أخبار لبنان..«مناوشات الجنوب»: إعلان الحرب رهن توسُّع المواجهات في الإقليم..هجمات جديدة لحزب الله وحماس.."الحزب" تبلّغ تحذيرات من فتح الجبهة والجنوب يتيم إلى مائدة الحكومة..هل يرد «حزب الله» على مقتل عناصره بفتح جبهة الجنوب؟..أمن جنوب لبنان محكوم بتقيُّد «حزب الله» وإسرائيل بقواعد الاشتباك..حراك دبلوماسي في بيروت لتحييد لبنان عن «حرب غزة»..وحزب الله يرفض تغيير المعادلات: أميركا تقود الحرب الإسرائيلية ضدّ غزة..ومحور المقاومة في استنفار..

تاريخ الإضافة الأربعاء 11 تشرين الأول 2023 - 4:28 ص    عدد الزيارات 556    التعليقات 0    القسم محلية

        


«مناوشات الجنوب»: إعلان الحرب رهن توسُّع المواجهات في الإقليم..

اللواء...بين حدّي موقف متضامن وداعم لحركة المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، وموقف يأخذ خصوصية الوضع في لبنان، والرغبة الرسمية والسياسية والشعبية بعدم التفريط بانجازات الصمود والهدوء من الجنوب الى الضاحية وبيروت، وسائر المدن والمناطق اللبنانية، يمشي «حزب الله» من دون استعجال، مقيماً الحساب لكل كلمة وخطوة وضربة عسكرية.. مع الاخذ بعين الاعتبار عدم الانجرار الى استعادة ما جرى في حرب تموز من استهداف للمدنيين والقرى والجسور ومحطات الكهرباء والمياه والمستشفيات من الجنوب الى الضاحية والبقاع، فضلاً عن عمليات التهجير الجماعي وما ترتب عليها.

وبصرف النظر عن الاتصالات الدبلوماسية الدولية، والمشاورات الداخلية، فإن اليوم الرابع من العمليات الحربية بين اسرائيل وحماس وفصائل المقاومة في غزة وغلافها وسائر مناطق الوجود الفلسطيني، شهد وتيرة اعلى من «المناوشات بالقذائف والمدفعية والصواريخ»، من دون التوصل الى اعلان رسمي بالدخول في الحرب مباشرة.. واستبعد خبراء تطور المناوشات الى حرب، ما لم يحدث تطور كبير في الميدان، كمحاولة ازالة غزة او غزوها من البر او توسع المواجهات في الاقليم، على مستوى دولي - اقليمي، في حرب محاور شبيهة بالحرب الروسية - الاوكرانية. دبلوماسياً، تحركت سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في بيروت دورثي شيا بين عين التينة حيث التقت الرئيس نبيه بري ودارة الرئيس نجيب ميقاتي، لنقل الموقف الاميركي مما يجري، والتحذير من مغبة انجرار لبنان او توريط حزب الله للبلد بفتح جبهة جديدة من الجنوب. وكشفت مصادر سياسية ان سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا نقلت بالامس الى رئيس مجلس النواب بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله أبوحبيب موقف حكومة بلادها من التطورات المتسارعة في غزة، وتحذيرها من مغبة مشاركة حزب الله في هذه الاشتباكات الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، ما يعرض لبنان واللبنانيين لمخاطر غير محسوبة، واكدت في الوقت نفسه حرص الولايات المتحدة الأمريكية على امن واستقرار وسلامة لبنان. واشارت المصادر إلى ان حركة عدد من السفراء الأجانب،مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، تحذيرهم من مشاركة الحزب بالعمليات العسكرية انطلاقا من جنوب لبنان في هذا الظرف بالذات، الذي يشهد تطورات متسارعة لا يمكن التكهن بنتائجها وتداعياتها،والخشية من الزج بلبنان فيها. اما حكومياً، فوفقاً لما اشارت اليه «اللواء» في عددها امس، فإن مجلس الوزراء، يعقد بهيئة تصريف الأعمال، جلسة في الرابعة من بعد ظهر الخميس 12 الجاري في السراي الكبير، لعرض المستجدات الراهنة في ظلّ تطوّر الأوضاع على الصُعد كافةً، إضافةً إلى عرض التقرير الدوري حـــول تنفيذ مندرجات قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 11/09/2023 المتعلّق بموضوع النزوح السوري، بحسب بيان صادر عن الامين العام لمجلس الوزراء.  أضاف البيان:«إن رئيس مجلس الوزراء، وعملاً بواجباته الدستورية، وشعوراً منه بالمسؤولية الوطنية، يوجّه هذه الدعوة ويضعها بتصرف جميع السّادة الوزراء للمشاركة في الجلسة المُقرّرة تلبيةً لنداء الواجب الوطني وهم الحريصون عليه، لاسيّما في ظل الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد». وتوقعت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تخرج جلسة مجلس الوزراء الخميس إما ببيان يتلوه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تعليقا على التطورات الأخيرة أو بكلمة له تنطلق من موقف لبنان لإبقائه بمنأى عن تداعيات الأحداث في غزة، وأكدت أن هناك حرصا على إبقاء الحكومة متضامنة، ولذلك كانت الدعوة لحضور جميع الوزراء بمن في ذلك المقاطعين من الوزراء المحسوبين على التيار الوطني الحر. ورأت هذه المصادر أن الجلسة أيضا تغوص في مناقشة المقررات السابقة بشأن النزوح وما تم إنجازه ويعرض الوزراء المعنيون تقاريرهم. إلى ذلك ابلغت مصادر في التيار الوطني الحر اللواء ان مقاطعة مجلس الوزراء تندرج من مبدأ وبالتالي لم يتبدل هذا المبدأ على ان الوزراء لهم الحرية في حضور الجلسة ام لا. وهنا تردد أن قسما منهم قد يحضر لاسيما لمتابعة ملف النزوح، على أن تتبلور الصورة اليوم الأربعاء. ومع أن تكتل لبنان القوي، دعا بعد اجتماعه بعد ظهر امس الى التفكير في ما يجب عمله لضمان امن لبنان، وتفادي انعكاسات الحرب عليه، فإن لغة النكد السياسي بقيت سمة خطابه الداخلي، لجهة وصف دعوة مجلس الوزراء لجلسة غد بأنه «شكلي» مسجلاً عيباً على الدعوة بأنها جاءت من رئيس الحكومة بعد اجتماع مع رئيس المجلس. وطلبت الخارجية البريطانية من رعاياها عدم الذهاب الى لبنان إلا عند الضرورة، وشددت على عدم الذهاب الى بعض مناطق الجنوب.

ميدانياً، وبعد تشييع شهدائه الثلاثة، تبنى حزب الله استهداف ملالة اسرائيلية من نوع زيلدا عند موقع الصدح غرب بلدة صلحا (المستعمرة المسماة أفيفيم) مساء امس بصاروخين موجهين، وتم اصابتها وتدميرها بالكامل. وردت اسرائيل، حسب ناطق اسرائيلي، باستهداف موقع استطلاع اخر لحزب الله بعد اطلاق القذيفة. وطلبت قوات الاحتلال من سكان بلدة المطلة القريبة من الحدود مع لبنان بمغادرتها على الفور. وفي اول تطور من نوعه، اعلنت كتائب القسام، أنها اطلقت من جنوب لبنان صواريخ باتجاه الجليل.

