أخبار لبنان..رسالة هوكشتاين: الحرص على استقرار لبنان وبرِّي يعتبر نجاح المفاوضات يمنع الحرب..هوكشتين مهوّلاً: انصحوا حزب الله بعدم الردّ..اليونيفل عشية تمديد ولايتها: نشاط ميداني في خدمة العدوّ!..لبنان «على الحبل المشدود» في انتظار «الخيط الأبيض من الأسود» لـ «أيام التفاوض»..هوكشتاين زار بيروت بلا مبادرة جديدة: واشنطن لا تريد الحرب لكنها عاجزة عن منعها..ميقاتي: نحن أمام فرص قلقة للدبلوماسية لمنع الحرب.. فتور في علاقة «التقدمي» و«القوات» يسعيان لاستيعابه بوقف الحملات.. إبراهيم كنعان يكمل عقد النواب الخارجين من «التيار الوطني الحر»..

تاريخ الإضافة الخميس 15 آب 2024 - 3:52 ص    عدد الزيارات 460    التعليقات 0    القسم محلية

        


رسالة هوكشتاين: الحرص على استقرار لبنان وبرِّي يعتبر نجاح المفاوضات يمنع الحرب..

واشنطن أقرت برامج الإجلاء الثالث.. وخطة الطوارئ تبحث عن الدول المانحة..

اللواء.. اشاعت محادثات الوسيط الأميركي، موفد الرئيس جو بايدن الى لبنان آموس هوكشتاين من دون المرور بتل أبيب أجواء استرخاء، وانتظار لمعرفة ما سيحصل في مفاوضات وقف الحرب في غزة، حسب مقترح بايدن، مما سينعكس إيجاباً على الوضع في لبنان، من زاوية باتت معروفة بأن وقف النار في غزة سينعكس على لبنان، وعلى سائر جهات المساندة. وعلى الرغم من تصاعد الغارات الاسرائيلية على البلدات الجنوبية من عيتا الشعب وميس الجبل الى بليدا ومرجعيون والعباسية البعيدة عن شريط الاشتباكات، فإن الثابت ان الجانب الاميركي وفقاً لما لمسه المسؤولون الذين التقاهم هوكشتاين، ضنين بمنع التصعيد في لبنان، وحريص على الاستمرار ببذل جهوده من اجل خفض التصعيد، والانطلاق الى المفاوضات الدبلوماسية للتوصل الى اتفاق. وهذه المهمة فتحت الباب امام وزير خارجية فرنسا للمجيء الى لبنان اليوم، في اطار تعزيز المسعى الدبلوماسي الدولي لمنع توسع الحرب في لبنان. واعتبرت مصادر سياسية مطلعة أن لا نتيجة فورية بالتهدئة من زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتيان إلى بيروت خصوصا أن ما من ضمانات مكتوبة من قبل الجانب الإسرائيلي لتفادي التصعيد أو الشروع في حرب موسعة، أما الدولة اللبنانية فتسعى إلى تزخيم الاتصالات الديبلوماسية والالتزام بالقرار ١٧٠١. وقالت لـ«اللواء» أن لبنان يتحول إلى محطة لزيارات مسؤولين أجانب في سياق التهدئة والحؤول دون تفجير الوضع، وأكدت أن الانتظار سيد الموقف على أن الحكومة ماضية في خطة الطوارىء تحسباً لأي تصعيد غير متوقع، ومن هناك جاءت جملة توجهات منها فضلا عن المواكبة لبعض التفاصيل اللوجستية.

الجولة

استهل هوكشتاين جولته بلقاء قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة، قبل ان ينتقل الى عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري لمدة ساعة و5 دقائق، ومن هناك انتقل الى السراي الكبير، حيث استقبله الرئيس نجيب ميقاتي، الذي اعتبر ان مدخل الحل وقف النار في غزة، ثم انتقل الى مجلس النواب، والتقى مع وفد المعارضة الذي ضم النواب فؤاد مخزومي، الياس حنكش، جورج عدوان، وميشال الدويهي، حيث اكد عدوان ان المشترك لدى كل اللبنانيين العداء لاسرائيل، معلناً ان النواب ضد ادخال لبنان بالحرب، وأن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية.

تقييم بري للجولة

على ان الابرز ما قاله الرئيس بري في معرض تقييم جولة هوكشتاين، اذ اعلن لـ«الجديد»: الحرب الكبرى تتوقف على الايام القليلة المقبلة. وكشف ان هوكشتاين اكد ان المفاوضات تحدث على اساس اقتراح بايدن الاساسي دون اي تعديلات، وهي بمثابة «الخرطوشة الاخيرة»، مضيفاً ان بلاده مارست ضغطاً كبيراً على نتنياهو جعلته يقبل باقتراح بايدن. ونفى بري ان يكون هوكشتاين طلب اي تدخل منه مع حزب الله، مشيراً الى ان هوكشتاين لم يأتِ من تل ابيب انما حضر مباشرة الى بيروت، وأن حضوره رسالة اميركية واضحة ان لبنان غير مغيَّب عن المفاوضات الجارية. وقال بري: هوكشتاين ذكر موضوع البوارج الاميركية وعلل وجودها لمنع الحرب في المنطقة، وقال: لا نتمنى ان نستعملها. واثناء استقباله للوسيط هوكشتاين اعتبر بري ان: «سياسة الاغتيالات الاسرائيلية العابرة للحدود وارتكاب المجازر اليومية في غزة ولبنان تدل على تصميم اسرائيل المضي بالتصعيد العسكري وافشالها اي مسعى لوقف الحرب»، مؤكداً ان لبنان متمسك بدور اليونيفيل وبالقرار 1701.

المعلومات

وفي المعلومات، ان هوكشتاين قال لمن التقاهم ان بلاده تضغط على تل ابيب لانجاح المسعى التفاوضي وفقاً لورقة بايدن، مراهناً على خفض التصعيد في الايام المقبلة. ومن عين التينة، ذكر هوكشتاين انه جاء الى لبنان بناءً لطلب من الرئيس الاميركي جو بايدن، قبل انطلاق المفاوضات للوصول الى وقف اطلاق النار في غزة، من زاوية ان ذلك سينعكس ايجاباً على لبنان وان الصراع في المنطقة، طال اكثر من اللازم، وان واشنطن ما تزال عند نظرتها بأن الحل الدبلوماسي ما يزال ممكناً. ومع ان بعض التسريبات تحدثت عن «إيجابية لافتة» ظهرت خلال لقاءاته، لكن لم تتضح طبيعتها، فقد علمت «اللواء» من مصادرتابعت جزءاً من لقاءات هوكشتاين ان «الجديد الايجابي في الزيارة هو تأكيد الاهتمام الاميركي بلبنان والسعي لتجنيبه الحرب المُكلفة، وان الجهود قائمة لتحقيق وقف اطلاق النار في غزة، وهناك تفاؤل اميركي بنجاح مفاوضات الدوحة اليوم، لأن الوسطاء، لاسيما الاميركي، وضعوا كل ثقلهم لإنجاحها، وهو امر بحسب ما قال هوكشتاين ينعكس ايجابا على لبنان ويؤدي الى منع الحرب». وبرأي المصادر، ظهرت علامات «الايجابية»، في كلام هوكشتاين عن ان «مفاوضات غزة ستعقد (اليوم) في الدوحة لإنجاح الحل الديبلوماسي الذي دعا اليه الرئيسان الاميركي والمصري وامير قطر وتستمر اياماً عدة»، لكن ثمة من رأى «ان السبب الرئيسي للدفع الاميركي من خلال زيارة هوكشتاين، هو وقف او تأخير رد ايران وحزب الله على اغتيالات اسرائيل بما يؤدي الى منع توسع الحرب لو نجحت مفاوضات الدوحة»، خاصة ان المعلومات الاميركية افادت امس، ان مدير المخابرات المركزية وليام بيرنز وكبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك توجها الى الدوحة للمشاركة في المفاوضات المقررة اليوم. فيما اعلنت جهات إعلامية اميركية «ان حركة حماس لن تشارك في المفاوضات، لكنها منفتحة على لقاء الوسطاء بعد الاجتماع». اما نتنياهو فقرر امس ايفاد رئيسا جهازي «الموساد وشين بيت» للمشاركة في محادثات الدوحة، حسبما نقلت «فرانس برس» عن مكتبه.

