أخبار سوريا..تحذير إيراني من «غلق» الحدود السورية ــ العراقية..تصعيد واسع في شمال سوريا يسبق لقاء إردوغان وبوتين في سوتشي..«سوريا الديمقراطية» تتهم دمشق بـ«إشعال فتنة» في دير الزور..أكبر تظاهرة مناهضة للنظام منذ بدء الاحتجاجات في جنوب سورية..مقتل 9 جنود على الأقل في هجوم متطرفين شمال غربي سوريا..الهَبّة العشائرية تتوسّع: مكاسب «قسد» تنقلب خسائر..

تاريخ الإضافة السبت 2 أيلول 2023 - 4:19 ص    عدد الزيارات 662    التعليقات 0    القسم عربية

        


تحذير إيراني من «غلق» الحدود السورية ــ العراقية..

اتهامات لدمشق بالدخول على خط مواجهات دير الزور

القامشلي: كمال شيخو دمشق - بيروت: «الشرق الأوسط»... على وقع اتهامات لحكومة دمشق بالدخول على خط المواجهات الدائرة منذ أيام في دير الزور (شرق سوريا)، بين عشائر عربية و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي يشكّل الأكراد عمادها الأساسي، برز أمس (الجمعة)، تحذير إيراني لافت من مغبة «غلق» الحدود السورية - العراقية، في إشارة إلى مزاعم تتواتر منذ فترة عن استعداد القوات الأميركية التي تقود حملة ضد «داعش» في سوريا والعراق، لمنع ميليشيات شيعية متحالفة مع إيران من عبور الحدود الطويلة بين البلدين. وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في مؤتمر صحافي أمس، في مقر سفارة بلاده في بيروت، إنه ليس بوسع أي طرف أن يعمل على غلق طرق المواصلات والحدود بين سوريا والعراق. وأضاف أن «كل الأطراف الخارجية تعرف جيداً أنه ينبغي ترك منطقة الحدود العراقية - السورية وشأنها». وأضاف أن الحدود السورية - العراقية «ليست بحاجة إلى العودة إلى حالة التشنج الأمني والعسكري التي كانت تشوبها في أوقات سابقة»، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء العالم العربي. وتتواتر أنباء منذ فترة عن تحذير وجهه الأميركيون لميليشيات مرتبطة بإيران بأن الحدود العراقية - السورية ستُغلق في وجهها، لكن أكثر من مسؤول أميركي نفى التحضير لأي عمل من هذا النوع، مؤكداً أن المهمة محصورة في مواجهة «داعش». بالتزامن مع ذلك، دخلت الاشتباكات الدائرة بين «قسد} ومسلحين من العشائر العربية شرق سوريا يومها السادس، وأخذت منحى تصاعدياً قد يزيد حدة التوتر بين الأطراف المتقاتلة وداعميها. وبرز في الساعات الأخيرة اتهام «قسد» للقوات الحكومية، بـ«إمداد مسلحين من العشائر بالأسلحة والعتاد بغية تأجيج الصراع وضرب الاستقرار، وإذكاء نار الفتنة الأهلية»، مشيرة إلى أن عملياتها الأمنية متواصلة «برغبة من شيوخ العشائر وأهالي المنطقة».

تصعيد واسع في شمال سوريا يسبق لقاء إردوغان وبوتين في سوتشي

فصيل موالٍ لأنقرة سيطر على قرية بريف حلب... ومواجهات في ريفي إدلب واللاذقية

أنقرة: سعيد عبد الرازق لندن: «الشرق الأوسط»... شهد شمال سوريا في الساعات الماضية تصعيداً شديداً لا سيما في منبج بشرق حلب وفي جبل الزاوية بريف إدلب وجبل الأكراد بريف اللاذقية. وتزامن ذلك مع مباحثات تتناول الملف السوري ومسار التطبيع بين أنقرة ودمشق أجراها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في موسكو، وهي تسبق لقاء الرئيسين رجب طيب إردوغان وفلاديمير بوتين المنتظر عقده في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود في روسيا، الاثنين. وأُفيد بمقتل 4 مدنيين، بينهم أطفال، نُقلت جثامينهم إلى مستشفيات في جرابلس بمحافظة حلب، فيما أُصيب الكثير من المدنيين. كما قُتل أحد عناصر فصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا، في غارة جوية روسية، الجمعة، على قرية المحسنلي شمال غربي مدينة منبج بريف حلب الشرقي.

اشتباكات في منبج

وشن الطيران الحربي الروسي غارات جوية على قرية المحسنلي بريف منبج، شرقي حلب، بعدما سيطرت عليها فصائل موالية لتركيا، تزامناً مع قصف مدفعي واشتباكات بين قوات «مجلس منبج العسكري»، التابع لـ«قوات سوريا الديمقراطية (قسد) »، وفصائل موالية لتركيا. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القصف الروسي جاء عقب تنفيذ عناصر من فصائل «الجيش الوطني»، تحت مسمى «قوات عشائر»، عملية تسلل على نقاط عسكرية على خطوط التماس، حيث سيطرت القوات المهاجمة على قرية المحسنلي التي توجد فيها 3 نقاط لقوات الجيش السوري النظامي ونقطة لقوات «مجلس منبج العسكري»، (التابع لـ«قسد»). ورداً على ذلك، هاجمت قوات «مجلس منبج العسكري» قرية المحسنلي، تزامناً مع قصف بالدبابات من قوات الجيش السوري، في محاولة للتقدم واستعادة السيطرة عليها. وتتواصل الاشتباكات بين الطرفين في قرى الصيادة وأم جلود والدندنية وعرب حسن بريف منبج، على خطوط التماس بين مناطق سيطرة «الجيش الوطني» ومناطق «مجلس منبج العسكري». وقصفت القوات التركية، بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، بالمدفعية الثقيلة قرى عدة ضمن مناطق سيطرة «مجلس منبج العسكري». وتركز القصف على قرى عون الدادات وجات وعرب حسن بريف منبج شرقي حلب. كما قصفت طائرات تركية مسيّرة 8 مواقع متفرقة ضمن مناطق قوات «مجلس منبج» في قرى عون الدادات ومحسنلي وبوخارات في ريف منبج. وتشهد مناطق سيطرة «قسد» تصعيداً مستمراً منذ يومين من القوات التركية التي قصفت بالمدفعية الثقيلة، من قاعدتها بمدينة جرابلس، قرية بوراز غرب عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، كما استهدفت بالأسلحة الرشاشة والثقيلة حاجزاً لقوى الأمن الداخلي (الأسايش) في قرية عبوش بريف تل تمر شمال غربي الحسكة، من مواقعها فيما تُعرف بمنطقة «نبع السلام».

تصعيد في إدلب واللاذقية

وبالتزامن مع التصعيد في ريف حلب الشرقي، شهد ريفا إدلب واللاذقية بشمال غربي سوريا مواجهات واسعة بين القوات الحكومية وفصائل متشددة تتبع «هيئة تحرير الشام». وتحدث «المرصد السوري» في تقرير اليوم عن مقتل ثلاثة عناصر من قوات النظام وميليشيات مساندة لها وإصابة آخرين بجروح إثر عملية اقتحام قامت بها هذه القوات في محاولة للتقدم على تلة الملاجة بجبل الزاوية جنوب إدلب. لكن «المرصد» أوضح «أن كثافة النيران من فصائل غرفة عمليات الفتح المبين منعتها وأفشلت تقدمها وكبّدتها خسائر في العدة والعتاد». وأشار إلى تعرض محيط النقطة التركية في قرية بليون بجبل الزاوية لقصف مدفعي مصدره قوات النظام، وذلك رداً على قصف القوات التركية بالمدفعية الثقيلة نقاطاً عسكرية تابعة للنظام جنوب إدلب. من جهة أخرى، أفاد «المرصد» بمقتل عنصر من «هيئة تحرير الشام» وجرح عنصرين آخرين خلال «عملية انغماسية» ضد مواقع قوات النظام على محور الصراف بمنطقة جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي. وأشار إلى إصابة «ناشط إعلامي في أثناء تغطيته الاشتباكات». وأوضح أنه بذلك «ترتفع حصيلة الخسائر البشرية» خلال «العملية الانغماسية» إلى 6 قتلى هم 5 من قوات النظام وعنصر من لواء «معاوية بن أبي سفيان» التابع لـ«هيئة تحرير الشام»، وإصابة 3؛ هم عنصران من «الهيئة» وناشط إعلامي.

