أخبار لبنان..ترجيحات إسرائيلية بهجوم من حزب الله خلال 24 ساعة..مستشارُ خامنئي يقول إن الظروف تهيأت لعقابِ إسرائيل..تهديد «حزب الله» الذي لم تتوقعه إسرائيل: قوة المسيّرات المتنامية..إسرائيل تواصل ترهيب سكان بيروت..لبنان يقدّم رؤية للسلم ويستعد للحرب..«حزب الله» لا يثق بالمساعي الأميركية ويتلقى تحذيراً من غارات إسرائيلية لا تتوقف..سكاكين إسرائيل في «خميس المفاوضات» تزيد من التهيّب في لبنان..«طوارئ لبنان» فتْح مراكز إيواء...والمخزون الغذائي لـ 3 أشهر فقط..المنطقة مهددة بموجة «ردود متقابلة» تعمّم الاستنزاف وإطالة أمد التوتر..

تاريخ الإضافة الأحد 11 آب 2024 - 4:34 ص    عدد الزيارات 221    التعليقات 0    القسم محلية

        


ترجيحات إسرائيلية بهجوم من حزب الله خلال 24 ساعة...

مستشارُ خامنئي يقول إن الظروف تهيأت لعقابِ إسرائيل

العربية.نت – وكالات.. قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن التقديرات في إسرائيل تُرجح أن ينفذ حزبُ الله هجومَه للرد على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر خلال الساعات الـ24 القادمة. وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين أن الترجيحات تشير إلى أن حزب الله سيهاجم إسرائيل قبل الهجوم الإيراني. إلى ذلك نشر علي شمخاني مستشار المرشد الإيراني للشؤون السياسية تدوينة بالعبرية أكد فيها أن الظروف باتت مهيأة لإنزال أشد العقاب بإسرائيل وقال إن الإجراءات القانونية والدبلوماسية والإعلامية تهيأت لاتخاذ هذه الخطوة. وشنّت إيران في أبريل الماضي هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل، ردا على ضربة استهدفت مجمع السفارة الإيرانية في دمشق. وتوعدت إيران بمعاقبة إسرائيل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، رغم أن تل أبيب لم تعلن أو تنف ضلوعها في العملية التي أثارت مخاوف من احتمال تحول الحرب بين إسرائيل والحركة في غزة إلى صراع إقليمي أوسع بالشرق الأوسط. وزادت تلك المخاوف بمقتل القائد العسكري بجماعة حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت قبل ساعات من اغتيال هنية. ,أعلن حزب الله، السبت، أنه شنّ هجوما "بأسراب من المسيّرات" على قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل، ردا على اغتيال إسرائيل الجمعة مسؤولا في حركة حماس بغارة في مدينة صيدا بجنوب لبنان. وأورد الحزب في بيان أنه "ردا على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في مدينة صيدا"، تم السبت شن هجوم جوي "بأسراب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة محفاة ألون" جنوب غرب مدينة صفد. ولفت الإعلام الحربي التابع للحزب إلى أنها "المرة الأولى" يتم فيها استهداف هذه القاعدة، منذ بدء تبادل القصف عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل في الثامن من أكتوبر، غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس. ومنذ 8 أكتوبرالماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي، قصفاً يومياً عبر الخط الأزرق الفاصل، أسفر عن سقوط المئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

