أخبار لبنان..صواريخ تستهدف زيارة رئيسي الأركان الإسرائيلي والأميركي إلى مستوطنات الشمال..إسرائيل: مصممون على الإضرار بحزب الله والقضاء على قياداته..رئيس الأركان الأميركي: لبنان هدأ والعين على إيران..«الحرب النفسية» لم تهدأ ونتنياهو يُحذّر من «اقتياد إسرائيل إلى المسلخ»..جبهة لبنان بعد المواجهة «المدوْزنة»..استراحة ما بين عاصفتين؟..البابا يستنكر أن يدفع لبنان «ثمن» الحرب في المنطقة..«حزب الله»: لا نريد خوض حرب شاملة..نصر الله يتفهم المزاج الشعبي ويعد اللبنانيين بفرصة لتنفس الصعداء..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 آب 2024 - 3:31 ص    عدد الزيارات 347    التعليقات 0    القسم محلية

        


صواريخ تستهدف زيارة رئيسي الأركان الإسرائيلي والأميركي إلى مستوطنات الشمال.....

الجنوب يتنفس الصعداء والتمديد لليونيفيل الخميس..ووزير الكهرباء يبحث عن 1200 ميغاواط...

اللواء.....بعد يوم وأكثر على ردّ حزب الله على قصف الضاحية الجنوبية، واغتيال القيادي العسكري فؤاد شكر، برز السؤال مساء أمس: هل استهدف حزب الله بقصفه مستوطنات الشمال زيارة رئيس الاركان الاسرائيلي هاريسي هليفي ورئيس اركان الجيش الاميركي الجنرال تشارلز براون الى المستوطنات للاطلاع على مجريات المواجهة بعد فجر الاحد الماضي؟......... مجريات الوقائع، تؤكد ان تسلل سرب من الطائرات المسيَّرة الى داخل اسرائيل يدعم فرضية الاستهداف، حيث تم ايضاً اطلاق 20 صاروخاً باتجاه المستوطنات الشمالية، حيث دوت (معاريف) صافرات الانذار في مستوطنات ايليت هشاجر، مشمار غوردان، حانيت، شلومي، جادوت، ايموكا وصولاً الى عرب العرامشة، ليمان ويعارا، قوبلت بصواريخ اعتراضية. وفيما امتنعت دوائر الاحتلال عن كشف المزيد من المجريات، نقل عن هاليسي، من على الحدود مع لبنان قوله: مهمتنا واضحة، وهي اعادة سكان الشمال الى منازلهم بأمان في اسرع وقت ممكن. وكان رئيس الاركان الاسرائيلي اعلن تصميمه على إلحاق الضرر بحزب الله والقضاء على قياداته. يبدو ان المواجهات في جبهة الجنوب ستستمر بلا افق حتى التوصل الى وقف لإطلاق النار ولو مؤقت في غزة، اذا تمكنت الادارة الاميركية من فرض الاتفاق على رئيس حكومة اسرائيل نتنياهو، لذلك التصعيد وارد في اي لحظة ولو ان المواجهات اليومية في جبهة الجنوب عادت امس بعد رد الحزب على اغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر الى طابعها السابق من قصف وقصف مضاد ضمن قواعد الاشتباك.

لكن يُخشى من استمرار العدو الاسرائيلي في خرق هذه القواعد مجدداً كما حصل امس بالغارة على سيارة في منطقة عبرا قرب مدينة صيدا بإستهداف مسيَّرة احد مسؤولي حركة حماس، وهو عدوان لا يمر ببساطة بل سيستدعي رداً قوياً من الحزب ولو بقي ضمن قواعد الاشتباك عبر استهداف اهداف عسكرية. انما الخشية هي من اي خطأ في حسابات اسرائيل، بخاصة بعدما اعلنت وسائل اعلام عبرية امس، ان جيش الاحتلال الاسرائيلي «قد يشنّ هجوماً استباقياً آخر ضد حزب الله هذا الأسبوع»، ما يعني ان لا افقاً واضحاً في مسار المواجهات فقد تخف وقد تتطور وفق حسابات حكومة الاحتلال.

