أخبار سوريا..سقوط صواريخ على غازي عنتاب.. وتركيا تتهم الأكراد..قصف تركي يتجدد على شمال سوريا.. وقتلى بالعشرات..«قسد» تتوعد بالرد على الضربات التركية..قتلى من قوات النظام بضربات تركية على شمال سوريا..الولايات المتحدة تعلق على الغارات التركية في شمال سوريا..جنوب سوريا..حالة الغموض والولاءات المختلفة تفاقم الانفلات الأمني وعدم الاستقرار..دمشق تغازل الدوحة بإطلاق طابع بريد تذكاري للمونديال..غضّ طرف أميركي - روسي: تركيا تنفّذ وعيدها ضدّ الأكراد.. «الذاتية» أمام الاختبار مجدّداً: إلامَ الرهان على واشنطن؟...
الإثنين 21 تشرين الثاني 2022 - 3:31 ص 1159 0 عربية |
سقوط صواريخ على غازي عنتاب.. وتركيا تتهم الأكراد..
الحرة – واشنطن... سقطت 4 قذائف صاروخية على منطقة خالية في قرقاميش في غازي عنتاب جنوب تركيا، بحسب ما أفادت به وكالة أنباء الأناضول التركية، الأحد. وقالت الوكالة إن الوحدات الكردية داخل سوريا "هي من أطلقت الصواريخ". وأضافت أن القذائف الصاروخية "لم تتسب بخسائر في الأرواح لسقوطها في منطقة خالية من السكان". وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت أن سلاح الجو نفذ غارات على مواقع للمسلحين الأكراد في شمال سوريا وشمال العراق، الأحد، مما أدى لتدمير 89 هدفا، وذلك ردا على تفجير شهدته إسطنبول قبل أسبوع، أودى بحياة ستة أشخاص. وذكرت الوزارة في بيان، أن الضربات استهدفت قواعد لحزب العمال الكردستاني المحظور، ومسلحي وحدات حماية الشعب الكردية السورية، التي تعتبرها تركيا جناحا لحزب العمال الكردستاني. وحملت الحكومة التركية، المسلحين الأكراد المسؤولية عن الانفجار الذي وقع في شارع الاستقلال في إسطنبول يوم 13 نوفمبر، وأدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة أكثر من 80. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار الذي وقع في الشارع المكتظ المخصص للمشاة، ونفى حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية مسؤوليتهما.
قصف تركي يتجدد على شمال سوريا.. وقتلى بالعشرات
دبي - العربية.نت... واصلت تركيا تكثيف ضرباتها في شمال شرق سوريا، فقد قصفت قواتها الريف الغربي لمدينة عين العرب التابعة لمحافظة حلب السورية. وفق ما ذكرت وكالة أنباء هاوار الكردية اليوم الأحد. وأضافت الوكالة أن القصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون استهدف بلدة شيوخ فوقاني وقرية بالمنطقة.
35 قتيلا
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأحد بارتفاع عدد قتلى الضربات التركية على شمال شرق سوريا إلى 35 بينهم 16 قتيلا من قوات النظام. وقال المرصد إن عشرة عناصر من قوات النظام بينهم ضباط قتلوا إثر قصف للطيران الحربي التركي على موقع عسكري في قرية شوارغة شمال غرب حلب. وأضاف أن ستة عناصر آخرين من قوات النظام قتلوا في قصف تركي على قريتين شمال غرب الحسكة وريف تل أبيض شمال الرقة. وأوضح المرصد أن من بين قتلى الضربات التركية 13 من تشكيلات مسلحة ضمن مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وخمسة من القوات الكردية شمال حلب إضافة إلى مراسل إحدى وكالات الأنباء بريف المالكية.
إصابة 3 من القوات التركية
إلى ذلك، أصيب 3 أفراد من قوات الأمن التركية (جندي واثنين من الشرطة) جراء هجوم صاروخي على إقليم كيليس التركي المتاخم للحدود مع سوريا. وذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء أن الصاروخ أصاب منطقة قرب بوابة حدودية.
تهديد بالرد
جاء هذه التطورات، بعدما توعدت قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها المسلحون الأكراد، في وقت سابق بالرد على الضربات الجوية التي شنتها أنقرة على مواقعها الأحد. وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت بوقت سابق اليوم أن سلاح الجو نفذ غارات على مواقع للمسلحين الأكراد في شمال سوريا وشمال العراق، مما أسفر عن تدمير 89 هدفا، وذلك بعد تفجير شهدته إسطنبول قبل أسبوع وأودى بحياة ستة أشخاص.
خارطة القصف
وذكرت في بيان أن الضربات استهدفت قواعد لحزب العمال الكردستاني المحظور ومسلحي وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها تركيا جناحا لحزب العمال الكردستاني. كما أوضحت أن الضربات استهدفت قنديل وأسوس وهاكورك في العراق وكوباني وتل رفعت والجزيرة وديرك في شمال سوريا.
تدمير بنى تحتية
فيما قال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن الضربات التركية دمرت بنى تحتية من بينها صوامع غلال ومحطة كهرباء ومستشفى. وكتب فرهاد شامي مسؤول المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية على تويتر إن 11 مدنيا بينهم صحافي قتلوا. يذكر أن أنقرة تشن بصورة متكررة ضربات جوية في شمال العراق وسوريا، في إطار حملة طويلة الأمد ضد حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمردا ضد الدولة التركية منذ عام 1984. وتصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
31 قتيلا في غارات تركية لمواقع كردية شمال شرقي سوريا...
