أخبار لبنان..دخان الحرب يتمدَّد في العمق على طرفي الجبهة..توسيع مروحة الاتفاقيات مع بغداد بعد النفط..والمعارضة تترقَّب لقاء كتلة الحزب..جعجع يتهم «الممانعة» بتعطيل انتخابات الرئاسة اللبنانية..بلدات في جنوب لبنان تختبر أقسى أيام الحرب..لبنان يستعدّ لـ «الحرب الشاملة»..«العين بصيرة واليد قصيرة»..من عدلون إلى دفنا..تدافُع نوعي على حافة الحرب الأوسع..إسرائيل تقصف مستودع ذخيرة لـ«حزب الله» بجنوب لبنان..

تاريخ الإضافة الإثنين 22 تموز 2024 - 3:18 ص    عدد الزيارات 314    التعليقات 0    القسم محلية

        


دخان الحرب يتمدَّد في العمق على طرفي الجبهة..

توسيع مروحة الاتفاقيات مع بغداد بعد النفط..والمعارضة تترقَّب لقاء كتلة الحزب..

اللواء....تتعدَّد الاهتمامات اللبنانية، في الأسبوع الأخير من تموز، من زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى الولايات المتحدة، وبرنامجه بدءاً من الاجتماع مع الرئيس جو بايدن المتنحي عن معركة الرئاسة، غداً، الى الكلمة التي يتوقع ان يلقيها امام الكونغرس بعد غد الاربعاء، من دون ان يحمل معه، خارطة طريق الصفقة أو إنهاء حرب غزة، وعدم اقحام في اقل مواجهات لا تُبقي ولا تذر ما لم تأخذ قضية انهاء المواجهات في قطاع غزة طريقها الى التهدئة، فتهدأ معها الجبهات كافة من الضفة الى الجنوب واليمن والعراق. الى الاهتمامات الداخلية، في ضوء زيارة الرئيس نجيب ميقاتي الى بغداد، والاستقبال الرسمي الذي لقيه، والتي وصلها بناءً لدعوة من رئيس حكومة العراق محمد شياع السوداني. شمل لقاء ميقاتي اجتماعاً مع الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد في قصر بغداد بحضور الشياع ووزير النفط العراقي حيان عبد الغني، والوفد المرافق للرئيس ميقاتي من الوزراء: جورج بوشكيان (الصناعة) عباس الحاج حسن (الزراعة) علي حمية (الاشغال العامة) وليد فياض (الطاقة والمياه). وتطرقت المحادثات الى موضوع تزويد العراق لبنان بالفيول الخاص بمعامل الكهرباء، واكد الرئيس ميقاتي استمرار العمل باتفاقيات التبادل الاقتصادي والتجاري بين بغداد وبيروت. وكشف الرئيس ميقاتي بعد الاجتماع: تناولنا بالبحث التحضيرات الجارية لانعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين نهاية ايلول المقبل والتي ستكون فرصة لتفعيل الاتفاقيات الموقعة وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتعزيز الشراكة بين البلدين. كما تناولنا بالبحث سبل تفعيل قطاع النقل البري والبحري والجوي وفق الاتفاقيات الموقعة وتوقيع اتفاقيات جديدة في مجالات النقل والزراعة والتجارة. وشددنا على استمرار مساعي الجهات الحكومية في البلدين لحل مشكلة التأخير في انجاز معادلات الشهادات للطلاب العراقيين والتي تعود الى فترات الازمات الصحية والاقتصادية التي شلت الادارات العامة في لبنان. وختم ميقاتي: «تناولنا بالبحث ايضا توسيع حضور الشركات الوطنية في كلا البلدين في مختلف المجالات والخبرات. وثمَّنا عالياً الرؤية الرائدة التي نشهدها اليوم بفضل حكمة ورؤية الرئيس محمد الشياع السوداني وحكومته، انطلاقا من العاصمة بغداد وعلى امتداد مساحة العراق. ووجه الدعوة الى الرئيس السوداني لزيارة لبنان في الوقت الذي يراه مناسبا.

الملف الرئاسي

رئاسياً، من المتوقع ان يتوضح ما اذا كانت كتلة الوفاء للمقاومة ستحذو حذو كتلة التنمية والتحرير، وتبدي عدم رغبة باستقبال وفد من المعارضة في ضوء الموعد المقرر اليوم. وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الأسبوع المقبل مفتوح على تصاعد الاشتباك السياسي بين قوى المعارضة والممانعة على خلفية ملف الحوار وتطيير لقاء المعارضة مع الثنائي الشيعي. وأشارت إلى أن أية مساع جديدة لن يتم تحضيرها بعد مع العلم أن الحزب الاشتراكي على لسان رئيسه السابق وليد جنبلاط أبدى استعدادا للمساعدة، معتبرة أن المعارضة لن تتراجع خطوة واحدة عن خريطة الطريق التي وضعتها، وهناك مواقف لقادتها تصدر تباعا. واشارت مصادر ديبلوماسية الى ان ملف الانتخابات الرئاسية، والوضع في جنوب لبنان كان موضع نقاش خلال الزيارة التي قام بها الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان إلى العاصمة السعودية الرياض منتصف الاسبوع الماضي، مع المسؤولين السعوديين المكلفين بمتابعة هذا الملف، وتم خلالها التشاور في ما آلت إليه آخر الاتصالات واللقاءات مع الأطراف المحليين وباقي اعضاء اللجنة الخماسية المكلفين بهذا الملف،بمشاركة المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين. وقال جنبلاط، بعد لقاء الرئيس نبيه بري في عين التينة بعد ظهر امس: مهما كبرت المشاكل ومهما كانت الغيوم سوداء أحياناً، لكن لن نفقد الأمل في الإستمرار بأي مسعى وأي جهد، من أجل وقف الحرب في الجنوب ومن أجل الوصول إلى الإستحقاق الرئاسي.

الراعي: رفض الحرب

وفي موقف جديد من رفض الحرب اعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال ترؤسه قداسا لمناسبة مرور 75 عاما على تأسيس «البعثة البابوية» ليس بالسلاح تحل النزاعات، بل بالمفاوضات. وحسب تعاليم الكنيسة: لا نستطيع قبول الحرب، لانها تدمير وقتل وفقر، ومآسٍ للسكان الآمنين وتهجير كما الحال في غزة وجنوب لبنان، «فلنصلِ من اجل ابعاد شبح الحرب».

الوضع الميداني

ميدانياً، بقي المشهد على حماوته، بعد ليل ساخن، على وقع العدوان الاسرائيلي على عدلون والحرائق التي ترتبت عليه. كما شنت المقاومة الاسلامية هجوما بسرب من المسيرات الانقضاضية على حانيتا، واستهدفت مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بصواريخ الكاتيوشا. واستهدفت مسيَّرة اسرائيلية موجهة أرضاً مفتوحة في بلدة عيترون، وكذلك اصاب صاروخان بلدة حولا الجنوبية. واعلن حزب الله، انه ورداً على اعتداء الجيش الاسرائيلي الذي اصاب الجيش اللبناني في علما، استهدفت المقاومة الاسلامية ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية. كما رد حزب الله على الاعتداءات على القرى، باستهداف موقع السماقة في تلال كفرشوبا. واصيب عسكريان إثنان بقذيفة قرب مركز للجيش اللبناني عند اطراف بلدة علما الشعب.

جعجع يتهم «الممانعة» بتعطيل انتخابات الرئاسة اللبنانية..

الراعي دعا المعنيين إلى الخروج من المواقف «المتحجرة»..