الخماسية: لا إهمال للملف الرئاسي

وفي سياق متصل، اوضح مصدر دبلوماسي متابع عن قرب لحركة اللجنة الخماسية العربية – الدولية لـ «اللواء»، ان اللجنة لم تهمل موضوع الاستحقاق الرئاسي في لبنان، لكن دولها كانت منهمكة خلال الاشهر القليلة الماضية بمتابعة محاولات وقف الحرب في غزة وانعكاسها التلقائي على وقف مواجهات جبهة الجنوب اللبناني. وقالت المصادر: ان اللجنة كانت مستغرقة بالعاجل وهو وقف الحرب في غزة، وفي المهم وهو تصاعد المواجهات في الجنوب، وماجرى قبل يومين (رد حزب الله على اغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر) يؤكد اهمية استمررا السعي لوقف الحرب في غزة حتى يتوقف اطلاق النار في الجنوب. اضاف المصدر: في حال وفّقت اللجنة في تهدئة الاوضاع في غزة والجنوب، تعيد الاهتمام بملفات لبنان واولها ملف الاستحقاق الرئاسي وملفات ومواضع لبنانية اخرى مهمة ايضاً. وفي سياق حركة اللجنة، استقبل سفير المملكة العربية السعودية في لبنان الدكتور وليد بن عبدالله بخاري، في مقر إقامته في اليرزة، السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفي ماغرو. وهما سفيرا الدولتين في اللجنة الخماسية العربية – الدولية. وجرى خلال الاستقبال البحث في أبرز المستجدات السياسية الحاصلة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، خاصة في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة الجنوبية، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين في كافة المجالات.

التجديد باللون الأزرق

واستمر الاهتمام الاوروبي والدولي بالوضع في لبنان، فتلقى الوزير عبد الله بو حبيب اتصالاً من مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل، تناول فيه مطالب لبنان في ما خص التجديد لليونيفيل وتطبيق القرار 1701. وكان الوزير بو حبيب ناقش أيضا في اتصال هاتفي مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان آخر مستجدات تمديد ولاية اليونيفيل. وأعاد الوزير بوحبيب تأكيد موقف لبنان» الثابت للتمديد لليونيفيل لسنة أخرى، ومن دون إدخال أي تعديلات على قرار التمديد». يشار الى ان فرنسا قدمت الصيغة النهائية لقرار التجديد لليونيفيل، على ان توضع باللون الازرق وتقرّ الخميس من دون ادخال تعديلات جوهرية. ولاحظت نائبة المتحدث باسم اليونيفل كانديس ارديل ان سكان جنوب لبنان تنفسوا الصعداء، بعد تطورات الامس، وذكرت ان الهدوء عاد الى الحياة، وبات التوتر في الجنوب اقل حدة، مشيرة الى ان اليونيفيل ستطبق قرار مجلس الامن، وستستمر بمهامها بموجب القرار 1701 وبالتنسيق مع الجيش اللبناني.

الموازنة.. والمواجهة

مالياً، ومن دار الفتوى بعد لقاء المفتي الشيخ محمد رشيد قباني اعلن وزير المالية يوسف خليل ان موازنة 2025 ستكون امام مجلس الوزراء في الايام القليلة، بعدما بلغنا مرحلة وضع اللمسات الاخيرة عليها. وقبل احالة الموازنة الى المجلس النيابي، على ان تقر اولاً في مجلس الوزراء، وصفت النائب غادة ايوب، وهي عضو في «تكتل الجمهورية القوية» (حزب القوات اللبنانية) الموازنة بالوهمية، متحدثة عن مواجهة مستمرة.

الكهرباء

كهربائياً، من المفترض ان تكون الباخرة التي اشتراها لبنان وصلت الى حيث سيجري فحصها، وبالتالي تجهيزها للتوزيع على معامل الانتاج في الزهراني ودير عمار، مع الاشارة الى ان باخرة الفيول الجزائري تصل الاسبوع المقبل محملة بـ32 الف طن من الفيول، يرجح استبدالها او بيعها مما يعني تأخير الاستفادة. وفي لقاء اعلامي حضره السفير الجزائري رشيد بلباقي، اعتبر وزير الطاقة والمياه وليد فياض ان هبة الرئيس الجزائري عبد الميجد بتون ستساعد في تعددية المنظومة الطاقوية في لبنان، مشدداً على ان تفتح هذه المبادرة آفاق التعاون بين البلدين، لتشمل الغاز وغيره. واعتبر ان الازمة سببها الانهيار المالي الذي يعانيه البلد، كاشفاً ان العراق يزود لبنان بالمحروقات الكافية لتوليد 600 ميغاوات، وقال: نحتاج في هذه المرحلة الى 600 ميغاوات اضافية لتصل الى 1200 ميغاوات، مما يمكننا من تنفيذ خطة الطوارئ للنهوض بقطاع الكهرباء وزيادة ساعات التغذية بالتيار.

