أخبار سوريا.."ثورة جياع" قد تعجل "تجميد" العلاقات العربية مع نظام الأسد..هروب دواعش من سجن غويران.. وحظر تجول بالحسكة..تواصل الاحتجاجات والإضراب في «السويداء» السورية..محتجو السويداء يصعّدون ضد إيران وروسيا..مقتل ضابط بقصف نفذته فصائل المعارضة بريف اللاذقية..مسؤول روسي يطالب دمشق بطرد ميليشيات «فاغنر»..

تاريخ الإضافة الإثنين 28 آب 2023 - 5:32 ص    عدد الزيارات 881    التعليقات 0    القسم عربية

        


"ثورة جياع" قد تعجل "تجميد" العلاقات العربية مع نظام الأسد...

الحرة / خاص – دبي... الاحتجاجات اندلعت بعد أن رفع النظام دعم الوقود الأسبوع الماضي

وسط تباطؤ مسارات التطبيع بين سوريا ودول عربية بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية منذ نحو أربعة أشهر، يواجه نظام بشار الأسد تحديا داخليا جديدا يتمثل في ما يصفه محللون بأنه "ثورة جياع". وكان الأسد يأمل في عودة علاقات نظامه مع عدد من الدول العربية، لا سيما الخليجية، في إنقاذ اقتصاد سوريا المتهالك بعد أكثر من عقد على حرب مدمرة. لكن التظاهرات الشعبية الجديدة، التي تدور رحاها في محافظتي درعا والسويداء جنوبي البلاد، التي انطلقت احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية وتطورت للمطالبة بـ "إسقاط النظام"، تزيد من "جمود" العلاقات السورية العربية، كما يرى محللون تحدثوا لموقع "الحرة". والأحد، قال نشطاء المجتمع المدني وشهود لرويترز إن محتجين يطالبون بإنهاء الحكم السلطوي في سوريا أغلقوا مقر حزب البعث الحاكم في مدينة السويداء التي تقطنها أغلبية درزية في جنوب غربي البلاد، فيما لم تظهر أي مؤشرات على تراجع الاحتجاجات التي دخلت أسبوعها الثاني بالمدينة. واستخدم شبان ماكينات لحام لإغلاق أبواب مبنى الحزب الذي يتزعمه الرئيس بشار الأسد. ويتولى الحزب السلطة منذ انقلاب عام 1963. وخرج مئات مجددا إلى الشوارع لليوم السابع على التوالي من الاحتجاجات السلمية على تدهور ظروف المعيشة بسبب ارتفاع أسعار البنزين، وطالبوا بتغييرات سياسية شاملة. وردد المحتجون هتاف "ارحل يا بشار بدنا نعيش بكرامة" في الساحة الرئيسية التي أعلن فيها كبار زعماء الدروز الروحيون دعمهم لاحتجاجاتهم لكن دون تأييد دعوات إنهاء حكم عائلة الأسد المستمر منذ خمسة عقود. وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السوريين داخل البلاد وخارجها. وقطت دول عربية كثيرة علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الأسد بسبب قمعه للمظاهرات التي اندلعت ضده في 2011، لكن تلك الدول، بما في ذلك الإمارات والسعودية، استأنفت العلاقات مع النظام السوري. وإثر تلك الجهود، قررت جامعة الدول العربية إعادة سوريا لشغل مقعدها الدائم في المنظمة بعد سنوات من استبعادها، كما تم الترحيب برئيس النظام في قمة جدة خلال مايو الماضي. ووصف الباحث السوري في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، عبد الناصر العايد، استئناف الدول العربية لعلاقاتها مع نظام الأسد بـ "المراهنة الخاسرة". وقال في حديثه لموقع "الحرة" إن النظام "لديه مشكلة كبيرة في الداخل غير قادر على حلها.. والتطبيع العربي لن يحل مشكلات الشعب".

"سيناريو الفوضى"

وتستمر المظاهرات الشعبية في السويداء منذ أكثر من أسبوع، حيث رفع متظاهرون شعارات تطالب النظام بالرحيل والتغيير السياسي في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها السوريون. وأشار مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، إلى أن "الوضع في سوريا مفتوح على جميع الاحتمالات وليس أخطرها" فقدان الأسد لعلاقاته بالدول العربية. وقال إن السوريين يواجهون "حالة انهيار (اقتصادي) وتفشي الجوع والفقر المدقع، مضيفا أن "وضع الأسر السورية كارثي، إذ لم تمر بمثله منذ ما قبل الاستقلال". وتابع أن "الوضع الاقتصادي والاجتماعي الناجم عن منظومة العقوبات المفروضة على سوريا والأداء الرديء للسلطة في الملف الاقتصادي وتفشي الفساد في مفاصل السلطة، كلها عوامل أدت لأسوأ وضع اقتصادي تعيشه الأسر العادية في تاريخ سوريا الحديث". في حديثه لموقع "الحرة"، قال الرنتاوي إن الوضع السوري "مفتوح على سيناريو الفوضى من خلال ثورة جياع". ويعاني الاقتصاد السوري من ضائقة شديدة بعد انخفاض قيمة العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق (نحو 14 ألف ليرة مقابل الدولار)، وتشديد العقوبات والانهيار المالي للبنان وفقدان العديد من المناطق المنتجة للنفط في شمال شرقي البلاد. وبالإضافة إلى الاحتجاجات الشعبية، تثير أزمة المخدرات العابرة للحدود أسئلة بشأن التعهدات التي أطلقها النظام بوقف تدفق هذه الآفة عبر الأردن لدول الخليج. وقال الرنتاوي إن "مسار الانفتاح العربي على دمشق تباطأ" بسبب عدم وجود "حكومة مرنة قادرة على التجاوب مع الطلبات العربية". بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية السعودي البارز، عبدالله العساف، إن دمشق "لم تفِ بالتزاماتها"، مردفا أن "عودة سوريا للجامعة العربية أصبحت لتبييض صفحتها أمام المجتمع الدولي". وكانت الولايات المتحدة، استنكرت، قي مايو الماضي، عودة سوريا مجددا إلى الجامعة العربية واعتبرت أن الأسد "لا يستحق تطبيعا للعلاقات". وآنذاك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، للصحفيين: "لا نعتقد أن سوريا تستحق إعادتها إلى جامعة الدول العربية في الوقت الحاضر".

"النظام يتغذى على أموال المخدرات"

مع تصاعد الاحتجاجات الداخلية المناهضة للأسد، أوضح العساف في حديثه لموقع "الحرة" أن "ما يهم دول الخليج هو ملف المخدرات الذي لم يغلق". وأضاف أن "المخابرات الأردنية رصدت أكثر من 200 مصنع لإنتاج الكبتاغون مرتبطة بالنظام، لم يتم إغلاقها.. الخطوات (من جانب النظام) بطيئة وأقل مما يتوقع". وتتهم واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي، الأسد وعائلته وحلفاءه، وبينهم حزب الله اللبناني، بتسهيل هذه التجارة والاستفادة منها. وكان النظام السوري تعهد بأن البلاد "ستتعاون مع الأردن والعراق في تشكيل فريقي عمل سياسيين/أمنيين مشتركين منفصلين خلال شهر، لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق، واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب". وجاء ذلك الإعلان عقب اجتماع عقد، في مايو الماضي، بالعاصمة الأردنية عمّان، ضم وزراء خارجية الأردن وسوريا والعراق ومصر والسعودية. إلا أن العساف يشدد على أن دمشق "لم تتخذ أي إجراء يشفع لسوريا باتخاذ خطوات للأمام" في العلاقات من قبل الدول العربية، لا سيما الخليجية منها. وقال إن "النظام يتغذى على عائدات الأموال من تجارة المخدرات" التي لا تزال السلطات في الأردن تضبط كميات كبيرة منها على الحدود. وتؤكد السلطات الأردنية أن 85 بالمئة من المخدرات التي تضبط من الحدود السورية معدة للتهريب إلى الخارج، خصوصا إلى السعودية ودول خليجية أخرى. وفي هذا الإطار، يعتقد المحلل السوري العايد، أن "احتجاجات السويداء ودرعا قد تهدد قدرة النظام على مساومة العرب (بورقة) تهريب المخدرات". وتابع: "قد تتحول هذه الاحتجاجات لأعمال عسكرية تمنع عبور المخدرات باتجاه الأردن".