بيروت: «الشرق الأوسط».. أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أنّ لبنان «لا يمكن أن يستمرّ من دون رئيس للجمهوريّة»، بينما اتهم رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع «محور الممانعة»، الذي يضم «حزب الله» وحلفاءه، بتعطيل الانتخابات الرئاسية في لبنان «عن سابق تصوّر وتصميم». ويعاني لبنان من شغور في سدة رئاسة الجمهورية منذ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني السابق ميشال عون في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، ولم تنجح المبادرات الداخلية في إنهاء الشغور، كما لم تتوقف مساعي ممثلي الدول الخمس (الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر) لمحاولة تذليل العقبات التي تحول دون توافق القوى السياسية على التوصل إلى آلية تنهي معضلة الشغور. وكرر الراعي دعوته، في عظة، الأحد، ببلدة عنايا (شمال لبنان)، إلى انتخاب رئيس للجمهورية، مؤكداً أن «لبنان لا يمكن أن يستمرّ من دون رئيس للجمهوريّة، بل يجب على كلّ معنيّ الخروج من حساباته الخاصّة ومن رأيه وموقفه المتحجّر، والالتفاف معاً حول انتخاب الرئيس، رحمة بالوطن وشعبه ومؤسّساته الدستوريّة». وكان الراعي قد شارك في بلدة بشري (شمال لبنان) في عشاء أقامه جعجع الذي أكد رفضه التام للهجوم على البطريرك. وقال: «نود التأكيد أننا نرفض ونشجب أي شكل من أشكال الهجوم الذي تعرضت له، وأنا لن نقبل بما حصل تحت أي ظرف». ووصف جعجع انتخابات رئاسة الجمهورية بأنها «أكبر المهازل» التي يعيشها لبنان، ووجَّه انتقادات حادة لجماعة «الممانعة» لتعطيلهم الجلسات الانتخابية. وأشار إلى أنهم «يريدون الحوار قبل الانتخابات، في حين أننا نريد الانتخابات قبل الحوار، وهذه المسألة برمّتها هي مجرد رأي وليست قاعدة دستورية». ورأى جعجع أن «محور الممانعة مستعدون للكذب في كل شيء. يدّعون أن المسيحيين غير متفقين على مرشح واحد، في حين أنه خلال الجلسة الشهيرة في 14 يونيو (حزيران) 2023 كان المسيحيون متفقين على مرشح واحد هو جهاد أزعور»، مؤكداً أن المسيحيين ما زالوا مستمرين في تقاطعهم على هذا المرشّح. وتابع: «يقولون إن الأمور بحاجة إلى حوار، ولكن هذا ليس صحيحاً. منذ بداية الاستحقاق الرئاسي إلى الآن، حصلت آلاف الحوارات بين الكتل النيابية، وهذه مجرد ذريعة لتغطية تعطيل الانتخابات». وأضاف: «يجب علينا من الآن فصاعداً أن نحدد الفاعلين الحقيقيين لا أن نعمد إلى تجهيل الفاعل؛ لأن عدم التحديد يشجع الفعلة على الاستمرار في فعلتهم. لذلك أقولها جهاراً، إن محور الممانعة، وعن سابق تصوّر وتصميم، يعطل الانتخابات الرئاسية لسببين: الأول هو عدم قدرته على تأمين أغلبية لمرشحه، والثاني هو انتظار مجريات الأحداث في المنطقة لمعرفة كيفية التصرف في الداخل، على أساس أن لبنان يأتي في المرتبة 17 في سلم أولوياتهم، فكل ما يحدث في المنطقة هو الأهم بالنسبة لهم، ولبنان يأتي بعد ذلك». وتطرّق جعجع إلى الوضع الحالي في الجنوب اللبناني، مؤكداً أن الهدف الحقيقي للقتال «ليس دعم غزّة وإنما بقاء (حزب الله) وإيران ضمن المعادلة الإقليمية». وتابع: «المؤسف أن (حزب الله) ارتضى أن يلعب هذا الدور، في الوقت الذي يجب فيه على إيران أن تتولى مسؤولية الحرب مباشرةً إذا ما كانت تريد البقاء ضمن المعادلة الإقليميّة بدلاً من استخدام لبنان وسيلة لتحقيق أهدافها».

بلدات في جنوب لبنان تختبر أقسى أيام الحرب

إخلاء منازل خوفاً من الشظايا... ودوي الانفجارات تردد نحو ساعتين

عدلون جنوب لبنان: «الشرق الأوسط».. أخلى اللبناني محمد (34 عاماً) منزله في بلدة أنصارية بجنوب لبنان، ليل السبت، وتوجّه شرقاً باتجاه أصدقائه في البابلية الجنوبية أيضاً؛ خوفاً من أن يُصاب ولداه بشظية جراء الانفجارات الناتجة عن غارة إسرائيلية استهدفت سهل عدلون، البلدة الساحلية القريبة لبلدته. «لم أستطع الانتظار أكثر من ربع ساعة. كان هاجس سقوط الشظايا يراودنا»، كما يقول، لـ«الشرق الأوسط»، وذلك «على أثر تتالي أصوات الانفجارات، ومشاهدتنا الوميض القادم من بلدة عدلون». ومحمد واحد من عشرات خرجوا من منازل القرى المحيطة ببلدة عدلون، على أثر استهداف الطائرات الإسرائيلية مستودع ذخيرة لـ«حزب الله» في أحد بساتين البلدة الساحلية الواقعة في قضاء الزهراني. سمع السكان انفجارين عنيفين، قبل أن تتوالى أصوات الانفجارات الأخرى، وتتواصل لأكثر من ساعتين، يقوى صوتها ويتراجع، بمعدل 3 انفجارات في الدقيقة الواحدة. وترافق ذلك مع وميض نيران كان يلمع في السماء. هنا، اختبر سكان المنطقة «أقسى أيام الحرب» الدائرة في جنوب لبنان، منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بالنظر إلى طول مدة الانفجارات. وعدلون، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل، وتقع في منطقة وسطى بين مدينتيْ صيدا وصور، مُحاطة بالبساتين المُحاذية للشاطئ البحري، وتعرضت، في وقت سابق، لغارتين؛ أدت الأولى إلى اغتيال عنصر في «حزب الله» كان يقود سيارته على الطريق الرئيسية، في حين أدت الثانية إلى تدمير منزل، ومقتل امرأة مدنية كانت تقيم في منزلها الكائن في حي سكني. جاءت الغارة الأخيرة، ليل السبت، في مكان بعيد عن التجمعات السكنية، كما يقول سكان البلدة، لكن تداعياتها لناحية تكرار الانفجارات وانطلاق صواريخ من الذخائر المخزَّنة فيه، أثارت الهلع.

رعب لا محدود

وعاش سكان المنطقة المحيطة ببلدة عدلون ليلة قاسية اختبروا فيها خوفاً غير محدود. كان سؤال «متى ستنتهي الانفجارات؟» يتكرر. في إحدى مجموعات «واتساب»، تبكي رنا (أم لثلاثة أطفال ومقيمة في عدلون)، وتسأل عما تسمعه. لم يكن أحد يمتلك أدنى فكرة عما يحدث، ولا إجابات عن طبيعة الانفجارات. توجه سكان البلدات المحيطة، مثل أنصارية والصرفند والسكسكية، باتجاه عدلون لمراقبة ما يجري، لكن الجيش اللبناني منعهم من الاقتراب، وأغلق الطريق الساحلي، كما أغلق الأوتوستراد السريع، وعزل المنطقة عن موقع الانفجارات. أما المتطوعون في «الدفاع المدني» من بلدات الصرفند والغسانية والبابلية والخرايب والزرارية، فأُلزموا بالعودة وعدم الاقتراب. ما يجري «كان مهولاً»، كما يقول السكان هنا، ما اضطرهم لاتخاذ إجراءات لتعزيز السلامة العامة. تقول إسراء (20 عاماً)، لـ«الشرق الأوسط»، إن والدها ألزمهم بالبقاء في غرفة من الناحية الشرقية من المنزل؛ تحسباً لسقوط أي شظية على الشرفة التي كانوا يسهرون عليها. قضت العائلة طوال الوقت على مجموعات «واتساب»؛ لمعرفة التفاصيل، على إيقاع دوي الانفجارات القريبة، بينما اختار آخرون أسطح المنازل لمشاهدة الوميض القادم من الغرب.

