أخبار سوريا..إردوغان أكد الإعداد لغزو بري في إطار عملية «المخلب ـ السيف» نافياً أي تنسيق مع أميركا وروسيا..قتلى وجرحى أتراك جرّاء قصف صاروخي من سوريا..تصعيد روسي جديد يطال مخيمات النازحين قرب الحدود السورية ـ التركية..زيتون درعا يتعافى بعد تراجعه خلال الحرب..مدريد تعيد أسراً من مخيمين لنساء وأطفال «داعش» في سوريا..«هيومان رايتس»: «أطفال الجهاديين» يندمجون جيداً بمجرّد إعادتهم إلى وطنهم..أنقرة تُواصل الاستعراض الجوّي: رسائل تركية - روسية متعاكسة عشيّة «أستانا»...
الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2022 - 4:20 ص 1070 0 عربية |
تركيا «لا تنتظر إذناً» لحماية أمنها.. و«قسد» تتوعد بردّ على أي هجوم...
إردوغان أكد الإعداد لغزو بري في إطار عملية «المخلب ـ السيف» نافياً أي تنسيق مع أميركا وروسيا
الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق... قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن عملية «المخلب - السيف» التي أطلقها الجيش التركي ضد مواقع «حزب العمال الكردستاني» و«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية غالبية قوامها، في شمال سوريا والعراق، لن تقتصر على الضربات الجوية، مؤكداً أنه «لم يجر التشاور مع الولايات المتحدة وروسيا، وتركيا لن تحصل على إذن من أحد من أجل حماية أمنها من الإرهابيين». وأضاف إردوغان، في تصريحات لعدد من الصحافيين رافقوه في طريق عودته من الدوحة الاثنين، بعد مشاركته في حفل افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم التي انطلقت في قطر الأحد، أنه جرى تدمير 12 هدفاً تابعاً لـ«الإرهابيين» المتمركزين في مدينة عين العرب (كوباني) شمال سوريا، مؤكداً «عدم وجود قيود» في هذا الصدد، وأن «استمرار العملية وارد». وتابع أن العملية الجوية، التي نفذت ليل السبت - الأحد، شاركت فيها نحو 70 طائرة من الطائرات المقاتلة وطائرات الدعم والمسيرات، وجرى خلالها تدمير 89 هدفاً بنجاح، وأنها ملاجئ ومخابئ وكهوف وأنفاق ومستودعات ذخيرة، «وما تسمى مقرات ومعسكرات تدريب الإرهابيين الذين يهددون بلادنا وأمتنا وأمن حدودنا في شمال سوريا والعراق». وقال إردوغان: «في الوقت الحالي جرت إصابة 45 هدفاً إرهابياً بعمق 140 كيلومتراً في شمال العراق، و44 هدفاً على عمق 20 كيلومتراً في سوريا بدقة عالية... العملية الجوية كانت ناجحة». وأضاف: «لم نتكلم عبثاً عندما قلنا إننا سنأتي ذات ليلة على حين غرة، واتخذنا هذه الخطوة عندما حان الوقت المخطط له والمنتظر... من غير الوارد أن تقتصر العملية على الضربات الجوية، وسنتخذ القرار والخطوة بشأن حجم القوات البرية التي يجب أن تنضم للعملية عبر رئاسة الأركان ووزارة الدفاع». وأكد إردوغان أنه لم يجر أي محادثات مع الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين بخصوص العملية التي انطلقت في شمال سوريا والعراق، قائلاً: «جهاز الأمن التركي يقرر ويتخذ خطواته، ولا ننتظر الإذن من أحد، وعلى الولايات المتحدة