"إنقاذ سوريا أولا"

وترتبط سوريا مع الأردن بحدود برية طولها 375 كيلومترا، حيث تقع محافظتا السويداء ودرعا بالقرب من هذه الحدود المحصنة. ويرسم الرنتاوي سيناريو متشائما لوضع الاحتجاجات في السويداء ودرعا ومناطق أخرى من سوريا أبدت غضبها من الوضع الاقتصادي المتردي بقوله إن "الوضع مرشح للانفجار في أي لحظة". وقال إن "الجوع عابر للطوائف"، مردفا أن "الغضب من التطورات الأخيرة بعد رفع الدعم عن الطاقة وبعض السلع، ليس محصورا على منطقة دون أخرى". ووصف "تفاصيل الحياة اليومية للمواطن السوري بالكارثية"، حتى لكبار موظفي النظام من مدنيين وعسكريين، موضحا: "ما لم يكن (الموظف) لصا لن يتمكن من شراء حتى قميص" يرتديه، وفق تعبير الرنتاوي. وجاءت التحركات الشعبية في المحافظتين السوريتين، منذ أسبوع، عقب قرار السلطات رفع الدعم عن الوقود، في خضم أزمة اقتصادية تخنق السوريين بشدة. وعن مستقبل العلاقات العربية السورية في الوضع الراهن، يستبعد العساف أن تكون الخطوات العربية "بقسوة ما اتخذ في الماضي بقطع العلاقات". وبدلا من ذلك، يعتقد أنه "من الممكن أن تكون أشبه بالتجميد، دون أن يتم التواصل في الفترة المقبلة". أما الرنتاوي فيقول إن "النقاش حاليا يحب أن يكون في كيفية إنقاذ سوريا، أولا ثم الحديث عن شكل النظام ومستقبله".

هروب دواعش من سجن غويران.. وحظر تجول بالحسكة

دبي - العربية.نت... أفاد مراسل العربية، مساء الأحد، بأن قوات سوريا الديمقراطية فرضت حظر تجول في الحسكة السورية بعد أنباء عن هروب عناصر من تنظيم داعش من سجن "غويران".

حظر تجول

كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان إغلاق القوى الأمنية التابعة لـ"الإدارة الذاتية" جميع الطرقات في أحياء مدينة الحسكة، تزامناً مع عصيان لمساجين من تنظيم داعش في سجن الصناعة "غويران". إلى هذا، انتشرت القوى الأمنية في محيط السجن وأبلغت الأهالي بضرورة التزامهم المنازل، بالتوازي مع عمليات بحث عن خلايا لـ"التنظيم" في الأحياء.

هروب دواعش من السجن

جاء ذلك، بالتزامن مع وجود معلومات عن تنفيذ التنظيم عملية فرار تماثل العملية الكبرى التي جرت مطلع العام الفائت، وسط أنباء عن هروب أو تهريب عناصر من السجن، وفق المرصد. يُشار إلى أن سجن "غويران" الواقع في مدينة الحسكة السورية قد شهد في 20 يناير 2022 هجوما لداعش، حيث أدى ذلك لمقتل حوالي 140 مقاتلاً من قوات "سوريا الديمقراطية".

الهروب الكبير من سجن غويران

كما أدى الهجوم الذي كان يهدف "داعش" من خلاله إلى فتح أبواب سجن "غويران" أمام نزلائه الذين ينتمون للتنظيم، إلى خسارته لحوالي 374 من عناصره. ويشمل هذا الرقم على حدٍّ سواء، عناصر التنظيم المهاجمين من خارج السجن وآخرين حاولوا الفرار منه. فيما تمكّن المئات من عناصر التنظيم المسجونين لدى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، من الفرار في غضون تلك الاشتباكات، لكن حتى الآن لم تعرف أعداد الفارين بشكلٍ دقيق، إذ قُدِّرت بنحو 800 عنصرٍ فقط.

تواصل الاحتجاجات والإضراب في «السويداء» السورية... إضراب عام وإغلاق جميع الدوائر الحكومية والحزبية

الجريدة...شهدت محافظة السويداء جنوب سورية اليوم الأحد إضراباً عاماً وإغلاق جميع الدوائر الحكومية والحزبية مع دخول الاحتجاجات اسبوعها الثاني. وقال أيهم الشوفي أحد نشطاء الحراك المدني «اليوم الأحد تم إغلاق تام لكافة الدوائر في محافظة السويداء وريفها عدا الدوائر الخدمية المياه الكهرباء الصحة، وكذلك إغلاق الشوارع المؤدية إلى مبنى المحافظة كما تم إغلاق مبنى فرع حزب البعث». وحول استمرار الاعتصامات في محافظة السويداء، أكد الشوفي «شهدت ساحة السير/ الكرامة تجمع المئات من المتظاهرين ووصل اليوم وفد من عشائر الجنوب وهي المنطقة الممتدة غرب محافظة السويداء باتجاه درعا وشاركوا في الاعتصام، كما شهدت العديد من القرى والبلدات اعتصامات في الساحات العامة وبسبب إغلاق الطرق لم يتمكن الكثيرون من الوصول إلى ساحة السير في وسط المدينة». وردد المعتصمون الذين شاركهم عشرات النساء «حرية للأبد غصباً عنك يا أسد - الشعب يريد إسقاط النظام - ثورتنا مش ثورة جوع ثورتنا ضد الركوع». ورفع المعتصمون لافتات تنتقد الائتلاف السوري المعارض وكتب عليها «الائتلاف الذي باع السوريين في تركيا يسقط هو وبشار - الائتلاف لا يمثلنا - من الجنوب إلى الشمال مطلبنا رأس الأسد.. كل الحب لكل السوريين». كما قام معتصمون بإزالة صورة الرئيس السوري من مدخل مدينة السويداء الشمالي عند نقطة دوار العنقود بالقرب من قسم المخابرات الجوية. وأكد سامر سلوم أحد منظمي الاعتصام لـ«د.ب.أ» بأن «الأجهزة الأمنية في المحافظة لم تقترب أبداً من ساحة الاعتصام في مدينة السويداء وباقي المناطق وحتى مباني ومقرات الأجهزة الأمنية أبوابها مغلقة بشكل كامل». وانطلقت الاحتجاجات والإضرابات في محافظة السويداء منذ أسبوع بعد رفع الدعم عن المشتقات النفطية وتدني المستوى المعيشي إثر انهيار سعر صرف الليرة السورية وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

محتجو السويداء يصعّدون ضد إيران وروسيا..

عشائر الجنوب السوري تحذر من ضرب السلم الأهلي

دمشق - السويداء: «الشرق الأوسط»... شهدت محافظة السويداء جنوب سوريا، أمس، إضراباً عاماً، وإغلاق الدوائر الحكومية والحزبية مع دخول الاحتجاجات أسبوعها الثاني، بينما صعّد المحتجون في المطالب التي بدأت بتحسين الأوضاع المعيشية، إلى المطالبة برحيل النظام، وتطبيق القرار الأممي 2254، ووصلت أمس إلى مطالب جديدة تتعلق بالاتفاقات التي وقعتها الحكومة السورية خلال السنوات الماضية مع الحليفين الروسي والإيراني. وطالب المحتجون بوقف اتفاقات استثمار في الموانئ السورية والمطارات والأراضي. ووثّق مقطع فيديو بثه موقع «الراصد» هتاف المحتجين: «بدنا المينا، وبدنا الأرض، وبدنا يرجع المطار». وفي تطور لافت، أصدر «تجمع عشائر الجنوب»، بياناً حذر فيه من بدء «تشكيل خلايا لضرب السلم الأهلي»، وضرورة أخذ «الحيطة والحذر، وعدم الانجرار وراء أي فتن لزعزعة استقرار السلم الأهلي في الجبل». وأكد بيان نشر نصه موقع «السويداء 24»، باسم «أبناء عشائر البدو في جبل العرب الذين انضموا إلى الحراك السلمي»، على «وحدة الصف والمصير»، وعدم الاستمرار «في الصمت أمام التدهور الاقتصادي الذي تسببت فيه قرارات النظام القمعية». في الأثناء، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان «وجود تحركات مكثفة من قبل قوات النظام في عموم مناطق نفوذها». وأضاف، أمس، أن الجيش السوري استقدم خلال الساعات الماضية، تعزيزات عسكرية إلى بلدة زاكية بريف دمشق، وأنشأ حاجزاً عسكرياً جديداً على مدخل بلدة الطيبة بريف دمشق، تحسباً لخروج الأهالي في مظاهرات مناوئة للنظام تأثراً باحتجاجات السويداء.

