أخبار سوريا..«قسد» تحسم عسكرياً بدير الزور..وأنقرة تحذر من التداعيات..محتجو السويداء يرفضون «الانفصال» وتقارير عن حشود أردنية على الحدود..فيدان: النزاعات في شرق سورية هي البداية فقط..هل انتهت مواجهات دير الزور؟ وماذا عن "الهفل"؟..تحذيرات من استياء العرب المحليين وتعميق الانقسامات الكردية العربية..إزالة حواجز طريق القنيطرة ـ دمشق بالتزامن مع استنفار أمني بريف دمشق..اشتباكات عنيفة في منبج ونزوح في إدلب بسبب القصف السوري والروسي..سوريا والمجتمع المدني: متى ينتهي «سوء الفهم»؟..

تاريخ الإضافة الخميس 7 أيلول 2023 - 3:34 ص    عدد الزيارات 615    التعليقات 0    القسم عربية

        


«قسد» تحسم عسكرياً بدير الزور..وأنقرة تحذر من التداعيات..

• محتجو السويداء يرفضون «الانفصال» وتقارير عن حشود أردنية على الحدود

• لقاء سعودي - سوري بالقاهرة

الجريدة... ... تمسكت قوات سورية الديموقراطية «قسد»، التي يشكل الأكراد عمادها، بالحسم العسكري ضد العشائر العربية التي انتفضت عليها في دير الزور، وأعلنت سيطرتها على معقل قبيلة العكيدات في ذيبان، بينما حذرت تركيا من تداعيات خطيرة قد تطول المنطقة، بسبب ما وصفته بـ«اضطهاد العرب» من القوات المدعومة من واشنطن. بعد 12 يوماً من اشتباكات دامية أسفرت عن مصرع 90 شخصاً وإصابة العشرات، فضلاً عن فرار المئات من بلدات وقرى محافظة دير الزور، أعلنت قوات سورية الديموقراطية «قسد»، التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، أمس، انتهاء عملياتها العسكرية في بادية الشام، بعد سيطرتها على بلدة ذيبان، التي وصفت بأنها المعقل الأخير لقيادة العشائر العربية التي انتفضت ضدها بالمنطقة الغنية بالنفط والغاز. وقال فرهاد شامي، المتحدث باسم القوات الكردية المدعومة من «التحالف الدولي» ضد «داعش»، بقيادة الولايات المتحدة، في بيان، أمس، «انتهاء العمليات العسكرية في ذيبان، والبدء في تفتيش المنازل والأحياء بحثاً عن مسلحين مختبئين»، مضيفاً أن قوات سورية الديموقراطية تبحث عن «مجموعات مسلحة قادمة من الضفة الغربية لنهر الفرات»، التي تخضع لسيطرة قوات حكومة دمشق وميليشيات مسلحة مدعومة من إيران. وشددت «قسد» على عدم وجود خلاف مع العشائر العربية، مؤكدة أن القيادي المعزول أحمد الخبيل، رئيس مجلس دير الزور العسكري التابع لها، سعى إلى إحداث فتنة بينها وبين العشائر العربية، عبر الاستعانة بـ«مقاتلين من أتباعه ومرتزقة مرتبطين بالنظام». معارك جديدة وفي وقت أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة دعت «قسد» والعشائر التي كانت تحارب تنظيم داعش، تحت راية «التحالف»، إلى التفاوض لإنهاء الاقتتال، قبل سقوط معقل قائد المسلحين شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل في ذيبان التابعة لمنطقة الميادين، تواصلت الاشتباكات بين القوات الكردية ومسلحي العشائر العربية بمحيط مدينة منبج شمال شرق سورية أمس. وسيطر مسلحو العشائر على قرية في ناحية مدينة منبج، إثر هجوم على مواقع لـ«قسد»، بعد وصول تعزيزات من فصائل المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، و«هيئة تحرير الشام» المرتبطة بتنظيم القاعدة، وسط توقعات بشن الفصائل المعارضة لمعركة في مدينة منبج. تركيا على الخط وفي وقت يقول مسلحو العشائر، إن انتفاضتهم الأخيرة ضد «قسد» لا علاقة لها بإقالة المسؤول العربي الذي اتهم بالفساد من قبل «قسد»، بل بحقوق يطالبون بها بعد تهميشهم، حذر وزير الخارجية التركي حقان فيدان من أن «الاشتباكات بين العشائر العربية ووحدات حماية الشعب الكردية هي بداية للنزاعات في المنطقة»، مبيناً أن بلده تخشى من تداعيات أكثر خطورة تطول تداعيات الاقتتال بين المكون الكردي والعشائر العربية كل المنطقة. وقال فيدان، مخاطباً الولايات المتحدة، أمس، «ينبغي إنهاء سياسة القمع وخاصة ضد العرب في سورية على يد وحدات حماية الشعب» التي تصنفها أنقرة إرهابية، واتهم الوزير التركي، الذي تحتفظ بلده بوجود عسكري في شمال سورية بحجة محاربة فصائل كردية انفصالية، «وحدات حماية الشعب» الكردية المدعومة من واشنطن بـ«احتلال أراضٍ عربية في سورية». جاء ذلك في وقت أفادت تقارير باغتيال طائرة مسيرة، يعتقد أنها تركية، لبزان برجاوي، مسؤول العلاقات العسكرية في «مجلس منبج العسكري»، التابع للقوات الكردية، على طريق جرابلس، مشيرة إلى أن المستهدف يتحدر من مدينة عين العرب (كوباني). وذكرت مصادر مقربة من «قسد» أن قصفاً تركياً طال مواقع في قرى صكيرو، والحويجة، والصفاوية، وجهبل، في ناحيتي التروازية وعين عيسى بريف الرقة الشمالي. احتجاجات السويداء إلى ذلك، أزال محتجون بمدينة السويداء مجسماً لرأس الرئيس السوري السابق حافظ الأسد عن واجهة مبنى البريد في المدينة الواقعة جنوب البلاد، مع تواصل الاحتجاجات المطالبة بتغيير النظام للأسبوع الثالث على التوالي. ودعا المحتجون في ساحة الكرامة المركزية وسط المدينة، التي تتركز بها الأقلية الدرزية بسورية، كل الذين يحاولون التسلق على الحراك الشعبي بالتنحي جانباً، رافضين بشكل قطعي أي مشاريع سياسية لا تمثلهم، مثل الحكم الذاتي والانفصال. حشود أردنية ولقاء في القاهرة في سياق آخر، تداولت منصات على مواقع التواصل مقاطع فيديو قالت، إنها لحشود عسكرية كبيرة ترافقها مدرعات ودبابات أردنية على الحدود الجنوبية لسورية، بعد 3 أيام من إسقاط المملكة طائرة مسيرة قالت إنها تحمل مخدرات وكانت قادمة عبر الحدود بين البلدين. إلى ذلك، أكد الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط أن المنظمة العربية تنخرط في حل الأزمة السورية بمبدأ خطوة مقابل خطوة وفق القرار 2254، على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب الدوري في القاهرة أمس. وبعد تقارير عن برودة شهدها مسار التطبيع السعودي ـ السوري، التقى نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، على هامش الاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي ـ الياباني في القاهرة، كما التقى المقداد وزير الدولة الإماراتي أحمد الصايغ، رئيس وفد الإمارات في الحوار. وتأتي تلك التطورات وسط ترقب لزيارة يقوم بها المبعوث الأممي الخاص بسورية غير بيدرسون لدمشق، بعد غد السبت، بهدف التوافق على موعد لاستئناف جهود لجنة إعداد الدستور السوري، بعد موافقة الجامعة العربية على استضافة عمان اجتماعات اللجنة المخولة ببحث الحل السياسي للأزمة السورية.