دمشق: «الشرق الأوسط»... قُتل ما لا يقل عن 31 شخصاً بعد أن استهدفت ضربات جوية تركية مواقع كردية في شمال شرقي سوريا، وفقاً لما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم (الأحد). ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المرصد، أن الحصيلة لا تزال مرشحة للارتفاع لوجود نحو 40 جريحاً ومفقوداً، مشيراً إلى أن بعض الجرحى بحالات خطرة. كما نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، اليوم، عن مصدر عسكري قوله، إنّ «عدداً من العسكريين ارتقوا شهداء نتيجة الاعتداءات التركية على الأراضي السورية في ريف حلب الشمالي وريف الحسكة فجر هذا اليوم». وأشارت الوكالة السورية، إلى أنّ «طيران الاحتلال التركي استهدف عدداً من المواقع جنوب غربي الدرباسية ومحيط المالكية وقرية تل حرمل شمال بلدة أبو راسين بالريف الشمالي، مما أدى إلى ارتقاء شهداء وأضرار مادية كبيرة في المنازل». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، قد قال في وقت سابق، إنّ 25 غارة جوية استهدفت مناطق خاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي يقودها الأكراد في ريف كوباني وحلب. وقد طالت الضربات التركية، مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في محافظتَي حلب (شمال) والحسكة (شمال شرقي)، أبرزها مدينة كوباني (عين العرب) الحدوديّة مع تركيا. واستهدفت أيضاً صوامع حبوب ومحطة كهرباء في ريف مدينة المالكية. واستهدف القصف أيضاً، وفق «قوات سوريا الديمقراطية» و«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، نقاطاً ومواقع تنتشر فيها قوات النظام السوري. وكتب قائد «قسد»، مظلوم عبدي، عبر «تويتر»، أنّ الهجمات هددت المنطقة بأسرها. وتابع: «هذا القصف ليس في صالح أي طرف. نحن نبذل قصارى جهدنا لتجنب كارثة كبيرة. وإذا اندلعت الحرب، سيتأثر الجميع». وقد أكد التلفزيون السوري الحكومي كذلك وقوع هذه الهجمات. من جهتها، أعلنت أنقرة صباح الأحد، شن عملية عسكرية جوية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا والعراق، بعد أسبوع على اعتداء دموي في إسطنبول، اتهمت كلاً من حزب «العمال الكردستاني» والقوات الكردية في سوريا، بالوقوف خلفه، في حين نفى حزب «العمال الكردستاني» هذا الاتهام. ونفذت طائرات حربية تركية منتصف ليل السبت - الأحد، وفق وكالة «الصحافة الفرنسية»، عشرات الضربات الجوية، مستهدفة مناطق تحت سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تشكل «وحدات حماية الشعب الكردية» عمودها الفقري، في شمال سوريا، فضلاً على مناطق وجود حزب «العمال الكردستاني» في العراق. واستمرت الغارات حتى ساعات الفجر الأولى من دون أن تتجدد لاحقاً (الأحد).
«قسد» تتوعد بالرد على الضربات التركية
لندن: «الشرق الأوسط»... توعدت «سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد، اليوم (الأحد)، بالرد على سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية التركية طالت خلال الليل مناطق سيطرتها في شمال شرقي سوريا. وذكرت «قوات سوريا الديمقراطية» التي تقودها «وحدات حماية الشعب الكردية»، في بيان، أن «هذه الهجمات التي شنتها القوات التركية المحتلة لن تمر دون رد». وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت اليوم، شنّ قواتها عملية «المخلب – السيف» الجوية في شمال العراق وسوريا، معتبرة أن هذه المناطق «يستخدمها إرهابيون كقواعد»، وذلك بعد شن سلاح الجو التركي أكثر من 20 غارة على مواقع للقوات الكردية في شمال سوريا. وقالت في بيان، إن العملية أُطلقت «وفقاً لحقوق الدفاع عن النفس بموجب المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، بهدف التخلص من الهجمات الإرهابية من شمال العراق وسوريا، وضمان سلامة الحدود، والقضاء على الإرهاب في منبعه». وأسفرت غارات جوية تركية على مواقع عدّة في شمال سوريا وشمالها الشرقي، ليل السبت، عن سقوط 12 قتيلاً على الأقلّ، 6 منهم ينتمون إلى «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي يقودها المقاتلون الأكراد، و6 إلى قوات النظام السوري، وفق ما أكده «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ونقلت وكالة «الصحافة الفرنسية»، عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن، قوله إنّ القصف التركي طال مواقع تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في محافظتي حلب (شمال)، والحسكة (شمال شرقي)، ونقاطاً تنتشر فيها قوات النظام السوري في محافظتي الرقة والحسكة (شمال)، مشيراً إلى أنّ حصيلة القصف هي 12 قتيلاً.
قتلى من قوات النظام بضربات تركية على شمال سوريا
بيروت: «الشرق الأوسط»... أعلنت وزارة الدفاع السورية، اليوم الأحد سقوط قتلى في صفوف الجيش السوري جراء الضربات التركية التي استهدفت فجراً مناطق حدودية في شمال وشمال شرقي البلاد. وقال مصدر عسكري سوري: «ارتقاء عدد من الشهداء العسكريين نتيجة الاعتداءات التركية على الأراضي السورية في ريف حلب الشمالي وريف الحسكة فجر هذا اليوم»، من دون تحديد عدد القتلى، في أول تعليق من دمشق على الغارات التركية. وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فقد أسفرت غارات جوية تركية على مواقع عدة في شمال سوريا وشمالها الشرقي ليل السبت - الأحد عن سقوط 12 قتيلاً على الأقل، ستة منهم ينتمون إلى «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها المقاتلون الأكراد وستة إلى قوات النظام السوري. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القصف التركي طال مواقع تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في محافظتي حلب (شمال) والحسكة (شمال شرق)، ونقاطاً تنتشر فيها قوات النظام السوري في محافظتي الرقة والحسكة (شمال)، مشيراً إلى أن حصيلة القصف هي 12 قتيلاً. وتأتي هذه الغارات بعيد أيام من نفي «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تشكل القوات الكردية عمودها الفقري وتدعمها واشنطن، أي علاقة لها بالتفجير الذي وقع في إسطنبول في 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، وأسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 81 آخرين بجروح. وأوقفت السلطات التركية إثر الاعتداء شابة تحمل الجنسية السورية، واتهمتها بزرع القنبلة التي انفجرت في شارع الاستقلال المزدحم بوسط إسطنبول. وحمل وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الاثنين، حزب العمال الكردستاني، المسؤولية عن الاعتداء. وقالت الشرطة التركية إن المتهمة اعترفت بأنها زرعت القنبلة بناء على أوامر من حزب العمال الكردستاني، وبأنها تلقت تعليمات من مدينة كوباني. وتُصنف أنقرة «وحدات حماية الشعب» الكردية، منظمة «إرهابية»، وتعدها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض ضدها تمرداً مسلحاً منذ عقود. ونفى حزب العمال الكردستاني أي علاقة له بتفجير إسطنبول، متهماً الحكومة التركية بامتلاك «خطط غامضة» وبـ«إظهار كوباني كهدف».
