أخبار سوريا..واشنطن تستهدف قيادياً داعشياً في شمال سورية..المقداد يلمّح إلى تأجيل عودة سورية إلى الجامعة العربية..المقداد في تونس بعد الجزائر: لا مانع من تضحية سوريا للمّ الشمل العربي..دمشق ستطلب انسحاب المستشارين الإيرانيين وقوات «حزب الله» عند جلاء آخِر جندي تركي وأميركي من الشمال السوري..إزالة حواجز أمنية من مناطق حيوية في دمشق..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 18 نيسان 2023 - 2:22 ص    عدد الزيارات 799    التعليقات 0    القسم عربية

        


واشنطن تستهدف قيادياً داعشياً في شمال سورية..

الجريدة... أعلنت القيادة الوسطى للجيش الأميركي «سنتكوم» اليوم استهدافها قيادياً بارزاً في تنظيم «داعش» بغارة شنّتها في شمال سورية، قالت إنه كان مسؤولاً عن التخطيط لهجمات للتنظيم في الشرق الأوسط وأوروبا ورجحت «أن يكون قُتل». وقال قائد القيادة الوسطى مايكل كوريلا، في بيان، إن الغارة، التي جرت في قرية السويدة بريف جرابلس، شنت بمروحية ولم تسفر عن مقتل أو إصابة أي جندي أميركي أو مدنيين فيما رجح مقتل القيادي وأكد مقتل مسلحين آخريين. من ناحيته، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم تضمن إنزالاً جوياً في المنطقة الواقعة ضمن نفوذ الفصائل السورية الموالية لأنقرة، مؤكداً اندلاع اشتباكات عنيفة تخللها قصف بصاروخين استهدفا المبنى الذي يسكنه القيادي الإرهابي الذي أطلق سراحه من سجن منبج في شمال سورية قبل نحو 6 أشهر. وأعلن فصيل «صقور الشام» الموالي لأنقرة مقتل اثنين من عناصره «أثناء خروجهم من منازلهم لتفقد ما يحصل» عقب عملية الإنزال.

استهداف قيادي «داعشي» بإنزال أميركي شمال سوريا

«أبو البراء» شارك في «التخطيط لهجمات إرهابية في الشرق الأوسط وأوروبا»