التطبيع بين أنقرة ودمشق

جاءت هذه التطورات بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى موسكو للتحضير للقاء الرئيسين إردوغان وبوتين في سوتشي المنتظر عقده (الاثنين). وفي مؤتمر صحافي مشترك مع فيدان، في موسكو (الخميس)، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنهما قيّما عملية تطبيع العلاقات السورية - التركية. وأضاف لافروف: «تمت مناقشة خطوات إضافية لمساعدة أنقرة ودمشق على إعادة العلاقات الدبلوماسية». بالتزامن، جدد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في دمشق، الخميس، تأكيده أن انسحاب القوات التركية من شمال سوريا «شرط لا بد منه لعودة العلاقات الطبيعية» مع أنقرة. بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني أن إقامة علاقات ودية بين سوريا وتركيا أمر يصب في مصلحة البلدين والمنطقة. وقال عبداللهيان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري فيصل المقداد، إنه خلال الاجتماع الأخير للجنة الرباعية لمسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق (اجتماع نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا وإيران خلال الجولة العشرين لمسار آستانة في 20 - 21 يونيو (حزيران) الماضي)، «طُرحت أفكار جيدة لإرساء الأمن والاستقرار بين سوريا وتركيا، واحترام السيادة السورية». وزاد أن بلاده ستواصل مساعيها لإزالة سوء الفهم بين سوريا وتركيا.

لقاء بوتين - إردوغان

ويشكل الملف السوري أحد الملفات المهمة المطروحة على أجندة اللقاء المرتقب للرئيسين التركي والروسي في سوتشي، يوم الاثنين. ويسيطر حالياً الجمود على مسار تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، التي اتخذت مساراً رباعياً ضمَّ أيضاً إيران إلى جانب روسيا. ولم يتم، حتى الآن، تحقيق أي تقدم أو نتائج لتلك المحادثات بسبب تمسك دمشق بانسحاب القوات التركية من شمال سوريا، وهو أمر ترفضه تركيا التي تؤكد أن وجود قواتها مسألة أمن قومي. وقبل أيام أكد مستشار الرئيس التركي، السفير عاكف تشاغطاي كيليتش، أن المحادثات مع الحكومة السورية مستمرة على مستويات معينة، موضحاً أن «الأولوية هي لعودة المواطنين السوريين الذين يعيشون في تركيا ودول أخرى إلى ديارهم». في الوقت ذاته، حمّلت تركيا حكومة الرئيس بشار الأسد المسؤولية عن تعطيل مسار اللجنة الدستورية لأكثر من عام، مؤكدةً أهمية «الحرب على الإرهاب» التي تقوم بها في شمال سوريا في حل الأزمة، داعيةً لتسريع الجهود الدولية للتوصل إلى حل دائم في سوريا وتوفير العودة الآمنة للاجئين. وحسب آخر الإحصاءات الرسمية تستضيف تركيا نحو 3.4 لاجئ سوري، فيما عاد أكثر من 500 ألف بشكل طوعي إلى مناطق سيطرت عليها القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لها في شمال سوريا. وتتحدث أنقرة عن مشاريع لتأمين العودة الطوعية لأكثر من مليون لاجئ سوري، وتأمل في نجاح مسار تطبيع العلاقات مع دمشق، للمساعدة في تسريع عودة اللاجئين إلى المناطق الآمنة في شمال سوريا وكذلك إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية.

«سوريا الديمقراطية» تتهم دمشق بـ«إشعال فتنة» في دير الزور

استمرار المواجهات بين «قسد» وعشائر عربية

القامشلي: كمال شيخو دمشق: «الشرق الأوسط»... دخلت الاشتباكات الدائرة بين «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) ومسلحين من العشائر العربية شرقي سوريا يومها السادس، وأخذت منحى تصاعدياً قد يزيد حدة التوتر بين الأطراف المتقاتلة وداعميها. وبرز في الساعات الأخيرة اتهام «قسد» القوات الحكومية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد بـ«إمداد مسلحين من العشائر بالأسلحة والعتاد بغية تأجيج الصراع وضرب الاستقرار، وإذكاء نار الفتنة الأهلية»، مشيرة إلى أن عملياتها الأمنية متواصلة «برغبة من شيوخ العشائر وأهالي المنطقة». وفي وقت طالب فيه الشيخ ياسين عبد الرزاق سليمان الصبيخان، زعيم عشيرة «البوحردان» في بلدة هجين بريف دير الزور، باجتماع عاجل وفوري مع التحالف الدولي والجيش الأميركي كي يتحملا «مسؤولياتهما تجاه عشائر دير الزور وأهلها»، رأى الباحث براء صبري من «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» أن الوقائع الحالية أظهرت أن تصدير رواية «الصراع القومي بين العرب والأكراد وجدت طريقها (إلى أن تكون رواية صحيحة) ولو جزئياً». وقال فرهاد شامي، مدير المكتب الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إنهم لاحقوا مجموعات مسلحة تسللت ليل الخميس - الجمعة إلى الريف الشرقي لدير الزور، قادمة من الضفة الغربية لنهر الفرات الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية. وأضاف: «أوصلت هذه المجموعات العتاد للمناطق الساخنة من قبل جهات أمنية تابعة للنظام السوري، وهم يضغطون ويهددون شيوخ المنطقة ووجهاءها، في محاولة لإحداث الفتنة الأهلية».

محافظة منقسمة عسكرياً

وتبلغ مساحة دير الزور التي تشهد توتراً عسكرياً منذ 27 أغسطس (آب) الماضي، نحو 33 ألف كيلومتر مربع، مشكّلة 18 في المائة من مساحة سوريا. ومنذ بداية الحرب الدائرة بهذا البلد عام 2011، بقيت هذه المحافظة منقسمة السيطرة بين جهات محلية وإقليمية ودولية؛ إذ تسيطر القوات الحكومية على مركز المدينة وأجزاء من ريفيها الجنوبي والشرقي، وهي مناطق تنتشر فيها أيضاً ميليشيات أجنبية وإيرانية وقوات روسية. في المقابل، يخضع ريف المحافظة الشمالي وقسم من شرقها لنفوذ «قوات سوريا الديمقراطية» وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بعد قضاء هذه الجهات على سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي شرقي نهر الفرات بداية عام 2019. وأشار المسؤول العسكري، فرهاد شامي إلى أن المجموعات المسلحة حشدت مقاتليها في الضفة الثانية من نهر الفرات ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، وشنت هجمات على «قوات سوريا الديمقراطية» في قرى الريف الشرقي. وأضاف: «ندعو جميع الأهالي إلى عدم الانجرار خلف تلك الأصوات الداعية للفتنة، ولن يستفيد منها سوى الأطراف الخارجية التي تتربص بالمنطقة في ظل تزايد نشاط الخلايا الإرهابية». وشهدت مناطق ريف دير الزور الشرقي اشتباكات عنيفة لليوم السادس على التوالي بين عناصر كانت منضوية سابقاً في «مجلس دير الزور العسكري»، تدعمها مجموعات فردية مسلحة من أبناء العشائر، ضد «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن، على خلفية عزل «قسد» أحمد الخبيل (أبو خولة) من قيادة «مجلس دير الزور»، بتهم فساد واستخدام نفوذه في السلطة والاتجار بالمخدرات. وأفاد سكان يعيشون في تلك المناطق بأن الاشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وجاء ذلك في وقت طالب فيه الشيخ ياسين عبد الرزاق سليمان الصبيخان زعيم عشيرة «البوحردان» في بلدة هجين ومحيطها الواقعة بريف دير الزور الشرقي، أبناء العشائر وعناصر «مجلس دير الزور العسكري» بـ«نزع فتيل الفتنة» ووقف المواجهات، داعياً إلى اجتماعات عاجلة وفورية بمشاركة العشائر وقادة المجتمع المحلي وقوات «قسد» بهدف «مناقشة جميع النقاط والأخطاء المتراكمة التي دفعت وأوصلت أبناء عشائر دير الزور إلى هذا المنعطف، والوصول إلى منهج صحيح وآلية واضحة لإدارة الأمور»، على أن تحفظ الهوية العربية للمنطقة ووحدة أراضيها وحماية المصالح المشتركة والحقوق لأبناء العشائر، مشترطاً أن يكون التحالف الدولي والجيش الأميركي «الضامن لهذه الاجتماعات، وتحمّل مسؤوليتهما تجاه عشائر دير الزور وأهلها»، على حد تعبيره.