تهديد «حزب الله» الذي لم تتوقعه إسرائيل: قوة المسيّرات المتنامية

تل أبيب - بيروت: «الشرق الأوسط».. في منتصف شهر مايو (أيار)، شنت جماعة «حزب الله» اللبنانية المسلحة واحدة من أعمق ضرباتها على إسرائيل، باستخدام طائرة دون طيار (درون) متفجرة سجلت ضربة مباشرة على أحد أهم أنظمة مراقبة سلاح الجو الإسرائيلي، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس». وقد أعطت هذه الهجمات الناجحة بالمسيّرات الجماعة المدعومة من إيران خياراً آخر للانتقام المتوقع ضد إسرائيل بسبب غارتها الجوية في بيروت، الشهر الماضي، والتي قتلت القائد العسكري الأعلى لـ«حزب الله» فؤاد شكر. وقال فابيان هينز، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، عن قدرة «حزب الله» على استخدام الطائرات دون طيار: «إنه تهديد يجب أن يؤخذ على محمل الجد». في حين بنت إسرائيل أنظمة دفاع جوي، بما في ذلك القبة الحديدية ومقلاع داود للحماية من ترسانة «حزب الله» من الصواريخ والقذائف، كان هناك تركيز أقل على تهديد المسيّرات. وأوضح هينز: «نتيجة لذلك، كان هناك جهد أقل لبناء قدرات دفاعية ضد الطائرات دون طيار». ويُمكن تشغيل الطائرات دون طيار عن بُعد، ويمكنها دخول أراضي العدو ومراقبتها ومهاجمتها بشكل أكثر سرية من الصواريخ والقذائف. وأعلن «حزب الله» نجاح هجومه بطائرة دون طيار في مايو، والذي استهدف منطاداً يستخدم جزءاً من نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي في قاعدة تبعد نحو 35 كيلومتراً (22 ميلاً) عن الحدود اللبنانية. أصدر المسلحون لقطات تظهر ما قالوا إنه طائرة دون طيار متفجرة من طراز «أبابيل» تحلق باتجاه منطاد «سكاي ديو»، ثم أصدروا لاحقاً صوراً للمنطاد الذي أُسقط. أكد الجيش الإسرائيلي أن «حزب الله» حقق إصابة مباشرة. قال تقرير صادر عن معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث مستقل تابع لجامعة تل أبيب: «يعكس هذا الهجوم تحسناً في الدقة والقدرة على التهرب من الدفاعات الجوية الإسرائيلية». منذ بدء تبادل إطلاق النار شبه اليومي على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية في أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، استخدم «حزب الله» الطائرات دون طيار بشكل أكبر لتجاوز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وضرب مواقع عسكرية على طول الحدود، وكذلك في عمق إسرائيل. وأوضح مسؤول أمني إسرائيلي أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية ليست قابلة للاختراق كلياً، في حين اعترضت إسرائيل مئات الطائرات دون طيار من لبنان خلال الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس». والطائرات دون طيار أصغر وأبطأ من الصواريخ والقذائف، وبالتالي يصعب إيقافها. وأفاد المسؤول، الذي لم يُصرح له بالتحدث علناً بما يتماشى مع القيود الأمنية الإسرائيلية، بأن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية اضطرت إلى التعامل مع المزيد من الطائرات دون طيار خلال هذه الحرب أكثر من أي وقت مضى، وردت إسرائيل بمهاجمة نقاط الإطلاق. ويوم الثلاثاء، أدى هجوم بطائرة دون طيار لـ«حزب الله» على قاعدة للجيش الإسرائيلي بالقرب من مدينة نهاريا الشمالية إلى إصابة ستة أشخاص. وكانت إحدى أكثر هجمات الطائرات دون طيار دموية للجماعة في أبريل (نيسان)، مما أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 13 آخرين، بالإضافة إلى أربعة مدنيين في بلدة عرب العرامشة شمال إسرائيل. كما أرسل «حزب الله» طائرات استطلاع دون طيار صورت منشآت حيوية في شمال إسرائيل، بما في ذلك في حيفا وضواحيها وقاعدة رامات ديفيد الجوية، جنوب شرقي المدينة الساحلية. في حين تفاخر زعيم «حزب الله» حسن نصرالله بأن الجماعة المسلحة قادرة الآن على تصنيع طائراتها دون طيار الخاصة، فإن هجماتها اعتمدت بشكل أساسي على طائرات «أبابيل» و«شاهد» الإيرانية الصنع. وتظهر قدرات «حزب الله» المتزايدة على الرغم من قيام إسرائيل بقتل بعض أهم خبراء المسيّرات لديه. وكان أبرزهم شكر، الذي قالت إسرائيل إنه مسؤول عن معظم أسلحة الحزب الأكثر تقدماً، بما في ذلك الصواريخ العادية، والصواريخ بعيدة المدى، والطائرات دون طيار. في عام 2013، قُتل أحد كبار أعضاء «حزب الله»، حسن لقيس، والذي يُعدّ أحد العقول المدبرة التي تقف خلف الطائرات دون طيار، بالرصاص جنوب بيروت، وألقت الجماعة باللوم على إسرائيل. أدت الضربات الأحدث في سوريا المنسوبة إلى إسرائيل إلى مقتل خبراء في الطائرات دون طيار، من «حزب الله» وإيران. والجدير بالذكر أنه في أيامه الأولى، استخدم «حزب الله» تكتيكات أكثر بدائية، بما في ذلك الطائرات الشراعية، للهجوم خلف خطوط العدو.

إسرائيل تواصل ترهيب سكان بيروت

طائراتها خرقت «جدار الصوت» فوق القصر الرئاسي المهجور

بيروت: «الشرق الأوسط».. جددت الطائرات الإسرائيلية ترهيبها للبنانيين عبر خرق «جدار الصوت» فوق العاصمة بيروت مرتين، مساء أمس، وفوق معظم المناطق، مما أثار مخاوف السكان، فيما أدى الدوي القوي إلى تحطم نوافذ زجاجية في الضاحية الجنوبية. وحلّقت الطائرات الإسرائيلية فوق القصر الرئاسي المهجور في بعبدا شرق بيروت، حيث شوهدت بالعين المجردة تطير على ارتفاع متوسط، علماً أن القصر الجمهوري شاغر منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، من دون انتخاب خلف له. وضاعفت إسرائيل تنفيذ الغارات الوهمية فوق بيروت، بالتزامن مع استعدادات «حزب الله» للرد على اغتيال قائده فؤاد شكر في الضاحية. وقال نواب الحزب إنه سيرد بمعزل عن مفاوضات تبادل الأسرى في قطاع غزة. وقال النائب علي فياض: «إن المقاومة سترد على تجاوز العدو للخطوط الحمر في اغتياله شكر في قلب الضاحية الجنوبية مهما تكن الاحتمالات والتداعيات».