لندن - واشنطن: «الشرق الأوسط»... قالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، إن قواتها استهدفت قيادياً بارزاً في تنظيم «داعش» وربما قتلته في الساعات الأولى من صباح أمس (الاثنين)، مشيرة إلى أنه شارك في «التخطيط لهجمات إرهابية في الشرق الأوسط وأوروبا». وقال قائد القيادة المركزية مايكل كوريلا، في بيان، إن القوات الأميركية «شنّت غارة بمروحية في شمال سوريا فجر اليوم (أمس)... استهدفت قيادياً بارزاً» في التنظيم. وأوضح، أن القيادي المستهدف كان «مسؤولاً عن التخطيط لهجمات إرهابية لتنظيم (داعش) في الشرق الأوسط وأوروبا». وتابع، أن التنظيم المتطرف «لا يزال قادراً على شن عمليات في المنطقة ويبغي أن يضرب أيضاً خارج الشرق الأوسط». ورجّح بيان «سنتكوم»، أن تكون الغارة «أدت إلى مقتل الشخص المستهدف» في حين «قُتل «مسلحان آخران» من دون أن تكشف عن هوية أي واحد منهم. ولم تسفر الغارة عن مقتل أو إصابة أي جندي أميركي أو مدنيين، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن «سنتكوم». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، من جهته، إن قوات التحالف الدولي نفذت عملية إنزال جوي في قرية السويدة التابعة لناحية غندورة بريف جرابلس وهي منطقة تقع ضمن نفوذ الفصائل السورية الموالية لأنقرة، «مستهدفة قيادياً بارزاً» في التنظيم. ودارت اشتباكات عنيفة بعد عملية الإنزال، وفق «المرصد»، تخللها قصف بصاروخين استهدفا المبنى الذي يسكنه القيادي. وقال سكان في المنطقة و«المرصد السوري» للوكالة الفرنسية، إن الشخص المستهدف، الذي كان معتقلاً لدى المقاتلين الأكراد سابقاً، انتقل إلى قرية السويدة قبل ستة أشهر. وأفادوا بأنه قُتل وسُلّمت جثته إلى شقيقه. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «العديد من مقاتلي التنظيم سابقاً التحقوا بصفوف فصائل موالية لأنقرة» في شمال سوريا. وأشار «المرصد» إلى أن العملية أدت أيضاً إلى «مقتل عنصرين من فصيل صقور الشمال كانوا قرب موقع الإنزال الجوي، وشخص ثالث مرافق للقيادي المستهدف». ونقل عن مصادر محلية، أن القيادي المستهدف في العملية يُدعى أبو البراء، وينحدر من بلدة السفيرة الواقعة في ريف حلب شمال البلاد. وفي هذا الإطار، أعلن فصيل «صقور الشام» الموالي لأنقرة مقتل اثنين من عناصره «أثناء خروجهما من منزلهما لتفقد ما يحصل» عقب عملية الإنزال. وأضاف في تغريدة على «تويتر»، أن «الرجل المستهدف هو عايد الهلال وهو نازح منذ ستة أشهر إلى المنطقة»، نافياً أن يكون له أي صلة بالفصيل. وفي الرابع من أبريل (نيسان)، أعلنت القيادة المركزية في الجيش الأميركي مقتل قيادي بارز آخر في التنظيم في ضربة شنتها القوات الأميركية في شمال غربي سوريا. ومنذ الإعلان عن القضاء على «دولة داعش» المزعومة عام 2019، تلاحق القوات الأميركية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن قياديي التنظيم. وتشنّ بين الحين والآخر غارات وعمليات دهم أو إنزال جوي ضد عناصر يشتبه بانتمائهم إلى التنظيم في سوريا. وشنّ «داعش» خلال سيطرته على مساحات واسعة من سوريا والعراق، هجمات