أخبار سوريا.. تظاهرات جديدة شمال سوريا رفضاً لـ«المصالحة» مع الأسد..ترحيب إيراني بالتقارب التركي ـ السوري..ورفض أميركي..موسكو تنشّط تحركاتها لترتيب اللقاء الوزاري التركي ـ السوري..واشنطن تكثّف جهود العرقلة | تأنٍّ سوريّ في وجه أنقرة: الانسحاب أوّلاً..

تاريخ الإضافة السبت 14 كانون الثاني 2023 - 4:25 ص    عدد الزيارات 797    التعليقات 0    القسم عربية

        


تظاهرات جديدة شمال سوريا رفضاً لـ«المصالحة» مع الأسد....

محتجون يهاجمون رئيس «الائتلاف» بسبب «تماهي مواقفه» مع التصريحات التركية بخصوص التطبيع مع دمشق

الشرق الاوسط... ريف حلب: فراس كرم.. خرجت أمس (الجمعة)، تظاهرات جديدة في المناطق الخاضعة للنفوذ التركي بشمال غربي سوريا، تنديداً بالتقارب بين أنقرة ودمشق ورفضاً لـ«المصالحة» مع نظام الرئيس بشار الأسد. وأفاد ناشطون بأن معارضين في مدينة أعزاز بريف حلب (شمال سوريا) هاجموا سالم المسلط، رئيس «الائتلاف الوطني السوري» (المعارض)، وحاولوا الاعتداء عليه بالضرب والحجارة ونعتوه بـ«الشبيح»، ومنعوه من المشاركة في تظاهرة شهدتها المدينة أمس، على غرار احتجاجات عديدة أخرى شهدتها مدن وبلدات في ريفي حلب وإدلب، تنديداً بالتقارب التركي مع النظام السوري. وتداولت صفحات معارضة مقطعاً مصوراً تهجم فيه عدد من المتظاهرين في أعزاز، شمال حلب، على المسلط قبيل أن يتدخل عدد من مرافقيه لحمايته ونقله بسيارة من المكان. وقال عمر الحلي، وهو ناشط معارض بريف حلب، إن «آلاف المدنيين خرجوا بتظاهرات حاشدة في مدن عفرين وأعزاز وجرابلس ومارع ودابق بريف حلب الشمالي، للتنديد بالتقارب والمصالحة بين تركيا والنظام السوري على حساب الثورة السورية»، مضيفاً أن المحتجين هتفوا مطالبين بـ«إسقاط النظام السوري وعدم المصالحة معه، أو السماح لتركيا بالضغط على قوى المعارضة السورية والفصائل وجرها للمصالحة مع النظام السوري تحت أي اسم». وأضاف أن المتظاهرين في مظاهرة مدينة أعزاز، الواقعة ضمن مناطق العمليات التركية في شمال حلب، منعوا رئيس «الائتلاف الوطني السوري» والوفد المرافق له من المشاركة في تظاهرة بالمدينة، وطردوه منها، «نظراً لتماهي مواقفه وموقف الائتلاف السوري الذي يترأسه، مع التصريحات التركية الأخيرة بخصوص التطبيع مع النظام السوري والمصالحة معه». وأشار إلى أن المتظاهرين «واصلوا سيرهم إلى أمام مبنى الحكومة (أي حكومة المعارضة المدعومة من تركيا) وطالبوا بإسقاطها إلى جانب الائتلاف السوري بسبب رضوخهما للمطالب التركية». وشهدت مناطق المعارضة في شمال غربي سوريا موجة غضب ضد «الحكومة السورية المؤقتة» ورئيسها عبد الرحمن مصطفى، عقب تصريح منسوب له رحب فيه بالاجتماع الثلاثي الذي عُقد في موسكو نهاية الشهر الماضي، بين وزراء دفاع تركيا وروسيا وسوريا، واعتباره خطوة مهمة نحو الحل السياسي في سوريا. كما اعتبر أيضاً أن تركيا تتصرف بما يتماشى مع توقعات الشعب السوري. ونفى مصطفى و«الحكومة المؤقتة» لاحقاً صحة ما نُقل عنه. وأوضحت «الحكومة المؤقتة» أن تصريحاته أسيئت ترجمتها «بهدف زعزعة صورتها (حكومة المعارضة) أمام الشعب الثائر، وضرب مصداقية مؤسسات المعارضة في وقت يحتاج فيه الجميع إلى التكاتف والتعاضد». وتزامنت تظاهرات ريف حلب مع خروج تظاهرات أيضاً في مدينة إدلب وريفها (أريحا وحارم وسلقين وإسقاط وسرمدا والدانا وكفرلوسين وعشرات المخيمات للنازحين)، حمل خلالها المتظاهرون لافتات تندد بالمواقف التركية الأخيرة تجاه النظام السوري والتقارب معه، وهتفوا مطالبين بإسقاط النظام، بحسب ناشطين في إدلب. في غضون ذلك، وقعت مواجهات بين فصائل مسلحة وقوات النظام السوري جنوب إدلب. وقال مصدر في غرفة عمليات «الفتح المبين» (مجموعات مسلحة تقودها «هيئة تحرير الشام»)، إن قوات النظام قامت بمحاولة تسلل صباح الجمعة، على محور الرويحة بجبل الزاوية جنوب إدلب، فوقعت مواجهات أسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين.