لبنان يقدّم رؤية للسلم ويستعد للحرب

«حزب الله» لا يثق بالمساعي الأميركية ويتلقى تحذيراً من غارات إسرائيلية لا تتوقف

الجريدة....منير الربيع ....تسير الحكومة اللبنانية على إيقاعين؛ إيقاع المسار الدبلوماسي لإرساء استقرار قصير متوسط وطويل المدى في الجنوب، وإيقاع الاستعداد لاتساع رقعة الحرب ومواجهة كثافة نارية قد تطول مناطق عديدة خارج القرى الجنوبية المتقدمة. لا أحد يمتلك كلمة السرّ حول ما ستحمله الأيام المقبلة، يتناهى إلى مسامع المسؤولين اللبنانيين أجواء متناقضة، بعضها يشير إلى جدية المقترحات الدولية لإرساء وقف إطلاق النار في غزة، ونجاح المساعي الدبلوماسية وانسحابها على الجبهة اللبنانية. وبعضها الآخر يشير إلى العكس ويفرض الجاهزية الكاملة لاحتمالات التصعيد، وهو ما يظهر من بيانات السفارات التي تدعو رعاياها إلى مغادرة لبنان سريعاً، وسط تشاؤم دولي في إمكانية إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف الحرب على غزة. وعلى الرغم من تحديد موعد لجولة تفاوضية جديدة، فإن الإسرائيليين يصرّون على التصعيد، من خلال المجزرة التي ارتكبت في مدرسة التابعين بمدينة غزة، أو من خلال توسيع نطاق الاستهدافات التي طالت مدينة صيدا عاصمة الجنوب، واغتيال أحد مسؤولي حركة حماس الأمنيين والعسكريين في لبنان؛ المدعو سامر الحاج. علماً بأن الحاج هو الذي كان مستهدفاً قبل أشهر في منطقة وادي الزينة عندما استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة على الطريق في تلك المنطقة، لكنه نجا. وكل المؤشرات التي يعمل وفقها نتنياهو لا تشير إلى استعداده للقبول بوقف الحرب. هذه الوقائع تدفع حزب الله، ومن خلفه إيران، إلى اعتبار أن المساعي الأميركية في إعادة إحياء المفاوضات هدفها امتصاص الردّ الإيراني والتخفيف منه، ولا يبدو الحزب واثقاً بالطروحات الأميركية، لذلك لا يزال مصراً على تنفيذ الردّ، ولكن من دون القدرة على تحديد الموعد والهدف. ولا تزال الاتصالات الإيرانية - الأميركية المباشرة وغير المباشرة مستمرة في سبيل احتواء التصعيد، وعدم إعطاء نتنياهو فرصة لتوسيع نطاق الحرب، وهو الذي يسعى إلى توسيعها واستدراج الأميركيين والإيرانيين إليها. كذلك تصل إلى حزب الله رسائل من حزب الله تنصحه بعدم التصعيد في ردّه على استهداف الضاحية واغتيال القيادي العسكري فؤاد شكر. وبعض الرسائل التي ينقلها الأميركيون بشكل غير مباشر أنه في حال استهدف الحزب مواقع حساسة وحقق إصابات بشرية في صفوف العسكريين أو المدنيين، فإن إسرائيل ستلجأ إلى تصعيد عسكري كبير قد يكون بشنّ غارات جوية متلاحقة ومكثفة لساعات متوالية ضد مواقع عسكرية عديدة للحزب. هذه الأجواء هي التي تدفع الدولة اللبنانية إلى تفعيل عمل لجنة الطوارئ، وتحضير المستشفيات وتأمين المواد الغذائية والطبية، والبحث في مناطق يمكن نقل المواطنين إليها بعيداً عن مناطق الاشتباك أو المناطق المستهدفة. وفي المقابل، فإن عدم رغبة لبنان وحزب الله في توسيع الصراع، هو الذي منح الحكومة اللبنانية فرصة لتقديم ورقتها وتوزيعها على البعثات الدبلوماسية حول رؤيتها لوقف الحرب ومنع التصعيد، وتحمل الورقة ثلاث مراحل، مدخلها الأساسي وقف الحرب في غزة، وترتكز على عمل قوات الطوارئ الدولية وتعزيز دور الجيش اللبناني للإمساك بالواقع على الأرض في الجنوب. وهذا يحتاج إلى قرار سياسي دولي كبير يوفر مظلة لوقف النار ويوفر الإمكانات للتطبيق، مع بعض المعطيات التي تفيد بأن حزب الله سيكون مستعداً لسحب أسلحته الثقيلة من جنوب نهر الليطاني وتطبيق القرار 1701. ومن دون ذلك، فإن المواجهات ستبقى مستمرة، خصوصاً في ظل إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب في غزة وجنوب لبنان، ما يبقي احتمالات التصعيد والتوسيع قائمة في حال عدم نجاح الوسطاء بفرض وقف لإطلاق النار، وهو ما سيحتم على حزب الله تنفيذ الردّ على استهداف الضاحية، مما قد يدفع بالتطورات نحو ردّ إسرائيلي مضاد يُدخل البلاد في جولة قتالية عنيفة تستمر أياما.

سكاكين إسرائيل في «خميس المفاوضات» تزيد من التهيّب في لبنان

إصبع «حزب الله» بات على الزناد للردّ وقرار الحرب الواسعة بيد نتنياهو

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- لبنان الرسمي «يعمم» التزامه بالقرار 1701 والدعوة لتطبيقه المتكافئ كمرتكز للاستقرار في الجنوب

- هل أجهضتْ مجزرة المدرسة في غزة محادثات الهدنة ومحاولات شقّ طريق آمن لردّ منضبط على اغتيال هنية وشكر؟