إسرائيل تتبنى الضربة

وأكد الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه استهدف، منتصف ليل السبت، مستودع ذخائر لـ«حزب الله». وقال، في بيان: «خلال الليلة الماضية، أغارت طائرات حربية على مستودعيْن للأسلحة في منطقة جنوب لبنان، وفي داخلها قذائف صاروخية ووسائل أخرى». وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية قد ذكرت، ليل السبت، أن «غارة على بلدة عدلون استهدفت مستودع ذخائر»، بعدما أشارت سابقاً إلى غارة إسرائيلية على البلدة التي تقع بين مدينتيْ صيدا وصور. وأضافت الوكالة أنه جرى قطع أوتوستراد صيدا صور بالاتجاهين، وتحويل السير إلى الطرق الداخلية. وأفادت الوكالة، الأحد، بارتفاع حصيلة الجرحى من المدنيين إلى ستة، ووصفت إصاباتهم بأنها «متوسطة». وتطايرت شظايا الانفجارات إلى القرى المجاورة للبلدة، حيث سقطت إحداها في بلدة برج رحال، وأخرى في الخرايب، وشظيتان في بلدة أنصارية، وأخرى في اللوبيا. واضطر الجيش اللبناني لقطع الطرقات الرئيسية، وتحويل طريق صور - صيدا باتجاه طرقات فرعية تؤدي إلى القرى المحيطة.

رد «حزب الله»

وأعلن «حزب الله»، الأحد، قصف شمال إسرائيل «بصواريخ كاتيوشا»؛ رداً على قصف عدلون، وأدى إلى إصابة ستة مدنيين بجروح. وقال «الحزب»، في بيان، إنه «رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي، التي طالت المدنيين في بلدة عدلون، وأصابت عدداً منهم بجروح»، استهدف منطقة دفنا في شمال إسرائيل «بصواريخ الكاتيوشا». ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن المجلس الإقليمي لبلدات إسرائيلية في الجليل الأعلى، تأكيدها «تضرُّر مبان في كيبوتس دفنا وكفار سولد»، على أثر سقوط صواريخ أُطلقت من لبنان. واستهدف الجيش الإسرائيلي منزلاً في حولا، مما أدى إلى مقتل شخصين. ولاحقاً، نعى «حزب الله»، الأحد، في ثلاثة بيانات منفصلة، ثلاثة من مقاتليه قال إنهم قُتلوا «على طريق القدس»، دون الإشارة إلى موقع استهدافهم، بينما قالت مصادر ميدانية إن أحدهم قُتل في غارة استهدفت بلدة الشهابية، ليل السبت، بينما قُتل الآخران في استهداف حولا. كذلك أعلن «حزب الله»، في بيانين منفصلين، استهداف موقعين إسرائيليين في تلال كفرشوبا هما موقع الرمثا وموقع السماقة. وكان «حزب الله»، وحليفته الفلسطينية حركة «حماس»، قد أعلنتا، السبت، أنهما أطلقتا وابلاً من الصواريخ على مواقع إسرائيلية؛ رداً على ضربة أدت إلى إصابة مدنيين في جنوب لبنان، ورداً على سقوط ضحايا في غزة. وقال «الحزب» إنه أطلق «عشرات صواريخ الكاتيوشا» على دفنا، وهي منطقة في شمال إسرائيل قال الحزب إنه استهدفها، للمرة الأولى؛ «رداً على الاعتداء على المدنيين». بدورها، أعلنت «كتائب القسام» أنها أطلقت وابلاً من الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه موقع عسكري إسرائيلي في الجليل الأعلى؛ «رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين في قطاع غزة»، كما جاء في البيان.

«الراي» تحدّثت مع معنيين بـ «خطة الطوارئ»..

لبنان يستعدّ لـ «الحرب الشاملة»..«العين بصيرة واليد قصيرة»..

| بيروت - من زيزي اسطفان |.... ... حربٌ واسعةٌ، حربٌ شاملةٌ، حربٌ ذكيةٌ، حربٌ خاطفةٌ، حربٌ محدودةٌ، حربٌ مباغتةٌ، حربٌ ما بعد الحدود. كلها توصيفاتٌ لِما هو أسوأ وأكبر وأشدّ إيلاماً مما يجري اليوم ومنذ نحو عشرة أشهر على مسرح العمليات بين إسرائيل و«حزب الله» على الجبهة اللبنانية. الانتقالُ من الـ «ميني» حرب الحالية على جبهة إسرائيل الشمالية، أي على جبهة لبنان الجنوبية إلى ما هو أدهى، احتمالٌ وأكثر في ظل المدى المفتوح للمواجهاتِ التي لن تُطفأ نارُها ما دام لا وقفَ لإطلاق النار في غزة. ففرضيةُ الأسوأ والأَمَرّ والأَشْمَل لم تَسقط عن الطاولة في ضوء التهديدات الإسرائيلية التي تَنطوي على مأزقٍ قد يكون الخروجُ منه على شكل هروبٍ إلى الأمام، وفي ضوء تَزايُد شعور محور المقاومة بعجْز ساحات المساندة عن كَسْر شوكةِ بنيامين نتنياهو. ولعلّ السؤال المُقْلِق في بيروت هو: ماذا أعدَّ لبنان الرسمي لملاقاة الحرب الواسعة مع تلقّيه تحذيراتٍ شبه يومية من عواصم العالم من خَطَرِ نشوبها؟... أيّ إجراءات تَحَوُّطٍ اتخذتْها الحكومة؟ ماذا عن خطة الطوارئ؟ هل من تدابير في ميادين الصحة والغذاء والمحروقات والمياه والكهرباء والنزوح؟

والواقع أن تفعيل خطة الطوارئ تَطَلَّب أخيراً عقد اجتماع موسع ترأسه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وشارك فيه وزير البيئة ناصر ياسين المكلف تنسيق الخطة وممثلون عن الوزارات المختصة ومنظمات غير حكومية إضافة إلى رئيس اللجنة الوطنية لتنسيق مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية ووحدة إدارة الكوارث في مجلس الوزراء. وناقش الاجتماع كل التحديات المتعلقة بتداعيات أي حرب محتملة وضرورة تأمين استمرارية القطاعات الحيوية الأساسية رغم الإمكانات المالية المحدودة التي تتطلب البحث عن فرص تمويل خارجية.

المستشفيات

وللاطلاع على واقع الحال على الأرض جالت «الراي» على عدد من المعنيين المباشرين بهذه الخطة. والبداية مع نقيب المستشفيات الخاصة المهندس سليمان هارون الذي أكد أن المستشفيات تتعاون بشكل وثيق مع وزارة الصحة وهي جاهزة إلى حد ما لتنفيذ خطة الطوارئ التي تتم محاكاتها والتدرب عليها بشكل دائم. وقال: «صحيح أننا جاهزون بالمبدأ، لكن ماذا لو تعرّضت المستشفيات في لبنان للقصف كما جرى في غزة حيث كانت من أولى القطاعات المستهدَفة؟ كل الاستعدادات حينها لا تعود مفيدة... وفي احتمالٍ كهذا لا يعود بإمكان المستشفيات استيعاب أعداد الضحايا والمصابين. لكن بشكل عام نحن اليوم على جهوزية تامة وقادرون على استيعاب ما يقارب 3 أو 4 مرات عدد مصابي حرب يوليو 2006 ولكن إذا ازداد العدد عن ذلك قد تنهار المستشفيات وتصبح خارج الخدمة وهو احتمال وارد جداً». وأوضح نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة «أن الخطة لحظت تنسيقاً تاماً بين المستشفيات الحكومية والخاصة وأُعدّت غرفة عمليات لذلك لتنسّق قدرة كل مستشفى على الاستيعاب وطُرُق نقْل المصابين وتوزيعهم على المستشفيات والتعامل مع الحالات الخاصة. وحالياً ثمة 7000 سرير في المستشفيات الخاصة إضافة إلى ما هو متوافر في الحكومية منها، وفي حال الحرب ستتوقف المستشفيات بلا شك عن استقبال الحالات الباردة لتوفّر أسرّتها لمصابي الحرب». وأضاف: «لقد أعددنا طواقمنا الطبية والتمريضية، ووزارة الصحة تتأكد من جهوزية المستشفيات في شكل دائم، وكل فرد بات يعرف وظيفته وما المطلوب منه. ووفّرْنا مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية والأوكسجين والمازوت لمدة شهر تقريباً ويصعب علينا توفير مخزون أكبر بسبب أزمة السيولة. وقد نواجه مشكلة تموين طبي إذا طالت الحرب، ولكن بالتواصل مع الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية العالمية يمكن تأمين الأدوية والمستلزمات الطبية. ففي حرب يوليو 2006 كنا على اتصال مع الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية لتأمين ما يلزمنا». مستشفيات لبنان إذاً جاهزة في المبدأ وفي مختلف المناطق رغم كون بعضها يتمتع بجهوزية أكبر من الناحية الهندسية التي تخوّله مواجهة الحرب. أما على صعيد الطواقم التمريضية والأدوية وكيفية استقبال المرضى والمصابين، فالكل قادر على توفير الخدمات الصحية. لكن تبقى ثغرة أساسية تكمن في النقص الذي أحدثتْه هجرة الأطباء في بعض الاختصاصات الطبية الدقيقة التي تشتدّ الحاجة إليها في الحروب مثل طب الطوارئ وجراحة الرأس والشرايين لكن بالتعاون يمكن ملء كل الثغر.