الوضع الميداني

ميدانياً، ما ان اعلن عن زيارة لرئيس اركان الجيش الاسرائيلي برفقة رئيس اركان الجيش الاميركي، حتى انهالت القذائف والصواريخ على شمال اسرائيل، بالوقت الذي قصفت القوات الاسرائيلية بالغارات الحي الشرقي من بلدة ميس الجبل، ونهر الخردلي ووادي زوطر ودير سريان ووادي الحجير، والمنطقة بين حداثا ورشاف والحرش الممتد بين حداثا ورشاف والطريري. وذكرت «يديعوت احرنوت» ان منظومات الدفاع الجوي تطلق صواريخ لاعتراض مسيَّرات اطلقت من لبنان باتجاه مستعمرات الشمال. وحسب ما نقلت «يديعوت احرنوت» اندلع حريق في «اييليت هشاحر» من جراء صواريخ حزب الله على سهل الحولة. وكان العدو الاسرائيلي عمد الى التصعيد عند ساعات الظهر حيث بدأ باستهداف سيارة في صيدا عند مدخل عبرا تعود الى احد قياديي الفصائل الفلسطينية الا انه نجا واصيب بجراح طفيفة، واكمل العدو مسلسل العدوان على القرى الجنوبية مستهدفا طير حرفا والطيبة وغيرهما، فيما ردت المقاومة باستهداف مواقع جيش العدو في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وافادت الزميلة ثريا حسن زعيتر أن مسيّرة اسرائيلية معادية استهدفت بصاروخين سيارة رباعية الدفع من نوع هوندا CR-V عند اوتوستراد الشمّاع، بين حارة صيدا وعبرا، بعد ظهر امس واشارت المعلومات الى ان لا اصابات في الغارة الاسرائيلية اذ ان المستهدف نجا قبل حدوث الضربة. وقد نجا سكان مبنى لين على أوتوستراد الشماع نتيجة العدوان الصهيوني على السيارة في صيدا، حيث قصفت المسيَّرة صاروخين، وقع واحد على سطح المبنى والآخر على السيارة. وأفادت المعلومات الأولية أن الشخصية المستهدفة فلسطينية من قادة حماس. كان قد ركن سيارتة قرب السوبرماركت تاركا الهاتف بداخلها ما أدى إلى استهدافها ونجاته.

لبنان يودِّع سليم الحص باستذكار استقامته الوطنية

ودّع لبنان الرسمي والسيايس والشعبي الرئيس سليم الحص، وأمّ الصلاة على جثمانه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بحضور الرئيس نجيب ميقاتي، وممثل الرئيس نبيه بري النائب محمد خواجه، والرئيسين فؤاد السنيورة وحسان دياب والوزير السابق محمد المشنوق ممثلاً الرئيس تمام سلام، والنائب السابق محمد الحجار ممثلاً الرئيس سعد الحريري. كما مثل النائب محمد رعد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وكانت الحكومة أقامت مأتماً رسمياً للرئيس الراحل، ونقل الجثمان ملفوفاً بالعمل اللبناني ومحمولاً على عربة مدفع، بمواكبة من قوى الأمن الداخلي في موكب انطلق من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الى مسجد مقام الإمام الأوزاعي، وأقيمت مراسم التشييع في باحة المسجد عند وصول الجثمان، حيث أدت كتيبة من قوى الأمن الداخلي التحية للفقيد وعزفت موسيقى لحن الموتى. ثم أمّ المفتي الصلاة على جثمان الفقيد، ووري الثرى في مدافن العائلة في جوار مقام الامام الاوزاعي، ووضعت الاكاليل من الزهور على الضريح. وتقبل الرئيس ميقاتي والمفتي دريان وابنته وداد وحفيده سليم رحال التعازي في باحة المسجد. وتتقبّل العائلة التعازي اليوم وغداً في مسجد الخاشقجي.

