أخبار لبنان..تحذير أممي من "سوء تقدير" قد يوسّع صراع حزب الله وإسرائيل..واشنطن تسرّع تحركاتها لتفادي توسّع حرب «حزب الله» مع إسرائيل..اغتيال عنصر في «سرايا القدس»..و«حزب الله» يواصل انتقامه لـ«أبو طالب»..هوكستين يسعى لخفض منسوب التوتر لمنع إسرائيل من توسعة الحرب..تمايز داخل المعارضة اللبنانية في مقاربة الدعوات لـ«التشاور الرئاسي»..لبنان يخسر 6.55 % من ناتجه المحلي بسبب «العنف»..

تاريخ الإضافة الأحد 16 حزيران 2024 - 4:05 ص    عدد الزيارات 400    التعليقات 0    القسم محلية

        


تحذير أممي من "سوء تقدير" قد يوسّع صراع حزب الله وإسرائيل..

حزب الله يواصل هجماته على مواقع عسكرية إسرائيلية بعد أيام من مقتل أحد قادته

العربية.نت.. حذر مسؤولان في الأمم المتحدة بلبنان السبت من أن هناك خطراً "حقيقياً للغاية" من أن يؤدي أي سوء تقدير على الحدود الجنوبية للبنان إلى نشوب صراع أوسع نطاقاً بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. وقالت منسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت ورئيس قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان أرولدو لازارو إنهما "يشعران بقلق عميق" حيال التطورات على حدود لبنان في الآونة الأخيرة. وأطلق حزب الله الأسبوع الماضي وابلاً من الصواريخ والطائرات المسيرة هو الأكبر منذ بدء تبادل إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي قبل ثمانية أشهر بالتزامن مع بدء الحرب على غزة. وقال المسؤولان في بيان مكتوب السبت: "خطر أن يكون هناك سوء تقدير يؤدي إلى صراع مفاجئ وأوسع نطاقاً حقيقي للغاية". وتعمل الولايات المتحدة وفرنسا على التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض تنهي أعمال القتال على الحدود الجنوبية للبنان. ويقول حزب الله إنه لن يوقف إطلاق النار ما لم يتوقف الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة. يأتي هذا بينما واصل حزب الله السبت هجماته على مواقع عسكرية في شمال إسرائيل، بعد أيام من غارة أودت بقيادي يُعد الأبرز بين من قُتلوا بنيران إسرائيلية منذ بدء تبادل القصف عبر الحدود. وقال حزب الله في بيان السبت إنه استهدف "قاعدة ميرون بالصواريخ الموجهة"، ونفّذ "هجوماً بأسراب من المسيرات الانقضاضية" على قاعدة إسرائيلية أخرى" ردّاً على مقتل القيادي البارز في الحزب طالب عبدالله. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه شنّ الضربة على بلدة جويا والتي أسفرت عن مقتل طالب سامي عبدالله مع ثلاثة آخرين الثلاثاء، واصفاً إياه بأنه "أحد كبار قادة حزب الله في جنوب لبنان". ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي. وقال الجيش الإسرائيلي السبت من جانبه أنه رصد "إطلاق قذيفتيْن نحو منطقة ميرون بدون وقوع إصابات". وأضاف "استهدفت طائرة لسلاح الجو في وقت سابق اليوم مخرباً من حزب الله في منطقة عيترون جنوب لبنان"، لافتاً الى أنه قصف المنطقة بالمدفعية. وقال الجيش في بيان آخر "تم تحديد عدة أهداف جوية تعبر من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية" سقطت في منطقة غورين، مضيفاً أنه "لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات" وإنما "اندلع حريق في المنطقة". في السياق نفسه، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الفلسطينية في بيان السبت، مقتل أحد عناصرها في جنوب لبنان. وخلال القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله والمستمر منذ ثمانية أشهر، أسفر التصعيد عن مقتل 471 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم 307 على الأقلّ من حزب الله وقرابة 91 مدنياً. وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.

واشنطن تسرّع تحركاتها لتفادي توسّع حرب «حزب الله» مع إسرائيل..