استنفار أمني بمحيط دمشق ودير الزور تخوفاً من «عدوى السويداء»

عشائر الجنوب تحذر من ضرب السلم الأهلي

دمشق: «الشرق الأوسط».. شهدت محافظة السويداء جنوب سوريا، الأحد، إضراباً عاماً، وإغلاق جميع الدوائر الحكومية والحزبية مع دخول الاحتجاجات أسبوعها الثاني. وقال أيهم الشوفي أحد نشطاء الحراك المدني لوكالة الأنباء الألمانية: «الأحد، جرى إغلاق تام للدوائر كلها في محافظة السويداء وريفها، عدا الدوائر الخدمية، مثل المياه والكهرباء والصحة. وكذلك إغلاق الشوارع المؤدية إلى مبنى المحافظة، كما جرى إغلاق مبنى فرع حزب (البعث)». ووفق شهود عيان وموقع «السويداء 24»، جرى رفع راية (الحدود الخمسة) للطائفة الدرزية في أعلى مدخل فرع الحزب. كما قاموا بإغلاق البوابة الحديدة بواسطة اللحام بالحديد والنار. وسط مطالبات شعبية بتحويل مقرات حزب «البعث» إلى مراكز خدمية. وحول استمرار الاعتصامات في محافظة السويداء، أكد الشوفي للوكالة: «شهدت ساحة السير/ الكرامة تجمع المئات من المتظاهرين، ووصل اليوم وفد من عشائر الجنوب وهي المنطقة الممتدة غرب محافظة السويداء باتجاه درعا، وشاركوا في الاعتصام. كما شهدت الكثير من القرى والبلدات اعتصامات في الساحات العامة، وبسبب إغلاق الطرق لم يتمكن الكثيرون من الوصول إلى ساحة السير في وسط المدينة». وأكد سامر سلوم، أحد منظمي الاعتصام، أن «الأجهزة الأمنية في المحافظة لم تقترب قط من ساحة الاعتصام في مدينة السويداء وبقية المناطق، وأيضاً مباني ومقرات الأجهزة الأمنية أبوابها مغلقة بشكل كامل». ومع دخولها الأسبوع الثاني، سجلت الاحتجاجات الشعبية في السويداء تزايداً في أعداد المشاركين، مع تصعيد في المطالب التي بدأت بتحسين الأوضاع المعيشية، ثم المطالبة برحيل النظام وتطبيق القرار الأممي 2254، ووصلت يوم الأحد، إلى مطالب جديدة تتعلق بالاتفاقات التي وقعتها الحكومة السورية خلال السنوات الماضية مع الحليفين الروسي والإيراني، في ما يتعلق باستثمار الموانئ السورية والمطار والأراضي. ووثق مقطع فيديو بثه موقع (الراصد) هتاف المحتجين: «بدنا المينا، وبدنا الأرض، وبدنا يرجع المطار». وقالت مصادر محلية في السويداء، لـ(الشرق الأوسط)، إن المحتجين يتوجهون نحو تنظيم الاحتجاجات من حيث التنسيق ومن حيث ساعات الإضراب وأيام الاحتجاجات، لتجنب تكبيد الأهالي وأصحاب المحال التجارية خسائر نتيجة الإضراب والتعطيل.

تحذير من فتنة

وفي تطور لافت أصدر ما سمي بـ(تجمع عشائر الجنوب)، بياناً حذر فيه من بدء «تشكيل خلايا لضرب السلم الأهلي»، وضرورة أخذ «الحيطة والحذر وعدم الانجرار وراء أي فتن لزعزعة استقرار السلم الأهلي في الجبل». وحسب بيان نشر نصه موقع «السويداء 24»، باسم «أبناء عشائر البدو في جبل العرب الذين انضموا إلى الحراك السلمي»، أكد على «وحدة الصف والمصير»، وعدم الاستمرار «في الصمت أمام التدهور الاقتصادي الذي تسببت فيه قرارات النظام القمعية». يشار إلى أن البيان صدر، بعد لقاء عقد بين وفد من تجمع عشائر الجنوب مع شيخ العقل حكمت الهجري، مساء السبت، واتهم البيان الأجهزة الأمنية التابع للنظام بالسعي خلال السنوات الماضية إلى إحداث شرخ بين الدروز والبدو في السويداء، وقال البيان: «نعترف بوجود أخطاء من الطرفين، ولكننا في وقت التسامح، ورص الصفوف، وعدم التفتيش في الماضي والنظر للمستقبل». ودعا البيان إلى مواجهة «الرياح العاتية للفتن» بوقفة «أكثر صلابة من طوائف المجتمع كافة في كل المحافظات السورية».

استنفار بمناطق النفوذ

هذا وتواصلت الاحتجاجات في محافظة درعا التي شهدت مظاهرات ليلية في الكثير من المناطق، بث ناشطون في دمشق صوراً قالوا إنها التُقطت في جرمانا جنوب العاصمة دمشق، التي يتركز فيها أبناء الطائفة الدرزية الذين تربطهم بالسويداء علاقات عائلية واجتماعية. وأظهرت الصور انتشاراً واسعاً لعناصر من الأمن العسكري، خوفاً من خروج مظاهرات مناهضة للنظام، علماً أن جرمانا شهدت منتصف الشهر الحالي، مظاهرات للعشرات نددوا بقرارات فيها الحكومة الخاصة برفع أسعار المحروقات التي أدت إلى تدهور حاد في الأوضاع المعيشية. هذا، وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان «وجود تحركات مكثفة من قبل قوات النظام في عموم مناطق نفوذها». وقال إنها استقدمت خلال الساعات الفائتة تعزيزات عسكرية إلى بلدة زاكية بريف دمشق، قادمة من جهة بلدتي الطيبة والمقيليبة، وأنشأت حاجزاً عسكرياً جديداً على مدخل بلدة الطيبة بريف دمشق، تحسباً من خروج الأهالي بمظاهرات مناوئة للنظام. وانتشرت منشورات ورقية مناهضة في عرطوز البلد وجسر الرئيس «البرامكة» والسومرية والعاصمة دمشق. وأشار المرصد إلى أنه رصد، الجمعة، انتشاراً أمنياً مكثفاً في جرمانا من عناصر «كتائب البعث» لمنع خروج مظاهرات.

