أخبار سوريا..استقالات جماعية للموظفين الحكوميين في سوريا..نموت جوعاً.. الغاز الجزائري الى سوريا قريباً؟..شمال سوريا.. "صراع عروش" يدخل "النصرة" إلى عفرين والمدنيون يدفعون الثمن..صمت تركي على اقتتال الفصائل الموالية لأنقرة..مقتل وإصابة 45 عنصراً من الفرقة الرابعة بتفجير في ريف دمشق..

تاريخ الإضافة الجمعة 14 تشرين الأول 2022 - 5:16 ص    عدد الزيارات 1115    التعليقات 0    القسم عربية

        


إنزال جوي لـ«التحالف الدولي» في ريف دير الزور..

لندن: «الشرق الأوسط»... نفذت قوات «التحالف الدولي» عملية إنزال جوي في بلدة الحوايج، شرق دير الزور، بمساندة وحدات تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، وقد استهدفت العملية الأمنية خلايا تنظيم «داعش»، وأسفرت عن اعتقال شخص في البلدة. واعتقلت القوات مستأجر المنزل وشخصاً آخر، وهما من أبناء بلدة موحسن بريف دير الزور، بتهمة أنهما من عناصر خلايا تنظيم «داعش»، واقتادتهما إلى مراكزها الأمنية، بحسب «المرصد السوري». وكان موقع «دير الزور 24» قد تحدّث، مساء أول من أمس (الأربعاء)، عن عملية تقوم بها قوات «قسد»، بمساندة من الطيران المروحي التابع للتحالف الدولي، نفذت خلالها عملية مداهمة في قرية الحوايج شرق دير الزور في سوريا. يأتي ذلك، بعد تصاعد عمليات خلايا تنظيم «داعش»، في مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، شمال شرقي سوريا، لا سيما بعد مطالبة التنظيم لأنصاره وخلاياه النائمة بالتحرك، تزامناً مع الحملة الأمنية التي أطلقتها قوى الأمن الداخلي في «مخيم الهول» الواقع في أقصى جنوب الحسكة. يُذكر أن قوات التحالف الدولي نفذت، في 3 سبتمبر (أيلول)، عملية إنزال جوي على منزل بريف دير الزور، بالاشتراك مع قوات برية من «قسد»، في منطقة الحاوي ببلدة الشحيل شرقَ دير الزور، واعتقلت شخصاً قيل إنه عنصر من التنظيم المتطرف.

استقالات جماعية للموظفين الحكوميين في سوريا... نموت جوعاً...

المصدر: النهار العربي... دمشق-طارق علي... "بالصعوبة نفسها التي دخلت بها الى الوظيفة أجد الخروج منها صعباً، القرار ليس بيدي"، يقول أحمد ن. الذي يسعى منذ ستة أشهر على الأقل للحصول على موافقة على استقالته من إحدى الدوائر الحكومية السورية في دمشق. يبتسم أحمد من دون أن يخفي استهجانه حجم المفارقة بين يوم توظيفه قبل 17 عاماً، واليوم إذ يريد ترك الوظيفة، يقول: "يومها لم أترك واسطة إلا واستخدمتها، ومبلغاً إلا ودفعته، ومسابقة إلا وتقدمت لها لأظفر بشرف الوظيفة الحكومية، يا سيدي، الوظيفة في الحكومة قبل الحرب، بل وحتى خلال سنوات الحرب الأولى، لم تكن بالأمر الهين، فهي كانت تمنح صاحبها شرف امتيازاتها الكثيرة، فالراتب مرتفع نسبياً، والقروض لا يوجد أكثر منها، وأدفع 25 ألف دفعة أولى وتملك سيارة سعرها كان نحو 500 ألف فقط، وجديدة بالكامل". يكمل أحمد: "اليوم صرت أتوسل الوساطات، وأنا مستعد لدفع الأموال، ليسمح لي بترك الوظيفة، عبر استقالة رسمية تتم الموافقة عليها، ولكنّ الأمر ليس بهذه السهولة على الإطلاق، فإدارة مؤسستي تتدخل، والحكومة تتدخل، والجهات الوصائية تتدخل (الأمن السوري)، ليبدو موضوع الاستقالة شائكاً ومربكاً للغاية، وقد يحصل معك ما لا تحمد عقباه، وقد تسير الأمور بسلاسة، هذا أمر تحدده الدراسة الأمنية التي ستصدر بحقك خلال مرحلة بحثك عن موافقة الاستقالة". كل ذلك بعد أن صار راتب أحمد اليوم لا يتعدى 112 ألف ليرة سورية (23 دولاراً أميركياً)، يقول أحمد: "هل تعلم ماذا أفعل بالمئة ألف والبضع؟، أنا أدفعها مواصلات، ثم استدين ثمن الخبز والطعام والخضر والمازوت والغاز والطبابة والتعليم من معارفي، تخيل أن تتحول من موظف مكتنز مكتفٍ بما يملك، الى موظف عالة على مجتمعه لا يملك ثمن طعام أطفاله... الموظف اليوم بات شحاذاً للأسف، بإمكانك البحث، ولو عثرت على موظف واحد سعيد أخبرني". وعن دوافع استقالته يؤكد أنّ العمل الحكومي يكبله ويأسره ويحرمه من وقت أساسي في يومه: "لو عملت في القطاع الخاص، الأمر أفضل، ليس بكثير ولكن أفضل نسبياً، حتى لو عملت سائق تاكسي فإنني سأجني أضعاف ما أجنيه من عملي الوظيفي، ولكن ماذا أفعل؟، أنا أتحرق في انتظار الموافقة على استقالتي من دون حدوث مشاكل وتبعات لا أريدها".

