أخبار العراق..بغداد تدين القصف الإيراني أربيل تطالب بمنظومة دفاع لردع الهجمات..الحرس الثوري يستهدف مُجدّداً المعارضة الكردية الإيرانية في شمال العراق..بغداد ترفض أن تتحوّل أراضيها «ساحة لتصفية الحسابات»..«الكردستاني» يجيّش ضدّ إيران: تتبّع «صدري» لأداء السوداني..بغداد تتمسك بـ «العلاقات المتميزة» مع عمّان..
الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2022 - 4:30 ص 1053 0 عربية |
بغداد تدين القصف الإيراني أربيل تطالب بمنظومة دفاع لردع الهجمات...
الشرق الاوسط... بغداد: فاضل النشمي... في تطور لافت بشأن القصف الإيراني للمناطق الكردية في العراق خلال الأيام القليلة الماضية، دعا مسعود حيدر ، مستشار رئيس الحزب «الديمقراطي» الكردستاني في العراق، مسعود بارزاني، المجتمع الدولي إلى تزويد الإقليم وبغداد بمنظومة دفاع جوي. وقال حيدر، في تدوينة، إن «الهجمات الصاروخية والدرونات تعد تجاوزاً على سيادة الدولة العراقية، وتعرّض حياة المدنيين في كردستان للخطر. الإدانة لا تمنع تكرارها، فعلى المجتمع الدولي مساعدة وبيع أربيل وبغداد منظومة دفاعات جوية لردع هذه الهجمات. فالصواريخ تُردع بالصواريخ، لا بالإدانات». وأصدرت حكومة إقليم كردستان، أمس، بياناً أدانت فيه بأشد العبارات الهجمات الجديدة التي نفذتها إيران بالصواريخ والطائرات المسيرة في الإقليم، وقالت إن «الانتهاكات الإيرانية المتكررة التي تمس سيادة العراق وإقليم كردستان العراق غير مبررة، وتشكل انتهاكاً صارخاً للأعراف الدولية وعلاقات حسن الجوار». ودعت حكومة الإقليم إيران «إلى وقف هذه الحملة ضد إقليم كردستان». وأعربت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، عن «إدانتها الشديدة» للقصف الإيراني الذي استهدف مواقع للأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة داخل إقليم كردستان العراق، رافضة أن تتحول بلادها «ساحة لتصفية الحسابات»، مؤكدة أن «الاستقرار لن يتحقق من خلال العنف على الإطلاق». كما حذّرت البعثة الأممية في العراق (يونامي) من إمكانية أن تتسبب الهجمات الصاروخية على الأراضي العراقية بـ«كارثة»، ودعت إلى وقف جميع الهجمات والانتهاكات المتكررة ضد أراضيه.وشنّت إيران ليل الأحد الاثنين ضربات جديدة استهدفت فصائل معارضة كرديّة إيرانيّة متمركزة في كردستان العراق أدت لمقتل أحد عناصرها، بعد أقلّ من أسبوع على ضربات مماثلة استهدفت هذه الفصائل التي تتهمها طهران بإثارة التظاهرات التي تشهدها إيران.وقالت أجهزة مكافحة الإرهاب في كردستان العراق إنّ «الحرس الثوري (الإيراني) استهدف مجدّدًا أحزابًا كرديّة إيرانيّة»، من دون أن تُعطي حصيلة للخسائر البشريّة جرّاء الضربات التي شُنّت حوالى منتصف الليل. وكانت مصادر قد قالت، أول من أمس، إن حكومة رئيس الوزراء محمد السوداني التزمت الصمت حيال القصف الإيراني والتركي في اليومين الأخيرين، على مناطق في إقليم كردستان العراق، صدرت مواقف منددة بالقصف من الأطراف الكردية ومنظمات ودول غربية. ويميل بعض المراقبين إلى الاعتقاد بأن قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية التي شكلت الحكومة، والتي يتحالف بعض أعضائها مع طهران، ربما تدفع رئيس الوزراء باتجاه عدم إدانة القصف الإيراني في مسعى للضغط على إقليم كردستان للتعامل بحزم وجدية مع الأحزاب الإيرانية الكردية المتواجدة على أراضيه، التي تطالب طهران بإخراجهم من العراق، وكذلك تفعل أنقرة.