أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..موسكو: المزاعم الأميركية حول الصواريخ المصرية كاذبة.. موجّهو المسيّرات مقاتلون من نوع آخر على خطوط الجبهات في أوكرانيا..موسكو تتّهم كييف والغرب بالسعي لإحداث «تمرد مسلح»..أوستن: سنقلب كل حجر حتى نعرف مصدر تسريب «الوثائق السرية»..تحذيرات أميركية من تجسس روسي على مصالح أوكرانية..الفلبين والولايات المتحدة تباشران أكبر مناورات عسكرية مشتركة..احتدام الخلاف في أميركا على «الإجهاض» و«حمل السلاح»..الأمم المتحدة أمام خيار «مروع» في أفغانستان..الانتشار العسكري الصيني مستمر في محيط تايوان..وثيقة أميركية مسرّبة: كوريا الشمالية استعرضت أنظمة صواريخ غير قابلة للتشغيل..مقتل 7 جنود باشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان في قرة باغ..ماكرون يلجأ إلى هولندا لتخفيف عزلته ..

تاريخ الإضافة الأربعاء 12 نيسان 2023 - 4:56 ص    عدد الزيارات 859    التعليقات 0    القسم دولية

        


موسكو: المزاعم الأميركية حول الصواريخ المصرية كاذبة..

تحدثت عن تقدم في باخموت... واتهمت واشنطن بإنتاج أسلحة بيولوجية

موسكو: رائد جبر لندن - جنيف: «الشرق الأوسط»...نفى الكرملين، الثلاثاء، صحة معطيات نشرتها وسائل إعلام أميركية حول اتفاقات مصرية - روسية لإنتاج 40 ألف صاروخ في مصر ونقلها إلى الأراضي الروسية. وفي أول تعليق للكرملين على التقارير الأميركية، قال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف، إن المعطيات التي نُشرت في الولايات المتحدة «كاذبة ولا أساس لها من الصحة». ورأى أنها «تصبّ في سياق التقارير المضللة المعتادة». وكانت وسائل إعلام أميركية نشرت تقارير أفادت بأن مصر خططت سراً لإرسال شحنات من آلاف الصواريخ إلى روسيا. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن وثيقة استخباراتية أميركية قالت، إنها بين الوثائق التي تم تسريبها أخيراً أن مصر قامت بإنتاج ما يصل إلى 40 ألف صاروخ ليتم شحنها سراً إلى روسيا. ونفت القاهرة في وقت سابق صحة هذه المعطيات، وقال مصدر مطلع وفقاً لقناة «القاهرة الإخبارية»، إن ما نشرته الصحيفة الأميركية «عبث معلوماتي ليس له أساس من الصحة»، مضيفاً أن مصر تتبع سياسة متزنة مع جميع الأطراف الدولية، مؤكداً أن محددات هذه السياسة هي السلام والاستقرار والتنمية. ونفى المصدر وجود أي خطط لدى القاهرة في هذا الشأن، داحضاً المعطيات حول توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي في فبراير (شباط) الماضي لإنتاج 40 ألف صاروخ لصالح روسيا، وأنه «أصدر تعليمات للمسؤولين بالحفاظ على سرية الإنتاج والشحن لتجنب المشاكل مع الغرب». وكانت الصحيفة الأميركية قالت، إن السيسي، أمر المسؤولين مؤخراً بإنتاج الصواريخ، ليتم شحنها سراً إلى روسيا. ولخص جزء من وثيقة سرية للغاية، مؤرخة في 17 فبراير، المحادثات المزعومة بين السيسي وكبار المسؤولين العسكريين المصريين لتزويد روسيا بقذائف المدفعية والبارود. على صعيد آخر، أعلن إيغور كيريلوف، قائد قوات الحماية الإشعاعية والكيماوية والبيولوجية الروسية، أن التحليلات التي أجراها خبراء في المنشآت البيولوجية الأميركية في منطقة دونباس أثبتت أنها كانت تنتج مكونات أسلحة بيولوجية. وذكر الجنرال، خلال اجتماع لمجلس الدوما (النواب) الثلاثاء، أن العمل الذي تم تنفيذه في مواقع المنشآت البيولوجية الأميركية في لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين وفي مقاطعة خيرسون، وكذلك الشهادات التي أدلى بها سكان محليون، أثبتت بشكل قاطع أن الأميركيين كانوا ينتجون مكونات أسلحة بيولوجية قرب حدود روسيا. وأكد، أن وزارة الدفاع الروسية قامت، خلال العملية العسكرية في أوكرانيا بتحليل أكثر من 2000 وثيقة مختلفة، تؤكد تنفيذ المشاريع البيولوجية العسكرية الأميركية على أراضي أوكرانيا. ووفقاً له، تم نتيجة لذلك تحديد أسماء الموظفين المسؤولين الذين شاركوا في تنظيم البحوث البيولوجية العسكرية في الولايات المتحدة وأوكرانيا. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت قبل أيام، أن الولايات المتحدة استأنفت برنامج بناء المختبرات البيولوجية في أوكرانيا وتقوم بتوسيع برامج تدريب علماء الأحياء الأوكرانيين. وقال كيريلوف للصحافيين في وقت سابق، إنه «رغم التوقف الاضطراري المرتبط بإجراء العملية العسكرية الخاصة، تم الآن استئناف الأنشطة في إطار البرنامج. وتتمثل المهام الرئيسية في هذه المرحلة في مواصلة بناء المختبرات البيولوجية في أوكرانيا، وكذلك توسيع أشكال تدريب علماء الأحياء الأوكرانيين». وبحسب كيريلوف، فإن هذا الاستنتاج مبني على تحليل محضر اجتماع مجموعة العمل التي تضم مختصين أميركيين وأوكرانيين تحت إشراف ممثلين عن إدارة الحد من التهديدات بوزارة الدفاع الأميركية بتاريخ 20 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بشأن خطط تنفيذ برنامج الحد من التهديدات البيولوجية في أوكرانيا. وأشار كيريلوف إلى أن حقائق الأنشطة العسكرية البيولوجية للبنتاغون، والتي كشفت عنها الدفاع الروسية في وقت سابق، تجبر واشنطن على بذل جهود لإخفاء الطبيعة الحقيقية لبرامجها؛ ما دفعها لتغيير اسم برنامج «البحوث البيولوجية المشتركة»، الذي يهدف في الواقع إلى تطوير مكونات الأسلحة البيولوجية. وقال «من اللافت أنه حسب المحضر، حصل البرنامج على اسم جديد هو (أبحاث المراقبة البيولوجية)»، مضيفاً أن وزارة الدفاع الأميركية تعتزم مواصلة دراسة مسببات الأمراض الخطيرة، وجمع المواد البيولوجية وإرسالها إلى الولايات المتحدة. ونشرت «الدفاع» الروسية لائحة أسماء جديدة للمشاركين في البرامج البيولوجية العسكرية للبنتاغون، من مواطني الولايات المتحدة وأوكرانيا، وبينهم الأوكرانية ناتاليا رودينا التي تعمل منذ العام 2020 مستشارة لقائد القوات الطبية الأوكرانية في شؤون التشخيص المخبري. كما اتهم رئيس جهاز الأمن الروسي ألكسندر بورتنيكوف، الثلاثاء، أوكرانيا والدول الغربية بمحاولة تحريض الروس على التخريب والتمرد المسلح. وقال بورتنيكوف خلال اجتماع للجنة مكافحة الإرهاب الروسية «أطلقت أجهزة الأمن الأوكرانية مع قادتها الغربيين حملة آيديولوجية وتجنيدية عدوانية تستهدف مواطنينا، وخصوصاً جيل الشباب». وقال، إن هذه الحملة تهدف إلى توريط الروس في «أنشطة تخريبية وإرهابية ومتطرفة» في روسيا. وأكد بورتنيكوف، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أنه تم إحباط 118 «جريمة إرهابية» في روسيا منذ فبراير «مرتكبوها من الشباب والمراهقين وبينهم قاصرون». وتذكّر هذه التصريحات بمواقف أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي متهماً أجهزة المخابرات الغربية بالتورط في هجمات «إرهابية» في روسيا. وفي بداية مارس (آذار)، قُتل المدون العسكري الروسي الشهير ماكسيم فومين، المعروف بدعمه الشديد للهجوم الروسي على أوكرانيا، بهجوم بقنبلة في مقهى في سان بطرسبرغ. كما حُكم على العديد من الروس مؤخراً بالسجن لفترات طويلة بتهمة إضرام النار بمراكز للشرطة العسكرية مستخدمة لتجنيد عسكريين. وواجه الجيش الروسي أعمالاً تخريبية عدة استهدفت قواعد عسكرية منذ بدء النزاع في فبراير 2022. ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن وحدات اقتحام تابعة لمجموعة «فاغنر» تواصل القتال من أجل السيطرة على وسط مدينة أرتيموفسك (باخموت)، وتعمل على «إزاحة العدو إلى الأطراف الغربية للمدينة». وأوضحت الدفاع الروسية في تقريرها اليومي الثلاثاء، أن وحدات من قوات الإنزال الجوي تقدم دعماً لفصائل «فاغنر» على جناحي الهجوم. وحسب التقرير، فقد نفذ الطيران الحربي 11 طلعة جوية في منطقة أرتيموفسك، في حين نفذت القوات الصاروخية والمدفعية 48 مهمة إطلاق هناك خلال اليوم الماضي. وذكر التقرير، أن «خسائر العدو على هذا المحور تجاوزت 450 فرداً من الجنود الأوكرانيين والمرتزقة الأجانب»، وشملت أيضاً 3 دبابات وعدداً من المدرعات والمركبات الأخرى، إضافة إلى مدفعين ومحطتين للرادار المضاد للبطاريات أميركية الصنع. وعلى صعيد القتلى من المدنيين، قال مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس (الثلاثاء)، إن العدد المؤكد في الحرب يقترب من 8500 شخص، مشيراً إلى مخاوف من وجود آلاف عدة من القتلى الذين لم يتم التحقق منهم. وأضاف المكتب، أنه سجل مقتل 8490 شخصاً وإصابة 14244 آخرين في الفترة من بداية الغزو في 24 فبراير 2022 إلى التاسع من أبريل (نيسان) 2023. وقال المكتب في بيان، كما نقلت عنه «رويترز»: «تعتقد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن الأرقام الفعلية أعلى بكثير نظراً لتأخر ورود المعلومات من بعض المواقع التي تشهد قتالاً محتدماً ولا تزال العديد من التقارير في حاجة إلى تأكيد». وكثفت القوات الروسية هجومها في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، حيث تتعرض العديد من المدن والبلدات لقصف عنيف. وتوصلت هيئة تحقيق مفوضة من الأمم المتحدة الشهر الماضي إلى أن القوات الروسية نفذت هجمات «عشوائية وغير متناسبة» على أوكرانيا. وتنفي روسيا استهداف المدنيين أو ارتكاب فظائع. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، في تقريرها الاستخباراتي اليومي أمس، أن وسائل الإعلام الروسية أعلنت في 3 أبريل الجاري، نقل منظومة راجمات الصواريخ المتعددة الحرارية من طراز «توس1 - إيه» إلى القوات الروسية المحمولة جواً. وأضاف التقرير، أن قوات الحماية الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية الروسية المتخصصة في أوكرانيا هي التي تقوم عادة بتشغيل منظومة راجمات «توس1 - إيه» المدمرة للغاية، والتي تصفها روسيا بـ«قاذفات اللهب الثقيلة»، ولم يتم ربطها رسميا بالقوات الروسية المحمولة جوا، بحسب موقع وزارة الدفاع البريطانية. وقال التقرير، إنه من المرجح أن تشير عملية النقل إلى دور مستقبلي للقوات الروسية المحمولة جواً في العمليات الهجومية في أوكرانيا. وأضاف التقرير، أنه من المرجح أن يكون هذا جزءاً من جهود إعادة تشكيل القوات الروسية المحمولة جواً بعد أن تكبدت خسائر فادحة في الأشهر التسعة الأولى من الحرب.

