أخبار لبنان..ثمن بخس للبنان لبقاء النازحين ومنع تهريبهم إلى أوروبا..تفاصيل اقتراح بريطانيا لإقامة الأبراج جنوباً..نصّ المقترح الفرنسي للترتيبات الأمنية بين إسرائيل ولبنان..فرنسا: سلمنا إلى إسرائيل ولبنان خارطة طريق لخفض التصعيد..بري: الورقة الفرنسية تتضمن بنوداً مقبولة وأخرى تتطلب تعديلاً..خطة لإجلاء 25 ألف فرنسي..دبلوماسي فرنسي: هوكشتين يربط الرئاسة بالجنوب..تنامي «الجماعة الإسلامية» في لبنان يثير مخاوف داخلية وقلقاً خارجياً.. عصابة «تيكتوكرز» تفضح الاستغلال الإجرامي لوسائل التواصل الاجتماعي..

تاريخ الإضافة الجمعة 3 أيار 2024 - 4:50 ص    عدد الزيارات 512    التعليقات 0    القسم محلية

        


ثمن بخس للبنان لبقاء النازحين ومنع تهريبهم إلى أوروبا..

ميقاتي: ليست رشوة ولسنا حرس حدود.. ومتابعة ميدانية لمفاوضات الهدنة في غزَّة..

اللواء....قبل انعقاد مؤتمر بروكسيل، بقرابة شهر حلّت أمس رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فونديرلاين، برفقة الرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس في بيروت. وأمضى المسؤولان الأوروبيان يوماً من المحادثات، تركز بين السرايا الكبير، عبر اجتماعات مكثفة مع الرئيس نجيب ميقاتي، والوفد اللبناني اضافة الى الوفدين القبرصي ووفد المفوضية، ثم مع الرئيس نبيه بري في عين التينة، حيث نقل عن رئيس المجلس قوله: هذه اكثر مرة نلمس فيها جدية في موضوع النازحين السوريين، داعياً الى التواصل مع السلطات السورية التي باتت تسيطر على القسم الاكبر من الأراضي السورية. ووصفت مصادر سياسية مساعدة المليار يورو التي خصصتها المفوضية الاوروبية لدعم لبنان في تحمل اعباء مشكلة النزوح السوري، بانها كانت افضل ما يمكن الحصول عليه، بعدما كانت المساعدة المرصودة سابقا تقارب الستماية مليون يورو فقط. واشارت المصادر إلى ان هذه المساعدة تبقى أقل من المساعدات التي ترصد لأي دولة من دول الجوار السوري بكثير مقارنة بما يتكبده لبنان من خسائر فادحة، جراء تحمله عبء النازحين،والذي يفوق امكانياته بكثير، وكان بالامكان زيادة هذه المساعدة، أسوة بالدول الاخرى، لو كان هناك رئيس للجمهورية وحكومة أكثر تماسكا وفاعلية. وكشفت المصادر عن خلافات بين أركان السلطة ومسؤوليها،عن الجهة التي ستحول اليها هذه المساعدة، وتكون في عهدتها وتتولى الإشراف على صرفها، بينما تتشدد المفوضية في آلية الصرف، وهي تصر على ان تتولى الجهات المعنية فيها، بدراسة المشاريع التي يحتاجها لبنان، في قطاعات معينة، وتتولى هي دراسة هذه المشاريع، والإشراف على تنفيذها وصرف الاموال المرصودة لها، تجنبا لصرفها، لان هناك شكاوى عديدة من مخاطر صرفها ضمن الاطر المعتادة، خشية من مسارب الهدر والفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة اللبنانية. وشددت المصادر على ان الخلاف بين المسؤولين،كان عن الجهة التي ستتسلم مسؤولية الإشراف على صرف هذه المساعدة، ومنهم من طالب ان توضع في حسابات الهيئة العليا للاغاثة، واخرون ان يكون مجلس الانماء والاعمار والبعض في حساب مجلس الجنوب او وزارة المال . الا ان كل هذه المطالبات سقطت عند اصرار المفوضية ان تتولى هي بنفسها الإشراف على صرف هذه المساعدة. وحسب بيان بعثة الاتحاد الاوروبي، فإن فونديرلاين برفقة خريستو دوليدس ان الزيارة ناقشت التحديات المحلية والاقليمية الكبيرة التي يواجهها لبنان، واعلنت ان الاتحاد الأوروبي سيقدِّم حزمة مساعدات مالية للبنان بقيمة مليار يورو للفترة الممتدة من السنة الجارية وحتى عام 2027. وسيعزِّز هذا الدعم المستمر من الاتحاد الأوروبي الخدمات الأساسية مثل التعليم والحماية الاجتماعية والصحة للشعب اللبناني. كما أنَّه سيواكب الإصلاحات الاقتصادية والمالية والمصرفية الملحَّـة. علاوةً على ذلك، سيجري تقديم الدعم للجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى على شكل معدات وتدريب لإدارة الحدود ومكافحة التهريب. وقالت الرئيسة فونديرلاين إنّ «زيارتي اليوم شهادة قوية على دعم الاتحاد الأوروبي المستمر للبنان وشعبه. وكانت هذه أيضاً الرسالة الواضحة للقادة الأوروبيين في قمتنا الأخيرة، وهم ملتزمون بتقديم دعم مالي كبير للبلاد في ضوء التحديات الكبيرة التي تواجهها». مضيفة: ان مبلغ المليار يورو حتى 2027 سيوفر المساعدات التي يحتاجها الشعب اللبناني بشدة ويساهم بأمنه واستقراره. وشارك في المحادثات الموسعة في السراي الكبير مع الرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الاوروبية، بعد الخلوة مع الرئيس ميقاتي وزراء الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، الدفاع العميد موريس سليم، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب فادي علامة، قائد الجيش العماد جوزاف عون، سفير لبنان لدى الاتحاد الأوروبي فادي الحاج علي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير،المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري، مستشارا الرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي. واعلنت رئيسة المفوضية الاوروبية عن حزمة مالية بقيمة مليار يورو للبنان ستكون متاحة اعتباراً من السنة الجارية وحتى عام 2027. وقالت نحن نريد أن نساهم في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في لبنان. أولاً، من خلال تعزيز الخدمات الأساسية مثل التعليم والحماية الاجتماعية والصحة للشعب اللبناني. ثانياً، سنواكبكم في المضي قدماً بالإصلاحات الاقتصادية والمالية والمصرفية. وهذه الإصلاحات أساسية لتحسين الوضع الاقتصادي العام للبلاد في المدى الطويل. واكدت إنَّ لبنان في حاجة إلى قوة دفع اقتصادية إيجابية لإتاحة الفرص لشركاته ومواطنيه. مشددة على اننا سندعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى. وعوّلت على حُسن تعاون لبنان لمنع الهجرة غير الشرعية ومكافحة تهريب المهاجرين». وفي موضوع غزة وتأثيره على لبنان، قالت: إنّنا نؤيد تأييداً تاماً جميع الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن. وقد زدنا للتو مساعداتنا الإنسانية المكثفة لغزّة. ففي نهاية المطاف، نحن بحاجة إلى عملية سلام تقود نحو حل الدولتين. وقال بدوره رئيس جمهورية قبرص: لقد ذكرت رئيسة المفوضية ان الحزمة تتضمن مساعدات للشعب اللبناني وللجيش اللبناني والاجهزة اللبنانية وايضا لمكافحة التهريب وإدارة الحدود ومراقبتها وللاقتصاد اللبناني وغير ذلك، انا على ثقة بأن هذه الحزمة التي نعلنها اليوم سوف تعزز قدرة السلطات اللبنانية على مواجهة التحديات المختلفة بما في ذلك مراقبة الحدود البرية والبحرية وضمان سلامة المواطنين وأيضا مكافحة تهريب الأشخاص ومتابعة مكافحة الإرهاب.

قراءة ميقاتي

واعتبر الرئيس نجيب ميقاتي: اننا في مسار جديد من الناحية الاوروبية في شأن ملف اللجوء السوري، فللمرة الاولى تقوم رئيس المفوضية الاوروبية بزيارة الى لبنان، ولا اشتراطات لبقاء النازحين في لبنان. وقال: كل من هو مقيم على الاراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، يجب ان يدخل الى بلاده، وهذه الأوامر اعطيت لكافة الاجهزة الامنية. وكشف ميقاتي انه اتصل برئيس الوزراء السوري، وسمعت منه جوابا واضحا «بأن سوريا لا تقف عائقاً في وجه اي سوري يريد العودة». واكد ميقاتي: وضعنا شرطا ان تعطي المساعدات للسوريين في سوريا لتكون حافزا لعودتهم ولمست تفهما اوروبيا كاملا، رافضا اعتبار المساعدة بمثابة رشوة للبنان. واشار الى انه مع انضمام لبنان الى القانون الذي يشمل الدول المستضيفة للنازحين السوريين سيفتح المجال امام اللبنانيين لهجرة موسعة الى دول الاتحاد الاوروبي للعمل موسمياً. موضحا ان لبنان ليس حرس حدود لأوروبا. وقال: طلبنا موارد اضافية للامن العام، ليقوم بما هو مطلوب منه في ملف اللاجئين السوريين، وابتداء من اليوم سيجري هذا الملف بوتيرة اسرع، لافتا الى ان الاتحاد الاوروبي يعتبرنا من دول الجوار، ويريد المساعدة في كل المجالات. وقال: بعض المناطق ستمنع تعليم السوريين بعد الظهر في العام المقبل، وبتنا نعد مسارين هي المناطق الامنة وغير الآمنة في سوريا. وحول القرار 1701، كشف ميقاتي: الاوراق تعددت والهدف واحد تطبيق القرار 1701، وهناك محادثات نقوم بها للوصول الى وضع مستقر في الجنوب. وقال ميقاتي: انا متفائل بالبلد ولدينا قدرات كبيرة، وفور استقرار وضع الجنوب سنكون امام ايجابية وآمل انتخاب رئيس جمهورية بأقرب وقت داعيا الي توزيع المسؤولية، وعدم تحميل المودع وحده المسؤولية وموضوع الودائع «كأس مرّ» لا يريد احد ان يبشر به، وان امام المجلس اقتراح قانون حول هيكلة المصارف، متمنيا درسه، وسيتم تغيير دور السحوبات من المصارف، وصولا الى بعد مقبول، نافيا ان يكون الرئيس بري يعرقل الكابيتال كونترول. واعلن رفضه الظهور المسلح في عكار خلال تشييع الشهيدين خلف، مطالبا بقانون جديد للانتخابات البلدية، وان وضع الجنوب فرض تأجيلها، مشيرا: لا توجد ضمانات بين يدي ان اطلاق النار سيتوقف في الجنوب عندما يتوقف اطلاق النار في غزة. رافضا ان يكون صندوق بريد لاحد، مؤكدا انا والرئيس بري واحد ولا يمكن لأحد ان يدخل بيننا.

