أخبار سوريا..دعوات سورية لمواجهة الأزمات بـ«إضراب عام».. 3 أسباب لـ«الشلل» السوري و«غضب إيران» أحدها..أزمة المحروقات تغلق 50% من مخابز دمشق..تفاؤل روسي بتراجع تركيا عن عمليتها البرية شمال سوريا..إسرائيل تعرض الرسالة الأخيرة لكوهين..وقفة احتجاجية بالسويداء ودعوات لإضراب عام..انهيار العملة والخدمات يطلق سؤال "الإفلاس"..أهالي مصياف يُهدّدون بلدات في حماة بحرب طائفية..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 13 كانون الأول 2022 - 4:35 ص    عدد الزيارات 969    التعليقات 0    القسم عربية

        


دعوات سورية لمواجهة الأزمات بـ«إضراب عام»..

ريف دمشق: «الشرق الأوسط»... بدأ السوريون في مناطق سيطرة النظام السوري وفي خارجها بالضغط على النظام من أجل إيجاد حل لأزمات خانقة تعصف بالبلاد والأهالي، أبرزها أزمة شح شديد للمحروقات تسببت بشل الحياة بشكل شبه كامل، وذلك عبر الدعوة إلى إضراب وإغلاق عام احتجاجاً على غياب الحلول، بعدما وصل حال السكان إلى «أسفل السافلين، من جوع وفقر وذل وهوان». وذكر موقع «صوت العاصمة»، أن السوريين يتداولون عبر وسائل التواصل الاجتماعي دعوة للإضراب والإغلاق العام احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية. ونشر نص الدعوة نقلاً عن أحد المراسلين، وذكر أنها بدأت بالوصول إلى الناس عبر وسائل التواصل منذ ثلاثة أيام. كما نشر المعارض السوري أيمن عبد النور، المقيم في الخارج، نص الدعوة في صفحته على موقع «فيسبوك» وجاء فيها: «دعوة إلى جميع السوريين في الداخل السوري إلى إضراب عام واعتكاف في يوم الخميس الواقع في ٢٢ ديسمبر (كانون الأول) من العام ٢٠٢٢ وذلك احتجاجاً على غياب الحلول وسط الحالة المزرية التي عصفت في البلاد». وأوضح أصحاب الدعوة في النص، أنهم «مجموعة من السوريين في الداخل والخارج»، وأعلنوا عن تصميمهم للمشاركة ودعم الإضراب العام في سوريا. وذكروا أن الإضراب يشمل ثلاثة قطاعات أساسية هي: المحلات والشركات التجارية، والجامعات، والقطاع الحكومي باستثناء القطاع الصحي والطوارئ. وخوفا من الملاحقات الأمنية، يتداول كثير من الأهالي في دمشق ومحيطها الدعوة في أحاديثهم الجانبية والغرف المغلقة، وأكد أحدهم لـ«الشرق الأوسط» أنها «وصلت إلى الآلاف»، وقال: «هناك متحمسون. على ماذا ستخاف الناس، على فقدان وظيفة مرتبها بات فرنكات؟». وأضاف «إن أتيح المجال أمام كثير من الموظفين فلن تجد موظفا نزيها في مؤسسات النظام، لأن بائع بسطة أو سجائر أرباحه في يوم واحد تعادل قيمة الراتب الشهري لموظف حكومي». لكنّ آخرين ممن وصلتهم الدعوة أبدوا تخوفا من المشاركة، وقال أحدهم لـ«الشرق الأوسط» إن «كان الأمر سيقتصر على الطرد من الوظيفة فهذا أمر بسيط، ولكنه حتما سيصل إلى الاعتقال، وفصل الطلاب من الجامعات وتدمير مستقبلهم، عدا عن المضايقات التي سيتعرض لها أهالي الذين سيشاركون». وقال أصحاب الدعوة في نصها: «لقد وصل الحال في سوريا إلى أسفل السافلين، من جوع وفقر وذل وهوان. غابت عنا جميع مقومات الحياة من ماء نظيف وقدرة شرائية وتعليم جيد وخدمة صحية وتدفئة وكهرباء وغاز ومواصلات. بتنا كسوريين نعيش اليوم وننتظر مماتنا فيه لأننا لا نستطيع الإكمال بهذه الطريقة». وأضافوا «يراهن الكثير على خوفنا وضعفنا من بطش الأداة الأمنية ونحن دون داعم ولا شريك. لذلك قررنا كمجتمع سوري مدني (...) بالبدء بهذا الاعتكاف». وبعدما شدد أصحاب الدعوة على أنهم لا يقبلون دعما من أي دولة خارجية، أوضحوا أنهم يعلمون أن «الخروج إلى الشارع ليس بالأمر السهل (...) لذلك ومع فقدان المواد الأساسية من المحروقات وتوقعاتنا بشلل قدرة الأداة الأمنية على ضرب حركتنا، وجدنا أن الحل الأفضل هو الاعتكاف في المنزل دون الذهاب للعمل». وأشاروا إلى أن الشعب الإيراني اليوم «يقوم بنفس الطريقة وهو يحرز حالياً انتصارات ميدانية ستجدي لا محال إلى تحريره من الضياع والألم. لذلك، نرجو من الجميع تناقل هذه الرسالة عبر الواتساب ووسائل التواصل الاجتماعي (...) ونطلب من كل الأشخاص المؤثرين في الشارع السوري تبني هذه الخطوة». وقالوا: «نحن فقط سئمنا من انهيار أحلامنا وضياع مستقبلنا. لذلك ندعو الجميع للانضمام إلى هذا الاحتجاج (...) نريد جميعاً المشاركة بالاحتجاج والاعتكاف». وطلبوا من الفنانين والإعلاميين والمؤثرين ورجال الدين ورجال الأعمال والمنظمات الإنسانية والنسوية والتعليمية والأطباء والمهندسين والعلماء والمعلمين المتميزين من مجتمعنا السوري بتبني هذا الحراك. وتعاني الأغلبية العظمى من السوريين في مناطق سيطرة النظام من فقر مدقع تسببت به الحرب المستمرة في البلاد منذ نحو 12 عاما، وفاقمته أكثر أزمة جديدة خانقة في توفير المحروقات حلت بالبلاد منذ أكثر من أسبوع وتزداد شدتها يوما بعد يوم، وأدت إلى شلل شبه تام في البلاد وتزايد فترات انقطاع الكهرباء لساعات طويلة تصل إلى 23 ساعة يوميا، وأزمة مواصلات خانقة، إضافة إلى موجة غلاء غير مسبوقة وإغلاق العشرات من الأفران الخاصة ومحال الحلويات. وأكد رئيس «جمعية الحلويات» السابق في دمشق بسام قلعجي أن 50 في المائة من الأفران الخاصة توقفت عن العمل في دمشق، و30 في المائة منها شبه متوقفة بسبب عدم توفر المازوت. ولفت قلعجي، لإذاعة «شام إف إم» المحلية الموالية، إلى أن شركة توزيع المحروقات تمنح المازوت بعد أن تعاين الأفران الخاصة ومحلات الحلويات وفقاً لنظام خمس ساعات عمل فقط، وتسلم المحال 25 - 40 في المائة فقط من الحاجة الأساسية. وقال: «وفق النظام الجديد فإن المحلات لا تعمل أكثر من 60 ساعة شهرياً، وهذا لا يحقق الأرباح لصاحب المحل، وبالتالي يلجأ لتخفيض أجور العمال، ما يدفعهم لترك العمل». تأكيد قلعجي جاء بعدما نفى مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق تمام العقدة، الأحد الماضي، توقف أي مخبز خاص نتيجة نقص المحروقات، مؤكداً أنّ جميع الأفران تتسلم مخصصاتها التشغيلية ولم تتأثر بأزمة المحروقات الحالية، وذلك عقب تداول مواقع إلكترونية أنباء أفادت بتوقف عدة مخابز في دمشق عن العمل بسبب نقص المازوت.