الولايات المتحدة تعلق على الغارات التركية في شمال سوريا
الحرة – دبي... تركيا تقصف مواقع للأكراد في شمال سوريا ... علقت الولايات المتحدة، الأحد، على الضربات التي شنتها تركيا ضد قوات سوريا الديمقراطية في شمال البلاد واصفة الوضع هناك بالـ "الصعب". ودعا منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، بريت ماكغورك، إلى التوقف عن زعزعة الاستقرار في شمالي سوريا. وردا على سؤال بشأن الغارات الجوية التركية على مواقع لقوات سوريا الديمقراطية الكردية على هامش مؤتمر حوار المنامة، وصف ماكغورك الوضع في شمال سوريا بـ "الصعب". وأكد على التزام الولايات المتحدة وحرصها لإبقاء الحدود السورية التركية آمنة، مشيرا إلى أن واشنطن ليس لديها أي معلومات عن الجهة التي نفذت هجوم إسطنبول الأخير. واتّهمت قوّات سوريا الديمقراطيّة، ليل السبت، تركيا بشنّ ضربات على مناطق تحت سيطرتها في شمال سوريا وشمال شرقها، فيما أعلنت أنقرة بُعيد القصف أنّ "ساعة الحساب دقّت" بعد أسبوع على تفجير دموي في إسطنبول اتّهمت الأكراد بالوقوف خلفه. وجاءت الغارات رغم نفي حزب العمال الكردستاني وقوّات سوريا الديمقراطيّة التي تشكّل القوّات الكرديّة عمودها الفقري وتدعمها واشنطن، أيّ علاقة لهما بتفجير عبوة ناسفة في إسطنبول، الأحد الماضي، أسفر عن مقتل ستّة أشخاص وإصابة 81 آخرين بجروح. شن الطيران التركي العسكري سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مواقع لقوات سوريا الديمقراطية الكردية في كوباني وعين عيسى وتل رفعت شمال سوريا. وشن الطيران التركي، ليل السبت، سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مواقع لقوات سوريا الديمقراطية الكردية في كوباني وعين عيسى وتل رفعت شمالي سوريا. وقال مراسل "الحرة" إن الجيش التركي أطلق ثلاث قذائف على وسط مدينة كوباني، إضافة إلى قصف منطقة الكوجرات في أطراف مدينة المالكية على الحدود السورية التركية. وقالت وسائل إعلام تركية إن الطيران التركي قصف مواقع لحزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية في شمال العراق "السليمانية وسنجار وقنديل ودهوك" وفي شمال سوريا، بالإضافة إلى تحليق كثيف للطيران التركي في أجواء شمال شرق سوريا. على صعيد آخر، أكد منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي التزام الولايات المتحدة طويل الأمد تجاه أمن المنطقة برمتها. وقال ماكغورك إن الشراكات هي المبدأ الأول لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة وتقويتها وتطوير أخرى جديدة، لافتا إلى أن بناء تحالفات لمواجهة مختلف التحديات مثل إيران، وأمن الغذاء والطاقة وتغير المناخ تعد أولوية.
أنقرة تقصف مجددا شمال سوريا.. وإصابة 3 من الأمن التركي
دبي - العربية.نت... جددت أنقرة اليوم قصف شمال سوريا، فقد استهدف قصف تركي جديد مناطق في ريف حلب السورية، مساء الأحد، وفق ما ذكرته وكالة أنباء هاوار الكردية. وقالت الوكالة إن تركيا جددت قصفها على مقاطعة الشهباء وناحية شرا في مقاطعة عفرين. إلى ذلك، أصيب 3 أفراد من قوات الأمن التركية (جندي واثنين من الشرطة) جراء هجوم صاروخي على إقليم كيليس التركي المتاخم للحدود مع سوريا. وذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء أن الصاروخ أصاب منطقة قرب بوابة حدودية، إلا أنها لم تذكر المزيد من التفاصيل. جاء هذه التطورات، بعدما توعدت قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها المسلحون الأكراد، في وقت سابق بالرد على الضربات الجوية التي شنتها أنقرة على مواقعها اليوم الأحد. وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت بوقت سابق اليوم أن سلاح الجو نفذ غارات على مواقع للمسلحين الأكراد في شمال سوريا وشمال العراق، مما أسفر عن تدمير 89 هدفا، وذلك بعد تفجير شهدته إسطنبول قبل أسبوع وأودى بحياة ستة أشخاص. وذكرت في بيان أن الضربات استهدفت قواعد لحزب العمال الكردستاني المحظور ومسلحي وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها تركيا جناحا لحزب العمال الكردستاني. كما أوضحت أن الضربات استهدفت قنديل وأسوس وهاكورك في العراق وكوباني وتل رفعت والجزيرة وديرك في شمال سوريا. وأضافت أنه جرى تدمير 89 هدفا، بينها ملاجئ وأنفاق ومستودعات ذخيرة، فضلا عن أن "من يسمون بقادة التنظيم الإرهابي كانوا من بين من تم تحييدهم".
مقتل 11 مدنياً
فيما قال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن الضربات التركية دمرت بنى تحتية من بينها صوامع غلال ومحطة كهرباء ومستشفى. وكتب فرهاد شامي مسؤول المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية على تويتر إن 11 مدنيا بينهم صحافي قتلوا. هذا وتوعدت سوريا الديمقراطية في بيان أن "هذه الهجمات لن تمر دون رد".
