أخبار سوريا..الأمم المتحدة: الزلزال قد يكون شرد 5,3 ملايين شخص في سورية.. القرني قال لـ«الشرق الأوسط»: 4 آلاف متطوع جاهزون للمساعدة بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري..«مركز الملك سلمان للإغاثة»: جسر جوي خلال ساعات إلى حلب..مدير «الصحة العالمية» من حلب: أحضرنا 35 طناً من المعدات الطبية..13 طائرة مساعدات إماراتية لمنكوبي الزلزال عبر مطاري دمشق واللاذقية..وصول إغاثة «الصحة العالمية» ومديرها إلى شمال سوريا..سوريون يستقبلون أحبتهم جثامين عند الحدود التركية..التطبيع على حساب الضحايا.. كيف يستغل نظام الأسد مأساة زلزال سوريا؟..

تاريخ الإضافة الأحد 12 شباط 2023 - 3:27 ص    عدد الزيارات 932    التعليقات 0    القسم عربية

        


الأمم المتحدة: الزلزال قد يكون شرد 5,3 ملايين شخص في سورية..

الجريدة.. AFP ...حذرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين الجمعة من أن الزلزال المدمر قد يكون شرد 5,3 ملايين شخص في سورية، التي تعاني أساساً من نزاع دام منذ نحو 12 عاماً. وقال ممثل المفوضية في سورية سيفانكا دانا بالا خلال مؤتمر صحافي في عقد في جنيف وشارك فيه من دمشق إن «ما يصل إلى 5,3 ملايين شخص قد يصبحون مشردين جراء الزلزال»، مشيراً إلى تقديرات أولية للأشخاص الذين سيحتاجون إلى مأوى في كل المناطق المتضررة في البلاد. واعتبر أن «هذا رقم ضخم لدى شعب يعاني أساساً من نزوح جماعي». وتشهد سورية منذ العام 2011، نزاعا شرد نصف عدد سكانها البالغ نحو 22 مليون داخل البلاد وخارجها. وتُعد موجة النزوح في سورية واحدة من الأكبر في العالم منذ الحرب العالمية الثانية. وطاول الدمار الناتج من الزلزال، ومركزه تركيا، خمس محافظات سورية هي إدلب (شمال غرب) وحلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية وطرطوس (غرب). وأودى حتى الآن بأكثر من 22300 شخص في سورية وتركيا، بينهم أكثر من 3300 في سورية. ومنذ فجر الإثنين، ينهمك سكان ومسعفون في محافظات سورية عدة بالبحث عن ناجين تحت الأنقاض وسط إمكانات محدودة مع تراجع فرص العثور على احياء. وفي سورية، لجأ ناجون إلى مخيمات النازحين قرب الحدود التركية، أو إلى مراكز الإيواء الموقتة التي أنشأتها السلطات في المحافظات المنكوبة، ومنهم أيضاً من افترش الشوارع والباحات والحقول، أو حتى اختار تمضية لياليه في السيارات. وقال ممثل مفوضية اللاجئين «في سورية، إنها أزمة داخل أزمة».

«مركز الملك سلمان للإغاثة»: جسر جوي خلال ساعات إلى حلب

القرني قال لـ«الشرق الأوسط»: 4 آلاف متطوع جاهزون للمساعدة بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري

أطنان من المساعدات السعودية لمتضرري الزلزال في تركيا وسوريا تصل تباعاً للأراضي التركية