ميقاتي: فرصة قلقة

وقبيل لقائه، واثناء جلسة مجلس الوزراء، وصف الرئيس ميقاتي الوضع بأنه امام فرص قلقة للدبلوماسية التي تتحرك لمنع الحرب ووقف العدوان، معتبراً ان تكثيف التحركات مردّه الى ان الوضع بالغ الخطورة. واكد ميقاتي خلال الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء تمسك الحكومة بحق لبنان بتحرير ارضه وحفظ سيادته.. وسحب مجلس الوزراء بندي التعيينات في وزارتي الصناعة والشؤون الاجتماعية لمزيد من الدرس. وقال وزير الاعلام انه تم تكليف وزير المهجرين متابعة اعادة النازحين السوريين طوعياً الى بلادهم. وفي موضوع الكهرباء، كشف عن اتجاه لشراء جزء من الفيول من السوق اللبناني باموال شركة كهرباء لبنان، وذلك قبل يوم بعد غد السبت. وفي السياق كشف وزير الطاقة والمياه وليد فياض عن اتصالات تجري لتحرير جزء من الفيول العراقي، بانتظار عقد مجلس النواب جلسة لاصدار قانون يتيح لمصرف لبنان تحويل المال اللازم لشراء الفيول العراقي بموجب قانون. واعلن منسق خطة الطوارئ الوطنية الوزير ناصر ياسين انه جرى عرض الخطة، وتأمين الاعتمادات، مفتتحاً اعتماداً بقيمة 150 مليار ليرة للامور الملحة، للهيئة العليا للاغاثة، كما تم تجهيز 200 مدرسة كمراكز ايواء وعقد لقاءات مع الهيئات المانحة اعتباراً من الاسبوع المقبل، لان المساعدات المقدمة ما تزال خجولة.

الاجلاء الثالث

وعلى الرغم من جدية المساعي الاميركية لفرض هدنة في غزة وتوقيع صفقة تبادل للاسرى والرهائن، وضعت الولايات المتحدة خطة لاجلاء الرعايا الاميركيين من لبنان، والتي قد تشمل 100 الف شخص، بعضهم يحمل جنسية مزدوجة (اميركية ولبنانية). واعتبر ان الاجلاء رهن التطورات الجارية، وقد تكون حسب مسؤول اميركي رسمي العملية اذا حدثت، وهي الاكبر مقارنة بعمليات اجلاء الاميركيين من هانوي في فيتام عام 1975 ومن كابول عام 2021.

مبادرة كنعان مرفوضة

حزبياً، ما ان انهى النائب ابراهيم كنعان (عضو تكتل لبنان القوي) مؤتمره الصحفي، حتى ابدى التيار استغرابه ان يلجأ للحديث عن شؤون حزبه الداخلية، وكان الاجدر به ان يقوم بمسعى للم الشمل داخل اروقة التيار، وليس بحركة استعراضية في الاعلام. وكان كنعان قال في مؤتمر صحفي انه سيقوم بمسعى يشعر انه صعب بل مستحيل للحوار الجدي العميق من اجل انهاء الوضع في التيار، وعودة النواب الذين اقيلوا او استقالوا الى ممارسة دورهم من ضمن التيار.

الوضع الميداني

ميدانياً، ردت المقاومة الاسلامية على الاعتداء والاغتيال الذي وقع ليل امس الاول في بلدة برعشيت باستهداف قاعدة جبل نيريا (مقر قيادة تشغله قوات من لواء غولاني) بصواريخ الكاتيوشا، كما استهدفت تجمعات لجنود العدو في حرش شتولا بالاسلاحة الصاروخية، وهاجم سرب من مسيرات المقاومة الانقضاضية تجمعاً لجنود الاحتلال شمال ايريم. كما استهدفت غارة معادية بلدة بليدا، مما ادى الى استشهاد مواطن وجرح آخر، بعد ان كانت استهدفت غارة في وقت سابق سيارتين ودراجة نارية في منطقة مفترق العباسية مما ادى الى اصابة 17 شخصاً بجروح. ومن بلدة مرجعيون استهدفت غارة اسرائيلية شهيدين من الجماعة الاسلامية، واصابة 4 اشخاص اخرين بجروح.

هوكشتين مهوّلاً: انصحوا حزب الله بعدم الردّ

زيارة غير مفهومة للموفد الأميركي... ووزير خارجية فرنسا في بيروت اليوم

الأخبار ....يُنتظر أن يصل إلى بيروت اليوم وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه في زيارة متصلة بالمساعي الغربية الخاصة بالوضع على الجبهة اللبنانية مع فلسطين المحتلة. وهي زيارة تلي زيارة «غير مفهومة» للموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين أمس، كرّر خلالها سردية بلاده حول الضغوط لتحقيق وقف لإطلاق النار في غزة، ولو أن بعض من التقاهم قالوا إنهم سمعوا «للمرة الأولى كلاماً يشير إلى وجود خطة أميركية لإنهاء الحرب في غزة».أما المشترك الذي خرج به كل من التقاهم هوكشتين، فهو أنه أشار بصورة مباشرة وغير مباشرة إلى أن «أي رد من حزب الله على اغتيال قائده العسكري (السيد فؤاد شكر)، قد يتسبب بتفجير محاولات وقف الحرب، وأن ما حصل بعد حادثة مجدل شمس لم يكن مقدّراً أن يحصل، ولذلك لا أحد يعلم كيف ستجري الأمور، وقد يُجرّ لبنان والمنطقة إلى انفجار كبير يُلحِق الأذى بالجميع، ويكون لبنان أكبر المتضررين بسبب أوضاعه الصعبة اقتصادياً ومؤسساتياً واجتماعياً». وعقد هوكشتين اجتماعات شملت الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزيف عون ووفداً نيابياً يمثل المعارضين لحزب الله ضمّ جورج عدوان وميشال الدويهي وفؤاد مخزومي والياس حنكش. وقال أحد الذين شاركوا في اجتماع معه: «بصراحة، لم نفهم ما الذي أتى به، إذ ليس لديه أي جواب واضح حول مسار المفاوضات، وليس لديه أي معلومات حول آخر الاتصالات، وهو تصرّف كمن يقوم بحفلة علاقات عامة». وتقاطعت مصادر مطّلعة على زيارة هوكشتين على أنه «لم يحمِل أي عرض أو رسالة جديدة بل كرّر ما سبق أن أشار إليه في زياراته السابقة عن أن بلاده تسعى جدياً إلى وقف إطلاق النار في غزة، وأن على الجبهات الأخرى أن تواكب هذا الجهد وتساعد في التوصل إلى اتفاق». وكشفت المصادر أن «كلام هوكشتين مع قائد الجيش كانَ مختلفاً بعض الشيء عن نقاشه مع الآخرين، إذ ركّز اللقاء على جهوزية الجيش واحتياجاته في المرحلة المقبلة، خصوصاً في حال تطلّب الأمر منه انتشاراً أوسع في الجنوب لحفظ الاستقرار». أما مع بري وميقاتي، فقد كرّر الكلام نفسه عن أن «الولايات المتحدة تعمل بجهد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وأن هناك مؤشرات إيجابية في هذا الاتجاه، والمطلوب من لبنان خفض التوتر وعدم تخريب الجهد الذي يقوم به الوسطاء». ولفتت المصادر إلى أن «هوكشتين لم يتناول بوضوح مسألة رد حزب الله ولم يطلب شيئاً بهذا الخصوص، لكن الرغبة كانت واضحة بين السطور»، إذ اعتبر أن «على لبنان أن يلعب دوراً مساعداً في التهدئة لأن الحرب ستكون مدمّرة للجميع، ومؤذية كثيراً للبنان». وصرّح هوكشتين بأن «لا أحد يريد حرباً شاملة، والتوترات بين حزب الله وإسرائيل تصاعدت منذ آخر زيارة لي إلى هنا»، فيما اعتبر الرئيس بري، في حديث إلى قناة «الجديد» أن السؤال حول احتمالية توسّع الحرب «يتوقف على الأيام القليلة المقبلة». ونُقل عن هوكشتين تأكيده أن واشنطن مارست ضغطاً كبيراً على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقبول باقتراح الرئيس الأميركي جو بايدن، في مقابل ضغط مصري وقطري على حماس لإنجاح المفاوضات». وأضاف بري أنه سمع من المبعوث الأميركي أن بلاده «تريد التهدئة وتخفيض التصعيد العسكري، وهو لم يطلب منا أي تدخل مع حزب الله، لكنه تمنى أن لا يجري التصعيد على طرفي الحدود ومن الجميع». وعلى عكس ما أشيع في كيان الاحتلال، كشف بري أن هوكشتين لم يأت من تل أبيب، بل حضر مباشرة إلى بيروت ليل الثلاثاء واستهلّ صباح الأربعاء نشاطه. وأضاف أن الموفد الأميركي علّل وجود البوارج الأميركية بأنها لمنع الحرب، مشيراً إلى أن التمديد لليونيفل أخذ حيزاً كبيراً من النقاش نتيجة بعض الاعتراضات الأميركية، مشيراً إلى أنه أحال هوكشتين إلى رئيس الحكومة ووزير الخارجية للاستماع إلى موقفيهما، ومؤكداً ضرورة وقف إطلاق النار في غزة للانطلاق نحو تطبيق الـ 1701 بكل مندرجاته.

