أخبار العراق..هل تعيد إجراءات السوداني الثقة بالنظام السياسي في العراق؟..العراق: سنتخذ إجراءات دبلوماسية عالية المستوى ضد هجمات إيران..الشرطة العراقية توضح حقيقة "فقدان أكثر من 400 طفل" في بغداد..قصف كردستان..العراق يدين بشدة والحرس الثوري الإيراني يتعهد بالمزيد..فرنسا تندد بالضربات الإيرانية على إقليم كردستان العراق.. خسائر في تجدد القصف الإيراني على مقار أحزاب معارضة في كردستان العراق..
الثلاثاء 15 تشرين الثاني 2022 - 3:39 ص 1074 0 عربية |
العراق: سنتخذ إجراءات دبلوماسية عالية المستوى ضد هجمات إيران..
الخارجية العراقية: ندين بشدة القصف الإيراني على مناطق في إقليم كردستان العراق
دبي _ العربية.نت... أكدت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الاثنين، أن بغداد ستتخذ إجراءات دبلوماسية عالية المستوى ضد الهجمات الإيرانية. وأعربت الخارجية العراقية عن إدانتها الشديدة للقصف الإيراني على مناطق في إقليم كردستان العراق. وقالت الوزارة في بيان، إنها "تُدينُ بعباراتٍ شديدةٍ ومُكَرَّرة، ما أقدم عليه الجانب الإيرانيّ صباح اليوم، من قصفٍ مدفعيٍّ وبالطائرات المُسيَّرة، على عددٍ من مناطق إقليمِ كُردستانِ العراق، والتي أوقعت العديد من المواطنينَ الآمنين بين شهيدٍ وجريح". وأضافت أن "هذا النَهج الأُحاديّ، العدائيّ، لن يكونَ عاملاً للدفعِ بحلولٍ تُفضي للاستقرار، وسبَقَت مواقفنا لتؤشِّر على خطر هذا التجاوز السافر على سيادة العراق وأمن مواطنيه، وما يعكسه من تهديدٍ مُستَمِر سيتسبب بإرباكِ المنطقة ويرفع مستوى التوتر فيها". وأشار البيان إلى أن "وزارة الخارجيَّة ستتَخذ الإجراءات الدبلوماسيَّة عالية المستوى في هذا الجانب، غير متوانيةٍ عن حفظ وصون سيادة العراق، وبما يُعَزِّز أمنَ شعبه". جددت قوات الحرس الثوري الإيراني قصفها الصاروخي على مقار تابعة للأحزاب الكردية المعارضة للسلطات الإيرانية في بلدة كويسنجق 60 كلم شرق أربيل عاصمة إقليم كردستان. ودان رئيس حكومة إقليم كردستان العراق القصف الإيراني ويعتبره انتهاكا للسيادة، في حين أعلن مسؤول عن مقتل شخص وإصابة 8 آخرين في الهجوم الصاروخي. وذكرت مصادر ميدانية لمراسل "العربية" و"الحدث" أن القصف الصاروخي الإيراني استهدف، صباح اليوم الاثنين، مواقع تابعة للأحزاب الكردية الإيرانية في كويسنجق. وأثار القصف الخوف والهلع لدى سكان المنطقة، ولم يذكر تفاصيل حول الأضرار البشرية والمادية جراء القصف. وغالباً ما تقصف طهران بعض المناطق شمال العراق، حيث تتمركز أحزاب وتنظيمات معارضة كردية إيرانية، خاضت عبر التاريخ تمرداً مسلحاً ضد النظام الإيراني على الرغم من تراجع أنشطتها العسكرية في السنوات الأخيرة. غير أن هذه التنظيمات لا تزال تنتقد بشدة الوضع في إيران، وقد نشطت بشدة مؤخراً، ما أثار غيظ طهران على ما يبدو، إذ نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة للتظاهرات التي شهدتها البلاد ولا تزال منذ وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر الحالي، بعد توقيفها من قبل ما يعرف بـ"شرطة الأخلاق".