هجمات جديدة لحزب الله وحماس

الأخبار .... شنّت المقاومة الإسلامية أمس هجوماً جديداً، استهدف آلية عسكرية معادية قرب قاعدة أفيفيم في القطاع الأوسط، بينما أطلقت كتائب عز الدين القسّام في حركة حماس صواريخ على مستعمرات الجليل الأعلى انطلاقاً من القطاع الغربي في جنوب لبنان. وردّ العدو بقصف مدفعي طاول مناطق مفتوحة، واستهدف نقاطاً خالية للمقاومة في المنطقة. حصل ذلك بعد يوم من المواجهات العسكرية التي أدّت إلى مقتل ثلاثة جنود للعدو بينهم ضابط برتبة نائب قائد لواء، واستشهاد خمسة مقاومين من الجهاد الإسلامي وحزب الله، وفي ظل توتر كبير يخيّم على الحدود الجنوبية، ربطاً بما يجري في فلسطين المحتلة. وبينما وسّع العدو انتشاره العسكري في المنطقة الشمالية، وسط نزوح كثيف لسكان المستوطنات القريبة من لبنان، جرى تفعيل صفّارات الإنذار في عدد من المستوطنات، ربطاً بأنشطة من الجانب اللبناني، كما أعلن العدو أنه قصف نقاط مراقبة لحزب الله رداً على إطلاق الصواريخ. وشهدت المنطقة أيضاً تحليقاً لمروحيات عسكرية إسرائيلية، ليعود الجيش الإسرائيلي ويُعلن قصف محيط بلدات الضهيرة، الشعيتية، زبقين، القليلة والحنية شرقي مدينة صور. ولاحقاً، استهدفت القوات الإسرائيلية مناطق علما الشعب، عيتا الشعب، رميش ويارون عند الطرف الغربي لقضاء بنت جبيل. كما استهدف القصف أيضاً محيط سهل الماري في القطاع الشرقي. وأمس، شيّع حزب الله في الجنوب الشهداء الثلاثة الذين سقطوا في القصف الغادر لقوات الاحتلال، وأُلقيت كلمات في الجموع المُشيِّعة، أكّد خلالها المسؤولون في حزب الله عدمَ الوقوف على الحياد إزاء ما يجري في فلسطين. فيما اعترفت اسرائيل بسقوط ثلاثة قتلى مي الاشتباك الذي وقع أول من أمس وأعلنت سرايا الجهاد مسؤوليتها عنه، وهم المقدم عليم عبد الله نائب قائد اللواء الـ 300 في فرقة الجليل، والرقيب اول جواد عامر (23 عاما) من حورفيش، والرقيب اول احتياط جلعاد مولخو (33 عاما) من تل ابيب، وهو مقاتل في وحدة ايغوز. وبينما أخلى الموظفون الأجانب العاملون في منظّمات دولية في الجنوب مراكزهم، وانتقلوا إلى بيروت وقرّر بعضهم السفر بناءً على نصائح المؤسسات العاملين فيها، رُصد وصول المزيد من الصحافيين والمراسلين الأجانب إلى لبنان، وسط تعليمات للعاملين مع الوكالات الدولية بأخذ الاحتياطات ربطاً بتوسّع دائرة التوتر لتشمل لبنان.

حزب الله يضرب مدرعتين بالصواريخ... وإسرائيل تقيم الوضع على حدود لبنان

تل أبيب: «الشرق الأوسط»..قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اليوم (الثلاثاء)، إن الجيش قصف موقعي استطلاع تابعين لحزب الله في لبنان «رداً على إطلاق قذائف صاروخية من داخل الأراضي اللبنانية نحو إسرائيل». ووفق وكالة أنباء العالم العربي، أضاف أدرعي في حسابه الرسمي على منصة «إكس» (تويتر سابقاً) أن الجيش الإسرائيلي «جاهز لجميع السيناريوهات في الجبهات كافة، وسيواصل حماية سكان دولة إسرائيل». وأعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس أركانه يجري تقييماً للوضع في القيادة الشمالية. وقال مصدر في حزب الله لوكالة أنباء العالم العربي، إنه تم إعطاب آليتين عسكريتين إسرائيليتين بصواريخ موجهة من جنوب لبنان، ما أدى إلى احتراقهما بالكامل. وكانت وسائل إعلام قد أفادت منذ قليل باستهداف دبابة ميركافا إسرائيلية خلف موقع صلحة مقابل بلدة مارون الراس اللبنانية بصاروخين ضد الدروع. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ جنديين آخرين قُتلا أمس في المواجهات عند حدود لبنان، ما يرفع عدد القتلى الإسرائيليين في تلك الاشتباكات إلى 4 جنود.

قلق من انتشار النازحين السوريين في مناطق حدودية

"الحزب" تبلّغ تحذيرات من فتح الجبهة والجنوب يتيم إلى مائدة الحكومة

نداء الوطن.... لم يغب أمس التصعيد الميداني عن الجنوب، وبلغ ذروته مساءً باستهداف «حزب الله» ملالة إسرائيلية، بعدما قصفت إسرائيل بعض نقاط المراقبة التابعة لـ»الحزب»، وسبق القصف إطلاق صواريخ من منطقة القليلة جنوب صور على الجليل شمال الدولة العبرية. وما ميّز هذا التصعيد أنه خلا من خسائر بشرية، خلافاً للتصعيد الاثنين الماضي، لكنه لم يخلُ من الحضور الفلسطيني بمشاركة حركة «حماس» بعد عملية حركة «الجهاد الاسلامي» أول من أمس. هل من دلالة لهذا التطور في التصعيد؟ وفقاً لمعطيات مستقاة من الاتصالات الديبلوماسية التي جرت في بيروت مع الجهات الرسمية والحزبية، تبيّن أنّ هناك إشعاراً تلقاه «حزب الله» مفاده أن إسرائيل تعتبره مسؤولاً عن أي عمل عسكري ينطلق من الأراضي اللبنانية المحاذية للحدود الاسرائيلية، سواء أكان موقعاً، كما الحال مع عملية «الجهاد»، أو عن طريق اطلاق الصواريخ كالتي انطلقت أمس من سهل القليلة. وعليه، كما تفيد المعطيات، قررت اسرائيل الردّ على مصادر النيران، باستهداف مراكز «الحزب» كما حصل في اليومَين الماضيين. ومن مراقبة التطورات الميدانية، يتبين ان حركة «حماس» كان لها دور بعد «الجهاد»، فأعلنت مساء في بيان باسم «كتائب عز الدين القسام» مسؤوليتها عن «قصف صاروخي مُركز على مغتصبات الجليل الغربي من جنوب لبنان».

وما يستدعي مواكبة التطورات اللاحقة، هو معرفة هل يتجه المسرح الجنوبي الى مناوشات لا تسيل معها الدماء، أم يعني «ترسيماً» جديداً بين «الحزب» واسرائيل؟

وفي هذا السياق جاء في بيان أصدرته مساء «المقاومة الاسلامية» الجناح العسكري لـ»حزب الله» أنه رداً على الإعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت عدداً من نقاط المراقبة التابعة للمقاومة الإسلامية، قام مجاهدونا مساء هذا اليوم (امس) باستهداف ملالة إسرائيلية من نوع زيلدا عند موقع الصدح غرب بلدة صلحا (المستعمرة المسماة أفيفيم) بصاروخين موجّهين وتمّت إصابتها وتدميرها بالكامل». وفي موازاة التطورات الميدانية، بدت حكومة تصريف الأعمال في حال ارتباك في التعامل مع التطورات الجارية بدءاً بغزة في فلسطين وانتهاء بجنوب لبنان. وظهر هذا الإرباك في نص الدعوة التي جرى توجيهها لعقد جلسة للحكومة تحت عنوان «عرض المستجدات الراهنة» و»موضوع النزوح السوري». لكن الدعوة لم تشر من قريب أو بعيد الى تطورات الجنوب بكلمة واحدة. وعلمت «نداء الوطن» أن ميقاتي في أثناء زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري طلب منه العمل على»إبعاد الجنوب عن حرب غزة». وتوقعت المعلومات أن يصدر موقف عن الحكومة في جلستها غداً. وكان ميقاتي التقى سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا التي زارت الرئيس بري أيضاً وأبلغته موقفاً صارماً من الولايات المتحدة في شأن فتح جبهة الجنوب. واستقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب سفير بريطانيا هاميش كويل الذي شدّد على»أهمية عدم إنجرار لبنان الى الصراع وبقائه بعيداً منه». وعلى صعيد آخر، أفادت مراسلة «نداء الوطن» في النبطية رمال جوني أن حركة النزوح من البلدات كانت لافتة ومتفاوتة في آن. وقال رئيس بلدية رميش ميلاد العلم أنّ حركة النزوح من البلدة نحو بيروت كانت كبيرة نسبياً، غير أنه استغرب وجود حركة دخول كبيرة للنازحين السوريين نحو البلدة. وأوضح العلم أنه «في وقت رحل أبناء البلدة خوفاً، فاجأنا دخول السوريين بأعداد كبيرة نحو البلدة». وأشار إلى أنه جرى توقيفهم وترحيل من دخل خلسة. وأعلن: «لا أعرف إن كانوا مدسوسين أو لديهم هدف السرقة أو ربما احتلال منازلنا». وأشار إلى أنهم «حين حاولوا الدخول ليلاً كانوا يكبّرون «الله أكبر»، وهذا أمر يستدعي القلق». ولفت في هذا الإطار إلى وجود تنسيق كامل مع بلدية عيتا الشعب في هذا الملف. وأفاد مصدر رسمي، أن المدارس ستغلق أبوابها اليوم في المناطق الحدودية لليوم الثاني، تحسباً للتطورات. وعلم أن حالة قلق مماثلة تعم بلدات جنوبية حدودية عدة. وعلى مستوى المواقف السياسية، أكّد رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع أنه «من الصعب جداً التقدير في الوقت الراهن إمكانيّة توسّع رقعة الحرب في غزّة لتشمل الحدود اللبنانيّة الجنوبيّة». لكنه سأل: إذا تطوّرت هذه الحرب وتخطّت حدوداً معيّنة هل تبقى الحدود الجنوبيّة هادئة؟ وهل تقف إيران، واستطراداً «حزب الله»، على الحياد»؟