بدا لبنان والمنطقة في الساعات الأخيرة معلَّقيْن «على حبالِ» خميس محادثات وقف النار في غزة، باعتبارِ أن هذه المحطة إما تَسْحبُ فتيلَ تَدَحْرُجِ حرب الضرباتِ المتبادلة بين إيران و«حزب الله» وبين إسرائيل، وإما تفتح شهيةَ بنيامين نتنياهو أكثر على «استثمارِ» الحضور العسكري الوازن للولايات المتحدة خصوصاً في المتوسط تحت عنوان «الدفاع المشترك» للدفْع نحو أيامٍ من تصعيدٍ يؤدي إلى تهدئةٍ تَشمل بالتوازي غزة وجنوب لبنان وفق أُطُرٍ لـ «اليوم التالي» باتت عناوينُها العريضة محدَّدة، وربما يستفيد رئيس الوزراء الإسرائيلي من فرْضِ «تَزامُن الحلّ» للترخية على جبهةٍ والتشدّد على أخرى. وجاءت «مجزرة الفجر» التي ارتكبتها إسرائيلي بحق النازحين في «مدرسة التابعين» وسط مدينة غزة لتترك تشظياتٍ متعددة الاتجاه، كان أخطرها تبديدٌ أوّلي لتقديرٍ ساد بأنّ البيانَ الأميركي - المصري - القطري الذي دعا إسرائيل و«حماس» لاستئناف المحادثات في 15 الجاري، يمكن أن يعزّز أكثر الاتجاهَ لردٍّ «مُنْضَبطٍ» من «حزب الله» وإيران، على اغتيال القائد الكبير في الحزب فؤاد شكر بالضاحية الجنوبية واسماعيل هنية في طهران، بما يفتح الطريق تالياً على إما إدارة نتنياهو «خدّه» للضربة الانتقامية المتزامنة، أو الضربتين المنفصلتين، وإما قيامه بردٍّ مضاد ولكن «شكليّ» فيُترك لمسار هدنة غزة أن ينطلق ويبرّد «برميل البارود» بالمنطقة. وتمّ التعاطي مع مجزرة أمس على أنها تعبيرٌ عن رغبةِ نتنياهو بتسديدِ المزيد من الطعنات لعملية التفاوض، التي شَطَبَ رأسها، من جانب «حماس»، بالاغتيال، ثم نفّذ في السبت الدموي واحدةً من أفظع الجرائم بحقّ مَن يشكلون الهدف الرئيسي والإنساني لوقف النار، أي أهل غزة المتروكون لـ «محرقة» مروّعة، وعن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد لا يتورّع عن استخدام الردّ الحتمي من إيران و«حزب الله»، أياً كانت «جرعته»، للمضيّ بشحْذ «السكاكين» على جبهات عدة في محاولةٍ لفرْض شروطه بالكامل في القطاع وفي جنوب لبنان حيث لن يسلّم بنهايةٍ للحرب على قاعدة العودة لستاتيكو ما قبل 7 أكتوبر.

«الإبادة الجماعية»

وإذ كان مراقبون يعبّرون عن خشيةٍ من أن يكون نتنياهو بـ «الإبادة الجماعية» التي أكمل فصولها أمس، يرتدّ بالنار على «اشتباهٍ» بأن واشنطن ربما تكون تفاهمتْ ضمناً مع طهران على إحياء مفاوضات الهدنة وضمان إنجاحها مقابل حضّ إيران و«حزب الله» على ردّ مدروس لا يستجرّ «الثور الهائج» في إسرائيل، فإن الحزب أعطى إشارة بالغة الدلالات في بيان إدانة المجزرة التي تؤكد «ان الخيار الحقيقي لحكومة العدو هو القتل، وأن الحديث ‏عن وقف النار وتحديد مواعيد ‏جديدة للمفاوضات ليس إلا كذباً وخداعاً لن ‏تنطلي على الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة ‏وجبهات الإسناد التي تزداد اقتناعاً ‏بعزمها على المقاومة والعمل بكل قوة لوقف المذبحة ومنْع العدو ‏من تحقيق أهدافه». وفي ربْطٍ لهذا الموقف بتأكيد إيران أمس أن التوصلَ إلى وقف نار في الحرب الدائرة في غزة هو «أولويةٌ» لطهران، مشددة في الوقت ذاته على «حقها المشروع بالدفاع عن النفس» والردّ على اغتيال هنية «وهذا أمر غير مرتبط بتاتاً بوقف النار في غزة»، يكون تراجَع التفاؤل الحذر أساساً بأن الضغوط الإقليمية والدولية نجحت في شقّ «ممر آمِن» خروجاً من ورطةٍ بات الجميع فيها، وإن كان نتنياهو يَدْفع لتعميقها بسلوكٍ لا يمانع الذهاب حتى النهاية «ومهما كان الثمن» لتحقيق أهدافٍ لا تتكئ فقط على مصيره السياسي الذي صار على المحكّ بل أيضاً على سردية الخطر الوجودي الذي وجدت إسرائيل نفسها فيه يوم غرقت في «طوفان الأقصى». وفيما كان العالم يرصد مجزرة «مدرسة التابعين» في بُعديها الإجرامي والانساني كما تداعيتها السياسية وربما العسكرية، فإن لبنان تابَعَها بعيْنٍ دامعةٍ على غزة وأيضاً على مصيرٍ يراه «بأمّ العين» يقترب منه في ضوء عدم بروز إشاراتٍ كافيةٍ إلى أن ردّ «حزب الله» على اغتيال شكر لن يفتح البابَ على مرحلةٍ من الأعاصير المتوالية بقرارٍ من نتنياهو لوضْع الجميع أمامِ أمرٍ واقعٍ واللعب على حافة الصِدام المريع بهدف ترجمة نسخته لمسارِ الحل في جنوب لبنان (وغزة) وحتى تقليم أظافر إيران، مستفيداً من إدراكه أن الأخيرة لا تريد التورط في حربٍ شاملةٍ وكذلك الولايات المتحدة التي تَلْمس أبعادَ ترْك موسكو «بَصماتٍ» على دعمها العسكري للمحور الإيراني وحصولها على صواريخ «فاتح 360» من طهران لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا. ولم تغادر بيروت حالَ الترقب الثقيل لردِّ «حزب الله»، مع تقديراتٍ تَشي بأن الحزب صار في وضعيةِ «الإصبع على الزناد» لتسديد ضربةٍ لهدفٍ ما في إسرائيل جرى اختيارُه بعنايةٍ على النحو الذي يجعله يَفي بـ«وعده الصادق» في الردّ على اغتيال شكر في الضاحية ولكن ربما في حَجْمٍ لن يؤدي بالضرورة إلى استدراج نتنياهو إلى ردّ لإشعال حرب الضربات المتبادَلة. وبهذا المعنى، فإن الخطوة التالية تبقى بالكامل في يد نتنياهو الذي أساء المحور الإيراني قراءته عندما أفْرط في إحراجه من مختلف الجبهات، والذي ربما يقع في الفخّ عيْنه ولا يُحْسِن تقدير معاني الضربتين في طهران والضاحية والردّ الذي قد يقوم به على الردّ بحال كان أشدّ، ما قد يضع المنطقة برمّتها في مأزق يُخشى أن لا يكون فكاك منه إلا بانفجار كبير.