دامية في مدن أوروبية عدة، أبرزها في باريس وبروكسل. وقُتل الأحد 43 شخصاً في سوريا إثر هجمات منفصلة، شنّ اثنين منها الأحد مسلحون يُعتقد أنهم من تنظيم «داعش». وتنتشر القوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد التنظيم المتطرف، في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا وشمال شرقها، وتتواجد في قواعد بمحافظات دير الزور (شرق) والحسكة (الشمال الشرقي) والرقة (شمال). ونجحت القوات الأميركية في تصفية أو اعتقال قادة في عمليات عدة، أبرزها تلك التي طالت زعيمي تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ثم أبو إبراهيم القرشي في فبراير (شباط) الماضي في محافظة إدلب التي تسيطر «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً) مع فصائل أخرى أقل نفوذاً على نحو نصف مساحتها.

المقداد يلمّح إلى تأجيل عودة سورية إلى الجامعة العربية

الراي.. فيما واصل جولته العربية بزيارة إلى تونس، أمس، بعد الجزائر والسعودية، في إطار الجهود لتحسين العلاقات بين سورية والدول العربية، ألمح وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى تأجيل عودة بلاده إلى الجامعة العربية، مشيراً بشكل ضمني إلى وجود خلافات تعرقل هذه العودة حالياً. وفي مقابلة مع قناة «الجزائر الدولية»، قال المقداد إنه «لا يمكن أن نقبل بأن نكون بلداً مسؤولاً عن التفرقة بين الدول العربية». وشدد على أنه «إذا كانت مسألة وجود سورية في الجامعة العربية تريح من بعض المشاكل، فلا مانع من أن نضحي بسورية لوقت قصير من أجل إعادة لم الشمل العربي». وأشار إلى أن «وقوف الجزائر إلى جانب سورية يثير التفاؤل في كل الدول العربية»، مؤكداً أن «صلاح العلاقات بين الدول العربية هو الطريق الحقيقي لجعل التعاون العربي المشترك هو الذي سيستفيد». وأضاف أن «تصحيح العلاقات بين الدول العربية بالبعد الثنائي شبه مستحيل»، لافتاً إلى أن «سورية آمنت بالبعد العربي لكل قضايانا، وتطالب بتوحيد كل الدول العربية ومواقفها». وتطرق المقداد من جهة أخرى، للهجمات الإسرائيلية على بلاده، مؤكداً أن «سورية سترد على إسرائيل في الوقت الذي يخدم دمشق». وشدد على أن «الرد على الاعتداءات الإسرائيلية قادم لا محالة وسنرد في الوقت الذي يخدمنا نحن». ولفت إلى أن «إسرائيل معروفة بارتكابها للجرائم الكثيرة ولا يمكن الحديث عن التحديات التي يواجهها الشعب السوري والاعتداءات بمعزل عما يتم الآن على الساحة الفلسطينية»، مضيفاً «دعمنا للشعب الفلسطيني هو رد على الهجمات الإسرائيلية». وأكد أن «إسرائيل تعرف وتعي أن الرد السوري على مثل هذه الاعتداءات وبشكل معلن قادم لا محالة، سنرد على إسرائيل في الوقت الذي يخدمنا نحن». وفي سياق زيارته للجزائر، قال المقداد بعد لقاء الرئيس عبدالمجيد تبون مساء الأحد، «سلمت للرئيس رسالة شفوية من أخيه الرئيس بشار الأسد، والرسالة تؤكد على عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين الشقيقين». وواصل المقداد، أمس، جولته العربية بزيارة تونس بدعوة من نظيره نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية.

