أخبار لبنان..ما هي الأسلحة التي يمتلكها «حزب الله» اللبناني؟..الاتحاد الأوروبي يعبر عن قلقه من تصاعد التوتر على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية..رئيس الأركان الإسرائيلي: الجيش جاهز للانتقال للهجوم في لبنان..توسيع التدريبات الإسرائيلية على حرب ثالثة في لبنان..«حزب الله»: قرارنا ألا نوسّع الحرب..وسنخوضها إذا فُرضت علينا..«طوفان نار» في شمال إسرائيل ودعواتٌ لـ «حرق لبنان»..حِراك «التقدّمي» لـ «إنعاش» محاولات كسر المأزق الرئاسي..عين بيروت على قمة ماكرون - بايدن..حرائق شمال إسرائيل..ما هو حجم الأضرار؟..باسيل ينتقد حرب «حزب الله» في الجنوب..100 اغتيال إسرائيلي لـ«حزب الله»..و1000 صاروخ من لبنان خلال شهر..حزب الله غير معنيّ بمبادرات الداخل والخارج..

تاريخ الإضافة الأربعاء 5 حزيران 2024 - 4:15 ص    عدد الزيارات 505    التعليقات 0    القسم محلية

        


ما هي الأسلحة التي يمتلكها «حزب الله» اللبناني؟..

بيروت: «الشرق الأوسط».. جماعة «حزب الله» اللبنانية هي واحدة من أكثر الجماعات غير الحكومية تسليحاً في العالم، وطرف قوي في ما يُعرف ﺑـ«محور المقاومة» المدعوم من إيران والمناهض لإسرائيل وللنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط. وقد استعرض «حزب الله» ترسانته، أو جزءاً منها، خلال أكثر من 8 أشهر من إطلاق النار المتبادل مع إسرائيل، الذي اندلع بالتوازي مع حرب غزة. وأدى الصراع عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية إلى إثارة مخاوف من حدوث مزيد من التصعيد بين الخصمين اللذين خاضا حرباً كبيرة آخر مرة في عام 2006. وفيما يلي لمحة عن ترسانة «حزب الله» العسكرية، حسب تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء.

نظرة عامة

ترتكز القوة العسكرية لـ«حزب الله» على ترسانة ضخمة من الصواريخ. ويقدّر أن لديه ما يصل إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة متباينة النوع والمدى، وفقاً لكتاب «حقائق العالم»، الصادر عن وكالة المخابرات المركزية الأميركية. ويقول «حزب الله» إن لديه صواريخ يمكنها ضرب جميع مناطق إسرائيل. وكثير من تلك الصواريخ غير موجهة، لكن الحزب لديه أيضاً قذائف دقيقة وطائرات مسيرة وصواريخ مضادة للدبابات وللطائرات وللسفن. وإيران هي الداعم ومورد الأسلحة الرئيسي لـ«حزب الله». ويقول الخبراء إن إيران ترسل الأسلحة إلى الجماعة براً عبر العراق وسوريا، وفي كليهما لطهران علاقات وثيقة ونفوذ. وكثير من أسلحة الجماعة هي طرز إيرانية أو روسية أو صينية. وقال الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، في عام 2021، إن لدى الجماعة 100 ألف مقاتل. ويقول كتاب «حقائق العالم» الخاص بوكالة المخابرات المركزية الأميركية إن التقديرات في 2022 أفادت بأن عدد المقاتلين بلغ 45 ألف مقاتل، مقسمين بين ما يقرب من 20 ألفاً بشكل نظامي و25 ألفاً من قوات الاحتياط.

صواريخ مضادة للدبابات

استخدم «حزب الله» الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات بشكل مكثف في حرب عام 2006. ونشر صواريخ موجهة مجدداً في الجولة الأحدث من القتال، وقصف مواقع إسرائيلية على الحدود. وتتضمن صواريخ «حزب الله» المضادة للدبابات الصواريخ «كورنيت» روسية الصنع. ووفقاً لتقرير بثّته قناة «الميادين» الموالية لإيران، استخدم «حزب الله» أيضاً صاروخاً موجهاً إيراني الصنع يُعرف باسم «الماس» لأول مرة خلال الأعمال القتالية الأحدث. ووصف تقرير من «مركز ألما للأبحاث والتعليم» الإسرائيلي في أبريل (نيسان) صاروخ الماس بأنه سلاح مضاد للدبابات يمكنه ضرب أهداف خارج خط الرؤية، إذ يغير مساره مع خيار القدرة على الهجوم من أعلى. وأضاف التقرير أن هذا الصاروخ من عائلة أسلحة صنعتها إيران من خلال الهندسة العكسية اعتماداً على عائلة الصواريخ «سبايك» الإسرائيلية، وأن الصاروخ هو «أهم منتج» لقطاع الدفاع الإيراني في حوزة «حزب الله».

صواريخ مضادة للطائرات

قال «حزب الله»، يوم 29 أكتوبر (تشرين الأول)، إنه أسقط طائرة مسيرة إسرائيلية على جنوب لبنان بصاروخ أرض جو، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها استخدام هذا النوع من الأسلحة، الذي يعتقد منذ فترة طويلة أنه ضمن ترسانته. واستخدم «حزب الله» منذ ذلك الحين صواريخ أرض - جو في عدة مناسبات، منها إسقاط طائرات مسيرة إسرائيلية من طرازي «هيرميس 450» و«هيرميس 900».

طائرات مسيرة

أطلق «حزب الله» طائرات مسيرة ملغومة على إسرائيل مرات كثيرة خلال أحدث الأعمال القتالية. واستخدم «حزب الله» الطائرات المسيرة في بعض هجماته الأكثر تعقيداً، وشنّ بعضها بهدف إبقاء الدفاعات الجوية الإسرائيلية منشغلة، بينما كانت طائرات مسيرة أخرى ملغومة تحلق صوب أهدافها. وأعلنت الجماعة في الآونة الأخيرة تنفيذ هجمات باستخدام طائرات مسيرة، تسقط قنابل وتعود إلى لبنان، بدلاً من الاكتفاء بالتحليق نحو أهدافها. ولم يذكر «حزب الله» ما هي حمولة تلك الطائرات. ويقول «حزب الله» إن طائراته المسيرة تتضمن طائرات «أيوب» و«مرصاد»، التي يتم تجميعها محلياً. ويقول الخبراء إنه من الممكن إنتاج هذه الطائرات بسعر رخيص وبكميات كبيرة. واتهمت إسرائيل إيران العام الماضي ببناء مهبط طائرات في جنوب لبنان يمكن استخدامه لشنّ هجمات. وقال مصدر غير إسرائيلي على علم بالموقع إنه يمكن أن يستوعب طائرات مسيرة كبيرة، ربما تكون مسلحة.

صواريخ وقذائف الهجمات الأرضية

شكّلت القذائف غير الموجهة الجزء الأكبر من ترسانة «حزب الله» الصاروخية في الحرب الأخيرة مع إسرائيل عام 2006، عندما أطلقت الجماعة نحو 4 آلاف صاروخ على إسرائيل، معظمها صواريخ من طراز «كاتيوشا» روسية الصنع، يصل مداها إلى 30 كيلومتراً. وقال نصر الله إن أكبر تغيير في ترسانة الجماعة منذ عام 2006 هو التوسع في أنظمة التوجيه الدقيق لديها. وفي 2022، قال إن «حزب الله» لديه القدرة على تزويد آلاف الصواريخ بأنظمة توجيه لجعلها صواريخ دقيقة. ويمتلك «حزب الله» أنواعاً إيرانية، مثل صواريخ «رعد» وصواريخ «فجر» وصواريخ «زلزال»، التي تتميز بحمولة أقوى ومدى أطول من صواريخ «الكاتيوشا». وشملت الصواريخ التي أطلقها «حزب الله» على إسرائيل خلال حرب غزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) صواريخ «كاتيوشا» و«بركان» بحمولة متفجرة تتراوح بين 300 و500 كيلوغرام. وفيما يشير إلى الضرر الذي يمكن أن يحدثه الآن، أطلق نصر الله في عام 2016 تهديداً ضمنياً بأن «حزب الله» قد يضرب حاويات الأمونيا في مدينة حيفا الساحلية بشمال إسرائيل، قائلاً إن النتيجة ستكون «كالقنبلة النووية».

صواريخ مضادة للسفن

أثبت «حزب الله» لأول مرة أن لديه صواريخ مضادة للسفن في عام 2006 عندما أصاب سفينة حربية إسرائيلية على بعد 16 كيلومتراً قبالة الساحل، ما أدى إلى مقتل 4 إسرائيليين وإلحاق أضرار بالسفينة. وتقول مصادر مطلعة على ترسانة «حزب الله» إنه حصل منذ حرب عام 2006 على الصاروخ «ياخونت» روسي الصنع المضاد للسفن، الذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر. ولم يؤكد «حزب الله» قط امتلاكه هذا السلاح. وبثّ «حزب الله» مقاطع مصورة أيضاً، قال إنها تظهر مزيداً من تلك الصواريخ المضادة للسفن التي استخدمت في عام 2006.