تضامن المحافظات

ولاقت الاحتجاجات في السويداء تضامناً في مناطق ريف دمشق وريف حلب وإدلب ودير الزور والرقة، وقال المرصد إن العشرات من أبناء بلدة جديدة بكارة ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بريف دير الزور الشرقي، خرجوا الأحد، في مظاهرة شعبية غاضبة داعمة للحراك الشعبي في السويداء ودرعا، سبقتها بثلاثة أيام مظاهرات في بلدة الحصان ضمن مناطق الإدارة الذاتية بريف دير الزور الغربي، أعلن فيها المتظاهرون تضامنهم مع محافظة السويداء. وأفاد المرصد بأن قوات النظام نشرت الكثير من المخبرين العاملين لصالحها، للتجسس على المدنيين في مدينة دير الزور، بعد محاولة شبان الخروج بمظاهرات تطالب بخروج الميليشيات الإيرانية من المدينة. ووفقاً للمرصد، فقد اجتمعت اللجنة الأمنية في محافظة دير الزور، واتخذت قراراً باعتقال كل شخص يخرج بمظاهرات وكل شخص يشتبه به. وقال إن الأجهزة الأمنية في دير الزور قامت بالتضييق على الأهالي منعاً لخروج مظاهرات. وقال إن دوريات عسكرية مؤلفة من أكثر من 20 آلية وعناصر، تجولت داخل أحياء المدينة لا سيما ضمن حيي القصور والجورة، بالتزامن مع حملة اعتقالات طالت الكثير من الشبان.

تحذيرات من خطأ «أعلام الطائفة» ومطالبات للحكومة بالتدخّل: حراك السويداء يفقد التعاطف

الاخبار...لمى علي ...لم يؤثّر اتّساع رقعة الاحتجاجات في السويداء على استمرار الحياة فيها ....

السويداء | ترتفع أصوات الاحتجاحات في السويداء، فيعلو سقف الشعارات وتزداد طموحات المحتجين الذين بدأوها بمطالب شعبية يريدها كل المواطنين في جميع المحافظات، لكن عندما مسّت مطالبهم رأس الهرم، قُوبلت بمسيرات مؤيدة في مناطق سوريّة عدة، وصِفت بعضها بـ«المستفزة»، كتلك التي خرجت في محافظة طرطوس بالسيارات الفارهة، فيما عادت الهوّة لتتسع بين «الطوائف» السورية من خلال «مهاترات» وسائل التواصل الاجتماعي. وبعد مرور أكثر من أسبوع على النزول إلى الشارع، لا وجود لأيّ استجابة حكومية من قبل الجهات المعنية، مع استمرار «التطنيش» الإعلامي لما يحدث على الأرض. مع ذلك، فَقَدَ احتجاج السويداء جزءاً من التأييد الكبير الذي كسبه في أيامه الأولى، من أبناء المحافظات الأخرى، إذ إن المطالبات السياسية والشعارات التي استهدفت رئيس البلاد، أسقطت ذلك التعاطف الذي تحوّل إلى معارضة لما يطالب به المحتجون، وانتشرت حملة «فيسبوكية» من مؤيدي الحكومة تنادي بإيقاف ما يحصل الآن قبل الدخول في حرب جديدة تشبه حرب 2011، إلى جانب العديد من المسيرات المؤيدة التي تدعم الرئيس بشار الأسد. يقول سامي (ابن محافظة اللاذقية عامر إسماعيل هلال): «كنا مع محتجّي السويداء ومطالبهم في بداية الأمر، وفكّرنا بأن تخرج سوريا كلها من أجل المطالب ذاتها. أما اليوم، بعدما تبيّنت حقيقة تلك التظاهرات وطائفيتها، فنحن نرفضها ونعارضها بشدة».

استهداف «البعث»

عمد المحتجّون في مدينة السويداء، صباح أمس، الى إقفال الباب الرئيسيّ لمقر قيادة فرع «حزب البعث العربي الاشتراكي»، والإعلان عن إغلاق جميع فروع ومكاتب الحزب في جميع مدن وقرى المحافظة، ومنع دخول الموظفين إليها، في بيان صادر عمّا سمّوه «الانتفاضة الشعبية في السويداء»، تضمّن عبارات مسيئة لشخص أمين الفرع. ويرى مدير مكتب جريدة «البعث» في السويداء، رفعت الديك، أن ما حصل هو إساءة لجميع الحزبيين، ومع ذلك تم التعامل مع الموقف بكثير من ضبط النفس وتجنّب الصدام الذي لم يدم طويلاً. ويضيف لـ«الأخبار»: «كانت الجهات المعنية قادرة على منع هذا العمل، وخاصة أنه جرى الإعلان عنه قبل ليلة الحدث، إلا أنها تسعى جاهدة لعدم وقوع أي شكل من أشكال العنف. لكن يبدو أن المشهد يتحوّل إلى إعادة سيناريو التفاف حزب البعث في العراق، ووجود استهداف واضح للحزب الذي يعدّ مكوّناً أساسياً في المحافظة ويشكّل خُمس عدد سكانها، وخاصة بعد تحوّل مطالب المحتجين إلى إسقاط النظام، بعدما كانت خفض الأسعار أو إقالة الحكومة في أحسن الأحوال». ويوضح الديك أن «تطور الأحداث في السويداء جرى مثله سابقاً في سوريا؛ حيث يبدأ مخطّطو التظاهرات والاحتجاجات بمطالب محقّة، ويجمعون حولهم حاضنة شعبية كبيرة، ثم يكشّرون عن أنيابهم». ويضيف: «أعداد المحتجين بدأت تتراجع، وهذا طبيعي، إذ إن الحاضنة الشعبية بدأت تكتشف خفايا الأمور. في المقابل، ليس هناك مواجهة تجاه المتظاهرين، سواء في الساحات أو من يقطعون الطرق ويغلقون الدوائر الحكومية، لكن من المؤكد أن أهالي السويداء في لحظة معينة سيطالبون الجهات المعنية بإيقاف هذا التحرك الشعبي حتى لا يتطور المشهد أكثر من ذلك».

لا يزال مشايخ عقل طائفة الموحّدين الدروز يحاولون المحافظة على هدوء الحراك مع تأييدهم له

في انتظار ردة الفعل

لم يؤثر اتساع رقعة الاحتجاجات في المحافظة على استمرار الحياة فيها، على رغم الإيقاف الجزئي لبعض الدوائر الحكومية، وخاصة مع مطالبة من الناس باستمرار عمل دوائر معينة لا يمكنهم الاستغناء عنها، كالقصر العدلي. وعن أعداد المحتجين، تقول و. ح. وهي حقوقية وناشطة مدنية رفضت الإفصاح عن اسمها الكامل، لـ«الأخبار»: «تزداد أعداد المحتجين كل يوم، ضمن الاعتصامات والوقفات التي تستمر لليوم الثامن على التوالي، ولا تتركز في المدينة فقط، بل تشمل نقاطاً متعددة في كل ريف السويداء، ويُسجل يومياً ما لا يقلّ عن 35 نقطة احتجاج سلمية في جميع أرجاء المحافظة من قبل محتجين يرفعون لافتات ومطالب معيشية وسياسية بناءً على ما يريده الشارع. وتركّز تلك المطالب على عودة المعتقلين والمغيّبين قسراً بسبب آرائهم السياسية، إلى جانب المطالب المعيشية الضرورية واللازمة»، وتشير إلى وجود العديد من الوقفات النسوية، ومشاركة النساء والأطفال في الكثير من التظاهرات»، وتضيف إن «المحافظة تعيش حياة شبه طبيعية، يتخلّلها بعض التوتر، وخاصة مع توجّس الناس من عدم إبداء الحكومة أيّ ردة فعل حتى اللحظة، وسيطرة شعور الخوف من الخطر الأمني على البعض»، وتقول: «هذا يدل على عدم اعتراف بأحقية المطالب الشعبية».