قبل الحرب

كما ذكر أحمد بالضبط، كانت الوظيفة حلماً قبل الحرب، وكان يسعى إليها السوري، الخريج وغير الخريج، واضعاً كل علاقاته وما أمكنه من أموال أحياناً للظفر بالوظيفة المنشودة، والتي لطالما شكلت ركيزة أمان يستند اليها مستغلاً كل حقوقها على أكمل وجه. كان الموظف السوري مثلاً، يفرش بيته عبر قرض على مرتبه الشهري، يكسي منزله، يتملك سيارته، بل ويتملك منزلاً في المساكن الشبابية حتى، كل ذلك من نِعم الراتب الكثيرة، بعد أن كان سقف الراتب الشهري عشية الحرب يتخطى 500 دولار في المتوسط، وبطبيعة الحال كان يصل الى أرقام أعلى مع إضافة الحوافز والمكافآت وغيرها، وهو رقم كان حقيقة يكفي للعيش والاستمتاع، بل وأكثر من ذلك، كان هذا الرقم كفيلاً بالحفاظ على الطبقة الوسطى التي باتت هباء منثوراً مع تقادم سنيّ الحرب في البلاد، فتضعضع المجتمع، وتفكك، وباتت طبقاته المعروفة مخالفة لكل أساسيات المجتمع. طبقتان فقط، فاحشة الثراء، وبالغة الفقر.

الهروب الجماعي

لا تمثل حالة أحمد شيئاً فريداً في السياق السوري العام، بل ثمة حقيقة ما يمكن وصفه بالهرب الجماعي من الوظائف الحكومية، هروب صار يشمل آلاف الحالات، في ظاهرة غير متوقعة وتحمل ما تحمله معها من مؤشرات ودلالات الى مستقبل البلاد. لا تقتصر الاستقالات على محافظة واحدة لتكون حالة شاذة، بل شملت الموجة الأخيرة من الاستقالات الجماعية موظفين في دمشق وريفها، السويداء، حمص، اللاذقية وحدها (500 استقالة من مختلف القطاعات)، طرطوس، القنيطرة. ولعلّ أخطر ما في هذه الظاهرة هي ما طاول القطاع الصحي المتهالك أساساً، والذي وجد نفسه في أتون حرب شرسة نهشت جسده لسنوات، وما إن خرج منها حتى دخل معركة كورونا، ومنها إلى وباء كوليرا المستجد والمتنامي أخيراً. ففي هذا القطاع وحده ثمة أكثر من ألف استقالة هذا العام. كل ذلك وسط خشية نقابية صدرت عن اتحاد العمال والنقابات تقول إنّ: "مسلسل الاستقالات لم ينتهِ والحبل على الجرار، وهذا سيؤدي في نهاية المطاف إلى إفراغ المؤسسات من كوادرها العمالية".

الهروب

عدد من الموظفين، يمكن القول إنّه ليس قليلاً، لم يحصل على الموافقة الأمنية بترك وظيفته، فقام بتركها عبر التسلل بصورة غير شرعية إلى لبنان، أو تركيا، وذلك لأنّ الموظف إذا كان على رأس عمله سيصعب عليه الحصول على إذن سفر. وهذا بالضبط ما حصل مع توفيق (اسم مستعار لموظف حكومي في حماة)، لم يستطع الحصول على موافقة على الاستقالة، فهرب بصورة غير شرعية عبر أحد معابر التهريب بين حمص ولبنان، ومن هناك، على ما قاله الى "النهار العربي"، سيتلمس طريقه نحو بلد آخر، "لا يهم إن كان بالقارب أو الطائرة، المهم أنني أريد حياة جديدة أعيش فيها هانئ البال مطمئناً أجني ما يكفيني لأعيش حياة كريمة، فمرتب الوظيفة في بلادي ما عاد يطعم خبزاً، والبقاء هو استنزاف للأيام وحرق للمستقبل".

بقي اثنان

يمكن القول إنّ من بقيَ في وظيفته حتى اليوم هما اثنان، الأول: لا إمكان أو رغبة لديه في مغادرة البلد، وبالتالي يعمل بالمبدأ القائل (بحصة بتسند جرّة)، وكذلك قد يعمل في وظيفة أو اثنتين إضافة الى وظيفته الأساسية، علّه يحصل بعض الأموال التي تعينه على قضاء يومه. والآخر هو مرتشٍ لا يترك الوظيفة أياً كانت المغريات، فهو يجني منها أموالاً كثيرةً تفوق دخل مجموعة موظفين مجتمعين، في ظل فساد مستشرٍ صار معروفاً في سوريا. وبين صبر الأول، وفساد الثاني، ثمة حكايات سورية لا مكان لذكرها، حكايات كثيرة، فلكل سوريٍّ قصته مع الوجع، الظلم، القهر، البحث عن إعالة تكفيه ليظلّ عزيزاً كريماً لا يمدّ يده لأحد. أخيراً قال "برنامج الأغذية العالمي" إن عدداً قياسياً من السوريين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، حيث يكافح 12.4 مليون شخص حالياً للحصول على وجبة أساسية. ويمثل هذا العدد ما يقرب من 60 في المئة من سكان البلاد، وقد زاد هذا بنسبة هائلة بلغت 4.5 ملايين شخص خلال العام الماضي وحده، بينما يوجد نحو 1.8 مليون شخص آخرين معرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي، ما لم يتم اتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة.

مقتل عدد من الجنود بانفجار استهدف حافلة عسكرية في ريف دمشق

النهار العربي... أعلنت وسائل إعلام سورية رسمية ومحلية أن جنوداً عدة قتلوا بانفجار عبوة ناسفة في حافلة عسكرية في ريف دمشق. وأفاد مصدر عسكري في تصريح للوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن "حافلة مبيت عسكرية في ريف دمشق تعرضت صباح هذا اليوم لتفجير إرهابي بعبوة ناسفة مزروعة مسبقاً ما أدى إلى استشهاد 18 عسكرياً وإصابة 27 آخرين بجروح". من جهته، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "انفجاراً هزّ صباح اليوم في منطقة الصبورة الواقعة بريف دمشق، ناجم عن استهداف حافلة "مبيت" عسكرية بعبوة ناسفة يرجح أنها تابعة للفرقة الرابعة، الأمر الذي أدى لسقوط قتلى وجرحى". وأعلن المرصد أنه "قتل 17 شخصاً على الأقل كحصيلة أولية"، مشيراً إلى أن "عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين". ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها. وأسفر انفجار مماثل في شباط (فبراير) عن مقتل جندي من الجيش السوري.