هل يرد «حزب الله» على مقتل عناصره بفتح جبهة الجنوب؟ ...

• الحزب يستخدم صواريخ موجهة ضد دبابات إسرائيلية

الجريدة... منير الربيع ... رغم مبادرة إسرائيل بقتل عدد من عناصر حزب الله رداً على تسلل مقاتلين فلسطينيين عبر الحدود، اكتفى الحزب بقصف مواقع عسكرية إسرائيلية، في خطوة أثارت تساؤلات إذا كان الحزب يعد لرد أوسع قد يؤدي إلى فتح جبهة الجنوب. يشهد لبنان جهوداً سياسية ودبلوماسية مكثفة في سبيل منع تصعيد الأمور بالجنوب. وقد تلقت الحكومة اللبنانية وحزب الله رسائل كثيرة من جهات خارجية بشأن ضرورة عدم فتح جبهة جديدة، فيما جواب حزب الله واضح بأنه على أتم الجاهزية لمواكبة أيّ تطور، وأنه لا يمكنه السكوت على كسر حركة حماس و«المقاومة» الفلسطينية، كما لا يمكنه السكوت على عملية تدمير أو تهجير أو اقتحام برّي لقطاع غزة، وفي حال حصل ذلك، فإن الحزب قد يصل إلى مرحلة التدخل. دون ذلك لا يزال الحزب يلتزم بقواعد الاشتباك الموضوعة على قاعدة ضربة مقابل ضربة، لكنّ السؤال الأبرز الملحّ الآن اذا كان الحزب سيرد على مقتل عدد من عناصره بقصف إسرائيلي، وهل يعتبر ما جرى ضمن قواعد الاشتباك أم انتهاكا لها؟ وأفادت معلومات بمقتل 6 من عناصر الحزب الذي أقر رسميا بمقتل 3 في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان، واكتفى الحزب بالرد باستهداف ثكنتَي برانيت وأفيفيم الإسرائيليتين بالصواريخ وقذائف الهاون. إطلاق عدد من الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه المستوطنات والمدفعية الإسرائيلية ترد بقصف أطراف بلدتي مروحين والضهيرة وأثار قصف إسرائيل أبراج مراقبة لحزب الله بعد عملية تسلل من جنوب لبنان نفذها 4 مسلحين فلسطينيين من منظمة الجهاد الإسلامي تساؤلات حول احتمال لجوء إسرائيل إلى محاولة استدراج الحزب إلى قلب المعركة. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، مقتل المقدم عليم سعد رحمة الله، نائب قائد «لواء 300» في فرقة الجليل، خلال اشتباك مع المسلحين المتسللين، إضافة الى مقتل جنديين آخرين. وقتل اثنان من المسلحين المتسللين في الاشتباك، إلا أن إسرائيل قصفت أبراج ونقاط مراقبة تابعة لحزب الله، مما أدى الى مقتل عدد من مقاتليه. فهل كان وراء ذلك محاولة لاستهداف الحزب بشكل مباشر واستدراجه إلى المعركة؟ هذا السؤال لن يكون من السهل الإجابة عنه، خصوصا أن الكلام الآن للميدان ولمجرياته وتطوراته. وفيما يبقي حزب الله على استنفاره في الجنوب، وهناك جاهزية كاملة لديه لمواكبة أيّ تطورات، تشير المعلومات الى أن مخططي الحزب الاستراتيجيين يدرسون الموقف لاتخاذ قرار بشنّ مزيد من الردود على الهجوم الإسرائيلي أو الاكتفاء بالقصف الذي تم على ثكنتَي برانيت وأفيفيم، على أساس أن كل ما جرى يقع ضمن قواعد الاشتباك السارية. وبحسب هذه المعلومات، فإن الحزب بدأ بالفعل بإعداد السيناريوهات المحتملة في حال قرر توجيه رد إضافي. ويقول مراقبون إن الأكيد هو أن الإسرائيليين يريدون شنّ عملية عسكرية عنيفة على قطاع غزة، وهم لا يريدون فتح جبهة جديدة، لا سيما أنهم طلبوا مساعدة من واشنطن التي قالت إن إرسال حاملة طائرات أميركية الى «شرق المتوسط» هدفه تحييد حزب الله وإيران عن المعركة. في المقابل، هناك وجهات نظر أخرى تعتبر أن الإسرائيليين يريدون الاستفادة من الظرف القائم لتوريط حزب الله أو استدراجه بالارتكاز الى الدعم الدولي، لا سيما الغربي الذي يحظون به حالياً، وقد يعتبرون هذه فرصة لتوجيه ضربات للحزب لطالما هددوا بها، يبقى أن الإسرائيليين في هذه الحالة لا يمكنهم ضمان لا آلية الردّ ولا حجمه ولا الخسائر التي سيتكبدونها. في المقابل، يعتبر حزب الله أنه صاحب اختيار توقيت الانخراط في المعركة، وهذا أسلوب عسكري تكتيكي لطالما اعتمده الحزب، على قاعدة عدم السماح للإسرائيلي بتحديد توقيت المعركة. وفيما انشعل الجيش الاسرائيلي، أمس، ببلاغ تبيّن أنه كاذب عن وجود حركة جوية فوق جنوب لبنان أو فوق الجولان، أشارت صحيفة الأخبار المقربة من الحزب الى «تفاقم حالة الإرباك والتخبّط في صفوف العدو الإسرائيلي بانتظار الرد المرتقب من حزب الله»، مشيرة الى «تحصّن الجنود الإسرائيليين لليوم الثاني على التوالي، في منازل مستوطنة المطلة وما بينها، في إطار الاستنفار الذي أُعلن خوفاً من تسلل المقاومة إليها». وأضافت أنه «من تلة الحمامص المقابلة في الجانب اللبناني المحرّر، ظهرت دبابات ميركافا تواكب دوريات الجنود الذين مشّطوا الواجهات الأمامية للمستعمرة التي تعدّ النقطة الأكثر تماساً مع الأراضي اللبنانية المحررة، فيما يسود الهدوء كل منطقة القطاع الشرقي». وتم إطلاق عدد من الصواريخ عصر أمس من جنوب لبنان باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، وردت المدفعية الإسرائيلية بقصف أطراف بلدتي مروحين والضهيرة جنوب لبنان. ولم يتبن حزب الله إطلاق الصواريخ. وفيما بدا وجود انزلاق متدحرج إلى اشتباك أوسع، أعلن «حزب الله» إطلاق صواريخ موجهة باتجاه دبابتين إسرائيليتين في مستوطنة أفيفيم في الجليل الأعلى، وهو ما ردت عليه اسرائيل بقصف 3 مواقع للحزب، فيما اجتمعت القايدة الشمالية للجيش الاسرائيلي لحبث التطورات. يأتي ذلك، فيما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر إسرائيلية، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدرس طلب تفويض من «الكونغرس» لاستخدام القوة ضد «حزب الله» إذا دخل الحرب، مضيفة أن الحكومة الإسرائيلية هدّدت الحزب، عبر فرنسا، بأنها ستضرب دمشق وتعرّض الرئيس السوري بشار الأسد للخطر، في حال دخوله النزاع. وحذّر مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية حزب الله من مغبة اتخاذ «قرار خاطئ» بفتح جبهة ثانية مع إسرائيل، مشدداً على أن «إعادة تموضع القوات الأميركية هو بمنزلة إشارة ردع لإيران وحزب الله وكلّ من يفكر في استغلال الوضع الحالي لتصعيد الصراع». وتوقفت قوات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل)، أمس، عن تسيير دورياتها في القطاع الغربي والمناطق المحاذية للخط الأزرق في جنوب لبنان، فيما ساد هدوء حذر الحدود تخلّله قصف مدفعي إسرائيلي محدود في الصباح الباكر. وأشارت إلى أن المناطق التي تعرّضت للقصف أمس الأول تشهد نزوحاً للأهالي من أطفال ونساء، لافتة إلى أن معظم المدارس الرسمية والخاصة أقفلت أبوابها في قضاءَي صور وبنت جبيل. وجال عدد من السفراء، أمس، على المسؤولين وأبرزهم السفيرة الأميركية والسفير البريطاني للتحذير من انخراط الحزب في هذه الحرب. وزارت السفيرة الأميركية لدى لبنان، دوروثي شيا، عين التينة والتقت رئيس مجلس النواب نبيه بري وبحثت معه «الأوضاع والمستجدات في لبنان والمنطقة». نصحت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان إلّا عند الضرورة، وعدم الذهاب إلى بعض المناطق في جنوب لبنان.

