أخبار لبنان..لبنان يحضر في واشنطن ويستدرج دوراً فرنسياً بالجنوب..«توازن تدميري» بين إسرائيل و«حزب الله» ومفاجآت «الأرض - جو» تطلّ من جديد..أميركا كشفتْ «خريطة ثلاثية البُعد» لليوم التالي..لبنانياً..تصعيد كبير جنوب لبنان يُعيد شبح الحرب الموسعة..هوكستين يوصي بعودة الوضع شمال إسرائيل إلى ما قبل 7 أكتوبر..هل تسمح واشنطن للبنان باستجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية؟..موقف الاتحاد الأوروبي يُفاقِم أزمة لبنان مع النازحين السوريين..

تاريخ الإضافة الأحد 2 حزيران 2024 - 4:24 ص    عدد الزيارات 438    التعليقات 0    القسم محلية

        


لبنان يحضر في واشنطن ويستدرج دوراً فرنسياً بالجنوب..

الجريدة....منير الربيع.. يعيش لبنان ضياعاً سياسياً، أو صراعاً على الهوية الدبلوماسية التي يريد أن يسلكها، إذ تزامن إفشال زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت التي ركزت على الملف الرئاسي، مع زيارة وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب الى باريس ولقائه نظيره الفرنسي ستيفان سيغورنيه، بمسعى للوصول الى تفاهم حول الورقة الفرنسية المعدّة لمعالجة الوضع في جنوب لبنان، علماً بأن حزب الله كان قد وضع ملاحظات كثيرة على تلك الورقة. وفي مقابل هذا التنازع اللبناني حول دور باريس، هناك حالة انتظار لما ستقوم به الولايات المتحدة، لا سيما أنها معنيّة بوساطة عبر المبعوث الرئاسي آموس هوكشتاين للوصول الى اتفاق، حيث أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأول، التزام بلاده بالعمل على إيجاد حل للحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية. ولا يزال لبنان في حالة تجاذب مع نفسه حول ما إذا كان سيختار المسار الفرنسي أم الأميركي، لكن بالنسبة إلى فرنسا، يبدو أن المسار متعثّر أيضاً إسرائيلياً، خصوصاً أن «الخارجية» الفرنسية أعلنت، قبل أيام، أنها لم تتلقّ ردا من إسرائيل على الورقة الفرنسية. صحيح أنه تم إفشال باريس «رئاسياً»، ولكن، وفق مصادر، فإنه بناء على نصائح عديدة قرر لبنان أن يعيد استدراج الدور الفرنسي حدودياً، لمجموعة أسباب، أهمها أن فرنسا تمثّل صوتاً في مجلس الأمن، ويمكنها أن تتخذ مواقف مساندة للبنان، رغم الرهان على دور أميركا في إنجاز الاتفاق. وما ترتكز عليه النصائح هو أن باريس يمكنها أن تكون عنصراً مسهّلاً ومتضامناً، ولعدم ترك الساحة أمام واشنطن التي يَعتبر رأي لبناني أنها غالباً ما تراعي المصالح الإسرائيلية. وفي هذا الإطار، شهد لبنان نقاشات تخللتها نصائح للمعنيين بضرورة استعادة الاهتمام الفرنسي حدودياً، خصوصاً أن باريس في مقترحها تشير الى استعادة تفاهم 1996، وهو التفاهم الذي شرعن عمل حزب الله المسلح تحت شعار المقاومة ووضع قواعد اشتباك. هذه النصائح تلقّفها حزب الله باعتبار أنه يريد المحافظة على شرعية عمله المسلح وقواعد الاشتباك. في المقابل، ينتظر لبنان هوكشتاين، اذ إن القناعة اللبنانية لا تزال تعتبر أنه سيتوجه الى لبنان فور توقّف الحرب في غزة، لمباشرة المساعي وفق مقترح المراحل الثلاث الذي تقدّم به سابقا، والذي ينص أولا على عودة السكان الى منازلهم على ضفتَي الحدود، مع تعزيز قوة الجيش اللبناني، وثانياً تقديم حزمة اقتصادية للبنان، وتوقيع اتفاق يرسم نهائياً الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل. كل ذلك يفيد بأن المساعي مجمدة بانتظار الحرب في غزة، في المقابل، فإن التصعيد يتواصل بين إسرائيل وحزب الله الذي أسقط أمس مسيّرة إسرائيلية من نوع هرمز 900 المتطورة، وقد يصل هذا التصعيد لمرحلة خطيرة، ولن يكون له قدرة على لجمه مستقبلا، لا سيما أن الإسرائيليين يضعون مهلة زمنية لإعادة سكانهم الى الشمال، وهنا تكشف معطيات دبلوماسية أن لبنان تلقى رسالة تهديد جديدة أخيراً مفادها أن إسرائيل لن تستجيب لكل الضغوط لوقف استهداف حزب الله ومواقعه، وفي حال عدم تقديم تنازلات جدية، فإن مسار الحرب سيطول لأشهر. جزء من هذه المعطيات والنقاشات ستناقشه السفيرة الأميركية ليزا جونسون في شهادتها أمام «الكونغرس»، وسيبحثه أيضاً قائد الجيش جوزيف عون الذي سيزور العاصمة الأميركية قريبا.

«توازن تدميري» بين إسرائيل و«حزب الله» ومفاجآت «الأرض - جو» تطلّ من جديد

أميركا كشفتْ «خريطة ثلاثية البُعد» لليوم التالي..لبنانياً

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

-... هذه خطة واشنطن لـ «خفض تأثير إيران» في لبنان

- ماذا وراء استخدام نصرالله «لغة الأحجام» بوجه خصومه في الداخل؟

... ماذا بعد الارتقاء الأكبر الذي شهدتْه جبهة جنوب لبنان في الساعات الماضية في الوقت الذي تقف حرب غزة أمام مفترق جديد شكّله «مقترح بايدن» لوقفٍ مستدام لإطلاق النار وتبادُل الأسرى وإعادة الإعمار؟...