مسؤولية انفجار إسطنبول
وكانت الحكومة التركية حملت المسلحين الأكراد المسؤولية عن الانفجار الذي وقع في شارع الاستقلال في إسطنبول يوم 13 نوفمبر /تشرين الثاني الجاري وأدى إلى مقتل 6 وإصابة أكثر من 80. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار. في حين نفى حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية مسؤوليتهما. يذكر أن أنقرة تشن بصورة متكررة ضربات جوية في شمال العراق وسوريا، في إطار حملة طويلة الأمد ضد حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمردا ضد الدولة التركية منذ عام 1984. وتصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
مادة «البيرين» بديلا عن الحطب والديزل خلال شتاء شمال سوريا القارس
(الشرق الأوسط)... إدلب: فراس كرم... مع الغلاء الفاحش لأسعار المحروقات ومواد التدفئة في فصل الشتاء، بدأ السوريون في شمال غربي سوريا، رحلة بحث عن وسائل ومواد تدفئة بديلة تتناسب أسعارها مع أوضاعهم المادية والمعيشية المتردية، ونقية في ذات الوقت، لتصبح مادة «البيرين»، وهي بقايا الزيتون بعد استخراج الزيت منه في المعاصر، أكثر مادة رواجاً وطلباً عند السوريين، للحصول على الدفء بتكاليف أقل. وبالقرب من بلدة حزرة الواقعة على الطريق الواصلة بين مدينة سرمدا شمال إدلب وعفرين بريف حلب، بدأ المواطن جمعة الأحمد، وهو نازح من ريف حلب الجنوبي، من خلال معمله البدائي وبإمكانات ومعدات متواضعة، ومجموعة من العمال، إنتاج مادة «البيرين»، منافساً عشرات المراكز المحيطة لبيع الحطب والفحم الحجري والمحروقات كوسائل تدفئة بأسعار مرتفعة تفوق قدرة المواطنين المادية. وقال جمعة (36 عاماً)، إن «الظروف المعيشية والمادية الصعبة التي يعيشها السكان والنازحون منهم في مناطق الشمال السوري في الأوقات العادية، تشكل هموماً كبيرة بالنسبة لهم، وحاجتهم لتأمين مواد التدفئة النقية من حطب ومحروقات في فصل الشتاء وبرده القارس، تشكل هماً إضافياً يثقل كاهلهم ويزيد من معاناتهم، نظراً لأسعارها التي ترتفع طرداً مع زيادة الطلب عليها؛ إذ وصل سعر الطن من حطب الزيتون أخيراً إلى 230 دولاراً، ومثله أسعار قشور الفستق الحلبي واللوزيات (المستوردة من تركيا) التي باتت خلال السنوات الماضية وسائل تدفئة بديلة عن المحروقات». ويضيف: «بمبادرة شخصية وخاصة قمت أخيراً بصناعة ماكينة تعمل على الكهرباء لكبس تفل الزيتون المستخرج من بذوره بعد عصره في المعاصر التي تكثر في مناطق إدلب وعفرين، وتحويله إلى مادة (البيرين) على شكل قطع أسطوانية، يجري تقطيعها أوتوماتيكياً بإمكانات متواضعة، ونعتمد في إنتاج الجزء الأكبر في مراحل تصنيعه على اليد العاملة، والهدف من ذلك هو تخفيض تكاليف إنتاجه التي تنعكس إيجاباً بأسعاره على المواطنين، مقارنة بالمعامل الأخرى التي تعتمد في إنتاجه على الآلات الكهربائية من البداية إلى النهاية، مما يضاعف أسعاره في الأسواق أمام المواطنين». وأوضح، أنه «ينتج مادة (البيرين) بعد شراء كميات من بقايا الزيتون من المعاصر في مناطق إدلب وعفرين بأقل الأسعار، وبعد تجميعها في مكان التحويل وكبسها، يقوم العمال بنشرها تحت أشعة الشمس لبضعة أيام لتجفيفها، ومن ثم يجري تعبئتها بأكياس وزنها 25 كيلوغراماً، لبيعها للمواطنين، وسعر الطن منه بنحو 170 دولاراً أميركياً». من جانبه، قرر أبو سعيد (55 عاماً)، وهو نازح من ريف إدلب الجنوبي في أحد المخيمات بالقرب من منطقة الدانا شمال إدلب، تشغيل مدفأته على مادة «البيرين»، متجاهلاً الحطب والديزل والقشور النباتية، بسبب أسعارها المرتفعة التي لا تتناسب مع دخله الشهري من عمله في البناء. وقال، إن «تأمين مواد التدفئة للأسرة خلال فصل الشتاء والبرد القارس أمر مهم للغاية لتأمين الدفء للأطفال، ولكن يتعين على رب الأسرة تأمين المادة التي تتناسب حصراً مع دخله الشهري، فكانت مادة (البيرين) هي الخيار الوحيد أمامنا، لعدة أسباب: أولها أسعارها التي بدأت بالتراجع بعد بدء موسم جني الزيتون وعصره ووفرة التفل المستخرج من بذور الزيتون في المعاصر. وثانياً، سهولة تشغيل (البيرين) بأي نوع من المدافئ، بعكس الديزل أو القشور التي تتطلب مدافئ محددة، وتلك التي تعمل على القشور وتحتاج إلى جهاز كهربائي طيلة الوقت».
