قلق أميركي من زيارة نجاد ··· وتوتر أمني في الضاحية وطرابلس

تاريخ الإضافة الخميس 7 تشرين الأول 2010 - 7:08 ص    عدد الزيارات 3207    التعليقات 0    القسم محلية

        


دمشق تستبعد تدهوراً أمنياً ··· وكتلة المستقبل تتمسك بالمحكمة والعلاقة مع سوريا
قلق أميركي من زيارة نجاد ··· وتوتر أمني في الضاحية وطرابلس
الأمم المتحدة تطلب من كاسيزي عدم تسليم وثائق التحقيق للسيّد ··· وتوقعات أميركية باتهام حزب الله

ازدحمت كل التطورات مرة واحدة على الساحة اللبنانية، من تأزم المفاوضات، الى احتدام التجاذب الاميركي - الايراني، رغم التقاء المصالح في العراق، الى القرار الاتهامي المتوقع ان يصدر عن المحكمة الدولية.

وفيما مواقف القوى المحلية تتجاذبها هذه التطورات اشتعلت النار في بعض احياء الضاحية الجنوبية بثياب عائلية (المقداد - عواد) وبين جبل محسن والتبانة في طرابلس لاسباب سياسية (وان لم تتضح بعد طبيعة قذيفتي الانيرغا اللتين سقطتا في المنطقة).

وترافق ازدحام الاحداث السياسية والامنية مع مخاوف من تداعيات اقتصادية لا تتصل فقط بعدم اقرار الموازنة، بل ايضاً بتجميد مشاريع الاستثمار، وربما هجر التحويلات التي استقطبتها المصارف في الاسواق اللبنانية في السنتين الماضيتين.

وكأن ما يجري من مخاوف لا يكفي اللبنانيين، فقد كشفت السفارة الاميركية في بيروت انها في صدد تحديث الاعلان عن تحذير لرعاياها في بيروت ستعلن عنه في الايام القليلة المقبلة، واصفة هذا التحديث بأنه <روتيني>.

ويوحي بيان السفارة ان لبنان مقبل على <وضع خطر> او <غير مستقر> الامر الذي يقضي تنبيه الاميركيين بتجنب السفر، او النظر الى مخاطر السفر الى لبنان.

وبالتزامن، كشف متحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان واشنطن ابلغت الحكومة اللبنانية قلقها من الزيارة التي يعتزم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد القيام بها الى لبنان، مؤكداً ان وزيرة خارجية بلاده هيلاري كلينتون ناقشت خطة نجاد خلال زيارته الى لبنان، مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان عندما التقته في نيويورك، معربة عن تخوفها من ان تؤدي هذه الزيارة الى دعم جماعات مثل <حزب الله> تقوض سيادة لبنان في شكل نشط، مع التأكيد اخيراً ان القرار في هذا الامر يعود الى الحكومة اللبنانية.

ولم يكتف الحدث الاميركي بنسخته اللبنانية ببيان السفارة وقلق كراولي، بل نشر معهد <هدسون نيويورك> الاميركي تقريراً حمل فيه ايران و<حزب الله> مسؤولية تصعيد التوتر في الشرق الاوسط.

واتهم التقرير <حزب الله> بالتخطيط بالقيام بانقلاب في لبنان لتغطية دوره في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، واصفاً زيارة نجاد بانها تأتي في سياق <مؤامرة حزب الله للسيطرة على لبنان>.

ونسب التقرير الاميركي الى ما وصفه مصادر موثوق بها ان القرار الذي سيصدر عن المحكمة الدولية من المتوقع ان يحمل حزب الله مسؤولية الاغتيال.

على ان اللافت عدا عن التحذير الاميركي من زيارة نجاد، دخول الامم المتحدة على خط التجاذب اللبناني - الاقليمي بالنسبة الى المحكمة الدولية، دافعة بهذا التجاذب الى مشهد آخر، حيث وجهت مساعدة الامين العام للامم المتحدة للشؤون القانونية باتريسيا اوبراين كتاباً الى رئيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان انطونيو كاسيزي، طلبت فيه عدم تسليم اي وثائق من التحقيق الدولي للواء جميل السيد بعد قرار قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسيس منح السيد الحق بالاطلاع على بعض اجزاء ملف التحقيق.

واعتبرت اوبراين في مطالعة قانونية من ثماني صفحات، أن <اي وثائق او مواد تعود للجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، واي وثائق أو مواد في الملف الجنائي منيعة ومحصنة من الانتهاك وفقاً لاحكام المادة الثانية من اتفاقية الامتيازات والحصانات للأمم المتحدة>.