موجّهو المسيّرات مقاتلون من نوع آخر على خطوط الجبهات في أوكرانيا

كييف: «الشرق الأوسط»..داخل معسكر تدريب أوكراني غير بعيد عن خط الجبهة في باخموت، يُطلق جنود النار من أسلحة تصمّ الآذان، وبجانبهم رفاق لهم يسيرون ببطء، وقد أحنى العتاد الثقيل ظهورهم. وحده أولكسندر يجتاز المعسكر بخفّة ورشاقة. إنّه... مقاتل من نوع آخر. أولكسندر، بقبّعته العسكرية ونظارته ولحيته الصغيرة المشذّبة، سلاحه ليس رشاشاً ولا قاذفة صواريخ، إنّه محفظة صغيرة يحملها بيده، وبداخلها جهاز يقود بواسطته الطائرات المسيّرة الحربية. اليوم، أصبحت الطائرات المسيّرة أساسية بالنسبة للجيش الأوكراني، إلى حدّ أنّه بات يمتنع استخدام المدافع ضدّ القوات الروسية حين تكون الرؤية سيّئة، وذلك بهدف ادّخار الذخيرة. أولكسندر، العسكري البالغ 30 عاماً، هو قائد وحدة دعم جوي في اللواء الخامس في القوات المسلّحة الأوكرانية. وتتركّز مهمته في قيادة المسيّرات في سماء باخموت، مركز القتال بين القوات الأوكرانية والروسية في شرق البلاد، حيث تدور أطول وأعنف معركة في الحرب. يقول الشاب لوكالة الصحافة الفرنسية: «سلاحي أكثر سرية، ففي هذه المحفظة عيون الجيش». ويضيف وقد وقف في المكان الذي تنطلق منه المسيّرات «نقوم بالاستطلاع والمراقبة، ونرصد العدو، ويمكننا كذلك مرافقة المجموعات المهاجمة»، ويتابع «من قبل، كان ضبط القصف من مدافع الهاون يحتاج إلى مسّاح مثبّت على تلّ، مع حامل ثلاثي القوائم، ومناظير... لمنح مُطلق النار زوايا التصحيح، أمّا اليوم وبفضل المسيّرة، فيمكن للشخص الذي يوجّه الطلقة تعديلها بشكل فوري». ويؤكّد أنّ الأمر سيّان بالنسبة للمعسكر الآخر، على الرّغم من أنّ مهمّة موجّهي المسيّرات الأوكرانيين تشمل أيضاً تحييد المسيّرات الروسية. بجانب أولكسندر يقف فيكتور. هذا العسكري يحمل حقيبة كبيرة تحتوي على جهاز اعتراضي. يقول بينما هو يُشير إلى شاشته مبتسماً: «انظر، نحن نراها كلّها. الطائرات المسيّرة والاستطلاعية. نراها كلّها». وأكثر ما يسعده هو أنّ الجهاز الذي يستخدمه «هدية من الروس» فهو من «غنائم الحرب». ويقول: «في أوكرانيا لا نصنع مثل هذه الآلة، لقد أخذناها من العدو». من جهته، يشدّد أولكسندر على أنّ العمل في مجال قيادة المسيّرات ليس سهلاً؛ إذ يتطلّب براعة وقدرة على المناورة لإنجاز المهمة. ويقول: «هو عمل ضخم، يجب أن يعرف المشغّل كيفية زيادة نطاق أجهزته، وكيفية إنشاء نقطة انطلاق على أرض معقّدة، وحفر خندق، وإخفاء وجوده...». ويضيف «لا تصبح قائد مسيّرة عن طريق الصدفة. يجب أن تتمتّع بالمهارة». وغالباً ما تكون الطائرات المسيّرة التابعة للجيش الأوكراني نماذج تجارية، لذلك من الضروري أولاً تعديل برامجها الإلكترونية «لجعلها غير مرئية بالنسبة لأجهزة المراقبة الروسية»، بحسب ما يؤكد أولكسندر، مشيراً إلى جهازه الذي يبلغ طوله نحو عشرين سنتيمتراً ويمكن وضعه في الجيب. ويعدّل الشاب طائراته لجعلها قادرة على إلقاء قنابل يدوية أو عبوات ناسفة. ويؤكّد أنّه إذا كانت وحدته أصبحت بارعة اليوم في تعديل المسيّرات لتمكينها من إلقاء قنابل من الجوّ، فإنّ الأمر لم يكن كذلك في السابق. ويتذكّر نجاحه الأول. فبعد عمله لمدة ثلاثة أشهر في مجال قيادة المسيّرات تمكّن من تدمير مدفع من طراز «إم تي - 12 رابيرا» مضادّ للدبابات، بإلقاء قنبلة عليه من مسيّرة. ومع ذلك يوضح العسكري أنّ الخسائر تبقى كبيرة، ويقدّر عدد الطائرات المسيّرة التي فُقدت في ساحة المعركة بنحو مائة. وتحمل المسيّرة التي بحوزته اسم «كاميكازي»، تيّمناً بالطيارين اليابانيين الذين كانوا ينفذون مهمات انتحارية خلال الحرب العالمية الثانية. ويؤكّد أنّ باخموت ما زالت صامدة بفضل أمثاله من قائدي المسيّرات. ويقول: «تمّ صدّ هجمات (المجموعة شبه العسكرية) فاغنر على باخموت بشكل رئيسي بفضل الطائرات المسيّرة التي تلقي قنابل». وباخموت هي خط الجبهة الأشدّ سخونة في أوكرانيا؛ إذ يقاوم الأوكرانيون منذ أشهر الهجمة تلو الأخرى على الرغم من نقص عددهم. ويضيف أنه «انتقام قائدي المسيّرات».

موسكو تتّهم كييف والغرب بالسعي لإحداث «تمرد مسلح»

بورتنيكوف يُعلن إحباط 118 «جريمة إرهابية» منذ فبراير

الراي...موسكو - أ ف ب - اتهم رئيس جهاز الأمن الروسي ألكسندر بورتنيكوف، أوكرانيا والدول الغربية بمحاولة تحريض الروس على التخريب والتمرد المسلح على خلفية غزو أوكرانيا. وقال بورتنيكوف خلال اجتماع للجنة مكافحة الإرهاب الروسية، أمس، «أطلقت أجهزة الأمن الأوكرانية مع قادتها الغربيين حملة إيديولوجية وتجنيدية عدوانية تستهدف مواطنينا وخصوصاً جيل الشباب». وأضاف أن هذه الحملة تهدف إلى توريط الروس في «أنشطة تخريبية وإرهابية ومتطرفة» في روسيا. وأكد بورتنيكوف أنه تم إحباط 118 «جريمة إرهابية» في روسيا منذ فبراير الماضي «مرتكبوها من الشباب والمراهقين وبينهم قاصرون». وكان الرئيس فلاديمير بوتين، اتهم الأسبوع الماضي، أجهزة الاستخبارات الغربية بالتورط في هجمات «إرهابية». وفي بداية مارس، قُتل المدون العسكري الروسي الشهير ماكسيم فومين، بهجوم بقنبلة في مقهى في سان بطرسبورغ. كما حُكم على العديد من الروس أخيراً بالسجن لفترات طويلة بتهمة إضرام النار بمراكز للشرطة العسكرية مستخدمة لتجنيد عسكريين. ودين آخرون بنشر «معلومات كاذبة» أو «تشويه سمعة» الجيش، وحُكم عليهم بالسجن لسنوات عدة. وواجه الجيش الروسي أعمالاً تخريبية عدة استهدفت قواعد عسكرية منذ بدء النزاع في 24 فبراير 2022.

ht«سو - 24» دخلت الخدمة منذ نحو 50 عاماً

«محارب قديم»... يتسلّل ويدمر حصون الجيش الأوكراني بقذيفة «يسمع صفيرها فقط»

الراي.. تستخدم القوات الروسية، إحدى أعرق المقاتلات في أسطولها، وهي قاذفات «سو - 24» لتنفيذ عمليات تستهدف الخطوط الأمامية التابعة للقوات الأوكرانية في أرتيوموفسك (باخموت) وأوغليدار وأفدييفكا، باستخدام قذيفة لا يسمع سوى «صفيرها» لكنها تدمر كل شيء. وأشارت صحيفة «روسكي أروجي» الروسية المتخصصة بأخبار السلاح إلى أن قاذفات «سو - 24» بدأت باستخدام قذائف جوية مزودة بوحدة تخطيط وتصحيح قادرة على الطيران لمسافة تصل إلى 60 كيلومترا. وبحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة فإن هذه المقاتلات التي وصفتها بـ «المحارب القديم» تستخدم بشكل متزايد هذه القنابل الموجهة. ورصدت الصحيفة إفادات لعناصر من الجيش الأوكراني الذين اشتكوا من استهداف هذه القذائف لمعاقلهم وأنهم «لا يراقبون الطائرة نفسها في السماء، بل يسمعون فقط صوت صفير القذيفة، والتي تحول مقراً محصناً إلى حطام». ونوه التقرير إلى أن «سو - 24» التي كانت في الخدمة منذ ما يقرب من 50 عاماً، تنفذ ضربات غير مرئية على مواقع القوات الأوكرانية. وما يميز المقاتلة أنها قادرة على المناورة على ارتفاعات منخفضة ومنخفضة للغاية، مع الحفاظ على سرعة تفوق سرعة الصوت، ويطلق عليها في الغرب لقب «المبارز». وتابع التقرير أن «المحارب القديم» يتم العمل على تحديثه بشكل مستمر، لذلك، ورغم أعمار هذه المقاتلات، إلا أنها تؤدي مهامها بشكل منتظم في السماء.