تهيّب رسمي

وكان واضحاً في الساعات الماضية حجم تَهَيُّب لبنان الرسمي الموقف والاحتمالات الخطيرة، وهو ما عبّرت عنه مسارعتُه لتلقُّف المبادرة الثلاثية التي دعت لاستئناف مفاوضات الهدنة في غزة، معتبراً أنها «تجسد رؤية لبنان لخفض التصعيد في المنطقة ونزع فتيل اشتعال حرب إقليمية شاملة»، قبل أن تعمّم وزارة الخارجية على كل البعثات الدبلوماسية اللبنانية في الخارج ورقة الحكومة المتضمّنة «القواعد الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في جنوب لبنان» لتعميمهم على العواصم العربية والغربية. وأكدت الورقة أن الحكومة اللبنانية «تلتزم بحماية سلامة وأمن مواطنيها، وتحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس وفق القانون الدولي»، معتبرة في الوقت نفسه أنّ «القرار 1701 يبقى حجر الزاوية لضمان الاستقرار والأمن في جنوب لبنان» وأن«خفض التصعيد هو الطريق الأنسب لتجنب دوامة العنف المدمرة والتي سيكون احتواؤها أكثر صعوبة. ولكن، ليس بإمكان الحكومة التصرف بمفردها. على المجتمع الدولي أن يلعب دوراً حاسماً وفورياً في تهدئة التوترات وكبح العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان». وحددت«نهجاً ممنهجاً ومنتظما»لـ«تحقيق خفض التصعيد وإعادة إرساء الاستقرار»، داعية إلى«التنفيذ الكامل والمتكافئ لقرار مجلس الأمن رقم 1701»وفي هذا السياق«سيؤدي الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل دوراً محورياً. وبهدف ضمان توافر الشروط اللازمة لتنفيذه تلتزم الحكومة اللبنانية بزيادة عدد أفراد الجيش اللبناني من خلال حملة تجنيد جديدة»، مؤكدة عدم«اتفاق الرئيس بايدن لوقف إطلاق النار في غزة وتدعو إلى تنفيذه الفوري وفقاً لقرار مجلس الأمن الرقم 2735». وفي حين تمّ التعاطي مع التزام لبنان المكرّر بالقرار 1701 كمرتكز لإعادة الاستقرار الى الجنوب على أنه يُلاقي في جانب منه مواقف أممية تجزم أنّ لا بديل عن هذا القرار بـ«حرفيته»لـ«اليوم التالي»لبنانياً مع الحاجة إلى«مراسيم تطبيقية»له تراعي المستجدات في الجنوب منذ 8 أكتوبر، وهو ما يرتاب منه«حزب الله»، سادَ اعتقادٌ بأن التجديد الدوري لقوة«اليونيفيل»نهاية الجاري في مجلس الأمن سيكون بمثابة تفعيلٍ دولي للـ1701. وفي موازاة ذلك، حملتْ تطورات الساعات الماضية ميدانياً، في الجنوب، مؤشراتٍ إلى تصعيدٍ إسرائيلي مدجّج بالرسائل حيال تمدُّد تلاشي الخطوط الحمر. وإذ أتى اغتيال مسؤول أمن حركة«حماس» في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين سامر الحاج (الجمعة) في غارة استهدفته داخل سيارته في قلب مدينة صيدا، التي لم يسبق أن طالتها اعتداءات إسرائيلية، فإن يوم أمس شهد أيضاً حماوةً عبر قصف عدد من البلدات الجنوبية وشنّ غارات عدة بينها اثنتان على بلدة مجدل سلم، ما أدى الى جرح 3 أشخاص بينهم سيدة ومسعف. وأفيد بأن فريق عمل تابعاً لتلفزيون NBN نجا بأعجوبة من إحداهما، قبل أن يكرر الطيران الحربي الإسرائيلي عصراً خرق جدار الصوت الترويعي فوق بيروت.

