أخبار العراق..السوداني: العراق ليس بحاجة إلى قوات أجنبية..أكد إجراء بلاده حوارات لتحديد العلاقة مع التحالف الدولي..«ظل» الإطار التنسيقي ينافس أيضاً على مجالس المحافظات العراقية..مشروع قانون جديد للنفط في العراق يجدد مخاوف شركات الطاقة.."الشمس موت" في العراق.. 50درجة مئوية وتوقعات متشائمة حتى نهاية سبتمبر..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 15 آب 2023 - 3:44 ص    عدد الزيارات 624    التعليقات 0    القسم عربية

        


السوداني: العراق ليس بحاجة إلى قوات أجنبية ..

• حجز ممتلكات وزير النفط السابق واتهامه باستغلال منصبه والرشوة ..

الجريدة.... مع تمسكه بتنظيم العلاقة مع الولايات المتحدة، شدد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، أمس، على عدم الحاجة إلى قوات قتالية أجنبية، كاشفاً عن إجراء حوارات متقدمة من أجل تحديد شكل التعاون المستقبلي مع التحالف الدولي. وقال السوداني لقادة الصنوف والآمرين من القوات المسلّحة، «صار العراقيون، بعد معارك التحرير، أكثر وحدةً من أي وقت مضى، بعدما كان العنف الطائفي والانقسام سائداً بعد سنوات التغيير». وأضاف أن «جميع العراقيين قاتلوا في خندق واحد من جميع القوميات والأديان والمذاهب والمكوّنات»، داعياً إلى «مراجعة كل الخطط والاستعدادات والبقاء في هذا المستوى من الاستعداد المطلوب لأي حركة قد يلجأ لها التنظيم الإرهابي، الذي يحاول أن يعيد الحياة لصفوفه». ولفت السوداني إلى أنه اليوم أمام استحقاق معركة الاستقرار والتنمية والازدهار، وهي ليست بالمهمة السهلة، موضحاً أن «تحرير الموصل من المعارك المهمة، في وقت توقع الجميع أن الأمر حُسم لمصلحة دولة الخرافة ونهاية دولة العراق وكل العالم مدين لتضحيات العراقيين في تلك المعركة، لأن عصابة داعش لم تستهدف العراق فقط، وإنما كانت مؤامرة أكبر في استهداف دول المنطقة». وطالب القادة بـ «الحفاظ على عمل المؤسسة الأمنية وعلى مسارها المهني وفق القانون والدستور، وهو التزام من كل القوى السياسية، وضمن الاتفاق السياسي الذي تشكلت بموجبه هذه الحكومة، وصوّت عليه البرلمان». وفي وقت سابق، أكد السوداني، خلال استقباله، أمس الأول، سفيرة الولايات المتحدة، آلينا رومانوسكي، الحاجة إلى استمرار الحوار بين لتنظيم العلاقة، خصوصاً في المجالين الأمني والعسكري. وبحث السوداني ورومانوسكي مجمل العلاقات العراقية - الأميركية، وسبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والتنموية، في ظل اتفاقية الإطار الإستراتيجي. وأشار إلى مضيّ العراق بتنفيذ برامجه في الإصلاح على مختلف المستويات، والعمل على بناء الشراكات المثمرة مع الدول الصديقة والشقيقة. في غضون ذلك، أصدرت محكمة تحقيق الكرخ المختصة بقضايا النزاهة أمس الأول قراراً بالحجز على ممتلكات وزير النفط السابق إحسان عبدالجبار بتهم استغلال منصبه والرشوة. وشغل عبدالجبار منصب وزير النفط عام 2020 في حكومة رئيس الوزراء الأسبق مصطفى الكاظمي. وقبل ذلك، كان المدير العام لشركة نفط البصرة.