تهدئة الحراك

لا يزال رجال الدين ومشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز في السويداء يحاولون المحافظة على هدوء الحراك مع تأييدهم له. فقدتابع شيخ العقل، حكمت الهجري، توجيهاته - من مضافته - بالمحافظة على الأملاك العامة والخاصة، ومحاسبة وإيقاف أي شخص يسيء باللفظ أو الفعل عند حدّه، وذلك من أجل المحافظة على سلمية الاحتجاجات حتى الوصول إلى الحقوق المُطالَبِ بها. وهذا ما يؤكده أيضاً الشيخ عبد الوهاب أبو فخر، الذي يقول لـ«الأخبار» إن «الأزمات الكثيرة التي تعرّضت لها بلادنا استدعت تبني مواقف معينة، وهي المطالبة الجادة بحل تلك الأزمات وتحسين الأمور، لكن هناك من خرج عن تلك المطالب وانجرّ إلى أمور نحن بغنى عنها»، مشيراً إلى «ضرورة الانتباه إلى الوقوع في شرك الفتن، وخاصة مع انتشار خطأ رفع أعلام طائفة الدروز في الاحتجاجات»، ويعتبر أن «هذه الأحداث هي أحداث وطنية يجب ألا يظلّلها إلا علم الوطن»، ويجب تفعيل دور رجال الدين في تنبيه الشباب إلى عدم الانجرار نحو الأهواء التي لا تعرف عقباها، وعدم الخروج عن المألوف، وإعادة توجيه بوصلة الحراك إلى المسار الصحيح. ويقول: «الوطن أولاً وأخيراً.. وباقي الأمور تُعالج مع الوقت».

واشنطن تكثّف الضغط على دمشق وحلفائها: من يتحمّل حرباً سورية ثانية؟

الاخبار...حسين إبراهيم ... حتى لو كان تزامن التحركات العسكرية الأميركية في البادية السورية، وعودة التظاهرات إلى بعض مناطق سوريا، محض صدفة، إلا أن الحدثين يصبّان في المصبّ نفسه، وهو رفع الضغوط على النظام السوري، وعلى حلفائه، ولا سيما روسيا وإيران، بهدف دفعهم إلى تخفيف الضغط على واشنطن وحلفائها في ساحات تمتد من أوكرانيا إلى فلسطين ....

يحاول بعض المعارضين السوريين تقديم ما يجري في بعض مناطق البلاد، ولا سيما في السويداء ودرعا، على أنه تجدّد لـ«الثورة» السورية، ولا سيما أن بعض أولئك المعارضين اغتنموا تلك التحركات لرفع أعلام المعارضة وشعاراتها. لكنّ الواقع يختلف كثيراً عن ذلك. يمكن لأي بلد في العالم أن يشهد تظاهرات مطلبية. وفي حالة سوريا التي تعيش أزمة اقتصادية عميقة، سببها الأول هو الحصار الغربي الخانق المفروض عليها، والثاني هو الفساد الداخلي، من الطبيعي أن تكون معاناة المواطنين مضاعفة. لكن هذه الحالة مقيمة في سوريا منذ سنوات، فلماذا الآن؟.....تختلف جوهرياً الأجواء التي رافقت بداية أحداث عام 2011، عما يجري الآن. حينها، كان ما يجري يندرج ضمن مشروع كبير لتغيير وجه منطقة الشرق الأوسط، عبر ما سُمي «الربيع العربي». ولم يطل الوقت كثيراً حتى أخلت التظاهرات الساحة للسلاح والمقاتلين الآتين من كل أصقاع الأرض، والمدعومين بتحالف عالمي واسع، للانخراط في حرب كانت نتيجتها تدمير البلاد، ووقوع مئات آلاف القتلى، وتهجير الملايين داخل البلاد وخارجها. إلا أن تلك الحرب لم تُسقِط النظام، وتراجعت حدّتها إلى أن خمدت إلى حدّ بعيد، وعاد الكثير من المقاتلين إلى حيث جاؤوا وبقيت آلاف قليلة منهم في مخيمات معزولة بصفة معتقلين، وبؤرة واحدة في إدلب تجمّع فيها مقاتلون غادروا أماكن أخرى في سوريا. وحتى هؤلاء الأخيرون جرى تحييدهم، وكان من شأن تقدم المحادثات مع تركيا إيجاد تسوية لهم. ذلك المشروع سقط، وتخلّت عنه غالبية الدول التي كانت منخرطة فيه، واتّجه كثير منها إلى استعادة العلاقات مع دمشق تدريجياً، وصولاً إلى عودة الأخيرة إلى «جامعة الدول العربية»، الأمر الذي بات بالإمكان معه تلمّس نهاية لهذه الحرب. ما يجري اليوم لا يعدو كونه ضغطاً على النظام السوري وعلى حليفيه الروسي والإيراني تحديداً، في محاولة لإحداث تغيير في موقف موسكو في حرب أوكرانيا التي لم يحقّق فيها الغرب أي شيء يُذكر، وفي الوقت نفسه محاولة دفع طهران للحصول على تنازلات سواء في المفاوضات النووية، أو على شكل تخفيف للضغط المتصاعد على العدو في الضفة الغربية، ولا سيما أن أبواب الضغط على طهران في أماكن أخرى، كالداخل الإيراني أو لبنان، مغلقة. ويعتقد الأميركيون أن مفتاح حلول أزمات كثيرة في المنطقة، ومنها لبنان، يكمن حالياً في سوريا، وأن هذا النوع من الضغط قد يدفع طهران إلى التنازل باعتبار أنها المعنيّة الأولى بإمداد سوريا بالمساعدات. هي محاولة جديدة من واشنطن وحلفائها لاستخدام الساحة السورية، وهذا ما يفسر تعدّد الوسائل التي تُستخدم فيها، من التحرّكات العسكرية الأخيرة في البادية ومنع دول كالسعودية والإمارات من تطوير العلاقات مع دمشق، وخصوصاً مدّها بالمساعدات التي كانت الأخيرة وُعدت بها (منها 5 مليارات دولار من الرياض)، وصولاً إلى إيقاظ المعارضة التي كانت قد دخلت في سبات منذ سنوات.

لا يبدو أحد من عرب الخليج بمن في ذلك قطر مستعداً لضخ مليارات جديدة في حرب محكومة بالفشل

لكنّ أسباباً كثيرة أخرى تدفع إلى الاعتقاد بأن الأميركيين ليسوا في وارد إشعال حرب كبيرة جديدة ضد دمشق وحلفائها، ولا سيما في حالة إيران التي يطمح الأميركيون إلى الحصول على تنازلات منها، أكثر منه إلى خوض مواجهة مفتوحة معها، باعتبار أن الكثير من ساحات المواجهة بين الجانبين هادئة الآن، والعراق هو المثل الأوضح. يضاف إلى ما تقدّم أن خارطة التظاهرات الحالية وزخمها، يختلفان جوهرياً عن تلك التي وقعت قبل 12 عاماً، ولا سيما أن البداية والزخم هذه المرة كانا في محافظة السويداء، التي لم تكن جزءاً من الحرب السابقة، بل كانت جزءاً أساسياً من مواجهتها، وهو ما ينطبق كذلك على بعض مناطق اللاذقية.

السؤال الأهم والذي يتوقّف عليه مدى استمرار التظاهرات الحالية، هو هل السوريون الذين كانوا مؤيّدين للمعارضة في الحرب، ما زالوا على موقفهم، أم أن كثيرين منهم ندموا على ما جرى، لا حباً بالنظام، وإنما تعلّماً من الكارثة التي حلّت ببلادهم ودفعوا ثمنها غالياً؟ هنا لا مجازفة في القول إن النظام استطاع أن يضيف إلى مؤيديه، أو المحايدين، بعد فشل إسقاطه، كتلة وازنة ممن كانوا مؤيدين للمعارضة في بداية الحرب، وبالتالي لا تتمتع المعارضة بمختلف ولاءاتها، بالقوة الكافية، لا شعبياً ولا عسكرياً، لإحداث أيّ تغيير.