«طوارئ لبنان» فتْح مراكز إيواء...والمخزون الغذائي لـ 3 أشهر فقط

| بيروت - «الراي» |.... على وهج المناخات الحربية في لبنان وحوله، أكد منسق خطة الطوارئ الحكومية وزير البيئة ناصر ياسين، أن «بلاد الأرز» ستعاني لسد ولو جزء من احتياجاتها الإنسانية في حال نشوب حرب شاملة مع إسرائيل. وقال ياسين إن لبنان سيحتاج إلى 100 مليون دولار شهرياً لتوفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية وغيرها من الاحتياجات في أسوأ السيناريوهات. وأضاف «ستكون تلبية جزء صغير، حتى ولو 10 أو 15 في المئة من ذلك، مسألة كبيرة بالنسبة إلى الحكومة. سنحتاج من المانحين إلى تكثيف جهودهم». وكشفت وثيقة حكومية صادرة في السابع من أغسطس واطلعت عليها «رويترز» عن سيناريوين آخرين بخلاف بقاء الصراع على الوضع الحالي. وجاء في الوثيقة أن نزوح 250 ألف شخص بسبب «صراع محكوم» يتطلب تمويلاً شهرياً بقيمة 50 مليون دولار لمدة ثلاثة أشهر، وأن نزوح مليون شخص أو أكثر بسبب «صراع خرج عن السيطرة»، يتطلب تمويلاً شهرياً بقيمة 100 مليون دولار لمدة ثلاثة أشهر. وتؤكد الوثيقة على الحاجة الملحة إلى موارد إضافية، مشيرة إلى أن المخزونات الحالية والقدرة على الإيواء «غير كافية بالمرة». وفي حين أعلنت وزارة الزراعة أنه «في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مناطق جنوب لبنان وما تُسَبِّبه من نزوح كبير لأهلنا من القرى والبلدات الجنوبية، وحرصاً على توفير الدعم اللازم لهم في هذه الظروف الصعبة، قرر وزير الزراعة تخصيص المدارس المهنية الزراعية في مختلف المناطق اللبنانية كمراكز إيواء للنازحين ضمن آلية سيعلن عنها تباعاً»، أعلن وزير الاقتصاد أمين سلام أنّ «لبنان يحتوي على مخزون غذائي يكفيه لمدة 3 أشهر فقط»، محذّراً من «استهداف المرافق الجوية والبحرية، وفرض الحصار على الدولة اللبنانية، ما قد يحرم المواطنين من الماء والغذاء». وأضاف «لبنان يمرّ بمرحلة صعبة من دون أي تحضيرات او استعدادات لتحمل الحرب، والدولة اللبنانية انهارت وفقدت سيولتها وعملتها وإمكاناتها المصرفية».

حزب الله يشن هجوما جويا على قاعدة «محفاة ألون» رداً على عملية صيدا

الراي...أعلن حزب الله، اليوم السبت، أنه شنّ هجوماً «بأسراب من المسيّرات» على قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل، رداً على اغتيال الدولة العبرية الجمعة مسؤولاً في حركة حماس الفلسطينية بغارة في مدينة صيدا بجنوب لبنان. وأورد الحزب في بيان أنه «رداً على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في مدينة صيدا، شَنَّ مجاهدو المقاومة الإسلامية يوم السبت.. هجوماً جوياً بأسراب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة محفاة ألون» جنوب غرب مدينة صفد.

«حزب الله» يعلن شنّ هجوم «بمسيّرات» على قاعدة عسكرية شمال إسرائيل

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلن «حزب الله»، السبت، أنه شنّ هجوماً «بأسراب من المسيّرات» على قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل، رداً على اغتيال الدولة العبرية، الجمعة، مسؤولاً في حركة «حماس» الفلسطينية بغارة في مدينة صيدا بجنوب لبنان. وأورد «حزب الله»، في بيان، أنه «رداً على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في مدينة صيدا، نفذنا هجوماً جوياً بأسراب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة محفاة ألون» جنوب غربي مدينة صفد، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وأشار البيان إلى أنها «المرة الأولى» التي يتم فيها استهداف هذه القاعدة، منذ بدء تبادل القصف عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل في 8 أكتوبر (تشرين الأول)، غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة بين الدولة العبرية وحركة «حماس» الفلسطينية. ونعت الحركة، الجمعة، مسؤول أمنها في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين سامر الحاج، جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارته. كما أكد الجيش الإسرائيلي، في بيان، «القضاء» على سامر الحاج، معرفاً عنه بأنه كان «قائد القوة العسكرية في مخيم عين الحلوة بمنطقة صيدا». وكانت هذه المرة الأولى التي يشنّ فيها سلاح الجو الإسرائيلي غارة داخل مدينة صيدا التي تبعد نحو 50 كلم عن الحدود، منذ بدء التصعيد مع «حزب الله». وأسفر التصعيد عبر الحدود عن مقتل 562 شخصاً على الأقلّ في لبنان، بينهم 366 مقاتلاً من الحزب و116 مدنياً على الأقل، بحسب تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى السلطات اللبنانية وبيانات «حزب الله». وأعلنت السلطات الإسرائيلية مقتل 22 عسكرياً و26 مدنياً على الأقل منذ بدء التصعيد، بينهم 12 في الجولان السوري المحتل.