السوداني: العراق لا يحتاج إلى قوات قتالية أجنبية

أكد إجراء بلاده حوارات لتحديد العلاقة مع التحالف الدولي

بغداد: «الشرق الأوسط».. قال رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، إن بلاده «لا تحتاج إلى قوات قتالية أجنبية». وجاء حديثه خلال استقباله قادة وزارتي الداخلية والدفاع و«الحشد الشعبي» وبقية الصنوف العسكرية التي اشتركت في الحرب ضد تنظيم «داعش» الذي تمكن من السيطرة على نحو ثلث أراضي البلاد بعد يونيو (حزيران) 2017، قبل أن تتمكن القوات الحكومية من دحره عسكرياً نهاية عام 2017. ويأتي حديث السوداني بالتزامن مع التقرير الـ17 الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى مجلس الأمن، وأعلن فيه أن «عدد مسلحي (داعش) في العراق وسوريا يتراوح بين من 5 إلى 7 آلاف عنصر». وأشار السوداني بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء، إلى «حوارات متقدمة جارية من أجل تحديد شكل العلاقة والتعاون المستقبلي مع التحالف الدولي». وجدد السوداني «التأكيد على التزام القوات المسلحة بمسارها المهني والدستوري والقانوني، ضمن مسيرة التنمية وترسيخ الأمن والسلم الأهلي، وحماية الحياة الكريمة لكل أبناء شعبنا العراقي في كل أرجاء البلد». وأضاف أن «تحرير الموصل من المعارك المهمة، في وقت توقع فيه الجميع أن الأمر حُسم لصالح دولة الخرافة ونهاية دولة العراق، والعالم مدين لتضحيات العراقيين في تلك المعركة، لأن عصابة (داعش) لم تستهدف العراق فقط، وإنما كانت مؤامرة أكبر في استهداف دول المنطقة». وتابع أن «علينا الحفاظ على عمل المؤسسة الأمنية وعلى مسارها المهني وفق القانون والدستور، وهو التزام من كل القوى السياسية، وضمن الاتفاق السياسي الذي تشكلت بموجبه هذه الحكومة، وصوّت عليه مجلس النواب». ورأى السوداني أن «العراقيين، بعد معارك التحرير أصبحوا أكثر وحدة من أي وقت مضى، بعدما كان العُنف الطائفي والانقسام سائداً بعد سنوات التغيير، إذ إن جميع العراقيين قاتلوا في خندق واحد من جميع القوميات والأديان والمذاهب والمكوّنات». ومنذ تسلم السوداني مهمته في رئاسة الوزراء نهاية أكتوبر (كانون الأول) 2022، توقفت معظم الهجمات العدائية لمعسكرات الجيش ولأرتال الدعم اللوجيستي لقوات التحالف الدولي التي كانت تشنها الجماعات المسلحة المرتبطة والقريبة من قوى «الإطار التنسيقي» التي شكلت حكومة السوداني. كان وزراء خارجية التحالف الدولي لهزيمة «داعش» اجتمعوا بمدينة الرياض السعودية، في يونيو الماضي، وشددوا على «حاجة العراق إلى تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب التي يقودها المدنيون ومكافحة تمويل الإرهاب في العراق على المدى الطويل، جنباً إلى جنب مع جهود تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من (داعش)». وأكدوا «دعم الحكومة العراقية وقوات الأمن العراقية، بما في ذلك البيشمركة الكردية. وأشادوا بالتقدم الذي أحرزه العراق في إعادة مواطنيه من شمال شرقي سوريا والجهود العراقية لتنفيذ حلول مستدامة طويلة الأجل». ورغم الهجمات المتفرقة التي يشنها تنظيم «داعش» بين الحين والآخر على نقاط الشرطة والجيش وبعض المناطق المدنية، فإن أعماله الإرهابية انحسرت كثيراً في الأشهر الأخيرة، ولم يعد يمثل تهديداً كبيراً وفقد بطريقة شبه كاملة قدرته على مسك الأراضي التي يوجد فيها أو قدرته على احتلال مناطق شائعة مثلما فعل في يونيو عام 2014. ويكاد ينحسر وجود بعض عناصره في العراق بملاذات ومناطق نائية بعيدة عن المدن ذات طبيعة جغرافية معقدة وصعبة. وكان وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، قد زار واشنطن الأسبوع الماضي، والتقى بكثير من المسؤولين العسكريين الأميركيين؛ وعلى رأسهم وزير الدفاع لويد أوستن ومساعدته سيليست واندر وممثلين أميركيين عن هيئة الأركان المشتركة ووكالة التعاون الأمني الدفاعي والقيادة المركزية الأميركية ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي. وأكد الجانبان في بيان مشترك، «التزامهما المشترك بمواصلة التعاون العسكري الثنائي في جميع المجالات، خصوصاً مكافحة تنظيم (داعش) والعمل على منع عودة نشاطه، وتدريب القوات العسكرية العراقية». وشدد الجانبان أيضاً على التزامهما بـ«تطوير قدرات العراق الأمنية والدفاعية وتشاورا حول فرص توسيع المشاركة العراقية في المناورات العسكرية التي تقودها القيادة المركزية الأميركية». وفي مقابل تأكيد واشنطن «دعمها لسيادة العراق وأمنه، وعلى أن القوات الأميركية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية فقط لدعم قوات الأمن العراقية في حربها ضد (داعش)»، جدد الجانب العراقي «التزام الحكومة بحماية أفراد ومستشاري الولايات المتحدة والتحالف الدولي والقوافل والمنشآت الدبلوماسية».