الشرطة العراقية توضح حقيقة "فقدان أكثر من 400 طفل" في بغداد...
الحرة / وكالات – دبي.... أكد قائد شرطة بغداد، اللواء عدنان حمود سلمان، الأحد، أن تصريحاته حول فقدان أطفال في ظروف غامضة، قد فهمت بشكل خاطئ، وذلك بعد يوم واحد من حديثه عن تسجيل فقدان 450 طفلا في العاصمة العراقية. وفي تصريحات، السبت، تحدث عن "فقدان 450 طفلا في ظروف غامضة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي"، متحدثا عن "الحاجة لتعديل قانون الاتجار بالبشر في العراق". وخلال تصريحاته أشار قائد شرطة بغداد إلى وجود "جرائم اتجار بالبشر، وإلقاء القبض على مرتكبيها، وملاحقة البقية"، وفقا لـ"وسائل إعلام عراقية". وقال سلمان في توضيح، الأحد، إن "بعد إجراءات البحث والتحري تبين أن أكثر من 90 في المئة من هذا العدد ترك الدار بشكل طوعي نتيجة وجود مشاكل وخلافات عائلية بينهم وبين أفراد أسرهم وتمت إعادتهم إلى ذويهم"، وفقا لبيان لوكالة الأنباء العراقية "واع". أوضح أن "فحوى تصريحاته التي صدرت السبت ارتكزت فقط على عدد البلاغات بشكل عام"، مؤكدا أنه "لم يتطرق إلى ضرورة تعديل قانون الاتجار في البشر لأنه أحد أعضاء اللجنة بالفعل"، وفقا لـ"واع". وقال الناطق باسم الداخلية العراقية، اللواء خالد المحنا، إن "تصريح قائد شرطة بغداد، بشأن المفقودين في العاصمة، فهم بشكل خاطئ، إذ لم يكن يقصد أن جميعهم من الأطفال فقط"، وفقا لوكالة "شفق نيوز". وأوضح المتحدث باسم الداخلية أن "هناك 400 حالة، وثلثها جرى تأشيرها لدى أجهزة الشرطة أنهم عادوا إلى ذويهم، لكن الثلثين الآخرين من بينهم عادوا إلى ذويهم دون إبلاغ الشرطة"، حسب تصريحاته لـ"شفق نيوز". وحسب المحنا فإن "حالات الفقدان ضمن القضايا غير الجنائية، أي أن يخرج الشخص من داره، لأسباب كثيرة تدور في إطار التفكك الأسري، والخلافات العائلية"، مؤكدا أن "هذه الأرقام غير مبالغ بها، وتأتي ضمن سياق معتاد عليه لمثل هكذا قضايا"، حسب المصدر نفسه.
إصابات في قصف لـ«الحرس» الإيراني استهدف كردستان العراق
لندن: «الشرق الأوسط»... قتل شخص وأصيب ثمانية أكراد إيرانيين على الأقل جراء قصف صاروخي إيراني استهدف مقرات أحزاب كردية إيرانية معارضة في أقليم كردستان العراق الشمالي، حسبما افادت مصادر رسمية اليوم الاثنين. وقال قائم مقام قضاء كويسنجق "قتل شخص واصيب ثمانية بجروح جراء قصف إيراني بخمسة صواريخ استهدفت مقرا للحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني" يقع في محافظة أربيل. واكد بيان لوزارة صحة الإقليم مقتل شخص واصابة ثمانية بجروح جراء القصف. من جهتها أفادت وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية أن «الحرس الثوري» الإيراني استهدفـ اليوم، ما وصفتها بأنها «جماعات إرهابية» في إقليم كردستان العراق بضربات صاروخية وطائرات مسيرة. وشن الحرس الثوري هجمات على قواعد المعارضة الكردية الإيرانية المسلحة في الإقليم الواقع بشمال العراق منذ مقتل الشابة الكردية مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول).