جنوب سوريا..حالة الغموض والولاءات المختلفة تفاقم الانفلات الأمني وعدم الاستقرار
(الشرق الاوسط).. درعا (جنوب سوريا): رياض الزين... برغم استمرار الحوادث الأمنية المتمثلة في الاغتيالات وعمليات الخطف في الجنوب السوري عموما، إلا أن التصعيد الأخير في درعا البلد ضد مجموعات متهمة بالانتماء لتنظيم «داعش»، يعيد إلى الأذهان حالة غموض ولاء واتجاهات الأطراف المتحاربة فيما بينها، وسط اتهامات متبادلة بين الجميع بـ«العمل مع النظام»، أو «تنفيذ أجندة خارجية»، أو الانتماء إلى «تنظيم داعش». وانعكست تلك الاتهامات على المنطقة حتى وصلت إلى حالة صعبة من الانفلات الأمني وانتشار القتل والاغتيالات في كل مكان. ويقول الناشط محمد الزعبي، «أن الجديد الآن في درعا هو الحديث عن نشاط خلايا داعش في أكثر من منطقة... وهذه تدافع عن نفسها إعلامياً وعسكرياً وتنفي التهمة، وتتهم الفصائل التي تهاجمهم بأنها تنفذ أوامر النظام السوري». إلا أن فصائل المعارضة السابقة التي قبلت بالتسوية مع النظام السوري برعاية روسية في عام 2018، نشرت وثائق صوتية ومصورة، تبين تورط قادة هذه المجموعات المتهمة بالانتماء لـ«داعش» بالتعامل مع التنظيم، أو تنفيذ عمليات قتل واغتيال وخطف استهدفت فصائل المعارضة السابقة واللجان المركزية للتفاوض ومدنيين. واعتبر قائد إحدى المجموعات المحلية في درعا في حديثه لـ«شرق الأوسط» أنه بشكل عام «يبقى الخوف من المجهول هو السائد بين أبناء المحافظة، فما كادت العملية الأمنية في مدينة جاسم تنتهي بعد الإعلان عن القضاء على متزعمي خلايا داعش هناك ومنهم عبد الرحمن العراقي وأبو مهند اللبناني وأبو لؤي القلموني، حتى تفاجأ أهالي المحافظة بعمل جديد يقوده اللواء الثامن المحسوب على روسيا، ضد خلايا جديدة في أحياء درعا البلد المحاذية للأراضي الأردنية». وكان من أهم أسباب العملية الجديدة، التفجير الانتحاري الذي استهدف أحد المعارضين السابقين إضافةً إلى مدنيين آخرين كانوا معه. وبرغم تضارب التصريحات والأقاويل حول وجود عناصر وقادة من «داعش» إلا أن العملية العسكرية قد بدأت ضدهم. وتشير هذه الدلائل إلى مساعٍ محلية لإنهاء الحالة العشوائية في محافظة درعا المتمثلة بانعدام الأمن والاستقرار وعمليات الاغتيالات والقتل التي وفرت للنظام الذريعة الكافية للانقلاب على ترتيبات اتفاق التسوية ومحاولة إنهائها وإعادة السيطرة الكاملة أو الفعلية على الأرض... ذلك ما دفع فصائل التسويات إلى التحرك ضد المجموعات التي تترك للنظام السوري ذريعة لتغيير وضع المنطقة الذي تعيشه منذ بدء اتفاق التسوية الذي تم في العام 2018. وسواء كانت المجموعات تابعة أو متعاونة مع «داعش» أو تمارس أفعالا تسعى لتغيير حالة المنطقة، فإنها في دائرة العمليات العسكرية للفصائل المحلية ومعها «اللواء الثامن»، لرغبتها باستمرار إبعاد سيطرة النظام الفعلية عن المنطقة، وإبعاد الذرائع التي تسمح له بشن عمليات عسكرية في المنطقة تسهل عليه استقدام ميليشيات إيران و«حزب الله» إليها، أيضاً بسبب المخاوف من الملاحقات الأمنية التي تفرض على المعارضين السابقين، وفرض شروط جديدة مجحفة بحق مناطق التسويات، وتعديل بنود الاتفاق بما يتماشى مع رغبة النظام السوري. ووسط سيل الاتهامات التي تكال من كل الأطراف ضد بعضها البعض، يبقى المواطن الحوراني تائها في دوامة «التخوين» و«الدعشنة» و«موالاة النظام» و«البنادق المأجورة» واتجاه إطلاقها. وتعكس الأرقام التي تصدرها مكاتب التوثيق المحلية في درعا، حجم الفوضى وحالة عدم الاستقرار والغموض الذي يكتنف عمليات الاغتيالات الجارية في المحافظة. فخلال شهر واحد هو سبتمبر (أيلول) الماضي تم توثيق 27 محاولة اغتيال أسفرت عن مقتل 23 شخصاً بينهم 17 مدنيا، وبعضهم لم يعرف عنه انتماء إلى فصيل بعينه أو مشاركته مع جماعة معارضة.
دمشق تغازل الدوحة بإطلاق طابع بريد تذكاري للمونديال
دمشق: «الشرق الأوسط»... أصدرت دمشق طابعاً بريدياً تذكارياً بمناسبة «مونديال قطر»، ما أثار استياء الموالين للنظام السوري، واضطرت «المؤسسة العامة للبريد» إلى حذف منشور خبر إصدارها الطابع من صفحتها على «فيسبوك». وقال المدير العام للمؤسسة حيان مقصود، إن «نشر الخبر تم بالخطأ، ولذلك تم حذفه». وبرر في تصريح للتلفزيون الرسمي، رداً على الانتقادات التي وجهت للمؤسسة، بأن إصدار طابع تذكاري خاص بالمونديال هو للتوثيق «لا أكثر، وهو غير متداول ولا مطبوع أو متوفّر فيزيائياً... وأن كأس العالم هو من المواضيع التي يتم طرحها بشكلٍ دائم خلال خطة أعمال الطوابع البريدية التي تضعها المؤسسة»، وبيَّن أن «الطوابع البريدية ليست طوابع مالية، ولا تستخدم للمعاملات، كما أنها توجه للهواة، وتُرسل إلى دول العالم كما تصلنا الطوابع من هذه الدول». وفي خطوة غير متوقعة، أصدرت «المؤسسة العامة للبريد السوري» طابعاً بريدياً تذكارياً وبطاقة بريدية بمناسبة انطلاق كأس العالم لعام 2022 الذي تستضيفه قطر. وحددت قيمة الطابع بألف ليرة سوريو، والبطاقة البريدية بـ1500 ليرة سوريو، (الدولار الأميركي الواحد يعادل 5300 ليرة). وجاء إصدار الطابع مفاجئاً للسوريين، بسبب القطيعة التي تحكم علاقات دمشق بالدوحة منذ عام 2011، على خلفية موقف قطر المؤيد للاحتجاجات التي خرجت ضد النظام السوري، الأمر الذي اعتُبر مغازلة لقطر، بعد عقد من الحملات الإعلامية الشرسة؛ حيث يتهم النظام السوري قطر و«قناة الجزيرة» بلعب «دور مخرب أجج الحرب في سوريا»، بينما تتهم الدوحة النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الشعب. وقال مدير عام مؤسسة البريد أيضاً رداً على الانتقادات، إن «إصدار طابع خاص بمونديال قطر هو للتأكيد على تشاركية الوحدة المصيرية بين الدول العربية، ومشاركتها فعالياتها ونجاحها فيما بينها؛ لا سيما استضافة دولة عربية لمثل هذا الحدث العالمي». وأضاف : «إن الإصدار الجديد يتضمن شعار كأس العالم 2022، بالإضافة إلى لوحة في الخلفية تمثل نواعير حماة، وبالتأكيد اسم الجمهورية العربية السورية باللغتين»؛ لافتاً إلى أن «إضافة نواعير حماة إلى الطابع الجديد تهدف إلى التأكيد على البعد التاريخي والحضاري الذي لعبته سوريا على مر العصور، وكونها مهد الحضارات؛ حيث استضافت أحداثاً رياضية تاريخية منذ بدايات العصر الروماني، وحتى دورة ألعاب المتوسط». وكان مدير بريد دمشق، رأفت النايف، قد برر بدوره في تصريح للإعلام المحلي إصدار طابع المونديال، بأنه جاء: «بعيداً عن السياسة والمواقف»، مؤكداً أن «قطر تبقى بلداً عربياً، مثلها مثل أي بلد عربي آخر»، كما أن المؤسسة «حريصة على إصدار الطوابع التذكارية في المناسبات والأحداث المهمة التي يذكرها التاريخ»؛ لافتاً إلى أن الطابع الصادر مشابه لأي طابع صدر بمناسبة ما، مثل: «عيد الشجرة، أو عيد الأم، أو الحركة التصحيحية، أو غيرها»، فهو للتوثيق؛ لأن لكل طابع بريدي قصة أو ذكرى، كما أن كثيراً من دول العالم أصبحت تعتمد كتابة تاريخها بإصدار طوابع خاصة في المناسبات والأحداث التي تمر بها.