من جانبه، أكد «الحرس الثوري» الإيراني شن ضربات نُفذت بصواريخ وطائرات مسيَّرة ضد «معاقل ومراكز التآمر» لدى من يصفهم بأنهم «جماعات إرهابية انفصالية معادية لإيران». وقال «الحرس الثوري» في بيان إن الضربات استهدفت معسكرات في جيزنيكان وزرغيز وكويسنجق متحدثًا عن إيقاع ضحايا في صفوف من يتهمهم بأنهم يتلقون الدعم من «الاستكبار العالمي»، في إشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها. وأعلنت القنصلية البريطانية في كردستان تضامنها مع الإقليم ضد ما وصفته بـ«العدوان الإيراني». وقال القنصل البريطاني في تغريدة: «مرة أخرى، يواجه سكان كردستان العراق ضربات صاروخية وطائرات بدون طيار من قبل (الحرس الثوري الثوري)». وأضاف أنه «منذ سبتمبر، قتلت هذه الهجمات ما لا يقل عن 12 شخصاً، وجرحت وشردت المزيد، وتقف المملكة المتحدة إلى جانب كردستان في مواجهة هذا العدوان». من جانبها، أنحت وزارة الخارجية الإيرانية باللائمة على بغداد وإقليم كردستان وحمّلتهما مسؤولية عدم ردع الأحزاب الإيرانية المعارضة المتواجدة داخل الأراضي العراقية. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني، خلال حديث في مؤتمر صحافي، نقلته وكالة «تسنيم» الإيرانية، إن «إيران تتوقع بالتأكيد ألا يكون هناك أي تهديد لأمن الجمهورية الإسلامية من أراضي العراق، وألا تستخدم أراضي العراق كنقطة تهديد ضد إيران». وأضاف: «كنا نتوقع أن تفي الحكومة العراقية وسلطات إقليم كردستان العراق بمسؤولياتها الدولية، لكن للأسف لم تفعلا ذلك رغم الوعود المتكررة التي تلقيناها من مسؤولي الحكومة العراقية ومسؤولي إقليم كردستان العراق».
بغداد ترفض أن تتحوّل أراضيها «ساحة لتصفية الحسابات»
الحرس الثوري يستهدف مُجدّداً المعارضة الكردية الإيرانية في شمال العراق
سقوط قتيل بضربات للحرس الثوري ضد فصائل كردية إيرانية
- «سينتكوم»: الهجمات غير القانونيّة تُقوّض أمن العراق والشرق الأوسط واستقرارهما
الراي... أربيل (العراق)، طهران - أ ف ب - شنّت إيران ليل الأحد - الاثنين، ضربات جديدة استهدفت فصائل معارضة كرديّة إيرانيّة متمركزة في كردستان العراق، أدت لمقتل أحد عناصرها، بعد أقلّ من أسبوع على ضربات مماثلة استهدفت هذه الفصائل التي تتهمها طهران بإثارة التظاهرات التي تشهدها الجمهورية الإسلامية. وذكرت أجهزة مكافحة الإرهاب في كردستان العراق انّ «الحرس الثوري (الإيراني) استهدف مجدّداً أحزاباً كرديّة إيرانيّة»، من دون أن تُعطي حصيلة للخسائر البشريّة جرّاء الضربات التي شُنّت نحو منتصف الليل. واعربت الحكومة العراقية امس، عن «ادانتها الشديدة» للقصف الايراني، رافضة أن تتحول بلادها «ساحة لتصفية الحسابات». واضاف بيان لوزارة الخارجية ان «الحكومة العراقية تؤكد على أن لا تكون أراضي العراق مقراً أو ممراً لإلحاق الضررِ والأذى بأيٍ من دول الجوار». من جانبه، أكد الحرس الثوري شن ضربات نُفذت بصواريخ وطائرات مسيَّرة ضد «معاقل ومراكز التآمر» لدى من يصفهم بأنهم «جماعات إرهابية انفصالية معادية لإيران». وأفاد في بيان بأن الضربات استهدفت معسكرات في جيزنيكان