أخبار لبنان..المتحدثة باسم "اليونيفيل" للحرة: الوضع يبعث على القلق..سابقة قضائية ألمانية بالحكم على عنصرين من «حزب الله» بالسجن 5 سنوات..بعثة إيران لدى الأمم المتحدة تحذر إسرائيل من «حرب إبادة» إذا هاجمت لبنان..الأردن يدعو رعاياه إلى تجنب السفر إلى لبنان في الوقت الراهن..تحرُّك لبناني لوقف دعوات المغادرة..والبرمائية الأميركية في المتوسط «لردع العدوان»!..وغالانت يفضِّل التسوية على الحرب..اليونيفل: تمديد عادي في آب..ما لم تقع الحرب الشاملة..المواجهات في جنوب لبنان تتحرك على وقع «المبادرات الإسرائيلية»..بخاري: مساعي «الخماسية» لم تتوقف لانتخاب رئيس للبنان..تأمين الغذاء والطاقة.. لبنان أمام تحديات معقدة إذا اندلعت الحرب..

تاريخ الإضافة السبت 29 حزيران 2024 - 4:13 ص    عدد الزيارات 344    التعليقات 0    القسم محلية

        


المتحدثة باسم "اليونيفيل" للحرة: الوضع يبعث على القلق..

الحرة – واشنطن.. اليونيفيل على أمل بخفض التصعيد بين لبنان وإسرائيل

تثير التوترات الحاصلة في شمال إسرائيل وجنوب لبنان مخاوف أمنية خاصة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان المعنية في حفظ السلام، على ما أكدت مسؤولة من "اليونيفيل" لقناة "الحرة". وأعربت كانديس أرديل، نائبة المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" عن "مخاوفهم كقوة حفظ سلام في المنطقة" خاصة في ظل "الأحداث الأخيرة، والتصعيد في الخطاب". وقالت إن اليونيفيل "تعمل على الأرض، لحفظ السلام وتخفيض التصعيد والمراقبة والانخراط مع الأطراف ضمن مستويات عدة لتوصيل رسائل بين لبنان وإسرائيل للتأكد أنه لا يوجد سوء فهم، لأن الوضع يبعث على القلق". وأكدت أن حوالي 10 آلاف فرد من قوات اليونيفيل من 50 دولة مختلفة متواجدون في أماكنهم جنوبي لبنان، إذ تتم "متابعة ومراقبة" ما يحدث من توترات "طوال الوقت" والعمل على "استعادة الاستقرار والأمن أكان في جنوب لبنان أو المنطقة". وغداة الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي. لكن المخاوف من انزلاق التصعيد إلى حرب تفاقمت الأسبوع الماضي على وقع تهديدات متبادلة، أعقبت مقتل قيادي بارز من الحزب بضربة إسرائيلية. وشددت أرديل على التزام قوات اليونيفيل، المتواجدة في المنطقة منذ عام 1978، بعملها، إذ يبقى "الأمل بخفض التصعيد" قائما، من خلال "آليات التنسيق والتواصل بشكل مباشر مع الجيشين الإسرائيلي واللبناني"، ضمن مقتضيات العمل للقرار الأممي "1701". وأكدت أن هذا القرار تؤمن به جميع الأطراف، وهو ما يحفز على العمل مع الطرفين لتشجيعهم على تنفيذه، داعية الطرفين إلى إعادة تأكيد التزامهما به. ووضع هذا القرار حدا لحرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله. وينص على حصر الانتشار المسلح في جنوب لبنان بالجيش اللبناني واليونيفيل. وحددت نائبة المتحدث باسم قوة اليونيفيل المسار الوحيد لنزع فتيل الأزمة من خلال "الطريقة الدبلوماسية". وقالت إن قوة "اليونيفيل" المتواجدة على الخط الأزرق في موقف "فريد من نوعه، إذ أنها المُحاوِر الوحيد مع الجيشين الإسرائيلي واللبناني، وتوصل رسائل فيما بينهما"، من أجل توضيح أي "سوء فهم" قد ينشأ عما يحصل "حتى لا تتصاعد الأحداث لشيء أكبر". والخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل، في عام 2000، عندما انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، هو خط مؤقت يقوم مقام الحدود بين البلدين. وأشارت إلى أن رئيس البعثة يتحدث مع المسؤولين في القوات الإسرائيلية واللبنانية لخفض التصعيد، منوهة في الوقت ذاته إلى أن "التصعيد والخطابات تبعث على القلق لقوة اليونيفيل" حيث يتبادل الطرفان تهديدات بخوض حرب واسعة ضد الآخر، وهذا ما قد يبعث على "سوء فهم وسوء حسابات". ولدى "الأمم المتحدة الكثير من خطط الطوارئ لضمان حماية قوة حفظ السلام في جنوب لبنان والمدنيين"، بحسب أرديل، مشيرة إلى أنها تعتقد أن "النزاع ليس حتميا، ويمكن العثور على طريقة للوصول إلى حل دبلوماسي وسياسي". والثلاثاء، أعلنت يونيفيل إصابة ثلاثة متعهدين يعملون مع القوة الدولية أثناء عودتهم إلى منازلهم من قاعدة في بلدة شمع جنوب لبنان "بإطلاق نار على سيارتهم. ولحسن الحظ، لم تكن هناك إصابات خطيرة". وكشف أرديل جهودا تقوم بها اليونيفيل في الجانب الإنساني، خاصة مع احتدام التوترات التي تسبب في نزوح جماعي بعشرات الآلاف من المناطق الحدودية الإسرائيلية واللبنانية، حيث تساهم قوة اليونيفيل في العمل مع المجتمعات المحلية خاصة في وقت الأزمات. وقالت إنه يتم التنسيق وتوفير العون للمنظمات الإنسانية للتأكد من أن المساعدات تصل للسكان، مؤكدة أن "الأهم استعادة الاستقرار في المنطقة، لأن هذه أفضل طريقة للتأكد من نهاية المعاناة والدمار". وكان وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، قد حذر خلال استقباله نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، الثلاثاء، من أنه "يمكن بسهولة أن تتحول حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب إقليمية مع عواقب وخيمة على الشرق الأوسط". وأضاف "الدبلوماسية هي أفضل وسيلة لمنع مزيد من التصعيد". وشدد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الذي زار بيروت وتل أبيب الأسبوع الماضي، على أنه "من مصلحة الجميع حلّ هذه المشكلة سريعا ودبلوماسيا". ومنذ بدء التصعيد، قتل 481 شخصا في لبنان بينهم 94 مدنيا على الأقل و313 مسلحا من حزب الله، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكريا و11 مدنيا.