غضّ طرف أميركي - روسي: تركيا تنفّذ وعيدها ضدّ الأكراد
الاخبار... محمد نور الدين ... ترتيب الوضع في مناطق الشمال السوري يحتاج إلى بعض الوقت الإضافي حتى الانتخابات الرئاسية
انتظرت تركيا أقلّ من أسبوع للردّ على تفجير شارع الاستقلال في اسطنبول، والذي جاء اتهامها لـ«حزب العمال الكردستاني» و«قسد» بالوقوف وراءه، بمثابة «فرصة» ذهبية لتدشين حملة أو نصف حملة في شمال سوريا، تسعى، منذ الربيع، إلى شنّها. لكن «الفيتو» الأميركي - الروسي الذي حال، حتى الآن، دون وقوعها، بدا، ممّا بيّنته جملة مؤشرات، قابلاً للتضييق، إذ غضّ البلدان الطرف عن الغارات التي استهدَفت الأكراد في شمال العراق وشمال سوريا، حيث لا يزال ممكناً أن يتوسّع نطاق العمليّة الجويّة في حال قرّرت السلطات التركية المضيّ قُدُماً في ترميم هيبتها على مسافة أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية.... قبل اكتمال أسبوع على ذكرى التفجير الذي ضرب شارع الاستقلال في مدينة إسطنبول، كانت تركيا تنفّذ عمليّة جوية واسعة ضدّ قواعد مفترَضة لـ«حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق، ولـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سوريا. وبدأت العملية، التي أُطلق عليها اسم «المخلب السيف»، منتصف ليل السبت - الأحد، وشملت قواعد في العراق، وفي كل من تل رفعت ومنبج وعين العرب (كوباني) السورية، حيث استُعملت، بحسب وسائل الإعلام التركية، جميع أنواع الأسلحة من مقاتلات وطائرات مسيّرة وصواريخ مختلفة. وعن ملابسات العمليّة، أوضحت وزارة الدفاع التركية أنها نُفّذت «انتقاماً للاعتداءات الآثمة التي استهدفت شارع الاستقلال». وأتت تصريحات مسؤولي حزب «العدالة والتنمية» في هذا السياق، إذ رأى الناطق باسم الرئاسة، إبراهيم قالين، أنه «حان الوقت للانتقام للاستقلال»، فيما لم يَفت الناطق باسم الحزب، عمر تشيليك، القول إن الغارات التركية استندت إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يمنح الدولة المعتدَى عليها حقّ الدفاع المشروع عن أمنها وأراضيها. أمّا وزير الدفاع، خلوصي آقار، فلفت إلى أن «دفْع الإرهابيين ثمن اعتداءاتهم سيتواصل». وكان بيان وزارة الداخلية التركية الذي أعقب تفجير إسطنبول مباشرة، رسم «خريطة طريق سهلة» تُحدِّد الجهة التي تقف وراء الهجوم، والمكان الذي جاءت منه المرأة المتّهمة بتنفيذ العمليّة. واتهم البيان «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب» بالضلوع في تنفيذ الهجوم، مشيراً إلى أن المرأة المتّهمة قدمت إلى إسطنبول من عفرين، وتلقّت التعليمات من مسؤول في «الكردستاني» موجود في عين العرب، وأن مصدر القنبلة إدلب. ولم يتّضح بعد ما إذا كانت تركيا ستكتفي بالغارات الجويّة أم أنها ستقوم بعملية بريّة، علماً أن مراسلي التلفزيونات التركية لم يلحظوا أيّ استعدادات عسكرية لهجوم برّي. وفي كلتا الحالتَين، لا يزال قرار القيام بعملية عسكرية موضع شكوك، كونه يتطلّب موافقة مبدئيّة من كل من روسيا والولايات المتحدة، اللتَين اعترضتا، إلى جانب إيران، في الربيع الماضي، على مثل هذه العملية. ويمكن، في هذا الاتجاه، التوقّف عند مؤشّرات «ليونة» أميركية - روسية: الأوّل هو بيان أصدرته القنصلية الأميركية في أربيل، يوم الجمعة الماضي، قالت فيه إن الأتراك يمكن أن يقوموا بعمليّة عسكرية ضدّ «العمال الكردستاني»، مطالبةً المواطنين الأميركيين بتوخّي الحذر في تنقّلاتهم، وهو ما يفضي إلى احتمال المعرفة المسبقة للأميركيين بنيّة الأتراك القيام بعملية عسكرية. ويُشار، في هذا الإطار، إلى أن الغارات التركية حيّدت مناطق الوجود الأميركي (إلى جانب قوات «قسد»)، ما يشي بتوافق تركي - أميركي ما.