(الشرق الأوسط)... الرياض: عبد الهادي حبتور.. كشفت مصادر سعودية لـ«الشرق الأوسط» عن تنسيق جارٍ لتسيير رحلات سعودية إغاثية مباشرة إلى مدينة حلب السورية، لتقديم المساعدات الطبية والإيوائية والبحث والإنقاذ لمتضرري الزلزال المدمر، الذي ضرب سوريا وتركيا وخلَّف آلاف القتلى والجرحى. كما تستعد السعودية خلال الأيام المقبلة، وضمن خطط ممنهجة، لإرسال آلاف المتطوعين من الأطباء والممارسين الصحيين، والمختصين في مجالات الطوارئ والبحث والإنقاذ، للمساهمة في مساعدة المتضررين من الزلزال. وأكد الدكتور عبد الله المعلم، مدير إدارة المساعدات الصحية بـ«مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» استمرار الجسر الإغاثي السعودي لمساعدة المتضررين في تركيا وسوريا، تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد. وكشف المعلم في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» عن جهود لتسيير رحلات إغاثية مباشرة إلى مدينة حلب السورية خلال الساعات المقبلة، بعد استكمال التنسيق مع الهلال الأحمر السوري. وقال في رد على سؤال حول وصول الفرق الطبية السعودية إلى الجانب السوري: «نحن الآن في طور فتح المعابر وسيصلون قريباً بإذن الله، كما نفكر الآن في تسيير طائرات مباشرة خلال الساعات المقبلة إلى مدينة حلب بعد إنهاء بعض الإجراءات في فسوحات المنافذ والطائرات، وبالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري». وأشار إلى أن الطائرة السعودية السادسة وصلت أمس مطار غازي عنتاب التركي، وتحمل 98 طناً من المساعدات الإغاثية تشتمل على المواد الغذائية والخيام والبطانيات والبسط والحقائب الإيوائية، بالإضافة إلى المواد الطبية. ولفت إلى أن المساعدات الطبية شملت «أجهزة الأشعة الصوتية، المراقبة الحيوية، العلامات الحيوية، مراقبة المريض، التخدير، التنفس الصناعي، إلى جانب احتياجات غرف العمليات الجراحية بكل مستلزماتها». أضاف المعلم: «بالنسبة لفرق الإنقاذ هناك ثلاثة أنواع: الأولى، فرق الهلال الأحمر السعودي من أطباء ومساعدين صحيين ومسعفين؛ الثانية، فرق إنقاذ من الدفاع المدني وتشمل 93 فرداً في كل تخصصات البحث والإنقاذ بكافة معداتهم الخفيفة والثقيلة والكاميرات الحرارية للبحث عن الناجين؛ أما الثالثة فهي فرق تطوعية طبية مسجلة في منصة مركز الملك سلمان من أطباء في جميع التخصصات الجراحية وجراحة الأطفال وغيرها». وفيما تحدث مدير إدارة المساعدات الصحية في المركز عن خطط لإنشاء مستشفيات ميدانية في وقت لاحق، أكد أن الحالة الراهنة هي للبحث والإنقاذ والعمل على استقرار الحالات، وذلك بما يقتضيه الموقف، وتوجيهات القيادة بسرعة مساعدة المتضررين جراء الزلزال المدمر. الدكتور علي القرني، مدير إدارة البرامج التطوعية في «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» أشار إلى تسجيل أكثر من 4 آلاف متطوع ومتطوعة حتى الآن، ممن يرغبون في المساهمة في مساعدة متضرري الزلزال في سوريا وتركيا. وقال القرني في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «الفرق الميدانية الأولى للمتطوعين وصلت بالفعل أرض الميدان للمساعدة في تركيا وسوريا، هناك فرق طبية وإسعافية وطب الطوارئ والدعم النفسي، إلى جانب فرق الإنقاذ، ويتم العمل على تجهيز المستشفيات الميدانية للتعامل مع الحالات التي تحتاج رعاية عاجلة». أضاف: «كما تعلمون فإن الدقائق الأولى مهمة في حياة أي إنسان، وعليه يتم حالياً وضع خطط ممنهجة ومهيأة ومجهزة تتناسب مع الحديث ومع التوجيه السامي لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده». وأفاد بأنه «تم تسجيل أكثر من 4 آلاف متطوع ومتطوعة حتى الآن، الذين يرغبون في تقديم المساعدة للمتضررين جراء الزلزال الذي ضرب الأشقاء في سوريا وتركيا، وفقاً لتخصصاتهم المختلفة سواء الممارسين الصحيين، والأطباء في التخصصات المطلوبة، وهم ينتظرون التقييم للانطلاق لمواقع الحدث في سوريا وتركيا». ودعا القرني جميع المتطوعين الراغبين في المساهمة وتلبية توجيهات القيادة بمساعدة الإخوة في سوريا وتركيا، بالتسجيل في بوابة التطوع الخارجي التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مشيداً بالأعداد الكبيرة التي سجلت وأبدت استعدادها بكل شغف ومحبة لمساعدة الأشقاء في كل من سوريا وتركيا. وجمعت الحملة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان للتبرع لمتضرري الزلزال في سوريا وتركيا، حتى يوم أمس أكثر من 250 مليون ريال سعودي.