3 أسباب لـ«الشلل» السوري و«غضب إيران» أحدها

الشرق الاوسط... لندن: إبراهيم حميدي... لا خلاف في أن الأزمة الاقتصادية في سوريا غير مسبوقة. لكن، ما هي أسبابها الفعلية والجديدة؟ ولماذا لا تساهم إيران في حلها كما جرت العادة في العقد الماضي؟ وهل يؤدي إلى «تنازلات سياسية» من دمشق؟

خلال السنوات الأخيرة، قيل أكثر من مرة، إن الأزمة الاقتصادية بلغت «حداً غير مسبوق». لم يكن هذا كلاماً مبالَغاً فيه. كان صحيحاً، كما هو الحال الآن. وبالفعل، غاص السوريون في عمق جديد وهوة سوداء من المعاناة، امتدت في جغرافيا البلاد، خصوصاً في مناطق سيطرة الحكومة وعاصمتها، ومع قدوم فصل الشتاء. أسعار مرتفعة، فقر جاف، لا كهرباء، خبز قليل، مشتقات نفطية نادرة، لا مدخرات، تحويلات خارجية قليلة من المغتربين، وشوارع فارغة إلا من متسولين وباحثين عن الهجرة. يتحدث البعض حالياً عن «شلل» في دمشق. بلغت الأمور حد أن مؤسسات حكومية باتت تفكر في إغلاق أبوابها أو تقليص ساعات العمل وتمديد ساعات العطل، وخفضت جامعات ساعات التدريس أو أوقفتها، بل إن مستشفيات لها علاقة بالحياة والموت، تخطط لتقليص «ساعات العمل». ولم يكن ما حصل في السويداء وما كتب على وسائل التواصل الاجتماعي من شخصيات سورية بارزة، إلا صرخة معبرة عن العمق الجديد الذي وصلت إليه الأزمة.

- لماذا تفاقمت الأزمة الآن؟

طوال أمد الحرب، عرفت البلاد القصف والهجرة والتهجير والخطف والاختطاف والسجن والفساد وسوء الإدارة والعقوبات الغربية والعزلة السياسية والحصار وندرة المساعدات الخارجية والاستثمارات. هذه كلها أمور ليست جديدة. الجديد، هو ثلاثة أمور ساهمت في دفع سوريي الداخل إلى حافة جديدة، هي:

أولاً، الحرب الأوكرانية؛ إذ إن انشغال روسيا بهذه الحرب قلّص من إمكانيات اهتمامها بسوريا وتقديمها مساعدات، على قلتها، سواء ما يتعلق بالمشتقات النفطية أو الحبوب والمواد الإنسانية. كما أن الحرب نقلت اهتمام الدول الغربية والدول المانحة من سوريا إلى دول أوروبية قريبة منها جغرافياً وإنسانياً. وكان هذا واضحاً في تغير اتجاه المساعدات الإنسانية، وتراجع وفاء الدول المانحة بالتزاماتها بموجب مؤتمر بروكسل للمانحين الذي عقد في ربيع العام الماضي إلى الثلث، مقابل زيادة الدعم العسكري والإنساني للأوكرانيين.

ثانياً، القصف التركي. فالحملة الأخيرة من القصف التركي على شمال شرقي سوريا، ركزت على البنية التحتية للنفط والغاز، لإضعاف أعمدة «الإدارة الذاتية» التي تعتقد أنقرة أنها «كيان كردي» قرب حدودها ويهدد أمنها القومي. يُضاف إلى ذلك، أن دمشق فرضت حصاراً على مناطق نفوذ «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) و«وحدات حماية الشعب» الكردية في حلب، ومنعت إدخال المواد الغذائية، فردت «قسد» بتخفيض أو وقف تزويد مناطق الحكومة بالمشتقات النفطية، علماً بأن «أثرياء الحرب» والوسطاء كانوا يقومون بنقل عشرات الآلاف من براميل النفط الخام والمشتقات النفطية عبر صهاريج من مناطق «قسد» شرق الفرات إلى مناطق الحكومة غرب البلاد.

ثالثاً، غضب إيران وانشغالها. فمنذ 2011، قامت طهران بتقديم كل أنواع الدعم إلى دمشق، من ميليشيات وخبراء ومقاتلين، وأسلحة وذخيرة ودعم عسكري، وخبرات للالتفاف على العقوبات الغربية، و«خطوط ائتمان» لتمويل المواد الغذائية والمشتقات النفطية، والكثير من السفن الحاملة للنفط ومشتقاته. الجديد أن هذا توقف. فالقيادة الإيرانية وعدت القيادة السورية بحاملات نفط ومشتقاته، لكن السفن لم تصل، بل إنها لم تنطلق من إيران. في السابق، كانت السفن تصل إلى السواحل السورية رغم الإجراءات والتوقيفات والملاحقات الغربية. هذه المرة، لم تصل بعد، وتأخرت في الإقلاع (هناك كلام عن سفينة جديدة في الطريق).

طهران مشغولة باحتجاجاتها وتراجع احتمالات توقيع الاتفاق النووي. أيضاً، طهران غاضبة، ودمشق لا تعرف السبب. هل للأمر علاقة فعلا بالتطبيع العربي مع دمشق؟ هل له علاقة بالاستهدافات الإسرائيلية المتكررة لمواقع وأسلحة إيرانية في سوريا؟ هل له علاقة بالتوازنات الداخلية ومراكز القرار في دمشق واتجاهاتها؟....

كلها تكهنات، لا جواب واضحاً فيها. وفي موازاة البحث السوري عن تفكيك «اللغز الإيراني»، هناك أسئلة أخرى تُطرح في عواصم غربية: هل ستقود الأزمة الاقتصادية العميقة إلى انهيارات سورية كبيرة؟ هل تسفر عن تنازلات سياسية من دمشق لم تقدمها أوقات نكسات عسكرية حصلت في السنوات السابقة، وتقلص مناطق السيطرة الحكومية؟ هل تسهِّل على دمشق قبول مقاربة «خطوة - خطوة» المعروضة عليها أممياً، أي مقايضة مرونة سياسية داخلية مقابل إغراءات اقتصادية أو سياسية خارجية؟ هل تعزز مواقع مسؤولين سوريين راغبين بالإصلاح والبحث عن حلول من بوابة تنازلات جيوسياسية؟ هل يجد «أثرياء الحرب» من كل ذلك مصدراً إضافياً للفساد وتجميع ثروات جديدة؟

بانتظار ولادة أجوبة واضحة واتجاهات محسومة، نهارات السوريين تزداد قسوة، ولياليهم تزداد سواداً.