نفي «وجود مشاريع انفصالية»

أما نائب رئاسة المجلس التنفيذي بالإدارة الذاتية حسن كوجر فقد حمّل الحكومة السورية مسؤولية إدخال مسلحين موالين لها إلى بلدة الشحيل، لإحداث فتنة بين «قسد» ومكونات المنطقة. وقال كوجر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن حكومة دمشق تسعى جاهدة لإحداث شرخ بين الأهالي والإدارة الذاتية وجناحها العسكري «وتزعم بوجود مشاريع انفصالية (للأكراد) وتعمد لتشويه صورة المشروع الديمقراطي وتحجيم التضحيات التي قدمتها قوات قسد»، منوهاً بأن القوات الحكومة نفسها تخلت عن هذه الأراضي «لصالح مرتزقة (داعش) والمحتل التركي وتدعي الوطنية بهدف تحقيق أجنداتها». ونفى كوجر المزاعم حول قيام المكوّن الكردي بإدارة ريف دير الزور، وأكد أن أبناء وأهالي مدن وبلدات ريف دير الزور «هم أنفسهم من يقومون بإدارة مؤسساتهم». وفي الإطار ذاته، قالت السفارة الأميركية بدمشق، الخميس، عبر منشور على صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك» إن الولايات المتحدة «تشعر بقلق عميق إزاء أعمال العنف الأخيرة، بما في ذلك الخسائر في الأرواح، في دير الزور بسوريا»، ودعت جميع الأطراف إلى وقف التصعيد وحل الوضع سلمياً. ولفتت إلى أن الولايات المتحدة تؤكد مجدداً تركيزها على تخفيف معاناة الشعب السوري «بما في ذلك عملنا لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم (داعش) من خلال الشراكة مع (قوات سوريا الديمقراطية)، ونحن ندعم الجهود الجارية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة وضمان تعايش جميع شعوبها بسلام». بدوره، رأى الباحث براء صبري، وهو زميل مساهم في «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»، أن توسّع دائرة المواجهات المسلحة جاء على خلفية اعتقال وعزل أحمد الخبيل من قيادة «مجلس دير الزور»، بتهم محاولة التمرد والانشقاق واستغلال نفوذه بالسلطة والفساد. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن مجموعات مسلحة استغلت وجود أعداء كثر لـ«قسد» في المنطقة القريبة من منطقة الصراع، و«هؤلاء الأعداء هم الجهات المرتبطة مع إيران المُرابطين على الطرف المقابل لنهر الفرات، وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في أطراف منبج وفي تل أبيض، عبر إعلاناتها الوهمية حول ولائها للروابط العشائرية المفترضة مع المتمردين وتأجج رواية المظلومية ضد القوات (قوات سوريا الديمقراطية)». وأكد أن حكومة دمشق هي المستفيد الأول من الواقع الحالي لإظهار مكامن الضعف بإدارة تلك المناطق الغنية بالنفط والطاقة والغاز الطبيعي، مشيراً إلى أن «دمشق استغلت الفشل المحلي لقسد وإدارتها المدنية. تبدو الحكومة الجائعة إلى مكامن الطاقة المتمركزة في منطقة العمليات، سعيدة كثيراً بالأحداث».

صراع عربي – كردي

وكانت عملية «العزم الصلب» ضمن قوة المهام المشتركة للتحالف الدولي قد قالت على موقعها الرسمي، الخميس، إنها تراقب عن كثب الأحداث بشمال شرقي سوريا، مضيفة: «لا نزال نركز على العمل مع (قوات سوريا الديمقراطية) لضمان الهزيمة الدائمة لـ(داعش)، دعماً للأمن والاستقرار الإقليميين»، وأكدت في بيان أن «الالتهاء عن هذا العمل المهم يؤدي لانعدام الاستقرار، ويزيد من خطورة عودة (داعش)، يجب أن يتوقف العنف بشمال شرقي سوريا، وأن تعود الجهود إلى إحلال السلام والاستقرار خالية من التهديدات الإرهابية». لكن الباحث براء صبري اعتبر أن الموقف الأميركي «المتراخي» حيال المعارك العنيفة في مناطق خاضعة لحلفائها على الأرض أمر مثير للتساؤل. وأوضح: «المثير للاستفهام هو وقوف القوات الأميركية موقف المتفرج رغم أن أهم شريك لها على الأرض يتعرض للضغط، ويتم تشويه صورته بهذه الصورة الممنهجة». وتابع أن واشنطن لم تقم بشيء فعّال أو بوساطة سياسية تدعم «(قسد) في وجه التمرد، رغم قرب قواعدها من منطقة العمليات». ورأى أن عدم التحرك الأميركي يعني إما «التمهيد لتكوين تشكيل عسكري محلي جديد موازٍ لـ(قسد) لإدارة تلك المناطق، وإما أن واشنطن لا ترى في الفوضى الحالية أي خطر جدي على شريكتها (قسد) يستدعي تدخلها». ولم يستعبد صبري نجاح الجهات المروجة لرواية الصراع القومي بين العرب والأكراد حتى ولو نجحت «قسد» بضبط الأمور عسكرياً. واختتم حديثه قائلاً: «الوقائع الحالية أظهرت أن تصدير رواية الصراع القومي بين العرب والأكراد وجدت طريقها ولو جزئياً، علماً بأن جل مقاتلي (قسد) وقادة (دير الزور) وحتى الإدارة من أبناء العشائر العربية، لكن الندبة السياسية وجدت ضالتها بعد هذه الأحداث المستمرة». في غضون ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الجمعة، إن حصيلة قتلى الاشتباكات التي بدأت الأحد ارتفعت إلى 45، وهم 5 مدنيين، بينهم طفلتان وسيدة، و25 من المسلحين العشائريين، و11 عناصر من «قسد» بينهم 5 من أبناء إدلب بقوات الشمال الديمقراطي، و4 أشخاص قتلوا في بلدة ضمان بمداهمة دورية لـ«قسد»، كما أُصيب ما لا يقل عن 45 شخصاً، هم 28 من المسلحين العشائريين الموالين لقائد مجلس دير الزور العسكري، و17 من «قسد»، نتيجة تلك الاشتباكات. وأشار «المرصد السوري» إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية» لاحقت المسلحين الذين وصلوا إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات في كل من بلدة الشحيل وقرية ذيبان بريف دير الزور، وأنهت «قوات سوريا الديمقراطية» تمشيط بلدة جديدة عكيدات، وثبتت نقاطها في القرية. وقال «المرصد السوري» إنه حصل على معلومات مؤكدة تفيد بتسلل مجموعات من قوات الدفاع الوطني وآخرين ضمن ميليشيات موالية لإيران، باتجاه المناطق الساخنة في ريف دير الزور التي تشهد توتراً بين «قسد» من جهة، وموالين لقائد «مجلس دير الزور العسكري» أحمد الخبيل أبو خولة الذي جرى عزله من قبل قيادة «قسد»، من جهة أخرى. وفي دمشق، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) الرسمية عن مصادر محلية قولها إن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات «قسد» وعشائر عربية في كل من مناطق ذيبان والعزبة والبصيرة والطيانة وجديد بكارة، مضيفة أن «أبناء العشائر العربية تمكنوا من طرد مسلحي (قسد) من مناطق تمركزهم في كل من الكشكية وأبو حمام وغرانيج، والسيطرة على عدد من مقارهم في مناطق الشعفة وشنان، وقاموا بإعطاب عدد من آلياتهم العسكرية، كما تم استهداف إحدى آبار النفط في منطقة العزبة بريف المحافظة الغربي ما أدى لاحتراقها». وأضافت المصادر أن «الأهالي قاموا بقطع الطرقات في كل من محيميدة والكسرة وحمار العلي لمنع مرور الإمدادات التي ترسلها ميليشيا (قسد) من الرقة إلى مناطق الاشتباكات في الريفين الشمالي والشرقي لدير الزور»، بحسب ما جاء في تقرير الوكالة السورية الحكومية التي أضافت أن «هذه الأحداث تتزامن مع إعلان الكثير من شيوخ ووجهاء العشائر العربية النفير العام ودعوة أبناء عشائرهم للاستمرار في قتال ميليشيا (قسد) المرتبطة بالاحتلال الأميركي وطردها من مناطقهم».