الغاز الجزائري الى سوريا قريباً؟

المصدر: النهار العربي... كشفت وزارة النفط والثروة المعدنية السورية، اليوم الخميس، عن مفاوضات جرت بين سوريا والجزائر في موسكو حول استيراد الغاز المنزلي من الجزائر، إذ تم الاتفاق على تسريع إجراءات إبرام العقد بين البلدين. وأعلنت الوزارة في منشور في قناتها بتطبيق "تلغرام" أن وزير النفط والثروة المعدنية السوري، بسام طعمة، اجتمع يوم أمس مع وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، لمناقشة سبل التعاون في مواضيع عدة أهمها تزويد سوريا بالغاز المنزلي من الجزائر، وحول ذلك اتفق الطرفان على تسريع إجراءات الوصول إلى توقيع العقد، نظراً لامتلاك الجزائر كميات كبيرة من الغاز المنزلي. وقد أبدى الجانب الجزائري تعاونه، حيث أكد الوزير عرقاب استعداد الجزائر لاستقبال وفد سوري لإنهاء هذا الموضوع بالسرعة الكلية، كما ناقش الجانبان طرق التعاون في الاستكشاف وخامات الثروات المعدنية كالفوسفات مثلاً. ووجه الوزير عرقاب في نهاية الاجتماع دعوة للوزير طعمة لزيارة الجزائر ومتابعة بحث التعاون المستقبلي في مجال الطاقة والثروات المعدنية. ووفقاً لمنشور الوزارة السورية فقد جرت المفاوضات في موسكو على هامش انعقاد منتدى "أسبوع الطاقة الروسي".

المعارك تتوسع في الشمال وميليشيا الجولاني على أبواب عفرين بعد السيطرة على جنديرس

أورينت نت – خاص... سيطرت ميليشيات الجولاني (هيئة تحرير الشام) وحلفاؤها (فرقتا الحمزة والعمشات) على منطقة جنديرس شمال حلب خلال الهجوم المتواصل على مناطق سيطرة الجيش الوطني، في ظل استعداد الميليشيات لإحكام السيطرة على كامل منطقة (غصن الزيتون) من خلال الهجوم على مدينة عفرين المحيطة، في وقت تشهد مدينة الباب ومحيطها اشتباكات مماثلة في مسعى لإعادة السيطرة عليها من فرقة "الحمزة" في وجه بقية فصائل "الجيش الوطني". وفي التفاصيل، أفاد مراسلنا بريف حلب مهند العلي، أن هيئة الجولاني سيطرت بشكل كامل على منطقة جنديرس والقرى المحيطة وأحد المعابر الحدودية مع تركيا (معبر الحمام)، بعد اشتباكات عنيفة جرت مع فصائل (الفيلق الثالث) خلال الساعات الماضية. وأضاف المراسل أن سيطرة "حلف الجولاني" شملت منطقة المعبطلي والقرى المحيطة، وباتت على مشارف مدينة عفرين، في ظل استقدام تعزيزات عسكرية من إدلب إلى ريف حلب بهدف متابعة الهجوم للسيطرة على مدينة عفرين التي تشكل مركز منطقة (غصن الزيتون). وبحسب مصادر محلية لأورينت نت، فإن ميليشيا الجولاني تستعد لشنّ هجوم يهدف للسيطرة مدينة عفرين بعد سيطرتها على المناطق والنواحي المحيطة وانسحاب فصائل الجيش الوطني منها، وسط هدوء استمر لساعات الليل في المنطقة. كما أشارت المصادر إلى أن الفيلق الثالث استقدم تعزيزات عسكرية ضخمة إلى مدينة عفرين ومحيطها استعداداً للدفاع عنها في وجه الجولاني وحلفائه (العمشات والحمزة)، فيما تورادت أنباء "غير مؤكدة" أن ميليشيا الجولاني أمهلت سكان عفرين لتحديد موقفهم من الأحداث الراهنة وخيّرتهم بين الانحياز لصالح الميليشيا أو إخلاء المدينة باتجاه مناطق نبع السلام بريف الحسكة. في حين أدت الاشتباكات بين الطرفين لإخلاء سجن معراتة المدني بمحيط مدينة عفرين من كافة سجنائه المدنيين، وكذلك أسرى نظام أسد وتنظيم داعش وميليشيا قسد، وبحسب مصادر محلية فإن الفصائل باشرت منذ الصباح بالبحث عن السجناء الفارين واستطاعت القبض على 40 سجيناً منهم. وأسفرت الاشتباكات والمعارك في الساعات الماضية عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين وبعضهم في المخيمات، إضافة لمقتل وإصابة عشرات العناصر من طرفي النزاع الفصائلي الحاصل، إلى جانب الأسرى بين الطرفين.

معارك الباب

وفي الباب شمال حلب أيضاً، ما زالت الاشتبكات مستمرة بين الفصائل، حيث تحاول ميليشيا الجولاني وحلفاؤها (العمشات والحمزة) الهجوم على المدينة وإعادة مقرات "فرقة الحمزة" وطرد فصائل "الفيلق الثالث" منها. وأفاد مراسلنا مهند العلي أن ميليشيات "العمشات وأحرار الشام" باشرت منذ الصباح هجوماً جديداً على مدينة الباب لطرد ميليشيا "الجبهة الشامية" و"جيش الإسلام" منها، وإعادة السيطرة لميليشيا "الحمزات" التي طردت منها قبل يومين. وأضاف المراسل أن ميليشيات "الحمزة" استهدفت مدينة الباب بقذائف الهاون والرشاشات، وأسفر القصف عن مقتل امرأة قرب مشفى الحكمة، إضافة لاشتباكات عنيفة عند دوار المروحة ومحاولات اقتحام من الميليشيات واندلعت اشتباكات هي الأعنف منذ سنوات بين فصائل الجيش الوطني بمنطقة ريف حلب الشمالي قبل يومين، على خلفية تورط ميليشيا "الحمزة" بجريمة اغتيال الناشط الإعلامي "أبو غنوم" وزوجته الأسبوع الماضي، ما دفع فصائل "الفيلق الثالث" مدعومة بالشرطة العسكرية والمدنية لإطلاق عملية أمنية في مدينة الباب "مسرح الجريمة" تهدف لاجتثاث الميليشيا وإحالة قيادييها للمحاسبة. وسارع متزعم "ميليشيا تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، لمؤازرة ميليشيا "الحمزة"" باستقدام تعزيزات عسكرية إلى ريف حلب والهجوم على مناطق بمحيط مدينة عفرين، ليشكل الأمر تغييراً واضحاً في خارطة التوزع الفصائلي والخارطة العسكرية.