مدير «الصحة العالمية» من حلب: أحضرنا 35 طناً من المعدات الطبية

بيروت: «الشرق الأوسط»... أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إحضار 35 طناً من المعدات الطبية الحيوية اللازمة للتعامل مع الحاجات الأساسية للمصابين المتضررين من الزلزال في سوريا، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، اليوم (السبت)، عن غيبريسوس قوله، من مطار حلب الدولي: «أحضرنا 35 طناً من المعدات الطبية الحيوية اللازمة للتعامل مع الحاجات الأساسية للمصابين المتضررين جراء الزلزال». وأشارت الوكالة إلى وصول غيبريسوس إلى مطار حلب للقيام بجولة مع وزير الصحة السوري حسن الغباش، ومحافظ حلب، على بعض المستشفيات ومراكز الإيواء في المدينة. بدوره، أعلن الغباش تسلم وزارة الصحة 10 سيارات إسعاف مقدمة من شركة في الأردن لدعم الاستجابة الطبية في حلب، مشيراً إلى أن السيارات انضمت فوراً إلى منظومة الإسعاف والطوارئ لتلبية أوسع فئة ممكنة بأقصى سرعة، لافتاً إلى أن الاستجابة مستمرة وستبقى. وتدخل المساعدات ببطء إلى المناطق المنكوبة في تركيا وسوريا، حيث يبذل المسعفون جهوداً مضنية لسحب أطفال من بين ركام المباني التي دُمرت في زلزال الإثنين وارتفعت حصيلة ضحاياه إلى أكثر من 24 ألف قتيل. ويعيق الطقس الشديد البرودة في المناطق المتضررة جهود الإنقاذ، ويفاقم معاناة ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات عاجلة. ويحتاج 870 ألف شخص على الأقل بشكل عاجل لمواد غذائية في البلدين بعد الزلزال الذي شرد ما يصل إلى 5.3 مليون شخص في سوريا وحدها، حسبما قالت الأمم المتحدة. وتسببت الهزات الارتدادية التي أعقبت الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات، بسقوط مزيد الضحايا، وقلبت حياة الناجين رأساً على عقب.