ترحيب إيراني بالتقارب التركي ـ السوري.. ورفض أميركي

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: لا تأثير لتصريحات الأسد على مسار التطبيع مع دمشق

أنقرة: سعيد عبد الرازق... في ظل غياب أي تعليق رسمي في أنقرة على تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد بشأن مسار تطبيع العلاقات مع تركيا، اعتبرت مصادر دبلوماسية أن ما جاء في كلامه لا يحمل جديداً يختلف عن الشروط السورية التي أعلنت من قبل، والتي جرى النقاش حولها في اجتماعات سابقة لأجهزة المخابرات ووزراء دفاع تركيا وروسيا وسوريا، بحضور رؤساء أجهزة المخابرات بالدول الثلاث في موسكو، في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وكان الأسد، فيما يُعدّ أول تعليق رسمي على اللقاءات الخاصة بتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، قد اشترط، أول من أمس، إنهاء «الاحتلال» و«وقف دعم الإرهاب»؛ في إشارة إلى الوجود العسكري التركي في شمال سوريا ودعم أنقرة فصائل سورية مسلّحة منضوية تحت مظلة ما يُعرف بـ«الجيش الوطني السوري». ووفق بيان للرئاسة السورية صدر عقب لقاء الأسد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف في دمشق، الخميس، اعتبر الرئيس السوري أن هذه اللقاءات حتى تكون مثمرة فإنها يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين سوريا وروسيا من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج التي تريدها سوريا من هذه اللقاءات؛ «انطلاقاً من الثوابت والمبادئ الوطنية للدولة والشعب المبنية على إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب». وقالت مصادر دبلوماسية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الاجتماعات التي تجرى مع النظام السوري، برعاية روسيا، والتي دخلت مرحلتها الثانية بلقاء وزراء الدفاع، تناقش مختلف القضايا الأمنية والسياسية، وإن تركيا لا تهدف إلى «احتلال» أية منطقة في سوريا، وهي أكدت مراراً احترامها لسيادة سوريا ووحدة أراضيها وأنها ليست لها أطماع في أراضيها أو أراضي غيرها من الدول المجاورة، وأن تواجدها العسكري في شمال سوريا هدفه مكافحة الإرهاب فقط. ولفتت المصادر إلى التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، عقب اجتماع وزراء الدفاع، والتي أشار فيها إلى أن القوات التركية ستنسحب من سوريا عندما يجري التوصل إلى حل سياسي ويتحقق الاستقرار، وكذلك تصريحات وزير الدفاع خلوصي أكار التي أكد فيها أن الجانب التركي لم يقدم أية تنازلات بالنسبة لمسألة مكافحة الإرهاب، وأن هذا هو هدف تركيا في سوريا، وأن تركيا تدعم وحدة سوريا. ورأت المصادر أنه لم يطرأ حتى الآن ما يمكن أن يعرقل السير في مسار محادثات التطبيع بين أنقرة ودمشق، وأن الاستعدادات تجري لعقد لقاء ثلاثي بين وزراء الخارجية التركي والروسي والسوري، مؤكدة في الوقت نفسه أن تركيا تُبقي جميع الخيارات مفتوحة بالنسبة لحماية حدودها ومكافحة التنظيمات الإرهابية التي تهددها، في إشارة إلى عملية عسكرية هددت