شمال سوريا.. "صراع عروش" يدخل "النصرة" إلى عفرين والمدنيون يدفعون الثمن

ضياء عودة – إسطنبول... دخول هيئة "تحرير الشام" على خط المواجهات في عفرين يعد حدثا "لافتا"

تعيش منطقة عفرين والباب في ريف محافظة حلب السورية، منذ ثلاثة أيام "أجواء حرب داخلية" اندلعت بين فصائل عسكرية منخرطة ضمن تحالف "الجيش الوطني السوري". ورغم أنها ليست بجديدة، إلا أن تختلف من زاوية دخول "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة المصنفة إرهابيا) على الخط لتساند طرفا ضد آخر، في "تحوّل" هو الثاني من نوعه، منذ شهر يونيو الماضي. وحسب ما قال نشطاء إعلاميون وشهود عيان من المدينتين لموقع "الحرة" فإن المواجهات المسلحة استمرت حتى صباح يوم الخميس، وتستخدم فيها أسلحة خفيفة وثقيلة، وأفضت إلى "دخول قوات تحرير الشام" إلى مركز مدينة عفرين. وطرفا هذه المواجهات هما "الفيلق الثالث" في "الجيش الوطني"، والذي تحظى "الجبهة الشامية" بالنصيب الأكبر من المقاتلين فيه. أما الآخر فهو فصيلي "فرقة الحمزة" و"فرقة السلطان سليمان شاه" (منخرطان أيضا ضمن الجيش الوطني). وهذان تساندهما "تحرير الشام" في جبهات متفرقة، وخاصة في عفرين. ويعتبر دخول "تحرير الشام" على خط المواجهات حدثا "لافتا"، كونها تفتقد لأي نفوذ في مناطق ريف حلب الشمالي، بينما يقتصر انتشار مقاتليها في محافظة إدلب، في أقصى شمال غربي البلاد. وقد أسفرت المواجهات، التي لا توجد مؤشرات حتى صباح الخميس على انتهائها، عن مقتل مدنيين، وإصابة آخرين، بينهم نساء، وهو ما وثقته منظمة "الدفاع المدني السوري". وحصل موقع "الحرة" على إحصائية من المنظمة ليومي الثلاثاء والأربعاء، وجاء فيها أن المواجهات المسلحة أسفرت عن مقتل امرأة في قرية برج دالو بريف عفرين، بينما أصيب أكثر من مدنيين، بينهم طفل. أما في مدينة الباب شرقي حلب، فقد وثّقت المنظمة مقتل مدني وإصابة نساء وأطفال آخرين، إثر الاشتباكات، مشيرة من جانب آخر إلى أن فرقها الإنسانية أجلت 7 عائلات من منطقة سكنية بين مدينة الباب وبلدة بزاعة ونقلتهم لداخل البلدة. كما أجلت 16 عائلة من منطقة المزارع الواقعة بين مدينة الباب وبلدة بزاعة بريف حلب الشرقي.

كيف بدأت القصة؟

ترتبط الشرارة الأولى لهذه المواجهات بحادثة اغتيال الناشط الإعلامي، محمد عبد اللطيف الملقب بـ"أبو غنوم" مع زوجته الحامل على يد مسلحين من "فرقة الحمزة"، في مدينة الباب شرقي مدينة حلب. وبعدما ألقت قوات من "الفيلق الثالث" القبض على المسلحين، وبثت اعترافاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت حملة ضد المقرات العسكرية التي تتبع لـ"فرقة الحمزة" في مدينة الباب. وهي مسرح الجريمة التي أشعلت غضب الكثيرين من أبناء المنطقة. وعلى الرغم أن المواجهات تبعت حادثة الاغتيال والقبض على المنفذين، إلا أن مراقبون يرون أن القصة أبعد من ذلك، وأن ما يحصل الآن تعود أسبابه لخلفيات تتعلق بـ"صراع العروش أو صراع الوجود". يقول الباحث السوري في "مركز جسور للدراسات"، وائل علوان إن "تسارع الصراع بهذه الطريقة يثبت أن أطرافه كانت تجهّز له من قبل". ويضيف لموقع "الحرة": "قصة مقتل الناشط أبو غنوم وسرعة الكشف بموضوع التحقيقات والجناة هو عمليا الشرارة، التي أدت إلى بدئه. لكن التحضير يعود لأشهر، من كلا الطرفين". وبينما تستمر المواجهات على أوجها في عفرين، بالتحديد نشرت الصفحات الرسمية للفصائل المتصارعة سلسلة بيانات تبادلت من خلالها الاتهامات أو ما يصفونه بـ"البغي". وحاول موقع "الحرة" الحصول على تعليق من جانب "الجيش الوطني" وناطقه الرسمي، إلا أنه فضّل عدم إبداء أي موقف. بدوره يرى الكاتب والناشط السياسي، حسن النيفي أن "هذه النتيجة هي ربما تداعيات طبيعية لمشكلة جذرية". وبعيدا عن أي تفاصيل "يمكن القول إن أي كيان عسكري - ليس في سوريا فقط بل في العالم - تغيب عنه المأسسة وتنعدم مرجعياته القانونية والمؤسساتية يتحول إلى لصوص وقطاع طرق". ويقول الكاتب لموقع "الحرة": "صحيح أن هناك جيش وطني وحكومة ووزارة دفاع وأشكال عدة للحوكمة في الشمال السوري كالقضاء والشرطة العسكرية والمدنية، لكن المؤكد أن كل هذه الأشكال لا تقوى على مجابهة النزعة الفصائلية، التي باتت متجذرة في الشمال السوري". "من يحكم هم قادة الفصائل والفصيل الأقوى هو الذي يسيطر على الفصيل الآخر. إنه قانون القوة وقانون الغاب"، وفق تعبير النيفي.