8 أطنان من القنابل والصواريخ

ويصف الخبراء هذه المقاتلة، بأنها منصة قتالية غير مكلفة وفعالة كجزء من قوات الفضاء الروسية، ويبلغ سقف الارتفاع العملي لـ «سو - 24» نحو 11 كيلومترا، ومدى نصف القطر القتالي لها 560 كيلومتراً، والسرعة القصوى بالقرب من الأرض 1400 كم/ ساعة. وتسمح ثماني نقاط تعليق للطائرة بوضع ما يصل إلى 8 أطنان من أسلحة الصواريخ والقنابل عليها. وتعتبر السمة الرئيسية للقاذفة، القدرة على الطيران على ارتفاع منخفض للغاية في بيئة مليئة بالتضاريس (جبال وغيرها). وتستطيع حمل قنابل عدة تزن الواحدة منها طناً ونصف الطن في الهواء دفعة واحدة، حيث يؤكد الخبراء أن مقاتلة واحدة يساوي تأثيرها القتالي مجموعة من الدبابات.

حاسوب لتوجيه القذائف

وتم تجهيز المقاتلة بنظام حوسبة فرعي متخصص يتمتع بكفاءة مذهلة من نوع «إس في بي 24 - غيفست»، يوفر لها دقة عالية في إصابة الهدف حتى عند إسقاط القذائف بطريقة غير موجهة. ويستخدم هذا النظام لتعزيز عملية استهداف القنابل الجوية باستخدام وحدة التخطيط والتصحيح من طراز «فاب - 500 إم»62 التي طورتها شركة «بازلت» الحكومية للأبحاث والإنتاج. وتسمح مجموعة من المثبتات ووحدات الملاحة من نوع «غس / غلوناس» بتحويل قنبلة جوية تقليدية إلى قنبلة عالية الدقة وزيادة نطاق استخدامها من 40 إلى 60 كلم، اعتماداً على وضع وسرعة الطائرة الحاملة، والتي تستخدم لقصف العدو خلف خط الأفق. وأشار الخبير العسكري أليكسي ليونكوف، إلى أن إعادة ضبط القنابل الجوية المصححة، والتي يوجهها نظام الحوسبة الخاص بالمقاتلة يسمح بتدمير الهدف بأقل انحراف، مؤكداً أن «الميزة الكبيرة لمثل هذه العملية هي حقيقة أن الطائرة تدمر من دون أن تدخل منطقة تدمير الدفاع الجوي الأوكراني». وتابع «بالإضافة إلى ذلك، لا ترى أنظمة الدفاع الجوي الأوكراني القنابل الموجهة، لذلك نسمع الكثير من الشكوى من الجيش الأوكراني بسبب استخدام هذا النوع من الذخيرة من قبل طيراننا». وأوضح أن «الميزة الأخرى لقنابل فاب - 500 المعدلة، هي سعرها، التي لا تكلف شيئاً مقارنة بالملايين التي يكلفها الصاروخ الموجه».

أوستن: سنقلب كل حجر حتى نعرف مصدر تسريب «الوثائق السرية»

رام الله: «الشرق الأوسط».. أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستواصل التحقيق في التسريب المزعوم لوثائق سرية حتى تعرف مصدره. وقال أوستن في مؤتمر صحافي بوزارة الخارجية: «سنواصل التحقيق ونقلب كل حجر حتى نعرف مصدر هذا (التسريب) ومداه». وتابع أوستن، وهو أول مسؤول أميركي كبير يعلق على التسريب، إن «وزارة الدفاع تعلم بأنه جرى نشر الوثائق بتاريخ 28 فبراير (شباط) والأول من مارس (آذار) لكنها لا تدري إن كانت هناك وثائق نُشرت على الإنترنت قبل ذلك التاريخ». ويعمل المحققون لتحديد الشخص أو الجماعة التي ربما تكون لديها القدرة والدافع لنشر تقارير المخابرات. وربما يكون هذا هو التسريب الأكثر ضرراً لمعلومات حكومية أميركية منذ نشر آلاف الوثائق على موقع (ويكيليكس) في 2013. وتتضمن الوثائق بعض المعلومات شديدة الحساسية وتزعم أنها تتعلق بقدرات الجيش الأوكراني وأوجه القصور به، وتشير إحدى الوثائق إلى العدد المحدود من القوات الخاصة الغربية الموجود في البلاد. وفتحت وزارة العدل الأميركية تحقيقاً جنائياً في إفشاء الوثائق. ويقول بعض خبراء الأمن القومي ومسؤولون أميركيون، إنهم يشتبهون في احتمال أن يكون مصدر التسريب أميركياً نظراً لاتساع نطاق الموضوعات التي تتضمنها الوثائق. وأضافوا أنه ربما تظهر وجهات نظر جديدة مع تقدم التحقيق.

تسريبات الوثائق السريّة «تهز» واشنطن

الشرق الاوسط...واشنطن: علي بردى.. بموازاة التحقيقات الجنائية التي شرعت فيها وزارة العدل الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، باشرت وزارة الدفاع (البنتاغون) تحقيقاً داخلياً لمعرفة كيفية تسريب الوثائق السريّة التي تفصّل خطط حرب أوكرانيا ومعلومات استخبارية عن حلفاء الولايات المتحدة، وظهورها على الإنترنت منذ أسابيع، مع تزايد الترجيحات أن الاختراق الذي هزّ واشنطن بدأ على منصة «ديسكورد» للتواصل الاجتماعي. وفي خضم هذه التحقيقات، سعى المسؤولون الكبار لدى إدارة الرئيس جو بايدن إلى تكثيف اتصالاتهم لتهدئة الحكومات الأجنبية التي ورد ذكر بلدانها في الملفات المصنفة «سريّة» أو «سريّة للغاية». وأعلنت مصادر في الكونغرس أن الوثائق تكشف احتمال نفاد صواريخ الدفاع الجوي في أوكرانيا في غضون أسابيع، مما يضغط أكثر على إدارة بايدن والمسؤولين في دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) لزيادة دعم المجهود الحربي، وسط تساؤلات حيال ما إذا كان الكونغرس سيحتاج إلى تمرير حزمة مساعدات عسكرية أخرى قبل نهاية العام الجاري، مما يسرع الجدول الزمني للمواجهة بشأن المساعدات الخارجية والإنفاق العسكري بين رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي وزعماء الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ. وشكل البنتاغون فريقاً لإجراء تحقيق خاص به لتحديد صحة صور الشرائح التي ظهرت على الإنترنت. ويسعى المسؤولون الدفاعيون مع المحققين الآخرين إلى تقييم مدى الضرر المحتمل ويسعون إلى معرفة هوية المسرِّب في أثناء محاولة احتواء التداعيات الدبلوماسية للتسريب. وصرح الناطق باسم (البنتاغون) كريس ميغر بأن «هذا الفريق يعمل حقاً من أجل وضع أيدينا على كل ما له علاقة بهذا النشر»، مضيفاً أن التحقيق «يقيم تداعيات الأمن القومي» بالتنسيق مع أعضاء الكونغرس، وكذلك مع الحلفاء والشركاء. وأوضح أن وزير الدفاع لويد أوستن يقود جهود (البنتاغون)، التي تشمل مسؤولين من الشؤون التشريعية وسياسة الدفاع وفرق العلاقات العامة، بالإضافة إلى كبار المسؤولين العسكريين في هيئة الأركان المشتركة.

«قلق بالغ»

ورغم تزوير بعض الوثائق، يعكس التحقيق «القلق البالغ» لدى الحكومة الأميركية من أن التسريبات كشفت معلومات حساسة حول الحرب في أوكرانيا، واعتراض اتصالات الحلفاء، فضلاً عن تغلغل أجهزة الاستخبارات الأميركية في الخطط العسكرية الروسية. وأفاد المسؤول الكبير السابق في وزارة العدل الأميركية جون كارلين بأنه «قد يكون التسريب الكبير ضاراً للغاية بقدرتنا على جمع المعلومات»، فضلاً عن أنه «يمكن أن يضر (...) بعلاقتنا مع البلدان التي تشاركنا مصالحنا». وقال رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي مارك وارنر إن «أي تسرّب للمعلومات السرية ينذر بخطر بالغ. وبينما يحقق البنتاغون في هذا الأمر، يجب على الأميركيين أن يتذكروا أن روسيا لديها تاريخ طويل من جهود التضليل، وسيكون من الحكمة توخي الحذر من الوثوق بأي ادّعاءات يرونها على الإنترنت تتعلق بهذه الوثائق». وكشف ميغر أن مسؤولين من وزارتي الخارجية والدفاع ووكالات أخرى تواصلوا مع الحلفاء بشأن التسريبات، قائلاً إن «تلك المحادثات بدأت نهاية الأسبوع الماضي وهي متواصلة». ولكنه لم يحدد الحلفاء أو الدول المعنية بهذه الاتصالات، علماً بأنه ورد ذكر بلدان مثل أوكرانيا وتركيا وكوريا الجنوبية وإسرائيل، بالإضافة إلى كندا، التي استهدفت وفقاً لإحدى الوثائق بعدما اخترق قراصنة المعلومات أنظمة مهمة لتشغيل خط أنابيب غاز طبيعي كندي في فبراير (شباط) الماضي، ونقلوا المعلومات لأجهزة الأمن الروسية. وأعلن المسؤولون الأميركيون أن مئات الأشخاص تمكنوا من الوصول إلى المستندات السريّة، لكنهم لم يحددوا عددها. وأفاد منسق الاتصالات الاستراتيجية لدى مجلس الأمن القومي جون كيربي، بأن الولايات المتحدة لا يبدو أنها تعرف أصل التسريبات، مضيفاً أن الرئيس بايدن اطّلع للمرة الأولى على قضية الوثائق الأسبوع الماضي. وقال: «نأخذ الأمر على نحو جاد جداً جداً»، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع تُجري مراجعة في كل الهيئات حول «التأثيرات المحتمل أن تكون لهذا الأمر على الأمن القومي». وتابع كيربي أنه يبدو أن المعلومات المنشورة تم تغييرها في بعض الحالات على الأقل «لكنني لا يمكنني أن أقول لكم في الوقت الحالي على وجه الدقة كيف حدث هذا. نحن نتتبع الأمر بشكل مكثف قدر الإمكان لكي نفهم هذا».