أزمة المحروقات تغلق 50% من مخابز دمشق

ارتفاع كبير في أسعار المعجنات والخبز

دمشق: «الشرق الأوسط»... بعد أقل من 24 ساعة على نفي مديرية التجارة الداخلية في دمشق توقف أي مخبز نتيجة نقص المحروقات، وتأكيدها أن «جميع الأفران تتسلم مخصصاتها التشغيلية ولم تتأثر بأزمة المحروقات الحالية»، نقلت صحيفة «الوطن» المحلية المقربة من النظام، عن أصحاب مخابز خاصة بدمشق تأكيدهم إغلاق مخابزهم بسبب أزمة المحروقات. وقالت «الوطن»، إن أزمة المحروقات الحاصلة خلال الفترة الحالية لم تستثنِ «أي قطاع صناعي»، فبعد أن اشتكى صانعو وبائعو الألبان والأجبان من إغلاق محالهم وتدهور أوضاعهم المادية بسبب انقطاعات الكهرباء الناتجة عن النقص الحاد في الوقود، وصل الدور إلى أفران ومخابز الحلويات؛ إذ أغلق العديد من الصناع أفرانهم في دمشق وريفها نتيجة عدم قدرتهم على الاستمرار في العمل؛ إذ إن الاستمرارية تعني مزيداً من الخسائر المادية لهم. وشهدت أسعار الخبز والمعجنات في الأفران الخاصة يوم الاثنين، ارتفاعاً بنسبة 42 في المائة، ووصل سعر ربطة الخبز السياحي الكبيرة (850 غراماً) إلى 5000 ليرة سورية، والصغيرة (400 غرام) إلى 3000 ليرة، وخبز النخالة الكبيرة إلى 4500 ليرة، والصغيرة إلى 3000 ليرة، في حين حدد سعر كيلو بـ10 آلاف ليرة، والصمون بـ7500 ليرة، علماً أن سعر صرف الدولار الأميركي الواحد تجاوز 6 آلاف ليرة سورية. أحد أصحاب المخابز التي أغلقت في دمشق، قال إنه أغلق مخبزه لأسباب تتعلق بـ«التكلفة المرتفعة للإنتاج، وإن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك تواصل (تطنيشها) عن حل هذه المشكلة»، وأوضح أنه يوجد الكثير من المشكلات المرتبطة ببيان تكلفة الأسعار، وخاصة في ظل الاختلاف اليومي لأسعار المواد الداخلة بصناعة الحلويات؛ إذ إن تاجر الجملة يرفض منح فاتورة للصناع، إضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات بشكل مبالغ به في السوق السوداء، كما لفت صاحب المخبز إلى أن دوريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك، «إذا عثرت ضمن المحل على كميات مازوت غير الكميات الموزعة من شركة المحروقات، تعتبر الصانع شريكاً بالاتجار بالمواد المدعومة على الرغم من أنه مستهلك لهذه المواد ولا يتاجر بها، ويتم تنظيم ضبط بحقه بمخالفة شراء مادة مهربة». وكانت شركة المحروقات قد خفضت الكميات المخصصة للمخابز الخاصة خلال الشهر الماضي بنسبة 40 في المائة. كما أنها لم توزع أي لتر على الأفران الخاصة منذ بداية الشهر الحالي، مما أدى إلى ارتفاع كلفة الإنتاج بعد لجوء الأفران الخاصة إلى السوق السوداء لسد حاجتها من المحروقات. ومع اشتداد الأزمة وافتقاد المادة توقف نحو 50 في المائة من الأفران الخاصة عن العمل في دمشق، و30 في المائة خفضت إنتاجها، و20 في المائة تشتري المحروقات بأسعار مرتفعة؛ لأن زبائنها تشتري المنتج ولا يهمها الارتفاع، حسب تصريحات رئيس جمعية المعجنات بسام قلعجي للإعلام المحلي قبل يومين؛ إذ حذر من صعوبة استمرار الأفران والمخابز الخاصة بالعمل ضمن الظروف الحالية، مطالباً مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك بأن تراعي مشكلة خلخلة الأسعار وعدم انتظامها، وخاصة أن الحرفي يمنع من تقديم بيان تكلفة جديد إلا بعد مرور شهر ونصف الشهر من آخر بيان قدمه للمديرية. وكان مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق، تمام العقدة، قد نفى توقف أي مخبز خاص، مؤكداً أنه من المفترض إعلام المديرية عن أي حالة توقف لأي مخبز من المخابز الخاصة، «الأمر الذي لم يحدث مطلقاً»، إضافة لمتابعة المديرية لواقع عمل المخابز والرقابة عليها، سواء الآلية أو الاحتياطية أو الخاصة. وأضاف أن كل المخابز الخاصة بدمشق، وعددها 44 مخبزاً، تحصل على مخصصاتها من المازوت بشكل يومي، وأنّ توقف أي مخبز عادة ما يكون بسبب الصيانة في خطوط الإنتاج. كما لفت إلى أن المديرية فرضت مخالفات تقدر بالمليارات منذ بداية العام الحالي، على أفران «أوقفت عملها أو خفضت إنتاجها دون تبريرات»! وفي سياق منفصل، أقرت الحكومة الموازنة العامة للدولة لعام 2023، وتضمنت رفع كتلة الرواتب والأجور بنسبة 33 في المائة عن عام 2022، حسب بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء، جاء فيه أن «المجلس أقر مشروع الموازنة العامة للدولة لعام 2023 بمبلغ 16550 مليار ليرة سورية، بزيادة قدرها 3225 ملياراً مقارنة بموازنة عام 2022، وتوزعت الاعتمادات على 13550 ملياراً للإنفاق الجاري، و3000 مليار للإنفاق الاستثماري، وتم إقرار الدعم الاجتماعي بمبلغ 4927 ملياراً، كما تم اعتماد كتلة الرواتب والأجور والتعويضات بنحو 2114 مليار ليرة، بزيادة 33 في المائة عن موازنة عام 2022». وقالت مصادر إعلامية بدمشق، إن النسبة المتعلقة برفع الرواتب والأجور لم تذكر في بيان مجلس الشعب الخاص بالموازنة؛ لأنها تضمين غير نهائي يمكن أن ترتفع خلال العام على حسب الوفورات التي يتم تحقيقها، كما توازت نسبة العجز في الموازنة للعام القادم مع نظيرتها للعام الحالي، مع توقعات بأن يكون العام القادم الأسوأ مالياً. وبلغت الموازنة العامة لعام 2022 نحو 13325 مليار ليرة سورية، بنسبة عجز بلغت 4118 مليار ليرة سورية، وذلك بسبب التغير في تقدير سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في الموازنة العامة للدولة، وزيادة الرواتب والأجور مع الترفيعات الدورية.

تفاؤل روسي بتراجع تركيا عن عمليتها البرية شمال سوريا

مبعوث أميركي سابق يحذّر من انهيار العلاقات بين أنقرة وواشنطن

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق... بينما بحث مجلس الوزراء التركي في اجتماع برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان في أنقرة تطورات الوضع في شمال سوريا في ضوء التحركات التركية الرامية إلى القضاء على التهديدات القادمة من الجانب السوري والمشاورات التي أجريت مع الجانب الروسي الأسبوع الماضي، لمحت موسكو إلى إمكانية إقناع أنقرة بالتراجع عن عملية عسكرية لوحت بها في شمال سوريا، في حين صدر تحذير أميركي جديد من أن تلك العملية ستؤدي حال تنفيذها إلى انهيار العلاقات التركية - الأميركية. ونقلت وسائل إعلام تركية قول المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، الاثنين، إن بلاده تواصل إقناع الجانب التركي بعدم البدء في العملية البرية في شمال سوريا، مؤكداً أن هناك نجاحات تحققت في هذا الاتجاه، و«سنبقى على اتصال». وبحسب الإعلام التركي أيضاً، رأى المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف أن «هناك احتمالا لعدول تركيا عن القيام بعملية برية في سوريا»، على الرغم من أن أنقرة لم تقدم مثل هذه التأكيدات. ولفت إلى أن «روسيا تأمل في أن تستمع أنقرة إلى دعوة موسكو بشأن عدم جدوى العملية في سوريا». وأضاف «لا أحد يريد تصعيد التوتر، ليس فقط في منطقة شمال وشمال شرقي سوريا، لكن أيضا في جميع أنحاء المنطقة، وربما أكثر، في جميع المناطق. لذلك لا يزال هناك أمل في تخلي تركيا عن العملية». وعقدت في إسطنبول، يومي الخميس والجمعة الماضيين، مشاورات تركية - روسية برئاسة نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال ونظيره الروسي سيرغي فيرشينين، تناولت العملية العسكرية التركية المحتملة ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا، ومساعي روسيا لتحقيق التقارب بين تركيا ونظام بشار الأسد. وبحسب بيان للخارجية التركية، السبت، طالب الجانب التركي خلال المشاورات روسيا، مجدداً، بتنفيذ تعهداتها بموجب مذكرة التفاهم الموقعة في سوتشي في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 بشأن وقف عملية «نبع السلام» العسكرية التركية ضد مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال شرقي سوريا، وسحب مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات «قسد»، مسافة 30 كيلومترا في عمق الأراضي السورية جنوب الحدود مع تركيا.