أمن جنوب لبنان محكوم بتقيُّد «حزب الله» وإسرائيل بقواعد الاشتباك

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير... تبقى الأنظار الدولية والمحلية مشدودة إلى الجبهة الشمالية الممتدة على طول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية للتأكد مما إذا كان تبادل القصف المتقطع بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي لا يزال يخضع للسيطرة، ولن يؤدي للإخلال بقواعد الاشتباك التي أرساها القرار الدولي 1701. ومع أن «حزب الله» ينأى بنفسه عن الرد على الأسئلة التي يتلقاها من الداخل أو الخارج وتتعلق بموقفه إذا اتخذت إسرائيل قرارها باجتياح قطاع غزة، لكن الوضع على طول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، وإن كان محفوفاً بحذر شديد، فإنه لم يخرج عن تبادل الرسائل النارية بين «حزب الله» وإسرائيل التي بدأت بقصف الحزب 3 مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا، واضطُرت إسرائيل للرد في منطقة مفتوحة من دون أن يؤدي كل ذلك إلى تبدّل الوضع الميداني، وصولاً إلى تعريض قواعد الاشتباك المعمول بها منذ حرب تموز 2006 إلى اهتزاز. إلا أن الوضع الميداني سرعان ما تبدّل بلجوء الجيش الإسرائيلي إلى قصف مركّز على «حزب الله» أدى إلى سقوط 3 من مقاتليه، وذلك رداً على العملية التي نفّذتها مجموعة تابعة لحركة «الجهاد الإسلامي» ضد موقع للجيش الإسرائيلي قبالة بلدة الضهيرة الواقعة في قضاء صور، رغم أن الحزب كان قد أبلغ قيادة «يونيفيل»، كما تقول مصادر سياسية بارزة مواكبة لجهود التهدئة في الجنوب لـ«الشرق الأوسط»، بأن لا علاقة له بالمجموعة التي تسلّلت إلى داخل الأراضي الفلسطينية. واضطُر «حزب الله»، في ضوء إعلام إسرائيل من قبل قيادة القوات الدولية العاملة في الجنوب بأن المجموعة التي نفّذت العملية لا تنتمي إليه، للقيام برد أوليّ استهدف موقعين للجيش الإسرائيلي في منطقة الجليل الأعلى. وأدرجت المصادر السياسية إصرار إسرائيل على الرد في سياق اختبارها رد فعل الحزب، من دون أن يؤدي تبادل القصف للإخلال بقواعد الاشتباك، ما دام قد بقي محدوداً ولم يبادر الطرفان إلى توسيع رقعة تبادل القصف، ما يعني أن الجبهة الشمالية تبقى تحت السيطرة على الأقل في المدى المنظور، وربما إلى حين ما سيؤول إليه الوضع العسكري على جبهة قطاع غزة وغلافها. فـ«حزب الله» يحتفظ لنفسه بالتوقيت، ويرفض البوح بالموقف الذي يمكن أن يتخذه إذا اتخذت إسرائيل قراراً باجتياح غزة براً. وتلفت المصادر السياسية إلى أن جميع الأطراف المعنية بالحرب الدائرة ما بين غزة وغلافها تعمل على استيعاب الصدمة التي أحدثتها حركة «حماس» باجتياحها المستوطنات الإسرائيلية الواقعة في غلاف غزة، وتقول إنه لا يمكن التسرّع في قراءة موقف الحزب قبل أوانه، وتحديداً من التداعيات الأمنية والسياسية المترتّبة على غزو إسرائيل قطاع غزة إذا لم تنجح الجهود الدولية والإقليمية في إقناعها بعدم الدخول إليها. وتؤكد أن الحزب على تواصل مفتوح مع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من خلال المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل، ولا ترى أنه كانت هناك ضرورة لقيام مجموعة من «الجهاد الإسلامي» باقتحام موقع للجيش الإسرائيلي قبالة بلدة الضهيرة. وتضيف أن الحزب لن يُستدرج إلى التوقيت الإسرائيلي للبوح برد فعله، في حال أن تل أبيب قررت اجتياح غزة براً، مع أنها تحمّله مسؤولية مباشرة عن أي عمل ينطلق ضدها من لبنان، بذريعة أن المجموعات الفلسطينية المنتمية إلى محور الممانعة لا تتحرّك إلا بالتنسيق معه، ولن تأخذ ما تبلّغته من قيادة «يونيفيل» على محمل الجد. ويبقى السؤال: كيف يرد «حزب الله» إذا ما اجتاحت إسرائيل قطاع غزة في الوقت الذي أكد فيه أكثر من قيادي في الحزب عدم وقوفه على الحياد؟ لذلك فإن ميقاتي يتواصل باستمرار مع بري، ولا ينفك عن التحرك في كل الاتجاهات؛ لأنه يدرج على رأس أولوياته حفظ الأمن والاستقرار في الجنوب، والتزام الهدوء على الخط الأزرق لتطبيق القرار 1701، وهذا ما سيشدد عليه بدعوته مجلس الوزراء للاجتماع (الخميس)، وهو يسعى حالياً لانعقاده بنصاب كامل. وعليه فإن الوضع في الجنوب لا يزال محكوماً بمعادلة توازن الرعب، ما دامت المواجهة تبقى محدودة وتحت سقف تبادل القصف الذي لن يبدّل من واقع الحال الذي يستمد منه استمراره كأساس للالتزام بقواعد الاشتباك التي لا تزال مفاعيلها سارية منذ حرب تموز 2006، وتفويت الفرصة على إسرائيل للعب بها وصولاً لتعديلها من جانب واحد.