المحروقات

قطاع حيوي آخر تشتدّ الحاجة إليه في الحرب هو المحروقات ولا سيما البنزين والمازوت للأفراد والمستشفيات والأفران والقوى العسكرية على اختلافها، كما للمولدات والاتصالات. مارون شماس رئيس تجمع مستوردي المحروقات في لبنان شرح لـ «الراي» انه «منذ اندلاع(حرب المساندة) في الثامن من أكتوبر هناك تشاور دائم مع رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الطاقة والأجهزة الأمنية بشأن ما يجب اتخاذه من إجراءات لتأمين هذا القطاع». وقال:«وضعْنا عدة احتمالات تحت إشراف الوزير ناصر ياسين المولج بالتنسيق، لكن لا أحد يمكن أن يعرف بالضبط إذا حصلت الحرب مستوى العنف الذي سيَحْكمها أو حجم الضرر الذي ستتسبّب به أو كل انعكاساتها على لبنان. لقد تمت محاكاة سيناريوهات عدة لِما يجب القيام به فالكل مدرك ضرورة وضْع خطة متماسكة تأخذ في الاعتبار إمكاناتنا وتجهيزاتنا. ثمة أمور يمكن تدارُكها الآن ولكن لا أحد قادراً على رصْد ما يمكن أن تؤول إليه الأمور في حال حصول الحرب: هل يُحاصَر البحر؟ هل تُقصف المنشآت أو الكهرباء؟ لقد وضعنا سيناريوات من الأبسط إلى الأسوأ، ومادام بقي البحر مفتوحاً لا خوف. وهناك بواخر تصل أسبوعياً لتأمين مخزون المحروقات وضمان استمرار التواصل بين لبنان والخارج. أما في حال حصول حصار فالحديث يختلف تماماً». وبحسب شماس، فإن مخزون المحروقات بالنسبة للبنزين والمازوت وفق الخطة الموضوعة تم تقسيمه إلى ثلاثة مستويات، الأول وهو المخصص للمستهلكين من أفراد ومؤسسات ومولدات ويمكن أن يدوم لما بين 3 إلى 10 أيام وفق الطاقة التخزينية لكل مستهلك. ويمكن اعتبار المستشفيات ضمن هذه الفئة إلا أنها تملك قدرة مالية وتخزينية أكبر وهي قد تَحَسَّبَتْ لذلك، وكذلك الأمر بالنسبة للأفران ولشركات الاتصالات. أما المستوى الثاني فهو مستودعات التخزين المنتشرة على كل الأراضي اللبنانية، وهذه تتسع لمخزون يمكن أن يدوم من أسبوعين إلى ثلاثة. أما المستوى الثالث فهو على صعيد الدولة أي المخزون الإستراتيجي والأمني الذي تحتاج إليه الدولة للقوى الأمنية ولإداراتها وللاحتياجات الأولية وهو مخزون لا يمكن الإفصاح عنه». وأضاف: «بشكل عام ثمة خطة صمود في حال اندلعت الحرب لا يمكن الكشف عن تفاصيلها، ولكنها تلحظ الأولويات وتضمن بالاتفاق مع الدولة إدارة المخزون بشكل يؤمن الأفران والمستشفيات والاتصالات ويحدّ من التهافت العشوائي سواء على البنزين أو المازوت. لكن تفعيل الخطة لا يمكن أن يتم إلا بقرار حكومي مكتوب يتم اتخاذه والإعلان عنه في حال حصول طارئ ومن دونه قد تسود الفوضى. الخطوات التحضيرية يمكن السير بها وزيادة تفاصيل مستجدة عليها ووضْعها في عهدة مجلس الوزراء، وثمة توصيات رفعْناها لاتخاذ بعض التدابير الحالية لتسهيل تنفيذ خطة الطوارئ في حال اندلاع الحرب، ولكنها بحاجة إلى قرار سياسي، علماً أن التشاور دائم والاجتماعات التقنية مستمرة وتحتاج الى الضوء الأخضر لبدء تنفيذها ولابد من تسريع هذه الإجراءات التقنية التي تُحَضِّر للأسوأ».

خطط الطوارئ

المعنيون المباشرون بخطة الطوارئ على الصعيد الرسمي والحكومي يفضّلون التكتم عليها حتى لا تَنْكشف أمام العدو الإسرائيلي إمكانات لبنان وموجبات صموده. مدير عام وزارة الاقتصاد محمد أبوحيدر اكتفى عبر «الراي» بالقول «إن كل وزارة وضعت خطة خاصة بها فيما كُلف وزير البيئة بإعداد خطة عامة للطوارئ والتنسيق بين الوزارات. وبالنسبة لوزارة الاقتصاد وفي ما يتعلق بالمواد الغذائية الأساسية فإن المخزون متوافر تقريباً حتى ثلاثة أشهر وموزَّع على مخازن عدة في مناطق مختلفة. وحتى بالنسبة للمحروقات ولا سيما المازوت فثمة مستودعات عدة تؤمن تموين المستشفيات والمصانع والأفران ووسائل النقل». وبالنسبة للقمح والطحين وهما المادتان الأساسيتان الأكثر إلحاحاً، تحفّظ مدير عام الحبوب والشمندر السكري عصام أبوجودة عن إعطاء تفاصيل عنهما واكتفى بالقول لـ «الراي» إن «لا خوف في هذا المجال وهناك الكثير من مخزون القمح في لبنان وما دام البحر مفتوحاً يمكن الاستيراد وحالياً ثمة باخرة آتية تحمل 40000 طن من القمح بحيث يمكن تأمين الطحين لفترة غير قليلة».

الهيئة العليا للإغاثة

ويبقى السؤال الأكبر ماذا لو حصلت عمليات نزوح كبيرة هل يمكن للبنان أن يأوي أعداد النازحين كما حصل في حرب يوليو وتأمين احتياجاتهم الأساسية وكيف لحظت خطة الطوارئ هذا الأمر؟ ......