لم يتّضح بعد ما إذا كانت تركيا ستكتفي بالغارات الجويّة أم أنها ستقوم بعملية بريّة
والمؤشر الثاني على «المرونة» جاء من جانب روسيا، حيث استَخدم سلاح الجوّ التركي المجال الجوي السوري الذي تسيطر عليه موسكو في مناطق شمال حلب، وصولاً إلى عين العرب، وهو ما يحدث للمرّة الأولى منذ التدخُّل الروسي في سوريا عام 2015. ودائماً ما كان «الفيتو» الروسي حول استخدام المجال الجوي الذي تسيطر عليه، موضع خلاف بين أنقرة وموسكو، وحائلاً دون قيام الأتراك بعمليات عسكرية بريّة تفتقد إلى غطاء جوي ضروري. فهل يُعدّ ما تقدَّم مؤشراً إلى تغيير في قواعد الاشتباك في سوريا بين كل من روسيا وتركيا وسوريا؟ أم أنه يمكن أن يكون، على الطريقة اللبنانية، «لمرّة واحدة وأخيرة»؟وإذا كان الأمر كذلك، فهل يعني أن تركيا ستكتفي بالغارات الجويّة؟ أم أن استخدام المجال الجوي الروسي سيبقى مفتوحاً وستعقبه عملية بريّة واسعة، وبموافقة روسية؟...... ولا شكّ في أن تركيا تستفيد من عامَلين مهمّين: الأوّل انشغال روسيا في الحرب الأوكرانية ورغبتها في عدم فتْح بؤر توتّر جديدة تشغلها عمّا هو أهمّ بالنسبة إليها؛ والثاني انشغال إيران بمواجهة الاضطرابات الداخلية، مِن مِثل الهجمات المسلّحة على قواها الأمنيّة والتظاهرات التحريضيّة بذريعة قضيّة مهسا أميني. وفي ظلّ حاجة إردوغان الجامحة إلى استعادة الهيبة التي تلقّت ضربة من جراء انفجار تقسيم، فقد يعتقد الأتراك أن روسيا وإيران سترضخان للرئيس التركي وستوافقان على عملية عسكرية تركية «محدودة ومدروسة» في شمال سوريا. ومن شأن الساعات أو الأيام المقبلة أن تُظهر طبيعة موقفَي روسيا وإيران من رغبة إردوغان في التقدُّم برّاً واحتلال عين العرب ومنبج وتل رفعت وفرض معادلة جديدة في الساحة السورية يستفيد منها كثيراً في الانتخابات الرئاسية في حزيران المقبل. وعلى رغم أن رغبة تركيا في القيام بعملية عسكرية بريّة واسعة جديدة في سوريا ليست جديدة، إلّا أن هذا ينقلنا إلى الربط بينها وبين تصريح إردوغان الأخير من أنه مستعدّ للقاء الأسد «لأنه ليس هناك عداوات دائمة أو صداقات دائمة» بين الدول. وإذا كان الإعلامان العربي والعالمي ركّزا على هذا الجزء من حديث إردوغان، لكن اهتمامهما بالشقّ الثاني من الجواب والذي قد يكون الأهمّ، جاء أقلّ من المتوقّع. ربْط إردوغان اللقاء - في حال كان ممكناً - بما بعد الانتخابات الرئاسية التركية، يعكس عدم جديّة في الرغبة في المصالحة مع دمشق في الأشهر القليلة المقبلة. فمَن يدري ما الذي سيجري بعد الانتخابات؟ فإذا خسر إردوغان، ينتهي كل شيء ويطوي صفحته مع دمشق، وإذا فاز سيعود قويّاً بعد أن يكون انتصر في حرب كونيّة ضدّه لم يكن إلى جانبه فيها سوى روسيا وإيران. ولكنه سيعود أكثر غطرسة حتى بمواجهة الأخيرتَين. لكن لماذا لا يريد إردوغان لقاء الأسد، أو إرجاء اللقاء إلى ما بعد الانتخابات؟ يمكن، في هذا الإطار، التوقّف عند ثلاثة مؤشرات:
1- المعارك العسكرية في مناطق سيطرة تركيا، واحتمال أن تعمل الأخيرة على توحيد الفصائل ضمن «جيش نظامي» جديد، على حدّ تعبير صحيفة «تركيا» الموالية، ليكون ناظم الأمن الوحيد في المنطقة من إدلب وعفرين إلى جرابلس والباب وربما إلى «المناطق الجديدة» التي يمكن أن تتوسّع فيها أنقرة من تل رفعت وعين العرب ومنبج.
2- وجود وزير الداخلية، سليمان صويلو، في إدلب أثناء تفجير إسطنبول، حيث كان يحتفل بتوزيع مفاتيح بيوت الطوب الجديدة على عدد من السوريين، ما يعني أن خطط توطين اللاجئين لا تزال متواصلة.
3- بيان وزارة الداخلية التركية الذي اتهمت فيه «قوات حماية الشعب» الكردية في عفرين وعين العرب، بالوقوف وراء انفجار إسطنبول، ما يعني أن الرغبة في غزو تلك المناطق لا تزال موجودة. ترتيب الوضع في مناطق الشمال السوري سواء لجهة الأمن واللاجئين وتوسيع مناطق الاحتلال لوصل إدلب وعفرين بعين العرب ومنبج عبر تل رفعت، يحتاج إلى بعض الوقت الإضافي حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة، بالتالي تأجيل أيّ خطط مفترضة للقاء يجمع إردوغان والأسد. كما أن من شأن هذا الترتيب أن يبلور نطاقاً جغرافياً موحّداً وواضحاً لمناطق النفوذ التركي يكون منطلقاً لتكون الأخيرة في وضع قوي للمفاوضات حول مصير المناطق الشمالية في أيّ محادثات مصالحة مع الدولة السورية. وإلّا فإن الاحتلال التركي سيكرّس، مع واقع المناطق التي تسيطر عليها الولايات المتحدة وقوات «قسد»، خريطة تقسيم وتفتيت دائمة لسوريا.