الحزب والورقة الفرنسية

وسط ذلك، ما يزال لبنان يتابع الوضع على جبهة غزة والمفاوضات الجارية، في ضوء ما تردد عن اشارات ايجابية، تدرسها «حماس» في اطار ردها على آخر مقترحات تبادل الاسرى والهدنة لمدة تتراوح بين 40 يوما و100 يوم، وتؤسس لوقف نار دائم. ولم يبلغ حزب الله - حسب معلومات «اللواء» -موقفه من الورقة الفرنسية التي تتسلمها عبر المعاون السياسي الرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل. واشارت المعلومات ان الاولوية ما تزال لمجريات المفاوضات، التي يتابعها الحزب عن كثب، مع التحسب لتطور غير مرتقب على الجبهة الجنوبية.

بخاري في معراب

في معراب، وعلى مدى ساعة ونصف، جرى بحث الملف الرئاسي واجتماعات اللجنة الخماسية، بين السفير السعودي وليد بخاري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، تخللها تقديم «عبارة سعودية مطرزة» لجعجع، الذي شدد على ان «ما من مؤشرات توحي بحدوث مشاكل داخلية في لبنان، اذ لا مصلحة لأي طرف بإشعال الساحة الداخلية سوى حزب الله المنشغل حاليا بالحرب في الجنوب». وقال: «الحزب ضرب الديمقراطية في لبنان وشعبه وفتح حرب ع حسابو، فهو ليس الحكومة ولا يحق له التحكم بمصير البلد من دون توكيل شعبي له». وفي دار الفتوى، استقبل امس المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان وفدا من حزب «القوات» ضم النواب نجاة حاصباني، جورج عقيلي ونزيه متى.

واكده حاصباني اننا نحرص باصرار على:

- ان يكون لبنان اولاً

- تطبيق وثيقة الوفاق الوطني في اتفاق الطائف والدستور

- تطبيق القرارات الدولية

ما يحفظ وحدة وأمن ورفاه اللبنانيين ويساهم في بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها. 

هناك من يضرب الدستور، و«الطائف» والسيادة ويهمش دور الجيش الشرعي اللبناني كمدافع حصري عن الأرض والشعب والمؤسسات، أي الدولة، وهي المشروع الذي اقمنا حوله شراكة مسيحية - إسلامية تحقق الاستقلال عن اي سلطة خارجية، دولة سيدة ونهائية وملتزمة بالوفاق الوطني وبالقرارات الدولية شعباً وأرضاً ومؤسسات، تبسط سلطتها على كافة أراضيها. وفي سياق داخلي متصل، تقدم تكتل «الجمهورية القوية» باستدعاء امام المجلس الدستوري طعناً بقانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية.

استئناف ملاحقة سلامة

قضائياً، كلف القاضي أيمن عويدات المكلف بمهام الرئيس الاول في دعوى الدولة ضد حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة القاضي ادهم قانصو ونادين ابو علوان إكمال الهيئة الاتهامية الناظرة بملف استئناف الدولة اللبنانية بوجه سلامة، مع الاشارة الى ان رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل هيلانة اسكندر تقدمت بطلب جديد ضد سلامة.

الوضع الميداني

ميدانياً، لم تنفك قوات الاحتلال الاسرائيلي من قصف القرى الحدودية الجنوبية من طيرحرفا الى مركبا والخيام وحولا وغيرها، مع تسجيل الطيران المعادي في سماء لبنان وصولا الى خرق جدار الصوت في صيدا. وقال الجيش الاسرائيلي ان طائراته اغارت على موقع في منطقة الطيبة، مضيفا ان دفاعاته اعترضت 3 صواريخ من اصل 4 اطلقت من جنوب لبنان. واستهدف حزب الله موقعا لجنود الاحتلال في مزارع شبعا، كما قصف مواقع للاحتلال في مستعمرة كريات شمونة ومواقع اخرى في الجليل.

حزمةٌ مالية من 2024 حتى 2027..وانتقاداتٌ لـ «رشوة إبقاء النازحين»..

مليار دولار من الاتحاد الأوروبي للبنان: نعوِّل على حُسن تعاونكم لمنع الهجرة غير الشرعية

| بيروت - «الراي» |

- فون دير لاين: للتنفيذ الكامل للقرار 1701 ويجب أن يشكل هذا جزءاً من تسوية ديبلوماسية مُتفاوَض عليها

- ميقاتي: نرفض أن يتحوّل لبنان وطناً بديلاً ولدعم النازحين في بلادهم

- بري: لبنان في انتظار نجاح مساعي وقف العدوان على غزة وسيكون عندها جاهزاً لمتابعة المباحثات حول تطبيق الـ 1701

- رئيس البرلمان «لأهمية تواصل سائر الأطراف المعنيين بمقاربة ملف النازحين مع الحكومة السورية»

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تقديم حزمة مالية بقيمة مليار يورو إلى لبنان ستكون متاحة اعتباراً من السنة الجارية وحتى عام 2027، تحت عنوانٍ معلَن هو «دعم أمْنه واستقراره الاقتصادي والاجتماعي وقواته الأمنية والعسكرية» ويشكّل واقعياً «واجهةً» لم تعُد خافيةً لقرار غربي بـ«تصفيح» قدرة «بلاد الأرز» على تَحمُّل عبء النزوح السوري (أكثر من مليونين) وسدّ المَنْفذ البحري لهجرتهم غير الشرعية إلى أوروبا عبر قبرص في انتظار انتهاء الأزمة في سورية على متن حل سياسي ما زال طريقه شائكاً.

4 ركائز

وجاء إعلان الحزمة المالية في كلمة ألقتها فون دير لاين خلال مؤتمر صحافي في بيروت، عقب لقائها والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا، حيث حدّدت 4 ركائز لهذا الدعم الذي يتلبّس «المساهمة في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في لبنان»:

«أولاً، من خلال تعزيز الخدمات الأساسية مثل التعليم والحماية الاجتماعية والصحة للشعب اللبناني.

وثانياً، سنواكبكم في المضي قدماً بالإصلاحات الاقتصادية والمالية والمصرفية، ومن شأن ذلك أن يسمح لبيئة الأعمال والقطاع المصرفي باستعادة ثقة المجتمع الدولي، وتالياً تمكين القطاع الخاص من الاستثمار.

ثالثاً، الأمن والاستقرار هما أيضاً أساسيان للاستثمار، وسندعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى.

وسيركز هذا البرنامج أساساً على توفير المعدات والتدريب لإدارة الحدود. وسيكون من المفيد جداً للبنان أن يبرم ترتيبات عمل مع الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس)، خصوصاً في شأن تبادل المعلومات والوعي بالأوضاع.

رابعاً، ولمساعدتكم في إدارة الهجرة، نحن ملتزمون إبقاء المسارات القانونية مفتوحة إلى أوروبا، وإعادة توطين اللاجئين من لبنان إلى الاتحاد الأوروبي. في الوقت نفسه، نعوِّل على حُسن تعاونكم لمنع الهجرة غير الشرعية ومكافحة تهريب المهاجرين».

وقف النار

ولم يغب عن كلمة فون دير لاين الوضع في غزة وجنوب لبنان، حيث أكدت «أننا نؤيّد جميع الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن. ونحن بحاجة إلى عملية سلام تقود نحو حل الدولتين لأنه الوحيد الذي يمكن أن يحقق السلام والاستقرار الدائمين في الشرق الأوسط». وأضافت «نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع المتقلّب في جنوب لبنان. فما هو على المحك هو أمن كلٍّ من لبنان وإسرائيل، ولا يمكن فصل الاثنين عن بعضهما. لذلك ندعو إلى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701. ويجب أن يشكل هذا جزءاً من تسوية ديبلوماسية مُتفاوَض عليها. وهنا أيضاً، الجيش اللبناني أساسي، والاتحاد الأوروبي مستعد للعمل على كيفية تعزيز قدراته».

ميقاتي

من جهته، قال الرئيس نجيب ميقاتي: «عبرّنا خلال الاجتماع عن تقديرنا لتفهُّم بعض دول الاتحاد الأوروبي في اجتماعه الأخير لطلب الحكومة اللبنانية، معاودة النظر في سياسات الاتحاد الأوروبي المتعلّقة بإدارة أزمة النازحين السوريين في لبنان»، معتبراً أن هذا الملف «بات أكبر من قدرة لبنان على التحمّل، وخصوصا أن عدد النازحين بات يناهز ثلث عدد اللبنانيين، والأخطر من ذلك تصاعد النفور بين النازحين السوريين، وبينهم وبين بعض المجتمع اللبناني المضيف نتيجة الأحداث والجرائم التي ارتفعت وتيرتها وباتت تهدد أمن لبنان واللبنانيين واستقرار الأوضاع فيه». وأضاف: «نرفض أن يتحوّل وطننا إلى وطن بديل وندعو أصدقاءنا في الاتحاد الأوروبي إلى الحفاظ على قيمة لبنان والمضي في حل هذا الملف جذرياً وبأسرع وقت، انطلاقاً من المعرفة المتبادلة بيننا وبين الاتحاد الأوروبي ودول العالم بأن مدخل الحلّ سياسي بامتياز. وفي رأينا، انطلاقاً من واقع سورية حالياً، أن المطلوب كمرحلة أولى الإقرار أوروبياً ودولياً بأن غالبية المناطق السورية باتت آمنة ما يسهل عملية إعادة النازحين، وفي مرحلة أولى الذين دَخَلوا لبنان بعد 2016 وغالبيتهم نزح إلى لبنان لأسباب اقتصادية بحتة ولا تنطبق عليهم صفة النزوح». وكرر«مطالبة الاتحاد الأوروبي بدعم النازحين في بلادهم لتشجيعهم على العودة الطوعية»، وقال: «إذا كنا نشدّد على هذه المسألة فمن منطلق تحذيرنا من تحوّل لبنان بلد عبور من سورية إلى أوروبا، وما الإشكالات التي تحصل على الحدود القبرصية إلا عينة مما قد يحصل إذا لم تعالج هذه المسالة بشكل جذري».

«يوم تاريخي»

أما رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس فتحدّث عن «يوم تاريخي» وقال: «ذكرت رئيسة المفوضية أن الحزمة تتضمّن مساعدات للشعب اللبناني وللجيش اللبناني والأجهزة اللبنانية وأيضاً لمكافحة التهريب وإدارة الحدود ومراقبتها وللاقتصاد اللبناني وغير ذلك، أنا على ثقة أن هذه الحزمة ستعزز قدرة السلطات اللبنانية على مواجهة التحديات المختلفة بما في ذلك مراقبة الحدود البرية والبحرية وضمان سلامة المواطنين وأيضاً مكافحة تهريب الأشخاص ومتابعة مكافحة الإرهاب». وأضاف: «أوافق تماماً أن علينا أن نعمل بشكل أوثق وبشكل أكثر موسع مع شركائنا ومع مفوضية اللاجئين كي نناقش مسألة العودة الطوعية ولكن ليس فقط ذلك، فان الوضع في بعض المناطق في سورية يجب إعادة النظر فيه، ومن المهم أيضاً أن نقر بأن الوضعية الحالية لا يمكن أن تكون مستدامة وبان السلام والازدهار والاستقرار في لبنان سيتحقق إن وفينا بالتزاماتنا جميعاً».

بري

وبعد الاجتماع الموسع في السرايا الحكومية زارت رئيسة المفوضية الأوروبية والرئيس القبرصي رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي شكر لأوروبا «مساهمتها ومشاركتها في إطار قوة (اليونيفيل) في البر والبحر مقدّراً لرئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فاندر لاين ولرئيس جمهورية قبرص زيارتهما العملية التي تتسم بأهمية كبرى في هذه المرحلة الراهنة التي يمرّ بها لبنان والمنطقة»، مشدداً أمام ضيفيْه على «أن لبنان لا يريد الحرب وهو منذ لحظة بدء العدوان عليه لا يزال ملتزماً بقواعد الاشتباك التي تتمادى إسرائيل بخرقها مستهدفة عمق لبنان وقراه وبلداته الحدودية الجنوبية وهي (أي اسرائيل) لم توافر في عدوانها المدنيين والإعلاميين والمساحات الزراعية وسيارات الإسعاف مستخدمة أسلحة محرمة دولياً». وأكد بري «أن لبنان في انتظار نجاح المساعي الدولية لوقف العدوان على قطاع غزة والذي حتماً سينعكس على لبنان والمنطقة وسيكون عندها جاهزاً لمتابعة المباحثات حول تطبيق القرار الأممي رقم 1701، الذي كان لبنان ولا يزال ملتزماً ومتمسكاً به». وعن النازحين السوريين، اعتبر بري «أن اللقاء اليوم كان عملياً بامتياز»، مقترحاً «تشكيل لجنة بين لبنان والاتحاد الأوروبي لمتابعة الزيارة والاجتماعات التي واكبتها». وقد لاقى الاقتراح ترحيباً من رئيسة المفوضية الأوروبية. وجدد رئيس البرلمان تأكيد على «أهمية التواصل من سائر الأطراف المعنية بمقاربة ملف النازحين مع الحكومة السورية التي بات حضورها على غالبية أراضيها».

أبي رميا

ولم يكد أن يجفّ حبر إعلان حزمة المساعدات المالية حتى قوبلت بأصوات منتقدة، بعضها اعتبر مبلغ 250 مليون دولار على أربع سنوات «رشوة مالية لشراء سكوت اللبنانيين» في الوقت الذي ينبغي «وضع سياسة متكاملة لإعادة اللاجئين السوريين مع دعم أوروبي» (النائب التغييري مارك ضو)، وبعضها الآخَر وصف الحزمة بأنها «ضحك عالدقون» كما قال النائب سيمون أبي رميا (من تكتل لبنان القوي). ورأى أبي رميا «أن المجتمع الغربي لا يريد الاعتراف بشرعية رئاسة بشار الأسد لسورية وما زال يعتبر النظام السوري ديكتاتورياً ولذا لا يريد التحاور معه، ومن جهته الرئيس الأسد غير مستعجل لعودة مواطنين، جلّهم من المعارضين، بالإضافة إلى الدمار الذي لحق بسورية والتداعيات الاقتصادية والمالية والاجتماعية نتيجة هذه الحرب. ولذا هو ينتظر أيضاً، بالإضافة إلى الاعتراف بشرعيته ودوره، مساعدات مالية لإعادة إعمار سورية.

ومن الواضح أن الدول الغربية غير مستعدة أو غير قادرة على تلبية هذا الطلب. والخلاصة: لا يمكننا انتظار نهاية هذا الكباش ضمن لعبة الأمم الخبيثة. ونحن غير مستعدين للعب دور حرس الحدود لحماية أوروبا من موجات النزوح السوري ولسنا شحّاذين كي نقبل بحفنة من اليوروهات أو الدولارات». وأضاف: «مصير لبنان في خطر ولن نقبل بإبر التخدير أو البنج بانتظار تأمين ظروف ( العودة الآمنة والطوعية والكريمة). وأعود وأكرّر دعوتي للرئيس نبيه برّي بالدعوة إلى جلسة في البرلمان بحضور حكومة الرئيس ميقاتي لمناقشة خطة السلطة التنفيذية قبل مؤتمر بروكسيل في 27 مايو فإما نكون متحدين لننقذ لبنان أو نكون مشاركين في الانتحار الجماعي».

النظام السوري

أما قريبون من النظام السوري، فاستحضَروا في معرض انتقاد ما أعلنت عنه فون دير لاين وجوب «فك الحصار» عن سورية «ما يسهل العودة»، وهو ما يستعيد وقوع هذا الملف بين خائفين في لبنان من إغضابِ المجتمع الدولي بحال اعتماد خياراتٍ لإعادة النازحين «تحرق المراحل» في ما خص اكتمال عناصر إنهاء الأزمة السورية أو تجعل أوروبا في «مركب واحد» مع «بلاد الأرز» في ملف النزوح عبر ترْك المجال لموجاتٍ «حرة» من الهجرة غير الشرعية، وبين مَن يُلاقي رغبة نظام دمشق في استخدام هذه الورقة للضغطِ لكسْر الطوق السياسي عنه واستدراج دعم مالي لإعادة الإعمار.

تفاصيل اقتراح بريطانيا لإقامة الأبراج جنوباً

تفاصيل زيارة بريطانية سرية للسراي واليرزة: نشر أبراج المراقبة جنوباً شرطٌ للحل مع إسرائيل

الاخبار..ابراهيم الأمين ... التنافس القائم بين فرنسا من جهة والولايات المتحدة وبريطانيا من جهة أخرى، يبدو ظاهرياً وكأنه تتويج لمساعٍ هدفها حماية لبنان وسيادته وضمان استقراره. لكنّ المداولات والأوراق التي يتم إعدادها ورميها فوق طاولات الاجتماعات، لا تعكس سوى هدف واحد لدى كل المتنافسين: كيف نضمن أمن إسرائيل؟في لبنان، يتّكل الغربيون على ما يعتقدون أنه تناقض جوهري بين القوى اللبنانية حول الموقف مما يجري على الجبهة الجنوبية. لكنّ الحيرة تعتري الدبلوماسية الغربية. فهي، من جهة، لا تنوي استفزاز حزب الله وتريد إبقاء القنوات مفتوحة معه، سواء مباشرة كما يفعل الفرنسيون، أو بصورة غير مباشرة كما يفعل الأميركيون والبريطانيون. حتى إن أعتى داعمي العدو، الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين، ردّد في أكثر من مناسبة أن التسوية المنشودة تتطلّب عدم استفزاز الحزب داخلياً، وهو ما تحوّل إلى «تعليمة» انعكست خفضاً في سقف مواقف خصوم المقاومة. وحتى عندما تبدّل الأمر قليلاً، جاءت النتيجة معاكسة، كما بعد اجتماع معراب الأخير. على المستوى الرسمي، يتولى الرئيس نبيه بري القسم الأساسي من المفاوضات، مستنداً إلى تفويض من حزب الله، إضافة إلى تفويض مختلف لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب. والخلاصة أن الموقف الرسمي للدولة اللبنانية لا تتم صياغته بعيداً عن التنسيق المفتوح بين حزب الله وهذه الجهات الثلاث. ورغم أن الحزب لا يزال يستقبل موفدين فرنسيين، وآخرين غربيين وأمميين يعرضون خدماتهم، ولا يقفل الباب أمام الفرنسيين، إلا أنه يعرف أن المفتاح لا يزال بيد الأميركيين. وموقفه النهائي والحاسم أن لا نقاش حول وضع الجبهة اللبنانية إلا بعد إعلان فصائل المقاومة في فلسطين (وليس أي أحد آخر) انتهاء الحرب على غزة.

ورقة هوكشتين وأبراج بريطانيا

بحسب مصادر معنية بالمفاوضات الجارية، فإن هوكشتين الذي زار لبنان أقل مما زار إسرائيل منذ اندلاع المواجهات، بات على قناعة بأن الحل في لبنان لن ينطلق قبل وقف إطلاق النار في غزة. وهو يعمل وفق منطق إعداد آلية لمعالجة الوضع تكون جاهزة للتنفيذ بمجرد إعلان وقف الحرب في غزة. وتقوم مناورة هوكشتين وغيره من داعمي إسرائيل، على انتزاع موافقة لبنانية على إجراءات مباشرة في حال الإعلان عن هدنة في القطاع، على قاعدة أن تتحول هذه الإجراءات إلى خطة غير قابلة للخرق، ما يعني أنه في حال استأنف العدو حربه على غزة، لا يمكن فتح جبهة الإسناد اللبنانية مجدداً. وانتهت أفكار الموفد الأميركي أخيراً في ورقة وُزّعت على إطار ضيق جداً، وأحيطت تفاصيلها بكتمان شديد. ويتحدث من اطّلعوا عليها عن نقاط شديدة الخطورة، تتجاوز طلب سحب قوات المقاومة، وعلى رأسها قوة الرضوان، بين 7 و10 كيلومترات شمال الحدود، إلى لائحة إجراءات ميدانية محددة تتعلق بطريقة انتشار الجيش وضمان عدم بقاء أي وجود لبنى تحتية أو لمقاتلين من المقاومة تحت أي غطاء، مع تعزيز دور القوات الدولية العاملة في الجنوب، بما يسمح لها بقمع أي حركة عسكرية. بمعنى آخر، إزالة أي تهديد لأمن إسرائيل التي تريد ضمانات تسمح لها بإعادة المستوطنين إلى مستعمرات الشمال. أما ما تحدّث عنه هوكشتين سابقاً عن إقفال ملف «النزاع الحدودي»، فقد أصبح يقول صراحة إن ذلك لا يشمل مزارع شبعا المحتلة التي يبقى مصيرها رهن تطورات تخص في جانب منها سوريا، وإن الأمر يقتصر على تسوية النزاع على نقاط برية من بينها نقطة B1 عند رأس الناقورة أو معالجة تحرير الجزء الشمالي من قرية الغجر.

الورقة الفرنسية لإرضاء إسرائيل وهوكشتين يقترح إجراءات تطيح السيادة اللبنانية

وفد بريطاني في بيروت سراً

ولا تكتفي واشنطن بما تطرحه من متطلبات على الأرض، بل تحاول تنفيذ مناورات استطلاعية عبر حليفتها الأبرز، بريطانيا، التي أعدّت بدورها مقترحاً لفرض إجراءات رقابية على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وحاولت تمرير أفكاره عبر اتصالات جانبية مع الجيش اللبناني، قبل أن تقرر إبلاغها إلى الحكومة اللبنانية رسمياً.

فقبل نحو أسبوعين، زار بيروت سراً وفد رسمي بريطاني ضمّ مسؤولاً عن الشرق الأوسط في وزارة الخارجية وضابطاً رفيعاً من الاستخبارات الخارجية البريطانية، والتقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون ومدير الاستخبارات العميد طوني قهوجي.

وعلمت «الأخبار» أن الوفد أثار مع رئيس الحكومة ملف أبراج المراقبة على الحدود الجنوبية، وأبلغه بلهجة فوقية أن «إقامة الأبراج، واتخاذ إجراءات على طول الحدود هما شرط إسرائيل لوقف الحرب مع لبنان».

ووفق ما تسرّب عن لقاءات الوفد، طلبت لندن من الجيش اللبناني الموافقة على خطة لإقامة أبراج مراقبة على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، مماثلة لتلك القائمة على الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا. وبحسب المقترح البريطاني، فإن خارطة نشر الأبراج تفرض الآتي:

أولاً: إن نصب الأبراج مرتبط بالجغرافيا الجنوبية، بهدف تأمين تغطية لكل الحدود من رأس الناقورة حتى مزارع شبعا، على أن لا تفصل بينها مسافات موحّدة، بل يُترك الأمر لمتطلبات التغطية التقنية، حتى لو اقتضى ذلك إقامة أبراج قريبة، بعضها من بعض.

ثانياً: يقيم الجيش اللبناني مواقع عسكرية محصّنة على طول الحدود، ويكون كل برج من أبراج المراقبة داخل أحد هذه المواقع، ما يعني أن الأبراج ستكون حتماً داخل الأراضي اللبنانية، كما أن الكاميرات التي سيتم زرعها فيها ستكون موجّهة نحو الحدود اللبنانية بما يضمن عدم حصول أي تسلل عبر الحدود نحو فلسطين المحتلة.

ثالثاً: يعدّ الجيش اللبناني خطة لنشر 15 ألف عسكري في المنطقة الحدودية، ويتكفّل بإزالة ومنع أي نوع من أنواع المظاهر العسكرية لأي جهة غير الجيش أو قوى الأمن الداخلي.

رابعاً: يوفّر «المجتمع الدولي» مساعدات للجيش اللبناني في حال التزم بهذه الخطة، وتكون المساعدات موجّهة حصراً للقوات العاملة على طول الحدود مع لبنان.

فرنسا: التفتوا إلينا!

وفي وقت يتناغم الجانبان البريطاني والأميركي بتنسيق رفيع المستوى مع إسرائيل، تطل فرنسا برأسها ساعية إلى دور وحضور في الميدان. ورغم أن باريس تدرك أن الجميع يعرف أن قدرتها على الضغط على إسرائيل محدودة جداً، وبالتالي لا يُعوّل عليها لانتزاع تغييرات في موقف العدو، إلا أنها تصرّ على ارتكاب الخطأ نفسه، إذ تحاول الإيحاء للحكومة اللبنانية ولحزب الله بأنها الطرف الوحيد الذي يتحدث مع المقاومة مباشرة، غافلة عن أن لبنان والمقاومة آخر من يهتمّ لدور فرنسي في المنطقة وفي لبنان على وجه التحديد. وفي الوقت نفسه، يركّز الفرنسيون على سبل إرضاء العدو من خلال مقترحات ومواقف تصبّ جميعها في خدمة أمن إسرائيل. وسبق أن سلّم لبنان الفرنسيين، منتصف آذار الماضي، رداً رسمياً على ورقتهم الأولى تضمّن رفضاً لمقترحاتهم التي لا تلبي مصلحة لبنان في وقف الاعتداءات الإسرائيلية وانسحاب العدو من الأراضي المحتلة وضمان وقف الخروقات، وأكّد الفرنسيون يومها أن ورقتهم مجرد أفكار مطروحة للنقاش. لكنهم عادوا وأرسلوا ورقة لا تختلف في جوهرها عن الورقة السابقة، بقيت في إطار توفير الضمانات التي تناسب العدو، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن موقف لبنان منها لن يختلف في جوهره عن موقفه من الورقة الأولى.

حزب الله الذي تسلّم نسخة عن الورقة الجديدة قرّر مواصلة استراتيجية الصمت وعدم الدخول في نقاش حول ما يريد فيها من أفكار ومقترحات، وأبلغ الفرنسيين في اجتماعات مباشرة بأنه غير مستعدّ لأي نقاش قبل وقف الحرب على غزة، وأنه منفتح على أي نقاش في ما خصّ الوضع جنوباً بعد ذلك. لكنّ الفرنسيين، حاولوا هذه المرة، بالتعاون غير المباشر مع الأميركيين والبريطانيين، الضغط على لبنان الرسمي والسياسي تحت عنوان «ضرورة فصل جبهة لبنان عن غزة»، وجاراهم الرئيس ميقاتي في الأمر قليلاً، متعمّداً إظهار تمايزه في لقاء أخير مع نواب من لجنة الشؤون الخارجية. غير أن ميقاتي كما الرئيس بري، أكدا للجانب الفرنسي أن لبنان يرحب بالدور الفرنسي، وأن الأساس يبقى إنهاء الحرب على غزة كمدخل واقعي للبحث في حل مع لبنان. علماً أن فرنسا كرّرت خلال الأيام الماضية أن ما تطرحه قابل للتعديل متى ما جرت الموافقة على المبدأ. يشار إلى أن لبنان تسلّم رسمياً الورقة الفرنسية التي أُعدّت بنسخة فرنسية تُرجمت إلى الإنكليزية ووُزّعت على الرئيسين بري وميقاتي والوزير بوحبيب إضافة إلى قائد الجيش وحزب الله.

نصّ المقترح الفرنسي للترتيبات الأمنية بين إسرائيل ولبنان

الاخبار... وثيقة ..... تنشر «الأخبار» في ما يلي ترجمة غير رسمية لنص الورقة الفرنسية «المُعدّلة» التي تسلّمها لبنان رسمياً قبل أيام، وكانت أيضاً محور لقاءات وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في تل أبيب:

أثّر تصاعد التوترات العسكرية منذ 8 تشرين الأول بالقرب من الخط الأزرق بشدة على أمن المدنيين وحياتهم ودمّر مختلف البنى التحتية. ومن أجل منع التصعيد الذي يهدد بالخروج عن السيطرة، ما قد يؤدي إلى صراع إقليمي، وتذكيراً بتفاهم وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان الموقّع في 26 نيسان 1996، يمكن اتخاذ الخطوات التالية لوقف التصعيد. وسيكون الهدف هو فرض وقف محتمل لإطلاق النار، عندما تكون الظروف مناسبة، بهدف ضمان التنفيذ الفعّال لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، الذي يظل الأساس للاستقرار على الحدود. ويمكن تشكيل مجموعة مراقبة تتألف من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل، ستكون مهمتها مراقبة التنفيذ والتعامل مع الشكاوى التي يمكن أن تقدّمها الأطراف، وفق الترتيب المؤقّت التالي:

المرحلة الأولى

المجموعات اللبنانية المسلحة

- وقف العمليات العسكرية من قبل الجماعات المسلحة اللبنانية داخل إسرائيل وفي المناطق المتنازع عليها.

- الامتناع عن شن هجمات ضد أفراد قوات الطوارئ الدولية (اليونيفل) أو منشآتها.

- ضمان حرية حركة اليونيفل. ويشمل ذلك السماح لها بالقيام بدوريات في جميع المناطق المأهولة وغير المأهولة في جنوب الليطاني من دون أي قيود.

إسرائيل

- وقف العمليات العسكرية داخل لبنان، بما في ذلك الغارات الجوية على الأراضي اللبنانية.

- الامتناع عن أي أعمال تعرّض للخطر أفراد اليونيفل أو منشآتها.

- ضمان حرية حركة اليونيفل، ويشمل ذلك وقف إقفال رادارات الطائرات على سفن قوات اليونيفل البحرية.

اليونيفل

- مراقبة وقف الأعمال العدائية على الأرض.

- زيادة عدد الدوريات وإعادة الانتشار على طول الخط الأزرق لضمان الاحترام الفعّال لوقف الأعمال العدائية والالتزامات اللاحقة من قبل الأطراف.

المرحلة الثانية

(التنفيذ خلال 3 أيام)

المجموعات اللبنانية المسلحة

- تفكيك كل المنشآت والمرافق والمراكز القريبة من الخط الأزرق، ويشمل ذلك الحاويات والأبراج الصغيرة والخيام.

- سحب القوات المقاتلة بما فيها «ميليشيا» الرضوان والقدرات العسكرية، بما في ذلك قدرات إطلاق النار في العمق والأنظمة المضادة للدبابات، لمسافة لا تقل على 10 كيلومترات شمال الخط الأزرق.

إسرائيل

- وقف الطلعات الجوية فوق الأراضي اللبنانية

لبنان

- يستأنف لبنان مشاركته في اجتماعات الآلية الثلاثية لليونيفل.

- البدء بنشر ما يقارب 15 ألف جندي من القوات المسلحة اللبنانية في جنوب نهر الليطاني، بما في ذلك على طول الخط الأزرق بدعم من اليونيفل والشركاء الدوليين المعنيين.

- دعم انتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني وفقَ القرار 1701 وتقديم الدعم اللوجستي له (الوقود، الغذاء والدواء).

اليونيفل

- استئناف مشاركتها في اجتماعات الآلية الثلاثية.

- إعادة انعقاد الآلية الثلاثية.

- دعم انتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني وفق القرار 1701، وتقديم الدعم اللوجستي له (الوقود، الغذاء والدواء).

المرحلة الثالثة (خلال 10 أيام)

- يستأنف كل من لبنان وإسرائيل (بدعم من اليونيفل) المفاوضات حول ترسيم حدود لبنان البرية بطريقة تدريجية، على أساس المفاوضات التي جرت عام 2017، مع التركيز أولاً على المناطق التي تمّت مناقشتها بالفعل في إطار الآلية الثلاثية لليونيفل عام 2018.

- الدخول في مفاوضات حول خريطة طريق لضمان إنشاء منطقة بينَ الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من أي أفراد أو مجموعات مسلحة وأصول وأسلحة، باستثناء تلك التابعة للحكومة اللبنانية واليونيفل.

وبالتوازي مع ذلك، يمكن بذل جهد دولي على شكل مجموعة دعم تتألف من شركاء مهتمين بهدف:

- دعم انتشار القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان (التمويل، المعدات والتدريب).

- دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية في جنوب لبنان.

فرنسا: سلمنا إلى إسرائيل ولبنان خارطة طريق لخفض التصعيد..

الخارجية الفرنسية للعربية: نأمل أن نحصل على جواب من إسرائيل قريبا على مقترحنا بشأن لبنان

العربية.نت.. أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنها سلمت إلى إسرائيل ولبنان خارطة طريق لخفض التصعيد فيما رفضت التعليق على ما قيل حول مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان. وقالت الخارجية الفرنسية في تصريحات خاصة لـ"العربية" نأمل أن نحصل على جواب من إسرائيل قريبا على مقترحنا بشأن لبنان. وحول ملف غزة قالت الخارجية الفرنسية "متضامنون مع الأردن وعلى إسرائيل حماية قوافل المساعدات وندين بحزم هجمات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات أردنية. وشددت على ضرورة تلبية إسرائيل طلب العدل الدولية بشأن إيصال المساعدات لغزة.

استمرار المناوشات

ووسط استمرار المناوشات التي لم تهدأ منذ السابع من أكتوبر مع حزب الله على الجبهة الشمالية، تستمر الوساطة الفرنسية لتخفيف التوتر. فقد أفادت القناة 13 الإسرائيلية، الأربعاء، بأن فرنسا عرضت على إسرائيل ولبنان عقد مفاوضات غير مباشرة في باريس لإيجاد تسوية دبلوماسية للجبهة الشمالية. وأعلنت القناة أن إسرائيل أبدت موافقتها على عرض باريس للوصول إلى تسوية دبلوماسية. ولم تكشف المصادر عن أي تفاصيل حول العرض الفرنسي، إلا أنها أكدت موافقة تل أبيب فقط.

تهديد إسرائيل

أتى هذا التطور بعد ساعات قليلة من تهديد إسرائيل، بما زعمت أنه "احتلال مناطق واسعة" في جنوب لبنان، إذا لم ينسحب حزب الله من المنطقة. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لنظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، إنه في حال لم ينسحب حزب الله فإن إسرائيل "ستكون قريبة من حرب شاملة" معه. كما تابع أن إسرائيل ستحارب حزب الله في كل أرجاء لبنان، وستحتل مناطق واسعة في جنوب لبنان، وستبقى هذه المناطق تحت سيطرة الجيش كمنطقة أمنية، وفق زعمه. جاء ذلك بعدما وصل سيجورنيه إلى إسرائيل الثلاثاء، حيث التقى نظيره الإسرائيلي، وهي زيارة استمرت 24 ساعة بالقدس وتل أبيب في إطار جولة بالشرق الأوسط شملت لبنان والسعودية. وقال سيجورنيه بعدها إن مسؤولين فرنسيين شاركوا مع إسرائيل مقترحات تم تقديمها للسلطات اللبنانية، لتهدئة التوتر بين إسرائيل وحزب الله، مع محاولات باريس الاضطلاع بدور وساطة بين الجانبين. وكان الوزير الفرنسي زار لبنان، الأحد، حيث التقى مسؤولين من بينهم ساسة مقربون من حزب الله، ويقول مسؤولون فرنسيون إنهم وجدوا تقدما في ردود السلطات اللبنانية.

بري: الورقة الفرنسية تتضمن بنوداً مقبولة وأخرى تتطلب تعديلاً

أكد لـ«الشرق الأوسط» أن جوابه عليها بين الجمعة والسبت

بيروت: محمد شقير.. أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أنه سيجيب، الجمعة أو السبت، على الورقة الفرنسية التي تسلمها من سفارة فرنسا لدى لبنان، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنها تضمنت نقاطاً مقبولة وأخرى غير مقبولة لا بد من تعديلها، مفضلاً عدم الدخول في التفاصيل كونها متروكة للنقاش وتخضع للأخذ والرد، و«من غير الجائز التداول فيها إعلامياً قبل الوقوف على رد فعل الجانب الفرنسي ومدى استعداده للتجاوب مع الملاحظات التي سنوردها في ردنا على الورقة بنسختها الثانية التي كُتبت باللغة الإنجليزية بدلاً من الفرنسية، وهذا ما شكّل مفاجأة لنا». ولفت الرئيس بري إلى أن وقف النار في غزة ينسحب تلقائياً على جنوب لبنان، وحذّر من تمادي إسرائيل في تدميرها الممنهج للبلدات والقرى الأمامية الواقعة على الخط الأول المتاخم للحدود مع إسرائيل، وقال إنها تمعن في تدميرها أسوةً بما يصيب غزة اليوم، بغية تحويلها إلى أرض محروقة خالية من سكانها، في محاولة مكشوفة لتحريض البيئة الحاضنة للمقاومة على المقاومين الذين يتصدون للاحتلال الإسرائيلي الذي يُمعن في خرقه للقرار الدولي 1701.

مواجهة سياسة الأرض المحروقة

وكشف الرئيس بري عن أن تدمير إسرائيل القرى والبلدات الأمامية يتلازم مع استخدامها القنابل الفسفورية المحرّمة دولياً لتحويل أراضي تلك القرى، ولسنوات عدة، إلى مناطق لا تصلح للزراعة، وأكد أنه يولي اهتمامه بما تُقدم عليه إسرائيل، ويتصدّر لقاءاته بالموفدين الدوليين الذين يتهافتون على زيارة لبنان، في محاولة لإعادة الهدوء إلى الجنوب، مشدداً على وضع حد لتماديها في تحويل المناطق الحدودية إلى أرض محروقة بكل ما للكلمة من معنى.

تواصُل مع «حزب الله»

ومع استعداد الرئيس بري للإجابة على الورقة الفرنسية التي تتقاطع في معظم بنودها مع الورقة الأميركية التي سبق للوسيط الأميركي آموس هوكستين، أن طرحها في تنقلاته المكوكية بين بيروت وتل أبيب، لمنع الأخيرة من توسعة الحرب الدائرة في غزة لتشمل جنوب لبنان، علمت «الشرق الأوسط» أنه، من موقعه التفاوضي مع وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه، ومن قبله هوكستين، وبالإنابة عن حليفه «حزب الله»، وبتسليم من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي... لم ينقطع عن التواصل معهما عبر معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، الذي يعقد لقاءات مفتوحة، وتحديداً مع قيادة الحزب بشخص المعاون السياسي لأمينه العام حسين خليل، في حضور المعنيين بملف الجنوب، بتكليف من حسن نصر الله.

تأييد غير مشروط لبري من «حزب الله»

وفي هذا السياق، أكد مصدر بارز في الثنائي الشيعي أن الرسالة التي يُعدّها الرئيس بري للإجابة على الورقة الفرنسية تحظى بتأييد غير مشروط من «حزب الله» والرئيس ميقاتي، الذي كان السباق في تسليط الضوء على ما لديه من ملاحظات على الورقة الفرنسية بنسختها الأولى عندما التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن المفاجأة كانت في عدم ترجمة الوعود الفرنسية، رغم أن باريس أبدت تفهماً لتلك الملاحظات، وهذا ما تبين من خلال نسختها الثانية. ورأى المصدر أن إجابة الرئيس بري على الورقة الفرنسية تبقى تحت سقف الأخذ والرد، إفساحاً في المجال أمام استعداد باريس للتعاطي بإيجابية مع الملاحظات، لتفادي الإخلال بالتوازن في تطبيق ما ورد فيها لتهدئة الوضع في الجنوب، انطلاقاً من تهيئة الأجواء السياسية والأمنية لتطبيق القرار 1701.

تفاوُض بموازاة التصعيد

وبكلام آخر، فإن الثنائي الشيعي، حسب المصدر نفسه، ليس في وارد رفض الورقة الفرنسية بمقدار أنه يتوخى من ملاحظاته فتح الباب أمام التفاوض، لعل باريس تتفهم الأسباب الكامنة وراءها، بغية إلزام إسرائيل اتخاذ الخطوات المؤدية إلى تحقيق التوازن في تطبيق ما هو وارد في الورقة في حال تقرر إعادة النظر فيها وتقديمها في نسخة ثالثة، تأخذ بعين الاعتبار عدم الإخلال بالتوازن على جانبي الحدود بين البلدين، وهذا يتطلب عدم الرضوخ بأي شكل من الأشكال للابتزاز الذي تمارسه إسرائيل. وعليه، فإن مجرد الدخول في مفاوضات، على خلفية التجاوب ما أمكن، مع الملاحظات التي أدرجها الرئيس بري في إجابته على الورقة، يعني أنها ستتلازم حكماً مع تصعيد المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل على امتداد الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، وصولاً إلى اعتماد الدبلوماسية الساخنة في تبادل الضغوط، في موازاة المفاوضات لوقف إطلاق النار على الجبهة الغزاوية التي ما زالت تتأرجح بين هبّة باردة وأخرى ساخنة. من جهة أخرى، علمت «الشرق الأوسط» أن الورقة الفرنسية تصدّرت الاجتماع الأسبوعي لهيئة الرئاسة في حركة «أمل» برئاسة الرئيس بري، الذي تقدّم بمداخلة مطوّلة توقف فيها أمام الغموض الذي يكتنف بعض بنودها التي هي في حاجة إلى توضيح وتفهُّم للمآخذ اللبنانية على الورقة، باعتبار أنها ليست مقبولة بصيغتها الواردة في الورقة، وأن «هناك ضرورة للتعامل بإيجابية مع ما لدينا من ملاحظات نتطلع من خلالها إلى تنقيتها من الشوائب بوصفها أساساً لتحقيق التوازن المطلوب بعدم الخضوع للابتزاز الإسرائيلي».

خطة لإجلاء 25 ألف فرنسي

الاخبار.. كلّفت الحكومة الفرنسية «مركز الأزمات والدعم وترسيخ الاستقرار» التابع لوزير الخارجية مباشرة بوضع «خطة إجلاء للاستجابة للحالات الناجمة عن احتمال تطور المواجهة» بين المقاومة والعدو في الجنوب. وأعدّ المركز دراسة جاء فيها «أن عدد الرعايا الفرنسيين المُقيمين في لبنان يُقدّر بـ 25 ألفاً، من بينهم حوالي 1500 يقطنون في الجنوب». وأشار إلى «صعوبة أساسية تواجهها مثل هذه العملية، وتتمثّل في عدم إمكانية استخدام مطار دمشق كما حصل لدى إجلاء الرعايا عام 2006، ما يشكّل عائقاً إضافياً»، كما أن هناك «تعقيدات لوجستية وحاجة إلى تنسيق كبير مع السلطات القبرصية لتسهيل إجلاء الرعايا من لبنان إلى قبرص بحراً، ومن ثم إجلاؤهم من قبرص ضمن مُهلة لا تتجاوز الـ 48 ساعة وفق ما تشترط السلطات القبرصية».

دبلوماسي فرنسي: هوكشتين يربط الرئاسة بالجنوب

الاخبار.. اطّلعت «الأخبار» على وثيقة دبلوماسية ينقل فيها دبلوماسي عربي حصيلة اجتماعه مع مسؤول فرنسي بارز في العاصمة الأميركية. وكتب الدبلوماسي العربي «أن فرنسا منزعجة جداً من طريقة تصرّف الجانب الأميركي معها بما خصّ ملف لبنان». ونُقل عن المسؤول الفرنسي الذي عُيّن حديثاً في مركز يتعلق بالشرق الأوسط، أن «الورقة الفرنسية المُتعلقة بتنفيذ القرار 1701 تختلف عن اقتراحات الموفد الأميركي عاموس هوكشتين، إذ إنها أكثر شمولية». وأضاف: «لا شك أن لأميركا دورها وتأثيرها بالنسبة إلى إسرائيل، إلا أن هوكشتين لا يتواصل معنا، ويبدو أنه لا يريد التنسيق مع فرنسا، وقد أبلغناه رغبتنا بالتنسيق معه لكنه رفض».واتّهم المسؤول الفرنسي هوكشتين بأنه «قدّم اقتراحات مُحددة هدفها تأمين الأمن على الحدود الشمالية وعودة سكان المُستوطنات إليها. لكنه لا يريد أن يتم البحث في مزارع شبعا ولا حتى في المُبادرة الفرنسية رغم أن نجاح مُهمته مرتبط بالتوصل إلى الهدنة في غزة». وأضاف أن هوكشتين «يعمل على الملف الرئاسي أيضاً، والملف ليس محصوراً بالسفيرة الأميركية في بيروت. بينما نسعى في فرنسا إلى فصل ملف التهدئة في الجنوب عن الملف الرئاسي باعتبار أن أي حل مُستقبلاً بين لبنان وإسرائيل يتطلّب وجود رئيس للجمهورية لتوقيعه».

دعما "لاستقرار لبنان" و"تحديات استضافة اللاجئين"..مساعدات أوروبية بقيمة مليار يورو..

الحرة / وكالات – دبي.. أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الخميس، من بيروت عن مساعدات بقيمة مليار يورو (1.07 مليار دولار) دعما "لاستقرار" لبنان، معولة على "التعاون الجيد" من أجل مكافحة عمليات تهريب اللاجئين انطلاقا من السواحل اللبنانية. وقالت فون دير لاين خلال مؤتمر صحفي في بيروت إثر لقائها مع الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدس. ورئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي: "أستطيع الإعلان عن حزمة مالية بقيمة مليار يورو للبنان، ستكون متاحة بدءا من هذا العام حتى 2027" من أجل المساهمة في "الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي". وحضت السلطات اللبنانية على "التعاون الجيد" لمنع "الهجرة غير النظامية ومكافحة تهريب المهاجرين" انطلاقا من لبنان. وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي سيدعم أيضا الجيش اللبناني بالمعدات والتدريب لإدارة الحدود. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية عن فون دير لاين قولها إن لبنان" يواجه تحديات كبيرة محليا، نتيجة للتوترات والحرب في المنطقة. إننا نتفهم ذلك ونحن هنا أولا وقبل كل شيء لنقول إن الاتحاد الأوروبي يدعم لبنان وشعبه بقوة. ونريد أن نستكشف سبل تعزيز تعاوننا". وأضافت "ناقشنا اليوم كيفية تعزيز علاقاتنا السياسية والاقتصادية، ودعم أمن لبنان واستقراره (...) ونحن نريد أن نساهم في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في لبنان. أولا، من خلال تعزيز الخدمات الأساسية مثل التعليم والحماية الاجتماعية والصحة للشعب اللبناني. ثانيا، سنواكبكم في المضي قدما بالإصلاحات الاقتصادية والمالية والمصرفية". وأشارت إلى أن "هذه الإصلاحات أساسية لتحسين الوضع الاقتصادي العام للبلاد في المدى الطويل. ومن شأن ذلك أن يسمح لبيئة الأعمال والقطاع المصرفي باستعادة ثقة المجتمع الدولي، وتاليا تمكين القطاع الخاص من الاستثمار. إنَّ لبنان في حاجة إلى قوة دفع اقتصادية إيجابية لإتاحة الفرص لشركاته ومواطنيه. ثالثا، الأمن والاستقرار هما أيضا أساسيان للاستثمار". وتابعت "سندعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى. وسيركز هذا البرنامج أساسا على توفير المعدات والتدريب لإدارة الحدود. إلى ذلك، سيكون من المفيد جدا للبنان أن يبرم ترتيبات عمل مع الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس)، خصوصا بشأن تبادل المعلومات والوعي بالأوضاع". وأضافت "رابعا، ولمساعدتكم في إدارة الهجرة، نحن ملتزمون إبقاء المسارات القانونية مفتوحة إلى أوروبا، وإعادة توطين اللاجئين من لبنان إلى الاتحاد الأوروبي. في الوقت نفسه، نعول على حُسن تعاونكم لمنع الهجرة غير الشرعية ومكافحة تهريب المهاجرين". ولفتت إلى أن الاتحاد الأوروبي يتفهم "التحديات التي يواجهها لبنان نتيجة استضافة اللاجئين السوريين.. ومنذ عام 2011، دعم الاتحاد الأوروبي لبنان بمبلغ 2.6 مليار يورو – ليس فقط للاجئين السوريين، وإنما أيضا للمجتمعات المضيفة، وسنستمر في دعمكم". إلى ذلك، قالت المسؤولة الأوروبية "سننظر في كيفية جعل مساعدة الاتحاد الأوروبي أكثر فاعلية. ويشمل ذلك استكشاف كيفية العمل على نهج أكثر تنظيماً للعودة الطوعية إلى سوريا، بالتعاون الوثيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. في الوقت نفسه، ثمة حاجة إلى تعزيز الدعم من الأسرة الدولية لبرامج الإغاثة الإنسانية والتعافي المبكر في سوريا". وقالت: "أود أن أختم بالتركيز على النزاع في غزة وتأثيره على لبنان. إننا نؤيد تأييدا تاما جميع الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن. وقد زدنا للتو مساعداتنا الإنسانية المكثفة لغزة. ففي نهاية المطاف، نحن بحاجة إلى عملية سلام تقود نحو حل الدولتين".

العبء الأكبر

من جانبه قال ميقاتي: "جددت دعوتي للاتحاد الأوروبي والعالم للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني، والعمل على إرساء حل نهائي شامل وعادل للقضية الفلسطينية. وكررنا دعوتنا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المتمادي على جنوب لبنان"، وفق ما نقلته الوكالة اللبنانية. وأضاف "خصصنا القسم الأكبر من الاجتماع لبحث ملف النازحين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية والتعاون بين لبنان وقبرص ودول الاتحاد الأوروبي لمعالجة هذا الملف وتداعياته المباشرة وغير المباشرة". وقال إن "لبنان تحمل، منذ اندلاع المعارك في سوريا عام 2011، العبء الأكبر بين دول المنطقة والعالم في موضوع استضافة اللاجئين، مع ما شكله هذا الملف من ضغط كبير على الشعب اللبناني برمته وعلى كل القطاعات اللبنانية. وكنا حريصين دوما على التعاون مع مختلف الهيئات والمنظمات الأوروبية والدولية في هذا الملف". وتابع "إلا أن الواقع الحالي لهذا الموضوع بات أكبر من قدرة لبنان على التحمل، خصوصا وأن عدد اللاجئين بات يناهز ثلث عدد اللبنانيين، مع ما يترتب على ذلك من أعباء وتحديات تضاعف من أزمة لبنان الاقتصادية والمالية وتهالك بناه التحتية". وأضاف "الأخطر من ذلك تصاعد النفور بين بعض اللاجئين السوريين والمجتمع اللبناني المضيف نتيجة الأحداث والجرائم التي ارتفعت وتيرتها وباتت تهدد أمن لبنان واللبنانيين واستقرار الأوضاع فيه". وأشار إلى أن "أمن لبنان من أمن دول أوروبا والعكس صحيح، وإن تعاوننا الجدي والبناء لحل هذا الملف يشكل المدخل الحقيقي لاستقرار الأوضاع، مع الأخذ بعين الاعتبار الاحترام المتبادل والتعاون المثمر". وشدد على رفض الحكومة أن يتحول لبنان إلى وطن بديل للاجئين. وختم قائلا إن "لبنان يقدر للاتحاد الأوروبي موقفه الجديد بدعم المؤسسات العسكرية والأمنية في لبنان لتمكينها من ضبط الحدود البحرية والبرية والقيام بواجباتها في منع الهجرة غير الشرعية من لبنان وإليه، ودعم المجتمعات اللبنانية ذات الحاجة، وفي الوقت ذاته تخصيص جزء من الدعم لتحفيز العودة الطوعية للاجئين السوريين". أتت هذه التصريحات عقب اجتماع الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدس، وفون ديرلاين في زيارتهما لبيروت، الخميس، مع ميقاتي.

دعم أوروبي للبنان لضبط الهجرة إلى قبرص

الجريدة...أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فونديرلاين، اليوم، من بيروت، عن مساعدات بقيمة مليار يورو، دعماً لاستقرار لبنان، معولة على تعاون السلطات لمكافحة عمليات تهريب اللاجئين التي شهدت ازدياداً في الآونة الأخيرة باتجاه قبرص. وتأتي زيارة المسؤولة الأوروبية، برفقة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس لبيروت، في وقت أعادت نيقوسيا بالفترة الأخيرة قوارب مهاجرين انطلقت بصورة غير نظامية من لبنان، وعلى وقع تكرار بيروت، مطالبة المجتمع الدولي بإعادة اللاجئين السوريين الى بلدهم، بعد توقف المعارك في محافظات سورية عدة. وقالت فونديرلاين، خلال مؤتمر صحافي، إثر لقائها والرئيس القبرصي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، «أستطيع الإعلان عن حزمة مالية بقيمة مليار يورو للبنان»، مضيفة: «نعوّل على تعاونكم الجيد لمنع الهجرة غير النظامية ومكافحة تهريب المهاجرين»، وأكدت كذلك عزم الاتحاد الأوروبي على دعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية عبر «توفير معدات وتدريب على إدارة الحدود». إلى ذلك، أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، خلال استقباله فونديرلاين، أن لبنان ملتزم بقواعد الاشتباك، ولا يريد الحرب، وينتظر نجاح المساعي لوقف «عدوان» إسرائيل على غزة، الذي حتما سينعكس على لبنان والمنطقة. وجدد بري التأكيد «على أهمية التواصل من سائر الأطراف المعنية بمقاربة ملف النازحين مع الحكومة السورية التي بات حضورها على معظم أراضيها»...

تنامي «الجماعة الإسلامية» في لبنان يثير مخاوف داخلية وقلقاً خارجياً

تستغل الفراغ السني الذي تركه «المستقبل»..وارتباطها بـ «حزب الله» يثير تساؤلات حتى داخل صفوفها

الجريدة.. بيروت - منير الربيع ...يدفع الظهور المسلّح على مراحل متوالية لتنظيم «الجماعة الإسلامية» في لبنان الدبلوماسيين وعدداً من السياسيين اللبنانيين إلى التعبير عن مخاوفهم من تنامٍ متجدد لقوى الإسلام السياسي على الساحة اللبنانية. وكانت «الجماعة الإسلامية» قد ابتعدت منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي عن العمل العسكري، وانخرطت في التسوية السياسية التي جاء بها اتفاق الطائف، وتم حلّ الجناح العسكري لها المعروف بـ « قوات الفجر». ومع عملية «طوفان الأقصى» التي شنتها حركة حماس ضد إسرائيل، تجدد نشاط «قوات الفجر» التي كانت تدور التباسات كثيرة حولها على الساحة اللبنانية، بين من ينظر إليها كفرع عسكري منشق عن «الجماعة الإسلامية» واستمرت علاقته مع «حزب الله»، وبين من يعتبر أنها بقيت ضمن الجسم التنظيمي للجماعة. ما عزز هذا النوع من السجالات هو المواقف السياسية التي اتخذتها قيادة «الجماعة» برئاسة الأمين العام محمد طقوش والذي توجه إليه اتهامات من داخل الجماعة وخارجها بأنه قريب من «حزب الله»، بينما يعتبر آخرون أنه من دعاة التقارب الإسلامي ومعالجة ذيول الانقسام المذهبي التي تكرست إثر اندلاع الحرب الأهلية السورية. هناك من يعتبر أن مواقف طقوش والقيادة الحديثة للجماعة تنتج اعتراضات كثيرة من جانب العديد من المسؤولين في «الجماعة» الذين لا يريدون أن يكونوا محسوبين على «حزب الله»، وهناك نقاشات كثيرة داخل «الجماعة» حول كل هذه التطورات. لكن الأكيد أن «الجماعة الإسلامية» تبرز حالياً في لبنان كجسم سياسي وعسكري منظم يسعى لتعزيز حضوره على الساحة الداخلية، مستفيداً من حالة الفراغ السنّي القائم منذ تعليق «تيار المستقبل» لعمله السياسي، وفي ظل عدم قدرة أي جهة داخلية على إنتاج قوة سياسية معتدلة تسد الفراغ وتستعيد المبادرة، وفي ظل عدم اهتمام إقليمي وعربي تحديداً بإعادة إنتاج قوة سياسية سنية معتدلة، علماً أن مسار الفراغ امتد سنوات. هناك جهات عديدة توصل رسائل إلى السعودية حول ضرورة إعادة النظر في موقفها تجاه الساحة اللبنانية ولا سيما الساحة السنية، من خلال العمل على إعادة انتاج قوة معتدلة قادرة على إعادة تشكيل ميزان القوى. وإلى جانب العمليات العسكرية التي تنفذها «الجماعة الإسلامية» ضد إسرائيل، فقد شهدت مناطق لبنانية 3 استعراضات مسلحة للجماعة، الأول في بيروت وتحديداً بمنطقة الطريق الجديدة خلال تشييع القيادي في حركة حماس صالح العاروري، والثانية في مدينة صيدا بعد مقتل عدد من عناصر الجماعة في الجنوب، والثالثة امتدت من طرابلس إلى عكار في تشييع قياديين في «قوات الفجر» قضيا بغارة إسرائيلية في البقاع الغربي. ثلاثة عروض عسكرية حملت مؤشرات استدعت استنفاراً دبلوماسياً للبحث عن حقيقة واقع الجماعة وإمكانية تمددها على الساحة السنية واللبنانية وما يمكن لذلك أن يحدثه من تغييرات في المرحلة المقبلة، لا سيما أن التقارب بين «الجماعة» و«حزب الله» سيساهم أكثر في إضعاف السنة الآخرين، وإظهار التقارب السني ـ الشيعي، مما سيستدعي المزيد من الخوف لدى المسيحيين الذين سيذهبون إلى خيارات التقوقع أكثر فأكثر.

لبنان: عصابة «تيكتوكرز» تفضح الاستغلال الإجرامي لوسائل التواصل الاجتماعي

شبكات ترويج مخدرات ودعارة وسرقة وتجسّس

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب.. كشف إعلان «قوى الأمن الداخلي» في لبنان عن توقيف عصابة تعرف بـ«تيكتوكرز»، مجموعة من الناشطين على تطبيق «تيك توك»، تستدرج الأطفال لاغتصابهم. وتوظف بعض الشبكات الإجرامية وسائل التواصل الاجتماعي في أنشطتها، للإيقاع بأشخاص لبنانيين في جرائم متنوعة. وقالت «قوى الأمن الداخلي» في بيان الأربعاء، إنها أوقفت 6 أشخاص ضمن عصابة ترتكب اعتداءات جنسية بحق أطفال، ومن بين الموقوفين ثلاثة قُصَّر من ذائعي الصّيت على تطبيق «تيك توك»، وهم من جنسيّات لبنانيّة، وسورية، وتركيّة. وتواصل الأجهزة الأمنية اللبنانية تحقيقاتها مع رأس وأفراد عصابة «التيك توك» التي أوقعت عشرات الأطفال ضحايا عمليات اغتصاب وتعاطي مخدرات وترويجها. وقال مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» إن التحقيقات الأولية «بيّنت أن هذه الظاهرة ليست حديثة العهد، وتعود لأشهر طويلة، إلا أن عوامل معينة سمحت بكشفها قبل شهر وفضح المتورطين فيها». وأكد المصدر أن هذه القضية «تكتسب اهتماماً خاصاً؛ لأن مترئسي هذه العصابات اختاروا ضحاياهم من الأطفال، وعمدوا إلى تخديرهم، ومن ثم الاعتداء عليهم وتصويرهم وهم عراة من أجل تخويفهم وابتزازهم وإرغامهم على تنفيذ مطالبهم». ورأى المصدر أن القضاء «سيفرض أقسى الإجراءات والعقوبات بحق هذه العصابة وكل المتعاونين مع رموزها، خصوصاً أن بعضهم من المعروفين مهنياً واجتماعياً».

تحرك سياسي

ودفعت هذه الحادثة المستوى السياسي للتحرك. وكتب عضو كتلة «الكتائب» النائب إلياس حنكش عبر حسابه على منصة «إكس»: «رغم التحديات التي يواجهها والإمكانيات المحدودة، استطاع مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية ورئيسه المقدم باتريك عبيد توقيف عصابة من المؤثرين على (Tiktok) تعتدي جنسياً على القاصرين وتجبرهم على تعاطي المخدرات». وأضاف: «بصفتي مقرراً للجنة تكنولوجيا المعلومات، سأطالب بطرح الموضوع خلال الجلسة المقبلة».

تعقب شبكات مخدرات ودعارة

وألقت هذه الفضيحة الضوء على استغلال بعض الشبكات الإجرامية وسائل التواصل الاجتماعي، واتخاذها وسيلة للإيقاع بأشخاص لبنانيين في جرائم متنوعة، حيث تتكشف تفاصيل إضافية على صعيد النشاط الجرمي الذي يتخذ من شبكات التواصل الاجتماعي ميداناً لانتشاره، أو الاستفادة من شهرة مواقع التواصل لارتكاب جرائم. وأوضح مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن «شعبة المعلومات ومكتب مكافحة الجرائم المالية في قوى الأمن الداخلي، وكذلك جهاز الأمن العام، يعملون على تعقب شبكات خطيرة تعمل على توريط كثير من الأشخاص في جرائم متنوعة». وأشار إلى أن الأجهزة «وضعت في السنوات الثلاث الأخيرة يدها على عدد كبير من الشبكات التي تتخذ من وسائل التواصل وسيلة فعالة لاستدراج الأشخاص وتوريطهم في شبكات المخدرات والدعارة والسرقة، كما أن شبكات الموساد وعملاءها نجحت في تجنيد كثير من الشباب اللبناني عبر هذه الوسائل».

شبكات في خدمة الموساد

وقال المصدر الأمني الذي رفض ذكر اسمه، إن هذه الشبكات «استفادت من الأزمة المالية والاقتصادية، واستغلت حاجة الضحايا إلى المال، فاستسهلت عملية تجنيدهم، خصوصاً من قبل شبكات الموساد، لقاء بدلات مالية مغرية، كما أن شبكات الدعارة تستميل الفتيات لاستغلالهن وتشجيعهن على العمل في هذا المجال». وفيما تبذل الأجهزة الأمنية جهوداً كبيرة للقبض على أفراد العصابات التي باتت تنتشر في كل المناطق اللبنانية، اعترف المصدر الأمني بأن «الأزمة المالية والاقتصادية ضربت بشكل كبير قدرات الأجهزة الأمنية، وحدّت من دورها على صعيد الأمن الاستباقي»، مشيراً إلى أن «الدولة عجزت في السنوات الأخيرة عن توفير التقنيات الحديثة والمتورطة القادرة على رصد هذه الشبكات، كما حالت دون تدريب أجهزة التحقيق على مواكبة تطور أنشطة الشبكات وتعقبها وملاحقتها».

تهريب مخدرات بعلامة تجارية

وعلى صعيد الاستفادة من الشهرة في مواقع التواصل لتنفيذ الأنشطة الجرمية، قال مصدر قضائي إن الأجهزة الأمنية ضبطت قبل ثلاثة أشهر مخدرات داخل بسكويت تابع لعلامة تجارية يملكها أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، كانت في طريقها إلى تركيا، وجرى توقيفه والتحقيق معه، لكنه نفى علمه بها، وأقر بأنه يتعاطى المخدرات. وقال المصدر إن القضاء أرسل استنابة إلى مكتب مكافحة المخدرات المركزي وكلفه بالاستعانة بمن يراه مناسباً من المختبرات ومكتب الأدلة الجنائية بهدف إجراء التحقيقات التقنية، والتأكد مما إذا كان البسكويت مغلفاً بأغلفة زائفة تنتحل صفة العلامة التجارية؛ كما قال مالك العلامة التجارية المؤثر في «تيك توك»، أو أنه بالفعل تم ذلك في المصنع، إضافة إلى زوايا أخرى سيشملها التحقيق، كما قال المصدر.



السابق

أخبار وتقارير..كولومبيا تقطع العلاقات مع إسرائيل ورئيسها يختصر العالم بكلمة غزة..اعتقال 1300 شخص في الاحتجاجات الطلابية الأميركية الداعمة لغزة..عشرات الجامعات الأميركية تشهد احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين..تعرف عليها..عقوبات أميركية جديدة على روسيا بسبب استخدام "أسلحة كيميائية" ضد أوكرانيا..قوات بولندية تنتشر قرب الحدود وموسكو تستعد لرد مناسب على تحركات «ناتو»..«نقطة واحدة» تفصل بايدن عن ترامب..الصين تستعد لحرب تجارية جديدة في حال عودة ترامب..بايدن: رهاب الأجانب سبب المشاكل الاقتصادية للصين واليابان..الصين تعزّز بحريتها بحاملة طائرات جديدة..اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين في باريس خلال احتجاجات يوم العمال..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..«اليونيسكو» تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحافيين الفلسطينيين في غزة..خطة عربية من 4 مراحل لإقامة دولة فلسطينية..البيت الأبيض: فتح الرصيف البحري في غزة متوقع خلال أيام..بن غفير يدعو لإقالة غالانت بعد تعيينات جديدة في هيئة الأركان الإسرائيلية..اشتباكات بين شرطة لوس أنجلوس والطلبة المحتجين بجامعة كاليفورنيا..ارتفاع حصيلة القتلى في غزة..واعتقالات في الضفة الغربية..الأمم المتحدة: 5 في المئة من سكان غزة قتلوا أو أصيبوا..تركيا تُعلّق المعاملات التجارية مع إسرائيل..وزراء إسرائيليون يجتمعون بشأن الرهائن وخطة رفح..نادي الأسير الفلسطيني: وفاة معتقليْن من غزة بينهما رئيس قسم عظام مستشفى الشفاء..السلطة الفلسطينية في مواجهة المسلحين..«العلاقة الشائكة»..الأمم المتحدة: إعادة إعمار غزة قد تستمر للقرن المقبل..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,490,671

عدد الزوار: 7,635,697

المتواجدون الآن: 0