«الراي» سألت رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير عن هذا الموضوع هو الذي رافق حركة النزوح منذ بداياتها في شهر أكتوبر الماضي كما رافق إجراءات الإغاثة والإيواء التي تلت انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس. وقال اللواء خير: «خطة الإيواء موجودة ويمكن تفعيلها خلال 24 ساعة لكن اعتمادات الغذاء والمياه والاحتياجات الأساسية غير متوافرة... وقد تم تحديث الخطة أخيراً لكن لابد من الاعتراف أن أمامها صعوبات». وأشار رئيس الهيئة العليا للإغاثة إلى أنه ليس خائفاً من تطور الأمور، معتبراً في هذا الإطار أن بعض ما يشاع هو مجرد تهويل «والدليل وجود السياح والمغتربين في لبنان وهؤلاء لا شك لديهم مرجعياتهم الحكومية التي ما كانت لتسمح لهم بالمجيء لو كانت الحرب على الأبواب». لا يبدو اللواء خير واثقاً من إمكانات الدولة على تأمين احتياجات النازحين «لأن الإدارات الرسمية وموظفيها باتوا غير قادرين على النزول إلى الأرض ولا يملكون الإمكانات المادية واللوجستية لذلك». وأعطى مثالاً على ذلك حريق شبّ في مطمر للنفايات في عكار «واستمر مشتعلاً لعدة أيام لعدم القدرة على إطفائه أو توجه الآليات نحوه»... وأضاف مثلاً آخَر يتعلق بالمستلزمات الطبية ويتساءل «أين هي أدوية الأمراض المستعصية والسرطان التي تعلن الوزارة عن توافرها؟ هل يستطيع المرضى الحصول عليها؟ الإدارات غير قادرة على القيام بمهامها الأساسية فكيف ينفذون خططاً أشمل؟». وشرح كيف استطاعت الهيئة العليا للإغاثة في غضون يومين تأمين نحو 2000 عائلة من النازحين الذي تركوا قرى الحافة الحدودية وإيجاد مراكز إيواء لهم وتزويدهم بالمستلزمات الضرورية «لكن اليوم وفي حال حصول حرب فالأمور تختلف في ظل غياب الاعتمادات للهيئة». وقال: «أيدينا مكبّلة ولا يمكن أن نعمل إلا ضمن الممكن. لا شك أن الصورة غير وردية وحتى المياه يَصعب علينا تأمينها. وربما تُقصف خزانات المياه أو مستودعات الأدوية فماذا نفعل حينها؟». لكن رغم هذا التشاؤم، أكد اللواء خير «ان لبنان الأهلي والشعبي يتضامن مع بعضه البعض في الأزمات، ويتساعد الناس في ما بينهم وهذا ما تبيّن إثر انفجار مرفأ بيروت». وأضاف: «أطلقْنا حينها (أغسطس 2020) نداءً لكل مَن يودّ تقديم منزل أو مركز أو فندق لإيواء المتضررين لمدة شهر او شهرين وعلى الفور تأمن أكثر من 5000 بيت من كل لبنان مع أرقام هواتف ومستندات لتسهيل عملية الإيواء. وقبل ذلك وفي حرب يوليو 2006 جرى الأمر نفسه. صحيح أن إدارات الدولة عاجزة لكن الشعب اللبناني قادر على التضامن والتكافل في أوقات الشدة، وعلينا ألا نهوّل على الناس وألا نثبط معنوياتهم، فالحروب تُربح بالمعنويات والتهويلُ قد يهزم الدولة».

من عدلون إلى دفنا..تدافُع نوعي على حافة الحرب الأوسع..

| بيروت - «الراي» |..... لم يحجب دخانُ النيران التي اشتعلتْ في ميناء الحديدة بضربةٍ غير مسبوقة امتدّت معها «يد» إسرائيل إلى اليمن، التطورات النوعية الموازية على جبهة جنوب لبنان التي شهدتْ لليوم الثاني على التوالي تدافعاً هو الأكثر خشونة على تخوم معادلاتِ ردعٍ يتبادل «حزب الله» وإسرائيل رسْمها و... كسْرها. وتركّزت التحرياتُ أمس على أبعادِ الاستهداف النوعيّ الذي قامت به إسرائيل ليل السبت وأصابتْ معه مخزن صواريخ وذخائر لـ «حزب الله» في بلدة عدلون الساحلية، في الوقت الذي عاود الحزبُ استهداف مستوطنة دفنا التي كان أدْخَلها في دائرة النار للمرة الأولى يوم الجمعة. وفي حين اعتُبر تكرار ضرب دفنا رداً على استهداف عدلون وإصابة مدنيين فيها بمثابة إشارةٍ إلى أن «حزب الله» اتخذ قرارَ «دفن» المستوطنة وتهجير سكانها، فإن الغارةَ على مستودع الصواريخ بين صيدا وصور جاءت محمَّلة برسائل في الجغرافيا، كما في طبيعة «الهدف» الذي لم يسبق لإسرائيل أن ضربتْ مثلَه منذ 8 أكتوبر، وهو ما تم التعاطي معه على أنه نقْلةٌ في مسار التصعيد المتبادل. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه «خلال الليلة (قبل) الماضية، أغارت طائرات حربية على مستودعيْن للأسلحة في جنوب لبنان وفي داخلهما قذائف صاروخية ووسائل أخرى». وكانت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية ذكرت ليل السبت أن «غارة على بلدة عدلون استهدفت مستودع ذخائر»، بعدما أشارت سابقاً إلى غارة على البلدة التي تقع بين مدينتي صيدا وصور، حيث «تستمرّ انفجارات الصواريخ» و«طالت أكثر من بلدة»، مضيفة أنه تم قطع أوتوستراد صيدا صور بالاتجاهين وتحويل السير إلى الطرق الداخلية. وتطايرتْ شظايا الانفجارات التي استمرّ سماع أصواتها حتى ساعة فجر أمس، إلى القرى المجاورة لعدلون، حيث سقطت إحداها في بلدة برج رحال، فيما تناثرت أخرى بشكلٍ كثيف على المناطق القريبة، لا سيما أنصارية والخرايب.وبحسب «الوكالة الوطنية» فإن حصيلة غارة عدلون بلغت 6 جرحى من المدنيين وُصفت حالتهم بالمتوسطة.في موازاة ذلك، وبعدما شنّت إسرائيل أمس غارة على بلدة حولا أدت الى مقتل عنصرين من «حزب الله»، أحدهما هو أصغر المقاتلين الذي يسقطون منذ 8 أكتوبر (مواليد 2006) - علماً أن الحزب نعى 3 عناصر ولم يُحدَّد مكان سقوط الثالث - ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن جنديين إسرائيليين أصيبا بجروحٍ نتيجة هجوم شنّه «حزب الله» بطائرات مُسيرة باتجاه مستوطنة الزاعورة بالجولان السوري المُحتل، مساء السبت.وتابعت أنَّ حريقاً هائلاً اندلع داخل محمية البانياس الطبيعية في الجولان وذلك جرّاء الشظايا وقطع القذائف الاعتراضية التي تمَّ إطلاقها باتجاه صواريخ «حزب الله» التي طالت المنطقة. ونقلت عن رئيس المجلس الإقليمي للجولان أوري كيلنر انَّ «محمية البانياس احترقت»، مُطالباً بعودة الرّدع والأمن إلى منطقة شمال إسرائيل. كما علّق وزير الداخلية موشيه أربيل على الأحداث في منطقة الشمال. وقال إن «الرد السريع على هجوم اليمن ضد تل أبيب خلال ساعات قليلة هو الأمر الذي يُعتبر مطلوباً، وما حصل يجب أن يُطبّق أيضاً حينما تتعرض مستوطنات المطلة وكريات شمونة وغيرها للهجوم، فالقانون واحد على جميع المستوطنات». وأكد أن «لا مجال لتفضيل تل أبيب على أي مستوطنة أخرى في إسرائيل»....

«حزب الله» يستهدف شمال إسرائيل «بصواريخ كاتيوشا» رداً على قصف «طال مدنيين» ..