أن تعرفنا جيداً بعد الآن». وأضاف: «كل من السيد بايدن والسيد بوتين يعلمان أنه يمكننا القيام بمثل هذه العمليات في هذه المنطقة في أي وقت... في واقع الأمر في هذه الحالة نقول دائماً إننا يمكن أن نأتي فجأة في ليلة واحدة». وعبر إردوغان عن أسفه في ما يتعلق بالمواقف الأميركية تجاه سوريا، قائلاً: «أبلغنا الأميركيين امتعاضنا من إرسال الأسلحة للإرهابيين في سوريا منذ عهد أوباما ولم يتغير شيء... نحن أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لكن الأميركيين مصممون على الاستمرار في دعم الإرهابيين (الوحدات الكردية) في سوريا». في سياق متصل، نقلت صحيفة «يني شفق»، القريبة من الحكومة التركية، عن مصدر مطلع، لم تحدده بالاسم، أنه «جرى تغيير توقيت العملية الجوية التركية في شمال سوريا والعراق وتقديمها يوماً واحداً بسبب تسريب الجانب الأميركي معلومات عن احتمالات القيام بها»، في إشارة إلى تحذير القنصلية الأميركية في أربيل، الجمعة، المواطنين الأميركيين من عمليات محتملة للقوات التركية في شمال العراق وشمال سوريا. وأضافت الصحيفة: «كان من المقرر أن تجري العملية مساء الأحد، لكن تم تقديم الموعد يوماً واحداً؛ لأن الجانب الأميركي الذي جرى إطلاعه بشكل مسبق على العملية سرب معلومات عنها، وبما أن اهتمام القوات المسلحة التركية يركز على مدى أشهر عدة على العمليات في شمال العراق، فلم يتوقع أحد حدوث مثل هذه العملية واسعة النطاق في سوريا». وتابعت أن «الجيش التركي بفضل الخطة، التي أفسدت لعبة رغب البعض القيام بها، أثبت للجميع أنه يمكن إصابة الأهداف في وقت واحد على محورين في شمال سوريا والعراق». في المقابل، عدّ الناطق الرسمي باسم قوات «قسد»، آرام حنا، أن لدى تركيا «رغبة في التوسع وضم مزيد من الجغرافيا السورية». وأكد أن «(قسد) لن تقف مكتوفة الأيدي وستدافع عن مناطقها حيال أي توغل، والمجريات الميدانية تفيد بأن القوى الدولية (الولايات المتحدة وروسيا) لن تفسح المجال أمام تقدم تركي على الأرض». وأكد حنا، في تصريحات الاثنين، أن «(المجالس العسكرية) ومختلف تشكيلات (قسد)، اتخذت إجراءات دفاعية متعددة بما يضمن تأمين مناطقها وسكانها من الخطر المحدق المتمثل في سياسات الجيش التركي ومرتزقته». ورأى أن «من واجب القوات الروسية لعب دور أكثر فاعلية وإيجابية؛ لأن تأثيرها الفعلي على أرض الواقع غير ملموس رغم وجود نقاط للشرطة العسكرية الروسية في مدن وبلدات عدة تخضع لسيطرة (قسد)، مثل عين عيسى وتل تمر ومناطق أخرى تقع في ريف حلب الشمالي». وأوضح أنه من غير الممكن صد «العدوان التركي» دون اتخاذ خطوات على الصعيدين العسكري والدبلوماسي تضمن «وقف هذه الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال التركي وسط غياب الحكومة السورية في دمشق عن المشهد كلياً، كما حدث في الأعوام السابقة حين خضنا وحدنا حرباً مفتوحة انطلاقاً من واجبنا الوطني». وكانت «قسد» أعلنت، الأحد، أنها «سترد» على العملية الجوية التركية «في الموعد والمكان المناسبين».