المقداد في تونس بعد الجزائر: لا مانع من تضحية سوريا للمّ الشمل العربي

تونس - الجزائر: «الشرق الأوسط».. وصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى تونس (الاثنين) في زيارة تستمر ثلاثة أيام بدعوة من نظيره وزير الخارجية التونسي نبيل عمار، بعد أن أنهى زيارة للجزائر، التقى فيها كبار المسؤولين في الدولة، وقال في حديث تلفزيوني إن «سوريا لا تمانع من التضحية لبعض الوقت، لإعادة لمّ الشمل العربي». وتأتي هذه الزيارة إثر اتفاق سوريا وتونس منذ يوم الأربعاء الماضي على إعادة فتح سفارتيهما لدى بعضهما، وذلك بعد 11 عاماً من قطع تونس العلاقات، ومن المنتظر أن تؤكد زيارة المقداد هذا الاتفاق وتنفذه على أرض الواقع. وفي هذا الشأن، قال أحمد الحباسي، الكاتب والناشط السياسي التونسي، إن على تونس دعم ملف سوريا في العودة إلى جامعة الدول العربية. واعتبر أن «عودة الهدوء إلى العلاقات الثنائية بين البلدين ستفك شفرة ملف تسفير التونسيين إلى ساحة المواجهات المسلحة في سوريا وتحديد المسؤوليات والكشف عن الأطراف الضالعة في هذا الملف». وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، استقبل المقداد (الأحد). وأكد الوزير السوري للصحافة على أثر اللقاء الذي استمر ساعتين، أنه «شعر بأن الجزائر، جاهزة دائماً للدفاع عن مصالح أمتها. قال لي الرئيس تبون إن الجزائر لن تتخلى عن سوريا مهما كانت الصعوبات، مثلما كانت سوريا إلى جانب الجزائر في كل التحديات، وهذا ما نتطلع إليه في علاقاتنا». وفهم من كلام المقداد أن دمشق كانت بحاجة إلى سماع موقف من الجزائر، من موقعها الرئيس الحالي للقمة العربية، يجدد التأييد لسوريا. والحكومة الجزائرية كانت حريصة على أن تقدم موقفها من «المشكلة السورية»، وهي لا تزال تمارس رئاستها للقمة التي تنتهي الشهر المقبل بمناسبة التئام قمة الرياض. وقال المقداد بهذا الخصوص: «تحملت الجزائر، بصفتها رئيس القمة العربية، مسؤوليات كبيرة ودافعت عن حقوق الشعب العربي. والجزائر قيادة وشعباً وقفت إلى جانب سوريا في كل التحديات التي مررنا بها في المرحلة الماضية. نحن كنا إلى جانب الجزائر أيضاً خلال العشرية السوداء». وفي مقابلة مع قناة «الجزائر الدولية» الحكومية، بُثت ليل الأحد، ذكر المقداد أنه حمل رسالة من الرئيس السوري الأسد إلى تبون، «عبر له فيها عن تقديره له وللشعب الجزائري لكل ما قدمه لسوريا من دعم منذ اندلاع الأزمة في 2011». وأوضح المقداد أن رسالة الأسد «فيها شرح للتطورات التي مرت بها سوريا وما يجري في المنطقة، والتحركات السياسية الجارية الآن على مختلف المستويات، سواء مع جيران سوريا أو في (إطار أستانا) أو العلاقات السورية - الروسية، أو الزيارات التي قام بها الكثير من المسؤولين العرب خلال الأسابيع الماضية إلى سوريا، أو الزيارات التي قمنا بها إلى دول عربية». وسئل إن كانت التحركات العربية الأخيرة لحل الأزمة السورية، ومنها اجتماع جدة، «تدل على انفراجة في علاقات دمشق مع الدول العربية»، فقال المقداد: «همنا الأساسي أن تكون علاقاتنا طبيعية وواضحة وتقوم على عمل مشترك لمواجهة تحديات مشتركة، لذلك أقول إن الزيارات التي قادتنا إلى بعض الدول العربية والزيارات التي قادت مسؤولين عرباً إلى دمشق، تقع تحت نفس الهدف والعنوان، وهو إعادة العلاقات إلى طبيعتها. لماذا تكون هذه العلاقات طبيعية مع كل دول العالم ولا تكون كذلك فيما بيننا؟». وأضاف: «لا نفرض شروطاً على أشقائنا العرب (فيما يخص مقترحات حل الأزمة). فكل الدول العربية تعرف أن ما تعرضت له سوريا يمكن أن يتعرض له أي بلد عربي. وسوريا كانت البداية». وبخصوص احتمال حضور الأسد في القمة العربية المقبلة، عاد المقداد إلى مقترح الجزائر استعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية بمناسبة القمة الأخيرة، فقال: «كان موقفنا في قمة الجزائر، أن إصلاح العلاقات العربية هو الطريق الحقيقي لجعل الجامعة العربية أو التعاون العربي المشترك هو الذي سيستفيد في النهاية. أما إصلاح العلاقات الثنائية فهو شبه مستحيل، ولكن تبقى الخلافات داخل الجامعة واقعاً. لا يمكن لسوريا التي آمنت بالبعد العربي لكل قضايانا، والتي طالبت بتوحيد الدول العربية ومواقفها، أن تكون مسؤولة عن التفرقة ما بين البلدان العربية. فإذا كان غيابها في الجامعة يريح العرب من بعض المشاكل، فلا مانع من التضحية بسوريا لبعض الوقت لإعادة لمّ الشمل العربي».