- إصرار تركي

وفي اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أولوية تطهير الحدود السورية مع تركيا من «الإرهابيين» بعمق 30 كيلومترا على الأقل في المرحلة الأولى بموجب تفاهم سوتشي 2019، لافتا إلى مواصلة وحدات حماية الشعب أنشطتها الانفصالية في شمال سوريا وهجماتها الإرهابية ضد تركيا. وناقش مجلس الوزراء التركي في اجتماعه، الاثنين، برئاسة إردوغان الوضع في شمال سوريا والتطورات على الحدود ونتيجة المشاورات والاتصالات مع الجانبين الروسي والأميركي. وفيما يتعلق بجهود التقارب بين أنقرة ودمشق، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فرشينين إن «أنقرة تدرك ضرورة التطبيع والحفاظ على العلاقات مع دمشق». وقال فرشينين إن هناك تفاهما في تركيا على ضرورة تطبيع العلاقات والحفاظ عليها بين أنقرة وجميع الدول المجاورة في المنطقة، بما في ذلك سوريا، مشيراً إلى وجود اتصالات بين أنقرة ودمشق. وعن احتمال عقد لقاء بين إردوغان والأسد، قال فرشينين: «بالنسبة إلى قضايا تنظيم اللقاءات على مختلف المستويات، بما في ذلك على أعلى المستويات، فإننا ننطلق من حقيقة أن هذا قرار دولتين لديهما سيادة»، وأشار إلى أن مسألة التسوية السورية نوقشت بالتفصيل خلال محادثات إسطنبول، وقمنا بذلك من وجهة نظر ضمان التقدم نحو تسوية مستدامة وطويلة الأجل في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254. وشدد الجانبان التركي والروسي على ضرورة «الاستعادة الكاملة لوحدة أراضي سوريا». وتابع: «في هذا الصدد، نحن دائما ندعم الحوار بين دمشق وممثلي الأكراد… وفي سياق العلاقات الثنائية بين تركيا وسوريا، نعلم أن هذه العلاقات ليست سهلة، لكننا نرى أيضا ضرورة الوصول إلى قاسم مشترك بين هذين البلدين الإقليميين المهمين. إننا ندافع عن تطبيع العلاقات انطلاقاً من حقيقة أنّ ذلك سيكون عاملاً جيداً لضمان الاستقرار والسلام في المنطقة».

- تحذير أميركي

في غضون ذلك، حذر المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا جيمس جيفري من انهيار العلاقات التركية - الأميركي جراء تهديدات أنقرة بشن عملية برية ضد قوات «قسد»، حليفة واشنطن في الحرب على «تنظيم داعش» الإرهابي، عقب التوترات الحاصلة بين الطرفين بشأن سوريا. ولفت جيفري، في مقال بمجلة «فورين بوليسي» الأميركية، إلى أن الخلافات حول دعم واشنطن لـ«قسد» في الجهد المشترك ضد «تنظيم داعش»، أدت إلى اضطراب العلاقات مع أنقرة منذ العام 2016، وأن واشنطن تخشى توغلا تركيا في سوريا يمكن أن يقوض العمليات ضد التنظيم، وعلى وجه الخصوص حراسة قسد لآلاف السجناء من التنظيم وأفراد أسرهم. وحث جيفري الإدارة الأميركية على تنشيط التزاماتها السابقة مع تركيا من خلال انسحاب «قسد» من مدينتي عين العرب ومنبج بريف حلب، مشيراً إلى أن واشنطن وافقت سابقاً على القيام بذلك في أشكال مختلفة. وكان وزير الدفاع التركي التركي خلوصي أكار صرح بأن «الأميركيين طلبوا منا إعادة تقييم العملية العسكرية المحتملة ضد الإرهاب شمال سوريا، وفي المقابل طلبنا منهم الوفاء بتعهداتهم»، وذلك بعد إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن وزير الدفاع لويد أوستن أبلغ نظيره التركي، في اتصال هاتفي، أن غارات أنقرة الأخيرة في سوريا تهدد القوات الأميركية. ودعا إلى وقف التصعيد، مؤكداً معارضة البنتاغون القوية لعملية عسكرية تركية جديدة في سوريا. ويثير دعم الولايات المتحدة لـ«قسد» في إطار الحرب على «داعش» غضب تركيا التي تتهم حليفتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالتغاضي عن التهديدات التي يتعرض لها أمنها، وكذلك بعدم الوفاء بالتزاماتها بشأن سحب عناصر «قسد» من منبج ومن مناطق أخرى في شرق الفرات بموجب تفاهمات بين الجانبين في هذا الصدد.

- هجمات على «قسد»

ميدانياً، قصفت القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري»، الموالي لأنقرة، ليل الأحد - الاثنين، بالمدفعية الثقيلة محيط مدينة تل رفعت وقرية الشيخ عيسى وحربل بريف حلب الشمالي وقرية أبين بناحية شيراوا بريف عفرين، بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات الحربية الروسية في أجواء المنطقة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين، بأن طائرة مسيرة مسلحة تركية استهدفت موقعا عسكريا لقسد في محيط قرية الدبس شمال الرقة، وذلك، في ظل استمرار حالة الهدوء الحذر في مناطق شمال وشرق سوريا ومناطق ريف حلب، في ظل المشاورات بين أنقرة وموسكو والاتصالات مع الجانب الأميركي.