الجريدة...أعلن حزب الله الأحد قصف شمال إسرائيل «بصواريخ كاتيوشا» رداً على قصف «طال مدنيين»، فيما قال الجيش الاسرائيلي إنه استهدف منتصف ليل السبت - الأحد مستودعين «للأسلحة» للحزب في جنوب لبنان. ومنذ بدء الحرب في غزة في 7 أكتوبر، يسجل تبادل شبه يومي للقصف عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية بين حزب الله الداعم لحماس وفصائل حليفة له من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى. وقال حزب الله في بيان إنه «رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت المدنيين في بلدة عدلون وأصابت عدداً منهم بجروح»، استهدف منطقة دفنا في شمال إسرائيل «بصواريخ الكاتيوشا». وفي وقت سابق الأحد، أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف منتصف ليل السبت - الأحد مستودعين «للأسلحة» لحزب الله، بعدما نقل الإعلام الرسمي اللبناني تعرض مستودع ذخائر في جنوب لبنان لغارة إسرائيلية. وقال الجيش الاسرائيلي في بيان «خلال الليلة الماضية، أغارت طائرات حربية على مستودعيْن للأسلحة في منطقة جنوب لبنان وفي داخلها قذائف صاروخية ووسائل أخرى». وكانت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية ذكرت ليل السبت أنّ «غارة على بلدة عدلون استهدفت مستودع ذخائر»، بعدما أشارت سابقاً إلى غارة إسرائيلية على البلدة التي تقع بين مدينتي صيدا وصور. وأفادت الوكالة الأحد بارتفاع حصيلة الجرحى من «المدنيين» إلى ستة، ووصفت إصاباتهم بأنها «متوسطة». وإثر الغارة التي استهدفت مستودع الذخائر، تم قطع طريق سريع بين مدينتي صيدا وصور في الجنوب بالاتجاهين وتحويل السير على الطرق الداخلية، وفق الوكالة. إلى ذلك، نعى «حزب الله» في بيانات منفصلة ثلاثة من مقاتليه قال إنهم قتلوا «على طريق القدس»، وهي العبارة التي يستخدمها الحزب في نعي مقاتليه الذين يقضون منذ بدء التصعيد عبر الحدود. والسبت، أعلن حزب الله وحليفته الفلسطينية حركة حماس أنهما أطلقا وابلاً من الصواريخ على مواقع إسرائيلية رداً على ضربة أدت إلى إصابة مدنيين في جنوب لبنان ورداً على سقوط ضحايا في غزة. وأعلن حزب الله أنه أطلق «عشرات صواريخ الكاتيوشا» على دفنا، وهي منطقة في شمال إسرائيل قال الحزب إنه استهدفها للمرة الأولى «رداً على الاعتداء على المدنيين». بدورها، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها أطلقت وابلاً من الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه موقع عسكري إسرائيلي في الجليل الأعلى «رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين في قطاع غزة»...

إسرائيل تقصف مستودع ذخيرة لـ«حزب الله» بجنوب لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط».. أفادت وسائل إعلام رسمية لبنانية أنّ غارة إسرائيلية على بلدة في جنوب البلاد، يوم السبت، استهدفت «مستودع ذخائر» ما أدّى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة. وقالت ثلاثة مصادر أمنية لوكالة «رويترز» إن المستودع تابع لجماعة «حزب الله». وجاءت الغارة على بُعد 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل بعد أن أعلن «حزب الله» وحليفته الفلسطينية «حماس» أنّهما أطلقا وابلاً من الصواريخ على مواقع إسرائيلية. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أنّ «الغارة على بلدة عدلون استهدفت مستودع ذخائر»، بعد أن كانت قد تحدثت سابقاً عن غارة إسرائيلية على البلدة التي تقع بين مدينتي صيدا وصور، حيث «تستمرّ انفجارات الصواريخ» و«طالت أكثر من بلدة (...) ما أدّى لإصابة 3 مواطنين إصابات خفيفة». ويتبادل «حزب الله» القصف بشكل شبه يومي مع القوات الإسرائيلية منذ أدّى الهجوم الذي شنّته حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل إلى اندلاع الحرب في قطاع غزة. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن قطع أوتوستراد صيدا صور بالاتجاهين وتحويل السير إلى الطرقات الداخلية. وتطايرت شظايا الانفجارات إلى القرى المجاورة للبلدة، حيث سقطت إحداها في بلدة برج رحال. وفي وقت سابق السبت، ذكرت الوكالة الوطنية في لبنان أنّ مواطنين سوريين، بينهم أطفال، أصيبوا بعد أن استهدفت «مسيّرة معادية سيارة رباعية الدفع فارغة» بالقرب من خيمتهم، على بُعد أقلّ من أربعة كيلومترات من الحدود. وأسفرت أعمال العنف منذ أكتوبر (تشرين الأول) عن مقتل 515 شخصاً على الأقلّ في لبنان، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية. ومعظم القتلى من المقاتلين، لكن بينهم 104 مدنيين على الأقل. وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل 18 عسكرياً و13 مدنياً، بحسب السلطات الإسرائيلية.

لبنان الرسمي أمام مجلس الأمن: يغطّي المقاومة ويتغطّى بها

الاخبار..غسان سعود ... للوهلة الأولى، هو مجرد خطاب رسمي آخر مملّ، يضاف إلى أطنان الخطابات الرسمية المملّة الخاصة بالمجالس والقمم والاجتماعات. لكنّ مزيداً من التدقيق في خطاب وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب أمام مجلس الأمن الدولي، فجر الجمعة، يكشف عمّا أعدّه لبنان الرسمي - بالتنسيق مع المقاومة؟ - لـ«اليوم التالي» لوقف إطلاق النار في غزة، بعيداً عن التسريبات والغمز واللمز. وإذا كان الشرط الأساسي للملل هو غياب الأفكار الجديدة، فقد تجاوز بو حبيب هذا الفخ الدائم للمنابر بكثير من المواقف الرسمية الواضحة والجديدة، وغلّفها بدهاء سياسي يفحم خصوم المقاومة في الداخل ويفرغ خطابهم بالكامل ليُثبّت أكثر فأكثر أنهم لزوم ما لا يلزم. فبعد بضع ساعات من تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في خطاب العاشر من محرم، أن الجهة الوحيدة التي تفاوض بعد وقف إطلاق النار هي الدولة، و«كل ما يشاع عن اتفاق جاهز للوضع عند الحدود الجنوبية غير صحيح»، كانت «الدولة» تقف على منبر مجلس الأمن الدولي في نيويورك لتكشف بوضوح, ومن دون أي لبس، عن رؤيتها وشروطها التفاوضية كاملة.تنبغي الإشارة هنا إلى أن بو حبيب، المارونيّ الطائفة والكتائبيّ الجذور والأميركي الجنسية، الذي عيّنه الرئيس أمين الجميل سفيراً في واشنطن والرئيس ميشال عون وزيراً للخارجية، هو من أقدم أصدقاء حزب الله في الوسط السياسي المسيحي. وهو نظّم بعد تعيينه وزيراً للخارجية علاقته مع الحزب وفق مبدأ «التمايز من دون طعن أو خيانة لأكون وزير خارجية كل لبنان بكل ما يمثله الحزب من وزن ضمناً». فيما تؤكد المراجع المعنية في الحزب تفهّمها لتمايزات الخارجية حين تدين انتهاكات كوريا الشمالية لقرارات مجلس الأمن أو الغزو الروسي لأوكرانيا، طالما لم تتطور هذه «التمايزات»، في ما يتعلق بالصراع مع إسرائيل، إلى «مآخذ» أو «ملاحظات». والعلاقة مع بو حبيب تشبه العلاقة التي توصف بـ«الجيدة جداً» مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، علماً أن علاقة وزير الخارجية جيدة جداً، أيضاً، مع كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل، فيما تتغير صعوداً وهبوطاً مع كل من ميقاتي والسفارات الأساسية وفق احترامهم لموقعه وعدم القفز فوقه.

ومن التدقيق في هوية «الخطيب» إلى التدقيق في مضمون الخطاب، تبرز ست نقاط:

1 - حمّل بو حبيب «عجز المجتمع الدولي عن تطبيق قرارات الأمم المتحدة الهادفة إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والرهائن وإدخال المساعدات (...)» المسؤولية عن «اتساع رقعة الصراع وتدهور الأحوال وتضخّم كرة النار». وهو، هنا، يقول للأقربين قبل الأبعدين إن عدم تنفيذ الإسرائيلي للقرارات الدولية وعدم قدرة المجتمع الدولي على إلزامه بالتنفيذ هما أساس المشكلة، ولا يمكن بالتالي الاستمرار في ترداد معزوفة القرارات الدوليّة والمجتمع الدوليّ بعد إثبات عجزهما. والأهم، في الصميم السياسيّ، هو ربط بو حبيب اتساع الصراع بعدم وقف إطلاق النار في غزة، حيث تصبح وحدة الساحات في مقدّمة الخطاب ونهايته تحصيلَ حاصلٍ، تجاوز الزمن البحث فيه.