أحد أهداف الضغط الأميركي هو دفع النظام في دمشق إلى قبول تسوية مع أنقرة بالشروط التركية، وهو ما يعني حكماً إضعاف النظام الذي لا يبدو في وارد التنازل حالياً، ولا سيما بعد عودة الرئيس رجب طيب إردوغان إلى اصطفافه الأول مع واشنطن. لكنّ النظام يمكنه أن يكون مرناً هنا، كما كانت تركيا مرنة في نقل رهاناتها. فالعلاقة مع بلد جار كبير كتركيا، حيوية جداً بالنسبة إلى سوريا، على المستوى الاقتصادي في المقام الأول. وحتى إذا كان من الطبيعي لدمشق أن تتعامل مع أنقرة بتوجّس، إلا أنه لا يمكن الاكتفاء بانتقاد دورها السيّئ في الحرب. والتاريخ القريب والبعيد شهد علاقات متقلّبة مع دمشق، انتهت بحلول سلمية. ومن تلك التقلبات ما حدث عام 1998 عندما وصل البلدان إلى حافة الحرب، وحينها اختار حافظ الأسد الحل السياسي، على رغم التاريخ العدائي بينهما، بسبب لواء إسكندرون أو الدور التركي في التحالف الغربي في حينه. انتهى الأمر حينها بتوقيع اتفاقية أضنة الأمنية بين الجانبين. وتركيا من الدول التي يمكن الرهان على تغيّرات فيها. وحتى العراق، بحكومته الحالية التي تعمل لتحسين الروابط مع سوريا، ما زالت العلاقات معه دون المستوى الضروري. لكن على رغم كل ذلك، وعلى رغم أن ثمّة جانباً مطلبياً حقيقياً في بعض التظاهرات، يتمثّل في الاعتراض على الأوضاع الاقتصادية القاسية التي تعيشها سوريا، والتي يتسبّب الفساد بجزء منها، إلا أنه من الممكن أن يجري استغلالها من قبل قوى لا تزال تريد فرض أجندة معيّنة في سوريا، وهذا بالضبط ما يحصل حالياً. لذلك، وفي ضوء الحقائق الجديدة، يمكن للنظام مواجهة ذلك الهجوم المتجدّد بأدوات أخرى مختلفة وأقل كلفة عليه وعلى البلاد، مثل التظاهرات المضادة التي صارت تحدث بالفعل، وصولاً إلى تسجيل مواجهات بين متظاهرين مختلفين في حمص مثلاً. لا جدال في أن الرئيس السوري، بشار الأسد، أقوى بكثير الآن بعد تغلّبه على المعارضة في الحرب بدعم من حلفائه الذين بدورهم أصبحوا أقوى أيضاً. ولذلك، لا أفق أمام التحركات الجديدة، بغضّ النظر عن الشعارات والرايات التي ترفعها، والمناطق التي تجري فيها. والأرجح أن الأمر سيخفت من تلقاء نفسه أو أن تدخلاً ما اقتصادياً وسياسياً من دول متحالفة مع النظام سيساعد في إنهائها، خاصة إذا وصل ما يجري إلى تهديد ما حقّقته دمشق والحلفاء خلال السنوات الماضية. وإذا كان المقصود بما يجري الضغط على النظام وحلفائه، فإن أحداً في هذا العالم لا يستطيع تحمّل كلفة تمويل حرب جديدة في سوريا، في وقت لا يبدو فيه أحد من عرب الخليج، بمن في ذلك قطر، مستعداً لضخ مليارات جديدة في حرب محكومة بالفشل. وهل تتحمّل أوروبا التي يبدو في الوقت الراهن أنها محكومة بدفع إتاوة إلى أميركا، موجة جديدة من اللاجئين؟

تحريض كردي لمتظاهري السويداء: استنسخوا تجربة «الإدارة الذاتية»

الاخبار...الحسكة | أفصحت حادثة رفع أحد المتظاهرين في مدينة السويداء، علم «حزب الاتحاد الديموقراطي»، مؤسّس «الإدارة الذاتية» الكردية، عن حجم تدخل الأخير غير المباشر في ما يجري في المدينة وريفها من تطورات، ومصلحته في استنساخ تجربة «الذاتية» في الجنوب السوري، وتحديداً في السويداء، التي تُعد بيئة خصبة لذلك، وفق المفهوم الكردي على الأقل، لكون غالبية سكانها من أبناء الطائفة الدرزية. ولا يُعد تدخل «الاتحاد» و«الذاتية» في هذا الملف جديداً، وإنما يعود إلى سنوات سابقة، عندما كان المسؤولون الأكراد يكرّرون اسم السويداء، كواحدة من أهم المناطق التي يمكن أن تكون نموذجاً لـ«الإدارة الذاتية»، لتعميمها لاحقاً على كلّ الجغرافيا السورية، كنموذج ممكن للحل السياسي.

التواصل الكردي مع أشخاص وسياسيين في السويداء لم ينقطع منذ انطلاق الاحتجاجات

ولم يكتف الكرد بذلك، بل بدأوا سراً بإرسال وفود من الحسكة وحلب إلى السويداء لجسّ النبض، وإقناع الأهالي بتبنّي هذا النموذج، وذلك بالتنسيق مع «حزب اللواء» الذي أُسس بدعم أميركي، لتحقيق الهدف نفسه. التحركات الكردية في السويداء، سرعان ما كشفتها الجهات الأمنية السورية التي ألقت القبض منذ أكثر من عام على قياديتين كرديتين، كانتا تنشطان في السويداء، للتنسيق مع أشخاص في المدينة وتقديم الدعم المالي لهم لتبنّي مطلب «الإدارة الذاتية» في التظاهرات، ولم يتم الإفراج عنهما حتى الآن، على رغم الضغوطات الكردية الكبيرة على المسؤولين المحليين في الحسكة والقامشلي. ومع عودة الحراك الشعبي إلى السويداء وريفها، بعد القرار الحكومي برفع أسعار العديد من المواد والسلع، سارعت الوفود الكردية إلى التوجه مجدّداً، بشكل إفرادي إلى ممارسة النشاط في المنطقة، وحثّ المتظاهرين على رفع شعارات تطالب بـ«الذاتية» و«اللامركزية». والظاهر أن الجهد الكردي نجح هذه المرة من خلال رفع شعارات بالفعل طالبت بتطبيق «اللامركزية الإدارية»، مع رفع لافتات تغازل الكرد من خلال توجيه التحية إلى عفرين وأهلها وإدانة «النظام والائتلاف».

وجّهت «الإدارة الذاتية» الكردية وسائل إعلامها بإفراد مساحات واسعة لتظاهرات السويداء

وفي هذا السياق، تؤكد مصادر لـ«الأخبار» أن «التواصل الكردي مع أشخاص وسياسيين في السويداء، وتحديداً حزب اللواء السوري، لم ينقطع منذ انطلاق موجة الاحتجاجات الأخيرة قبل نحو أسبوعين»، مشيرة إلى «وصول بعض الشخصيات القيادية الكردية من الصفين الثاني والثالث إلى المنطقة، للتعبير عن تأييد الإدارة الذاتية الكردية لمطالب أهالي السويداء، والاستعداد لتقديم الدعم المالي المطلوب لهم»، موضحة أن «الكرد حرصوا على عدم إرسال شخصيات معروفة، لعدم فضح دورهم في ما يحصل من تظاهرات في السويداء، بدأت تنتقل من المطالب المعيشية إلى السياسية». وكشفت المصادر أن «الشخص الذي رفع علم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، هو من الأكراد الذين زاروا السويداء أخيراً». وبالتوازي مع النشاط السياسي للقياديين الأكراد في السويداء، وجّهت «الذاتية» وسائل الإعلام الناطقة باسمها والتابعة لها أو المحسوبة عليها، بإفراد مساحات واسعة في التغطيات الإعلامية، لما يحصل من تظاهرات في السويداء، والتركيز على أن مطلب المتظاهرين الرئيس هو تطبيق «الإدارة الذاتية في السويداء». وبرز في هذا الإطار، تصريح رئيس حزب «اللواء السوري»، مالك أبو الخير، نهاية شهر تموز الفائت، لوكالة «هاوار» الكردية الناطقة باسم «حزب الاتحاد الديموقراطي» و«الإدارة الذاتية»، عن أن «الحزب بدأ يتوجّه رسمياً نحو تطبيق خطوات فعلية لتطبيق نموذج الإدارة الذاتية في السويداء»، مبرّراً ذلك بـ«عدم قدرة المؤسسات الحكومية على خدمة المجتمع في ظل الفساد الكبير المنتشر فيها، وواقع الخدمات المتدنّي». ورأى أبو الخير أنه «بات لزاماً العمل سياسياً واجتماعياً واقتصادياً للنهوض بواقع البلاد، وطرح مفهوم الإدارة الذاتية الذي يساهم في إعادة بناء المجتمع من جديد». وكشف أنهم «اتخذوا عدة خطوات على طريق تطبيق الإدارة الذاتية في السويداء، كفتح مكاتب خدمية لخدمة الأهالي، مع التحضير لبناء جسم سياسي واجتماعي ومدني لإدارة المنطقة، استلهاماً من تجربة الإدارة الذاتية شمال وشرق سوريا». وحدّد «خمس مراحل لتطبيق التجربة، تبدأ بالخدمات من خلال إنشاء مكتب لتوفير المياه لـ4 آلاف أسرة ضمن السويداء، والعمل على الدعوة إلى مؤتمر عام للتأسيس لجسم مدني واجتماعي وسياسي، أولى أولوياته مكافحة المخدّرات، وإنشاء مكتب للعمل والبلديات لخدمة البلديات في أحياء ومناطق السويداء» مضيفاً أن «المرحلتين الرابعة والخامسة تتضمّنان إطلاق مكتب للدفاع المدني لإنجاز المشاريع الخدمية، وإطلاق فريق للتدخل الطبي السريع في حال حدوث معارك أو اشتباكات»، مؤكّداً «حرص الحزب على التعاون وتنسيق الجهود مع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، في إطار أوسع وأشمل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً».