وأكدت اوبراين أن الأمم المتحدة غير ملزمة بنشر وثائقها لاستخدامها في الدعوى المرفوعة من السيّد أمام المحكمة بل في القضية الأساس ووفق قانون الاجراء والإثبات وان الأمم المتحدة تدرك أن واجب المحكمة التأكد من ان المحاكمات وإجراءات قضائية أخرى هي عادلة ووفق قرار مجلس الأمن 1757.

(راجع ص6) ولاحظت مصادر دبلوماسية غربية أن كل هذه التطورات باتت ترشح الوضع الداخلي اللبناني لحدوث توترات على خلفية زيارة نجاد وارتفاع حدة السجالات حول المحكمة الدولية، مشيرة في هذا الصدد إلى ما حدث في بعض احياء الضاحية الجنوبية من العاصمة، وفي طرابلس ليلاً.

في هذا الوقت، نقل زوّار دمشق تطمينات سورية الى استمرار الاستقرار الأمني في لبنان، رغم التصعيد الحالي في المواقف السياسية وما يسببه من توتر على الساحة اللبنانية.

وأشار العائدون من دمشق إلى رغبة المسؤولين السوريين بابقاء السجالات الدائرة حالياً في اطارها السياسي وحصر معالجاتها في المؤسسات الدستورية، بعيداً عن تداعيات وصولها إلى الشارع، تجنباً لأي احتكاكات قد تتيح الفرصة لطرف ثالث أو أكثر الدخول على خط خربطة الوضع الأمني في لبنان.

واستبعد مسؤولون سوريون، وفق زوّار دمشق، حصول فتنة مذهبية في لبنان، على خلفية النقاش الدائر حول القرار الاتهامي وعمل المحكمة الدولية، لأن الانزلاق نحو هذه الهاوية، سيودي بالجميع، ولا يؤدي إلى وقف أعمال المحكمة، في حين أن الحوار الهادئ والفاعل بين الأطراف اللبنانية من شأنه أن يوصل إلى موقف لبناني وطني يحد من تداعيات أي قرار اتهامي يصدر عن المحكمة.

وكشفت مصادر دبلوماسية عربية، أن الرئيس سعد الحريري عاد من الرياض بنصيحة مؤداها اعتماد سياسة المهادنة وليس سياسة التصعيد، وبالتالي استمرار الحفاظ على الاستقرار، من دون أن يعني ذلك التسليم بأية أوراق لفريق المعارضة، بمعنى التنازل عن التمسك بالمحكمة أو المساومة عليها.

وأوضحت المصادر بأنها لمست من الرئيس الحريري بعد عودته من المملكة العربية السعودية هدوءاً ملحوظاً في التعاطي مع الأحداث، ولا سيما في ما يتصل بمذكرات التوقيف السورية، نتيجة حرص منه على عدم الدخول في سجالات مع المعارضة، على اعتبار أن ذلك ليس من مصلحة المحكمة الدولية، كما أنه حرص على تحييد أعمال الحكومة عن المسائل الخلافية، وأن لا تجر المعارضة قوى الأكثرية الى مواقف من شأنها أن تزيد من توتر الأوضاع وتأزمها.

وكان الرئيس الحريري قد أعلن في دردشة مع الإعلاميين، لدى مغادرته السراي أمس، أن مجلس الوزراء في قصر بعبدا اليوم سيبحث في جدول أعمال عادي، مشيراً الى أن المواضيع الساخنة المتعلقة بالمحكمة وملف شهود الزور ستؤجل الى وقت لاحق حتى تهدأ النفوس، مطمئناً الى أن الأمور تسير في هدوء، داعياً الى عدم الخوف.

وعكس البيان الذي أصدرته كتلة نواب <المستقبل> توجهات الرئيس الحريري، بالتمسك بالمحكمة الدولية تأكيداً على أن لبنان لن يبقى أرضاً سائبة ترتكب فيه الجرائم ويبقى المجرمون بعيداً عن العقاب، وكذلك حيال العلاقات اللبنانية - السورية، الذي رأى البيان أنها ليست مسألة ظرفية، و يجب ألا تتأثر بالمواقف العابرة، بل تبقى متينة بمتانة أسسها القائمة على واقع استقلال البلدين والاحترام المتبادل لسيادة كل دولة على أرضها.

