخصصة للتواري عن الأنظار، حيث يتم تلقين مجموعات من النازحين في المخيم فكر «داعش» وأيديولوجيته. وعلى الرغم من هذه الحملة الأمنية، تحذّر «الإدارة الذاتية» من إمكان تدهور الأوضاع في هذا المخيم المكتظ، لا سيما في ظل محاولات «خلايا داعش» إعادة ترتيب صفوفها؛ بغية السيطرة عليه. وقالت مديرة مخيم «الهول» جيهان حنان، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن الهدوء الحذر عاد إلى المخيم بعد الحملة الأمنية، كما بدأت جميع المنظمات والجمعيات الإنسانية والإغاثية مزاولة عملها ضمنه. لكنها أضافت: «في حال لم يتم إيجاد حل نهائي ومناسب لوضع قاطني المخيم، ستكون هناك نتائج وأضرار كارثية على المنطقة برمتها، وليس على مخيم (الهول) فحسب». وأكدت أن «ذهنية التطرف» الموجودة لدى بعض سكان المخيم تشهد تزايداً، مشيرة إلى العثور على كميات كبيرة من الأسلحة ومستودعات الذخيرة داخل المخيم وخارجه أثناء الحملة الأمنية الأخيرة. وشددت المسؤولة الكردية على أن خلايا التنظيم تستفيد من الظروف المعيشية السيئة بالمخيم، وتقوم بتجنيد المحتاجين تارة، واستخدام الضغط والإكراه بالقوة لتجنيدهم تارة أخرى. وأوضحت حنان: «خلايا (داعش) تستغل الأطفال والفتيان داخل المخيم لإنشاء جيل إرهابي جديد... لذلك قمنا خلال الحملة الأمنية بتجديد بيانات اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين»؛ بهدف «حماية قاطني المخيم وتوقيف كل مشتبه بتورطه في جرائم القتل وعمليات الاعتداء من خلايا داعش والمجموعات النشطة الموالية للتنظيم». ومخيم «الهول» الذي يقع على بُعد نحو 45 كيلومتراً شرق مدينة الحسكة، يُعد من بين أكبر المخيمات على الإطلاق في سوريا، ويؤوي 56 ألفاً معظمهم من النساء والأطفال، وغالبيتهم من اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين، كما يضم قسماً خاصاً بالعائلات المهاجرة من عائلات عناصر «داعش»، وهم 10 آلاف شخص يتحدرون من 60 جنسية غربية وعربية. وفي حديثه لوكالة «نورث برس»، حذر المسؤول بـ«الإدارة الذاتية»، كمال عاكف، من عودة التنظيم والسيطرة على أراض جغرافية وتنفيذ هجمات إرهابية. وقال: «يجب حل هذه المعضلة وإلا سنكون أمام عودة تنظيم (داعش) في وقت قريب. نطالب بتعاون جدي بهذا الإطار ودعم (الإدارة الذاتية) وقواتها العسكرية والتعاون معها لمعالجة هذا الملف»، مشيراً إلى مدى تمسّك عائلات التنظيم في المخيم بفكر «داعش» وأيديولوجيته المتشددة، والسعي إلى إعادة سيطرته العسكرية بأي شكل من الأشكال. وزاد: «ملف عائلات وأسر (داعش) بالمخيم معقد وشائك يحتاج إلى دعم المجتمع الدولي بشكل مباشر». وقال مصدر أمني بارز من إدارة المخيم إن قوى الأمن وإدارة المخيم بدأتا العمل على عزل قطاعات المخيم، وعددها 9 أقسام، ليتم فصلها وعزلها عن بعضها عبر أسلاك وتدابير احترازية أمنية على غرار القسم الخاص بـ«العائلات المهاجرة». وهذا القسم الأخير يتعرض لرقابة صارمة، وهو مفصول بشبكات معدنية وأسلاك وكاميرات مراقبة. وتمكنت قوى الأمن الشهر الفائت من تحرير فتيات إيزيديات كنّ محتجزات لدى عائلات مسلحي التنظيم في هذا القسم. وأكد المصدر ذاته أن ثلاثة عوامل رئيسية تحول دون تسريع تطبيق الإجراءات الأمنية المفترض تطبيقها في مخيم «الهول»؛ أبرزها المساحة الجغرافية الكبيرة للمخيم الذي بات أكبر من البلدة نفسها، إلى جانب وعورة الأراضي الصحراوية المحيطة بالمخيم ووقوعها على تلة حجرية مترامية الأطراف، إضافة للكثافة السكانية لتعداد قاطنيه والتي تُقدّر بنحو 56 ألف شخص.

