أخبار سوريا..المبعوث الأممي: أشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف في سوريا..كيف تتوزع خريطة السيطرة العسكرية في سوريا؟..الأكراد ينتقدون «صمت دمشق» إزاء الهجمات التركية..«مذبحة الضباط»..سوريا تتأهب لـ«أيام ساخنة»..الطيران الروسي يشارك في قصف المعارضة بإدلب..والمواجهات تتصاعد بين تركيا والأكراد..هذه المعلومات المتوفرة حول الهجوم على الكلية الحربية في حمص..بعد إسقاط المسيّرة بسوريا..حمص.. قصف الجيش السوري على ريفي حلب وإدلب يخلف 19 قتيلا و74 مصابا..تاحتجاجات إدلب والسويداء تحمِّل النظام مسؤولية مجزرة حمص..ركيا وأميركا تنسقان لتجنب حوادث مماثلة..

تاريخ الإضافة السبت 7 تشرين الأول 2023 - 3:56 ص    عدد الزيارات 576    التعليقات 0    القسم عربية

        


المبعوث الأممي: أشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف في سوريا..

جنيف: «الشرق الأوسط»... قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، إن «المشاهد المروعة» (الخميس) في سوريا تظهر أن الوضع الراهن في البلد الذي مزقته الحرب غير قابل للاستمرار، محذّراً من أن الوضع الأمني قد يزداد سوءاً. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن هجوماً على كلية عسكرية سورية في مدينة حمص (وسط)، الخاضعة لسيطرة دمشق، أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص، وحمّلت وسائل الإعلام الرسمية مسؤولية الهجوم لـ«منظمات إرهابية». وبشكل منفصل، أسفرت غارات جوية تركية في الشمال الشرقي للبلاد، الذي يسيطر عليه الأكراد، عن مقتل 9 أشخاص على الأقل، وفقاً للقوات الكردية، بعد أن هددت أنقرة بشن غارات ردّاً على هجوم استهدف وزارة الداخلية في أنقرة. وقال غير بيدرسون، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، في بيان صدر في جنيف: «أشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف في سوريا اليوم». وأضاف: «أشعر بأسف شديد للخسائر في الأرواح من الأطراف جميعها. وأناشد الأطراف جميعها، بشكل عاجل، ممارسة أقصى درجات ضبط النفس». وتابع المبعوث الأممي: «إن المشاهد المروعة اليوم تذكّر بالحاجة إلى وقف تصعيد العنف فوراً، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني، واتباع مقاربة تعاونية لمواجهة الجماعات الإرهابية المدرجة في لائحة مجلس الأمن». وشدد بيدرسون على «وجوب احترام الأطراف جميعها التزاماتهم بموجب القانون الدولي، وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية». أدى النزاع في سوريا إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص منذ أن بدأ في عام 2011 بحملة قمع وحشية للاحتجاجات المناهضة للحكومة، وتصاعد إلى حرب معقّدة تُشارك فيها جيوش أجنبية وميليشيات وحركات جهادية. وأضاف مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا أن «تطورات اليوم تسلط الضوء بشكل أكبر على أن الوضع الراهن في سوريا غير قابل للاستمرار، وأنه في غياب مسار سياسي ذي معنى... أخشى من أننا لن نرى سوى مزيد من التدهور، بما في ذلك في الوضع الأمني».

كيف تتوزع خريطة السيطرة العسكرية في سوريا؟...

بيروت: «الشرق الأوسط».. استعادت القوات السورية السيطرة على معظم أنحاء البلاد بعد أن كانت خسرت مناطق واسعة، إثر تطور الحركة الاحتجاجية ضد النظام في عام 2011 إلى نزاع مدمر. لكن قوى مختلفة لا تزال موجودة في مناطق عدة. فكيف تتوزّع القوى العسكرية التي يحظى معظمها بدعم دولي أو إقليمي في سوريا؟

القوات الحكومية

خلال السنوات الأولى من النزاع، خسرت القوات الحكومية غالبية مساحة البلاد لصالح فصائل معارضة ومقاتلين أكراد ثم تنظيم «داعش»، لكن التدخل الروسي في سبتمبر (أيلول) 2015 ساهم تدريجياً في قلب ميزان القوى على الأرض لصالحها. وبغطاء روسي ودعم عسكري إيراني ومن «حزب الله» اللبناني، باتت تسيطر اليوم على نحو سبعين في المائة من البلاد تشمل مدناً رئيسية مثل دمشق وحماة وحلب وحمص التي استهدفت الكلية العسكرية فيها، الخميس، بهجوم بطائرة مسيرة أوقع 123 قتيلاً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتسيطر قوات النظام اليوم على محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة جنوباً، وحمص وحماة (وسط)، وطرطوس والجزء الأكبر من اللاذقية (غرب)، فضلاً عن دمشق وريفها. كما تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة حلب شمالاً، وأجزاء من ريف الرقة الجنوبي (شمال)، ونصف محافظة دير الزور (شرق). وتدعم قوات النظام مجموعات محلية مثل قوات الدفاع الوطني الموالية لها، فضلاً عن أخرى موالية لإيران تضم مقاتلين أفغاناً وباكستانيين وعراقيين و«حزب الله» اللبناني. وتسيطر قوات النظام بشكل رئيسي على حقول الورد والتيم والشولة والنيشان النفطية في دير الزور وحقل الثورة في الرقة وحقل جزل في حمص (وسط). كما تُمسك بحقل الشاعر، أكبر حقول الغاز، وحقول صدد وآراك في حمص. وتوجد نقاط تمركز عدة لجنود روس في مناطق سيطرة النظام. وعلى مرّ السنوات الماضية، شارك أكثر من 63 ألف جندي روسي في العمليات العسكرية في سوريا، وفق موسكو. وليس معروفاً عدد القوات الروسية الموجودة حالياً في سوريا. لكن أبرز قاعدتين عسكريتين روسيتين في سوريا، هما قاعدة جوية رئيسية في مطار حميميم قرب مدينة اللاذقية الساحلية، وأخرى في ميناء طرطوس الذي تستثمره أساساً شركة روسية.

المقاتلون الأكراد

في عام 2012، أعلن الأكراد إقامة «إدارة ذاتية» في مناطق نفوذهم (في الشمال والشرق)، بعد انسحاب قوات النظام من جزء كبير منها من دون مواجهات، وتوسعت هذه المناطق تدريجياً بعدما خاض المقاتلون الأكراد بدعم أميركي معارك عنيفة لطرد «داعش». وفي عام 2015، تأسست قوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية وضمنها فصائل عربية وسريانية مسيحية، وباتت تعد اليوم بمثابة الجناح العسكري للإدارة الذاتية. وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي شكّلت رأس حربة في القتال ضد تنظيم «داعش»، اليوم على نحو 30 في المائة من مساحة سوريا، وتعدّ ثاني قوة عسكرية مسيطرة على الأرض بعد الجيش السوري. وتسيطر تلك القوات اليوم على محافظة الحسكة (شمال شرق)، حيث توجد قوات النظام في بضعة أحياء عبر مؤسسات في مدينتي القامشلي والحسكة. كما تسيطر على غالبية محافظة الرقة بما فيها المدينة التي شكلت لسنوات معقلاً لتنظيم «داعش». كما تسيطر على أجزاء من ريف محافظة حلب الشمالي الشرقي، وعلى نصف محافظة دير الزور. تقع تحت سيطرتها أبرز حقول النفط السورية، وبينها العمر، وهو الأكبر في البلاد، والتنك وجفرا في دير الزور، فضلاً عن حقول أصغر في الحسكة والرقة. وكذلك حقلا كونيكو للغاز في دير الزور والسويدية في الحسكة. وتنتشر قوات أميركية ضمن التحالف الدولي ضد المتطرفين في قواعد عدة في مناطق سيطرة الأكراد. كما توجد في جنوب سوريا في قاعدة التنف التي أنشئت في عام 2016، وتقع بالقرب من الحدود الأردنية العراقية، وتتمتع بأهمية استراتيجية كونها تقع على طريق بغداد - دمشق.

تركيا والفصائل

منذ عام 2016، شنّت تركيا مع فصائل سورية موالية لها عمليات عسكرية عدة في شمال سوريا، مستهدفة خصوصاً المقاتلين الأكراد لإبعادهم عن حدودها. وتسيطر القوات التركية والفصائل الموالية لها على شريط حدودي يمتد من جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي إلى عفرين في ريفها الغربي، مروراً بمدن رئيسية مثل الباب وأعزاز. كما يسيطرون على منطقة حدودية منفصلة بطول 120 كيلومتراً بين مدينتي رأس العين وتل أبيض الحدوديتين. وتضم الفصائل الموالية لأنقرة والمنضوية فيما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري»، مقاتلين سابقين في مجموعات معارضة، مثل «جيش الإسلام» الذي كان يعد الفصيل المعارض الأبرز قرب دمشق. ومن بين الفصائل، مجموعات تنشط أساساً في الشمال مثل فصيل «السلطان مراد»، وأخرى برزت مع العمليات العسكرية التركية، وبينها فصيلا «الحمزة» و«سليمان شاه».

هيئة تحرير الشام

خسرت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) مناطق عدة تدريجياً على وقع عمليات عسكرية لقوات النظام بدعم روسي. وباتت اليوم تسيطر على نحو نصف محافظة إدلب (شمال غرب) وأجزاء محدودة من محافظات حلب وحماة واللاذقية المحاذية. وتوجد في المنطقة أيضاً فصائل مقاتلة أقل نفوذاً، فضلاً عن مجموعات أخرى تراجعت قوتها تدريجياً مثل «الحزب الإسلامي التركستاني» الذي يضم مقاتلين من الأويغور.

