أخبار سوريا..مسؤول كردي: تغييب الإدارة عن المحادثات الدولية لإبقاء سوريا مقسمة بدولة منهارة..تركيا تواصل تصعيدها ضد «قسد» شمال سوريا وتعلن مقتل 12 من عناصره..وفد سياسي واقتصادي سوري في طهران..

تاريخ الإضافة الإثنين 31 تموز 2023 - 4:28 ص    عدد الزيارات 765    التعليقات 0    القسم عربية

        


الجناح النسائي لقوات «قسد» يشيّع 4 مقاتلات قتلن «عن طريق الخطأ»..

مسؤول كردي: تغييب الإدارة عن المحادثات الدولية لإبقاء سوريا مقسمة بدولة منهارة

(الشرق الأوسط).. القامشلي: كمال شيخو.. شيَّعَ المئات من أهالي مدينة الحسكة الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا بمشاركة قيادات عسكرية، 4 مقاتلات من «وحدات حماية المرأة» الكردية قتلن عن طريق الخطأ بقنبلة يدوية؛ أثناء تدريبات عسكرية في قرية طوق الملح غربي المدينة، في وقت قال مسؤول بارز في «حزب الاتحاد الديمقراطي» إن استبعاد وتغييب ممثلي «الإدارة الذاتية» عن العملية السياسية السورية؛ حالت دون التقدم بخطوة واحدة تجاه الحل السوري وإبقاء تقسيمها لثلاثة مناطق عسكرية ودولة فاشلة. وذكر المركز الإعلامي لقوات «قسد» في بيان نُشر على موقعه الرسمي اليوم (الأحد)، أن أهالي منطقة الجزيرة، في إشارة إلى محافظة الحسكة، شيعوا جثامين أربعة مقاتلات من وحدات المرأة، «بمشاركة عدد من قيادات (قسد) ووحدات (حماية المرأة) وعوائل الشهداء والمجالس المدنية والمئات من أهالي وذوي المقاتلات». وألقت القيادية الكردية ريفين كوباني، كلمة رسمية أمام المشيعين بالإنابة عن قيادة الجناح النسائية للقوات بالتعاهد على «المحافظة على مكتسبات الشهداء ولن ننسى تضحياتهنّ، ونجدّد العهد بمتابعة النضال حتى تحرير الوطن».

الهجمات التركية

في سياق متصل، استنكرت «الإدارة الذاتية» لشمال شرقي سوريا، تصاعد وتيرة الهجمات التركية ضد مناطق نفوذها شرقي الفرات خلال الشهر الحالي، وذكرت في بيان نشر على موقعها الرسمي اليوم، بأن تركيا: «مستمرة بضرب مناطق شمال شرق، التي تتمثل في شكل الإبادة التي تمارسها ضد شعبنا، ورغبتها الجامحة في ضرب الاستقرار»، وحذرت الإدارة التي تدير مناطق شاسعة شمال وشمال شرقي البلاد، من تبعات الهجمات التركية التي تتعارض مع جميع المساعي الدولية والإقليمية في خفض التصعيد، «وتعرقل مكافحة الإرهاب ومواجهة خلايا تنظيم (داعش) على وجه الخصوص». جاء البيان رداً على مقتل أربعة عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بعد هجوم شنته طائرة تركية مسيَّرة (درون) قرب الحدود مع تركيا في وقت متأخر من يوم (الجمعة). وأكد المركز الإعلامي للقوات عبر بيان أن طائرة تركية مسيَّرة استهدفت «قرية (خربة خوي) في ناحية عامودا، حيث ارتقى أربعة من مقاتلي واجب الدفاع الذاتي إلى مرتبة الشهادة»، وفي 27 من الشهر الحالي أعلنت قوى الأمن الداخلي «الآسايش»، فقدان 3 عناصر لحياتهم وإصابة اثنين آخرين باستهداف طائرة تركية مسيَّرة لسيارتين في ريف مدينة القامشلي. وأشار مدير المركز الإعلامي للقوات فرهاد شامي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إلى تداعيات استمرار الهجمات التركية واتساع نطاقها ضد مناطق نفوذ القوات وحمَّل الأطراف الدولية مسؤولية تصاعدها، ليقول: «نؤكد على رفضنا التام لاستمرار هذه الجرائم وسط صمت التحالف الدولي والقوى الضامنة لوقف عملية إطلاق النار»، وحمَّل هذه الأطراف المسؤولية الكاملة عن استمرار الهجمات التركية «التي تزداد يوماً بعد يوم وهذه الهجمات ستؤثر بشكل مباشر على التنسيق العالي والكثير من النشاطات المشتركة». وتابع حديثه ليزيد: «الأولوية المطلقة الحفاظ على صلابة الجبهة الداخلية لمواجهة الهجمات كافة»، منوهاً برفع مستوى الجاهزية الدفاعية للقوّات لحماية المنطقة وسكانها، وأشاد بالجهود المشتركة مع قوات التحالف الدولي.