قصف كردستان.. العراق يدين بشدة والحرس الثوري الإيراني يتعهد بالمزيد
المصدر | الخليج الجديد+متابعات... ندد العراق رسميا، الإثنين، بالهجمات الإيرانية التي استهدفت إقليم كردستان، بينما تعهد الحرس الثوري في الدول الفارسية بالمزيد حتى نزع سلاح ما وصفها بالجماعات الإرهابية. وفي وقت سابق الإثنين، أعلنت وسائل إعلام في طهران عن هجمات شنها الحرس الثوري بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد مقرات جماعات في كردستان، تدرجها إيران على قوائم الإرهاب. ونقلت المصادر المذكورة عن مسؤول بالحرس الإيراني أن هجمات قواته ضد إقليم كردستان ستستمر حتى نزع سلاح من وصفهم بالجماعات الإرهابية. وتعليقا على ذلك، أدانت وزارة الخارجية العراقية بشدة الهجمات واصفة إياها بـ"النهج العدائي". وأكد المتحدث باسم الخارجية العراقية "أحمد الصحاف"، في بيان، أن "النهج العدائي والتجاوز الإيراني السافر على السيادة العراقية لن يكون عاملا للاستقرار، بل سيرفع مستوى الإرباك والتوتر في المنطقة"، حسب وكالة الأنباء العراقية "واع". وتوعد المتحدث باسم الخارجية العراقية، بـ"اتخاذ بغداد إجراءات دبلوماسية عالية المستوى"، مؤكدا أن بلاده لن تتوانى في الحفاظ على سيادتها وأمنها واستقرار وشعبها. وحذر من أن "الهجمات الإيرانية على كردستان تُغذي بيئة التوتر وتتيح للجماعات المتطرفة فرصة التمدد، وتكرس أن تكون الأراضي العراقية ساحة لتصفية الحسابات والنزاعات".
خسائر في تجدد القصف الإيراني على مقار أحزاب معارضة في كردستان العراق
بعثة الأمم المتحدة اعتبرت الهجوم «انتهاكاً للسيادة العراقية»
الشرق الاوسط.. بغداد: فاضل النشمي..قتل شخص وأصيب ثمانية على الأقل بجروح في سلسلة ضربات إيرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة استهدفت الاثنين مقار أحزاب كردية إيرانية معارضة تتواجد في إقليم كردستان العراق الشمالي. وأدانت البعثة الأممية (يونامي) والسفارة الأميركية في بغداد الهجوم. وتسببت سلسلة هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (حدكا) وحزب «كوموله» في منطقة كويسنجق بمحافظة السليمانية بقتل شخص واحد وإصابة ثمانية آخرين. لكن مسؤولاً في دائرة الإعلام والعلاقات العامة بالحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، قال لرويترز إن اثنين من مقاتليه قُتلا في هجمات على أربعة من مقراته. وأضاف أن مقر الحزب في كوية من بين المقرات التي هوجمت. وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تصاعد أعمدة الدخان الأسود في السماء بعد وقت قصير من الغارات. وإلى جانب قصف مناطق في السليمانية، قال مدير ناحية سيدكان إحسان جلبي، لشبكة «رووداو» الإعلامية: « إن إيران قصفت بالمدفعية منطقة برادوست التابعة لناحية سيدكان بمحافظة أربيل، وهناك قصف مكثف يستهدف مصايف بربزين وسفح جبل سقر». وقالت جماعة حقوقية كردية إيرانية على تويتر إن «الحرس الثوري» استهدف قاعدة لحزب الكوملة في السليمانية بست طائرات