سوريا: مقتل ضابط بقصف نفذته فصائل المعارضة بريف اللاذقية

دمشق: «الشرق الأوسط»... قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن ضابطاً برتبة نقيب من قوات الجيش السوري قُتل، الأحد، في قصف بري جديد نفذته فصائل المعارضة على محور تلة الملك بريف اللاذقية الشمالي بمنطقة خفض التصعيد التي تخضع لتفاهمات تركيا وروسيا. وقال المرصد، الذي يتخذ من لندن مقراً له في بيان صحافي اليوم: «تتواصل الاستهدافات المتبادلة بالقذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة بين فصيل (أنصار التوحيد) وقوات النظام على محور الملاجة جنوب إدلب، وذلك بعد فشل قوات النظام في التقدم مجدداً بالمنطقة هناك بعد أن تراجعت أمس من مواقع هناك عقب العملية الدموية لـ(أنصار التوحيد)». وكان فصيل «أنصار التوحيد» المتشدد قد نفذ عملية ضد مواقع قوات الجيش السوري في منطقة الملاجة بريف إدلب الجنوبي في منطقة خفض التصعيد، وقد أسفرت عن مقتل 11 وإصابة 20 آخرين من قوات النظام، بالإضافة لمقتل اثنين من المهاجمين.

مسؤول روسي يطالب دمشق بطرد ميليشيات «فاغنر»

وزير الدفاع السوري عرض عليهم تسليم أسلحتهم... أو الانضمام للجيش الروسي

لندن: «الشرق الأوسط».. قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بيك يفكوروف، زار سوريا، أخيراً، وعقد اجتماعاً مع قيادات عسكرية سورية؛ للتباحث حول موضوعات عدة، أبرزها ملف ميليشيا قوات «فاغنر» الروسية الموجودة في سوريا. وقال: «إن يفكوروف، أوعز إلى القيادات الرسمية السورية، بإبلاغ (فاغنر) بضرورة الانسحاب من سوريا، أو الانضمام للجيش الروسي الموجود هناك». وبحسب المرصد، فإن وزير الدفاع السوري، العماد علي محمود عباس، اجتمع مع قيادات «فاغنر» في سوريا، وعرض عليهم «تسليم أسلحتهم، والانسحاب من البلاد في غضون شهر على الأقصى، أو الانضمام للجيش الروسي في سوريا والعمل تحت إمرته». وكان المرصد قد نشر في يونيو (حزيران)، أن القوات الروسية خيّرت قوات «فاغنر» في سوريا، بين مغادرة الأراضي السورية، أو الانضمام للجيش الروسي والعمل تحت قيادته هناك، بالإضافة إلى تسريح المتعاقدين السوريين مع «فاغنر»، وفق جدول زمني حددته القوات الروسية، وسط مخاوف من تمرد للقوات على الروس والنظام داخل سوريا. يذكر أنه يوجد في سوريا أكثر من 2000 جندي من قوات «فاغنر» من جنسيات تتبع دول الاتحاد السوفياتي سابقاً. ويتركز حضورهم ضمن حقول النفط في البادية السورية، بالإضافة لوجودهم ضمن منطقة سيطرة القوات التركية. وبحسب المرصد، يوجد أكثر من 3000 سوري مجندين تحت إمرة قوات «فاغنر» داخل وخارج سوريا، بالإضافة لآخرين تم تجنيدهم وإرسالهم لخارج البلاد أيضاً. يذكر أن قوات «فاغنر»، لعبت دوراً رئيسياً في تقدم قوات النظام السوري والقوات الروسية، في العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية، حيث اعتمد الروس عليهم بوصفهم قوات برية بشكل أساسي، بينما كان دور الجيش الروسي مقتصراً على الإشراف العسكري على سير العمليات، وعلى القصف الجوي أيضاً. يذكر أنه، وبحسب صحافي يعمل لدى صحيفة «كوميرسانت» الروسية، عرض بوتين على أعضاء في مجموعة «فاغنر» فرصة «توقيع عقود مع الجيش النظامي، ومواصلة القتال تحت قيادة قائد جديد». وقال بوتين: «يمكنهم التجمع معاً في مكان واحد ومواصلة الخدمة. لن يتغير أي شيء بالنسبة إليهم، حيث سيقودهم الشخص نفسه الذي هو القائد الفعلي لهم منذ فترة طويلة». يذكر، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقّع (الجمعة) الماضي، مرسوماً يلزم عناصر المجموعات المسلحة غير النظامية بأداء قسم اليمين مثلما يفعل جنود الجيش، بعد يومين على إعلان مقتل زعيم مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين في تحطم طائرة قرب موسكو. وبموجب نصّ المرسوم، بات لزاماً على هؤلاء العناصر التعهد بـ«الإخلاص» و«الوفاء» لروسيا، و«الامتثال الصارم لأوامر القادة والمسؤولين (الأعلى رتبة)». يأتي هذا المرسوم بعد شهرين من تمرد «فاغنر» بقيادة بريغوجين على القيادة العسكرية الروسية.

زيارة نادرة لثلاثة نواب أميركيين إلى منطقة معارضة في شمال سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط»... قام ثلاثة أعضاء في مجلس النواب الأميركي بزيارة نادرة، اليوم (الأحد)، إلى منطقة في شمال سوريا تسيطر عليها فصائل معارضة موالية لتركيا، وفق أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». زار جو ويلسون وفيكتوريا سبارتز ودين فيليبس أحد مستشفيات مدينة أعزاز (محافظة حلب) آتين من تركيا عبر معبر باب السلامة الحدودي، حيث تم استقبالهم بلافتة كُتب عليها «مرحباً بكم في سوريا الحرة»، محاطة بأعلام الثورة السورية. والتقى النواب بأيتام بسبب الحرب، التي أودت منذ عام 2011 بأكثر من نصف مليون شخص، قبل اختصار الزيارة لأسباب أمنية، على ما أفاد أحد مرافقيهم الوكالة. وتسيطر «هيئة تحرير الشام» على نحو نصف مساحة محافظة إدلب (شمال غرب) وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة. كما توجد أيضاً فصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً، تدعمها تركيا بدرجات متفاوتة. وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إلى أنه «لتجنب إثارة جدل في الولايات المتحدة، لم يتوجهوا إلى جنديرس، في المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام». ورغم إعلان فكّ ارتباطها بتنظيم «القاعدة»، لا تزال واشنطن تصنّف «الهيئة» على أنّها تنظيم «إرهابي». وأضاف عبد الرحمن أن «أعضاء الكونغرس أرادوا تقييم عمل الحكومة المؤقتة، من أجل دراسة إمكانية إرسال المساعدات الإنسانية عبر باب السلامة بدلاً من باب الهوى»، الذي تسيطر عليه «هيئة تحرير الشام». وقال النائب ويلسون، أول من أمس، عبر موقع «إكس» (تويتر سابقاً) إن «أولئك الذين يسعون للتطبيع وعقد الصفقات مع (الرئيس السوري) بشار الأسد يتعاملون مع الموت نفسه». وبموجب آلية الأمم المتحدة التي أنشئت عام 2014، يشكل باب الهوى البوابة الوحيدة لدخول المساعدات إلى شمال غرب سوريا من تركيا، من دون إذن الحكومة السوريّة. وفي 11 يوليو (تموز)، لم تُمدد هذه الآلية التي ندّدت بها دمشق بوصفها انتهاكاً لسيادتها، قبل أن تعلن الأمم المتحدة مطلع أغسطس (آب) عن اتفاق مع النظام السوري يتيح إيصال المساعدات لمدة ستة أشهر عبر معبر باب الهوى.