دعم أميركي إضافي؟

ولم يطلب البيت الأبيض رسمياً بعد من الكونغرس مزيداً من الأموال لتمويل الحرب في أوكرانيا، علماً بأن كبار مسؤولي الإدارة قدموا في إحاطات مع المشرعين رواية متفائلة حول قدرة أوكرانيا على مضاهاة القوات المسلحة الروسية بل حتى هزيمتها. وقال أحد الجمهوريين: «تقول الإدارة إن لديها ما يكفي من (المال) حتى نهاية السنة المالية (...) لكني لا أعرف ما إذا كان ذلك سيتغيّر وسنحتاج إلى أمر عاجل»، مؤكداً أنه لم يكن يتوقع اتخاذ الكونغرس أي إجراء بشأن حزمة مساعدة أخرى لأوكرانيا قبل سبتمبر (أيلول) المقبل. وأرفق الكونغرس 47 مليار دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا ضمن الحزمة الاقتصادية الشاملة البالغة 1.7 تريليون دولار التي أقرها في ديسمبر (كانون الأول)، متوقعاً أن تستمر طوال عام 2023، وكانت الأموال المخصصة لأوكرانيا تزيد بمقدار عشرة مليارات دولار عن طلب الإدارة. ومع ذلك، أثار تسريب (البنتاغون) مخاوف في الكونغرس من أن إدارة بايدن لن تنتظر طويلاً لمنع نفاد أسلحة الدفاع الجوي لدى أوكرانيا، لأن ذلك يمكن أن يقلب الميزة في ساحة المعركة بشكل حاسم لمصلحة روسيا. وأدت التسريبات إلى كشف أن أوكرانيا يمكن أن تستنفد بالفعل جزءاً كبيراً من أسلحتها للدفاع الجوي بحلول أوائل الشهر المقبل، مما فاجأ المشرعين. وقال الزميل البارز في معهد «بروكينغز» مايكل أوهانلون: «يجب أن يكون الافتراض أننا قد نحتاج إلى زيادة عمليات تسليم (الأسلحة) وربما الأموال أيضاً». ورغم أن أي طلب للحصول على مساعدة عسكرية إضافية لأوكرانيا سيحظى بدعم قوي من الحزبين في مجلس الشيوخ، فإن رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي لا يزال يمثل عقبة محتملة. وهو أعلن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن الجمهوريين لن يكتبوا «شيكاً على بياض» لأوكرانيا إذا سيطروا على مجلس النواب. وأفاد مسؤول بأن الإدارة جعلت الدفاعات الجوية الأوكرانية على رأس أولوياتها، مذكّراً بأن (البنتاغون) أعلن في 4 أبريل (نيسان) الماضي أنه سيقدم ما يصل إلى 500 مليون دولار من الأسلحة الجديدة، بما في ذلك ذخائر لأنظمة الدفاع الجوي «باتريوت» وذخائر إضافية لأنظمة صواريخ أرض - جو متقدمة. وقال: «أعطينا الأولوية باستمرار لأنظمة الدفاع الجوي منذ الخريف الماضي ولتعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية». ولفت المسؤول الأميركي إلى أنّ بعضاً من الصور المتداولة على الإنترنت يُظهر على ما يبدو معلومات حسّاسة. وقال إن هناك «صوراً يبدو أنّها تُظهر وثائق مشابهة في الشكل لتلك التي تُستخدم في تقديم تحديثات يومية لكبار قادتنا حول عمليات على صلة بأوكرانيا وروسيا، وأيضاً تحديثات استخبارية أخرى»، مشيراً إلى أنّ بعضاً منها «يبدو معدّلاً». وأوضح أنّ من بين هذه الوثائق واحدة تمّ تداولها على الإنترنت ويبدو أنّها عُدّلت لكي تُظهر أنّ أوكرانيا تكبّدت خسائر بشرية أكثر مما تكبّدته روسيا، في حين أنّ الوثيقة الأصلية تشير إلى أنّ العكس صحيح. وقد تكون تداعيات التسريب كبيرة وحتى مدمّرة، إذ يمكن أن تعرّض للخطر مصادر استخبارية للولايات المتحدة وأن تمنح أعداء البلاد معلومات قيّمة. وقال ميغر إن «كشف مواد حسّاسة مصنّفة يمكن أن تكون له تداعيات كبرى ليس فقط على أمننا القومي بل قد يؤدي إلى خسارة أرواح».

تحذيرات أميركية من تجسس روسي على مصالح أوكرانية

لرصد الإمدادات العسكرية

واشنطن: «الشرق الأوسط».. حذّرت الولايات المتحدة الأميركية اليوم (الثلاثاء)، من أن قراصنة روساً يخترقون كاميرات أمنية خاصة في مقاهٍ أوكرانية لجمع معلومات استخبارية حول عبور قوافل الإمدادات العسكرية، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية». وقال مدير الأمن السيبراني في وكالة الأمن القومي الأميركي روب جويس، إن الحكومة الروسية وقراصنة مدعومين حكومياً يواصلون تنفيذ هجمات ضد أنظمة تكنولوجيا معلومات أوكرانية في إطار الحرب الروسية - الأوكرانية. ولفت المسؤول الأميركي إلى أن إحدى النواحي التي ينصبّ عليها تركيز هؤلاء هي كاميرات المراقبة التي تستخدمها سلطات محلية وشركات خاصة لرصد التحركات في الجوار. وأوضح جويس في «مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن»، أن «هناك هجمات مستمرة على مصالح أوكرانية، سواء مالية أو حكومية أو شخصية أو شركات أفراد؛ لمحاولة إحداث خلل». وتابع: «تحدث أمور خلّاقة. نرى قراصنة روساً يعمدون إلى ولوج كاميرات لتصوير الأماكن العامة تبث عبر الإنترنت لرصد قوافل وقطارات تنقل المساعدات». ولفت إلى أن الروس يصبّون تركيزهم على شركات قطاع الصناعات الدفاعية الأميركية وشركات النقل اللوجيستي لمعرفة مزيد من المعلومات عن سلسلة توريد الأسلحة إلى أوكرانيا. وشدد على أن هذه الشركات «تتعرّض يومياً لضغوط روسية».

الفلبين والولايات المتحدة تباشران أكبر مناورات عسكرية مشتركة

مانيلا: «الشرق الأوسط».. باشرت الولايات المتحدة والفلبين، الثلاثاء، أوسع مناورات عسكرية مشتركة في تاريخهما، فيما يحاول البلدان الحليفان الوقوف في وجه نفوذ الصين المتصاعد في المنطقة. ويشارك نحو 18 ألف جندي في التدريبات التي ستتضمن للمرة الأولى إطلاق نار بالذخيرة الحية في بحر الصين الجنوبي الذي تطالب بكين بالسيادة عليه بصورة شبه كاملة. وتجري هذه المناورات السنوية المعروفة باسم «باليكاتان» ويعني بالفلبينية «جنباً إلى جنب»، بعد تدريبات واسعة أجرتها بكين لثلاثة أيام وتضمنت محاكاة ضربات محددة الأهداف وتطويق جزيرة تايوان التي تتمتع بنظام ديمقراطي وتعتبرها بكين جزءا من أراضيها. وتشمل مناورات «باليكاتان» تدريبات هبوط مروحيات عسكرية في جزيرة فلبينية قبالة الطرف الشمالي لأكبر جزر البلد لوزون الواقعة على مسافة نحو 300 كيلومتر من تايوان. وأوضح الكولونيل مايكل لوخيكو الناطق باسم القوات المسلحة الفلبينية للصحافيين بعد مراسم بدء المناورات في ثكنة عسكرية في مانيلا: «لحماية أراضينا المتمتعة بالسيادة يجب أن نتدرب على استعادة السيطرة على جزيرة سُلبت منا». وهذه هي المرة الأولى التي تجري فيها هذه المناورات السنوية المشتركة في عهد الرئيس فرديناند ماركوس الابن الذي يسعى لتحسين العلاقات بواشنطن بعدما تدهورت في عهد سلفه رودريغو دوتيرتي. في الأشهر الأخيرة، استأنفت مانيلا وواشنطن الدوريات البحرية المشتركة في بحر الصين الجنوبي، وأبرمتا اتفاقا يهدف إلى تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الفلبين. وبموجب الاتفاق، سيسمح للقوات الأميركية باستخدام أربع قواعد عسكرية فلبينية إضافية، من بينها قاعدة بحرية قريبة من تايوان. ومن شأن قرب الفلبين الجغرافي من تايوان جعلها شريكاً أساسياً للولايات المتحدة في حال غزو الصين لهذه الجزيرة. وخلال مؤتمر صحافي مشترك الثلاثاء تطرق الجيشان إلى هذه المسألة. وبعد الإعلان عن الاتفاق الأميركي - الفلبيني حول القواعد، اتهمت الصين الولايات المتحدة بـ«تعريض السلام والاستقرار الإقليميين للخطر». وقال السفير الصيني في الفلبين، خوانغ شيليان، الأسبوع الماضي: «بلدان هذا الجزء من العالم يجب أن تحافظ على استقلالها الاستراتيجي ومقاومة منطق الحرب البادرة بحزم والمواجهات بين الأحلاف». تمت تعبئة نحو 12200 جندي أميركي و5400 جندي فلبيني وما يزيد على مائة جندي أسترالي للمشاركة في المناورات التي تستمر أسبوعاً، ما يمثل ضعف العدد المشارك العام الماضي. خلال المناورات، ستستخدم القوات الأميركية صواريخ باتريوت التي تعتبر من أفضل أنظمة الدفاع الجوي في العالم. وستشمل خصوصا محاكاة عملية إنزال برمائية على جزيرة بالاوان في غرب الفلبين القريبة من جزر سبراتليز التي تطالب بها الفلبين والصين. وكان الجيشان قررا بداية استخدام الذخيرة الحية في البحر قبالة مقاطعة إليكوس نورتي الشمالية على بعد 355 كيلومتراً من ساحل تايوان الجنوبي. لكن هذا التمرين سيقام في نهاية المطاف في بحر الصين الجنوبي، على ما قال الجنرال في الجيش الفلبيني مارفن ليسودين. وأوضح أن الموقع الأساسي «لم يكن جاهزا كفاية» لإنزال التجهيزات الضرورية. ويقع الموقع الجديد على بعد أقل من 300 كيلومتر من حوض سكاربوره المرجاني الذي تتنازع بكين ومانيلا السيادة عليه أيضا. وقال الكولونيل ميديل أغيلار المتحدث باسم الجيش الفلبيني، إن المناورات ستسمح بتحسين «التكتيكات والتقنيات والآليات» بالنسبة لشريحة واسعة من العمليات العسكرية. وتجمع نحو خمسين متظاهراً يسارياً الثلاثاء أمام موقع مراسم بدء المناورات ودعوا الحكومة الفلبينية إلى إلغائها. وسيلتقي وزيرا الدفاع والخارجية الفلبينيان لاحقا نظيريهما الأميركيين في واشنطن.