«ظل» الإطار التنسيقي ينافس أيضاً على مجالس المحافظات العراقية

كتل معارضة توالي الفصائل

بغداد: «الشرق الأوسط»... رغم أن الإطار التنسيقي العراقي حسم أمره في المشاركة بانتخابات مجالس المحافظات، عبر 3 قوائم، قد تزداد قائمة واحدة، فإن أحزاباً فيه تعمل على تشكيل «قوائم ظل» تتوزع في 15 محافظة، لزيادة غلة المقاعد الشيعية، ومن المفترض أن يتنافس مرشحوها بصفة معارضين مستقلين، لكنهم يوالون فصائل شيعية متنفذة. وقال أعضاء في أحزاب مدنية، لـ«الشرق الأوسط»، إن أحزابهم فشلت في تسجيل مرشحيها بسبب ضغوط كانت تجبرهم على التحالف مع أحزاب متنفذة، فيما تمكن عشرات المرشحين الذين يحملون صفة المستقل، من التنافس بسبب دعم تحالفات كبيرة لهم. وأوضح هؤلاء أن المرشحين انخرطوا في تحالفات فرعية تابعة لأحزاب في الإطار التنسيقي، ومن المتوقع أن يساعد هؤلاء في الاستحواذ على مقاعد بمناطق نفوذ التيار الصدري، إلى جانب مدن سنية، شمال البلاد وغربها. وقبل نحو أسبوعين، أعلنت حركة الجيل الجديد الكردية انسحابها من التحالف مع حركة «امتداد»؛ وهي تشكيل حزبي نشأ خلال الحراك الاحتجاجي الذي اندلع عام 2019، على خلفية «عدم قدرة رئيس الحركة وآخرين في قيادتها على فعل الكثير لمواجهة الأزمة الداخلية للحزب الناشئ». وقالت مصادر في «الجيل الجديد»، إن «امتداد» فشلت في عقد مؤتمرها العام بسبب خلافات داخلية، كما أن نظامها الداخلي لا يعالج حالات إدارية كهذه، «لذلك لا يمكننا الاستمرار في التحالف على بعد أشهر قليلة من موعد الاقتراع المحلي». لكن قيادات في «امتداد»، تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، عن معطيات مختلفة تتعلق بصفقة سياسية مع «أحزاب نافذة» ستجبر القوى المدنية الصغيرة على التحالف معها، وقال أحدهم: «لا يمكنك التنافس في الانتخابات دون التحالف مع كبار في الإطار التنسيقي».

انتخابات محلية في العراق تشمل كركوك

وسجلت مفوضية الانتخابات، حتى الآن، نحو 294 حزباً و31 تحالفاً، للتنافس على مقاعد مجالس المحافظات، وهو عدد أكبر بكثير من العدد الذي سجلته الانتخابات الماضية، التي أجريت عام 2013. ويفترض أن تتولى مجالس المحافظات اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، والإشراف على مشروعات محلية دون العودة إلى الحكومة المركزية في بغداد. وقال رسول السراي، العضو في حركة «امتداد»، في تصريح متلفز، إن قوى الإطار التنسيقي لديها قنوات نفوذ متعددة، ويمكنها إغلاق وفتح الأبواب على الآخرين متى ما أرادت (…) لقد وضعوا أمامنا خيارين؛ إما أن تكونوا معنا، أو نعتبركم أعداء لنا». وبحسب معلومات ناقشتها «الشرق الأوسط» مع مصادر في أحزاب شيعية، فإن هذه الأخيرة تعمل على تشكيل جبهة مرشحين تمتد من شمال بغداد إلى البصرة، للظفر بمقاعد ظل للإطار التنسيقي. وقال أحد المصادر إن «الفصائل الشيعية الكبيرة تريد مقاعد موالية لها في محافظة الأنبار، على سبيل المثال، تطرح نفسها هناك قوى معارضة». ومع ذلك، فإن قوى مدنية تزعم أنها نجحت في الإفلات من سطوة الترشيحات الإطارية، وشكلت تحالفاً واسعاً يضم أكثر من 16 حركة وحزباً، إلى جانب تنسيقيات من حراك الاحتجاج في عموم العراق، يحمل اسم تحالف «قيم» المدني. وقال ياسر السالم، القيادي في الحزب الشيوعي العراقي، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا التحالف، ثاني أكبر تحالف بعد ائتلاف دولة القانون، سيشارك في 15 محافظة، من خلال مرشحين من خارج البيئة الحزبية الحاكمة. وأوضح السالم أن هناك «تحالفات تدعي أنها مدنية، ولكنها في نهاية المطاف واجهات لأحزاب السلطة، لتشتيت أصوات المدنيين والمعارضين، وهؤلاء معروفون لدى الجمهور».