بها تركيا لإبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، عن حدودها، وهي عملية عارضتها روسيا وأميركا وإيران والاتحاد الأوروبي. في الوقت نفسه عبّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن ترحيب بلاده بالحوار بين أنقرة والنظام السوري. وقال عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب في بيروت، الجمعة، حول الحوار بين تركيا والنظام السوري: «نرحب بالمفاوضات لحل المشكلات بين البلدين.. نعتقد أن المحادثات يمكن أن تنعكس بشكل إيجابي على مصالح البلدين». في المقابل جددت الولايات المتحدة رفضها أية محاولات للتقارب من جميع الدول مع نظام الأسد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن الأسد ارتكب فظائع ضد شعبه، وكذلك ارتكبت قواته جرائم حرب. وأضاف برايس، في مؤتمر صحافي، الخميس، أن واشنطن ستستمر في ثنْي شركائها حول العالم عن تطبيع أو تحسين العلاقات مع نظام الأسد، وستستمر في تبنّي مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254، التي لا تزال تعتقد أنه يشكل الأساس الأنسب لإنهاء الحرب الأهلية بطريقة دائمة تحترم وتعزز تطلعات الشعب السوري. وتابع: «نحن بالطبع لا نعرف ما الذي كان يمكن لنظام الأسد أن يفعله لولا إجراءات المساءلة التي فُرضت عليه، لا نعرف ما الذي كان يمكن أن يفعله لولا تصرفات الولايات المتحدة ودول العالم لمصادرة وتدمير مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية». وفي الوقت الذي يتصاعد فيه الحديث عن تقارب تركيا مع النظام السوري، وإعادة العلاقات إلى طبيعتها قبل عام 2011، بشكل تدريجي عبر اللقاءات التي ترعاها روسيا، تُواصل القوات التركية هجماتها على عناصر وضباط قوات النظام عبر استهداف مواقعها في شمال سوريا المتواجدة في مناطق سيطرة «قسد»، براً وجواً. وأحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل 32 عنصراً وضابطاً في قوات النظام على أيدي القوات التركية منذ بدء التصعيد التركي على مناطق «قسد» في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ضمن العملية العسكرية التي عُرفت بـ«المخلب – السيف»؛ على خلفية تفجير إرهابي وقع في شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم في إسطنبول. وقالت السلطات التركية إن مخططي الاعتداء ومنفّذيه تلقّوا الأوامر من قياديين في «الوحدات» الكردية في عين العرب (كوباني). إلى ذلك، استهدفت طائرة مسيّرة تركية بصاروخ، الجمعة، سيارة في قرية قرملتو الواقعة على طريق عامودا - الحسكة، ما أسفر عن أضرار مادية. وأفاد «المرصد» بأن هذا الاستهداف يُعدّ الثاني في أقل من 48 ساعة، حيث تعرضت إحدى السيارات على الطريق الدولي «إم 4» الواصل بين مدينتي الحسكة والقامشلي، الثلاثاء، للاستهداف بطائرة تركية مسيّرة، مما أدى لسقوط جرحى. ونفّذت المسيّرات التركية، منذ مطلع العام الحالي، 4 استهدافات أخرى في مناطق سيطرة «قسد» بشمال وشمال شرقي سوريا، ما أسفرت عن مقتل 3 من عناصر «قسد» وأحد المدنيين وإصابة 3 آخرين.