البنتاغون يكشف عدد المرات التي اقترب فيها طيارون روس من مقاتلات التحالف خلال الشهر الماضي

الحرة...وفاء جباعي – واشنطن.. البنتاغون أكد أن المقاتلات الروسية اقتربت من مقاتلات أميركية وأخرى تابعة للتحالف سبع مرات خلال الشهر الماضي

أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الجمعة، أن المقاتلات الروسية اقتربت بشكل "غير آمن وغير مهني سبع مرات خلال شهر أغسطس الماضي". وذكرت الوزارة أن الطائرات الروسية اقتربت من مقاتلات إف-35 أميركية ومقاتلات أخرى تابعة للتحالف فوق سوريا. وأضافت أن الممارسات الروسية "تنتهك القيود التي تم الاتفاق عليها مسبقا بين البلدين وتزيد من خطر سوء التقدير ولا تعكس السلوك المتوقع من قوة جوية محترفة" . وأشار البنتاغون إلى أنه في "بعض المناورات اقترب الطيارون الروس لمسافة ١٠٠٠ قدم (304 أمتار) من مقاتلات التحالف"، مؤكدا أن "آخر هذه المناورات غير الآمنة سجلت في الخامس والعشرين من أغسطس" الماضي. وجدد البنتاغون دعوة روسيا إلى وقف هذه الممارسات المتهورة.

بعد اشتباكات دامية.."قسد" تفرض حظر تجول في دير الزور

فرانس برس... توقيف القيادي أبو خولة أثار توتراً تطور إلى اشتباكات مسلحة

فرضت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" حظر تجوّل اعتباراً من صباح السبت ولمدة 48 ساعة في المناطق الخاضعة لسيطرتها من محافظة دير الزور حيث قُتل 54 شخصا على الأقلّ في معارك دارت هذا الأسبوع بين وحداتها التي يهيمن عليها الأكراد ومقاتلين تابعين لعشائر عربية. وانفجرت الأوضاع في دير الزور بعد أن أوقفت "قسد"، الأحد، قائد "مجلس دير الزور العسكري" أحمد الخبيل، المعروف بأبي خولة، في مدينة الحسكة. وأثار توقيف هذا القيادي توتّراً تطوّر إلى اشتباكات مسلّحة أوقعت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، 54 قتيلاً على الأقلّ، وفق حصيلة جديدة أوردها، مساء الجمعة. وأوضح المرصد أنّ غالبية هؤلاء القتلى هم من أنصار أبي خولة، لكن في عداد هذه الحصيلة أيضاً ستّة قتلى مدنيين. وتتألّف قوات "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة، من فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية. وتتمركز هذه القوات على الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور. ولا يدير الأكراد المناطق الخاضعة لسيطرتهم في دير الزور وخصوصاً تلك التي يشكّل العرب غالبية سكّانها، مباشرة بل عبر مجالس محلية، مدنية وعسكرية، في محاولة منهم لتخفيف الحساسية العربية-الكردية. ومجلس دير الزور العسكري الذي يتبع الإدارة الذاتية الكردية يضمّ مقاتلين محليين يتولّون أمن المناطق التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية بعد دحر تنظيم الدولة الإسلامية من دير الزور. وليل الجمعة، قالت "قسد" في بيان: "يعلن المجلس العسكري لدير الزور وقوى الأمن الداخلي حظراً للتجوال في منطقة دير الزور، يبدأ من الساعة الخامسة من صباح يوم غد الثاني من سبتمبر ولمدة 48 ساعة". واتّهم البيان "مجموعات مسلّحة تابعة لبعض الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وكذلك خلايا داعش"، بالسعي "لإحداث فتنة في المنطقة ومحاولة استجرار المدنيين إلى مخططاتهم القذرة". وبحسب البيان يهدف حظر التجوّل إلى "حماية حياة المدنيين وممتلكاتهم من تخريب المجموعات المسلحة المرتزقة، ومنعهم من الاختباء ضمن تحركات المدنيين". وأتى هذا الإجراء بعد أن دعت الولايات المتحدة إلى إنهاء الاقتتال الدائر في مناطق قريبة من حقل كونيكو للغاز في ريف دير الزور الشرقي حيث تتواجد قاعدة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن. وقالت السفارة الأميركية لدى دمشق في منشور على منصة "إكس"، الجمعة، إن الولايات المتحدة "تشعر بالقلق العميق إزاء أعمال العنف الأخيرة" في دير الزور وتدعو جميع الأطراف إلى وقف التصعيد. وأضافت "نجدد تأكيدنا على تخفيف معاناة الشعب السوري، بما يضمن الهزيمة النهائية لتنظيم داعش من خلال التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية". وكانت القيادة الوسطى للجيش الأميركي "سنتكوم" قالت، الخميس، إنها "تواصل مراقبة الأحداث من كثب في شمال شرق سوريا (..) وتؤكد التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية لضمان هزيمة دائمة لداعش". من جهته قال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، لفرانس برس إن مقاتلين عرباً مدعومين من إيران، حليفة النظام السوري، استغلّوا المعارك الراهنة للانطلاق من الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام والاستيلاء على قريتين كان الأكراد يسطيرون عليهما. واشتبك هؤلاء المقاتلون العرب مع القوات الكردية، بعد بث مقطع فيديو لزعيمهم يدعو العشائر العربية إلى الانقلاب على السلطات الكردية. ولم يصدر أيّ تعليق من قوات سوريا الديمقراطية حول ملابسات توقيف الخبيل، لكنها أعلنت شن "عملية لتعزيز الأمن" في مناطق سيطرتها في دير الزور ضدّ تنظيم "داعش" و"عناصر إجرامية ... متورطة في الاتجار بالمخدرات ومستفيدة من أعمال تهريب الأسلحة". وتشهد سوريا نزاعاً دامياً، منذ عام 2011، تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

أكبر تظاهرة مناهضة للنظام منذ بدء الاحتجاجات في جنوب سورية

الراي... شهدت مدينة السويداء في جنوب سورية اليوم، أكبر تظاهرة مناهضة للنظام منذ بدء الاحتجاجات التي انطلقت قبل نحو أسبوعين بمشاركة نحو ألفي شخص، وفقاً لفرانس برس. انطلقت التحركات قبل أسبوعين احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية عقب قرار السلطات رفع الدعم عن الوقود، في خضم أزمة اقتصادية تخنق السوريين بعد أكثر من 12 عاماً من نزاع مدمر. وتطورت التحركات الى المطالبة بـ«إسقاط النظام». وقال الناشط ريان معروف من شبكة «السويداء 24» المحليّة لفرانس برس «اليوم كانت أكبر تظاهرة ضد النظام السوري في السويداء»، شارك فيها نحو ألفي سوري في عدد «غير مسبوق»، على قوله. وأكد شاهدا عيان أحدهما متظاهر لفرانس برس التقديرات نفسها. وأظهر شريط فيديو نشرته شبكة «السويداء 24» نساء ورجالا في ساحة الكرامة بوسط السويداء يهتفون «يلا إرحل يا بشار» في إشارة الى الرئيس السوري. وقال المتظاهر الذي طلب عدم كشف اسمه لفرانس برس إنها «المرة الأولى التي يكون فيها التجمع بهذا الحجم ويكون التوافق كاملاً على إسقاط النظام». وخلال الأيام الماضية، رفع المتظاهرون شعارات مطالبة بـ«إسقاط النظام» أعادت إلى الأذهان التظاهرات غير المسبوقة التي شهدتها سورية في العام 2011 قبل أن تتحول إلى نزاع دام. ولمحافظة السويداء خصوصيتها، إذ إنه طوال سنوات النزاع، تمكّن دروز سورية الذين يشكلون ثلاثة في المئة من السكان، من تحييد أنفسهم عن تداعياته الى حد كبير. فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة. وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الإجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم.