قتلى وجرحى أتراك جرّاء قصف صاروخي من سوريا
آلاف يشيّعون ضحايا الغارات في المناطق الكردية
أنقرة: «الشرق الأوسط»... أعلنت أنقرة مقتل 3 أشخاص وإصابة 6 آخرين على الأقلّ جرّاء قصف صاروخي من الأراضي السورية استهدف (الاثنين) مدينة قارقامش الحدودية التركية، في حين كانت المناطق الكردية التي تعرضت للغارات التركية ليل السبت - الأحد، تشيع قتلاها وسط حضور شعبي كثيف. وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو في بثّ مباشر على التلفزيون: «3 من مواطنينا لقوا حتفهم. أحدهم كان طفلاً وثانيهم هو مدرّس»، متوعّداً بـ«ردّ قوي». وتحدث وزير التربية، محمود أوزر، من جهته، عن «3 قتلى و10 جرحى». وكان حاكم محافظة غازي عنتاب، داود غول، تحدث عن إطلاق «5 قذائف هاون... باتجاه وسط قارقامش». وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام تركية، منها «وكالة الأناضول» الرسمية، نوافذ مدرسة محطّمة وشاحنة ثقيلة مشتعلة. وقالت، إن القصف استهدف مدرسة ثانوية ومنزلين، بالإضافة إلى شاحنة قرب معبر حدودي يربط قارقامش بمدينة جرابلس السورية. وكانت قد سقطت قذائف صاروخية من سوريا (الأحد) على معبر حدودي تركي، مما تسبب بإصابة 8 أشخاص هم جنديان و6 شرطيين أتراك. وقبل ذلك، أعلنت أنقرة صباح (الأحد) شن عملية عسكرية جوية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا والعراق أسفرت عن مقتل نحو 35 شخصاً، بعد أسبوع على اعتداء دامٍ في إسطنبول اتهمت كلاً من «حزب العمال الكردستاني» والقوات الكردية في سوريا بالوقوف خلفه. وعلى الجانب الآخر، شيّع الآلاف (الاثنين) 11 شخصاً قتلوا جراء الغارات التركية في إطار عملية أطلقت عليها أنقرة اسم «المخلب – السيف»، وقالت إنها اتسمت بـ«النجاح». وأسفرت الغارات عن مقتل 35 شخصاً، غالبيتهم مسلحون، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في حين أعلن المقاتلون الأكراد مقتل 10 مدنيين، بعد أن استهدف القصف مناطق حدودية تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، وعمودها الفقري «وحدات حماية الشعب الكردية»، وخصوصاً مدينتي كوباني (شمال) والمالكية (شمال شرقي). وفي مدينة المالكية، شيّع آلاف الأشخاص، الذين توافدوا من قرى ومدن عدة، 11 قتيلاً سقطوا في الغارات التي دمرت محطة كهرباء، وبينهم مراسل «وكالة هاوار» التابعة للإدارة الذاتية الكردية. وخلال التشييع، لُفّت الجثامين بالعلم الكردي الأحمر والأصفر والأخضر، ووُضعت صور القتلى عليها، وعلت هتافات المشيعين «الشهداء لا يموتون» و«روج أفا (غرب كردستان) ستبقى». كما وضعت عائلة الصحافي عصام عبد الله كاميرته على نعشه. وقال شعبان (58 عاماً) خلال التشييع: «نناشد العالم وكل من ينادي بحقوق الإنسان والدول الكبرى» لوقف الهجمات التركية التي «تستهدفنا بالطائرات والمسيّرات». وأضاف: «لكنها لن تستطيع كسر إرادتنا». وبينما أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» مقتل أحد مقاتليها و11 مدنياً، و15 عنصراً من قوات النظام السوري، تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مقتل 35 شخصاً، بينهم 18 من أفراد «قوات سوريا الديمقراطية» وقوات الأمن الكردية، ومجموعات مسلحة أخرى تابعة لها، فضلاً على 12 من قوات النظام. وتصنف أنقرة «حزب العمال الكردستاني»، الذي يشن تمرداً ضدها منذ عقود وينشط في العراق، منظمة «إرهابية»، وترى في «وحدات حماية الشعب الكردية» امتداداً له في سوريا.