سياسياً، قال سيهانوك ديبو مدير مكتب العلاقات العامة في «حزب الاتحاد الديمقراطي»، إن استبعاد وتغييب ممثلي الإدارة الذاتية عن العملية السياسية السورية، حالت دون التقدم بخطوة واحدة تجاه الحل السوري الشامل، وأوضح في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن جميع مسارات العملية السورية سواء كانت «جنيف» أو «أستانا» أو «سوتشي» لم تحقق تقدماً «لغياب وإقصاء ممثلي الإدارة»، على حد تعبيره.

الدولة القومية المركزية

وأضاف سيهانوك، إنه من دون مشاركة الإدارة الذاتية في العملية السياسية سيعني تثبيت واقع تفكك سوريا «وإبقاء تقسيمها لثلاث مناطق عسكرية ودولة فاشلة كما حالها الراهن اليوم». وشدد على أن اللامركزية المفعلة في مناطق الإدارة نموذجاً وشكلاً هي الضامن لحل الأزمات الداخلية، «تبدأ أولاً بتقوية الجبهة الداخلية من خلال العيش المشترك، ومن خلال السياسة الديمقراطية، وممارسة وفعل وعملانية أخوة الشعوب ووحدة مصيرها وتاريخها». ولفت ديبو إلى أن مفهوم الإدارة، تجسيد للتحول الديمقراطي الشامل الذي تحتاجه سوريا لحل جميع تناقضاتها وإشكالياتها «لا يمكن القول إن هذه الإدارة سوف تكون مؤقتة وضرورة نجمت عن مرحلة معينة»، وذكر بأن الأزمة السورية بحاجة لحلول جذرية، في مقدمتها، حل القضية الكردية وإنه من غير المقبول المُضي أكثر بعدم الاعتراف بقضايا الشعوب، ليختم حديثه بالقول: «لن نقبل إعادة إنتاج السلطة بصيغة ما قبل الحرب، ولا يمكن معايرة مسألة الحقوق والحريات ضمن مفهوم الدولة القومية المركزية التي تخلق أزمات بنيوية معرفية وثقافية سياسية».