مشروع قانون جديد للنفط في العراق يجدد مخاوف شركات الطاقة

الشرق الاوسط...بغداد: فاضل النشمي.. دعا اتحاد صناعة النفط في كردستان «إيبكور» حكومتي بغداد وأربيل إلى احترام حقوقهما التعاقدية عند صياغة مشروع قانون النفط والغاز الجديد، الذي يجري التباحث حوله بين الجانبين، وتتحدث أوساط برلمانية عن إمكان طرحه والتصويت عليه بعد سنوات طويلة من عدم الاتفاق عليه بين الفرقاء السياسيين. يضم الاتحاد ائتلافاً من شركات الطاقة العاملة في الإقليم، مثل «دي إن أو» و«غينيل إنرجي» و«غلف كيستون بتروليوم» و«إتش كيه إن إنرجي» و«شاماران بتروليم». وأوقفت هذه الشركات أعمالها في الإقليم بعد حكم نهائي صادر عن المحكمة التجارية التابعة لغرفة التجارة الدولية في باريس، مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، بشأن تصدير نفط إقليم كردستان بمعزل عن الحكومة الاتحادية وعبر الأراضي التركية، ما دفع أنقرة إلى وقف صادرات النفط عبر خط الأنابيب الواصل إلى ميناء جيهان التركي، وتسبب ذلك بخسارة الإقليم نحو مليار ونصف المليار دولار. وطلبت الشركات، في بيان، «دمج حقوقها في ميزانية العراق وأي قوانين مستقبلية تحكم النفط والغاز في العراق وكردستان». وتضمنت مطالب الشركات «تشكيل لجنة لمتابعة صياغة مشروع قانون النفط والغاز». وفي منتصف فبراير (شباط) 2022، قضت المحكمة الاتحادية في بغداد ببطلان قانون النفط والغاز في الإقليم، ما أسهم بشكل كبير في إضعاف موقفه التفاوضي مع بغداد واضطراره إلى القبول ببيع نفطه عبر شركة «سومو».

الجفاف يحول بحيرة الحبانية العراقية إلى "بركة راكدة"

فرانس برس.. عمل محمد في متجره الصغير في المدينة السياحية القريبة من بحيرة الحبانية في وسط العراق لسنوات، لكنه لم يشهد عاما مثل 2023 إذ طال الجفاف الذي يضرب العراق البحيرة وأثّر سلباً على جذب السياح. في أكثر أيّام شهر أغسطس حراً، لم يكن المكان الذي يضمّ شققاً سياحية وفندقاً، يهدأ في الماضي خصوصاً في أيام عطلة نهاية الأسبوع. لكن يوم الجمعة هذا لم يأتِ سوى عدد قليل من الزبائن إلى متجر محمد. أما الشاطئ الذي ازدادت مساحته مع تراجع منسوب المياه، فبدا خالياً. ولم يعد المكان سوى ظلٍّ لما كان عليه في الماضي، حينما كان واحداً من أفضل المنتجعات السياحية في الشرق الأوسط بعد تأسيسه في العام 1979. يروي محمد من أمام دكانه الذي يبيع فيه المرطبات والمياه وملابس ومعدّات السباحة لسياح لم يأتوا هذا العام ل برس أنه "خلال العامين الماضيين، كان هناك عمل وحركة"، لكن "الآن لا يوجد مياه، هذا عام جفاف". ويضيف الشاب البالغ من العمر 35 عاماً والذي فضّل عدم إعطاء اسمه كاملاً أنه "بسبب قلّة المياه، توقف العمل وتوقفت الحركة، لا يأتي أحد...إذا عادت المياه، يعود الناس". وبالفعل، فإنّ مياه البحيرة التي تبعد نحو ساعة ونصف في السيارة عن بغداد، تراجعت عشرات الأمتار. يوضح مدير الموارد المائية في محافظة الأنبار جمال عودة سمير ل برس أن "البحيرة تحتوي الآن على 500 مليون متر مكعّب من المياه" فقط، مقابل "قدرة استيعابية قصوى هي 3,3 مليار متر مكعب"، مضيفاً أنه في العام 2020، كانت البحيرة ممتلئة إلى حدّها الأقصى.