وزرغيز وكويسنجق متحدثاً عن إيقاع ضحايا في صفوف من يتهمهم بأنهم يتلقون الدعم من «الاستكبار العالمي». في 14 نوفمبر، خلّف قصف صاروخي وضربات شنّتها إيران بطائرات بلا طيّار ضد المعارضة الكرديّة قتيلًا وثمانية جرحى في كردستان العراق الذي شهد ضربات مماثلة في 28 سبتمبر. وقال علي بوداجي، العضو القيادي في الحزب الديموقراطي الكردستاني لـ «فرانس برس»، إن «عنصرا من البشمركة يُدعى بهزاد قتل في قصف إيراني في منطقة كويسنجق». وأكّد الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني وتنظيم «كومله» القومي الكردي الإيراني أنّ الضربات استهدفت منشآت لهما. وأفادت «وكالة واع للأنباء» العراقيّة الرسميّة عن «تعرّض مقارّ ثلاثة أحزاب إيرانيّة مُعارضة داخل إقليم كردستان لقصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانيّة». واستنكرت حكومة كرستان العراق في بيان رسمي الضربات الإيرانية. وجاء في البيان إن «الانتهاكات الإيرانية المتكررة التي تمس سيادة العراق وإقليم كردستان العراق غير مبررة، وتشكل انتهاكاً صارخاً للأعراف الدولية وعلاقات حسن الجوار». وأضاف «نؤكد أن الاستقرار لن يتحقق من خلال العنف على الإطلاق». ونشرت الدائرة الإعلامية، جدول أعمال جلسة المجلس النواب للجلسة الذي يتضمن «مناقشة موضوع حفظ سيادة العراق».
- «هجمات عشوائية»
وأكّد الحزب الديموقراطي الكردستاني، وهو أقدم حزب كردي في إيران تأسس في العام 1945، إنّ «هذه الهجمات العشوائيّة تأتي في وقت يعجز النظام الإيراني الإرهابي عن وقف التظاهرات الجارية في كردستان». ونشر على حسابه في «تويتر» مقاطع فيديو تُظهر كرات نار تتصاعد في السماء ليلاً. وتتّهم الحكومة الإيرانيّة، الفصائل الكردية المعارضة بإثارة الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر إثر وفاة مهسا أميني بعد أن أوقفتها «شرطة الأخلاق» لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة. وكان عدد من كبار المسؤولين الإيرانيّين وجّهوا تحذيرات إلى السلطات في بغداد وأربيل، مطالبين إيّاها بتحييد الفصائل الكرديّة الإيرانيّة التي تمركزت في العراق منذ ثمانينيات القرن الماضي. ويقول خبراء إن هذه المجموعات التي قادت تمرّداً مسلّحاً لفترة طويلة، أوقفت تقريباً أنشطتها العسكريّة. ودانت القيادة العسكريّة الأميركيّة للشرق الأوسط (سينتكوم) في بيان «الضربات الإيرانيّة عبر الحدود». واعتبرت أنّ «هجمات عشوائيّة وغير قانونيّة كهذه تُعرّض المدنيّين للخطر وتنتهك السيادة العراقيّة وتُقوّض أمن العراق والشرق الأوسط واستقرارهما». وسبق للحرس الثوري أن أعلن أنّه سيُواصل شنّ هجمات ضدّ الفصائل الكردية المعارضة في إقليم كردستان. وقال المحلّل السياسي العراقي الكندي حمزة حدّاد على «تويتر»، إنّه «أيّاً تكُن نيّة طهران لاستهداف كردستان العراق، فإنّه لمن الفشل لكلّ من بغداد وأربيل أن تسمحا بأن تكون أرضهما عرضة لهجمات أجنبيّة». وكانت أنقرة أعلنت صباح الأحد أنّها شنّت عمليّة عسكريّة جوّية ضدّ المقاتلين الأكراد في سورية والعراق أسفرت عن مقتل نحو 31 شخصًا، بعد أسبوع على هجوم دام في اسطنبول اتّهمت كلًا من «حزب العمّال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب الكرديّة» في سورية بالوقوف خلفه.