الجريدة... بيروت - منير الربيع... ما إن يرتفع منسوب المواجهات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل حتى يكاد يصل إلى مشارف الانفجار الكبير، تتدخل عوامل عديدة سياسياً ودبلوماسياً تسهم في إعادة ضبط العمليات المتبادلة. على مدى أكثر من محطة تكرر هذا السيناريو، وهو قابل لأن يتكرر الأسبوع المقبل من خلال الزيارة التي أعلن عن إجرائها من قبل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لتل أبيب، للبحث في منع التصعيد. وبحسب مصادر لبنانية على تواصل مع هوكشتاين يفترض به أن يزور لبنان بعد انتهاء زيارته لإسرائيل، للبحث أيضا في كيفية تراجع حزب الله عن تصعيده والعودة إلى قواعد الاشتباك السابقة. ويأتي تحرك هوكشتاين بعد سلسلة مواقف دولية أطلقت في سبيل دفع إسرائيل إلى وقف التصعيد، ومنع تحويل المواجهة مع لبنان إلى حرب واسعة ستتحول إلى حرب إقليمية، فاعتمدت واشنطن إصدار موقف واضح من قبل الدول السبع الكبرى للمطالبة بالوصول الى تفاهم دبلوماسي، كما تحركت فرنسا مجدداً بلسان رئيسها إيمانويل ماكرون، الذي كشف عن التحضير للقاء ثلاثي فرنسي، أميركي، إسرائيلي، هدفه البحث في منع التصعيد وإيجاد خريطة طريق لإرساء الاستقرار ومعالجة الوضع الحدودي. خطوة ماكرون أدت إلى خلق مشاكل جديدة في الداخل الإسرائيلي، والتي رفضها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت منتقداً المواقف الفرنسية، ورافضاً لأن تكون باريس شريكة في أي صيغة للحل، الأمر الذي استدعى رداً من الخارجية الإسرائيلية التي اعتبرت الكلام خاطئ وفي غير سياقه. في الموازاة، يتلقى لبنان المزيد من الرسائل الدولية الناصحة بالتهدئة، من جهات عربية ودولية، بينما تشير المصادر الدبلوماسية إلى أن هوكشتاين سيكون واضحاً مع الإسرائيليين في إقناعهم برفض الحرب، لأن الدخول فيها سيؤدي الى وقوع خسائر تدميرية كبيرة في المدن الإسرائيلية، وسيقنع الإسرائيليين بأن حزب الله ليس ضعيفا، وبالتالي أي حرب ستكبدهم خسائر كبرى. في هذا السياق، تضيف المصادر أن أحد الجنرالات الإسرائيليين، الذي عمل على وضع خطة اجتياح غزة، عمل على وضع خطة لحرب لبنان مشابهة لحرب غزة، وهي تدمير البنى التحتية وتأليب اللبنانيين على حزب الله بسبب الخسائر، وتشير المصادر إلى أن بعض من في إسرائيل يحاول التفكير مجدداً بسيناريو الـ82، ولكن على مستوى الجنوب، بينما يحذر الأميركيون من مخاطرها ويسعون الى منعها، وتشير مواقف أخرى الى أن الإسرائيليين ليسوا في وارد الدخول بمثل هذه الحرب، وأنهم لو أرادوها لأقدموا عليها من قبل. ولكن بلا شك هناك قلق أميركي من ديناميكية جديدة في الحكومة الإسرائيلية بعد استقالة بيني غانتس وزيادة تأثير بن غفير وسموتريتش، اللذين يضغطان في سبيل التصعيد، بينما لا أحد يعلم ما الذي سيقوم به نتنياهو، خصوصا أن الجيش الإسرائيلي أعد خطة لتوسيع الحرب، وينتظر القرار السياسي.

حزب الله يستهدف مقر وحدة المراقبة الجوية في قاعدة «ميرون» الإسرائيلية

الجريدة...أعلن حزب الله اللبناني، اليوم السبت، استهداف مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية في قاعدة ميرون الإسرائيلية بالصواريخ الموجهة وأصابوا جزءا من تجهيزاتها وراداراتها ودمروها. وكانت إسرائيل اغتالت ليل الثلاثاء الماضي القائد في حزب الله «طالب سامي عبدالله» وثلاثة من عناصر الحزب في بلدة «جويا» الجنوبية. وتشهد المناطق الحدودية في جنوب لبنان توترا أمنيا، وتبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان، منذ الثامن من أكتوبر الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة.

اغتيال عنصر في «سرايا القدس»..و«حزب الله» يواصل انتقامه لـ«أبو طالب»

تراجع المواجهات في جنوب لبنان... والدفاع المدني يسيطر على الحرائق

بيروت: «الشرق الأوسط».. تراجعت (السبت) حدّة المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» بعد نحو أسبوع من التصعيد المتواصل، حيث شهد أعنف العمليات بين الطرفين، وبشكل أساسي إثر اغتيال إسرائيل الثلاثاء الماضي، القائد البارز في «حزب الله» طالب عبد الله (أبو طالب)، الذي لا يزال الحزب ينفّذ عمليات رداً على مقتله، بحسب ما يُعلَن في بيانات له. وهذا التراجع أدى إلى تمكّن الدفاع المدني والأهالي في إخماد الحرائق في منطقة شبعا وعدد من بلدات الجنوب بعد يومين من اشتعال النيران في مساحات شاسعة نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر بالقذائف الفوسفورية. وصباح السبت، استهدفت مسيّرة إسرائيلية، بصاروخ موجه دراجةً ناريةً على الطريق العام بين مدينة بنت جبيل وبلدة عيترون، حيث أُفيد بسقوط إصابات، وذلك بعد ساعات على استهداف البلدة بثلاثة صواريخ موجهة. وفي حين لم يعلن الحزب عن مقتل أحد عناصره، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة «إكس» إن «طائرة لسلاح الجو استهدفت مخرباً من حزب الله في منطقة عيترون، كما قصف جيش الدفاع بالمدفعية المنطقة نفسها»، مشيراً كذلك إلى أن طائرات حربية كانت قد أغارت في منطقة كفركلا جنوب لبنان على مبنى عسكري لحزب الله. وفي وقت لاحق أعلنت «سرايا القدس»، (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) في بيان، مقتل أحد عناصرها، محمد زهير خليل جلبوط، (45 عاماً) «الذي استُشهد في جنوب لبنان»، مشيرة إلى أنه «من أبطال كتيبة الشهيد علي الأسود - ساحة سورية، الذي ارتقى على حدود فلسطين المحتلة في جنوب لبنان ضمن معركة طوفان الأقصى في أثناء أدائه واجبه القتالي». من جهته، أعلن «حزب الله» استهداف قاعدة ميرون بالصواريخ الموجهة وقاعدة خربة «بأسراب من المسيّرات الانقضاضية، حيث مقر كتيبة المدفعية التابعة للواء الغربي مستهدفين مقر قيادتها وأماكن تموضع ضباطها وجنودها»، وذلك رداً على اغتيال طالب عبد الله الذي قُتل في غارة في بلدة جويا مع 3 آخرين، وهو يعدّ القيادي الأبرز الذي قُتل في هذه الحرب. وأعلن، في بيان آخر، استهدافه «موقع حدب يارون بصاروخ موجه»، في حين كان لافتاً تراجع عدد العمليات يوم السبت مقارنة مع يوم الجمعة الذي نفذ فيه «حزب الله» 17 عملية. في غضون ذلك، أسهم تراجع المواجهات في نجاح الجهود المتواصلة في إخماد الحرائق المشتعلة منذ يومين في عدد من بلدات جنوب لبنان، لا سيما في بلدة شبعا؛ ما أدى إلى القضاء على مساحات شاسعة من الأحراج. وصباحاً، جدّد النائب قاسم هاشم نداءه ودعوته مديرية الدفاع المدني وكل الجهات المعنية ومن يملك الإمكانات والقدرات للعمل سريعاً «لإخماد الحرائق التي أشعلها العدو الإسرائيلي باعتداءاته منذ أيام، الذي استهدف المساحات الخضراء، إمعاناً في حقده وعدوانيته». ولفت إلى أن «المحاولات لإطفاء الحريق تكاد تقتصر على الإمكانات المناطقية المحدودة». وبعد الظهر، أكد هاشم لـ«الشرق الأوسط» أنه تم إخماد الحرائق بعد امتداد النيران إلى مساحات شاسعة نتيجة القصف الإسرائيلي بالفوسفور ووصولها إلى المنازل، مشيراً إلى أن السيطرة عليها لم يكن سهلاً نظراً لاعتماد أبناء المنطقة على وسائل بدائية، إضافة إلى أن الطرقات جبلية ووعرة، والطقس حار والرياح قوية، ما يصعّب المهمة. ولفت (السبت) إلى أنه، وبعد الجهود المشتركة من فرق الدفاع المدني في كل المنطقة، نجحوا في إخماد الحرائق في كل بلدات الجنوب، واتضحت الخسائر الكبيرة في الأحراج والمساحات الخضراء في مختلف المناطق. وكانت قد ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» في مرجعيون، أن أطراف بلدة دير ميماس وتلة العزية تعرّضت لقصف فوسفوري، بهدف إشعال النيران في أحراج البلدة، علماً بأن دير ميماس التي اشتعلت أيضاً الحرائق في أحراجها تُعرف بأنها تضم أكبر أشجار الزيتون المعمرة.

هوكستين يسعى لخفض منسوب التوتر لمنع إسرائيل من توسعة الحرب

يقوم بمهمة أميركية طارئة استدعت زيارته لتل أبيب وبيروت

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.. استدعى ارتفاع منسوب المخاوف من جنوح إسرائيل نحو توسعة الحرب في جنوب لبنان، قيام الوسيط الأميركي أموس هوكستين بزيارة عاجلة لكل من تل أبيب وبيروت في مهمة طارئة بتكليف من الإدارة الأميركية؛ سعياً وراء ضبط إيقاع المواجهة بين إسرائيل و«حزب الله» والإبقاء عليها تحت السيطرة. فزيارة الوسيط الأميركي لتل أبيب (الاثنين)، ومنها ينتقل إلى بيروت، لم تكن مدرجة على جدول أعماله، وكانت مرتبطة بوقف إطلاق النار في غزة الذي لا يزال يتعثر، لكنه اضطر للعودة على عجل لأن الجهود الأميركية لمنع إسرائيل من توسعة الحرب لتشمل جنوب لبنان اصطدمت حتى الساعة برفض رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو وأركان حربه التجاوب مع رغبة واشنطن بعدم توسيع المواجهة المشتعلة مع «حزب الله»، رغم أن الإدارة الأميركية تحمّل الحزب مسؤولية مبادرته إلى التصعيد، وهذا ما أكده مصدر دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط» بقوله إن لا مبرر لقيامه بتوسيع رقعة المواجهة، مع أنها جاءت من وجهة نظر الحزب في أعقاب اغتيال إسرائيل لواحد من أبرز قادته الميدانيين، طالب سامي العبد الله. وعلمت «الشرق الأوسط» أن زيارة هوكستين لبيروت تزامنت مع عودة السفيرة الأميركية لدى لبنان، ليزا جونسون، التي التقت ليل أول من أمس وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وقيّمت معه الوضع المشتعل في الجنوب، الذي بلغ ذروته في الساعات الأخيرة، وما يمكن القيام به للإبقاء عليه تحت السيطرة ومنعه من أن يتدحرج نحو توسعة الحرب، خصوصاً أن واشنطن لن توفر، كما تقول، الغطاء السياسي لتوسعتها. وكرر بو حبيب نفيه أن يكون لبنان تلقى إنذارات بوجود نية لدى إسرائيل بتوسعة الحرب، وقال إن التحذيرات تتوالى من دول عدة تنصح بضبط النفس وعدم الانجرار للحرب. وبات من المؤكد أن رئيسَي المجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أُحيطا علماً بمجيء الوسيط الأميركي إلى بيروت قادماً من تل أبيب. وتنقل المصادر النيابية عن جهات أميركية نافذة، أن نتنياهو لا يأخذ بنصائح البيت الأبيض، ويصر على توسعته للحرب بإطلاقه وأركان حرب التهديدات للبنان التي لم تتوقف منذ أن اتخذ «حزب الله» قراره بمساندة حركة «حماس»، مع أن هذه الجهات تتوقف ملياً أمام المواقف الصادرة عن أركان الدولة من مواقعهم المسؤولة، التي يصرون فيها على إدانتهم للعدوان الإسرائيلي على الجنوب، ويؤكدون التزامهم بتطبيق القرار 1701، ويطلبون من المجتمع الدولي التدخل، من دون أن يأتوا على ذكر «حزب الله» في معرض مقاربتهم للعدوان، وربما لتفاديهم الإحراج أمام الخارج. وتلفت إلى أن المدخل لتهدئة الوضع جنوباً يبدأ بوقف النار في غزة، وهذا ما تتفهمه واشنطن، وإلا لماذا أوقف هوكستين تشغيل محركاته بين تل أبيب وبيروت لإعادة الاستقرار على امتداد الجبهة الشمالية، انطلاقاً من تطبيق القرار 1701 الذي كان موضع تفاوض بينه وبين بري بالإنابة عن «حزب الله»، وبموافقة ضمنية من ميقاتي، قبل أن يقرر معاودة تحركه استجابة لمهمة طارئة بتكليف من الإدارة الأميركية التي تتعامل بجدية مع التهديدات الإسرائيلية للبنان. لكن هناك صعوبة في فصل الحرب في غزة عن المواجهة جنوباً، وهذا ما يضع الوسيط الأميركي أمام البحث عن مَخرج لمنع توسعة الحرب، مع أن الخطة التي أعدها الرئيس بايدن كانت موضع تداول بين قيادتَي «حزب الله» و«حماس». وفي هذا السياق، ذكرت مصادر دبلوماسية وثيقة الصلة بالمفاوضات الجارية على أكثر من صعيد للتوصل إلى وقف للنار في غزة، أن الحزب نصح قيادة «حماس» بوجوب التعاطي بمرونة مع خطة الرئيس الأميركي، وعدم إقفال الباب أمام الاتصالات الجارية لتسويقها بمشاركة مصرية - قطرية. وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أن نصيحة الحزب لـ«حماس» تنطلق من أن نتنياهو يرفض الخطة الأميركية، وأن مسؤولين في فريق بايدن أنابوا عنه بإبلاغهم تأييده لها، رغم أنه لا يزال يلوذ بالصمت ولم يصدر عنه حتى الساعة أي موقف يُشتمّ منه تأييده للخطة. وقالت إن الحزب نصح «حماس» بالتريث وعدم التعاطي معها بسلبية ما دام نتنياهو لا يحبّذها. وبحسب المصادر سألت «حماس» الحزب، ما العمل؟ وكان جوابه بأن القرار أولاً وأخيراً يعود لقيادة الحركة كونها أدرى من غيرها بأوضاعها، والأقدر على اتخاذ الموقف في ضوء ما لديها من معطيات. لذلك يبقى السؤال: هل ينجح الوسيط الأميركي في منع انزلاق الوضع جنوباً نحو الحرب التي يمكن أن تمتد إلى الإقليم، مع أن إيران لا زالت على موقفها بعدم الانجرار إليها؟..

تمايز داخل المعارضة اللبنانية في مقاربة الدعوات لـ«التشاور الرئاسي»

بري مستعد للمبادرة حين تتأمن أكثرية نيابية

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح.. دخلت المبادرات التي تكثفت في الأسبوعين الماضيين لإخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة والتي تمحورت بشكل أساسي حول إشكالية الحوار والتشاور قبل عقد جلسة انتخاب رئيس للبلاد، في عطلة عيد الأضحى، ما سيؤدي إلى تجميدها راهناً، خاصة أنها لم تنجح كلها حتى الساعة في تحقيق أي خرق يُذكر. وحاول رئيس «التيار الوطني الحر»، النائب جبران باسيل، وكذلك رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي»، النائب تيمور جنبلاط، في الأيام الماضية، إقناع قوى المعارضة بالمشاركة في طاولة حوار أو حلقات تشاور يشترط رئيس المجلس النيابي نبيه بري عقدها قبل الدعوة إلى جلسة جديدة لانتخاب الرئيس، مع العلم أن الجلسة الأخيرة التي دعا إليها كانت قبل نحو عام، ومنذ ذلك الوقت لم تعقد أي جلسة للانتخاب، بحجة أن لا جديد على صعيد التوازنات النيابية سيؤدي إلى تأمين أي من المرشحين عدد الأصوات المطلوب للوصول إلى قصر بعبدا. وحتى الساعة، تبدو قوى المعارضة موحدة في مقاربة الملف الرئاسي، وإن كان هناك وجهتا نظر داخلها؛ الأولى تتمثل بموقف حزب «القوات اللبنانية» الذي يفضل أن يحصل التشاور خلال جلسة الانتخاب، لعدم تكريس أعراف جديدة، أمّا الثانية فتتمثل بموقف حزب «الكتائب» وقوى أخرى تبدو أقرب للسير بتشاور، لكن بعد الحصول على ضمانات صارمة، خصوصاً في مجال الدعوة مباشرة بعد التشاور إلى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، وتعهد كل الفرقاء بعدم تعطيل نصاب الجلسة.

المعارضة: ضمانات فتشاور

واعتبر البعض أن باسيل يحاول شق صفوف المعارضة بإقناع قوى فيها بالسير بالتشاور بمعزل عن موقف «القوات»، إلا أن مصادر «الكتائب» أكدت أن «صفوف المعارضة لا تزال مرصوصة، وإن كان هناك أكثر من وجهة نظر فيما يتعلق بموضوع التشاور، باعتبار أن الحوار التقليدي مرفوض جملة وتفصيلاً». وأشارت المصادر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «حتى حزب (القوات) في حال حصل على الضمانات المطلوبة لن يتردد بالمشاركة بالتشاور إذا وصلنا إلى قناعة بأن فريق الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) قرر فك أسر الرئاسة».

بري: تأمين أكثرية أولاً

وسادت في الساعات الماضية تساؤلات عمّا إذا كان الرئيس نبيه بري بصدد الدعوة إلى حوار بمن حضر، بعد موافقة «التيار الوطني الحر» على الصيغة السابقة التي كان قد طرحها بري للحوار. وعن هذا قالت مصادر قريبة من الرئيس بري لـ«الشرق الأوسط» إن «رئيس المجلس لن يبادر للدعوة للتشاور أو الحوار قبل أن يتأكد من تأمين الأكثرية اللازمة (86 نائباً) للمشاركة في أي جلسة تلي التشاور، سواء أدى التشاور إلى نتيجة أم لا». وأوضحت المصادر أن «الرئيس بري يفضل أن يتمثل حزب (القوات) في الحوار وفي التفاهم على انتخاب مرشح معين كي يتم إنجاح العهد الجديد، ولكن إذا أصر حزب (القوات) على موقفه وتأكد عدم مشاركة 86 نائباً في الجلسة، فعندها سيبادر الرئيس بري للدعوة للتشاور أو الحوار».

لا خشية من عزل «القوات»

ولا تخشى النائبة غادة أيوب، عضو تكتل «لبنان القوي»، أن يكون هناك مسعى لعزل «القوات»، مؤكدة أن «لا تباين في صفوف المعارضة، بل هناك مقاربة أخرى تتجلى بالقول للرئيس بري إننا موافقون على التشاور، لكن بشروط وضمانات، أي عقد جلسة مفتوحة ودورات متتالية حتى انتخاب رئيس، ولو لأسبوعين أو أكثر. لكن الرد أتى سريعاً بأن بري لا يريد أن يعطل التشريع بجلسة مفتوحة. وعليه، لا تباين في الأساس، لكن يمكن الحديث عن تكامل لمزيد من الضغط على الرئيس بري للاستجابة إلى متطلبات الدستور». ورأت غادة أيوب، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «القول بأن الحوار من دون (القوات) هو عزل له، فهذا أمر مستغرب، لأن الحوار بنظرنا هو بدعة تخالف الدستور». وأضافت: «هذه البدعة تؤدي إلى عزل الجمهورية اللبنانية وليس عزل حزب (القوات اللبنانية) الذي هو على انسجام ذاتي بأنه لا يرضخ لأي ابتزاز وفرض أمر واقع».

نسير جميعاً بالتشاور أو لا نسير

من جهته، أكد النائب في كتلة «تحالف التغيير»، وضاح الصادق، أن «موقف المعارضة بالمضمون متماسك، وإن كان هناك تمايز في الشكل، باعتبار أن هناك قوى متساهلة أكثر، ليس باتجاه الحوار وإنما باتجاه الاجتماع واللقاء مع الآخرين، كما قد يكون هناك خطاب مختلف بين القوى، ولكن بالنسبة إلينا، يبقى ذلك مجرد شكليات». وأضاف الصادق، لـ«الشرق الأوسط»: «لا أحد منا مستعد للذهاب إلى طاولة حوار بشكلها التقليدي، أمّا شكل التشاور فمستعدون للنقاش به، علماً بأنه بات واضحاً أنه إذا وافقنا اليوم على الحوار فغداً يضعون شرطاً غير الحوار». ونبه الصادق إلى أن «طاولة الحوار خطر كبير»، مستهجناً «حراك باسيل الذي تضارب مع حوار الاشتراكي، والذي أتى حصراً للتسويق لحوار الرئيس بري». وقال: «لو أردنا أن نوافق على الحوار لكنا وافقنا مباشرة على دعوة الرئيس بري، فلماذا نعطي هكذا ورقة للنائب باسيل؟ في كل الأحوال هناك تفاهم بين مكونات المعارضة، فإما نسير جميعاً بالتشاور وإما لا نسير».

لبنان يخسر 6.55 % من ناتجه المحلي بسبب «العنف»

البنك الدولي يزيله عن «شاشة» ترقُّباته المستقبلية بسبب حرب الجنوب و«عدم اليقين»

الشرق الاوسط...بيروت: علي زين الدين.. تلقى لبنان صدمة سلبية جديدة تمثلت بإشهار البنك الدولي قراره بإزالة ترقُّباته الدورية الخاصة بالبلد ومؤشراته الاقتصادية لما بعد العام الحالي، بذريعة تعمّق حال «عدم اليقين»، المترجمة بالغموض الشديد الذي يكتنف النظرة المستقبلية، جراء «كثرة الأحداث الأمنية والسياسية التي تعصف بالبلاد». وفي مؤشر متزامن لا يقل سلبية، تم إدراج لبنان في الترتيب الأقرب إقليمياً لمجموعة الدول التي تعاني المخاطر الحربية والعنفية، إذ حاز درجة «منخفضة» في المستويات المعتمدة في مؤشر السلام العالمي، وتم تصنيفه في المرتبة 134 عالمياً، خلف ليبيا وإيران، وقبل فلسطين والعراق وسوريا. ويعكس القرار الأحدث للبنك الدولي، والذي يجمع لبنان، بالتماثل، مع سوريا، وجزئياً مع اليمن الذي ستحجب ترقُّباته بدءاً من العام 2026، مدى ارتفاع منسوب المخاطر وكثافة الضبابية التي تكتنف الأوضاع الداخلية، لا سيما التمادي في تأخير انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والذي يشرف على ختام العام الثاني بعد أشهر قليلة، والشكوك المستمرة حول فاعلية الحكومة المستقيلة قبل أكثر من عامين، واقتصار مهامها دستورياً على «تصريف الأعمال»، علماً بأن إدارة صندوق النقد الدولي اتخذت قراراً شبيهاً قبل نحو سنتين، قضى بحجب التوقعات الخاصة بلبنان في التقارير الدورية التي تتابع تطورات اقتصادات البلدان حول العالم.

فشل في عقد اتفاق مع صندوق النقد

وتعززت هذه الإرباكات في المشهد الداخلي، بإضافة غير عادية في مضمونها ومخاطرها، نجمت عن المخاوف المتصاعدة من توسّع المواجهات العسكرية المستمرة في الجنوب منذ اليوم الثاني لاندلاع حرب غزّة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، والمسبوقة أيضاً بالفشل المشهود في تحقيق أي تقدم يذكر لعقد اتفاق ناجز مع صندوق النقد بعد مضي سنتين وشهرين على عقد الاتفاق الأولي. ومع تعمق حال الغموض غير البناء الذي يظلّل المسارات السياسية والاقتصادية على حد سواء، يبدي مرجع مالي في اتصال مع «الشرق الأوسط» مخاوفه من تقهقر أوسع نطاقاً تفرضه هذه العوامل الداخلية والخارجية التي اجتمعت في توقيت متزامن، معزّزة بخسائر مادية هائلة، تُراكمها المواجهات اليومية في الجنوب، فضلاً عن لوائح الخسائر البشرية من ضحايا وجرحى ونازحين. ويشير المسؤول المالي إلى أن الخطر الداهم يمكن أن يتمدّد تلقائياً إلى الاستقرار النقدي الذي كابد البنك المركزي في تأسيسه وحفظ استدامته، من خلال سياسات نقدية صارمة اعتمدها الحاكم بالإنابة وسيم منصوري، بعد تسلم مهامه قبل نحو السنة، وأن يصيب التوازن الشكلي في إدارة موارد ومصروفات المالية العامة المستند خصوصاً إلى الامتناع عن سداد مستحقات ديون الدولة، بحيث تعجز فعلياً عن الاستجابة المنشودة لمعالجة الخسائر اللاحقة بالأفراد والأسر والقطاعات كافة في نطاق المواجهات العسكرية.

أضرار في القطاع السياحي

وتتلاقى هذه المخاوف مع تحليلات بعثة صندوق النقد التي أشارت إلى المخاطر العالية المرتبطة بالصراع، لا سيما لجهة إنتاج قدر كبير من عدم اليقين للآفاق الاقتصادية. وإضافة إلى الأضرار التي يمكن أن تتفاقم في القطاع السياحي الحيوي، فإن التداعيات السلبية الناجمة عن الصراع في غزة، وتزايد القتال على الحدود الجنوبية للبنان، تؤدي حكماً إلى تفاقم الوضع الاقتصادي الضعيف أساساً، حيث نتج عن ذلك نزوح داخلي لعدد كبير من الأشخاص، كما تسبب بأضرار في البنية التحتية والزراعة والتجارة في الجنوب. وفي الوقائع المستجدة، قدّر «معهد الاقتصاد والسلام» في تقريره الثامن عشر من مؤشّر السلام العالمي، الأثر الاقتصادي للعنف في لبنان عند مستوى 8.36 مليار دولار، والتكلفة الاقتصاديّة للعنف بما يوازي 6.55 في المائة من الناتج المحلّي الإجمالي للبلاد، وهو ما دفع إلى تصنيف لبنان في مرتبة متأخرة دولياً وإقليمياً، علماً بأن احتساب المؤشّر يجري استناداً إلى 23 عنصراً كميّاً ونوعيّاً، مدرجة ضمن ثلاثة عوامل رئيسيّة، تشمل مستوى الأمن الاجتماعي والأمان، ومدى استمرار الصراعات الداخليّة والدوليّة، ودرجة العسكرة. من جهته، توقّع البنك الدولي في أحدث تقاريره عن «الآفاق الاقتصاديّة العالميّة»، والصادر بتاريخ 11 يونيو (حزيران) الحالي، أن يسجل لبنان نموّاً بنسبة 0.5 في المائة خلال العام الحالي، مع الإشارة إلى أنّه قد تمّت إزالة التوقّعات لما بعد العام 2024، نتيجة درجة عدم اليقين الكبيرة. كذلك، فإنّ النظرة المستقبليّة غامضة نتيجة كثرة التحدّيات الأمنيّة والسياسيّة والماليّة التي تعصف بالبلاد. ومن المتوقّع أن تبقى نسبة تضخّم الأسعار في لبنان مرتفعة ومعدّلات الاستثمار خجولة، بينما يتوقّع التقرير استمرار التعافي في القطاع السياحي رغم درجات عدم اليقين المرتفعة، وخاصّةً كون السياحة رهينة التوتّرات الخارجيّة والمحليّة.



السابق

أخبار وتقارير..زيلينسكي يرفض «إنذار» بوتين على طريقة «هتلر»..أوكرانيا توقف مسؤولاً إقليمياً بتهمة التخابر مع روسيا..بوتين: حوالي 700 ألف عسكري روسي يقاتلون في أوكرانيا..بوتين: تجميد الأصول الروسية في الغرب «سرقة» «خطوة لن تمر من دون عقاب»..الاتحاد الأوروبي يوافق على بدء مفاوضات انضمام أوكرانيا..فرنسا.. تحذير من أزمة مالية إذا فاز أقصى اليمين بالانتخابات..للتصدي لأقصى اليمين..اليسار الفرنسي يعد بـ"قطيعة" مع الماضي..ترامب: لست عنصرياً.. ولدي الكثير من "الأصدقاء السود"..مصادر: إدارة بايدن تخطط للإعلان عن أكبر برنامج يخص المهاجرين غير الشرعيين..البابا يدعو مجموعة السبع لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي وحظر أسلحته..قمة «السبع» تركز على التوتر التجاري مع الصين..قمّة «جي 7» مرآة تعكس بوضوح غير مسبوق المشهد السياسي الغربي المضطرب..حزب «الإصلاح» البريطاني يتقدم على «المحافظين» لأول مرة في استطلاعات الرأي..وكالة التجسس الصينية تحذر بعد كشف كتب عسكرية سرية تُباع بأقل من دولار..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..عيد ثانٍ بلا مظاهر فرحة في غزة..والأضاحي مفقودة..نتنياهو يتجه لإنهاء عملية رفح خلال أسبوعين والاحتفاظ بـ «فيلادلفيا»..مقتل 8 جنود وضباط بتدمير ناقلة مدرعة جنوب غزة ومصرع 19 مدنياً بقصف جوي على منازل..«الأونروا»: 625 ألف طفل محرومون من التعليم في غزة..«حماس» تعلن مقتل اثنين من الأسرى الإسرائيليين لديها..من هو الكابتن الاسرائيلي وسيم محمود القتيل قرب رفح مع 7 جنود آخرين؟..مقتل فتى فلسطيني بنيران إسرائيلية خلال مداهمة في الضفة..واشنطن: التوصل لاتفاق مع حماس ما زال ممكنا..والوساطة مستمرة.."تفاصيل جديدة" بشأن عملية تحرير الرهائن الإسرائيلية..واشنطن تضيّق الخناق على اليمين الإسرائيلي..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,567,104

عدد الزوار: 7,637,668

المتواجدون الآن: 0