وصول إغاثة «الصحة العالمية» ومديرها إلى شمال سوريا

13 طائرة مساعدات إماراتية لمنكوبي الزلزال عبر مطاري دمشق واللاذقية

حلب: «الشرق الأوسط»... وصل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إلى مطار حلب الدولي شمال سوريا، السبت، على متن طائرة حملت 37 طناً مترياً من الإمدادات الطبية الطارئة استجابة للزلزال المدمر، وفق ما ذكرت المنظمة في حسابها على «تويتر». وقال غيبرييسوس، في تغريدة تضمنت صوراً: «أشعر بالحزن لرؤية الظروف التي يواجهها الناجون: الطقس المتجمد والوصول المحدود للغاية إلى المأوى والغذاء والماء والتدفئة والرعاية الطبية». وكان غيبرييسوس قال للصحافيين في المطار: «إنها إمدادات طبية طارئة تبلغ نحو 37 طناً مترياً»، موضحاً أنّها «ستسهم في تقديم الدعم الطارئ للأشخاص المتضررين» من الزلزال. وهذه الزيارة هي الأولى لمسؤول أممي بارز إلى سوريا منذ الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا ومركزه تركيا المجاورة، متسبباً بسقوط 24 ألفاً و290 قتيلاً على الأقل في البلدين، 3553 منهم في سوريا وحدها، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وأكد المسؤول الأممي أنّ منظمة الصحة العالمية ستواصل تقديم الدعم «عبر إحضار المزيد من الإمدادات الطارئة»، مشيراً إلى أن «شحنة اليوم (السبت) هي الأولى وستليها شحنة أخرى غداً»، محملة «بأكثر من 30 طناً مترياً». وشدد على أن المنظمة تعتزم «توفير الإمدادات الطارئة خصوصاً تلك المهمة للتعامل مع الصدمات (التروما) لدى الأشخاص المتضررين من الزلزال». وأعرب عن قلقه إزاء تداعيات الزلزال، لا سيما لناحية شلّ الخدمات الأساسية على غرار المياه. وقال: «الناس معرضون لأمراض الإسهال... ومشكلات صحية أخرى، خصوصاً مشكلات الصحة النفسية». وجال غيبرييسوس، وفق ما ذكرت وكالة «سانا»، مع وزير الصحة السوري حسن غباش ومحافظ حلب على بعض المستشفيات ومراكز الإيواء في مدينة حلب التي تضرّرت بشدة جراء الزلزال. وقال غباش، الذي كان في استقبال مدير المنظمة لصحافيين: «زيارة الدكتور تيدروس لها أهمية كبيرة من نواحٍ عدة، فهو سيطلع أولاً على الواقع وما سببته هذه الكارثة». وتمنى عليه «الاطلاع على واقع المشافي وما ينقصها من تجهيزات»، معولاً على قدرة المنظمة على «إمدادنا بها لتقديم الخدمات الصحية المطلوبة». واستنزفت سنوات الحرب الطويلة التي تشهدها سوريا منذ عام 2011 المرافق الطبية، وأدت إلى دمار عدد كبير منها، خصوصاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في شمال غربي البلاد. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 50 في المائة من المرافق الصحية في البلاد خارج الخدمة، بينما تلك التي تعمل، تشكو من نقص في المعدات والطواقم الطبية والأدوية. وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري، في مؤتمر صحافي السبت: «الاحتياجات هائلة حقاً ونحن حالياً قلقون بشأن هذه المرحلة الحادة والوقت الحرج». وتعتزم المنظمة، وفق ما أعلن مدير الطوارئ الإقليمي الدكتور ريتشارد برنان، توجيه نداء تمويل من أجل سوريا وتركيا بقيمة 40 مليون دولار. ويعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا إحدى أسوأ الكوارث التي تشهدها المنطقة منذ قرن. على جانبي الحدود، تهدمت آلاف المساكن. وتكثف فرق الإنقاذ والإغاثة جهودها بحثاً عن ناجين رغم انقضاء الساعات الـ72 الأولى الحيوية، فيما يزيد الصقيع من صعوبات الوضع ولا يزال المئات تحت الأنقاض. وفي السياق نفسه، وصلت طائرة إماراتية، السبت، إلى مطار دمشق الدولي محملة بمساعدات إغاثية للمتضررين جراء الزلزال، لتكون بذلك الطائرة الـ13 التي ترسلها الإمارات. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة معتز دوه جي قوله إن الطائرة الإماراتية الواصلة إلى مطار دمشق الدولي صباح السبت هي الـ13، وتحمل مساعدات غذائية وإغاثية للمساهمة في إغاثة أهالي المناطق المتضررة جراء الزلزال، ويبلغ وزن حمولتها نحو 88 طناً. ولفت دوه جي، في تصريح للصحافيين، إلى أن عدد الطائرات التي وصلت إلى مطارات حلب واللاذقية ودمشق مع طائرة السبت 55 طائرة، منها 28 طائرة هبطت في مطار دمشق الدولي. وأوضح دوه جي أنه سيتم شحن مواد الإغاثة التي وصلت إلى مطار دمشق الدولي إلى المحافظات المتضررة من الزلزال على الفور من قبل لجنة الإغاثة، لافتاً إلى أن سوريا تقدر هذا التضامن العربي في محنتها التي تمر بها. ووصلت إلى مطار دمشق، أمس، ثلاث طائرات إماراتية وأخرى مقدمة من منظمة «اليونيسف» قادمة من الإمارات محملة بمساعدات إغاثية للمتضررين جراء الزلزال.

