قمة سرت تعقد بمشاركة 15 زعيماً ومقاطعة لبنان: تباين حول الملفين الرئيسين وعملية السلام حاضرة

تاريخ الإضافة الإثنين 11 تشرين الأول 2010 - 6:53 ص    عدد الزيارات 3125    التعليقات 0    القسم عربية

        


قمة سرت تعقد بمشاركة 15 زعيماً ومقاطعة لبنان: تباين حول الملفين الرئيسين وعملية السلام حاضرة
الأحد, 10 أكتوبر 2010
سرت - أحمد رحيم وإبراهيم حميدي

التأمت القمة العربية الاستثنائية في مدينة سرت الليبية أمس بمشاركة 15 زعيماً عربياً ومقاطعة لبنان، للبحث في بندين أساسيين، هما تطوير منظومة العمل العربي المشترك، واقتراح الأمين العام للجامعة العربية إنشاء رابطة للجوار الإقليمي للدول العربية. وعلى رغم غياب مستقبل عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية عن جدول أعمال القمة، فإنها حضرت عبر كلمة للرئيس الفلسطيني محمود عباس شدد خلالها على استحالة مواصلة التفاوض في ظل استمرار الاستيطان.

وشارك في القمة قادة ليبيا معمر القذافي، ومصر حسني مبارك، والعراق جلال طالباني، والسودان عمر البشير، وفلسطين محمود عباس، والصومال شيخ شريف أحمد، والكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر، والجزائر عبدالعزيز بوتفليقة، وموريتانيا محمد ولد عبدالعزيز، وجيبوتى إسماعيل عمر غيله، وتونس علي زين العابدين بن علي، وسورية بشار الأسد، وقطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وجزر القمر أحمد عبدالله سامبي، واليمن علي عبدالله صالح.

وشاركت السعودية بوفد قاده وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، والإمارات بوفد برئاسة نائب الرئيس رئيس وزراء دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والبحرين برئاسة نائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، وسلطنة عمان برئاسة رئيس مجلس الدولة يحيى بن محفوظ المنذري، والمغرب برئاسة وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري، والأردن برئاسة وزير الخارجية ناصر جودة.

وافتتح القذافي أعمال القمة التي تترأسها بلاده دورياً بكلمة قصيرة خلت من مفاجآته المعتادة. وأشار إلى أن «هذه القمة الاستثنائية تأتي تطبيقاً لقرار قمة سرت العربية الأخيرة في آذار (مارس) الماضي للبحث في مسألة الهيكلية الجديدة للعمل العربي المشترك». وأوضح أن القمة الماضية قررت إنشاء لجنة خماسية اجتمعت في طرابلس في حزيران (يونيو) الماضي وتباحثت في موضوع الهيكلية بحسب مقررات القمة وتوصلت إلى صيغة معروضة على القمة لمناقشتها.

موسى يحض على قبول اقتراح رابطة الجوار

وأعطى القذافي الكلمة للأمين العام للجامعة الذي أكد أن «العمل العربي المشترك بدأ يستعيد نشاطه ويلعب دوره على المستويات المختلفة على اتساع العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وكذلك في كثير من المحافل الدولية». وقال: «تمت خلال السنوات العشر الماضية وحتى الآن عملية تطوير ضخمة ضخت دماء جديدة في الجسد الخامل، غير أن التطوير حتى الآن بات موضوعياً أكثر منه هيكلياً».

وأشار إلى أن «الجامعة العربية ترفض كل ما كان ولا يزال يطرح من محاولات تهميش أو منع للرأي الجماعي العربي ليأخذ طريقه إلى النفاذ في شأن قضايا العالم العربي والمنطقة، ومنها الصراع العربي - الإسرائيلي والعراق ولبنان والسودان وموريتانيا... وتجتمع القمة العربية اليوم في أول تطبيق لتوافق الرأي على عقد قمتين في العام، والذي أتوقع أن يصدر القرار في شأنه في اجتماع سرت الاستثنائي الجاري».