حراك دبلوماسي في بيروت لتحييد لبنان عن «حرب غزة»

بريطانيا تصدر تعليمات لرعاياها... والحكومة اللبنانية تجتمع الخميس

بيروت: «الشرق الأوسط».. تكثف الحراك الدبلوماسي باتجاه المسؤولين اللبنانيين بهدف تجنيب لبنان التورط في المواجهات الدائرة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، بموازاة إعلان دعوة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي لجلسة للحكومة يوم الخميس المقبل، «لعرض المستجدات الراهنة في ظلّ تطوّر الأوضاع على الصُعد كافةً». ومع أن المسؤولين اللبنانيين لم يكشفوا فحوى اللقاءات الدبلوماسية، كان واضحاً أن الهدف منها مرتبط بالتطورات الحدودية مع إسرائيل، وهو ما عبّر عنه سفير بريطانيا هاميش كويل، الذي شدد على أهمية «عدم انجرار لبنان إلى الصراع وبقائه بعيداً عنه»، وذلك في ظل توتر أمني دفع بريطانيا لإصدار تعليمات لرعاياها نصحتهم فيه بأن يقتصر السفر إلى لبنان «على الضرورة»، كما أوصتهم بـ«عدم الذهاب إلى بعض المناطق في جنوب لبنان». وقالت في بيان أصدرته وزارة الخارجية البريطانية، إن «على المواطنين البريطانيين السفر إلى لبنان فقط إذا كان سفرهم ضرورياً. وننصح الآن بعدم الذهاب إلى منطقة جنوب نهر الليطاني، التي تشمل أوتوستراد الناقورة - صور - صيدا - بيروت والمناطق الواقعة غربه». وواصلت التحذير من الذهاب إلى منطقة الهرمل (شمال شرق لبنان)، بما فيها مدن عرسال ورأس بعلبك والقاع واللبوة والنحلة، ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين أو ضمن مسافة 5 كيلومترات من الحدود مع سوريا. وأضافت: «نبقي نصائح السفر الخاصة بنا قيد المراجعة المستمرة، والوضع لا يمكن التنبؤ به ويمكن أن يتدهور بدون سابق إنذار». وطغى ملف التطورات الأمنية في الجنوب على المحادثات الدبلوماسية التي عقدها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان نبيه بري، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب. وقالت رئاسة الحكومة إن ميقاتي عقد سلسلة اجتماعات أمنية في السرايا للبحث في الوضع الأمني في البلاد والتدابير المتخذة، كما اجتمع مع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، والمدير العام لأمن الدولة اللواء أنطوان صليبا، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. واكتفت رئاسة الحكومة بالإشارة إلى أن ميقاتي استقبل سفيري مصر ياسر علوي، في زيارة وداعية، وألمانيا لدى لبنان كورت جورج شتوكل، من غير الإعلان عن فحوى الاجتماعات. في الموازاة، عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري، تطورات الأوضاع وآخر المستجدات الأمنية والسياسية خلال لقائه الرئيس نجيب ميقاتي الذي غادر من دون الإدلاء بتصريح، كما استقبل بري السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا التي لم تشأ الإدلاء بتصريح. جاءت الزيارات الدبلوماسية بعد ساعات على إعلان النائب عن «حزب الله» إبراهيم الموسوي، في تسجيل صوتي، أنه «لا مصلحة» لرئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو «بفتح معركة مع حزب الله». ولفت إلى «اتصالات كثيرة مع الرئيسين ميقاتي وبري للضغط لتحييد الحزب» عن المعركة القائمة في غزة، لكنه رأى أن إسرائيل «تورطت بقصفها مواقع تابعة للحزب وتثبيتاً للمعادلة السابقة التي أرساها الحزب والقائمة على مبدأ إذا قتل أي شخص لنا سنردّ». من جهته، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، سفير بريطانيا هاميش كويل، وتم البحث في التطورات الإقليمية في غزة ولبنان، وشدد السفير البريطاني على أهمية عدم انجرار لبنان إلى الصراع. كما ناقش بوحبيب مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة لدى لبنان يوانا فرونتسكا، التطورات في الجنوب اللبناني وغزة، حسب بيان صادر عن الخارجية اللبنانية. وفي ظل التطورات الأمنية، تعقد الحكومة اللبنانية جلسة يوم الخميس في السراي الكبير، لعرض المستجدات الراهنة في ظلّ تطوّر الأوضاع على الصُعد كافةً، إضافةً إلى عرض التقرير الدوري حول تنفيذ مندرجات قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 11/09/2023 المتعلّق بموضوع النزوح السوري. وقالت رئاسة الحكومة، في بيان، إن ميقاتي، و«عملاً بواجباته الدستورية، وشعوراً منه بالمسؤولية الوطنية، يوجّه هذه الدعوة ويضعها بتصرف جميع السّادة الوزراء للمشاركة في الجلسة المُقرّرة تلبيةً لنداء الواجب الوطني وهم الحريصون عليه، لا سيّما في ظل الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد». ولا يزال ملف انخراط «حزب الله» في الصراع الدائر في غزة، محل جدل في لبنان، ورأى النائب بلال عبد الله، في حديث إذاعي، أن توسع ساحات المواجهة مرتبط بالوضع الداخلي، عاداً «أن في تصعيد إسرائيل في الجنوب الاثنين محاولة استدراج لتوسيع ساحات الحرب لاستجلاب الدعم الغربي، والأميركي تحديداً». وشدد على «ضرورة تحلي الجميع، خصوصاً (حزب الله)، بالحكمة اللازمة لإبقاء لبنان بعيداً من المواجهة المباشرة، وإبقاء الصراع فلسطينياً - إسرائيلياً»، مشيراً إلى «أن لبنان في وضع لا يحسد عليه، ومقومات صمودنا كشعب في ظل الانهيار والتحلل ليست كبيرة».