سوريون يستقبلون أحبتهم جثامين عند الحدود التركية

يريدون دفنهم قربهم بعدما قضوا بعيدين عنهم

(الشرق الأوسط)... إدلب: فراس كرم... يستقبل مئات السوريين عند معبر «باب الهوى» يومياً، عشرات الجثامين من أحبتهم، الذين كانوا لاجئين في الولايات التركية الجنوبية التي ضربها الزلزال المدمر، الاثنين 6 فبراير (شباط)، وتسبب في وفاة الآلاف منهم تحت الأنقاض، فيما لا يزال مصير آلاف آخرين مجهولاً حتى الآن. يقف أبو أحمد (58 عاماً)، وهو نازح من مدينة كفرزيتا بريف حماة، مع عدد من أقاربه، وتبدو على وجوههم علامات الحزن الواضحة، بالقرب من ساحة المعبر، يترقبون قدوم سيارات الإسعاف، التي تنقل جثامين السوريين من الجانب التركي إلى السوري، لتسلم جثامين أقاربهم الذين قضوا تحت الدمار جراء الزلزال الذي ضرب مدينة كراخان التركية، لدفنها في سوريا. يقول أبو أحمد، إنه «فقد ما يقارب 40 شخصاً من أقاربه في الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، منهم 24 شخصاً بينهم أطفال في مدن جنديرس وحارم وسرمدا شمال غربي سوريا، و16 قضوا في مدن هاتاي وكرخان جنوب تركيا. وهم بانتظار وصول جثامينهم، التي يعمل الذين نجوا من أقاربه من الزلزال في الداخل التركي، على نقلها إلى سوريا، ليجري دفنهم في شمال إدلب (مؤقتاً)، وذلك نزولاً عند رغبة آبائهم وأمهاتهم وأحبتهم، ونقلهم إلى بلدتهم الأم كفرزيتا، الخاضعة في الوقت الحالي لسيطرة النظام السوري، عندما تسمح الظروف بذلك». بالقرب من أبو أحمد، تنتظر أم محمد (52 عاماً) وأقاربها من منطقة تفتناز بريف إدلب، وصول جثمان ابنها محمد ذي الـ23 عاماً، الذي قضى تحت الدمار في مدينة مرعش التركية، التي أصرت على جلب جثمانه ودفنه قريباً منها بعدما فارق الحياة وهو بعيد عنها، وهي تردد كلمات حزينة «ودعتك يا محمد حي وبدي أستقبلك هلق ميت». يقول أحد أقربائها، إن «الشاب محمد، دخل الأراضي التركية قبل عامين، بقصد إكمال دراسته الجامعية (الهندسة)، بعد تعثره بمواصلة التعليم في سوريا. وزار أمه وعائلته في غضون العامين الماضيين 3 مرات، وكانت المرة الأخيرة التي دخل فيها إلى سوريا، وزار أهله، في إجازة عيد الأضحى الماضي، وكانت تلك هي آخر زيارة له إلى سوريا وهو على قيد الحياة». وقال مازن علوش، وهو مسؤول العلاقات الإعلامية في معبر «باب الهوى» الحدودي مع تركيا شمال إدلب، إن «عدد الشهداء السوريين الذين وصلوا من الولايات التركية الجنوبي، التي ضربها الزلزال المدمر، عبر معبر باب الهوى بلغ نحو 1000 شهيد، من أطفال ونساء ورجال، وتُنقل جثامين الضحايا، وفق آلية سهلة ومنضبطة، يجري خلالها توثيق اسم الضحية وذويها الذين، يجري تسليمهم الجثامين أصولاً عند معبر باب الهوى في الجانب السوري». وبحسب «إدارة الهجرة التركية»: «تُعتبر المدن والمناطق التي تعرضت للزلزال في الولايات الجنوبية، من أكثر الولايات التي يقطنها اللاجئون السوريون. وفي مقدمة هذه المدن، تأتي مدينة غازي عنتاب، التي تستضيف 460 ألفاً و150 لاجئاً سورياً، تليها مدينة هاتاي وعدد السوريين فيها 354 ألفاً، وأورفا 368 ألفاً وأضنة 250 ألفاً. بينما مدن كهرمان مراش وكلس وإديمان والعثمانية ودياربكر وملاطيا، يقطنها نحو 550 ألف لاجئ من مناطق مختلفة في سوريا، وعلى رأسهم أبناء محافظة حلب ومدن ريف حماة الشمالي، وقد سجلت تلك المدن السورية أعلى حصيلة في أعداد الشهداء بين اللاجئين السوريين في تركيا جراء الزلزال المدمر». ودخلت، السبت، قافلة جديدة مقدمة من الأمم المتحدة، إلى شمال غربي سوريا، مؤلفة من 22 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية، وهي الثانية ضمن برنامج دعم منكوبي الزلزال. وقال مازن علوش: «دخل اليوم (أمس) من معبر باب الهوى في شمال إدلب، قافلة جديدة من الأمم المتحدة مؤلفة من 22 شاحنة محملة بمختلف المواد الإغاثية والطبية، للمتضررين من الزلزال، وجرى تسليمها للمنظمات الدولية الشريكة (هاند أند هاند) والإغاثة الدولية». بينما جرى تسليم منظمة «وطن» كميات من المساعدات الإغاثية واللوجيستية لتوزيعها في أقرب وقت للمنكوبين والمتضررين من الزلزال.