2 - في ردّه على ما وصل إلى لبنان من تهديدات بحرقه وتدميره وإعادته إلى العصر الحجري، لم يقف وزير خارجية لبنان باكياً أو دامعاً، بل حذّر الإسرائيلي، من على منبر مجلس الأمن، من «سوء التقدير»، لأن «هذه الحرب، إن وقعت، ستزلزل الشرق الأوسط برمّته، وستكون عابرة للجغرافيا، وستؤدي إلى أزمة نزوح جديدة لن تسلم أوروبا منها، ليس فقط من لبنان وإسرائيل، بل أيضاً من الدول المجاورة هرباً من الصواريخ، والمُسيّرات، والطيران الحربي». وهو، هنا، وازن بين تهديده المباشر للإسرائيليين متكئاً على قوة المقاومة، وتهديده لمن يستسهل نقل التهديدات بما سيحمله البحر إليهم في حالة الحرب.

أفرغ بو حبيب خطاب خصوم المقاومة في الداخل والخارج من كل مكوّناته

3 - في جلسة علنية لمجلس الأمن، كشف بو حبيب عن طرح «الدولة» في 23 كانون الثاني الماضي، تزامناً مع بدء جولات المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين التفاوضية، إطاراً متكاملاً لـ«إرساء هدوء مستدام على حدود لبنان الجنوبية»، يتضمّن خمس نقاط، أبرزها استكمال الاتفاق على النقاط الـ 13 الحدودية المتنازع عليها، بعد الموافقة المبدئية على إظهار الحدود في سبع منها تحت إشراف قوات اليونيفل التابعة للأمم المتحدة، ليتبع ذلك انسحاب إسرائيل إلى الحدود المعترف بها دولياً، انطلاقاً من النقطة B1 في منطقة رأس الناقورة الواقعة ضمن الحدود اللبنانية، وصولاً إلى خراج بلدة الماري التي تشكل في جزء منها الامتداد العمراني لقرية الغجر، إضافة إلى انسحاب إسرائيل الكامل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

4 - كرّر وزير الخارجية اللبناني الدعوة إلى «تطبيق كامل وغير منقوص لقرار مجلس الأمن 1701»، وفقاً لما ورد في «الإطار المتكامل» أيضاً. وهو يقول هنا على المستوى الخارجي لمن يعنيه الموضوع، إن لبنان هو من يطالب بتطبيق هذا القرار الذي خرقته إسرائيل 35 ألف مرة منذ عام 2006. أما على المستوى الداخلي، فيقول لمن جعلوا هذا القرار شغلهم الشاغل منذ السابع من تشرين الأول الماضي، إن لبنان الرسمي، وحكومة ميقاتي التي تحظى بدعم كبير من حزب الله وحركة أمل، ووزير الخارجية الذي تجمعه علاقة جيدة بكل من الحزب والحركة، هم من يطالبون ومن منبر مجلس الأمن بالتطبيق الكامل وغير المنقوص للقرار. وقد ذكر بو حبيب من منبر مجلس الأمن أن الاعتداءات الإسرائيلية تتجاوز البر والبحر والجو إلى الهجومات السيبرانية أيضاً التي تهدد السلامة العامة.

5 - استكمالاً لإفراغ خطاب خصوم المقاومة في الداخل والخارج من كل مكوّناته، أكد وزير الخارجية في حكومة ميقاتي على «تمسك لبنان أكثر فأكثر بالشرعية الدولية واحتمائه بقراراتها»، داعياً الأمم المتحدة والدول الصديقة للحكومة اللبنانية إلى تعزيز انتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، وتوفير ما يحتاج إليه من عتاد ومساعدته لزيادة عديده، بحيث لا يكون سلاح من دون موافقة حكومة لبنان.

6 - بعد مطالبته بوقف الحرب في غزة، حدّد بو حبيب سبب «التهاب الجبهة واشتعالها عند حدود لبنان الجنوبية»، بأنه «بسبب الوضع والحرب الدائرة في غزة». وهو لم يأخذ، هنا، موقفاً من وحدة الساحات، لكنه حدّد المشكلة: الحرب في غزة. وأكد أن «السلام لن يأتي قبل قيام الدولة الفلسطينية الموعودة (...)». وختم بأن «الكيل بمكيالين واعتماد المعايير المزدوجة في تطبيق القوانين والقرارات الدولية يشكلان تحدياً وجودياً لنظامنا العالمي وأسسه ومرتكزاته»، مؤكداً أن «رحلة الألف ميل تبدأ بإلزام إسرائيل بتطبيق القرارات الأربعة الأخيرة الصادرة عن الأمم المتحدة حول الحرب في غزة».

بالتالي، موقف «الدولة» التي فوّضها الأمين العام لحزب الله التفاوض فور وقف إطلاق النار في غزة، و«الإطار المتكامل» للحل الذي قدّمته الحكومة اللبنانية في كانون الثاني الماضي ينهيان الالتباس: لبنان هو من يطالب بتنفيذ كامل وغير منقوص للقرار 1701 فيما إسرائيل ترفض وتصر على مواصلة الخروقات البحرية والبرية والسيبرانية وخصوصاً الجوية، ولبنان هو من يطالب بدعمه لنشر الجيش في الجنوب وتمكينه فيما يحظى سلاح المقاومة التي تنسق مع الجيش بغطاء الحكومة، ولبنان من يريد، اليوم قبل الغد، حلاً للنقاط الـ 13 الحدودية العالقة.

مستوطنات جديدة في دائرة النار: العدو أمام معضلة الردع والردّ

الاخبار..تقرير علي حيدر ... دخلت جبهة لبنان مرحلة جديدة في المواجهة على وقع المتغيّرات السياسية والميدانية، من أبرز معالمها توسيع حزب الله نطاق ردوده على استهداف المدنيين، بضمّ مستوطنات جديدة إلى دائرة النار في مسار عملياتي مفتوح على سقوف متعددة. تبلورت هذه المرحلة بفعل السياسة العدوانية التي تؤدي إلى سقوط إصابات في صفوف المدنيين، وهي تشكّل تتويجاً لفشل العدو في فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة، وفي تحقيق مطالبه بتجريد لبنان والمقاومة من أحد عناصر قوة الردع والدفاع، والمتمثّل بالوجود المادي والعسكري للمقاومة جنوب الليطاني.وفي الوقت نفسه، دفعت التطورات في غزة نحو محطة مفصلية تكثّفت فيها المساعي والضغوط للاتفاق أو تكريس فشل المساعي بما يؤدي عملياً إلى الانتقال الرسمي إلى المرحلة الثالثة من العدوان على قطاع غزة، بما يعني استمرار العدوان بتكتيكات ووتيرة مغايرة. في ضوء هذين المسارين (لبنان وغزة)، قرّر قادة العدو نقل مركز الثقل السياسي والميداني باتجاه الحدود اللبنانية، بهدف الفصل بين الجبهات كجزء من خطة الاستفراد بالقطاع في المرحلة المقبلة من دون ضغوط من الجبهات الأخرى، وتمهيداً للانتقال إلى مرحلة جديدة من الضغوط الميدانية لفرض وقائع جديدة تهدف إلى إخراج حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني!

