أخبار لبنان..تناقض أميركي بين رفض الحرب وعدم السفر إلى لبنان..زكي يتراجع والمعارضة لإعلان الطوارئ في الجنوب.. و«موعد ألماني» للهجوم العسكري..المخابرات الألمانية في حارة حريك مجدّداً: زيارة استطلاع لتفادي الحرب الشاملة..إسرائيل بين خيارين: حرب كبرى متعذّرة أو عملية برية عقيـمة ومكلفة..إسرائيل - حزب الله: قرع طبول الحرب أم تفاوض؟..بلينكن يحذر من اندلاع حرب بين إسرائيل و«حزب الله»..الأمم المتحدة: أكثر من ملياري دولار حجم الدمار في الجنوب..التصدّع الداخلي لـ «شبكة الأمان» الأميركية - الفرنسية يرفع المخاطر على لبنان..نواب في المعارضة دقوا «ناقوس الخطر»: لا لجرّ لبنان إلى حرب مدمّرة لإعلاء شأن إيران..إيران تدعم موقف «حزب الله» بالرد..غانتس: لبنان سيدفع الثمن إذا استمر الوضع كما هو بالشمال..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 2 تموز 2024 - 4:13 ص    عدد الزيارات 383    التعليقات 0    القسم محلية

        


«هدف سياحي» في مرمى التوتر..وتناقض أميركي بين رفض الحرب وعدم السفر إلى لبنان..

زكي يتراجع والمعارضة لإعلان الطوارئ في الجنوب.. و«موعد ألماني» للهجوم العسكري..

اللواء.....في الوقت الذي بقي فيه الوضع الميداني، على متغيراته الميدانية، وعنتريات جنرالات «الحرب القذرة» ضد المدنيين الآمنين في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، من وزير الدفاع الاسرائيلي، الى قادة وضباط العمليات الدائرة في الجنوب (غزة) او المفترضة ان تتصاعد في الشمال (اي عند الحدود اللبنانية - الاسرائيلية) في هذا الوقت سجل لبنان الرسمي السياحي نقطة كبرى في مرمى العازفين على وتر تهريب الرعايا والسياح، وحتى المواطنين اللبنانيين من المجيء لقضاء اسبوع او اكثر في الربوع اللبنانية للاستمتاع بأجواء الصيف من المهرجانات الى البحر والجبل، ورؤية الأهل والاصحاب والاصدقاء. وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تحرك المعارضة أمس في المطالبة بجلسة نيابية تناقش مخاطر الحرب، كان مخططا لها، مع العلم أنه في أكثر من مناسبة توقفت المعارضة عند رفض جر لبنان إليها. وقالت إن الطابة في مجلس النواب لجهة الاستجابة لعقد هذه الجلسة ام لا، وهناك توقعات بعدم وجود سيناريو للدعوة إليها بسبب التباينات بشأن موضوعها الأساسي، مشيرة إلى أن أمام المعارضة خيارات عدة قد تلجأ إليها في هذا المجال. إلى ذلك، افيد أن تزخيم مسعى الاعتدال الوطني بات قريبا جدا، لكنه ينتظر بعض الإشارات.

«مشوار رايحين»

فعند الواجهة البحرية لبيروت، تحدّى لبنان التقارير الداعية لمغادرة البلد، باطلاق الموسم الصيفي عام 2024، باحتفال شارك فيه الرئيس نجيب ميقاتي ووزراء السياحة (وليد نصار) والاعلام (زياد مكاري) والصناعة (جورج بوشكيان) ووزير الدولة لشؤون الادارة نجلا الرياشي، ومدعوون من هيئات سياحية واقتصادية واعلامية. وقال ميقاتي خلال حفل اطلاق حملة «مشوار رايحين مشوار»: نسمع بعض الدعوات من دول لرعاياها بعدم المجيء الى بنان، وأؤكد انه حتى بعض من اتخذ هذا القرار ففي قرارة نفسه يريد المجيء الى لبنان، المواطنون العرب والاجانب يحبون لبنان، ونحن نحبهم، وانا مطمئن اننا سنصل الى حل في الايام المقبلة. وقال: «مطمئن للايام المقبلة للوصول الى حلّ وارادة اللبناني اكبر من اي مشكلة ومصر على الحياة ووزارة السياحة خير برهان». يشار الى ان الرئيس ميقاتي، بعث برسالة الى امير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، شكره خلالها على تقديم قطر الهبة المالية لدعم رواتب العسكريين، وقيمتها عشرون مليون دولار. وكان ميقاتي التقى في السراي الكبير سفير قطر لدى لبنان سعود بن عبد الرحمن بن فيصل الثاني آل ثاني في السراي الحكومية، وطلب اليه ايضاً نقل رسالة شكر الى نظيره رئيس الحكومة القطرية الشيخ حمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.

ما بعد حرب غزة؟

ومع المعلومات المتوافرة عن ان دولة الاحتلال تدرس الانتقال الى المرحلة الاخيرة من الحرب في غزة، مع الابقاء على قواتها هناك، تحت اعتبارين: الاول مرتبط بالمفاوضات غير المباشرة المرتبطة بصفقة التبادل في ما خص الاسرى الاسرائيليين والاميركيين لدى حماس وحركات المقاومة والاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والثاني يتعلق بما يجري على جبهة الشمال (الحدود اللبنانية - الاسرائيلية) حسب البيانات الاسرائيلية. مع هذه المعلومات، يتقدم الوضع في الجنوب، على غير مستوى، محلي واقليمي ودولي. وانضم الى الرافضين للحرب الواسعة وزير خارجية الولايات المتحدة انطوني بلينكن، الذي قال: ان لا احد من اللاعبين الكبار في المنطقة يريد حربا، فلا اسرائيل وحزب الله ولبنان وايران يريدون الحرب. واشارت الخارجية الاميركية في بيان لها: ما زلنا نشعر بالقلق ازاء مستوى العنف بين اسرائيل وحزب الله واعادة الهدوء اولوية لدينا. وحددت صحيف «بيلد» الالمانية نقلاً عن مصادر اسرائيلية ان «اسرائيل قد تشن عملية عسكرية ضد حزب الله بالجنوب في النصف الثاني من تموز». وقررت شركة «لوفتهانزا»الالمانية تعليق رحلاتها الليلة من بيروت واليها من 29 حزيران حتى 31 تموز واوضحت ان هذا القرار بسبب الوضع في الشرق الاوسط. ونقل عن القائم باعمال الخارجية الايرانية علي باقري قوله لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان : المقاومة في لبنان على اهبة الاستعداد للرد على تهديدات اسرائيل.

المعارضة تطالب الحكومة بالطوارئ في الجنوب

وفي سياق المواقف، دق نواب قوى «المعارضة» ناقوس الخطر من خلال خارطة طريق تجنب لبنان حربا مدمرة، وذلك من خلال «لفصل المسار اللبناني عما يحصل في غزة وتطبيق القرار 1701 كاملا، كما طالب النواب بعقد جلسة مناقشة نيابية تخصص لموضوع الحرب في الجنوب ومخاطر توسعها، واكدوا رفضهم لتوريط لبنان في اي معادلات جديدة والسعي بكل الوسائل لتجنيب لبنان الانزلاق الى حرب شاملة. كما طالبت القوى النيابية المعارضة الحكومة باعلان حالة الطوارئ في الجنوب، وتسليم الجيش اللبناني زمام الامور، وتكليف الجيش اللبناني بالتصدي لأي اعتداء على الاراضي اللبنانية، والتحرك الدبلوماسي من اجل العودة الى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949، وتنفيذ القرار 1701 كاملاً. وكانت السفارة الاميركية جددت امس التحذيرات لرعاياها من السفر الى لبنان، مشيرة الى انهاء تحث المواطنين الاميركيين المسافرين من لبنان واليه، على مراقبة حالة رحلاتهم عن كثب، مع امكانية وضع خطط بديلة.

زكي يتراجع

عربياً، وحول اللغط المتعلق بتصريحات الامين العام المساعد للسفير حسام زكي بزيارة لبنان بشأن ان حزب الله ليس منظمة ارهابية، بعد اجتماعه مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، قال الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط ان الامانة العامة تلتزم دوماً بالتنفيذ الكامل لقرارات الدول في كافة الموضوعات. واعتبر ان تكليف زكي زيارة لبنان، موفداً شخصياً، هو للتواصل مع القوى السياسية اللبنانية هو تنفيذ لقرارات مجلس الجامعة في شأن التضامن مع لبنان. واوضح زكي في مقر الجامعة ان تصريحاته «فسرت في غير سياقها الصحيح»، مشيراً الى ان هذا «لا يعني بأي حال زوال التحفظات والاعتراضات الكثيرة على سلوك وسياسات وافعال ومواقف حزب الله ليس فقط داخلياً وانما اقليمياً ايضاً».

تمديد العروض للشركات النفطية

نفطياً، ذكرت هيئة ادارة قطاع البترول امس ان وزارة الطاقة قررت تمديد الموعد النهائي للشركات لتقديم عروضها للحصول على حقول التنقيب عن النفط والغاز في حقول بحرية ضمن جولة التراخيص الثالثة. وعليه يصبح الموعد النهائي في 7 آذار 2025 بدلاً من الثالث من تموز الحالي. واشارت الوزارة في قرارها الى ان هذا الامر سيعطي وقتاً كافياً، لمراقبة «التطورات الاقليمية والدولية والعمل على ايجاد حلول لتعزيز جذب الشركات».

الوضع الميداني

ميدانياً، استهدف حزب الله مبنيين يستخدمهما جنود الجيش الاسرائيلي في مستعمرتي دوفيف وراموت. كما هاجم حزب الله مستعمرة غرانوت هجليل للمرة الاولى، مستهدفاً مبانيٍ يستخدمها جنود العدو الاسرائيلي في هذه المستعمرة. واستهدفت مدفعية العدو عيتا الشعب، وكذلك اطراف بلدة كفركلا، كما اغار الطيران المعادي على المنطقة ما بين جويا ووادي جيلو.

المخابرات الألمانية في حارة حريك مجدّداً: زيارة استطلاع لتفادي الحرب الشاملة

الاخبار..فراس الشوفي... بعد نحو نصف عام على اللقاء الأوّل بين نائب مدير المخابرات الألمانية أولي ديال ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم (راجع «الأخبار» السبت 27 كانون الثاني 2024)، عاد ديال إلى بيروت لاستكمال ما بدأه ولقاء قاسم مجدداً مساء السبت الماضي، وأمضى في لبنان بضع ساعات مع فريقه قبل أن يغادر صباح الأحد عائداً إلى برلين من دون أن يلتقي أياً من المسؤولين اللبنانيين.وفيما رفض الطرفان التعليق على اللقاء أو تأكيد صحّته، نشر موقع «ليبانون برايفت جيتز» خبراً على حسابه على منصة X، بعد ظهر الأحد، أن طائرة تُستخدم غطاء للمخابرات الفدرالية الألمانية (BND) حطّت في مطار بيروت الدولي لبضع ساعات ليل السبت - الأحد، قبل أن تعود إلى ألمانيا. وتؤكّد مصادر اطّلعت على أجواء لقاء ديال وقاسم في حضور مدير محطة بيروت في المخابرات الألمانية، أن «أجواء الجلسة إيجابيّة»، وعرض خلالها الطرفان وجهتَيْ نظرهما من الأحداث الجارية في المنطقة والمعركة في غزة وجنوب لبنان. وأكّدت المصادر أن ديال لم يحمل أي رسائل تهديدية كما درجت عادة الموفدين الغربيين في لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين، كما لم يحمل أي مبادرة متكاملة، بل جاء ليستكمل اللقاء الأول مباشرةً، وما بدأته وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في زيارتها الأخيرة لبيروت مع المسؤولين اللبنانيين، بـ«الواسطة». وبحسب المعلومات، فإن زيارة الموفد الألماني استطلاعية تُكَمِّل أسئلة بيربوك حول الفكرة الأساس عمّا يمكن فعله في جنوب لبنان لتفادي الحرب الشاملة. وعرض الألمان لوجهة النظر القائلة إن العدو الإسرائيلي يريد إعادة المستوطنين الذين نزحوا من شمال فلسطين المحتلة بسبب ضربات المقاومة، وهو يهدّد بالحرب الشاملة لتحقيق هذا الهدف، وإن أي خطأ غير مقصود من الطرفين خلال التبادل العنيف لإطلاق النار قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة شاملة، سائلين عن كيفية تفادي التدحرج الكبير. ولم يكن ردّ قاسم مغايراً لموقف المقاومة المعلن أو لموقفه في اللقاء السابق في كانون الثاني الماضي، إذ كرّر أن أي بحث في وقف إطلاق النار في الجنوب مرتبط بوقف إطلاق للنار تقبل به المقاومة الفلسطينية في غزّة، وأن على الدول الغربية إذا كانت تخشى اندلاع حرب كبرى، أن تمارس الضغوط على إسرائيل لتوقف حربها على غزة، وعندها يمكن الحديث عن جبهة الإسناد في الجنوب. وبحسب المصادر، أكّد قاسم أمام الموفد الألماني أن تهويل العدو بالحرب الشاملة لا يخيف المقاومة، وهي قوية ومستعدّة، وما أظهرته من بأس هو ما يمنع الحرب على لبنان. وسأل قاسم الألمان حول المواطنين اللبنانيين الذين تمّ اعتقالهم في ألمانيا بتهم تتعلّق بالانتماء أو العمل لحزب الله، فأكّد ديال أن موضوع الموقوفين في عهدة القضاء وليس من ضمن ملفات المخابرات الألمانية. ومع أن حزب الله ينفي ارتباط أي من الموقوفين اللبنانيين الذين تمّ اعتقالهم خلال الحملات ضد الجمعيات الدينية بعد قرار حظر أنشطة حزب الله على الأراضي الألمانية بالعمل لصالحه، يمكن أن يُفهم من قرار القضاء الألماني بإصدار حكمين حتى الآن على موقوفين تتهمهما برلين بالعمل لحساب حزب الله، بأنه جزء من تفكيك الملفّ بين برلين وحارة وحريك، إذ إن الأحكام تعني أن الإفراج عن الموقوفين قريب بعدما أمضيا جزءاً من محكوميتهما. ويُظهر حرص الألمان على محاولة تهدئة الجبهة الجنوبية وتفادي الحرب الشاملة بالتواصل المباشر مع المقاومة، أن الدول الغربية الكبرى، بما فيها تلك المنخرطة في الدعم الأعمى لإسرائيل مثل ألمانيا، باتت تعي خطورة وجديّة اندلاع حربٍ من هذا النوع، والقدرات التي تملكها المقاومة على المواجهة وتوسيع رقعة النار، بعد أشهر من التهويل والضغط على لبنان وتبنّي التهديد الإسرائيلي.

يُظهر حرص الألمان على التواصل المباشر لتفادي الحرب الشاملة أن الدول الغربية تعي قدرات المقاومة على المواجهة

كما يدلّ الإصرار الألماني على رفع مستوى التواصل مع حزب الله، على اقتناع برلين بأن لعب دور فاعلٍ على الضّفة الشرقية للمتوسط يتطلّب مقارباتٍ مختلفة في السياسة الخارجية عن تلك التي تبنّتها خلال العقد الأخير، ولا سيّما في إطار السعي نحو دور الوسيط السابق الذي يتواصل مع أصحاب الشأن جميعهم ومباشرةً من دون قطع الجسور والمواقف العاطفية. وما يُؤَكِّد سياسة الانفتاح الألمانية الجديدة، تطوّر التواصل الألماني مع حزب الله من القنوات الأمنية حصراً، إلى التواصل السياسي، إن من خلال اللقاءَين الأخيرين بين ديال وقاسم، أو من خلال اللقاءات التي تحصل بين حين وآخر بين ممثّلين عن السفارة الألمانية في بيروت وممثلين عن حزب الله، بما يصبّ أيضاً في إطار التواصل السياسي وتبادل الآراء لتقريب وجهات النظر. ورغم أن برلين لا تزال تعلن مواقف متشدّدة تجاه الحكومة السورية، إلّا أن اكتمال دائرة التأثير بالنسبة إلى برلين، خصوصاً مع التوتّر غير المسبوق في العلاقة الألمانية - الإيرانية، تنقصه عودة التواصل المباشر مع دمشق التي ترفض حصر التواصل بالشق الأمني، من دون رفع الاتصالات إلى المستوى السياسي. ومع تأكُّد الألمان يوماً تلو آخر بأن سياسة «الإنكار» تجاه سوريا لا تحلّ الأزمات المشتركة، فإن توقّع نزول برلين عن شجرة الأزمة السورية (راجع «الأخبار» الخميس 11 أيار 2023) قد لا يطول، بعد أن تكسّرت العزلة العربية عن دمشق وباتت دول الجنوب الأوروبي بأكملها تطالب بعودة العلاقات مع سوريا.

إسرائيل بين خيارين: حرب كبرى متعذّرة أو عملية برية عقيـمة ومكلفة

الاخبار..علي حيدر... زاد في الكيان، في الأيام الأخيرة، التداول بخيار عملية برية محدودة ضد المقاومة في لبنان، لفرض وقائع ميدانية وإبعاد حزب الله الى ما وراء نهر الليطاني، وفك الارتباط بين جبهتَي لبنان وغزة. وتحولت هذه القضية وغيرها من البدائل مادة بحث ونقاش في وسائل الإعلام وبين الخبراء ومعاهد الأبحاث والجهات المختصة.بحث المؤسستين السياسية والأمنية عن بدائل ناجعة ينبع من الإقرار بفشل الاستراتيجية العسكرية لجيش العدو في تحقيق أهدافها حتى الآن، في مقابل نجاح حزب الله في فرض واقع ميداني متداخل مع جبهة غزة، فاقم الضغوط على المستوطنين والجيش وعلى المستويات السياسية في تل أبيب وواشنطن، ووضع قيادة العدو أمام مفترق طرق حاسم. المتغيّر الإضافي الذي عزَّز الدفع نحو بلورة بديل عملياتي من الاستراتيجية الفاشلة هو قرب الانتقال في قطاع غزة الى المرحلة الثالثة التي ستنفّذ خلالها إسرائيل، بحسب بنيامين نتنياهو، سياسة «جزّ العشب» عبر استمرار الهجمات الموضعية، أو بتعبير آخر استمرار الحرب بوتيرة وتكتيكات مختلفة. في ضوء هذا التحول، أصبح بإمكان إسرائيل - بحسب رئيس حكومة العدو - نقل جزء من جيشها الى الحدود اللبنانية لتحقيق هدفين رئيسيين: فك الارتباط عن جبهة غزة ومحاولة إخراج حزب الله من جنوب الليطاني. أما في ما يتعلق بالخيارات التي يمكن اتباعها لتحقيق هذه الأهداف، فقد أعلن نتنياهو ويوآف غالانت أن إسرائيل تفضّل أولاً السعي للتوصل الى اتفاق، ما يعني أنها ستواصل العمل على استنفاد المسار السياسي. ومن الواضح أن التمسك بالخيار السياسي يعود الى إدراك مخاطر وأثمان الخيارات البديلة، رغم حاجة إسرائيل الى خيارات ترمّم صورة ردعها وتعيدها إلى مكانتها الإقليمية. لكنّ قادة العدو يدركون أن المسار السياسي يحتاج أيضاً الى مواكبة ميدانية. وهو أمر قائم الآن، لكنه قد يقتضي مزيداً من الخطوات التي تظهر جدّية العدو. غير أن تجارب الأشهر التسعة الماضية أثبتت عقم الرهان على هذا الخيار، وخصوصاً بعدما أظهر حزب الله إرادته وقدرته على الردّ المؤلم، ونجح في نقل كرة النار الى طاولة قرار العدو التي تجد في كل مرة نفسها أمام خيارَي الانكفاء والتموضع بما يتلاءم مع قواعد الاشتباك القائمة، أو التدحرج نحو مواجهة كبرى. ماذا لو فشل الرهان على المسار السياسي مجدداً؟ في هذه الحالة، أمام قيادة العدو مروحة من الخيارات البديلة: حرب واسعة وشاملة، ضغوط جوية نوعية غير مسبوقة، أو عملية برية محدودة. بالنسبة إلى الحرب الواسعة والشاملة، مبادرةً أو تدرجاً، أصبح واضحاً لقادة العدو أكثر من أي وقت مضى أن إسرائيل لا تملك القدرة على خوض هذا المستوى من الحرب بعدما تبيّنت في الهجوم الإيراني في نيسان الماضي محدودية قدراتها على مواجهة المسيّرات والصواريخ من دون مشاركة مباشرة للجيش الأميركي، وأيضاً بعدما لمست قدرة حزب الله على تجاوز المنظومات الدفاعية والاعتراضية، رغم أنه لم يستخدم سوى قدرات محدودة من المسيّرات والصواريخ، وكذلك بعد تجربة حرب غزة التي استنزفت العدو وفشل في حسمها. ولا يختلف الأمر بين أن تكون الحرب فجائية أو تأتي بالتدرج أو في أعقاب ضربة عسكرية نوعية، من المؤكد أن حزب الله سيردّ عليها بما يتناسب وينقل كرة النار الى العمق الإسرائيلي، وهذا هو ملخّص رسائل الشريطين اللذين نشرهما أخيراً. يعني ذلك عملياً أن قرار الحرب الواسعة والشاملة هو أميركي أولاً (وليس إسرائيلياً بموافقة أميركية)، وخصوصاً بعدما اتضح عدم جهوزية جيش العدو لخوض حرب كهذه. وتجدر الإشارة هنا الى ما كتبه المعلّق العسكري في «معاريف» (28/6/2024) آلون بن ديفيد، بأنه «ينبغي قول ما لا يجرؤ الجيش على قوله: الجيش غير مستعد حالياً لمعركة واسعة في لبنان»، وأيضاً ما ذكرته «يديعوت أحرونوت» (30/6/2024) بأنه «لا يوجد إجماع في هيئة الأركان العامة» على خيار ضرب منشآت الدولة اللبنانية، كونه «سيقود إلى حرب واسعة، ويعزز (صورة) حزب الله كحامٍ للبنان ويضرّ بالمجهود المركزي ضد حماس في غزة». مع الإشارة الى أن الردّ على الاستهداف سيكون بالمثل، وبالتالي استهداف البنى التحتية العسكرية والصناعية والاقتصادية في العمق الإسرائيلي.

قرار الحرب الواسعة والشاملة أميركي أولاً وليس إسرائيلياً بموافقة أميركية وخصوصاً بعدما اتضح عدم جهوزية جيش العدوّ

على وقع هذه القيود والمخاطر، جرى أخيراً التداول بخيار العملية البرية كبديل من الحرب الواسعة والشاملة. إذ يرى بعض كبار ضباط هيئة الأركان أنه «لا أهمية لأيّ اتفاق (مع حزب الله) من دون عملية عسكرية برية إسرائيلية، تؤدي إلى تدمير قدرات هجومية تهدد البلدات (الإسرائيلية) القريبة من الحدود»، وخصوصاً أن «الغارات الجوية لم تدمر هذه القدرات»، ومع توقع عودة مقاتلي حزب الله إلى منطقة الحدود، «ماذا سنفعل، وماذا سنقول للسكان؟». ويُحذِّر أتباع هذا الخيار من الانتظار لسنة أو سنتين من أجل تعزيز قدرات الجيش لأنه في هذه الأثناء ستصبح إيران نووية، وسيتمكن حزب الله، بمساعدة إيرانية، من مضاعفة قوته بشكل أسرع من الصناعات الأمنية الإسرائيلية. في المقابل، يواجه هذا الطرح ضباط آخرون في الجيش يؤكدون أنه «لا توجد حرب محدودة» مقابل حزب الله، من خلال اجتياح بري في جنوب لبنان. وعلى الأرجح سيتحوّل اجتياح كهذا إلى حرب واسعة تتطور الى حرب إقليمية، ولخوض حرب كهذه هناك حاجة الى دعم أميركي غير متوفر حالياً. وبحسب آلون بن ديفيد في «معاريف»، فإن الجيش غير قادر حالياً على تحقيق إنجاز جوهري مقابل حزب الله، وتغيير الواقع بشكل دراماتيكي في الشمال. وفي أحسن السيناريوات، أيّ معركة في الشمال ستنتهي باتفاق سيئ وبثمن مؤلم. أما السيناريو الأرجح، فهو أن «أيّ معركة ستخوضها إسرائيل مع حزب الله، ستورّطها في حرب استنزاف متواصلة ستشلّ الحياة في أغلب أنحاء الدولة ومن دون قدرة على الحسم. والمشترك بين السيناريوين أن كليهما عقيم عن تحقيق الأهداف المرجوّة وسيكون مكلفاً جداً». ونتيجة المخاوف من هذه السيناريوات، وجّه ضابط رفيع في سلاح الجو الإسرائيلي رسالة الى أعضاء هيئة أركان الجيش، ناشدهم فيها التوضيح للمستوى السياسي بأن الجيش غير جاهز لمعركة متواصلة في لبنان، وأن الخروج إلى معركة كهذه الآن «ستؤدي الى كارثة استراتيجية أكبر مما حصل في السابع من أكتوبر».

إسرائيل - حزب الله: قرع طبول الحرب أم تفاوض؟

الاخبار..نقولا ناصيف.... حرب او ضربة عسكرية؟ او لا هذه ولا تلك، بل سريان مكمّل لقواعد الاشتباك. هي «الحزورة» الحالية بين اسرائيل وحزب الله. مقدار الاعتقاد بسهولة شرارة اندلاعها، بيد ان احداً لا يملك التكهن بمآلها: متى تتوقف واين؟ لا تتطلب بالضرورة متهوريْن اثنين كي تنفجر. واحد يكفي......باتت التهديدات المتبادلة بين اسرائيل وحزب الله اقرب الى قرع طبول الحرب قبل التأكد من انها ستقع بالفعل. لكليْهما لغة مختلفة في مقاربة الحرب المحتملة في الوقت الذي يُظهران استعدادهما لها. بينما تقول اسرائيل انها خيار حتمي عند حدودها الشمالية دونما ايصاد ابواب حل ديبلوماسي او سياسي يتفاداها، يغلق حزب الله الخيارات في الجنوب ويقصرها على غزة: تتوقف الحرب هناك فتتوقف في جنوب لبنان. اما ما بعدذاك حيال القرار 1701 فشأن آخر وتفاوض مختلف.بذلك لا لغة مشتركة بينهما سوى التصعيد سواء توخى المناورة او التخويف او الحرب النفسية او التأهب الفعلي للمرحلة التالية. المانع الضمني لها، في احسن الاحوال دافع ابطاء الوصول اليها، توجّس كل منهما مما يملكه الآخر ولا يعرفه. غير متكافئين كلياً في القوة النارية التي عند كل منهما، بيد ان ثمة ثمة حداً ادنى من التوازن وحداً اقصى من المفاجأة يتيح الظن بأن حرباً مفتوحة تلغي للتو الخطوط الحمر وقواعد الاشتباك، وتسقط المحظورات المرعية بتفاهمات ضمنية اكثرها اهمية واخطرها الحقول النفطية المستثناة من القواعد تلك، واولها حقل كاريش. ما يسمعه مسؤولون لبنانيون من ملحقين عسكريين وامنيين في سفارات دول غربية اقل تحفظاً مما يدلي به ديبلوماسيوها المترددون في اتخاذ مواقف جازمة. في احاديث الاولين معبّرين عن قلق اكثر منه تأكيدهم انها «معلومات ذات صدقية»، ان وقوع حرب او ضربة عسكرية اسرائيلية قوية لحزب الله اكثر من احتمال وتكهن، واقرب ما يكون الى عمل حتمي ينتظر الساعة الصفر. في ما يعيرونه اهتمامهم، ان عملاً عسكرياً اسرائيلياً قوياً لن يقتصر على الجنوب. سيصل الى قلب الضاحية الجنوبية ولا يُستثنى مطار بيروت منه. ما يقوله بعض الملحقين العسكريين والامنيين للمسؤولين اللبنانيين ان حكوماتهم باتت تعتقد ان المنطقة لم تعد تحتمل الحجم الحالي لحزب الله وترسانته العسكرية، وأضحى عبئاً عليها وخطراً دائماً على اسرائيل، ناهيك بما يمثله من امتداد لايران يجعلها ممسكة بمفتاح استقرار المنطقة برمتها واخيراً اسرائيل بالذات. اما ما لا يجيب عنه هؤلاء، فهو غموض الظروف التي من شأنها إشعال حرب مفتوحة في الجنوب او الذهاب الى ضربة عسكرية قوية. في اعتقادهم، تبعاً لما يسمعه منهم محدثوهم اللبنانيون، ان الكلام الجدي عن الحرب راحت ترتفع وتيرته قبل ثلاثة اسابيع استناداً الى اقتران التهديدات بها بخطوات وقائية بأحد خياريْن: حل سلمي يتجنب الحرب او حرب تفرض ذهاب المتقاتلين الى تفاوض وتسوية غير مأمونة النتائج والتداعيات. في الآونة الاخيرة اتخذت الوتيرة هذه منحى مختلفاً، قبل ان يختموا باستنتاج انها «ربما هي قرع طبول الحرب. الا ان خطورة ما يجري يستحق التفاوض لمنعها».

في حصيلة ما استخلصه المسؤولون اللبنانيون من محدثيْهم:

1 - تهويل اسرائيل بالحرب أكسبها حصولها سلفاً على تأييد اميركي ان واشنطن لن تتركها بمفردها فيها في حال وقعت، رغم التأكيد العلني الاميركي انه ضدها ما لم تحصل ومن دون ان يشجعها او يحض عليها. وجهة النظر المقابلة للموقفين الاسرائيلي والاميركي كشفت عنه ايران انها لن تقف مكتوفة الايدي حيال تعرّض حزب الله لحرب او عمل عسكري كبير. بذلك يستخدم عرّابا الحرب كما عرّابا منعها موقفاً متقاطعاً: لا يريدانها ابداً، لكنهما لن يكونا في منأى عنها ما ان تقع.

حرب او عمل عسكري اسرائيلي كبير... ولكن

2 - دونما تبدّل اللهجة الاسرائيلية في حماسة ذهابها الى الحرب كأنها واقعة غداً، نشأت في الايام الاخيرة وقائع يُفترض ان تكون سداً في وجهها في الوقت الحاضر على الاقل، هي التحولات المفاجئة في الانتخابات الرئاسية الاميركية والاشتراعية الفرنسية، اذ وضعت الدولتين الكبريين عند مفترقات غير مسبوقة ومصدراً مشروعاً للقلق: ما رافق مناظرة المرشحيْن الديموقراطي جو بايدن والجمهوري دونالد ترامب قبل الوصول الى صناديق الاقتراع يبدو غير مسبوق كما لو ان انتخاب الرئيس هناك يوشك ان يحسم. ما وُصِف بالاداء السيئ في المناظرة للرئيس المُراد تجديد ولايته ادخل الاميركيين في بلبلة بدأت تطرح تساؤلات عن احتمال مضي بايدن في ترشيحه او تخليه عنه، ما يفتح ابواب البيت الابيض امام منافسه. ان المعتاد في تقاليد انتخابات الرئاسة الاميركية تقلّب انتقال السلطة بين ادارة ديموقراطية واخرى جمهورية او بالعكس، على ان ما يحدث الآن يتحكم بخيارات الرأي العام الاميركي واتجاهاته قبل وصوله الى صناديق الاقتراع، مع كل ما يعنيه الانقلاب المبكر هذا كما التكهنات المبكرة بما سيحمله معه ترامب الى البيت الابيض في ضوء تجربة ولايته السابقة. المعضلة نفسها يواجهها الفرنسيون بعد الدورة الاولى لانتخابات الجمعية الوطنية مع تقدّم اليمين المتطرف الى صدارة السلطة بعد عقود في انتظار الدورة الثانية الحاسمة. كلا الدولتين الكبريين ضالعتان في حرب غزة الى جانب اسرائيل، مثلما تتقاطعان في مقاربة الحرب الاوكرانية. الا انهما ايضاً معنيتان بأي حرب واسعة يُظن ان الدولة العبرية ستخوضها ضد حزب الله في جنوب لبنان او في الداخل اللبناني حتى. على ان المهم في الانتقال الجديد للسلطة ان الملفات الداخلية رغم ارتباطها بتلك الخارجية ستتقدم ما عداها في اولوياته.

3 - من غير الضروري ربط قرع طبول الحرب بالساعة الصفر التي لا يملكها احد بعد. من المفترض في الايام المقبلة عقد اجتماع لدول الناتو في واشنطن على ان تليه في 20 تموز زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو للعاصمة الاميركية، ما يفترض انهما سيناقشان الخيارات الخطرة في المنطقة.

بلينكن يحذر من اندلاع حرب بين إسرائيل و«حزب الله»

واشنطن: «الشرق الأوسط».. قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الاثنين)، إن بلاده ترى «زخماً» نحو الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني رغم الجهود المبذولة لتجنب مثل هذا الصراع. جاءت تصريحات بلينكن هذه خلال فعالية أقيمت بمعهد بروكينغز وعكرت صفوها مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، حسب «وكالة الأنباء الألمانية». ونقلت «وكالة بلومبرغ» للأنباء عن بلينكن القول، بينما كان المتظاهرون يهتفون خارج قاعة المعهد، إن إسرائيل «فقدت سيادتها» في الشمال بسبب هجمات «حزب الله» المتكررة التي أدت إلى نزوح نحو 60 ألفاً من مواطنيها. وقال بلينكن إنه يتعين وقف أعمال العنف العابرة للحدود، مطالباً بضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي يشمل سحب القوات. وأضاف بلينكن مخاطباً الجمهور في معهد بروكينغز: «هناك مفارقة في هذه اللحظة، حيث نرى نحن على الأقل، أن لا أحد من اللاعبين الأساسيين يرغب حقيقة في الحرب». وأضاف وزير الخارجية الأميركي: «من ناحية، لا أحد يرغب في الحرب حقاً، ولكن من ناحية أخرى، توجد قوات ويوجد زخم قد يؤدي إلى هذا الاتجاه ونحن مصممون على محاولة منعها».

الأمم المتحدة: أكثر من ملياري دولار حجم الدمار في الجنوب

التصدّع الداخلي لـ «شبكة الأمان» الأميركية - الفرنسية يرفع المخاطر على لبنان

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- «لوفتهانزا» قرّرت تعليق رحلاتها الليلية من بيروت وإليها حتى 31 يوليو

- موفد قطري قريباً في بيروت بـ «مهمة وحيدة»: السعي لضبط إيقاع جبهة الجنوب على «الحرب المخفَّفة» في غزة

ليس عابراً أن يجد لبنان، في غمرة انشغاله وجبهته الجنوبية خصوصاً بإعلاء اسرائيل التدريجي لراياتِ «الى الشمال دُر»، مشدوداً إلى «رياحٍ هوجاء» هبّت على فرنسا التي «انعطفتْ» إلى أقصى اليمين على متن صناديق الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التاريخية، وأخرى باتتْ في «عيْنها» الولايات المتحدة التي عوضَ أن يكون «حبسُ الأنفاس» سائداً على مرمى 4 أشهر من انتخاباتها الرئاسية حيال لمَن ستكون الغلبة، «الحمار» (الديموقراطي) أو«الفيل» (الجمهوري)، إذ بها «ترتبك» مع عاصفة الشكوك الأقوى التي لفّت قابلية الرئيس الحالي جو بايدن على المضيّ في المعركة وإمكان «تبديل الحصان» في المرحلة الأخيرة من السِباق إلى البيت الأبيض. ومردّ الانهماك اللبناني بـ «اتجاهات الريح» في كل من فرنسا والولايات المتّحدة إلى أن كلاً منهما منغمسٌ في المسارات الديبلوماسية المكثّفة لمحاولة منْع انفلات جبهة الجنوب وانزلاقها نحو حرب كبرى، الأولى عبر موفدها الرئاسي جان - ايف لودريان والثانية من خلال كبير مستشاري بايدن لشؤون الطاقة والاستثمار آموس هوكشتاين. ورغم أن المعلومات التي تحدّثت عن أن زيارة هوكشتاين يوم غد لباريس لمتابعة التنسيق مع المسؤولين الفرنسيين في ما خص المسعى الذي يقوم به بين تل أبيب و«حزب الله»، عبر الرئيس نبيه بري، ولضمان أن البلدين «على الموجة نفسها» في ما خص تفادي تمدُّد «الطوفان» إلى لبنان والمنطقة، تعكس أنهما ورغم الارتجاجات الداخلية متمسكان بإبقاء الاهتمام «على المستوى نفسه وأعلى» بجبهة الجنوب، إلا أنّ أي معطياتٍ جدية لم تَبْرز حيال إمكان نجاح هذه المحاولة في تحقيق الهدف الذي يَعتقد الساعون له أن حظوظه ترتفع ما أن تعلن اسرائيل في الأيام المقبلة نهاية الحرب على غزة في شكلها المكثف والانتقال لعمليات أكثر تركيزاً عبر ضربات جوية وغارات محدَّدة. ولعلّ السبب الأكبر لغموض أَفُق هذا المسار المتعلق بجبهة لبنان يتّصل بأمرين:

- أوّلهما عدم إعطاء «حزب الله» جواباً بعد بإزاء كيفية تَعاطيه مع المرحلة «المخفَّفة» من حرب غزة وهل سيكون معنياً بالحدّ الأدنى باعتماد إيقاعٍ تَماثُلي عبر جنوب لبنان، بما يتيح إرساء تهدئة «على جرعات» بحسب تَطوُّر الواقع في القطاع. علماً أن مثل هذا الأمر يرتبط في جانب منه بموقف «حماس» من حربِ «الصوت الخافت» والموصولِ بدوره بما تحيكه تل أبيب من خطط «اليوم التالي» في غزة، ومن طلائعها الترويج لإنشاء ما يشبه «الجزر» أو «الفقاعات» داخل القطاع، عبارة عن مناطق محددة جغرافياً يمكن للفلسطينيين غير المرتبطين بحماس العيش فيها موقتا، بينما يقوم الجيش الإسرائيلي «بتطهير ما تبقّى من المسلحين».

- والثاني مرتكزات التهدئة المفترضة على جبهة الجنوب وتحديداً في «نهائياتها» التي تصرّ اسرائيل على أن تشتمل على منطقة عازلة بعمق بين 8 و10 كيلومترات تُرْسيها «بالقوة أو بالديبلوماسية»، وهو ما لا يجد «حزب الله» نفسه مضطراً، وفق مَوازين الحرب المحدودة الدائرة منذ 8 أكتوبر، للسير به، ولا سيما أن تطورات الميدان ولا سيما في الأسابيع الأخيرة راكمتْ، بحسب فريق الممانعة، نقاط قوة قابلة لـ «التسييل» على المقلب الآخَر من الحدود في أي عملية تَفاوُضٍ حول اليوم التالي في لبنان.

وبين هذين الحدّين، تأتي المهمة المرتقبة للموفد القطري «ابو فهد» الذي يُتوقع أن يزور بيروت قريباً وعلى جدول لقاءاته عنوان وحيد، ليس الأزمة الرئاسية، بل الوضع في الجنوب وإمكان ملاقاة خفْض وتيرة الحرب في غزة - في الطريق إلى إنهائها - بمسار موازٍ على الجبهة اللبنانية، أقله ريثما تكون اكتملتْ عناصرُ إخراج القطاع من «المحرقة»، وإنجاز الترتيبات الكاملة التي ستحكم الواقع جنوباً ووفق صيغة يُراد أن تكون مستدامة. وفي هذا الوقت، ورغم التراجع في حدة المواجهات جنوباً والانطباع بأن بنيامين نتنياهو لن يكون في وارد توسيع الحرب مع «حزب الله» ولبنان قبل كلمته المرتقبة أمام الكونغرس في 24 الجاري، فإن «الحرب» الكلامية والنفسية تشتدّ من الطرفين، بالتوازي مع استعداداتٍ ميدانية على شكل تحرّكات أو «رسائل مشفّرة» بعملياتٍ نوعية، توحي بأن الصِدام الكبير قد يكون لا مفرّ منه. وفي حين يسود اقتناع لدى دوائر قريبة من «الممانعة» بأن «السيناريو الأسوأ» من جانب اسرائيل سيكون تطوير المواجهة على طريقة «الحرب الذكية» التي تستهدف ترسانة «حزب الله» ومرافقه وتحيّد المدنيين والبنى التحتية للدولة اللبنانية والتي تَعتقد تل أبيب أنها لا تستدرج «الاصطدام المروع» بل تسرّع بالحلّ «الجاهز» وتفرضه على الحامي، فإنّ الحزب يرى أنه وجّه في الفترة الأخيرة ما يكفي من إشارات إلى أنه جاهز للحرب إذا فُرضت عليه، وأظْهَر «ما يجب» لإفهام الاسرائيليين بأن ثمة توازن رعب وليس ردعاً فقط يجعل أي حرب كبرى بمثابة «عملية انتحارية». ولم يكن عابراً أنه في موازاة ترسيم «حزب الله» حدود أي مرحلة جديدة في «حرب الجنوب» ولو على شكل «أيام قتالية»، فإن رقعةَ الردع بلغت مدى واسعاً انخرطت فيه إيران مباشرة أولاً بتحذير بعثتها لدى الأمم المتحدة من أنه إذا شرعت إسرائيل في عدوان عسكري شامل على لبنان فستندلع «حرب إبادة»، ثم بتأكيد القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني أمس خلال محادثة هاتفية مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان «جاهزية قوى المقاومة اللبنانية لمواجهة تهديدات إسرائيل»، محذرا الأخيرة من أن «أي عمل عدواني سيكلفها غالياً، نظراً لقوة المقاومة التي لا مثيل لها في لبنان». وفي المقابل، وبعدما صدرت أصوات اسرائيلية (يائير كاتس وهو رئيس مجلس العاملين في صناعة الطيران والفضاء)، رداً على «تهديد الإبادة»، لوّحت بـ «سلاح يوم القيامة الكاسر للمعادلة»، مضت تل أبيب في لغة «الشيء وعكْسه»، حيث أكد وزير الدفاع يوآف غالانت إن تل أبيب لا تسعى لحرب مع «حزب الله»، ولكنها مستعدة لها، في الوقت الذي قال وزير المال بتسلئيل سموتريتش إن لا مفر من حرب حاسمة وسريعة مع الحزب، قبل أن يعلن عضو مجلس الحرب بيني غانتس، «أن عدم التسوية على حدود إسرائيل الشمالية يعني أن الدولة اللبنانية ستدفع ثمن إرهاب حزب الله الذي عليه أن يقرر إذا كان إيرانياً أم لبنانياً وإلا سيدفع الثمن». وفي السياق نفسه، برز وصْف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت مآل الحرب الكبرى، في محاكاةٍ واقعية خلصت الى أنّ «اندلاع حرب شاملة مع (حزب الله) ستكون فكرة سيئة (...) من المرجح أن يختفي لبنان، وإذا استخدم الحزب كل القوة، وهو سيستخدمها، ستعاني إسرائيل من ألم أكبر من أي وقت في تاريخ مواجهاتنا مع الدول العربية».

«لوفتهانزا»

وعلى وهج هذه المناخات المحمومة والتي كانت اسرائيل غذّتها في اليومين الماضيين بتكثيف حرب الترويع بغاراتٍ وهمية استمرت أمس جنوباً بعدما كانت شملتْ للمرة الأولى ليل السبت العاصمة بيروت وعموم الأجواء اللبنانية، وفي موازاة التحذيرات التي توالت من دول عربية وغربية لرعاياها من زيارة لبنان والدعوة لمغادرته، برز ما نُقل عن شركة «لوفتهانزا» الألمانية من أنّها قرّرت تعليق رحلاتها الليلية من بيروت وإليها، من حتى 31 يوليو وأنّها اتّخذت هذا القرار «بسبب الوضع في الشرق الأوسط». وقد أوضح المدير العام للطيران المدني في مطار بيروت فادي الحسن (لموقع النهار الالكتروني) أن «لوفتهانزا» لم توقف رحلاتها إلى بيروت، بل تم تحويل الرحلات الليليّة إلى نهاريّة، لافتاً إلى أنه «منذ اندلاع حرب غزّة حصلت بعض التعديلات».

حجم الدمار

وفي موازاة ذلك، وعلى وقع إعلان الأمم المتحدة «ان حجم الدمار في جنوب لبنان يتجاوز ملياري دولار»، شهد الميدان سلسلة غارات نفذها الطيران الاسرائيلي على قرى جنوبية وإحداها طال للمرة الأولى منزلاً في بلدة البياضة - قضاء صور. من جهته، ردّ «حزب الله» بعلميات، ‏إحداها استهدفت «مبنى يستخدمه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة راموت ‏نفتالي بالأسلحة المناسبة»، علماً أنه كان ردّ ايضاً أول من أمس على استهداف منزلٍ في حولا سقط فيه 3 من عناصره بهجوم جوي «بِسربٍ من المسيّرات الانقضاضية على مقر كتائب المدرعات التابعة للواء 188 في ثكنة راوية» (استُهدفت للمرة الأولى)، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن تسعة جنود إسرائيليين أصيبوا بجروح بينهم إثنان جروحهما خطيرة وذلك نتيجة سقوط مسيّرة مفخخة في قاعدة إسرائيلية في الجولان.

هبة قطرية بـ 20 مليون دولار لدعم رواتب الجيش اللبناني

تسلمت قيادة الجيش اللبنانيدفعة جديدة من الهبة المالية القطرية، وقيمتها 20 مليون دولار، مقدّمة من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى المؤسسة العسكرية، «وذلك في إطار الدعم المتواصل لها في ظل التحديات الراهنة». وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه أنه «سيصار إلى توزيع الهبة على العسكريين بالتساوي فور الانتهاء من الإجراءات الإدارية». وشكر قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، هذه المبادرة القيمة، مؤكداً أنها «تساهم في تخفيف وطأة الأزمة عن كاهل العسكريين». وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التقى سفير قطر لدى لبنان سعود بن عبدالرحمن بن فيصل الثاني آل ثاني وشكر الدوحة على وقوفها الى جانب لبنان، وطلب «نقل رسالة الى رئيس الحكومة وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني لشكره على الهبة المالية القطرية الجديدة لدعم رواتب العسكريين وقيمتها 20 مليون دولار، والتي تندرج في إطار سلسلة من الدفعات لدعم الجيش».

نواب في المعارضة دقوا «ناقوس الخطر»: لا لجرّ لبنان إلى حرب مدمّرة لإعلاء شأن إيران

| بيروت - «الراي» | ... دقّ نواب من قوى المعارضة في لبنان «ناقوس الخطر»، داعين إلى تجنيب لبنان «حرباً مدمرة» ورافضين أن «يدفع بلدنا ثمن أي معادلات جديدة». وشدد نواب يمثلون حزبي «القوات اللبنانية» والكتائب وقوى أخرى ومستقلون على «ضرورة عدم ربط المسارين اللبناني والفلسطيني لجهة ما يحصل في غزة»، مؤكدين وجوب منْع انجرار لبنان «إلى حرب أوسع لا هدف لها سوى إعلاء شأن إيران في المعادلة الإقليمية، ولن نرضى أن نُجرّ إلى حرب شاملة لا تفيد القضية الفلسطينية، وتدمّر لبنان، ولن نسلّم، بأن تقوم مجموعات مسلحة، تعمل على الأراضي اللبنانية، محلية كانت أم أجنبية، بفرض منطق وحدة الساحات، المرفوض من غالبية اللبنانيين، خدمة للمشروع الممانعة الإقليمي الذي يستخدم القضية الفلسطينية ولا يخدمها بأي شكل، وبأن تستجلب العداء للبنان مع المجتمعين العربي والدولي، وآخرها قبرص والاتحاد الأوروبي». وأكدوا «أهمية وضرورة تطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته، وقرارات الشرعية الدولية 1559، و1680 وغيرها من المعاهدات الدولية ذات الصلة، لتكريس سيادة الدولة على أراضيها وعلى قرار الحرب والسلم، بالإضافة إلى مندرجات اتفاق الطائف ذات الصلة». وشددوا على «أن تفادي حرب أوسع من تلك الدائرة حالياً مازال ممكناً، وذلك يتطلب من حكومة تصريف الأعمال المبادرة فوراً إلى وضع حد لكل الأعمال العسكرية خارج إطار الدولة اللبنانية وأجهزتها والتي تنطلق من الأراضي اللبنانية ومن أي جهة كانت وإعلان حال الطوارئ في الجنوب وتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور فيه وتكليفه بالتصدي لأي اعتداء على الأراضي اللبنانية والتحرك على الصعيد الديبلوماسي من أجل العودة إلى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 وتطبيق القرار 1701 كاملاً». كما دعوا إلى «عقد جلسة مناقشة نيابية لموضوع الحرب الدائرة في الجنوب ومخاطر توسعها».....

المعارضة في لبنان تدعو البرلمان لمناقشة مخاطر توسّع الحرب

طالبت الحكومة بتحمّل مسؤولياتها وبتطبيق القرارات الدولية

الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم.. دقّ نواب المعارضة اللبنانية ناقوس خطر الانزلاق إلى حرب مدمّرة، محذرين من تداعياتها على مختلف الأصعدة، ورافضين أن يدفع لبنان ثمن أي معادلات جديدة. وطالبوا بعقد جلسة للبرلمان لمناقشة الحرب في الجنوب ومخاطر توسعها، داعين الحكومة إلى تحمّل مسؤوليتها. وأتت «خريطة الطريق» التي وضعها النواب المعارضون في وقت يستمر فيه التصعيد في الجنوب، ويترافق مع تهديدات مستمرة من قبل إسرائيل و«حزب الله» وحلفائه الذين يتمسكون بموقفهم وبربط جبهة الجنوب بجبهة غزة. وبانتظار ما ستكون عليه ردة فعل رئيس البرلمان نبيه بري على طلب النواب المعارضين، يلفت الخبير الدستوري المحامي الدكتور سعيد مالك، إلى أن هذه المطالبة لا تعني حكماً تجاوب بري والدعوة لجلسة برلمانية. ويقول مالك لـ«الشرق الأوسط»: «تنص المادة 137 من النظام الداخلي للبرلمان على أنه بالإمكان دعوة الحكومة إلى جلسة مناقشة بناء على طلب خطي يتقدم به 10 نواب أو أكثر إلى رئاسة المجلس، وبعد موافقة البرلمان يدعو رئيسه إلى جلسة لمناقشة الحكومة»، من هنا يشير مالك إلى أن رئيس البرلمان يمكنه أن يتحجّج بهذا الأمر عبر ربط الدعوة بموافقة المجلس، أي أن يطرح الموضوع على الهيئة العامة، وفي حال وافقت على الطلب عندها يصبح بري ملزماً بالدعوة للمناقشة. وأتى موقف نواب المعارضة في مؤتمر صحافي عقدوه بالبرلمان، بحضور ممثلين لكتلة حزب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب اللبنانية» وكتلة «تجدد» وعدد من النواب المستقلين. وتحدث باسمهم النائب أشرف ريفي، مشيراً إلى «ازدياد المخاوف من توسّع رقعة الحرب الدائرة التي كلفتنا إلى الآن أرواح المئات من اللبنانيين والآلاف من الوحدات السكنية المدمرة بالكامل، عدا عن الأضرار الاقتصادية والبيئية مع ما يرتبه هذا التصعيد من تداعيات على لبنان على مختلف الأصعدة»، وذلك في موازاة «استمرار تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية يعيد إنتاج السلطة وانتظام المؤسسات لتقوم بدورها الدستوري في مواجهة المخاطر التي تحدق بلبنان». وشدد على «ضرورة عدم ربط المسارين اللبناني والفلسطيني مع التأكيد على نصرة الشعب الفلسطيني وأهل غزة خصوصاً وأحقية القضية الفلسطينية»، معلناً رفض نواب المعارضة «جرّ لبنان إلى حرب شاملة لا تفيد القضية الفلسطينية، وتدمر لبنان»، وتأكيدهم عدم التسليم «بأن تقوم مجموعات مسلحة، تعمل على الأراضي اللبنانية، محلية كانت أم أجنبية، بفرض منطق وحدة الساحات، خدمة لمشروع الممانعة الإقليمي الذي يستخدم القضية الفلسطينية ولا يخدمها، وبأن تستجلب العداء للبنان مع المجتمعين العربي والدولي، وآخرها قبرص والاتحاد الأوروبي». وجدد ريفي، باسم زملائه، التأكيد على «ضرورة تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، من قبل جميع الأطراف، وعلى دعم الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية، لضبط الحدود الدولية جنوباً، وشرقاً وشمالاً، وعلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية؛ 1559 و1680، وغيرها من المعاهدات الدولية الموقعة من قبل الدولة اللبنانية، التي يتعيّن تطبيقها كاملة لتكريس سيادة الدولة على أراضيها وعلى قرار الحرب والسلم، بالإضافة إلى مندرجات اتفاق الطائف». وطرح النواب «خريطة طريق» عبر دعوة البرلمان لعقد «جلسة مناقشة نيابية لموضوع الحرب الدائرة في الجنوب لنزع فتيل التصعيد وتجنيب لبنان حرباً، لا يريدها اللبنانيون، ولم تتخذ المؤسسات الرسمية اللبنانية قراراً بخوضها»، كما إلى دعوة حكومة تصريف الأعمال كي «تتحمل مسؤولياتها التي تخلت عنها منذ اليوم الأول للحرب، عبر المبادرة فوراً إلى وضع حد لكل الأعمال العسكرية خارج إطار الدولة اللبنانية وأجهزتها والتي تنطلق من الأراضي اللبنانية وإعلان حالة الطوارئ في الجنوب وتسليم الجيش زمام الأمور فيه وتكليفه بالتصدي لأي اعتداء على الأراضي اللبنانية والتحرك على الصعيد الدبلوماسي من أجل العودة إلى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 وتطبيق القرار 1701 كاملاً».

اليمين والمعارضة في إسرائيل يلتقيان على توسعة الحرب بجنوب لبنان

إيران تدعم موقف «حزب الله» بالرد

بيروت: «الشرق الأوسط».. يدفع كل من اليمين والمعارضة في إسرائيل، الحكومة باتجاه توسعة الحرب في لبنان، في موجة جديدة من التهديد يلتقي عليها الطرفان، ويقابلها «حزب الله» أيضاً بالتهديد بالرد على أي حرب إسرائيلية إلى العمق اللبنانية، وذلك على إيقاع عمليات عسكرية، وتبادل متواصل للقصف على حدود لبنان الجنوبية. وقال زعيم المعارضة في إسرائيل والوزير المنسحب من الحكومة بيني غانتس: «لبنان سيدفع الثمن إذا استمر الوضع كما هو في حدودنا الشمالية»، مضيفاً: «على (حزب الله) أن يقرر ما إذا كان لبنانياً أم إيرانياً، أو سيدفع الثمن». ورأى غانتس أن «عدم التسوية على حدودنا الشمالية يعني أن الدولة اللبنانية ستدفع ثمن إرهاب (حزب الله)». وفي موازاة هذا الدفع المعارض، يتبنى اليمين الإسرائيلي الموقف نفسه، وعبّر عنه وزير المال في الحكومة الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش بقوله: «يجب شن حرب وإقامة منطقة عازلة بجنوب لبنان بدلاً من إبقاء هذه المنطقة في أرضنا». ونقلت عنه «القناة 7» قوله: «الاتفاق مع (حزب الله) لا يساوي قيمة الورق الذي كُتب عليه»، مضيفاً: «إذا أجّلنا قرار الحرب وتقويض قدرة (الحزب) فسنتكبد ثمناً باهظاً وآلاف القتلى». وعملت الولايات المتحدة ودول أخرى مثل فرنسا وألمانيا خلال الأسابيع الماضية، على محاولة منع تمدد الحرب، وسحب الذرائع من إسرائيل لتوسعة القتال، وذلك من خلال موفدين وصلوا إلى بيروت وتل أبيب، لكن تلك المبادرات فشلت في إقناع «حزب الله» بالانسحاب من المنطقة الحدودية إلى عمق 10 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، أو بإيقاف القتال الذي يربطه الحزب بإنهاء الحرب في غزة. وحذرت واشنطن من أنها لن تستطيع إيقاف أي خطط إسرائيلية في هذا السياق. وفي مقابل التهديدات الإسرائيلية، يردّ «حزب الله» بالتهديد أيضاً. وقال النائب حسين الحاج حسن في تصريح مخاطباً إسرائيل: «إذا فكرت أيها العدو في أي خطوة حمقاء، أو ارتكبت أي خطوة حمقاء، فلن تجد أمامك إلا البأس الشديد الذي سيزيد عجزك عجزاً، والذي سيعمق مشكلة الردع عندك، والذي سيزيد من أزماتك، وقد خبرت بعض ما عند المقاومة». من جهته، قال النائب في كتلة الحزب البرلمانية (الوفاء للمقاومة) علي فياض إن «كل المواقف التي يعلنها العدو، لم تتمكن من التغطية على الحقيقة الواضحة التي لا يمكن نكرانها على الإطلاق، وهي أن هذا العدو إلى مزيد من التخبط والإنهاك والهزيمة»، مشيراً إلى أن «المقاومة في لبنان مستمرة في عملياتها لمؤازرة غزة ما دام هذا العدوان قائماً عليها». وتابع: «أمام كل هذا التهديد والوعيد الذي يطلقه العدو، فإننا ماضون في هذه المواجهة مهما غلت التضحيات». ويتناغم موقف «الحزب»، مع تهديد إيراني كان قد أطلقه وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري الأحد، بقوله إن «المقاومة في لبنان على استعداد تام لمواجهة تهديدات الكيان الصهيوني، وقوة المقاومة في لبنان منقطعة النظير ستجعل أي اعتداء للمحتلين المعتدين مكلفاً بالنسبة لهم».

الوضع الميداني

ترافقت التهديدات مع تبادل متواصل للقصف، حيث نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة جوية على بلدة عيتا الشعب، واستهدفت أحد المنازل في الحي الغربي للبلدة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أن «طائراتنا قصفت مبنى عسكرياً لـ«حزب الله» في بليدا جنوب لبنان»، إلى جانب قصف آخر استهدف مركبا وكفركلا، بعدما شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجراً غارة استهدفت منزلاً في بلدة البياضة - قضاء صور للمرة الأولى. وأطلق «حزب الله» صواريخ باتجاه المطلة، كما أعلن عن استهداف مبنى يتموضع فيه جنود إسرائيليون في راموت ‏نفتالي، وذلك بعد مسيرات أطلقها، الأحد، باتجاه الجولان. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 18 جندياً بعد هجوم بطائرة مسيّرة، الأحد، استهدف موقعهم في هضبة الجولان المحتلة على الحدود اللبنانية، حالة أحدهم خطيرة. وأوضح الجيش في بيان أن الغارة وقعت في وقت سابق من الأحد، مضيفاً أنه قصف منذ ذلك الحين أهدافاً لـ«حزب الله» جنوب لبنان بالطائرات الحربية والمدفعية.

«يونيفيل»

وفي خضم التهديدات والعمليات العسكرية، أعلنت قوات حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، أنها عقدت اجتماعاً مع الوكالات والمنظمات الدولية والوطنية «لمناقشة الأمن والدعم للمجتمعات المتضررة من النزاع في جنوب لبنان»، في إطار «دعم (اليونيفيل) المجتمعات المحلية بأفضل ما تستطيع، فإن الاحتياجات كبيرة وتتطلب نهجاً شاملاً». وقالت «اليونيفيل» في بيان: «بينما تواصل (اليونيفيل) تقديم الدعم للمجتمعات المحلية في حدود إمكاناتها وقدراتها، بما في ذلك من خلال المشاريع والتدخلات السريعة والتبرعات المقدمة من البلدان المساهمة بجنود حفظ سلام، فإن الاحتياجات المتنامية تتطلب نهجاً متماسكاً من جميع الجهات الفاعلة المشاركة في الاستجابة للأزمات».

غانتس: لبنان سيدفع الثمن إذا استمر الوضع كما هو بالشمال

دبي - العربية.نت.. وسط ارتفاع منسوب التوتر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، هدد زعيم حزب الوحدة الوطنية في إسرائيل بيني غانتس الحزب بدفع الثمن. وقال الوزير السابق في حكومة الحرب إن على حزب الله أن يقرر ما إذا كان لبنانيا أم إيرانيا أو سيدفع الثمن. كما تابع أن لبنان سيدفع الثمن إذا استمر الوضع كما هو في الحدود الشمالية. وكان غانتس قال الأسبوع الماضي، إن الجيش الإسرائيلي قادر على تدمير القدرات العسكرية لحزب الله "في غضون أيام". وأضاف غانتس في مؤتمر صحافي، أن "التحدي الرئيسي الذي تواجهه إسرائيل هو إعادة سكان الجنوب والشمال إلى منازلهم حتى لو كان الثمن التصعيد". كما تابع وزير حكومة الحرب السابق أن "الثمن الذي ستدفعه إسرائيل سيكون باهظا. نحن بحاجة إلى دعم مؤسساتنا. نحن بحاجة إلى الاستعداد لحوادث كبيرة، يجب أن نحاول تجنب ذلك".

تهديدات إسرائيلية

ومنذ تفجر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس يوم السابع من أكتوبر، يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي القصف بشكل شبه يومي. وأسفر التصعيد عن مقتل أكثر من 479 شخصاً على الأقل في لبنان، بينهم أكثر من 313 عنصراً من حزب الله، و93 مدنياً على الأقل، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. إلا أن حدة التوترات تصاعدت إلى حد كبير متزامنة مع تهديدات إسرائيلية من شن هجوم موسع على الجبهة الشمالية مع لبنان. فيما حذرت أميركا من أنها لن تستطيع إيقاف أي خطط إسرائيلية في هذا السياق، بنهاية المطاف.

المعارضة اللبنانية تعد ورقة عمل تسلمها لـ«الخماسية» لتحريك انتخاب الرئيس

طهران للفاتيكان: لن نتدخل والقرار لـ«حزب الله»

ارتفاع منسوب المخاوف من انزلاق لبنان نحو المجهول في ظل الشغور الرئاسي

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.. تخطو قوى المعارضة اللبنانية خطوات حثيثة على طريق وضع اللمسات الأخيرة على ورقة عمل سترفعها إلى سفراء اللجنة «الخماسية» (السعودية ومصر وقطر والولايات المتحدة وفرنسا)، وتتضمن وجهة نظرها لتعويم الاتصالات التي توقفت، ما حال دون إخراج انتخاب رئيس الجمهورية من التأزم. ويأتي ذلك في ظل ارتفاع منسوب المخاوف من انزلاق البلد نحو المجهول، فيما تتسارع التطورات في المنطقة، وأبرزها الحرب على الجبهة الغزاوية والمواجهة المشتعلة بين إسرائيل و«حزب الله» في جنوب لبنان، ما يتطلب إعادة الانتظام للمؤسسات الدستورية، بدءاً بانتخاب الرئيس، ليكون لبنان مستعداً للتصدي لأي محاولة يراد منها إيجاد الحلول على حسابه. وكشفت مصادر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أن ورقة العمل التي تعدها تتناول موقفها من دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري للتشاور بوصفه مدخلاً لعقد جلسات نيابية متعددة بدورات متتالية لانتخاب الرئيس. وقالت إن هناك ضرورة لإعداد هذه الورقة لتوحيد الموقف من التشاور، لتطل بموقف موحد على اللبنانيين، ومن شأن ذلك أن يضع حداً للتباين داخل المعارضة حيال خريطة الطريق التي يطرحها بري لانتخاب الرئيس، على أن تكون مقرونة بتوفير الضمانات لعقد الجلسات بصرف النظر عما سيسفر عنه التشاور.

بري: لا شروط مسبقة

في المقابل، لفتت مصادر نيابية إلى أن التشاور لا يخضع لشروط مسبقة تتعلق بالدعوة لجلسة الانتخاب بعد التوافق على اسم الرئيس بوصفه أساساً لانعقادها، ونقلت عن بري قوله إن التوافق على اسم، وإن كان موضع ترحيب منه، إلا أنه لا يدرجه شرطاً لانتخاب الرئيس، وإنه يعطي الحرية للنواب لاختياره. ونقلت المصادر نفسها عن بري أيضاً قوله: «أعطونا التشاور وخذوا انتخاب الرئيس خلال عشرة أيام، ولا أرى مبرراً لرفض التشاور غير الملزم. ومن قال لكم إنه يشكل مخالفة للدستور؟ وكيف يمكن الخروج من الانقسام الحاد بين الكتل النيابية الذي يحول دون انتخاب الرئيس، مع أن تأييدي لترشيح سليمان فرنجية لا يعني أبداً ربط الدعوة للجلسات بانتخابه؟». لكن مصادر في المعارضة رأت أن هناك ضرورة للتلاقي في منتصف الطريق، للتشاور على قاعدة تبديد الهواجس، سواء لجهة أن التشاور لا يخالف الدستور، وأن الدعوة لانتخاب الرئيس تبقى قائمة بصرف النظر عن نتائج التشاور، وبالتالي لن تكون قاعة الانتخاب مقفلة أمام من يود الترشح في حال اصطدام الدعوات للتوافق على تسوية رئاسية بحائط مسدود.

نحو الخيار الثالث

وأكدت هذه المصادر أن المعارضة سترفع ورقة العمل التي أوشكت على إعدادها لسفراء «الخماسية» لدى اجتماعهم بوفد يمثلها، وتوقعت أن يكون موعد الاجتماع قريباً، وقالت إن «الخماسية» باتت على اقتناع بأن الخيار الرئاسي الثالث يتقدم على الخيارات الأخرى، وهذا ما خلص إليه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في جولاته الماراثونية على الكتل النيابية، ويشاركه سفراء «الخماسية» في أن الخيار الثالث هو وحده الذي يؤمن المخرج لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وأن المعارضة تؤيد هذا الخيار، ولا ترى بديلاً منه. ورداً على سؤال أوضحت المصادر أن المعارضة باقية على تقاطعها مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور في حال إصرار محور الممانعة على ترشيح فرنجية، مع أن مصادر نيابية تؤكد أن باسيل يبدي استعداداً لتبديل موقفه، شرط أن يؤدي انفتاحه على بري إلى استبعاد فرنجية لمصلحة مرشح مدني آخر.

مقاربة شاملة

ورغم أن المعارضة، وفق مصادرها، تتعامل مع ورقة العمل على أنها تأتي في سياق مقاربتها الشاملة لانتخاب الرئيس، وتنم عن محاولة قد تكون الأولى لتوحيد موقفها استعداداً لتعاملها مع الخطوة التالية في حال أن الخيار الثالث أخذ يتقدم من دون منافس، فإنها تنظر إلى تفويض «حزب الله» لبري بكل ما يختص بالملف الرئاسي على أنه يصب في خانة تقطيع الوقت لملء الفراغ ريثما تتوضح الصورة النهائية للتطورات في المنطقة، وأن الحزب لا يمانع في تسهيل انتخاب الرئيس عندما يلمس أن إيصال فرنجية إلى سدة الرئاسة أصبح مضموناً.

إيران تطلب ثمناً

وبكلام آخر، فإن «حزب الله»، كما تقول مصادر في المعارضة، يعطي الأولوية في تعاطيه مع الملف الرئاسي للوضع الإقليمي الذي يتقاطع فيه مع حليفه الإيراني، انطلاقاً من أن إطالة أمد تعطيل انتخاب الرئيس سيدفع القوى المعنية بانتخابه للالتفات نحو طهران والتفاوض معها، طالبة منها التدخل لدى الحزب لتعبيد الطريق أمام إخراج انتخابه من التأزم. فإيران لن تقول كلمة الفصل في انتخاب الرئيس ما لم تدعّم حضورها في الشرق الأوسط من البوابة اللبنانية، وإن كانت أبلغت الفاتيكان في تواصل معها، على حد قول أمين سر دولة الفاتيكان بيترو بارولين لعدد من القيادات التي التقاها في زيارته لبيروت، أنها لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني وتترك القرار للحزب، فيما علّق أحد الذين التقوه بقوله إن «طهران تمسك بالورقة الرئاسية ولن تبيعها إلا في حال حصولها على ثمن سياسي من واشنطن». وهنا يُطرح سؤال: هل قررت المعارضة في مقاربتها الموحدة إحراج خصومها، وتحديداً من يتهمونها بتعطيل انتخاب الرئيس إلى حين تبيان ما سيؤول إليه الوضع المتفجر في المنطقة بما فيها الجنوب، وما إذا كان ذلك سيؤدي إلى إعادة رسم خريطة المنطقة السياسية؟......لكنّ مصادر المعارضة تلقي التهمة على «حزب الله»، بإصراره على معرفة اسم الرئيس قبل انتخابه، وتؤكد أن مقاربتها المتأنية للملف الرئاسي تأتي لإعادة تحريك انتخاب الرئيس الذي يتوقف على ما سيقرره سفراء «الخماسية»، ومدى استعدادهم لمعاودة اتصالاتهم، رغم أن الظروف الداخلية ليست ناضجة لانتخابه، وهذا ما يُثير قلق اللبنانيين بغياب أي تدخل دولي ضاغط لمساعدتهم، ما دام أن أهل البيت، أي النواب، لن يساعدوا أنفسهم.

المصارف اللبنانية تشترط صدور مرسوم حكومي لكشف بيانات العملاء

التباسات قانونية وعملانية تحاصر ضريبة أرباح «صيرفة»

الشرق الاوسط..بيروت: علي زين الدين.. تحول التباسات قانونية وعملانية دون تحصيل ضرائب مستحدثة على عمليات شراء الدولار عبر منصة «صيرفة» التي أنشأها الحاكم السابق لـ«مصرف لبنان» رياض سلامة وأوقفها الحاكم الحالي بالإنابة وسيم منصوري فور تسلمه الموقع ومسؤولياته قبل 11 شهراً، ضمن سلسلة تغييرات اعتمدها في إدارة السيولة النقدية وتوحيد أسعار الصرف عند مستوى 89.5 ألف ليرة للدولار رسمياً وفي أسواق القطع الموازية والاستهلاك. واصطدم قرار صادر عن وزير المال يوسف الخليل، يقضي بفرض ضريبة بنسبة 17 في المائة على الناتج الربحي المحقق لصالح المستفيدين من عمليات تعدّت أحجامها شراء أكثر من 15 ألف دولار على المنصة، باعتراض فوري من قبل جمعية المصارف، وإحجامها عن إرسال البيانات المطلوبة، إلى حين صدور مرسوم من قبل مجلس الوزراء يغطي الثغرة القانونية لتمكينها من الاستجابة لطلب الوزارة. ويقضي القرار المالي بتحديد الرّبح الخاضع للضريبة، عبر احتساب الفرق بين القيمة بالليرة التي دفعها المستفيد (أفراد وشركات) مقابل الدولارات التي نالها، وقيمة تلك الدولارات المحتسبة وفقاً لقيمتها الفعليّة بالليرة حسب منصة «صيرفة» بتاريخ تنفيذ العمليّة، مع استثناء الفروقات المرتبطة بالرواتب والأجور التي نتجت عن عمليّة شراء الدولارات، إضافة إلى عدم اعتبار هذه الضريبة من الأعباء القابلة للتنزيل.

السرية المصرفية

وأشارت الجمعية في كتاب رسمي وجّهته إلى وزير الماليّة، رداً على بند ورد في الآلية التطبيقية للضريبة يقضي بإلزام المصارف ومؤسّسات الصيرفة بتزويد الإدارة الضريبيّة إلكترونياً بمعلومات عن عمليّات الصيرفة التي تمّت لديها، إلى أن المادة رقم 23 من القانون رقم 44 (قانون الإجراءات الضريبيّة) تنصّ على أن آلية الطلب من المصارف التجاريّة العاملة تزويد بيانات خاضعة لقانون السريّة المصرفيّة، يجب أن تحدّد بمرسوم صادر عن مجلس الوزراء، وهو ما لم يحدث بعد، لتؤكد بالتالي أنّه في «ظلّ غياب هذا المرسوم، فإنّ قيام المصارف بتسليم هكذا معلومات يعرّضها لملاحقات قضائيّة». ومن الواضح، حسب مسؤول مصرفي معنيّ، وجوب استكمال المسار القانوني للإجراء الضريبي قبل صدور القرار التطبيقي، مع التنويه بأن تعقيدات لا تقل أهمية ستبرز في عمليات التطبيق وتحصيل الضريبة بمفعول رجعي يمتد إلى سنتي 2022 و2023؛ أي من تاريخ إطلاق المنصة بموجب تعميم صادر عن البنك المركزي، والذي قضى بعرض بيع الدولار النقدي من محفظته للأفراد والشركات، وجرى تمديده تباعاً وتعديله من دون أي ذكر للضريبة.

مئات آلاف العملاء

وفي الأساس، ومع تخطي العقبة القانونية للإفصاح عن البيانات، فإن الآلية التطبيقية، سنداً للمادّة 93 من قانون الموازنة العامّة، تغفل ضمناً حقيقة أن البنوك كانت تقاسم العملاء العوائد المحققة بنسب تصل إلى 50 في المائة من قيمتها، ما يعني تلقائياً أن النسبة الضريبية ستتضاعف من 17 إلى 34 في المائة على الربح المتبقي للمستفيد في حال تكليفه بسداد ضريبة كامل الربح المحقق لكل عملية. كذلك، فإن عملية الشراء من قبل أغلب الأفراد استهدفت حفظ القيمة الشرائية وتخزين الدولار النقدي وليس المتاجرة، ما يعني أن الربح لم يتحقق فعلياً. ويضيف المصرفي المعنيّ أن البيانات الخاصة بأحجام العمليات اليومية وتبدلات أسعار الصرف، بدءاً من أوائل عام 2022 وإلى حين إيقافها منتصف عام 2023، متوفرة لدى البنك المركزي بوصفه مديراً للمنصة، لكن تحديد هويات الأفراد، وهم بمئات الآلاف، عملية معقدة للغاية، لا سيما أن بينهم من هم من غير العملاء لدى البنوك أو الذين نفذوا عمليات عبر شركات الصرافة، فيما يمكن عملياً، وبعد التغطية القانونية المطلوبة، تحديد لوائح الشركات المستفيدة.

ضغوط المضاربات

ويستدل على ثغرات هذه الإشكالية بحصول عمليات كبيرة جداً من الناحية العددية والأحجام في فترات معينة بسبب شدة ضغوط المضاربات على سعر صرف الليرة. ومن النماذج الموثقة إعلان الحاكم السابق لمصرف لبنان يومي 27 و28 ديسمبر (كانون الأول) 2022، العرض المفتوح لشراء الليرات مقابل الدولار الأميركي، والإيعاز إلى كل مواطن لم يتجاوب معه مصرفه المعتاد أن يتجه فوراً إلى بنك محدّد (الموارد)، داعياً المصارف المستعدة لأخذ خطوة مماثلة. وفي الأصل، حدد الحاكم السابق الهدف من التعميم بتهدئة أسواق القطع والمحافظة على القدرة الشرائية للموظفين، من خلال السيطرة على سعر صرف الدولار في السوق الموازية، وعبر سحب كميات من الكتلة النقدية بالليرة من السوق واستبدال بها الدولارات النقدية، وذلك عبر الطلب من المصارف تلبية السحوبات النقدية للعملاء وفق الحصص الشهرية لدى كل بنك بالدولار النقدي (الفريش) وفق سعر الصرف على منصّة «صيرفة» في اليوم السابق للسحب، كما سمح لموظفي القطاع العام البالغ عددهم نحو 320 ألف موظف بقبض مخصصاتهم بالدولار.

«لوفتهانزا»: علقنا الرحلات الليلية من بيروت وإليها بسبب الوضع في الشرق الأوسط

بيروت: «الشرق الأوسط».. أكد متحدث باسم شركة «لوفتهانزا»، اليوم (الاثنين)، تعليق الرحلات الليلية للشركة من بيروت وإليها من 29 يونيو (حزيران) حتى 31 يوليو (تموز)، بسبب «التطورات الحالية» في الشرق الأوسط، حسب وكالة «رويترز» للأنباء. وأضاف المتحدث: «ستستمر الرحلات النهارية من بيروت وإليها دون تغيير».

متحدث باسم البطريركية المارونية ينفي وسم الراعي «حزب الله» بـ«الإرهاب»

بيروت: «الشرق الأوسط».. نفى متحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان أن يكون البطريرك بشارة الراعي وسم «حزب الله» بـ«الإرهاب»، مشيراً إلى أن «سفراء طلبوا من البطريرك وصف (حزب الله) بـ(الإرهابي) وقد رفض رفضاً قاطعاً»؛ وذلك في ظل تأزم بين الطرفين، على خلفية تصريح للراعي في الأسبوع الماضي. وكان الراعي قال في عظة بالأسبوع الماضي، إن رئيس الجمهورية المنشود هو الذي «يُعنى بألّا يعود لبنان منطلقاً لأعمال إرهابيّة تزعزع أمن المنطقة واستقرارها، وبالتالي دخول لبنان نظام الحياد». وأثار التصريح أزمة مع «حزب الله» و«المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» استدعى محادثات ووساطات، في مسعى لتطويق تداعيات التصريح، ومنع تدهور العلاقة. وشدد المسؤول الإعلامي في بكركي، وليد غياض، على أن «لا نية باستهداف (حزب الله) ولا بوصفه بـ(الإرهابي)». وقال في تصريح لقناة «الجديد» إن الراعي «لم يقصد (حزب الله) ولا المقاومة في الجنوب التي نقدر كل تضحياتها وما أنجزته من انتصارات كانت محقة وتحية إلى كل الشهداء الذين يسقطون في الجنوب». وأضاف: «الحرب مرفوضة من الجميع حتى من (حزب الله)»، مشدداً على أن «التواصل بين بكركي و(حزب الله) مستمر»، وتابع: «لو كان البطريرك اعتبر (حزب الله) إرهابياً لأوقف التواصل معه لأنه لا يحاور إرهابيين». وكشف غياض عن أن «سفراء طلبوا من البطريرك وصف (حزب الله) بـ(الإرهابي) وقد رفض رفضاً قاطعاً، مؤكداً أن الحزب مكوّن لبناني». وأثار انخراط «حزب الله» في الحرب، انقساماً لبنانياً، وازداد مع التهديدات الإسرائيلية بتوسعة القتال. ويرفض خصوم «حزب الله»، إلى جانب آخرين، الانخراط بالحرب. وأكد رئيس حزب «الكتائب اللبنانية»، النائب سامي الجميل، خلال لقائه بالسفير الإيطالي لدى لبنان، فابريزيو مارتشيللي، «موقف الحزب الثابت من ضرورة فصل ما يجري في غزة عن لبنان، وإبعاده عن سياسة المحاور، ومساعدته على التحرر من هيمنة (حزب الله)، واستعادة قراره والمؤسسات، وانتخاب رئيس يحظى بثقة كل الأطراف اللبنانية، يكون جامعاً وقادراً على وضع لبنان على سكة التعافي، واستعادة علاقاته مع الدول الصديقة». بدوره، حذّر عضو كتلة «القوات اللبنانية»، النائب غياث يزبك، من أن استمرار الحزب في القتال «يعطي أوراقاً إضافية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحملها إلى واشنطن الضعيفة على أبواب الانتخابات الرئاسية الأميركية، لانتزاع ضوء أخضر يلزم الأميركي مساعدته توسيع الحرب على لبنان»، منبهاً بأن «إسرائيل قد تتحمل حرباً مماثلة، إلا أن لبنان غير قادر على تحملها؛ نظراً لظروفه الاقتصادية».

حسام زكي يتراجع.. "تصريحاتي عن حزب الله فسرت بشكل غير صحيح"

دبي - العربية.نت.. بعد أن أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، عقب زيارته إلى بيروت، أن "الجامعة لم تعد تصنف حزب الله منظمة إرهابية"، تراجع عن هذا التصريح. فقد أوضح السفير حسام زكي في تصريح صحافي، أن تصريحات له في الموضوع قد فسرت في غير سياقها الصحيح، مشيراً إلى أن "هذا لا يعني بأي حال زوال التحفظات والاعتراضات العديدة على سلوك وسياسات وأفعال ومواقف الحزب ليس فقط داخليا وإنما إقليمياً أيضاً". وبين أن "قرارات الجامعة العربية ذات الصلة وأهمها القرار الخاص بصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب الذي ينص في إحدى فقراته على الامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الصريح أو الضمني إلى الكيانات أو الأشخاص الضالعين في الأعمال الإرهابية بما في ذلك إلى أي ميليشيات أو مجموعات مسلحة غير نظامية، وهو قرار معتمد بإجماع الدول الأعضاء". بدوره، أكد أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الأمانة العامة "تلتزم دوماً بالتنفيذ الكامل لقرارات الدول في كافة الموضوعات". وأضاف أن التكليف الصادر للأمين العام المساعد السفير حسام زكي بزيارة لبنان موفداً شخصياً لي للتواصل مع القوى السياسية اللبنانية.

منظمة إرهابية

وكان زكي أعلن يوم السبت عقب زيارته إلى بيروت، أن "الجامعة لم تعد تصنف حزب الله منظمة إرهابية". وأوضح زكي أن "القرارات السابقة للجامعة تضمنت وصف حزب الله بالإرهابي، مما أدى إلى قطع التواصل معه". كما أشار إلى "توافق الدول الأعضاء على عدم استخدام هذه الصيغة، مما أتاح إمكانية التواصل مع الحزب"، لافتا إلى أن "جامعة الدول العربية لا تملك قوائم إرهابية رسمية، وأن جهودها لا تتضمن تصنيف كيانات كمنظمات إرهابية". وكانت جامعة الدول العربية صنفت في مارس 2016 حزب الله منظمة إرهابية، وطالبته بـ"التوقف عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعدم تقديم أي دعم للإرهاب والإرهابيين في محيطه الإقليمي".



السابق

أخبار وتقارير..وسط تهديد إرهابي محتمل..قواعد أميركية في أوروبا تتأهب..تهيمن عليه عائلة لوبان..محطات ترصد صعود أقصى اليمين في فرنسا..الرئيس الفرنسي يدفع غالياً ثمن رهانات الانتخابات المبكّرة..يمين فرنسا المتطرف..«سحقنا معسكر ماكرون»..الحكومة البريطانية تحذّر من خطر تدخل روسي في الانتخابات العامة..بايدن يبحث مع عائلته «القرار المصيري»..في «معسكر مغلق»..حملة بايدن ترفض دعوات التنحي عن السباق الرئاسي..كوريا الشمالية تطلق صاروخين بالستيين..سقوط جزء من صاروخ صيني أثناء اختباره..روسيا تعلن إسقاط 36 مسيّرة أوكرانية..فرار 20 سجيناً ومقتل أحدهم في باكستان..محادثات للمرة الأولى بين ممثلي «طالبان» ومسؤولين أمميين..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..إسرائيل تُعلن «خلال أيام» انتهاء عملية رفح بشكلها الحالي.."أجيال مفقودة".. حديث عن المرحلة الأخطر في غزة..بشكل فوري..الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء بخان يونس ورفح..إسرائيل تسعى لمنع «حماس» من ترميم نفسها في شمال غزة..الشيخ وعبدالرحمن يبحثان المصالحة..نتنياهو وغالانت ينأيان بنفسيهما عن قرار الإفراج عن مدير «الشفاء»..اتهامات متلاحقة لإسرائيل بـ«تعذيب» الأسرى والمدنيين..قتيلان و4 جرحى برصاص إسرائيلي في الضفة الغربية..القوات الإسرائيلية تعتقل 16 فلسطينياً من الضفة الغربية..«معبر رفح» و«القوات الدولية» يعقدان سيناريوهات «اليوم التالي» في غزة..هجمات 7 أكتوبر..دعوى قضائية على 3 دول..بن غفير يهدد نتنياهو: إذا توقفت الحرب سأغادر الحكومة.. فلسطينيان يؤكدان تقييدهما بمقدمة سيارة عسكرية إسرائيلية..

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat...

 الجمعة 13 أيلول 2024 - 11:00 ص

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat... An Islamic State branch has a… تتمة »

عدد الزيارات: 170,665,245

عدد الزوار: 7,611,191

المتواجدون الآن: 0