الاسترضاء بدأ

وقبل دقائق من وصول المبعوث الأميركي إلى السراي الحكومي للقاء رئيس الحكومة، كان الأخير قد أعدّ له «هدية استباقية» كبادرة حسن نية تجاه التزام لبنان بالقرار 1701، عبر الموافقة المبدئية على تطويع 1500 عنصر لصالح الجيش اللبناني. وهو بند طرحه ميقاتي على جلسة مجلس الوزراء أمس، من خارج جدول الأعمال، متحدّثاً عن «مرحلة دقيقة يشهدها لبنان والمنطقة في ظل ازدياد الضغوط الدولية وتزايد زيارات الموفدين الدوليين المطالبين بتنفيذ التزامات لبنان الدولية ولا سيما تلك المتعلقة بالقرار 1701». وقدّم ميقاتي إلى المجلس خطة قائد الجيش جوزيف عون لتعزيز قدرات وحدات الجيش المنتشرة في الجنوب وتطبيق القرار 1701 بمختلف مندرجاته، بعدما «خفّضت المؤسسة العسكرية منذ عام 2014 من انتشارها في المناطق الجنوبية لمواجهة التحديات الأخرى كمكافحة الإرهاب وتأمين الحدود البرية والبحرية ومواجهة أزمة النزوح».

الحكومة وافقت على بدء تطويع جنود في الجيش والأميركيون يناقشون الحاجات المادية واللوجستية

وتقوم الخطة على تطويع 6 آلاف جندي على مراحل: المرحلة الصفر أو المرحلة الحالية التي ترتكز على تحسين الخطط وتعزيز التنسيق مع الجهات المانحة لتأمين التمويل واستكمال الاستعدادات اللوجستية والإدارية لاستدعاء المتطوّعين، والمرحلة الأولى التي تبدأ بعد الحصول على الموافقة السياسية وتتضمن استدعاء 2000 جندي كدفعة أولى وتجهيزهم وتدريبهم بالتوازي مع بدء استقبال أعتدة وتجهيزات من الدول المانحة وبدء استقبال طلبات التطويع للدفعة الثانية. وقد بدأت هذه المرحلة فعلياً أمس مع منح مجلس الوزراء الموافقة المبدئية على تطويع 1500 جندي (وليس 2000) بعد نقاش حول قدرات الدولة المالية وضرورة تضمين الاعتمادات في موازنة 2025 بعد التنسيق بين وزارتي الدفاع والمالية، خصوصاً أن الخطة تفتقد إلى أي طلب من وزارة الدفاع وإلى موافقة المالية. وتنطلق المرحلة الثانية بعد التحاق الدفعة الأولى من المتطوعين بالوحدات المنتشرة في الجنوب، في حين أن المرحلة الثالثة ستُنفد بعد إلحاق الدفعة الثانية من المتطوعين، على أن يجري في المرحلة الرابعة والأخيرة تقييم ما تم تنفيذه ووضع خطط مستقبلية لاستدراك الحاجات واستكمال القدرات لتحقيق الغاية المرجوّة للخطة. يشار إلى أن قيادة الجيش، تستخدم حساباً مصرفياً مستقلاً عن الخزينة العامة وعن موازنة الدفاع، في مصرف لبنان، يستقبل الهبات القطرية والأميركية وغيرها، وهو يدار مباشرة من قائد الجيش، ولا وصاية لأي جهة رسمية عليه. وسبق لوزيري دفاع سابقيْن أن سألا عن الحساب، وتولّت السفارة الأميركية في حينه التوضيح بأنه حساب خاص بقيادة الجيش، الأمر الذي انتهى بصمت وزارة الدفاع!......

اليونيفل عشية تمديد ولايتها: نشاط ميداني في خدمة العدوّ!

الاخبار..تقرير آمال خليل... يحل استحقاق التمديد لمهمة اليونيفل في جنوب لبنان نهاية الشهر الجاري. وبخلاف السجال الذي شهدته الدورة الماضية، يُتوقع أن يمر التمديد السابع عشر للقرار 1701 من دون جلبة. منسّق الحكومة السابق لدى اليونيفل العميد منير شحادة جزم لـ«الأخبار» بأن نص تمديد المهمة «لن يشهد تعديلاً، بل سيُعتمد النص الذي أُقر العام الماضي». شحادة الذي شارك في تمثيل لبنان في مفاوضات التمديد قبل عام، ربط هذه «السلاسة»، بـ«الخلاف المستفحل حالياً بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن على شؤون مختلفة، ما سيصعّب على الولايات المتحدة وفرنسا وغيرهما فرض الأجندات التي تريدها».وكان نص التمديد السادس عشر أعاد التأكيد على منح قوات اليونيفل حرية الحركة من دون مواكبة الجيش اللبناني، ولكن مع إبلاغ الحكومة اللبنانية. ويؤكد شحادة أن اليونيفل، ومن خلفها أميركا وإسرائيل، لم تتمكن من تطبيق بند حرية الحركة رغم الضغط الهائل على لبنان. واستحضر في هذا الإطار، إسقاط مقترح نصب كاميرات مراقبة دقيقة فوق مراكز اليونيفل على طول الخط الأزرق باتجاه الجانب اللبناني. لكنّ حوادث عدة سُجلت خلال العدوان الإسرائيلي أثارت تساؤلات حول محاولات اليونيفل ومن خلفها، فرض تغييرات عملانية وكسب صلاحيات ميدانية بعيداً عن النصوص. وهي محاولات تصب في مصلحة إسرائيل التي لم تتوانَ عن استهداف مراكز اليونيفل منذ عام 1978 وصولاً إلى العدوان الحالي. فقبل أسبوع، استهدفت مُسيّرة إسرائيلية مقاتلَين من حزب الله في الناقورة. وأكّد شهود عيان أن المُسيّرة لم تُلحظ أو يُسمع صوتها قبيل الاستهداف المفاجئ، ما وجّه الأنظار نحو الرادار الفرنسي المُستحدث الذي رُفع فوق قاعدة اليونيفل في جبل الناقورة، وما إذا كان يُستخدم في رصد تحركات المقاومين. وقبل نحو أسبوعين أيضاً، نصبت قيادة اليونيفل ما سُمي «الرادار البحري» الذي وُجّه نحو بلدات القطاع الغربي والساحل الجنوبي. ووفق مصادر متابعة، فإن نصب هذا الرادار المتطور جاء بتوصية من رئاسة أركان اليونيفل التي يتولاها دائماً ضباط فرنسيون. وكان رئيس الأركان الفرنسي السابق وجّه قبل انتهاء ولايته نهاية تموز الماضي، رسالة عتب إلى ضباطه «بسبب فشلهم في رصد أي مُسيّرة أو صاروخ دفاع جوي أو راجمة صواريخ» تطلقها المقاومة. فيما سُجّل عتب إسرائيلي على اليونيفل التي «لا تلعب الدور الكافي في تطبيق القرار 1701».

لفتت مصادر إلى نشاط كبير لمنظومات رادار جديدة لفرق أوروبية بحراً وبراً

الفشل الميداني الذي يعزوه ضباط اليونيفل إلى «تصدي أهالي البلدات لهم»، يحاولون التعويض عنه بمنظومة رادارات، إذ سبق رادار الناقورة نصب رادار مماثل في القاعدة الإسبانية في سهل بلاط. ووفق مصادر متابعة، فإن إسرائيل «طلبت من قائد اليونيفل الحالي الإسباني آرلودو لاثاروا نصب الرادار فور تعيينه قبل سنتين. لكنّ ضغوطاً محلية لبنانية أجّلت البت فيه، إلى أن أبدى قائد الجيش جوزف عون والحكومة موافقتهما عليه مع رفض وزير الدفاع موريس سليم». ويرصد الرادار الإسباني القطاع الشرقي حتى مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا عند الجولان السوري المحتل. ويستكمل الراداران منظومة الرادارات الفرنسية المثبّتة منذ ما بعد عدوان تموز 2006 في مركزَي الوحدة الفرنسية في القطاع الأوسط (برج قلاويه ومحيط بنت جبيل). كما دخلت بحرية اليونيفل على خط الرصد خلال أشهر العدوان الأخير للتعويض عن تعطّل أجهزة التجسس الإسرائيلية بفعل ضربات المقاومة. وبحسب مصادر ميدانية، ترابض بارجة تابعة لألمانيا التي تتولى قيادة اليونيفل البحرية منذ عام 2001 قبالة ساحل الناقورة، «ولا أحد يعلم من يصعد إليها أو ينزل منها أو يستعين بها في الاستطلاع، ولا سيما في المنطقة الممتدة من صور إلى الناقورة، والتي شهدت عمليات اغتيال عدة». الروايات كثيرة عن تعزيز منظومة التجسس والرصد لدى اليونيفل في الأشهر الأخيرة، علماً أن مهمات حفظ السلام تسمح للدولة المضيفة بالطلب منها وقف تعديل مهامها وفقاً للظروف. فهل توجب ظروف العدوان على اليونيفل تعزيز استخباراتها الميدانية ولصالح من؟.... في هذا السياق، لفت شحادة إلى أن بعض وحدات اليونيفل أدخلت عبر مطار بيروت الدولي قبل مدة وجيزة أجهزة رصد متطورة، ربطتها بـ«لزوم المهمة»، علماً أن كل المعدات الخاصة بقيادة اليونيفل أو الدول المساهمة تمر من دون تفتيش.