السوريون يواصلون التظاهر في السويداء

الجريدة...رويترز... احتشد مئات السوريين في جنوب البلاد اليوم الجمعة لمطالبة الرئيس بشار الأسد بالتنحي عن منصبه بعد ما يقرب من أسبوعين من المظاهرات احتجاجاً على سوء الأحوال المعيشية لكنها تحولت مجدداً إلى دعوات للتغيير السياسي. وردد حشد كبير في مدينة السويداء بجنوب البلاد هتافات تقول «بشار بره، سورية حرة!». وتواجه سورية أزمة اقتصادية حادة أدت إلى انخفاض قيمة العملة إلى مستوى قياسي بلغ 15500 ليرة مقابل الدولار الشهر الماضي في تراجع متسارع بعد أن كانت 47 ليرة مقابل الدولار في بداية الصراع قبل 12 عاماً. واندلعت مظاهرات في السويداء في أغسطس بسبب رفع الدعم عن الوقود. وظلت السويداء، موطن معظم أفراد الطائفة الدرزية في سورية، تحت سيطرة الحكومة طوال فترة الحرب وأفلتت إلى حد كبير من العنف الذي عم أماكن أخرى. وظل الانتقاد العلني للحكومة نادراً في المناطق التي تسيطر عليها، لكن مع تدهور الأوضاع الاقتصادية، أصبح السخط علنياً. وكانت المشاركة في مظاهرات اليوم الجمعة كبيرة رغم الانقسامات الواضحة داخل القيادة الدرزية بشأنها. وانتقد بعض شيوخ الدروز دعوات المتظاهرين لتنحي الأسد، وقالوا إن أي تحسن في الوضع الاجتماعي والاقتصادي يجب أن يحدث من خلال الحوار. وتجمع عشرات اليوم الجمعة أيضا في محافظة درعا التي انطلقت منها احتجاجات عام 2011. وحمل المتظاهرون العلم ذا النجوم الثلاثة الذي يرمز إلى الانتفاضة السورية، فضلاً عن لافتات تنتقد دور إيران، الحليف الرئيسي للأسد. ونظّم سكان في مناطق أخرى، تسيطر عليها الحكومة السورية وتفرض قيوداً أكثر صرامة، حركات احتجاجية أكثر سرية لتجنب اكتشافها من قبل القوات الحكومية. وأظهرت صور نشرها نشطاء على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أن بعض السكان في محافظة طرطوس الساحلية رفعوا أمس الخميس لافتات صغيرة كُتب عليها «سورية لنا وما هي لحزب البعث الحاكم» وفي الخلفية صورة للأسد على لوحة إعلانية كبيرة.

احتجاجات السويداء تزداد زخماً

مشيخة العقل تشيد بالمشاركة النسائية... وإطلاق نار على منزل النائب العام

دمشق: «الشرق الأوسط».. بزخم أعلى، واصلت محافظة السويداء، جنوب سوريا، احتجاجاتها، لليوم الثاني عشر على التوالي، وتجمّع محتجّون، اليوم الجمعة، في ساحة السير بوسط مدينة السويداء. وشدد محتجون على مطالبهم السابقة بإطلاق سراح المعتقلين، ولا سيما الذين جرى اعتقالهم مؤخراً في منطقة الساحل، وأبرزهم أيمن فارس الذي أُوقف أثناء توجهه إلى السويداء قبل نحو أسبوع، فراراً من الأجهزة الأمنية، والشاعر الشعبي حسين حيدر الذي اعتُقل لانتقاده حكومة الرئيس بشار الأسد، والناشط أحمد إسماعيل الذي اعتُقل قبل 10 أيام لانتقاده الرئيس السوري. في سياق متصل، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن منزل المحامي العام في السويداء «تعرّض للاستهداف بالرصاص من قِبل مسلّحيْن مجهولين يستقلان دراجة نارية». وكان النائب العام في السويداء قد أصدر بياناً، الأسبوع الماضي، قال فيه «إن العمل القضائي لا يمكن أن يستقيم بظروف الفوضى والضغط والتهديد للقضاة والموظفين، أو بتحديد عدد من يُسمَح له بالدوام، ومن لا يُسمَح له. لا بد من توفير بيئة آمنة مستقرة لإنجاز الأعمال وفق القانون الذي يجب أن نكون جميعاً تحت سقفه»، وهو كان بذلك يرد على قول محتجين إنهم لم يغلقوا القصر العدلي، وإنهم طلبوا منه فتحه، إلا أنه رفض. كما ردّ المتظاهرون في السويداء، الجمعة، في تجمعهم الذي وُصف بأنه الأكبر منذ بدء الاحتجاجات، على موقف شيخ العقل يوسف جربوع، الذي انحاز إلى الحكومة مؤكداً أن الاحتجاجات لا تمثل كل أهالي المحافظة، فقاموا برفع صور شيخ العقل حكمت الهجري مع عبارته «اللّي بدو يبيع كرامتو يصطفل، بس مش مخول يبيع كرامة ربعو (الذي يريد بيع كرامته حر، لكن لا حق له في أن يبيع كرامة أهله)»، وذلك وفق ما أظهرته مقاطع فيديو وصور بثّها ناشطون ومواقع إخبارية محلية مُعارضة. ولفتت مصادر محلية إلى أن أبرز ما ميّز احتجاجات الجمعة تمثّل في «النقلة النوعية في اللافتات التي رفعها المحتجّون من حيث المضمون الإنساني لمطالبهم التي تركزت على الحق في العيش الكريم، ومأساة اللجوء والهرب عبر البحر، وإطلاق المعتقلين السياسيين». وأضافت أنه جرى التعبير عن تلك المطالب بلوحات تشكيلية رفعها محتجّون وهي تصوّر مأساة المعتقلين في السجون. كما برزت في الاحتجاجات صورة الطفل إيلان، للتذكير بمأساة آلاف العائلات السورية التي غرق أبناؤها في البحر في رحلة الهروب غير الشرعي إلى أوروبا. وتابعت المصادر أن الأمر الآخر الذي يستدعي التوقف في مشهد تظاهرات الجمعة، الحضور النسائي القوي، وتأكيد الهوية بارتداء الزي التقليدي. وأشارت إلى قيام النساء بتوزيع الطعام على المتظاهرين، قبل انفضاض التجمع، وقيام الشباب والصبايا بتنظيف ساحة التجمع. في هذا الإطار، أشاد شيخ العقل حمود الحناوي، في كلمة له، صباح الجمعة، بحضور المرأة، ووصفها بـ«المرأة المعروفية أخت الرجال»؛ أي التي تنتمي لبني معروف طائفة الموحدين الدروز. وقال موجهاً خطابه لمن ينتقدون مشاركة رجال الدين في مظاهرات السويداء: «نحن، رجال الدين، لسنا رجال سياسة، لكننا نقول للملأ إننا نعرف بالسياسة ونحسن السياسة ونحسن القراءة... حين تعترض البلاد مواقف حرجة ستجدون مشايخ العقل». كما طلب الشيخ الحناوي من السوريين جميعاً أن «يحسنوا قراءة السويداء وقراءة تاريخ جبل العرب وتفسير ما يطالب به أبناء الجبل»، مؤكداً أن أهالي السويداء «ضمن الوطن السوري»، في رد على منتقدي الحراك واعتباره حركة تهدف إلى فصل جبل العرب (الدروز) عن سوريا. وجاءت الاحتجاجات الشعبية في السويداء، بعد قرار الحكومة، منتصف شهر أغسطس (آب) الماضي، برفع أسعار المحروقات، الأمر الذي فاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.