«الكردستاني» يجيّش ضدّ إيران: تتبّع «صدري» لأداء السوداني
الاخبار.. سرى جياد ... يقرّ معارضو حكومة السوداني بأن الأخيرة تتّخذ خطوات فعلية على صعيد مكافحة الفساد
مع تجديد إيران، أمس، قصفها مواقع الأحزاب الكردية المُعارضة لها في إقليم كردستان العراق، تصاعدت حالة التجييش التي يقودها «الحزب الديموقراطي الكردستاني» ضدّ هذه التحرّكات العسكرية، التي يبدو أن طهران ماضية فيها حتى إنهاء أحد أبرز العوامل التي تتغذّى منها الاضطرابات في الداخل الإيراني. ويأتي ذلك في وقت لا تزال فيه حكومة محمد شياع السوداني منهمكة في اتّخاذ إجراءات في إطار مكافحة الفساد، بدأ خصومها يقرّون بفاعلية ما لها، وإن كانوا لا يزالون، ومعهم كثيرون، يشكّكون في إمكانية وصولها إلى هدفها النهائي......
بغداد | مع استمرار حكومة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في اتّخاذ خطوات وإجراءات على طريق محاربة الفساد، بدأ معارضون لها من المقرّبين من «التيار الصدري» يقرّون بوجود مجهود حقيقي على هذا الصعيد، وإنْ كانوا لا يزالون يشكّكون في أن تصل الحكومة إلى «النهاية السعيدة» في هذا الطريق، باعتبار أن الفساد أقوى منها، وتحتلّ قوى متورّطة فيه مواقع تقريرية فيها. ولا تستثني الخطوات المُشار إليه القوى التي تتشكّل منها «الكابينة»، إلّا أن الإجراءات الأقسى خُصّصت حتى الآن للمقرّبين من رئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي. ويقول القيادي في «تحالف الفتح»، علي الزبيدي، لـ«الأخبار»، إنه «منذ أن تولّى السوداني سُدّة الحكم، كان من ضمن برنامجه القضاء على الفساد الإداري المستشري في كلّ وزارات الدولة والهيئات والمديريات»، مضيفاً أن رئيس الحكومة «بدأ بأعمدة الفساد في حكومة الكاظمي السيّئة الصيت»، متّهماً الأخيرة بأنها «مارست الفساد بأكبر نسبة، من خلال البنوك ومن خلال سرقة القرن وقانون الأمن الغذائي الذي لم يتطرّق إلى الغذاء بتاتاً، ووُزّعت أمواله بين أعمدة الفساد، ومنها ما صُرف ومنها ما لم يُصرف إلى أن جاء السوداني وأوقف صرف هذه المبالغ». ويَلفت الزبيدي، في إطار استدلاله على جدّية الحكومة، إلى «إلقاء القبض على علي غلام، الفاسد، صاحب البنوك الثلاثة، وقبْله على نور زهير، وكذلك على ضياء الموسوي في باريس»، مضيفاً أن «هناك العشرات بل المئات من الشخصيات التي تورّطت في الفساد وغسيل الأموال وسرقة موارد الدولة بعناوين مختلفة، وهذا ما تُظهره مذكّرات توقيف للكثيرين من قِبَل هيئة النزاهة التي تلعب في الحقيقة دوراً مهمّاً»، داعياً إلى «تضافر الجهود بين الإعلام والقضاء والسلطة التنفيذية، ومن لديه أيّ معلومة فليبلّغ هيئة النزاهة التي ستتّخذ الإجراءات المناسبة».