هوكشتاين استظلّ المفاوضاتِ حول غزة: مازال ممكناً تجنّب الحرب الواسعة بين «حزب الله» وإسرائيل..

لبنان «على الحبل المشدود» في انتظار «الخيط الأبيض من الأسود» لـ «أيام التفاوض»

الراي.... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- لبنان يلاقي المساعي الدولية لتطبيق الـ 1701 بالموافقة المبدئية على تطويع 1500 جندي كمرحلة أولى من خطة الـ 6 آلاف

- للمرة الأولى إسرائيل تدشّن مرحلة الغارات بصواريخ ارتجاجية خارقة للتحصينات في جنوب لبنان

... غداً لناظره قريب. هكذا بدا المشهدُ أمس في بيروت عشية الخميس المصيريّ في الدوحة والذي يتم التعاطي معه على أنه سيرسم حداً فاصلاً بين مرحلةٍ وأخرى، فإما يشكّل «كاسحةَ الألغامِ» من أمام «مقترح بايدن» لوقف النار في غزة وتالياً يوفّر «شبكة أمان» لهبوطٍ ناعم للإقليم برمّته من أعلى منحدرٍ يقف عليه مع الحرب الواسعة التي تطرق الأبوابَ، وإما يحرق جميع أطراف الصراع المباشَرين المَراكب وتدخل المنطقةُ، خصوصاً لبنان ومعه إيران هذه المرة... «منطقة الأعاصير». ومع العدّ العكسي للمفاوضاتِ الحاسمة حول غزة والمرشّحة لأن تستمرّ أياماً، ما لم يبرز ما يبرّر قطْعَها من «أول دخولها»، كان المشهد اللبناني:

- عين على ارتفاع «حرب السقوف» ولاسيما النفسية إلى أعلى مستوى على جبهة التفاوض، وسط إشاراتٍ متناقضة من «حماس» حيال مشاركتها في الجولة الجديدة من المحادثات في قطر، والتي عبّر عنها تارةً قولُ إنها لن تَحضر ثم تسريب أنها «لن تشارك ولكنها منفتحة على لقاء الوسطاء بعد الاجتماع». على أن أوساطاً مطلعة أبدتْ اقتناعاً بأن الحركةَ لا يمكن أن تمنح بنيامين نتنياهو «هديةً» في الشكل يمكن أن تحجب جوهرَ المشكلة الكامنة في إغراقه المفاوضات بشروطٍ وكأنها «عبوات ناسفة»، وتالياً «تَحَمُّل الجريمة» عنه. من هنا، وفي الوقت الذي سيرسل نتنياهو كامل وفد التفاوض الإسرائيلي، استبعدت الأوساطُ أن تغيب «حماس» عن محطةٍ جرى تقديمها على أنها النافذة الأخيرة لـ «النفاذ» باتفاقٍ حول غزة يمنع تَدَحْرجَ كرة النار - التي «التهمتْ» القطاعَ وناسَه - إلى عموم المنطقة، في ضوء استمهالٍ ضمني من «حزب الله» وإيران للردّ على اغتيال إسرائيل القيادي الكبير (في الحزب) فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت وإسماعيل هنية في قلْب طهران وذلك في انتظار تبيانِ الخيط الأبيض من الأسود في خميس التفاوض غير المباشر، وعلى قاعدةِ أن وقفَ الحرب في غزة قد يكون بديلاً يعوّض عن ضربةٍ بدا «محور الممانعة» مكرَهاً عليها ويستعدّ نتنياهو بإزائها لردّ أقسى على الردّ ضدّ إيران والحزب.

هوكشتاين و... الصنارة

- وعيْن على محطة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في بيروت التي أجرى فيها أمس محادثاتٍ مع كبار المسؤولين رَفَعَ فيها عنوانَ أن الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» مازال يمكن تجنُّبها وأنه «لم يعد هناك وقت أو أعذار من أي طرف لتضييع الوقت ولتأخيرٍ إضافي لبلوغ وقف نار في غزة»، معتبراً «ان الوصول إلى الصفقة حول غزة سيساعد أيضاً في إيجاد حل دبلوماسي ملحّ وضروري في لبنان، وهذا سيمنع حصول انفجار او حرب أوسع»، ومؤكداً أن «العمل يجري على مختلف المستويات الدبلوماسية وفي كل العواصم لإنجاح الحل الدبلوماسي الذي دعا إليه الرئيسان الأميركي والمصري وأمير قطر، وستتم مناقشته في اجتماعات الدوحة التي تبدأ الخميس وستستمرّ أياماً عدة»، ومعتبراً «أن القرار 1701 هو ضمانة الاستقرار في الجنوب». وبدا من محادثات هوكشتاين التي شملت رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي (في حضور وزير الخارجية عبدالله بو حبيب) وقائد الجيش العماد جوزف عون ووفد من نواب المعارضة، أن الموفدَ الأميركي الذي سلّم بـ«وحدة الساحتين» (بين جنوب لبنان وغزة) يحاول استباقَ استئناف مسار التفاوض - رغم صعوبات استيلادِ صفقةٍ حول غزة وفق المؤشرات حتى الساعة - بمعاودةِ رمي «صنّارة» وحدةِ الحلّ ومحاولة التذكير بركائز «اليوم التالي» لبنانياً والقائمة على الـ 1701 و«ملحقاتٍ» له على شكلِ ترتيباتٍ أمنية مُمَرْحَلة في منطقة جنوب الليطاني تتطلّب تعزّيز حضور الجيش اللبناني فيها مع قوة «اليونيفيل». وفي حين تمت مقاربة زيارة هوكشتاين بوصفها تأكيدا على أن إطار الحلّ، المتمحور حول الـ 1701 وابتعاد «حزب الله» عن الحدود ستبقى المسار الوحيد الذي سيَحْكم الوضعَ على جبهة الجنوب، سواء حصلت حرب واسعة أم لا، فإن مصادرَ سياسية رأتْ أن وصول الموفد الأميركية عشية المفاوضات حول غزة وعلى وهج تهديد إسرائيل برفْع التصعيد فور ردِّ «حزب الله» وإيران عليها، يعكس محاولةً لـ «استظلال» هذا المناخ الضاغط للحضّ على تَراجعاتٍ يمكن أن «يسوّقها» لدى تل أبيب للتخفيفِ من ردّ فعْلها على أيّ ضربةٍ على قاعدة أن ثمة مساراً واعداً لحلولٍ «غير قيصرية» وليس بالضرورة أن تأتي فوق... الحطام.

التطويع في الجيش والـ 1701

وإذ تَقاطع كل من بري وميقاتي على تأكيد «تمسك لبنان بالتمديد لمهام(اليونيفيل)وفق منطوق القرار 1701 الذي يطالب لبنان بتطبيقه كاملاً منذ اللحظات الأولى لصدوره عام 2006» وأن «مدخل الحل بوقف النار في غزة، وتطبيق الـ 1701 الذي يضمن استقرار الجنوب»، برز قرار مجلس الوزراء اللبناني أمس بالموافقة المبدئية على تطويع 1500 جندي لصالح الجيش اللبناني. والبارز أن حيثيات القرار، الذي تمت الموافقة عليه بناء على اقتراح ميقاتي، ارتكزت (وفق محضر الجلسة) على عرض قدّمه رئيس الحكومة «حول المرحلة الدقيقة التي يشهدها لبنان والمنطقة ككل، والتي تهدد بالانفجار الشامل، في ظل ازدياد الضغوط الدولية وتزايد عدد زيارات الموفدين الدوليين المطالبة بتنفيذ التزامات لبنان الدولية لاسيما المتعلقة بالتطبيق الشامل للقرار 1701 بمندرجاته كافة». ووفق المحضر فإنه «بعد التواصل مع قيادة الجيش، تبين لرئيس مجلس الوزراء أن هذه الأخيرة، وفي ظل تطور الأحداث في غزة وتدهور الوضع في الجنوب وإمكان الدخول في حرب مفتوحة، قد قامت بوضع خطة لتعزيز قدرات وحداتها المنتشرة في الجنوب، مساعدة المواطنين الجنوبيين على العودة إلى قراهم، دعم نشاطات إصلاح البنية الحيوية، مؤازرة مختلف أجهزة الدولة عند تنفيذها للمهام المنوطة بها وزيادة التنسيق والتعاون مع قوات الـيونيفيل لتطبيق القرار 1701 بمختلف مندرجاته، وأن الخطة المذكورة آنفاً تقوم على تطويع 6 آلاف جندي لصالح الوحدات المنتشرة في الجنوب على 4 مراحل تبدأ بـ المرحلة صفر (المرحلة الحالية) وترتكز الجهود فيها على تحسين الخطط، تعزيز التنسيق مع الجهات المانحة لتأمين التمويل واستكمال الاستعدادات اللوجستية والإدارية لاستدعاء المتطوعين الجدد». وتقوم المرحلة الأولى «(تبدأ بعد الحصول على الموافقة السياسية) على استدعاء أول دفعة من المتطوعين وعددهم 2000 جندي، تجهيزهم وتدريبهم بالتوازي مع بدء استقبال المعدات والتجهيزات من الدول المانحة وبدء استقبال طلبات التطويع للدفعة الثانية. والمرحلة الثانية وتنطلق بعد إدخال الدفعة الأولى من المتطوعين بالوحدات المنتشرة في الجنوب وتضم نفس الخطوات المتبعة في المرحلة الأولى (...)». وبناءً عليه، قرر المجلس«السير بالمرحلة الأولى من خطة قيادة الجيش، وبالتالي الموافقة المبدئية على تطويع 1500 جندي لصالح الجيش، وعلى أن يصار إلى السير بالإجراءات اللازمة بحسب الأصول بالتنسيق بين وزارتي الدفاع الوطني والمال».