إسرائيل: مصممون على الإضرار بحزب الله والقضاء على قياداته..

دبي - العربية.نت.. بعد الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان ردا على هجوم واسع شنه حزب الله على شمال إسرائيل والجولان، كشفت تل أبيب أنها مصممة على مواصلة إلحاق الضرر بالجماعة اللبنانية والقضاء على قياداتها. وقال رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هيلفي، اليوم الاثنين، "مصممون على مواصلة إلحاق الضرر بحزب الله والقضاء على قياداته". كما أضاف "حزب الله لديه قدرات ومهمتنا لم تكتمل بعد"، مضيفاً "مهمتنا واضحة وهي إعادة سكان الشمال إلى منازلهم". وكانت إسرائيل أعلنت سابقا أنها استبقت "هجوماً كبيراً" لحزب الله كان من المقرر أن ينفذ فجرا أمس الأحد، وأحبطته، مضيفة أنها استهدفت مئات منصات إطلاق الصواريخ في الجنوب اللبناني. كما توعدت بقصف كافة المناطق اللبنانية التي تشكل تهديدا لمواطنيها. بينما كشف بعض الترجيحات الإسرائيلية أن حزب الله كان ينوي استهداف مقر الموساد والقاعدة 8200 الاستخباراتية شمال تل أبيب. في حين نفى الحزب إحباط هجومه، لافتاً إلى أنه نفذه بنجاح عبر ضرب 11 موقعاً عسكرياً إسرائيليا في الشمال الإسرائيلي والجولان السوري المحتل، بصواريخ ومسيرات. ومنذ أواخر الشهر الماضي تصاعدت المخاوف الدولية من توسع الصراع في المنطقة، بين إسرائيل من جهة وإيران وأذرعها من جهة أخرى خاصة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في 31 تموز/يوليو في طهران، واغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية بضربة إسرائيلية، وتوعد كل من المسؤولين الإيرانيين وحزب الله برد موجع.

رئيس الأركان الأميركي: لبنان هدأ والعين على إيران

دبي - العربية.نت.. صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال سي.كيو. براون، أن المخاطر على المدى القريب لاتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط انحسرت إلى حد ما بعد تبادل إسرائيل وحزب الله في لبنان إطلاق النار دون حدوث مزيد من التصعيد. غير أنه شدد قائلاً: "لكن إيران لا تزال تشكل خطراً كبيراً بدراستها توجيه ضربة لإسرائيل"، وفق رويترز.

"الآن يعتمد الأمر على كيفية مضي الثاني"

ولفت براون إلى أن هجوم حزب الله كان واحداً فقط من هجومين كبيرين هدد بشنهما ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة. كما تهدد إيران بشن هجوم على خلفية مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران الشهر الماضي. وعندما سئل عما إذا كان خطر اندلاع حرب إقليمية قد انخفض في الوقت الراهن، فقال براون: "إلى حد ما.. نعم". كذلك أضاف لدى مغادرته إسرائيل: "كان لديك أمران كنت تعلم أنهما سيحدثان. حدث أحدهما بالفعل. والآن يعتمد الأمر على كيفية مضي الثاني". وأردف: "كيفية رد إيران ستكون من محددات كيفية رد إسرائيل، وهو ما سيكون بدوره من محددات ما إذا كان هناك اتساع لرقعة الصراع أم لا".

3 أيام لمنطقة الشرق الأوسط

يشار إلى أن براون تحدث لرويترز بعد رحلة استغرقت 3 أيام لمنطقة الشرق الأوسط. إذ ذهب إلى إسرائيل بعد ساعات فقط من إطلاق حزب الله مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل رداً على اغتيال تل أبيب القيادي العسكري بالحزب فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية الشهر الفائت، فيما شن الجيش الإسرائيلي ضربات على لبنان قال إنها أحبطت هجوماً أكبر. وكانت هذه واحدة من أكبر اشتباكات دائرة على الحدود منذ أكثر من 10 شهور، لكنها انتهت أيضاً بأضرار محدودة في إسرائيل ودون صدور تهديدات في نفس الوقت بمزيد من الثأر من أي من الجانبين.