سؤالٌ تردّد بقوّةٍ أمس على وقع دخول الـ «ميني حرب» المفتوحة جنوباً منذ نحو 8 أشهر منعطفاً جديداً يتم وضْعه بحدّه الأدنى في سياق ترسيمٍ مدوٍّ لـ «توازنِ تدميرٍ» يظهّره «حزب الله» بأوضح صورة وبـ «أثقل» الاستهدافات في الأرض والجو، وفي حدّه الأقصى على أنه «رياح تسخينية» سبّاقة لموجةِ تصعيد كبرى تُسابِق منذ 7 اكتوبر 2023 جهوداً ديبلوماسيةً وأكثر من «خط طوارئ» جرى مدّه - حتى بين قوى دولية وإقليمية على ضفتيْ نقيض - للإمساك بدفّة المواجهات وتَفادي تفلُّت الحدود اللبنانية – الإسرائيلية من «ضوابط ذاتية» تتشابك فيها اعتباراتُ أكلاف الانفجار الشامل مع ملامح «شبكة أمانٍ» نُسجتْ في الكواليس، وعلى طرفيْها كلٌّ من الولايات المتحدة وإيران. فغداة ضرْب «حزب الله» ما أعلنتْ إسرائيل أنه «هدفٌ إستراتيجي خارج التوقّعات» جرى فرْضُ «رقابة عسكرية على طبيعته والأضرار التي وقعتْ فيه» وتوسيعه حزام النار ليطال المستوطنات التي لم يتمّ إخلاؤها في الجليل الغربي، بدا أن الحزبَ اختار «الردّ بالنار» على إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه «أعطى تعليمات للجيش بتوسيع مستوى الضربات على لبنان»، فمضى في رفْع وتيرة استهدافاته وتطويرها كمّاً ونوعاً والتي كان أبرزها أمس استهداف مقر قيادة اللواء الشرفي 769 (معسكر جيبور) في مستوطنة كريات شمونة بصواريخ «بركان» الثقيلة ما تسبب بأضرار كبيرة فيه، وإسقاطه مسيّرة نوع «هيرمز 900»، التي تُعتبر من أكبر وأغلى الطائرات التي يملكها الجيش الإسرائيلي، بصاروخ أرض – جو، وهي شوهدت تهوي على أرض الجنوب محدثة حريقاً في المكان، وقد تمكن شاب من سحب جناح الطائرة قبل شن غارة إسرائيلية على بقاياها.

«اليوم التالي»!

وتمّ التعاطي مع هذه «النقلة» من «حزب الله» على أنها في سياق مزدوج:

- أوّله ملاقاة تَمادي تل أبيب في تَوَحُّشها الذي كان طاول الجمعة فريق إسعاف (تابعا للهيئة الصحية الإسلامية في «حزب الله») في بلدة الناقورة ما أدى إلى سقوط عنصر وجرْح آخَر، ومدنيين جُرحوا في بلدة عين قانا بغارةٍ أدت إلى مقتل عنصر في الحزب، وقبْلها اعتداء جوي على أطراف بلدة عدلون أدى إلى سقوط المواطنة أم مهدي عبود وإصابة عدد من الجرحى وتدمير المنزل المستهدَف، وعلى الخيام حيث تم ضرب سوبرماركت ما تسبّب في اندلاع حريق. واستمرّ التصعيد الإسرائيلي أمس، بقصفٍ عنيف وواسع النطاق لعدد كبير من قرى الجنوب الأمامية واستئناف «اغتيالات الدراجات النارية» وضرب «بيك اب» عند أطراف بلدة صريفا - دير كيفا، وتحويل قرى في عينها هدفاً لضربات متسلسلة على غرار ما شهدته منطقة دردريه (الواقعة بين حومين الفوقا وعين قانا)، إلى جانب استهداف منطقة بين بلدتي حاروف وجبشيت في قضاء النبطية بغارة أدت الى وقوع إصابات.

- والثاني «ربْط نزاعٍ» في الميدان المشتعل مع الطروحات التي يُراد أن تكون بمثابةِ المَدرج لـ «هبوط آمِن» يَنقل جبهة الجنوب إلى كنفِ ترتيباتٍ أمنية تشتمّ منها «الممانعة» محاولة للحصول بالديبلوماسية على مكتسباتٍ لا تعبّر عن وقائع الأرض وموازينها، وذلك فقط على قاعدة أن إسرائيل لوّحت بالتصعيد و«بالضغط على الزناد» ما لم تتحقق رؤيتها للحلّ على حدودها الشمالية.

وكان الأكثر تعبيراً عما يُعدّ لـ«اليوم التالي» لبنانياً ما أعلنه الرئيس جو بايدن من أن «واشنطن ستساعد في صوغ حلّ على الحدود اللبنانية»، في الوقت الذي كان مستشاره لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين، الذي يخوض مفاوضات مكوكية حول جبهة الجنوب، يكشف في مقابلة مع مؤسسة «كارنيغي» للسلام الدولي مرتكزات مسار مزدوج يعمل عليه بالتوازي منذ 7 أكتوبر ويقوم على:

- المدى الآني لجهة إبقاء الهجمات والردود بين إسرائيل وحزب الله، في نطاق لا يسمح لها بالانتشار بما يؤدي «إلى صراع أوسع وحرب نشطة كاملة بين إسرائيل ولبنان قد تمتد إلى أجزاء أخرى من الشرق الأوسط»، مع التحذير من «أن خطأ في الحساب أو حادثاً لصاروخ يخطئ الهدف فيصيب حافلة مليئة بالأطفال أو هدفاً مدنياً آخَر مثلاً، قد يجبر النظام السياسي في أي من البلدين على الرد بطريقة تؤدي بنا إلى الحرب. رغم أن كلا الجانبين ربما يَفهم أن حرباً أوسع أو أعمق ليست في مصلحة أي منهما».

- والمدى «المستدام» الذي يستند إلى «خريطة طريق» يعمل عليها بحيث يكون هناك «اتفاق جاهز» لإسقاطه على جبهة الجنوب، في اللحظة المناسبة «وقد يكون ذلك مرتبطاً بحرب غزة وربما لا، وذلك على قاعدة عودة الاسرائيليين بأمان إلى منازلهم في الشمال، وعودة سكان جنوب لبنان إلى مناطقهم واستعادة لبنان الازدهار الاقتصادي والأمني». وبرز في هذا السياق تأكيد هوكشتاين أن أي اتفاقٍ لا بد ان يكون في اتجاه التطبيق الكامل للقرار 1701 ومع مراعاة عدم إمكان العودة إلى «ستاتيكو» 6 أكتوبر فـ«إسرائيل لن تسمح بذلك بسبب الواقع الجديد على الأرض» وهذا ما يستوجب «عقد اتفاق أوسع يتمّ على مراحل عدة، تنتهي بترسيم الحدود البرية بين لبنان إسرائيل». وحرص الموفد الأميركي على تأكيد أن هذا المسار يقوم على «سيبة ثلاثية» لا يمكن عزل مرتكزاتها الأمنية والاقتصادية والسياسية، وتعبّر عنها المراحل الثلاث من الاتفاق المُراد بلوغه، و«ملحقه الرئاسي». فـ «المرحلة الأولى أمنية وهي القيام بما يكفي للسماح للمجتمعات الشمالية في إسرائيل بالعودة إلى منازلهم، والمجتمعات الجنوبية في لبنان بالعودة إلى بيوتهم، مع رؤية للمستقبل تقوم على تعزيز القوات المسلحة اللبنانية (لنشرها جنوباً) وهذا يتطلب كمية هائلة من التدريب والتجهيز، وهذا يأخذ وقتاً. ولذا سنبدأ في إجراء تلك المحادثات قبل الوصول إلى اتفاق».

والثانية هي «حزمة اقتصادية للبنان تتعلق بضمان أن المجتمع الدولي يُظْهِر للشعب اللبناني أننا نستثمر فيهم لفتح فصل جديد (...) وقد وَضَعنا حزمة يمكن أن تؤمن 12 ساعة من الكهرباء للبنانيين في فترة قصيرة».

والثالثة هي الحدود البرية «والتأسيس، للمرة الأولى على الإطلاق، لحدود معترَف بها بين البلدين، وأعتقد أن ذلك سيساعد كثيراً»، متداركاً أنه «لا يتوقع سلاماً دائماً بين حزب الله وإسرائيل، ولا أعتقد أن هذا مطروح».

وفي موازاة ذلك، أكد هوكتشاين أنه «إذا لم يكن لدى لبنان العمود الفقري الاقتصادي للاستقرار والنمو، فسيسقط في الفوضى وسيقع تحت تأثير قوى إقليمية أخرى»، داعياً في الوقت نفسه إلى «مساعدة اللبنانيين على تطوير المساحة لاختيار رئيس للجمهورية، ثم دعْم الاقتصاد وجيش قوي، وعندها أعتقد أنك ستشاهد أن قدرة إيران أو أي شخص آخَر على التأثير على لبنان ستنخفض، بدل أن ترتفع».

«لغة العد»

ولم يكن عابراً بإزاء هذه «الخطة» الأميركية متعددة البُعد أن يقارب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد نصرالله الأمر في إطلالته الجمعة، حيث تحدّث عن «إغراءات للبنان» بلسان بعض المسؤولين الأميركيين، وواحدة منها «أنه إذا ذهبنا باتجاه وقف الحرب وكذا، نعود لِنحرك قصة آبار النفط والاستخراج وموضوع الكهرباء»، معتبراً «أن هذا يجب أن يكشف للبنانيين أن الأميركي هو شريك ‏في صنْع هذه المعاناة لأنه منع الغاز المصري والفيول الإيراني ومنع أي مساعدة وحتى عطّل من ‏خلال الأكاذيب والنفاق الذي مارستْه بعض الشركات في موضوع حقول النفط في المياه اللبنانية».‏ وإذ جزم نصرالله بأن جبهة الجنوب تواصل عملها «وهي جزء من المعركة التي تصنع مصير فلسطين ولبنان والمنطقة»، برز توجّهه الى معارضي «حزب الله» الذين يعتبرون أن غالبية الشعب اللبناني لا تؤيد فتْح جبهة الجنوب بلغة «يا منرجع نعدّ يا كل واحد يعرف حجمه». وتابع «على مدى أسابيع و في مناسبات عديدة كُنا نسمع بعض المرجعيات الدينية والسياسية والزعماء ‏أو ما شاكل في لبنان، تقول: هذه المعركة لا يريدها كل الشعب اللبناني، لم يخترها الشعب اللبناني. وهذا غير صحيح (...) اسمحوا لي، لا اريد أن أتواضع فنحن نعتبر ‏أنفسنا أكبر حزب في لبنان ونلنا أكثر أصوات تفضيلية ولدينا أكبر قاعدة شعبية في لبنان، لكن ولا يوم ‏تحدثنا بلغة أكثرية الشعب اللبناني (...) وإذا قلْنا لنتحدّث أرقاماً، ما دامت القصة غالبية وأقلية، يقولون لنا، رجعتو تعدّو، فإما نعود إلى العدّ وإما كل واحد يعرف حجمه ويتحدّث عمّا وبما يمثّل». وإذ عاد في ملف الانتخابات الرئاسية إلى «الفيتو الخارجي والتدخل الخارجي الذي يُقدّم نفسه بعنوان مُساعِد وهو ليس مساعداً، بل هو معرقل ومُعطِّل في كثير من الأحيان»، مؤكداً «أن لا علاقة للمعركة في الجنوب وفي غزة بانتخاب الرئاسة في لبنان»، اعتبر خصوم الحزب «أن لغة الأحجام» التي استخدمها نصرالله وإعلان «نحن الأقوى والأكبر» تنسف واقعياً كل الدعوات الى الحوار التي تتمسك بها «الممانعة» في ملف الرئاسة باعتبار أنه يجعل من خلالها أي نقاش محكوم من وجهة نظره بـ «موازين القوى» كما يفسّرها.

«حزب الله» يعلن إسقاط مسيرة إسرائيلية في جنوب لبنان

الراي.. أعلن حزب الله، اليوم السبت، إسقاط مسيرة إسرائيلية في أجواء جنوب لبنان، وذلك في إطار القصف المتبادل مع الجيش الإسرائيلي على خلفية الحرب في قطاع غزة. وقال الحزب في بيان إن مقاتليه «بعد رصد وترقب ومتابعة دقيقة لمسيرات العدو التي تقوم بالاغتيالات واستهداف المنازل تمكن مجاهدو المقاومة الإسلامية اليوم من إسقاط مسيرة من نوع هرمز 900 التي تعتدي على أهلنا وقرانا واستهدفوها بالأسلحة المناسبة فوق الأراضي اللبنانية». وأشار مصدر عسكري لبناني لوكالة أنباء (( شينخوا)) إلى إن صاروخ أرض جو أطلق من جنوب لبنان باتجاه مسيرة إسرائيلية وقد أصابها بشكل مباشر، حيث شوهدت النيران تندلع فيها لتسقط في أحد الحقول إلى الجنوب من مدينة النبطية بجنوب لبنان.

جرحى بينهم أطفال في غارات إسرائيلية في جنوب لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط».. قصف الجيش الإسرائيلي، السبت، قرى في جنوب لبنان ما تسبّب بإصابة عدد من الأشخاص بجروح، بينهم أطفال، وفق هيئة صحية تابعة لجماعة «حزب الله»، بعد ساعات من تبني الجماعة هجمات على شمال إسرائيل وإعلانها إسقاط مسيرة إسرائيلية. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن غارة إسرائيلية أوقعت سبعة جرحى في بلدة صديقين في منطقة صور. وقال مصدر في «الهيئة الإسلامية الصحية التابعة لـ(حزب الله)»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نقل 16 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 4 سنوات و14 عاماً، إلى المستشفيات نتيجة إصابتهم بجروح» في الغارة. وأضاف أن الضربة التي تمّت «بطائرة حربية إسرائيلية» استهدفت حياً في القرية، وكانت قريبة من البيوت. وكانت غارة إسرائيلية، صباح السبت، على بلدة مجدل سلم بجنوب لبنان أدّت إلى إصابة شخصين بجروح، بحسب مصدر في الهيئة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرة تابعة له قصفت مقاتلين من «حزب الله» في مجدل سلم. وجاء ذلك غداة مقتل أربعة أشخاص، الجمعة، في غارات إسرائيلية في جنوب لبنان، هم امرأة ومسعف وعنصران اثنان من «حزب الله». وتحدّثت «الوكالة الوطنية اللبنانية» للإعلام، السبت، عن «تصعيد خلال الليل الفائت للتعديات» الإسرائيلية، مشيرةً إلى أن «قرى القطاعين الغربي والأوسط عاشت ليلاً ساخناً». وأضافت أن الغارات الإسرائيلية تسبّبت في «أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والمنازل غير المأهولة». وأشار الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، إلى أن طائراته استهدفت «مصالح مهمّة لحزب الله» في مناطق مختلفة في جنوب لبنان، مساء الجمعة، ردّاً على «إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل». من جهة أخرى، أعلن «حزب الله»، السبت، إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية فوق جنوب لبنان. وقال، في بيان، «بعد رصد وترقب ومتابعة دقيقة لمسيّرات العدو التي تقوم بالاغتيالات واستهداف المنازل الآمنة»، كَمَنَ مقاتلوه لمسيّرة من نوع «هرميس 900»، واستهدفوها «بالأسلحة المناسبة فوق الأراضي اللبنانية حيث تم إسقاطها». وأكّد الجيش الإسرائيلي أن «صاروخ أرض - جو أطلق باتجاه طائرة مسيّرة كانت تعمل في المجال الجوي اللبناني»، مشيراً، في بيان، إلى أن «الطائرة أصيبت وسقطت في الأراضي اللبنانية» وأن «الحادثة قيد المراجعة». وأسقط «حزب الله» طائرات مسيّرة عدّة منذ بدء الحرب من طرازي «هرميس 900» و«هرميس 450»، كان آخرها في أبريل (نيسان). وفي وقتٍ سابق، السبت، أعلن الحزب شنّ «هجوم جوي بمسيّرات انقضاضية على ثكنة يفتاح» في شمال إسرائيل. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) في قطاع غزة، يتبادل «حزب الله» وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي. وقُتل نحو 450 شخصاً على الأقلّ في لبنان حتّى الآن منذ بدء التصعيد، بينهم أكثر من 80 مدنياً و291 مقاتلاً من «حزب الله»، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، يستند إلى بيانات «حزب الله» ومصادر رسمية لبنانية. ومن بين القتلى نحو 20 مسعفاً، عشرة منهم من «الهيئة الصحية الإسلامية». وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 14 عسكرياً و11 مدنياً.

تصعيد كبير جنوب لبنان يُعيد شبح الحرب الموسعة

تعليمات من نتنياهو بتوسيع نطاق الضربات و«حزب الله» يُسقط مسيّرة

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. 24 ساعة من النار والمواجهات المحتدمة شهدتها جبهة الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي، وذلك بعدما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعطى تعليمات للجيش بتوسيع وتشديد الضربات على لبنان.

«حزب الله» يُسقط مسيّرة

وبعد ليلة عنيفة، قصف خلالها الطيران الإسرائيلي أهدافاً في قرى لبنانية، بعيداً عن ساحة المواجهة (بلدة عدلون شمال نهر الليطاني) تصاعدت، السبت، حدة المواجهات بشكل كبير. وكانت إسرائيل قد صعّدت ليل الجمعة - السبت، من قصفها الجوي لقرى في القطاع الغربي، ما أدى إلى مقتل سيدة، وسقوط عدد من الجرحى، ودمار كبير. وفي أعقاب هذا التصعيد، شنّ «حزب الله»، السبت، مجموعة عمليات كان أبرزها إسقاطه بصاروخ «أرض - جو» مسيّرة إسرائيلية شوهدت تهوي على أرض الجنوب، محدثة حريقاً في مكان سقوطها. وأعلن الحزب أنه كَمَنَ لـ«مسيّرة من نوع هرمز 900، التي تعتدي على أهلنا وقرانا واستهدفها بالأسلحة المناسبة فوق الأراضي اللبنانية حيث تم إسقاطها». وأقرّت إذاعة الجيش الإسرائيلي بـ«إسقاط مسيّرة من نوع كوخاف هيرمز 900 بصاروخ أرض - جو أطلقه (حزب الله)»، موضحة أنّ «المسيّرة التي أسقطت هي واحدة من أكبر وأغلى الطائرات التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي». ولفتت الإذاعة إلى أنّ «هذه هي المرة الرابعة التي يتمكن فيها (حزب الله) من إسقاط مسيّرة هجومية منذ بداية الحرب».

أضرار كبيرة في كريات شمونة

كما أعلن الحزب استهداف مقر قيادة «اللواء 769» في ثكنة كريات شمونة، بصواريخ «بركان» ثقيلة، ما أدى إلى اندلاع النيران فيه وتدمير جزء منه. وأقرّت بلدية كريات شمونة، بعد العملية الصاروخية الأخيرة لـ«حزب الله» باتجاه المستوطنة، بأنّ «أضراراً جسيمة لحقت بالبنية التحتية والممتلكات والمركبات نتيجة سقوط صواريخ في المدينة». وأوضحت البلدية أنّ «التعليمات لسكان كريات شمونة - الذين بقوا في المدينة - هي البقاء بالقرب من المناطق المحمية». إلى ذلك، اعترفت إذاعة الجيش الإسرائيلي بإصابة مبنيَين، أحدهما عسكريّ، بقصف صاروخي من لبنان على كريات شمونة. وفي بيانات متلاحقة، أعلن الحزب عن استهداف موقع البغدادي ومبنى يتموضع فيه جنود العدو في مستعمرة نطوعة، والتجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع المرج، ومرابض مدفعية العدو في خربة ماعر، وانتشار لجنوده في محيطها. وأعلن أنه شنّ هجوماً جوياً بمسيّرات انقضاضيّة على التموضع المستحدث للفصيل المدرع شمال ثكنة يفتاح، واستهدف «أماكن تموضع واستقرار ضباط العدو وجنوده».

قصف دراجات نارية وقرى

في المقابل، وبالتوازي مع توسيع رقعة قصفها لقرى وبلدات جنوبية، عادت القوات الإسرائيلية لتركز على قصف الدراجات النارية. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن مسيّرة نفذت غارة على دراجة نارية على طريق «أكاسيا - مجدل سلم» في قضاء مرجعيون، وعملت فرق «الهيئة الصحية الإسلامية» على نقل شخصين، أصيبا، من مكان الغارة، كما استهدفت غارة، بصاروخ موجه، دراجة نارية على طريق عام «حاروف - جبشيت» غرب مدينة النبطية. وشن الطيران الإسرائيلي غارات على بلدة الخيام، وعلى القنطرة في قضاء مرجعيون، كما نفذت طائرة مسيّرة غارة على محيط مسجد بلدة بارين الحدودية في القطاع الغربي، وغارة على منطقة دردرية الواقعة قرب حومين الفوقا. وتحدثت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» عن «إصابة عدد من المواطنين اللبنانيين إثر غارة صهيونية على صديقين جنوب لبنان». في هذا الوقت، أعلن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن «الحرب التي يخوضها (حزب الله) دعماً لدواعش (حماس) في غزة تكلف لبنان أكثر من 10 ملايين دولار يومياً، نفقات مباشرة وغير مباشرة، وذلك وفقاً لعدد من التقارير البحثية المختلفة».

دوافع نتنياهو

وحول احتمالات توسعة الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، يقول مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية» الدكتور سامي نادر، إن «الاعتبارات والأهداف لدى (حزب الله) وإسرائيل باتت مختلفة تماماً، خاصة بعدما باتت أولوية تل أبيب الإفراج عن الرهائن، وتدمير القدرة العسكرية لحركة (حماس)، والحد من التوتر مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن؛ ولذلك تقدم نتنياهو بمقترح لوقف إطلاق النار، سبق لـ(حماس) أن وافقت عليه». وقال نادر لـ«الشرق الأوسط» إن «مناطق شمال إسرائيل باتت شبه خالية، ومن ثم فالمنطقة المعزولة التي كانت تريدها إسرائيل داخل لبنان باتت في أراضيها، ما يشكل تهديداً أمنياً ووجودياً لها، يدفع كثيرين للدعوة إلى توسيع الحرب مع لبنان». ورأى نادر أنه «إذا كان نتنياهو يحاول إطالة أمد الحرب، بعدما بات محشوراً في غزة، فإنه يمكن أن يستفيد من الجبهة المفتوحة مع لبنان في محاولة للخروج من الانسداد الذي وصل إليه في غزة».

هوكستين يوصي بعودة الوضع شمال إسرائيل إلى ما قبل 7 أكتوبر

هل تسمح واشنطن للبنان باستجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية؟

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.. يستعد الوسيط الأميركي آموس هوكستين لتشغيل محركاته بين بيروت وتل أبيب، فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو إلى هدنة مديدة على الجبهة الغزاوية، سعياً وراء تسويقه لخطة متكاملة تُطبّق على مراحل لتهدئة الوضع في جنوب لبنان، خصوصاً وأنه توصل في تنقلاته السابقة بين إسرائيل ولبنان إلى مشروع اتفاق لم يعد ينقصه، كما يقول مصدر نيابي رفيع لـ«الشرق الأوسط»، سوى وضع اللمسات الأخيرة عليه، في حال نجح الضغط الأميركي في منع إسرائيل من توسعة الحرب التي أخذت تتدحرج نحو خروجها على قواعد الاشتباك، في ضوء تبادل القصف الصاروخي بينها وبين «حزب الله» الذي بدأ يطاول العمقين اللبناني والإسرائيلي، ويكاد يخرج عن السيطرة عليه.

تطبيق القرار 1701 وإنهاء الخروق الإسرائيلية

فرئيس المجلس النيابي نبيه بري هو من يتولى التفاوض مع هوكستين، بالإنابة عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي و«حزب الله»، ويقوم بالتنسيق معهما في كل شاردة وواردة لقطع الطريق على من يحاول المزايدة عليه، وينطلق في تفاوضه، كما قال لـ«الشرق الأوسط»، من التزام لبنان بتطبيق القرار الدولي 1701 أساساً للتوصل إلى اتفاق مرحلي بوساطة أميركية؛ لإعادة الهدوء على امتداد جبهة جنوب لبنان، شرط تقيُّد إسرائيل به وامتناعها عن مواصلة خرق أجوائه براً وبحراً وجواً. وتوقف الرئيس بري أمام قول الوسيط الأميركي إن المرحلة الأخيرة من الاتفاق تتعلق بالحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، ورأى أن الإطار العام للاتفاق ينطلق من الالتزام بتطبيق القرار 1701، وإنهاء الخروق الإسرائيلية للنقاط التي ما زالت موضع اختلاف، وعددها 6 نقاط، وهي جزء من سيادة لبنان على أرضه، و«سبق أن اعترضنا عليها وسجَّلنا تحفظنا لجهة أن الخط الأزرق لا يُعدّ خط الانسحاب الشامل، ما لم ترضخ إسرائيل لمطالبتنا بالانسحاب منها استكمالاً لإخلائها لعدد من النقاط الخاضعة للسيادة اللبنانية والمعترف بها دولياً».

إعادة النازحين من الطرفين

وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر لبنانية شبه رسمية مواكبة لما آلت إليه المفاوضات التي كان تولاها الرئيس بري، أن المرحلة الأولى من مشروع الاتفاق الحدودي الذي توصل إليه الوسيط الأميركي في تنقلاته السابقة بين بيروت وتل أبيب، تقضي بالعودة بالوضع على الجبهة الجنوبية إلى ما كان عليه قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ أي قبل قيام حركة «حماس» باجتياح المستوطنات الإسرائيلية الواقعة ضمن غلاف غزة، ومبادرة «حزب الله» إلى مساندتها، رداً على الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة. وأكدت المصادر نفسها أن التزام إسرائيل و«حزب الله» بالمرحلة الأولى من «اتفاق الحدود»، كما سمّاه هوكستين، سيؤدي حتماً إلى إعادة الذين نزحوا من البلدين على جانبي الحدود اللبنانية - الإسرائيلية إلى بلداتهم وقراهم، على أن تُستكمل العودة بتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية، بما في ذلك التجنيد والتدريب والتجهيز، ليكون في وسعها ضبط الوضع جنوب الليطاني بالتعاون مع القوات الدولية «يونيفيل». ولفتت إلى أنه بمجرد التدقيق في مضامين المرحلة الأولى، لا بد أن نلاحظ أنْ لا ذكر لأي إشارة تتحدث بصراحة عن انسحاب «قوات الرضوان» التابعة لـ«حزب الله» من جنوب الليطاني، إلا إذا كانت العودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر الماضي تعني أنه لم يعد من ضرورة لوجودها بهذه الكثافة، على الأقل بما يتعلق بنوعية السلاح الذي تمتلكه في هذه المنطقة.

الوعود الاقتصادية

وبالنسبة إلى المرحلة الثانية المتعلقة بالحزمة الاقتصادية الموعودة للبنان، كشفت المصادر السياسية عن أن واشنطن تبدي استعدادها لأن تعيد النظر بموقفها بعدم السماح للبنان باستجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر عبر سوريا، لرفع منسوب التغذية بالتيار الكهربائي، بذريعة الالتزام بقانون «قيصر» الذي يفرض عقوبات أميركية على النظام السوري. وقالت المصادر إن سماح واشنطن للبنان باستجرار الكهرباء والغاز يأتي متأخراً، بخلاف ما تعهدت به سابقاً بلسان الوسيط الأميركي، في مقابل إنجاح مهمته للوصول إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. وسألت: هل تلتزم بموقفها أم تنقلب عليه في اللحظة الأخيرة؟

مصير كفرشوبا ومزارع شبعا

وتبقى المرحلة الثالثة المتعلقة بتحديد الحدود اللبنانية - الإسرائيلية على قاعدة الالتزام بالقرار 1701، والتي ستكون موضع ملاحقة من قبل الرئيس بري؛ كونها تشكل الممر الإلزامي للانتقال إلى الحل المستدام للاتفاق الحدودي بين البلدين، وهذا ما يفتح الباب أمام السؤال عمّا إذا كانت هذه المرحلة ستعيد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا إلى السيادة اللبنانية، في ضوء تضارب المعلومات حول مدى استعداد إسرائيل للانسحاب منهما، أو ترحيل بحثهما إلى مرحلة لاحقة، لأنهما ليستا مشمولتين بالقرار 1701، خصوصاً أن الوفود النيابية التي زارت واشنطن مؤخراً نقلت عن هوكستين قوله إن الأولوية محصورة بتهدئة الوضع على طول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية لمنع توسعة الحرب، وأنْ لا مجال للبحث في المزارع ما دام النظام في سوريا يعدّها جزءاً من أراضيه.

موقف الاتحاد الأوروبي يُفاقِم أزمة لبنان مع النازحين السوريين

عَدَّ شروط عودتهم الآمنة والطوعية غير متوفرة

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب.. أدت مواقف الاتحاد الأوروبي إلى تعميق أزمة لبنان مع النازحين السوريين، خصوصاً بعد التصريح الأخير للناطق باسم الاتحاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لويس ميغيل بوينو، الذي أكد فيه أنّ «الاتحاد الأوروبي يتفق مع الأمم المتحدة على أن شروط العودة الآمنة والطوعية والكريمة ليست موجودة الآن». ورفض بوينو ما سماها «السرديات» التي «تدّعي أن النازحين السوريين في بعض البلدان هم أنفسهم المشكلة»، مؤكداً أنهم «ضحايا الصراع في سوريا». ولم يأخذ هذا الموقف في الحسبان رأي الدولة اللبنانية الذي عبّر عنه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب في بروكسل قبل أيام، والذي شدد على «إعادة النازحين إلى بلادهم بشكل سريع»، وأعاد التذكير بأن «لبنان بلد عبور، وليس بلد لجوء».

شرف الدين: توزيع عادل للنازحين

رأى وزير شؤون المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين أن «أي مقاربة في موضوع النازحين يجب أن تشمل البروتوكولات الدولية والقانون المحلّي الذي يتماهى مع المعاهدات الدولية التي وقَّع عليها لبنان». وقال شرف الدين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن لبنان «يتمسك بالموقف الذي عبَّر عنه وزير الخارجية في مؤتمر بروكسل، حيث طالب بتقاسم الأعباء، أي بالتوزيع العادل للنازحين على دول العالم المنتمية إلى الأمم المتحدة، كما طالب بتسليم داتا المعلومات الخاصة بالنازحين»، مشيراً إلى أن لبنان «يصرّ على عودة النازحين إلى بلادهم أو ترحيلهم إلى بلد ثالث». ويرفض لبنان الرسمي رفضاً مطلقاً ربط ملف النزوح بالحلّ السياسي في سوريا. وشدد وزير شؤون المهجرين على «ضرورة إعادة بناء المناطق والبلدات المدمرة في سوريا، لتصبح صالحة للسكن، ويعود أصحابها إليها»، داعياً إلى «فصل السياسة عن ملف النازحين، وعدم ربط عودتهم بتغيير النظام داخل سوريا»، مشدداً على أهمية «تسهيل القوافل البحرية الشرعية إلى 194 دولة عضواً في الأمم المتحدة». ورأى أنه «لا بد من تشكيل لجنة ثلاثية بين لبنان وسوريا ومفوضية اللاجئين لحلّ هذه الأزمة، ورفع العقوبات عن سوريا لأنها تشكل عائقاً أساسياً أمام عودتهم».

الصائغ: عواقب وخيمة على لبنان

بينما تتفق كلّ الأطراف اللبنانية على حتميّة حلّ مشكلة النزوح، بخلاف الموقف الدولي منها، لا يرى الباحث في السياسات العامة واللجوء والهجرة، زياد الصائغ، جديداً في تصريح الاتحاد الأوروبي الذي يربط عودة النازحين بالحلّ السياسي وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، لكنه دعا إلى «التنبه إلى أن استدامة أزمة اللاجئين في لبنان تنذر بعواقب وخيمة على لبنان على المستويين الإقليمي والدولي». وأكد الصائغ لـ«الشرق الأوسط» أن «مقاربات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تصبّ في صالح معالجة العوارض لا الأسباب، وبهذا المعنى يجب أن ينتهج لبنان مساراً دبلوماسياً متعاوناً مع الاتحاد الأوروبي، يطرح فيه بدقة عوائق العودة التي تفرضها قوى الأمر الواقع في سوريا ضمن التحالف الروسي الإيراني مع نظام بشار الأسد»، مطالباً بـ«ضرورة الذهاب باتجاه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأن نأخذ في الحسبان اختراق المسار الدبلوماسي المعطل في جنيف، ومحاولة الدفع نحو تحريكه بالتزامن مع توجه لبنان نحو جامعة الدول العربية، التي شكلت مجموعة الـ5+ 1، وناقشت مشكلات أساسية مع النظام السوري، منها وقف تصدير الممنوعات، وإعادة اللاجئين إلى بلادهم، وبدا واضحاً أن النظام السوري لم يلتزم بأي شيء مما تعهد به».

مسؤولية «حزب الله»

أضاف الصائغ: «نحن أمام أزمة معقدة، أحد عناصرها الحل السياسي في سوريا وفق القرار 2254، وتفعيل المسار الإقليمي من خلال جامعة الدول العربية»، ورأى أن «ما تحذر المنظومة السياسية في لبنان من الحديث عنه هو أن فريقاً لبنانياً؛ أي (حزب الله)، يحتل جزءاً من سوريا، خصوصاً خلف الحدود الشرقية والشمالية المتاخمة للبنان، وأن خروج الحزب مع الميليشيات الشيعية منها يسهل عودة هؤلاء النازحين، على أن تكون العودة ممأسسة وممرحلة، بالتنسيق مع مفوضية اللاجئين، وبضمانات أمنية وقانونية واجتماعية».

المعارضة: النظام السوري يمنع العودة

في ذروة التجاذب السياسي حول هذا الملف، تحمّل المعارضة اللبنانية النظام السوري مسؤولية عدم عودة النازحين إلى بلادهم. وكشف مصدر نيابي في قوى المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أن «نحو 1100 نازح سوري ممن عادوا طوعاً إلى بلداتهم، أعيدوا إلى لبنان بقرار رسمي من النظام، وأن 400 منهم فقط قبلت عودتهم»، لافتاً إلى أن النظام «يصنّف أغلب النازحين بأنهم غير مرغوب بهم، ويشكلون خطراً أمنياً وديموغرافياً على بقائه». وفي هذا الصدد يقول زياد صائغ، إنه ما دام النظام السوري يلقي بتبعة هذه المشكلة على دول الجوار فإنني «أخشى أن يكون لبنان قد دخل في مرحلة الخطر الوجودي والكياني، لكن هذه الخشية قائمة عند البعض على اعتماد المسار الشعبوي والارتجالي في معالجة العوارض لا الأسباب، وأيضاً عدم اندفاع الدولة اللبنانية لتطبيق القوانين المرعية الإجراء كما يجب، في ظل التعطيل الكامل للمؤسسات»، مؤكداً أن «ما حمله الوفد الدبلوماسي اللبناني إلى بروكسل يفتقد إلى رؤية السياسات العامة، ويفتقد إلى الدبلوماسية المبادِرة». وشدد الصائغ على أن «خطيئة الاتحاد الأوروبي هي عدم الانخراط في تزخيم الحل السياسي وتسريعه، وخطيئة منظومة الأمر الواقع في لبنان أنها تتعاطى بشكل موسمي مع هذه المسألة، وفي تقديري أنها تطلب زيادة حجم الدعم المالي أكثر مما تطلب تسهيل العودة، ناهيك عن مسار الابتزاز الذي تنتهجه قوى الممانعة بالدعوة لرفع العقوبات عن النظام السوري، وإلا تفعيل الهجرة غير النظامية عبر البحر».



السابق

أخبار وتقارير..فرنسا تلغي مشاركة شركات إسرائيلية في معرض دفاعي..الناتو يرفض تحذيرات روسيا..وبلينكن: قواعد اللعبة تغيرت بعد معركة خاركيف..مدفيديف: الصراع مع الغرب يتطور وفق أسوأ السيناريوهات..وقد ينتقل لمرحلته النهائية..بعد إدانة ترامب..موسكو تتهم واشنطن بـ"إقصاء المنافسين" وبلينكن: هذا ما تفعلونه!..بوساطة إماراتية..تبادل للأسرى بين روسيا وأوكرانيا..أميركا تجيز استخدام أسلحتها ضد روسيا..الصين تستبعد المشاركة في مؤتمر سويسرا للسلام بشأن أوكرانيا..هجوم بالسكين على ناشط ألماني مناهض للإسلام..شولتس يندد بإصابات بالغة..ترامب: المحاكمات هدفها إعاقة حملتي..ونعيش بدولة فاشية..تأثيرات إدانة ترامب على حظوظه الانتخابية سياسياً وقانونياً النطق بالحكم 11 يوليو المقبل..واشنطن: استئناف الحوار العسكري مع بكين..خلال أشهر..باكستان ترسل مسؤولاً إلى كابل لإجراء محادثات مع «طالبان» حول هجوم انتحاري مميت..بينهم ضابط..مقتل 4 وإصابة آخرين في إطلاق نار بمدينة منيابوليس الأميركية..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..تفاصيل النص الكامل لإعلان بايدن بشأن وقف الحرب في غزة..نتنياهو يرهن خطة بايدن لغزة بالقضاء على «حماس»..تأييد عربي وإسلامي وغربي لمقترح المراحل الثلاث..وإندونيسيا تعرض إرسال قوات للقطاع..«حماس» تنظر بـ «إيجابية» إلى الطرح..و«العين» على مناورات نتنياهو..قطر ومصر وأميركا تدعو «حماس» وإسرائيل لإبرام اتفاق حول غزة.."القضاء على حماس"..وزيران إسرائيليان يهددان بإسقاط حكومة نتنياهو إذا قبلت مقترح بايدن..«يديعوت أحرونوت» تعتبر أن خطاب بايدن «فضح خدعة نتنياهو»..بن دافيد: إسرائيل في بداية حرب طويلة..على 7 جبهات..غانتس يدعو إلى انعقاد مجلس الحرب لبحث صفقة التبادل مع حماس...ما دور رئيس "سي أي إيه" في مفاوضات غزة السرية؟..مخيم «أزيل من الخريطة»..حجم الخراب يصدم الغزيّين العائدين إلى جباليا..إسرائيل تلاحق مبعدي الضفة إلى غزة وتقتل 18 منهم..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,567,266

عدد الزوار: 7,637,673

المتواجدون الآن: 0