"جذور للصراع"

وفي شهر يونيو الماضي حصلت مثل هذه المواجهات، لكن أطرافها كانت بين "الفيلق الثالث" من جهة وفصيل "حركة أحرار الشام"، فيما دخلت "تحرير الشام" أيضا على الخط لأول مرة، في مشهد اعتبرت سياقاته على أنه لدعم الأخيرة. وفي تلك الفترة نشر موقع "الحرة" تقريرا (بعنوان اقتتال الجيش الواحد يفتح شهية النصرة) تحدث فيه مع مراقبين ومحللين عسكريين من أبناء المنطقة، إذ أشاروا إلى أن "انخراط جبهة النصرة يعطي رسالة لفصائل الجيش الوطني بأنها موجودة في ريف حلب، وبفارق زمني بسيط يمكنها الانتشار والتوسع". وفي حين انتشرت "تحرير الشام" بالفعل في بعض المناطق بعفرين قبل أربعة أشهر لمساندة "أحرار الشام"، إلا أنها لم تدخل المدينة، على عكس ما حصل صباح يوم الخميس. وتحدث الباحث وائل علوان أن المواجهات الحالية تعطي "صورة واضحة" لصراع بين "مشروعين"، الأول هو "الفيلق الثالث" والثاني هو "هيئة تحرير الشام"، والتي يوجد لها "حلفاء داخل تحالف الجيش الوطني". واعتبر علوان أن "السبب الحقيقي هو صراع وجود وليس لامتداد النفوذ. الجولاني (قائد النصرة) يريد أن يحوّل شركائه المحليين إلى تجمع قوي يدعمه ويحميه بشكل كامل، وليكون موازيا من حيث القوة للفيلق الثالث". "هناك مكاسب اقتصادية وتوجه واضح للمعابر. الجولاني يريد خلق معادلة جديدة في مناطق ريف حلب". ويضيف علوان: "قد تنسحب قواته في الأيام المقبلة، لكنه بانخراطه الحالي يعمل على تثبيت شراكته مع حليفيه. هذه الشراكة تقوم على تبادل المصالح الأمنية والاقتصادية في آن معا". من جانبه يشير الكاتب السوري، حسن النيفي إلى أن "اغتيال الناشط الإعلامي" ليس هو القصة الرئيسية المسببة للمواجهات. ويقول: "مجمل الفصائل التي تتموضع في تلك المنطقة (ريف حلب) توجد بينها حساسيات سابقة ارتقت إلى العداوة. كل فصيل ارتأى أن يصفي حساباته مع الآخر. بمعنى الاصطياد في الماء العكر". "الجولاني لا يخفي رغبته في التمدد والوصول إلى مناطق درع الفرات أو غصن الزيتون، ووجد في هذه الذريعة وهذا الاستنجاد من فرقة السلطان والحمزات فرصة ذهبية". ويوضح النيفي: "ليس تحرير الشام فحسب، بل الفصائل الإسلامية وعندما تريد أن تتمدد تستخدم ذريعة أنها تريد إنهاء الفساد"، معتبرا: "هي صراعات فصائلية على الموارد وليست على أجندات وطنية أو أسباب سياسية بالمطلق".

"بين دولتين"

وينقسم الشمال السوري، الخارج عن سيطرة النظام السوري منذ سنوات، ضمن منطقتين، الأولى هي ريف حلب وتضم منطقة واسعة من عفرين وصولا إلى جرابلس والباب شرقا. وهذه تخضع لسيطرة تحالف "الجيش الوطني السوري"، الذي تدعمه تركيا. أما المنطقة الثانية فهي محافظة إدلب، التي أحكمت "هيئة تحرير الشام" السيطرة عليها بالكامل، بعد سلسلة صدامات مسلحة مع باقي التشكيلات العسكرية الصغيرة التي كانت تنتشر في المنطقة هناك. وما بين هاتين المنطقتين هناك اختلاف في الإدارة والتنظيم العسكري وأيضا على صعيد الاقتصاد، وتوجد أيضا حدود ومعابر داخلية، تتمركز بشكل أساسي على حدود منطقة عفرين الفاصلة. ولم يسبق وأن كسر أحد الفصائل من الطرفين هذه الحدود، خلال السنوات الماضية، ليغدو المشهد وكأن الشمال ككل مقسم ضمن "دولتين". لكن ومنذ مطلع العام الجديد تحدث ناشطون ومراقبون عن محاولات من جانب "تحرير الشام" لتحقيق اختراق عسكري أو أمني في مناطق ريف حلب الشمالي. وجاء ذلك في الوقت الذي واصلت فيه الفصائل العسكرية هناك عمليات الانشقاق عن بعضها البعض وتشكيل التحالفات ذات الأسماء الكثيرة. منها ما ظهر مؤخرا مثل "غرفة عزم"، "هيئة ثائرون"، "الجبهة السورية للتحرير". ولطالما تعرضت فصائل "الجيش الوطني" لانتقادات بشأن ظروف الانقسام التي تعيشها، فيما لم يعرف حتى الآن الأسباب التي تقف وراء استمرار حالة "التبعثر" والانشقاقات، وعدم الانصهار في جسم عسكري واحد، رغم أنها أعلنت انخراطها ضمن "تحالف الجيش الوطني"، في عام 2017.

«هتش» تحكم سيطرتها على عفرين شمال حلب...