صواريخ ارتجاجية في الجنوب

وفي موازاة ذلك، ووسط استمرار «التكهناتِ» حيال موعد ردّ كل من «حزب الله» وإيران، برز انتقال جبهة الجنوب إلى مرحلة غير مسبوقة من التصعيد عبّر عنها تدشين إسرائيل استخدام صواريخ ارتجاجية خارقة للتحصينات، وهو ما ساد اعتقاد بأنه قد يكون مرتبطاً بأهداف «تحت الأرض». وغداة غارة إسرائيلية ليل الثلاثاء على بلدة كفركلا استُخدمت فيها ثلاث قنابل ارتجاجية أدت إلى تدمير 4 منازل ونشر الإعلام الإسرائيلي أنها «قنابل MK-84 مزودة بمجموعة GBU-31 JDAM أسقطت من طائرة أف - 35»، استهدف الطيران الحربي أمس بلدة عيتا الشعب بصاروخين ارتجاجيين أحدث انفجارهما دوياً تردّد صداه حتى منطقتي صور والنبطية.

17 جريحاً

وفي موازاة ذلك، أغارت مسيّرة إسرائيليّة على دراجة ناريّة وسيارتين في بلدة العباسية ما أدى بحسب«مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية»إلى سقوط 17 جريحاً (بينهم 4 سوريين وفلسطيني وامرأة وطفلة عمرها 8 سنوات) بينهم أربع حالات حرجة. ورداً على غارة العباسية ‏قصف «حزب الله» مستعمرة ‏كريات شمونة بِصليات من صواريخ الكاتيوشا، كما هاجم"بأسراب من المسيرات الانقضاضية تجمعاً مستحدَثاً ‏لجنود العدو ‏في شمال أبيريم رداً على اغتيال 2 من عناصره أول من امس بغارة على برعشيت، علماً أنه كان استهدف في الإطار نفسه ليل الثلاثاء قاعدة جبل نيريا (مقر قيادي كتائبي تشغله حاليا قوات من لواء غولاني) بصليات من صواريخ الكاتيوشا».

2312 إصابة بينها 547 وفاة منذ بدء المواجهات جنوباً

نشرت وزارة الصحة العامة اللبنانية التقرير التراكمي للطوارئ الصحية (حتى تاريخ 13 أغسطس) وأظهر أنّه تم تسجيل 2312 إصابة، منها 547 وفاة منذ بدء المواجهات في جنوب لبنان.

هوكشتاين: الآن وقت الحلّ

أكد الموفد الأميركي آموس هوكشتاين أنه زار لبنان «بناء لطلب الرئيس جو بايدن قبل انطلاق المفاوضات للوصول الى وقف لإطلاق النار في غزة»، معتبراً «ان ذلك سينعكس إيجاباً على لبنان»، ومشيراً الى «أن أمد الصراع في المنطقة قد طال بما فيه الكفاية وآن الأوان لدوامة الحرب أن تتوقف». وقال هوكشتاين بعد لقاء لأكثر من ساعة مع رئيس البرلمان نبيه بري: «عندما كنت في لبنان في آخر زيارة لي في شهر يونيو الماضي وقفتُ هنا وقلتُ للجميع إننا نؤمن بأن النزاع قد استمر لفترة طويلة، وان حلاً ديبلوماسياً ممكناً وملحاً بات ضرورياً. وذلك كان صحيحا حينها، وللأسف مازال صحيحا اليوم». أضاف: «نؤمن بأن الحل الدبلوماسي مازال ممكناً الوصول اليه لأننا نعتقد ونؤمن أن لا أحد يريد حرباً شاملة بين لبنان وإسرائيل، ونعرف أن الصراع بين الطرفين قد تصاعد منذ آخر زيارة الى لبنان، وقد تحدثت مع دولة الرئيس نبيه بري عن الوضع في لبنان والحاجة الى خفض التصعيد عبر الخط الأزرق وفي المنطقة». وتابع ان «الرئيس بايدن يعمل من دون كلل للقيام بذلك ويركز عمله أيضاً للوصول إلى صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، وطلب مني العودة الى لبنان قبل معاودة المفاوضات، وتحدثتُ مع الرئيس بري عن الاتفاقية المطروحة على الطاولة حول وقف النار في غزة. وأعتقد أننا توافقنا أنه لم يعد هناك وقت أو أعذار من أي طرف لتضييع الوقت وأن الوصول الى الصفقة سيساعد أيضاً في إيجاد حل دبلوماسي هنا في لبنان وذلك سيمنع من حصول انفجار او حرب أوسع. وبالتالي الاتفاق سيوجِد الظروف المناسبة لعودة النازحين الى منازلهم وبالتالي سيتمكن الجانبان من العيش بأمان على طرفي الحدود، علينا الاستفادة من هذه النافذة في العمل الدبلوماسي والحل الدبلوماسي والوقت لذلك هو الآن». ورداً على سؤال عن الرسالة التي حملها الى لبنان واللبنانيين؟ قال «رسالتي الى الشعب اللبناني بسيطة أعتقد ان اميركا توافق مع الشعب اللبناني الذي يريد ان يعيش حياته بأمن وسلام وازدهار، وألا يعيش تحت التهديد المستمر الناجم عن النزاعات والحروب، هذه الرسالة نريدها للجميع في المنطقة التي عانت بما يكفي، فكلما مر الوقت بالتصعيد والتوتر والنزاع اليومي كلما تصبح إمكانية حصول حوادث يدفع ثمنها المدنيون وقد تخرج الأمور عن السيطرة. لذلك الوقت الآن هو للعودة الى الاتجاه الصحيح». وأضاف: «رسالتي للشعب اللبناني واضحة وهو ما قاله الرئيس بايدن أخيراً، العودة الى المفاوضات كسبيل ملح لوقف إطلاق النار في غزة واطلاق سراح الأسرى ووضع حد لما يجري، وهنا في لبنان نحن نؤمن وبحاجة للوصول إلى نهاية لهذه الأزمة اليوم. وموقفنا لا يؤيد ربط الأزمات في المنطقة، ولكننا ندرك ونفهم أنه علينا العمل معا لوضع حد للنزاع في قطاع غزة». يُذكر أن بري جدد التأكيد والمطالبة بـ «ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة ولبنان منذ أكثر من 10 أشهر»، مبدياً «قلقه الشديد من الخطوات التصعيدية التي تقدم عليها المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية من خلال سياسة الاغتيالات العابرة للحدود سواء ما حصل في العاصمة الإيرانية طهران أو العاصمة اللبنانية بيروت ناهيك عن سلسلة المجازر الإسرائيلية اليومية التي ترتكب في حق الأطفال والمدنيين في قطاع غزة ولبنان وليس آخِرها ما حصل في حق المصلين فجراً في مدرسة التابعين في قطاع غزة».....