اللبنانيون وهاجس الحرب: تخزين مواد غذائية وتجهيز حقائب للهرب

انقسام بين داعم للمعركة ورافضٍ للدخول في مغامرة جديدة

الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم.. يعيش المواطنون في لبنان حالة من الهلع والذعر على وقع المستجدات الأمنية الآتية من الجنوب، فيما يبدو الانقسام واضحاً بين من يخاف الدخول في المجهول، في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها اللبنانيون رغم دعمه المطلق للقضية الفلسطينية، ومن يذهب بعيداً في الاستعداد للمواجهة مهما كان الثمن. وباتت متابعة الأخبار الهمَّ الأول بالنسبة إلى اللبنانيين في حين بدأ التفكير يتركز على ما سيكون عليه الوضع إذا وقعت الحرب، وما الجهة التي سيهربون إليها. هذه الهواجس تبقى أكثر وقعاً بالنسبة إلى سكان الجنوب والمناطق الحدودية والضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعد البيئة الحاضنة لـ«حزب الله». والهلع هذا بدأ يظهر بشكل أكبر منذ بعد ظهر الاثنين مع الإعلان عن القصف المتبادل بين إسرائيل و«حزب الله»، والذي أدى إلى سقوط قتلى للحزب في استهداف مواقع تابعة له. طوابير السيارات عادت إلى محطات الوقود، حيث تهافت اللبنانيون لتعبئة خزانات سياراتهم بالبنزين رغم كل التطمينات التي أعلن عنها المعنيون لجهة توفر المادة. هذه الزحمة نفسها شهدتها الأفران التي تسابق عليها المواطنون لشراء ما أمكن من الخبز، بحيث لم يعد يكتفي الزبائن بشراء ربطة أو اثنتين، فيما طلب أحمد، ابن مرجعيون، 15 ربطة دفعة واحدة. وعند سؤاله عن السبب أجاب: «ذاهب إلى مرجعيون (المنطقة الحدودية)، ولا أعلم ماذا سيحدث أو إذا كنت أستطيع العودة لشراء الخبز في الأيام المقبلة. معظم العائلات غادرت خوفاً من وقوع الحرب، وعدد من المحلات أقفل». خوف أحمد وأهالي مرجعيون لا يختلف كثيراً عما يشعر به معظم اللبنانيين، وهو ما يعكسه التهافت الذي تشهده المحلات التجارية والسوبر ماركت في مختلف المناطق، وإنْ بنسب مختلفة. فعند سؤال عاملة في سوبر ماركت في منطقة المتن عن الحركة في الساعات الأخيرة، أجابت: «هناك حركة غير اعتيادية مقارنة مع الفترة نفسها من كل شهر؛ إذ عادة ما تكون الزحمة في بداية الشهر، وعند نهاية كل أسبوع، لكن في اليومين الأخيرين يسجّل حركة أكبر ويتركز الشراء بشكل أساسي على الحبوب والطحين». لكن الهلع الأكبر يبدو أكثر وضوحاً في المحلات الموجودة في مناطق قريبة من الضاحية الجنوبية أو الواقعة على طريق الجنوب. فالدخول إلى إحداها في منطقة عرمون، يظهر أن الرفوف شبه خالية، ولا سيما تلك المخصصة للمعلبات والحبوب والطحين. وعند سؤال أحد العاملين على الصندوق لسيدة تقف أمام عربة ممتلئة بالأغراض عن سبب شرائها كل هذه الكمية، تجيب: «الحرب آتية، وقد لا نستطيع الخروج من المنزل»، فأجابها الموظف: «عندما يقع الصاروخ إما أن يقضي عليكم وعلى الأغراض، وإما أنكِ ستهربين وتبقى الأغراض كلها في المنزل». وإذا كان تأمين الحاجيات وتخزينها أمراً مقدوراً عليه اليوم، فإن المشكلة تكمن في الخوف على الحياة والأبناء، وبالتالي التفكير في تأمين ملجأ تهرب إليه العائلات والأطفال إذا بدأت الحرب. وهنا تختلف المقاربة بين أبناء البلد الواحد وأبناء المنطقة الواحدة في أحيان كثيرة؛ إذ لا يزال يتمسك البعض بـ«الإيمان والقدر»، داعماً لـ«حزب الله» في أي قرار يتخذه ورافضاً ترك منزله أو التحضير للمغادرة، تحت شعار «نموت في بيتنا بكرامتنا ولا نغادر»، وفق ما تقول أم حسن مستعيدة بعض المواقف الرافضة لاستقبال أهل الجنوب، وتقول: «نحن خلف الأمين العام (لحزب الله) في كل قرار يتخذه، ولن نسمح لإسرائيل أن تعتدي علينا... لكن للأسف إخوتنا في الوطن لا يرحبون بنا... في حرب 2006 هربنا إلى الجبل وإلى سوريا، اليوم الذهاب إلى سوريا غير ممكن حتى إن السوريين نازحون عندنا، ولا يبدو أن التوجّه إلى المناطق الآمنة في لبنان سيكون ممكناً... لذا سنبقى في منازلنا بكرامتنا ولنسلّم أمرنا إلى الله»، مع العلم أن الانقسام السياسي والطائفي في بعض الأحيان، يظهر جلياً اليوم في لبنان بحيث ارتفعت أصوات ترفض استقبال أبناء الجنوب على غرار ما حصل في حرب 2006، وهو ما استدعى ردود فعل معاكسة ومرحّبة بهم، حتى إن بعض اللبنانيين كتبوا هذا الأمر على وسائل التواصل الاجتماعي، ناشرين أرقام الهاتف للتواصل معهم واستقبال العائلات في منازلهم. في المقابل، لم يحتمل البعض الآخر فكرة عيش الحرب مرة جديدة، وبدأ التحضير للمغادرة في أي لحظة، وهو ما قام به شادي، (أب لطفلين) الذي يسكن مع عائلته في ضاحية بيروت الجنوبية. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «كانت ليلة الثلاثاء صعبة كثيراً علينا... لم نستطع النوم ونحن ننتظر مستجدات الجنوب... شعرنا بأن الحرب باتت على الأبواب، لذا طلبت من عائلتي تحضير الحقائب بما فيها الثياب الشتوية (لأننا لا نعلم كم ستكون فترة هروبنا)، إضافة إلى الأوراق المهمة ووضعناها عند مدخل المنزل لنخرج عند حدوث أي طارئ بعد تأمين مكانين للهروب إليهما في منطقة تعد آمنة في لبنان، وتحديداً ذات الغالبية المسيحية». وقلق شادي من الحرب جعله يتخذ قرار عدم إرسال ولديه إلى المدرسة بانتظار ما سيكون عليه الوضع في الساعات المقبلة». وهذا القلق يعبّر عنه أيضاً حسان، من جنوب لبنان، لـ«الشرق الأوسط»، رافضاً الدخول في الحرب مجدداً. ويقول لـ«الشرق الأوسط» نؤيد القضية الفلسطينية لكن لم نعد قادرين على تحمل التهجير وترك منازلنا مرة جديدة»، ويضيف: «قد أكون قادراً على تأمين منزل لي ولعائلتي للهروب إليه لكن ذلك قد لن يكون سهلاً بالنسبة إلى أبناء قريتي وأقربائي، إضافة إلى كل المعاناة التي سنعيشها في هذه المرحلة إذا وقعت الحرب، بما فيها عدم القدرة على الذهاب إلى المستشفيات التي تعاني أصلاً، إضافة إلى غياب الخدمات الاستشفائية منذ سنوات».

المدير السابق للأمن العام اللبناني: حرب غزة همّشت الملف الرئاسي

عباس إبراهيم: اللبنانيون تكيّفوا مع الوضع القائم... والسلطة اطمأنت

(الشرق الأوسط)... باريس: ميشال أبونجم... يرى اللواء عباس إبراهيم، المدير العام السابق للأمن العام اللبناني، أن اشتعال جبهة غزة بين حركة «حماس» وإسرائيل يدفع الملف الرئاسي اللبناني خطوات إلى الوراء، لا بل «يجعله هامشيّاً وثانويّاً». كذلك نبه من أن سعي إسرائيل إلى اقتحام قطاع غزة عبر عملية عسكرية أرضية، يبدو أنها تُحضر لها سيعني اشتعال الحرب على كثير من الجبهات، بما فيها جبهة الجنوب اللبناني، عملاً بمبدأ «وحدة الساحات»، وبالتالي، وفق قراءة المسؤول الأمني اللبناني السابق، فإن ملف الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، والوضع اللبناني بشكل عام، سيختفي عن شاشة الاهتمامات. وبرأيه، فإن فرنسا يمكن أن تؤدي خدمة للبنان، إذا ضغطت على إسرائيل لتجنب تفجير الجبهة الجنوبية. جاء كلام عباس إبراهيم في لقاء مع مجموعة من الصحافيين، بمناسبة وجوده في باريس، حيث تناول موضوعين رئيسيين: تعقيدات الوضع اللبناني من جهة، والحرب في غزة. وفي ملف الانتخابات الرئاسية، يرمي إبراهيم المسؤولية، من جهة، على الداخل اللبناني «حيث تكيّفت غالبية اللبنانيين مع الوضع القائم، ما شكّل عامل اطمئنان للسلطة وللجهات الخارجية التي تكتفي حتى الساعة بإدارة الأزمة». وندد بالأطراف اللبنانية التي «تكتفي بتبادل الاتهامات، وتقاذف المسؤوليات عن الانهيار واستمرار الفراغ... ما يجعل لبنان ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات السيئة بل الكارثية»، بما في ذلك «الاهتزازات الأمنية» التي تتزايد احتمالات وقوعها مع الانسداد السياسي. وفي الموضوع الرئاسي، ينظر إبراهيم بكثير من الشك، إلى الدور الذي تلعبه اللجنة الخماسية: (الولايات المتحدة، وفرنسا، والمملكة السعودية، ومصر، وقطر) حيث إن دورها اليوم «أصبح محكوماً بالموقف الأميركي الذي يقتصر راهناً على تمرير الوقت، عبر مطالبة المسؤولين اللبنانيين بتنفيذ الإصلاحات، وانتخاب رئيس للجمهورية». ويستطرد إبراهيم قائلاً إن واشنطن «ليست بعد جاهزة للحل وقد كلفت فرنسا، في وقت من الأوقات، أن تملأ الفراغ بالحراك الذي قامت به، والمستمر بخجل. لكن الدور انتقل اليوم إلى قطر، وإذا فشلت قطر، فسينتقل إلى طرف آخر». ومشكلة الخماسية، كما أوحى بذلك، كان في اعتبار أنها «قادرة على إنجاز تسوية رئاسية من غير إيران». بيد أن الأهم بالنسبة إليه اليوم، هو الحوار الجاري حالياً في مسقط، بين الطرفين الأميركي والإيراني. وهذا الحوار «يجب أن ينتج شيء عنه للمنطقة، وقد ينتج عنه (سد الفراغ) على رأس الجمهورية، كما نتج عنه رئيس في عام 2016». ويعد المسؤول الأمني اللبناني السابق أن حرب غزة «قلبت الأمور رأساً على عقب» بمعنى أن الأولويات تغيرت، وأن ما كان صالحاً سابقاً لم يعد صالحاً اليوم. ومن ذلك أن إدارة الرئيس بايدن، كانت تسعى لتجميع الأوراق الرابحة تهيؤاً للانتخابات الرئاسية، والتي كان من ضمنها مواصلة عملية التطبيع في المنطقة، والوصول إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، وإعادة تحريك الملف النووي مع إيران... وللتذكير، فإن العودة إلى الاتفاق النووي مُعدَّلاً كانت أحد أهداف دبلوماسية الرئيس جو بايدن. لكن السياق اليوم تغير، حيث تبدو الأمور معلّقة بما سيحصل في غزة. وفي أي حال، يعد إبراهيم، أن الوضع اللبناني «عصي على الحل إلا إذا حصل تدخل دولي أكبر من اللجنة الخماسية». وتساءل: «ربما غداً يصبح ملف رئاسة الجمهورية جزءاً من حل المشكلة بمعنى: خذوا الرئيس و«روقوا» الجبهة». ولم يفصل المدير العام السابق للأمن العام اللبناني، الجهة التي يعنيها: أهي إيران أم «حزب الله»؟... إلا أنه، في السيناريوهات كافة، يريد إيصال رسالة من شقين: الأول، أن الحوار بين اللبنانيين، وإن لم يأتِ بنتيجة (بخصوص الرئاسة) إلا أنه أفضل الطرق؛ لأن القطيعة الدائمة لن تؤدي إلا لمزيد من الكراهية، وبناء جدار طائفي بين اللبنانيين. والشق الثاني: أن المهم ليس هوية شخصية الرئيس، بل البرنامج الذي يريد أن يصبح على أساسه رئيساً للجمهورية. وقال: «ما يهمني أن يأتي عهد يكون بمثابة ورشة إصلاحات، وأن يكون الرئيس مقتنعاً بها. نريد برامج ومشكلاتنا لا تحلها إلا البرامج». أما بالنسبة لحرب غزة، فأكد إبراهيم أن «هناك قرارا كبيرا بفتح كل الجبهات (لبنان، سوريا، العراق ...)، إذا تجرأت إسرائيل على الدخول إلى غزة، وإذا فعلت، فإنها ستشعل المنطقة كلها». كذلك نبّه من استهداف القيادات الفلسطينية بعمليات اغتيال في لبنان، وسوريا، وفلسطين، إذ عندها «ستكون هناك ردات فعل عنيفة ضد إسرائيل». وخلاصته أنه «يتعين على عقلاء العالم أن يتدخلوا. هم يفعلون ذلك اليوم، ولكن ليس على المستوى المطلوب». أما بالنسبة للأخبار التي تحدثت عنها الصحافة الأميركية (وول ستريت جورنال) لجهة حصول اجتماعات في الضاحية الجنوبية في بيروت، معقل «حزب الله»، للتنسيق بين أطراف «جبهة الممانعة»، فقد أكد إبراهيم، المعروف بعلاقاته واتصالاته مع الأطراف كافة، داخل لبنان وخارجه، في الإقليم وفي كثير من العواصم الأوروبية الرئيسية، حصول كثير من هذه الاجتماعات التي تجري مرة في الأسبوع، أو كل 10 أيام. أما في ملف ترسيم، أو تأكيد، الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، والتي كان يعمل عليها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، فقد رأى إبراهيم، الذي تواصل معه، أن «الأمور ليست ناضجة، والوضع اليوم أصبح أكثر صعوبة، وبالتالي فإن الترسيم يحتاج لكثير من الوقت». وتجدر الإشارة إلى أن هوكشتاين كان مهندس الترسيم البحري الذي سمح لبيروت أن تطلق عملية للبحث عن الغاز في المياه اللبنانية.