"المتنفس الوحيد"

بعد الظهر، خلت المدينة السياحية في الحبانية تماما إلّا من بضعة كلاب شاردة ونوارس حلّقت فوق ما تبقّى منها. ووُضعت مظلّات متفرقة على الشاطئ بينما بدت الشقق السياحية المحيطة خالية. قبيل غروب الشمس ومع تراجع درجات الحرارة قليلاً، افترشت عائلات قليلة الأرض الموحلة، منهم من جاء من مدينة الفلوجة المجاورة، وآخرون من بغداد. استمع البعض إلى الموسيقى، فيما طها آخرون اللحم والدجاج على الفحم، ودخّنوا النرجيلة. لعب الأطفال في بقعة واحدة لا تزال المياه جارية فيها. أما في مواقع أخرى، فالمياه ضحلة وموحلة، ولا تصلح للسباحة. جاء قاسم لفتة من مدينة الفلوجة المجاورة إلى البحيرة لقضاء وقت مع عائلته وأولاده. يقول الرجل البالغ من العمر 45 عاماً والذي يعمل تاجراً أنه في السابق "كنا نأتي إلى هنا وكان الوضع أفضل، كانت المياه أعلى، ووضع المكان أفضل"، لكن هذه السنة "هي الأسوأ، بسبب قلة المياه وانخفاض مستوى البحيرة". وناشد الدولة "أن تهتم بالمكان، لأنه المتنفس الوحيد ليس فقط لأهل الأنبار بل للمحافظات الجنوبية وبغداد أيضاً". ويعود هذا الوضع المأساوي لواقع أن العراق يعيش عامه الرابع من الجفاف، ويعدّ من الدول الخمس الأكثر تأثراً ببعض تداعيات التغير المناخي وفق الأمم المتحدة. وفي زيارة إلى العراق الأسبوع الماضي، حذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك من أن ما يشهده العراق من جفاف وارتفاع في درجات الحرارة هو بمثابة "إنذار" للعالم أجمع. أما المخزون المائي في العراق، فهو "الأدنى في تاريخ الدولة العراقية الحديثة منذ مطلع عشرينيات القرن الماضي"، كما قال المتحدّث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال في وقت سابق لفرانس برس.

"بركة راكدة"

في الحبانية، ساهم تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في انخفاض المنسوب المتأثّر أيضا بتراجع نهر الفرات الذي ينبع من تركيا ويعبر في سوريا ويغذّي البحيرة. وبحسب مدير الموارد المائية في الأنبار، فإن تراجع منسوب البحيرة ونهر الفرات يعود إلى "قلة الإطلاقات المائية من دول المنبع مثل تركيا وسوريا"، ولذلك اضطرت الوزارة "إلى سحب المياه من بحيرة الحبانية لتعزيز الحصص المائية في محافظات الوسط والجنوب". وتقول السلطات العراقية إن السدود التي تبنيها الجارتان تركيا وإيران تعدّ سببا رئيسيا في تراجع منسوب نهري دجلة والفرات على الأراضي العراقية. يعمل صداع صالح محمد في إدارة المنتجع منذ 25 عاماً. ولحظ في حديث مع فرانس برس أنه "منذ أكثر من عام، بدأت البحيرة بالانخفاض". وأضاف صالح، مدير قسم التدقيق والرقابة الداخلية في المدينة السياحية أنه "لا يمكن المقارنة" مع السنوات السابقة، "ففي مثل هذه الأوقات، تكون الحبانية ممتلئة، سواء السكن أو الشاطئ". لكن "حاليا، أصبح ارتياد السياح للحبانية ضعيف جداً جداً"، كما قال. وفي العام 2020، وعلى الرغم من الحجر الصحي المرتبط بجائحة كورونا، سجلت الشقق السياحية 9 آلاف حجز، لكنّها حالياً لم تتجاوز 3 آلاف منذ مطلع العام، وفق المسؤول. وتابع بحسرة "البحيرة أصبحت عبارة عن بركة ماء راكدة لا تصلح لا للشرب ولا للسباحة".