الاتحاد الأوروبي يعبر عن قلقه من تصاعد التوتر على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية

بيروت: «الشرق الأوسط».. عبر الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، عن قلقه المتزايد إزاء تصاعد التوتر على جانبي الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، داعياً الطرفين إلى ضبط النفس. وبحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، قال الاتحاد في بيان إنه يشعر «بقلق متزايد إزاء تصاعد التوترات عبر الخط الأزرق، والتدمير المتزايد والتهجير القسري للمدنيين على جانبي الحدود الإسرائيلية - اللبنانية». ودعا الاتحاد الأوروبي الطرفين إلى «ضبط النفس تماشياً مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، ومنع المزيد من التوترات، والمشاركة في الجهود الدبلوماسية الدولية، التي تبذلها بشكل خاص فرنسا والولايات المتحدة». وحذر الاتحاد من أنه «ليس هناك رابح من اتساع الصراع الإقليمي»، مشيراً إلى أن تهدئة الوضع من شأنها «أن تساهم بشكل كبير في تسوية الصراع الأوسع في الشرق الأوسط». وفي بيروت، قال مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، إنه لا صحة لما وصفها بأخبار وتسريبات عن تلقيه تحذيرات من أن إسرائيل قد تشن هجوماً واسع النطاق على لبنان. وقال المكتب: «يؤكد دولة الرئيس أنه لا صحة لهذه التسريبات والأخبار، وهي تندرج في إطار الضغوط التي تمارس على لبنان». وأضاف أن ميقاتي يجري اتصالات دبلوماسية واسعة في سبيل «وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على جنوب لبنان». كان رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي قد قال في وقت سابق اليوم خلال جولة لتقييم الوضع في الشمال قرب الحدود مع لبنان، إن الجيش جاهز ومستعد للانتقال للهجوم في لبنان. ونقل المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في حسابه على منصة «إكس» عن رئيس الأركان قوله: «نقترب من النقطة التي سيتوجب فيها اتخاذ القرار، والجيش جاهز ومستعد جداً لهذا القرار». وأضاف هاليفي: «قام (حزب الله) برفع الوتيرة في الأيام الأخيرة، ونحن مستعدون بعد عملية جيدة جداً شملت التدريبات حتى التمرين على مستوى قيادة الأركان للانتقال إلى الهجوم في الشمال». وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية وجماعة «حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من جهة أخرى، مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

رئيس الأركان الإسرائيلي: الجيش جاهز للانتقال للهجوم في لبنان

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، خلال جولة لتقييم الوضع في شمال إسرائيل قرب الحدود مع لبنان، اليوم (الثلاثاء)، إن الجيش جاهزٌ ومستعدٌ للانتقال للهجوم في لبنان. ونقل المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في حسابه على منصة «إكس» عن رئيس الأركان قوله: «نقترب من النقطة التي سيتوجب فيها اتخاذ القرار والجيش جاهز ومستعد جداً لهذا القرار»، حسبما أفادت «وكالة أنباء العالم العربي». وأضاف هاليفي: «لقد قام (حزب الله) برفع الوتيرة في الأيام الأخيرة، ونحن مستعدون بعد عملية جيدة جداً شملت التدريبات حتى تمريناً على مستوى قيادة الأركان حول الانتقال إلى الهجوم في الشمال». وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية، وجماعة «حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان، من جهة أخرى، مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

توسيع التدريبات الإسرائيلية على حرب ثالثة في لبنان

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. وسعّت إسرائيل تدريباتها لشن حرب على لبنان؛ إذ أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، عن تدريب جديد جرى على مستوى القيادة لـ«فحص مدى فاعلية التنسيق بين القيادات العسكرية في حالة الحرب الواسعة مع لبنان». وتزامن ذلك مع استمرار التصعيد على الحدود بين البلدين، بينما أعلنت إسرائيل أنها قتلت علي حسين صبرا، واصفة إياه بأنه كان مسؤولاً عن تعزيز قدرات «حزب الله» فيما يتعلق بالدفاع الجوي. وقالت مصادر عسكرية إن إسرائيل تنتظر حدثاً يسقط فيه عدد كبير من القتلى في إسرائيل حتى تشن حرباً شاملة وطويلة على لبنان.

«حزب الله»: قرارنا ألا نوسّع الحرب..وسنخوضها إذا فُرضت علينا

بيروت: «الشرق الأوسط».. قال نائب الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، نعيم قاسم، في تصريحات لقناة «الجزيرة»، اليوم (الثلاثاء)، عن ضلوع الجماعة المسلحة في الحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»: «قرارنا ألا نوسِّع الحرب لكننا سنخوضها إذا فُرضت علينا».

تل أبيب جمعتْ «مجلس الحرب»..و«حزب الله» يعلنها «جاهزون للحرب إذا فُرضتْ علينا»

«طوفان نار» في شمال إسرائيل ودعواتٌ لـ «حرق لبنان»

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- بأي سلاح يَحرق «حزب الله» شمال إسرائيل؟

- ارتقاء «حزب الله» بعملياته... الهجوم أفضل وسيلة للدفاع أم إسناد «حماس» بالنار على طاولة التفاوض؟

- 1000 صاروخ وقذيفة من لبنان وسورية على إسرائيل في مايو و90 عملية بالمسيَّرات

- حالتا اختناق في صفوف الجيش اللبناني جراء القصف الإسرائيلي بالفوسفور

لم يَعُدْ خافياً أن وراء «أكوام الرماد» التي يخلّفها زنارُ النار على مقلبيْ الحدود اللبنانية - الاسرائيلية ما وراءها من ليِّ أذرعٍ متبادَلٍ بين «حزب الله»، ومن خلفه محور «الممانعة»، وبين تل أبيب بخلفيةٍ مزدوجة تبدأ من «مقترَح بايدن» حول غزة وتقديمه على طريقة «آخر الدواء الكيّ» وإلا المزيد من تَآكُلِ الردع وانغماسٍ في جبهاتٍ أكثر استجلاباً للدم والدمار، ولا تنتهي بمساعي ترسيم «اليوم التالي» للحرب في جنوب لبنان عبر الوسيط الأميركي (آموس هوكشتاين) على قواعد لم تُحسم بعد وقد لا تُحسم أبداً.

«فيضان النار»

وفيما كان «فيضان النار» في شمال اسرائيل يُقابَل بما يماثله في جنوب لبنان وسط أصوات تصاعدتْ في تل أبيب داعية سواء لـ «حرق لبنان كله» أو «كل ما له صلة بحزب الله» وذلك على وقع َمشاهد مستعمراتٍ (ولا سيما كريات شمونة) التهمت النيران مساحات واسعةً منها ووَسم مشهديّتَها مناصرو «حزب الله» بعبارة «انظُروا اليها تحترق»، تزايدتْ المخاوف من «آتٍ أَعْظم» على «جبهة المشاغَلة» التي باتت تطوراتُها تشغل العالم بالقدر نفسه لحرب غزة ومآلاتها المحتملة، ولا سيما في ضوء تقارير عن تلقّي لبنان رسائلَ غير مباشرة بأنّ إسرائيل ستهاجم أراضيه. وفي حين كان «تسونامي الحرائق» الذي أشعل شمال اسرائيل يكشف عن أنواع جديدة من «الأسلحة الحارقة» التي في حوزة «حزب الله»، فإن أوساطاً مطلعة استوقفها تَلازُم مضيّ الحزب في تعميق اللعب على حافة الهاوية مع «ثلاثية» تحفّظ على مقترح بايدن لإنهاء حرب غزة، بدأت بكلام المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي بدعوته «الشعب الفلسطيني ألا يعقد الأمل على مفاوضات التسوية»، مروراً بإعلان وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني من بيروت أنه «إذا كان الأميركيون صادقين، فبدل تقديم خطة لوقف الحرب في غزة عليهم قطع المساعدات عن الكيان الإسرائيلي»، وصولاً لاعتبار نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن «عروض بايدن للتهدئة تفتقر إلى الموضوعية» وأن «طرحه انتخابيّ أميركي داخلي، وليس هناك قرار أميركي جدّي بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة». واحتملتْ هذه المواقف - التي ترافقتْ مع اعتبار أحد قياديي «حماس» أمس ان اسرائيل ليست جدية بالتوصل لاتفاق في شأن غزة، أن تكون إما في إطار «تنفيسٍ مسبق» لفشلٍ مرتقب لمقترح بايدن - وملاقاة ذلك ميدانياً بإشاراتِ «صفر خوف» على جبهة لبنان على قاعدة «الهجوم أفضل طريقة للدفاع» قطعاً للطريق على إمكان مغامرة بنيامين نتنياهو وانتقاله لمرحلة «إلى شمال اسرائيل دُر»، وإما أنها محاولةٌ لتعزيز موقع «حماس» في المرحلة الحاسمة التي ستحدّد مصيرَ الطرح الأميركي والسعي لانتزاعِ ضماناتٍ ومكاسب أكبر وفي الوقت نفسه توجيه رسالة إلى نتنياهو بأن البديلَ هو «طوفان نار» وأكثر، متعدد الجبهة.

جاهزون للحرب

وكان لافتاً أن «حزب الله» وبلسان قاسم، الذي تحدّث الى قناة «الجزيرة» رسم معادلة واضحة بوجه ما نُقل عبر وسائل إعلام قريبة من الحزب عن تحذيراتٍ تلقاها لبنان مفادها بأن إسرائيل ستقوم بضربة قرابة منتصف يونيو، معلناً «قرارنا ألا نوسع الحرب، لكننا سنخوضها إذا فُرضت علينا، وإذا أرادتْ إسرائيل خوض حرب شاملة فنحن جاهزون لها، وأي توسيع إسرائيلي للحرب على لبنان سيقابله خراب ودمار وتهجير في إسرائيل، والمقاومة جاهزة للمعركة، ولن تسمح لإسرائيل بتحقيق أي انتصار». وإذ كشف عن «تهديدات وصلتنا في الشهرين الماضيين، وكان جوابنا أن جبهة لبنان مرتبطة بغزة»، أكّد أن «الكلام عن انسحاب قوات (الرضوان) من الحدود اللبنانية مع إسرائيل غير صحيح، ونحن استخدْمنا قسماً قليلاً من قدراتنا بما يتناسب مع طبيعة المعركة». وكانت تقارير تحدثت عن أن موفدين دوليين نقلوا إلى بيروت تخوّفهم من جدية تهديدات تل ابيب للبنان، وأن أبرز الرسائل أتت من الجانب البريطاني الذي حدّد موعداً للضربة الإسرائيلية منتصف يونيو الجاري، «مع نصائح بضرورة القيام بإجراءات التموين اللازمة للحرب التي لن يكون معروفاً مدى رقعة توسّعها ولا مدّتها الزمنية»، قبل أن ينفي المتحدث الرسمي باسم السفارة البريطانية في بيروت أن تكون بلاده وجّهت رسالة ديبلوماسية إلى السلطات اللبنانية «عن أن إسرائيل ستنفذ عمليات عسكرية في يونيو».

«مجلس الحرب»

ولكن هذا النفي سرعان ما تبدّد وقْعُه مع إعلان هيئة البث الإسرائيلية عن اجتماع لمجلس الحرب (ليل أمس) لمناقشة التصعيد على الجبهة اللبنانية بطلب من حزب بيني غانتس، بالتوازي مع دعوة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى «تدمير وإحراق حزب الله» وذلك بعد أقل من 24 ساعة على دعوته «لإحراق لبنان»، معلناً خلال زيارته شمال إسرائيل أمس «لقد انتهيتُ من زيارتي لكريات شمونة، ومن المدهش أن نرى هنا 20 جندياً وهم موجودون هنا على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، الآن مهمة الجيش هي ببساطة تدمير حزب الله، ولا يمكن أن يكون أبناء وطننا يُذبحون ويموتون هنا ونسمع صمتاً في لبنان، يجب أن نحرقهم (...) نحن بحاجة إلى حرق كل ما له صلة بحزب الله.. نحن بحاجة إلى حرق كل شيء». وفي الإطار نفسه توعّد وزير المال بتسلئيل سموتريتش، بإعادة لبنان إلى العصر الحجري «وبدل الخضوع لحماس، حان الوقت كي يحترق لبنان كله»، فيما قال زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد «الشمال يحترق ومعه أيضاً قوة الردع الإسرائيلية، وهذه حكومة بلا استراتيجية». أما رئيس حزب «اسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان فدعا إلى شنّ «ضربةٍ استباقيّة ضدّ حزب الله في لبنان»، مشيراً إلى أنّ على «إسرائيل أَخْذ المبادرة واتّخاذ قرارٍ للتحرُّك باتّجاه الحزب». وقال إنّ «الحرائق في كلّ اتّجاهٍ، بالمنطقة الشماليّة المُحاذية للبنان»، مضيفاً، «هناك 180 منزلاً في مُستوطنة المطلّة تعرّض لأضرارٍ مباشرة... لقد تمَّ تدميرُ كلّ شيءٍ. حتّى الأرصفة التي نمشي عليها جرى تدميرُها بسبب دباباتنا».

التهاب الشمال

وجاءت هذه المواقف على وهج التهاب الشمال الاسرائيلي بالحرائق نتيجة قصف «حزب الله» أول من أمس، ما تسبب بأضرار هائلة إلى جانب إعلان مستشفى صفد أنّه استقبل 16 مصاباً جراء حرائق كريات شمونة، بينهم 7 جنود. وكان الجيش الإسرائيلي قرّر إخلاء عدد من منازل المستوطنين الذين بقوا في كريات شمونة على الخط الأول، إلى المناطق المفتوحة، في حين طلبت فرق الإطفاء الإسرائيلية دعماً من ألوية أخرى للسيطرة على الحرائق الهائلة والتي تسبب أحدها بخلل في نظام الاتصالات في كريات شمونة التي التهمت النيران منازل فيها. وفيما كانت تل أبيب تُحْصي ما شهده مايو من ارتفاع حاد في عدد عمليات إطلاق القذائف والصواريخ متحدّثة عن أن اسرائيل تعرّضت خلال الشهر الماضي للاستهداف بنحو 1000 صاروخ وقذيفة أطلقت من لبنان وسورية، في حصيلةٍ هي الأعلى منذ اندلاع المواجهات، بالتوازي مع توقُّع «الشاباك» «اتجاها تصاعدياً حاداً» في المواجهات الحدودية وإشارته إلى أن عدد عمليات إطلاق المسيّرات من لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية (في مايو) بلغ 90 وهي «حصيلة قياسية منذ الثامن من اكتوبر في هجماتٍ باتت تستهدف مواقع أكثر عمقاً في إسرائيل»، فإنّ الميدان بقيَ على احتدامه أمس منذراً بتدحرج نحو الأسوأ.

القذائف الفوسفورية

وبعدما أعلن إعلام اسرائيلي أنّ مسيّرة أُسقطت فوق صفد في الجليل الأعلى شمالاً وأن اعتراضات صاروخية حصلت في سماء الجليل الأعلى،إثر الاشتباه بتسلّل مسيّرة من جنوب لبنان ودوي صفارات الإنذار مرّات عدّة في كريات شمونة ومستوطنات أخرى، أمعنت القوات الإسرائيلية في إطلاق القذائف الفوسفورية على جنوب لبنان والتي بدأت موجاتها الحارقة الأعنف ليل الاثنين - الثلاثاء باستهدافٍ هو الاول من نوعه لبلدة دير ميماس التي تمتاز بأشجار الزيتون المعمّرة. وإذ زنّرت النيران الأحراج المتاخمة لـ«الخط الأزرق» عند أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب والبستان، ما أدّى إلى أضرار جسيمة في المزروعات وأشجار الزيتون والصنوبر والسنديان، أفيد أن عنصرين من الجيش اللبناني تعرّضا لحال اختناق بسبب تنشقهما مادة الفوسفور اثر تعرض بلدة مركبا للقصف بالقذائف الفوسفورية قرب مركز الجيش هناك، وتم نقلهما إلى مستشفى ميس الجبل الحكومي للمعالجة. وفي موازاة ذلك، ووسط استمرار «الحرب النفسية» بجدارِ الصوت، الذي كان اللبنانيون قابلوه الأحد على شواطئ صور وكأنه «مؤثّرات صوتية» لحفلات البحر العامرة فمضوا في احتفالية رفعوا معها الصوت نحو سماء الغارات الوهمية، استهدفت غارة اسرائيلية دراجة نارية في الناقورة، ما أدى الى مقتل العنصر في «حزب الله» حيدر حسن مسلماني. كما استهدفت غارة سيارة بين يحمر ولبايا في البقاع الغربي تردّد أن هدفاً من الحزب كان بداخلها. وردّ الحزب بـ «هجوم جوي بسرب من ‏المسيّرات الإنقضاضيّة على لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني في الجولان السوري المحتل، واستهدف أماكن تموضع واستقرار ضبّاط وجنود العدو، محققاً إصابات مؤكدة»، كما هاجم ثكنة راميم بالقذائف المدفعية و«انتشاراً لجنود العدو ‏الصهيوني في حرش نطوعة بالأسلحة الصاروخية».....

حِراك «التقدّمي» لـ «إنعاش» محاولات كسر المأزق الرئاسي

عين بيروت على قمة ماكرون - بايدن

| بيروت - «الراي» .. على وقع «حبْس الأنفاس» الذي يسود بيروت مع توَهُّج نار الحرب عبر الجبهة الجنوبية، تتجه الأنظارُ إلى قمة باريس بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والأميركي جو بايدن في الثامن من يونيو، بعدما تقاطعتْ المعلوماتُ عند أن لبنان (حرب الجنوب والفراغ الرئاسي) سيكون على الطاولة إلى جانب أوكرانيا وغزة وسواهما، بدفْعٍ من الإليزيه الذي «يقاتل» لحِفْظ ما تبقّى من دورٍ تاريخيّ له في لبنان بعدما تَراجَعَ نفوذُه في غير مكان. ولم يَعُدْ خافياً ان زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان - إيف لودريان لبيروت الأسبوع الماضي (وهي السادسة له في إطار المساعدة لكسْر المأزق الرئاسي في لبنان) كان الهدفُ منها وضْع تقريرٍ يَنْطوي على خلاصاتٍ بِرَسْمِ قمة ماكرون - بايدن، تماماً كما كانت الغاية من اتصال الـ40 دقيقة الذي تلقّاه رئيس البرلمان نبيه بري من الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في شأن ترتيباتِ «اليوم التالي» للحرب في جنوب لبنان. ورغم أن فرنسا «تتطوّع» لمشاركةِ الولايات المتحدة في صوغِ الاتفاق – الإطار حيال مستقبل جنوب لبنان بعد أن تَصْمُتَ المَدافعُ بين إسرائيل و«حزب الله»، فإن اهتمامَها الأهمّ منصبٌّ على لبنان السياسي، الذي رجّح لودريان «زواله» في حال لم يتم تحرير الرئاسة المخطوفة من الفراغِ في وقتٍ وشيك، وهو الاهتمام الذي كان دشّنه ماكرون غداة الانفجار – الهيروشيمي الرهيب في مرفأ بيروت قبل نحو أربعة أعوام، مطلقاً المبادرة تلو المبادرة من دون أي نتائج يُعْتَدُّ بها. ورغم ما قيل عن الزيارة الأخيرة للودريان والـ «لا نتائج» التي خَرَجَ بها من المسعى لردْم الهوةِ بين القوى السياسية اللبنانية على نحوٍ يتيح مدَّ جِسْرٍ لإمرارِ الانتخابات الرئاسية، فإن الثابتَ أن الدينامياتِ الدوليةَ والإقليمية وحتى المحلية لم تنجح في فك أسْر الاستحقاق المعلَّق خلف أبواب موصدة يُمْسِك «الثنائي الشيعي» - أي «حزب الله» والرئيس بري - بقِفْلها ومفتاحها في إطار الصراع على التوازنات داخل السلطة وعلى الموقع الإقليمي للبنان. واللافت أن الفراغَ الرئاسي المتمادي منذ نحو 18 شهراً يستجرّ حراكاً كثيفاً بنتائج ضئيلة وكأنه يُراد من هذا الحِراك إحداثَ ربْط نزاعٍ حول الرئاسة ما دام يصعب فكّ الاشتباك حولها بعد «العصيان» الذي يمارسه الثنائي الشيعي خلْف مرشحه الوحيد سليمان فرنجية والذي تحوّل اسماً حَرَكياً لمعركة «التحكم والسيطرة» على المواقع الرئيسية في البلاد، كما هو الحال في الإمرة الإستراتيجية عموماً. فمن المشوار الطويل لسفراء الدول الخمس (الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر وقطر) إلى التحرك الذي بدأه أمس «اللقاء الديموقراطي» برئاسة تيمور وليد جنبلاط (في اتجاه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل)، مروراً بأدوار موازية لفرنسا حيناً ولقطر أحياناً ومبادرات داخلية كتلك التي قامت بها كتلة «الاعتدال الوطني»، جميعها كأنها مَساعٍ لإبقاء الانتخابات الرئاسية المصابة بغيبوبةٍ مديدةٍ في «غرفةِ الإنعاش» لضمانِ الحدّ من اختلال التوازن الداخلي وتحقيق حدٍّ أدنى من التوازن الإقليمي إلى حين تدقّ ساعة الرئيس العتيد.

حزب الكتائب اللبناني للعربية: لعب حزب الله بالنار قد يحرق لبنان بالكامل

حزب الكتائب اللبناني للعربية: أي خطأ بالتقدير قد يجر لبنان وإسرائيل لحرب مفتوحة

العربية.نت... قال حزب الكتائب اللبناني في تصريحات خاصة لـ"العربية" إن لعب حزب الله بالنار قد يحرق لبنان بالكامل وأن أي خطأ بالتقدير قد يجر لبنان وإسرائيل لحرب مفتوحة. وأشار الحزب إلى أن لبنان أصبح رهينة في يد حزب وأن أي مغامرة للحزب في الجنوب قد تكلف لبنان الكثير. وتطور الأوضاع بين إسرائيل وحزب الله استدعى من الوزير في المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس طلب لقاء سريع للمجلس الذي يرأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل اتخاذ القرارات. وسارع وزير المالية ورئيس حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش إلى التعقيب بالقول: "حان وقت الأفعال وليس الأقوال". أما وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، فقد توجه إلى "كريات شمونه" الحدودية، ومن هناك قال: "لا يمكن أن تكون أرضنا مستهدفة ويكون هناك سلام في لبنان - نحن بحاجة إلى حرق جميع معاقل حزب الله وتدميرها.. حرب". ولم تقتصر التهديدات الإسرائيلية على المسؤولين السياسيين وإنما تعدتها إلى قمة الهرم في الجيش الإسرائيلي. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي: "نقترب من النقطة التي سيتوجب فيها اتخاذ القرار، الجيش جاهز ومستعد للانتقال إلى الهجوم". تصريحات هاليفي جاءت بعد جولة وجلسة لتقييم الوضع مع قائد قوات الإطفاء في قاعدة غيبور في الشمال بمشاركة قائد فرقة الجليل وقادة آخرين. بعد ذلك، التقى القادة بالقوات التي عملت أمس على إطفاء الحرائق في الشمال، ثم تحدث مع قادة لواء غولاني المتواجدين حاليا على الحدود الشمالية. وأضاف: "نحن نهاجم حزب الله على مدار ثمانية أشهر حيث يدفع حزب الله ثمنًا باهظًا جدًّا جدًّا". ولاحظ هاليفي أن "حزب الله قام برفع الوتيرة في الأيام الأخيرة، ونحن مستعدون بعد عملية جيدة جدا شملت التدريبات حتى تمرين على مستوى قيادة الأركان حول الانتقال إلى الهجوم في الشمال". وتابع بلهجة تهديد: "حالة دفاعية قوية والاستعداد للهجوم نحن نقترب من نقطة اتخاذ القرار".

حرائق شمال إسرائيل..ما هو حجم الأضرار؟

الحرة – واشنطن.. تعافي بعض المناطق المحترقة بالكامل قد سيستغرق عدة سنوات

ألحقت الحرائق التي اجتاحت شمال إسرائيل إثر هجمات لحزب الله اللبناني، خلال الأيام الثلاثة الماضية، أضرارا بمساحات شاسعة من الأراضي في كل من الجليل ومرتفعات الجولان المحتلة. وفي أعقاب التصعيد الذي وقع الأحد وإطلاق حزب الله وابلا من الصواريخ على المنطقة الحدودية، أفادت هيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية أن حوالي 2500 فدان من الأراضي قد اشتعلت فيها النيران جراء الهجوم. وبحسب التقديرات، فإن تعافي بعض المناطق المحترقة بالكامل في الحريق الكبير - خاصة في المسارات السياحية بالمنطقة - سيستغرق عدة سنوات. والمشاهد التي صنعتها النيران في طريقها، مشابهة في نطاقها لأكبر الحرائق التي ضربت إسرائيل سابقا، على الرغم من أن المنطقة المعنية هذه المرة كانت في مواقع منفصلة، وفق صحيفة "هارتس" الإسرائيلية. ويعمل 18 طاقما من شمال ووسط إسرائيل على مكافحة الحرائق، ضمن جهد مشترك ضم متطوعين وأعضاء فرق أمنية وفرقا من سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية والصندوق القومي اليهودي والجيش الإسرائيلي والشرطة. وبحسب الصحيفة، تم استخدام أربع طائرات إطفاء لغمر المنطقة بمواد مقاومة للهب. وقال إيلي هافوتا، مدير منطقة الجليل الأعلى للصندوق القومي اليهودي، خلال مؤتمر في جامعة بن غوريون في النقب الثلاثاء، "لقد احترقت سلسلة جبال نفتالي بالكامل تقريبًا". وتابع "ليس لدينا إمكانية الوصول إلى قطاع يقع في نطاق 3.5 كيلومتر من الحدود وليس لدي أي فكرة عما يحدث هناك". مضيفا "أشعر بالقلق من أنه إذا استمرت الحرب، فسنخسر جزءا كبيرا من الغابات في الشمال لأنها متاخمة للمنشآت العسكرية". وانتشرت حرائق الغابات بصفة واسعة النطاق وبسرعة وسط ظروف حارة وجافة. وتم علاج 11 شخصا من استنشاق دخان النيران المشتعلة ولحقت بعض الأضرار بالممتلكات والمناطق الزراعية، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". هيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية قالت إن حوالي 10 كيلومترات مربعة احترقت في الشمال هذا الأسبوع نتيجة لحرائق الغابات، وفق ما نقلت عنها شبكة "آي.بي.سي.نيوز" الأميركية. وكشفت أن أضرارا جسيمة لحقت بالعديد من المحميات الطبيعية والمتنزهات التي ستستغرق إعادة تأهيلها سنوات. وقالت الهيئة أيضا إن ما يقرب من 40 كيلومتر مربع احترقت منذ نهاية مايو في حرائق الغابات المتعددة، التي بدأ كثير منها بنيران صواريخ ومقذوفات أخرى أطلقها حزب الله. وفي بعض المناطق شمالي إسرائيل يكافح عناصر الإطفاء النيران منذ قرابة 24 ساعة في ظروف طقس قاسية ويجهدون لإنقاذ أرواح والحؤول دون إلحاق أضرار بالممتلكات، وفق وكالة فرانس برس. ومنذ اليوم التالي لاندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر إثر هجوم لحماس على إسرائيل، يتبادل حزب الله اللبناني والدولة العبرية القصف عبر الحدود بين البلدين. وسجّل في الأيام الأخيرة ارتفاع في منسوب التصعيد بين الطرفين.

«الاشتراكي» يبحث عن «قواسم مشتركة» بين القوى اللبنانية لتسهيل انتخاب رئيس

باسيل ينتقد حرب «حزب الله» في الجنوب

بيروت: «الشرق الأوسط».. يحاول «الحزب التقدمي الاشتراكي» البحث عن القواسم المشتركة بين القوى السياسية للوصول إلى رئيس للجمهورية، في ظل اختلافات بين الفرق السياسية، بموازاة تباعد بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» على خلفية الحرب في الجنوب، وأعاد رئيس التيار النائب جبران باسيل تأكيده بالقول إن الجبهة التي فتحها الحزب «لا تفيد لبنان وقد تجرّ البلد إلى الحرب». وتحول الخلافات السياسية ورفض التوافق على اسم واحد لرئاسة الجمهورية، دون انتخاب رئيس بعد نحو 20 شهراً على الشغور الرئاسي. وتحرك «الحزب التقدمي الاشتراكي» في جولة على الكتل السياسية، في محاولة لتقريب وجهات النظر وإيجاد قواسم مشتركة، في ظل إصرار رئيس البرلمان نبيه بري على إجراء حوار، ورفض خصومه السياسيين المشاركة فيه. والتقى رئيس «التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور جنبلاط، الثلاثاء، برئيس حزب «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع، على رأس وفد يضمّ النواب مروان حمادة وأكرم شهيب ووائل أبو فاعور، في حضور النائبين غسان حاصباني ونزيه متى. وبعد اللقاء قال النائب أكرم شهيّب: «زيارتنا اليوم ليست بهدف خلق مبادرة جديدة أو طرح أسماء جديدة بل بهدف خلق أرضية مشتركة لمحاولة الوصول إلى رئيس وفاقي ويكون ذلك بلقاء أو بحوار أو بتشاور». وأضاف: «من الضروري البحث الجدّي عن القواسم المشتركة بين القوى السياسية للوصول إلى رئيس للجمهورية يجمع ولا يفرّق». وبالموازاة، زار الوزير السابق غازي العريضي، بتكليف من الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، رئيس مجلس النواب نبيه بري، والمعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين الخليل، وذلك في إطار مبادرة «الاشتراكي» تجاه القوى السياسية، «لتحفيزها على الحوار والتشاور من أجل إنجاز الاستحقاقات الدستورية وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية، وتجاوز المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها لبنان في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان»، وفق بيان عن «الاشتراكي». وبعد الظهر، التقى وفد «الاشتراكي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط، برئيس «الوطني الحر» النائب جبران باسيل.

باسيل - «حزب الله»

ويأتي التحرك بعد نحو عام على آخر جلسة برلمانية عُقدت بالمجلس النيابي لانتخاب رئيس، فيما تتزايد التباينات بين القوى السياسية. فعلى ضفة «حزب الله» و«الوطني الحر»، أضيفت الحرب في الجنوب إسناداً لحرب غزة، إلى قائمة التباينات بينهما، ويرفض «الوطني الحر» دعم ترشيح المرشح المدعوم من الحزب لرئاسة الجمهورية، وهو رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. وتوجه باسيل في تصريح تلفزيوني، مساء الاثنين، إلى ثنائي «أمل» و«حزب الله» بالقول: «إذا كنا جديين، الحوار والتشاور يقتضيان منا التنازل، وإذا لم يكن هناك استعداد للتنازل نذهب إلى جلسات انتخاب جدية لا يقاطع أحد فيها ومن يفوز يفوز». وفي موضوع الحرب في الجنوب ووحدة الساحات، قال: «وقعنا وثيقة تفاهم تتحدث عن حماية لبنان وليس تحرير فلسطين. هناك فارق بين حرب تموز 2006 وما يحصل اليوم في الجنوب. في عام 2006 حصلت عملية أسر لجنديين لا تستوجب شن حرب شاملة على لبنان، ويومها إسرائيل كانت تتحضر لشن حرب على لبنان وبتنا بموقع الدفاع عن أنفسنا. أما ما يحصل اليوم في الجنوب فمختلف، إذ إنه وقعت حرب في غزة وفتح (حزب الله) جبهة إسناد لها». وتابع: «برأيي، إن اللبنانيين لا يريدون الحرب على لبنان وحتى جمهور (حزب الله) والأمين العام لـ(حزب الله) السيد حسن نصر الله لا يريدون الحرب على لبنان. نصر الله يعتبر أن هذه الجبهة هي جبهة إسناد، وأنا أعتبر هذه الجبهة لا تفيد لبنان، وقد تجر البلد إلى حرب».

100 اغتيال إسرائيلي لـ«حزب الله»..و1000 صاروخ من لبنان خلال شهر..

إسرائيل و«حزب الله» يتبادلان التهديدات بحرب أوسع

بيروت: «الشرق الأوسط».. تبادل «حزب الله» وإسرائيل، الثلاثاء، التهديدات بتوسعة الحرب القائمة في جنوب لبنان، على ضوء أرقام الهجمات التي تضاعفت خلال الشهر الماضي، والكشف عن العمليات التي نفذها الجانبان، وبلغت أكثر من ألفي عملية عسكرية نفذها الحزب، في حين أعلنت إسرائيل عن تنفيذ مائة استهداف لمقاتليه وقيادييه. ومع استمرار الحرائق التي اندلعت في 15 موقعاً بشمال إسرائيل نتيجة صواريخ «حزب الله»، في مقابل حرائق أخرى في الداخل اللبناني نتيجة القذائف الفوسفورية والمضيئة التي أطلقها الجيش الإسرائيلي، دعا الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية إيتمار بن غفير إلى «الحرب على لبنان» و«حرق وتدمير جميع معاقل (حزب الله)»؛ وذلك إثر زيارته لكريات شمونة، حسبما أفاد الإعلام الإسرائيلي. وفي المقابل، قال نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم إن الحزب «مستعد للأسقف العالية بالتصعيد حتى ولو أدت إلى حرب شاملة ليفهم العدو أنَّه لا يستطيع تهديدنا بالتصعيد؛ لأنَّنا حاضرون لذلك وهذا ما يردعه عن التصعيد». وكان نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش أكثر وضوحاً، بالقول: «إذا كان العدو يهدد ويلوح بالجاهزية والاستعداد لعمل عدواني واسع على لبنان، فإن المقاومة كما قال سماحة الأمين العام قد أعدت لكل السيناريوهات، وهي على أتم الجهوزية لمواجهة كل الاحتمالات».

الاستهدافات بالأرقام

ويعزز الطرفان تهديداتهما بالأرقام التي كشفا عنها؛ إذ أعلن «حزب الله» عن تنفيذ ألفي عملية عسكرية منذ بدء الحرب 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقال إن الصواريخ والمسيّرات التي أُطلقت، اتجهت إلى أهداف حيوية. أما الجيش الإسرائيلي، فقد أعلن الثلاثاء أن قواته نفذت 100 عملية اغتيال استهدف من خلالها عناصر في «حزب الله» بناءً على جمع معلومات استخباراتية بواسطة وحدة الاستطلاع 869 التابعة للفرقة 91 «عوتسفات هغليل»، علماً أن «الوحدة 869» مسؤولة عن جمع المعلومات الاستخباراتية متعددة الأبعاد في منطقة الحدود اللبنانية. وقال الجيش إن الوحدة عملت بشكل مكثف على جمع المعلومات الاستخباراتية وتشخيص عناصر «حزب الله»؛ مما يؤدي في النهاية إلى «القضاء عليهم واستهدافهم الدقيق». وكان «حزب الله» أقرّ يومي الاثنين والثلاثاء باغتيالات إسرائيلية لعناصر منه في الناقورة (اغتيالان) والزرارية، علماً أن عدد مقاتلي «حزب الله» الذين نعاهم منذ بدء الحرب، وصل إلى 321 مقاتلاً. كما استهدفت غارة إسرائيلية سيارة بين يحمر ولبايا في البقاع الغربي بشرق لبنان، وتسببت بسقوط جريحين.

1000 صاروخ و90 مسيّرة

وفي مؤشر على التصعيد في الفترة الأخيرة، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) قوله إن شهر مايو (أيار) الماضي، شهد ارتفاعاً حاداً في عدد عمليات إطلاق القذائف والصواريخ نحو أهداف في إسرائيل من لبنان. وقالت «إذاعة الجيش الإسرائيلي» الثلاثاء، إن إسرائيل تعرّضت للاستهداف بنحو 1000 صاروخ وقذيفة أُطلقت من لبنان وسوريا، في حصيلة هي الأعلى منذ اندلاع هذه المواجهات الحدودية المتواصلة علماً أن شهر أبريل (نيسان) شهد إطلاق نحو 744 صاروخاً، و334 في يناير (كانون الثاني) الماضي. وأكدت معطيات الشاباك «الاتجاه التصاعدي الحاد» في المواجهات الحدودية. وبلغ عدد عمليات إطلاق الطائرات المسيّرة من لبنان 90 عملية إطلاق في مايو، وهي «حصيلة قياسية كذلك»، وباتت الهجمات تستهدف مواقع أكثر عمقاً في إسرائيل. وأعلن «حزب الله» اللبناني، الثلاثاء، عن استهداف لواء حرمون 810 في ثكنة «معاليه غولاني» الإسرائيلية بالجولان السوري المحتل بسرب من المسيّرات الانقضاضية.

حرائق متواصلة

وانسحب التصعيد على الحرائق التي اندلعت على ضفتي الحدود، وأعلن الجيش الإسرائيلي، إصابة 6 من عناصره، وأنه يشارك في محاولة إخماد الحرائق الواسعة التي اندلعت في عشرات المواقع، شماليّ البلاد، من جرّاء قذائف صاروخيّة أطلقها «حزب الله». وشملت الحرائق نحو 15 موقعاً، بينها كريات شمونة، كما أشارت تقديرات إسرائيليّة إلى أن حرائق التهمت عشرات الدونمات في منطقة الجولان السوريّ المحتلّ. وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، أن «قواته تشارك في جهود إخماد الحرائق في الشمال»، مشيراً إلى أن تقييم الوضع جاء «من أجل تخصيص وسائل، وقوّات، وقدرات إطفاء إضافية لجهود إخماد الحرائق في الشمال». وفي لبنان، تجددت الحرائق مع تعرض المنطقة الواقعة بين بلدتي مركبا وحولا للقصف الفوسفوري. وأُفيد عن تعرض عنصرين من الجيش لحال اختناق بسبب تنشقهما مادة الفوسفور جراء الحرائق التي وصلت إلى جوار مركز الجيش في مركبا. كما أطلق الجيش الإسرائيلي ليلاً قذائف حارقة على الأحراج المتاخمة للخط الأزرق عند أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب والبستان. وأظهرت صور في لبنان احتراق مساحات واسعة جداً من الأشجار في علما الشعب. كما تعرض خراج بلدة ديرميماس فوق مجرى نهر الليطاني إلى وابل من القذائف الانشطارية الإسرائيلية بهدف إشعال النيران، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية.

أداء «مشجّع» لمؤشرات مالية لبنانية رغم ضغوط حرب الجنوب

أبرزها الصعود المفاجئ لأسعار سندات «اليوروبوندز»

من المؤشرات الإيجابية مواصلة مصرف لبنان جهوده لإعادة تكوين احتياطي العملات الأجنبية (رويترز)

الشرق الاوسط...بيروت: علي زين الدين.. يشهد القطاع المالي في لبنان مزيداً من المؤشرات المشجعة نسبياً، قياساً للانكماش الاقتصادي الناجم عن ارتفاع منسوب المخاطر التي زادها احتدام المواجهات العسكرية المتواصلة في الجنوب. وشملت المعطيات المستجدة الصعود المتتالي والمفاجئ بتوقيته، خلال الأيام الماضية، لأسعار سندات الدين الدولية (اليوروبوندز) المصدرة من الحكومة، لتصل إلى نحو 7.3 سنت لكل دولار، بحيث اقتربت من استعادة التحسن النسبي الذي طرأ على تداولاتها السوقية وأوصلها إلى عتبة 8 سنتات للدولار، عشية اندلاع الحرب التي توشك على إكمال شهرها الثامن.

اهتمام متجدد بالأوراق المالية الحكومية

ووفقاً لمصادر مصرفية معنية تواصلت معها «الشرق الأوسط»، فإن كثيراً من البنوك العالمية والشركات الاستثمارية تعود تباعاً للاهتمام بالأوراق المالية الحكومية، ما يشي باحتمالات زيادة الطلب على حيازتها بأسعارها المتدنية التي لا تتعدى 8 في المائة من قيمتها الاسمية، مع ربط غير خفي للقرار الاستثماري بمنحى الحرب في الجنوب أساساً، ثم بترقب مبادرة الحكومة إلى فتح ملف المفاوضات المباشرة مع الدائنين. وبالتوازي، تظهر الإحصاءات المحدثة استمرار الأداء الإيجابي في بيانات ميزان المدفوعات، مع تحقيق فائض ناهز 450 مليون دولار في نهاية الفصل الأول من العام الحالي، يضاف إلى الفائض البالغ نحو 2.24 مليار دولار بنهاية العام الماضي، ما يسهم جزئياً بردم الهوة السحيقة للعجز التراكمي في سنوات الانهيار، والتي ناهزت حصيلتها المجمعة نحو 20 مليار دولار، وتخلّلها إشهار الحكومة السابقة في ربيع عام 2020 تعثر الدولة عن إيفاء ديونها السيادية البالغة حينها نحو 31 مليار دولار. ويتوقع ألا يشهد مشروع قانون موازنة العام المقبل أي عجز بين الإيرادات والنفقات الحكوميّة، من خلال تطبيق إصلاحات ماليّة طموحة، خصوصاً تلك المتعلّقة بتحسين الإيرادات لتلبية الاحتياجات الاجتماعيّة واحتياجات البنى التحتيّة، وفق ما أبلغت وزارة المال بعثة صندوق النقد الدولي، والتعهد بإنجازه مبكراً وإقراره في مجلس الوزراء، ورفعه في موعده الدستوري خلال الخريف المقبل إلى مجلس النواب.

إعادة تكوين احتياطي العملات الأجنبية

وإذ يعكس الاستقرار النقدي المشهود على مدار يقارب السنة الكاملة في سعر صرف ثابت للدولار الأميركي عند مستوى 89.5 ألف ليرة، تستكمل السلطة النقدية سياسة إعادة تكوين احتياطيات العملات الأجنبية بوتيرة يبلغ متوسطها نحو 120 مليون دولار شهرياً، وبحصيلة تراكمية قاربت 1.2 مليار دولار خلال 10 أشهر، بعد تسلم وسيم منصوري في شهر أغسطس (آب) من العام الماضي مهام الحاكم بالإنابة للبنك المركزي. وتشير مصادر معنيّة إلى أن تقلص التدفقات الدولارية الواردة، خصوصاً السياحية منها، بسبب المخاوف من توسع الحرب، حال عملياً دون استهداف مضاعفة الزيادات المحقّقة في الاحتياطيات، كأنه انعكاس تلقائي لاستعادة البنك المركزي حضوره المحوري والرئيسي في أسواق القطع، عبر الضبط المحكم للكتلة النقدية بحدود 60 تريليون ليرة في التداول، أي ما يقل عن 700 مليون دولار، ونجاحه بالتالي في لجم المضاربات على العملة الوطنية، وكذلك المساهمة في ضبط الإنفاق العام بحدود تقارب 260 مليون دولار شهرياً، بما يشمل تغطية كامل الرواتب والملحقات لموظفي القطاع العام بالدولار النقدي. وبرز في نطاق تثمين هذه الإشارات، تنويه بعثة صندوق النقد الدولي بأنّ التدابير التي اتخذتها وزارة المال والبنك المركزي، مثل وقف تمويل الموازنة، وتعليق العمل بمنصّة «صيرفة»، والسياسة الماليّة المتشدّدة وتوحيد سعر الصرف، قد ساعدت في لجم تدهور سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأميركي، وفي استقرار الكتلة النقديّة بالليرة وتخفيف نسب التضخّم. كما رصد تقرير مصرفي دوري تحقيق شبه توأمة بين سعر الصرف الرسمي وسعر صرف الدولار في السوق الموازية، والذي نتج عنه خفض للتضخم، في ظل تصفير العجز المالي، وتحقيق شبه توازن في الحسابات الخارجية، واستمرار نمو الاحتياطيات السائلة من النقد الأجنبي، إذ بلغت هذه الاحتياطيات زهاء 9.8 مليار دولار في منتصف الشهر الماضي، بنمو بلغت أرقامه 440 مليون دولار منذ بداية العام الحالي.

تقرير «غولدمان ساكس»

وتشير المصادر إلى الوقائع المشجعة التي أوردها أخيراً التقرير الخاص الصادر عن بنك الاستثمار الأميركي «غولدمان ساكس»، وفي مقدمها التنويه بأن المؤشرات الاقتصادية في لبنان تظهر بعض علامات الاستقرار، على الرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية التي تتعرض لها البلاد حالياً. غير أنه لفت في الوقت عينه إلى أن التحديات الاقتصادية لا تزال كبيرة بصفة عامة، ولا سيما لناحية استمرار التأثير السلبي للحرب في قطاع غزة على تدفقات السياحة، التي انخفضت بمقدار الثلث تقريباً عن مستواها السابق لاندلاع المواجهات في الجنوب اللبناني. ولاحظ تقرير البنك أيضاً أن استقرار العملة الوطنية، بعد خفض قيمتها وتوحيد سعر الصرف العام الماضي، أسهم في تخفيف الضغوط التضخمية الداخلية، إذ تراجع مؤشر أسعار المستهلكين إلى 70 في المائة على أساس سنوي في مارس (آذار) الماضي (تدنت بنهاية شهر أبريل (نيسان) إلى 60 في المائة)، كما أسهم ذلك في تحفيز تدفقات تحويلات العاملين في الخارج، والحد من الواردات، وتحسين ميزان المدفوعات، وأدى إلى زيادة طفيفة في احتياطي النقد الأجنبي.غطاء أميركي للاحتلال لتوسيع جبهة الجنوب!

ميقاتي: لم نتلقَّ تحذيرات بعدوان واسع.. وخلاف برِّي وجعجع في لقاء التقدّمي في معراب

اللواء...بصرف النظر عن الربط أو عدمه بين التصعيد الميداني في الجنوب وتجدد الحراك الداخلي بمؤازرة اللجنة الخماسية العربية – الدولية فإن الاسبوع الطالع، بدا شاهداً على أوضاع تسابق عيد الاضحى المبارك، والدخول إلى فصل الصيف بعد ذلك، سواء أكان متقلباً أو بالغ الحرارة والسخونة، على نحو ما شاهد المواطن هنا وهناك من حرائق أتت على الأخضر واليابس في كريات شمونة فأهلكت المساحات والأبنية، وتسببت بإصابة 27 شخصاً، حاولوا إطفاء النيران بينهم سبع جنود. واستدعى هذا الوضع الخطير تطورات ميدانية، وزحف لوزراء الكابنيت إلى الشمال، قبل اجتماع مجلس الحرب لتقرير كيفية التعامل مع الوضع المستجد في الجنوب امتداداً إلى الشمال الاسرائيلي. وشددت مصادر سياسية على ان التحذيرات التي تلقاها لبنان، من عدوان إسرائيلي واسع النطاق ،ردا على هجمات حزب الله ضد إسرائيل، توالت من اكثر من دولة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة وقالت: للتذكير، كان كل مبعوث خارجي، او مسؤول من اي دولة، يزور لبنان،كان يحمل في جعبته،تحذيرا علنيا ، يبلغه للمسؤولين اللبنانيين، وهذا معلن. واشارت المصادر ان نفي بعض الدول الصديقة للبنان، نقل تهديدات إسرائيلية، لا يغير واقع الامر شيئا، لان التهديدات الإسرائيلية تتواصل على السنة المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، يوميا ، وتصاعدت وتيرتها في الايام الماضية، ما يؤشر بوضوح ان هذه التهديدات جدية، ودخلت في مرحلة خطيرة، وقد يكون توسع الحرب الإسرائيلية على لبنان، بعدما تعدت الاطار المعمول فيه منذ اندلاع المواجهات العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوبا، وطالت مناطق بالعمق اللبناني . حكومياً أصدر المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي بياناً جاء فيه: يتم التداول بأخبار وتسريبات عن تحذيرات تلقاها الرئيس ميقاني من أن العدو الإسرائيلي قد يشن هجوماً واسع النطاق على لبنان. وأكد الرئيس ميقاتي، أن لا صحة لهذه التسريبات والاخبار، وهي تندرج في اطار الضغوط التي تمارس على لبنان. وكشف ميقاتي أنه يُجري مروحة واسعة من الاتصالات الدبلوماسية في سبيل وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على جنوب لبنان. وعلى خطا هذا التصعيد دخلت واشنطن، وقالت الخارجية الاميركية: لا ندعم حرباً مفتوحة ضد حزب الله في لبنان لكننا نؤيد حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، واشارت في بيانها إلى أن الوضع على الحدود اللبنانية الاسرائيلية لا يزال خطيراً ونعمل على احتوائه». ودعا الاتحاد الاوروبي «الاطراف عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية إلى ضبط النفس ومنع زيادة التوتر . وقال الاتحاد: نشعر بقلق متزايد إزاء تصاعد التوتر والدمار والنزوح القسري على جانب الحدود».

واشنطن وباريس لعدم التصعيد

لكن قناة «كان» الاسرائيلية كشفت أن مسؤولاً أميركياً كبيراً قال إنهم طلبوا من اسرائيل عدم التصعيد في الشمال». أضافت: ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قال في اتصال مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو: «لا تباشروا بعملية تصعيد في الشمال، ولا يجب إشعال الوضع، وهذا هو الطلب الدولي». نقلت هيئة البث الاسرائيلية عن عضو حكومة الحرب الوزير بني غاتس خلال زيارة للحدود الشمالية: أقاتل من أجل إنهاء العمل هنا بحلول أيلول مشيراً إلى أن انهاء العمل في الشمال: إن عبر تسوية أو عبر التصعيد.

تهديد هليفي

وانتقل رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هليفي إلى الحدود الشمالية مع لبنان، وقال للجنود هناك: «نقترب من نقطة على الحدود الشمالية يتعين فيها اتخاذ قرار مضيفاً: «إن الجيش الاسرائيلي جاهز ومستعد للانتقال للهجوم».

استعداد الحزب

على أن للمشهد الميداني تتمة، إذ أعلن نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ان الحزب جاهز لحرب شاملة لو أرادتها اسرائيل، موضحاً: استخدمنا قسماً قليلاً من قدراتنا بما يتناسب مع طبيعة المعركة، معلناً أن «قوات الرضوان» لم تنسحب من الحدود اللبنانية – الاسرائيلية كاشفاً عن تهديدات في الشهرين الماضيين، وأن الجواب كان أن جهة لبنان مرتبطة بجهة غزة.

في بريطانيا

في السياق المتصل، نفت السفارة البريطانية في بيروت تقارير، قالت إنها أشارت إلى أن بريطانيا نصحت، ناهيك ارسال رسالة دبلوماسية إلى السلطات اللبنانية عن ان اسرائيل ستنفذ عملية عسكرية في حزيران. وقال متحدث باسم السفارة إلى أن المملكة المتحدة تواصل العمل مع الطرفين على تهدئة التوترات بين اسرائيل ولبنان. وتواصلها يرتكز على تهيئة الظروف للاستقرار من عند الخط الازرق، ولا مصلحة لأحد في الصراع..

تحرك جنبلاط

وفي ي اطار تكوين مساحة مشتركة بين الكتل النيابية، بدأ اللقاء الديمقراطي تحركاً على رؤساء الكتل والاحزاب. واستهل، خلافاً ما تردد سابقاً، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط تحركه بزيارة معراب ثم لميرنا شالوحي، حيث التقى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وفريقه من نواب ومستشارين. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مسعى الحزب التقدمي الإشتراكي لم يجد من يمانع بحثه ،بدليل أن معظم اللقاءات التي عقدتها وفوده مع الكتل عكست ارتياحا، ولا بد من انتظار حصيلته لاسيما أن الاجتماعات لم تنتهِ بعد . ورأت هذه المصادر أن موضوع الرئيس التوافقي الذي يؤيده اللقاء الديمقراطي ويعمل على تسويقه كان مطلب اللقاء منذ فترة، على أن الأسئلة التي يصعب الاجابة عنها تلك التي تتعلق بهذا الطرح فتقوم على شرح ماهية الرئيس التوافقي وما إذا كانت هناك لائحة معينة مرشحة لهذا الرئيس. واعتبرت أن الخطوة المقبلة للقوى تحدد ما إذا كان المسعى يتقدم أم ان مصيره الجمود مع العلم انه لا يتنافى ومساعٍ أخرى لاسيما بالنسبة إلى اللجوء إلى وضع أسماء أخرى مرشحة للرئاسة. وبعد اللقاء مع التيار العوني، تحدث النائب ابو الحسن عن السعي بصفة مرنة تؤدي إلى عقد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، لأن الفراغ والاستقصاء يؤديان إلى تحلل الدولة والتباعد والجفاء في ظل ما يرسم للمنطقة من مشاريع مشبوهة، فأعرب النائب عن التيار الوطني الحر سيزار أبي خليل عن الاتفاق مع اللقاء الديمقراطي على إنهاء الفراغ. ومن معراب، أعلن النائب أكرم شهيب: بدأنا جولتنا برئاسة رئس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاء بهدف طرح مبادرة جديدة أولاً رئاسية إنما من أجل خلق مساحة مشتركة بين الكتل النيابية. وحسب بيان للتقدمي،إن الوزير السابق غازي العريضي، زار، بتكليف من النائب السابق وليد جنبلاط الرئيس نبيه بري والمعاون السياسي للامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، حسين الخليل، وذلك في اطار مبادرة الحزب التقدمي الاشتراكي «لتحفيزها على الحوار والتشاور من أجل الاستحقاقات الدستورية وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية، وتجاوز المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان في ظل العدوان الاسرائيلي على غزة ولبنان». وتحدثت مصادر عن أن «الثنائي الشيعي»، أبلغ الوزير السابق غازي العريضي أن جعجع هو من يعطّل انتخاب رئيس، وقالت المعلومات (س.أن) «أنه إذا كان جعجع لا يعتبر بري رئيساً للنواب يروح يدوّر على برلمان ثاني). ولا يخفي قيادي الثنائي الشيعي اعتقاده من أن مبادرة اللقاء الديمقراطي مشكوراً يشبه مصيرها مصير المبادرة الفرنسية وتحركات المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان وقبلهم مبادرة تكتل الاعتدال الوطني، بالاختصار مبادرته فشلت قبل أن تبدأ والسبب بطبيعة الحال يرتبط بعرقلات معروفة.

لقاءات الدوحة

وفي الدوحة، عقد لقاء أمس بين وفد حزب «القوات اللبنانية» الذي وصل إلى قطر الاحد الماضي، ورئيس الحكومة القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وشارك فيه وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد بن صالح الخليفي.

البخاري يكشف عن رئيس تسوية

دبلوماسياً، كان لافتاً ما نُقل عن السفير السعودي في بيروت وليد البخاري خلال استقباله وفداً من أهل العلم والعمل في مقر السفارة في اليرزة، من أن تقدماً حصل في«التشاور» الحثيث على طريق رئيس التسوية الكفيل باعادة الثقة لطاقات اهل بلاد الارض الراسخة، مؤكداً موقف الحكومة السعودية من استنهاض الاقتصاد في مشروع 2030 على أساس تفاعلي ومتقدم في الدول العربية. وفي التحرك المحلي ايضاً، بحث رئيس حزب الحوار النائب فؤاد مخزومي مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في بكفيا بالتنسيق بين اطراف المعارضة للدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، وانتقد الجميل «التعطيل الذي يمارسه «حزب الله» على كل المسارات الديمقراطية من انتخاب رئيس إلى تسمية رئيس حكومة».

الوضع الميداني

ميدانياً، أعلن حزب الله أنه استهدف انتشاراً لجنود العدو الاسرائيلي في محيط مثلث الطيات بالاسلحة الصاروخية. كما استهدف الحزب موقع الناقورة البحري بقذائف المدفعية، وتجمعاً لجنور الاحتلال في حرش براً بقذائف المدفعية وأصابه اصابة مباشرة. وحلّق الطيران المعادي على علو منخفض في أجواء حاصبيا ومزارع شبعا المحتلة، وفوق مناطق جنوبية، وصولاً إلى البقاع، مطلقاً بالونات حرارية. وقصف الاحتلال أطراف كفرحمام – راشيا الفخار بالقذائف الفوسفورية، كما استهدف القصف الاسرائيلي مزرعة بسطرة عند اطراف بلدة كفرشوبا، كما أغار الطيران الحربي المعادي على أطراف بلدتي ياطر وزبقين، وكفركلا وعيتا الشعب.

حزب الله غير معنيّ بمبادرات الداخل والخارج

الاخبار..تقرير هيام القصيفي .. تكثر المبادرات الرئاسية منذ أشهر وتتعدّد داخلياً وخارجياً، تارة عبر اللجنة الخماسية وأخرى عبر دولها منفردة. لكنّ النتيجة واحدة حتى الآن، إذ لا يزال حزب الله غير معنيّ بهذه المبادرات..... لعل الفكرة الأبرز من جولة وفد الحزب التقدمي الاشتراكي على القيادات السياسية، هي حرص الحزب، ومن خلفه رئيسه السابق وليد جنبلاط، على عدم كسر الجرة مع الأطراف المسيحيين، لا بل الحفاظ على فكرة التواصل مهما كبرت الخلافات بينه وبينهم. وليست المرة الأولى التي يظهر فيها الاشتراكي هذا النوع من الحرص، وعدم دعم فكرة أو مشروع «ينقز» القوى المسيحية الأساسية ولو لم يتوافق معها على كثير من التفاصيل والعناوين المحلية والإقليمية. فالمبادرة في حد ذاتها، لا تنقلب على كثير من الأفكار التي طُرحت خلال الأشهر الطويلة التي مرّت وحفلت بأنواع مختلفة من المبادرات، من جانب معظم القوى السياسية، وانتهت إلى المكان نفسه. لكنها تسعى في لحظة حساسة تكثر فيها التهديدات الإسرائيلية وتتأزّم العلاقات الداخلية، إلى إبقاء جسور تواصل بالحد الذي يسمح بالإبقاء على الاستقرار الداخلي أمراً واقعاً.والمفارقة أنه في وقت حلّ وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني في بيروت، كان النقاش الداخلي يتحوّل من المهمة الأساسية التي قامت على أساسها اللجنة الخماسية من بحث في انتخاب رئيس للجمهورية، إلى نقاش حول الحوار أو التشاور وغرق الأطراف اللبنانيين في سجال حول من يملك الحق في الدعوة إلى الحوار أو عدمها. ويعكس هذا التحول عمق التباين بين طرفين: حزب الله وخلفه إيران، والقوى الداخلية ومعها على توافق أو تفاهم بالحد الأدنى دول اللجنة الخماسية، في التعامل مع الاستحقاق الرئاسي ليس كنقطة تحول أساسية يحتاج إليها الوضع اللبناني للخروج من أزمته، إنما كمحطة من محطات النقاش الإقليمي والدولي حول مستقبل لبنان، وضمناً التعامل مع الثنائي كطرف وحيد مؤثّر أو محاولة تقييد محاولته التفرد بإدارة الأزمة. إذا كان من المسلّم به منذ ما قبل مجيء الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت أن الزيارة ليست مفصلية بالمعنى الرئاسي، بل إحاطة أكبر من ملف الرئاسة لكونها تعكس القلق على مستقبل لبنان، فإن من المسلّم به كذلك أن كل ما سبقها وما سيتبعها بات من بديهيات التعامل مع أزمة الرئاسة على أساس أنها ليست منعزلة عن التعامل مع واقع حزب الله. وزيارة الوزير الإيراني في لحظة تسبق مشهد الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وقبل اتضاح صورة الحكم الجديد، تؤشر إلى حرص إيران على الحضور في ساحتها على المتوسط، استباقاً لأي تأويلات تتعلق بمرحلة تقبل عليها في أسابيع قليلة. وإذا كان العالم ينتظر ما ستفرزه الانتخابات الإيرانية، وقبلها يترقب مصير الترشيحات وقرار مجلس صيانة الدستور قبول شخصيات أو رفضها، فإن من المبكر رصد أي تحول في ما يتعلق بلبنان. وكما يمكن أن يكون هذا الموعد مؤثّراً في اتجاهات حرب غزة والمفاوضات حولها، يصبح كذلك بالنسبة إلى لبنان مع فارق أساسي يتعلق بموقع حزب الله المختلف جذرياً عن موقع حلفاء إيران في غزة، وتأثيراته في العمق اللبناني ليس لجهة الحرب والسلم فحسب، إنما في تقييد أي حركة رئاسية، ما دام يملك مفتاح تعطيلها.

ترحيل اللجنة الخماسية للملف الرئاسي مجدّداً اعتراف بأن اللحظة لم تحن بعد

لم تتصرف دول اللجنة الخماسية بأقل من هذا السقف في تعاطيها مع حزب الله على مدى الأشهر الماضية. وقد تتمايز بعضها في محاولة الالتفاف على موقف حزب الله، بالتعاون مع قيادات لبنانية، في تسمية مرشحين مقرّبين من الثنائي، فيما ظلت السعودية تحديداً على موقفها المعارض لمرشح حزب الله، مذكّرة برسائلها السابقة حيال ترشيح موالٍ له. ولم تظهر أي نتائج عملية لتعدد المبادرات الجماعية عبر اللجنة الخماسية أو إفرادياً كما تفعل قطر بين حين وآخر منذ أشهر، وفرنسا، فيما تكتفي مصر بالدور المرسوم لها من دون أن تستعيد فاعلية حضورها السابق. ولاقت المبادرات المحلية النتيجة نفسها، إذ أظهرت أن الحزب قادر على فرملة أي اندفاعة خارجية أو داخلية في اتجاه الرئاسيات، ما دام مرشحه لم يحظَ بالأصوات التي تجعله رئيساً. وهو على إيقاع حرب غزة، ضاعف من فاعلية دوره الإقليمي والدولي، وبات الكلام عنه مع الدول المعنية كفرنسا التي كانت أول من بادر إلى فتح قنوات دبلوماسية وسياسية معه، يوازي الكلام عن لبنان الرسمي. وفي هذا الوقت يجمع أوراقه الداخلية بلملمة أطراف داخليين مسيحيين ومسلمين في أكثر من منطقة، في إعادة تجميع خلطة تذكّر بمراحل سابقة، ويعيد إنتاج طبقة سياسية أقرب اليه، لتظهير مروحة أوسع من الالتفاف حوله، ويعيد التمسك بما وضعه على الطاولة منذ اللحظة الأولى، لتصبح الكرة اليوم في ملعب القوى المعارضة له، حول السيناريو المفترض لكسر هذا الإيقاع، وفي ملعب اللجنة الخماسية. فإذا كانت لفرنسا مصلحة في إبقاء تقاطع مع حزب الله، وفي عدم كسر التواصل مع السعودية، فإن ترحيل اللجنة الملف الرئاسي مجدداً، يعني اعترافاً واقعياً بأنّ اللحظة لم تحن بعد، وأن انتخابات إيران قد لا تكون وحدها المحطة المنتظرة للفصل في الوضع اللبناني.

العدو يحصي أضراره ويعود إلى التهديدات | حريق الجليل: «ليست هذه إسرائيل التي نعرفها»

الأخبار.. بعد يوم ساخن بفعل الحرائق التي تسبّبت بها هجمات حزب الله في الشمال، كان الإسرائيليون أمس على موعد مع حملة من «التصعيد الكلامي»، فيما كشف الصندوق القومي اليهودي (كيرن كايمت) أن أضرار الحرائق في الشمال أكبر بضعفين من أضرار الحرائق في حرب لبنان الثانية (2006)، وأشار إلى أنه «حتى الآن احترق 14 ألف دونم... قبل أن تبدأ الحرب الكاملة مع حزب الله». وقال رئيس مجلس مستوطنة المطلة دافيد أزولاي إن «الجليل يشتعل. نحن في حرب، وهناك طرف واحد هو حزب الله يملي القواعد ويقرر متى يُطلق النار، ومتى يصعّد، ومتى يتوقف. هذه ليست إسرائيل التي أعرفها وولدت فيها، كل شيء يحترق هنا».وغداة الحرائق التي طاولت 13 مستوطنة، أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي «أننا مستعدون للتحول إلى الهجوم على الجبهة الشمالية مع لبنان ونقترب من اتخاذ قرار». ونقلت القناة 13 عن مسؤولين في مجلس الحرب دعوتهم إلى أن تنقل إسرائيل ثقلها إلى الشمال وأن «يتخذ نتنياهو قرارات صعبة»، إلا أنهم لفتوا في الوقت نفسه إلى أن «تنفيذ عملية كبيرة في الشمال ستكون له عواقب وخيمة على قدراتنا في غزة». فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية إن الإدارة الأميركية دعت حكومة نتنياهو إلى «عدم التصعيد ضد حزب الله قبل تنفيذ صفقة الرهائن المحتملة»، وهو ما يمكن اعتباره مدى زمنياً منظوراً لـ«التصعيد المضبوط». في المقابل، كان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم واضحاً، أمس، عندما كرّر بأنه «إذا أرادت إسرائيل خوض حرب شاملة فنحن جاهزون لها»، وأن «أي توسيع إسرائيلي للحرب على لبنان سيقابله خراب ودمار وتهجير في إسرائيل». وحذّرت صحيفة «ماكور ريشون» من أن «هناك الكثير مما يمكن خسارته في الحرب الدائرة في الشمال»، مؤكّدة أنه «منذ أن دخلت إسرائيل الحرب، تآكلت بقايا مفهوم الردع ضد حزب الله». وفي السياق نفسه، أتى كلام العميد احتياط في جيش العدو كوبي مبروك، الذي قال إن «حزب الله هاجم في الأسابيع الأخيرة بطريقة متطورة وممتازة. وعلينا أن نقول بصراحة، بعد 8 أشهر من القتال، نحن في مأزق استراتيجي، وفشلت نيران الجيش في تغيير الواقع». ورأى أن «هناك طريقاً مسدوداً تماماً في الشمال يسيء إلى الردع الإسرائيلي، فكلفة الحرب مع حزب الله صعبة للغاية، لذلك يتعيّن علينا خلق فرصة لجهد دبلوماسي».

أضرار الحرائق بلغت ضعفَي تلك التي تسبب بها حزب الله في عام 2006

وقدّمت صحيفة «كالكاليست» إحصائية مبنية على تقديرات أشارت إلى أنه منذ بداية الاشتباك في 8 تشرين الأول 2023 تمّ إطلاق أكثر من 1000 «جسم طائر» على إسرائيل من بينها «طائرات بدون طيار انتحارية، طائرات مُسيّرة ومحلّقات تُستخدم لجمع المعلومات الاستخبارية وتحديد نقاط ضعف إسرائيلية». وبناءً على ذلك، رأت الصحيفة أن «حزب الله يزيد من محاولاته لاستخدام الطائرات المُسيّرة لضرب مكوّنات تتعلق بمنظومة الدفاع الجوي في الشمال من أجل تعطيل نشاطها»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد نظام دفاع جوي حديث في العالم يعرف كيفية التعامل مع هذا التهديد». ميدانياً، نفّذ حزب الله أمس، سلسلة عمليات نوعية استهدفت ثكنة راميم، وانتشارات لجنود العدو في حرج نطّوعة ومحيط مثلث الطيحات ومحيط موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وتجمعاً ‌‏لجنود العدو في حرج برعام، وموقعَي ‏الناقورة ‏البحري، و‏زبدين في مزارع شبعا. وشنّ هجوماً جوياً بسرب من ‏المُسيّرات الانقضاضيّة على لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني في الجولان السوري المحتل، استهدف أماكن تموضع واستقرار ضبّاط وجنود العدو، كما استهدف مقر قيادة كتيبة ليمان المستحدث. ونعى حزب الله الشهيد حيدر حسن مسلماني من مدينة صور.



السابق

أخبار وتقارير..سوري يلقي قنبلة حارقة على سفارة إسرائيل في بوخارست..مكتب نتانياهو ينفي اعتزامه إلقاء كلمة أمام الكونغرس الأميركي في 13 يونيو..الكونغرس لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية..بايدن يصف ترمب للمرة الأولى بأنه «مجرم مدان»..بايدن يطرح استراتيجية جديدة للحدود والهجرة قبل المناظرة مع ترمب..تحذيرات روسية لأميركا من «عواقب وخيمة» في أوكرانيا..الصين تنفي ممارسة ضغوط على دول أخرى بشأن «قمة سويسرا»..أوكرانيا إلى جانب الحلفاء في الذكرى الثمانين لإنزال النورماندي..المكسيك تنتخب يهودية علمانية أول رئيسة..«الديمقراطية» الهندية تجتاز موجات الحرّ..بالونات ومكبرات صوت..كيف تزعج كل من الكوريتين جارتها؟..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..أميركا لأكبر دعم عالمي لخطة وقف الحرب وإعادة الإعمار في غزة..«هدنة غزة»: «ضغوط إقليمية» تحاصر مناورات نتنياهو..مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان: نريد ردا من حماس على مقترح السلام..الأمم المتحدة تؤكد أن «معايير قانون الحرب انتهكت بوحشية» في غزة..بايدن يُلمح إلى أن نتنياهو يُطيل أمد الحرب لإنقاذ نفسه.. الدوحة تسلّم «حماس» مقترحاً إسرائيلياً جديداً..جنرالات إسرائيليون يُطالبون باستقالة هاليفي..برلمان سلوفينيا يوافق على الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة..النواب الأميركي يقر تشريعا لمعاقبة الجنائية الدولية بسبب إسرائيل..هل ارتكبت إسرائيل جرائم حرب في غزة؟ بايدن يجيب..تأهب فلسطيني للتصدي لمسيرة إسرائيلية استفزازية بالقدس..«القسام» توقع 15 جندياً إسرائيلياً بين قتيل وجريح في كمين بمدينة غزة..حزب «شاس» الإسرائيلي يؤيد اتفاق تحرير الرهائن في غزة..الأمم المتحدة: سكان الضفة الغربية يتعرضون لسفك الدماء بشكل غير مسبوق..القضاء البريطاني يدين شرطياً لنشره صورتين دعماً لـ«حماس»..جلبة في البرلمان الفرنسي بعد رفع العلم الفلسطيني مجددا..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,566,572

عدد الزوار: 7,637,663

المتواجدون الآن: 0