تصعيد روسي جديد يطال مخيمات النازحين قرب الحدود السورية ـ التركية
الشرق الاوسط... إدلب: فراس كرم... ساد جو من القلق والخوف في أوساط آلاف النازحين في مخيمات بابسقا بالقرب من الحدود السورية - التركية شمال إدلب، جراء غارات جوية روسية جديدة استهدفت مناطق محيطة بها، صباح الاثنين، ودفعت عدداً كبيراً منهم إلى الهرب للعراء، فيما أخلت إدارة مشفى «باب الهوى» الحدودي أقسام العيادات من المرضى والكوادر الطبية خشية تصاعد وتيرة القصف. وأفاد ناشطون في إدلب بأن «3 مقاتلات روسية نفذت صباحاً 6 غارات جوية بصواريخ شديدة الانفجار استهدفت منطقة بابسقا المكتظة بمخيمات النازحين ومناطق قريبة جداً من المعبر الحدودي (باب الهوى)»، مع تركيا شمال إدلب، من دون ورود أنباء عن وقوع إصابات بشرية، إلا إن «مواصلة تحليق المقاتلات الروسية في الأجواء دفع بمئات العائلات النازحة والأطفال إلى الهرب نحو العراء في ظروف صعبة خشية تصاعد حدة الغارات الجوية». وتزامنت الغارات الجوية الروسية مع غارات مماثلة استهدفت مواقع عسكرية لفصائل المعارضة في منطقة الكبانة وجبل الأكراد بريف اللاذقية، وقصف بري مكثف لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية على منطقة «خفض التصعيد» في إدلب وريف حلب الغربي، حيث قصف الأخيرة بأكثر من 30 قذيفة مدفعية وصاروخية محور الشيخ سليمان ومحيط مدينة دارة عزة وقرى كفرنوران وتديا وكفرتعال ومكلبيس والهباطة بريف حلب الغربي، ما أسفر عن إصابة 3 مدنيين بجروح، في الوقت الذي شهدت فيه قرى فليفل والبارة والفطيرة ودير سنبل بريف إدلب الجنوبي ومنطقة سهل الغاب شمال غربي حماة، قصفاً مدفعياً وصاروخياً مكثفاً من قبل قوات النظام السوري، أدى إلى إصابة مدنيين واحتراق سيارة. من جانبه، قال محمود دياب؛ وهو مدير أحد المخيمات للنازحين في منطقة بابسقا شمال إدلب، إن «القصف الجوي الروسي طال منطقة ينتشر فيها أكثر من 30 مخيماً للنازحين وتؤوي نحو 400 ألف نسمة من مناطق مختلفة من سوريا، وهذا أمر خطير يهدد حياة الناس، ويضيق الخناق عليهم، وبسبب القصف الأخير لجأت مئات العائلات وأطفالها إلى الجبال المحيطة بالمخيمات والعراء، وسط صراخ وبكاء الأطفال، لا سيما أن القصف طال مناطق قريبة جداً من مشفى باب الهوى الحدودي، ما دفع بإدارته إلى إخلائه على الفور من الكوادر الطبية والمرضى والمراجعين الذين غالبيتهم من النازحين». ولفت إلى أنه «إذا واصلت المقاتلات الروسية شن غاراتها الجوية على مناطق المخيمات في شمال إدلب، فلن يبقى خيار أمام النازحين سوى اللجوء إلى تركيا لإنقاذ أرواحهم، مما يتوجب على تركيا حماية النازحين بردع روسيا ووقف الغارات الجوية، لا سيما أن المناطق المستهدفة لا تبعد سوى بضع مئات من الأمتار عن حدودها». وربط أحمد حاج محمود، وهو ناشط سوري، بين الغارات الجوية الروسية واقتراب عقد جولة جديدة من «محادثات أستانة» بين روسيا وتركيا وإيران حول سوريا في 22 و23 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة الكازاخية نور سلطان، التي تحاول من خلالها روسيا الضغط على تركيا قبيل انعقادها، لإرغامها على تنازلات معينة بالشأن السوري.