مسيرة وقاعدة للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني قرب أربيل بأربعة صواريخ. وقال عطا سقزي القيادي في حزب «كوموله» لوكالة الصحافة الفرنسية: «قصفت طائرة مسيرة نحو الثامنة صباحاً، مقرات أحزاب كوموله والحزب الشيوعي الإيراني في منطقة زركويز الواقعة شرق مدينة السليمانية». وقال مسؤول بمستشفى في مدينة كوية الكردية لرويترز إن شخصين قُتلا وأصيب عشرة على الأقل في الهجمات. من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: «لن نتهاون بشأن أمننا الحدودي، وسنرد على تهديدات الجماعات الانفصالية في كردستان العراق». في المقابل، رأى رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، إنه ليس هناك «أي مبرر» لقصف إقليم كردستان بالصواريخ والمسيرات، وطالب بغداد «بوضع حد» لتلك الهجمات. مشدداً على أن «إقليم كردستان يريد أن يكون عامل استقرار في المنطقة وأن يرتبط بعلاقات طيبة مع كل الجيران، ويريد علاقات جيدة مع إيران»، حسب شبكة «روداوو» الإعلامية. وقال البارزاني إنه «لا ينبغي أن يتحول إقليم كردستان إلى مصدر تهديد للدول المجاورة، وهو لا يجد مبرراً للقصف الصاروخي وإطلاق المسيرات لضرب كردستان»، ودعا بغداد إلى «وضع حد لهذه الهجمات والتعامل معها كقضية تمس سيادة الأراضي العراقية». وفيما لم يصدر أي بيان (حتى لحظة إعداد هذا التقرير) عن رئاسة الوزراء الاتحادية في بغداد حيال القصف، قالت رئاسة الوزراء في إقليم كردستان: إنه «انتهاك لسيادة أراضي إقليم كردستان والعراق». إلى ذلك، أدان الأمين المساعد الأمني لرئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، أمس (الاثنين)، القصف الإيراني ورأى أنها «محاولة عقيمة لتصدير الأزمات الداخلية التي وصلت لطريق مسدود». واستنكرت بعثة السفارة الأميركية في بغداد الضربات الإيرانية. وقالت في بيان: «تدين الولايات المتحدة بشدة الهجوم بالصواريخ والمسيرات الإيرانية على إقليم كردستان العراق اليوم». ودعت، طهران إلى «التوقف عن مهاجمة جارتها العراق والشعب العراقي». وأضافت: «نقف مع قادة الحكومة العراقية في بغداد والإقليم وندين هذه الانتهاكات للسيادة العراقية». من جهتها، أدانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، أمس (الاثنين)، الهجمات الإيرانية على إقليم كردستان، وشددت على أن الحوار هو السبيل لحل الخلافات. وقالت في بيان: «ندين تجدد الهجمات الإيرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة على إقليم كردستان، والتي تنتهك السيادة العراقية». وأضافت: «لا ينبغي استخدام العراق كساحة لتصفية الحسابات، ويجب احترام سلامة أراضيه. إن الحوار بين العراق وإيران حول الشواغل الأمنية المشتركة هو السبيل الوحيد للمضي قدماً». وشن «الحرس الثوري» هجمات على قواعد المعارضة الكردية الإيرانية المسلحة في إقليم كردستان العراق منذ أدى مقتل الشابة الكردية مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول) إلى اضطرابات في إيران.