وأضاف أن «القمة تبحث في البندين المتعلقين بتطوير منظومة العمل المشترك وسياسة الجوار العربي، وهناك ثلاث وثائق تتعلق بالبند الأول، أولاها توصيات اللجنة الخماسية على مستوى القمة التي عقدت في العاصمة الليبية في حزيران (يونيو) الماضي، وهي 16 توصية، ثم تجدون أيضاً مشروع برتوكول يترجم هذه التوصيات إلى خطوات تنفيذية ويتضمن تعليقات من الدول الأعضاء لتعديل بعض التوصيات المطروحة، وكذلك خلاصة مداولات اجتماع مجلس الوزراء التحضيري لهذه القمة في شأن مقترحات التطوير». وحض الزعماء العرب على الموافقة على اقتراحه إنشاء رابطة لدول الجوار العربي، مشيراً إلى أن «من الممكن البدء بمجرد محفل وفي ذلك الأمر مصلحة للعرب».

وعرض موسى خلال الجلسة المغلقة في مذكرة تفصيلية اقتراحه إنشاء رابطة الجوار التي اعتبر أنها «ليست بدعة أو نمطاً جديداً خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الاستثنائية في سرت أمس. (أ ب).jpg أو مستجداً في العلاقات الدولية والإقليمية وإنما هي نمط وسياسة فاعلة يجرى استخدامها واستثمارها في مختلف مناطق العالم تجنباً للعزلة أو تشكيلاً لتكتلات تضيف إلى قوة الدول ومنعتها».

وأوضح أنه «آن الأوان لأن يأخذ العرب بزمام المبادرة»، مشيراً إلى المثال التركي «كنموذج يحتذى به لما يكون عليه التحرك الاستراتيجي ذو الأهداف بعيدة المدى». ودعا العرب إلى «مد يد الصداقة والدعوة إلى الشراكة مع كل دول الجوار عدا إسرائيل التي تعتبر استثناء طويل المدى في ما يبدو».

وأضاف: «يجب أن تبقى (إسرائيل) خارج المنتدى طالما بقيت متمسكة بتصورها أنها دولة فوق القانون ولا تقبل بقيام الدولة الفلسطينية». أما بالنسبة إلى إيران، فرأى أن «الأمر يحتاج إلى التفاهم في مختلف القضايا العربية العالقة مع إيران، ووضع العلاقات على المسار الصحيح». وربط ضم أرتيريا بـ «تهدئة الأمور في القرن الأفريقي ووضع خلافاتها مع جيبوتي على طريق الحل».

مبارك يتمسك بتسمية الجامعة العربية

وبعد انتهاء موسى من إلقاء كلمته، انتهت الجلسة الافتتاحية وبدأت جلسة مغلقة للزعماء والقادة العرب ألقى خلالها الرئيس المصري كلمة أشار فيها إلى أن القمة الاستثنائية «تعقد في ظروف اقليمية ودولية تحتم على الجميع المزيد من التكاتف وتوحيد الصف العربي لمواجهة التحديات المتشابكة».

وأعرب مبارك عن قناعته بأن «تطوير منظومة العمل العربي المشترك يجب أن ينطلق من تعزيز التعاون العربي مع المجتمع الدولي بمنظوماته وتجمعاته ودوائره الإقليمية كافة»، مطالباً بـ «اعتماد معايير واضحة ومحددة ومتفق عليها للتعامل مع دول الجوار وتحديد أولويات التحرك تجاهها ومراعاة أوضاع العلاقات بين دول العالم العربي وكل دولة من دول هذا الجوار».

وأشار إلى أن «لدى العرب إرثاً مهماً وتجربة غنية من العمل العربي المشترك يستحقان أن نعتز بهما وأن نتمعن في ما يطرحانه من دروس النجاح والإخفاق كي نبني على هذا الإرث وتلك التجربة»، مشدداً على «ضرورة ألا يمثل تطوير العمل المشترك قطيعة عن الأرث العربي المهم». وأكد ضرورة الإبقاء على مسمى «جامعة الدول العربية عنوان هذا الإرث التاريخي وهذه التجربة، مع إعطاء الاهتمام الأكبر لاعتماد رؤية جديدة تنفذ إلى جوهر ما نستهدفه لتطوير أداء الجامعة العربية سواء من حيث المضمون أو الاختصاصات أو آليات العمل». ودعا إلى «تبني مبدأ التطوير المتدرج الذي يجمع بين الواقعية والطموح، ويراعي معطيات واقعنا العربي الراهن وظروفه وإمكاناته».