أميركا لا تحبّذ التغيير في الشرق الأوسط..هل يَحْضر الأسد القمة العربية؟

الراي... | إيليا ج. مغناير|

- دمشق ستطلب انسحاب المستشارين الإيرانيين وقوات «حزب الله» عند جلاء آخِر جندي تركي وأميركي من الشمال السوري

غيّرتْ الحربُ الأميركية - الروسية في أوكرانيا خريطةَ العالم بعدما جذبتْ الأنظارَ وبشدةٍ إلى ما يحدث هناك وكيف ستنتهي المواجهةُ بين الدول العظمى المتحاربة وما سينتج عنها من تداعياتٍ دولية وخصوصاً شرق أوسطية. وقررتْ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حجْب نظرها عن الشرق الأوسط إلى حدّ بعيد وأوكلت إلى خارجيتها تدوير الزوايا من دون إحداث تغييرات جدية مع الحفاظ على السياسة التي اتبعتْها الإدارات السابقة. ففي العراق، لا ترغب أميركا في الخروج من بلاد الرافدين وتحبّذ الحفاظَ على وجودها من دون تطويره أو تعديله. وما تتعرّض له قواتُها بين الحين والآخَر من هجماتٍ ما هو إلا جزءٌ من الأهداف التي لمحت إليها القيادةُ العسكرية الأميركية على لسان الجنرال مارك ميلي، قائد القوات المشتركة، الذي قال إن «إيران تريد إخراج أميركا من العراق وسورية». ويبدو أن البرلمان العراقي - الذي مَنَحَ الحكومةَ في بغداد سلطةَ التفاوض حول الوجود الأميركي في البلاد من عدمه - يدرك صعوبةَ تنفيذ قراره برؤية آخِر جندي أميركي خارج العراق. إذ إن الرئيس السابق دونالد ترامب كان واضحاً عندما قال إن «أي محاولةٍ لإخراج القوات الأميركية ستعرّض الاقتصادَ العراقي للخطر لأن أموال النفط تُدفع بالدولار في المصارف الأميركية قبل أن تُعاد إلى العراق»، وتالياً فإن حكومة بغداد تحاول إيجادَ تَوازُنٍ بين اقتصادها ورغبةِ الأكثرية من الشعب العراقي بالاستغناء عن الوجود الأميركي العسكري، وخصوصاً ان الجيشَ العراقي أصبح قادراً ومنظَّماً واكتسب الخبرةَ الكافية، مدعوماً بالحشد الشعبي لحماية البلاد من التكفيريين ومن أي أخطار أخرى. ولم يكن عابراً اندفاعُ بغداد بجرأةٍ نحو الصين بخطوةٍ جبّارة، إذ أعلن البنك المركزي العراقي انه يخطّط لتسوية التجارة مع بكين باليوان الصيني لتحسين احتياطه من العملات الأجنبية لمواجهة النقص في الدولار وذلك من خلال بيع النفط للصين بالعملة المحلية. ويَعتمد الاقتصادُ العراقي في شكل كبير على تصدير النفط الخام الذي يمثّل أكثر من 90 في المئة من عائدات البلاد. وقد بلغت عائداتُ تصديره عام 2022 نحو 115.7 مليار دولار. وتالياً فإن الابتعادَ الأميركي عن الشرق الأوسط أعطى مساحةً لبغداد لاتخاذ قرار التقارب الاقتصادي والتجاري والنفطي مع بكين بعدما أسقطت الولايات المتحدة في عهد ترامب رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي بسبب توقيعه عقوداً اقتصادية مع الصين. واستطاعت بلاد الرافدين نسْج علاقات جيدة مع جميع جيرانها وأحدثت توازناً إقليمياً ودولياً حولها من دون الحاجة لأي مبادرة غربية، بل على العكس، استطاعت احتضان مبادرات لتهدئة الصراعات بين أطراف إقليمية مهمة. أما في بلاد الشام، فتطوّرت الأمورُ في شكلٍ مختلف. إذ هاجمت القواتُ المُقاوِمة للاحتلال مراتٍ عدة القواعدَ الأميركية المتمركزة حول حقلي العمر وكونيكو. وكذلك أطلقت صواريخ في اتجاه الجولان المحتل لتقول إنها تستطيع فتْح جبهتين في الشمال والجنوب عندما تدعو الحاجة وإنها لن تقبل باستمرار الوضع الحالي على ما هو. أما سياسياً، فقد