إعلام العدو تبنّى رواية الضربة الاستباقية: لكن كيف يمكن لنا أن نردع حزب الله؟

الأخبار..... رغم أن كل وسائل الإعلام الرئيسية في كيان الاحتلال تبنّت رواية الجيش عن الضربة الاستباقية فجر الأحد، إلا أن الانتقادات التي كالها المعلّقون لرئيس حكومة العدو وللناطق باسم الجيش دلّت على استمرار أزمة الثقة، خصوصاً أن كثيرين وجدوا أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عرف كيف يدير الدفّة في خطابه عن عملية «يوم الأربعين». والخلاصة المشتركة بين كل ما قاله المسؤولون والمعلقون في الكيان هي أن حزب الله لا يبدو مردوعاً، ومستمر في حرب الاستنزاف حتى يتوقف القتال في غزة.

قائد جهادي كبير يروي عن استعدادات المقاومة للحرب: هدفنا تدمير جيش العدو وسينتشـلون الجثث من تحت ركام المدن

وعبّر الخبير الأمني يوسي ميلمان عن هذا الموقف بوضوح في مقال له جاء فيه: «لقد أوضح الأمين العام لحزب الله نصرالله ما حدث هذا الصباح. إنه عدو قاس، لا يعترف بحق إسرائيل في الوجود». فيما رأى المحلل الإسرائيلي بن كاسبيت، في مقال في موقع «والا»، أن نتنياهو لجأ مرة أخرى إلى «الخيار السهل، وبدلاً من اختيار التحركات القوية التي من شأنها استعادة الردع الإسرائيلي، وإعادة سكان الجليل الأعلى إلى منازلهم، فضّل عملية تعطيل ناجحة، ولكن محدودة». وأعرب عن شكوكه في «قدرة الحكومة الإسرائيلية على الدخول في مواجهة مفتوحة مع حزب الله». وكتب المحلل والخبير الإسرائيلي نير كيبينيس، في الموقع نفسه، أن «الحكومة بالتعاون مع الجيش تؤجل المواجهة الحتمية، وسندفع جميعاً الثمن غالياً كما في الجنوب». وأشار العميد المتقاعد داني فان بيرن، في صحيفة «معاريف» إلى وجود «فرصة تاريخية للدخول في مواجهة شاملة»، مشدداً على أن «المواجهة مع إيران لا يمكن تأجيلها (...) ويجب علينا أن نفهم مصالح جميع الأطراف في المعادلة، وأن نحقق فقط مصالح إسرائيل. وفي الواقع الحالي، فإن العمل العسكري القوي وحده هو يضمن ذلك»، معتبراً «أن الفرصة الآن سانحة لتوجيه ضربة قوية إلى إيران وحزب الله، قبل حصول طهران على برنامجها النووي، واستعادة حلفائها لقوتهم». وذهب الضابط السابق في «الشاباك» موشيه بوزيلوف إلى ضرورة تجنب الدخول في حرب مفتوحة مع إيران وحزب الله. وقال في مقال في «معاريف»: «نحن في حرب مسرحية، حيث يختبر كل طرف حدود قدرة الطرف الآخر على التحمل. إذا استمرت إسرائيل في العمل بنموذج الضربات الوقائية الدقيقة، مع الحفاظ على التنسيق السياسي مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، فهناك فرصة جيدة لتجنب حرب شاملة». ومع ذلك، توقّع بوزيلوف أن «تدفع واشنطن باتجاه التصعيد مع إيران، من خلال توجيه ضربة إليها باعتبارها راعية للإرهاب، وهو ما قد يدخل المنطقة في حرب مفتوحة». ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لمراسلتها في القدس إيزابيل كيرشنر، أن الكثير من الإسرائيليين «استيقظوا صباح الأحد ليجدوا أنه على الأقل في الأمد القريب، بدا أن الهجوم الذي طال انتظاره قد انتهى قبل أن يبدأ تقريباً». وأضافت أنه «سرعان ما أعلنت إسرائيل وحزب الله عن نوع من الانتصارات: إسرائيل بسبب ضرباتها الاستباقية قبل الفجر ضد ما قال الجيش إنها آلاف منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله في جنوب لبنان، وحزب الله بسبب إطلاقه اللاحق لوابل من الصواريخ والمُسيّرات على شمال إسرائيل، والتي قال الجيش الإسرائيلي إنها قتلت ضابطاً بحرياً. وبحلول وقت الإفطار، كان الجانبان يستخدمان لغة الاحتواء».