فيدان: النزاعات في شرق سورية هي البداية فقط..

«قسد» تعلن انتهاء العمليات في ذيبان والعشائر العربية تتقدّم حتى ريف حلب

الراي... أعلن مقاتلو العشائر العربية سيطرتهم على قرية زنقل في محيط مدينة منبج بريف حلب الشرقي، أمس، بعد مواجهات مع «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، التي أكدت «انتهاء العمليات العسكرية» في بلدة ذيبان. وأوضحت مصادر محلية لقناة «الجزيرة»، أن مقاتلي العشائر دفعوا بتعزيزات عسكرية إلى خطوط المواجهات في ريف منبج. كما قالت مصادر في المعارضة المسلحة إن مدفعية استهدفت مواقع عسكرية لـ «قسد» في تل رفعت شمال حلب، وأخرى في محيط عين عيسى - ريف الرقة. في المقابل، أفاد الناطق باسم «قسد» فرهاد شامي «فرانس برس»، أمس، «بانتهاء العمليات العسكرية في ذيبان والبدء في تفتيش المنازل والأحياء بحثاً عن مسلحين مختبئين». وأضاف أن «قسد» تبحث عن «مجموعات مسلحة قادمة من الضفة الغربية لنهر الفرات». ويقطع نهر الفرات محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، وهي ذات غالبية عربية وتوجد فيها عشرات العشائر العربية. وتتقاسم السيطرة عليها «قسد» على الضفة الشرقية للفرات، وقوات النظام السوري التي تساندها فصائل موالية لطهران على الضفة الغربية. واندلعت الأسبوع الماضي اشتباكات في بضع القرى في ريف محافظة دير الزور الشرقي بعد عزل «قسد»، قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها أحمد الخبيل، متهمة إياه بالفساد. ودفع ذلك مقاتلين عرب محليين إلى تنفيذ هجمات سرعان ما تطوّرت إلى اشتباكات مع «قسد» التي أعلنت حظراً للتجول في المنطقة يومي السبت والأحد. وأعلنت هذه القوات حسم الوضع في معظم القرى، واستقدمت قوات الى ذيبان الثلاثاء. وأسفرت المواجهات عن مقتل 90 شخصاً غالبيتهم من المقاتلين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. إلى ذلك، خرجت تظاهرات أمس، في ريف دير الزور الشرقي، مطالبة بضرورة تحقيق الإدارة الذاتية لمناطقهم العربية في ظل تنسيق مع التحالف الدولي. وأكد المتظاهرون دعمهم للحراك المسلح الذي يقوده شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل ضد سيطرة «قسد». تركياً، قال وزير الخارجية هاكان فيدان، إن النزاعات في شرق سورية «هي البداية فقط»، محذراً «من تداعيات أكثر خطورة». وأضاف فيدان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الجوار والتوسع أولفر فارهيلي: «يجب التوقف عن تصوير تنظيم وحدات حماية الشعب على أنه قوة شرعية، وإلا فإن الاشتباكات التي نراها في دير الزور السورية هي مجرد بداية». وتابع مخاطباً الولايات المتحدة: «ينبغي إنهاء سياسة القمع خصوصاً ضد العرب في سورية من قبل تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي»، مشيراً إلى أن الوحدات المدعومة من الولايات المتحدة «غزت الأراضي العربية وأخضعتها». وفي نيويورك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، عن قلقه من تصاعد الأعمال المسلحة، ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس لمنع المزيد من التصعيد في المنطقة.

بعد إعلان "قسد"..هل انتهت مواجهات دير الزور؟ وماذا عن "الهفل"؟

الحرة...ضياء عودة – إسطنبول.. بعد 11 يوما من المواجهات في محافظة دير الزور السورية أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) السيطرة على ذيبان آخر بلدة تمركز فيها مقاتلو العشائر العربية، وشيخ قبيلة العكيدات الذي كان يقودهم، إبراهيم الهفل. وفي حين قالت إنها نفذت عمليات "تمشيط" وأخرجت المسلحين منها، اعتبر مقربون من الأخير ومراقبون أن الوقائع على الأرض تذهب بخلاف ذلك. وذكر الناطق باسم "قسد"، فرهاد شامي، عبر "فيسبوك"، ليلة الأربعاء، أن "إبراهيم الهفل فر باتجاه مناطق النظام السوري"، بينما قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنه "متخف". في المقابل قال، محمود الشبل الجار الله، أحد شيوخ قبيلة العكيدات إن "قسد لم تسيطر على ذيبان، وإن سيطرت على جزء منها لا يعني ذلك أنها سيطرت على كل الناحية"، مضيفا: "أؤكد أنهم لم يسيطرون عليها". واعتبر الجار الله في حديث لموقع "الحرة" أنه "وفي حال سيطرت قسد لاحقا على كامل الناحية لن تنته المعارك. المعركة ليست من أجل ذيبان أو للدفاع عن شخص بل هي للدفاع عن الأرض وإخراج المحتلين منها"، وفق تعبيره. وكانت شرارة المواجهات في دير الزور قد اندلعت، الأسبوع الماضي، في أعقاب اعتقال "قسد" لقائد "مجلس دير الزور العسكري"، أحمد الخبيل، الملقب بـ"أبو خولة"، واتجاهها بعد ذلك لإطلاق حملة أمنية في المحافظة تحت عنوان "تعزيز الأمن". ويعتبر "مجلس دير الزور" أحد أبرز المكونات العسكرية في "قسد". ورغم أن حادثة الاعتقال لقائده وقادة آخرين في الصف الأول فتحت أولى أبواب المواجهات، أعلن الشيخ الهفل ومقاتلو العشائر الذين قادهم في بيانات أن القرار الذي بدأوه جاء "ردا على انتهاكات نفذتها قسد شملت مقتل مدنيين بينهم أطفال". وعلى مدى سنوات برزت خلافات كبيرة بين، إبراهيم الهفل، والقيادي "أبو خولة"، وحتى أن الأخير وجه له سلسلة إهانات في تسجيلات صوتية نشرتها شبكات محلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ونشر الناطق باسم "قسد" بعد إعلان السيطرة على ذيبان تسجيلا مصورا من مضافة، الشيخ إبراهيم الهفل، وقال: "احتراما لمكانة المشيخة، قواتنا تنظم زيارة لشيوخ ووجهاء الذيبان". وتداولت شبكات محلية تغطي أخبار دير الزور ذات التسجيل، لكنها أشارت إلى أن أنه خاص بقبيلة العكيدات، وظهر فيه عدد من وجهائها وهم يعلنون تعيين راغب الهفل شيخا بالإنابة "لحين عودة الشيخ إبراهيم".