يقرّ معارضو حكومة السوداني بأن الأخيرة تتّخذ خطوات على صعيد مكافحة الفساد
وفي المقابل، يقرّ معارضو حكومة السوداني بأن الأخيرة تتّخذ خطوات فعلية على صعيد مكافحة الفساد، بعضها يطاول فاسدين محسوبين على أحزاب داخلها، إلّا أنهم لا يعتقدون بإمكانية نجاحها في هذه المهمّة. وفي هذا الإطار، يشير المحلّل السياسي، غالب الدعمي، القريب من «التيار الصدري»، إلى أن «الفساد ينخر المنظومة العراقية، ومحاولة السوداني مكافحة الفساد هي التي ستثبت نجاح حكومته أو فشلها؛ فكلّما كان قادراً على ضرب أوكار الفساد في الجهات الحزبية القوية، سيكسب رضى الشارع وأيضاً رضى الأحزاب». ويسجّل الدعمي، في تصريح إلى «الأخبار»، لرئيس الحكومة أنه «استطاع في الأيام الماضية أن يصل إلى أوكار مهمة، وهي ليست بعيدة عن البيئة التي رشّحته، وكلّما اقترب من هذه الأوكار سيعطي نفسه المبرّر المنطقي لمتابعة ملفّات الفساد لدى الجهات السياسية الأخرى»، مستدركاً بأنه «حينما يكون قوياً ضدّ الجهات التي تختلف معه سياسياً، وضعيفاً مع الجهات التي رشّحته، سيفقد الكثير من قوّته المنطقية والتبريرية أمام الجمهور». ويختم الدعمي بأنه «لم يمض على وجود السوداني أكثر من 30 يوماً، وهو يحتاج إلى وقت طويل، لذلك الأشهر الستّة المقبلة كفيلة برسم معالم نجاح رئيس الوزراء الحالي، فإذا قويت هذه المعالم ربّما يستطيع وقف الفساد أوّلاً، ثمّ البدء بمحاربته واسترجاع الأموال المسروقة والحقوق». من جهته، يرى الباحث يحيى السوداني، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «ملفّات الفاسدين والإعمار والميليشيات لا يمكن القفز عليها»، معتبراً أن «رئيس الوزراء سيكون مقيَّداً من قِبَل الأحزاب، ما يعطي انطباعاً بأن التغيير صعب جدّاً». وفي الوقت الذي ينصبّ فيه الاهتمام على انطلاقة الحكومة الجديدة في محاربة الفساد، يُظهر «الحزب الديموقراطي الكردستاني»، وهو بلا شك أحد أحزاب الحكومة المتورّطة في الفساد في الإقليم وبغداد، اهتماماً بأولوية أخرى، هي التجييش لمنع إيران من الدفاع عن نفسها ضدّ الأحزاب الكردية الإيرانية المعارِضة لها، والتي تنطلق من مناطق كردستان العراق، لتأجيج الوضع في المناطقة الكردية داخل الجمهورية الإسلامية. ونفّذت قوات «الحرس الثوري»، أمس، جولة جديدة من الهجمات بالصواریخ والطائرات المسيّرة على مقارّ تلك الأحزاب، بعد أن قصفت في 13 تشرين الثاني الجاري عدداً منها. وسارع حزب بارزاني إلى استغلال هذه التطوّرات من خلال الدعوة إلى عقْد جلسة لمجلس النواب اليوم، تحت عنوان «حفظ السيادة»، لمناقشة ما وصفه النائب عن «الحزب الديموقراطي»، شريف سليمان، بـ«الاعتداءات التركية والإيرانية على الأراضي العراقية»، وإلزام الحكومة بـ«الحفاظ على أمن البلد وسيادته، واتّخاذ القرار بإجراء الحوار مع دول الجوار».