المنطقة مهددة بموجة «ردود متقابلة» تعمّم الاستنزاف وإطالة أمد التوتر

مساعٍ دبلوماسية لإعادة «الستاتيكو» إلى ما قبل اغتيال هنية وشكر

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا.. تنشط الاتصالات الدبلوماسية الغربية مع لبنان؛ بهدف فرض ميزان جديد للتصعيد القائم يجنب المنطقة الانزلاق إلى حرب موسعة، من غير أن تلغي الهواجس من موجة من الردود والردود المقابلة التي تتوقف عند حجم الرد الإيراني على اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية في طهران، ورد «حزب الله» المرتقب على اغتيال القيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر بضاحية بيروت الجنوبية. وتنذر الردود، وما يمكن أن يقابلها من ردود إسرائيلية، بإدخال المنطقة في موجة من التوتر المتواصل، وإدخال القوى المتصارعة في معركة استنزاف طويلة الأمد، فضلاً عن المخاوف من الانزلاق إلى حرب واسعة. ولهذه الغاية، نشطت الحركة الدبلوماسية الغربي الساعية إلى «إنهاء موجة التوتر الأخيرة، وإعادة الستاتيكو إلى ما كان عليه قبل الاغتيالين الإسرائيليين في الضاحية وطهران»، حسبما تقول مصادر لبنانية مواكبة للاتصالات الجارية لـ«الشرق الأوسط»، وذلك «تمهيداً لمنح الدبلوماسية الدولية فرصة لإنهاء الحرب في غزة، وتالياً إنهاء الحرب في جنوب لبنان والبحر الأحمر». وتشير إلى أن الاستنفار لتطويق التوتر «يهدف إلى إخماد فرص تمدد الحرب، ومنع إنشاء بؤرة توتر خطيرة تهدد بإشعال المنطقة». ودفع «حزب الله» برسائل تهدئة، بالحديث عن «عقلانية» في «الرد القوي والمؤثر»، استُتبعت برسائل إعلامية أخرى تتحدث عن عدم إهمال الحزب لمصالح لبنان واللبنانيين، جراء الرد الذي ينفذه، فيما ساهم التأخير الإيراني في رده، بدفع رسائل تصب في الخانة نفسها، بالتزامن مع مؤشرات أميركية جدية حول التدخل، تتمثل في التحشيد العسكري في المنطقة، والتنسيق بين واشنطن وتل أبيب، وليس آخرها زيارة قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم) مايكل كوريلا، إلى تل أبيب، الخميس.

تراجع حدة الاستقطاب

وبدا أن الاتصالات الدبلوماسية والحشود العسكرية نجحت إلى حد ما في تطويق التصعيد، وذلك «لرغبة أميركية بعدم الانزلاق إلى الحرب، ورغبة إيرانية بعدم منح رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فرصة توريط واشنطن في معركة تحاول الإدارة الأميركية منذ 10 أشهر تجنبها قبل الانتخابات الرئاسية»، حسبما يقول رئيس مركز «الشرق الأوسط للدراسات» الدكتور هشام جابر، مضيفاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «كل يوم يمر، يتراجع التوتر، وتسلك قنبلة الرد طريق التنفيس»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن الحسم بطبيعة الرد الإيراني إذا حصل، لكن التقديرات تشير إلى أنه سيكون رداً محدوداً جداً، ومحاولة لتجنب رد إسرائيلي قد يكون خارجاً عن المألوف». ويعرب جابر عن اعتقاده بأن المساعي الدبلوماسية تسعى لتفويت الفرصة على نتنياهو لجر المنطقة إلى حرب «لا تريدها طهران ولا واشنطن ولا الدول الأوروبية، بالنظر إلى أن جميع الأطراف لا تحتمل حرباً إقليمية في هذا الوقت»، مستنداً إلى أن «الحرب على لبنان تختلف عن الحرب على غزة، فأي تدهور في لبنان يمكن أن يجر إلى مواجهات في الإقليم». وعليه، يرى أن كل الأمور «تتوقف على طبيعة الرد، وأنا على قناعة بأن رد إيران و(حزب الله) سيكون محدوداً».

رد تحت سقف الضوابط

وفيما ينظر جابر، وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني، إلى الحشود الأميركية في المنطقة على أنها «عرض قوة ورسالة ردع وتأكيد على الاستعدادات للتعامل مع أي طارئ»، يشير إلى أن الردود تحت سقف الضوابط «من شأنها أن تجنب المنطقة موجة من الردود المتبادلة»، ويشرح: «من تداعيات الردود المتبادلة أنها تزيد حدة التوتر والاستقطاب، وتقرب المسافات نحو التدهور، وتدخل المنطقة في معركة تسجيل نقاط»، وتالياً «تمدد فترة التوتر، وتستنزف الجميع من كل النواحي»، ويرى أن الحل الوحيد لتجنب هذه المرحلة «يتمثل في أن تكون الردود مدروسة».

ردّ هزيل... أو لا ردّ

وبينما يؤكد «حزب الله» وإيران حتمية «الرد القوي»، لا يرى النائب السابق بالبرلمان اللبناني والعميد المتقاعد وهبة قاطيشا، أن المنطقة ستذهب إلى موجة ردود متقابلة، لأن أصل الرد الإيراني، في حال حدوثه، «لن يستدرج ردوداً مقابلة». ويوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «احتمالات الرد الإيراني على اغتيال هنية ضعيفة، فإذا ردت دون أن توجع إسرائيل، فستفقد مصداقيتها، وإذا أوجعت إسرائيل، فإنها ستستدرج رداً إسرائيلياً كبيراً سيقضي على إنجازات النظام، خصوصاً أن تل أبيب تتحين فرصة لضرب المنشآت النووية الإيرانية ومصانع السلاح»، لذلك، يرى قاطيشا أن إيران «تستجلب الدبلوماسية لحل المشكلة» في إشارة إلى التصريحات المؤيدة لإنهاء الحرب في غزة. وكان «الحرس الثوري» الإيراني قد أعلن قبل يومين عن مناورة عسكرية بعد نحو أسبوع على اغتيال هنية، وينظر قاطيشا إلى هذه المناورة بوصفها «محاولة لاستدراج الأميركيين للقيام بجهد دبلوماسي، ولمخاطبة الداخل الإيراني»، مستنداً إلى أنه «في العلوم العسكرية، لا يمكن إجراء مناورة في زمن الحرب»، وعليه يعرب عن اعتقاده بأن طهران «لن تقوم بالرد، وإذا نفذته، فإنه سيكون رداً هزيلاً».