"الشمس موت" في العراق.. 50درجة مئوية وتوقعات متشائمة حتى نهاية سبتمبر

فرانس برس.. الحر زاد من صعوبة الحياة اليومية لا سيما لمن يعملون في الخارج

يشهد العراق موجة حر قاسية، الأحد والاثنين، إذ وصلت درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية في العاصمة بغداد، مما زاد من صعوبة الحياة اليومية لا سيما لمن يعملون في الخارج. وقال المتحدّث باسم دائرة الأنواء الجوية العراقية عامر الجابري لفرانس برس، الاثنين، إن درجات الحرارة بلغت في العاصمة بغداد خمسين درجة مئوية الأحد، متوقعاً أن تبلغ الاثنين 50 كذلك، متحدثاً عن "موجة حرارة". أما أعلى درجات الحرارة الاثنين فمن المتوقع أن تسجل "51 في مناطق السماوة والناصرية والديوانية والنجف" في جنوب البلاد، وفق المسؤول. وألقى ذلك بثقله على حركة السكان، فيما قلّصت بعض المحافظات العراقية لا سيما في الجنوب، مثل ذي قار الدوام الرسمي للموظفين. وتوقّع المسؤول أن تنخفض درجات الحرارة قليلاً في الأيام المقبلة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الحرارة ستبقى مرتفعة في العراق حتى نهاية شهر سبتمبر. وفي هذا البلد الغني بالنفط، يعاني قطاع الكهرباء من التهالك، ولا يوفر سوى ساعات قليلة من التيار خلال اليوم. ويلجأ البعض إلى المولدات الكهربائية، لكن ذلك يكلّف نحو 100 دولار في الشهر لكل أسرة، وقد لا يكون متوفراً للجميع. وأكثر المتضررين من الحرارة، هم العمال المجبرون على العمل في الخارج تحت الشمس الحارقة، على غرار فالح حسن، الأب لستة أطفال والبالغ من العمر 41 عاماً، ويعمل حمالاً لنقل الأجهزة الكهربائية. وقال الرجل فيما يتصبب عرقاً وهو يقف في ساحة تتجمع فيها الشاحنات في الكرادة في بغداد إن "حرارة الشمس موت، حتى نتمكن من العمل، نشرب الماء طوال النهار". وأضاف الرجل الذي غزا الشيب رأسه "الحر لا يوصف لكننا مجبرين على العمل ليس لدينا أي عمل آخر". وقال ضابط في شرطة المرور وهو يقف وسط شارع رئيسي في بغداد، لفرانس برس، مفضلاً عدم كشف اسمه، "أعمل عشر ساعات في اليوم من السادسة صباحاً وحتى الثالثة أو الرابعة عصراً". وأضاف "عندما أعود للبيت أستحم ثلاث وأربع وخمس مرات لكن الحر لا يفارقني". ويعدّ العراق من بين الدول الخمس الأكثر تأثراً ببعض أوجه التغير المناخي وفق الامم المتحدة، وهو يواجه الجفاف للعام الرابع على التوالي. وفي زيارة إلى العراق الأسبوع الماضي، حذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك من أن ما يشهده العراق من جفاف وارتفاع في درجات الحرارة هو بمثابة "إنذار" للعالم أجمع. واستعاد تورك تعبيراً استخدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الشهر الماضي، حيث قال إن العالم قد دخل في "عصر الغليان"، مضيفاً أنه "هنا (في العراق)، نعيش ذلك، ونراه كلّ يوم".



السابق

أخبار سوريا..اجتماع تشاوري في القاهرة الثلاثاء للبحث في الأزمة السورية..أنقرة لـ«تنمية حلب» تسريعاً لعودة اللاجئين السوريين..قائد «قسد» يجتمع مع عشائر الرقة بمشاركة وجهاء من بلدة تل أبيض..

التالي

أخبار دول الخليج العربي..واليمن..ليندركينغ في الخليج لإطلاق عملية سلام شاملة باليمن..الحوثيون يقلصون نسبة الحصص الدراسية إلى 25 %..معالم موجة غلاء جديدة في اليمن بفعل جبايات الانقلابيين..عبداللهيان في الرياض نهاية الأسبوع..طهران: التفاوض لتسوية «الدرة» مع الكويت بعيداً عن الإعلام..أشتية: تعيين السعودية سفيراً لدى فلسطين يحمل دلالات مهمة..150 عالماً ومفتياً يشددون على ضبط الفتوى والتصدي لمحاولة تشويه الإسلام..

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,067,009

عدد الزوار: 7,658,512

المتواجدون الآن: 0