إسرائيل تعرض الرسالة الأخيرة لكوهين.. وتحسم جدل سقوطه في سوريا عام 1965

الحرة... محمد الصياد – القدس.. كشف رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنيع، لأول مرة عن البرقية الأخيرة التي وردت من الجاسوس إيلي كوهين قبل القبض عليه في سوريا، واضعا حدا للجدل الذي أثير طيلة سنوات عن الأسباب التي أدت إلى سقوطه عام 1965. وخلال افتتاح متحف لإحياء ذكرى كوهين في مدينة هرتزليا الساحلية، قال برنيع إن "السبب وراء القبض على إيلي كوهين دائمًا ما كان محل جدل، سواء بشأن ما إذا كان الأمر ينجم عن قيامه بالبث بقدر أكبر من اللازم، أو عن عدم اتباعه للتعليمات، أو عن مطالبته بالبث بوتيرة أكثر كثافة من اللازم من قبل مسؤوليه، وقد دارت نقاشات في هذا الموضوع على مدار سنين طويلة". وأضاف "دعوني أنتهز هذه المناسبة المميزة لأكشف هنا ولأول مرة، بعد بحث معمق جرى مؤخرًا، أن إيلي كوهين لم يتم القبض عليه بسبب كمية الرسائل التي نقلها، أو بسبب ضغط مورس عليه من مسؤوليه للبث بشكل عاجل، وإنما تم القبض بسبب رصد الرسائل التي بثها.. أي ببساطة رصدها وتحديد مصدرها. ومن الآن هذه هي حقيقة استخباراتية". وبذلك وضع رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي حدا للجدل الدائر منذ عقود بشأن كوهين، مؤكدا أن القبض عليه وإعدامه في سوريا كان بسبب جهود مخابراتية مضادة ناجحة وليس لأنه تصرف بعدم احترافية. ويعرض في المتحف البرقية الأخيرة التي بعث بها كوهين، وهي مؤرخة بتاريخ القبض عليه، الموافق 19 يناير 1965، وأفاد فيها بعقد مباحثات في مقر قيادة هيئة الأركان العامة للجيش السوري، بحضور الرئيس السوري آنذاك، أمين الحافظ. ومضى رئيس الموساد قائلا "لقد عمل جهاز الموساد بل وسيواصل العمل على التوصل إلى المزيد من المعلومات الاستخباراتية والتفاصيل الجديدة حول الفترة التي عمل فيها إيلي كوهين على الأراضي السورية، وسيواصل بذل المساعي الرامية إلى الإتيان برفاته ليتم دفنها في إسرائيل". وقبل اعتقاله، تمكن من نقل معلومات تقول إسرائيل إنه اتضح أنها كانت حيوية لهزيمة القوات السورية في حرب عام 1967. وعرضت قصته في مسلسل تلفزيوني على منصة نتفليكس عام 2019. ورفضت سوريا، التي لا تزال في حالة حرب مع إسرائيل، إعادة جثمان كوهين.

قتلى وجرحى من مخابرات أسد الجوية بريف درعا والميليشيات تستعين بالدبابات

أورينت نت - متابعات ... قُتل وجرح عدد من عناصر المخابرات الجوية التابعة لميليشيا أسد، باشتباكات مع أبناء مدينة داعل بريف درعا الأوسط، اندلعت إثر محاولة عناصر المخابرات التمركز في المدينة. وقال الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" أيمن أبو محمود لأورينت نت، إن اشتباكات عنيفة دارت اليوم الإثنين، بين أبناء مدينة داعل مع عناصر يتبعون للمخابرات الجوية بعد وصولهم إلى الحي الجنوبي في المدينة.

توتر في داعل

وأضاف أبو محمود، أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل وجرح عدد من عناصر ميليشيا المخابرات الجوية، بينما سقط جرحى مدنيون برصاص الميليشيا. وذكر "تجمع أحرار حوران" المختص بتغطية الأحداث في محافظة درعا والجنوب السوري، أن مدينة داعل تشهد توتراً كبيراً بعد دخول دبابتين لميليشيا أسد وسط المدينة، وسط سماع إطلاق النار بشكل متقطع. وبحسب ما قال التجمع، فقد ضغط رئيس ميليشيا الأمن العسكري بدرعا لؤي العلي، على أبناء داعل للانضمام إلى صفوف ميليشياته، وهددهم باستقدام المخابرات الجوية إلى المدينة في حال رفضهم.

إعادة تموضع

وفي وقت سابق اليوم، بدأت ميليشيا أسد بعملية إعادة انتشار وتموضع لقواتها في ريفي درعا الشرقي والأوسط. وانسحبت مجموعات تتبع للمخابرات الجوية من حواجزها في الريف الشرقي لدرعا، حيث أخلت حواجز المشفى في بلدة صيدا، والرادار في بلدة النعيمة، والقوس في الغارية الشرقية، والحاجز الرباعي في بلدة المسيفرة، والمفرزة الأمنية في بلدة الجيزة، وحواجز بلدة السهوة. وانتقلت الميليشيات المنسحبة من هذه الحواجز إلى بلدات ومدن داعل، وإبطع، والشيخ مسكين في ريف درعا الأوسط. ووفق ما ذكر التجمع، سيحلّ عناصر وضباط ميليشيا الأمن العسكري محل عناصر المخابرات الجوية شرق درعا. وكانت أجهزة أسد الأمنية أجرت تغييرات في مناطق نفوذها عقب تسوية أيلول/سبتمبر 2021، حيث أقدمت مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2021 على نقل حواجز الأمن العسكري التي كانت تنتشر بين مدن وبلدات الريف الشرقي إلى غرب درعا، ونقل المخابرات الجوية من غرب درعا إلى الريف الشرقي. وبعد اتفاقات التسوية في درعا التي رعتها روسيا منذ عام 2018، تحاول ميليشيا أسد إتمام السيطرة على المدن والبلدات التي ما تزال تشهد وجوداً لمجموعات محلية الواحدة تلو الأخرى (طفس، جاسم..)، وذلك من خلال استقطاب أبناء تلك المدن للانضمام إلى ميليشياتها، وملاحقة القياديين والمطالبة بمغادرتهم، أو يتم اقتحام تلك المدن والسيطرة عليها. وتشهد محافظة درعا بشكل عام حالة من الفلتان الأمني منذ بدء التسويات مع النظام، وتقف ميليشيات أسد وإيران وراء هذا الفلتان وعمليات الاغتيال، لتسهيل إعادة سيطرتها على المحافظة بشكل كلي.

وقفة احتجاجية بالسويداء ودعوات لإضراب عام.. وميليشيات أسد تعتقل 9 شبان بدمشق

أورينت نت - متابعات .. كثفت ميليشيا أسد من القصف المدفعي والصاروخي على ريفي إدلب وحماة، كما اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للميليشيا عدداً من الشبان غرب العاصمة دمشق، في حين أعلن التحالف الدولي تصفية مسؤولين من تنظيم داعش في دير الزور. وقال مراسل أورينت نت في الشمال السوري مضر الخالد، إن ميليشيا أسد قصفت بالقذائف المدفعية والصواريخ مساء أمس الأحد، محيط بلدتي السرمانية والقرقور بريف حماة الغربي. كما استهدف القصف محيط بلدات البارة وكنصفرة وسان بريف إدلب الجنوبي، وأشار المراسل إلى أن قصف ميليشيا أسد ترافق مع تحليق مكثف للطيران الحربي الروسي في أجواء شمال غرب سوريا. إلى ذلك، أصيب 4 مدنيين من عائلة واحدة بحادث انزلاق سيارة يستقلونها على طريق عزمارين الرمادية غرب إدلب، فيما أُصيب طفل ورجل بحروق جراء اندلاع حريق داخل مركز لبيع الغاز المنزلي في مدينة بنش شمال شرق إدلب.

اجتماع بمطار حلب

وفي ريف حلب الغربي، ردّت فصائل المعارضة بالرشاشات الثقيلة على استهداف ميليشيا أسد محور بسرطون بقذائف الهاون، محققةً إصابات مباشرة في صفوف الميليشيا. من جانبه، استهدف الجيش التركي بقذائف المدفعية مواقع لميليشيات قسد وأسد في محيط مدينة تل رفعت شمال حلب، وبلدة الشيوخ وقرية زور مغار بريفها الشرقي. وأفاد مراسلنا في الشمال السوري، بأن اجتماعاً عُقِد في مطار حلب الدولي، بين قيادات من الميليشيات الإيرانية التابعة للحرس الثوري الإيراني واللجنة الأمنية والعسكرية التابعة لميليشيا أسد. وبحث المجتمعون سبل إدخال تعزيزات عسكرية لصالح الميليشيات الإيرانية نحو مناطق سيطرة ميليشيا قسد بريف حلب الشرقي.