الفيصل: ترتيب النظام العربي أولاً

من جهته، شدد وزير الخارجية السعودي على أهمية تدارس السبل الكفيلة بتطوير منظومة العمل العربي المشترك. وأشاد في كلمته أمام القمة بالاقتراحات لتطوير العمل العربي، لكنه أضاف أن «احترام الالتزامات وأداء الواجبات والتعهدات العربية المشتركة طبقاً لميثاق الجامعة وقراراتها يعتبر مقدمة ضرورية لا يمكن تجاهلها أو التقليل من شأنها إذا ما أريد لمسيرتنا العربية أن تبلغ أهدافها وتحقق غاياتها، وأمامنا في هذا الاجتماع نتاج جهد مخلص لمبادرتين مهمتين».

ورأى أن اقتراح موسى إنشاء رابطة للجوار العربي «نابع من شعور بتآكل الدور الإقليمي للنظام العربي في محيطه ومركزه مقارنة بتصاعد دور بعض الدول الأخرى ناهيك عن استمرار التحدي الإسرائيلي... هذه المبادرة مهمة للغاية وجديرة بالاهتمام والعناية ولا يخالجنا شك في الأهداف النبيلة التي تسعى إليها والمصلحة التي تروم إلى تحقيقها، وإذا كانت هناك من ملاحظة حولها فتتعلق بتوقيت طرحها وطبيعة العلاقات المتوترة بين بعض الدول العربية ودول مجاورة الأمر الذي لا يساعد على بلوغ غاياتها».

وشدد على أن «الخوض في موضوع يتناول ترتيب علاقات النظام العربي الذي ما زلنا بصدد ترميمه حديث على هامش القمة بين عباس وأمير قطر. (أ ف ب).jpg وإصلاحه مع جوار جغرافي قد لا نكون مهيئين للتعامل معه، يستوجب التهيئة له جيداً في إطار البيت العربي أولاً... وأحسَب أنكم تشاركونني الرأي أن مقترح سياسة الجوار لن تحقق غايتها المنشودة، إلا بعد أن نوفر لهذا النوع من العلاقة المميزة متطلبات نجاحها، والتي من أهمها معالجة المعوقات والإشكالات التي تعترض قيام نظام عربي فاعل وقادر على التعامل مع دول الجوار ككتلة متجانسة وموحدة».

وأوضح أن المملكة «ترى أن من المصلحة التركيز مرحلياً على سبل النهوض والارتقاء بالعمل العربي ليكون بالفعل والممارسة عملاً مشتركاً وفاعلاً ومؤثراً على الصعيدين العربي والدولي... صحيح أن غياب الدور العربي الفاعل والمؤثر خلق فراغاً استراتيجياً يتم استغلاله من كثير من الدول المجاورة، غير أنني أرى أن إصلاح هذا النظام يستدعي منا بالدرجة الأولى تفعيل التعاون العربي من خلال تقوية مؤسسة الجامعة، وهذا الأمر لا يحتاج منا إلى تعديلات جوهرية في الميثاق بقدر ما يحتاج إلى الالتزام الجاد والعملي بما سبق الإجماع عليه من إصلاحات ومقررات وضمان أعلى درجات الصدقية والجدية في تنفيذ القرارات».

وأشار إلى ما يجري في السودان «البلد العربي العضو في جامعتنا المهدد بالتقسيم»، معتبراً أنه «لا يمكن تبرير بقاء أعضاء جامعة الدول العربية على الحياد تجاه ما يحصل في السودان، خصوصاً أننا على أبواب اجتماع عربي - أفريقي، ما يحتم علينا السعي إلى معالجة هذا الوضع في إطار من التضامن العربي - الأفريقي».