صمت تركي على اقتتال الفصائل الموالية لأنقرة

الشرق الاوسط... إدلب: فراس كرم... تواصلت المواجهات العنيفة والاشتباكات الدامية لليوم الرابع على التوالي، أمس، في شمال حلب، بين فصائل «الجيش الوطني السوري» المدعومة من أنقرة، وسط تقدم لـ«هيئة تحرير الشام» بالتحالف مع «فرقة الحمزة» و«فرقة السلطان سليمان شاه» والسيطرة على مدينة عفرين وعدد من القرى المحيطة بها. فيما دعت منظمات إنسانية بينها الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء» إلى تجنيب المدنيين والنازحين الصراع، وتسهيل عمل فرق الإسعاف في تلبية نداءات المدنيين وإسعاف الجرحى. وأفاد ناشطون في مدينة عفرين؛ التي تقع ضمن منطقة العمليات التركية «غصن الزيتون» شمال حلب، بدخول أرتال عسكرية مدججة بالأسلحة المتوسطة والرشاشات تابعة للتحالف الذي تقوده «هيئة تحرير الشام (هتش)»، بالاشتراك مع «فرقة الحمزة (الحمزات)» و«فرقة السلطان سليمان شاه (العمشات)»، مدينة عفرين، من دون مواجهة مع أي طرف، وتطويقها من كل الجهات وفرض سيطرتها على المدينة بشكل كامل. وقد أعقب ذلك انسحاب «الجبهة الشامية»؛ التي تشكل فصائل «الفيلق الثالث» و«جيش الإسلام» نواتها الرئيسية، باتجاه مدينة أعزاز شمال مدينة عفرين، وسط جو يسوده ترقب حذر، في حين أعلنت فصائل عدة الحياد وعدم المشاركة في القتال لصالح أي طرف. انسحاب «الفيلق الثالث» وحلفاؤه («جيش الإسلام» وفصائل «هيئة التحرير البناء»)، جاء بعد خسارة مناطق جنديرس والمعبلطي والترندة وقرزيحل وكفرشيل، ومناطق أخرى بمحيط مدينة عفرين وانسحابهم منها، الأربعاء، إثر معارك ضارية مع فصائل «هتش» وحليفيها، أدت إلى وقوع نحو 14 قتيلاً وعدد من الجرحى بين الأطراف المتصارعة، وسيطرة «هيئة تحرير الشام» على معبر «الحمام» بالقرب من جنديرس المحاذية لتركيا شمال غربي حلب.

- طمأنة العرب والأكراد

بعد سيطرتها الكاملة على مدينة عفرين، نشرت «هتش» بياناً على أحد معرفاتها في منصة «تلغرام»، أرسلت من خلاله رسائل تطمين للمواطنين بمختلف انتماءاتهم العرقية، قالت فيه إن «(تحرير الشام) تؤكد أن الأهالي العرب والكرد من أصل البلد أو المهجرين محل اهتمامنا وتقديرنا، ونحذرهم من الاستماع لأصحاب المصالح الفصائلية سواء بتخويفهم أو ترويعهم، ونخص بالذكر الإخوة الأكراد؛ فهم أهل تلك المناطق وواجبنا حمايتهم وتقديم الخدمات لهم». في غضون ذلك، قال مؤيد النجار؛ وهو ناشط (معارض) في مدينة الباب شمال حلب، إن فصائل «تحرير الشام» و«العمشات» تمكنت من السيطرة على مناطق طريخم وزوغرة، ومعبر الحمران (التجاري) الذي يفصل بين مناطق المعارضة و«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، جنوب مدينة جرابلس شمال شرقي حلب. في حين تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في داخل ومحيط مدينة الباب، ما أدى إلى وقوع قتيلين في صفوف المدنيين؛ أحدهما طفل، وإصابة عدد من المدنيين بجروح خطيرة، جراء سقوط القذائف على الأحياء السكنية وسط المدينة، فيما تواجه فرق الدفاع المدني وطواقم الإسعاف صعوبة في الوصول إلى المصابين، بسبب ضراوة الاشتباكات. هذا؛ ولا تزال مئات العائلات محاصرة في الأحياء القريبة من دوار المروحة في مدينة الباب، جراء الاشتباكات بين «فرقة الحمزة» و«الفيلق الثالث»، وسط دعوات ومناشدات للسماح بخروج المدنيين حرصاً على سلامتهم. وقد نظمت الفعاليات المدنية في مدينة الباب وقفة احتجاجية ضد الاقتتال الدائر بين الفصائل، «وطالبت الجانب التركي بضرورة التدخل لوقف الاقتتال والعنف الحاصل في أكثر من منطقة خاضعة لنفوذه».

- خيانة الجيش الوطني

ويعدّ قادة في فصائل «الجيش الوطني السوري» المدعومة من أنقرة، أن تحالف بعض الفصائل المنضوية تحت هذا الجيش، مثل «فرقة الحمزة» و«فرقة السلطان سليمان شاه» وفصائل أخرى، مع «هيئة تحرير الشام»، «خيانة» لـ«مؤسسة الجيش الوطني السوري»؛ «ونسف لكل الجهود التي بُذلت لبنائه، ونشاطاته العسكرية وتضحياته ضد الأحزاب الكردية الانفصالية وتنظيم (داعش)». في حين ترى الفصائل المتحالفة مع «هتش» أن دخول الأخيرة إلى مناطق «غصن الزيتون» وانخراطها في المواجهات الدائرة هناك، هو «إنهاء لمشروع (الفيلق الثالث) وحليفه (جيش الإسلام)، الذي يطمح إلى ابتلاع الفصائل الأخرى والسيطرة على القرار في مناطق العمليات التركية (درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام)، في تجربة سابقة مشابهة لـ(هيئة تحرير الشام)، عندما حاربت فصائل (الجيش الحر) في إدلب وأرياف حماة وحلب وأصبحت صاحبة قرار في تلك المناطق خلال السنوات الماضية». ويتوقع قيادي في «الجيش الوطني السوري (الموالي لأنقرة)»، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن «مصيراً مشابهاً لإدلب ينتظر مناطق شمال وشمال غربي حلب (في إشارة إلى مناطق المعارضة المدعومة من أنقرة)؛ إذ ستفرض (هتش) نفسها بالقوة على جميع الفصائل، وتتفرد بالقرار العسكري، بمشاركة (خجولة) من باقي الفصائل، بعدما دخلت بقوة عسكرية ضخمة إلى عفرين ومحيطها، والتي تعدّ بوابة المناطق المحررة شمال حلب وشرقها». ولا يستبعد المتحدث أن تفرض أيضاً «هتش» حكومتها (الإنقاذ)، على الجانب الإداري والخدمي والأمني في تلك المناطق، «الأمر الذي سيلاقي ترحيباً في أوساط المدنيين؛ إذ لطالما فشلت فصائل الجيش الوطني والمؤسسات الأخرى على مدار السنوات السبع الماضية، في ضبط وإرساء الأمن وفرض سلطة القانون على الجميع». في الشأن نفسه، يرى مراقبون أن صمت تركيا وعدم اتخاذها موقفاً عسكرياً حازماً ضد انخراط «هيئة تحرير الشام» في الاقتتال الدائر بين فصائل المعارضة المدعومة من قبلها، ودخولها أولى مناطق عملياتها في شمال سوريا، يشير إلى قبول منها بالتدخل الحاصل. فيما يشير البعض الآخر إلى أن انخراط «هتش» في الاقتتال الذي ترافق مع صمت الجانب التركي، تمهيد لها للاقتراب من مناطق التماس مع «قوات سوريا الديمقراطية»؛ الأمر الذي يشكل رسالة تركية تحمل بين طياتها تهديداً يضع «قسد» وحلفاءها أمام خيار واحد؛ إما عملية عسكرية تركية، وإما عملية عسكرية من «هيئة تحرير الشام».