فتحتْ الدولُ العربية الأبوابَ أمام دمشق التي سترسل سفيراً إلى تونس والتي يقوم وزراؤها بزياراتٍ للدول العربية مثل الإمارات ومصر والمملكة العربية السعودية. وتراقب أميركا بعينٍ قلقة التقاربَ السوري - العربي لأن أهدافَها تدعو إلى عزْل الدولة السورية وإبقائها تحت العقوبات القاسية الأميركية - الأوروبية الأحادية والتي تُعدّ غير شرعية بالنسبة إلى القانون الدولي لأنها لم تصدر عن مجلس الأمن. إلا أن دولَ المنطقة التي تأخذ العِبَر من التراجع الأميركي وتُعْلي مصالحها، ارتأت أن تعود سورية إلى الحضن العربي وتربط الجسور من جديد، حتى ولو كانت العودةُ لا تتضمّن حتى اليوم إعادة إعمار سورية ودعْمها مادياً واقتصادياً وعمرانياً وإصلاح البنى التحتية التي تضررت جراء الحرب الطويلة التي بدأت عام 2011 ولم تنتهِ لغاية اليوم. أما الرئيس السوري بشار الأسد، فتؤكد مصادر مطلعة أنه لم يَحسم بعد أمرَ مشاركته شخصياً في القمة العربية الـ32 التي ستُعقد في الرياض. إذ إن دمشق تعتقد بضرورة إعادة اللحمة بين سورية والدول العربية من دون استثناء، وأن العلاقة تطوّرت إيجابياً على الرغم من الحرب المدمّرة، وان من الضروري الحفاظَ عليها وتطويرها. إلا أن ذلك - بحسب المصادر - يمكن أن يَحدث من دون العودة إلى الجامعة العربية التي جَمدت عضوية سورية عام 2011، أو على الأقل من دون حضور الأسد شخصياً. وتحاول روسيا وإيران إعادةَ العلاقة بين دمشق وأنقرة والتي قطعت أشواطاً تَعتبرها سورية ناقصةً لأنها لا تتضمن الانسحابَ التركي من الشمال - الغربي السوري. وتؤكد المصادر المطلعة أن سورية ستطلب انسحاب جميع القوى الموجودة على أرضها ومنها المستشارين الإيرانيين وقوات «حزب الله» اللبناني وحلفاء آخَرين من جنسيات مختلفة عند جلاء آخِر جندي تركي وأميركي من الشمال السوري. وقد أعربت إيران عن استعدادها لسحب جميع مستشاريها حين يرى الأسد مصلحةً لبلاده في هذه الخطوة. وتقول المصادر إنه عندما يحصل الانسحابُ التركي سيتبعه تسويةُ أوضاع مدينة إدلب وأريافها بالاتفاق مع أنقرة التي يتوجب عليها الدخول في تسوية مع دمشق، وهذا سيتطلب وقتاً غير قصير لان الرئيس رجب طيب أردوغان لم يُبْدِ أي نية بالانسحاب من سورية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الانسحاب الأميركي غير مطروح على جدول الإدارة الأميركية الحالية والتي ستبقى للسنتين المقبلتين على الأقل إلى حين انتهاء ولاية بايدن، وتالياً فإن اكتمال الحوار التركي - السوري مؤجَّل إلى حين تقديم أنقرة ضماناتٍ عملية تدفع بعجلة عودة السيطرة السورية على كامل أراضيها من دون منازع. إن ما يحصل من تَقارُب سوري - تركي، لا يضرّ دمشق بل ينزع فتيلَ العداء الذي بدأ حين أعلن أردوغان نيته الصلاةَ في الجامع الأموي في دمشق بعد إسقاط الأسد، ودعْمه لإفراغ حلب من مَصانعها وتقديم بلاده كمنطلقٍ للهجوم على كسب وإدلب وأريافها وتحويل الشمال - الشرقي السوري ولايةً تركية. لقد عادت سورية إلى الحضن العربي على وقع فشلِ مشروع إسقاط النظام، وتالياً يبقى فقط مشروع إعادة الإعمار الذي يتطلب خطةً تدفع بدول المنطقة إلى الاستثمار في بلاد الشام وهو ما ترحّب به دمشق عندما تتحرّر المنطقةُ أكثر من سيطرة الولايات المتحدة القلقة من قدرة هذه الدول على حلّ مشكلاتها من دون العودة إلى الدول الغربية التي لم تَعُدْ شريكةً في بناء السلام.

