أخبار لبنان..توجُّه أميركي - فرنسي للاستثمار جنوباً بعد تطورات رفح..!..واشنطن: هناك احتمال لخفض التصعيد والانتقال إلى ترسيم الحدود..تهديدات غربية لميقاتي: افصلوا المسارين..رشوة أوروبية للبنان: 160 مليون يورو لإبقاء النازحين..غالانت: نصف قادة «حزب الله» قُتلوا..أعلن أن قواته تقوم بـ«عملية هجومية» على جنوب لبنان بأكمله..«القوات» تدعو المعارضة للّقاء ورفع الصوت رفضاً للحرب وتفكك الدولة..عصابات السطو والسلب تروّع عابري طريق مطار بيروت..
الخميس 25 نيسان 2024 - 4:14 ص 598 0 محلية |
توجُّه أميركي - فرنسي للاستثمار جنوباً بعد تطورات رفح..!..
المعارضة تتوعَّد قانون التمديد للبلديات.. وخطة أمنية هشَّة لطريق المطار..
اللواء...ما الصلة بين الإستعدادات الإسرائيلية العدوانية ضد رفح، بعد إغراق المساعدات العسكرية والمالية الاميركية على تل أبيب، والرسالة التي أراد الجيش الإسرائيلي بعثها عبر الجبهة الجنوبية، سواء لجهة كثافة القصف على منطقة عيتا الشعب، وتهديدات وزير الدفاع يوآف غالانت من جبهة الشمال عن ان أياما حاسمة مقبلة، في ظل إعلان اسرائيل عن استهداف نصف مقاتلي حزب الله في جنوب الليطاني، وإعلان المقاومة الإسلامية عن مقتل ما لا يقل عن 2000 جندي اسرائيلي منذ بدء العمليات في 8 تشرين الاول 2023. حسب الأوساط المتابعة، فإن المشهد مترابط، وإن الحركة الأميركية، سواء أتى آموس هوكشتاين (الوسيط الأميركي) أم لا، والحركة الفرنسية تصب في إطار استثمار ما يجري في غزة ، لتوظيفه على جبهة وقف النزاع المفتوح على الاتساع في جنوب لبنان. ورأت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف أن احتمال التصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل جاد. وقالت إن واشنطن حذرت اسرائيل فيما يتعلق بطريقة ردها على الهجمات التي بدأها حزب الله، وكشفت أن بلادها استخدمت عدداً من القنوات، وساعدت شركاءها في استخدام قنواتهم المباشرة وغير المباشرة مع حزب الله للتحذير من الدخول في المعركة واتساع الصراع.
ملف سيجورنيه
ويصل في بداية الاسبوع، وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إلى المنطقة، ويزور لبنان من ضمن جولة تشمل المملكة العربية واسرائيل. وحسب المعلومات المتوافرة، فإن الوزير الفرنسي يحمل في حقيبته الورقة الفرنسية المنفتحة في ضوء المحادثات التي جرت في الاليزيه. وفيها:
1 – وقف الاعمال الحربية فور إعلان وقف النار في غزة.
2 – إعادة تموضع مجموعات حزب الله جنوبي الليطاني.
3 – تثبيت الحدود بما فيها النقاط المتنازع عليها وانسحاب «القوات الإسرائيلية» من الاراضي المحتلة وحل النزاع حول مزارع شبعا .
نيابياً وحكومياً، جلستان اليوم وغداً في إطار إقرار بعض المشاريع، سواء في ما خص بالشؤون المالية أو الاشغال والاقتصاد وبعض الشؤون الوظيفية. وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن النواب أمام اختبار ملف الانتخابات البلدية والاختيارية على الرغم من أن التمديد للمجالس البلدية والإختيارية حاصل لا محالة في ظل توجّه الكتل إلى هذا الخيار بإستثناء المعارضة. ولفتت إلى ان هذا الإنقسام لا ينسحب على التعاطي مع ملف النازحين السوريين الذي يتحرك محليا وخارجيا، في حين أن جلسة مجلس الوزراء تشكل الغطاء لأي توجه . إلى ذلك، اعتبرت أوساط مراقبة أن سلسلة قرارات كانت قد صدرت في هذا الملف وجرت مواجهتها بضغوط دولية ، ومن هنا فإن عدم تجاوب الدول المؤثرة مع التوجهات المحلية يعني أن ما من حل لهذا الملف، وقالت أنه في كل الأحوال لا بد من انتظار اجتماع مجلس الوزراء غداً.
الجلسة النيابية
نيابياً: عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، تعقد الجلسة النيابية، وعلى جدول أعمالها التمديد للمجالس البلدية والاختيارية ويوضع القانون اللازم لاستفادة متطوعي الدفاع المدني من الراتب.
ميقاتي في عين التينة
وعشية الجلسة النيابية المقررة اليوم وقبل 24 ساعة من جلسة مجلس الوزراء، وبعد 72 ساعة من عودته من باريس، حيث التقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الاليزيه، زار الرئيس نجيب ميقاتي، عين التينة، والتقى الرئيس نبيه بري وحسب ما وزع وضع ميقاتي بري في أجواء لقاء الاليزيه وكانت مناسبة لبحث آخر المستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة اسرائيل عدوانها على لبنان وغزة. وحسب المعلومات، فإن النصاب مع مشاركة نواب تكتل لبنان القوي متواجد في الجلسة، وإن التمديد سيستند إلى عدم جهوزية الحكومة لإجراء الانتخابات البلدية في ظل الاوضاع الراهنة، والتي تدخل ضمن الاوضاع الحرب الدائرة في الجنوب والتي تشمل البقاع ومناطق أخرى في الوسط امتداداً إلى صيدا والاقليم. وسيضغط النواب المقاطعون، وهم: كتلة الجمهورية القوية (القوات اللبنانية). وحزب الكتائب، والتجدد، والنواب التغييريون، بعض النواب المستقلين. وعقد تكتل نواب «القوات» مؤتمراً صحيفياً أمس، تحدث خلالها النائب جورج عقيص، واعتبر ان التمديد الثالث بحجج واهية، على الرغم من إعلان وزير الداخلية الموقرة إجراءها. وقال:«ان التمديد للبلديات هو المسمار الثالث في نعش الديموقراطية لا بل هو تعدٍّ مثلث الاضلاع على أحكام الدستور وحق الشعب في ممارسة حقه الدستوري في الانتخاب أو على الامن القومي في ظل الخطر الوجودي للنزوح السوري على لبنان. ورأى عقيص «ان حالة الحرب التي يعيشها أهلنا في الجنوب لا يجب أن تشكل حائلاً دون ممارسة اللبنانيين حقهم الانتخابي، وكان حري بالحكومة أن تجري الانتخابات في المناطق التي لا تشهد توترات أمنية وأن تؤجلها في مناطق الجنوب». وختم: «نحذر من البرلمان، الاكثرية النيابية المتأهبة للتمديد من مغبة التعديات على الدستور، ونهيب بالنواب المترددين إلى الانضمام إلينا ومقاطعة الجلسة، وفي حال أقر القانون سنتعامل معه كقانون غير دستوري وسنطعن به أمام المجلس الدستوري إذا أمكن، بعد الاتفاق مع بقية الكتل المعارضة.