خبراء أمميون: هلسنكي انتهكت حقوق أطفال فنلنديين في سوريا

جنيف: «الشرق الأوسط».. اتّهمت «لجنة حقوق الطفل» في الأمم المتحدة، أمس (الأربعاء)، هلسنكي بانتهاك حقوق أطفال فنلنديين عاشوا سنوات طويلة في ظروف تشكل خطراً على حياتهم، في مخيمات سورية لاحتجاز عائلات مقاتلين يُشتبه في أنهم متشددون. وجاء في بيان للجنة أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية» أن «من مسؤولية فنلندا ومن صلاحيتها حماية الأطفال الفنلنديين في المخيمات السورية من أي تهديد وشيك يعرّض حياتهم للخطر، من خلال التحرّك لإعادتهم إلى بلادهم». وأسوة بقرار سابق حول مسؤولية فرنسا تجاه أطفال فرنسيين عالقين في المخيمات، خلص تقرير للخبراء الأمميين إلى أن «الاعتقال المطوّل لضحايا أطفال في ظروف تشكّل خطراً على حياتهم يرقى إلى مصاف المعاملة اللاإنسانية والمهينة أو العقاب». وأصدرت اللجنة المكلّف أعضاؤها (البالغ عددهم 18 خبيراً) السهر على تطبيق اتفاقية حقوق الطفل، تقريرها، بعد النظر في قضية رُفعت باسم ستة أطفال فنلنديين محتجزين حالياً في مخيّم الهول، شمال شرقي سوريا. ومنذ أن رفع أقاربهم القضية إلى اللجنة في عام 2019، تمكّن ثلاثة من هؤلاء الأطفال من مغادرة المخيّم بجهودهم الخاصة مع أمهاتهم، وعادوا في نهاية المطاف إلى فنلندا. وشدّدت اللجنة على أن «الأطفال الثلاثة المتبقّين الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وست سنوات، لا يزالون محتجزين في مخيمات مغلقة، في منطقة أشبه بميدان حرب»، بحسب تقرير «وكالة الصحافة الفرنسية». وأشارت عريضة أعدها أقاربهم إلى أن 33 طفلاً فنلندياً آخرين محتجزون في المخيم ومحرومون من أي مساعدة قانونية. و«مخيّم الهول» الذي يؤوي نحو 56 ألف شخص، هو الأكبر بين عدد من المخيمات المقامة في المنطقة ويُحتجز فيها أقارب مقاتلين يُشتبه في أنهم متشددون، غالبيتهم من النساء والأطفال. وغالبية المحتجزين في «مخيّم الهول» سوريون وعراقيون، فيما تفيد معطيات الأمم المتحدة بأن عدد زوجات مقاتلي تنظيم «داعش» من حَمَلة جنسيات أخرى وأطفالهم يبلغ عشرة آلاف. ويسود اعتقاد بأن كثيرين من بينهم لا يزالون شديدي التطرّف. وإلى الآن، غالبية الدعوات المتكررة الموجّهة للبلدان الغربية لاستعادتهم لم تلق آذاناً مصغية. وأشارت العضو في اللجنة آن سكيليتون إلى ورود تقارير عديدة تفيد بأن «أوضاع الأطفال في المخيمات لا إنسانية وتفتقر للمقوّمات الأساسية، بما في ذلك المياه والطعام والرعاية الصحية»، وحذّرت من أن هؤلاء الأطفال «عرضة لخطر الموت الوشيك». في المعدّل، يقضي طفلان أسبوعياً في «مخيّم الهول»، بسبب الأوضاع المزرية، وفق تقرير أصدرته منظمة «سيف ذا تشيلدرن»، العام الماضي، فيما أفادت الأمم المتحدة بوقوع أكثر من مائة جريمة قتل في المخيم خلال 18 شهراً. وأشارت اللجنة إلى أن فنلندا لم تولِ الاهتمام اللازم لما يخدم بالشكل الأمثل مصالح الأطفال، لدى نظرها في طلبات استعادتهم التي رفعها أقاربهم، علماً بأن آراء أعضائها وتوصياتهم غير ملزمة. وقالت سكيليتون: «ندعو فنلندا إلى التحرك الفوري والحاسم من أجل حماية أرواح هؤلاء الأطفال وإعادتهم إلى بلادهم وعائلاتهم».



السابق

أخبار لبنان..رابط نص مسودة الاتفاق بين لبنان واسرائيل.. واشنطن تتوقع «لحظات صعبة» خلال تنفيذ الاتفاق اللبناني ـ الإسرائيلي.. لابيد يحيل اتفاقية الترسيم إلى الكنيست: سنحصل على 17% من عائدات "قانا"..إجماع أمني في إسرائيل: اتفاق الترسيم مع لبنان يضعف "حزب الله"..الكاظمي يستقبل قائد الجيش اللبناني..الاستعدادات للتنقيب عن الغاز ستستغرق أشهراً عدة..عون اعتبر الترسيم «هدية للشعب اللبناني»..شينكر يحذّر من عواقب انتخاب رئيس لبناني «متهم بالفساد»..1600 عائلة سورية تغادر لبنان «طوعياً» الأسبوع المقبل..لبنان يسجل أول حالة وفاة بـ«الكوليرا»..

التالي

أخبار العراق..غموض موقف الصدر من جلسة انتخاب الرئيس العراقي اليوم..هجوم صاروخي يستهدف حقل كورمور للغاز في إقليم كردستان العراق.."الاتحاد الكردستاني" ينفي اتفاقاً كردياً على ترشيح عبد اللطيف رشيد لرئاسة الجمهورية..عبد اللطيف رشيد..فصل جديد من فصول الرئاسة العراقية.. أربيل تبث اعترافات متهمين باغتيال ضابط في مكافحة الإرهاب..


أخبار متعلّقة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,131,596

عدد الزوار: 7,660,762

المتواجدون الآن: 0