احتدام الخلاف في أميركا على «الإجهاض» و«حمل السلاح»

«جمهوريون» دعوا إلى «الاعتدال» وتحذيرات من سياسات ترمب على مستقبل الحزب

الشرق الاوسط...واشنطن: إيلي يوسف.. مع اقتراب موسم التحضير للانتخابات التمهيدية الرئاسية، والانتخابات العامة، لعام 2024، تحتدم المنافسة بين الجمهوريين والديمقراطيين، على عدد هائل من القضايا الخلافية. ويرى الكثير من المراقبين أن حسم الصراع حولها قد يغير وجه الولايات المتحدة، على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، وعلى تقاليد «الاعتدال» التي دأب الحزبان على مراعاتها في العقود الماضية. وعلى الرغم من اتهام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بأنه أحد أبرز عناصر هذا التنافس والتوتر، فإنه ليس هو السبب، في موجة «التشدد اليميني» التي تشهدها البلاد، والتي كانت في حالة صعود، سبقت وصوله إلى سدة الرئاسة. ويُتهم الجمهوريون بأنهم، بدلاً من الانفصال عن ترمب، الذي أصبح أول رئيس أميركي سابق يجري اتهامه، احتشد الحزب الجمهوري حوله. ويشير المراقبون إلى الإجهاض وحمل السلاح كقضيتين بارزتين في السباق الانتخابي، حيث تتزايد الأدلة على أنهما قد يلعبان دوراً كبيراً في خيارات الناخبين، مع ازدياد المؤشرات على معارضة غالبية الأميركيين تقييد الوصول إلى حقوق الإجهاض، ومواصلة التمسك بالقوانين التي تحمي تفلت السلاح، في ظل «المجازر» الأسبوعية المتنقلة في الولايات الأميركية.

الإجهاض

في سباق المحكمة العليا لولاية ويسكنسن المحسوبة تقليدياً للجمهوريين، برز الوصول إلى الإجهاض، بوصفه أهم قضية في الحملة الانتخابية، حيث واجه المحافظون هزيمة ساحقة بفارق 11 نقطة. وبدلاً من أن يشكل هذا التصويت جرس إنذار للجمهوريين، أصدر قاض فيدرالي محافظ في ولاية تكساس، قراراً قضى بإبطال موافقة إدارة الغذاء والدواء على عقار لمنع الحمل، صدر قبل 23 عاماً، ليظهر استمرار الضغط من أجل فرض قيود على الإجهاض، على مستوى البلاد منذ إلغاء المحكمة العليا الحق الفيدرالي للإجهاض، المعروف باسم «رو ضد ويد». غير أن وزارة العدل أصدرت يوم الاثنين أيضاً، طلباً يطلب من محكمة الاستئناف الأميركية تعليق الحكم، حيث يرجح أن يحال الأمر في نهاية المطاف إلى المحكمة العليا للبت به. ويتوقع أن يكون قرارها حذراً جداً، نظراً لخطورته على صناعة الدواء عموماً في الولايات المتحدة. وقال علماء القانون، إنه حتى القضاة المعادون للإجهاض والدولة الإدارية، قد يفكرون مرتين قبل تبني قرار القاضي في تكساس. وعلى الرغم من أنه للوهلة الأولى، قد يبدو أن فرص القرار في النجاة من المراجعة من قبل محكمة عليا يهيمن عليها قضاة محافظون واعدة تماماً، لكن علماء القانون قالوا يوم الاثنين، إن رداءة القرار المذهلة والعواقب الجانبية غير المعروفة، قد تدفع على الأقل بعض قضاة المحكمة العليا المحافظين إلى انتظار قضية تسمح لهم باتخاذ المزيد من الخطوات المحسوبة. هذا الاعتقاد عزز تحرك ما يسمى «لوبي الدواء» النافذ جداً في البلاد، الذي أعلن عن معارضته الشديدة قرار القاضي. ووقّع أكثر من 400 مدير تنفيذي لشركات أدوية وشركات استثمارية بارزة في صناعة الأدوية والتكنولوجيا الحيوية، والتي لم تصنع أي منها العقار المحظور، الذي يساعد في نظام الإجهاض المكون من دواءين، على بيان يحذر من أن القرار يتجاهل السوابق العلمية والقانونية، قائلاً إنه إذا استمر الحكم، فسيخلق حالة من عدم اليقين للصناعات الدوائية والتكنولوجيا الحيوية.

حمل السلاح

وفي قضية حمل السلاح، استعاد النائب الديمقراطي عن ولاية تينيسي جاستن جونز، منصبه، وأعيد إلى مجلس الولاية، بعد أيام من طرده لانضمامه إلى احتجاج في عاصمة الولاية ضد عنف السلاح. وصوّت مجلس مدينة ناشفيل بعد ظهر يوم الاثنين على إعادته، بعد أن صوّت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري على طرده هو وزميله النائب جاستن بيرسون، وكلاهما من السود. وتلقى جونز دعماً بالإجماع من مجلس المدينة، حيث صوت جميع الأعضاء الـ36 لإعادة تعيينه ممثلاً مؤقتاً للمقاطعة 52، وطُرد جونز وبيرسون، الأسبوع الماضي لمشاركتهما في مظاهرة تدعو إلى إصلاح السلاح، بعد حادثة إطلاق النار الجماعية في مدرسة في ناشفيل، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال يبلغون من العمر 9 سنوات، وثلاثة من أعضاء هيئة التدريس. كما شاركت زميلتهم الديمقراطية النائبة البيضاء غلوريا جونسون، في المظاهرة لكنها تمكنت من الحفاظ على مقعدها. وقال الجمهوريون إن النواب الثلاثة «عن علم وعن قصد جلبوا الفوضى والعار إلى مجلس النواب». وأعرب الديمقراطيون في جميع أنحاء البلاد عن دعمهم للمشرعين، وسافرت كمالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي إلى الولاية الأسبوع الماضي لدعم الثلاثي، بينما أشار الكثير من القادة الآخرين إلى «الدلالات العنصرية» لطرد جونز وبيرسون. وقال جونز نفسه إن عِرقه لعب دوراً رئيسياً في إبعاده عن منصبه، وأكد أن عضواً في مجلس النواب كان يصفه «بالزنجي الكبير». ورأى الكثير من المراقبين أن ما يجري قد أدى إلى حث البعض في الحزب الجمهوري على الدعوة إلى العودة إلى الاعتدال واعتماد حل وسط، محذرين من عواقب انتخابية وخيمة لعام 2024، خصوصاً أن قضايا الإجهاض والأسلحة وحقوق المثليين، تخاطر أيضاً بإبعاد المعتدلين. وقال هؤلاء: «في نهاية المطاف، يقوم الحزب الجمهوري بإلحاق ضرر كبير بنفسه من خلال مضاعفة سياسات ترمب، بدلاً من الانفصال عنه، والتحول إلى أجندة اجتماعية أكثر اعتدالاً». ويشير هؤلاء إلى خسارة غالبية مرشحي ترمب الانتخابات النصفية العام الماضي، للدلالة على خطورة الاندفاع في مسار التشدد. ويناقش هؤلاء بأنه حتى بديل الجمهوريين رون ديسانتيس حاكم فلوريدا «يحفر بنشاط قبره السياسي بجهوده الحثيثة لمحاذاة جناح ترمب في الحزب»، بما في ذلك حظر الإجهاض التقييدي الذي يعارضه معظم الناس لمدة ستة أسابيع. وقد يشعر ديسانتيس والجمهوريون الآخرون بأنهم مجبرون على محاكاة سياسات ترمب المحافظة واحتضانها؛ لأن هذا ما تطلبه قاعدة الحزب، لكنها قد تسحقهم انتخابياً و«تهدد مستقبل الحزب الجمهوري».