تركيا تواصل تصعيدها ضد «قسد» شمال سوريا وتعلن مقتل 12 من عناصره

الإدارة الذاتية انتقدت صمت التحالف الدولي والضامن الروسي

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق.. واصلت تركيا تصعيدها العسكري ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية غالبية قوامها في شمال وشمال شرقي سوريا. وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان الأحد، مقتل 12 من عناصر قسد في رد على قيامهم بإطلاق النار على منطقة «عملية درع الفرات»، التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة في محافظة حلب شمال غربي سوريا. وأكد البيان استمرار القوات المسلحة التركية في «عمليات مكافحة الإرهاب بكل حزم وإصرار». في الوقت ذاته، استهدفت مسيرة تركية منزلاً في بلدة تل رفعت التي تنتشر بها قوات قسد وعناصر من القوات الحكومية السورية. ويعد هذا القصف هو الثاني على البلدة، خلال 24 ساعة، حيث أصيب مدني في قصف مسيرة تركية السبت. وتستهدف القوات التركية بطائراتها المسيرة مناطق سيطرة قسد في شمال وشمال شرقي سوريا. وقتل 4 عناصر من قوات قسد، الجمعة، بقصف مسيرة تركية في مدينة عامودا غرب القامشلي بمحافظة الحسكة، حيث تنتشر قوات قسد والقوات السورية. وأحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، 30 استهدافاً بالمسيرات التركية لمناطق نفوذ الإدارة الذاتية (الكردية) في شمال وشمال شرقي سوريا، منذ بداية العام الحالي، أسفرت عن مقتل 49 شخصاً، وإصابة أكثر من 39 آخرين بجروح متفاوتة. ونددت الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا، في بيان الأحد، بما وصفته «صمت التحالف الدولي والضامن الروسي» حيال القصف التركي المستمر على مناطقها. وقال البيان: «نرفض بشكلٍ تام هذه الجرائم وسط صمت التحالف الدولي والقوى الضامنة لوقف عملية إطلاق النار (عملية نبع السلام العسكرية التركية في أكتوبر «تشرين الأول» 2019)، ونحمل هذه الأطراف المسؤولية عن استمرار الهجمات التركية التي تزداد يوماً بعد يوم، مع دوام الصمت من قبلهم». وعد البيان أن هذا الموقف سيؤثر بشكل مباشر على النشاطات المشتركة بينهم، وأن القصف التركي، الذي وصفه بـ«الحقد الدفين»، يتعارض مع جميع مساعي تحقيق الاستقرار وضبط البوصلة نحو مكافحة الإرهاب وداعش على وجه الخصوص. إلى ذلك، تشهد منطقة تل أبيض الواقعة ضمن ما يعرف بمنطقة «نبع السلام» بمحافظة الرقة، الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها بريف الرقة، استياء وسخطاً شعبياً واسعين، جراء ممارسات فصائل «الجيش الوطني»، ولا سيما الاعتقالات التعسفية بحق المدنيين والناشطين، والتحكم وفرض سطوتهم على جميع مناحي الحياة، وانتشار الفساد، وسط صمت السلطات التركية على تلك الانتهاكات، بحسب «المرصد السوري». وأفاد «المرصد»، بأن أهالي تل أبيض يطالبون بالحد من الانتهاكات من خلال الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات، تأكيداً على مطالب الثورة السورية، والضغط على الجهات التركية لإيجاد حل دائم لمعاناتهم بسبب ممارسات فصائل الجيش الوطني. وأضاف أن الأهالي في بلدتي سلوك وحمام التركمان ومدينة تل أبيض يطالبون الجهات التركية والمسؤولين العاملين معها، بحل ما يسمى بـ«المكاتب الاقتصادية» ورفع يد كل الفصائل عن أنشطة الحياة المدنية، المتمثلة بالمعابر والمواسم الزراعية والمحروقات والصوامع، وتحسين الخدمات وتخفيض رسوم معبر تل أبيض أسوة بباقي المعابر في الشمال السوري دون أي تدخل من الفصائل. ولفت إلى أن أياً من هذه المطالب لم ينفذ، ما دفع العديد من المواطنين إلى ترك عملهم في المؤسسات الرسمية، لعدم عملها لمصلحة الأهالي، وانتشار السرقات واللصوص. وأشار ناشطون تحدثوا لـ«المرصد» إلى انعدام البنى التحتية والخدمية والتعليمية والصحية في المنطقة، فضلاً عن تعمد السلطات التركية ترحيل اللاجئين السوريين إلى تل أبيض، التي تحولت إلى ما يشبه السجن الكبير بسبب الظروف القاسية وغير الإنسانية التي يواجهها المرحلون.

وفد سياسي واقتصادي سوري في طهران

اللجنة الاقتصادية المشتركة تبحث تنفيذ الاتفاقيات الموقعة وإنشاء منطقة حرة وسط سوريا

دمشق : «الشرق الأوسط».. بدأ وفد سوري سياسي واقتصادي برئاسة وزير الخارجية فيصل المقداد زيارة إلى طهران تستمر عدة أيام لمتابعة الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا مايو (أيار) الماضي، وفق ما أعلنته السفارة الإيرانية في دمشق، وقالت إن الوفد يترأسه وزير الخارجية السوري، ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، محمد سامر الخليل، ووزير الاتصالات والتقانة، إياد الخطيب. وتأتي زيارة الوفد السوري إلى إيران وسط أنباء عن عزم إيران إنشاء منطقة حرة إيرانية وسط سوريا لتلبية الاستثمارات الإيرانية في سوريا وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ولم يكشف عن موقع المنطقة الحرة الإيرانية ـ السورية، في حين توقعت مصادر سورية متابعة لملف العلاقات الإيرانية - السورية أن تكون في المنطقة الوسطى، وقريبة من المشاريع الاستثمارية الزراعية الإيرانية في الساحل السوري ومحطات الكهرباء وسط البلاد، وأيضاً قريبة من الحدود مع لبنان.