غارة للتحالف

شرقاً، أفاد مراسلنا زين العابدين العكيدي بأن انفجاراً بعبوة استهدف سيارة لقسد في محيط مدينة البصيرة شرق دير الزور، واقتصرت الأضرار على الماديات. فيما قصفت القوات التركية بشكل متقطع مواقع لقسد في ريف الرقة الشمالي وريف الحسكة الغربي. وطال القصف شمال الرقة قرى وبلدات طيبة، وصيدا، وتل اللبن في عين عيسى، وقريتي معلق ودبس في ريف تل أبيض الغربي، أما في الحسكة فاستهدف القصف قرية الكوزلية في تل تمر، بينما تمكنت قسد من إسقاط طائرة مسيرة في منطقة أبو راسين/زركان. وأعلن الجيش الأمريكي أمس، تنفيذ التحالف الدولي عملية ضد تنظيم داعش في دير الزور، أسفرت عن مقتل اثنيين من مسؤولي التنظيم. وذكرت القيادة المركزية الأمريكية في بيان أن قواتها نفّذت غارة ناجحة بطائرة هليكوبتر في شرق سوريا، ما أسفر عن مقتل اثنين من مسؤولي تنظيم داعش، أحدهم يدعى أنس، وهو مسؤول في تنظيم داعش بسوريا كان متورطًا في التآمر والتسهيلات المميتة للتنظيم. وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية جو بوتشينو، إن "هذه العملية تؤكد من جديد التزامنا الثابت بضمان الهزيمة الدائمة للمجموعة.. مقتل هؤلاء المسؤولين في داعش سيعطل قدرة التنظيم الإرهابي على المزيد من التآمر وتنفيذ هجمات مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط".

اعتقالات بدمشق

جنوباً، أفاد مراسل أورينت في دمشق وريفها ليث حمزة، أن ميليشيا أسد فرضت طوقاً أمنياً عبر حواجز الحرس الجمهوري والأمن السياسي والعسكري في بلدات قدسيا والهامة والصبورة غرب دمشق. وأشار إلى أن أجهزة أسد الأمنية شنت حملة دهم واعتقال في قدسيا والصبورة، حيث تم تسجيل اعتقال 9 شبان فارين من الخدمة العسكرية، وآخرين مطلوبين أمنياً، كما تمت مداهمة عدد من المنازل في قدسياً والصبورة بحثاً عن أشخاص تم استدعاؤهم سابقاً لفرع الأمن العسكري، للتحقيق بقضية تفجير مبيت ميليشيا "الفرقة الرابعة" في منطقة الصبورة قبل أسابيع. أما في السويداء، فتجمّع عشرات المحتجين في ساحة السير وسط مدينة السويداء، تنديداً بتدهور الأوضاع المعيشية وفشل النظام في توفير الخدمات، ووجه المحتجون دعوة لكل السوريين لإضراب عام. كما نظّم أهالٍ من بلدة ملح بريف السويداء الشرقي وقفة احتجاجية في بلدتهم، لعدم تمكنهم من التوجّه إلى مدينة السويداء والمشاركة في الاحتجاج هناك بسبب عدم توفر المواصلات، وندد المحتجون خلال الوقفة بتدهور الأوضاع المعيشية وتخلّي نظام أسد عن مسؤولياته.

أهالي مصياف يُهدّدون بلدات في حماة بحرب طائفية ويوقّعون باسم "الأقلية الظالمة"

أورينت نت - متابعات ... هدّد أهالي مدينة مصايف بلدات بريف حماة بسبب ساعات تقنين الكهرباء، متّهمين محافظ حماة ومدير كهرباء المحافظة بأنهما يتعاملان بطائفية من خلال حرمانهم من الكهرباء ومنحها لمدن وبلدات بريف حماة وقفت إلى جانب الثورة السورية وشاركت فيها. وقال أهالي مصياف وريفها مخاطبين بشار الأسد ووزير كهربائه، في بيان نشرته صفحة على فيسبوك تُطلق على نفسها اسم "دواعش الداخل": "نحيطكم علماً بأنه في ريف حماة الغربي مدينة سورية تُسمّى مصياف قدمت من الشهداء والدعم للجيش ما كان حرياً بحكومة البلاد أن تنظر بحالها على الأقل في موضوع الكهرباء الذي تنعم من خلاله بـ 15 دقيقة كل 5 ساعات ونصف وقد يتكرم مدير كهرباء حماة لجعلها نصف ساعة أحياناً". وأشار البيان الذي حمل توقيع "الأقلية الظالمة" إلى أن "أهالي الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء المسلحين في مناطق أخرى بريف حماة يتنعمون بـ 10 ساعات كهرباء يومياً، ولدى الاستفهام كان الرد بأن مناطق تيزين وحلفايا ومورك وغيرها المناطق ساخنة"، (من المعروف أن هذه المناطق أغلبية سكانها من السنّة). واتهم البيان محافظ حماة محمود زنبوعه ومدير الكهرباء "باتباع تقسيم طائفي مقصود منذ سنوات، مؤكدين أنه لجعل حجة المناطق الساخنة باطلة فإن مصياف تملك ما يكفي لجعل المنطقة ساخنة لتكون مع الذين حملوا السلاح من أجل أهداف حصلوا عليها".

الحل كما فعلت السويداء

وأظهرت التعليقات على البيان سخط أبناء مدينة مصياف التي تُعتبر خزاناً بشرياً لميليشيا أسد، مؤكدين أنه لا حياة لمن تنادي وأن الحل يكون كما فعلت السويداء بالمظاهرات والاعتصامات لكي تنال مصياف حقها. وكتب أحدهم: "حاج لك عمي هدول يلي قدمو ومن كل بيت راح واحد وتنين واخر شي نص بيوت مصياف ما معن يجيبو خبز ولا شي السويداء حكو كلمتين صار عندن كلشي ومع هيك صامدوووون". وعلق آخر: "ياريت توصل هاشكاوي ويتغير شي وإذا ما تغير شي الله يدب الخلاف ويقبب الشعب عن قريب". ومن التعليقات البارزة أيضا "ولله مابدها شكوا بدها ينحطل حدا له مسخرة"، " صار بدها يافااروووق"، "خلص لا تاكلو هم بكرا الصبح محلولة". وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد من أزمات عديدة أبرزها أزمة المحروقات والكهرباء، حيث وصلت ساعات التقنين في بعض المحافظات لأكثر من 15 ساعة متواصلة.

سوريا.. انهيار العملة والخدمات يطلق سؤال "الإفلاس"