اعترافات «البيتلز» توفر أدلة لتحديد مصير ضحايا «داعش» في سوريا

بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»... ساهمت اعترافات عنصرين من الخلية المتطرفة المعروفة بتسمية «البيتلز»، في تحديد مواقع سجون وثلاثة مقابر قد تضمّ رفات ضحايا لتنظيم «داعش» في سوريا، موفرة أدلة جديدة حول مصير رهائن أجانب، وفق ما أفاد به «المركز السوري للعدالة والمساءلة»، أمس (الخميس). وتساعد المعلومات المستقاة حول مراكز الاعتقال على تحديد «المحطة الأخيرة التي وجد فيها المعتقلون قبل أن تُفقد آثارهم»، وفق التقرير الذي نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». كما أن المعلومات حول المقابر قدَّمت أدلة حول مواقع محتملة لرفات رهائن أجانب وسوريين. وتبيّن، وفق التقرير، أن «عمليات الدفن غالباً ما تمت على مسافة من مراكز الاعتقال» قد تصل إلى كيلومتر واحد فقط. وسيعتمد المركز، الذي يجري تحقيقات حول المقابر الجماعية في مناطق سيطرة التنظيم سابقاً، ويدعم فريقاً محلياً متخصصاً في البحث عن المقابر الجماعية، على تلك المعلومات، في البحث عن شهود وأدلة جديدة تساعد في تحديد مصير مفقودين أجانب وسوريين. واستند المركز في تقريره إلى اعترافات ألكسندا كوتي (38 عاماً) والشافعي الشيخ (34 عاماً)، عنصري خلية «البيتلز» التابعة للتنظيم، اللذين سلمهما المقاتلون الأكراد إلى واشنطن بعد اعتقالهما في 2018. وفي أغسطس، أصدرت محكمة أميركية حكماً بالسجن مدى الحياة على الشيخ. أما كوتي، فأقر بذنبه، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في أبريل (نيسان). واحتجزت خلية «البيتلز» التي ضمّت أربعة عناصر، رهائن غربيين في سوريا، بين عامي 2012 و2015. ويُتهم أعضاؤها بالإشراف على احتجاز ما لا يقلّ عن 27 صحافياً وعاملاً في المجال الإنساني قدموا من دول عدة، وكذلك بقتل فولي وسوتلوف وآخرين. وقاطع المركز المعلومات من العنصرين مع أجوبة تلقاها من كوتي، من داخل السجن، ومقابلات أجراها مع شهود في المحاكمة ورهائن سابقين لدى التنظيم. ومن خلال أجوبة كوتي، تبيّن أن جثث ضحايا التنظيم من غير المسلمين، دُفنت في منطقة صحراوية في جنوب الرقة، أما المسلمون، فدُفنوا في غالبية الأحيان داخل المدينة. وقال يونغ للوكالة: «بعد تحديد تلك المراكز، بات بإمكاننا أن نبحث عن معتقلين ناجين، ما من شأنه أن يساعدنا على تحديد مصير أشخاص كثر؛ تاريخ وفاتهم أو إعدامهم، ومواقع دفنهم». واعتبر المدير التنفيذي لـ«مركز العدالة والمساءلة»، محمد العبد الله، أن «تتبع أماكن الاحتجاز والمقابر من خلال المحاكمات يُعد ذا قيمة كبيرة للكشف مستقبلاً عن مصير المفقودين». ودعا الدول التي يقبع عناصر من التنظيم في سجونها، ويخضعون لإجراءات قضائية فيها، إلى «مساعدتنا على إيجاد المفقودين وطرح أسئلة على المشتبه بهم تساعدنا في ذلك».