مقتل 9 جنود على الأقل في هجوم متطرفين شمال غربي سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط»... قُتل 9 جنود سوريين على الأقل، الجمعة، وأصيب 12 آخرون خلال هجوم نفذه متطرفون في شمال غربي سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، قال المرصد إن «9 جنود سوريين قُتلوا وأصيب 12 آخرون جراء تسلل مقاتلين من هيئة تحرير الشام إلى موقع عسكري للنظام في منطقة جبل الأكراد شمال اللاذقية». وأشار المرصد إلى مقتل 3 من المتطرفين خلال تنفيذهم عملية التسلل. وهجوم الجمعة هو الثاني خلال أسبوع، بعد مقتل 11 جندياً سورياً في هجوم نفذه مقاتلون من فصيل أنصار التوحيد والحزب الإسلامي التركستاني (المتحالف مع هيئة تحرير الشام) في شمال غربي البلاد في 26 أغسطس (آب) وفق المرصد. وقُتل 7 مقاتلين من الهيئة في قصف لقوات النظام في شمال سوريا في 25 أغسطس، في وقت تشهد المنطقة تصعيداً في وتيرة القصف خلال الأسابيع الأخيرة، وتحديداً من الطيران الروسي، رداً على قصف هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها مناطق سيطرة قوات النظام بواسطة مسيّرات، وفق المرصد. وتسيطر هيئة تحرير الشام على نحو نصف مساحة محافظة إدلب وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة. وتؤوي المنطقة 3 ملايين شخص نصفهم تقريباً من النازحين. وبدعم من موسكو وطهران، استعاد النظام السوري معظم الأراضي التي خسرها في بداية الحرب، التي اندلعت في عام 2011 بسبب قمع المظاهرات المؤيدة للديمقراطية. ويسود منطقة إدلب وقف لإطلاق النار تفاوضت عليه روسيا وتركيا بعد الهجوم الذي شنه النظام في مارس (آذار) 2020. ويتم احترامه بشكل عام، على الرغم من الانتهاكات المتكررة. وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

الهَبّة العشائرية تتوسّع: مكاسب «قسد» تنقلب خسائر

الاخبار.. أيهم مرعي ...فتح «الجيش الوطني» المدعوم من تركيا، المعابر من مناطق سيطرته في اتجاه منبج لكلّ أبناء العشائر الراغبين في مهاجمة مقرات «قسد»

الحسكة | دخلت منطقة منبج في ريف حلب الشرقي على خط المواجهات بين «قوات سوريا الديموقراطية -قسد» والمقاتلين العشائريين، بالتزامن مع اتساع رقعة المعارك في ريف دير الزور، ووصولها إلى الريف الشرقي والحدود العراقية. وبينما سُجّل انسحاب «قسد» من عدد من المدن والبلدات في تلك المنطقة، تعالت الدعوات إلى فتح جبهات ضدها في الرقة والحسكة لتخفيف الضغط عن جبهة ريف الدير. وأعلن «الجيش الوطني» المدعوم من تركيا، بدوره، فتح معابر من مناطق سيطرته في اتجاه منطقة منبج لكلّ أبناء العشائر الراغبين في مهاجمة مقرات «قسد»، مع دعمهم بالأسلحة والعتاد المطلوبين. وبالفعل، هاجم مسلحون تابعون للعشائر، بمؤازرة من فصائل «الوطني»، قرى وبلدات خاضعة لسيطرة «قسد» على خطوط التماس في منبج والباب، وأعلنوا سيطرتهم على قرى المحسنلي وعرب حسن والبوهيج في ريف الباب. واستدرجت هذه الاندفاعة، بالتوازي مع ارتباك «قسد» في التصدي لها، تدخّلاً روسياً عبر تنفيذ غارات جوية عدة على القرى التي شهدت هجمات، بهدف منع المسلحين من إحراز مزيد من التقدم، وتهديد المناطق التي ينتشر فيها الجيش السوري على طول خط التماس على امتداد نهر الساجور. وسارعت «قسد»، من جهتها، عبر الناطق باسم «مجلس منبج العسكري»، شرفان درويش، إلى نفي «أي سيطرة للمرتزقة على أي نقطة أو مقر لقسد في ريفَي منبج والباب»، والتأكيد أن «القوات تتصدى لهجمات على قرى المحسنلي وعرب حسن وأم جلود والصيادة والدندنية، من دون تمكن المهاجمين من إحراز أي تقدم في المنطقة». وبالتوازي مع الهجمات المفاجئة في منبج، دعت بيانات عشائرية ضمن مناطق سيطرة الفصائل المسلحة، إلى فتح الجبهات في أرياف الحسكة والرقة ضد «قسد»، لتخفيف الضغط على أبناء العشائر في ريف دير الزور. أما في أرياف الدير، وبعدما ركزت «قسد» جهدها العسكري على الريفين الغربي والشمالي، من خلال تطويق قريتَي جديد بكارة وجديد عكيدات، وفرض السيطرة على قرى العزبة والربيضة والصور، بدأ أهالي الريف الشرقي انتفاضة ضد «قسد»، ما أدى إلى خسارتها غالبية قرى هذا الريف وبلداته خلال ساعات قليلة. وتمكن مقاتلون من أبناء العشائر من السيطرة على بلدات الشحيل وذيبان والجرذي والطيانة وهجين، وصولاً إلى الباغوز على الحدود العراقية، مع اغتنام أسلحة ومعدات وآليات عسكرية بينها عربات «هامفي» و«همر». كما استولى المقاتلون على مستودعات للأسلحة والذخيرة، فيما سلّم عناصر «قسد» أنفسهم لأبناء العشائر، بعد منحهم مهلة لإخلاء مقراتهم قبل مهاجمتها. في المقابل، وفي محاولة منها للحصول على المزيد من الدعم من الأميركيين لحملتها في دير الزور، أصدر المركز الإعلامي التابع لـ«قسد» بياناً اتهم «الحكومة السورية بتسهيل مرور مقاتلين من الضفة الغربية لنهر الفرات، لضرب الأمن والاستقرار في الريف الشرقي لدير الزور، بعد تزويدهم بالعتاد والسلاح». وأضاف البيان أن الهجمات التي تتعرض لها «قسد» في دير الزور هي من مسلحين مدعومين من إيران، أو من الفصائل الموالية لتركيا. أما «القيادة المركزية» الأميركية فقد أصدرت بياناً عبرت فيه «عن قلقها من التطورات الجارية في دير الزور»، داعية إلى «ضبط النفس»، ومشددةً على «مواصلة دعم قوات قسد في الجهود المشتركة لتحقيق الهزيمة النهائية لتنظيم داعش». ودعت وزارة الخارجية الأميركية، بدورها، «كل الأطراف إلى وقف التصعيد وحل الوضع سلمياً». أبناء العشائر، وبأسلحة فردية، تمكنوا من السيطرة على كامل ريف دير الزور الشرقي من الباغوز ووصولاً إلى ذيبان والشحيل ومشارف الصور والبصيرة ...... لكن شيوخ ووجهاء العشائر واصلوا التصعيد ضد «قسد»، وهو ما ظهر في بيان لشيخ مشايخ قبيلة الجبور، نواف عبد العزيز المسلط، الذي أكد «الوقوف الكامل إلى جانب أهلنا وأبناء عمومتنا من أبناء القبائل، والاستعداد للنفير العام، ومساندة العشائر في دير الزور حتى تحرير المحافظات الشرقية الثلاث في دير الزور والحسكة والرقة»، داعياً «أبناء قبيلة الجبور المنضمين إلى قسد إلى الانسحاب من هذه القوات فوراً». بدوره، نصب شيخ مشايخ قبيلة العكيدات، إبراهيم خليل الهفل، خيمة أطلق عليها اسم «خيمة الحرب»، في مضافته في بلدة ذيبان، لإعلان التصدي لحملة «قسد» ضد الأهالي في ريف دير الزور. وأصدر الهفل بياناً دعا فيه «القبائل العشائرية عموماً وأبناء قبيلة العكيدات بالخصوص، إلى توحيد الصف والكلمة، في وجه السياسات الممنهجة ضد أبناء العشائر»، مؤكداً أن «الحراك الذي تشهده دير الزور هو حراك عشائري، وليس كما تدعي قسد من خلايا إرهابية». وطالب «التحالف الدولي بتشكيل مجلس لقيادة دير الزور من أبناء ووجهاء العشائر، والعمل على ضبط الأمن والاستقرار في المنطقة، وتوفير الخدمات اللازمة لها». من جهتها، تؤكد مصادر ميدانية، لـ«الأخبار»، أن «أبناء العشائر، وبأسلحة فردية، تمكنوا من السيطرة على كامل ريف دير الزور الشرقي من الباغوز ووصولاً إلى ذيبان والشحيل ومشارف الصور والبصيرة»، مبينةً أن «خطاب قسد القائم على القول إنها تحارب إرهابيين ومجرمين، صعّد من الموقف، ودفع الكثير من أبناء العشائر إلى حمل السلاح ضدها». وتوضح المصادر أن «المقاتلين لم يعلنوا حتى الآن تبعيتهم إلى أي جهة، وهم غير منظمين وليس لديهم من يقودهم»، متوقعةً أن «تعمل قسد على إدخال وساطة من قبل التحالف لوقف الاشتباكات والتوصل إلى اتفاق، لضمان عدم خسارتها كامل ريف دير الزور الخاضع لسيطرتها».