ورأى أن «خطر الانفصال لا يمكن أن يحقق معه أي مصلحة للسودان. ومصلحة الطرفين في نظرنا أن نساعد السودان في تخطي هذه المخاطر بأن يكون الاستفتاء نزيهاً لا تمارس فيه ضغوط قد تؤدي، لا سمح الله، إلى نتائج لا تحمد عقباها، لذلك نأمل أن يكون هناك موقف عربي - أفريقي مشترك يشكل بداية لعهد جديد من التضامن العربي - الأفريقي».

عباس يؤكد استحالة المفاوضات

وفي كلمته أمام الجلسة المغلقة للقمة، قال الرئيس الفلسطيني إنه عرض على اجتماع لجنة متابعة المبادرة العربية للسلام «تقريراً مفصلاً لما جرى مع الأميركيين والإسرائيليين أكدت فيه استحالة المفاوضات المباشرة في ظل الاستيطان، وشرحت كل تفاصيل المفاوضات من عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت والرئيس الأميركي السابق جورج بوش، إلى عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي عبر في القاهرة عن رفض الاستيطان واستبشرنا خيراً، إلا أن هذا الأمر لم يصمد كثيراً».

الأسد ضد «تحويل لجنة المبادرة لجنة للمفاوضات»

أما الرئيس السوري، فأكد أن تطوير منظومة العمل العربي المشترك «لا يتم في قمة واحدة، وأنه علينا إنضاج الأفكار المطروحة في هذا الشأن، لأن عملية الإصلاح والتطوير هي عملية مستمرة». وقال في كلمته أمام القمة: «يمكن إقرار الأشياء التي تم الاتفاق عليها، وفي المقابل نشبع بالدراسة المواضيع التي لم نتفق عليها ونغنيها بالحوار كي نتوصل إلى قناعة بها». وأضاف أنه «إذا لم تكن هناك قناعة بما نطرحه من أفكار، فلن تكون هناك إرادة لتحقيقها... ونحن لا نريد مظاهر إصلاح من دون مضمون جوهري يترافق مع إرادة فعلية لوضع المقترحات موضع التطبيق بما يخدم مصلحة المواطن العربي».

وفي الموضوع الفلسطيني، اعتبر أن «الحديث عن وقف الاستيطان غير كاف»، متسائلاً: «ماذا عن المستوطنات الموجودة على الأرض؟»، قبل ان يؤكد أن «القضية الأساسية هي قضية أرض وحقوق كاملة بما فيها حقوق اللاجئين الفلسطينيين. وعندما نريد التفاوض لا بد من أن نتمسك بالحقوق، وأن يحظى المفاوض بتأييد ودعم شعبه قبل أي جهة أخرى وأن يتحمل مسؤوليته أمام شعبه ومستقبل القذافي ومبارك لدى وصولهما الى قاعة الاجتماعات. (رويترز).jpg هذا الشعب».

وأعرب عن رفضه «تحويل لجنة المبادرة العربية للسلام إلى لجنة للتفاوض الفلسطيني»، وأشار إلى «خطورة ما تقوم به إسرائيل من أجل يهودية الدولة»، مشدداً على «وجوب التمسك بعملية السلام وفق المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية». وحذر من «خطورة أي اهمال لقضية السودان بما يؤدي إلى تقسيمه وما يشكله ذلك من أخطار على دول عربية أخرى».

وعن اقتراح موسى إنشاء رابطة للجوار، قال الأسد إن سورية «مع بناء علاقة سليمة مع دول الجوار العربي»، مؤكداً أن ذلك «يتطلب إقامة علاقة مؤسساتية تمكننا من بناء هذه العلاقات التي تبدأ بالحوار كمقدمه لها. ولا يمكن بناء علاقات متميزة مع الجوار من دون إصلاح العلاقات العربية - العربية أولاً، وإرساء الأسس المؤسساتية لتطويرها وإغنائها في جميع المجالات».

 

 

 

  • تلاسن سوري - قطري في اجتماع لجنة المبادرة وإعادة النظر في بدائل المفاوضات خلال شهر
     
  • الأحد, 10 أكتوبر 2010
     
    سرت - أحمد رحيم

    كشفت مصادر ديبلوماسية عربية لـ «الحياة» إن تلاسناً سورياً - قطرياً حدث خلال اجتماع لجنة متابعة المبادرة العربية للسلام الذي اختتم أعماله في ساعة متقدمة مساء أول من أمس بإصدار بيان أكد فيه الوزراء العرب دعم موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرافض لاستئناف التفاوض المباشر مع إسرائيل قبل وقف الاستيطان.

    وقرر الوزراء إرجاء النظر في بدائل المفاوضات لمدة شهر، لإمهال الإدارة الأميركية فرصة للضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان. وحملوا الحكومة الإسرائيلية مسؤولية توقف المحادثات.

    وكانت اللجنة عقدت اجتماعاً استمر لأكثر من ساعتين برئاسة رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم، قدم خلاله الرئيس الفلسطيني تقريراً طلب فيه دعم مطلبه ألا تكون المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية مفتوحة المدة، وضرورة وضع حد زمني لها. وطالب اللجنة بـ «موقف حاسم يعتبر استئناف إسرائيل الاستيطان وتهديدها ببناء وحدات جديدة في الأراضي المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، قراراً إسرائيلياً واضحاً برفض جهود السلام وعدم الاستعداد للدخول في أية محاولات جدية».

    وأكد عباس «الرفض القاطع لأية حلول جزئية أو مرحلية»، معتبراً أن «استئناف المفاوضات يتطلب التزام إسرائيل بالوقف الكامل للاستيطان ورفض كل الذرائع والتبريرات الإسرائيلية تحت أي مسمى للاستمرار في نشاطها غير المشروع»، مشيراً إلى أن «سياسة الاستيطان في القدس ليست سياسة جديدة، لكنها استمرار للسياسة التي انتهجتها جميع الحكومات الإسرائيلية منذ حرب عام 1967».

    وأضاف أنه «على رغم التوجه الإيجابي الذي أظهره الفلسطينيون والأشقاء العرب، فإن ذلك قوبل برفض وتعنت إسرائيلي يزداد غلواً من خلال التمسك بسياسة الاستيطان بما يؤكد أن الجانب الإسرائيلي لا يسعى فقط إلى استمرار تغيير المعالم على الأرض استباقاً للحل النهائي، ما يفقد المفاوضات جدواها، بل يسعى أيضاً إلى تعطيل هذه الفرصة التاريخية للسلام».

    وأوضح أن «الموقف الإسرائيلي هو التمسك بالاحتلال والتوسع والتهويد وتعميم نظام فصل عنصري واحتلال شامل للأراضي الفلسطينية»، مشدداً على أن «القدس هي عنوان السلام ومصيرها لا ينفصل عن بقية الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة».

    وقالت مصادر عربية لـ «الحياة» إن عباس «نفى نيته الاستقالة، لكنه أشار إلى وضع السلطة الصعب وحذر من أن وجود السلطة في خطر، إذا بقيت الأوضاع على ما هي عليه وطرح على العرب التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار بوقف الاستيطان ومطالبة إسرائيل بتحمل مسؤولياتها، أو عرض التطورات في الأراضي المحتلة على الجمعية العامة للأمم المتحدة وطلب الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس والتنسيق مع منظمة المؤتمر الإسلامي ومجموعة الـ 77 والصين لدعم هذا التحرك».

    وأشارت المصادر إلى أنه «فور انتهاء الرئيس الفلسطيني من إلقاء تقريره، تم توزيع صيغة القرار المعد من قبل الأمانة العامة للجامعة العربية بالتنسيق مع رئاسة لجنة مبادرة السلام والجانب الفلسطيني، ما أثار غضب ممثل سورية في الاجتماع السفير يوسف الأحمد الذي اعترض على إعداد بيان مسبق، والطلب من العرب ختمه من دون مناقشات»، معتبراً أنه «ليس من مهام لجنة المبادرة العربية إعطاء غطاء للمفاوضات، وصلاحياتها تنحصر في نطاق تسويق مبادرة السلام العربية».