زيتون درعا يتعافى بعد تراجعه خلال الحرب
(الشرق الأوسط).... درعا (جنوب سوريا): رياض الزين....تتجه درعا إلى التعافي في حجم وكمية الإنتاج الإجمالي من الزيت والزيتون، بعد عودة معظم المواطنين المهجرين والنازحين في الداخل إلى بيوتهم وبلداتهم، وإعادة ترميم مزارع الزيتون التي يملكونها. التعافي يعود بعد التراجع الكبير في الإنتاج خلال العشرية الماضية الممتدة من 2011 ولغاية 2021، التي كانت الحرب أهم أسبابها، والتحطيب الجائر لأشجار الزيتون في المحافظة، الذي وصل في بعض الأحيان حد استئصال مزارع بأكملها، بهدف الاتجار بأخشابها أو التدفئة لنقص المواد البديلة خلال الشتاء. وبفضل هذه الانتعاشة التي أصابت أصحاب المزارع في حوران، أعيد إحياء أراضٍ اقتلعت أشجارها، وتمت زراعة أراضٍ جديدة تهتم بالصنف والنوع، وساعد في ذلك طفرة في عدد الآبار المحفورة حديثاً، والإغراء المادي بعد ارتفاع سعر صفيحة زيت الزيتون (16 كلغ) لتطاول الـ300 ألف ليرة سورية، مع توقع وصولها إلى حائط الـ400 ألف ليرة بعد انتهاء الموسم الحالي. أضف إلى ما سبق، فتح باب التصدير إلى العراق ودول الخليج، وما يتمتع به الزيت السوري من مواصفات عالمية، فضلاً عن رخص ثمنه قياساً بدول الإنتاج الأخرى، إضافة إلى انخفاض سعر صرف الليرة السورية لوصولها إلى أرقام قياسية. لكن ذلك لم يترك المستهلك «الحوراني» في الداخل دون أعباء إضافية. فارتفاع سعر صفيحة الزيت ترك أثره على نمط الاستهلاك، إذ أصبح زيت الزيتون «زائراً نادراً» على موائد الكثيرين. بالمقارنة بين الموسم الماضي 2021، والموسم الحالي، فإن هذا الموسم يشهد إنتاجاً وفيراً يتجاوز في وفرته الاحتياج المحلي. وحسب تقديرات «مكتب الزيتون» في وزارة الزراعة، فإن إنتاج هذا العام قد يصل إلى 820 ألف طن من الزيتون، و125 ألف طن من الزيت، وما يقارب الثلث معد للتصدير، حيث إن ارتفاع الأسعار أكثر في السوق المحلية، ينعكس سلباً على المستهلك، وسط عجز أغلب أبناء المحافظة عن الشراء لانعدام القدرة الشرائية، ناهيك عن التضخم الحاصل في المواد الغذائية عامة. الطفرة الحاصلة في الإنتاج في حوران، هي نتيجة جهود شخصية للمزارعين دون رعاية من أي جهة رسمية أو حكومية... فهذه الجهات صاحبة العلاقة (وزارة الزراعة واتحاد الفلاحين) لم توفر أياً من مقومات زراعة الزيتون، كالسماد والمحروقات والأدوية الزراعية، واكتفت بالمراقبة والإحصاء وإصدار التوقعات حول الإنتاج والتقارير الدورية. وأكد أحد المزارعين في ريف درعا الغربي، أن تكلفة إنتاج تنكة الزيت (16 كلغ) يصل إلى حدود 280 ألف ليرة سورية، موزعة على الجهد الحاصل قبل عملية القطاف مثل حرث الأرض والسماد والماء ورش المبيدات، وأثناء عملية القطاف وأجور العاملين، ومن ثم التعبئة والنقل والعصير. وتابع: «ولذا، لا بد من بيعها بسعر 300 لس، وهو سعر لا ينصف المزارع صاحب الإنتاج ويعد خارج قدرة الناس لشرائها». أضاف: «نحن الآن لا نملك سوقاً محلية لبيع زيت الزيتون، وربما يكون التصدير هو أفضل الأسوأ من الحلول الممكنة». وأشار إلى أنه بعد أن تراجعت سوريا إلى المرتبة الثامنة عالمياً، من حيث الإنتاج والجودة، بعد أن كانت في المركز الرابع، وبعد أن وقف المزارعون في حوران وجهاً لوجه أمام معضلة الإنتاج وتصريفه وصعوبته، لا بد من تسهيلات وخدمات إضافية تشجع وتساعد المزارعين في هذه المنطقة على العودة إلى إنتاجها الزراعي السابق، سواء في إنتاج الزيتون والزيت، أو الخضراوات وغيرها من الزراعات السهلية والبعلية التي تشتهر بها.