تنظيم «داعش»

بعدما سيطر عام 2014 على مساحات واسعة في سوريا والعراق، مُني التنظيم المتطرف بهزائم متتالية في البلدين وصولاً إلى تجريده من كل مناطق سيطرته عام 2019. ومنذ ذلك الحين قُتل 4 زعماء للتنظيم، لكن عناصره المتوارين لا يزالون قادرين على شنّ هجمات، وإن كانت محدودة، ضد جهات عدّة. وغالباً ما يتبنى هجمات ضد قوات النظام في منطقة البادية السورية الشاسعة المساحة وغير المأهولة بمعظمها والتي انكفأ إليها مقاتلوه. ولا يزال ينشط مقاتلوه أيضاً في محافظة دير الزور ويشنون عمليات ضد قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية.

الإدارة الذاتية الكردية: هجوم حمص «استهداف لكل سوريا»... وتركيا والموالون لها نفذوه

بيروت: «الشرق الأوسط».. أدانت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا، اليوم الجمعة، الهجوم على الكلية الحربية في حمص الذي أودى بحياة العشرات، ووصفته بأنه «استهداف لكل سوريا»، واتهمت تركيا وعناصر موالية لها بتنفيذه. وقالت الإدارة الكردية، في بيان، إنه يجب على القوى الوطنية السورية توحيد مواقفها تجاه تركيا بشكل عاجل بهدف إخراجها من سوريا. وأضافت أن من الضروري العمل «بشكل عاجل لوحدة القرار نحو إنهاء احتلال تركيا لسوريا وإخراجها منها، ومنع هذه المساعي التخريبية التي تمارسها تركيا بحق سوريا وشعبها». وشهدت سوريا أمس هجوماً على الكلية الحربية في حمص أسفر عن مقتل 89 شخصاً وفقاً لوزارة الصحة.

الأكراد ينتقدون «صمت دمشق» إزاء الهجمات التركية

أحزاب وتنظيمات سياسية تنشد دوراً عربياً لردع أنقرة

الشرق الاوسط...القامشلي: كمال شيخو..طالبت أحزاب وتنظيمات سياسية في سوريا جامعة الدول العربية بالتدخل لـ«ردع» الهجمات التركية على الأراضي السورية. وأدان «مجلس سوريا الديمقراطية»، الجناح السياسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، بأشد العبارات ما وصفه بـ«العدوان التركي» على مناطق شمال شرق سوريا، مشيراً في بيان الجمعة إلى أن طائرات ومسيّرات حربية تركية «شنّت سلسلة هجمات على منشآت الطاقة والمرافق الحيوية بشكل عدائي ووحشي غير مسبوق»، في إشارة إلى الضربات التي تقول تركيا إنها تنفذها في شمال وشمال شرق سوريا رداً على هجوم تبناه حزب كردي في أنقرة الأحد الماضي. وقالت فوزة يوسف، وهي مسؤولة كردية بارزة في شمال شرق سوريا: إن الهجمات التركية تُعد جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً لمواثيق الأمم المتحدة. وحمّلت يوسف الحكومة السورية مسؤولية حماية سيادة حدود الدولة ومجالها الجوي في مواجهة الضربات التركية، في وقت دعت «دائرة العلاقات الخارجية» بالإدارة الذاتية التي تدير شمال شرق سوريا ويهيمن عليها الأكراد، المجتمع الدولي والولايات المتحدة وروسيا إلى اتخاذ «مواقف صريحة وواضحة»، وإلا فإن ما تقوم به تركيا «سيخلق فوضى وأزمات كارثية». وفي حصيلة غير نهائية، استهدفت المسيّرات التركية خلال الـ48 ساعة الماضية 52 موقعاً عسكرياً ومدنياً في مناطق شمال شرق سوريا، بما في ذلك 19 منشأة تعدّ من البنى التحتية و22 مبنى سكنياً و11 موقعاً عسكرياً، إضافة إلى 5 مواقع للقوات النظامية المنتشرة في محيط المناطق التي تعرضت للقصف. وأسفر القصف التركي عن سقوط 11 قتيلاً هم 7 عسكريين و4 ضحايا مدنيين. وفي هذا الإطار، أفيد بأن المسيّرات التركية قصفت 19 موقعاً في مدينة القامشلي بريف الحسكة، و12 موقعاً بمحافظة الحسكة، و3 مواقع في بلدة المالكية (ديريك) التابعة للحسكة، وثلاثة مواقع في مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، و14 موقعاً في مناطق الشهباء بريف حلب الشمالي. وتعقيباً على سلسلة الهجمات التركية وتصاعد وتيرتها، قالت فوزة يوسف عضو الهيئة الرئاسية لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي (الذي يشارك في قيادة الإدارة الذاتية بشمال وشمال شرق البلاد)، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: إن ما تقوم به تركيا يمثّل استمراراً لـ«حرب الإبادة ضد الشعب الكردي وشعوب المنطقة»، على حد تعبيرها. وأشارت إلى أن استهداف المدنيين والبنية التحتية «يعدّ جريمة حرب وانتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية. هدف هذه الهجمات تفريغ المنطقة من سكانها الأصليين وتحقيق المطامع التوسعية (لتركيا)»، علماً أن أنقرة تؤكد أن هجماتها تستهدف فقط التنظيمات الإرهابية الكردية الناشطة في شمال شرق سوريا. وانتقدت المسؤولة الكردية موقف حكومة دمشق من تصاعد الهجمات التركية. وأضافت: «حكومة دمشق لم تبدِ أي موقف حتى الآن ضد الهجمات التركية، وصمتها موقف مخجل، وبعيد عن روح المسؤولية، فالحكومة مسؤولة عن حماية سيادة كامل حدودها والقيام بواجباتها». وأصدرت أحزاب وتنظيمات سياسية بياناً خلال مؤتمر صحافي عُقد في القامشلي اليوم نددت فيه بالهجمات التركية، واتهمت أنقرة بـ«خلق الذرائع» لتبرير ما تقوم به. ومن بين الأحزاب الموقّعة على البيان، «الحزب السوري القومي الاجتماعي» و«تيار اليسار الثوري» و«حزب الاتحاد الديمقراطي»، و«الهيئة الوطنية العربية» و«تيار طريق التغيير السلمي» و15 حزباً وجهة سياسية. وناشدت هذه التنظيمات الجامعة العربية تحمل مسؤولياتها والتدخل الفوري «لوقف العدوان التركي»، بحسب ما ورد في البيان. كما رفض «مجلس سوريا الديمقراطية» عبر بيان نُشر على حسابه الرسمي في منصة «إكس» الهجمات التركية على مناطق الإدارة الذاتية بأقصى شمال شرقي سوريا، ونفت «صحة المزاعم التركية حول عبور منفّذي هجوم أنقرة الأخير من مناطق شمال وشرق سوريا»، مؤكدة أن هدف الهجمات التركية يتمثل في ضرب الأمن والاستقرار «الذي حققته قوات التحالف الدولي ضد (داعش) بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية». بدورها؛ طالبت «دائرة العلاقات الخارجية» بالإدارة الذاتية المجتمع الدولي والأطراف الضامنة لاتفاقات خفض التصعيد، وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية، باتخاذ «مواقف صريحة وواضحة، وإلا ستُقوّض جهود خفض التصعيد». وقال رئيس المسؤول في الإدارة الذاتية بدران جيا كرد في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن الصمت والتخاذل في هذا السياق غير مقبول؛ فالتهديدات التركية لمناطقنا والاعتداءات بهذا الشكل الوحشي ستؤدي إلى كوارث إنسانية خطيرة، وتعزز من نشاط التنظيمات الإرهابية وتُقوض جهودنا في مكافحتها».

«مذبحة الضباط»..سوريا تتأهب لـ«أيام ساخنة»..

الطيران الروسي يشارك في قصف المعارضة بإدلب... والمواجهات تتصاعد بين تركيا والأكراد

دمشق: «الشرق الأوسط» أنقرة: سعيد عبد الرازق القامشلي: كمال شيخو.. بدأت سوريا، أمس (الجمعة)، تشييع ضحايا «مذبحة الضباط» في مدينة حمص، وسط مخاوف من أيام ساخنة في ظل مؤشرات على نية القوات الحكومية الانتقام للضحايا الذين بلغت حصيلتهم رسمياً 89 قتيلاً و277 جريحاً من العسكريين والمدنيين، بينما وضعت مصادر حقوقية الرقم بحدود 123 قتيلاً. وفيما كانت مناطق الحكومة تدفن ضحاياها، كانت مناطق المعارضة المسلحة في شمال غربي البلاد تتعرض لقصف عنيف نفذته القوات النظامية وطائرات حربية روسية. ووسط حالة حداد عام أعلنتها الحكومة السورية، شهدت حمص، أمس، تشييع أول دفعة من ضحايا الهجوم بطائرات مسيّرة على الكلية الحربية في المدينة، وذكرت مصادر سورية أن هجوماً جديداً بـ6 طائرات مسيّرة تم إحباطه على أطراف مدينة حمص، فيما يؤشر إلى أن منفذي الهجوم الأول كانوا ينوون تكرار المذبحة، ربما خلال تشييع الضحايا. وقال وزير الدفاع السوري العماد علي عباس خلال تشييع عدد من الضحايا: «الشهداء الذين ارتقوا (أمس) ثمن دمائهم غالٍ جداً». واتهمت قيادة الجيش السوري «التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة» باستهداف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية. وفي حين لم تحدد الحكومة هوية هذه التنظيمات، فإن القصف الذي نفذته قواتها على إدلب أعطى مؤشراً واضحاً إلى أن الاتهام موجه إلى جماعات مسلحة ناشطة في شمال غربي البلاد، وهي منطقة تهيمن عليها «هيئة تحرير الشام». ودخل الطيران الروسي على الخط أمس من خلال تنفيذ غارات على جسر الشغور التي تتمركز في محيطها جماعات متشددة. وأفاد ناشطون في إدلب بأن ما لا يقل عن 12 شخصاً قُتلوا و49 جرحوا في قصف القوات الحكومية وغارات الطيران الروسي أمس. في غضون ذلك، تصاعدت حدة المواجهات بين الجيش التركي و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي يهمين عليها الأكراد في شمال وشمال غربي البلاد. وأعلنت أنقرة قتل 26 من القوات الكردية التي زعمت، في المقابل، أنها قتلت 5 جنود أتراك، وهو أمر نفته تركيا التي أقرت فقط بمقتل جندي واحد.

لليوم الثاني على التوالي... قتلى وجرحى في قصف على إدلب

الشرق الاوسط...إدلب: حباء شحادة.. أفاد ناشطون بمقتل 16 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال وثلاث نساء، خلال يومي الخميس والجمعة، فيما أصيب مائة آخرون، بينهم 31 طفلاً و24 امرأة، في تصعيد لهجمات القوات النظامية السورية وحليفتها روسيا على مدينة إدلب وريفها بشمال غربي البلاد. وأحصت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) استهداف ما يزيد على ثلاثين مدينة وبلدة وقرية ضمن المنطقة، مع توثيق استخدام ذخائر حارقة خلال قصف مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي صباح الجمعة. الرعب «لا يوصف»، حسبما قال لـ«الشرق الأوسط» أحمد أبو حمزة، أحد المقيمين في بلدة بداما بريف جسر الشغور الغربي، مشيراً إلى أن هذا القصف العنيف لم تشهده المنطقة منذ سنوات. سقطت ثماني قذائف في محيط منزل أحمد، ما تسبب بجرح أخيه بشظايا اخترقت رأسه ويده، إضافة إلى إصابة 14 آخرين من أهالي البلدة. وبعدما أشار إلى دمار «واسع» سببته غارتان جويتان للطيران الروسي في المنطقة، تحدث عن «رعب عاشه الأطفال والنساء وما زالوا يعيشونه إلى الآن كبير جداً». ووصف نائب مدير الدفاع المدني للشؤون الإنسانية، منير مصطفى، هجمات قوات الحكومة السورية على المواقع المدنية في إدلب بـ«الإرهابية»، وأشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الاستهداف «ممنهج للمراكز الحيوية، وليس عشوائياً».

أقسام العناية «ممتلئة»

وقد استقبل مشفى المحافظة في مدينة إدلب، الذي تديره «الجمعية الطبية السورية الأميركية» (سامز)، عدداً كبيراً من الجرحى من داخل المدينة ومن المناطق المجاورة خلال اليومين الماضيين، ووصف الممرض في قسم الإسعاف عبد المولى حلاج لـ«الشرق الأوسط» الوضع بـ«المأساوي». وقال حلاج إن هناك نقصاً في أسرة قسم العناية مع استمرار العمليات الجراحية لمعالجة المصابين بشظايا القذائف والصواريخ، ومعاناة المشافي الأخرى ضمن المدينة من الضغط ذاته. وأضاف: «سابقاً كنا نعالج حالات القصف مرة أو اثنتين خلال الأسبوع لكن القصف الآن رهيب، فهو على جميع المناطق». ويضطر العاملون في مجال الصحة للاختيار للدوام لساعات طويلة متواصلة غير قادرين على العودة لمنازلهم والاطمئنان على عائلاتهم. وأشار حلاج إلى أن البعض من زملائه طلبوا إجازات ليتمكنوا من نقل عائلاتهم إلى مكان آمن ليستطيعوا العودة لمتابعة العمل. وصباح يوم الأربعاء تسبب قصف قوات النظام لمدينة سرمين في ريف إدلب الغربي، بمقتل طفلة وإصابة آخرين، تلاه استهداف لمنزل في محيط بلدة كفرنوران في ريف حلب الغربي، منتصف ليلة الخميس، تسبب بمقتل خمسة أفراد من عائلة واحدة. وتزامن اشتداد القصف واتساع رقعته مع تفجير في الكلية الحربية بحمص، عصر يوم الخميس، وهو ما تسبب في مقتل وإصابة العشرات، حسبما نقلت وسائل الإعلام التابعة للحكومة السورية.

«قوات سوريا الديمقراطية»: قصف تركي عنيف على مدينة عين العرب

بيروت: «الشرق الأوسط».. قال مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) فرهاد شامي، مساء الجمعة، إن الطائرات التركية تنفذ غارات عنيفة على مدينة عين العرب (كوباني). وأضاف عبر منصة «إكس»، أن «المدينة التي هزمت تنظيم داعش تتعرض الآن لقصف مكثف ووحشي من جانب الطائرات الحربية التركية إلى جانب قصف منطقتي عامودا وديريك». في الوقت نفسه، قالت وكالة أنباء «هاوار» الكردية إن طائرات مسيرة تركية قصفت صوامع الحبوب في ريف ناحية عامودا الشرقي، وفق ما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي». وفي أنقرة، ذكرت وكالة «الأناضول» للأنباء أن وزارة الدفاع التركية أعلنت قصف 15 هدفاً لـ«حزب العمال الكردستاني» و«قوات حماية الشعب الكردية» في شمال سوريا، إضافة إلى «تحييد» مسلحين وتدمير عدد من مخازن الذخيرة. وفي وقت سابق من اليوم، قال شامي في حديث لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إن القصف التركي لشمال سوريا استهدف منشآت مدنية ومؤسسات خدمية. وأكد شامي تدمير 5 منشآت لتوليد الكهرباء تغذي مناطق واسعة في الشمال السوري وتخدم أكثر من 2.5 مليون شخص من أهالي المنطقة، إضافة إلى تدمير 8 محطات للنفط ومحطة الغاز الأساسية والوحيدة التي تورد الغاز للسكان.

هذه المعلومات المتوفرة حول الهجوم على الكلية الحربية في حمص

تساؤلات عدّة تطرح حول الجهة القادرة على استهداف مقر عسكري بهذا الحجم والأسلوب في محافظة يسيطر عليها الجيش بالكامل

العربية نت...حمص – فرانس برس.... يثير الهجوم الدامي على الكلية الحربية في وسط سوريا، والذي اتهمت دمشق مجموعات "إرهابية" بتنفيذه، تساؤلات عدّة حول الجهة القادرة على استهداف مقر عسكري بهذا الحجم والأسلوب في محافظة يسيطر عليها الجيش بالكامل. ما هي المعلومات المتوافرة عن الهجوم الذي لم يتبن أي طرف تنفيذه بعد؟ وما هي دلالاته بعد أكثر من 12 عاماً من نزاع مدمر؟

كيف وقع الهجوم؟

فور انتهاء حفل تخرّج ضبّاط من الكلية الحربية في مدينة حمص في وسط البلاد، وبينما كانت عائلات الضباط تحتفي بهم في باحة الكلية، وجد الحاضرون أنفسهم يتعرضون لرشقات نارية تبيّن لاحقاً أن مصدرها طائرات مسيّرة. ويستعيد سليمان عساف (69 عاماً) الذي كان يحضر حفل تخرّج ابن شقيقه، تلك اللحظات بالقول لوكالة "فرانس برس": "كان الناس يضحكون ويلتقطون الصور.. وفجأة دوى صوت انفجار. لم نعرف ماذا حدث". ويضيف: "بدأ الجميع يركضون كالمجانين والجثث ملقاة على الأرض، ثم فقدت الوعي لأستيقظ داخل غرفة المشفى وحولي أناس يبكون وينتحبون، وقد فقدت ابن شقيقي". وبتأثر شديد، يقول عساف على هامش مراسم التشييع في المستشفى العسكري في حمص: "لم يسمحوا لنا بإلقاء نظرة الوداع عليه، لأن الجثة تشوّهت بشكل كبير. لا أصدّق ماذا جرى، أتمنى أن يكون كابوساً وأستيقظ منه". وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الذعر والفوضى وضحايا أرضاً وجرحى يستغيثون بينما تُسمع في الخلفية أصوات رشقات نارية خلال الهجوم. وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 123، بينهم 54 مدنياً، ضمنهم 39 طفلاً وسيدة من ذوي الضباط. وأحصى كذلك إصابة 150 آخرين بجروح. وأحصى الإعلام الرسمي السوري صباح الجمعة مقتل 89 شخصاً، وإصابة 277 آخرين بجروح.

من يقف خلف الهجوم؟

لم تتبن أي جهة المسؤولية عن الهجوم الذي طال الكلية الحربية، وهي أكاديمية تخرّج منها أركان الجيش وقياداته على مر عقود، بدءاً من الرئيس الراحل حافظ الأسد مروراً بابنيه الرئيس الحالي بشار وشقيقه ماهر وقادة عسكريين. سارع الجيش السوري إلى اتهام "التنظيمات الإرهابية المسلحة" بتنفيذ الهجوم "عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة". وأكد أنه "سيردّ بكل قوة وحزم". وبدأ على الفور حملة قصف مدفعي على مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل متحالفة معها في محافظة إدلب (شمال غرب) ومحيطها. وانضمت القوات الروسية إلى الحملة، الجمعة، بتنفيذها غارات عدة في المنطقة، ما يعني عملياً توجيه دمشق وداعمتها موسكو أصابع الاتهام إلى الفصائل في منطقة إدلب الحدودية مع تركيا. إذا صحّ أن تلك الفصائل نفّذته، فسيكون الأول بهذا الحجم وبهذا الأسلوب. ويوضح الباحث في الشأن السوري في مركز "سنتشوري انترناشونال" آرون لوند، أنه لا تتوفر حتى اللحظة "تفاصيل كافية للتكهن" حول هوية الجهة المنفّذة. ويقول لـ"فرانس برس": "رأينا في السابق هجمات كثيرة بطائرات مسيّرة انطلاقاً من إدلب، بما في ذلك استهداف الطائرات الروسية في قاعدة حميميم على الساحل، لكن التفاصيل حول من شغّل تلك المسيّرات كانت دائماً غامضة نوعاً ما". ويضيف: "هل هي هيئة تحرير الشام أم تركيا أم خليط من الاثنين؟" لافتاً إلى أن كلا من هذه الأطراف قد يكون نفّذ الهجوم. وتستخدم فصائل متطرفة عدة، بينها هيئة تحرير الشام وتنظيم داعش، أحيانًا طائرات مسيّرة لاستهداف مواقع عسكرية تابعة للقوات الحكومية أو حلفائها. ووقع الهجوم بعد دقائق معدودة من مغادرة وزير الدفاع علي محمود عباس لحفل التخرّج. وتحدّث "الائتلاف الوطني السوري"، أبرز تشكيلات المعارضة السياسية في المنفى، في بيان عن مسؤولية دمشق عن عمليات "إجرامية وإرهابية" في مناطق سيطرتها. لكن لوند يستبعد تماماً هذا السيناريو انطلاقاً من أن "هذا النوع من الفوضى والخسائر في الأرواح يجعل القيادة السورية تبدو سيئة في دائرة ناخبيها الأساسيين". من جهته، يرجّح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن يكون "تجميع المسيرات قد جرى في حمص وتم إطلاقها من مكان قريب، ما يفسر سبب عدم رصدها من رادارات أو تصدي الدفاعات الجوية لها"، من دون أن يتوفر لديه في الوقت ذاته تصور حول "هوية الجهة المنفذة".

لماذا استهداف الكلية الحربية؟

جاء استهداف الكلية الحربية ذات الأهمية العسكرية البالغة بعد 12 عاماً من نزاع دام أنهك الاقتصاد والبنى التحتية وشرّد وهجّر ملايين السكان. ويشرح لوند: "الجيش هو العمود الفقري للنظام في سوريا، والكلية الحربية في حمص هي حيث يتدرّب ضباطه منذ نشأة الدولة السورية"، مشيراً إلى أن كل الذين "يمسكون بزمام الأمور في سوريا" عسكرياً، تخرجوا منها. ولا يستبعد "بالنظر إلى كيفية عمل النخبة الأمنية في سوريا أن بعض من قتلوا هم بلا شك من عائلات عسكرية من الجيل الثاني أو الثالث، أي من أبناء كبار الضباط وأبناء أشقائهم" وأقاربهم. ومنذ سنوات، يردّ محللون قدرة الأسد على الصمود خلال سنوات النزاع في جزء كبير منها إلى تماسك ضباط الجيش وولائهم. وانطلاقاً من أن الهجوم وقع قرب "عقر دار النخبة الحاكمة في سوريا"، يقول لوند "أعتقد أن ردود الفعل الرسمية القوية يجب أن يُنظر إليها من هذا السياق".

بعد إسقاط المسيّرة بسوريا.. تركيا وأميركا تنسقان لتجنب حوادث مماثلة..

بلينكن وفيدان أكدا أن لدى الولايات المتحدة وتركيا هدفا مشتركا يتمثل في هزيمة التهديدات الإرهابية

العربية.نت... قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن الوزير أنتوني بلينكن، سلط الضوء على حاجة الولايات المتحدة وتركيا إلى "تنسيق وفصل" أنشطتهما، وذلك خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة، نقلا عن رويترز. وأضاف المتحدث في بيان أن بلينكن وفيدان أكدا أن لدى الولايات المتحدة وتركيا هدفا مشتركا يتمثل في هزيمة التهديدات الإرهابية. ووفقا للبيان الصادر من وزارة الخارجية التركية، أجرى فيدان اتصالا هاتفيًا، الجمعة، مع بلينكن. وأكد فيدان أن الولايات المتحدة كحليف يجب أن تتخلى عن التعاون مع وحدات حماية الشعب - التي تعتبرها أنقرة إرهابية - في شمال سوريا، وشدد على أن جهود تركيا في مكافحة الإرهاب في العراق وسوريا ستستمر بقوة. وفي سياق العمليات الجارية لتركيا في المنطقة، تمت مناقشة آلية وقف الأعمال العدائية بين تركيا والقوات الأميركية في العراق وسوريا، وتم التوصل إلى اتفاق بشأن تشغيل هذه الآلية بشكل فعال دون عراقيل تجاه جهود مكافحة الإرهاب، وذلك في سياق إسقاط واحدة من طائراتنا المسيرة. كما تمت مناقشة موضوع توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بحسب نص البيان. وفي وقت سابق من الجمعة، قالت تركيا إن إحدى طائراتها المسيرة فُقدت خلال عمليات ضد مسلحين أكراد في شمال شرق سوريا بسبب "تقديرات فنية مختلفة" مع أطراف ثالثة على الأرض، مضيفة أن أنقرة ستواصل ضرب أهداف المسلحين الأكراد في سوريا والعراق. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أعلنت أن الولايات المتحدة أسقطت، أمس الخميس، طائرة تركية مسيرة مسلحة كانت تحلق بالقرب من قواتها في سوريا، وهي المرة الأولى التي تسقط فيها واشنطن طائرة تابعة لتركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي. وقال متحدث باسم البنتاغون، إن طائرات مسيرة تركية شوهدت وهي تنفذ ضربات جوية في الحسكة بشمال شرق سوريا، وإن طائرة مسيرة اقتربت من مسافة تقل عن نصف كيلومتر من القوات الأميركية، وبالتالي اعتبرت تشكل تهديدا وأسقطتها طائرة من طراز إف-16. من جهتها، قالت وزارة الخارجية التركية في بيان اليوم، إنها تعمل مع الأطراف المعنية على الأرض لتحسين عمل آليات عدم الصراع على الأرض، دون أن تذكر اسم دولة بعينها. وأضافت أن إسقاط طائرتها المسيرة لن يؤثر على عمليات أنقرة العسكرية في المنطقة. وفي وقت سابق من اليوم، قالت وزارة الدفاع التركية إن الجيش "حيد" 26 مسلحاً كردياً في شمال سوريا خلال الليل رداً على هجوم صاروخي على قاعدة تركية وذلك في تصعيد للتوتر بعد نحو أسبوع من هجوم بقنبلة في أنقرة. وتستخدم تركيا عادة مصطلح "تحييد" للإشارة إلى القتل. وقالت أنقرة إن الهجوم الصاروخي الذي نفذته وحدات حماية الشعب الكردية السورية على القاعدة التركية أدى لمقتل شرطي تركي وإصابة سبعة ضباط وجنود في منطقة دابق بشمال غرب سوريا، مساء أمس الخميس. وأضافت الوزارة أن تركيا شنت ضربات جوية بشكل منفصل، ودمرت 30 هدفاً للمسلحين الأكراد في أماكن أخرى بشمال سوريا، منها بئر نفط ومنشأة تخزين ومخابئ. وكان حزب العمال الكردستاني المحظور قد أعلن مسؤوليته عن التفجير الذي وقع يوم الأحد في أنقرة وأدى إلى مقتل منفذي الهجوم الاثنين وإصابة شرطيين. وقالت تركيا إن منفذي الهجوم جاءا من سوريا لكن قوات سوريا الديمقراطية السورية نفت ذلك. وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب على أنها منظمة إرهابية، وتقول إنها لا يمكن تمييزها عن حزب العمال الكردستاني الذي حمل السلاح ضد الدولة التركية منذ عام 1984 في صراع قتل فيه أكثر من 40 ألفا. وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني، وليس وحدات حماية الشعب، على أنه منظمة إرهابية. ووحدات حماية الشعب هي أبرز مكون في قوات سوريا الديمقراطية المشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش. وقد تسبب الدعم الأميركي لهذه الوحدات منذ فترة طويلة في توتر العلاقات مع تركيا. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن الهجمات التركية أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص منذ تفجير أنقرة. وقالت أنقرة، أمس الخميس، إن تنفيذ عملية برية في سوريا هو أحد الخيارات التي يمكن أن تدرسها. ونفذت تركيا عدة عمليات توغل بري من قبل في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب.

التحالف الدولي لمكافحة داعش: ضربات جوية "غير منسقة" نُفذّت قرب قواتنا في سوريا

التحالف: "نحتفظ بحقنا الأصيل الثابت في الدفاع عن النفس في أي وقت عندما نواجه تهديدات تضع قواتنا في طريق الخطر"

العربية.نت.. قال التحالف الدولي لمكافحة داعش، إن ضربات جوية "غير منسقة" نُفذّت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بالقرب من قوات التحالف في سوريا. وأضاف التحالف في بيان: "نعارض الأعمال التي تعرض سلامة قواتنا والقوات الشريكة والسكان المدنيين للخطر وتشتيت الانتباه عن التزامنا المشترك لهزيمة دائمة لتنظيم داعش". وتابع: "نحتفظ بحقنا الأصيل الثابت في الدفاع عن النفس في أي وقت عندما نواجه تهديدات تضع قواتنا في طريق الخطر". وفي وقت سابق الجمعة، ذكرت وكالة أنباء الأناضول أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أكد لنظيره الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده ستواصل عملياتها في العراق وسوريا. وأضافت الوكالة أن فيدان شدد لبلينكن على "ضرورة تخلي واشنطن عن العمل مع وحدات حماية الشعب الكردية بشمال سوريا". كما نقلت الوكالة عن بيان لوزارة الدفاع التركية، الخميس، تدمير 30 هدفا لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا و"تحييد" العديد من المسلحين.

حمص.. قصف الجيش السوري على ريفي حلب وإدلب يخلف 19 قتيلا و74 مصابا

أعلنت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) مقتل 4 مدنيين، وإصابة 12 آخرين، جراء قصف صاروخي نفذته قوات الجيش السوري مساء اليوم الجمعة استهدف الأحياء السكنية وسط مدينة إدلب

العربية.نت.. استمر القصف على مناطق سيطرة الفصائل المسلجة في شمال غرب سوريا مساء الجمعة، ما تسبب في مقتل 9 مدنيين إضافيين، وجاء ذلك رداً على هجوم بطائرة مسيّرة في اليوم السابق على الكلية الحربية في حمص والذي خلف أكثر من 100 قتيل. ومساء الجمعة، استأنف الجيش السوري الذي توعّد بأنه "سيردّ بكل قوة وحزم"، القصف الانتقامي على آخر معقل للمتمردين في شمال غرب البلاد والذي أسفر عن مقتل 24 مدنيا على الأقل خلال 24 ساعة تقريبا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلا عن فرانس برس. وأفادت المنظمة غير الحكومية مساء بمقتل 9 مدنيين، بينهم 5 قصّر، في قصف براجمات الصواريخ على محافظة إدلب. وفي مستشفى في مدينة إدلب، بدا العاملون مثقلين جراء تدفق الجرحى، بحسب مراسل وكالة فرانس برس. وكانت الشوارع شبه مقفرة، بعدما احتمى السكان في منازلهم وسط شائعات عن ضربات جديدة. كما واصلت الطائرات الروسية غاراتها على محيط إدلب. وفي وقت سابق من الجمعة، قُتل طفل في غارة روسية، بحسب المرصد. والهجوم على الكلية الحربية في مدينة حمص الواقعة في وسط البلاد والخاضعة لسيطرة دمشق، أحد أكثر الهجمات دموية ضد الجيش منذ بدء الحرب عام 2011. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وقد استعاد الجيش السوري السيطرة على حمص في عام 2017 بعد أن كانت معقلا للمعارضة المسلحة. وتستخدم فصائل مسلحة تسيطر على جزء من الأراضي السورية وكذلك تنظيم داعش في بعض الأحيان طائرات مسيّرة لمهاجمة القوات السورية وحليفتها الروسية. ومن جانبها، أعلنت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، في حصيلة مختلفة عن المرصد السوري، مقتل 4 مدنيين، وإصابة 12 آخرين، جراء قصف صاروخي نفذته قوات الجيش السوري مساء اليوم الجمعة استهدف الأحياء السكنية وسط مدينة إدلب، ليرتفع إجمالي الضحايا المدنيين في القصف المستمر منذ الخميس إلى 19 قتيلا و47 مصابا، نقلا عن وكالة أنباء العالم العربي. وقالت المنظمة عبر منصة إكس (تويتر سابقا) إن فرقا تابعة لها "أسعفت عددا من المصابين، وانتشلت جثامين عدد من القتلى، وتفقدت الأماكن المستهدفة، وأخلت مدنيين منها". كانت المنظمة قد ذكرت في وقت سابق من الجمعة أن 15 مدنيا لقوا حتفهم في هجمات شنتها قوات النظام على مدن وبلدات ريفي إدلب وحلب في شمال غرب البلاد منذ أمس الخميس، في حين أصيب 62 مدنيا منهم 18 طفلا و13 امرأة. في غضون ذلك، ذكرت صحيفة "الوطن" السورية أن الجيش السوري قصف مواقع مسلحي "جبهة النصرة" بريف حلب الغربي بالصواريخ والمدفعية. وفي وقت سابق الجمعة، قالت الخوذ البيضاء إن هجمات الجيش السوري "تصاعدت بشكل ملحوظ" بريفي حلب وإدلب خلال الأيام الثلاثة الماضية، معتبرة إياها "انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر صراحة استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية. وطالبت المنظمة السورية في بيان المجتمع الدولي بإيجاد صيغة تضمن توقف حكومة الرئيس السوري بشار الأسد عن "الاستهداف الممنهج للسكان"، بحسب نص البيان. كما أكدت على ضرورة اتخاذ "إجراءات حاسمة لوضع حد لهذه الهجمات المتواصلة على أرواح الأبرياء وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة".

ضربات جوية تركية تدمر 15 هدفا لمسلحين أكراد شمال سوريا

الأهداف التي تم تدميرها شملت قاعدة لمتشددين وملاجئ ومستودعات يعتقد أن المسلحين كانوا بداخلها

العربية نت..أنقرة - رويترز .. قالت وزارة الدفاع التركية إن الجيش نفذ ضربات جوية جديدة في شمال سوريا مساء اليوم الجمعة ودمر 15 هدفا للمسلحين الأكراد، مضيفة أنه تم "تحييد" العديد من المسلحين في الهجوم. وتابعت الوزارة في بيان أن الأهداف التي تم تدميرها شملت قاعدة لمتشددين وملاجئ ومستودعات يعتقد أن المسلحين كانوا بداخلها. ولم تكشف الوزارة المناطق التي استهدفتها الضربات الجوية. وفي وقت سابق الجمعة، شنت قوات الأمن التركية هجوما على مسلحين أكراد في شمال سوريا وشرق تركيا، وقالت أنقرة إنها ستواصل تدمير قدرات المسلحين في جميع أنحاء المنطقة بعد ما يقرب من أسبوع من هجوم بقنبلة في أنقرة. وأعلنت وزارة الدفاع التركية إن الجيش "حيد" 26 مسلحا كرديا في شمال سوريا ليل الخميس ردا على هجوم صاروخي على قاعدة تركية.وتستخدم تركيا عادة مصطلح "تحييد" للإشارة إلى القتل. وقالت أنقرة إن الهجوم الصاروخي الذي نفذته وحدات حماية الشعب الكردية السورية على القاعدة التركية أدى لمقتل شرطي تركي وإصابة 7 ضباط وجنود في منطقة دابق بشمال غرب سوريا مساء أمس الخميس. وأضافت الوزارة أن تركيا شنت ضربات جوية بشكل منفصل، الخميس، ودمرت 30 هدفا للمسلحين الأكراد في أماكن أخرى بشمال سوريا، منها بئر نفط ومنشأة تخزين ومخابئ. وقالت وزارة الخارجية في بيان: "كما حدث في العراق، سيستمر تدمير جميع قدرات ومصادر دخل المنظمة الإرهابية في سوريا بطريقة منهجية". وأفاد وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا في بيان أنه تم "تحييد" اثنين من مسلحي حزب العمال الكردستاني في منطقة أغري الشرقية في اشتباك مع القوات الخاصة خلال عملية بطائرات مسيرة قتالية ودعم مروحيات هجومية. وأضاف أن شرطة مكافحة الإرهاب اعتقلت 75 شخصا يشتبه في أن لهم صلات بحزب العمال الكردستاني في عملية شملت 11 منطقة.

«الدفاع التركية»: دمرنا 15 هدفاً لمسلحين أكراد بضربات جوية شمال سورية

الراي...قالت وزارة الدفاع التركية إن الجيش نفذ ضربات جوية جديدة في شمال سورية مساء اليوم الجمعة ودمر 15 هدفا للمسلحين الأكراد، مضيفة أنه تم «تحييد» العديد من المسلحين في الهجوم. وتابعت الوزارة في بيان أن الأهداف التي تم تدميرها شملت قاعدة لمتشددين وملاجئ ومستودعات يعتقد أن المسلحين كانوا فيها. ولم تذكر المناطق التي استهدفتها الضربات الجوية.

«قسد» قتلت 5 جنود أتراك في سورية

الراي.. قالت قوات سورية الديموقراطية التي يقودها الأكراد اليوم، إنها قتلت خمسة جنود أتراك في عمليات شنتها ردا على هجمات بطائرات مسيرة نفذتها تركيا على المناطق الخاضعة لسيطرتها. وأضافت قوات سورية الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إن العمليات جرت أمس، ضد قاعدتين عسكريتين تتمركز فيهما قوات تركية.

سورية تشيّع قتلى هجوم حمص

الراي...شيعت سورية اليوم، جنازات عشرات الأشخاص الذين قتلوا في هجوم بطائرات مسيرة على حفل تخريج طلاب في الكلية الحربية في حمص أمس. وخرجت نعوش الضحايا الملفوفة بالعلم السوري من المشفى العسكري في حمص صباح اليوم، وعزفت فرقة عسكرية موسيقى جنائزية وأدت القوات المصطفة التحية. وقال وزير الدفاع علي عباس خلال الجنازة للصحافيين «الشهداء الذين ارتقوا أمس ثمن دمائهم غال جدا». وقال ياسر محمد، وهو ضابط حديث التخرج نجا من الهجوم لكن والدته لقيت حتفها «جاءت أمي لتحتفل بي، كما لو كانت قادمة لحضور حفل زفافي». وتحدث لرويترز بصوت تخنقه الدموع «كنا سعداء، وكنا نلتقط الصور، ثم فجأة... إنه يوم صعب ومأساة كبيرة». وقالت وزارة الصحة السورية إن 89 شخصا قتلوا، بينهم 31 امرأة وخمسة أطفال. وقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان، عدد القتلى بأكثر من 120 شخصا. واستمرت القوات الحكومية السورية طوال الليل وحتى صباح الباكر اليوم في قصف الأراضي التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظتي إدلب وحلب الشماليتين بالمدفعية، وفقا للمرصد ومجموعة الدفاع المدني المعروفة باسم الخوذ البيضاء التي تعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وذكر المرصد أن القصف أدى لمقتل 12 مدنيا على الأقل. ومنعت السلطات إقامة صلاة الجمعة خوفا من تعرض المساجد للهجوم.

تركيا: طائرة مسيرة مسلحة فقدت في سورية بسبب «تقديرات فنية مختلفة»

الراي..قالت تركيا اليوم، إن إحدى طائراتها المسيرة فُقدت خلال عمليات ضد مسلحين أكراد في شمال شرق سورية بسبب «تقديرات فنية مختلفة» مع أطراف ثالثة على الأرض، مضيفة أن أنقرة ستواصل ضرب أهداف المسلحين الأكراد في سوريا والعراق. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة أسقطت أمس، طائرة تركية مسيرة مسلحة كانت تحلق بالقرب من قواتها في سورية. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إنها تعمل مع الأطراف المعنية على الأرض لتحسين عمل آليات عدم الصراع على الأرض، دون أن تذكر اسم دولة بعينها. وأضافت أن إسقاط طائرتها المسيرة لن يؤثر على عمليات أنقرة العسكرية في المنطقة.

احتجاجات إدلب والسويداء تحمِّل النظام مسؤولية مجزرة حمص

اللواء... (الوكالات).. تجددت الاحتجاجات أمس في محافظة السويداء جنوبي سوريا والتي تشهد منذ نحو شهرين مظاهرات ضد نظام الرئيس بشار الأسد مطالبة برحيله. وبث ناشطون مقاطع مرئية تظهر تجمع أعداد كبيرة من المحتجين في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، ورفع المشاركون بالمظاهرة لافتات وشعارات تطالب بالتغيير السياسي ورحيل نظام الأسد. وأشارت التنسيقيات المحلية إلى أن وفودا -من كافة أنحاء السويداء- تستمر في الوصول للمشاركة بالمظاهرة في ساحة الكرامة التي باتت رمزا للاحتجاجات الأخيرة بالمحافظة. وحمّل المتظاهرون في ساحة "الكرامة" وسط مدينة السويداء النظام السوري ورئيسه المسؤولية عما حصل في الكلية الحربية في حمص، إضافة إلى قتل المدنيين العزل في مدينة إدلب في رده الانتقامي على الهجوم. وهتف المتظاهرون مطالبين الأسد بالرحيل عن الحكم في سوريا، وردّدوا شعارات تطالب بالتغيير السياسي عبر تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2254. كما رفع المحتجون لافتات للتعبير عن مطالبهم في الحرية والكرامة وإسقاط الأسد، وخّطوا على لافتات عبارات تحمّل الأسد المسؤولية عن نزيف الدم الحاصل في سوريا أينما وحيثما كان. وأمس أفاد ناشطون بمقتل 16 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال وثلاث نساء، خلال يومي الخميس والجمعة، فيما أصيب مائة آخرون، بينهم 31 طفلاً و24 امرأة، في تصعيد لهجمات القوات النظامية السورية وحليفتها روسيا على مدينة إدلب وريفها بشمال غربي البلاد. وأحصت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) استهداف ما يزيد على ثلاثين مدينة وبلدة وقرية ضمن المنطقة، مع توثيق استخدام ذخائر حارقة خلال قصف مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي صباح أمس. وشهدت مدينة حمص، أمس تشييع أول دفعة من ضحايا الهجوم بطائرات مسيّرة على الكلية الحربية الذي وقع الخميس.

سوريا: آن أوان «استعادة» الشمال.... أصابع الاتهام تدلّ على واشنطن

الاخبار..علاء حلبي .. بينما كانت السلطات السورية تستعدّ لتشييع ضحايا الهجوم بالطائرات المُسيّرة، والذي استهدف حفل تخريج دفعة من الكلية الحربية في حمص، وأودى بحياة 89 شخصاً وتسبّب بإصابة 277 آخرين، بينهم نساء وأطفال، شهدت سماء حمص هجوماً آخر بمُسيّرات حاولت استهداف المستشفى العسكري، قبل أن تتصدّى القوات السورية لهذا الهجوم وتفشله. وعلى إثر ذلك، انطلقت مراسم التشييع الرسمية من مستشفيات عدّة في حمص وحماة واللاذقية، مقرونة بحداد وطني لمدّة ثلاثة أيام، وحالة صدمة في الشارع السوري الذي كان يعتقد أنه تجاوز هذا النوع من الهجمات منذ أعوام عديدة. وجاء هجوم الأمس، وفق مصادر ميدانية، من غربي حمص، وحمل بصمات منفّذي الهجوم السابق نفسها، غير أنه تمّ التعامل معه بنجاح وإفشاله. وعلى أيّ حال، فإن ما حدث في اليومين الماضيين أكّد ما أعلنه «مركز المصالحة الروسي» في حميميم مراراً، على مدار الشهور الستة الماضية، من أن المسلّحين باتوا يمتلكون قدرات تكنولوجية حديثة تتعلّق بالطائرات المُسيّرة، في إشارة غير مباشرة إلى تلقّيهم دعماً من قوى دولية تملك هذه التكنولوجيا. وحتى قبل يومين من مجزرة الكلية الحربية، تحدّث نائب رئيس «المصالحة الروسي»، الأدميرال فاديم كوليت، في تصريحات، عن تلقّي معلومات عن استعدادات يجريها مسلّحو «الحزب الإسلامي التركستاني» و«أنصار التوحيد»، والذين ينشطون تحت عباءة «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) التي تسيطر على إدلب، شمال غربي البلاد، لشنّ هجمات بالطائرات المُسيّرة وأنظمة صواريخ متعدّدة بعيدة المدى، على قواعد روسية وسورية. وأتى هذا التصريح بالتوازي مع تصريحات أطلقها رئيس الاستخبارات الخارجية الروسي، سيرغي ناريشكين، عن أن الولايات المتحدة «تعدّ بمساعدة مسلّحين لتنفيذ هجمات إرهابية في سوريا في الأماكن العامة المزدحمة وضدّ المؤسسات الحكومية»، الأمر الذي أثار ربطاً بين نشاط الفصائل في إدلب، والنشاط المتزايد في البادية السورية الممتدّة إلى منطقة التنف، والتي تقع فيها القاعدة الأميركية الأكبر على الأراضي السورية. على أن قائمة الهجمات على مواقع للجيش السوري تصدّرها، خلال الشهرين الماضيين، كلّ من: «أنصار التوحيد»، وهو فصيل يضمّ مقاتلين سابقين في تنظيم «القاعدة» تمّ تشكيله بعد حلّ فصيل «جند الأقصى»، وينشط على جبهات القتال في ريفَي اللاذقية وإدلب، و«الحزب الإسلامي التركستاني»، الذي يضمّ مقاتلين إيغور وينشط أيضاً على جبهات القتال من ريف اللاذقية وصولاً إلى ريفَي حماة وإدلب، و«داعش» الذي تنشط خلاياه في البادية، إلى جانب «هيئة تحرير الشام» (التي تقود أنصار التوحيد والتركستاني). وقوبلت هذه الهجمات بتنفيذ الجيش السوري سلسلة حملات عسكرية في البادية وعلى خطوط التماس في منطقة «خفض التصعيد»، تمّ خلالها استهداف معسكرين لتدريب المقاتلين في إدلب، وثلاثة مستودعات ومركز لتطوير الطائرات المُسيّرة، في الوقت الذي تابعت فيه الطائرات السورية والروسية عمليات المراقبة وجمع المعلومات لتحديد أماكن تطوير وتخزين هذه الأسلحة في إدلب.

بدت لافتة حملة التشويش والتضليل المتعمّدة التي تقودها وسائل إعلام عديدة في محاولة لتبرئة الفصائل «الجهادية» من هذه المجزرة

وأمام هذه المعطيات، بدأ الجيش السوري، فور الهجوم الذي تعرّضت له الكلية الحربية، وما نجم عنه من مجزرة كبيرة، بشنّ حملة واسعة النطاق على مناطق مختلفة من محافظة إدلب، انضمّت إليها لاحقاً طائرات من سلاح الجو الروسي. وطاولت عمليات الجيش التي تُعتبر الأوسع منذ سنوات، مناطق مختلفة شمالي إدلب وجنوبيها، بالإضافة إلى مناطق انتشار المسلحين قرب سهل الغاب، وفي ريف اللاذقية، وفق مصادر ميدانية تحدّثت إلى «الأخبار»، مؤكدةً أن العملية «لا تزال مستمرة لتحقيق أهداف عديدة أبرزها إنهاء البنية التحتية للفصائل في إدلب». ولربّما تمثّل تلك الخطوة بوابة لشنّ عملية برية تستهدف المعقل الأبرز للفصائل «الجهادية» في سوريا، علماً أن تنفيذ العملية كان متوقّعاً قبل بضعة أشهر، عندما نقل الجيش السوري تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محاور القتال في ريف إدلب، قبل أن يعلّق نشاطه بالتوازي مع الدفع الروسي والإيراني نحو التطبيع بين دمشق وأنقرة. وكانت موسكو وطهران تأملان فتح الباب أمام إنهاء وجود «الجهاديين» من دون مواجهة منفردة، غير أن جهودهما قوبلت بمعوّقات عديدة أبرزها رفض أنقرة سحب قواتها غير الشرعية من سوريا، بالإضافة إلى عدم وفائها بتعهّدات عديدة سابقة تقضي بفتح طريق حلب – اللاذقية (M4)..... على الصعيد السياسي، بدت لافتة موجة التضامن في الأوساط العربية مع دمشق، والإدانات العديدة للهجوم الذي تعرّضت له الكلية الحربية في حمص، إذ دانت كلّ من لبنان وسلطنة عمان والإمارات ومصر والأردن والعراق وتونس والجزائر ودول أخرى، الهجوم، في وقت أعلنت فيه رئاسة الجمهورية تلقّي الرئيس السوري، بشار الأسد، برقيات تعزية من نظرائه الإيراني إبراهيم رئيسي، والروسي فلاديمير بوتين، والبيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، ورئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري. كما تلقّى وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، اتصال تعزية وتضامن من نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، فيما تلقّى وزير الدفاع السوري، العماد علي عباس، اتصالاً مماثلاً من نظيره الروسي، سيرغي شويغو. كذلك، صدرت إدانات عديدة أخرى من الهند وفنزويلا وعدد من الأحزاب العربية وحركات المقاومة وعلى رأسها «حزب الله» وحركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين، وغيرهما. كما دانت «جامعة الدول العربية» الهجوم، مشدّدةً على «ضرورة مواصلة جميع الجهود الهادفة إلى القضاء على الإرهاب بكل أشكاله»، فيما لم يصدر عن السعودية أي تعليق حتى مساء أمس. أما الموقف الغربي، فلم يكن مفاجئاً، إذ جاء كعادته بعيداً من أيّ تضامن مع سوريا، مركّزاً بشكل أساسي على محاولة ضمان استمرار الأوضاع الحالية، الأمر الذي ظهر بوضوح على لسان المبعوث الأوروبي الخاص إلى سوريا، دان ستوينيسكو، الذي عبّر عن قلقه ممّا سماه «تصاعد العنف في سوريا». والموقف نفسه تبنّته المبعوثة الفرنسية إلى سوريا، بريجيت كرني، التي دعت إلى «وقف إطلاق النار»، قبل أن تجري اتصالاً هاتفياً بالشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز الوجوه التي تقود تظاهرات السويداء، مؤكّدة دعمها لهذه التظاهرات، علماً أن ثمّة اتهامات لفرنسا بوقوفها وراء تزويد الفصائل «الجهادية» بالتقنيات اللازمة لتطوير الطائرات المُسيّرة، والتي تسبّبت بمجزرة حمص الأخيرة. بدوره، استعار المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، التصريحات التي كانت تطلقها الأمم المتحدة بداية الحرب السورية، معبّراً، في بيان، عن «قلقه البالغ إزاء تصاعد العنف في سوريا»، معتبراً أن «المشاهد المروّعة التي سُجّلت يوم الخميس في سوريا تظهر أن الوضع الراهن في البلد الذي مزّقته الحرب غير قابل للاستمرار». ويأتي بيان بيدرسن بالتزامن مع تعثّر إعادة إحياء مسار «اللجنة الدستورية»، بعد أن غيّر المبعوث الأممي موقفه ورفض عقد الاجتماعات في سلطنة عمان، وأبدى إصراره على عقدها في جنيف السويسرية التي كانت السبب في تجميد هذا المسار، جرّاء تخلّيها عن حياديّتها في الحرب الروسية على أوكرانيا. وتجري مداولات عديدة لدراسة إمكانية عقد اللقاءات في عاصمة أخرى غير مسقط التي رفضها بيدرسن، وهي مداولات لا يبدو، وفق الظروف الحالية، أنها ستخرج بأيّ جديد. وفي ظلّ التطوّرات الأخيرة، بدت لافتة، أيضاً، حملة التشويش والتضليل المتعمّدة التي تقودها وسائل إعلام عديدة في محاولة لتبرئة الفصائل «الجهادية» من هذه المجزرة، وتوجيه الاتهامات إلى أطراف عديدة أخرى بينها الحكومة السورية نفسها، في سيناريو عرفته سوريا بداية الحرب قبل أكثر من عقد، في وقت خرجت فيه «هيئة التنسيق الوطنية» (جزء من المعارضة السورية في الداخل) بموقف يمكن اعتباره الوحيد في الأوساط المعارضة الذي يدين هذا الهجوم. كذلك، دانت «الإدارة الذاتية» في مناطق سيطرة «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) التي يقودها «حزب الاتحاد الديموقراطي»، الذي تعتبره تركيا امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني»، الهجوم، متّهمة أنقرة، التي تشنّ في الوقت الحالي حملة عسكرية مكثّفة على مواقع سيطرتها، بالوقوف وراءه.

«سوريا الدولة» بعد ستّة عقود: نهاية صلاحية «الدور الأبوي»

الاخبار..زياد غصن .. آليّات الدعم الاجتماعي المطبَّقة منحازة إلى الأغنياء أكثر من خدمتها للفقراء

أكثر من ستّة عقود مضت على تصدّي الدولة السورية للقيام بأدوار اقتصادية واجتماعية وفكرية متعدّدة، نجحت في بعضها وتعثّرت في أخرى. إلّا أنها اليوم، وبعد مرور كلّ تلك السنوات، وما خسرته من موارد وإمكانات، باتت تجد نفسها في مواجهة خيارَين لا ثالث لهما: إمّا إعادة تحديث أدوارها من دون التخلّي عن مسؤولياتها الاجتماعية، أو انتظار مزيد من التدهور..... في تعاطيها مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة اليوم، لا تَخرج معظم الإجراءات المتَّخذة من قِبَل الحكومة السورية عن كونها «ردّات فعل»، هدفها ضبط هذا التدهور أو الحدّ من خسائره فقط، وهو ما يفسّره كثيرون بضعف أداء الفريق الحكومي، وعدم قدرته على اجتراح حلول مبتكرة أو غير تقليدية. لكن في المقابل، ثمّة مَن يعتقد أن ما تعانيه البلاد حالياً لا يمكن مواجهته، بعيداً من طريقة «ردّات الفعل»، بالسياسات والإجراءات نفسها التي كانت معتمَدة قبل حوالي عقدين أو ثلاثة عقود، ولا سيما في ما يتعلّق بدور الدولة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ذلك أن البيئة العامّة، من حيث الإمكانات والموارد وأهلية مؤسّسات الدولة، اختلفت تماماً عن السابق. كما أن الظروف الإقليمية والدولية تغيّرت هي الأخرى؛ ففي الماضي، فرضت التجربة الاشتراكية نفسها على البلاد كمنطلق أيديولوجي للتموضع السياسي، وأما اليوم، فإن الهدف الأساس هو منع انهيار البلاد اقتصادياً. وعلى رغم أن العقود الثلاثة الماضية شهدت إدخال بعض التعديلات على دور الدولة في إطار موجات الإصلاح والانفتاح، إلّا أنها لم تصل إلى مرحلة إعادة هيكلة الدور المذكور وعصرنته كاملاً، في ما يمكن عزوه إمّا إلى الفشل المؤسّساتي في استشراف ما قد ينجم عن استمرار الدولة في ممارسة مهامها التقليدية من مشكلات وصعوبات، أو الخوف من تبعات السير في عملية إعادة هيكلة تلك المهام، لجهة موقف الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية والمدنية، المتخوّفة من أن تؤدّي هذه العملية إلى انسحاب الدولة من الحياة العامة.

إعادة هيكلة شاملة

غالباً ما يُختصر الحديث عن دور الدولة في سوريا بالجانب الاقتصادي فقط، فيما عملياً هذا الدور امتدّ ليشمل على مدار العقود الستّة الماضية مختلف نواحي الحياة اليومية، وذلك في إطار ما عُرف بمصطلح «الدولة الأبوية». وقد أسهم الدور المذكور، لسنوات عدّة، في توفير الخدمات شبه المجانية لعموم المواطنين، وتوفير الحدّ الأدنى من احتياجات الطبقات الفقيرة وصاحبة الدخل المحدود، فضلاً عن دعم الأنشطة الاجتماعية والثقافية، التي وإن كانت «مؤدلجة»، إلّا أنها وفّرت مناخاً ساعد بشكل ما شريحة اجتماعية واسعة على العمل وتحقيق مصالحها. وفي السياق، يَعتبر الأستاذ في كلية الاقتصاد في جامعة دمشق، عابد فضلية، أن «الدور الاقتصادي للدولة السورية ذو طبيعة متميّزة تختلف عن الدور السائد في معظم دول العالم، ولنتذكّر ابتداع مصطلح "الطريق الثالث إلى الاشتراكية" لتوصيف النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي في سوريا»، مضيفاً أن «دور الدولة لدينا تُراوح ما بين "الدولة المتدخّلة" إيجاباً لصالح الشرائح الضعيفة والكادحة وذوي الدخل المحدود، وبين "الدولة الراعية"، والدولة "ذات الاقتصاد الحر المقيَّد"». ويلفت فضلية، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن هذا الدور «تَغيّر أو اعتدل سابقاً بين فترة تنموية وأخرى بحسب الظروف المحيطة وتحدّيات الواقع، كما هو الأمر منذ بداية عام 2012 وحتى تاريخه، حيث ارتبط بما تقتضيه ظروف وضغوط الواقع القاسية الداخلية والخارجية من جهة؛ وإمكانات الدولة المادية وقدرتها على التدخل الإيجابي والدعم الاجتماعي من جهة أخرى».

ثمّة اتفاق على أن المرحلة الحالية تمثّل التوقيت المناسب لطرح فكرة إعادة هيكلة دور الدولة على النقاش العام

بناءً عليه، يتمحور جزء كبير من النقاش الدائر حالياً حول الأدوار الجديدة المطلوب من الدولة النهوض بها، سواءً على الصعيد الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو حتى الثقافي، وفقاً للإمكانات والموارد المتاحة، وللأهداف المراد تحقيقها. وفي هذا المجال، يعتقد الأستاذ في كلية الاقتصاد في جامعة دمشق، غسان إبراهيم، أن «المطلوب اليوم، وقبل الغد، العمل على إعادة هيكلة دور الدولة، لا بل إن هذا الأمر كان يجب أن يحدث قبل سنوات. وهذه الهيكلة تحدث فقط من خلال تطبيق القوانين والتشريعات والأنظمة، فمفهوم الدولة اليوم ليس أكثر من قيامها بالإدارة والتخطيط والتنظيم، بمعنى آخر ألّا تحلّ الدولة بأيّ شكل من الأشكال محلّ الأفراد أو تُزاحمهم في ما يتعلّق بالأنشطة الاقتصادية أو الاجتماعية أو الفكرية». ويوضح إبراهيم، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «تدخّل الدولة في الاقتصاد لا يتمّ من خلال ملكيتها للمشاريع والمنشآت، وهو الشكل الفظّ والبدائي، وإنّما من خلال التشريعات والقوانين والأنظمة، وهو الشكل الراقي والعصري، بحيث يقتصر حضورها أو تدخّلها المباشر على بعض المحاصيل الاستراتيجية كالقمح مثلاً، والمشروعات الصناعية التي لها علاقة بالأمن الوطني. باختصار، على الدولة ألّا تكون ربّ عمل على غرار الأفراد». وفي الاتّجاه نفسه، يَعتبر الباحث الاقتصادي، زكي محشي، أن «دور الدولة الأساسي هو العمل على تهيئة الظروف المناسبة التي تعزّز من قدرة الأفراد على ممارسة دورهم الاقتصادي والاجتماعي والفكري بشكل فعّال ومنتج يخدم أهداف هؤلاء الأفراد، كما يخدم الصالح العام الذي يسعى لتحقيق الرفاه للجميع من دون استثناء. كما يجب على أجهزة الدولة العمل بشكل تدريجي، ووفق استراتيجية واضحة، على إعادة بناء "الثقة" بها بدلاً من هدر الموارد على تعزيز "هيبتها"؛ فالثقة وحدها هي التي تعيد إلى الدولة فعاليتها واستقرارها المستدام بعيداً عن الدور الأبوي الوصائي».

التوقيت المناسب

في كثير من اللجان التي شُكّلت لمناقشة اقتراحات الإصلاح الاقتصادي، لم يكن هناك خلاف على أن الدولة لم تَعُد معنيّة بإنتاج سلع استهلاكية خفيفة، وأن سياسة التوظيف الاجتماعي كانت أحد أسباب تراجع إنتاجية المؤسّسات العامة، وأن آليات الدعم الاجتماعي المطبَّقة منحازة إلى الأغنياء أكثر من خدمتها للفقراء وأصحاب الدخل المحدود. إنّما كلّ ذلك وغيره بقي محفوظاً ضمن تقارير ومذكّرات، وحتى عندما حاولت بعض الحكومات تغيير جانب من هذا الوضع، مُنيت بالفشل جرّاء عدم نضوج مشاريعها وضعف إجراءاتها وقواعد بياناتها، الأمر الذي خلق حالة من الهلع لدى المواطنين عند سماعهم بأيّ مشروع حكومي يستهدف تغيير الواقع الذي اعتادوا عليه طوال العقود السابقة. ويطرح ما تَقدّم تساؤلات عن إمكانية نجاح عملية استبدال أو تطوير الدولة لأدوارها في هذه المرحلة؛ فمن جهة، وصلت الأوضاع المعيشية والاجتماعية إلى حافّة خطرة، ومن جهة ثانية، فإن ظروف الحرب، التي فاقمت من المشكلة، قد لا تتيح إنجاز المطلوب وفق ما هو مخطَّط له. على أيّ حال، ثمّة اتفاق على أن المرحلة الحالية تمثّل التوقيت المناسب لطرح فكرة إعادة هيكلة دور الدولة على النقاش العام، وصولاً إلى سيناريوات تحقّق المصلحة الوطنية. وفي هذا الإطار، يرى محشي أنه «على الرغم من التدهور الرهيب على الأصعدة كافة في سوريا، فإن الوقت الحالي هو المناسب لمناقشة مفهوم الدولة ودورها، شريطة أن تمتلك المؤسّسات الحالية الرغبة في التغيير وأن تشارك في هذه المناقشة من دون أن تقوم بالتوجيه أو الوصاية». ويستعين إبراهيم، بدوره، بالمثل الصيني القائل: «إذا وقعتَ في أزمة فإنه يمكنك أن تحوّلها إلى فرصة»، ليؤكد أن «اليوم هو التوقيت المناسب لكي تستكشف طاقات الأفراد والشركات من جميع القطاعات، وكيفية استثمارها لمعالجة الأزمة الاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية أو السياسية أو الفكرية». وفي الاتجاه نفسه، يَعتبر فضلية أن «الرؤية الممكنة والأكثر واقعية وموضوعية تتلخّص في ألّا تتخلّى الدولة عن دورها الاقتصادي، الاجتماعي، المعيشي، الرقابي، الرعائي، الأبوي، وذلك بناءً على متطلّبات واقعنا الاستثنائي الصعب، لكن بعيداً من النمطية في التفكير والتشريع واتّخاذ القرارات ووضع التعليمات، وبعيداً من بيروقراطية العقل الوظيفي الإجرائي، وإنّما بناءً على رؤى واستراتيجيات وخطط حكومية كلّية شاملة، مترابطة، منسجمة قابلة للتحقيق».

مخاوف من تزايد العنف بين اللبنانيين والنازحين السوريين

إنقاذ مركب للاجئين في ميناء طرابلس

الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا.. تزداد المخاوف في لبنان من اتساع حوادث العنف التي باتت تتكرر مع النازحين السوريين في مختلف المناطق، في ظل التصعيد القائم سياسياً وإعلامياً احتجاجاً على حجم النزوح السوري. وتصاعدت الحملات على السوريين في الفترة الأخيرة، على خلفية تدفق موجات جديدة من النازحين القادمين إلى لبنان هرباً من الأزمة الاقتصادية في بلادهم؛ ما رفع المخاوف اللبنانية التي دفعت شخصيات سياسية للتحذير من «خطر وجودي»، ودفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات إدارية وأمنية، وصلت ذروتها في منطقة بشرق لبنان، حيث أقفلت السلطات أكثر من مائة مؤسسة يديرها سوريون بطريقة غير قانونية. وانفجر الاحتقان مساء الخميس في اشتباكين وقع أحدهما في منطقة الدورة (شمال بيروت)، التي تستضيف آلاف النازحين والعمال السوريين، سرعان ما تطور إلى إطلاق الدعوات عبر مكبرات الصوت لأبناء المنطقة للتجمع، والمطالبة بإخراج النازحين والعمال القاطنين في مبنى، من المنطقة. وقالت مصادر: إن التوتر «لا يزال قائماً في المنطقة»، مشيرة إلى «احتقان ورفض في صفوف اللبنانيين، لوجود السوريين». وقالت: إنه لا ضمانات بعدم تكرار المواجهات عند أي حادثة، رغم أن الجيش اللبناني تدخل سريعاً لإنهاء التوتر. ووقع الحادث الثاني مساء الخميس في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين (شمال لبنان)، بين مجموعة من الشبان السوريين ومجموعة أخرى مؤلفة من لبنانيين وفلسطينيين، على خلفية شتائم بين الطرفين، تطورت إلى اشتباك أسفر عن وقوع جريحين. وتقول مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن المخاوف «لا تزال قائمة، كون بذور المشكلة موجودة». إلى ذلك، أنقذ الجيش اللبناني 125 شخصاً كانوا على متن مركب هجرة غير شرعي كان متجهاً من شمال لبنان إلى قبرص. وتمكنت بحرية الجيش من سحب المركب الذي كان على متنه 124 سورياً ولبناني واحد. وقالت مصادر ميدانية من طرابلس لـ«الشرق الأوسط»: إن زوارق الجيش أعادت جميع الركاب إلى مرفأ طرابلس، لافتة إلى أن الجميع بخير.



السابق

أخبار لبنان..تجدُّد البحث عن مخارج رئاسية على إيقاع التصعيد في سوريا..المعارضة تبلِّغ الموفد القطري السير بالخيار الثالث..والنزوح يتوزع بين الإشتباك والبر والبحر..الجيش اللبناني يهدم غرفة لـ«حزب الله» عند الحدود الجنوبية..احتقان أزمة النازحين ينفجر صداماً بين لبنانيين وسوريين..اشتداد الخلاف بين مفوضية اللاجئين والدولة اللبنانية..دعوات لإغلاق مكتبها واتهامات بتجاوزها القوانين..الدوحة تزيد الإغراءات إلى 4 مليارات دولار | المهمة القطرية: إزاحة فرنجيّة فقط..عون أم البيسري القطبة المخفيّة في لائحة الدوحة؟..عون أم البيسري القطبة المخفيّة في لائحة الدوحة؟..

التالي

أخبار العراق..رئيس «الاتحادية العراقية» عن اتفاقية «خور عبدالله»: العراق ملتزم بحسن الجوار..حظر الدولار في العراق: خيارات صعبة لـ«التنسيقي»..يستهدف وقف التدفقات غير المشروعة إلى إيران..الصدر يحذر من تكرار «الحفل الخارق للأعراف» في العراق..شنّ هجوماً حاداً على السفيرة الأميركية في بغداد..


أخبار متعلّقة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,325,215

عدد الزوار: 7,673,341

المتواجدون الآن: 0