في مواجهة هذا المسار التصاعدي شهد الميدان تطورين رئيسيين، يشكل كل منهما متغيّراً تأسيسياً لمرحلة جديدة من المواجهة والقواعد التي تحكمها. فقد نجح اليمن في استهداف تل أبيب عبر مُسيّرة «يافا» التي مثَّلت بداية المرحلة الخامسة من إسناد اليمن لغزة ومقاومتها، وإسقاطاً لخط الدفاع الأخير لصورة الملجأ الآمن للمستوطنين، فضلاً عن الأبعاد ذات الصلة بالأمن القومي الإسرائيلي. بالموازاة، أعلن حزب الله معادلة توسيع نطاق الاستهداف للمستوطنات رداً على استهداف المدنيين. وبذلك أصبح العدو أمام مسار عملياتي تصاعدي في مقابل استمرار اعتداءاته. وهو تطور تراكمي مفتوح على سيناريوهات متعددة. وتساهم هذه المعادلة في تعميق مأزق العدو ومفاقمة الضغوط، إذ بدلاً من حل أزمة المستوطنين الذين يطالبون بالعودة الآمنة، يزداد عدد المستوطنات المستهدفة، ما يعني تهجير مزيد من المستوطنين. وما يُميِّز الرد العملياتي لحزب الله، عبر توسيع نطاق المستوطنات المستهدفة، أنه مفتوح على سقوف متعددة. الأول يتصل بطبيعة هذه المستوطنات وحجمها وموقعها في منظومة الاستيطان وعمقها الجغرافي، إضافة إلى وتيرة وشدة الاستهداف والوسائل المستخدمة في هذا المجال. ومن الواضح أن هذه السقوف ستكون مرتبطة بطبيعة اعتداءات العدو والتطورات التي تشهدها المواجهة القائمة في أكثر من ساحة. وستكون هذه العناوين حاضرة في رسائلها ومفاعيلها على طاولة القرار السياسي والأمني، سواء لدى استشراف مستقبل التطورات أو مفاعيل الخيارات التي قد ينتهجها.

نجحت جبهات الإسناد في تضييق الخيارات أمام العدو ورفع منسوب المخاطر في كل منها

من أهم ما تكشفه تطورات الميدان على جبهة لبنان أنها مثَّلت مساراً تصاعدياً كلما طال أمد الاعتداء في غزة ولبنان، وبذلك يجد العدو نفسه أمام وقائع صلبة فرضتها المقاومة، وقواعد مفتوحة على تصعيد الضغوط، تفرض عليه التعامل بجدية تامة مع المواقف الأخيرة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وتأكيده أن جبهة لبنان لن تُغلق ما دام العدوان مستمراً على قطاع غزة «بأشكاله المختلفة»، في إشارة إلى ما يُطلق عليه العدو المرحلة الثالثة في غزة، وهي مرحلة مفتوحة زمنياً وتُطلق يد العدو في شن اعتداءات يختار توقيتها وأسلوبها وأهدافها وحجمها. المفهوم نفسه ينسحب أيضاً على ما أعلنه السيد نصرالله بأن مستقبل الوضع في الجنوب سيكون مرتبطاً بنتائج المعركة، إذ يشكل مُحدِّداً حاسماً على طاولة القرار السياسي والأمني في تل أبيب، في استشراف خيارات حزب الله في مواجهة المحاولات الإسرائيلية لفرض وقائع جديدة في جنوب الليطاني. في الخلاصة، تشهد جبهتا لبنان واليمن سقوفاً جديدة تشكّل مدخلاً إلى مرحلة جديدة مفتوحة على آفاق متعددة. فقد أطلقت مُسيّرة «يافا» ديناميات جديدة من الواضح أنها ستُساهم في تعميق مأزق العدو وتُقوّض ما تبقّى من مناطق يُفترض أنها لا تزال آمنة، وسيفرض ذلك على كيان العدو واقعاً جديداً أكثر خطورة حتى الآن. وسيضع التصعيد المتدرّج في ردود حزب الله على سقوط مدنيين قيادة العدو أمام معادلة واضحة: استمرار الاعتداءات التي تستهدف أو تؤدي إلى إصابة مدنيين، سيؤدي إلى ضم مزيد من المستوطنات إلى نطاق الاستهداف. هكذا يجد العدو نفسه أمام الجبهتين في معضلة، كلما حاول أن يجترح بديلاً يُخرجه منها، بعدما نجحت جبهات الإسناد في تضييق الخيارات أمام العدو ورفع منسوب المخاطر في كل منها، ووضعه أمام معضلة الردع والردّ. فإن ارتدع هُزم، وإن ردّ تتصاعد الردود المضادة، وتُعيده إلى الدائرة نفسها.

هجمات جوبة ونعي ثلاثة شهداء

الأخبار .. واصل حزب الله أمس عملياته على الجبهة الجنوبية «إسناداً لغزة» و«دفاعاً عن لبنان»، فاستهدف أمس موقعَي الرمثا والسماقة في تلال ‏كفرشوبا. ورداً على ‏اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طاولت المدنيين في بلدة عدلون، استهدف الحزب مستعمرة دفنا بصواريخ الكاتيوشا.‏ كما ردّ على الاعتداءات على بلدتي عدلون وحولا باستهداف مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بصواريخ الكاتيوشا، وبشن هجوم جوي بسرب من المُسيّرات الانقضاضية، استهدفت المقر المستحدث لقوات العدو ‌‏في مستعمرة حانيتا، وأصابت نقطة تجمع الجنود فيه بشكل مباشر، موقعة فيهم إصابات مؤكدة بين ‌‏قتيل جريح. ولاحقاً، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال انفجار 4 طائرات مُسيّرة في منطقة حانيتا ويعرا بالجليل الغربي واندلاع حرائق في المنطقة.واستهدف حزب الله ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية، رداً على ‌‌‏اعتداء ‌‏العدو الإسرائيلي الذي طاول الجيش اللبناني في علما الشعب. وكانت قيادة الجيش - مديرية التوجيه أعلنت في بيان، أنه في إطار الاعتداءات المتكررة على لبنان من جانب العدو الإسرائيلي أُصيب برج مراقبة للجيش في خراج بلدة علما الشعب، ما أدّى إلى إصابة عسكريَّين بجروح متوسطة. إلى ذلك، نعى حزب الله أمس، الشهداء أحمد علي موسى وياسين حسين حسين من بلدة حولا، ومصطفى حسن فواز من بلدة دبعال في جنوب لبنان.



السابق

أخبار وتقارير..القبض على 3 قراصنة في إسبانيا بسبب هجمات إلكترونية..رحلة التعافي من العطل التقني العالمي قد تمتد إلى أسابيع..هاريس تقود جمع تبرعات وسط دعوات لبايدن بالانسحاب من سباق الرئاسة الأميركية..«نظرية بايدن»..بيلوسي «المُحرّض» وأوباما «سيد الدمى»..بنغلادش: نشر الجيش ورصاص الشرطة وحظر التجول..لا توقف تمرّد الطلبة على حسينة..اليابان توسّع جرفها القاري بحثاً عن المعادن النادرة..سنغافورة تحجب 95 حساباً تروّج لخضوعها للصين..بعد الهجمات على محطات الطاقة..الأمم المتحدة تتوقع شتاء قاسياً في أوكرانيا..جنوب القوقاز بين براغماتية بوتين والدور الأميركي المتعاظم..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..احتدام القتال في جنوب غزة وقصف إسرائيلي على وسط القطاع..الجيش الإسرائيلي يرسل لليهود الحريديم إخطارات استدعاء للتجنيد..نتنياهو: إرسال وفد لإجراء محادثات حول اتفاق الرهائن..الخميس..القناة 14: المستوى العسكري حصل على تأكيدات بسقوط الضيف..غالانت يسمح باستخدام الطائرات الحربية في الضفة..ارتفاع عدد الشهداء الصحافيين إلى 162..8 نواب من «الليكود» يهددون نتنياهو بالتمرد عليه وإجهاض أي «صفقة»..الجيش الإسرائيلي يبدأ بتطعيم جنوده في غزة ضد شلل الأطفال..

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat...

 الجمعة 13 أيلول 2024 - 11:00 ص

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat... An Islamic State branch has a… تتمة »

عدد الزيارات: 170,668,635

عدد الزوار: 7,611,431

المتواجدون الآن: 0