مجلس الوزراء
ويعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة الرابعة من بعد ظهر غد الجمعة في السرايا الكبير، وعلى جدول أعماله 36 بنداً، وأبرزها عروضات ومطالب للوزارات ولا سيما وزارة المال، وكذلك طلب وزارة الاشغال تأمين الاعتمادات اللازمة لاستكمال انشاء الاوتستراد الساحلي الجنوبي (قسم بشري حتى البرج الشمالي).
حركة بخاري
دبلوماسياً، كانت حركة لافتة لسفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، الذي زار كُلًّا من المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، ودار البحث حول الجهود التي تبذل على مستوى اللجنة الخماسية لمساعدة لبنان. وبعد لقاء الشيخ دريان في دار الفتوى أعرب السفير بخاري عن أمله في أن تصل الجهود القائمة والمساعي إلى حلول سريعة من خلال الحوار الذي تجريه الخماسية مع سائر الكتل والاطراف النيابية. وطالب المفتي دريان بالتعاون مع اللجنة الخماسية، معتبراً ان الاصلاح يبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة قوية، وإلا فلبنان سيبقى في الفوضى معتبراً أن على السياسيين مساعدة أنفسهم والتعاون مع الأشقاء والاصدقاء، وإلا سنبقى في «حلقة مفرغة». وفي الإطار، قال السفير المصري علاء موسى أن العلاقة مع كل الكتل متميزة وما يدور في الاجتماعات الخاصة باللجنة الخماسية يجري ضمن نهج واحد. (وكشف أنه التقى النائب جبران باسيل، في أكثر من مناسبة وتطرقنا إلى موضوع الانتخابات الرئاسية، وأتعامل مع باسيل على أنه شخص وطني يدافع عن مصلحة لبنان، مع الإشارة إلى أنه تناول طعام العشاء إلى مائدته ليل أمس، قبل الإطلالة التلفزيونية (عبر الـ l.B.C). وكشف موسى : لم يطرح داخل الخماسية اسم أي مرشح ولا حتى مرشح الثنائي (أمل، حزب الله) وأن فرنجية أكد خلال الاجتماع معه على الاستمرار في ترشيحه. وأكد أنه: إذا اطمأن الجميع أن هدف الحوار الوصول إلى توافق نكون قد قطعنا «الشوط الاول».
خطة بيروت هشة
أمنياً، وبعد طول انتظار كشف وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي عن خطة واضحة «تريح المواطنين، وذلك بعد اجتماع حضره قادة الاجهزة الامنية لبحث الوضع الامني في بيروت. وأشار مولوي أن «شعبة المعلومات والقوى الامنية في بيروت تقوم بإلقاء القبض على المجرمين بسرعة فائقة وتكافح الجريمة». وفي موضوع النازحين السوريين، أشار مولوي إلى أن «وزارة الداخلية تقوم بوضع التعاميم على البلديات لتطبيق القانون» لافتاً إلى أن لبنان تحمل كثيراً من النزوح السوري فمن خلال هذه القوانين نقوم بضبط الوضع الامني «مشيراً إلى تكثيف» الدوريات على طريق المطار وذلك بالتعاون مع سرية الضاحية وسنطالب بإنارة هذه الطريق». مؤكداً أن الجرائم كلها ستكشف».
الوضع الميداني
ميدانياً، أُحصي أكثر من 20 غارة اسرائيلية على قرى وبلدات الجنوب الحدودية، مع تسجيل تحليق لطائرات الاستطلاع في الأجواء اللبنانية، وعلى نطاق منخفض.(وقال الجيش الإسرائيلي أنه قصف 40 هدفاً لحزب الله خلال أقل من ساعة. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من المنطقة الشمالية المحاذية لبنان، أن جيش الاحتلال الاسرائيلي يقوم بعمليات هجومية على الجنوب كله، وأن نصف قادة حزب الله الميدانيين في الجنوب تمت تصفيتهم. معتبراً أن الفترة المقبلة ستكون مهمة. وقال غالانت: «نعمل على تعزيز الاجراءات العملاتية لإعادة سكان الشمال إلى بلداتهم، في حال فشلت الجهود السياسية». ومساء، أغارت الطائرات العسكرية الاسرائيلية على منطقة بئر كلاب في جبل الريحان، وألقت صواريخ أرض – جو على المنطقة المستهدفة. وأطلقت الطائرات المعادية قنابل مضيئة في القطاعين الاوسط والغربي، كما استهدفت بالقذائف المنطقة الواقعة بين يارين والجبين في الجنوب. وردت المقاومة بضربات مركزية استهدفت المستوطنات الاسرائيلية، وقالت المقاومة أن صواريخها استهدفت مبنى يتحصن فيه جنود الاحتلال في مستعمرة أفيفيم، وأوقعت بينهم قتلى وجرحى بالإضافة إلى طوعان وشوميرا وماغليون ورويسات العلم.
واشنطن: هناك احتمال لخفض التصعيد والانتقال إلى ترسيم الحدود
غارات الجنوب تُنذر بالأخطر و"بلطجة" نيابية تُمدّد للبلديات
نداء الوطن...عندما جلس رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس قبالة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في عين التينة، ليتبادلا أطراف الحديث حول جلسة البرلمان اليوم، كان الإعلام في لبنان والعالم ينقل تباعاً أنباء الغارات الإسرائيلية الأعنف على الجنوب منذ 8 تشرين الأول الماضي. وعلى هذا النحو عاش لبنان أمس، وسيعيش اليوم. فهو واقع بين سلطة سترتكب اليوم جريمة موصوفة في حق الديموقرطية بالإجهاز في الجلسة النيابية على استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية، وبين ترك الجنوب في مهبّ «مُشاغلة» أفلتت آلة الإجرام الاسرائيلية من عقالها وأوصلته البارحة الى جحيم الغارات المهولة التي أنزلها الطيران الحربي بالمناطق الحدودية. وسيكون لبنان هذا النهار على موعد في ساحة النجمة، ظاهره تشريع وباطنه «بلطجة» من أجل إلغاء الاستحقاق البلدي والاختياري الذي دعا اليه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي الشهر المقبل. وقدّرت المعلومات أن تنعقد الجلسة النيابية بنصاب سيبلغ 84 نائباً يصوّت من بينهم 67 لمصلحة «تطيير» الاستحقاق، فيما سيعارضه 17 نائباً. أما بقية أعضاء المجلس وعددهم 44 نائباً، فلن يحضروا الجلسة رفضاً لمهزلة الإجهاز على الاستحقاق الانتخابي. ومن مجزرة الديموقراطية الى محنة الجنوب. فقد أفادت المعلومات الرسمية أنّ إسرائيل استهدفت عيتا الشعب وعدداً من القرى المحيطة بها، وقالت إنّ الطيران الحربي الإسرائيلي نفّذ حزاماً نارياً من الغارات الجوية بلغت أكثر من 13 غارة استهدفت أطراف بلدتي عيتا الشعب وراميا وجبل بلاط وخلّة وردة». من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه شنّ «هجوماً واسع النطاق طال حوالى 40 هدفاً»، وصفها بأنها مستودعات وبنى تحتية تابعة لـ»حزب الله» في محيط عيتا الشعب في القطاع الغربي من الحدود الجنوبية، بالطائرات الحربية والقصف المدفعي. وتذرّع بأنّ «الحزب» يستخدم وسائله القتالية في منطقة عيتا الشعب لضرب «الجبهة الداخلية الإسرائيلية». وشنّ الطيران الإسرائيلي أيضاً، غارات عدة على مواقع في الجنوب، وقصفت المدفعية منطقتي كفرشوبا وشيحين، فيما استهدف «حزب الله» تموضعات وتجمعات ومواقع للجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية. وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء أنّ القوات الإسرائيلية تنفّذ «عملية هجومية» على جنوب لبنان، بعد تبادل إطلاق النار على نحو شبه يومي عبر الحدود بين البلدين. وقال في بيان: «انتشر الكثير من القوات عند الحدود، وتقوم قوات الجيش حالياً بعمليات هجومية على جنوب لبنان بأكمله»، من دون أن يوضح إن كانت قوات إسرائيلية دخلت الأراضي اللبنانية. وأكد أنه تم «القضاء على نصف قادة «حزب الله» في جنوب لبنان، والنصف الآخر يختبئون ويتركون الميدان أمام عمليات قواتنا». وأشار الى «التعامل مع بدائل عدة حتى يتمكن سكان الشمال من العودة إلى منازلهم، والفترة المقبلة ستكون حاسمة» . من جانبه، أكد متحدث من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) لوكالة «فرانس برس» أننا «لم نرصد أي عبور بري اليوم (أمس)». وفي واشنطن، تناولت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف في مؤتمر صحافي التقلبات المستمرة والجهود المبذولة لتهدئة التوترات على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وقالت: «كانت هناك درجة عالية من التقلّب على تلك الحدود، ودرجة مقلقة للغاية من التقلب». وسلطت الضوء على المصاعب التي تواجهها المجتمعات العالقة في النزاع، مشيرة إلى أنّ «المجتمعات على جانبي تلك الحدود اضطرت للإجلاء إلى أجزاء أخرى من لبنان وإسرائيل للبقاء بعيدة عن الأذى». وإذ لفتت الى أنّ «احتمال التصعيد حاد»، أردفت قائلة: «حذرنا إسرائيل بالطبع من ردّها على الهجمات التي بدأها «حزب الله» في الساعات الأولى مع تطور الهجمات. لقد طلبنا من إسرائيل أن تكون حذرة في الطريقة التي تردّ بها». وختمت: «هناك بالتأكيد احتمال لخفض التصعيد، ثم الانتقال في نهاية المطاف إلى جهد ديبلوماسي لترسيم الحدود».
تهديدات غربية لميقاتي: افصلوا المسارين
المقاومة أكّدت أن حملة التهويل لن تغيّر شيئاً في قرار مساندة غزة ميدانياً
الأخبار... رافقت العودة إلى التهويل من حرب يشنها العدو على جنوب لبنان الحراك الدبلوماسي الأوروبي - الأميركي - العربي الذي شهده لبنان أخيراً. فإلى تركيز سفراء اللجنة الخماسية في لقاءاتهم مع الأفرقاء السياسيين على الملف الأمني والتشديد على ضرورة فصل لبنان عما يحدث في غزة، سمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال زيارته لباريس حيث التقى الرئيس إيمانويل ماكرون رسائل مشابهة، قبل أن يعود إلى لبنان على وقع تهويل أميركي على لسان مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف التي أكّدت أنّ «احتمالات التصعيد بين لبنان وإسرائيل حادة»، وأنّ «واشنطن استخدمت عدداً من القنوات وساعدت شركاءها في استخدام قنواتهم، المباشرة أو غير المباشرة مع حزب الله، للتحذير من الدخول في المعركة ومن اتساع الصراع». الأجواء السلبية أوصلها ميقاتي إلى المعنيين، وأطلع عليها أمس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النيابية التي زارته أمس برئاسة النائب فادي علامة. وعلمت «الأخبار» أن ميقاتي ظهر أكثر إرباكاً، وتحدّث عن «الخسائر في الجنوب» وضرورة «النظر في ما إذا كانت الحرب تخدم لبنان». وبعدما ذكّر بموقفه منذ بداية الحرب بربط وقف الحرب في الجنوب بوقف العدوان على غزة، أشار إلى «تحذيرات كبيرة» يسمعها من الأوروبيين والعرب. ولفت إلى ما عدّه تبدّلاً في الموقف الأميركي، مشيراً إلى أن الموفد الأميركي عاموس هوكشتين أبلغه في اتصال أخير معه بضرورة وقف إطلاق النار في الجنوب وعدم انتظار مسار الحرب في القطاع. وتزامنت حفلة التهويل مع إعلان الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أوفير جندلمان، أن «حزب الله تكبّد خسائر فادحة خلال الحرب، ونحن مستعدون تماماً لاتخاذ الإجراءات المناسبة، وقد أعطينا فرصة مناسبة للدبلوماسية»، مشيراً إلى أن «حزب الله يجر لبنان إلى الحرب. وما حصل في غزة سيكون في بيروت». وعلمت «الأخبار» أن موقف المقاومة الذي أُبلغ إلى ميقاتي وآخرين على تواصل مع جهات خارجية أكّد أن التهديدات، بمعزل عن جديتها أو كونها استعادة لموجة التهويل، «لن تغير شيئاً في قرار استمرار مساندة غزة ميدانياً»، وأن المقاومة وجّهت في الأيام القليلة الماضية رسائل ميدانية إلى العدو تؤكد أنها مستعدة لمواجهة أي محاولة لتوسيع الجبهة، لناحية العمق والأهداف وحتى الأسلحة. كما عُلم أن قرار المقاومة هو عدم الدخول في سجال مع أحد داخلياً حول هذا الأمر، وستترك للرئيس نبيه بري إدارة الاتصالات على قاعدة أنها لن تترك غزة وحيدة، خصوصاً إذا كان العدو يستعد لجولة إجرام جديدة في رفح. كذلك أدرجت مصادر مطّلعة التهديدات الجديدة في إطار التهويل الذي يتزامن مع جولة سيبدأها وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في المنطقة السبت المقبل، مذكّرة بأن سيجورنيه نفسه حذّر بري لدى زيارته لبنان مطلع شباط الماضي من «ضربة إسرائيلية خلال ثلاثة أيام أو أسبوع كحد أقصى». وتبدأ جولة سيجورنيه السبت في بيروت حيث يناقش مقترحات فرنسية «منقّحة» لإعادة الاستقرار إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل. كذلك لفتت المصادر إلى أن «الاتفاق الذي حمله هوكشتين معه سابقاً مقبول مبدئياً، وتم التوافق على أغلب نقاطه وهي 14. وهو لم يشدّد يومها على فكرة ربط الساحات لأن زيارته تزامنت مع كلام عن قرب التوصل إلى هدنة في غزة». وأشارت إلى أن التهويل يأتي في ظل استعداد العدو الإسرائيلي لدخول رفح بغطاء أميركي كامل في هجوم قد يستمر أكثر من ستة أسابيع، وهو يحتاج إلى وقف حرب الاستنزاف على «جبهة الشمال» في ظل عجزه عن فتح جبهتين معاً. لذلك، بحسب المصادر نفسها، التحذيرات الفرنسية المستجدة والكلام الأميركي العالي السقف «محاولة للضغط على لبنان لإغلاق جبهة المساندة، ما يذكّر بالأسابيع الأولى من الحرب عندما تزاحمت الوفود العربية والغربية المهوّلة على لبنان». وحول تضمّن الورقة الفرنسية المعدّلة ثلاثة بنود تختصر القرار 1701 وتُطبق على ثلاث مراحل، قالت المصادر إن كل ما تنص عليه الورقة «لا يقدّم ولا يؤخّر، إذ إن المرحلة الأولى فيها تتحدث عن وقف الأعمال العسكرية في الجنوب، وهذا لن يتحقق إلا بوقف الحرب على غزة. وما دامت المقاومة في لبنان لن تتنازل عن هذا السقف، فهذا يعني أن كل الأوراق غير قابلة للتطبيق».
الورقة الفرنسية لا تقدّم ولا تؤخّر لأنها تبدأ بوقف الأعمال العسكرية في الجنوب وهو ما لن يحدث
ميدانياً، واصلت المقاومة أمس عملياتها، واستهدفت رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على المدنيين وتحديداً مجزرة بلدة حانين حيث استشهدت سيّدة وطفلة تبلغ من العمر 11 عاماً، وأصيب 5 مدنيين، مستعمرة شوميرا (بلدة طربيخا اللبنانية المحتلة) بعشرات صواريخ الكاتيوشا، ومبنى يتواجد فيه جنود العدو في مستعمرة أفيفيم، وتجمّعاً لجنود العدو في حرج نطوعة، وموقعَي رويسات العلم والراهب بالأسلحة الصاروخية. وتم الإعلان عن حالة تأهب في مستوطنات الحدود الشمالية، وأُغلقت الطرق في المنطقة الحدودية أمام حركة المرور، ومُنع الدخول إلى المستوطنات المجاورة للسياج. فيما أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية إلى أن «حزب الله أوضح عدة مرات أنه لن يتسامح مع الأذى الذي يلحق بالمدنيين، وفي أغلب الأحيان كان رد فعله أكثر قسوة ضد إسرائيل في الحوادث التي أُصيب فيها مدنيون لبنانيون». ونقلت القناة 12 عن العقيد احتياط في جيش الاحتلال كوبي ماروم أن «هناك مأزقاً استراتيجياً في الشمال، وإنجازاً هائلاً لحزب الله على صعيد الوعي»، مشيراً إلى أن «نيران الجيش الإسرائيلي لا تنجح في تحقيق الإنجاز الاستراتيجي (...) فرغم مرور 7 أشهر على الحرب، كيف لا يدمّر الجيش البنية التحتية لحزب الله؟». كما لفت إلى «تفكّك المجتمعات في الشمال، حيث أصبح رؤساء المجالس يقفون كالمتسوّلين على باب وزير المالية (...) وأمام هذا الواقع خسرت إسرائيل الشمال». فيما وصف قائد وحدة «اليمام» السابق في جيش الاحتلال دافيد تسور نتائج التصعيد عند الحدود مع لبنان بـ«الكارثة الفظيعة».
رشوة أوروبية للبنان: 160 مليون يورو لإبقاء النازحين
الاخبار..تقرير فراس الشوفي.... تأتي الزيارة الثانية للرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليسدس إلى لبنان الأسبوع المقبل، برفقة رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في حمأة تصاعد حملات التحريض العنصري ضد النازحين السوريين في لبنان وقبرص.اليمين على ضفتي البحر بين بيروت ونيقوسيا، من حزب القوات اللبنانية إلى جماعات عُنفيّة فاشية مماثلة في قبرص، يراكم فوق التوتّر توتّراً باعتداءاته العشوائية على السوريين، فيما الأزمات السياسية والأمنية والاجتماعية تزداد عمقاً وخطورةً في سوريا ولبنان وفلسطين، مع توق الملايين للخروج من أرض النار، بأي الوسائل. وإذا كان خريستودوليسدس يخاف على دولته وحكمه من أسباب اللااستقرار الكثيرة ساعياً إلى تخفيفها من بوابة لبنان، فإن فون دير لاين، ومعها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، لا تخشى على شيء أكثر من الدولة العبرية، كما أثبتت وقائع الأشهر الستة الماضية. في بيانها الأخير منتصف الشهر الماضي حول سوريا، كانت فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتّحدة واضحة في تصعيد العداء تجاه الدولة السورية لأسباب كثيرة، أبرزها تصاعد الصراع الغربي مع روسيا ومسار الحرب في غزة. والنتيجة، منع توفّر أبسط شروط عودة النازحين، والمساهمة في تشكّل موجات لجوء جديدة. لكن مع ذلك، تأتي فون دير لاين إلى بيروت مع آمال لبنانية وقبرصية بعيدة عن التحقّق. المعلومات المتوفّرة حول الزيارة حتى الآن، لا توحي بأي تحوّل في الموقف الأوروبي الغربي تجاه المسألة السورية والنازحين في لبنان، ما يعني استمرار سياسة دعم بقاء النازحين في لبنان وعرقلة تطوّر العلاقات العربية واللبنانية مع سوريا ودعم الجيش اللبناني لضبط التهريب عبر البحر، من دون أي بحثٍ عن حلول للبنان وسوريا تخفّف أزمة اللجوء في قبرص واليونان وإيطاليا وإسبانيا وغيرها. هذه الأجواء السياسية المتشنّجة، تظهر في استمرار قرار عدم دعوة المنظمات السورية (كالهلال الأحمر السوري) إلى مؤتمر الحوار لـ«المجتمع المدني السوري»، للسنة الثالثة، في 30 نيسان الجاري. وهو المؤتمر التمهيدي لمؤتمر بروكسل 8 لدعم النازحين، الذي سيُعقد في 27 أيار المقبل على مستوى وزاري. كما تظهر في القوانين المعروضة أمام الكونغرس الأميركي لزيادة الخناق على سوريا وتشديد الحصار على الشعب السوري. بالتوازي مع المراوحة السلبية الأوروبية، جاءت زيارة الرئيس نجيب ميقاتي لباريس، ومن ثمّ اتصاله برئيس الحكومة السورية حسين عرنوس أول من أمس، للبحث في مسألة النزوح. لم تظهر بعد التفاصيل الكاملة للزيارة وما اتفق ميقاتي عليه مع الفرنسيين بخصوص المسألة، إلّا أن الاتحاد الأوروبي يبدو جاهزاً لدفع رشوة إضافية للبنان بحوالي 160 مليون يورو، تكفي لإطالة أمد بقاء النازحين، من دون أي حلّ للأزمة، ستكون «هديّة» للبنان بيد فون دير لاين. وهذه الرشوة، ليست يتيمةً، بل يضاف إليها ما يُحكى عن موافقة فرنسية - إيطالية على تمويل الجيش لثلاث سنوات بقيمة مليار يورو. الجزء الأساسي من التمويل طبعاً هدفه المستقبلي توسيع عديد قوة الجيش في الجنوب بما يفوق عديد مقاتلي المقاومة بحسب المفهوم الغربي، لكنّ الهدف الأساسي الثاني، هو مراقبة الشواطئ لمكافحة الهجرة «غير الشرعية». في الداخل، تتمحور الطروحات اللبنانية النابعة من عجز فعلي عن التأثير في مجرى السياسات الدولية، حول فكرتين أساسيتين: حل أزمة المحكومين السوريين في السجون اللبنانية، وعددهم حوالي 2500، فيما يسعى اللبنانيون إلى تثبيت فكرة وجود مناطق آمنة في سوريا، على أمل أن يعود أهلها من لبنان إليها.
الولايات المتحدة والدول الغربية مستمرة في منع توفّر أبسط شروط العودة
لكنّ هذه الطروحات تصطدم بأرض الواقع، إذ يبدو من الصعب إقناع الدول الغربية بالسماح بتسليم المحكومين لسوريا. فعندما طلبت دمشق من لبنان قبل شهرين، على سبيل المثال، تسلّم 12 محكوماً من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، تدخّلت كل السفارات الغربية لمنع ذلك. كما يطرح اللبنانيون فرز المحكومين بين جنائيين وأمنيين لنيل الرضى الغربي، لكن ماذا عن الرضى السوري؟ وهل ستقبل سوريا بالشروط الغربية على لبنان؟ ليس واضحاً بعد. هذه الأسئلة، تنتظر الزيارة الموعودة للمدير العام للأمن العام بالنيابة اللواء الياس البيسري إلى دمشق والتي لم يُحدّد موعد لها بعد، بانتظار تبلور المواقف قبل الإقدام على خطوات «ناقصة»، ومن دون جدوى. أما في ما يتعلق بالحديث عن مناطق آمنة في سوريا يعود النازحون إليها، فيستند إلى ما يقوله ممثلو الأمم المتحدة في دمشق حول الأمن في مناطق سيطرة الحكومة السورية، وما قاله قبل مدة منسّق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة وممثل مفوّضية شؤون اللاجئين لوزير الخارجية عبدالله بو حبيب حول عدم تسجيل حالات اضطهاد من قبل الحكومة للعائدين. لكنّ الأمن بمعناه المباشر شيء، وتوفّر مقوّمات الحياة لعودة السكّان في المناطق المتضررة شيء آخر تماماً. صحيح أن غالبية المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية باتت آمنة نسبياً إلى حدّ كبير من الجانب الأمني، باستثناء بعض المخاطر في البادية ودير الزور ودرعا، إلا أن الأحياء والمناطق التي ينحدر منها النازحون في لبنان إجمالاً، تكاد تكون ركاماً، ولا بنى تحتية فيها أو منازل صالحة للسكن. ورغم ذلك، تبدي الحكومة السورية دائماً، بحسب المسؤولين اللبنانيين، نيات إيجابية للمساعدة في إعادة النازحين، لكنّها تربط المسألة أيضاً بالحاجة إلى الموارد المادية لتوفير احتياجات العائدين. بين الفشل اللبناني، وفشل قبرص ومعها الدول ذات التفكير المشترك والمتضررة بشكل كبير من موجات اللجوء، في فرض أي تعديل بسيط في نظرة الدول الأوروبية الغربية تجاه المسألة السورية، تبقى زيارة خريستودوليسدس وفون دير لاين ضمن سياسات الاستيعاب القديمة من دون أي جديد، سوى تغذية اليمين بمزيد من التطرّف.
أعلن أن قواته تقوم بـ«عملية هجومية» على جنوب لبنان بأكمله
غالانت: نصف قادة «حزب الله» قُتلوا
الراي... أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس، أن قواته تقوم بـ«عملية هجومية» على جنوب لبنان بأكمله، مدعياً أنه تم «القضاء على نصف قادة حزب الله في جنوب لبنان، والنصف الآخر يختبئون ويتركون الميدان أمام عمليات قواتنا». وقال غالانت في بيان «انتشرت الكثير من القوات عند الحدود، وتقوم قوات الجيش حالياً بعمليات هجومية على جنوب لبنان بأكمله»، من دون أن يوضح إن كانت قوات إسرائيلية دخلت الأراضي اللبنانية. وأضاف خلال جولة في شمال إسرائيل، أن الهدف الأساسي الذي وضعته إسرائيل نصب أعينها هو العودة الآمنة لسكان المنطقة الواقعة على الحدود مع لبنان، إلى منازلهم، بعد إجلائهم عنها في بداية الحرب في الثامن من أكتوبر الماضي. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق، أمس، أنه شن «هجوماً واسع النطاق طال نحو 40 هدفاً تابعاً لحزب الله في محيط عيتا الشعب في جنوب لبنان من خلال طائرات حربية وقصف مدفعي». من جهتها، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية أن «الطيران الحربي الاسرائيلي يُنفذ حزاماً نارياً من الغارات الجوية بلغت أكثر من 13 غارة استهدفت أطراف بلدتي عيتا الشعب وراميا وجبل بلاط وخلة وردة». وجاءت الضربات الإسرائيلية بعدما أعلن «حزب الله» إطلاق عشرات الصواريخ على بلدة شوميرا شمال إسرائيل رداً على مقتل مدنيتين إحداهما طفلة تبلغ من العمر 11 عاماً، في قصف إسرائيلي على منزل في جنوب لبنان.
إسرائيل تتحدث عن حسم مقبل مع لبنان
منير الربيع.... هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أمس، خلال زيارة لقيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، بأن الفترة المقبلة ستكون حاسمة على المستوى العملاني فيما يخص جبهة جنوب لبنان، حيث يتبادل الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» القصف منذ 8 أكتوبر 2023. وقال غالانت، خلال اجتماع مع ضباطه وهو ينظر إلى خريطة للبنان: «انتشرت قوات كثيرة عند الحدود، ويقوم الجيش حالياً بعمليات هجومية على جنوب لبنان كله» من دون أن يوضح إن كانت قوات إسرائيلية دخلت الأراضي اللبنانية. وأضاف أنه «تم القضاء على نصف قادة حزب الله في جنوب لبنان، والنصف الآخر يختبئ ويترك المنطقة أمام عملية جيش الدفاع الإسرائيلي. نحن نتعامل مع عدة بدائل ليتمكن سكان الشمال من العودة. وعلى الصعيد العملياتي ستكون الفترة المقبلة حاسمة». عملياً، يمكن الحديث عن الانتقال إلى مرحلة جديدة في جنوب لبنان، حيث تتصاعد على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة وتيرة العمليات وتتبدل نوعية الأهداف، فـ «حزب الله» عمّق من استهدافاته وصولاً إلى شمال عكا، في حين ركّز الإسرائيليون عملياتهم ضد بلدة عيتا الشعب من خلال تشكيل حزام ناري هائل، علماً بأن الإسرائيليين كانوا قد أوصلوا رسائل سابقاً إلى لبنان عبر قنوات بأنهم سيعتمدون سياسة الأرض المحروقة، وكانت «الجريدة» قد كشفت عن مضامين هذه الرسائل في تقارير سابقة. وربما هذا ما بدأ في عيتا الشعب ومحيطها. ويمكن توصيف الغارات الكثيفة والمتزامنة التي شنّت أمس باتجاه بلدة عيتا الشعب، وهي أكثر البلدات التي تعرضت لعمليات قصف، وقد يكون هناك أهداف متعددة من وراء ذلك، أولاً أن يتم جعل المنطقة غير مأهولة، واعتماد سياسة الأرض المحروقة، وتخويف الناس في القرى الحدودية لدفعهم للمغادرة، وثانياً، ما تحاول تل أبيب تسويقه بأن هذه المنطقة تحتوي على أنفاق عسكرية لـ «حزب الله» وبالتالي التمهيد لتوغل عسكري يكون عنوانه تدمير الأنفاق. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أنه شن «هجوماً واسع النطاق شمل نحو 40 هدفاً تابعاً لمنظمة حزب الله الإرهابية في محيط عيتا الشعب»، موضحاً أنه هاجم «مستودعات لتخزين وسائل قتالية وبنى تحتية إرهابية وغيرها». ويقابل العمليات الإسرائيلية المكثفة تصعيد نوعي من «حزب الله» وسط معلومات قريبة من الحزب تفيد بأن تصعيده يندرج في الردّ على الاستهدافات الإسرائيلية، وإيصال رسائل الاستعداد لتوسيع المعركة وفق المعادلة التي رفعها الأمين العام للحزب حسن نصرالله سابقاً وهي معادلة: «بتوسع، منوسّع». وتتحدث المصادر القريبة من الحزب عن التحضير للانتقال إلى مرحلة جديدة من المواجهات واستخدام أسلحة أو استهداف مواقع جديدة، مفيدة بأن الحزب يجهز الكثير من المفاجآت للإسرائيليين. دبلوماسياً، أكدت مصادر لـ «الجريدة» أن هناك تخوفاً غربياً من تصاعد وتيرة العمليات العسكرية في ظل انخفاض منسوب التوتر بين إيران وإسرائيل، وبالتالي انتقال المواجهة إلى ساحات أخرى ما يعني أن «حزب الله» سيكون في واجهة الأحداث.
تل أبيب تعلن عن «عملية هجومية» على كامل الجنوب اللبناني
تصعيد متبادل و«حزب الله» يطلِق عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل
بيروت: «الشرق الأوسط».. في اليوم الـ200 للحرب في جنوب لبنان، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن قواته تقوم بـ«عملية هجومية» على كامل الجنوب، قائلاً إنها قضت على نصف قادة «حزب الله»، في وقت سُجّل فيه تطوّر عسكري عبر إدخال تل أبيب استراتيجية «الحزام الناري» إلى الجنوب وسط تصعيد متبادل بين الطرفين. وقال غالانت في بيان له إثر جولة تفقدية عند الحدود الشمالية مع لبنان: «انتشرت الكثير من القوات عند الحدود، وتقوم قوات الجيش حالياً بعمليات هجومية على جنوب لبنان بأكمله»، مؤكداً أنه تم «القضاء على نصف قادة (حزب الله) في جنوب لبنان، والنصف الآخر يختبئون ويتركون الميدان أمام عمليات قواتنا». أتى ذلك بعدما كان الجيش الإسرائيلي قال إنه شنّ «هجوماً واسع النطاق طال نحو 40 هدفاً تابعاً لـ(حزب الله) في محيط عيتا الشعب في جنوب لبنان من خلال طائرات حربية وقصف مدفعي»، مشيراً إلى أنه هاجم «مستودعات لتخزين وسائل قتالية وبنى تحتية إرهابية وغيرها». وبحسب البيان، فإن «حزب الله» «يستخدم منطقة عيتا الشعب لأغراض إرهابية وقد وضع في هذه المنطقة عشرات الوسائل والبنى التحتية الإرهابية التابعة للمنظمة والتي تم توجيهها صوب الجبهة الداخلية الإسرائيلية». من جهتها، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية أن «إسرائيل نفذت حزاماً نارياً قرب عيتا الشعب وعدد من القرى المحيطة بها»، في تطور يشبه استراتيجية القصف في غزة، وذلك عبر تنفيذها أكثر من 13 غارة استهدفت أطراف بلدتي عيتا الشعب وراميا وجبل بلاط وخلة وردة، وهي مساحة لا تتخطى الكيلومتر الواحد. وجاءت الضربات الإسرائيلية بعدما أعلن «حزب الله» إطلاق عشرات صواريخ الكاتيوشا على مستعمرة شوميرا في شمال إسرائيل واستهدافه مبنى يوجد فيه جنود إسرائيليون «في مستعمرة أفيفيم بالأسلحة المناسبة وأوقعوهم بين قتيل وجريح»، وتجمعاً لجنود إسرائيليين في حرش نطوعة وموقع الراهب؛ وذلك رداً على مقتل مدنيتين مساء الأربعاء، إحداهما طفلة (11 عاماً) في قصف إسرائيلي على منزل في بلدة حانين جنوبي لبنان، كما كان قد تبنى الثلاثاء، هجوماً بطائرات مسيّرة على موقعين عسكريين إسرائيليين شمال مدينة عكا، «ردّاً» على مقتل أحد مقاتليه بضربة إسرائيلية في جنوب لبنان في وقتٍ سابق. واستمر القصف المتقطع طوال ساعات النهار على بلدات الجنوب، حيث أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذائف حارقة على الحرج الواقع بين الضهيرة ويارين وشنّ الطيران غارة استهدفت منزلاً في أطراف بلدة علما الشعب لجهة بلدة الضهيرة. وفي اليوم المائتين للحرب على جبهة الجنوب، نشر «حزب الله» أرقاماً حول «خسائر إسرائيل»، معلناً عن سقوط أكثر من ألفي شخص بين جريح وقتيل، وأنه نفذ 1650 عملية عسكرية، تتوزع بشكل أساسي بين 186 مستوطنة و176 نقطة حدودية و51 استهدافاً جوياً و55 موقعاً خلفياً. ولفت «حزب الله» إلى أن القصف أدى الى تدمير 722 وحدة استيطانية وإسقاط خمس مسيّرات و5 منصات للقبة الحديدة ومصنعين عسكريين، إضافة إلى 192 آلية عسكرية. وفي لبنان، حيث تغيب الإحصاءات الرسمية لخسائر الحرب نتيجة المعارك المتواصلة، تشير التقديرات إلى تدمير أكثر من 1200 وحدة سكنية وتضرر أكثر من 5 آلاف وحدة بشكل جزئي. هذا وبينما سُجّل نزوح أكثر من 100 ألف مواطن جنوبي من منازلهم في المناطق التي تتعرض للقصف، قُتل في لبنان 380 شخصاً على الأقلّ بينهم 252 عنصراً في «حزب الله» و72 مدنياً، بينهم أطفال ومسعفون وصحافيون.
واشنطن تحذر من «تصعيد حاد» عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل
أكدت أنه لا تزال هناك «فرصة لتسوية دبلوماسية»
(الشرق الأوسط)... واشنطن: علي بردى.. حذرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، من «تصعيد حاد» عبر الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، غير أنها أكدت وجود «فرصة لتسوية دبلوماسية»، كاشفة أن الإدارة أنشأت «مساراً لتحذير» إسرائيل حول كيفية ردها على الهجمات التي بدأها «حزب الله». وخلال إحاطة مع صحافيين من أوروبا والشرق الأوسط، سئلت المسؤولة الأميركية الرفيعة عما إذا كانت هناك فرصة لتسوية دبلوماسية للتصعيد المتزايد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فأجابت أن «هناك احتمالاً لحل هذه المشكلة دبلوماسياً»، مؤكدة أن إدارة الرئيس جو بايدن «ملتزمة بشدة» بهذا الأمر عبر «طاقات وجهود» يبذلها المنسق الرئاسي الخاص للبنية التحتية العالمية، وأمن الطاقة لدى إدارة الرئيس جو بايدن، آموس هوكستين. وإذ رفضت ليف القول إن «هذه النافذة تُغلق»، لاحظت أن «هناك درجة عالية من التقلبات على الحدود»، ما أدى إلى نزوح مجتمعات على جانبي تلك الحدود، منبهة إلى أن «احتمال التصعيد حاد». وكشفت أن الإدارة أنشأت «مساراً لتحذير إسرائيل فيما يتعلق بكيفية ردها على الهجمات التي بدأها (حزب الله) في الساعات الأولى» بعد هجمات «حماس» ضد إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقالت: «نبهنا إسرائيل إلى (ضرورة) توخي الحذر في طريقة ردها» على «حزب الله»، مضيفة «أننا استخدمنا عدداً من القنوات، وساعدنا شركاء آخرون، واستخدمنا قنواتهم، المباشرة أو غير المباشرة، مع (حزب الله)، للتحذير من الدخول في المعركة التي ستؤدي إلى توسيع الصراع». وأكدت ليف أن «هناك بالتأكيد احتمالاً لخفض التصعيد» ثم «الانتقال في النهاية إلى جهد دبلوماسي لترسيم الحدود» بين لبنان وإسرائيل.
«القوات» تدعو المعارضة للّقاء ورفع الصوت رفضاً للحرب وتفكك الدولة
تحت عنوان «1701 دفاعاً عن لبنان» ومقاطعة بعض الأفرقاء
الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم.. تحت عنوان «1701 دفاعاً عن لبنان» يجتمع أفرقاء لبنانيون معارضون لـ«حزب الله»، السبت، في مقر حزب «القوات» لرفع الصوت؛ «رفضاً للحرب ولسيطرة الدويلة على الدولة». هذا الاجتماع الذي دعت إليه «القوات» جاء «ابن ساعته»، بناءً على الواقع الذي يعيشه لبنان اليوم، وفي ظل التصعيد الذي تشهده الجبهة الجنوبية، «وكأن الأمور تسير سريعاً نحو الحرب التي نرفضها ونرفض زج لبنان بها، فقررنا مواجهتها، وإصدار موقف موحد جامع لكل من يلتقي معنا في هذا التوجه»، وفق ما تقول مصادر في «القوات» لـ«الشرق الأوسط». وتوضح: «الأوضاع في جنوب لبنان بعد عيد الفطر بدأت تتطور، وتحديداً إثر الردود بين إيران وإسرائيل، بحيث من الواضح أن هدف تل أبيب بات التصعيد بوجه (حزب الله) وإيران، بغطاء أميركي، ما يعني أنها ذاهبة إلى مزيد من التوغل في الاتجاهين، ودعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون إلى باريس أتت في هذا السياق». من هنا، تقول المصادر: «الوقائع والمعطيات تؤكد أن العد العكسي قد بدأ، والأمور بدأت تتدحرج نحو الحرب الواسعة التي نرفضها بالمطلق، وهو ما أدى إلى تداعي هذه القوى للقاء ودعوة الحكومة إلى اتخاذ موقف، ونشر الجيش اللبناني على الحدود، وكي تتحمل القوات الدولية مسؤوليتها تجنباً لتوسع الحرب قبل فوات الأوان». وفيما يبدو واضحاً أن اللقاء لن يقتصر فقط على العنوان الذي نصّت عليه الدعوة، تلفت المصادر إلى أن الصرخة ستشمل كل الأمور التي ساهمت في تحلل الدولة، وفاقمت الاغتيالات التي كان آخرها، المسؤول في (القوات) باسكال سليمان، إضافة إلى قضية اللاجئين السوريين». وفي ظل مقاطعة بعض الأفرقاء الذين يُعدّون في نفس الخط السياسي لـ«القوات»، على غرار «لقاء سيدة الجبل والمجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني» الذي سيقاطع اللقاء، وتردد البعض عدد من النواب المعارضين، تبقى صورة اللقاء وأهميته غير واضحة حتى الساعة، بانتظار عما سيكون عليه حجم المشاركة يوم السبت. وهو ما ترفض المصادر الحديث عنه عند السؤال عن عدد الأطراف والشخصيات المشاركة، بالقول: «صورة السبت ستحكي عن نفسها... ولا نرى أن ما بعد هذا اللقاء ليس كما قبله، بل هو محطة في المسيرة التي نخوضها». وبعدما كان النائب في «القوات» فادي كرم أعلن أن الهدف من اللقاء هو تشكيل جبهة سيادية لمواجهة مشروع الدويلة، وهو ما جعل البعض يضع علامات استفهام حولها، نفت المصادر أن يكون الهدف من اللقاء هو تشكيل جبهة، مؤكدة «اللقاء ليس له علاقة بتشكيل جبهة معينة، بل يرتبط بلحظة معينة وبتوقيت معين، وعقده في معراب جاء لاعتبارات أمنية مرتبطة برئيس (القوات) سمير جعجع»، وتقول: «إذا دعا حزب (الكتائب) على سبيل المثال أو أي فريق آخر لعقد لقاء مرتبط بأي قضية نجتمع عليها سنشارك؛ لأن هدفنا وقف الانزلاق والتحلل القائم والتكامل مع بعضنا البعض». وعن اعتذار «سيدة الجبل والمجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان» عن المشاركة، لا تتوقف المصادر كثيراً عند هذه المقاطعة، وتقول: «لكل طرف حرية المشاركة من عدمها، والبعض يرى أنه يقوم بدوره من حيث هو، ونحن نحترم قراره». في المقابل، وفي حين تؤكد مصادر حزب «الكتائب» «المشاركة في اللقاء الذي تلقت الدعوة بشأنه وفق عنوان محدد هو القرار 1701»، يلفت الوزير السابق أشرف ريفي، الذي سيشارك مع أعضاء كتلة «تجدد»، إلى أن جدول اللقاء مفتوح على مواضيع عدة بدءاً من العنوان الرئيس الذي حُدّد في الدعوة لارتباطها جميعاً ببعضها البعض، رافضاً توقف البعض عند التباينات التي تظهر بين أفرقاء المعارضة. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «الدعوة أتت من (القوات)؛ لكونها أكبر فريق في المعارضة، وقد تظهر بعض التباينات بين المعارضة التي لا رئيس لها، وهذا أمر طبيعي؛ لأننا لسنا حزباً واحداً، بل أفرقاء نتعاون فيما بيننا؛ سعياً لبناء دولة ووطن ومواجهة مشروع الدويلة». وفيما من المتوقع، حسب ريفي، أن ترتكز حصيلة النقاشات وما سيصدر عنها على ضرورة رفع اليد الإيرانية عن لبنان، والتباحث في حلول لإنهاء هذا الوضع، يقرّ بأن المعركة طويلة قائلاً: «نحن في مرحلة تحرير لبنان من المشروع الإيراني ومعارك التحرير طويلة، لكن المعارضة تكبر، وهي تضم كل الأطراف، ولا بد من أن نصل إلى هدفنا». وبانتظار ما ستكون عليه صورة لقاء معراب وعدد المشاركين فيه، يوضح رئيس «الجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني»، النائب السابق فارس سعيد، قرار عدم المشاركة بالقول لـ«الشرق الأوسط»: «ليست مقاطعة إنما هو اختلاف في تحديد عنوان المرحلة، نحن نرى أن هذه المرحلة هي مرحلة الاستقلال لرفع يد إيران عن القرار الوطني، وهم يرون أنها مرحلة الإصلاح السياسي، وأنه لا بد من إعادة النظر بالصيغة الحالية». وبينما يلفت سعيد إلى أن «القوات» يمتلك القدرة كي يكون مبادراً، يرى أن «لقاءً جامعاً كهذا يحتاج إلى ترتيب الأولويات السياسية واجتماعات تحضيرية، وإعداد ورقة عمل جوالة يوافق عليها الجميع، ويتم التوافق عليها، ومن ثم إقرارها في اللقاء؛ تجنباً لأي خلاف قد يظهر خلال الاجتماع، وهو ما لم يحصل في التحضير للقاء معراب، السبت المقبل»..
دعوة «القوات» للقاء في معراب يوم السبت
ويدعو قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي صدر إثر حرب يوليو (تموز) 2006، وحمل عنوان دعوة «القوات»، إلى وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل و«حزب الله»، والانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح التي أقيمت بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، إضافة إلى نشر الجيش اللبناني في الجنوب، بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية الـ«يونيفيل».
عصابات السطو والسلب تروّع عابري طريق مطار بيروت
قوى الأمن تجهد لمكافحتها و«حزب الله» ينفي حمايتها
الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب.. تحوّلت الطريق التي تربط مطار رفيق الحريري الدولي بالعاصمة بيروت وباقي المناطق، إلى بؤر رعب ترتع فيها عصابات السلب والسطو بقوّة السلاح، كما تحوّل عابرو هذه الطريق إلى ضحايا يقع العشرات منهم فريسة الخارجين على القانون، فلا يترددون في إيذائهم، حتى لو أدّى بعض الحالات إلى القتل. وبعد أشهر على فلتانٍ أمني جعل طريق المطار أشبه بكابوس، تحرّكت الأجهزة الأمنية وبدأت في تعقّب هذه العصابات، وتمكنت من توقيف عددٍ من عناصرها، وهم لبنانيون وسوريون، في أحياء عدّة في ضاحية بيروت الجنوبية والبقاع. وعزا متابعون لهذا الملفّ الصحوة الأمنية المتأخرة إلى «الضوء الأخضر الذي أعطاه (حزب الله)، بعد أن رفع الغطاء عنها»، وأشاروا إلى أن هذه العصابات «تسرح داخل المنطقة الواقعة ضمن المربع الأمني للحزب، وباتت تشكّل عبئاً كبيراً عليه، خصوصاً أنه بعد كلّ عملية كان أفراد العصابات يفرّون إلى عمق الضاحية الجنوبية ويتحصّنون داخلها، ثمّ يستأنفون نشاطهم في اليوم التالي». ودائماً ما تختار العصابات «الزمان والمكان المناسبين» لتنفيذ عملياتها، إذ تعمد في الساعات المتأخرة من الليل أو ساعات الفجر الأولى لانتقاء ضحاياها والانقضاض عليهم، سواء القادمين من المطار أو المتوجهين إليه. واعترف مصدر أمني بأن «أفراد العصابات يحملون السلاح بشكل دائم لتهديد الضحايا وسلبهم ما يحملون، أو للسطو على سياراتهم»، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن المرتكبين «يختارون التوقيت الذي تكون فيه حركة السير خفيفة، ويتمركزون عند نقاط تقع على تقاطع طرق، بحيث يسهل عليهم الفرار بعد تنفيذ العمليات»، مشيراً إلى أن «التقارير الأمنية سجّلت عدداً لا يستهان به من الحوادث، ربما تزيد على 30 حالة منذ مطلع السنة الحالية». واعترف المصدر الأمني بأن العصابات «استفادت من تراجع الحضور الأمني على طريق المطار، إذ إن القوى الأمنية لا تسيّر دوريات على مدار الساعة كما كان الوضع قبل الأزمة الاقتصادية». طريق المطار المحفوفة بالمخاطر لم تعد حوادثها تقتصر على السلب والتشليح بقوة السلاح فحسب، بل أصبحت مسرحاً للفلتان الأمني الذي يثير الخوف لدى المواطنين الذين يتحاشون عبورها عند حلول الظلام. ورأى الخبير الأمني العميد ناجي ملاعب، أن «ما يحصل على طريق المطار هو نتيجة حتمية للأمن الذاتي الذي ينادي به البعض في لبنان». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «عندما حوّل (حزب الله) الضاحية الجنوبية إلى بؤرة أمنية خارجة عن سلطة الدولة، باتت ملاذاً للخارجين على القانون». وقال: «قد لا يكون الحزب راعياً لهذه العمليات، لكن لو لم يؤمِّن ملاذاً للمرتكبين لَمَا تجرأوا على تنفيذ هكذا عمليات، لأن الأجهزة الأمنية قادرة على اعتقالهم، وهذا ما حصل سابقاً عندما تحوّلت المخيمات الفلسطينية إلى ملاذ للخارجين على القانون». وأسفرت عمليات السطو عن مقتل سائق سيارة أجرة داخل نفق طريق المطار أواخر شهر مارس (آذار) الماضي. وروى شاهد عيّان أن مسلحين كانوا يستقلون سيارة طاردوا سائق الأجرة داخل النفق وأطلقوا النار عليه مباشرةً، مما أدى إلى اصطدام سيارته بجدار النفق والتوقف، ثم أقدموا على سلبه وتابعوا سيرهم باتجاه منطقة خلدة جنوب بيروت. كما أظهر فيديو جرى تداوله أخيراً، شباناً مسلحين يلاحقون رجلاً على دراجة نارية للسطو عليها في المنطقة نفسها. ورفض مصدر مطّلع على أجواء «حزب الله» الاتهامات التي توجّه إلى الأخير عن حمايته منفّذي هذه الجرائم، معتبراً أن الحزب «من أكثر المتضررين من ظاهرة السلب والسطو المسلّح»، ونفى أي حماية من الحزب لهؤلاء، أو أن هناك مربعات أمنية يلجأون إليها»، وأوضح أن الحزب «دائماً ما يقدّم التسهيلات والمعلومات التي يمتلكها للوصول إلى أوكار العصابات وتوقيف أفرادها». وقال المصدر إن «هناك تعاوناً بين الأجهزة الأمنية والحزب من جهة، وبين الأجهزة والشرطة البلدية في الضاحية الجنوبية الموجودة على الأرض، والتي تعمل على تسيير دوريات للمراقبة ومكافحة السرقات والتعديات، وتسليم المطلوبين إلى الدولة»، مشدداً في الوقت نفسه على أن «الظاهرة التي بدت فاقعة ومخيفة على طريق المطار لا تقتصر على هذه المنطقة ولا على الضاحية، بل موجودة في أغلب المناطق، خصوصاً أن الأزمة الاقتصادية تسببت بتفشيها بشكل مخيف، وجعل العصابات تنفذ جرائمها بشكل وقح».