التطبيع على حساب الضحايا.. كيف يستغل نظام الأسد مأساة زلزال سوريا؟

الحرة - واشنطن, الحرة / وكالات – واشنطن... الأسد يسعى لتحقيق مكاسب سياسية من كارثة الزلزال.

مع تفاقم مأساة الزلزال الذي ضرب تركيا وشمال سوريا، يتهم ناشطون النظام في دمشق بمحاولة استغلال الأزمة بالضغط وابتزاز المجتمع الدولي بشأن المساعدات، ناهيك عن تعزيز تمدد الوجود الإيراني في بعض المناطق. وعربيا ظهرت العديد من الأصوات التي تنادي من أجل إعادة سوريا ضمن المجتمع العربي، وإعادة العلاقات مع دمشق، وهو ما حذرت منه واشنطن في تصريحات سابقة. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، السبت، أن عدد المتضررين من جراء الزلزال المدمر في سوريا بلغ نحو 11 مليون شخص، ناهيك عن تعرض 20 منشأة صحية على الأقل في شمال غرب البلاد، بينها أربعة مستشفيات، لأضرار. ويرى محللون سياسيون تحدثوا لموقع "الحرة" أن مأساة الزلزال قد تكون بوابة لعودة العلاقات العربية-السورية، وسيعمل النظام في دمشق على استثمار معاناة الناس لتحقيق مكاسب له.

"كارثة إنسانية!"

عقبات أمام توصيل المساعدات إلى شمال غرب سوريا

المحلل السياسي الكردي، إبراهيم كابان، قال إن "النظام السوري يتبع استراتيجية لاستغلال أزمة الزلزال، والتي يستخدم فيها أذرعه الإعلامية في نشر البروبوغندا، في استثمار ما حصل للضغط على المجتمع الدولي من أجل إلغاء العقوبات عنه وفك الحصار الاقتصادي". وأوضح كابان المقيم في ألمانيا في حديث لموقع "الحرة" أن "العقوبات الدولية أضرت كثيرا بالنظام في دمشق والذي أصبح على حافة الانهيار، ولكنه الآن يعيد تجديد علاقاته مع بعض الأنظمة التي تسعى لتقديم الدعم له بذريعة المساعدات الإنسانية". ولقي أكثر من 3500 حتفهم في سوريا بحسب بيانات الجمعة. ووصلت عشرات الطائرات المحملة بالمساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية منذ، الاثنين، في حين لم يصل سوى القليل إلى منطقة شمال غرب البلاد الأكثر تضررا، بحسب تقرير لوكالة رويترز. وفي الأوقات العادية، تقدم الأمم المتحدة المساعدات إلى شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة عبر الحدود مع تركيا عبر نقطة تفتيش واحدة، وهي سياسة تنتقدها دمشق باعتبارها تنتهك سيادتها.