فرنسا تندد بالضربات الإيرانية على إقليم كردستان العراق
الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم.. نددت فرنسا بالضربات الإيرانية التي استهدفت، اليوم (الإثنين)، منطقة كردستان العراقية، وأوقعت، وفق ما توافر من معلومات، قتيلاً و8 جرحى. وقالت الخارجية الفرنسية، في إطار مؤتمرها الصحافي الإلكتروني، اليوم، إن الضربات الإيرانية التي أدانتها «تنتهك السيادة العراقية والقانون الدولي وتهدد استقرار العراق والمنطقة، وإن مثل هذه الأعمال يجب أن تتوقف». وأضافت الخارجية الفرنسية أن باريس «تدين كل انتهاكات السيادة العراقية، وهي تدعو لاحترامها واحترام سلامة الأراضي العراقية، وتعبر عن تمسكها باستقرار إقليم كردستان في إطار هذه السيادة». وسبق لباريس أن أدانت بشدة في المرات السابقة الاعتداءات الإيرانية والتركية على الأراضي العراقية. وتسعى فرنسا إلى عقد «مؤتمر بغداد 2» الذي عُقدت نسخته الأولى في العاصمة العراقية في أغسطس (آب) من العام الماضي، كما ترى فيه المنصة الملائمة للتداول في شؤون الأمن والاستقرار في المنطقة وتوفير الفضاء للتحاور بين دول الإقليم. وكانت الضربات الإيرانية بواسطة الصواريخ والطائرات المسيرة، وفق ما نقلته وكالة أنباء «فارس»، قد «استهدفت مراكز للأحزاب الإرهابية في منطقة شمال العراق» حيث توجد مقرات أحزاب كردية إيرانية معارضة للنظام الإيراني، منها حزب «كومالا» والحزب الشيوعي الإيراني. وتقع المنطقة المقصوفة شرق مدينة السليمانية. وسبق لإيران أن استهدفت هذين الحزبين قبل شهرين بهجمات قاتلة، إذ قضت على 14 شخصاً وجرحت 58 آخرين. وكما في كل مرة، استنكر كثير من الدول الضربات الإيرانية، إضافة إلى بعثة الأمم المتحدة في العراق. كذلك تعبّر الحكومة العراقية عن احتجاجها على استهداف أراضيها من قبل إيران أو تركيا. إلا أن طهران وأنقرة لا تقيمان وزناً لكل ذلك، وهما تواظبان على الاستخفاف باحتجاجات بغداد وتنديدات الأسرة الدولية.
هل تعيد إجراءات السوداني الثقة بالنظام السياسي في العراق؟
(تحليل إخباري)... بغداد: «الشرق الأوسط»...الميزة الأهم التي يتمتع بها محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي الجديد، أنه من أهل الداخل، وليس من جماعات المعارضة العراقية للنظام السابق. الميزة الأخرى التي لا تقل أهمية عن تلك الميزة هي أنه لا يحمل جنسية أجنبية، بعكس معظم من سبقه من رؤساء الحكومات، إذ إن جميع رؤساء وزراء العراق ممن تولوا السلطة بعد عام 2003 كانوا في الخارج، وجميعهم -باستثناء نوري المالكي- (كان في سوريا) يحملون جنسيات أجنبية. السوداني يرى -كونه ابن الداخل- أن مسؤوليته ستكون مضاعفة، مع أن صدام حسين قتل 6 من أفراد عائلته، بمن فيهم والده؛ لكنه لم يغادر العراق. هذا الرجل الخمسيني (مواليد 1970 والحاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة) سبق له أن تم تداول اسمه منذ عام 2018 لمنصب رئيس الوزراء. تغير المعادلات -وهي كثيراً ما تتغير في العراق- لم يتح له الفرصة لتولي هذا المنصب آنذاك. فعلى الرغم من ترشيح عديد من الأسماء، ومنهم من تم تكليفه رسمياً (محمد توفيق علاوي، وعدنان الزرفي) ومنهم من تم رفض تكليفه (أسعد العيداني، محافظ البصرة الحالي) من قبل الرئيس السابق الدكتور برهم صالح، فإن من تداول المنصب كان عادل عبد المهدي عام 2018، الذي أسقطته «انتفاضة تشرين» عام 2019، ومصطفى الكاظمي الذي تولى المنصب عام 2020 بعد فشل تكليفي علاوي والزرفي. وعلى طريقة المثل الشهير: «لو دامت لغيرك