هوكشتاين زار بيروت بلا مبادرة جديدة: واشنطن لا تريد الحرب لكنها عاجزة عن منعها

الجريدة...بيروت - منير الربيع .....بخلاف ما كان متوقعاً أو ما تمّ تسريبه في إسرائيل عن أن المبعوث الأميركي آموس هوكتشاين قد وصل إلى تل أبيب قبل زيارته للبنان، فهو وصل إلى لبنان أولاً آتياً من لندن وبالتالي لم يكن قد التقى المسؤولين الإسرائيليين، في وقت تشير مصادر متابعة إلى أنه كان على تواصل معهم عن بعد. في لبنان تنقل الجهات اللبنانية المختلفة أجواء إيجابية عن فحوى الزيارة، وتقول مصادر قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري إن ما عرضه هوكشتاين يؤكد جدية الأميركيين في السعي للوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإن إدارة الرئيس جو بايدن لا تريد استمرار الحرب وأنها ستمارس كل الضغوط وتبذل كل الجهد لوقفها، كما أن أميركا ستضغط على إسرائيل في مقابل ضغوط مصرية وقطرية على حركة حماس لدفعها إلى الموافقة على اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى والرهائن. وقال هوكشتاين في مؤتمر صحافي إنه عرض مع بري اتفاق وقف اطلاق النار الذي يجري التباحث بشأنه والأجواء المحيطة بالمفاوضات التي من المقرر أن تنطلق اليوم في الدوحة والتي دعا اليها ثلاثي الوساطة واشنطن والقاهرة والدوحة. ما تشير إليه المصادر أيضاً هو قناعة هوكشتاين والأميركيين بأن وقف إطلاق النار في غزة هو المدخل لوقف إطلاق النار في لبنان، وذلك بحال حصل فسيعني أن لبنان يمكنه أن يتعافى. جرى في اللقاء التشديد على ضرورة منع إسرائيل من التصعيد، وضرورة تثبيت الاستقرار في جنوب لبنان في المرحلة التالية للحرب بالإضافة إلى التمديد لقوات الطوارئ الدولية اليونيفيل كعنصر ضامن للاستقرار وهذا ما شدد عليه برّي أيضاً، إلى جانب التأكيد على تطبيق القرار 1701 كاملاً ومن دون الخوض في التفاصيل، لكن بحسب المعطيات فإن تطبيق القرار ينص بوضوح على عدم حصول أي تحركات عسكرية أو بروز مظاهر مسلحة في جنوب نهر الليطاني بشرط أن تلتزم إسرائيل بالقرار أيضاً وتوقف خروقاتها. إلى جانب هذه النقاشات، تشهد الكواليس السياسية والدبلوماسية المزيد من المساعي لاحتواء التصعيد والبحث في منع حصول أي تفجير للأوضاع لا سيما أن مفاوضات الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة ستأخذ وقتاً، بينما قد يكون هناك انتقال إسرائيلي إلى مسار آخر من العمليات في القطاع، وما هو نوع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة الذي يمكنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار في لبنان، خصوصاً أن الإسرائيليين سيعملون على تخفيف حدة عملياتهم العسكرية في غزة والتركيز على العمليات الموضعية وعمليات الاغتيال أو محاولات إنقاذ الأسرى، وبالتالي بحال تم التحول إلى هذا النمط من العمليات هل يمكن لحزب الله أن يوقف النار أو يخفض من التصعيد لتلافي اندلاع الحرب؟ كذلك من بين المناقشات التي تدور أنه في حال ردّ حزب الله على اغتيال رئيس أركانه فؤاد شكر، وكان هناك ردّ إسرائيلي على الردّ، كيف سيتصرف الحزب وهل لديه نية بالاتجاه نحو مزيد من التصعيد أم الحفاظ على الضوابط؟ يتضح بالنسبة إلى الأميركيين أن حزب الله وإيران لا يريدان الحرب ولكن لا أحد قادراً على الحصول على موقف من حزب الله حول آلية ردّه على اغتيال شكر وكيفية استمرار تضامنه مع غزة. عملياً لم يحمل هوكشتاين أي مبادرة جديدة باستثناء الاستشعار الأميركي للمزيد من المخاطر والسعي إلى كيفية تفادي الانفجار.

ميقاتي: نحن أمام فرص قلقة للدبلوماسية لمنع الحرب

أوعز بتأمين الاعتمادات اللازمة في حال وقوع الحرب... و1.67 مليون دولار للأمور الملحة

بيروت: «الشرق الأوسط»... أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، العمل المستمر لحماية لبنان، مشيراً إلى «أننا أمام فرص قلقة للدبلوماسية التي تتحرك لمنع الحرب ووقف العدوان الإسرائيلي،» في وقت أوعز فيه بتأمين الاعتمادات اللازمة في حال حصلت اعتداءات إسرائيلية على لبنان، وقررت الحكومة فتح اعتماد بقيمة 150 مليار ليرة (1.67 مليون دولار) للأمور الملحة لـ«الهيئة العليا للإغاثة» ضمن خطة الطوارئ التي تعمل عليها لمواجهة الحرب الإسرائيلية المحتملة على لبنان. وفي كلمة له في مستهل جلسة الحكومة، أكد ميقاتي على تمسك الحكومة بحق لبنان في تحرير أرضه وحفظ سيادته، قائلاً: «بعد أكثر من 10 أشهر من الحرب على لبنان وغزة، لا نزال ندفع ثمناً باهظاً من أرواح شبابنا وأهلنا وبلداتنا واقتصادنا، مصرِّين على وقف الحرب، ومؤكدين موقف لبنان الواضح بالتقيد الحرفي بمضامين القرار (1701) وتنفيذ كامل بنوده ومندرجاته من قبل الجميع؛ لأنه المدخل إلى أي حل». وعدّ ميقاتي «أننا أمام فرص قلقة للدبلوماسية التي تتحرك لمنع الحرب ووقف العدوان الإسرائيلي، فالجولات الخارجية مع رؤساء وقادة أجانب وإخوة عرب تكثفت؛ نظراً إلى خطورة الوضع اللبناني والإقليمي، وخطورته على أمن المنطقة، وبالأخص ما يعنينا من منع الحرب، ووقف إطلاق النار هو وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وغزة، وما تتركه من تدمير وتهجير وقتل على مرأى من العالم أجمع». وأكد: «لن نتهاون في توظيف كل قدراتنا وصداقاتنا لحماية بلدنا وإدانة أفعال إسرائيل الجُرمية، ورفع الصوت لتحريك الضمير العالمي، فالتعنت الإسرائيلي يهدد مساعي وقف الحرب ولا يقيم وزناً لمبادرات وسطاء الخير». ورد ميقاتي على الانتقادات التي تُوجه إلى الحكومة في هذه المرحلة، قائلاً: «في هذه الظروف الصعبة نحن نحتاج إلى تعزيز الوحدة بين اللبنانيين لا إلى المزايدات والسجالات العقيمة، كالتي سمعناها ونسمعها من قبل البعض، فما تقوم به الحكومة هو منع الانهيار الكامل لهيكل الدولة والحفاظ على إنتاجية المؤسسات العامة...». وتحدث ميقاتي عن خطة الطوارئ التي تنفذها الحكومة لمواجهة الحرب المحتملة، منوها بـ«عمل وتحضيرات هيئة الكوارث ولجنة الطوارئ وبأداء منسقها وزير البيئة ناصر ياسين، للوقوف مع أهلنا وأن نكون بخدمتهم ونخفف من آلام المرحلة وآثارها. كما أن يكون المستقبل مرحلة أمن واستقرار، فيستعيد لبنان ازدهاره».

الوزير ياسين: 150 مليار ليرة لبنانية للأمور الملحة في خطة الطوارئ

من ناحيته، قال الوزير ياسين: «نحن نتحمل مسؤوليتنا كاملة في هذا الوضع الذي نراه أمامنا في الجنوب والتدمير الممنهج في القرى والبلدات الحدودية»، مشيراً إلى أنه عرض «كل ما نقوم به ضمن خطة الطوارئ الوطنية التي تقوم بها الحكومة مع إداراتها وأجهزتها كافة، خصوصاً على المستوى المحلي بالتنسيق مع المحافظين الذين فعّلوا لجان إدارة الأزمات والكوارث والمخاطر في المحافظات، خصوصاً في الجنوب والنبطية، ولاحقاً في المحافظات الأخرى، وتمت مناقشة الأمور الأساسية، ومنها كيفية وضع اعتمادات بشكل متدرج». ولفت كذلك إلى أن «رئيس الحكومة أبدى انفتاحه على زيادة هذه الاعتمادات حسب الحاجة، خصوصاً للأمور الملحة، وهي مراكز الإيواء، ووزارة الصحة، ولجان إدارة الأزمات في المحافظات، وأيضاً تجهيز 200 مدرسة لتكون مراكز إيواء في حال توسعت الاعتداءات»، مشيراً إلى التعاون في هذا الإطار مع المنظمات الدولية، «وتم عرض لكيفية القيام باجتماعات ولقاءات مع الهيئات المانحة التي لا تزال خجولة في تأمين المساعدات عبرها، ولكن سيتم العمل بدءاً من أول الأسبوع المقبل بجلسات متتالية معها لتأمين مساعدات إضافية».

لبنان: فتور في علاقة «التقدمي» و«القوات» يسعيان لاستيعابه بوقف الحملات

التباين في مقاربتهما لتداعيات مساندة «حزب الله» لـ«حماس» أخرجه للعلن

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير... تطغى حالة من الفتور على العلاقة بين حزبي «القوات اللبنانية» و«التقدمي الاشتراكي»، أدت إلى انقطاع التواصل بينهما، واستعيض عنه باتصال بين النائبين وائل أبو فاعور وملحم رياشي، انتهى إلى وقف تبادل الحملات الإعلامية والسياسية التي بلغت ذروتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من دون أن ترتد سلباً على مصالحة الجبل التي رعاها البطريرك الماروني الراحل نصر الله بطرس صفير، كونهما يصران على تحصينها وتوفير الحماية السياسية لها. فتور العلاقة بين الحزبين لم يظهر للعلن وبقي صامتاً، إلى حين تعمّق الخلاف بينهما في مقاربتهما للتداعيات السياسية والأمنية المترتبة على اشتعال الوضع في جنوب لبنان، في ضوء القرار الذي اتخذه «حزب الله» بإسناده لحركة «حماس» في قطاع غزة، مع أن مصدراً بارزاً في حزب «القوات» حاول التخفيف من وطأته باتهام جهات لم يسمّها تتعمد ضرب العلاقة بين الحزبين، من دون أن يقلل من الخلاف حول دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري النواب للحوار والتشاور كأساس لدعوتهم لجلسات متعددة بدورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية.