"هذا هو بشار الأسد".. يوزع الضحكات ويشكر الميليشيات وسط الأنقاض

رغم أن "الضحكات والابتسامات" لم تفارق جميع إطلالته على مدى 11 عاما من الحرب في البلاد، ولاسيما في الخطاب الأول له عقب اندلاع الاحتجاجات إلا أنه لم يكن متخيلا أن تكون حاضرة على ملامح رئيس النظام السوري، بشار الأسد بينما كان الوقت ينفذ للبقاء على الحياة أمام منكوبي الزلزال المدمّر، وتتالى الأرقام الخاصة بأعداد الضحايا والمصابين والمشردين في الشوارع، ساعة بعد ساعة. المحلل السياسي مدير مؤسسة غنوسس للأبحاث في لندن، عمار وقاف، يرفض الاتهامات بأن النظام في دمشق يحاول استغلال "مآساة الزلزال"، مؤكدا أننا الآن "أمام كارثة إنسانية تحتاج إلى تكاتف الجميع". وأضاف في اتصال هاتفي مع موقع "الحرة" أن النظام السوري خاضع للعقوبات منذ سنوات "وهذا الأمر يحد من قدرته على الاستجابة بشكل كبير، ويضعف من جهود الإغاثة المطلوبة". وأشار إلى أن "المساعدات التي تذهب لسوريا تصل لفئات متضررة من الزلزال، وحتى فئات فقيرة بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها العديد من المناطق بسبب الحرب". وقال مبعوث إيطاليا إلى دمشق إن شحنة من المساعدات الإنسانية الإيطالية الموجهة إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة في سوريا وصلت إلى بيروت، السبت، في أول مساعدة أوروبية من الزلزال لحكومة دمشق. وقال القائم بالأعمال، ماسيميليانو دانتونو، لرويترز إن الشحنة التي تزن 30 طنا تشمل أربع سيارات إسعاف و13 حاوية من المعدات الطبية. وأضاف أن فريقا من أربعة أطباء في طريقه أيضا لمناطق سيطرة الحكومة السورية. والخميس، عادت قافلة مساعدات كانت قادمة من المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا إلى المناطق التي ضربها الزلزال في الشمال الغربي للبلاد، وفشلت في الوصول إلى من هم في حاجة إليها في أحدث مثال على تعقيد جهود الإغاثة بسبب العداوات الناجمة عن الحرب الأهلية. ويقول محللون لوكالة رويترز إن الرئيس السوري، بشار الأسد، يسعى لتحقيق مكاسب سياسية من الزلزال الذي دمر أجزاء كبيرة من سوريا وتركيا ويضغط من أجل إرسال مساعدات خارجية عبر الأراضي السورية للتحرر تدريجيا من العزلة الدولية المفروضة عليه.

بوابة لعودة العلاقات

ويرى المحلل السياسي وقاف أن الأزمة الحالية "قد تكون بوابة وفرصة جيدة لإعادة العلاقات بين سوريا وبقية الدول العربية". وبين أن "عودة العلاقات السورية- العربية ليس بالأمر السيء، وأزمة الزلزال فرصة للجميع لتجاوز الخلافات، وعودة التكاتف العربي". دعا رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، خلال المؤتمر الخامس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، السبت، إلى "عودة سوريا إلى محيطها العربي والإقليمي والدولي"، بحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء العراقية "واع". وأشار إلى أن" العراق باشر في هذه الأزمة الأخيرة بفتح المنافذ لإيصال المساعدات الشعبية و الحكومية كافة وهنالك دور واضح للوقوف مع الشعب السوري الشقيق". ويعتقد المحلل السياسي كابان، بأن الأزمة ستتيح لدمشق "إعادة إحياء العلاقات مع العديد من الدول العربية"، مضيفا أن "دمشق كانت على تواصل مع بعض الأنظمة العربية خلال الفترة الماضية". وقال إن "على الدول العربية أن تعي تماما أن أكثر المناطق التي تضررت في سوريا من الزلزال هي تلك المناطق خارج سيطرة نظام دمشق، وهي تحتاج لإيصال المساعدات لها تحت مظلة دولية وليس تحت مظلة النظام". وأكد كابان أننا لا "ندعو إلى وقف المساعدات الإنسانية إلى سوريا، ولكن يجب على المجتمع الدولي والقوى الكبرى إيصالها لمستحقيها المتضررين بشكل حقيقي من الزلزال"، إضافة إلى عدم "إعطاء نظام بشار الأسد لما يشبه صك غفران عما فعله من قتل وتهجير للسوريين". والشهر الماضي، أكدت واشنطن على موقفها المعارض لأي خطوة تطبيعية مع نظام الأسد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في يناير الماضي، إن الأسد، " ارتكب أعمالا وحشية، وقواته ارتكبت جرائم حرب، وسنواصل العمل على محاسبة النظام، وتشجيع شركائنا وحلفائنا على عدم التطبيع معه وعلى تطبيق القرار ٢٢٥٤". وأضاف قوله: "أوضحنا أننا لن نطبع ولا نؤيد أية دولة تقوم بالتطبيع مع نظام الأسد".