لم تصل إليك» وصل المنصب إلى السوداني؛ لكنه بدا حسب التوصيف السياسي الرائج في الأوساط السياسية وحتى الأكاديمية، أن حكومة السوداني هي حكومة «الفرصة الأخيرة». وحيث إن السوداني يريد استثمار ما يبدو الآن متوفراً أمامه للنجاح، مثل الوفرة المالية، والاستقرار السياسي والأمني، فإنه يسعى لتحويل ما يبدو أنه فرصة أخيرة إلى قصة نجاح. فالسوداني الذي كان أمامه شهر لتشكيل حكومته، تمكن من تشكيلها في غضون أسبوعين. وما إن نال ثقة البرلمان حتى بدأ يتصرف بطريقة أربكت الأجهزة الأمنية؛ بل وطبقاً للمعلومات حتى العاملين معه؛ حيث يواصل عمله بدءاً من ساعات الصباح الأولى إلى ما بعد منتصف الليل. قرارات وإجراءات عديدة اتخذها كخطوة أولى لإعادة هيكلة الدولة العراقية؛ منطلقاً مما يدركه، وهو ما أعلنه أمام مجموعة من المحللين السياسيين والإعلاميين السبت الماضي، بحضور «الشرق الأوسط»، من أن «الناس فقدت الثقة بالنظام السياسي» في البلاد. ومع أنه في النهاية ابن هذا النظام السياسي، فإنه يسعى لإحداث تغييرات من الداخل. فهو بسبب المواقع التي تسلَّمها بعد التغيير عام 2003 مباشرة أصبح ذا خبرة. فقد تسلم طوال الـ19 عاماً الماضية منصب قائم مقام، ثم أصبح محافظاً للعمارة، ثم وزيراً لحقوق الإنسان، ووزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية، ووزيراً للصناعة. كما ترأس هيئة المساءلة والعدالة، بالإضافة إلى كونه أحد أعضاء البرلمان العراقي الذين يفوزون دائماً؛ سواء حين كان جزءاً من «حزب الدعوة- تنظيم الداخل» أو بعد خروجه وتشكيله تياراً سياسياً جديداً اسمه «تيار الفراتين» الذي خاض الانتخابات الأخيرة، وحصل على 3 مقاعد، بمن فيهم مقعد السوداني الذي تخلى عنه بعد أن أصبح رئيساً للوزراء. لهذا السبب وأسباب أخرى تتعلق بكونه مرشح الكتلة البرلمانية الأكثر عدداً (الإطار التنسيقي)، فإنه يرى أن خطواته سوف تكون مدعومة؛ سواء من هذا الائتلاف أو من الائتلاف الأوسع الذي صوَّت له في البرلمان، وهو «ائتلاف إدارة الدولة» الذي يضم السنة والكرد أيضاً. ومع أن سلسلة التغييرات التي أجراها في عديد من المؤسسات نالت استحسان المواطنين، فإن تعيين قاضٍ غير متفق عليه، لترؤس هيئة النزاهة التي هي أهم جهاز رقابي خلق نوعاً من ردة الفعل لدى عديد من الأطراف السياسية التي لا تزال تراقب بحذر خطوات السوداني الذي يبدو في عجلة من أمره، لكي يحقق منجزاً يكسب من خلاله ثقة الناس، وهو ما يجعله في وضع مريح في حال أرادت أي كتلة سياسية خلق خصومة معه، في حال تحرش بها أو بأحد أطرافها؛ خصوصاً على صعيد ملفات الفساد. استعجال السوداني في تحقيق ما يبدو لافتاً للنظر، قاده إلى انفعال بدا صادقاً من وجهة نظر الناس. فخلال زيارة مفاجئة له إلى أحد مستشفيات العاصمة العراقية، بغداد، وجد أوضاعاً مأساوية داخل هذا المستشفى. وحين خاطب مدير المستشفى، بأن «الصاحي الذي يدخل هذا المشفى يمرض»، فإن المدير قال له: «الله يوفقك»، فما كان من السوداني إلا أن قال منفعلاً أمام شاشات التلفاز: «الله لا يوفقنا على هذه الخدمة». وسرعان ما تلقفت وسائل الإعلام و«السوشيال ميديا» عبارة السوداني: «الله لا يوفقنا» لتتحول إلى إدانة للنظام السياسي في البلاد، ومن قبل مسؤول هو أحد أبناء هذا النظام، وإن خرج لغرض إصلاحه. الناس تعاملوا مع صيحة السوداني هذه بمستويين: الأول رأى أنها صادقة، وأن الرجل جاد في التغيير، والثاني تمنى ألا تكون مجرد فورة مع بدايات استلام المنصب، ومن ثم يحصل التراخي ولا يحدث التغيير المنشود.