«التقدمي»: لجنبلاط الحق في موقفه

في المقابل، يؤكد مصدر في «التقدمي» أنه يحق لرئيسه السابق وليد جنبلاط أن يحتفظ لنفسه بمساحة سياسية في مقاربته للقضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل دفاعاً عن حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يحق لأي طرف التصرف مع جنبلاط وكأنه ملحق بسياسته بخلاف قناعاته، برغم أنه كان أول من نصح «حزب الله» بعدم توفير الذرائع لإسرائيل لاستدراجه نحو توسعة الحرب في جنوب لبنان، وبضرورة التنسيق مع الحكومة بكل ما يتعلق بالجهود لإعادة التهدئة إلى جنوب لبنان. ويلفت المصدر إلى أن «التقدمي» تجنّب الدخول في سجال مع الحزب بعد أن قرر مساندة «حماس» طالما أنه يتصدى للعدو الإسرائيلي، برغم الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، ويقول إنه لا يزال في ربط نزاع معه من موقع الاختلاف في مقاربتهما للملف الداخلي، من دون الانجرار إلى صدام يؤدي إلى تطييف الخلاف أو الدخول في رهانات تؤدي إلى تعميق الهوة بين اللبنانيين بدلاً من العمل ما أمكن على ردمها.

خلاف حول الحوار الرئاسي

ويعترف المصدر نفسه أن دعوة بري للحوار والتشاور شكّلت مادة خلافية مع المعارضة، وإن كان «التقدمي» ليس مع الحوار بمن حضر، وهذا ما أجمع هو وبري عليه لتفادي تكرار ما حصل عندما قررت الحركة الوطنية، فور اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، عزل حزب «الكتائب» الذي أكسبه تأييداً مسيحياً غير مسبوق. ويؤكد أن «التقدمي» يحرص على استحالة انتخاب رئيس من دون أن يقترن بتأييد أحد أبرز المكوّنات في الشارع المسيحي، أي «القوات» و«التيار الوطني الحر»، ويقول إن بري يشاركه في الرأي، ويؤكد أن تأييده للحوار أمر لا بد منه لأن هناك صعوبة بانتخاب الرئيس من دون التوصل إلى تسوية معه بغياب التواصل بين المعارضة و«حزب الله». ويؤيد «التقدمي»، بحسب المصدر، الحوار بلا شروط، ولا يمكن الطلب من بري أن يسحب تأييد ترشيحه للنائب السابق سليمان فرنجية للرئاسة كشرط للتشاور، ويقول إن ما يهمه، أي بري، انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد، ويسأل: من قال إنه يقفل الباب أمام التوصل إلى تسوية رئاسية؟ مضيفاً: علينا أن نجرّبه بدعوته للحوار للتأكد مما إذا كان يقفل الأبواب في وجه مثل هذه التسوية.

تموضع في الوسط

ويضيف أن «التقدمي» يتموضع حالياً في الوسط، وأن «اللقاء الديمقراطي» برئاسة تيمور وليد جنبلاط، كان ولا يزال مع انتخاب رئيس يكون على مسافة واحدة من الجميع، وأن ما يشاع عن استعداده للانقلاب على موقفه يأتي في سياق «الحرتقات» في محاولة للتأليب عليه من قبل المعارضة، وأن هناك ضرورة لتبيان موقفه ووالده للعودة إلى ما أبلغه لسفراء اللجنة «الخماسية» أنه لا تسوية رئاسية بلا ترجيح للخيار الرئاسي الثالث على غيره من الخيارات. ويستحضر المصدر نفسه ما آلت إليه اجتماعات «اللقاء الديمقراطي» برئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ويقول: لم نتفق معه على تشكيل قوة نيابية وسطية تضمه وكتلة «الاعتدال» النيابي، نظراً لأننا الأقدر على التواصل مع الجميع، وكنا طرحنا مبادرة أساسها الدعوة للتوافق على تسوية رئاسية، وهذا ما يجمعنا مع كتلة «الاعتدال» التي لم تظهر حماسة حيال ما طرحه عليها، ويؤكد أنه لا مجال لانتخاب الرئيس إلا بالتوافق على تسوية رئاسية.

«القوات»: تباين لم يصل إلى خلاف

بدوره، لا ينفي المصدر البارز في «القوات» وجود تباين مع «التقدمي»، وهذا أمر طبيعي بين حزبين، لكنه لم يصل إلى حد الخلاف في العمق الذي يستعجل الطلاق السياسي بينهما، برغم أن بعض الجهات تتعمد الدخول على خط التباين، لأنه لا مصلحة لها في تقاطعهما على عدد من القضايا المطروحة، وأبرزها رئاسة الجمهورية، بترجيحهما الخيار الرئاسي الثالث، ويعترف بأن دعوة بري للحوار واحدة من نقاط التباين، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات» تقدمت بالأسباب الموجبة لرفضها الدعوة، كونها تشكل خرقاً للدستور وسابقة يمكن أن تتكرر مع أي استحقاق رئاسي أو حكومي من دون أن تتنكر لدوره في التوصل إلى تسوية رئاسية. ويلفت المصدر إلى عدم وجود خلاف مع «التقدمي» في «مقاربتنا لانتخاب الرئيس»، ويقول إننا «اتفقنا على دعم ترشيح النائب ميشال معوض، وأيدناه في أكثر من جلسة انتخابية، ثم تقاطعنا وإياه بالتفاهم مع «التيار الوطني الحر» على ترجيح الوزير السابق جهاد أزعور الذي كان أحد المرشحين، والذي أدرج وليد جنبلاط اسمه إلى جانب قائد الجيش العماد جوزف عون والنائب السابق صلاح حنين، وقوبل ترشيحه برفض من محور الممانعة الذي لا يزال يتمسك بفرنجية. ويؤكد أن «ما يجمعنا أيضاً عدم مقاطعة جلسات الانتخاب، ونتمسك بتقاطعنا على ترشيح أزعور إلى أن يتم التوصل إلى تسوية رئاسية»، ويقول إن «مساندة (حزب الله) لغزة أوجدت حالة من التباين، ولكل منا أدبياته في التعبير عن موقفه، لكن ما يجمعنا تأييدنا لجنبلاط الذي كان السبّاق بالدعوة للتمسك باتفاقية الهدنة وضرورة تنفيذ كل مندرجاتها كأساس لعودة الهدوء إلى الجنوب، كما نلتزم وإياه بتطبيق القرار 1701».

حريصون على العلاقة مع «التقدمي»

ويجزم المصدر أنه لا علاقة لـ«القوات» بالحملة التي استهدفت جنبلاط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و«نحن نلتزم بالتهدئة لأن ما يجمعنا يدعونا للحفاظ عليه من موقع التباين حول الحوار، وفي مقاربتنا للوضع في الجنوب وربطه بغزة بقرار منفرد من (حزب الله)»، نافياً اتهام «القوات» بالرهان على ما ستؤول إليه المواجهة المشتعلة جنوباً، مبدياً تفهمه لمواقف جنبلاط من الجنوب. ويؤكد أن «ما يعنينا أن تبقى قنوات التواصل والعلاقة قائمة مع (التقدمي) ولا تعكرها التباينات ولا التشويش عليها من هنا وهناك»، ويقول إن هناك ضرورة للحزبين للحفاظ على المساحات السياسية المشتركة التي أوجدتها انتفاضة «ثورة الأرز» في 14 مارس (آذار) بإعطاء الأولوية لمشروع الدولة، وللبنان أولاً، للوصول إلى ما هو منشود لإعادة الانتظام للمؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية، ليكون في وسعنا الانتقال به تدريجياً إلى مرحلة التعافي من الأزمات المتراكمة التي يتخبط فيها.