«المرصد»: انفجار يضرب قاعدة عسكرية تركية شمال سوريا

دمشق: «الشرق الأوسط»... ضرب انفجار قوي قاعدة عسكرية تركية في الريف الشمالي لمحافظة حلب شمال سوريا، في وقت متأخر من أمس السبت، حسبما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وذكر المرصد على موقعه الإلكتروني بعد منتصف ليل السبت، أن القاعدة المستهدفة تقع في قرية العيون شرق مدينة مارع، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن، إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الانفجار القوي نجم عن هجوم صاروخي أصاب متفجرات داخل القاعدة العسكرية التركية. وأوضح المرصد أنه من غير الواضح من المسؤول عن الهجوم، كما لم ترد تقارير بشأن سقوط ضحايا أو حدوث إصابات جراء الانفجار.

2582 لاجئاً سورياً يغادرون الأردن إلى بلادهم في 7 أشهر

الجريدة... يستضيف الأردن أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ 2011... أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مغادرة 2582 لاجئاً سورياً الأردن خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي للعودة إلى بلادهم. وأفادت المفوضية الأممية، في بيانات أوردتها قناة «المملكة» على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد، بعودة 20061 لاجئاً سورياً من الأردن ومصر ولبنان وتركيا والعراق إلى سورية في 2023. ووفق البيانات، بلغ عدد اللاجئين السوريين العائدين إلى سورية من مختلف الدول المستضيفة للاجئين 50 ألفاً و966 في عام 2022،، مقابل 35 ألفاً و624 في عام 2021، و38 ألفاً و235 في عام 2020، و94 ألفاً و971 في عام 2019. وطبقاً للمفوضية، يبلغ معدل العودة اليومي إلى سورية في العام الحالي 95، فيما يبلغ المعدل الشهري 2866. وبلغ عدد العائدين الإجمالي منذ 2016 وحتى نهاية الشهر الماضي 373 ألفاً و912 لاجئاً سورياً، بينهم 67 ألفاً و312 من الأردن. ويستضيف الأردن أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ بداية الأزمة السورية في 2011، بينهم نحو 655 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى المفوضية، وذلك حتى 16 أغسطس الجاري.

مع اقتراب الانتخابات المحلية… المعارضة تحذر من «سوريا صغيرة» في تركيا

أكشنار عدت اللاجئين مسألة «أمن قومي»

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق.. قفز ملف اللاجئين السوريين إلى الواجهة مجددا في تركيا مع إطلاق الأحزاب السياسية استعداداتها مبكرا للانتخابات المحلية المقررة في 31 مارس (آذار) 2024. وفي تصعيد جديد للخطاب المعادي لبقاء السوريين في تركيا، ذهبت رئيسة حزب «الجيد» القومي المعارض، ميرال أكشنار، إلى أن هناك محاولات من جانب الرئيس رجب طيب إردوغان وحكومته لإنشاء «سوريا صغيرة» في تركيا، عبر التخويف بتهديدات تنظيمي «داعش» و«حزب العمال الكردستاني». وعدت مشكلة المهاجرين وطالبي اللجوء مسألة أمن قومي. وقالت أكشنار، خلال تجمع لحزبها ضم رؤساء فروعه ومئات من أعضائه من مختلف الولايات التركية ليل السبت – الأحد، إن «كل مدينة في تركيا مليئة باللاجئين الذين لا يعرف عددهم... مشكلة طالبي اللجوء هي مشكلة أمن قومي. إنها مسألة بقاء تدمر الثقافة الوطنية للأمة التركية... قيمنا الموجودة منذ ألف سنة مهددة اليوم». وأعلنت أكشنار أن حزبها سيخوض الانتخابات المحلية في مارس المقبل، منفردا، وسيطرح مرشحين في جميع الولايات والمدن والبلدات والأحياء والقرى، ولن يتحالف مع أحزاب، ولن يتعاون مع أصحاب الأجندات التي تهدد الجمهورية التركية. وقالت: «إن حزب الجيد أعد برنامجا واضحا يقوم على إعادة جميع اللاجئين إلى بلادهم، وبما أنك (إردوغان وحكومته) لا تستطيع إيجاد حل، يرجى استخدام برنامجنا وتسريع عودة اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين». واقترح حزب الجيد قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مايو (أيار) الماضي إعادة اللاجئين السوريين عبر التفاوض مع الحكومة السورية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وبحسب آخر الإحصاءات الرسمية، تستضيف تركيا نحو 3.4 لاجئ سوري، فيما عاد أكثر من 500 ألف بشكل طوعي إلى مناطق سيطرت عليها القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لها في شمال سوريا. وتتحدث الحكومة التركية عن مشاريع لتأمين العودة الطوعية لأكثر من مليون لاجئ سوري، وتأمل في نجاح مسار تطبيع العلاقات مع دمشق، الذي انطلق برعاية روسيا ومشاركة إيران، لكنه يشهد جمودا تاما منذ الاجتماع العشرين لمسار آستانة في يونيو (حزيران) الماضي، للمساعدة في تسريع عودة اللاجئين إلى المناطق الآمنة في شمال سوريا وكذلك إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية. وتزايدت الشكاوى في الفترة الأخيرة من عمليات ترحيل قسري للاجئين سوريين، في إطار حملات تقوم بها السلطات التركية تستهدف المهاجرين غير الشرعيين والمخالفين لشروط الإقامة في البلاد، انطلقت مباشرة عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة، واعتبرها مراقبون محاولة من جانب إردوغان لنزع ورقة اللاجئين والمهاجرين من أيدي المعارضة قبل الانتخابات المحلية في مارس. وأكد إردوغان، الأربعاء الماضي، أن حكومته لن تسمح «بانتشار العنصرية وكراهية الأجانب» في البلاد، لافتا في الوقت ذاته إلى تشديد إجراءات مكافحة تهريب البشر، ومنع تسلل مئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين.



السابق

أخبار لبنان..وفد مخابراتي إلى بيروت لاحتواء التصعيد بين إسرائيل و"حماس"..لبنان ينتظر هوكشتاين..صفقة بلوكات جديدة وإنجاز الترسيم البري..مَنْ «ورّط» لودريان..مهمّته لحلّ «رئاسية لبنان» تحوّلت «مشكلة»..التمديد لـ «اليونيفيل» خلف «الأسلاك الشائكة» الديبلوماسية و..الميدانية..الراعي يشكِّك بشرعية ممارسات «المجلس والحكومة»..الشغور الرئاسي اللبناني يعوق مواكبة استخراج النفط..

التالي

أخبار العراق..تحركات واشنطن العسكرية تحيّر بغداد..«عين الأسد» لا تهدأ ..والفصائل تختفي من الأنبار..مخاوف من تأثير أموال الفساد وسطوة الفصائل على الانتخابات المحلية..

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,061,657

عدد الزوار: 7,658,077

المتواجدون الآن: 0