موسكو تنشّط تحركاتها لترتيب اللقاء الوزاري التركي ـ السوري

لافروف يلتقي نظيره الإيراني قبل مشاركته في اجتماع المقداد وجاويش أوغلو

الشرق الاوسط....موسكو: رائد جبر... مع انتهاء الجولة التي قام بها إلى المنطقة، خلال الأيام الماضية، مبعوث الرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرنتييف، أعلنت موسكو أنها تعمل على ترتيب لقاء على مستوى وزراء خارجية روسيا وتركيا وسوريا، من دون أن تحدد مواعيد لعقده. ومع أن الأوساط الرسمية الروسية لم تعلق على مجريات زيارتي لافرنتييف إلى كل من الأردن وسوريا ولقاءاته في البلدين، لكن التعليق الوحيد الذي صدر عن الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، دل على الأهمية التي توليها موسكو لترتيب اللقاء الثلاثي على مستوى وزراء الخارجية. وذكرت زاخاروفا أن «العمل جار في موسكو لعقد لقاء يجمع الوزراء: سيرغي لافروف وفيصل المقداد ومولود جاويش أوغلو». وزادت: «من الناحية العملية، لم تتم بعد الموافقة على موعد محدد، ويجري العمل على عقد مثل هذا الاجتماع». وكان هذا الملف العنصر الأساسي المطروح للبحث على طاولة محادثات المبعوث الروسي، وهو الأمر الذي عكسته أيضاً تصريحات الرئيس بشار الأسد بعد لقائه مع المبعوث، والتي قال فيها إن «الاجتماعات مثل المحادثات الأخيرة بين وزراء دفاع سوريا وتركيا وروسيا تحتاج إلى دراسة أولية وتنسيق دقيق بين موسكو ودمشق من أجل تحقيق نتائج ملموسة»، وفق ما نقلته وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية. ونقلت الوكالة عن الديوان الرئاسي السوري أن دمشق أكدت أهمية «التحضير لمثل هذه الاجتماعات بالتنسيق والتخطيط المسبق بين روسيا وسوريا لتكون فعّالة وتحقق الأهداف المحددة التي تنتظرها سوريا». وقالت إن الأسد شدد على أن «مثل هذه النتائج تعني إنهاء الاحتلال (للأراضي السورية) ووقف دعم الإرهاب». بدوره، قال لافرنتييف بعد اللقاء مع الأسد، إن موسكو «تقيّم الاجتماع الثلاثي (لوزراء الدفاع) بشكل إيجابي... وترى أنه من المهم مواصلة هذه الاجتماعات وتطوير الاتصالات على مستوى وزراء الخارجية». في السياق، قالت زاخاروفا إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيجري في 17 يناير (كانون الثاني) الحالي، مباحثات مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان. وأوضحت أن اللقاء الذي تستضيفه موسكو سيناقش «عملية بث الروح في خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة بالملف النووي الإيراني، والوضع حول سوريا، وعدداً من الملفات المهمة للطرفين». على صعيد آخر، قال وزير الصناعة السوري زياد صباغ، في مقابلة مع شبكة «سبوتنيك»، إن بلاده تناقش مع روسيا كيفية تنفيذ المشاريع الصناعية في ظل ظروف العقوبات المفروضة على البلدين. ووفقاً للوزير، يطرح الجانبان السوري والروسي أفكاراً لتطوير التعاون بينهما في مجال الصناعة، لكن تنفيذها لم يتبلور بشكل كامل نتيجة العقوبات المفروضة على البلدين من جانب الدول الغربية. وأضاف: «بسبب العقوبات المفروضة على الدولتين، تواجه بعض المشاريع المشتركة بين الجانبين في سوريا، والتي تحمل في طياتها الفائدة الكبيرة لسوريا، المشاكل خلال تنفيذها». وأشار صباغ إلى أن حكومة دمشق عرضت على الجانب الروسي العديد من المشاريع للتصدير والاستثمار في سوريا. ونوّه بأنه سيتم بحث هذه المقترحات خلال الاجتماع المقبل للجنة الروسية - السورية للتعاون التجاري - الاقتصادي والعلمي - الفني. وقال إن أهم الموضوعات بالنسبة للجانب السوري في الوقت الحالي، هو المشروع المعتمد من الجانب الروسي لإنتاج الألياف البازلتية.

واشنطن تكثّف جهود العرقلة | تأنٍّ سوريّ في وجه أنقرة: الانسحاب أوّلاً

الاخبار.. تقرير علاء حلبي .. شدّد الأسد على أن اللقاءات التي تَجري مع أنقرة يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبَق بين سوريا وروسيا ......