هوكستين يفاجئ المعارضة اللبنانية بطرح انتخابات رئاسية «في أسرع وقت»

بيروت: «الشرق الأوسط».. فاجأ المبعوث الأميركي آموس هوكستين وفد المعارضة اللبنانية التي التقاها على هامش زيارته إلى بيروت، الأربعاء، بطرح ملف الانتخابات الرئاسية و«ضرورة انتخاب الرئيس سريعاً لدوره مع الحكومة في مرحلة ما بعد الحرب». ونقل عنه أحد النواب الذين التقاهم قوله إنه ركّز مع رئيسي البرلمان والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي على ضرورة الإسراع في انتخاب الرئيس. وقال:«كنا سعينا لانتخابه سابقاً، لكن الرئاسة ارتبطت بالوضع في الجنوب، أما اليوم فالضرورة تقضي الإسراع بانتخابه لما سيكون له وللحكومة من دور لمواكبة تطبيق (1701) وإعادة الإعمار نظراً لحجم الدمار الكبير الذي أصاب الجنوب». وقالت مصادر متابعة للاتصالات، التي أجراها هوكستين في بيروت، إن الأخير تمنى إعطاء فرصة كافية للمباحثات التي ستجري في الدوحة حول الهدنة في غزة، ألا يكون هناك فعل وردة فعل، مؤكداً أن التوصل إلى وقف إطلاق النار سينعكس على جبهة الجنوب في لبنان، حيث لا بد أن تتكثف عندها الاتصالات للتوصل إلى استقرار دائم وتطبيق القرار 1701 على مراحل. ونقل النواب عنه إشارته إلى «تداعيات ما حصل في مجدل شمس باستهدافها بصاروخ أدى إلى مقتل 12 طفلاً». وسأل كيف سيكون الوضع وتداعياته فيما لو استهدفت مدرسة في أي مكان، وسقط ما يزيد عن 40 تلميذاً.

لبنان: إبراهيم كنعان يكمل عقد النواب الخارجين من «التيار الوطني الحر»

الشرق الاوسط...اكتمل عقد إقالات النواب من «التيار الوطني الحر»، الذي يرأسه النائب جبران باسيل، بخروج أحد أبرز أعضاء كتلته البرلمانية؛ النائب إبراهيم كنعان، رئيس لجنة المال والموازنة في البرلمان اللبناني؛ لينضم إلى النائبَين ألان عون (ابن شقيقة مؤسس «التيار» الرئيس السابق ميشال عون) الذي أقيل مطلع الشهر الحالي، وسيمون أبي رميا الذي استقال بعد ذلك بأيام، وكذلك خروج نائب رئيس مجلس النواب إلياس أبي صعب مقالاً قبل ذلك بأشهر. وخرج كنعان بمؤتمر صحافي تحت عنوان: «قوتنا بوحدتنا» طرح فيه الرجوع عن قرارات الإقالة والاستقالة وفتح «حوار بين القاعدة والقيادة»، ليتحول الأمر إلى ما يشبه الإقالة بعد رد «التيار» عليه، وتسريب معلومات عن قرار بفصله. وعقد النائب كنعان مؤتمراً صحافياً طرح فيه دعوة إلى حوار «جدي وعميق يجمع بين الأصول والقواعد الحزبية لـ(التيار الوطني الحر) من جهة؛ والتضامن والوحدة من جهة أخرى». وقال كنعان في المؤتمر: «المرحلة الراهنة تتطلب لمّ الشمل والحفاظ على دور (التيار) ووحدته وثقله النيابي. وهذا ما أعتبر أنني كنت وما زلت مؤتمناً عليه قولاً وفعلاً، بالقناعة والعمل، لا مجرد شعار للمناورة أو لتصفية الحسابات. وتاريخي وممارستي شاهدان على ذلك». ورأى كنعان أنه «إذا كان من حق القيادة أن تسهر على تطبيق النظام الداخلي لـ(التيار)، فمن حق القاعدة القلقة ولديها ملاحظات أن يُسمع صوتها في سياق مقاربة الهدف الأساس، ألا وهو مصلحة (التيار) وتطوره. والأكيد أن القلق عند القاعدة لا يعالَج بالتجاهل والتمسك بالنصوص، بل بالحوار والتفهم والتواصل الهادئ؛ لأن الشرخ - أي شرخ من أي جهة أتى - سيضر بـ(التيار) وبمبادئه، ويؤذي نضاله، ويتنكر لتاريخه، كما أن النصوص يجب أن تتكيف وتتطور وفق ما يساعد ويقرّب، لا ما يعقّد ويباعد».

مبادرة ودعوة للحوار

وطرح كنعان مبادرته قائلاً: «بمسعى أخير، وأنا على يقين بصعوبته، لا بل ربما باستحالته عند البعض، لكنني (...) أوجه دعوة لحوار جدي وعميق يجمع بين الأصول والقواعد الحزبية من جهة، والتضامن والوحدة من جهة أخرى»، مقترحاً «التراجع عن كل المواقف والقرارات المسبقة من فصل واستقالات وإحالات مسلكية، ووقف الحملات الإعلامية بين أبناء البيت الواحد. وإعطاء مهلة أسبوع لحل إشكالية الالتزام من خلال حوار مباشر يجب أن يبدأ بالتفاهم على سقفه ومضمونه».

رد «التيار»

وأتى الرد سريعاً من «اللجنة المركزية للإعلام والتواصل» في «التيار الوطني الحر»، التي أعربت عن استغراب «(التيار) أن يلجأ أي نائب ملتزم بحزبه إلى عقد مؤتمر صحافي للحديث عن شؤون حزبه الداخلية؛ إذ كان الأجدى بالنائب إبراهيم كنعان أن يقوم، حرصاً على (التيار)، بأي مسعى جدي بشأن (لمّ الشمل) داخل أروقة التيار المفتوحة للنقاش، وليس بحركة استعراضية في الإعلام؛ وهو المدرك جيداً أنه ما دقّ باباً إلا ووجده مفتوحاً أمامه». وشدّدت في بيان على أنّه «كذلك؛ كان الأحرى به أن يكون مثالاً للالتزام بالأنظمة الحزبية و​بسياسة​ (التيار)، وليس محرّكاً لحالة سياسية خارجة عن النظام والأصول. أما وقد فعل؛ فإنه مدعو إلى الالتزام والانضباط داخل (التيار)؛ لأنه على دراية تامّة بالإجراء القائم داخله بما يتعلّق بوجوده داخل الهيئة السياسية وداخل المجلس السياسي، وقد أصبح خارجه».

وزير الخارجية الفرنسي في بيروت الخميس ضمن جهود خفض التصعيد

بيروت: «الشرق الأوسط».. يقوم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، غداً (الخميس)، بزيارة لبيروت «في إطار الجهود الدبلوماسية المستمرة من أجل خفض التصعيد في المنطقة»، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصادر دبلوماسية الأربعاء. ومن المتوقع أن يلتقي سيجورنيه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي ونظيره عبد الله بو حبيب، بحسب المصدر. وكان سيجورنيه قد زار لبنان خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، حيث التقى بري وميقاتي.



السابق

أخبار وتقارير..بين التهديد والحماية..كيف عاد مضيق هرمز إلى دائرة الخطر؟..بعيدا عن الأسلحة النووية.. تركيز أميركي على "السلاح الأقوى" لحسم حروب المستقبل..«أكسيوس»: بلينكن يرجئ زيارته إلى الشرق الأوسط..بايدن: الهجوم الأوكراني في روسيا معضلة حقيقية لبوتين..كييف: سنوقف هجومنا في كورسك إذا وافقت موسكو على "سلام عادل"..زيلينسكي يعلن السيطرة على 74 بلدة داخل روسيا..بوتين يعين حارسه السابق لإدارة الدفاع عن كورسك..بولندا توقّع عقداً لشراء 96 مروحية «أباتشي» أميركية بتسعة مليارات يورو..ترامب يؤكد تعامله «بحزم مع إيران ووكلائها»: الشرق الأوسط يأخذنا إلى حرب عالمية ثالثة..حملة هاريس تتلقى إخطارا بتعرضها لحملة تأثير من جهة خارجية..ألمانيا.. دعوى قضائية ضد حظر وإغلاق مسجد الإمام علي.."باحترام ووقار".. الشيخة حسينة تدعو أنصارها للنزول للشارع..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..القيادي في حماس أسامة حمدان: نواجه صعوبة في التواصل مع السنوار..أميركا وقطر تحضّان كل الأطراف على عدم «تقويض» محادثات الهدنة..مفاوضات «الفرصة الأخيرة»..مقترح أميركي وشروط جديدة لنتنياهو..إسرائيل تنشر مُخطّطات إقامة مُستوطنة جديدة..625 ألف طفل فلسطيني خسروا عاماً دراسياً..خسائر الشمال الإسرائيلي بالمليارات..إصابة 10 آلاف جندي في حرب غزة..ضغوط دولية لمنع اعتقال نتنياهو وغالانت..أربعة أسئلة حول مفاوضات الخميس لوقف إطلاق النار في غزة..تحقيق لهآرتس يتحدث عن استخدام الجيش الإسرائيلي فلسطينيين كدروع بشرية..إردوغان بحث مع عباس التطورات في غزة والأراضي الفلسطينية..الحريديم» يهددون نتنياهو بإسقاط حكومته إذا استمر اقتحام بن غفير للأقصى..مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,345,648

عدد الزوار: 7,629,233

المتواجدون الآن: 0