كتائب القسام تنتظر الهجوم البري... وحزب الله يرفض تغيير المعادلات: أميركا تقود الحرب الإسرائيلية ضدّ غزة... ومحور المقاومة في استنفار

الاخبار... ابراهيم الأمين ..... لم يكن ينقص الجنون الإسرائيلي سوى الدعم المفتوح الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن مساء أمس، ودعوته حكومة بنيامين نتنياهو الى القيام بردّ حاسم ضد حركة حماس، متبنّياً السردية الإسرائيلية حيال ما يجري. وكرّر بايدن دعم بلاده المفتوح للعدو وتلبية حاجاته من الذخائر، وقال إن ما تقوم به أميركا هو دفاع عن أمنها أيضاً، مكرّراً تحذير «دول ومنظمات» من الدخول في الحرب ضد إسرائيل. مواقف بايدن جاءت عقب تطورات سياسية وميدانية كبيرة أمس، فيما بدا أن قادة العدو يسعون إلى جمع مزيد من الحشد السياسي لتغطية الجريمة المفتوحة ضد المدنيين في قطاع غزة، مع هاجس إسرائيلي بإيجاد المناخ المناسب لشنّ حملة عسكرية مفتوحة وغير مقيّدة بأي نوع من الشروط ضد قوى المقاومة في غزة، مع مزيد من التهديدات ضد لبنان على خلفية الخشية من تدخّل حزب الله في المعركة. وبحسب معلومات «الأخبار» فإن الإدارة الأميركية تلعب دوراً مباشراً في إدارة المعركة سياسياً وأمنياً وميدانياً. وقد تولّت وزارة الخارجية الأميركية القيام بحملة اتصالات واسعة مع غالبية دول العالم لمنع أي مواقف تدين الوحشية الإسرائيلية، فيما يتولّى قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، التنسيق المباشر مع هيئة أركان جيش الاحتلال. وعلمت «الأخبار» أن ضباطاً رفيعي المستوى وخبراء من الاستخبارات العسكرية الأميركية وصلوا إلى تل أبيب، وانضموا إلى غرفة عمليات في مقر وحدة الاستخبارات 504، التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. كذلك عُلم أن حاملة الطائرات «جيرالد فورد »التي وصلت ليل أمس إلى قبالة السواحل في شرق المتوسط مع 5 سفن حربية، باتت على صلة بغرفة عمليات جيش الاحتلال. ويشارك طاقم منها في التخطيط الجاري للهجوم البري على القطاع ولمواجهة احتمالات توسّع المواجهة لتشمل حزب الله أو بقية قوى محور المقاومة. وكان لافتاً أن واشنطن استجابت لطلب العدو برفع مستوى التهديد ضد إيران وحزب الله لردعهما عن دعم المقاومة في غزة. وتولّى مسؤول كبير في «البنتاغون» توجيه التهديد المباشر إلى حزب الله، محذّراً إياه من «مغبة اتّخاذ قرار خاطئ بفتح جبهة ثانية مع إسرائيل» قائلاً: «نحن في حالة قلق بالغ إزاء احتمال اتّخاذ الحزب القرار الخاطئ باختياره فتح جبهة ثانية في هذا النزاع». وعلمت «الأخبار» من مصادر المقاومة في قطاع غزة أن الحشود العسكرية الإسرائيلية على حدود القطاع تشير إلى نية العدو القيام بعمليات هجومية برية واسعة. لكنها أشارت إلى أن المعطيات الميدانية، تدلّ على خشية العدو من التقدم بقواته المدرّعة إلى محاذاة المنطقة الحدودية مع القطاع، والحرص على البقاء بعيداً أكثر من 15 كلم كحدّ أدنى. وأشارت إلى أن العدو يعتمد سياسة الأرض المحروقة في المنطقة الحدودية، وينفّذ عملية إبادة لمناطق كاملة مثل شرق الشجاعية وبيت حانون وشرق خانيونس. وشدّدت المصادر على أن حشود العدو تعطي انطباعاً بأن الحملة العسكرية قد تستمر لأسابيع، مشيرة إلى تلقي قيادة المقاومة في القطاع معلومات مصدرها القاهرة تفيد بأن العدو أبلغ مصر أن عملياته ستستمر لوقت طويل. كما سمع الجانب المصري كلاماً إسرائيلياً بأن الحصار على القطاع سيتوسّع ليشمل كل شيء، وأن تل ابيب لن تسمح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية التي أعدّها المصريون، مع التهديد بضربها عسكرياً.