مدريد تعيد أسراً من مخيمين لنساء وأطفال «داعش» في سوريا
مدريد: «الشرق الأوسط»... قال مصدر في الحكومة الإسبانية، الاثنين، إن مدريد قررت إعادة «عدد من زوجات ومطلقات وأرامل وأبناء» مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي من مخيمين للاعتقال في شمال شرق سوريا، وذلك تأكيداً لتقرير نشرته صحيفة «الباييس». وسافر آلاف الأجانب، من بينهم نساء وأطفال، إلى سوريا للعيش فيما سمّاه التنظيم «دولة الخلافة الإسلامية» حتى عام 2019، عندما انتزعت قوات كردية مدعومة من الولايات المتحدة السيطرة على آخر جيب في الأراضي السورية من الإرهابيين. وتم وضع النساء والأطفال الفارين في مخيمي اعتقال مكتظين تديرهما السلطات الكردية ومنظمات الإغاثة الدولية، التي ضغطت من أجل إعادة النساء والأطفال إلى الدول التي ينتمون إليها بسبب العنف المتصاعد والأوضاع القاسية في المخيمين. وقال المصدر إن إسبانيا تعتزم إعادة ثلاث نساء طلبن العودة إلى بلادهن و13 طفلاً، وذلك قبل نهاية العام الجاري. وأضاف أن «النساء قد يحاكمن في إسبانيا في حين أن أوضاع الأطفال ستخضع للبحث كل حسب حالته على أساس السن»، على ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت السلطات الكردية إن عمليات الإعادة للوطن بلغت مستوى قياسياً مرتفعاً في 2022، لكن أكثر من عشرة آلاف امرأة وطفل ما زالوا يعيشون في مخيمي الهول وروج.
«الانفصال عن الأم يزيد الصدمة ويجب تجنّبه»
«هيومان رايتس»: «أطفال الجهاديين» يندمجون جيداً بمجرّد إعادتهم إلى وطنهم
الراي... باريس - أ ف ب - تندمج غالبية «أطفال الجهاديين» بشكل جيد بمجرد عودتهم إلى وطنهم، ويتواصلون اجتماعياً مثل بقية الأطفال في سنّهم، حسب ما أفادت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، أمس، في تقرير بعنوان «ابني مثل باقي الأطفال». أجرت المنظمة غير الحكومية مقابلات مع أقارب وأولياء أمور وأخصائيين اجتماعيين ومعلّمين لنحو مئة طفل تراوح أعمارهم بين عامين و17 عاماً، جميعهم عادوا من المنطقة العراقية - السورية بين عامي 2019 و2022، في الدول السبعة التالية: ألمانيا وفرنسا وكازاخستان، أوزبكستان وهولندا وبريطانيا والسويد. وتبيّن أنّ 89 في المئة ممّن شملهم الاستطلاع، يعتقدون أنّ الطفل يتكيّف «بشكل جيد جداً» أو «جيد إلى حد ما»، رغم الأشهر التي قضاها تحت سيطرة تنظيم «داعش» أو في «مخيّمات الرعب» للنازحين في شمال شرقي سورية. وأشار أربعة في المئة فقط إلى أنّ الاطفال يواجهون صعوبات. من جهة أخرى، أكد 73 في المئة من الأشخاص الذي أُجريت معهم مقابلات، أنّ أداء الطفل «جيّد جداً» أو «جيد إلى حد ما» في الصف، رغم ضعف الوصول إلى التعليم أثناء أسره. منذ العام 2019، عاد أكثر من 1500 طفل إلى وطنهم وفق «هيومان رايتس». وأعادت الدنمارك وروسيا والولايات المتحدة من بين دول أخرى، معظم مواطنيها، على عكس دول مثل أستراليا أو فرنسا أو هولندا. غير أنّ التعامل مع هؤلاء يختلف بين دولة وأخرى. فبينما يبقى الأطفال مع أمّهاتهم في أوزبكستان، يجري فصلهم فوراً في بلجيكا وفرنسا وهولندا، حيث تُعتقل الأم أو يجري توجيه اتهام إليها بسبب الأعمال المرتبطة بتنظيم «داعش». في السويد على سبيل المثال، يمكن وضع الأطفال تحت المراقبة لمدة ثلاثة أشهر في منشأة مخصّصة للأطفال قبل نقلهم