دمار سوريا وتشرد أهلها من الهزة فوق الدمار والتشرد الذي لحق السوري في العشر سنوات الفائتة، هو تذكير بالمأساة والدرك الذي وصلت إليه "عرين العروبة" والتي باتت خياراتها محصورة اليوم بين الجوع أو توسل الأسد. وتعتقد الكاتبة، جويس كرم، في مقال منشور على موقع "الحرة" بأن "الفشل الدولي على مستوى المساعدة والإغاثة في سوريا لا مبرر له، وهو اليوم سيعبد الطريق لإعادة بعض الدول فتح جسورها مع بشار الأسد". وقالت إنه "بعد اتصال من الرئيس الإماراتي محمد بن زايد والمصري عبد الفتاح السيسي بالأسد، ستعجل الهزة قطار التطبيع العربي مع الأسد. اليوم، الدول الغربية ما زالت تعيد تحفظاتها وتكرر أنها لن ترسل المساعدات عبر الأسد، إنما دمشق تعول أولا على التطبيع الإقليمي وتحديدا العربي والتركي. فالمال ولو جاء من أوروبا أو الخليج أو أفريقيا لا يهم الأسد، والغطاء الإقليمي هو أكثر من كاف لتعويمه سياسيا". وتابعت كرم بأن "عودة الأسد إلى الجامعة العربية دفع باتجاهها الأردن والإمارات وتحفظت عليها السعودية ومعها مصر بعد ضغوط غربية. إنما اليوم والسيسي قد اتصل بالأسد والغرب منشغل بأوكرانيا، فقد تدفع الكارثة بدعوة دمشق من باب المساعدة وإعادة الإعمار".

دمار سوريا وتشرد أهلها من الهزة فوق الدمار والتشرد الذي لحق السوري في العشر سنوات الفائتة، هو تذكير بالمأساة والدرك الذي وصلت إليه "عرين العروبة" والتي باتت خياراتها محصورة اليوم بين الجوع أو توسل الأسد. والجمعة، قرر الرئيس التونسي، قيس سعيد، رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في سوريا في خطوة لإعادة العلاقات بشكل كامل مع دمشق. واعتبر الرئيس التونسي الذي قطعت بلاده العلاقات مع دمشق قبل 10 سنوات بسبب انتهاكات بحق محتجين، أن قضية النظام السوري شأن داخلي وأن السفير يعتمد لدى الدولة وليس النظام. وأرسلت تونس طائرات إغاثة إلى سوريا تتضمن فرق إنقاذ وحماية مدنية وأطباء ومساعدات غذائية وصلت بالفعل إلى مطار حلب الخاضع لسيطرة النظام السوري. وخلال الأيام الماضية، تلقى الأسد اتصالين هاتفيين من الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، والجزائري، عبدالمجيد تبون، عبرا عن تضامنهما مع الشعبين السوري والتركي، وأعربا عن استعدادهم لتقديم المساعدة. وفي إطار متصل أكدت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس إن النهج السياسي الذي تتبعه باريس تجاه الحكومة السورية لن يتغير، وأن المساعدات المقدمة لسوريا بعد الزلزال المدمر ستكون عبر المنظمات غير الحكومية وآلية الأمم المتحدة. وأضاف متحدث باسم الوزارة فرانسوا ديلما في إفادة مقتضبة للصحفيين "نهجنا السياسي لم يتغير ونعمل لصالح الشعب السوري بخلاف بشار الأسد" في إشارة للرئيس السوري.



السابق

أخبار لبنان..الخلافات المسيحية تتمدد من بكركي إلى دمشق .. 46 من نواب المعارضة «شهروا» لا مدوية لجلسة تشريعية للبرلمان..فهل تمرّ؟.. نواب المعارضة يرفضون المشاركة في جلسة تشريعية قبل انتخاب رئيس..مصارف لبنان تتجه للإقفال الكامل رداً على «مماطلة الحكومة»..

التالي

أخبار العراق.."أي وحدة تمشي عندنا"..غضب من تصريح "أبو فدك" عن النساء السوريات والحشد يرفض التعليق..بغداد تبدي تفاؤلاً حذراً بـ«تفهم» واشنطن لخصوصيتها المالية..مسؤولة أميركية لـ"الحرة": ملتزمون بدعم العراق في محاربة غسيل الأموال..تواصل الجدل بين معارض ومؤيد لـ«المحتوى الهابط»..


أخبار متعلّقة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,098,107

عدد الزوار: 7,660,006

المتواجدون الآن: 0