بغداد تتمسك بـ «العلاقات المتميزة» مع عمّان
الملك عبدالله الثاني يعتبر أمن العراق «ركيزة أساسية» لأمن المنطقة
بغداد: «الشرق الأوسط»... أجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وكبار المسؤولين في الأردن، في أول زيارة له خارج العراق، بعد أقل من شهر على تشكيل حكومته. وطبقاً لما أعلنه المكتب الإعلامي للسوداني، فإن الزيارة جاءت بناء على دعوة من الملك عبد الله الثاني، وأن رئيس الوزراء العراقي سيقوم في المستقبل القريب بزيارتين إلى كل من الكويت وفرنسا. وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن أمن العراق ركيزة أساسية لأمن المنطقة واستقرارها. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن الملك عبد الله قوله خلال مباحثات أجراها في عمان مع رئيس الوزراء العراقي، إنه يعتز بمستوى العلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين. وشدد العاهل الأردني على أهمية مواصلة التعاون الثنائي بين البلدين، والثلاثي مع مصر، باعتباره نموذجاً للتكامل في المنطقة، لافتاً إلى أهمية دور العراق في محيطيه العربي والإقليمي. من جانبه، أكد السوداني حرص العراق على استمرار العلاقات المتميزة مع الأردن، مشدداً على «مواصلة التعاون المشترك في مختلف المجالات لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، وبما ينعكس على أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها». ووفق الوكالة، تناولت المباحثات آليات تعزيز التعاون الاقتصادي واستكمال المشروعات المشتركة بينهما، والتأكيد على حرص الأردن والعراق على تعزيز التعاون على المستويات كافة، لا سيما السياسية والاقتصادية، والبناء على ما تم إنجازه في المشروعات المشتركة. يذكر أن التنسيق العراقي ـ الأردني ـ المصري المشترك كان قد بدأ على عهد رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي وتم وضع أسسه في عهد رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي. وفي الوقت الذي أثارت عملية الربط الكهربائي بين العراق والأردن في أواخر عهد الكاظمي وخلال تحويل حكومته إلى تصريف أعمال، انتقادات كثيرة داخل الأوساط السياسية العراقية، فإنه سيتضح خلال الزيارة ما إذا كان سيجري استكمال الخطط الخاصة بذلك أم سيتم الاتفاق على آليات أخرى لتطوير العلاقة بين البلدين. والمعروف أن العراق يزود الأردن منذ زمن النظام السابق بكميات من النفط بأسعار تفضيلية، ولم يعمل أي رئيس حكومة عراقي بعد عام 2003 على تغيير أو إلغاء ذلك الاتفاق، لكنه بقي موضع انتقاد من قبل أطراف سياسية عراقية. وطبقاً للوفد المرافق للسوداني الذي يضم وزير الخارجية ومدير مكتبه ومحافظ الأنبار، فإن وجود محافظ الأنبار ضمن الوفد المرافق لرئيس الوزراء يعبر من وجهة نظر المراقبين السياسيين عن اهتمام السوداني بتنمية القطاع الاقتصادي والاستثماري، فضلاً عن أن واحداً من أهم المنافذ الحدودية التي تربط العراق بالعالم الخارجي هو منفذ طريبيل على الحدود العراقية ـ الأردنية. إلى ذلك، أكد مسؤول عراقي لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة مثلما تملك منهاج عمل للقضايا الداخلية، تملك رؤية متكاملة للعلاقات الخارجية تنطلق من مبدأ مهم، وهو أن تنعكس العلاقات الخارجية بشكل عملي وملموس على مصالح العراقيين». وأضاف المسؤول أن «السوداني اختار البدء من الأردن، لما يشكله الأردن من أهمية بالنسبة للعراق، وأيضاً عمق العلاقات بين البلدين»، مؤكداً أن «الزيارات الخارجية ستشمل قريباً دولاً عربية أخرى ودولة صديقة». وشدد المصدر الحكومي المسؤول على أن «حكومة السوداني تريد للعلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة أن تقوم على مبدأ التوازن وعدم الخوض في سياسة المحاور». وبين أن الحكومة العراقية «تتحرك من أجل أن يعود للعراق دوره الريادي في المنطقة بفتح باب التواصل مع الجميع ومد الجسور مع الوجهات المتعددة بما يعزز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة».