أخبار فلسطين..علامات استفهام حول «براعة الاستخبارات الإسرائيلية» بعد هجوم «حماس»..الهجوم الإسرائيلي البري على غزّة: محاذير بالجملة وفرضيات مرعبة..ماذا يعني ارتفاع عدد قتلى إسرائيل في «طوفان الأقصى»؟..إيران تدعم «حماس» وسط تباين داخلي..وتنفي ضلوعها في «عملية الطوفان»..فشل استخباراتي إسرائيلي وإساءة تقدير وراء هجوم «حماس» النوعي..كيف ضلّلت طائرات «حماس» الشراعية..«القبة الحديد» الإسرائيلية!..إسرائيل تتباهى بقوتها العسكرية الهائلة..و«حماس» بقدراتها القتالية الفائقة..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 10 تشرين الأول 2023 - 4:17 ص    عدد الزيارات 544    التعليقات 0    القسم عربية

        


علامات استفهام حول «براعة الاستخبارات الإسرائيلية» بعد هجوم «حماس»...

جنرال متقاعد: عناصر الحركة «عادوا إلى العصر الحجري» بلا هواتف أو كومبيوتر

لندن - تل أبيب - القاهرة: «الشرق الأوسط»... لطالما اكتسبت وكالات الاستخبارات الإسرائيلية سُمعة بأنها لا تُقهر على مَر العقود بسبب سلسلة من الإنجازات التي حققتها، إذ أحبطت إسرائيل مخططات في الضفة الغربية، وطاردت نشطاء «حماس» في دبي، كما اتُهمت بقتل علماء نوويين إيرانيين في قلب طهران، وحتى عندما كانت تتعثر جهودها، حافظت وكالات استخباراتية مثل الموساد، والشين بيت، والاستخبارات العسكرية، على غموضها. ولكن الهجوم الذي شنته «حماس» مطلع الأسبوع، والذي فاجأ إسرائيل في عطلة يهودية مهمة، يلقي بظلال من الشك على هذه السُمعة، ويثير تساؤلات حول مدى استعداد البلاد لمواجهة هذا العدو الأضعف، بحسب تقرير وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء. يقول ياكوف أميدرور، وهو مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: «ما حدث يمثل فشلاً كبيراً»، مضيفاً أن «هذه العملية تثبت فعلياً أن القدرات الاستخباراتية في غزة لم تكن جيدة». ولكن أميدرور رفض تقديم تفسير لهذا الفشل، مشدداً على أنه «يجب تعلم الدروس عندما تهدأ الأوضاع». من جانبه، اعترف الأدميرال دانييل هاغاري، وهو كبير المتحدثين العسكريين في إسرائيل، بأن الجيش مدين للجمهور بتفسير، لكنه قال إن «الوقت الحالي غير مناسب لذلك، سنقاتل أولاً، ثم نحقق في الأمر». يقول البعض إنه من السابق لأوانه إلقاء اللوم على حدوث خطأ استخباراتي فقط، مشيرين إلى موجة العنف في الضفة الغربية، باعتبارها سبباً أدى إلى نقل بعض الموارد العسكرية إلى هناك، وكذلك الفوضى السياسية التي تعصف بإسرائيل بسبب الخطوات التي اتخذتها حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة لإصلاح السلطة القضائية، وهي الخطة المثيرة للجدل التي هددت تماسك الجيش الإسرائيلي. ولكن من المرجح أن يُنظر إلى الافتقار الواضح إلى المعرفة المسبقة بهجوم «حماس»، باعتباره السبب الرئيسي في سلسلة الأحداث التي أدت إلى الهجوم الأكثر دموية ضد الإسرائيليين منذ عقود. وكانت إسرائيل قد سحبت قواتها ومستوطنيها من قطاع غزة عام 2005، مما جردها من السيطرة الوثيقة على القطاع. ولكن حتى بعد سيطرة حركة «حماس» على القطاع عام 2007، كان يبدو أن إسرائيل تستمر في المحافظة على تفوقها باستخدام الذكاء التكنولوجي والبشري، إذ زعمت أنها تعرف مواقع قيادات الحركة بشكل دقيق، وقد أثبتت ذلك من خلال اغتيال بعض هؤلاء القادة، وأحياناً أثناء نومهم. كما عرفت إسرائيل أماكن الأنفاق الموجودة تحت الأرض التي تستخدمها «حماس» لنقل المقاتلين والأسلحة، وضربتها؛ الأمر الذي أدى إلى تدمير كيلومترات من الممرات المخفية. ورغم هذه القدرات، تمكنت «حماس» من إبقاء خطتها طي الكتمان، ويبدو أن الهجوم الشرس الذي استغرق على الأرجح شهوراً من التخطيط والتدريب الدقيق، وشمل التنسيق بين مجموعات مسلحة متعددة، قد وقع بعيداً عن أعين المخابرات الإسرائيلية.

تحايل على التكنولوجيا

وقال أمير أفيفي، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد، إنه في ظل غياب الوجود الإسرائيلي داخل غزة، أصبحت أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتمد بشكل متزايد على الوسائل التكنولوجية للحصول على المعلومات الاستخباراتية، وقد وجد المسلحون في القطاع طرقاً للتهرب من جمع المعلومات الاستخبارية التكنولوجية، ما أعطى إسرائيل صورة غير كاملة عن نواياهم. وأضاف أفيفي، الذي عمل بوصفه قناة لنقل المواد الاستخباراتية في عهد أحد رؤساء أركان الجيش السابقين: «لقد تعلم الجانب الآخر كيفية التعامل مع هيمنتنا التكنولوجية وتوقفوا عن استخدام التكنولوجيا التي يمكن أن تكشفهم». وأفيفي هو رئيس ومؤسس «منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي»، وهو مجموعة متشددة من القادة العسكريين الإسرائيليين السابقين. وقال: «لقد عادوا إلى العصر الحجري»، موضحاً أن المسلحين لم يكونوا يستخدمون الهواتف أو أجهزة الكومبيوتر، وكانوا يتولون إدارة أعمالهم الحساسة داخل غرف محصنة بوجه خاص من التجسس التكنولوجي أو كانوا يختبئون تحت الأرض. ومع ذلك، يرى أفيفي أن الفشل يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد جمع المعلومات الاستخبارية، وأن أجهزة الأمن الإسرائيلية فشلت في تكوين صورة دقيقة من المعلومات الاستخبارية التي كانت تتلقاها. وأعاد ذلك إلى ما اعتبره «فهماً خاطئاً» من جانب هذه الأجهزة تجاه نوايا «حماس». خلال السنوات الأخيرة، نظرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى «حماس»، على نحو متزايد، باعتبارها جهة فاعلة مهتمة بالحكم، وتنمية اقتصاد غزة، وتحسين مستوى معيشة سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وعبر أفيفي وآخرون، عن اعتقادهم بأن «حماس»، التي لطالما دعت إلى تدمير إسرائيل، لا تزال ترى في هذا الهدف أولوية لها. يذكر أن إسرائيل سمحت في السنوات الأخيرة، لما يصل إلى 18.000 عامل فلسطيني من غزة بالعمل داخل أراضيها، حيث يمكنهم الحصول على رواتب أعلى بنحو 10 مرات من رواتبهم في القطاع الساحلي الفقير. واعتبرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هذه «الجزرة» وسيلة للحفاظ على الهدوء النسبي. في هذا السياق، كتب آموس هاريل، المعلق الدفاعي، في صحيفة «هاآرتس» اليومية: «من الناحية العملية، كان المئات، إن لم يكن الآلاف من رجال (حماس)، يستعدون لشن هجوم مباغت على مدار أشهر عدة، دون أن تتسرب أنباء ذلك. وجاءت النتائج كارثية».

تحذير من «شيء كبير»

من ناحية أخرى، اعترف حلفاء كانوا يتبادلون المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل، بأن الوكالات الأمنية أخطأت في قراءة الواقع. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول في الاستخبارات المصرية، أن بلاده، التي غالباً ما تضطلع بدور الوسيط بين إسرائيل و«حماس»، تحدثت مراراً وتكراراً إلى الإسرائيليين حول «شيء كبير»، دون الخوض في تفاصيل. وأضاف أن المسؤولين الإسرائيليين ركزوا اهتمامهم على الضفة الغربية، وقللوا من شأن التهديد القادم من غزة. وقال المسؤول، الذي اشترط عدم كشف هويته: «لقد حذرناهم من أن ثمة انفجاراً وشيكاً في الأوضاع، ووشيكاً للغاية، وسيكون كبيراً». غير أن مصدراً مصرياً مطلعاً، قال لـ«الشرق الأوسط»، معلقاً عما ورد في تقرير الوكالة، إن جزءاً من الصراع السياسي في إسرائيل، محاولة بعض الأطراف «إظهار خصومهم في موقع الضعيف وعديم الكفاءة والمتعجرف». وتابع أن «مصر واصلت التحذير من الإجراءات التصعيدية» منذ وصول الحكومة الإسرائيلية إلى السلطة. وأعلن المتحدث باسم الخارجية المصرية ذلك بوضوح، كما نشرت صحف إسرائيلية تقارير عن تلك التحذيرات. وشدد المصدر على أن سياسة مصر واضحة، تقوم على محاولة تنفيذ مقررات الشرعية الدولية، ووقف التصرفات العدوانية والاستفزازية، وإيجاد سبل وآليات للتفاهم. والخطاب المصري في هذا الإطار علني، ويتم إيصاله لكل الأطراف. من جهة أخرى، أصدر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بياناً، قال فيه إن ما يتم تداوله عن تحذير مصري لإسرائيل من عملية في غزة «كاذب وغير صحيح».

خطة نتنياهو للإصلاح القضائي

علاوة على كل ذلك، كانت إسرائيل منشغلة وممزقة، جراء خطة نتنياهو للإصلاح القضائي. وكان نتنياهو قد تلقى تحذيرات متكررة من قبل قيادات المؤسسة الدفاعية لديه، بالإضافة إلى العديد من القادة السابقين لوكالات الاستخبارات في البلاد، من أن الخطة المثيرة للانقسام تقوض تماسك الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. في هذا السياق، قال مارتن إنديك، الذي عمل مبعوثاً خاصاً لشؤون المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية خلال إدارة أوباما، إن «الانقسامات الداخلية حول التغييرات القانونية، كانت عاملاً فاقم من شعور الإسرائيليين بالمفاجأة». وأضاف: «لقد أزعج ذلك الجيش الإسرائيلي على نحو أعتقد أننا اكتشفنا لاحقاً أنه كان بمثابة مصدر كبير لتشتيت الانتباه».

إسرائيل تعلّق الإنتاج مؤقتاً في حقل غاز تمار

القدس: «الشرق الأوسط».. قالت وزارة الطاقة الإسرائيلية، اليوم الاثنين، إنها علقت الإنتاج مؤقتاً من حقل غاز تمار البحري قبالة ساحلها الجنوبي، وستبحث عن مصادر وقود بديلة لتلبية احتياجاتها، جاء ذلك بينما يستمر العنف لليوم الثالث في المنطقة. وحسب «رويترز»، أكدت شركة «شيفرون» التي تشغل الحقل أنها تلقت تعليمات من وزارة الطاقة الإسرائيلية بوقف العمليات في تمار، وهو مصدر رئيسي للغاز اللازم لتوليد الكهرباء والصناعة في إسرائيل. ويتم كذلك تصدير بعض الغاز من حقل تمار إلى الأردن ومصر المجاورتين. تأتي هذه الخطوة بعد أن اقتحم مسلحون من «حماس» السياج الحدودي من غزة يوم السبت في أعنف توغل داخل الأراضي الإسرائيلية منذ هجمات مصر وسوريا في حرب أكتوبر (تشرين الأول) قبل 50 عاماً. وقالت وزارة الطاقة في بيان: «في أعقاب هذا الوضع، أمرت مؤسسة الدفاع الإسرائيلية بالتعليق المؤقت لإمدادات الغاز الطبيعي من حقل تمار». وأضافت: «سيتم توفير احتياجات الاقتصاد من الطاقة عن طريق أنواع الوقود البديلة. وقطاع الكهرباء مستعد لاستخدام أنواع الوقود البديلة لتشغيل محطاته». وفي بيان منفصل، قالت الوزارة إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منحت وزير الطاقة يسرائيل كاتس سلطة إصدار أمر بحالة الطوارئ لقطاع الطاقة الإسرائيلي خلال الأسبوعين المقبلين، إذا رأى ذلك ضرورياً. وأضافت أن مثل هذه الخطوة ستسمح للحكومة بتخصيص الغاز الطبيعي للمستهلكين في حالة ظهور نقص في الإمدادات. يقع حقل تمار في البحر المتوسط على بعد نحو 25 كيلومتراً قبالة مدينة أسدود على الساحل الجنوبي لإسرائيل على البحر المتوسط. ويمكن رؤية الحقل بالعين المجردة من شمال قطاع غزة إذا كانت الأجواء صافية، ويقع في مرمى الصواريخ من القطاع. وقالت «شيفرون» إن أكبر حقل إسرائيلي للغاز «ليفياثان» مستمر في العمل بشكل طبيعي. وصارت إسرائيل مورداً رئيسياً للغاز في المنطقة مع بدء الإنتاج في حقل تمار قبل 10 سنوات. وذكرت بيانات حكومية أن إنتاج تمار ارتفع 18 بالمائة في عام 2022 إلى 10.25 مليار متر مكعب. وتملك «شيفرون» حصة 25 بالمائة في تمار، بينما تملك شركة «إسرامكو» 28.75 بالمائة، وتملك شركة «مبادلة» للطاقة الإماراتية 11 بالمائة، و«يونيون إنرجي» 11 بالمائة، و«تمار بتروليوم» 16.75 بالمائة، و«دور جاس» 4 بالمائة، و«إيفرست» 3.5 بالمائة.

الهجوم الإسرائيلي البري على غزّة: محاذير بالجملة وفرضيات مرعبة

باريس: «الشرق الأوسط»... يرد بين السيناريوهات المحتملة للحرب في إسرائيل شنّ هجوم برّي على قطاع غزّة، وهو احتمال مروّع في قلب مدينة ذات كثافة سكّانية عالية وذات شبكة أنفاق سرية وفي ظلّ احتجاز رهائن، معظمهم إسرائيليون. الاثنين، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أنه أمر بفرض «حصار كامل» على قطاع غزة الذي تديره حركة «حماس» بعد هجوم الحركة الإسلامية غير المسبوق على إسرائيل الذي خلّف حتى الآن أكثر من 1100 قتيل لدى الجانبين. كما أعلنت إسرائيل القطع الفوري لإمدادات المياه إلى غزة. وجاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه تبدو سلسلة الأحداث التالية واضحة، وفقاً لرئيس قسم دراسات الحرب الحضرية في «معهد الحرب الحديثة» جون سبينسر، الذي توقّع على منصة «إكس»، الاثنين، أن «تشنّ إسرائيل أكبر عملية مشتركة لها (جوّاً/ برّاً/ بحراً/ فضاءً) في التاريخ ضدّ غزة». من جهته، توقّع ألكسندر غرينبرغ من «معهد القدس للاستراتيجية والأمن» أن «تستهدف الضربات أولاً مراكز قيادة (حماس) وقواتها، ستأتي النيران من كلّ مكان». وأضاف: «بالتوازي مع ذلك، سيستعدّ الجيش للدخول إلى غزّة».

حرب عصابات حضرية

حرب العصابات في المناطق الحضرية تفرض قتالاً بالأيدي وتقلل من الرؤية وتزيد الفخاخ وتطمس القدرة على التمييز بين المدنيين والجنود. وبوصفِ أندرو غالر، وهو ضابط بريطاني سابق أصبح اليوم محللاً لدى مجموعة «جاينز» المعلوماتية، فإنها «ساحة معركة بزاوية 360 درجة حيث التهديد في كل مكان»، من المجاري إلى الأسطح ومن الطوابق السفلية إلى الأسقف الزائفة. ويوضح أن تأمين كلّ مبنى يحتمل أن يكون محاصراً يعني تعبئة خبراء لإزالة الألغام ونشر سلالم وحبال ومتفجّرات وكلّ ذلك «ربما خلال تعرّضه لضربات» ربّما ليلية. بالإضافة إلى ذلك «هناك مخاطر من النيران الصديقة» المرتبطة بانتشار المقاتلين وتنقّلاتهم، وفق قوله. وأضاف: «كما أظهرت عدة نزاعات منذ قرن، يمكن لاستخدام المدفعية أن يفاقم الأمور» حين تصبح الأنقاض غطاءً.

«مترو غزّة»

يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزّة الذي تسيطر عليه حركة «حماس» الإسلامية وتحاصره إسرائيل منذ عام 2007. ويطلق أهالي القطاع على شبكة الأنفاق السرية التي حفرتها حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» اسم «المدينة الأرضية»، في حين تسميها إسرائيل «مترو حماس» أو «مترو غزة»، وقد استهدفتها مراراً بالقصف والتدمير. ظهرت الأنفاق للمرة الأولى في القطاع في عام 2006 عندما استخدمت «حماس» أحدها لأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط خلال هجوم على موقع حدودي في رفح في جنوب القطاع. وأفرجت الحركة عن شاليط عام 2011. وتكثف حفرها بعد بدء الحصار الإسرائيلي على غزة إثر سيطرة حركة «حماس» على القطاع في 2007، وإقفال مصر معبر رفح المؤدي إلى القطاع. وأقام الفلسطينيون أنفاقاً على الحدود مع مصر استخدمت لتهريب مقاتلين وأسلحة، ودمرت القوات المصرية العديد منها. لكن منذ عام 2014، حفرت حركة «حماس» أنفاقاً داخل القطاع نفسه. ويتمركز المقاتلون على عمق يصل إلى 30 أو 40 متراً تحت الأرض، وينتشرون بعيداً عن نطاق الضربات. ويمكن لبطاريات قاذفات الصواريخ المخبأة على عمق بضعة أمتار أن تخرج من خلال نظام الباب المسحور لتطلق النار وتختفي مرة أخرى. كان الجيش الإسرائيلي قد قصفها بشكل مكثف عام 2021. ولكن إذا كان جزءٌ من هذه الشبكة معروفاً بلا شك لإسرائيل، يبقى البعض الآخر سرياً وينذر بتعقيد عملياتها.

ميزة تكتيكية

جزم مدير الأبحاث في مركز «صوفان» في نيويورك كولين كلارك، بأن حركة «حماس»، «تعرف أنفاقها عن ظهر قلب». وأضاف: «بعضها فيها فخاخ، الاستعداد للقتال في مثل هذه الأماكن (...) سيتطلب معلومات استخباراتية واسعة النطاق (...) التي قد لا يمتلكها الإسرائيليون». وتتمتّع حركة «حماس» بميزة تكتيكية كبيرة. وأقرّ ألكسندر غرينبرغ لوكالة الصحافة الفرنسية بأن «الجميع يعلم أن (العملية) ستكون طويلة وصعبة مع الكثير من الخسائر»، مضيفاً أن هناك «روبوتات ووسائل خاصة أخرى تسمح بالدخول في أنفاق». بالنسبة لـ«حماس»، «إنها ميزة يمكن أن تشكّل أيضاً فخّاً. فعندما يتمّ تحديد مواقع الأنفاق، يمكن حبس من بداخلها. في هذه الحالة، ستكون التعليمات بلا رحمة».

وزن الرهائن

سينطوي على العملية تعقيد إضافي، هو أن حركة «حماس» احتجزت عشرات المدنيين رهائن، معظمهم من الإسرائيليين، لكن أيضاً ربما يوجد عمال أجانب وجنود، وفق وسائل إعلام إسرائيلية. وقالت الباحثة في علم الاجتماع في المجلس الوطني للبحوث العلمية في فرنسا سيلفين بول، المتخصصة بالشؤون الإسرائيلية: «لن يغفر المجتمع الإسرائيلي إذا لم تكن حياة الرهائن أولوية. الضغط الذي يمارسه الرأي العام كبير، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرف ذلك تماماً». وأضافت: «في الحسابات التي سيطالب بها المجتمع الإسرائيلي، سيكون هناك أنتم لم تضمنوا أمننا، أعيدوا الرهائن إلينا»، متوقعة «بلا شك صراعات بين الجيش والسياسيين». في الواقع، إسرائيل ليست حالياً في موقع تفاوض، حسب الباحث في «معهد دراسات الأمن القومي» في تل أبيب كوبي مايكل. وأضاف مايكل: «مع كلّ الحزن والألم، لا يمكن لمشكلة الرهائن أن تكون الأولوية الأولى لإسرائيل». وتابع: «إسرائيل لن تحل مشكلة الرهائن (...) إلّا عندما تُهزم (حماس) وتضعف. ليس قبل ثانية واحد من ذلك». الاثنين، أكّد عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» الإسلامية حسام بدران أنّ «لا مكان حالياً» للتفاوض مع إسرائيل حول تبادل للأسرى في ظل استمرار «العملية العسكرية» ضد الدولة العبرية.

إردوغان يحذر إسرائيل من شن هجوم «عشوائي» على قطاع غزة

إسطنبول: «الشرق الأوسط».. حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الاثنين)، إسرائيل، من شن هجوم «عشوائي» على المدنيين في قطاع غزة، في إطار حربها ضد حركة «حماس». وقالت الرئاسة التركية في بيان، إن إردوغان أبلغ نظيره الإسرائيلي يتسحق هرتسوغ، في اتصال هاتفي، أن «ضرب سكان غزة بطريقة عشوائية لن يؤدي سوى إلى زيادة المعاناة وتأجيج دوامة العنف في المنطقة». ويدعم إردوغان القضية الفلسطينية ويؤيد حل (قيام) الدولتين لوضع حد للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. وفي كلمة متلفزة مساء الاثنين، قال إردوغان «نطلب من إسرائيل وقف قصفها للأراضي الفلسطينية ومن الفلسطينيين الكف عن مضايقة المستوطنات الاسرائيلية»، وحض الطرفين على احترام «أخلاق» الحرب. وتغيّب إردوغان عن الجلسة الأسبوعية للحكومة لإجراء جولة اتصالات طارئة الإثنين ترمي إلى احتواء الأزمة المتفاقمة. وتحدّث أيضا مع نظيره الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي. وجاء في بيان للرئاسة التركية عقب الاتصال مع عباس أن «إردوغان قال إن تركيا ستواصل بذل الجهود لوضع حد للنزاعات»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

ماذا يعني ارتفاع عدد قتلى إسرائيل في «طوفان الأقصى»؟

الشرق الاوسط..القاهرة : عصام فضل.. أثار ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين في عملية «طوفان الأقصى»، التي بدأتها حركة «حماس» وشاركت فيها فصائل عدة من المقاومة الفلسطينية منذ (السبت) الماضي، تساؤلات الخبراء بشأن أسباب زيادة الأعداد بالمقارنة مع المدى الزمني القصير للجانب الأكبر من العملية، ودلالاته العسكرية والسياسية، خصوصاً إذا ما قُورن بعدد القتلى الإسرائيليين في حروب عربية نظامية. وسجل عدد قتلى إسرائيل في عملية «طوفان الأقصى» حتى مساء (الاثنين) أكثر من 900 شخص، فيما بلغ عدد المصابين الإسرائيليين أكثر من ألفي مصاب، واعتبر خبراء استراتيجيون عدد قتلى إسرائيل «كبيراً جداً» خلال مدة زمنية قصيرة، حيث بدأت عملية «طوفان الأقصى»، (السبت) الماضي، وأيضاً بحسب الخبراء، يحمل الرقم دلالات عسكرية وسياسية عدة. الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، أرجع ارتفاع عدد قتلى إسرائيل خلال «طوفان الأقصى» إلى عدة أسباب، منها «عنصر المفاجأة». وقال عبود لـ«الشرق الأوسط» إن «الفصائل الفلسطينية تمكنت من اختيار ساعة صفر مباغتة لإسرائيل، في يوم عطلة دينية وأسبوعية تسوده عادة حالة من الاسترخاء في مختلف المواقع العبرية»، كما أن «تكتيك حرب العصابات الذي اتبعته فصائل المقاومة الفلسطينية هذه المرة أتاح عمليات كر وفر، وضربات مباغتة، ونقل المعركة إلى العمق الإسرائيلي وداخل المستوطنات، مما ساهم في زيادة عدد القتلى من الجانب الإسرائيلي». وأشار أستاذ الدراسات الإسرائيلية إلى أن ارتفاع عدد قتلى إسرائيل يحمل الكثير من الدلالات، منها «تطور مهارات وآليات المواجهة لدى الفصائل الفلسطينية»، إذ إن «عملية بهذا الحجم والجرأة والقدرة القتالية استغرقت شهوراً طويلة في التدريب، وصلت حسب اعترافات بعض عناصر المقاومة الذين ألقت إسرائيل القبض عليهم إلى عام كامل من التخطيط والتدريب المستمر». وبحسب عبود، نال ارتفاع عدد القتلى من «حالة الغرور والغطرسة التي سيطرت على أجهزة الاستخبارات وأجهزة المعلومات في الجيش الإسرائيلي، وعكس (الارتفاع) فشلاً استخباراتياً إسرائيلياً، كما شكلت عملية (طوفان الأقصى) ضربة قاصمة لنظرية الأمن الإسرائيلية»، حسب وصفه. ووفقاً لإحصائية صدرت عن «مكتب الأمن القومي الإسرائيلي» عام 2014، ونشرتها صحف إسرائيلية، بلغ عدد قتلى إسرائيل خلال الصراع العربي الإسرائيلي 23 ألفاً و169 شخصاً. وذكرت الإحصائية أن عدد قتلى إسرائيل خلال حروبها مع الدول العربية كان الأكبر بين عامي 1947 و1948، حيث بلغ عدد القتلى نحو 6500 شخص، كما قتل خلال حرب الاستنزاف في سيناء بين عامي 1967 و1973، نحو 1000 جندي إسرائيلي، وفي حرب عام 1967 بلغ عدد قتلى الجيش الإسرائيلي 750 جندياً، ووفقاً للإحصائية نفسها، بلغ عدد قتلى إسرائيل خلال حرب لبنان الأولى عام 1982 نحو 650 جندياً. ورغم تباين الأرقام حول القتلى الإسرائيليين خلال حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، التي تذهب بعض التقديرات العربية غير الرسمية إلى أن العدد ما بين 8 و10 آلاف جندي إسرائيلي، إلا أن تقديرات إسرائيلية رسمية تقول إن عدد قتلاها بلغ 2500 جندي. الخبير العسكري المصري اللواء محمد علي بلال يرى أن أهم دلالة لزيادة عدد قتلى إسرائيل خلال عملية «طوفان الأقصى» أنها تبرز أن «المقاومة الفلسطينية طورت قدراتها كثيراً». وقال بلال لـ«الشرق الأوسط» إن «العملية أثبتت أن المقاومة لديها إمكانيات كبيرة، سواء بشرية، أو عسكرية، وقدرة على التخطيط الاستراتيجي، وإدارة حرب شوارع بمهارة فائقة». وبحسب الخبير المصري فإن «زيادة عدد قتلى إسرائيل ستعزز ثقة المقاومة في نفسها وقدراتها العسكرية، كما ستزيد فرص توحد الفصائل الفلسطينية المختلفة سواء عبر العمل معاً في عمليات مستقبلية، أو التنسيق خلال المواجهات مع إسرائيل». ونوه إلى أن «أحد أسباب نجاح عملية طوفان الأقصى وزيادة عدد قتلى إسرائيل في فترة زمنية قصيرة هو مشاركة فصائل فلسطينية عدة في العملية وبتوقيتات ومواقع محسوبة استراتيجياً». ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عملية «طوفان الأقصى» المباغتة بـ«الكارثية»، وأن يوم السبت الموافق 7 أكتوبر بأنه «الأسوأ في تاريخ إسرائيل»، بسبب عدد القتلى الكبير، وانهيار الوحدات العسكرية الإسرائيلية في محيط غزة. ونشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً كتبه الدبلوماسي والكاتب الإسرائيلي ألون بينكاس، بعنوان «7 أكتوبر 2023: تاريخ سيبقى عاراً على إسرائيل». واعتبر الكاتب هجوم «حماس» بمثابة «كارثة إسرائيلية مروعة، إذ فشلت الدولة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجيشه بشكل مذهل في حماية مواطنيها»، على حد تعبيره.

إيران تدعم «حماس» وسط تباين داخلي..وتنفي ضلوعها في «عملية الطوفان»

طهران لوَّحت بالرد على أي هجوم بعد تهديد أميركي

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»... وسط نفي إيران اتهامات بضلوعها في عملية «الطوفان»، جدد مسؤولون إيرانيون كبار تأييدهم لهجوم «حماس» على إسرائيل، وقال قيادي رفيع في «الحرس الثوري» إن وحدة القوات الخاصة المكلفة حماية طهران، مستعدة للقيام بعمليات خارجية، لكنّ نائباً متشدداً قال إن بلاده لا يمكنها المشاركة مباشرة في الحرب، وإنما تستخدم «قوى المقاومة» ضد إسرائيل. وجاء النفي الإيراني على لسان مندوب إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك، قبل أن يكرر النفي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني. وحذر كنعاني من أن بلاده ستوجه على أي هجوم يطال منشآتها رداً «مدمراً»، وذلك بعدما دعا سيناتور جمهوري إلى استهداف منشآت نفطية إيرانية رداً على أي هجوم قد تتعرض له إسرائيل من «حزب الله». وقال كنعاني: «على كل من يهدد الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن يدرك أن أي عمل أحمق سيقابل برد مدمر»، حسبما أوردت وكالة «رويترز». وتابع أن الاتهامات «تستند إلى دوافع سياسية»، مضيفاً أن طهران لا تتدخل «في قرارات الدول الأخرى، بما فيها فلسطين»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. بدورها، نقلت وكالة «مهر» الحكومية، عن كنعاني قوله إن «مزاعم مشاركة إيران وحزب الله لا تقلل أبداً من شأن مساعدات الولايات المتحدة للكيان الصهيوني، ودعمها المباشر له». ووصف الاتهامات بأنها «مزاعم لتشويش الرأي العام وصرف الأنظار عن الدعم الأميركي المباشر للكيان الصهيوني وتبرير جرائم إسرائيل». وقال كنعاني إن إيران دعت إلى عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن التطورات الإقليمية. وكانت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة قد وزعت بياناً يتحدث عن «دعم إيران الحازم لفلسطين»، لكنه في الوقت نفسه، قال: «إننا لم نشارك في الرد الفلسطيني، وإن هذا العمل فلسطيني حصراً». وقالت بعثة إيران: «ندعم فلسطين على نحو لا يتزعزع، لكننا لا نشارك في الرد الفلسطيني، لأن فلسطين فقط هي التي تتولى ذلك بنفسها». وأشارت إلى أن «نجاح» عملية «حماس» كان بسبب المباغتة، وهو ما يمثل «أكبر فشل» للأجهزة الأمنية الإسرائيلية. وقالت: «إنهم (الإسرائيليون) يحاولون تبرير فشلهم ونسبه إلى القوة الاستخباراتية الإيرانية والتخطيط العملياتي». وأوردت «رويترز» عن بيان البعثة: «إنهم (الإسرائيليون) يجدون صعوبة بالغة في قبول ما يتردد في أجهزة المخابرات عن هزيمتهم على يد مجموعة فلسطينية». وتحدّث الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عبر الهاتف مع قادة حركتي «حماس» إسماعيل هينة، و«الجهاد الإسلامي» زياد النخالة، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي في طهران، الأحد. وأدى الهجوم المباغت الذي شنته «حماس» على إسرائيل يوم السبت، والرد الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 1100، كما سلط الضوء على الحركة المدعومة من إيران. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن ضباطاً كباراً في «الحرس الثوري» شاركوا في التخطيط لهجوم حركة «حماس» منذ أغسطس (آب) الماضي. ونقلت عن مصادر في «حماس» و«حزب الله» أن المسؤولين الإيرانيين أعطوا الضوء الأخضر للهجوم على إسرائيل في اجتماع عقد الأسبوع الماضي. وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إنه يتفق مع الاتهامات الموجهة لإيران بالوقوف وراء هجوم «حماس»، لافتاً إلى أن «الداعم الأساسي لحزب الله». وأضاف في منشور على منصة «إكس»: «يجب على إيران أن تدفع ثمناً باهظاً مقابل أي تصعيد موجه لإسرائيل». وحذر غراهام من أن «أي هجوم من قبل حزب الله وغيره من وكلاء إيران سيكون مدمراً لأنظمة الدفاع الإسرائيلية»، وقال: «إذا حدث مثل هذا الهجوم، فيجب على إسرائيل والولايات المتحدة أن تسعى وراء مصافي النفط الإيرانية والبنية التحتية النفطية - التي تمثل شريان الحياة للاقتصاد الإيراني». وأضاف: «لقد مضى وقت طويل على أن تدفع الدولة الإرهابية الإيرانية ثمن كل الاضطرابات والدمار الذي زرعته في جميع أنحاء المنطقة والعالم». وذكر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس، أنه لا يوجد دليل على أن إيران كانت وراء الهجمات الأخيرة على إسرائيل، لكنه قال إن هناك علاقات طويلة الأمد بين طهران و«حماس». وقال إن إيران «لم تتمكن حتى الآن من صرف دولار واحد من 6 مليارات دولار»، تم الإفراج عنها في إطار اتفاق تبادل سجناء بين الولايات المتحدة وإيران في سبتمبر (أيلول). والسبت، قال مسؤول أميركي كبير إنه «من السابق لأوانه القول» ما إذا كانت إيران «منخرطة مباشرة» في الهجوم الذي شنته «حماس»، لكنه أضاف أنه «ليس هناك شك» في حقيقة أن «حماس»، «ممولة ومجهزة ومسلحة» من النظام في طهران. وحاول معظم الجمهوريين، خصوصاً الذين يتنافسون على ترشيح الحزب في انتخابات الرئاسة عام 2024، ربط اتفاق بايدن مع إيران بالهجمات، وزعم البعض خطأ أن بايدن أو دافعي الضرائب الأميركيين مولوا الهجمات على إسرائيل. وجاء إنكار الخارجية الإيرانية في وقت جدد فيه علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني في الشؤون الدولية، تأييده لهجوم «حماس» على إسرائيل. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن ولايتي قوله لوزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إن «الدول التي تظن أن بإمكانها حل مشكلاتها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، يجب أن تستخلص الدروس من هذه الأحداث». وقبل ذلك، قال ولايتي إنه يتوقّع أن تعجل «هذه العملية المنتصرة (...) بسقوط النظام الصهيوني».

ماسك يرد على خامنئي

وضع الملياردير الأميركي إيلون ماسك، شارة تحذير على منشور حساب المرشد الإيراني علي خامنئي عبر منصة «إكس». کان حساب خامنئي یستخدم فیديو يتحدث عن هروب إسرائيليين، معرباً عن أمله في «استئصال سرطان إسرائيل من المنطقة». وكتب ماسك في منشور: «موقف خامنئي الرسمي واضح بأنه القضاء على إسرائيل وليس فقط دعم الفلسطينيين». وبدورها، نشرت منصة «إكس» ملاحظة على منشور خامنئي بأن «الفيديو يظهر هروب رواد مهرجان موسيقي من (حماس)». وقالت إسرائيل إن 250 من رواد المهرجان قتلوا في الهجوم.

طهران لن تشارك في الحرب مباشرة

وقال النائب المتشدد حسين جلالي إن بلاده لا يمكن أن تخوض مواجهة مباشرة مع إسرائيل، لكنها ستقدم دعماً لحركة «حماس». وأضاف: «نحارب إسرائيل باستخدام القوى المقاومة، هذه سياستنا الاستراتيجية منذ بداية الثورة». وذكر موقع «ديدبان إيران» أن تصريحات النائب جاءت رداً على متحدث باسم حركة «حماس»، تحدث عن الدعم الإيراني للهجوم. ومع ذلك، وصف النائب تدخل إيران بـ«الشائعات ونشر الاتهامات». وقال: «مثلما قال الأميركيون لا يوجد دليل على تدخل إيران في الهجوم. عندما يتدخل أحد يجب أن يكون لديه قوات على الأرض، لكن لا يوجد دليل، وترحيب إيران ليس دليلاً على تدخلها». وحذر النائب من أن «إيران سترد على أي اعتداء»، وأضاف: «إيران لم ولن تكون البادئ بأي حرب، لكن إذا أراد أحدهم التدخل في قضايا إيران، أو تهديدنا، فسوف نرد». وقال جلالي: «البعض يقول إن إيران تخوض حروباً بالوكلاء، وإن سوريا ولبنان و(حماس) في قبضتها»، مضيفاً أن بلاده «تفكر بالمقاومة وليس الحضور المباشر». في هذا الصدد، قال المحلل السياسي الإيراني أحمد زيد آبادي، إن السلطات «تتوقّع أن تغيّر (حماس) بنفسها المُعطى» على الأرض، مضيفاً: «لا يبدو الإيرانيون مستعدين للدخول في حرب مماثلة لكنهم قد يكونون مهتمين، في لحظة معينة، بأن يعمد حلفاؤهم مثل (حزب الله) إلى تخفيف الضغط عن غزة عبر فتح جبهة جديدة» في الشمال. وفي رأي زيد آبادي أن «رهانات إيران كبيرة، فاستراتيجيتها ستتعزّز إذا تمكّنت (حماس) من ليّ ذراع إسرائيل». في المقابل «سيكون الأمر فشلاً للجمهورية الإسلامية إذا ضعفت (حماس)، وتمّ تدمير كل بناها التحتية السياسية والاقتصادية والعسكرية»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال أحمد زيد آبادي: «إذا هُزمت (حماس) تماماً، ستكون الطريق الى التطبيع سالكة، لأنه لا بديل آخر عملياً للدول العربية في مواجهة إسرائيل. أما إذا انتصرت، فسيكون أي اتفاق في دائرة الخطر لبعض الوقت. وعندها، ستتركز كل الضغوط على البرنامج النووي لإيران». من جانبه، قال الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، النائب السابق، حشمت الله فلاحت بيشه، لموقع «رويداد 24» المحلي، إنه «من المحتمل أن تقْدم إسرائيل على حماقات ضد إيران، إذا ما توسعت الحرب بين (حماس) وإسرائيل».

«الحرس الثوري» يستعرض عضلاته

ومع انطلاق الحرب بين «حماس» وإسرائيل، كشف «الحرس الثوري» الإيراني عن تفاصيل جديدة من أحدث وحداته الخاصة المكلفة حماية العاصمة طهران، التي بدأت تدريبات الأحد، على مدى يومين في ضواحي العاصمة طهران. وأعلن الجنرال حسن حسن زاده قائد «الحرس الثوري» في طهران، جاهزية وحدة «فاتحين» لخوض معارك خارج الأراضي الإيرانية. وقال إن الوحدة «تتولى مهام على نطاق واسع، وإنها لا تتقيد بالزمان أو المكان». وأفادت وكالة «إيسنا» الحكومية عن حسن زاده قوله إن أهداف الوحدة «بلا حدود»، لافتاً إلى أنها «مستعدة لتنفيذ مهام في أي نقطة من العالم إذا تطلب الأمر». وقال حسن زاده: «كلما تقدم الوقت يزداد دور وحدة فاتحين»، متحدثاً عن تنفيذها مهام متعددة في المجالات الدفاعية والأمنية والهجومية. وقال إنها «الوحيدة بالعالم التي لديها أكبر مرونة لتنفيذ المهام الخاصة في أقل فترة ممكنة». وبحسب مقطع فيديو، نشرته المواقع الإيرانية، تفقد حسن زاده الوحدة صباح الاثنين، في إحدى قواعد «الحرس الثوري»، ويظهر بعض أفراد الوحدة بملابس مدنية، وآخرون يرتدون أزياء مشابهة للقوات البرية في «الحرس الثوري»، كما يظهر رجال بملابس سوداء. وفي جانب من الفيديو، يطلق قناصة النار خلال تدريب.

تباين داخلي

وعلى الرغم من تأييد حكومة إبراهيم رئيسي، ونواب البرلمان ذات الأغلبية المتشددة، فإن الدعم الإيراني أثار انقساماً في الشارع، وأعرب ناشطون سياسيون عن مخاوفهم من تداعيات الحرب على تأزم الداخل الإيراني. وتساءلت رئيسة «جبهة الإصلاحات» آذر منصوري عن أسباب تراجع التأييد الشعبي لـ«المقاومة الفلسطينية». وكتبت منصوري في مقال رأي تحت عنوان «الازدواجية في الدفاع عن المظلوم»، نشرته صحيفة «اعتماد» الإصلاحية: «لماذا يقتصر التأييد للشعب الفلسطيني ومقاومته على وسائل الإعلام والأجهزة الرسمية والمجاميع المرتبطة بالدولة، ولم يعد يحظى هذا الموقف بالدعم اللازم في الشارع كما في السابق؟». وشددت منصوري على أن «أي مراقب منصف لا يمكنه إنكار هذا الموضوع». وأشارت في السياق نفسه إلى الانقسام الذي أثاره تأييد السلطات لروسيا في الحرب مع أوكرانيا. وانتقدت منصوري «الازدواجية، التباين» في سلوك الحكام بإيران. وأعربت منصوري عن اعتقادها بأن «عدم تضامن المجتمع الإيراني مع الشعب الفلسطيني، يعود إلى مجموعة من المعايير المزدوجة والتباينات»، إلى جانب «الانشقاق الناجم عن تراجع الثقة العامة بالحكام». وظهر الانقسام في الشارع الإيراني، حول الحرب بفلسطين، عندما رفع مجموعة من المشجعين أعلام فلسطين، قبل أن يسمع شعارات منددة برفع الأعلام في الملعب. وفي مقطع فيديو متداول على نطاق واسع في شبكات التواصل، يظهر مجموعة كبيرة من مشجعي فريق برسبوليس طهران يرددون شعارات منددة برفع العلم الفلسطيني في الملعب.

أميدرور: «ارتكبنا خطأ فادحاً لاعتقادنا بأن منظمة إرهابية بإمكانها تغيير طبيعتها»

فشل استخباراتي إسرائيلي وإساءة تقدير وراء هجوم «حماس» النوعي

الراي... يمثل الهجوم المباغت الذي شنته حركة «حماس» وقتل خلاله مئات الإسرائيليين، فشلاً استخباراتياً يطرح تساؤلات حول سياسة إسرائيل تجاه الحركة الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة، ويقول خبراء إنه أسيء تقديرها وفهمها. وقال الجنرال العسكري المتقاعد ياكوف أميدرور، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي في الفترة 2011-2013، إن ما حدث هو «فشل كبير لنظام المخابرات والجهاز العسكري في الجنوب». وإضافة إلى الفشل العملياتي لأجهزة الاستخبارات في الكشف عن التخطيط للهجوم وفشل الجيش في منعه، فإن النهج الذي تتبعه إسرائيل إزاء «حماس» خطأ بكامله، وفق أميدرور. وأكد الجنرال المتقاعد الذي يشغل الآن منصب زميل في معهد القدس للاستراتيجية والأمن في حديث مع الصحافيين «ارتكبنا خطأ فادحاً، بمن فيهم أنا، لاعتقادنا بأن منظمة إرهابية بإمكانها تغيير طبيعتها». وتابع «سمعنا من أصدقائنا حول العالم أنهم يتصرفون بمسؤولية أكبر، وصدقنا ذلك من غبائنا». بدأت الأعمال القتالية فجر السبت بإطلاق وابل من الصواريخ من القطاع باتجاه بلدات إسرائيلية مجاوِرة وصولاً الى تل أبيب والقدس. في هذه الأثناء اخترق أكثر من ألف من مقاتلي «حماس» على متن مركبات وقوارب وطائرات شراعية السياج الحدودي حول القطاع المحاصر وهاجموا مواقع عسكرية ومدنيين موقعين مئات القتلى كما أسروا 100 شخص على الأقل. وفيما يخوض الجنود الإسرائيليون قتالاً صعباً مع مقاتلين اختبأوا في البلدات الجنوبية، نفذ الجيش الإسرائيلي ضربات أوقعت مئات القتلى في قطاع غزة.

- «ضبط نفس غير مسبوق»

وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، «حماس» حركة «إرهابية». سيطرت الحركة على قطاع غزة عام 2007 بعد أن طردت حركة «فتح» بزعامة الرئيس محمود عباس منه، إثر اشتباكات دامية. حدث ذلك بعد عامين على انسحاب إسرائيل من القطاع. وخاضت إسرائيل و«حماس» أربع حروب في القطاع في أعوام 2008 و2012 و2014 و2021. وفي الحروب السابقة، آخرها عام 2021، شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية مدمرة على القطاع رداً على وابل من الصواريخ المتساقطة على إسرائيل. وبهدف إقرار بعض التهدئة، زادت إسرائيل تصاريح العمل والتجارة مع غزة، فمنحت تصاريح عمل لنحو 18500 شخص من القطاع الذي يعاني من البطالة والفقر. ظنت إسرائيل أن المزيد من المحفزات الاقتصادية مع التلويح باستخدام القوة العسكرية، جعل حماس تتراجع عن استراتيجيتها. في تصريحات أدلى بها في وقت سابق هذا الشهر، أكد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي أن على مدار العامين الماضيين، لم تلجأ حماس لإطلاق الصواريخ، في إطار قرارها لوقف العنف بأسلوب «غير مسبوق». وأضاف في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي في الأول من أكتوبر «حماس تمارس ضبطاً شديداً للنفس وتفهم معنى ممارسة مزيد من التحدي».

- إساءة تقدير

يرى مايكل ميلشتاين، الذي يترأس منتدى الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب، أن مثل هذه التصريحات تظهر «أننا أسأنا تقدير حماس تماماً». وقال لوكالة فرانس برس إن «فكرة أن الحوافز الاقتصادية يمكن أن تقلل من دوافع حماس لممارسة الترهيب بل وتدفع الناس للوقوف ضدها انهارت تماماً». وتابع «انت تتعامل مع منظمة راديكالية أيدولوجية. هل تعتقد حقاً أن بإمكانك شراء أيديولوجيتها وليِّها؟ هذه إساءة فهم تام وربما ملأتها أضغاث أحلام». وأشار ميلشتاين وهو ضابط استخبارات متقاعد عمل في السابق مستشار مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) «بينما ظننا أن تنظيماً متطرفاً يتولى السلطة يتحول تدريجياً إلى حركة معتدلة، كانوا يكتسبون مزيداً من القوة ويستعدون للمرحلة المقبلة من الحرب». ونوه إلى أن قيادة حماس كانت تقول علنًا إنها تنوي شن هجوم مماثل لذاك الذي حدث السبت. وأضاف «هذه العملية تم التخطيط لها منذ قرابة عام وهذا أمر مذهل لأنه خلال هذا العام واصلت إسرائيل زيادة حجم تصاريح العمل والامتيازات». وأكد أن «التصور الإسرائيلي كان أن حماس لا ترغب بالتصعيد ولكن الأمر كان جلياً لكنهم لم يرغبوا في تصديق صحة ذلك». ولكن يبدو أن المسؤولين الإسرائيليين تراجعوا عن ذلك. وقال وزير الدفاع يوآف غالانت السبت إنه عندما كان رئيساً للجبهة الجنوبية للجيش الإسرائيلي في عام 2019، أراد «كسر رقبة» حماس، إلا أن القيادة السياسية أوقفته. ولكنه يقول إنه لم تعد هناك قيود. وأكد أمس أنه أمر بفرض «حصار كامل على قطاع غزة: لا كهرباء لا طعام ولا ماء ولا غاز... كل شيء مغلق». وأضاف «سنغير المعطيات على الأرض في غزة. ما كان من قبل، لن يعود كما كان»....

التركيز على التصدّي لأسلحة حديثة يكشف «نقطة ضعف خطيرة»

كيف ضلّلت طائرات «حماس» الشراعية... «القبة الحديد» الإسرائيلية!

الطائرات الشراعية دخلت «غلاف غزة»... وأحدثت فرقاً

الراي... كشف تركيز اعتماد الأسلحة الإسرائيلية المتطوِّرة على التصدّي لأسلحة حديثة، «نقطة ضعف خطيرة»، ظهرت في قدرة طائرات شراعية بدائية على «تضليل» منظومة «القبة الحديد» الدفاعية. وخلال عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها حركة «حماس» ضد إسرائيل، استُخدِمت، للمرة الأولى، طائرات شراعية اخترقت الحدود لمسافة 15 ميلاً، وساعدت في إنزال المسلحين الفلسطينيين في قلب المستوطنات. وتسبَّب ذلك في ذهول إسرائيلي، لأن الدفاعات الجوية لم تعترض طائرة واحدة، ما أعطى الفرصة لعشرات المُسلّحين المدججين بالسلاح للوصول إلى عمق إسرائيل، حسب ما أعلنت وسائل إعلام عبرية. وبالاطلاع على مقاطع فيديو نشرتها «حماس»، فان الطائرة مكوّنة من أدوات بدائية للغاية، ونظام التوجيه فيها يعمل بالحبال، ومثبّت عليها محرك يشبه محركات الدراجات النارية.

«القبة الحديد»... «عمياء»

وعُميت أعين «القبة الحديد» عن الطائرات الشراعية، لأنّ كل المنظومات الدفاعية في إسرائيل «غير مجهزةٍ للتصدّي لمثل هذه الطائرات»، وفق توضيح الخبير العسكري، جمال الرفاعي، لموقع «سكاي نيوز عربية».

ويقول الرفاعي:

- هناك على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل نظامان دفاعيان أساسيان، هما «مقلاع داود» و«القبة الحديد»، وهما إنتاج إسرائيلي بالكامل، وتصفهما تل أبيب بالأفضل في العالم.

- عندما تم تصميم هذه الأنظمة كان الهدف الأساسي التصدّي لأي هجوم صاروخي يأتي من غزة؛ فعلى مدار النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني كان الهجوم الصاروخي هو الوسيلة الوحيدة للفصائل الفلسطينية.

- إسرائيل استخفّت بعقلية الفصائل، وفي المقابل كانت «حماس» تخطّط وتجهّز لهجوم بطرق جديدة.

- بالنظر لكيفية عمل أي منظومة دفاعية، نجد أن الرادارات تعمل على التقاط الإشارات اللاسلكية الناتجة عن حركة الطائرات، وعند رصد هذه الإشارات تتحرّك الصواريخ لضربها.

- التردّدات الناتجة عن حركة الطائرات والصواريخ هي التي يتم رصدها من الدفاعات الجوية، ومَن يستطيع إخفاء هذه الترددات يستطيع تجاوز الدفاعات الجوية.

- الطائرات الشراعية مصمّمة من أعواد خشبية وحديدية وخيوط للتّوجيه ومحرّك بدائي للغاية، بهدف إعطاء الطائرات قوة دفع للطيران عالياً.

- اختارت «حماس» بعد ذلك نقاطاً عالية، وأطلقت عشرات الطائرات منخفضة التّكلفة، ونقلت عناصرها إلى قلب إسرائيل.

- في الوقت نفسه، كانت هناك مئات الصواريخ التي أطلقتها «حماس»، وأشغلت «القبة الحديد» بها، وهنا حدث الأمر كأنه تمهيد ناري لعبور آمن وتسلسل للمظلّيين.

- المقاطع المنتشرة من داخل إسرائيل أثناء هبوط المظلات تظهر أن المستوطنين شعروا كأنه احتفال، ولم يتوقعوا أنه تسلل.

- أعتقد أنّ المنظومة الدفاعية في إسرائيل ستشهد تطويرا للتصدّي لمثل هذه المحاولات خلال الفترة المقبلة.

«القبة الحديد»؟

- نظام أرضي يعترض ويدمّر الصواريخ وقذائف الهاون قصيرة المدى، وبدأ تفعيله منذ عام 2010.

- طوّرته شركة «رافائيل» لأنظمة الدفاع المتقدّمة المحدودة بالتعاون مع شركة «رايثيون» الأميركية.

- تتكوَّن المنظومة من رادار لاكتشاف الصواريخ ونظام قيادة وتحكّم يحلل البيانات التي يوفّرها الرادار، وصواريخ الدفاع الجوي التي يتم توجيهها بعد ذلك للاعتراض، بينما يكلّف كل صاروخ نحو 40 ألف دولار، لذا فإن اعتراض 3 آلاف صاروخ هو عمل مكلّف للغاية.

- تكتشف وحدة الرادار صاروخا قادما، وتنقل معلومات في شأن سرعته ومساره إلى مركز التحكّم في البطاريات، في حين تحسب أجهزة الكمبيوتر في مركز التحكّم ما إذا كان الصاروخ سيصيب مناطق مأهولة بالسّكان، وإذا كان كذلك، يتم إطلاق صاروخ من قاذفة تحتوي على 20 صاروخا اعتراضيا، ليكون الهدف إبعاد الصاروخ المعادي.

- تمت ترقية «القبة الحديد» مرارا وتكرارا لتكون قادرةً على مواجهة تهديد قذائف الهاون، التي تبقى في الهواء لفترةٍ أقصر بكثير من الصواريخ، ما يجعل اعتراضها أمرا صعبا.

- رغم تكلفة المنظومة المرتفعة جداً، ثمة عيوب سُجّلت في شأن فعاليتها، أبرزها أنّه لا يُمكنها التعامل مع قذائف الهاون من عيار 120 ملم وما دون ذلك، كما أنها لا تعمل على تدمير الصواريخ التي تقل مسافتها عن 4 كيلومترات لقصر مسافة الانطلاق.

إسرائيل تتباهى بقوتها العسكرية الهائلة..و«حماس» بقدراتها القتالية الفائقة

إسرائيل تتباهى بنظام «القبة الحديد»

الراي... منذ لحظة قيامها على أرض عربية محتلة عام 1948، حافظت إسرائيل على تفوقها العسكري في المنطقة، ونسجت مقولات أسطورية عن جيشها الذي لا يقهر، إلى أن تكبدت خلال ساعات، نحو ألف قتيل، وأكثر من ألفي جريح، وعددا كبيرا من الأسرى، خلال عملية تشنها منذ السبت «كتائب القسام». حالياً، تتبوأ إسرائيل الرقم 18 بين الدول الأقوى عسكرياً في العالم، وفق مؤشر «غلوبال فاير باور»، بينما تحتل المرتبة 12 بين الدول المصدرة للسلاح. ويبلغ الإنفاق العسكري السنوي في إسرائيل 16 مليار دولار، وتلقت دعماً عسكرياً أميركياً بقيمة 58 مليار دولار في الفترة ما بين 2000 و2021.

وفي ما يلي عرض للقدرات العسكرية الإسرائيلية:

تعداد الجيش

يتألف الجيش الإٍسرائيلي من 169 ألف جندي في الخدمة الفعلية، وما يزيد من 400 ألف جندي احتياط، ويبلغ تعداد المؤهلين للخدمة العسكرية نحو 1.7 مليون شخص.

القوات الجوية

تمتلك إسرائيل 595 طائرة حربية متعددة المهام، بينها 241 مقاتلة و23 طائرة هجومية، إلى جانب 128 مروحية عسكرية، وطائرات لتنفيذ المهام الخاصة وأخرى للشحن العسكري. وتعد القوات الجوية من أكثر أسلحة الجو تقدماً على مستوى العالم بفضل التكنولوجيا الفائقة التي تتمتع بها.

ولدى إسرائيل 42 مطاراً عسكرياً في الخدمة.

وتمتلك أسراباً من مقاتلات «إف - 35» و«إف - 16»، و«إف - 15»، وعدداً هائلاً من القنابل الذكية وأجهزة الاستشعار عن بعد، كما تمتلك سرباً من المسيرات الهجومية. يشار إلى أن إسرائيل من أوائل الدول التي استخدمت المسيرات في الحروب. ففي معركة سهل البقاع عام 1982، مكنت الطائرات المسيرة إسرائيل من تحقيق تفوق كاسح على سورية.

القوات البرية

يبلغ تعداد القوات البرية 140 ألف جندي يزاولون الخدمة حالياً. وتمتلك هذه القوات 1650 دبابة، بينها 500 من طراز «ميركافا» التي تحتوي على نظام حماية نشط، يعترض الصواريخ المضادة للدبابات قبل وصولها، ولها القدرة على إطلاق النار على الأهداف المتحركة، وتوصف بأنها من ضمن الدبابات الأكثر تحصيناً في العالم. كما تمتلك تل أبيب 7500 مدرعة قتالية. أما سلاح المدفعية، فقوامه نحو ألف آلية بينها 650 مدفعاً ذاتي الحركة، إلى جانب 300 مدفع ميداني.

القوات البحرية

تتألف البحرية من 65 قطعة، منها 48 سفينة حربية و5 غواصات و4 طرادات، إضافة إلى زوارق حربية مزودة بالصواريخ، وتوصف بأنها متطورة وذات كفاءة تكنولوجية عالية.

«القبة الحديد»

كثيراً ما تتباهى إسرائيل بـ «القبة الحديد»، وهي نظام دفاعي متحرك لاحتواء ومواجهة الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية في مختلف الأحوال الجوية، بما فيها السحب المنخفضة والعواصف الترابية والضباب. ويعتمد النظام على صاروخ اعتراضي مجهز برأس حربي قادر على اعتراض وتفجير أي هدف في الهواء، بعد قيام منظومة الرادار بالكشف والتعرف على الصاروخ أو القذيفة المدفعية وملاحقة مسار المقذوف.

السلاح النووي

تعتبر إسرائيل القوة النووية الخامسة في العالم، وذلك لحيازتها رؤوساً نووية يمكن إطلاقها إلى مسافات تبلغ 1500 كيلومتر باستخدام صواريخها المسماة «أريحا»، إضافة للقنابل النووية التي يمكن إلقاؤها من الجو. وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل تمتلك نحو 200 قنبلة نووية، مع تأكيد بعض المصادر الغربية حيازتها أيضاً كميات كبيرة من اليورانيوم والبلوتونيوم تسمح لها بإنتاج 100 قنبلة نووية أخرى. ويعد الملف النووي الإسرائيلي من أكبر أسرار الحياة النووية في العصر الحالي، إذ رفضت تل أبيب منذ إنشائها أن تشملها عمليات التفتيش الدورية التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية على المنشآت النووية في العالم.

مقارنة أملتها الوقائع

ولم يكن وارداً المقارنة بين قدرات إسرائيل العسكرية الفائقة وإمكانيات حركة «حماس» المحاصرة في قطاع غزة منذ عام 2007. لكن الكفاءة الميدانية العالية لـ «كتائب عز الدين القاسم» في عملية «طوفان الأقصى» حالياً، فرضت على وسائل الإعلام إجراء هذه المقارنة. ولا تقدّم «حماس» بيانات مفصلة عن تعداد قواتها وإمكانياتها العسكرية، لكنها تعلن من حين لآخر عن إدخال أسلحة جديدة للخدمة، وعن استحداث تشكيلات تتمتع بقدرات قتالية فائقة. ويفيد تقرير حديث لشبكة «بي بي سي» بأن إسرائيل لم تقدم يوماً دليلاً على أن «حماس» تتلقى أسلحة من إيران. ويخلص إلى أن أسلحة الحركة يجري تصنيعها في ورش محلية في قطاع غزة.

من «قسام 1» إلى «عياش»

بدأت قصة حماس مع الصواريخ عام 2001، حين كشفت عن الصاروخ «قسام 1»، وكانت حمولته التفجيرية متواضعة، ولم يتجاوز مدى 3 كيلومترات. وقد تهكم مسؤولون عرب وفلسطينيون على صواريخ الحركة ووصفوها بـ«العبثية». لكن الحركة تمكنت من تطوير صناعة الصواريخ بشكل مذهل في ظرف زمني وجيز، وبات بإمكانها ضرب مختلف المدن الإسرائيلية. وأعلنت «حماس» أنها قصفت إسرائيل بما يزيد على 5 آلاف صاروخ في اليوم الأول من«طوفان الأقصى»التي بدأت في السابع من أكتوبر الجاري. ومن صواريخ حماس المتطورة «عياش» الذي يصل مداه 250 كلم، و«جعبري 80» الذي يملك القدرة على تضليل «القبة الحديد». وتمتلك صواريخ «رجوم» قصيرة المدى واستخدمتها في «طوفان الأقصى» لتأمين الغطاء الناري للمقاومين الذين اقتحموا مناطق الاحتلال.

قوات النخبة

ولا تتوفر بيانات عن عدد عناصر «القسام» المنخرطين في العمل العسكري. لكنّ الكتائب أوضحت أنها أدخلت إلى البلدات الإسرائيلية ألف عنصر من نخبة مقاتليها وأنه يجري إمدادهم بالرجال والذخيرة والسلاح في مواقع القتال مع جيش الاحتلال.

من «أبابيل» إلى «الزواري»

وطورت حماس أيضاً بسرعة كبيرة تكنولوجيا الطائرات المسيرة، ففي 2014 أدخلت طائرة «أبابيل» للخدمة، واستخدمتها في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة. أما طائرة «شهاب»، فسبق أن قصفت حشوداً عسكرية إسرائيلية متاخمة لغزة. وشهاب أيضا قادرة على حمل شحنات متفجرة ويمكنها التحليق فوق الجنود والدبابات وجمع المعلومات مع قدرة فائقة على التخفي عن الأنظار. ووفق بيان رسمي من حماس، فإن شهاب تمكنت من تنفيذ مهام استطلاعية، فوق مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب. وصبيحة السبت الماضي، أعلنت الحركة دخول مسيّرة «الزواري» الانتحارية للخدمة رسمياً. وأعلنت في بيان أن «سلاحنا الجوي شارك بـ35 مسيّرة انتحارية من طراز الزواري في كل محاور القتال في اللحظات الأولى لمعركة طوفان الأقصى».

الكوماندوس البحري

تمتلك حماس فرقة كوماندوس بحرية، وأعلنت أنها شاركت في اللحظات الأولى لمعركة «طوفان الأقصى». وقد نفذت الفرقة عملية إنزال على شواطئ جنوب عسقلان، وأدار عناصرها العملية باقتدار وكبدوا العدو خسائر فادحة، وفق بيان رسمي من كتائب القسام.

جسر العبور الجوي

وكشفت «حماس»، السبت، عن «وحدة صقر» العسكرية التي نفذت العبور الجوي إلى بلدات إسرائيلية، في اليوم الأول من العملية. وتظهر مشاهد بثتها الحركة عناصر من المقاومة وهم يستخدمون دراجات مزودة بمروحيات ومظلات لعبور حدود قطاع غزة جواً، قبل أن يصلوا إلى المواقع العسكرية الإسرائيلية، ويشتبكوا مع جنود الاحتلال.

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 162,204,122

عدد الزوار: 7,232,405

المتواجدون الآن: 82