الحرة... ضياء عودة – إسطنبول... "لا محروقات"، وليرة منهارة، وأوضاع معيشية هي الأسوأ على الإطلاق.. 3 عبارات باتت تلخص المشهد اليومي الذي تعيشه المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري. وفي وقت لا تلوح فيه أي حلول على المدى المنظور، بات الحديث المتعلق بـ"الإفلاس" على لسان الناس في البلاد، وكأنه أصبح أمرا واقعا. ولا يتعلق "الإفلاس" بأوضاع المواطنين العاديين فحسب، بل لُصق خلال اليومين الماضيين بعمل الحكومة السورية ودور "المصرف المركزي"، مما دفع الأخير لإصدار بيان "طمأن فيه الشارع"، معلنا أن لديه "سيولة تكفي لسنوات، وليس لأشهر"، في إشارة إلى مسار تسديد رواتب العاملين في الدولة. ورغم أن الأزمات الاقتصادية لم تفارق سوريا على مدى السنوات الماضية من الحرب، إلا أن الظلال التي تلقي بها الأزمة الحالية لم يسبق أن خيمت بهذه التداعيات على السكان، لاسيما مع عجز حكومة النظام السوري على تأمين مواد المحروقات من جهة، فيما تعجز عن كبح مسار الانهيار الذي تعيشه عملة البلاد، من جهة أخرى. ووفق الرواية الرسمية ترتبط أزمة المحروقات، التي أثّرت بالسلب على قطاعات حيوية كثيرة، بضعف التوريدات، وتأخر وصول ناقلات النفط الإيرانية. لكن، ومن جانب آخر، لم تعلن حكومة النظام السوري أي أسباب واضحة لما تعيشه الليرة السورية، التي كسرت قبل يومين حاجز 6 آلاف مقابل الدولار، ودخلت صباح الاثنين في مسار هبوط أكبر، مسجّلة 6160 مقابل الدولار الأميركي الواحد. وبعدما بات غالبية السوريين تحت خط الفقر، بعد أكثر من 11 عاما من الحرب التي أنهكت الاقتصاد ومقدّراته، عدا عن تداعيات العقوبات الغربية المفروضة على نظام الرئيس بشار الأسد، تتضاءل تدريجيا قدرة حكومته على توفير الاحتياجات الرئيسية على وقع تدهور العملة المحلية. وكان الأسد قد أصدر قبل يومين القانون القاضي "بتحديد اعتمادات الموازنة العامة للدولة، للسنة المالية 2023، بمبلغ إجمالي قدره 16,550 مليار ليرة سورية". لكن وبالنظر إلى قيمة هذا الرقم مقابل الدولار فهو يقل بقرابة مليار دولار عن عام 2022. وتعادل قيمة موازنة 2023 قرابة 2.8 مليار دولار أميركي وفق سعر الصرف في السوق السوداء، فيما بلغت نحو 3.8 مليار وفق سعر الصرف ذاته عام 2022. وقبل عام كانت الموازنة محددة بـ13.325 مليار ليرة سورية.

ما "حد الإفلاس"؟

ومنذ أسبوعين ضربت أزمة المحروقات عمل المؤسسات الحكومية والمدارس، بسبب فقدان مادتي المازوت والبنزين اللازمة لنقل الموظفين، وهو ما تم الإعلان عنه رسميا، من جانب جهات عدة، بينها الاتحاد الرياضي العام، الذي أجل بدوره مبارياته المقرر حتى مطلع العام المقبل، بسبب أزمة النقل. ولم تعد أيام العطلة الأسبوعية مقتصرة في سوريا على يومين بل زادت يومين آخرين أيضا، من جراء الأزمة الحاصلة، فيما حذّر تجار وصناعيون من جانب آخر أن تضرب التداعيات قطاع الأفران، ومادة الخبز التي يحتاجها المواطنون بشكل يومي. وبات نصف الأفران الخاصة العاملة في دمشق متوقفة بشكل كامل، حسب رئيس جمعية الحلويات السابق في العاصمة، بسام قلعجي، مضيفا لوسائل إعلام شبه رسمية، الاثنين، أن 30 بالمئة منها أيضا شبه متوقفة بسبب عدم توفر المازوت، و20 بالمئة تشتري المحروقات بأسعار مرتفعة، لأن زبائنها تشتري المنتج ولا يهمها الارتفاع. وحتى الآن، لم يكشف النظام السوري عن أي حلول قريبة للأزمات التي اشتدت تداعياتها في ديسمبر الحالي، وفي حين يتوقع خبراء اقتصاد ظروفا معيشية أسوأ خلال المرحلة المقبلة، استبعدوا فرضية "إفلاس الحكومة بالكامل". ويستبعد عبد المنعم الحلبي دكتور في العلاقات الاقتصادية والدولية، وهو موظف سابق في مصرف سوريا المركزي، أن يصل الأمر في البلاد وعلى المدى المنظور إلى "حد الإفلاس". لكنه يوضح في حديث لموقع "الحرة" أن "المشكلة بالنسبة لموظفي القطاع العام والمواطنين تبقى قائمة، باستمرار انهيار القيمة الحقيقية للأجور نتيجة التضخم الجامح والمزدوج، الذي ينتج عن تضخم عالمي بسبب الطاقة وانحدار القيمة الشرائية لليرة". "الرواتب والأجور ستبقى متدفقة من القطاع العام، والإحصائيات المتوفرة عن حجم الاحتياطيات النقدية في البنك المركزي مطمئنة تماما". ويقول الحلبي: "الإشكال الحقيقي الآن بالنسبة لهذه المؤسسات هو توفر المشتقات النفطية بتكاليف اقتصادية متناسبة مع الخدمات التي تؤديها تلك المؤسسات". من جهته، يعتبر الصحفي السوري الاستقصائي، مختار الإبراهيم، أن "توقف الأفران في العاصمة أصعب بكثير من عدم تمكن الدولة من دفع الرواتب لموظفيها". "نصف الأفران توقفت في دمشق، وقد تتعمم الظاهرة"، ويقول الإبراهيم: "هذا بحد ذاته منتهى الإفلاس. أي العجز عن تأمين المواد الأولية لإنتاج الخبز قوت السوريين اليومي". ومع كل موازنة سنوية وأخرى تتراجع القدرة الشرائية للسوريين، إذ يوضح الصحفي المهتم بالشأن الاقتصادي لموقع "الحرة" أن "معدل الرواتب للموظفين من 15 إلى 20 دولار، وانخفض من 60 إلى 70 بالمئة في العامين الماضيين". ويقول الإبراهيم: "هذا يؤكد أن الميزانيات عندما توضع تضغط على المواطن ولا تخفف الأعباء عنه. بمعنى آخر أن النظام قادر على طبع عملات ورقية جديدة لكن لا يوجد ما يقابلها من القطع الأجنبي في المركزي. هذا يزيد الفقر والتضخم وينعكس على القدرة الشرائية".

ما المتوقع؟

ونادرا ما تكشف حكومة النظام السوري عن الأسباب الحقيقية للأزمات الاقتصادية الحاصلة في البلاد، فيما تحمّل كثيرا وباستمرار الدول الغربية والولايات المتحدة مسؤولية ما يحصل، وأن الأمر مرتبط بالعقوبات. لكن خبراء الاقتصاد يرون القصة بواقع مختلف، و\تتعلق بشكل أساسي ببنية النظام السوري، والسياسات التي يسير من خلالها لإدارة البلاد سياسيا واقتصاديا. واعتبر الدكتور في الاقتصادي، عبد المنعم الحلبي، أن "أحداث إيران مؤثر مباشر في ظل وقف التسهيلات الائتمانية، وربما يكون لتكدس السفن والناقلات النفطية الروسية في البوسفور دور في تأخير الإمدادات الروسية". ومن جانب آخر، يعتقد الحلبي أن "الأمر مجرد تكرار لتطبيق سياسة حافة الهاوية التي درج النظام على استخدامها لتخفيض تكاليف وأعباء الشتاء، واستجداء الدعم الخارجي، وسرعان ما سيأتي تدخل رأس النظام (الأسد) بقرارات جاهزة مسبقا بإقالة الحكومة ومنح زيادة اسمية للرواتب.. وما إلى ذلك". ويُخشى، وفق الحلبي من إقدام "النظام السوري على تسخين الجبهات للتنفيس عن الشارع كما درج على ذلك، ولاسيما فيما قبل اتفاق 2020 بخصوص إدلب". ويتوقع الصحفي الإبراهيم أن تكون تبعات الأزمة الحالية "كبيرة وطويلة الأمد على المجتمع السوري". ويعتقد أن "قطاع النقل على سبيل المثال سيتوقف وينشل تدريجيا لدرجة أن يصبح الناس هم من يبتكرون طرق نقل من الواقع الذي وصلوا إليه". ويقول الصحفي: "عندما يصرح رئيس الحلويات المعروف في دمشق أن نصف الأفران متوقفة فهو يمهد لمرحلة جديدة". وفيما يتعلق بـ"المصرف المركزي" فهو قادر على الطباعة في روسيا في الوقت الحالي، وفق الإبراهيم، لكن هذه العملية تتم "دون غطاء رسمي. وتخلق تضخم. عملية أشبه بتزوير العملة. لا حل دائم وإسعافي لها بل تعمّق مشاكل الاقتصاد السوري"، حسب تعبيره. وفي غضون ذلك يشير الحلبي إلى أن "المختلف حاليا هو الحالة النفسية المنهارة المتلازمة إعلاميا مع الأزمة". و"هذه الحالة جزء من كل ما يعاني منه ويشعر به السوريون في مختلف مناطق السيطرة العسكرية ومناطق النفوذ"، ويضيف الحلبي: "التركيز على مناطق سيطرة النظام لا يعني أن المناطق الأخرى بخير". ويواجه حوالي 12 مليون شخص في سوريا - أكثر من نصف السكان - انعداما حادا في الأمن الغذائي، وفق إحصائية أخيرة لـ"برنامج الغذاء العالمي" التابع للأمم المتحدة. والرقم المذكور يمثل زيادة بنسبة 51 في المائة عن عام 2019، بينما هناك 1.9 مليون شخص معرضون لخطر الانزلاق إلى براثن الجوع.