الأمم المتحدة أمام خيار «مروع» في أفغانستان

تدرس وقف عملياتها بعد منع «طالبان» النساء من العمل معها

كابل: «الشرق الأوسط»..أعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن قرار «حركة طالبان» منع النساء من العمل معها في أفغانستان، يضعها أمام «خيار مروع» إزاء مواصلة عملياتها في هذا البلد. وجاء في بيان لبعثة الأمم المتحدة في أفغانستان «من خلال هذا الحظر، تسعى سلطات الأمر الواقع لـ(طالبان) إلى إرغام الأمم المتحدة على القيام بخيار مروع بين البقاء وتوفير الدعم للشعب الأفغاني، أو احترام المعايير والمبادئ التي ينبغي علينا الالتزام بها». وكانت الأمم المتحدة أعلنت في الرابع من أبريل (نيسان) الماضي، أن سلطات «طالبان» أصدرت «أمراً» يقضي بمنع موظفاتها الأفغانيات في سائر أنحاء البلاد من العمل لديها. وأكدت الأمم المتحدة في بيانها أن رئيسة البعثة روزا أوتباييفا باشرت «مراجعة عملياتية» لتحديد الخطوات المقبلة. وبحسب الأمم المتحدة، فإنه «يجب أن يكون واضحاً أن سلطات الأمر الواقع تتحمل أي عواقب سلبية لهذه الأزمة على الشعب الأفغاني». يستفيد نحو 23 مليون رجل وامرأة وطفل من المساعدات الإنسانية في أفغانستان التي تشهد إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. ففي المجتمع الأفغاني المحافظ إلى أقصى الحدود، يُمنع على المرأة التكلّم مع رجل ليس من أقاربها. لذلك، لا يُمكن للنساء أن يتلقّين مساعدات إنسانية إلّا من نساء. ويعمل نحو 3900 شخص لحساب الأمم المتحدة في أفغانستان 3300، منهم مواطنون أفغان، بحسب أرقام الأمم المتحدة. ومن بين هؤلاء الموظفين 600 امرأة، نحو 400 منهنّ أفغانيات. وبعد إصدار هذا القرار، قال منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أفغانستان رامز الأكبروف لوكالة الصحافة الفرنسية إن هذا القرار «ينتهك ميثاق الأمم المتحدة»، مضيفا «من الواضح للغاية أن لا سلطة قادرة على إعطاء توجيهات للأمم المتحدة، سواء على أساس الجندر أو على أي أساس آخر، حول من يجب توظيفه». وشدد الأكبروف على أن القرار «هو انتهاك صارخ لحقوق النساء»، والأمم المتحدة «لا يمكنها القبول بذلك لا في أفغانستان ولا في أي بلد آخر»، كما لا يمكنها أن تقبل بأي «استثناء». وطلبت الأمم المتحدة منذ صدور هذا القرار من جميع موظفيها من الأفغان عدم القدوم إلى المكاتب حتى إشعار آخر. وتسبب المنع في غضب، وأثار موجة إدانات دولية، وتعرضت سلطات «طالبان» لانتقادات شديدة. ولم تصدر «طالبان» حتى الآن أي سبب أو أي توضيح لمنع النساء من العمل مع الأمم المتحدة. وفي 24 ديسمبر (كانون الأول) 2022 أعلنت وزارة الاقتصاد في حكومة «طالبان» منع المنظّمات غير الحكومية العاملة في البلاد، وعددها 1260 منظّمة، من التعاون مع نساء أفغانيات، بسبب «شكاوى خطيرة» على صلة بالتقيّد بوضع الحجاب وتغطية الجسم والوجه. لكنّ الأمم المتحدة لم تكن معنية بذاك القرار. وغداة صدور قرار المنع، أعلنت منظّمات غير حكومية عدّة تعليق أنشطتها لتعود وتستأنفها في منتصف يناير (كانون الثاني) بمؤازرة طواقمها النسائية في بعض المجالات التي أعفيت من مفاعيل القرار، على غرار الصحّة والتغذية. ومنذ عودة «طالبان» إلى الحكم باستيلائها على السلطة في أغسطس (آب) 2021 استأنفت الحركة تطبيق تفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية، في ممارسة كانت سائدة إبّان فترة حكمها الأولى بين 1996 و2001، وفرضت قيوداً مشدّدة على حرية النساء، منها منعهنّ من الحصول على تعليم ثانوي أو جامعي. كما مُنعت النساء من تولي كثير من الوظائف العامة، أو دفعت لهن مبالغ مالية لملازمة المنزل. ولا يحق لهنّ السفر من دون محرم، وعليهن تغطية أنفسهن بالكامل لدى خروجهن من المنزل.

الصين تنظم الذكاء الصناعي التوليدي وفق «القيم الاشتراكية»

بكين: «الشرق الأوسط».. تعتزم الصين إخضاع أدوات الذكاء الصناعي لإجراءات «تدقيق أمني» في مدى التزام محتوياتها «القيم الاشتراكية الأساسية» وعدم مساسها بأمن الدولة، في وقت تتسابق شركات الإنترنت المحلية العملاقة على تصميم أدوات شبيهة بروبوت المحادثة «تشات جي بي تي». وتحظى قدرة برنامج «تشات جي بي تي» الأميركي الذي أطلق في نوفمبر (تشرين الثاني) على صوغ أجوبة مفصّلة في بضع ثوانٍ عن مجموعة واسعة من المواضيع، بمتابعة كبيرة في الصين. ولا يمكن استخدام «تشات جي بي تي» في الصين، لكنّ مقالات كثيرة ومناقشات على شبكات التواصل الاجتماعي تتناوله، فيما تتنافس شركات التكنولوجيا المحلية الكبرى على تصميم أدوات مكافئة في الصين. كان محرّك البحث «بايدو» في طليعة المجموعات الصينية التي دخلت على هذا الخط، وما لبثت أن حذت حذوها شركة الإنترنت وألعاب الفيديو «تنسنت»، وكذلك شركة «علي بابا» رائدة التجارة الإلكترونية. ووسط هذا الاندفاع نحو ما يسمى «الذكاء الصناعي التوليدي»، ترغب الصين في تنظيم هذه التكنولوجيا. فقبل وضع أي منتج يقوم على الذكاء الصناعي التوليدي في تصرف المستخدمين، ينبغي «طلب إخضاعه لتدقيق أمني»، بحسب ما ورد في مسودة نص تنظيمي نشرتها إدارة الفضاء السيبراني الصينية الثلاثاء. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن هذه الهيئة الناظمة التي نشرت مشروع النص لرصد التعليقات عليه قبل اعتماده، لم تحدد أي تاريخ لدخوله حيز التنفيذ. تنص مسوّدة النص التنظيمي على أن المحتوى الناتج عن الذكاء الصناعي ينبغي أن «يعكس القيم الاشتراكية الأساسية». كذلك يجب أن يحترم هذا المحتوى حقوق الملكية الفكرية، بحسب الوثيقة عينها. ولاحظ خبير التكنولوجيا في جامعة هونغ كونغ آندي تشون في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية أن هذا النص يتضمن «أحد أكثر الإجراءات صرامة» في مجال تنظيم الذكاء الصناعي من نوع «تشات جي بي تي». تطمح الصين إلى أن تنتزع بحلول سنة 2030 مركز الصدارة على مستوى العالم في مجال الذكاء الصناعي الذي يتوقع أن يُحدث ثورة في عدد من القطاعات، من بينها صناعة السيارات والطب. وكانت «بايدو» السبّاقة بين الشركات الصينية إلى إعلان بدء العمل على برنامج مشابه، وأطلعت وسائل الإعلام الشهر المنصرم على أداتها «إرني بوت» التي تعمل بلغة الماندرين فقط، وتتوجه إلى السوق الصينية فقط، وهي في مرحلة تجريبية. كذلك عرضت شركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة «علي بابا» الثلاثاء برنامجها في المجال نفسه، وأطلقت عليه تسمية «تونغيي تشيان ون» (آلة تعرف كل شيء). يشكّل توفير روبوت محادثة عالي الأداء لا يحيد عن الإطار البالغ الصرامة لما هو مباح من حيث المحتوى الصعوبة الأبرز أمام المطوّرين في الصين في سباق الذكاء الصناعي. ويتعين على الشركات تالياً في ضوء هذا التنظيم المستقبلي «توخي الحذر الشديد»، والتأكد من أن كل البيانات المستخدمة لتغذية ذكائها الصناعي «مطابقة» للتوجيهات، وفق آندي تشون.

الانتشار العسكري الصيني مستمر في محيط تايوان

تايبيه: «الشرق الأوسط».. استمر الانتشار العسكري الصيني في محيط تايوان، الثلاثاء، على الرغم من إعلان بكين انتهاء مناورات كبيرة سببت، على حد قول الرئيسة التايوانية تساي إينغ - وين، حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، ووصفتها بأنها تصرفات غير مسؤولة من دولة كبرى. ونقلت «رويترز» عن وزارة الدفاع التايوانية قولها إنها رصدت 9 سفن حربية و26 طائرة صينية في محيط الجزيرة (الثلاثاء). وأضافت أن الصين حشدت «طائرات عسكرية هذا الصباح (الثلاثاء) وعبرت خط الوسط من الشمال والوسط والجنوب». وكانت الصين باشرت (السبت) مناورات عسكرية حول تايوان لثلاثة أيام أجرت خلالها محاكاة لغارات على أهداف محددة ولضرب طوق حول الجزيرة. وأتت هذه المناورات رداً على لقاء جرى الأسبوع الماضي بين رئيسة تايوان ورئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري كيفن ماكارثي في كاليفورنيا. وتعتبر بكين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، مؤكدة عزمها على استعادة الجزيرة ولو بالقوة إن لزم الأمر. وقالت وزارة الدفاع التايوانية إنها رصدت 12 سفينة حربية و91 طائرة في اليوم الأخير من العملية (الاثنين). ودخلت 54 من هذه الطائرات منطقة الدفاع الجوي التايوانية. وخلال هذه المناورات، انطلقت طائرات مطاردة من حاملة الطائرات الصينية «شاندونغ» وعبرت خط الوسط، على ما ذكرت وزارة الدفاع التايوانية. ومنطقة الدفاع الجوي التايوانية ليست المجال الجوي للجزيرة، بل هي أوسع من ذلك. وقال الجيش الصيني (الاثنين) إنه «أنجز بنجاح» المهام المحددة في إطار هذه المناورات التي سميت «السيف المشترك». وكان الهدف منها محاكاة «ضرب طوق» حول الجزيرة البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، ولا سيما فرض «حصار جوي» عليها، على ما ذكر التلفزيون الرسمي الصيني «سي سي تي في». وأرسلت واشنطن التي دعت بكين مراراً إلى ضبط النفس، المدمرة الأميركية «ميليوس»، الاثنين، إلى منطقة في بحر الصين الجنوبي تطالب بها بكين، مدرجة ذلك في إطار «حرية الملاحة». وقد نددت الصين فوراً بهذا «التوغل». ونددت رئيسة تايوان تساي إينغ – وين، الاثنين، بهذه المناورات العسكرية بعد ساعات على إعلان انتهائها رسمياً، معتبرة أن الصين تتذرع بالعلاقات بين تايبيه وواشنطن «لشن مناورات عسكرية تتسبب بزعزعة الاستقرار في تايوان والمنطقة». وقالت في منشور عبر «فيسبوك»: «على الرغم من انتهاء المناورات العسكرية الصينية، يبقى جيشنا وفريقنا للأمن القومي على أهبة الاستعداد للدفاع عن البلاد... أنا أمثل دولتي أمام العالم»، لافتة إلى أن رحلاتها إلى الخارج بما في ذلك زيارتها للولايات المتحدة، ليست أمراً جديداً، وأنها تتوافق مع توقعات الشعب التايواني.