15 مذكرة

وستتابع اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة في طهران المستمرة حتى نهاية الأسبوع الحالي تنفيذ خمس عشرة مذكرة تفاهم جرى توقيعها خلال زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا. وشملت كل القطاعات بما فيها الطاقة والزراعة والمناطق الحرة والاتصالات وغيرها، كما جرى خلال هذه الزيارة الاتفاق على بناء وتأسيس مشاريع استراتيجية بين البلدين في مجال الطاقة والغاز والنفط والنقل والزراعة وغيرها. وكان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، عيسى زارع بور، قد أعلن قبل يومين أن إيران ستساعد سوريا في صناعة الأقمار الاصطناعية الخاصة بمجال الاتصالات، على اعتبار أنّ إيران من ضمن 10 دول قادرة على صناعة الأقمار الاصطناعية ووضعها في مساراتها في الفضاء. وسبق ذلك تصريح وزير الطاقة الإيراني علي أكبر محرابيان، بأن إيران تخطط لتأهيل محطات توليد الطاقة الكهربائية في سوريا، وأعدت دراسات لإنتاج 5000 ميغاواط من الكهرباء. يشار إلى اشتداد تأزم الوضع الاقتصادي في سوريا خلال الأيام الأخيرة على وقع الانهيار المتسارع لقيمة الليرة السورية؛ إذ وصل سعر صرف الدولار الأميركي إلى أكثر من 13200 ليرة سورية، وأدى ذلك إلى ارتفاع خطير بالأسعار واشتداد الأزمة الاقتصادية والمعيشية.

منطقة حرة

وكشف رئيس الغرفة التجارية السورية - الإيرانية المشتركة، فهد درويش، في تصريحات للإعلام، وجود خطة لإنشاء منطقة حرة إيرانية وسط سوريا لدعم العلاقة الاقتصادية بين البلدين، بهدف «تهيئة البيئة الاستثمارية الإيرانية في سوريا»، ودعم العلاقة الاقتصادية بين البلدين. وقال درويش، إن «المناطق الحرة هي من أهم روافد الاقتصاد الوطني للدول، وأساس تقوم عليه الاستثمارات ومنصات الاستيراد والتصدير». ووقّع الرئيس السوري ونظيره الإيراني، مذكرة تفاهم للتعاون الشامل الاستراتيجي الطويل الأمد بين الجانبين، وكذلك مذكرة تفاهم تتعلق بمجال المناطق الحرة، وأيضاً محضر اجتماع للتعاون في مجال السكك الحديدية، ومجال الطيران المدني.

تصفير الجمركة

وأفادت المصادر السورية المتابعة لملف العلاقات الإيرانية - السورية، بأن تفعيل اتفاقية التجارة الحرة بكامل تفاصيلها الموقعة عام 2011 بين البلدين، سيكون أبرز ما تبحثه اللجنة الاقتصادية المشتركة. وأشارت إلى ضرورة التعديل فيما يتعلق بـ«تصفير الجمركة»، علماً أن الاتفاقية كانت تنص على وضع نسبة 4 في المائة على الرسوم الجمركية المعمول بها حالياً، إضافة إلى تحديد 88 مادة لتدفع الرسوم الجمركية كاملة. كما سيتم بحث معوقات تحويل الأموال بسبب العقوبات المفروضة على البلدين، وتسريع إنشاء بنك مشترك. ويشكو الجانب الإيراني من معوقات سورية كثيرة في تنفيذ الاتفاقيات، ما يعرقل الاستثمارات الإيرانية. في المقابل، يشكو الجانب السوري من تدني الصادرات السورية إلى إيران بسبب صعوبات الشحن والتحويل المالي.

«داعش» يكثّف هجماته: سيناريو أميركي مكرّر

الاخبار...علاء حلبي .. خرق أميركي متواصل لاتفاقية «منع التصادم» في سوريا الموقّعة بين روسيا وأميركا عام 2015 ...