تحذير من تصاعد قطع الأشجار في ريف حلب

الشرق الاوسط... ريف حلب: فراس كرم.. حذر ناشطون وفعاليات مدنية من تصاعد عملية قطع أشجار الزيتون المثمرة وأشجار الأحراش في مناطق العمليات التركية بريف حلب شمال غربي سوريا، متهمين عناصر ومجموعات تنتمي إلى فصائل «الجيش الوطني السوري» المدعومة من أنقرة، وسط مخاوف من كارثة بيئية جديدة تؤدي إلى تصحر المنطقة. وتداول ناشطون بريف حلب ومواقع محلية، صوراً ومقاطع مصورة لمساحات زراعية واسعة جرى قطع مئات أشجار الزيتون المعمرة فيها، وأشجار الأحراش في الجبال بشكل جائر وعشوائي، في منطقة عفرين والقرى المحيطة بها. وقال أحد الناشطين بريف حلب (فضل عدم الكشف عن اسمه) لأسباب أمنية، إن «مناطق عفرين والمعبلطي وأرندة وجبال مارغرجا ودارجين وشران وميداني وشيراوا وباصوفان تشهد تزايد عمليات قطع لأشجار الزيتون المعمرة وأشجار أخرى كالسفرجل والرمان إضافة إلى الأشجار الحراجية في الجبال المحيطة بصورة جائرة وغير مسبوقة، ويقف خلف هذه الظاهرة الخطيرة مجموعات تنتمي لفصائل الجيش الوطني المدعومة من أنقرة، إذ بلغ عدد الأشجار التي جرى قطعها مؤخراً في تلك المناطق حتى الآن نحو 1700 شجرة زيتون ومئات أشجار الرمان». ويضيف: «لقد تحولت مناطق جبلية جميلة كانت تغطيها الأشجار المثمرة والحراجية قبل سنوات بمحيط مدينة عفرين ومحيط بحيرة ميدانية التي تعتبر وجهة سياحية داخلية وجبال أخرى بريف عفرين، إلى جبال قاحلة ومقفرة، وكأنها حزينة، نتيجة القطع الجائر للأشجار فيها، دون أي رادع قانوني أو أخلاقي يحد من هذه الظاهرة ويعاقب أصحابها». من جهته قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومقره في لندن، إنه «مع حلول فصل الشتاء تزايدت وتيرة القطع العام للغابات والأشجار الحراجية والقطع الجائر لمئات آلاف أشجار الزيتون ومنها من الجذوع، من قبل (الجيش الوطني السوري) بشكلٍ منظم وبغية التحطيب وصناعة الفحم والاتجار بهما، ومن قبل المستقدمين بغية التدفئة، لدرجة قلع جذوع وجذور الأشجار الحراجية بالآليات الثقيلة بحيث تعدم إمكانية إنباتها مرة أخرى». وأضاف: «تعرضت في 11 من الشهر الجاري، بساتين الزيتون في قرية كفرشيل وأطراف حي المحمودية للقطع منها بشكل جزئي وأخرى بشكل كامل من قبل مسلحين مجهولين، ورغم تقديم المواطنين شكاوى لدى فصائل (الجيش الوطني السوري)، فإن الأخيرة لم تحرك ساكناً، فيما أقدم فصيلي (ملكشاه) و(السلطان مراد) على قطع نحو 120 شجرة زيتون في قرى قيبار بريف عفرين وقسطل كشك وميدانكي بناحية شران بريف عفرين، تعود ملكيتها إلى 3 مواطنين، في حين جرى نقل الحطب المسروق إلى محافظة إدلب لبيعها كحطب للتدفئة». وفي السياق، قال أحد المواطنين، إنه «يجري قطع الأشجار سواء المثمرة منها أو في الأحراش في مناطق عفرين والنواحي التابعة لها، منذ أن سيطرت فصائل (الجيش الوطني السوري) على المنطقة في عام 2018 تحت أي حجة، إما عن طريق توجيه التهم لأصحاب بساتين الزيتون بانتمائهم لـ(قوات سوريا الديمقراطية، قسد) التي تصنفها تركيا (منظمة إرهابية) أو عن طريق الضغط على أصحابها للسطو على البساتين والاتجار بالحطب». ويضيف: «رغم أن إطلاق قيادة (الجيش الوطني السوري) والدوائر القضائية والعسكرية التابعة له في المنطقة تحذيرات متكررة لعناصرها، لوقف عملية قطع الأشجار، فإن ذلك لم يلق أي استجابة من العناصر، ولا تزال تلك الظاهرة مستمرة إلى الآن، والتي تؤدي بالنهاية إلى تجويع السكان وتصحر المنطقة بشكل كامل».



السابق

أخبار لبنان.. حزب الله - باسيل: فقدانٌ متبادلٌ للثقة؟..«مطبخ» الدوحة الرئاسي: ماكرون يفتح الملف بتنسيق مع الرياض وواشنطن..أحدٌ لن يُعطي باسيل هدايا مجانية..البحث الرئاسي مجمّد داخلياً وخارجياً..عون لـ"لقاء قريب" مع نصرالله: "أنا جبران باسيل"!.. الجيش يحرق مزارع لتصنيع الحشيشة في بعلبك..مصارف لبنان تُكابِد في احتواء «الانكماش المستدام»..

التالي

أخبار العراق..«الاتحاد» يتمرّد على بارزاني: تلويح بعودة «الإدارتين»..العراق يعلن تسديد كامل تعويضات الكويت عن الغزو..العراق: نعاني شحاً مائياً بسبب توسع تركيا في السدود..مقتل شخص وإصابة آخر بهجوم على مبنى أمني بدهوك..الخطوط العراقية توضح حقيقة تقديم "لحم الخنزير" للمسافرين..تنفيذ دوريات أميركية بحرية مشتركة مع العراق والكويت..شكوك كردية حول جدية التوصل إلى حل مع بغداد بشأن الموازنة..

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,967,033

عدد الزوار: 7,652,400

المتواجدون الآن: 0