ماذا حصل؟

وعلى مدى الأيام الماضية من المواجهات المسلحة التي راح ضحيتها العديد من المدنيين قالت "قسد" إن حملتها الأمنية في دير الزور تستهدف "خلايا تتبع للنظام السوري"، ومقاتلين متمردين ومرتبطين بالقيادي "أبو خولة"، والذي اعتقلته بتهم "فساد" وتواصل مع جهات خارجية "معادية للثورة"، وفق ما جاء في بيان رسمي. ولم تقتصر اتهاماتها على ما سبق، إذ وسعّت الدائرة مشيرة إلى وجود "خلايا تتبع لإيران وتركيا"، وأن الهفل ومسلحيه ينسقون معها، وخلايا أخرى تتبع لتنظيم "داعش". في المقابل نفت عشائر عربية في سلسلة بيانات ومسلحون خاضوا المواجهة ضد "قسد" الرواية والاتهامات التي وجهتها، واعتبروا أن الأخيرة تحاول "إقصاء المسلحين العشائريين الرافضين لسياساتها". كما أشارت البيانات إلى أن "قسد" سبق وأن أعلنت عن تفاهمات مع النظام السوري، أتاحت انتشار قواته في معظم المناطق التي تسيطر عليها، في وقت كان "أبو خولة" أحد أبرز القياديين فيها لسنوات طويلة، وخرجت عدة مظاهرات شعبية سابقة تطالب بإقالته وإبعاده عن إدارة دير الزور عسكريا. لكن قائد "قسد" قال في تصريحات، الثلاثاء، إن "أطرافا استخبارتية تابعة لحكومة دمشق تقف خلف هذه الأوضاع"، مضيفا أن "أموالا وأسلحة أرسلت إلى شرق الفرات من قبل النظام السوري، دعما للمجموعات التي هاجمتنا في المنطقة". وبحسب عبدي فإن "مشروعا مشتركا بين النظام وتركيا استهدف المنطقة"، وأن "قسد ستعلن عن تفاصيله لاحقا". وقال الباحث السوري في "مركز عمران للدراسات الاستراتيجية"، سامر الأحمد، إن ما حصل في دير الزور "انتفاضة مدنيين، ورغم أن سببها اعتقال أبو خولة تطور مسرح الأحداث، بعدما ارتكبت قسد انتهاكات وقتل بحق مدنيين بينهم أطفال". وتؤكد تسجيلات صوتية للشيخ، إبراهيم الهفل، أنهم "غير تابعين لأي جهة ويرفضون دعوات النظام للانخراط أو استغلال الموقف"، وهو ما يخالف الاتهامات التي ترددها "قسد"، منذ أيام، حسب الأحمد.

هل انتهت المواجهة؟

ويوضح الأحمد في حديث لموقع "الحرة" أن "الأمور لم تنته بعد في ذيبان، لأن مناطق شرق دير الزور ما يزال فيها مقاتلون مثل أبو حمام وهجين والشعفة وغيرها..". "هناك مقاتلون في أجزاء من ذيبان من اتجاه بلدة الطيانة"، حيث يرى الباحث السوري أن "الأمر عسكريا لا يمكن قياسه بالسيطرة الجغرافية في هذه الحالة". ويتابع: "لأن ماحصل لن ينته ما دام التحالف الدولي لم يتدخل ويحقق مطالب الأهالي". لكن "قسد" أعلنت في بيان رسمي أنها انتهت من عمليات "التمشيط" في كافة المناطق التي شهدت مواجهات، وآخرها ذيبان، فيما نشرت سلسلة صور وتسجيلات لمقاتليها بعد دخولهم قرى وبلدات. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الثلاثاء، إنها دعت الأطراف المتقاتلة في شمال شرقي سوريا إلى التوقف عن القتال والتركيز على هزيمة "داعش".

قوات سوريا الديمقراطية "قسد" قاتل داعش في شمالي سوريا

وأكد، فيدانت باتل، نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، أن مسؤولين أميركيين كبارا،على رأسهم نائب مساعد وزير الخارجية، غولدريتش والجنرال فويل،التقوا في شمالي سوريا قادة من "قسد" و"مجلس سوريا الديمقراطي" وزعماء القبائل في دير الزور. وأضاف أنهم اتفقوا على أهمية معالجة مظالم سكان مدينة دير الزور، ومخاطر التدخل الخارجي في المدينة، وتجنب سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وضرورة وقف التصعيد والعنف في أسرع وقت ممكن. كما أكد نائب مساعد وزير الخارجية والجنرال فويل على أهمية الشراكة الأميركية القوية مع "قسد" في جهود دحر مقاتلي "داعش". ويعتقد الباحث السوري، سعد الشارع، أن "قسد يبدو أنها سارعت في إعلان السيطرة على ذيبان لأنها لا تريد مزيدا من الإحراج مع الولايات المتحدة، وذلك لأن تطور الملف قد يفتح الأبواب أمام سيناريوهات لا تريدها الأخيرة". ويقول الشارع لموقع "الحرة": "الوقائع الأرض تخالف ما تروجه قسد. ما زالت هناك جيوب تسيطر عليها مجموعات من أبناء القبائل في ذيبان والحوايج والطريق الواصل بين ذيبان والطيانة، والتي ما تزال معظمها تحت سيطرة أبناء العشائر". ويضيف أن "القتال الذي حصل غير تقليدي وبقاء مجموعة وإن كانت صغيرة في بقعة جغرافية قد يمكنها من قلب الموازين وهو ما حدث في الأيام الماضية". ويوضح الشارع أنه "لا يمكن في السياق العسكري القول إن قسد سيطرت بشكل كامل طالما بقيت جيوب تقاوم، وقد تعاود السيطرة وقلب الموازين".

"النظام على الخط"