سابقة قضائية ألمانية بالحكم على عنصرين من «حزب الله» بالسجن 5 سنوات

أدانتهما بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي

(الشرق الأوسط).. هامبورغ: راغدة بهنام.... أصدرت المحكمة الإقليمية العليا في هامبورغ حكماً غير مسبوق على عنصرين من «حزب الله» وأدانتهما بالانتماء لتنظيم إرهابي، استناداً لتصنيف الحزب إرهابياً في ألمانيا عام 2020. وحكمت المحكمة بالسجن 5 سنوات ونصف السنة على المتهم الأول، و3 سنوات على المتهم الثاني، وهو ما كان طلبه الادعاء العام. وانطلقت القضية مطلع العام، واستغرق الإعداد لها شهوراً طويلةً بقي خلالها المتهمان الذين ألقي عليهما القبض العام الماضي، قيد الحبس الاحتياطي. وقالت القاضية التي تلت الحكم إن المتهمين حسن محسن البالغ من العمر 50 عاماً المولود في طير حرفا بلبنان، وعبد اللطيف وهبي البالغ من العمر 56 عاماً المولود في قرية حاروف، كانا عضوين فاعلين في «حزب الله» منذ سنوات. وتحدثت عن أدلة تثبت ارتباطهما بالحزب كان قدمها الادعاء، من بينها صور لهما يرتديان اللباس العسكري التابع لـ«حزب الله» في مدينة القصير بسوريا عام 2015 و2016، وقالت إن من بين الأدلة الأخرى أشرطة فيديو تظهر أحدهما وهو يمتدح حسن نصر الله زعيم «حزب الله». وقالت القاضية إن الرجلين كان يعملان على تجنيد شبان في ألمانيا للانضمام لـ«حزب الله»، وكانا ينشران البروباغندا التابعة للحزب من خلال «جمعية المصطفى» في بريمن، التي تم حظرها عام 2022 وأغلقت. واستند المدعي العام هلموت غراور لأدلة رُفعت من الجمعية التي تمت مداهمتها، لإصدار مذكرات التوقيف بحق الرجلين. وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن قراره تقديم الأدلة بحق الرجلين ومحاكمتهما «غير مرتبط بالسياسة»، وإنه عندما «توفرت الآليات القانونية لمحاكمتهما» تحرك على أثرها، وهو يقصد بذلك قرار الداخلية عام 2020 تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية. وبعد صدور الحكم، قال المدعي العام لـ«الشرق الأوسط» رداً على سؤال عما إذا كان الحكم خطوة أولى باتجاه المزيد من المحاكمات لعناصر «حزب الله»، إن الحكم «شكل سابقةً في القضاء الألماني، وهذا سيسهل من دون شك أي قضايا أخرى شبيهة في المستقبل». ومنذ تصنيف «حزب الله» إرهابياً لم تعتقل السلطات الألمانية أحداً قبل محسن ووهبي، ما يفتح الباب الآن أمام محاكمات إضافية لعناصر من الحزب. وتقدر المخابرات الألمانية الداخلية عدد عناصر «حزب الله» في ألمانيا بـ1200 عنصر. وكان المتهمان قد نفيا الاتهامات الموجهة لهما، وقالا إنهما لا ينتميان لـ«حزب الله»، وقال محاميهما إن صورهما بلباس عسكري لا تثبت بالضرورة انتماءهما لمنظمة عسكرية. وناقش دفاعهما بأن الأدلة المقدمة بانتمائهما إلى «حزب الله» تعود إلى ما قبل عام 2020 حين لم يكن «حزب الله» صُنف منظمة إرهابية في ألمانيا بعد. لكن القاضية رفضت الدفاع، وتحدثت عن حيثيات تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، وقالت إنه يدعو «لتدمير إسرائيل». وتحدثت كذلك عن ارتباط بين محسن ومسجد هامبورغ الإسلامي الذي تقول المخابرات الألمانية إنه مرتبط بإيران، وإنه ينشر البروباغندا التابعة للملالي في ألمانيا وأوروبا. وقالت إن محسن زار المسجد مراراً في السنوات الماضية. وكان البرلمان الألماني صوّت لقرار يدعو الحكومة الألمانية لإغلاق مسجد هامبورغ، لكن الداخلية تقول إنها ما زالت لا تملك أدلة كافية لذلك. وداهمت الشرطة العام الماضي المسجد، ودفعت أدلة يأمل المحققون أن تثبت تورط المسجد بدعم الإرهاب، ولكن حتى الآن لم تتحرك الداخلية لإغلاقه. ويأتي الحكم على عنصرين في «حزب الله» في وقت تشدد فيه الحكومة الألمانية من قوانينها لمواجهة ما تقول إنه «تمجيد الإرهاب المتصاعد منذ عملية 7 أكتوبر». ووافقت الحكومة قبل يومين على اقتراح من الداخلية الألمانية لترحيل أي شخص «يمجد الإرهاب» عن طريق «إعجاب» على وسائل التواصل الاجتماعي. والقانون الحالي أكثر تعقيداً، ويستوجب إثبات خروج تصريحات تمجد الإرهاب عن الأشخاص قبل ترحيلهم. وما زال يتعين على البرلمان الموافقة على المشروع قبل أن يدخل حيز التنفيذ. ويعرض القانون ألمانيا لانتقادات من الناشطين في حقوق الانسان، خصوصاً أن الحكومة تتعرض منذ عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) لاتهامات بأنها «تقمع الآراء» المغايرة لها، التي تبدي تأييداً لفلسطين. وتعد ألمانيا من أكثر الدول تأييداً لإسرائيل بسبب تاريخها، وهي كانت كذلك من الدول الأكثر تشدداً ضد المظاهرات التي خرجت دعماً لسكان غزة وفلسطين.

بعثة إيران لدى الأمم المتحدة تحذر إسرائيل من «حرب إبادة» إذا هاجمت لبنان

نيويورك: «الشرق الأوسط».. قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، اليوم، إنه إذا شرعت إسرائيل في «عدوان عسكري شامل» على لبنان فسوف تندلع «حرب إبادة». وأضافت البعثة الإيرانية في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، أنه في مثل هذه الحالة فإن «كل الخيارات بما في ذلك المشاركة الكاملة لمحور المقاومة ستكون مطروحة على الطاولة».

الأردن يدعو رعاياه إلى تجنب السفر إلى لبنان في الوقت الراهن

الجريدة...دعت وزارة الخارجية الأردنية اليوم الجمعة رعاياها إلى تجنب السفر إلى لبنان في الوقت الراهن في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة وحرصاً على سلامة مواطنيها في الخارج. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة في بيان له أن «هذه التوصية تأتي من منطلق حرص الوزارة الشديد على سلامة المواطنين الأردنيين»....

تحرُّك لبناني لوقف دعوات المغادرة.. والبرمائية الأميركية في المتوسط «لردع العدوان»!

هجوم انقضاضي علی مواقع لجيش الإحتلال.. وغالانت يفضِّل التسوية على الحرب

اللواء..ومع انقضاء شهر حزيران بأكمله، على وقع صفارات الانذار التي تسبق أو تلحق صواريخ حزب الله ومسيَّراته الإنقضاضية، بقي المشهد الميداني الواضح باستهدافاته من قِبل حزب الله أو من جيش الاحتلال الاسرائيلي ينطوي على قراءات واحتمالات، حول ما بعد ما يجري، بصرف النظر عن معارك غزة او رفح داخل غزة، استمراراً أو انكفاءً بانتظار تسوية الصفقة بعد أن يشعر رأس الكيان الحربي بنيامين نتنياهو ان لا مجال للبقاء على أرض القطاع الملتهب بالعمليات والضربات التي تصيب جنوده بمقتلهم حيث ما تحركوا على أرض القطاع المدمرة أبنيته، والذي يعاني شعبه أسوأ أحوال الحياة الانسانية، من قتل وحرمان وجوع، وعدم استقرار، ومطاردات من قبل طائرات الغزو، وجنوده المأزومين.. في الواجهة ليل امس، أعداد من المسيَّرات تنطلق من لبنان باتجاه الجليل الغربي، بعدها انفجارات عديدة واصابات، وصافرات الانذار لا تتوقف في المستعمرات الشمالية. بالمقابل، أدت الغارة الاسرائيلية على كفركلا الى سقوط 3 شهداء من بينهم فلسطينيان، في المبنى المؤلف من 3 طبقات. وشدّد مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة الى ان الوضع سيئ على الحدود مع لبنان، معتبرا اننا «لسنا بعيدين عن حرب واسعة، والحرب بين اسرائيل ولبنان قد تتوسع اقليمياً». وقال: «نحن بحاجة لتجديد لليونيفيل قبل آب». ونفى مسؤول اميركي ان كون ارسال السفينة الهجومية البرلمائية (يو اس اس واسب USSWasp) الى المتوسط، بهدف اجلاء المدنيين الاميركيين في حال توسع الصراع بين اسرائيل وحزب الله، مؤكدا ان لدى البنتاغون خططاً جاهزة للتعامل مع الطوارئ، ومنها اجلاء المدنيين الأميركيين، مشيراً لا نزال قلقين من التصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل. «ونتخوف من خطوات غير محسوبة قد تفجر الوضع، وتحوله الى حرب واسعة النطاق». ووصف المسؤول دخول البرمائية الاميركية بأنه جزء من الجهود للحفاظ على وجودنا العسكري في المنطقة من اجل الاستقرار وردع العدوان.

نقاشات الرئاسة بعد أسبوعين

رئاسياً، افادت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن ترحيل النقاش في ملف الرئاسة إلى الاسبوعين المقبلين مرده إلى تجميع بعض المعطيات المتصلة بالمناخ الذي ساد في خلال زيارة الكاردينال بارولين إلى لبنان، لاسيما أنه ركز على أهمية إتمام الانتخابات الرئاسية، وأشارت إلى أنه ليس واضحا تماما ما إذا كان هناك من مبادرة يعمل عليها من قبل الفاتيكان في وقت لاحق لاسيما أن جمع اقطاب الموارنة يبدو أكثر من صعب. في هذا الوقت تحدثت المصادر عن تقدم التواصل بين التيار الوطني الحر و رئيس مجلس النواب في هذا الملف وبعض الاستحقاقات، وأشارت إلى أن دعم التيار للحوار الذي يرغب الرئيس بري في عقده لا يزال قائما. وأبلغ سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان: أن مساعي اللجنة الدبلوماسية الخماسية لم تتوقف في مساعدة اللبنانيين لإنتخاب رئيس. من جانبه، اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من الحدود الشمالية مع لبنان، بأنه اذا اختار حزب الله التسوية، فإن اسرائيل ستتعامل بايجابية مع هذا الاحتمال. واشار: لا نبحث عن الحرب لكننا مستعدون لها». وتحدث غالانت عن «بدائل متاحة أمامنا مهمة، ونعمل على تنميتها معا: اعداد القوة العسكرية، واعداد الحل السياسي». وإزاء حملات التحريض على مغادرة الرعايا الاجانب لبنان، طالب وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، بارسال رسائل تطمينات للزائرين والمقيمين في لبنان، وكشف ان نظيره البحريني عبداللطيف بن راشد الزيان اتصل به وابلغ تأييد العاهل البحريني الشيخ حمد بن خليفة بوصفه رئيساً للقمة العربية التضامن مع لبنان، وكذلك من نظيره الاردني ايمن الصفدي.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلن حزب الله مساء امس استهداف مبنى يستخدمه جنود الاحتلال في مستعمرة شلومي، كما استهدف موقع رويسة القرن في مزارع شبعا المحتلة، وذلك في معرض الرد على استهداف القرى الجنوبية، وآخرها بلدة شيحين. وحسب بيان للحزب، فإن الهجوم الانقضاضي على المقرّ المستحدث لقيادة كتيبة المدفعية 411 في حقبون، مشيرا الى ان الضربة استهدفت خيم استقرار ومبنيين ضباط وجنود العدو، فضلا عن استهداف مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل بعشرات صواريخ الكاتيوشا. وقال: القصف الاسرائيلي اليومي تواصل على البلدات والقرى واستهدف مبنى مؤلفا من ثلاث طبقات سوته بالارض في بلدة كفركلا، واطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي. كما شن الطيران الاسرائيلي غارة مستهدفا منزلاً في بلدة شيحين قضاء صور، وعلى الفور تحركت سيارات الاسعاف نحو المكان المستهدف. الى ذلك، ألقت مسيَّرة اسرائيلية قنابل حارقة في مشروع «عرب الثمار» الزراعي خلف تلة الحمامص في الوزاني، مما أدى إلى اشتعال النيران فيه.

قادة العدو يتجادلون: التسوية أفضل من الحرب

الأخبار.... مع تواصل المواجهات بين المقاومة والعدو على الحدود الجنوبية، برز أمس تطور سياسي من داخل الكيان، بإعلان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير حربه يؤاف غالانت «الرغبة بالتوصل إلى اتفاق مع لبنان» فيما كانت بيروت تشهد اجتماعاً هاماً بين الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله، والأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ محمد طقوش. وهو لقاء خُصص للبحث في التنسيق بين الطرفين انطلاقاً من انخراطهما في جبهة المساندة للمقاومة في غزة. اللقاء تأخّر لأكثر من سنة ونصف سنة. وخلال هذه المرحلة، كانت عمليّة «رص الصفوف بين الضاحية وعائشة بكّار تزداد متانةً». وبعد جهود كبيرة بذلتها حركة حماس، التي سبق لها أن أعادت العلاقات بين الجانبين خلال عهد الأمين العام السابق عزّام الأيوبي، وقد تعزّز خيار التعاون بعد انتخاب طقوش أميناً عاماً للجماعة في أيلول 2022. وقد تمّ تكريس هذا التّقارب بعد عمليّة «طوفان الأقصى»، حيث استأنفت «قوّات الفجر»، الجناح العسكري للجماعة، عمليّاتها العسكريّة ضد قوات الاحتلال، ونجحت مع فصائل المقاومة في إعادة القضيّة الفلسطينيّة إلى مكانها في قلب الوجدان الشعبي والوعي السياسي عند قواعد كبيرة وسط الطائفة السنية التي تعمّدت أطراف داخلية وخارجية إبعادها عن مشروع المقاومة. وتطوّر موقف الجماعة وصولاً إلى انخراطها كفصيلٍ لبناني في جبهة المساندة، انطلاقاً من قناعتها بوحدة السّاحات. ورغم التنسيق بين الطرفين، على اختلاف نسبته بين السياسة والميدان، فقد كان الاجتماع بين نصرالله وطقوش ضرورياً في الشكل والمضمون. ويدرك الطرفان رمزية «الصورة والخبر» اللذين انتشرا أمس، إضافة إلى مضمون نقاش تجاوز الثلاث ساعات بين الرجلين، في حضور عضو المجلس السياسي للحزب، الشيخ عبد المجيد عمّار.

نصرالله - طقوش: معا في خيار المقاومة ومواصلة إسناد غزة

وقد تطرّق نصرالله وطقوش إلى كل المواضيع، واستعرضا التحديات في لبنان والمنطقة والسيناريوهات في حال اندلعت حرب شاملة، مركزيْن على «مواصلة المقاومة وإسنادها دعماً للشعب الفلسطيني ودفاعاً عن لبنان، واستمرار التنسيق بين الطرفين وزيادة أطره كلّما استدعت حاجة الميدان إلى ذلك، والحفاظ على الجهوزيّة الدائمة في حال حصول أي تطوّر للمعركة». وقال مصدر على صلة بالطرفين، إنهما حسما بأن «المقاومة خيار ومسار طويل يجب تدعيمهما، حتّى ولو توقّفت الحرب»، مؤكدين على «السيْر قدماً في هذا الخيار مع كلّ متطلباته الدّاخلية والخارجيّة». ولم يغب الوضع الدّاخلي عن اللقاء، وتمّت مناقشة بعض الملفات الدّاخلية، مشددين على «ضرورة مقاربة الوضع المحلي بما يخدم موقف المقاومة، وضرورة رص الصف الإسلامي والحفاظ على الوحدة السنية - الشيعيّة».

الجبهة تشتعل ليلاً

في هذه الأثناء، مر أمس يوم جديد لم يتوقف فيه دوي صفارات الإنذار في المستوطنات والمواقع والثكنات العسكرية الإسرائيلية، في الوقت الذي سُجّل فيه موقف لافت لوزير حرب العدو يؤاف غالانت، الذي قال أثناء زيارته لنظام القبة الحديدية قبالة لبنان: «نحن نجهز البديل السياسي، إنه الأفضل دائماً. نحن لا نسعى للحرب ولكننا مستعدون لها. وآمل أن نصل إلى تسوية». ونقلت قناة «كان» أجواء النقاش داخل كابينت القرار في تل أبيب، وقالت إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير حربه يؤاف غالانت، أظهرا تأييداً لتسوية مع حزب الله، بينما طالب الوزير إيتمار بن غفير بعملية عسكرية هجومية. وبحسب «معاريف» فإن غالانت قال في الاجتماع، إنه قال للأميركيين: «إننا لسنا من نريد حرباً في الشمال، وإذا توصلنا إلى اتفاق يخرج حزب الله من الحدود فهذا مقبول»، فردّ عليه بن غفير: «كيف يكون ذلك ممكناً بدون حرب، وكيف ننهي الحدث بخير. ألم نتعلم درساً من عشرين عاماً من الترتيبات. سنتخذ الترتيبات اللازمة، وبعد عام أو عامين سوف يغتصبون زوجاتنا ويقتلون أطفالنا». لكن وزير الشؤون الاستراتيجية دان ديرمر انضم للرد على بن غفير قائلاً له: «لكن حتى لو انتصرنا في الحرب، فسوف نتوصل إلى تسوية. ألا تعتقد ذلك؟». لكن بن غفير عاد ليقول إنه «إذا فزنا، فلن يكون هناك من يمكن الاتفاق معه، وهذا أمر جيد»، ما استدعى تدخل نتنياهو قائلاً: «إذا توصلنا إلى اتفاق يسمح بعودة السكان إلى الشمال، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق، ولكن هذه هي القاعدة، عودة السكان إلى الشمال. فقط مع كل الشروط التي تسمح بذلك». وفي سياق استعراض مخاطر الحرب على الشمال خصوصاً وإسرائيل عموماً، نشرت صحيفة «إسرائيل اليوم» إحصاءً حتى تاريخ 23 من شهر حزيران، أشار إلى «تضرر 1016 مبنًى في الشمال، 75% منها نتيجة أعمال معادية من لبنان و25% نتيجة نشاط الجيش الإسرائيلي داخل المستوطنات». ولفتت الصحيفة إلى أن «المستوطنات التي تعرّضت لأكبر ضرر هي المطلة، المنارة، كريات شمونة، شتولا، زرعيت وأفيفيم». وشهد ليل أمس مجموعة عمليات عسكرية، إذ شنّت المقاومة، رداً على الاغتيال في بلدة سحمر البقاعية، هجوماً جوياً بسرب من ‏المسيّرات الانقضاضيّة على خيم استقرار ومبيت ضباط وجنود العدو الإسرائيلي في المقر المستحدث لقيادة كتيبة المدفعية 411 في جعتون. كما استهدفت، رداً على اعتداءات على بلدة كفركلا وشيحين، مقر قيادة «كتيبة السهل» في ثكنة بيت هلل بعشرات صواريخ «الكاتيوشا» ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستوطنة المطلة ومبنى آخر في مستوطنة شلومي. واستهدف حزب الله، أيضاً، الأجهزة ‏التجسسيّة في موقع بركة ريشا، وتجمعاً لجنود العدو في محيط مثلث الطيحات، إضافةً إلى موقعَي رويسة ‏القرن والسماقة. ونعى حزب الله أمس، الشهيد مصطفى حسن ياسين (ملاك) من بلدة كفرتبنيت في جنوب لبنان.

اليونيفل: تمديد عادي في آب..ما لم تقع الحرب الشاملة

الاخبار..فراس الشوفي... أطلقت فرنسا، بصفتها «حامل القلم» في مجلس الأمن الدولي، مشاورات التمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفل»، قبل نحو شهرين من موعد التجديد الرسمي، الذي يكون في آب المقبل. وعقد الأمين العام لوزارة الخارجية هاني شميطلي قبل يومين اجتماعات مع ممثلين عن وزارتَي الخارجية والدفاع الفرنسيتين، للتفاهم على صياغة المسوّدة الأولى من قرار التجديد، حيث يُفترض أن تعمل فرنسا على مناقشته مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة.ولا تخرج الاندفاعة الفرنسية نحو تمرير التمديد بأقل التجاذبات الممكنة، عن رغبة باريس في تجميع أدوات التأثير في لبنان، وفي منطقة الصراع في الجنوب، بالتوازي مع جهود الوساطة لتحقيق وقف إطلاق النار، إضافة إلى المتابعة المستمرة لملفّ الرئاسة، على الرغم من سقوط المبادرة الرئاسية الفرنسية بصيغتها الأولى. ينطلق لبنان هذه المرة، من قاعدة دعم له في مجلس الأمن، إذ تترأس روسيا المجلس الشهر المقبل، ثم تخلفها سيراليون في آب، فيما تشكّل عضوية الجزائر في المجلس كممثلة للمجموعة العربية، دعماً مباشراً للموقف اللبناني. ويتمسّك لبنان بالتجديد للقوات الدولية بذات الروحية للقرارات القديمة، وعدم المساس بجوهر قرار نشر القوات جنوب الليطاني، مع الاستمرار بآلية التنسيق الكاملة بين القوات الدولية والجيش اللبناني. لكنّ «السلاسة» الفرنسية وتوازنات مجلس الأمن الدولي، ليست وحدها ما يضمن صدور قرار التمديد بالصيغة الحالية في آب المقبل، على الرغم من كل حملات التحريض التي يشنّها ويحضّر لها العدو دبلوماسياً وإعلامياً للتأثير في مهمة اليونيفل، إذ إن مهمة اليونيفل، الواقعة في مأزق الحضور والدور (راجع الأخبار)، مهدّدة بحدّ ذاتها بفعل الأمر الواقع وتصاعد الصراع بين العدو والمقاومة وسقوط مبدأ الحفاظ على «وقف الأعمال العدائية». وهذا ما يُسقط السجالات القديمة حول حرية الحركة أو أي تفاصيل أخرى، خصوصاً، أن وقف إطلاق متعذّر في غزّة، وقادة العدو يهدّدون بحرب كبيرة، ما استوجب ردّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالاستعداد للمواجهة الشاملة.

تباحث لبنان مع فرنسا في مسوّدة المشروع قبل عرضه على أعضاء مجلس الأمن قريباً

وعلى هذا الأساس، تحوّل تمديد مهمة القوّة والحفاظ على توافق الجميع على استمرار مهامها، وعلى رأسهم الأميركيون (كما أظهرت زيارات المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين)، إلى ضرورة، حيث يمكن الأخذ في الاعتبار فرضيتين من الآن وحتى آب المقبل. الأولى، وهي اندلاع حربٍ شاملة (طويلة على الأرجح)، وعندها يصبح الحديث عن مستقبل اليونيفل شأناً ثانويّاً، أمام مسائل أكبر بكثير مثل الحرب الإقليمية وأمن البحر المتوسط وخطوط النقل العالمية وتوسّع المعارك إلى البر الأوروبي، خصوصاً إذا ما تمّ توريط قبرص من قبل العدو أو القوى الغربية في المعركة. أما الثانية، وهي الأكثر ترجيحاً حتى الآن، فتتصل باستمرار الصراع بأشكاله الحالية، مع اختلاف الوتيرة والكثافة والعمق بالتدحرج نحو مستويات أعلى من العنف، لكن مع الحفاظ على سياسة الضربات المدروسة من قبل المقاومة والعدو على حد سواء. وهذا يعني أن دور القوات الدولية «محفوظ» حالما يحلّ وقف إطلاق النار، وعلى القوات الدولية أن تستمر بمرحلة «التعايش» مع الواقع بعد أن عبرت مرحلة «الصدمة» بعد 7ـ 8 أكتوبر 2023. عملياً، فإن «شبه الهدوء» القائم حالياً في عمل القوات الدولية وسياسة «صفر مشاكل» في الجنوب، كل ذلك يعكس الفهم العميق لضرورة الحفاظ على الاستقرار والتقيّد بالمهمة وتمديدها بأقل الضجيج الممكن، مع بعض الخروقات القليلة، التي وللمفارقة تمارسها بشكل بارز الكتيبة الفرنسية، بما لا يتناسب مع سياسة باريس بالاستيعاب والتهدئة. لكن، يجب الالتفات إلى «الميزان» الذي تقيس به القوات الدولية الأحداث في الجنوب، خصوصاً أن أكثر من 99% من الحوادث التي تعرّضت لها مواقع أو دوريات أو منشآت اليونيفل للتهديد خلال الأشهر التسعة الماضية، كانت بسبب استهداف العدو، المباشر أو غير المباشر، وهو «الذي لا يخطئ الأهداف عادةً» كما تلمس اليونيفل نفسها، إنّما، تختار القوات الدولية، أن تقارن بين قذيفة دبابة تستهدف موقعاً لها بشكل مباشر أو إطلاق نار على سيارة تحمل رمز اليونيفل كما حصل في راميا يوم الثلاثاء الماضي، وصاروخ كاتيوشا أطلقته كتائب القسام باتجاه فلسطين المحتلة، فسقط في مشاع مركزها في الناقورة بسبب قِدَمِه.

ضابط في سلاح الجو: الحرب على لبنان كارثة

الأخبار... نقلت صحيفة «معاريف» أمس عن ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي، ومطّلع على تفاصيل الخطط الحربية، تحذيره في رسالة إلى هيئة الأركان العامة، من «شن عمليات عسكرية بأي ثمن»، وطالبهم بإبلاغ المستوى السياسي «أن الجيش ليس جاهزاً لحرب متواصلة في لبنان، وأنّ شن حرب على لبنان سيقودنا إلى كارثة إستراتيجية أكبر من 7 أكتوبر». وقالت الصحيفة في تقرير لألون بن دافيد إن «الجيش ليس جاهزاً الآن لحرب واسعة في لبنان، وليس قادراً حالياً على تحقيق إنجاز كبير مقابل حزب الله وتغيير الواقع في الشمال بشكل دراماتيكي. وفي أفضل الأحوال، حرب في الشمال ستنتهي بتسوية سيئة يتم التوصل إليها بثمن مؤلم. وفي حالة معقولة أكثر، لن تنتهي الحرب، وستجد إسرائيل نفسها في حرب استنزاف متواصلة، ستشلّ الحياة في معظم أنحاء الدولة، ومن دون قدرة على الحسم».ولفت إلى أنه «منذ تأسيسه قبل 76 عاماً، أُسّس الجيش لعمل ساحق، يستدعي قوات الاحتياط بسرعة، ويشن حرباً ويحسم خلال فترة قصيرة ويعود إلى الوضع الاعتيادي». وأضاف أن «الجيش لم يُؤهل لحرب طويلة كالتي تقوم الآن في غزة، وليست لديه جاهزية من ناحية مخزون الذخيرة، أو من ناحية تآكل الأفراد والأدوات، ومن يزور القوات داخل قطاع غزة، يجد أن القوات منهكة، جسدياً ونفسياً. واستهلكت هذه الحرب حتى اليوم ذخائر أكثر من تقديرات الجيش في جميع خططه الحربية». وقال بن دافيد إن «الجيش احتفظ منذ بداية الحرب على غزة بكميات ذخيرة مخصّصة لحرب في لبنان، وتزايد حجمها خلال الحرب. وشيئاً فشيئاً يتغلغل في الجيش الإدراك بأننا في عصر حروب طويلة، من دون حسم، وثمة شك إذا كان هذا المخزون من الذخيرة سيكفي لحرب طويلة». وبحسبه، فإن «نتنياهو يدرك أن حرباً ضد حزب الله في هذا التوقيت ستكبّد أثماناً أكثر وإنجازات أقل. والولايات المتحدة ستكون على الأرجح إلى جانبنا في حرب كهذه، لكن حتى بوجود دعم أميركي، ثمة شك إذا كان بإمكان الجيش في وضعه الحالي أن يحقق إنجازاً مقابل حزب الله ويبرّر الثمن الذي سيدفعه المجتمع الإسرائيلي، وهذا قبل الحديث حول انعدام جهوزية الجبهة الداخلية المدنية».

المواجهات في جنوب لبنان تتحرك على وقع «المبادرات الإسرائيلية»

«حزب الله»: قادرون على استهداف العمق والحرب الشاملة لن تكون سهلة

بيروت: «الشرق الأوسط».. عادت المواجهات لتتصاعد حيناً وتتراجع أحياناً في جنوب لبنان، وفق مستوى العمليات التي تقوم بها إسرائيل، في حين جدّد «حزب الله» تأكيد قدرته على استهداف العمق الإسرائيلي، «وهو ما لن تمنعه القبب الحديدية والدفاعات الجوية الإسرائيلية». أتى ذلك في وقت تستمر فيه التحذيرات من توسّع الحرب، كما من قبل السفارات، طالبة من رعاياها مغادرة لبنان وعدم السفر إليه، وكان آخرها تلك الصادرة عن الأردن الذي أوصت وزارة خارجيته مواطنيه بتجنب السفر إلى لبنان. وتراجعت حدة المواجهات يوم الجمعة بعدما اشتدت الخميس، حيث كان «حزب الله» قد نعى 4 عناصر، نتيجة القصف الإسرائيلي، أحدهم في غارة إسرائيلية ببلدة سحمر بالبقاع الغربي. وأعلن «حزب الله» الجمعة استهدافه «الأجهزة ‏التجسسية في موقع بركة ريشا وتجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط مثلث الطيحات»، بعدما كان قد قصف مساء الخميس «القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا بعشرات صواريخ الكاتيوشا»، ردّاً على غارتين إسرائيليّتين أدّت إحداهما إلى مقتل أحد عناصره، وإثر هذا القصف قال الجيش الإسرائيلي إنّه رصد «إطلاق نحو 35 قذيفة صاروخية من لبنان، حيث اعترضت الدفاعات الجوية معظمها دون وقوع إصابات». وفي بيانه، قال «حزب الله» إنّه نفّذ هذا القصف ردّاً على «اعتداءات العدو التي طالت مدينة النبطية وبلدة سُحمر»، وذلك غداة غارة استهدفت مبنى مدينة النبطية في جنوب لبنان، وأدّت لإصابة 20 شخصاً بجروح، وأعلن «حزب الله» مقتل أحد عناصره في سُحمر، بعد استهدافه على دراجته النارية. وقال الجيش الإسرائيلي إنّه تمّ الخميس «رصد إطلاق مسيّرتيْن لحزب الله سقطتا في منطقة رأس الناقورة دون وقوع إصابات». وسجّل الجمعة قصف متقطع على بلدات عدة في جنوب لبنان، حيث عاد الجيش الإسرائيلي ليستهدف المباني والمنازل، حيث يسجّل في اليومين الأخيرين سقوط إصابات بين المدنيين. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن غارة شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة كفركلا أدت إلى تدمير مبنى مؤلف من 3 طبقات وسوته بالأرض. كذلك، شنّ الطيران الإسرائيلي غارة مستهدفاً منزلاً في بلدة شيحين قضاء صور، حيث تحركت سيارات الإسعاف على الفور نحو المكان المستهدف، ولم يعلن عن سقوط إصابات. وألقت مسيّرة إسرائيلية قنابل حارقة في مشروع «عرب الثمار» الزراعي خلف في الوزاني، مما أدى إلى اشتعال النيران فيه، بحسب «الوكالة الوطنية». ويقول رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما»، رياض قهوجي، لـ«الشرق الأوسط»، إن وتيرة المواجهات تتصاعد وتتراجع وفقاً للعمليات الإسرائيلية مع محاولة «حزب الله» البقاء ضمن قواعد الاشتباك، لافتاً إلى الهدوء الحذر الذي شهدته الجبهة في الأيام القليلة الماضية، رغم ارتفاع مستوى التهديدات الإسرائيلية، قبل أن تعود وتشتد إثر عملية الاغتيال التي نفذتها إسرائيل في سحمر بعد ساعات على استهدافها مبنى في العمق بمدينة النبطية، ما أدى إلى إطلاق «حزب الله» وابلاً من الصواريخ وتنفيذه عمليات شمال إسرائيل. وبعد تصعيد غير مسبوق للتهديدات الإسرائيلية التي وصلت إلى حد تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بإعادة لبنان إلى «العصر الحجري»، جدّد نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش، ما سبق للأمين العام للحزب حسن نصر الله أن قاله، مؤكداً أن «كل التهديدات والتهويل والصراخ لم ولن يغير من مواقف حزب الله، ولن يثني المقاومة عن مواصلة إسناد غزة، ولدى المقاومة خيارات عديدة للمواجهة والدفاع عن لبنان والتطور الكمي والنوعي في أداء المقاومة، والقدرات الاستخبارية والتسليحية والعملياتية التي كشفت عنها خلال الأسابيع الأخيرة هي جزء مما تملكه المقاومة وليس كل ما تملكه»، موضحاً أنّ «العدو يفهم رسائل المقاومة جيداً ويعرف جيداً أنها قادرة على استهداف العمق الإسرائيلي، وأن أي مواجهة شاملة من قبل العدو لن تكون سهلة».

«جبهة مساندة غزة» تؤسس لتحالف بين «حزب الله» و«الجماعة الإسلامية»

مصدر في «الجماعة» يشكّك بقبول جمهورها هذا التقارب

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب.. قرّبت «جبهة مساندة غزة» المسافة السياسية بين «حزب الله» و«الجماعة الإسلامية»، التي كانت تنضوي ضمن ما يُعرف بـ«فريق 14 آذار» المعارض للحزب، وهو ما ظهر بشكل أساسي عبر انخراط الجناح العسكري للجماعة المعروف بـ«قوات الفجر»، ضمن «جبهة مساندة غزّة» التي افتتحها «حزب الله» في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتكرّس بلقاء بين أمينها العام محمد طقوش، وأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله. وأفاد بيان مشترك بأن اللقاء الذي جمع نصر الله وطقّوش «جرى خلاله التداول في التطورات السياسية والأمنية في لبنان وفلسطين، والتأكيد على أهمية التعاون بين قوى المقاومة في معركة الإسناد للمقاومة الباسلة في غزّة وأهلها الصامدين الشرفاء».

تحوُّل في موقف الجماعة

وشكّل انضمام «الجماعة الإسلامية» إلى «جبهة المقاومة» تحوُّلاً في العلاقة بين الفريقين، خصوصاً أن الجماعة كانت في صلب المعسكر السياسي المناهض للحزب منذ العام 2005، وبلغ الخلاف ذروته بينهما بسبب الدور الذي لعبه الحزب في الحرب في سوريا. ووضع مصدر مسؤول في الجماعة لقاء نصر الله وطقوش في إطار «التعاون والتنسيق المباشر لإدارة المعركة في جنوب لبنان»، ورأى أنه «من الطبيعي فتح قنوات التواصل بين كل حركات المقاومة حتى نحقق الانتصار في مواجهة العدو الإسرائيلي، ونوقف حرب الإبادة في غزّة». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «المرحلة الحالية هي مرحلة مواجهة من أجل بقاء لبنان وهزيمة المشروع الإسرائيلي، وبعد الحرب يصبح بالإمكان الحديث عن تحالفات سياسية في المناطق التي تشهد وجوداً مشتركاً لجمهور الفريقين، من دون أن يعني ذلك إمكانية تحقيق هذا الهدف»، كاشفاً أن «لقاءات قيادة الجماعة الإسلامية لا تقتصر على (حزب الله) بل ستشمل كل القوى الوطنية والإسلامية المرابطة في جبهة الجنوب، من أجل إنجاح العمل الجهادي ـ الميداني».

لقاء استراتيجي

وإزاء تحفّظ «الجماعة الإسلامية» على إعطاء تفسيرات سياسية للاجتماع مع قيادة الحزب، وصف مصدر مقرب جداً من «حزب الله» لقاء نصر الله - طقوش بـ«الاستراتيجي»، عادّاً أنه «يؤسس لعلاقة جديدة أبعد من التنسيق الميداني والعمل المقاوم الذي يجمعهما في جنوب لبنان»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «أهم ما في العلاقة المستجدّة أنها أزالت التباين الذي كان قائماً بين الطرفين إبان الحرب السوريّة». وحول ما إذا كانت «الجماعة الإسلامية» قد تجاوزت آثار مرحلة انخراط «حزب الله» في الحرب السورية وما سبقها من أدوار لعبها الأخير في لبنان والخارج، أوضح المصدر المسؤول في الجماعة أن «التحالف السياسي بين الطرفين مستقبلاً قد لا يكون مقبولاً لدى جمهور الجماعة، لأن هذا الجمهور لم ينسَ حتى الآن اجتياح بيروت عسكرياً في السابع من مايو (أيار) 2008، وقتل عشرات الأبرياء وترويع المدنيين الآمنين، ولم ينسَ دور الحزب في الحرب السورية ضد أهل السنّة تحديداً، ولا تخريب علاقات لبنان مع الأشقاء العرب، لا سيما دول الخليج»، كاشفاً عن أن «قيادات في الجماعة بدأت تبرر للقاعدة الشعبية أسباب لقاء الشيخ محمد طقوش مع السيّد حسن نصر الله». ويدرك «حزب الله» أن استمالة «الجماعة الإسلامية» التي تتموضع سياسياً ضمن فريق المعارضة اللبنانية ليست مهمة سهلة، لكنه متفائل بإمكانية البناء على العمل العسكري المشترك. ولاحظ المصدر المقرب من «حزب الله» أن الأخير «يقدر عالياً الخيار الذي ذهبت إليه الجماعة الإسلامية من خلال انخراطها عبر (قوات الفجر) في المقاومة ضدّ العدو الإسرائيلي، وقد قدمت على هذا الدرب خيرة من شبابها الذين استشهدوا نصرة للقضية الفلسطينية». وأضاف: «نحن على يقين بأن الجماعة تقدّر أيضاً تضحيات المقاومة الإسلامية، وأن العمل الجهادي المشترك في الجنوب سيجعل الجماعة أكثر فهماً لخيارات الحزب، وأكثر مرونة للتعاون السياسي في المستقبل».

علوش: تأثير الجماعة على السُّنة محدود

من جهته، قلل النائب السابق، الدكتور مصطفى علوش، من أهمية التقارب بين الجماعة والحزب، وقدرة الأخير على اختراق الساحة السنيّة، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن للجماعة الإسلامية أن تكون غطاءً سنيّاً لـ(حزب الله) بالنظر لمحدودية تأثيرها على الساحة السنيّة»، مذكّراً بأن «حزب الله لا يؤمن بالتحالف مع أي فريق، بل يؤمن بالتبعيّة الكاملة لمشروعه». وسأل علوش: «كيف يمكن إرساء تحالف بين الفريقين في ظل الخلاف العقائدي بينهما؟»، مؤكداً أن الحزب «لن يتوقف عن محاولات اختراق الساحة السنيّة بذريعة إرساء وحدة إسلامية، لكن المؤكد أنه يريد تأسيس مجموعات تابعة له لا أكثر ولا أقلّ».

بخاري: مساعي «الخماسية» لم تتوقف لانتخاب رئيس للبنان

دريان يدعو لملاقاتها ويعدها فرصة لإنقاذ لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط».. أكد سفير المملكة العربية السعودية في لبنان، وليد بخاري، أن مساعي «اللجنة الخماسية» لم تتوقف عند مساعدة اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما نوّه به مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، خلال اللقاء الذي جمعهما في دار الفتوى ببيروت، وعدَّ أن مبادرة «الخماسية» تتكامل وتتلاقى مع المساعي المحلية والعربية والدولية، داعياً لملاقاتها؛ «لأنها فرصة مهمة لإنقاذ لبنان». وزار بخاري دريان لتهنئته بأداء فريضة الحج وبعيد الأضحى المبارك وبحلول بداية السنة الهجرية الجديدة التي تُوافق نهاية الأسبوع المقبل، وكان بحثٌ في الشؤون الإسلامية والوطنية والعربية. ولفت السفير بخاري، وفق بيان لدار الفتوى، إلى أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي، مشدداً على أن «المملكة العربية السعودية حريصة على لبنان وشعبه للخروج من أزماته». وقال: «مساعي اللجنة الخماسية لم تتوقف عند مساعدة اللبنانيين لانتخاب رئيس، وتتعاون مع الجميع من أجل الوصول إلى حلول تساهم في إنقاذ لبنان مما هو فيه». من جهته، أشاد المفتي دريان بـ«الإجراءات والتسهيلات التي قامت بها المملكة لخدمة حجاج بيت الله الحرام». وأكد «متانة العلاقات الأخوية والممتازة التي تربط المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة مع لبنان وشعبه، وخصوصا دار الفتوى ومؤسساتها». وأبدى حرصه على «تعزيز الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان». ونوه بـ«دور اللجنة الخماسية في مبادرتها الرئاسية التي تتكامل وتتلاقى مع المساعي المحلية والعربية والدولية، وبأنها الفرصة المهمة والأساسية لإنقاذ لبنان من الأزمات المتلاحقة التي يعاني منها». وأطلق المفتي دريان دعوة إلى القوى السياسية «للإسراع في ملاقاة المبادرات والمساعي العربية والدولية الحريصة على نهوض لبنان ومؤسساته الدستورية، ليعود لبنان كما كان؛ بلد التعايش الغني بطوائفه...». وتبذل «اللجنة الخماسية»، منذ أشهر، عبر سفراء دول: المملكة العربية السعودية وليد بخاري، وقطر؛ الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، والسفير الفرنسي هيرفي ماغرو، وسفير مصر علاء موسى، وسفيرة الولايات المتحدة ليزا جونسون، جهوداً لإنهاء الأزمة الرئاسية، في موازاة مبادرات عدة لبنانية وخارجية، لكن دون أن تصل إلى نتائج حتى اليوم في ظل الانقسام العمودي بين الأفرقاء، وتمسكهم بمواقفهم، إضافة إلى ربط الاستحقاق بالحرب في غزة والجنوب.

تأمين الغذاء والطاقة.. لبنان أمام تحديات معقدة إذا اندلعت الحرب

الحرة...أسرار شبارو – بيروت... لبنان يستعد للتعامل مع أسوأ السيناريوهات المحتملة، في ظل الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والأمنية التي تعصف بالبلاد

يتابع اللبنانيون بقلق متزايد التصعيد الكبير بين حزب الله وإسرائيل، وسط مخاوف من أن تتدحرج كرة النار الملتهبة على الحدود الجنوبية إلى مناطق واسعة من بلدهم، ومن عدم قدرة الحكومة اللبنانية على تأمين الحد الأدنى من متطلبات الصمود التي يحتاجونها لمواجهة الحرب المحتملة. ومع ازدياد سخونة الجبهة الجنوبية واتساع رقعتها الجغرافية وقوتها التدميرية، يستعد لبنان حكومة وشعبا للتعامل مع أسوأ السيناريوهات المحتملة، في ظل الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والأمنية التي تعصف بالبلاد، في وقت دعت عدة دول رعاياها لمغادرة لبنان وعدم السفر إليه. وقبل يومين، حذر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، من أن اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية في لبنان قد يكون مروعا، معتبرا أن "الوضع مقلق جدا.. شرارة قد تشعل النار في البارود، مما يزيد من احتمال وقوع مآسي جديدة وسقوط قتلى". أما الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، فأشار الأسبوع الماضي إلى أن هناك "ما يوحي بأن حربا شاملة قد تصبح وشيكة"، مؤكدا أن "شعوب المنطقة والعالم لا يمكنها تحمل أن يصبح لبنان غزة أخرى". ووصلت شرارة النار إلى الجنوب اللبناني في اليوم التالي لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، بعد إعلان "حزب الله" تأييده للهجوم، وتشكيله "جبهة مساندة".

حالة طوارئ غذائية

سلسلة من الخطوات الاستباقية اتخذتها الحكومة اللبنانية، استعدادا لمواجهة أي طارئ ولضمان توفير احتياجات المواطنين الأساسية في أصعب الظروف. على صعيد الأمن الغذائي، يشرح مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة، محمد أبو حيدر، أن احتياطي المواد الغذائية في لبنان لا يتعدى ثلاثة أشهر، بينما تكفي حاجات المواطنين من الطحين لمدة شهرين، لافتا إلى أن "الوزارة أعدت خطة بالتعاون مع بعض المستوردين لتوزيع السلع في مختلف المناطق اللبنانية، لتفادي حصرها في رقعة واحدة وضمان وصولها إلى كافة المناطق عند الحاجة". وتشدد وزارة الاقتصاد، بحسب ما يقوله أبو حيدر لموقع "الحرة"، "على ضرورة التزام المستوردين بتزويدها بالمعطيات المتعلقة بأرقام البضائع والشحنات الواردة، إضافة إلى الأسعار، لضمان الشفافية والقدرة على التصرف السريع في حال الأزمات". ويؤكد أن "الوزارة مستمرة في جهود الرقابة لمنع احتكار البضائع ورفع الأسعار من قبل بعض التجار"، مشيرا إلى "الاستمرار بمداهمة المستودعات وتسطير محاضر ضبط وتوقيف من يحاولون مضاعفة أرباحهم على حساب معاناة المواطنين". من جانبه يشدد نقيب مستوردي المواد الغذائية، هاني بحصلي، أن قطاع المواد الغذائية يعيش حالة طوارئ منذ شهر أكتوبر، عقب اندلاع الحرب في غزة، وتمددها إلى جنوب لبنان. ولضمان استمرار توفر المواد الغذائية، "تتخذ النقابة جميع التدابير الضرورية"، وفقا لما يقوله بحصلي لموقع "الحرة"، ويشرح: "حتى الآن، الوضع التمويني مستقر، حيث تصل طلبات المستوردين إلى لبنان بشكل طبيعي، وبينما يفضّل بعض التجار زيادة الاستيراد كإجراء احترازي، يتجنب آخرون تعريض بضائعهم للمخاطرة في حال اندلاع حرب واسعة". ويشير بحصلي إلى أن "الامدادات الغذائية لن تتأثر مادام مرفأ بيروت والمطار يعملان بشكل طبيعي والتعاون الاقتصادي مع الدول الموردة مستمر". وعن أسعار المواد الغذائية يجيب "هي الأقل تأثّرا في الارتفاع الذي سجله مؤشر أسعار الاستهلاك عن مارس الماضي على أساس سنوي والبالغ 70,36 في المئة مقارنة مع مارس 2023، لكن التهافت على شرائها سيؤدي حتما إلى ارتفاع أسعارها، لا بل ربما إلى انقطاعها من الأسواق". وفي حال نشوب حرب فإن جميع المعطيات الحالية "ستصبح بلا قيمة" يقول بحصلي، "فشركات الشحن قد تتوقف عن إيصال البضائع إلى لبنان"، وتساءل "ما الجدوى من وجود أطنان من البضائع في المستودعات والأسواق إذا تعذّر الوصول إليها، نتيجة انقطاع المواصلات وعدم القدرة على التجوّل، لذلك نشدد على أهمية دعم الجهود لمنع توسّع رقعة النزاع، فالاستقرار الأمني أمر لا غنى عنه لضمان استمرارية إمدادات الغذاء للمواطنين".

السلطات اتخذت خطوات لتخصيص كميات محددة من البنزين للمستشفيات والمصانع والأفران

الطاقة.. والخوف الأكبر

فيما يتعلق بالطاقة، يوضح أبو حيدر أن "المشتقات النفطية متوفرة لمدة شهر أو شهرين كحد أقصى نظرا لصعوبة تخزينها"، مشيرا إلى أن الوزارة اتخذت خطوات لتخصيص كميات محددة من البنزين للمستشفيات والمصانع والأفران، بينما يكفي الغاز المنزلي لمدة شهر ونصف". ورغم كل ما تقوم به وزارة الاقتصاد لضمان توفر السلع الأساسية والمواد الغدائية للمواطنين، إلا أن الخطر الأكبر يكمن كما يشدد أبو حيدر "في حال تعثر سلاسل الإمداد، مما قد يؤدي إلى أزمة حقيقية". أما ممثل موزعي المحروقات في لبنان، فادي أبو شقرا، فيشير إلى الالتزام بالخطة التي وضعتها الحكومة في أكتوبر الماضي، "رغم أنه عند اندلاع الحرب تصبح الخطط مجرد حبر على ورق". ويُعبر أبو شقرا في حديث مع موقع "الحرة" عن تمنّيه ألا تتوسع الحرب، مشددا أن "الشعب اللبناني لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات وارتفاع الأسعار". وكانت الحكومة اللبنانية أعلنت في 31 أكتوبر، عن خطتها المستندة إلى عدة افتراضات مبينة على مقارنة معيارية لما حدث في حرب يوليو 2006، منها تهجير قسري لمليون لبناني لمدة تصل إلى 45 يوما، والحاجة إلى مراكز إيواء جماعية تستوعب 20 في المئة من النازحين، أي نحو 200 ألف شخص، والضغط على القطاع الصحي وتأمين المستلزمات الإنسانية للنازحين في مراكز الإيواء، إضافة إلى حصار بحري وجوي. وتهدف الخطة إلى تلبية احتياجات ثلاث فئات من اللبنانيين: النازحون في مراكز الإيواء، النازحون في شقق ومنازل خاصة، والمجتمع المضيف. وتشمل الخطة تعاونا مع منظمات الأمم المتحدة لدعم ثلاث فئات أخرى: اللاجئون الفلسطينيون بالتنسيق مع الأونروا، اللاجئون السوريون بالتنسيق مع مفوضية اللاجئين، والعمال الأجانب بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية. وستنفذ الخطة تحت إشراف "اللجنة الوطنية لتنسيق مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية لدى رئاسة مجلس الوزراء"، و"لجنة التنسيق مع المنظمات الدولية"، و"وحدة إدارة مخاطر الكوارث". والخميس، رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، اجتماعا وزاريا، شارك فيه وزراء الداخلية والبلديات والصحة والبيئة والشؤون الاجتماعية ومحافظا الجنوب والنبطية والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع وغيرهم. جرى خلال الاجتماع البحث في الخطوات التي تقوم بها الحكومة لدعم الأهالي في الجنوب وتقييم ما تم تنفيذه حتى الآن واقتراح خطوات اضافية لمواكبة أي طارئ في حال حصوله. وفيما يتعلق باستعدادات الهيئة العليا للإغاثة التي أوكلت إليها المادة 8 من القرار 35/1 تاريخ 1976 مهمة إدارة شؤون الكوارث على مختلف أنواعها في لبنان، يقول رئيسها اللواء محمد خير لموقع "الحرة" أن الهيئة "وضعت خطة لمواجهة احتمال توسّع الحرب، لكنها لم تتلق أي تمويل حتى الآن".

قلق بشأن قدرة القطاع الصحي في لبنان على التعامل مع تداعيات الحرب

خطة صحية.. وامكانيات ضئيلة

قلق اللبنانيين الأكبر من مدى قدرة القطاع الصحي الهش أصلا على الاستجابة لحالات الجرحى والقتلى في حال اندلاع حرب، حيث أدت الأزمة الاقتصادية إلى هجرة عدد كبير من الأطباء والممرضين وتراجع مستوى الخدمات والتجهيزات. وقبل يومين، أطلقت وزارة الصحة اللبنانية خطة طوارئ تهدف إلى تهيئة القطاع الصحي في خمس مجالات رئيسية، وذلك رغم إمكاناتها الضئيلة. وشرح وزير الصحة فراس الأبيض خلال لقاء اعلامي، هذه المجالات الرئيسية، وهي:

-إطلاق غرفة طوارئ صحية: تعمل على التنسيق بين المستشفيات ومستودعات الأدوية والفرق الصحية المختلفة، إضافة إلى جمع المعلومات والترصد واحتساب الموارد.

-إعداد الكوادر البشرية: تدريب الكوادر في المؤسسات الصحية على استقبال ومعالجة جرحى الحروب والتأكد من وجود خطط طوارئ في المستشفيات، خاصة مع استخدام أسلحة محرمة دولياً.

-الإعداد اللوجستي عبر استقدام مستلزمات خاصة بالحروب وتوزيعها في المناطق، وخاصة تلك المستهدفة والتأكد من وجود مخزون استراتيجي بدءا من الأمصال والأوكسجين والطاقة. -التنسيق بين الأجهزة والفرق الإسعافية العاملة المعنية بنقل المرضى والاستجابة للطوارئ، وإنشاء مركز متخصص في وزارة الصحة العامة مجهز بوسائل اتصالات متعددة. -وضع خطة خاصة لمعالجة آثار النزوح، خاصة مع احتمالات تزايد الأعداد وتأمين علاجات وأدوية غسيل الكلى والسرطان والأمراض المزمنة من خلال الفرق والوحدات النقالة. من جانبها، كشفت مسؤولة غرفة الطوارئ في وزارة الصحة العامة، وحيدة غلاييني، عن برامج التدريب التي يتم تنفيذها في مركز عمليات الطوارئ، بما في ذلك برنامج التدريب على الاستجابة للطوارئ والتعامل مع الفوسفور الأبيض، والذي شمل تدريب 125 مستشفى وحوالي 3092 شخصا، وبرنامج يتعلق بإدارة حوادث الطوارئ داخل المستشفيات، والذي شمل 118 مستشفى، بهدف وضع خطط لإدارة الكوارث الجماعية. كما أشارت إلى برنامج تدريب على الصحة النفسية للكادر الطبي، والذي شمل 1800 ممرضة و160 طبيبا و58 مستشفى، لتزويدهم بالمهارات الأساسية للتعامل مع الأزمات واستراتيجيات الرعاية الذاتية في أقسام الطوارئ والعناية المركزة. وقالت إن "خطط المستقبل تتمحور على تدريب عملي على حالات الأمراض المنتشرة في سيناريوهات النزاع مثل العناية بالحروق وإدارة الصدمات، فضلا عن مواصلة التدقيق باستعداد المستشفيات لإدارة حالات الوفيات الجماعية وتفعيل مراكز الحوادث والقيادة". وتحدثت لين سبليني، من دائرة الرعاية الصحية الأولية، عن متابعة حركة النزوح واستهلاك الخدمات الصحية من قبل النازحين، كاشفة عن تركيب برادات تعمل على الطاقة الشمسية في جميع مراكز الرعاية بالشراكة مع "اليونيسف"، وتحديد 13 مركز توزيع احتياطي للدواء واللقاحات في كافة المناطق. في محاولة لمنع انفجار بركان النار في لبنان، تتسارع الجهود بين المساعي الدبلوماسية والحل العسكري. وقد شدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة التزام حزب الله وإسرائيل بالتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، والعودة الفورية إلى وقف الأعمال القتالية.

الامتحانات الرسمية في جنوب لبنان..بحماية «دولية»..

الجيش و«يونيفيل» ينقلان الطلاب من القرى الحدودية مع إسرائيل

(الشرق الأوسط)... بيروت: بولا أسطيح.. لن تنسى رنيم خليفة (18 عاماً) أبداً رحلة المجازفة بحياتها يومياً وهي تنتقل من بلدتها كفرحمام قرب مزارع شبعا الحدودية مع إسرائيل، إلى مدينة النبطية الجنوبية، حيث كان مركز امتحاناتها الرسمية. كانت تسلك يومياً، عند الساعة الخامسة والنصف صباحاً، طريقاً معرضة للقصف في أي لحظة، وبدلاً من أن يكون همّها أن تكون مستعدة للإجابة عن أسئلة الامتحان، كان هاجسها الأول أن تصل سالمة إلى المركز وأن تعود بأمان إلى منزلها. لكن، ورغم التحديات الجمّة التي واجهتها رنيم للحصول على الشهادة الرسمية لمرحلة البكالوريا الفنية (BT)، وأبرزها تعرّض بلدتها يومياً للقصف والدمار اللذين لحقا بمنزلين تملكهما عائلتها هناك، إضافة إلى الانقطاع الدائم للكهرباء والإنترنت، واضطرارها إلى النزوح، وعدم حيازتها كل الكتب اللازمة، فإنها بقيت مصرّة على أن تُجري امتحاناتها، وهي ترفض فكرة إعطاء إفادات نجاح لتلامذة الجنوب من دون الخضوع لامتحان، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «نحن تعبنا وسهرنا وجازفنا بحياتنا، ولا نريد أن يذهب كل ذلك سدى بحصول الجميع على إفادات».

وضع نفسي صعب

وتشير رنيم، التي تحدثت عن وضع نفسي صعب لكل طلاب الجنوب، إلى أنه «وبعكس ما تم الترويج له، فإن الامتحانات لم تكن سهلة، حتى أن بعض الأسئلة طُرحت علينا من خارج المنهج». وبدأت الامتحانات الرسمية في لبنان في 21 يونيو (حزيران) الحالي، للتعليم المهني والتقني، بينما تنطلق السبت امتحانات الثانوية العامة بفروعها كافة. ورغم كل الضغوط التي تعرّض لها وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، لإلغاء الامتحانات الرسمية، ظل متمسكاً بقراره إجراء الامتحانات على الأراضي اللبنانية كافة. وأعلن الحلبي أن الوزارة أمّنت حافلات لنقل تلامذة الشهادة الثانوية العامة في مناطق التوتر، من مراكز تجمّع معيّنة إلى مراكز الامتحانات، بحماية قوات من الجيش اللبناني و«يونيفيل». وأفادت مصادر وزارة التربية بأن اعتماد هذا الإجراء سيبدأ السبت مع الطلاب الراغبين المتقدمين لشهادة الثانوية العامة. من جهتها، اعتبرت مصادر أمنية أنه من شأن إجراء كهذا تقليل الضغط النفسي على الطلاب وتأمين حماية إضافية لهم خلال انتقالهم من قراهم وبلداتهم إلى مراكز الامتحانات.

استفزاز إسرائيلي بقصف النبطية

وبحسب معلومات «الشرق الأوسط»، يبلغ مجمل عدد الطلاب الذين يتقدمون لامتحانات الثانوية العامة نحو 43 ألفاً، بينهم نحو ألفين يقيمون في المناطق «الساخنة» التي تتعرض للقصف. وتؤكد مصادر وزارة التربية أن «كل المراكز التي تم تحديدها لإجراء الانتخابات هي خارج الـ(redzone)، أي مناطق القتال، وهي مراكز آمنة تماماً». لكن، وفيما بدا أنه مؤشر على استفزاز إسرائيل للبنان، قصف الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء - الخميس، مبنى داخل مدينة النبطية التي تضم مراكز امتحانات، مع العلم بأن مصادر لبنانية تحدثت عن قيام «حزب الله» بتقليل عدد عملياته العسكرية، وحصرها بفترات ما بعد الظهر خلال هذا الأسبوع؛ حرصاً على التهدئة، للسماح للطلاب بالتوجه إلى مراكز امتحاناتهم. وقال وزير التربية مؤخراً، تعليقاً على الغارة التي استهدفت النبطية: «في حال أبلغتنا السلطات الأمنية بعدم إمكانية إجراء الامتحانات الرسمية في الجنوب، فسوف نلغيها. فأنا لا أعرّض أي أحد للخطر».

ميقاتي: الامتحانات تجري بشكل طبيعي

ورداً على سؤال عن المخاطر التي يواجهها الطلاب في الجنوب، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إن «كل المراكز في الجنوب تجري الامتحانات فيها بشكل طبيعي، والغياب لا يتعدى نسبة الواحد في المائة، وهذا ما يؤكد إصرار أهالي الجنوب على الصمود والبقاء في أرضهم». ويستعد طلاب الثانوية العامة للامتحانات يوم السبت، ويخشى القسم الأكبر منهم أن يؤثر وضعهم النفسي الصعب على أدائهم. وتقول سيبال حداد، من بلدة رميش الجنوبية الحدودية، إنه تم تحديد مركز امتحانها في بلدة تبنين التي تبعد نصف ساعة عن منزلها، واصفة لـ«الشرق الأوسط» وضعها النفسي، بـ«السيئ جداً، خاصة وأن القصف قد تكثف على مناطقنا في الساعات الماضية». وتوضح حداد أن عائلتها ستوصلها إلى مركز الامتحان «باعتبار أنني والقسم الأكبر من زملائي نخشى التوجه بباصات، علماً بأن أحداً لم يتواصل معنا من وزارة التربية أو غيرها ليسألنا ما إذا كنا نريد أن ننتقل بباصات قالوا إنهم سيؤمّنونها».

«معاناة من كل النواحي»

أما زينة قاسم، من بلدة الخيام، فتتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن «معاناة من كل النواحي، وبخاصة مع تكثيف القصف مؤخراً، والخرق المستمر للطيران المعادي لجدار الصوت». وتشير قاسم إلى أنه تم تحديد مركز امتحانها في النبطية، مطالبة وزير التربية «بتخيير الطلاب بين إجراء امتحان أو الحصول على إفادة». وكان لافتاً ما قاله وزير التربية عباس الحلبي مؤخراً عن أن «البعض حاول إرسال رسائل نصية لرؤساء المراكز، وتحذيرهم من قصف مركز الامتحان، ليتضح لاحقاً أن طلاباً هم من أرسلوا هذه التحذيرات».



السابق

أخبار وتقارير..انطلاق المناظرة الرئاسية بين بايدن وترامب..قبيل مناظرتهما.. ما الذي تظهره أحدث استطلاعات الرأي حول شعبية بايدن وترامب؟..ميلانيا ترمب تكسر تقاليد المناظرات بغيابها..وجيل بايدن تحشد الدعم لزوجها..الرئيس الأوكراني يوقع اتفاقية أمنية مع الاتحاد الأوروبي..روسيا تدرس خفض مستوى العلاقات مع الغرب..كيف سترد روسيا على الهجوم الأوكراني بصواريخ «أتاكمز» الأميركية؟..أوكرانيا تتطلّع إلى المستقبل بينما تواصل القتال..«الناتو» يقول إنه سيصمد أمام هزات سياسية محتملة في الولايات المتحدة أو فرنسا..أزمة الهجرة و«التهديد الروسي» يهيمنان على أول قمة بعد الانتخابات الأوروبية..معسكر ماكرون يحرص على تغييب صورته في حملته الانتخابية..ألمانيا ستمنح الجنسية فقط لمؤيدي حق إسرائيل في الوجود..إقصاء وزير الدفاع الصيني السابق لي شانغفو من الحزب الشيوعي..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..مسؤولان أميركيان: إدارة بايدن أرسلت كمية ضخمة من الذخائر لإسرائيل..الكابينت الإسرائيلي يقر خطة سموتريتش لـ«معاقبة» السلطة الفلسطينية..مسؤول فلسطيني: ما أعلنه سموتريتش بشأن المستوطنات في الضفة استمرار لحرب الإبادة..قانون إسرائيلي يعاقب المحكمة الجنائية الدولية..الأمم المتحدة: الفلسطينيون في غزة يعيشون ظروفاً «لا تطاق»..مظاهرات ودعوى قضائية لفرض لجنة تحقيق على الحكومة الإسرائيلية..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,219,246

عدد الزوار: 7,624,048

المتواجدون الآن: 0