احتفاظ بحق الرد

وينسحب هذا التقدير على رد «حزب الله» المتوقع، ويشير قاطيشا إلى أن «ما فُهم من خطاب أمينه العام حسن نصرالله الأخير، أن الحزب يحتفظ بحق الرد، بعد اغتيال شكر»، مضيفاً أن عدم الرد «يستند إلى تجربة الحزب في حرب تموز 2006، حيث ذهبت إسرائيل إلى تدميرٍ دفع نصرالله للقول إنه لم كان يعلم ردة الفعل تلك، لما شن الحرب»، مضيفاً: «بعد اغتيال القيادي عماد مغنية، تحدث عن بداية نهاية إسرائيل، أما الآن، فإنه تحدث عن رد مدروس، ما يعني أنه يدرك حجم الرد الإسرائيلي على رده، لذلك لن يقوم بردّ متناسب مع حجم الاستهداف». ويتوقع قاطيشا الرد بعشرات الصواريخ التي «لن توجع إسرائيل، وتحفظ ماء الوجه أمام بيئته، بطريقة تشبه الرد على اغتيال القيادي بـ(حماس) صالح العاروري في الضاحية الجنوبية؛ وذلك لأن إسرائيل أوصلت رسائل ميدانية متعددة مثل جدارات الصوت فوق الضاحية، والاغتيالات التي تنفذها منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول)، مما يكشف حجم الهوة العسكرية والتكنولوجية بين الطرفين». أما عن تداعي الغرب لتطويق أي ردود فعل، فيقول قاطيشا إن «الغرب يكره الحروب لذلك يتحرك». ويذهب قاطيشا إلى التأويل السياسي للتطورات القائمة، ويقول إن «إيران لا تريد محاربة إسرائيل، بل تسعى لأن تناور للسيطرة على الشرق الأوسط والتحول إلى دولة نووية عبر حمل شعار القضية الفلسطينية، فيما تضحي بأذرعها وتقطف هي النتائج السياسية»، متهماً «حزب الله» في لبنان «بالمضي في نفس الخط للسيطرة على لبنان وتغيير وجهه». وعليه، يرى أن المخاوف من حرب واسعة «هي مجرد تهويل لأن الرد لن يتعدى حفظ ماء الوجه، بدليل أن إسرائيل تستفزهم لردود، بينما هم يتحاشون الحرب».



السابق

أخبار وتقارير..مجزرة جديدة باستهداف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة..مسؤول أميركي:قواتنا في سورية تعرضت لهجوم بمسيرة ولا أنباء عن إصابات..البنتاغون للعربية:جاهزون لردع أي هجوم إيراني على إسرائيل..مدفيديف:الدبابات الروسية قادرة على الوصول إلى برلين..توغّل كورسك يربك الجيش الروسي..مسيّرات أوكرانية هاجمت قاعدة جوية في ليبيتسك..موسكو تزج بالآليات الثقيلة وسط معارك ضارية..وتعلن الطوارئ..روسيا تفرض إجراءات لمكافحة الإرهاب في 3 مناطق حدودية..هل نسّقت كييف هجوم كورسك مع واشنطن؟..الخزانة الأميركية: فرض عقوبات جديدة على بيلاروسيا بسبب دعمها لموسكو..واشنطن تؤكد تزويد النمسا بمعلومات استخبارية لإحباط هجوم ضد حفلات سويفت..الحكومة البريطانية تحث الشرطة على البقاء في حالة يقظة..تواصل عمليات البحث والإنقاذ بعد الانهيارات الأرضية في «كيرالا» الهندية..محاكمة فرنسي بتهمة القتل والإرهاب والانضمام إلى «داعش»..المعارضة الفنزويلية تَعد مادورو بضمانات إذا تنحى عن السلطة..بالصدفة الأرجنتين تحبط «سرقة القرن»..الشيخة حسينة ستعود إلى بنغلاديش من أجل الانتخابات..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..أكوام اللحم والجثث في مذبحة مدرسة التابعين في غزة تهزّ العالم..«مذبحة الفجر»..مَنْ يُوقف الرُعاع؟..استهداف مدرسة للنازحين عقب تكبيرة الإحرام..جثث متفحمة وأشلاء متناثرة..استشهاد 100 مصلٍ بـ «مجزرة الفجر» في غزة.. إسرائيل تمهد لاغتيال السنوار ولو كلفها مقتل جميع رهائنها لدى «حماس»..مقررة أممية تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية عقب مقتل 100 فلسطيني..«مجزرة الفجر» في غزة..الصور المرعبة تُغضب العالم.."الإساءة الجنسية" بحق معتقلين فلسطينيين.. إدانات ومطالبات بالتحقيق..تل أبيب تُشدد شروطها قبيل محادثات «الفرصة الأخيرة»..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,342,477

عدد الزوار: 7,629,019

المتواجدون الآن: 0