وابتعد البيان عن اتخاذ موقف في ما خص مسألة مذكرات التوقيف السورية الغيابية، من شأنه أن ينعكس سلباً على العلاقات بين البلدين، مشيراً الى أن <ما حكي في الإعلام عن مذكرات سورية تبدو حتى الآن عبارة عن مذكرات سياسية وإعلامية، خاصة وأن الدولة اللبنانية لم تتسلم على ما يبدو أية وثائق عبر الأقنية الرسمية>، وقال <إنه في حال صح ما تتداول في وسائل الإعلام فإن الدولتين اللبنانية والسورية مدعوتان الى احترام والتزام الاتفاقات المعقودة بينهما، مع العلم أن ما تم تداوله لا أساس قانونياً له>، إلا أنه لفت الى أن <هذه الإثارة تشكل استهانة بالدولة اللبنانية ومؤسساتها وإداراتها وهيبتها وخطوة تراجعية وسلبية وضعت في وجه الجهود الكثيرة والحثيثة التي بذلت من أركان الدولة وعلى وجه الخصوص من الرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري لتمتين العلاقات مع سورياً.

غير أن مصادر وزارية مطلعة لاحظت أن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل هو مؤشر الى أن الأزمة السياسية في لبنان باتت رسمياً في مرحلة جديدة، بعد جملة مؤشرات كان آخرها المذكرات السورية، موضحاً بأنه بات من الصعب اعتبار ان معادلة سين سين لاتزال ناشطة، مشيرة الى ان الامور تتحضر لان تأخذ طابع المواجهة.

غير ان المصادر لفتت الى ان الايجابية العلنية التي عبر عنها الرئيس الحريري <تندرج في سياق التفاهم بينه وبين المملكة على ان اي انهيار للعلاقات السورية - السعودية ينبغي - اذا حصل - ان يكون لاسباب سورية وليس لاسباب تعلق بأداء الحريري>.

في هذا السياق، نقل زوار الرئيس سليمان عنه ارتياحه لتجاوب كل القوى السياسية مع دعوته الى التهدئة ومع ما يقترحه من حلول توافقية في ادارته الازمة.

واشار هؤلاء الى انه سيواصل اتصالاته مع كل القوى السياسية خلال الايام المقبلة من اجل الاتفاق على حل كل المشاكل بالتوافق، ومن اجل الحفاظ على الوفاق الداخلي.

وعبر الرئيس سليمان عن ثقته بأن كل القوى السياسية تريد وتعمل على تجنب الوصول الى صدام الآن كما في المستقبل.

واكدت مصادر مطلعة ان تقرير وزير العدلية في شأن شهود الزور، وكذلك مسألة تمويل المحكمة مؤجل الى بعد الانتهاء من زيارة الرئيس الايراني في 13 الشهر الحالي.

ومن جهته، اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره على ضرورة تهدئة الخطاب السياسي وانهاء حالة التوتر القائمة في البلد.

ولفت الى انه مطمئن للتفاهم القائم على خط الـ <س.س> في ما يتعلق بالوضع اللبناني.

وحث وزير العدل ابراهيم نجار على رفع تقريره المنجز في ما خص ملف شهود الزور الذي يشكل مدخلا للوصول الى الحقيقة.

ولم يخف الرئيس بري انه يملك تصورا للحلول، لكنه اكد ان ذلك يتطلب تعاونا من الجميع.

احداث الضاحية وطرابلس في غضون ذلك، تفاقم الوضع الامني ليلا، في محلة الرمل العالي في برج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروت، اثر تجدد الاشتباكات بين عائلتي عواد والمقداد، وتطوره ليسجل اقتحامات لمنازل واحراقها وذلك على خلفية الاشكال الفردي الذي وقع عصر امس وادى الى سقوط الشاب علي فارس المقداد قتيلا، مما ادى الى انتشار مسلح كثيف بين افراد العائلتين، وتبادل لاطلاق النار بين مسلحين من الجهتين، عمل الجيش على تطويقه وملاحقة الفاعلين، ويطالب آل المقداد بتسليم قاتل انهم من آل عواد.

وفي طرابلس سجل مساء امس اطلاق قذيفتي انيرغا اصابت الاولى محلة الشارع الجديد في بعل محسن والثانية في باب التبانة ادت الاولى الى سقوط جريحين عرف منهما فؤاد البشلاوي، ولم توقع الثانية اية اصابات، وتعمل وحدات الجيش المنتشرة في بعل محسن وباب التبانة على ضبط الاوضاع وبوشرت التحقيقات لمعرفة مطلقي القذيفتين وتوقيفهم.

 


المصدر: جريدة اللواء

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,217,850

عدد الزوار: 7,666,116

المتواجدون الآن: 0