بايدن في بلفاست آملاً المساهمة في حفظ سلام المقاطعة البريطانية

بلفاست: «الشرق الأوسط»..وصل الرئيس الاميركي جو بايدن إلى بلفاست، الثلاثاء، آملا المساهمة في حفظ السلام في الذكرى الخامسة والعشرين لاتفاق وضع حدا لثلاثة عقود من الصراع الدامي في آيرلندا الشمالية. وقبيل صعوده إلى الطائرة الرئاسية قال بايدن (80 عاما) إن الأولوية بالنسبة إليه «حفظ السلام» ووضع حد لمأزق سياسي ناجم عم معارضة أحزاب موالية للمملكة المتحدة القواعد التجارية لمرحلة ما بعد «بريكست». واستقبل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الرئيس الأميركي على مدرج المطار في عاصمآإيرلندا الشمالية بلفاست. ويتم احياء الذكرى في أجواء عودة التوتر السياسي ومخاوف أمنية. وقام شبان ملثمون بإلقاء زجاجات حارقة على سيارات الشرطة الإثنين خلال تظاهرة جمهورية غير مرخصة في لندنيري. وعلى الرغم من التوتر السياسي، أكد مسؤولون اميركيون أن بايدن «متحمس للغاية» للقيام بهذه الرحلة. وخلال الرحلة إلى بلفاست أعرب جون كيربي المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض في تصريح للصحافيين عن أمل الولايات المتحدة بأن تعود الجمعية الوطنية للانعقاد بشكل طبيعي، علما بأن عمل الهيئة معلّق حاليا. وقال إن «للرسالة شقين. التهنئة في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتوقيع اتفاق الجمعة العظيمة وتأكيد أهمية بذل الجهود على صعيد السياسات التجارية والاقتصادية لما فيه مصلحة كل الجماعات والولايات المتحدة». ويعرقل الحزب الوحدوي الديموقراطي المتمسك بارتباط المقاطعة بالمملكة المتحدة عمل السلطة التنفيذية منذ أكثر من عام عبر رفضه المشاركة في الحكومة ما لم يتم التخلي عن أحكام ما بعد «بريكست» التي تهدف إلى تجنب عودة الحدود المادية مع جمهورية آأيرلندا. وقال النائب المتشدد عن الحزب إيان بايزلي جونيور إن الحزب ليس بوارد سماع محاضرات من بايدن. وقال في تصريح لمحطة «"توك تي في» إن «الزيارة الآيرلندية الحقيقية» للرئيس الأميركي هي لجمهورية «آيرلندا، مضيفا «أعتقد أن الزيارة (إلى بلفاست) بيّنت أننا لسنا على ذلك القدر من الأهمية». وبعد بلفاست، يتوجه بايدن إلى جمهورية آيرلندا، حيث يزور العاصمة دبلن ومقاطعات لاوث (شرق) ومايو (غرب) التي يتحدر منها أجداده الذين هاجروا، على غرار آخرين، في منتصف القرن التاسع عشر هرباً من المجاعة التي شهدتها البلاد، ليستقروا أخيراً في ولاية بنسلفانيا.

وثيقة أميركية مسرّبة: كوريا الشمالية استعرضت أنظمة صواريخ غير قابلة للتشغيل

واشنطن: «الشرق الأوسط».. يرى محللون في المخابرات الأميركية، أن عرضاً عسكرياً نظمته كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة، «ربما بالغ» في التهديد الذي تشكله صواريخ بيونغ يانغ الباليستية العابرة للقارات على الولايات المتحدة، وفقاً لوثيقة يُعتقد أنها مسرّبة من الحكومة الأميركية. وكشفت أكثر من 50 وثيقة ممهورة بخاتمي «سري» و«سري للغاية» ظهرت للمرة الأولى على مواقع التواصل الاجتماعي في مارس (آذار)، عن تفاصيل القدرات العسكرية لبعض حلفاء الولايات المتحدة وخصومها. ولم يتسنَّ التحقق بشكل مستقل من صحة الوثائق. وبينما لم تؤكد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) صحة الوثائق المسرّبة، فإنها قالت أمس (الاثنين)، إن «كشفاً غير مصرح به لمواد سرية» قد حدث على ما يبدو. وقالت إن الصور المأخوذة من هذه الوثائق بدت مطابقة في الشكل لتلك المستخدمة في تقديم إفادات يومية لكبار القادة رغم أن بعضها أُجريت عليه تعديلات على ما يبدو. وأشارت ملاحظة موجزة من فقرة واحدة في إحدى الوثائق السرية التي اطّلعت عليها «رويترز»، إلى أن كوريا الشمالية قد عرضت عدداً غير مسبوق من قاذفات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في عرض نظمته يوم الثامن من فبراير (شباط)، وكانت «على الأرجح تحمل أنظمة غير قابلة للتشغيل». ولم ترد «البنتاغون» ولا بعثة كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة على طلبات للتعليق على صحة الجزء المتعلق ببيونغ يانغ في الوثيقة. وذكرت الوثيقة أن الهدف الذي سعت إليه كوريا الشمالية كان «على الأرجح تصوير تهديد نووي خطير للولايات المتحدة». وأضافت: «عرضت كوريا الشمالية هذه الأنظمة غير القابلة للتشغيل لإظهار أن لديها قوة صاروخية أكبر وأكثر قدرة مما تمتلكها بالفعل، ولتخفيف الخطر الذي قد يلحق بصواريخها الحقيقية». وتواصل كوريا الشمالية تطوير برنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية، واختبرت إطلاق عشرات الصواريخ المتطورة العام الماضي رغم قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والعقوبات التي تقودها الولايات المتحدة. واستمرت بيونغ يانغ في اختبار إطلاق الصواريخ هذا العام. وأظهرت الصور المسرّبة نحو 11 صاروخاً من طراز «هواسونغ-17»، وهو أكبر صاروخ باليستي عابر للقارات في كوريا الشمالية، والذي يُعتقد أنه قادر على ضرب أي مكان في العالم برأس حربي نووي.

باكستان: مقتل أربعة رجال شرطة في معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين

العملية أجريت بمشاركة أفراد شرطة الحدود في كويتا

إسلام آباد: «الشرق الأوسط».. أعلنت الشرطة الباكستانية مقتل 4 رجال شرطة باكستانيين على الأقل في معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين في مدينة كويتا في الساعات الأولى من الثلاثاء. وقال قائد شرطة العمليات في كويتا، كابتن زهيب موشين، لموقع صحيفة «دون» الباكستانية، إنه جرى شن العملية لتحييد الإرهابيين الذين شاركوا في الهجمات السابقة على قوات الأمن في كوتشلاك. وأضاف زهيب أن العملية أجريت بالاشتراك مع أفراد شرطة الحدود، حسب موقع صحيفة «دون» الباكستانية. وقال زهيب إن عناصر إنفاذ القانون طوقوا، خلال العملية، منزلاً في كوتشلاك، أطلق منه الإرهابيون النار على رجال الشرطة ما أدى إلى مقتل أربعة منهم. ورد رجال الشرطة على إطلاق النار، ما أدى إلى مقتل أحد الإرهابيين. وعثر مسؤولو الشرطة على أسلحة وذخيرة بحوزة الإرهابي الذي لقي حتفه، ما يشير إلى احتمال تورطه في هجوم على ضباط الشرطة قبل يومين، بالإضافة إلى هجوم على شرطة الحدود قبل أسبوع. يشار إلى أنه قد قتل أربعة أشخاص على الأقل، وأصيب 21 آخرون، الاثنين، في هجومين استهدفا الشرطة في مدينة كويتا. وصرح مسؤول طبي بأن 4 أشخاص قتلوا، وأصيب 15 بتفجير استهدف مركبة تابعة للشرطة في سوق بمدينة كويتا بجنوب غربي البلاد الاثنين. وقال المتحدث باسم مستشفى في كويتا لـ«رويترز»: «بلغ عدد المصابين 15، فضلاً على 4 قتلى». وأضاف أن من بين الضحايا امرأة، بينما توجد امرأتان بين المصابين. وهذا هو ثاني هجوم يستهدف الشرطة في أقل من 24 ساعة. واستهدف مسلحون، مساء أول من أمس الأحد، أفراد أمن من «فرقة النسر» التابعة لشرطة كويتا، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم وإصابة واحد. وقتلت الشرطة أحد منفذي الهجوم.

مقتل 7 جنود باشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان في قرة باغ