سوريا تزيل «حواجز الحرب»: آمال في التحرر من «الإتاوات»

الاخبار..تقرير لمى علي..يرى البعض أن الخطوة قد تؤتي ثمارها فقط عندما تتبعها قرارات إيجابية أخرى تتعلق بضبط دوريات الجمارك

بعدما انتشر خبر إزالة الحواجز الأمنية والعسكرية بين المحافظات والمناطق السورية، بشكل غير رسمي، أكدت مصادر مقربة من الحكومة الخبر، مشيرة في الوقت نفسه إلى الإبقاء على الحواجز القائمة بين مناطق سيطرتها وتلك الخارجة عنها. وولّدت هذه الخطوة انطباعاً إيجابياً بين السوريين، كوْنها تمحو مظهراً من المظاهر التي انتشرت مع بداية الحرب، وسبّبت في فترات معينة ضغطاً كبيراً على تنقّل المواطنين، وحالة من الخوف والإزعاج. كما أن القرار المذكور رفع منسوب التفاؤل بإمكانية ضبط أسعار السلع وخفضها. إذ عبّر البعض، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن اعتقادهم بأنه «سيزيل حجّة التجار والصناعيين بارتفاع تكاليف نقل البضائع، وبالتالي ستنخفض الأسعار». لكن آخرين يعربون عن خشيتهم من أن يؤدي القرار إلى «إقامة حواجز (طيّارة) تحت ذريعة الأمن والأمان، فتكون الضريبة على المواطنين مضاعفة»، كما يقول حسام، وهو أحد المواطنين، في حديث إلى «الأخبار»، فيما تعتقد نجلاء أن الخطوة قد تؤتي ثمارها «فقط عندما تتبعها قرارات إيجابية أخرى تتعلق بضبط دوريات الجمارك». كذلك، تخشى حنان، التي لا تؤيد إزالة الحواجز في هذا التوقيت بالذات الذي يشهد احتجاجات متباينة، «من فلتان أمني يرجعنا 10 سنوات إلى الوراء».

القرار سيادي

قد يرى البعض في قرار إزالة الحواجز مؤشراً إلى الاستقرار السياسي الذي بدأت تَظهر معالمه مع الانفتاح العربي والإقليمي على سوريا. وما عزّز تلك الدلالة، بحسب هؤلاء، صدور القرار عشية زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى دمشق. إلا أنّ الباحث والمحلل السياسي، علي جديد، يقول لـ«الأخبار» إنه «لا علاقة لهذا القرار بالمشهد الدولي، باعتباره طاول شأناً سيادياً سورياً لا يرتبط بأي أمور خارجية، فهو قرار من الدولة السورية وأجهزتها الأمنية التي رأت عدم وجود حاجة إلى الحواجز بعد الآن»، واصفاً الخطوة بأنها «إيجابية وتبعث الراحة بين المواطنين، وخاصة لما يتبعها من انتهاء بعض الإشكاليات التي كانت تحدث بسبب الحواجز». ويعتقد جديد أن «القرار يعزّز مشهد الطمأنينة والأمان الداخلي في سوريا بشكل عام، ويظهر أن بلدنا يتجه نحو المزيد من الاستقرار، على عكس ما يروّج له البعض من تهويل لحراك واحتجاجات في بعض المناطق، وما سيتبعها من تطور انفجار لحرب جديدة». أما من الناحية العسكرية، فيوضح الضابط المتقاعد، غسان الشاويش، أن القرار «مرتبط بانتفاء الضرورة إلى وجود الحواجز، وهذا لن يؤثر في الحالة الأمنية بالتأكيد، والجيش العربي السوري والجهات الأمنية قادرة في أي وقت - إن احتاجت - على إعادتها وزيادتها أيضاً».

من المتوقع أن ينعكس قرار إزالة الحواجز على الوضع الاقتصادي والمعيشي في سوريا

ميزان الأرقام

من المتوقع أن ينعكس قرار إزالة الحواجز على الوضع الاقتصادي والمعيشي في سوريا، وفق الأستاذ في كلية الاقتصاد في جامعة حلب، الدكتور حسن حزوري، الذي يقول، في حديثه إلى «الأخبار»، إن الأسعار «قد تنخفض إلى نسبة 20% في حال انتهت مظاهر الإتاوات التي كانت تفرضها بعض الحواجز على سائقي وسائط نقل البضائع وحتى الركاب». ويبيّن حزوري أنه لا يقصد «الحواجز الأمنية التي كانت تبسط الأمن والحماية، وإنما الحواجز التي كثرت (في حلب مثلاً) وكانت تتبع لجهات مختلفة، ويقتصر عملها على السلب غير المشروع، وهي التي صدّرت صورة سلبية عن الحواجز، وخاصة أنّ التجار والصناعيين كثيراً ما يحمّلون جزءاً من ارتفاع الأسعار للمبالغ التي تُدفع على الحواجز». ويحتمل أن ترتفع نسبة انخفاض الأسعار إلى 50%، في حال تم إلغاء ترسيم منتجات البضائع السورية المنشأ، والعمل على تحسين السياسة النقدية وإلغاء منصة تنظيم عمليات تمويل المستوردات لتسهيل وصول المنتجات ومنع التصدير التطوعي. أما عضو غرفة تجارة دمشق، التاجر محمد حلاق، فيرفض فكرة اتهام الحواجز بالفساد والرشوة، من دون أن ينكر وجود ما يسمّيها «أخطاء فردية»، قائلاً: «يمكن تسمية الحالة عبء نقاط تفتيش لا أكثر، واحتمالية انخفاض الأسعار بعد إزالة الحواجز قائمة كونها تيسيراً لبيئة العمل وتحقيقاً لمزيد من المرونة والتسهيل في نقل البضائع، وكلما يسّرنا بيئة العمل أصبح العمل أكثر وضوحاً وأكثر ضبطاً للنفقات والتكاليف». أما نسبة الانخفاض في أسعار المواد، فهي تتعلق بـ«نوع السلعة وسعرها وكميتها، حيث إن دفع مبلغ 500 ألف ليرة للحواجز من شاحنة خضر سعرها 10 ملايين يساوي 5%، بينما شاحنة أخرى تحمل بضائع بمبلغ 500 مليون لن يشكل 1 بالألف وهذا مقبول جداً»، بحسب حلاق، الذي يشير إلى أن ذلك أيضاً «يتعلّق بمدى مصداقية النفقات التي توضع تحت بند عبء نقاط التفتيش».