إلى عائلة واسعة أو أسرة حاضنة أو مؤسسة. وأشارت «هيومان رايتس» إلى أنه «في العديد من الحالات، يجري فصل (الأطفال عن الأمهات) من دون سابق إنذار، ومن دون أن تتمكن الأم من شرح ما يجري للطفل». غير أنّ المنظمة أضافت أنّ الانفصال عن الأم «يزيد الصدمة» ويجب تجنّبه، مفضّلة «بدائل غير احتجازية». كذلك، أكدت المنظمة أنّ فترات التأخير الطويلة قبل نقل الطفل إلى أسرة موسّعة يمكن أن «تقوّض استقرار (الطفل) على المدى الطويل». ويُحتجز نحو 56 ألف شخص في مخيّمي الهول وروج، اللذين يسيطر عليهما الأكراد في سورية، وحيث يتفشّى العنف والحرمان. وتابعت «هيومان رايتس» أنّ هناك زوجات وأطفال محبوسين «بشكل تعسّفي» لرجال يشتبه في انتمائهم إلى «داعش». وأشارت إلى أنّ أكثر من 18 ألف شخص يتحدّرون من سورية، ونحو 28 ألفاً من العراق، وأكثر من 10 آلاف من نحو 60 دولة أخرى. وبحسب المنظمة غير الحكومية، فإنّ أكثر من 60 في المئة من هؤلاء هم من الأطفال، وغالبيتهم العظمى دون سن 18 ويعانون من «انخفاض حرارة الجسم وسوء التغذية وأمراض يمكن الوقاية منها». كذلك، يواجهون «مخاطر متزايدة من التجنيد والتطرّف والاتجار»، حسب ما حذرت «هيومان رايتس» التي حضّت الدول التي ينتمون إليها على إعادتهم إلى وطنهم.
أنقرة تُواصل الاستعراض الجوّي: رسائل تركية - روسية متعاكسة عشيّة «أستانا»
الاخبار.. علاء حلبي ... هدّد إردوغان بالانتقال إلى هجوم برّي لم يحدّد موعده
تنطلق، اليوم، فعاليات «لقاء أستانا» بنسخته التاسعة عشرة في العاصمة الكازاخية نور سلطان، على وقْع تصعيد تركي جوّي مقترن بتهديدات بتقدّم برّي مستقبلي ضدّ مناطق «قسد» في شمال سوريا وشرقها. والظاهر أن أنقرة أرادت استباق اللقاء، الذي تشارك فيه وفود رفيعة المستوى من الدول الضامنة الثلاث (روسيا، وإيران، وتركيا)، إلى جانب وفود من الحكومة السورية والمعارضة ودول محيط سوريا (لبنان، العراق، والأردن)، بتعزيز أوراقها الميدانية وإعادة تثبيت خطوطها الحمراء، في ظلّ ما يُتوقّع من أن تفتح هذه النسخة الباب على متغيّرات جديدة، خصوصاً ربطاً بمشروع تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق..... اللقاء الذي كان يُنظر إليه، قبل العملية العسكرية الجوّية التركية، على أنه سيشكّل مساحة لاختبار النوايا بين أنقرة ودمشق، ووضْع أرضية صلبة لبناء خطوات الثقة بين الطرفَين، يأتي مرّة أخرى مُحمَّلاً بملفَّي إدلب و الأكراد العالقَين، وسُبل حلحلتهما، بعد سلسلة لقاءات أمنية سورية - تركية لم ترتقِ بعد إلى مستوى اللقاء السياسي المباشر. ويأتي ذلك على الرغم من الخطوات «التقاربية» الميدانية التي شهدتها سوريا خلال الفترة الماضية، سواءً التسهيلات الكبيرة التي أتاحتها دمشق لإعادة اللاجئين والنازحين، أو الدعم التركي لقرار مجلس الأمن 2642 الذي يقدّم دعماً ملموساً لمشاريع «التعافي المبكر» ويزيد من كمّية المساعدات الواردة عبر خطوط التماس (من دمشق إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة) على حساب تلك الواردة عبر الحدود (من معبر باب الهوى)، أو وضْع أنقرة اللمسات الأخيرة قُبيل افتتاح معابر دائمة لإدخال المساعدات من جهة، وتسهيل عودة اللاجئين من جهة أخرى. والظاهر أن العملية الجوّية التركية، والتي استهدفت بالتزامن 89 موقعاً شمال العراق وشمال