إزالة حواجز أمنية من مناطق حيوية في دمشق

ساحة الأمويين تتنفس الصعداء في انتظار عودة العلاقات العربية

تشهد العاصمة السورية إزالة حواجز للقوات النظامية في مناطق حيوية عدة بينها مناطق تقع فيها سفارات أجنبية...

دمشق: «الشرق الأوسط».. تلقى سكان العاصمة السورية دمشق بارتياح واضح، أمس، نبأ إزالة حاجز «مكتبة الأسد» في الطريق الواصلة بين ساحتي الأمويين والمالكي، ليكون ثاني حاجز تتم إزالته من محيط حي أبو رمانة خلال 24 ساعة، والثالث خلال شهر أبريل (نيسان) الجاري. جاء ذلك ضمن حملة لإزالة كتل إسمنتية وفتح طرقات عدة متفرعة عن ساحة الأمويين منذ بداية الشهر الجاري. إذ تمت من قبل إزالة الكتل الإسمنتية من امتداد طريق بيروت المار أمام فندق «داما روز»، ومن الطريق المتجهة إلى دوار الجمارك، وكذلك في أوتوستراد المزة أمام تجمع كليات الآداب باتجاه وزارة التعليم العالي ودوار الجمارك. ويتم ذلك بالترافق مع فتح الطريق في محيط فرع مرور دمشق في منطقة باب مصلى. وتمثل إزالة تلك الحواجز أهمية خاصة لوقوعها في مناطق حيوية. فحاجز «جسر الرئيس» يقع عند فندق «الفورسيزون»، المقصد الأهم لإقامة الوفود الدولية في دمشق، وقرب قصر الضيافة القديم؛ حيث مكتب نائبة رئيس الجمهورية نجاح العطار، وعلى الطريق الواصلة بين «جسر الرئيس» وحي أبو رمانة. أما حاجز «مكتبة الأسد الوطنية» فيقع على الطريق بين ساحة الأمويين وساحة المالكي؛ حيث القصر الجمهوري وقصر تشرين. أما حاجز آمرية الطيران فيقع في شارع المهدي بن بركة، الواصل بين ساحة الأمويين وحي أبو رمانة؛ حيث تتمركز مقرات معظم السفارات العربية والأجنبية. وأسهم فتح تلك الطرقات في تسهيل الحركة المرورية بعد 10 سنوات من الازدحام والعرقلة. وقال مواطنون في دمشق لـ«الشرق الأوسط»، إن إزالة تلك الحواجز أشاعت حالة من التفاؤل؛ لا سيما إزالة حاجز «جسر الرئيس» التابع لأمن الدولة، والذي كان مسؤولاً عن اعتقال المطلوبين للخدمة الإلزامية. ولفتوا إلى أن الحواجز التي أزيلت خلال الأيام الأخيرة تركزت في محيط ساحة الأمويين التي تُعد البوابة الغربية للمربع الأمني وسط دمشق، ويصب فيها أوتوستراد المزة وطريق بيروت وطريق قصر الشعب، كما يتفرع عن الساحة عدة طرق إلى حي أبو رمانة؛ حيث الأركان وآمرية الطيران والسفارات في أبو رمانة وحيي المالكي والمهاجرين؛ حيث يوجد قصرا تشرين والجمهوري. ويسود اعتقاد في دمشق بأن إزالة تلك الحواجز مرتبطة ببدء محادثات جدية بشأن عودة العلاقات العربية مع دمشق، وسط توقعات بزيارات قريبة مكثفة لوفود عربية رفيعة، ما يتطلب فتح الطرق التي ستعبرها تلك الوفود، كدليل على عودة الأمان والحياة الطبيعية إلى شوارع العاصمة. وأكد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، خلال زيارته الجزائر قبل يومين، سعي دمشق إلى تسوية علاقاتها مع الدول العربية، بالترافق مع تصاعد الجهود العربية لإعادة دمشق إلى محيطها العربي. وشدد المقداد على أن زيارات المسؤولين السوريين إلى بعض الدول العربية «تهدف إلى غلق صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة في العلاقات بالعالم العربي». ومنذ اندلاع الحرب عام 2011، قُسّمت دمشق إلى قطاعات أمنية فصل بينها أكثر من 300 حاجز، أكبرها كان في محيط العاصمة؛ حيث تم عزلها عن ريف دمشق، تليها الحواجز الواقعة على أطراف المربع الأمني الممتد من حي المزرعة إلى حي أبو رمانة والمالكي والمهاجرين وحتى ساحة الأمويين. وبعد انتهاء العمليات العسكرية في دمشق وريفها عام 2018، تم تخفيف أعداد الحواجز داخل دمشق ودمج بعضها، لتكون حواجز يزداد تجهيزها حسب أهميتها الأمنية، مثل حاجز «التاون سنتر» على أوتوستراد درعا، مدخل دمشق الجنوبي، ويتبع هذا الحاجز فرع الأمن العسكري وإدارة المخابرات العامة وأمن الدولة، يليه حاجز «نجها» على المدخل الجنوبي الشرقي على أوتوستراد دمشق السويداء، ويتبع المخابرات الجوية وفرع فلسطين، ثم حاجز «السومرية» على مدخل دمشق الغربي على أوتوستراد القنيطرة، ويتبع فرع المخابرات الجوية وفرع الأمن العسكري، ثم حاجز «جسر بغداد» على مدخل دمشق الشمالي على أوتوستراد حمص، ويتبع فرع المخابرات الجوية، وحاجز يعفور على أوتوستراد دمشق- بيروت، ويتبع مكتب أمن الفرقة الرابعة. وداخل العاصمة تمركزت الحواجز الكبرى في محيط المربع الأمني والمقرات الأمنية وسفارتي إيران وروسيا. وخلال سنوات الحرب مثّلت الحواجز مصدر رعب للأهالي؛ لا سيما الحواجز المسؤولة عن اعتقال المطلوبين للأجهزة والأمنية، والمطلوبين للخدمة الإلزامية. كما تحول عدد من الحواجز في محيط العاصمة، بعد توقف العمليات العسكرية، إلى نقاط يتم فيها فرض إتاوات على أصحاب المعامل والورشات والمزارعين، مقابل تسهيل عبورهم من العاصمة وإليها. وشكّل ذلك عبئاً كبيراً على المنتجين، وساهم في تفاوت ارتفاع أسعار المنتجات، حسب طول الطريق وعدد الحواجز التي تعبرها البضائع. وبالتالي فإن نبأ إزالة مزيد من تلك الحواجز لا بد من أن يكون مصدر ارتياح للسوريين، لما يحمله من بشائر انفراج يتمنون أن يكون قريباً.

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,409,086

عدد الزوار: 7,631,916

المتواجدون الآن: 0