وكان لافتا خلال أيام الموجهات الماضية اتجاه النظام السوري لتأييد المواجهات التي بدأها مسلحو العشائر العربية ضد "قسد"، عبر وسائل إعلامه الرسمية ومسؤوليه، رغم أن المقاتلون نفوا تبعيتهم لأي جهة خارجية. وأبدى وزير خارجية النظام، فيصل المقداد الأربعاء دعم النظام للعشائر العربية في ريف دير الزور، وقال إن "ما يجري في الشرق السوري لا يحتاج إلى بيانات رسمية". وأضاف أن "المواطنين السوريين يخوضون نضالا وطنيا باسم جميع السوريين، في معركتهم ضد الاحتلال والمسلحين الموالين له". وأشار الباحث الأحمد إلى أن "النظام السوري يحاول منذ عامين كسر عشائر دير الزور في المنطقة مستغلا حالة الرفض الشعبي لوجود قسد أو تحكم قيادات قنديل وحزب العمال الكردستاني". والآن "يحاول استغلال الحراك العشائري، باعتبار أنه هدد لأكثر من مرة بضرب قوات التحالف وقسد"، وفق حديثه. وخرجت مظاهرات شعبية، الأربعاء، بالتزامن مع بدء "قسد" دخول ذيبان، واعتبر الباحث السوري أنها "أبطلت نظرية الأخيرة بإنهاء مقاومة إبراهيم الهفل وأن الأمور ستستقر لها". "إن لم يتدخل التحالف ويدير مفاوضات جدية بين أبناء دير الزور وقسد ويقوم بتشكيل مجلس مدني ومجلس عسكري يمثل الأهالي بشكل فعلي ويعمل على تنمية المنطقة وإعطاء أهالي المنطقة حقوقهم ويكف يد قيادات قنديل عن التحكم بالمنطقة ومقدراتها لن تستقر الأمور"، حسب ما يرى الأحمد. ويتابع قوله: "غير ذلك يعني إدخال المنطقة في فوضى أمنية لا نهاية لها، ويمكن استغلال الأمر من النظام أو إيران أو حتى خلايا داعش". من جانبه يوضح الباحث سعد الشارع أن "المواجهات فتحت بابا جديدا ونقلت حالة الصراع بين أبناء دير الزور وقسد إلى مستوى آخر". ويقول إن "الجدار الذي بنته قسد خلال الفترة الماضية بأنها تنظيم عسكري منظم ولديها قدرات تم هدمه خلال الأيام الماضية. الأمور مفتوحة الآن لعملية مواجهة مفتوحة". وقد تدخل مجموعات أخرى على الخط، ولا يستبعد الشارع أن "ينتقل الحراك إلى بلدات في الحسكة والرقة، في حال بقيت قسد على ذات السياسة الإقصائية لباقي المكونات". ويضيف، محمود الشبل الجار الل،ه أحد شيوخ قبيلة العكيدات، أن "الحراك وإن توقف في مكان سيشتعل في آخر"، مشيرا إلى "تواصلات مع قوات التحالف الدولي الموجودة في حقل العمر من قبل وجهاء عشيرة البكير في ريف دير الزور"، و"هناك حديث عن تدخل للضغط على قسد لسحب قواتها". وكان قائد "قسد"، مظلوم عبدي، قال في مقابلة مع قناة "روناهي"، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة "ضد التدخل الخارجي، ولن تتحالف مع جهة أخرى غير قوات سوريا الديمقراطية"، مشيرا إلى أن "العلاقات الأميركية في شمالي سوريا تجري تحت إشرافنا"، وأنهم "تواصلوا مع شيوخ عشائر ويرغبون بحل الأزمة سلميا".

القتال بين جماعات مدعومة أميركياً في سوريا قد يقوض الحرب ضد «داعش»

تحذيرات من استياء العرب المحليين وتعميق الانقسامات الكردية العربية

بيروت: «الشرق الأوسط».. تشير الاشتباكات التي تدور منذ أسبوع بين الميليشيات المتنافسة المدعومة من الولايات المتحدة في شرق سوريا، حيث ينتشر المئات من القوات الأميركية، إلى وجود تصدعات خطيرة في التحالف الذي يسيطر على تحركات تنظيم «داعش» المهزوم منذ سنوات. وقد يشكل ذلك فرصة لظهور الجماعة المتطرفة من جديد، بحسب «أسوشييتد برس». كما يشير العنف إلى تصاعد التوتر بين الأكراد الذين يهيمنون على المنطقة والسكان ذوي الأغلبية العربية، ما يفتح الباب أمام الرئيس السوري بشار الأسد وحليفتيه، روسيا وإيران، لمحاولة التوغل في منطقة غنية بالنفط، إذ يسعون إلى طرد القوات الأميركية واستعادة حكم دمشق. كان الشرق السوري بعيدا إلى حد كبير عن رادار العالم، لا سيما في الولايات المتحدة، لكن واشنطن نشرت نحو 900 جندي هناك، إلى جانب عدد غير معروف من المتعاقدين منذ هزيمة «داعش» في 2019. ويعمل هؤلاء الجنود، الذين وصلوا قبل 8 سنوات، جنبا إلى جنب مع «قوات سوريا الديمقراطية»، المظلة التي تضم ميليشيات يهيمن عليها المقاتلون الأكراد. في الوقت نفسه، حكمت الإدارة «الذاتية» التي يقودها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة، أجزاء من شمال سوريا ومعظم أنحاء سوريا شرق نهر الفرات، بما في ذلك حقول النفط الرئيسية، مع تمركز القوات الحكومية والميليشيات المدعومة من إيران عبر النهر مباشرة على الضفة الغربية. وللعرب في المنطقة، أدوار في كل من «قوات سوريا الديمقراطية» والإدارة الذاتية، لكنهم طالما أعربوا عن استيائهم من السيطرة الكردية. تشمل الاشتباكات «قسد» وفصيلا متحالفا معها، هو مجلس دير الزور العسكري بقيادة عربية (رأسها أحمد الخبيل). وكان السبب في ذلك هو قيام «قوات سوريا الديمقراطية» باعتقال قائد المجلس أحمد الخبيل، المعروف باسم أبو خولة، في 27 أغسطس (آب). واتهمت القوات الخبيل بالنشاط الإجرامي والفساد، وإجراء اتصالات مع حكومة دمشق والميليشيات المدعومة من إيران. اندلع القتال بين «قوات سوريا الديمقراطية» وأنصار الخبيل الذين انضم إليهم بعد ذلك مئات من رجال العشائر العربية، في معارك مستمرة سيطرت فيها العشائر على كثير من القرى خارج مدينة دير الزور. وسقط ما لا يقل عن 90 شخصا مع إصابة العشرات. يتهم الزعماء الأكراد الميليشيات المدعومة من إيران والحكومة السورية بإثارة العنف. وفي حديث لوكالة «أسوشييتد برس»، نفى فرهاد شامي المتحدث باسم قوات «قسد»، انضمام المقاتلين العرب المحليين إلى الاشتباكات، قائلا إن المقاتلين الموالين لدمشق هم الذين عبروا النهر. وكتبت إلهام أحمد، رئيسة الهيئة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد)، الجناح السياسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، على موقع «إكس»، «تويتر» سابقا، تقول: «تريد إيران ونظام الأسد تصوير هذه الاضطرابات بأنها نتيجة صراع عرقي بين العرب والأكراد». وقالت إن هدفهم النهائي يتمثل في إجبار القوات الأميركية على الرحيل.