    وتوجه إلى الشيخ حمد بن جاسم متسائلاً عن جدوى اجتماع يعقد في ظل إعداد بيان مسبق، «وهو ما أثار حفيظة الوزير القطري الذي ذكر السفير السوري بمواقف الدوحة الداعمة للقضية الفلسطينية ورفض المزايدة على موقف بلاده، خصوصاً أن السفير السوري ربط إعداد البيان مسبقاً باتصال هاتفي تم بين حمد بن جاسم ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قبل الاجتماع».

    ولفتت المصادر إلى أن «الوزراء ناقشوا بيان اللجنة وحصلت تعديلات في ترتيب بنوده من دون إخلالات جوهرية بنصه». وأشارت إلى أن «مهلة الشهر مرتبطة بانتخابات الكونغرس الأميركي من أجل إمهال الرئيس باراك أوباما الفرصة للتدخل وإعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بعد إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان».

    وعقب اختتام أعمال اللجنة، عقد رئيس وزراء قطر والأمين العام للجامعة العربية ورئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات ونائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي مؤتمراً صحافياً اكتفوا فيه بالإشارة إلى عقد اجتماع اللجنة، وتلا خلاله بن حلي نص البيان، ورفضوا تلقي أسئلة من الصحافيين.

    من جهته، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في تصريحات للصحافيين إن «هناك مطالبة عربية بإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة»، مشيراً الى أن «ما يتحدث عنه البعض من حلول جذرية لرفع الحصار عن طريق حشد الجيوش وإعلان الحرب ليس أمراً مطروحاً». وأضاف أن الرئيس الفلسطيني «طرح أمام الاجتماع عدداً من البدائل التي يمكن أن تلجأ إليها السلطة الفلسطينية في حال فشل المفاوضات المباشرة، لا نرغب في الحديث عنها حالياً، ونفضل انتظار مهلة الشهر التي حددها اجتماع لجنة المتابعة للاجتماع مجدداً للنظر في تطورات الموقف».

    وقال إن مسألة اللجوء إلى مجلس الأمن لإعلان الدولة الفلسطينية «ليس مطروحاً في الوقت الحالي»، لافتاً إلى أن «المطروح حالياً هو إتاحة الفرصة للولايات المتحدة كي تستمر في جهدها من أجل تحقيق التجميد الكامل للاستيطان على الأراضي المحتلة، وفي حال نجاح هذه الجهود يعود الفلسطينيون إلى المفاوضات، وتتحرك الأمور، وإذا لم تتحرك الأمور خلال شهر ستعود لجنة المتابعة مرة أخرى للاجتماع ويقوم الرئيس الفلسطيني بطرح الخيارات التي تحدث عنها خلال الاجتماع والتي طلب ألا يتم كشفها».

    ورداً على سؤال عما يتردد عن قيام إسرائيل بتجميد الاستيطان لمدة شهرين فقط، قال أبو الغيط: «إذا حدث ذلك، فليتم الاتفاق على الحدود أيضاً خلال شهرين، وبهذا يكون لكل طرف أن يقوم بأي إجراءات أو إنشاءات على أرضه». وقال الناطق باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي لـ «الحياة» إن بلاده ترى أن «التوجه إلى مجلس الأمن يجب أن يتم في الوقت المناسب حتى لا يجهض هذا التحرك ويضيع على العرب ورقة مهمة يستخدمونها في محاولة دفع إسرائيل إلى وقف الاستيطان». وشدد على أن «مصر لا ترفض التوجه إلى مجلس الأمن لكنها فقط تريده في الوقت المناسب».


المصدر: جريدة الحياة

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 161,976,051

عدد الزوار: 7,222,597

المتواجدون الآن: 61