الغلاء يهز شباك الصيد في طرطوس... والهواية أصبحت حاجة

ارتفاع أسعار الأسماك ونقص المعروض

دمشق: «الشرق الأوسط».... حتى وقت قريب، كان صيد الأسماك عند كورنيش طرطوس البحري يعكس هواية عشقها سكان المدينة السورية المطلة على ساحل البحر المتوسط، على بعد 250 كيلومتراً شمال العاصمة دمشق، وفقاً لتقرير أعدته «وكالة أنباء العالم العربي». غير أن الأزمة الاقتصادية جعلت الهواية مصدر رزق لكثيرين في ظل التدهور المعيشي الناتج عن ارتفاع أسعار السلع الغذائية وزيادة معدلات الفقر والبطالة. أحمد علي (47 عاماً)، الذي يعمل مدرّساً لمادة اللغة العربية في إحدى المدارس الحكومية بالمدينة، كان واحداً ممن يعشقون صيد الأسماك، وساعده شغفه بهذه الهواية على امتهان الصيد لتلبية احتياجاته اليومية. وقال أحمد في حوار أجرته معه «وكالة أنباء العالم العربي»: «كل شيء غالٍ. الأسعار لا تعرف الاستقرار؛ تطير وتقفز كأنها في ماراثون. وراتبي اليوم لا يلبي 20 في المائة من احتياجاتي الأساسية؛ لذلك حوّلت هوايتي إلى مهنة لكسب الرزق واستكمال تلبية متطلبات الحياة في ظل الغلاء الحاصل». وأضاف: «اعتدت منذ فترة المجيء إلى الشاطئ عند الانتهاء من دوام المدرسة؛ أجلس على صخرة خلف سنارتي وأنتظر حظّي في صيد السمك. ومهما كانت غلتي خلال الأيام التي أصطاد فيها، فإنها تبقى أفضل من اللجوء إلى المتاجرة بإعطاء الدروس الخصوصية لطلاب المدارس، وهو ما أرفضه كليّاً». وتابَع: «علينا العمل بأكثر من مهنة لنتمكن من العيش. راتبي على سبيل المثال 250 ألف ليرة (نحو 18.38 دولار أميركي) ومطلوب مني أن أعيش بمفردي بمليوني ليرة. كيف يكون ذلك؟!». وسجلت أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية في سوريا ارتفاعاً كبيراً بعد قرار زيادة الرواتب الذي أعلنت عنه الحكومة السورية بداية أغسطس (آب)، والذي صاحبه قرار آخر بزيادة أسعار الوقود بنسب مضاعفة، ما أدى إلى ارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات. وتشير دراسات أجرتها صحيفة «قاسيون» المحلية إلى أن متوسط تكاليف المعيشة لأسرة سورية مكونة من خمسة أفراد قفز خلال النصف الثاني من أغسطس إلى نحو 10.38 مليون ليرة، مقارنة مع نحو 6.56 مليون ليرة في بداية يوليو (تموز). أما الحد الأدنى لتكاليف المعيشة، بحسب «قاسيون»، فقد وصل في أغسطس إلى نحو 6.45 مليون ليرة من نحو 4.1 مليون ليرة في الشهر السابق. في المقابل، ارتفع الحد الأدنى للأجور إلى 185.9 ألف ليرة سورية؛ أي أقل من 13.6 دولار شهرياً.

لا تعطني سمكة لكن علمني الصيد

يجلس الخمسيني أبو يامن أمام البحر ممسكاً بيده سنارة يدوية بسيطة وإلى جانبه سلة، ينتظر أن يملأها بما يجود به اليم من كرم البحر. «لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطادها»... قال أبو يامن إنه يجد هذه المقولة تنطبق هذه الأيام على من يريد أكل لحوم الأسماك في بلاده، «كما هي لمن يريد تعلم الصيد كمهنة». وأضاف: «منذ سنوات أُحلت إلى التقاعد، وخلال تلك الفترة اقترح عليّ جاري الخروج معه في رحلة صيد على الشاطئ القريب بمنطقة بصيرة بدلاً من الجلوس في المنزل... عندما ذهبنا، جلست أراقبه كيف يضع الطعم ويرمي سنارته في المياه إلى أن تعلق السمكة ويخرجها بهدوء، حتى اصطاد ثلاث سمكات، فجعل واحدة منها للغداء والثانية للعشاء والثالثة أهداها لي». في اليوم التالي، طلب أبو يامن من جاره أن يعلمه الصيد، ومنذ ذلك الحين، كلما أرادت العائلة وجبة سمك يذهب إلى الشاطئ ويقضي يومه هناك، إلى أن يتمكّن من صيد كمية مناسبة تكفي لأفراد العائلة. «إنه أمر متعب؛ لكنه يبقى خياراً أنسب من الشراء، نظراً لضيق الحال المادية»، بحسب الرجل. أما سمير تركماني، وهو أب لديه خمسة أبناء، فأوضح أنه «في السابق، كنت أشتري الكيلوغرام من سمك (غبّص)، وهو من أنواع الأسماك الشعبية الرخيصة، بخمسة آلاف ليرة... لكن السعر تضاعف ثماني مرات ليصبح الآن 40 ألف ليرة؛ بمعنى أنّ أكلة (وجبة) سمك لأولادي باتت تكلفتها 200 ألف ليرة، فهل يُعقل أن أدفع راتبي لشهر كامل من أجل وجبة واحدة؟!». تشاركه معاناته هالة محمد، التي أشارت إلى أنّها تدفع نصف راتبها لشراء كيلوغرام واحد من الأسماك، لا يُشبع عائلتها المكونة من أربعة أفراد. وتقول: «السمك للأغنياء؛ حتى علبة التونة صار حقها 16 ألف ليرة».

ارتفاع في الأسعار وعدم وفرة

وأوضح طه صطوف، وهو صاحب محل للأسماك بالمدينة، أن أسعار الأسماك ارتفعت 50 في المائة خلال الشهر الأخير نتيجة لرفع الدعم عن المحروقات وتكاليف التبريد، لا سيما في ظل ما تشهده البلاد من تقنين قاسٍ لاستهلاك الكهرباء. وأكد صطوف ضعف حركة البيع خلال هذه الفترة، في ظل تراجع القدرة الشرائية وضعف الرواتب والأجور، مشيراً إلى أن أقل سعر للأسماك يتراوح بين 19 ألف ليرة و25 ألفاً للكيلوغرام الواحد، في حين قد يصل ثمن بعض الأنواع، مثل (اللقوز الرملي)، إلى 600 ألف ليرة للكيلوغرام. وسجلت بورصة أسعار الأسماك ارتفاعاً كبيراً؛ وهي في الغالب يحكمها قانون العرض والطلب، بحسب صطوف، الذي أوضح أن «هذه الأسعار جعلت المواطن أمام أمرين أحلاهما مرّ؛ فإمّا أن يمتنع عن شراء الأسماك نهائياً، أو أن يجازف ويشتري كيلوغراماً أو اثنين حسب عدد أفراد الأسرة». أما خليل السيد، وهو صياد قديم من جزيرة أرواد الواقعة قبالة ساحل طرطوس، فيقول: «السمك لم يعد متوفراً بعرض الساحل، مثلما كان عليه الحال خلال السنوات الماضية». وأضاف في حوار أجرته معه «وكالة أنباء العالم العربي»: «الثروة السمكية ضعيفة في المياه الإقليمية، والإنتاج لا يكفي حاجة السوق المحلية... عدد كبير من الصيادين توقفوا عن الصيد هذا الموسم لعدم توفر المازوت؛ فمخصصات كل مركب يتم تسليمها بحسب حجم المركب، وتبلغ ما بين 12 و24 لتراً يومياً، وهي لا تكفي لجولة صيد واحدة، ناهيك بعدم الالتزام بتوقيت التسليم». بالإضافة إلى الأسباب السابقة، عزا خليل ارتفاع أسعار الأسماك إلى أن صيانة قوارب الصيادين وسعر زيت المحركات وصيانة الشباك؛ جميعها تكلفتها أصبحت مرتفعة. يتبع ذلك ارتفاع تلقائي في أسعار الأسماك ليستطيع الصيادون الاستمرار في مزاولة مهنتهم، بحسب قوله. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، كشف وزير الزراعة السوري محمد حسان قطنا عن أن حصة الفرد من لحوم الأسماك في بلاده «لا تتجاوز كيلوغراماً واحداً سنوياً، في حين نصيب الفرد الواحد من لحوم السمك عالمياً يتجاوز 20 كيلوغراماً». وأوضح هيثم ديب، مدير الحماية والاستثمار بالهيئة العامة للثروة السمكية في سوريا، في حديث لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، أن حجم الإنتاج المقدر من الثروة السمكية للعام الحالي يصل إلى أكثر من 14 ألف طن، منها 11 ألفاً و355 طناً من البحيرات والأنهار ومزارع المياه العذبة بكل أنواعها، و2700 طن من المياه البحرية. وأشار ديب في الوقت ذاته إلى تقديم بعض التسهيلات للصيادين من خلال منح رخص الصيد في المياه العذبة، والسعي مع المنظمات الدولية والنقابات في سوريا لتقديم مستلزمات ومعدات حديثة لتسهيل عملهم.

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,060,743

عدد الزوار: 7,657,954

المتواجدون الآن: 1