حسابات أميركية خاطئة

لكن البعض يحذر من أن العنف يعكس استياء العرب المحليين من الهيمنة الكردية. وقال نشطاء المعارضة، إن الاتصالات جارية مع زعماء العشائر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. يقول الإعلامي عمر أبو ليلى، وهو ناشط مقيم في أوروبا ويرأس منصة «دير الزور 24»، التي تغطي أخبار المنطقة: «إنه تصعيد غير مسبوق بين قوات سوريا الديمقراطية وسكان دير الزور». ويتابع: «إنه مؤشر على السياسة السيئة التي تنتهجها قوات قسد والحسابات الأميركية الخاطئة»، مضيفا أن الحل قد يكون بتسمية بديل للخبيل، ومنح العرب نفوذا أكبر في المجالس المحلية. إذا استمر القتال فقد يؤدي ذلك إلى تعميق الانقسامات الكردية العربية. وقد يفتح ذلك الباب أمام فلول «داعش» لمحاولة العودة. وقد دعا الجيش الأميركي إلى إنهاء القتال، محذرا من أن «صرف الانتباه (عن داعش) يخلق حالة من عدم الاستقرار ويزيد من خطر عودة داعش». وعُقد اجتماع، خلال عطلة نهاية الأسبوع، بين شخصيات من «قوات سوريا الديمقراطية» وزعماء العشائر العربية ومسؤولين أميركيين، بمن فيهم اللواء جويل فاول، قائد «عملية العزم الصلب» التي تشرف على العمليات العسكرية الأميركية ضد «داعش»، بحسب السفارة الأميركية. وقال إنهم اتفقوا على «أهمية معالجة مظالم السكان» في دير الزور، وتجنب مقتل المدنيين، وضرورة وقف التصعيد في أقرب وقت ممكن. مضت «قوات سوريا الديمقراطية» قدما في هجومها خلال نهاية الأسبوع، واستولت على قريتين، وحاصرت معقل القبائل العربية الرئيسي في ذيبان. ويوم الأربعاء، قالت «قوات سوريا الديمقراطية» إن مقاتليها استولوا على ذيبان، مضيفة أن المسلحين الذين اتخذوا مواقع في وقت سابق في القرية، فروا «إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام (السوري) من حيث انطلقوا في وقت سابق». وقال مظلوم عبدي، قائد «قوات سوريا الديمقراطية»، لوكالة أنباء محلية، إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ساعد في تقديم دعم جوي خلال الهجوم. لكن الجيش الأميركي لم يؤكد أو ينف ذلك الأمر عندما تواصلت معه وكالة «أسوشييتد برس».

خلايا «داعش»

كان تنظيم «داعش» يسيطر في السابق على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا، لكنه هُزم بعد حرب طويلة ومضنية قادتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، بما في ذلك «قوات سوريا الديمقراطية». وخسر التنظيم المتشدد آخر قطعة أرض في شرق سوريا عام 2019، ولكن خلاياه الهاربة المختبئة في المنطقة واصلت شن الهجمات منخفضة المستوى، ما أسفر عن مقتل العشرات على مر السنين. يقول مايلز كاغينز الثالث، الزميل البارز في معهد نيو لاينز، إن تلك الاشتباكات «توفر فرصة لظهور خلايا داعش التي توجد في وادي نهر الفرات». كما أن أعمال العنف قد تمنح الفرصة لدمشق وإيران للدفع بمطالبة الأميركيين بالرحيل. وقال خالد الحسن، قائد ميليشيا لواء باقر الموالية للحكومة، لإحدى وسائل الإعلام الإيرانية، إن العنف «هو انتفاضة جديدة من السوريين ضد الاحتلال الأميركي وميليشياته»، في إشارة إلى «قسد». وحذر وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، خلال زيارة قام بها مؤخرا إلى إيران، من أن «قوات الاحتلال الأميركية لا بد وأن تنسحب، قبل أن تضطر إلى الانسحاب اضطرارا». في منتصف يوليو (تموز) الماضي، نظم عشرات من رجال العشائر العربية وعناصر من قوات الدفاع الوطني الموالية للحكومة، مسيرة في محافظة دير الزور حضرها جنرال روسي. وقال أحد قادة قوات الدفاع الوطني خلال المسيرة: «نهاية القوات الأميركية ستكون على أيدي رجال العشائر العربية الذين يقفون وراء الجيش السوري». في مارس (آذار)، شُن هجوم بطائرة مسيرة يشتبه بصلته بإيران، على قاعدة أميركية، أسفر عن مقتل أحد المقاولين وإصابة آخر، إضافة إلى خمسة جنود أميركيين. وردت الطائرات الحربية الأميركية بشن غارات جوية على مواقع تستخدمها الجماعات التابعة للحرس الثوري الإيراني. وقال الرئيس جو بايدن، إن الولايات المتحدة سترد «بقوة» لحماية أفرادها. وإن إيران وروسيا والنظام السوري «لديهم مصلحة مشتركة في رحيل القوات الأميركية من سوريا»، بحسب تقرير أصدره الشهر الماضي «معهد دراسة الحرب»، في واشنطن.

ممر إيران للمتوسط

تملك إيران ممرا بريا حاسما من الحلفاء يربطها بالبحر الأبيض المتوسط، منذ أن استولت القوات السورية والميليشيات المدعومة من إيران على مناطق على طول الحدود مع العراق من تنظيم «داعش» عام 2017. وجاءت اشتباكات الأسبوع الماضي بعد أن زعمت وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، التي تعكس وجهة النظر الإيرانية، أن الأميركيين يعتزمون قطع هذا الممر عبر الاستيلاء على مدينة البوكمال الحدودية الاستراتيجية. ونفى القائد العام للتحالف، الجنرال الأميركي ماثيو ماكفارلين، هذه التقارير. وأضاف أن «التحالف لا يستعد لعمليات عسكرية لعزل أي جهة باستثناء تنظيم داعش». لكن إيران وحلفاءها يقولون إن أي محاولة لإغلاق الحدود العراقية السورية «خط أحمر». وقال المحلل السياسي السوري بسام أبو عبد الله، الذي تعكس تعليقاته عادة وجهة نظر الحكومة: «أرى أن إغلاق البوابة بين دمشق وبغداد هو بمثابة إعلان حرب».