ضغوط على مصر لفتح حدودها أمام النازحين من غزة، وإسرائيل تهدد بضرب المساعدات لأبناء القطاع

وتحدثت مصادر المقاومة عن خطة إسرائيلية لتوسيع دائرة التدمير لإجبار نحو نصف مليون من سكان القطاع على الخروج، وقد طلب الإسرائيليون من مصر فتح معبر رفح لتسهيل خروجهم إلى مصر، لكن القاهرة رفضت، وأعلنت إقفال المعبر حتى إشعار آخر. وأجريت اتصالات مع الأمم المتحدة لتوسيع المساحات التي تستقبل أبناء القطاع الذين دُمرت منازلهم في الغارات العشوائية. مع ذلك، علمت «الأخبار» أن الإدارة الأميركية تمارس ضغطاً كبيراً على الحكومة المصرية لإنشاء منطقة حدودية عازلة مع القطاع ينتقل إليها النازحون من غزة. وقال الأميركيون للمصريين إن رفضهم فتح الطرقات أمام النازحين يجعلهم شركاء في تحمل مسؤولية مصير هؤلاء. ورغم أن العدو لا يزال يعمل على محاولة السيطرة على كل المنطقة المحيطة بالقطاع، وبعد ساعات قليلة على إعلانه «تطهير غلاف غزة»، عادت الأنباء لتتحدث عن مواجهات مع مجموعات فلسطينية. وعُلم أن قيادة كتائب القسام أرسلت مجموعات براً وبحراً باتجاه مناطق الغلاف. وانتقلت مجموعات من «القوة الاستشهادية» إلى العمق، وهي تعمل وفق خطة خاصة، تقوم على مبدأ الاشتباك وفق تقديراتها. بينما بادرت قوى المقاومة للقيام بعمليات قصف نوعية ومكثفة باتجاه المستوطنات، وخصوصاً مدينة عسقلان التي تبعد نحو 20 كلم عن القطاع، وألزمت غالبية كبيرة من سكانها بالمغادرة. ولفتت مصادر المقاومة إلى أن أعمال الرصد كشفت عن حالة هستيرية تعيشها قوات الاحتلال في منطقة الحدود مع القطاع، وقد انعكست بمظاهر الفوضى، وتسبّبت بأكثر من 5 اشتباكات بين عناصر إسرائيلية، آخرها في أسدود، حيث وقعت إصابات في اشتباك مسلح بين جنود الاحتلال ومستوطنين بسبب تشخيص خاطئ والاشتباه بوجود مقاتلين فلسطينيين.

قائد المنطقة الوسطى ينسّق مع أركان العدو وضباطه في غرف العمليات، والخارجية الأميركية تمارس الضغوط السياسية

في غضون ذلك، علمت «الأخبار» أن التنسيق بين قوى وحكومات محور المقاومة استمر بوتيرة عالية خلال الساعات الـ 24 الماضية، وأنه تم التشاور مع الجانب الفلسطيني الذي أكد أنه جاهز لتحمل المواجهة القائمة، لكنّ قيادات المحور عادت وشدّدت على الخط الأحمر الذي قد يؤدي إلى تفجير الأمور في كل المنطقة في حال تجاوزه العدو. وقالت المصادر إن حزب الله بدأ استنفاراً خاصاً لكل قواته العسكرية، وأمرها بالاستعداد لأي لحظة تتطلب الانخراط في دعم مباشر للمقاومة في فلسطين. وتابعت المصادر أنه في حال قرر العدو توسيع معركة تهجير أهالي قطاع غزة، أو القيام بعمل مجنون ضد قوى المقاومة في القطاع، فإن الأمور ستشهد تغييراً كبيراً. وأكدت أن المقاومة في لبنان غير معنية بتوفير ضمانات أو تطمينات، وأنه تم إبلاغ جهات عدة، بأن المقاومة ليست حارس حدود للعدو، وأن محاولة العدو تحميل لبنان مسؤولية أي نشاط عسكري لجهات غير لبنانية، لن يتم القبول به، وأن أي هجوم من جانب العدو ضد أي جهة لبنانية سيُقابل برد تماثلي وبصورة متواصلة. وعلمت «الأخبار» أن ما جرى خلال الساعات الـ 24 الماضية جنوباً، فرض وتيرة مختلفة في التصرف الإسرائيلي، إذ إنه بعد قصف العدو نقطة مراقبة للمقاومة عصر الاثنين، ما تسبّب باستشهاد ثلاثة مقاومين، حاول العدو تهدئة الموقف وأبلغ ممثلي القوات الدولية أن القصف لم يكن بقصد القتل، وأن قواته افترضت أن المقاومة أخلت هذه النقاط كما جرت العادة. لكنّ العدو كان يدرك أن المقاومة في صدد الرد على العملية، وأمس، كمن المقاومون وأطلقوا صاروخَي كورنيت باتجاه ملالة في مستوطنة صلحة (أفيفيم)، وأصابوها مباشرة، ووُزع ليلاً شريط فيديو يوثّق العملية. وردّ العدو بقصف خراج بعض البلدات. وعلمت «الأخبار» أنه في قرابة السابعة والنصف من مساء أمس، وصل رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي إلى المنطقة، وعقد اجتماعاً مع قيادة المنطقة بحضور رجال الاستخبارات، وأُجري تقدير موقف، تقرر في ضوئه الطلب إلى سكان مستعمرة المطلة إخلاء المنازل فوراً، وتولّت آليات تابعة لقوات الاحتلال المساعدة في نقلهم إلى مكان في وسط إسرائيل، بينما نفّذ 75% من سكان جميع المستعمرات الحدودية مع لبنان، عملية إخلاء شاملة نحو وسط فلسطين المحتلة.

شيا تهدّد: احذروا دعم حماس

في بيروت، تولّت جهات دبلوماسية عدة نقل التهديدات الأميركية والتحذير من تدخل حزب الله في الحرب. وكانت لافتةً عودة السفيرة الأميركية دوروثي شيا على عجل إلى بيروت بطلب من إدارتها، وهي التقت رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، وأبلغته بأن على لبنان «تخفيف التوتر»، ونُقل عن زوار عين التينة، أن شيا قالت لبري: «لا نريد تورط لبنان في الحرب، وطلبنا من القوات الدولية القيام بمهامها، كما طلبنا من الجيش اللبناني تولي حفظ الأمن ومنع انتشار عناصر فلسطينية في المناطق الحدودية. وواشنطن ستحمّل لبنان مسؤولية أي اعتداءات تُشن على إسرائيل من الأراضي اللبنانية»، وقالت إن «واشنطن والمجتمع الدولي لن يقفا متفرجيْن في حال تورّط حزب الله في الحرب ضد إسرائيل». وعُلم أن بري ردّ على السفيرة الأميركية بالقول: «إننا غير معنيين بالتصعيد، اذهبوا وتحدّثوا مع الإسرائيليين». وعلمت «الأخبار» أن شيا طلبت من قيادة الجيش منع أي تحركات في الجنوب وعلى الحدود مع فلسطين المحتلة دعماً لغزة، خصوصاً يوم الجمعة المقبل الذي دعت حركة حماس لأن يكون يوماً للتوجّه صوب الحدود مع فلسطين في كل دول الطوق.



السابق

أخبار العراق..الصدر يدعو إلى تظاهرة مليونية وحرق الأعلام الإسرائيلية..الجمعة..وزير الخارجية السعودي يبحث في بغداد سبل تعزيز العلاقات..

التالي

أخبار فلسطين..«طوفان الأقصى» يعيد واشنطن إلى موقع الداعم المطلق لتل أبيب..بوتين: «حرب غزة» دليل على فشل أميركا في الشرق الأوسط .. اشتعال الصراع القديم يكشف محدودية الدور الصيني..الاحتلال ينكّل بغزة ويصطدم بمصر..تل أبيب تلوح بتهجير الغزاويين لسيناء والسيسي يحذر من تصفية القضية على حساب بلاده ..الأمم المتحدة تدين الحصار الشامل على القطاع.. «حاملة» أميركية تصل المنطقة..السعودية تدعو إلى اجتماع عاجل لمنظمة التعاون الإسلامي وبحث التصعيد في غزة ..إسرائيل تقصف منزل قائد القسام.. مقتل شقيق محمد الضيف و3 آخرين من عائلته..

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 162,202,581

عدد الزوار: 7,232,305

المتواجدون الآن: 85