وتطرح السرعة في تطبيع تركيا علاقاتها مع إسرائيل، بعد تبادل السفراء بينهما، والبطء بل المراوحة في ما يروّج عن مصالحة تركية مع سوريا، علامات استفهام كثيرة حول جديّة الرغبة التركية في المصالحة. فمنذ تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، في مطلع آب الماضي، لم تحدث أيّ خطوة تركية في اتجاه التقارب مع سوريا. لكن ما يثير الاستهجان أكثر أن سوريا وإيران وروسيا وحلفاءهم لا يزالون، باستثناءات نادرة ومحدودة جداً، منذ أوّل دخول تركي إلى سوريا عام 2016، يتحرّكون على توقيت «الساعة التركية»، فمتى يتحرّكون وفقاً لساعة هم يضعونها لمواجهة الآخرين؟
«الذاتية» أمام الاختبار مجدّداً: إلامَ الرهان على واشنطن؟
الاخبار... علاء حلبي ... خلال عودته من المشاركة في قمّة «مجموعة العشرين» التي عُقدت في إندونيسيا، أعاد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، مرّة أخرى، تأكيد رغبة بلاده في الانفتاح على دمشق، مشيراً إلى أن لقاء يجمعه بالرئيس السوري، بشار الأسد، «ليس أمراً مستحيلاً»، معتبراً أنه «لا يوجد استياء أو خلاف أبدي في السياسة»، غير أنه أجّل الحديث عن لقاء من هذا النوع إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية التركية المزمَع عقدها في شهر حزيران من العام المقبل. حديث إردوغان، والذي يأتي في سياق ترسيخ التوجّه التركي الجديد لإعادة العلاقات مع دمشق، بوساطة روسية - إيرانية، من شأنه مُضاعفة الضغوط على «الإدارة الذاتية» الكردية، والتي عبّر مسؤولون فيها، أكثر من مرّة، خلال الأسبوعَين الماضيَين، عن قلقهم من نتائج هذا التقارب، وآثاره المحتمَلة على المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد، بدعم أميركي. القلق الكردي الذي بدا واضحاً خلال لقاءات سياسية وندوات عدّة شهدتها مناطق «الذاتية»، يعيد إلى الأذهان حالات مماثلة عاشها الأكراد في الأعوام الفائتة، تقلّبوا خلالها في علاقاتهم بين تواصل مع دمشق، وانفتاح على موسكو، وتعلُّق بالحماية الأميركية، التي تمثّل في الوقت الحالي جدار الحصانة الوحيد لمشروعهم، خصوصاً أنه يؤمّن لواشنطن، في المقابل، سيطرة على المناطق النفطية بأقلّ عدد من عناصر الجيش، إلى جانب كوْنه ورقة ضغط مستمرّة على كلّ من دمشق وموسكو من جهة، وأنقرة من جهة أخرى. هذه التقلّبات برزت بوضوح خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الذي عمل على تجميد النشاط السياسي الأميركي في سوريا، وأراد إخراج القوّات الأميركية من هناك، قبل أن يتراجع ويحْصر وجودها في المناطق النفطية فقط. وعلى إثر ذلك التجميد، سارع مسؤولو «قسد» إلى البحث عن أبواب يمكن فتْحها مع دمشق وموسكو، في ظلّ الخطر التركي الذي وضعهم ترامب في دائرته حينها. إلّا أن عودة الولايات المتحدة إلى تعديل سياستها، وإحياء النشاط السياسي والعسكري مع تولّي الرئيس الحالي جو بايدن السلطة، أرجعت «قسد» إلى العمل على ترسيخ سيطرتها على مناطق نفوذها، وإغلاق الأبواب مرّة أخرى مع دمشق وموسكو، الأمر الذي دفع الأخيرتَين إلى الحديث صراحة عن عدم موثوقية أيّ حوار مع «الإدارة الذاتية»، في ظلّ حالة التذبذب الدائمة والانسياق للإرادة الأميركية، وفق تصريحات عديدة لمسؤولين سوريين وروس.
تقف «الإدارة الذاتية» أمام مجموعة من الخيارات المعقّدة في حال تمّ التقارب بين دمشق وأنقرة
وإلى جانب ذلك، تَبرز مشكلة أخرى يعاني منها أكراد سوريا تتعلّق بحالة الانقسام الكبيرة التي يشهدها المكوّن الكردي عموماً ما بين كيانَين: «قسد» التي تَنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لحزب «العمال الكردستاني»؛ و«المجلس الوطني الكردي» الذي يتلقّى دعماً من تركيا، ويتمتّع بعلاقات متينة مع حكومة كردستان العراق، ويملك حضوراً في مسار الحلّ الأممي (اللجنة الدستورية)، على عكْس «قسد» البعيدة أو المُبعدة عن هذا المسار، غير أنه لا يتمتّع بوجود قوي وفعلي على الأرض في سوريا. كذلك، ثمّة داخل كلّ من هذَين الكيانَين مجموعة من القوى السياسية ذات المواقف المتفاوتة، الأمر الذي يُنتج بمجمله حالة «فوضى» لم تُفض الحوارات العديدة بين طرفَي الانقسام، أو داخل كلّ منهما، إلى أيّ نتائج موثوقة وواضحة يمكن البناء عليها لإنهائها. في الوقت الحالي، تقف «الإدارة الذاتية» أمام مجموعة من الخيارات المستقبلية المعقّدة في حال تمّ التقارب بين دمشق وأنقرة، على رغم رغبة واشنطن في «تجميد الوضع الحالي»، ووقوفها موقف المتفرّج على العرقلة المستمرّة للحوار الكردي - الكردي كونها تصبّ في النهاية في صالح تلك العرقلة. وبينما يرتكز مشروع التوافق السوري - التركي على مجموعة ملفّات أبرزها رفْض الوجود الأميركي في سوريا، والذي يمثّل ستار الحماية الأخير لمشروع «قسد»، ما يعني أن أيّ تَغيّر في السياسة الأميركية سيؤدّي بشكل مباشر إلى سحْب هذا الغطاء، فلا يبدو أن مسؤولي «قسد» يعيرون ذلك اهتماماً على الرغم من مرورهم بتجارب مشابهة عديدة خلال الأعوام الماضية. على أن ثمّة أصواتاً داخل أروقة الأحزاب الكردية بدأت تُطالب باستباق الأحداث والاستعداد للمرحلة المقبلة، سواءً عبر الانخراط بشكل أكبر في المسار الروسي للحلّ في سوريا، أو عن طريق تنشيط الحوار مع دمشق، وفق مصادر كردية تحدّثت إلى «الأخبار». غير أن هذه الأصوات لا تلقى أيّ صدًى إلى الآن، في ظلّ انحياز قيادات «قسد» الكامل إلى القرار الأميركي، خصوصاً بعد تطمينات حصل عليها هؤلاء بأن القوات الأميركية ستبقى في سوريا خلال الأعوام المقبلة. وهو وعد يحاول المنادون بضرورة الانخراط في مسارات سياسية أخرى بعيدة عن واشنطن، إقناع شركائهم بأنه لا يمكن الوثوق به، نتيجة تجارب عديدة، سواءً على الساحة السورية حيث يُكشَف ظهر الأكراد للمسيّرات التركية، أو في دول أخرى مثل أفغانستان التي انسحبت منها القوات الأميركية تاركة وراءها جميع القوى التي كانت تحتمي بها، من دون جدوى، حتى الآن.