إزالة حواجز طريق القنيطرة ـ دمشق بالتزامن مع استنفار أمني بريف دمشق

دمشق: «الشرق الأوسط»... في الوقت الذي قامت فيه السلطات الأمنية في دمشق بإزالة أحد أكبر الحواجز على الطريق الدولي الواصل بين محافظة القنيطرة في منطقة الجولان جنوب سوريا والعاصمة دمشق، عززت السلطات الأمنية حواجزها حول بلدة رنكوس في منطقة القلمون بريف دمشق الشمالي الغربي. وتأتي هذه التعزيزات الأمنية وسط حالة من الاستنفار بدأت قبل أكثر من أسبوعين، مع انتشار عبارات مناهضة في أكثر من منطقة في القلمون، تعلن تضامنها مع الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء التي أتمت، الأربعاء، يومها الثامن عشر على التوالي. وكشفت صحيفة «الوطن» المحلية إزالة حاجز دير ماكر المتركز على أوتوستراد السلام بين محافظة القنيطرة ودمشق، وقالت إن «هناك خطوات أخرى لإزالة عدد من الحواجز بمحافظة القنيطرة وعلى الطريقين الواصلين بين القنيطرة ودمشق وأوتوستراد السلام، وطريق سعسع القديم»، دون ذكر أي تفاصيل أخرى حول هذا الإجراء الذي أتى بعد أيام قليلة من إصابة الرائد محمد الأحمد، مدير ناحية سعسع، بانفجار عبوة ناسفة زرعت سيارته. في المقابل أفاد موقع «صوت العاصمة» المعارض، بنشر فرع الأمن العسكري حواجز مؤقتة ودوريات جوالة في بلدة رنكوس بريف دمشق التابعة لمنطقة قطنا جنوب غرب دمشق. وقال الموقع إن عناصر الدوريات الحواجز قاموا بتفتيش المارة وتدقيق الهويات الشخصية ودفاتر الخدمة العسكرية. وفي سياق إزالة الحواجز بشكل مفاجئ، قامت الفرقة الرابعة التي تتبع قوات النظام ويقودها شقيق الرئيس ماهر الأسد، بإزالة حواجزها عن الطرق الرئيسية والفرعية التي تصل بين مدن وبلدات المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة في دمشق كافة، وذلك خلال الأيام القليلة الماضية. وذكرت مصادر محلية في منطقة القلمون أن جهاز الأمن العسكري شن حملة اعتقالات واسعة في مدينة يبرود قبل يومين، بحثاً عن مطلوبين في إحدى أكبر مدن القلمون. وترافقت الحملة بدوريات مكثفة في شوارع المدينة بحثا عن المتخلفين عن الخدمة العسكرية، حيث جرى سوق عشرات الشبان إلى الخدمة الإلزامية، وسط حالة من الاستنفار والتوتر الأمني. وتداول ناشطون صوراً لعبارات رفعها معارضون في عدة بلدات في القلمون. ولفتت المصادر إلى التوترات في بلدة زاكية في وادي بردى، التي شهدت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين مجموعة أهلية مسلحة وميليشيا محلية تتبع للفرقة الرابعة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. ورجحت المصادر قيام النظام باستغلال تلك التوترات، بل وتصعيدها للضغط على الأهالي للقبول بتسويات جديدة في مناطق المصالحات التي تمت تحت إشراف روسيا، عام 2018، وذلك بغية فرض سيطرة كاملة للنظام في تلك المناطق، لا سيما أن مناطق القلمون القريبة من الحدود مع لبنان تعد منطقة نفوذ إيراني ممثلة بوجود «حزب الله» اللبناني. كما تضم مناطق القلمون أكبر القطعات العسكرية التابعة للنظام والقريبة من العاصمة. ولفتت المصادر إلى أن الأهالي في تلك المناطق يتمسكون بالمصالحات رغم عدم وجود ضمانات روسية، ويرفضون عقد تسويات جديدة، وذلك خشية استفراد دمشق أو إيران بتلك المناطق. واستعادت قوات النظام السيطرة على كامل محافظة ريف دمشق عام 2018، وجرت مصالحات بإشراف روسي بمعظم المناطق، تم بموجبها إبعاد من لا يرغب في المصالحة إلى مناطق المعارضة في الشمال السوري. وفي الأسابيع الأخيرة، عادت التوترات الأمنية على خلفية ملاحقة الأجهزة الأمنية للمطلوبين والمتهربين من الخدمة الإلزامية، وسط حالة من فوضى انتشار السلاح، لا سيما في المناطق القريبة من الحدود مع لبنان. كما عادت العبارات المناهضة للنظام للظهور على جدران كثير من البلدات، بالتزامن مع خروج مظاهرات في محافظة السويداء احتجاجا على عجز الحكومة عن تحسين الوضع المعيشي، واستفحال الفقر المدقع لدى الغالبية العظمى من السوريين، ما أثار المخاوف من امتداد الاحتجاجات إلى العاصمة وريفها. وقامت قوات النظام باستقدام تعزيزات عسكرية من الفرقة السابعة إلى محيط بلدة زاكية في وادي بردى شمال غرب دمشق. كما نصبت عددا من الحواجز المؤقتة في بلدة رنكوس التابعة لمنطقة قطنا في القلمون جنوب غرب دمشق. هذا بالإضافة إلى تعزيز الانتشار الأمني في بلدة جرمانا جنوب العاصمة.

الكرملين يؤكد التزام روسيا مساعدة القيادة السورية على استعادة النظام في البلاد

موسكو: «الشرق الأوسط».. قال الكرملين، اليوم (الأربعاء)، إن روسيا تلتزم «خطاً ثابتاً» بمسألة مساعدة القيادة السورية على استعادة النظام في البلاد. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، عن الكرملين قوله إن موسكو ملتزمة أيضاً اتفاقيات سوتشي بشأن سوريا، والتي تتضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح، «على الرغم من أنه للأسف لم يتم تنفيذها جميعاً».

اشتباكات عنيفة في منبج ونزوح في إدلب بسبب القصف السوري والروسي

إردوغان يتهم الأسد بالإصرار على عرقلة الحل السياسي وتعميق المشاكل

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق... قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن إصرار نظام الرئيس السوري بشار الأسد على أن يكون جزءاً من المشكلة وليس الحل في سوريا، يعمق المشاكل في المنطقة. وأكد إردوغان عزم تركيا على مواصلة العمل من أجل التوصل إلى حل دائم يستند إلى أساس وحدة الأراضي السورية، وإلى الحقائق الديموغرافية بما في ذلك البنية العرقية والطائفية. جاءت تصريحات إردوغان، التي أدلى بها ليل الثلاثاء - الأربعاء، عقب ترؤسه اجتماع حكومته في أنقرة، بعد أن سبق وانتقد الأسد، بالقول إنه يتابع مسار تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا «من المدرجات». وفي تصريحات عقب لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مدينة سوتشي جنوب روسيا، الاثنين، لم يغلق الباب أمام الاستمرار في مفاوضات التطبيع التي ترعاها موسكو وتشارك فيها إيران. وأشار إلى أن تركيا أعلنت منذ البداية مبادئ تقوم عليها عملية التطبيع، تتمثل في مكافحة الإرهاب، والعودة الطوعية والآمنة للاجئين، ومواصلة العملية السياسية للحل في سوريا تحت مظلة الأمم المتحدة. وشدد إردوغان مجدداً على أن تركيا لن تتهاون في حماية حدودها الجنوبية، مشيراً إلى أن أنقرة سبق وحذرت الولايات المتحدة، مراراً وتكراراً، من التعاون مع وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد، التي وصفها بالتنظيم الإرهابي الانفصالي التابع لحزب العمال الكردستاني)، وأن استمرارها في التصرف بهذه الطريقة سيضر مستقبلاً بمصالحها الخاصة وبمصالح المنطقة. وقال إردوغان إن التطورات الأخيرة في دير الزور أثبتت صحة المخاوف والتحذيرات التركية. ودعا جميع الأطراف التي تملك نفوذاً على الجماعات في المنطقة، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وإيران و«النظام السوري»، إلى بذل الجهود في هذا الاتجاه. وأضاف: «سيظل استقرار وأمن منطقتنا الجنوبية على رأس أولويات بلادنا في وقت تظهر فيه بوادر أزمات جديدة في جميع أنحاء العالم».