يريفان دعت الاتحاد الأوروبي للضغط على باكو

يريفان - باكو: «الشرق الأوسط».. تبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات اليوم (الثلاثاء) ببدء إطلاق النار حول منطقة إقليم ناغورني قرة باغ، المتنازع عليها، في اشتباك أسفر عن سقوط قتلى من الجانبين. وأصدرت وزارتا الدفاع في الدولتين بيانات عصر اليوم (الثلاثاء) حيث ذكرتا أن عدداً من جنودهما لاقوا حتفهم في اشتباكات بالقرب من ممر لاتشين محل النزاع. وأعلنت وزارة الدقاع الأذربيجانية مقتل ثلاثة من عسكرييها في هذه الاشتباكات، فيما أفادت وزارة الدفاع الأرمينية بمقتل أربعة من عسكرييها وإصابة ستة آخرين بجروح، متّهمة قوات باكو بأنها هي التي بادرت بإطلاق النار. وخاضت الدولتان، اللتان تناصب إحداهما الأخرى العداء في جنوب القوقاز، وكانتا ضمن الاتحاد السوفياتي السابق، حروباً على مدار 35 عاماً من أجل السيطرة على إقليم ناغورني قرة باغ، الذي يُعترف به دولياً على أنه جزء من أذربيجان، ولكن يقطنه سكان، معظمهم من الأرمن. وقالت وزارة الدفاع الأرمينية، في بيان، إن قوات أذربيجان بدأت إطلاق النار نحو الساعة الرابعة مساء (12:00 بتوقيت غرينيتش) على قوات أرمينيا التي كانت تمارس عملاً هندسياً بالقرب من قرية تيج في مقاطعة سيونيك، بجنوب أرمينيا. وأضافت أن قواتها اتخذت «إجراءات مضادة»، دون توضيح. ولا تقع قرية تيج في المنطقة محل النزاع، بل هي القرية الأخيرة في أرض أرمينيا على طريق رئيسي يربط أرمينيا بمنطقة ناغورني قرة باغ. في المقابل، أفادت وزارة الدفاع في أذربيجان أن قواتها تعرضت «لإطلاق نار عنيف» من القوات الأرمينية المتمركزة في مقاطعة سيونيك. وأشار الجانبان إلى سقوط قتلى، لكن لم يقدما أي تفاصيل. إلى ذلك، دعت السفيرة الأرمينية لدى فرنسا، الثلاثاء، الاتحاد الأوروبي إلى «الضغط» أكثر على أذربيجان التي تضيّق الخناق على الأرمن في إقليم ناغورني قره باغ، متهمة باكو بالتحضير لـ«تطهير عرقي». وقالت هسميك تولماجيان، للصحافيين من جمعية الصحافة الفرنسية الدبلوماسية، إنّ «هدف أذربيجان واضح للجميع، وهو تطهير عرقي وإبادة جماعية يتم التحضير لها». وأضافت أنّ «أذربيجان تجوّع شعباً بأكمله لإرغامه على مغادرة أراضي» ناغورني قره باغ. وتتّهم يريفان ناشطين أذربيجانيين بقطع طريق حيوي (ممر لاتشين) منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) يربط أرمينيا بالأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الأرمن في ناغورني قره باغ. وتحذّر أرمينيا منذ أسابيع من «أزمة إنسانية» بسبب هذا الحصار الذي أدى إلى نقص في الأدوية والغذاء وانقطاع التيار الكهربائي. لكنّ باكو نفت هذه الاتهامات. ودارت حرب خاطفة بين أرمينيا وأذربيجان، الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين في القوقاز، عام 2020 للسيطرة على جيب ناغورني قره باغ. أدى هذا النزاع إلى هزيمة عسكرية أرمينية، واتفاق لوقف إطلاق النار برعاية روسيا، التي نشرت قوات حفظ السلام. لكن اشتباكات لا تزال تسجل وتهدد بانهيار الهدنة الهشة. وأشارت السفيرة إلى أن الأسرة الدولية أدانت حصار لاتشين، لكنّ ذلك غير كافٍ. وأكدت أن «الاتحاد الأوروبي لديه ما يكفي من الأدوات في ترسانته الدبلوماسية للضغط على أذربيجان»، مشيرة إلى إمكانية فرض «عقوبات محددة» نظراً إلى أنّ أذربيجان تمد الاتحاد الأوروبي بالغاز. وتابعت أن «أذربيجان ليست روسيا، ولا تركيا، ولا الصين» مضيفة أنه «إذا تم استخدام هذه الأدوات فستكون فعّالة». وناغورني قره باغ المنطقة الجبلية التي يسكنها الأرمن بشكل رئيسي، وانفصلت عن أذربيجان بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، تسمّم العلاقات بين يريفان وباكو. وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين، في التسعينات وعام 2020، للسيطرة على هذا الجيب. كما اتهمت السفيرة أذربيجان بأنها ترغب في «قضم» الأراضي الأرمينية، مؤكّدة أنّ أرمينيا لا تزال «متمسكة بالحل السياسي السلمي». وقالت: «لكن لا يمكننا فرض السلام»، مشيرة إلى أن بلادها تشعر بالعزلة. وفي حين أن كل الاهتمام يتركز على أوكرانيا، «قد تدفع ناغورني قره باغ وأرمينيا ثمن الآثار الجانبية لهذه الحرب»، على حد قولها. والشهر الماضي، أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أنها تعتزم «خلال شهر أبريل (نيسان)» زيارة باكو ويريفان للتشديد «على ضرورة إيجاد حل سياسي» للأزمة.

ماكرون يلجأ إلى هولندا لتخفيف عزلته

• عاصفة انتقادات لتصريحاته حول الاستقلال الاستراتيجي عن واشنطن بعد عودته من بكين

الجريدة...في حين استمرت الانتقادات على ضفتي الأطلسي لتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد عودته من الصين، والتي دعا فيها مجدداً إلى الاستقلال الاستراتيجي عن الولايات المتحدة، وحث ضمنياً أوروبا على أن تكون على مسافة واحدة من واشنطن وبكين في قضية تايوان، بدأ ماكرون أمس زيارة لهولندا، هي الأولى لرئيس فرنسي منذ عام 2000، في محاولة تهدف على ما يبدو إلى البحث عن حليف أوروبي مع تزايد عزلة باريس. وعرض ماكرون، خلال كلمة بمعهد «نيكسوس» الهولندي في لاهاي، رؤيته للسيادة والأمن الأوروبيين على الصعيدين الاقتصادي والصناعي، ودفع باتجاه اعتماد خطة استثمارات ضخمة في الصناعة الخضراء في أوروبا، رداً على خطة مماثلة أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن. ويسعى ماكرون إلى تعزيز التقارب مع هولندا منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مما أعاد خلط أوراق التحالفات داخل التكتل، كما سعى الرئيس الفرنسي إلى تعزيز الروابط مع عواصم أخرى في طليعتها روما ومدريد، خارج المحور التقليدي الفرنسي- الألماني، خصوصاً وسط خلافات كبيرة وحادة مع المستشار الألماني أولاف شولتس. وتمكنت ألمانيا من استمالة هولندا إلى مشروعها للدفاع الجوي «درع السماء» الذي سيعتمد إلى حد كبير على معدات أميركية وإسرائيلية، في حين عُزلت باريس عن المبادرة التي باتت تضم 17 دولة أوروبية. وكان ماكرون أثار الجدل، في مقابلة نشرتها الأحد صحيفة «ليزيكو» Les Echos الفرنسية، قال فيها: «لا نريد الاعتماد على الآخرين في المواضيع الحرجة»، مبيناً أن منها الطاقة والذكاء الاصطناعي والشبكات الاجتماعية. وأثارت دعوته، في المقابلة ذاتها، إلى الإبقاء على مسافة واحدة في مسألة تايوان و»خفض الاعتماد على الأميركيين» في المجال الدفاعي، انتقادات وتساؤلات. وكتب الخبير في معهد البحث الاستراتيجي في باريس أنطوان بونداز: «ماكرون يجعل من الولايات المتحدة المسؤولة الوحيدة عن التوتر، لا الصين، رغم أن هدفها السيطرة على تايوان وتغيير الوضع القائم». ورأى مدير المعهد البولندي للعلاقات الدولية سلافومير ديبسكي أنه «حصل موت دماغي في مكان ما بالتأكيد»، مستخدماً توصيفاً أطلقه ماكرون في الماضي على حلف شمال الأطلسي وأثار ردود فعل شديدة. ويبقى الأوروبيون الشرقيون الذين عانوا لوقت طويل من النظام السوفياتي، شديدي التمسك بحلف «الناتو» والحماية الأميركية، وينظرون بتشكيك إلى الدفاع الأوروبي الذي تدعو إليه فرنسا. غير أن الأمر لا يقتصر على «الشرقيين»، فقد قال نوربرت روتغين عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الألماني (بوندستاغ) إن ماكرون «يعزل نفسه بشكل متزايد في أوروبا ويضعف الاتحاد الأوروبي». وقال روتغين: «أعتقد أن الحديث عن السيادة الأوروبية لا علاقة له بالواقع»، مضيفاً أنه يتعين تطبيق هذا الحديث فقط في حالة أوكرانيا، والسؤال عما إذا كانت فرنسا أو أوروبا هي التي تحمي الأمن الأوروبي أم أن الولايات المتحدة هي التي تفعل ذلك مجدداً. وفي مقطع فيديو نشر على «تويتر»، قال السيناتور في مجلس الشيوخ الأميركي الجمهوري ماركو روبيو إنه إذا كانت أوروبا لن تنحاز إلى أي من الولايات المتحدة أو الصين بشأن الوضع في تايوان «إذن ربما لا ننحاز إلى أي جانب (فيما يخص أوكرانيا)».



السابق

أخبار مصر وإفريقيا..البرلمان المصري يُدين الاعتداء الإسرائيلي على «الأقصى»..واشنطن: لا مؤشر على الإطلاق على أن مصر زوّدت روسيا بأي أسلحة فتاكة..مباحثات مصرية ـ يونانية لتعزيز التعاون في إطار «منتدى شرق المتوسط»..في الذكرى الرابعة لسقوط نظام البشير..السودانيون يتطلعون إلى التغيير..غوتيريش يعزز الدعم الأممي للصومال بـ«زيارة تضامنية»..باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات..«حرية الإعلام» تهيمن على أولى جلسات البرلمان التونسي..«الأمة» الجزائري لتشديد المراقبة على وسائل الإعلام..مخيمات انتقالية للمتطرفين السابقين وضحاياهم في نيجيريا..إثيوبيا: ما مستقبل المواجهات بين الحكومة وإقليم أمهرة؟..

التالي

أخبار لبنان..«المشهد المستعاد» في مسرحية التأجيل البلدي!..الرئاسة تنتظر رياح الشرق الجديد..التأجيل سنة والعونيون وفّروا الميثاقية للثنائي و"الإعتدال المرتخي" يشارك..صواريخ الجنوب: غياب للمعارضة وتضعضع لوساطة باريس..لبنان «يسجل» أعلى نسبة للتضخم.. وعملته «الأسوأ عالمياً»..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير دولية..«البيت الأبيض» يتّهم موسكو بـ«إعدام جنود» روس رفضوا الانصياع للأوامر في أوكرانيا..روسيا: أحبطنا مخططاً أوكرانياً جديداً ضد جنودنا..مخاطر عسكرية تعلق استخدام ممر جديد للحبوب الأوكرانية..وانغ وبلينكن يحضّران لقمة محتملة بين بايدن وشي الشهر المقبل..الصين تتهم حكومة تايوان بالدفع نحو «حرب خطيرة»..بكين ترفض التدخل الأميركي في خلافاتها مع الفلبين..أرمينيا تثير نقاشاً حول مستقبل الوجود العسكري الروسي..ما سر ضعف المعارضة الأفغانية؟!..

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..زعيم فاغنر: أوكرانيا تستعد بـ400 ألف مقاتل للهجوم المضاد..كييف أكدت صد أكثر من 50 هجوماً عبر 4 اتجاهات..واشنطن تحاول التعرف على مصدر تسريب وثائق «شديدة السرية»..«الوثائق السرية» تكشف تجسس واشنطن على حلفائها أيضاً..موسكو تنتقد «هستيريا» الغرب إزاء خطط نشرها أسلحة نووية..الصين تحاكي هجوماً على تايوان..وأميركا تدعوها لضبط النفس..باكستان تطلق عملية عسكرية كاملة ضد الإرهابيين..آلاف الجورجيين يتظاهرون «من أجل مستقبل أوروبي»..منذ 72 ساعة.. كوريا الشمالية لا ترد على اتصالات جارتها الجنوبية..

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,082,493

عدد الزوار: 7,659,484

المتواجدون الآن: 0