على عكْس الاستعجال التركي لتحقيق قفزات سريعة في التقارب مع دمشق، تبدي الأخيرة تأنّياً واضحاً في هذا المسار، راهِنةً إيّاه بالحصول على خريطة طريق واضحة ومزمّنة تشمل، أوّلاً، سحْب أنقرة قوّاتها من الشمال السوري. يأتي ذلك في وقت بدأت فيه واشنطن حملة سياسية تهدف إلى عرقلة الانفتاح بين البلدَين، والتشويش على «المسار الروسي» للحلّ في سوريا، وهو ما سيتسبّب بإعادة تعقيد المشهد السياسي مرّة أخرى...... في وقت أوحى فيه اللقاء الذي جمع بين وزيرَي دفاع سوريا وتركيا في العاصمة الروسية موسكو قبل نحو أسبوعَين، بأن طريق التطبيع بين البلدَين بات سالكاً، خصوصاً في ظلّ الحديث عن لقاء ثانٍ سيَجمع وزيرَي خارجيتَيهما، تُظهر ردّة الفعل السورية المتأنّية، والتحرّكات المكّوكية المرتقَبة لمسؤولي «مسار أستانا» (روسيا وإيران وتركيا) خلال الأسبوع المقبل، وجود مطبّات عديدة في هذا الطريق، تتطلّب مزيداً من الوقت من أجل إزاحتها، ولا سيما بعد أن شمّرت واشنطن عن ساعدَيها، ودخلت على الخطّ، في محاولة لإفشال مسار التطبيع بين البلدَين. وشدّد الرئيس السوري، بشار الأسد، في أوّل تعليق رسمي من أعلى مستوى في البلاد على هذه القضية، خلال استقباله ألكسندر لافرنتييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في دمشق، على أن اللقاءات التي تَجري مع أنقرة، بوساطة روسية، «يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبَق بين سوريا وروسيا من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي نريدها من تلك اللقاءات، انطلاقاً من الثوابت والمبادئ الوطنية للدولة والشعب، المبنيّة على إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب»، في ما يؤشّر إلى تمسّك دمشق بمطلبها الرئيس من أنقرة، والمتمثّل في خروج الجيش التركي من الشمال السوري، ووقْف دعْم الفصائل المسلّحة. وجاء حديث الرئيس السوري بعد ساعات من خروج تسريبات حول موقف دمشق من عقْد اجتماع بين وزيرَي خارجيتَي البلدَين، كانت أعلنت أنقرة تطلّعها إلى إتمامه منتصف الشهر الحالي، إذ أوضحت الحكومة السورية، على لسان مصدر رسمي رفيع المستوى، أن موعد اللقاء لم يُحدَّد بعد، بسبب رفض دمشق عقْده قبل تحديد الأهداف المرجوَّة منه، وفي مقدّمتها انسحاب الجيش التركي من كامل الأراضي السورية، بالإضافة إلى رفضها استثماره في العملية الانتخابية التركية، والتي يشكّل الملفّ السوري أحد أبرز عناوينها الدعائية. وفي أعقاب هذا التوضيح، أعادت تركيا تقويم موقفها، ليَخرج وزير خارجيتها، مولود تشاووش أوغلو، بتصريحات جديدة تحدّث فيها عن إمكانية اجتماعه بنظيره السوري مطلع الشهر المقبل، وهو اجتماع قد تنضمّ إليه الإمارات، أو قد يُعقد على أراضيها، تبعاً للتطورات السياسية اللاحقة.

تشهد مناطق التماس في ريف إدلب تصعيداً متواصلاً جرّاء هجمات يشنّها مسلّحون يتبعون «هيئة تحرير الشام»