تصعيد في منبج وإدلب

بالتوازي، تواصل التصعيد في منبج وفي منطقة خفض التصعيد في إدلب. وسقطت قذائف مدفعية أطلقتها القوات التركية قرب قاعدة روسية في قرية العريمة بريف منبج في شرق حلب. وقصفت القوات التركية والفصائل الموالية، قرية عرب حسن في ريف منبج الشمالي، وأسفر القصف عن أضرار مادية كبيرة بممتلكات المدنيين. في المقابل، قصف الجيش السوري بالمدفعية الثقيلة، محيط بلدة عون الدادات، تزامناً مع قصف القوات التركية قرب قرية العريمة ضمن مناطق سيطرة «قسد»، التي تنتشر بها قوات سورية. وقتل عنصران من فصيلي «العمشات» و«فرقة الحمزة»، وأصيب 3 آخرون، نتيجة قصف مدفعي نفذته قوات مجلس منبج العسكري، التابع لـ«قسد»، استهدف نقطة عسكرية في محيط قرية برشايا بريف قباسين، بعد استقدام الفصائل الموالية لتركيا تعزيزات عسكرية إلى محيط القرية. وصدّت قوات مجلس منبج العسكري، الأربعاء، محاولة تسلل نفذتها فصائل «الجيش الوطني» على محور قرية البوغاز غرب مدينة منبج. ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين، وسط معلومات عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي قال إن قوات مجلس منبج العسكري أسقطت مسيرة مسلحة تركية في قرية عرب حسن. كما انفجرت عبوة ناسفة في سيارة عسكرية كانت تقل قيادياً في مجلس منبج العسكري، على طريق منبج - جرابلس بريف حلب الشرقي، ما أدى إلى مقتله على الفور. وفي إدلب، قتل جندي في الجيش السوري إثر قنصه من قبل فصيل «أنصار التوحيد» على محور الملاجة بريف إدلب، الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد في إدلب التي تشهد تصعيداً لعمليات القنص والتسلل والاستهدافات المتبادلة، بين قوات النظام وفصائل المعارضة في الأيام الأخيرة. وحاولت القوات السورية التقدم إلى تلة الملاجة، التي سيطر عليها فصيل أنصار التوحيد، مؤخراً، مرتين متتاليتين، لكن عناصر الفصيل اشتبكت معها وأحبطت المحاولتين وألحقت بها خسائر بشرية ومادية. في الوقت ذاته، شهدت قرية بليون مظاهرة لمن بقي من سكانها أمام النقطة التركية الأكبر في جبل الزاوية، جنوب إدلب، للمطالبة بوقف القصف المدفعي السوري والقصف الطيران الحربي الروسي على جبل الزاوية. وأفاد المرصد السوري بأن وفداً من وجهاء جبل الزاوية التقوا الضابط المسؤول عن النقطة التركية وأبلغوه بمطالب الأهالي، كما شهدت النقطة التركية في قرية معراتا مظاهرة للسبب ذاته. وأبلغ الضباط الأتراك الأهالي بأنهم سينقلون مطالبهم إلى القيادة في تركيا، وبالرد على مصادر النيران التي تستهدف المدنيين. وتزايدت الغارات الجوية الروسية في الأيام الأخيرة قبل وأثناء زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لروسيا ولقائه نظيره الروسي في سوتشي، الاثنين، بالإضافة إلى القصف المدفعي من جانب القوات الروسية والتي تركزت على جبل الزاوية. وشهدت قرى جبل الزاوية حملة نزوح لعشرات العائلات إلى أماكن أكثر أمناً في الشمال قرب الشريط الحدودي مع تركيا، بعد القصف المكثف للقوات السورية. وبحسب «المرصد»، يتخوف المدنيون من حملة عسكرية جديدة تشنها القوات السورية للسيطرة على جبل الزاوية، وتنفيذ إردوغان تعهداته لبوتين بفتح طريق حلب - اللاذقية الدولي «إم 4»، وفق التفاهمات التركية الروسية السابقة بشأن إدلب.

سوريا والمجتمع المدني: متى ينتهي «سوء الفهم»؟

الاخبار..زياد غصن.. مشكلة المجتمع المدني السوري لا تتعلّق فقط بموقف السلطة منه

فيما السلطة لا تزال متوجّسة من طبيعة علاقته مع الخارج، يستمرّ دور المجتمع المدني في الحياة العامة في سوريا، في التوسّع سواءً بشكل رسمي أو غير رسمي، بفعل عوامل عدّة مرتبطة بمجريات الأزمة وتطوّراتها. ويفرض ذلك، بنظر بعض المهتمّين، ضرورة إجراء مراجعة موضوعية لبنية المجتمع المدني في هذا البلد ودوره المستقبلي... لا يزال التوجّس الحكومي كبيراً من استخدام مصطلح «المجتمع المدني»، إلى درجة أنّ محرر الأخبار الرئيسة في أيّ وسيلة إعلام رسمية اعتاد استبدال مصطلح «المجتمع الأهلي» بالمصطلح المذكور، وهذا ما تفعله أيضاً كبار الشخصيات الرسمية في البلاد. لا بل إن هناك من ينظر إلى المجتمع المدني على أنه مرتبط دائماً بأجندات خارجية، وعليه، فإن هؤلاء يصفون من يعارضهم في الأفكار والمواقف بأنهم من «جماعة المجتمع المدني»، فيما يستمرّ الغموض محيطاً بالمفهوم لدى شرائح شعبية واسعة، مثيراً حالة تخوّف من التعامل مع مؤسسات هذا المجتمع وشخصياته، وحائلاً دون توسّع أنشطتها وفعالياتها. ومع ذلك، فإن الحراك السياسي والاجتماعي المحلّي والدولي، الباحث عن حلّ للأزمة المستمرّة منذ عام 2011، أسهم في تعزيز حضور قوى المجتمع المدني ونشاطها في البلاد، بالاستفادة من عاملَين أساسيَين: الأول، تساهل الحكومة مع نشاط هذه القوى ومحاورتها إياها أحياناً ودعمها بعضها أحياناً أخرى بغية استقطابها، على خلاف ما كان سائداً قبل الأزمة؛ والثاني، إشراك الأمم المتحدة والقوى الدولية فعاليات وشخصيات من المجتمع المدني في الجهود الرامية إلى توسيع دائرة الحوار بين مختلف أطياف المجتمع، بحثاً عن حلّ للأزمة الكارثية التي لا تزال تعانيها البلاد.