مقتل وإصابة 45 عنصراً من الفرقة الرابعة بتفجير في ريف دمشق

الاتهامات تتراوح بين اتهام إيران والنزاعات الداخلية

دمشق: «الشرق الأوسط».... انقسمت الأوساط الموالية للنظام السوري حول الأطراف التي يرجح مسؤوليتها عن استهداف حافلة مبيت تتبع الفرقة الرابعة، صباح يوم الخميس، بانفجار أسفر عن مقتل وإصابة 45 عسكرياً بريف دمشق. وقالت مصادر في دمشق لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك من يوجه أصابع الاتهام إلى إيران بمسؤوليتها عن التفجير، وذلك رداً على لقاء اللواء ماهر الأسد قائد الفرقة، قادة عسكريين روساً ومشاركة الفرقة الرابعة في مناورات عسكرية جرت شرقي دمشق قبل نحو عشرة أيام، وهو القريب أساساً من القوات الإيرانية في سوريا. وللمرة الأولى منذ بدء الأزمة السورية، ظهر اللواء ماهر الأسد شقيق الرئيس وقائد الفرقة الرابعة في قوات النظام، إلى جانب قائد القوات الروسية في سوريا أليكساندر تشايكو، خلال مناورات عسكرية مشتركة بين القوات الروسية وقوات النظام بريف دمشق. وقد جرت المناورات بحضور العماد عبد الكريم محمود إبراهيم، رئيس هيئة الأركان العامة، وعدد من ضباط النظام. وكان لافتاً عدم تطرق بيان وزارة الدفاع السورية حول التدريبات، لحضور قائد الفرقة الرابعة ماهر الأسد التدريبات العسكرية، الذي ظهر في لقطات جانبية بالتسجيل المصور المنشور على الحساب الرسمي لوزارة الدفاع في دمشق. ويعتبر ماهر الأسد، المتهم باتكارب مجازر في سوريا، شريكاً لـ«حزب الله» اللبناني والميليشيات التابعة لإيران، في السيطرة على المعابر الرئيسية وحركة النقل التجاري وصفقات التهريب وتجارة المخدرات. مصادر إعلامية مستقلة في دمشق، اعتبرت حضور ماهر الأسد المناورات المشتركة مع الروس، انعكاساً لتغييرات قادمة يفرضها تطور وقائع الحرب الروسية في أوكرانيا، واحتدام التنافس الروسي ـ الإيراني، والموقف التركي في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط. وقالت المصادر المطلعة على مجريات الأحداث في سوريا، إن فريقاً آخر من الموالين للنظام، يرى أن التفجير «حصيلة نزاعات داخلية بين الأجهزة العسكرية والأمنية التابعة للنظام، وارتفاعاً لمنسوب العداء للفرقة الرابعة وحواجزها، بسبب تماديها في التعديات وفرض الإتاوات». مضيفة، أن النظام سبق وأعلن خلو العاصمة وريفها من المعارضة المسلحة، وفي كل مناسبة ظهر فيها الرئيس الأسد وزوجته، تأكيداً لسيطرته وإحكام قبضته الأمنية على المنطقة، وكان آخرها حضورهما يوم الأربعاء، مباراة كرة السلة لجرحى الحرب. وقبل ذلك، مشاركة الرئيس في صلاة المولد النبوي في الجامع الأموي، إضافة للاهتمام بتصدير «صور الرئيس وعائلته وسط جموع السوريين للإيحاء بحالة من الطمأنينة والأمان». وقال مصدر عسكري في دمشق، إن تفجيراً بعبوة ناسفة استهدف حافلة مبيت على طريق دمشق - الصبورة بريف دمشق الغربي الشمالي، أسفر عن مقتل 18 عنصراً وإصابة 27 آخرين في حصيلة غير نهائية. فيما ذكرت وسائل إعلام سورية، أنه تم نقل القتلى والجرحى إلى مشفى تشرين العسكري، ومعظمهم مجهول الهوية «لشدة قوة التفجير»، بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير. من جانبه، أفاد موقع «صوت العاصمة» المعارض، بأن الانفجار وقع في تمام التاسعة والنصف من صباح الخميس، خلال توجه حافلة المبيت إلى مركز قيادة الفرقة الرابعة، بعد تجميع العناصر من عدة مناطق. ونقل عن مصادر إشارتها إلى أن الحافلة انطلقت في السابعة صباحاً من ضاحية قدسيا بشكل روتيني، ليتم تفجيرها بعبوتين ناسفتين زُرعتا أسفل الباص بعد اكتمال عدد العناصر فيها، البالغ 32 عنصراً. وأن التفجير أسفر عن مقتل أكثر من 20 عنصراً وإصابة آخرين. ويعد هذا الاستهداف لقوات النظام، الأكثر دموية منذ شهور في المناطق الآمنة، على الرغم من ازدياد عمليات الاغتيال التي طالت ضباطاً تابعين لها، وتفجيرات استهدفت مركبات وحافلات، آخرها كان في يونيو (حزيران) الماضي، عندما اغتيل ضابط برتبة مقدم في ضاحية قدسيا بريف دمشق. وقبلها، وقع تفجير استهدف سيارة في «مساكن الحرس الجمهوري» بحي الورود شمال غرب دمشق. وفي مطلع أبريل (نيسان) الماضي، اغتيل العقيد حسان عياض، في انفجار استهدف سيارته على طريق المتحلق الجنوبي في دمشق. ويعد تفجير حافلة الفرقة الرابعة يوم الخميس، الثاني خلال العام الحالي، إذ تم تفجير حافلة مبيت عسكرية بالقرب من دوار الجمارك وسط العاصمة، فبراير (شباط) الماضي، الذي أدى إلى مقتل عسكري وجرح 11 آخرين. وفي خريف عام 2021، قتل 14 عنصراً من موظفي مؤسسة الإسكان العسكري، جراء انفجار عبوتين ناسفتين في حافلة مبيت عسكرية عند «جسر الرئيس» وسط العاصمة دمشق.



السابق

أخبار لبنان..عون يُعلن الموافقة علی صيغة الترسيم.. ويفتح باب التفاوض مع سوريا وقبرص..هل ترتدّ "نشوة" الاتفاقية البحرية سلباً على التأليف؟..هل يعرض ميقاتي تشكيلة قبل آخر الشهر؟..نواب لبنان يفشلون ثانية في انتخاب رئيس..وفرنسا على الخط..تنقيبٌ في «صندوقة أسرار» الاتفاق واستعجال إنجازه وتكريس واشنطن «وصيّة» عليه..إعادة اللاجئين السوريين في لبنان.. "الإشارة لم تصل" وتحذيرات من "عودة قسرية"..

التالي

أخبار العراق..انتهى عاماً من الانسداد: رشيد رئيساً للجمهورية والسوداني رئيساً للحكومة..عبداللطيف رشيد..عديل طالباني..السوداني.. محمد شياع السوداني..حليف المالكي..الرئيس المكلف بتشكيل حكومة العراق وسط معارضة الصدريين..جرحى بهجوم صاروخي يستهدف محيط المنطقة الخضراء وسط بغداد.. رشيد رئيساً للعراق..وتيار المالكي يعود بقوة إلى الحكم..انتخاب الرئيس..كسر إرادات أم بداية أزمات؟..

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,157,404

عدد الزوار: 7,661,901

المتواجدون الآن: 0