في هذا الوقت، صعّدت واشنطن من حدّة تصريحاتها المُناهضة لمسارات التقارب مع دمشق، بما لا يستثني الانفتاح الإماراتي، وسط تهديد غير مباشر باستخدام قانون العقوبات الأميركية على سوريا (قانون قيصر) من أجل عرقلتها. ويأتي ذلك فيما من المنتظر أن يلتقي وزير الخارجية التركي، نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، في واشنطن، لمناقشة قضايا عدّة على رأسها التطبيع مع دمشق. ويجيء هذا اللقاء بعد سلسلة اجتماعات أمنية ودبلوماسية أجراها مسؤولون من البلدَين خلال الشهر الماضي، طرحت خلالها واشنطن خطّة مضادة للخطّة الروسية، تهدف إلى تثبيت «الإدارة الذاتية» الكردية، وفتْح قنوات تَواصل بينها وبين أنقرة بشكل مباشر، بالإضافة إلى محاولة تحقيق إنعاش اقتصادي متوازٍ في مناطق «الذاتية» ومناطق سيطرة تركيا في الشمال السوري، بما يسهّل انفتاح بعضها على بعض. كذلك، سعى الأميركيون إلى إرساء توازن ميداني أكثر قبولاً لدى تركيا، عبر دعْم مكوّنات عربية، وإعادة إحياء فصائل عربية معارضة، من بينها «ثوار الرقة». وفي هذا الإطار، أكّدت مصادر ميدانية، لـ«الأخبار»، أن واشنطن قدّمت بالفعل أوّل دفعة من الأسلحة للفصيل المذكور، كما قدّمت دفعات مالية لقيادته، ونظّمت خطّة تدريبات لعناصره في مقرّ «الفرقة 17» في الرقة، والتي أعادت الولايات المتحدة التموضع فيها بعد نحو أربع سنوات من الانسحاب منها. ويسبق اللقاءُ التركي - الأميركي في واشنطن، لقاءً آخر يجمع وزيرَي خارجيتَي روسيا، سيرغي لافروف، وإيران حسين أمير عبد اللهيان، في موسكو، في السابع عشر من الشهر الحالي، حيث يناقشان مجموعة من القضايا من بينها التقارب السوري – التركي، علماً أن الوزير الإيراني، الذي أعلن في وقت سابق ارتياح بلاده إلى خطوات الانفتاح بين أنقرة ودمشق، يزور الأخيرة اليوم السبت قادماً من بيروت. ميدانياً، تشهد مناطق التماس في ريف إدلب تصعيداً متواصلاً جرّاء هجمات يشنّها مسلّحون يتبعون «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة)، بعد إعلان زعيمها أبو محمد الجولاني رفضه التقارب السوري - التركي، وإشهار رغبته في تصدّر المشهد باستغلال موقف «الائتلاف» المُساوق لتركيا، والذي تعرّض رئيسه، سالم المسلط، أمس، للاعتداء بالضرب في مدينة أعزاز شمالي حلب، وطُرد منها. وأفادت مصادر ميدانية، «الأخبار»، بأن الجيش السوري تصدّى لسلسلة هجمات حاول مسلّحون تنفيذها، ما أدى إلى مقتل عدد من هؤلاء.

قصف مدفعي متبادل على خطوط التماس شمال حلب

ارتفع منسوب التصعيد الميداني في ريف حلب الشمالي بعد تبادل للقصف المدفعي على جانبَي خطوط التماس. وقصفت القوات التركية بما يزيد عن 150 قذيفة مدفعية، قرى عين دقنة وبيلونية ومنغ والشيخ عيسى ومرعناز وتات مرعش وشوارغة والمالكية والعلقمية في ريف حلب الشمالي، وقرية زيارة في ريف عين العرب الغربي. وقبل ذلك، قصفت قوات تابعة لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية قاعدة حزوان التابعة لريف مدينة الباب؛ زاعمة سقوط ضحايا في صفوف الجنود الأتراك.



السابق

أخبار لبنان..الولايات المتحدة ترصد 10 ملايين دولار للحصول على معلومات عن ممولي «حزب الله» في غينيا..قال إن الأمن في لبنان هو من أمن إيران..عبداللهيان ينفي من بيروت تدخل طهران في موضوع الرئاسة..عبد اللهيان من منصة لبنان يُرحّب بالعلاقة مع السعودية..وصدام بين الأهالي وأمن الدولة بعد توقيف نون..عون يرفع التحدّي مع "حزب الله": سأرمي "التفاهم" في "سلّة المهملات"!..جلسة الحكومة نهاية الأسبوع المقبل: هل تُكسر الجرّة بين التيار والحزب؟..ملامح إشكال بين ميقاتي و«الوطني الحر» بسبب تنظيم قطاع الكهرباء..الليرة اللبنانية في أدنى مستوياتها مقابل الدولار الأميركي..رهان على تبدّل خيار النواب «التغييريين» من انتخابات الرئاسة..تهديد لقوى الأمن في شمال لبنان يجدد التحذيرات من «الاستقواء بالسلاح»..

التالي

أخبار العراق..السوداني: أسسنا علاقة شراكة استراتيجية مع ألمانيا..برلين مهتمة باستيراد الغاز..صلاة موحدة للصدريين..وخطبة مقتدى تخلو من السياسة..بداية انخراط في المشهد العراقي العام مجدداً..

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,106,379

عدد الزوار: 7,660,250

المتواجدون الآن: 0