بعيداً عن السلطة

تطلق قوى المجتمع المدني السوري تعريفاً خاصاً بها، يسعى من جهة لتسكين هواجس السلطة، ومن جهة ثانية لتوسيع مساحة عمل تلك القوى وحضورها. فالمجتمع المدني، بأبسط التعاريف، كما يبيّن رئيس «حركة البناء الوطني»، أنس جودة، عبارة عن «القوى والأفراد التي تجتمع بإرادتها لتحقيق غايات خاصة وعامة عبر التنظيم والمناصرة والضغط، ولا تسعى للوصول إلى السلطة، وتعدّ النقابات والاتحادات والمنظمات غير الحكومية أحد أهمّ تجلياتها». إلّا أن هذا التعريف لم ينهِ الجدل الدائر حول المصطلح وغاياته، وخاصة في ظلّ حضور مؤشّرَين أساسيَين: الأوّل، يتمثّل في أن بعض قوى المجتمع المدني كانت حاضرة على طاولة النقاشات السياسية؛ والثاني، تزايد عملية التمويل الخارجي لفعاليات وأنشطة تلك القوى في الداخل، وهو ما زاد من الشكوك المثارة حيال غايات مؤسساتها وفعالياتها. وبحسب ما يقول جودة في تصريحه إلى «الأخبار»، فإن «مفهوم المجتمع المدني ارتبط في الحالة السورية بالتطورات السياسية، ودُمج بالمسار السياسي منذ ما سُمّي بربيع دمشق إلى الربيع العربي، وخصوصاً بعد أن أصبح جزءاً أساسياً في عمل مكتب المبعوث الدولي، وأيضاً بسبب ظهور عدد كبير من المنظمات السورية التي يتمّ تمويلها ودعمها لتقديم الخدمات الإنسانية والتنموية بداية، ولاحقاً القيام بأبحاث ودراسات والعمل في مناطق معيّنة دون أخرى». ويضيف جودة أنه «قابلَ هذا التوجّه إصرارٌ من الجانب الحكومي على اعتماد مصطلح المجتمع الأهلي للتعريف بالجمعيات والمؤسّسات التي تقوم بالأعمال الإغاثية والخيرية ولاحقاً التنموية، وإخراج بقيّة المنظّمات كالنقابات والاتحادات والغرف من ذلك التعريف كونها ما زالت تندرج عرفاً تحت تعريف المنظمات الشعبية». ... تطلق قوى المجتمع المدني السوري تعريفاً خاصاً بها، يسعى من جهة لتسكين هواجس السلطة، ومن جهة ثانية لتوسيع مساحة عمل تلك القوى وحضورها.... على أن مشكلة المجتمع المدني السوري لا تتعلّق فقط بموقف السلطة منه، ونظرتها إلى ما يقوم به وتالياً مستقبله، وإنّما هناك مشكلات متعلّقة ببنية عمله والظروف التي وجد فيها وتأثيرها على توجّهاته وأولوياته. وللباحث زيدون الزعبي رأي خاص هنا يوضحه بالقول: «يشغل المجتمع المدني المكان الذي لا تستطيع الدولة شغله عادة، وفي المساحة بين الفرد والدولة والسوق. هذه حال الدول المستقرّة، والتي تتوافر فيها ديموقراطية راسخة. أمّا في حالة بلاد كبلادنا، فالمجتمع المدني ولد مشوّهاً، وهو بحاجة إلى عقود كي يتنازل عن مكاسب لا يستحقّها في مناطق، ويحقّق مكانته التي يستأهلها في مناطق أخرى. وتالياً، فإن فهمه لهذا الدور المتوازن هو أساس قدرته على القيام به بفاعلية وكفاءة. وحتى ذلك الوقت، يتعيّن عليه النضال كي يَفهم هو ويُفهِم باقي الأطراف أهمية هذا الدور».

مخاوف ما بعد التمويل

تُتّهم شخصيات المجتمع المدني ومؤسّساته، أو على الأقلّ بعضها، بالعمل على تنفيذ أجندة خارجية بشكل مباشر أو غير مباشر. فالمساعدات الفنّية والمالية الخارجية المقدَّمة إلى تلك المؤسسات، من خارج إطار القنوات الحكومية، هي برأي بعض الشخصيات والجهات الرسمية والحزبية، لا بدّ وأن يكون لها مقابل. لكن كما يرى رئيس «حركة البناء الوطني»، فإن «معالجة هذه المخاوف لا تكون بإغلاق الباب أمام الأنشطة المجتمعية ومحاولة تقييدها وتحجيمها، لأن هذا التوجّه بكلّ بساطة سيزيد من مساحات العمل غير الشرعي والخفيّ ويقلّل من مساحات العمل المنتج». ويضيف أن «للدول والمنظّمات أجنداتها، ويجب أن تكون لدينا توجّهاتنا، فاليوم لا يمكن القيام بالتنمية بأيدٍ مقيّدة أو بجهود حكومية فقط، وخلال فترة الحرب، ولاحقاً في الكوارث الطبيعية، أصبح واضحاً مدى أهمية الدور المجتمعي في تحقيق التنمية»، متابعاً أن «هناك حاجة أساسية إلى الانتقال إلى صيغة جديدة للعلاقات تقوم على أساس المشاركة المجتمعية بعيداً عن أحادية التوجّه. وعندما تكون الأمور واضحة ومنظّمة، تضيق مساحة التدخّلات ويخفّ أثر الارتباطات نتيجة وجود فواعل مدنية أخرى قادرة على موازنة التوجّهات والسرديات المختلفة». ويبدو تحقيق مثل هذه المعادلة ضرورياً في ضوء ما تمرّ به البلاد من ظروف صعبة، وما ينتظرها من تحدّيات لا قدرة للحكومة وحدها على مواجهتها، وهو ما يفرض برأي الزعبي إجراء مقاربة جريئة لدور الدولة، على اعتبار أن «الدور المتوازن للمجتمع المدني يحسمه ويحكمه الدور المتوازن للدولة؛ فإذا أرادت الدولة، وأريد لها، أن تلعب دورها المنوط بها، والذي يعني إدارتها المباشرة للخدمات الأساسية، وفي جميع المناطق، فإن الدور الأساسي للمجتمع المدني يكمن في مفهوم الديموقراطية التداولية، أي في الحشد والمناصرة والتنظيم المجتمعي ومراقبة أجهزة الدولة. أمّا في حالة انحسار الدولة أو تغوّلها، فسيكون دور المجتمع المدني ملء الفراغ في الأولى، ومحاولة منع التغوّل في الحالة الثانية». ويلفت الزعبي إلى أن «هذه الحالات الثلاث تتوافر في جغرافيات سوريا المختلفة، بحسب حالة السلطات فيها، إذ يتحوّل المجتمع المدني من مزوّد الخدمات الأساسي في شمال غرب وشمال شرق، بسبب غياب أجهزة الدولة شبه الكامل فيها، إلى محاولة حفر مكان له في مناطق سيطرة الدولة السورية، حيث يسعى إلى مقاومة تغوّل أجهزة الدولة في المجتمع».



السابق

أخبار لبنان..ماكرون لإحداث خرق..وتناحر داخلي على «رئيس بعبدا».."حزب الله" يطرح للمرة الأولى أسئلة رئاسية على قائد الجيش..بري مستغرب من جعجع والجميّل..وزخم قطري على حساب فرنسا.. ماذا وراء التلويح بـ «قنبلة» المليون نازح سوري؟..ملف الحدود البرية: خرائط تحدد نقاط الخرق الدائم لقوات الاحتلال..المطارنة الموارنة يتحفظون على ترسيم الحدود مع إسرائيل في غياب رئيس..«التيار الوطني» يجدد تقاطعه مع المعارضة على ترشيح أزعور للرئاسة اللبنانية..

التالي

أخبار العراق..السوداني يتعهد بإجراء الانتخابات المحلية في موعدها مقللاً من أحداث كركوك..الكويت - العراق: توتّر مضبوط..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,151,088

عدد الزوار: 7,622,463

المتواجدون الآن: 0