لا يمكن النظر إلى التفجير الأخير الذي نفذه تنظيم «داعش» في منطقة السيدة زينب قرب دمشق والذي تسبّب بمقتل ستة أشخاص وإصابة آخرين، على أنه مجرّد عملية جديدة للتنظيم الذي ينشط على شكل خلايا متفرّقة، وإنما هو جزء من حملة تصعيدية متزايدة، في ظل الزيادة الملحوظة لنشاطه، سواء في البادية، المعقل الأبرز لانتشار ما تبقى من مقاتليه، أو في الجنوب السوري.. التفجير الأخير الذي تم تنفيذه عن طريق دراجة مفخخة في منطقة السيدة زينب قرب دمشق، والذي تسبّب بمقتل ستة أشخاص وإصابة آخرين، سبقه تفجير آخر وقع قبل يومين، وتزامن مع ذكرى عاشوراء في منطقة تشهد احتشاداً في مثل هذا النوع من المناسبات الدينية، في توقيت يهدف بشكله العام إلى إعادة تسويق التنظيم لأفكار تجاوزتها الحرب، تتعلّق بربط نشاط التنظيم بمرجعيات أيديولوجية. غير أن نظرة أوسع على واقع نشاط التنظيم يمكن أن تكشف أسباباً أخرى، يتعلق بعضها بالوجود الأميركي الذي يتّخذ من محاربة التنظيم مظلّة للوجود العسكري غير الشرعي، بالإضافة إلى ارتفاع حدّة الاحتكاكات الميدانية. وتقول مصادر ميدانية سوريّة لـ«الأخبار» إنه منذ مطلع الشهر الحالي، تشهد منطقة البادية السورية ارتفاعاً ملحوظاً لهجمات التنظيم، سواء عبر زرع ألغام على بعض الطرق، أو عمليات اختطاف رعاة أغنام وسرقة قطعانهم، آخرها هجوم وقع في ريف الرقّة، عندما قام مسلحو التنظيم باختطاف راع وسرقة قطيعه، قبل العثور عليه في وقت لاحق مقتولاً، موضحة أن قوات الجيش السوري وفصائل رديفة نشّطت خلال الأسبوعين الماضيين من عمليات تمشيط البادية بحثاً عن خلايا التنظيم. وبالإضافة إلى منطقة البادية، يطلّ بين وقت وآخر مسلحون تابعون للتنظيم في مناطق مختلفة من درعا، المحافظة التي تُعدّ من أولى المناطق السورية التي أعيدت إليها التهدئة عن طريق المصالحات. وهي تشهد بين وقت وآخر محاولات لإعادة إشعالها، حيث نفّذ مسلحون يُعتقد أنهم تابعون للتنظيم هجمات عدة طاولت عدداً من الشخصيات المحلّية، استخدمت خلالها الدراجات النارية في التنقل وتنفيذ عمليات الاغتيال، علماَ أن درعا كانت إحدى المناطق التي اختبأ فيها قادة من التنظيم، أبرزهم زعيم التنظيم السابق أبو الحسن الهاشمي القرشي، الذي قتل خلال عملية أمنية مشتركة بين القوات السورية وأحد الفصائل التي وقّعت على المصالحة مع الحكومة السورية.

الهجوم الذي شهدته منطقة السيدة زينب يتزامن مع ارتفاع حدّة الاحتكاكات بين واشنطن وموسكو