سوريا وشرقها، أرادتها أنقرة استعراضية، وهو ما تُظهره المساحة الجغرافية الكبيرة التي شملتها، وتَركّزها على مناطق حدودية بعيدة، فضلاً عن اختراق الطائرات التركية أجواء تسيطر عليها الولايات المتحدة وروسيا لمسافات محدودة. ويبيّن كلّ ذلك أن تركيا حاولت التزام الخطوط الحمراء الروسية والأميركية، وتلافي أيّ مواجهة مباشرة مع موسكو وواشنطن اللتين كانتا وضعتا «فيتو» طيلة الأشهر الماضية على أيّ تفجير عسكري للمنطقة. وإذ نفى الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أيّ تَواصل مع الرئيسَين الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي جو بايدن، قُبيل العملية، فإن البيان السابق عليها، والصادر عن القنصلية الأميركية في أربيل، كشف أن ثمّة تنسيقاً أمنياً وعسكرياً مسبقاً بين أنقرة وواشنطن، فيما أنبأ استخدام مجال جوّي تسيطر عليه روسيا بأن تَواصلاً مماثلاً جرى فعلاً مع موسكو. وعلى خلفية ذلك، اتّهمت وسائل إعلام تركية، الجانب الأميركي، بتسريب معلومات إلى القوى الكردية عن الهجوم.
اخترقت الطائرات التركية أجواء تسيطر عليها الولايات المتحدة وروسيا لمسافات محدودة
ورفَع إردوغان، عقب العملية، من حدّة تصريحاته السياسية، معيداً، في حديث خلال عودته من قطر، اتّهام روسيا بأنها «لم تفِ بوعودها بتطهير المنطقة (من قوات سوريا الديموقراطية) وفق اتفاق سوتشي، على الرغم من أننا أخبرناهم بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي، وبأننا سنتّخذ خطوات ضدّ الإرهابيين هناك». وتُعيد هذه التصريحات إلى الأذهان الخلاف التركي - الروسي حول الشمال السوري، حيث تقتضي «اتفاقية سوتشي» أن تقوم أنقرة بحلّ ملفّ إدلب وفتْح طريق حلب - اللاذقية (m4) مقابل حلحلة ملفّ مناطق انتشار الأكراد. ومع تكثيف طائرات سورية وروسية غاراتها على مواقع عدّة في ريفَي إدلب واللاذقية تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة)، ومناطق حدودية مع تركيا قرب معبر باب الهوى في إدلب، بدا أن موسكو أرادت، في المقابل، تحريك ملفّ إدلب، والتذكير بالمماطلة التركية المستمرّة فيه، خصوصاً بعد أن أفسحت أنقرة المجال لتمدّد «النصرة» في مناطق جديدة في ريف حلب. وبالعودة إلى تصريحات إردوغان، فقد هدّد الأخير بالانتقال إلى هجوم برّي لم يحدّد موعده. إلّا أن مصادر ميدانية تحدّثت إلى «الأخبار»، أكدت أنه لم تشهد خطوط التماس أيّ تحرك برّي يوحي باستعدادات لعملية من هذا النوع، مرجّحةً اقتصار الهجوم على العمل الجوّي، في ظلّ التعقيدات التي تُواجه أيّ تحرّك برّي، سواءً الموقف العسكري السوري الرافض لأيّ توسّع تركي جديد، ومطالبة دمشق أنقرة بالانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها، أو موقف كلّ من روسيا والولايات المتحدة المناوئ أيضاً للتحرّك البرّي. وفي السياق نفسه، ذكرت مصادر كردية، في حديث إلى «الأخبار»، أن تطمينات جديدة تلقّتْها قيادة «قسد» من واشنطن بعدم وجود أيّ عملية برّية في الوقت الحالي، مضيفة أن هذه التطمينات ساعدت في رسْم خريطة انتشار عسكرية لمقاتلي «قسد»، تضْمن تخفيض الخسائر البشرية جرّاء الغارات الجوّية قدْر المستطاع في الوقت الحالي، في انتظار متغيّرات جديدة قد يفضي إليها «لقاء أستانا»، وستشكّل بدورها، في حال تَحقّقها، معضلة بالنسبة إلى «قسد».