الهجوم الأخير الذي شهدته منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، يتزامن مع ارتفاع حدّة الاحتكاكات بين واشنطن وموسكو، سواء عبر عمليات التحصين المتواصلة التي تجريها القوات الأميركية لمواقع انتشارها، أو حتى الاحتكاكات الجوية، في ظل الخرق المتواصل لاتفاقية «منع التصادم» الموقّعة بين الطرفين عام 2015، الأمر الذي وصل إلى حد تبادل الاتهامات على أعلى المستويات السياسية بين البلدين جراء التقارب المستمر بين دمشق وأنقرة بدفع من طهران وموسكو، والذي يشكل رفض الوجود الأميركي أحد أعمدته، ما يبدو أنه زاد مخاوف واشنطن على سلامة قواتها المنتشرة في المناطق النفطية في الشمال الشرقي من سوريا، وفي منطقة التنف عند المثلث الحدودي مع الأردن والعراق، وهي المنطقة التي تتهم سوريا وروسيا الولايات المتحدة بتحويلها إلى قاعدة دعم لوجستي لمقاتلي التنظيم المنتشرين في البادية، وخصوصاً أن القوات الأميركية تملك بين يديها أوراق ضغط عديدة على التنظيم، من بينها السجون التي تضم المئات من قيادييه، يجري نقلهم بشكل مستمر بين سجن وآخر، وسط شكوك حول وجود صفقات تجريها القوات الأميركية مع هؤلاء المقاتلين. وقبيل ارتفاع حدة الاحتكاكات الروسية - الأميركية، ومحاولة الولايات المتحدة زيادة نشاط طائراتها المسيّرة لتشمل معظم المناطق السورية بما فيها الشمال، نفّذت طائرة أميركية عملية اغتيال لشخص قالت إنه أحد أبرز قياديي التنظيم يدعى أسامة المهاجر، وقد يكون قائده الحالي، في منطقة بزاعة بريف حلب الشمالي الشرقي، قبل نحو ثلاثة أسابيع، قبل أن يتبيّن أن الشخص (اسمه الحقيقي همام الخضر وهو من مواليد منطقة القلمون ويبلغ من العمر 30 عاماً) الذي تم اغتياله، مقاتل سابق في التنظيم، يعمل في محل لبيع المنظّفات، ولا يوجد أي دليل على أنه قائد التنظيم الفعلي. ورغم ذلك، استثمرت الولايات المتحدة هذه العملية ضمن حملتها الإعلامية الداعمة لوجود قواتها في سوريا، في سيناريو بات معتاداً، يهدف إلى جانب التمسك بمظلة محاربة الإرهاب، لتصوير عمليات المراقبة الأميركية الجوية والخرق المتواصل لاتفاقية «منع التصادم» على أنها مطاردة للتنظيم، ما يؤدي إلى تصوير الرفض الروسي لهذه الخروقات على أنها إعاقة لمحاربة الإرهاب. في السياق ذاته، تشير المصادر الميدانية إلى أن تنشيط التنظيم عملياته أمر متوقع في ظل الظروف الحالية. فقد شهد الميدان السوري خلال السنوات الماضية السيناريو ذاته أكثر من مرة، نتيجة استثمار واشنطن للتنظيم، ومحاولة «قسد» أيضاً استثماره، موضحة أن زيادة حدّة الهجمات التركية على مواقع لـ«قسد» خلال الفترة الماضية قد تعيد تنشيط هجمات «داعش» في الشمال السوري، حيث تتهم «قسد» ومن ورائها الولايات المتحدة، تركيا، بين وقت وآخر، بإعاقة محاربة الإرهاب، علماً أن الهجمات التركية المتصاعدة تستهدف بشكل متكرّر مواقع مدنية، ما يؤدي إلى موجات نزوح متكرّرة للأهالي، وضحايا وخسائر في صفوف المدنيين.



السابق

أخبار لبنان..«اللغم الفلسطيني» ينفجر في عين الحلوة.. اشتباكات واغتيالات بين الفلسطينيين في «عين الحلوة»..على وقع «اجتماع العلمين» والتوتر بين «حزب الله» وإسرائيل..«كرة نار» تنفجر في عين الحلوة الفلسطيني..البطريرك الماروني: النازحون السوريون يحتلون لبنان بدعم من الأسرة الدولية..المعارضة اللبنانية تريد ضمانات تبدّد هواجسها.. إسرائيل تحذر الدولة اللبنانية من نشاط «حزب الله»..

التالي

أخبار العراق..الكاظمي: نجحنا بكشف سرقة القرن رغم التهديدات والضغوط.. «المجهولون» يعودون لعمليات تخريب منظومة الكهرباء..«بلاد الرافدين» تئن تحت ضغط تغير المناخ وانحسار مياه دجلة والفرات..مبعوثة الأمم المتحدة إلى العراق تجري مشاورات مع عبداللهيان في طهران..لجنة عليا لترسيم الحدود المختلف عليها بين العراق والكويت..

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,067,046

عدد الزوار: 7,658,516

المتواجدون الآن: 0