رغم ما يتعرض له من ضربات قاسية، يبدو حزب الله قادراً على تعويض خسائره

وحذّر الصحافي المخضرم إيهود يعاري من أنه «قد تكون هناك مراحل. يمكن أن يكون هناك تصعيد تدريجي». وقال إن «إسرائيل ركّزت على إحباط التهديد للقوات والمدنيين الإسرائيليين من ترسانة حزب الله من الصواريخ والمُسيّرات، وليس أصولها أو بنيتها التحتية الأوسع». إلى ذلك، خلصت دراسة لمعهد دراسات الأمن القومي إلى أنه «في هذه المرحلة، ليس من الواضح ما إذا كان حزب الله سيكتفي بهذا الرد، أم أنه سيحاول شن هجوم واسع النطاق آخر في المستقبل. ومع ذلك، من المرجّح أن يواصل الحزب حرب الاستنزاف المحدودة في الشمال حتى يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في الجنوب». وكتب سيث جيه فرانتزمان أن حزب الله «لا تردعه أي خطوة. ورغم كل ما يتعرض له من ضربات قاسية، يبدو أنه قادر على تعويض خسائره وغير مردوع». وأضاف: «حتى الآن، يبدو أن حزب الله مرتاح إلى هذا النوع من الصراع، حيث يملي هو وتيرة ووقت ومكان الهجوم»، مشيراً إلى أن «السؤال في إسرائيل الآن، هو ما إذا كان يمكن ردع حزب الله، ومتى قد يحدث ذلك، وسط شعور بأن إسرائيل أرادت خلال الأشهر السبعة الماضية تحويل التركيز إلى الشمال. لكن الحرب في غزة لا تزال تتطلب التركيز لأن حماس تواصل هجماتها».

نتنياهو: حزب الله يريد تدميرنا

الأخبار .... لم يكن ممكناً لصحافي أو سياسي أن يستخرج الموقف الفعلي لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو من الصراع الدائر، سواء مع غزة أو على الجبهات الشمالية التي تمتد بالنسبة إليه من لبنان إلى إيران. لكن عائلات أسرى العدو لدى المقاومة الفلسطينية نجحوا في إخراج الرجل عن طوره، ودفعه إلى قول ما يفكر فيه، وهو ما ظهر في التسريبات المسجّلة للاجتماع العاصف له معهم، إذ بدأ بمحاضرة قال فيها: «أريد أن أخبركم بما أنا مشغول به. أنا أتعامل مع خطر تدمير هذا البلد». وعندما حاولت مستوطنة أُطلق سراحها قبل فترة سؤاله عما إذا كانت «الحرب أكثر أهمية من الرهائن»، ردّ نتنياهو بعصبية: «يبدو أنّك لم تكوني تستمعين إليّ بعناية كافية». وتابع: «مستقبل دولة إسرائيل موضع شك... وجود الدولة برمته، ووجود المستوطنات في الجنوب والوسط والشمال في خطر، وكل شيء، كل شيء موضع شك»، مضيفاً: «أقول لكم الحقيقة، نحن بحاجة إلى التعامل مع هذه الخطة الرامية إلى تدمير إسرائيل». وتطرّق إلى الحديث عن الصفقة حول غزة، متسائلاً: «من يقلْ إننا في حال توصلنا إلى صفقة سيُحل كل شيء مجنون. فهذا وهم». وأضاف بحدّة: «إيران تخطط لإبادتنا، وحزب الله يخطط لإبادتنا، إنهم في حلقة حولنا، ولن نذهب مثل الخراف إلى المسلخ».كلام نتنياهو عكسه خبراء في دراسات نُشرت في تل أبيب أمس ومنها ما يدعو إلى «رسم خريطة التهديدات. حيث تمثّل إيران الساحة الخطيرة وجودياً لإسرائيل. وبعدها يجب تحدي حزب الله كساحة أساسية. والجيش الإسرائيلي ملزم بأن يعالج حزب الله بسرعة. في الجيش يقدّرون بأنه في الأيام القريبة المقبلة، ستكون وجهتنا نحو استمرار القتال القوي في الشمال». ودعا الخبراء الحكومة إلى عدم التصرف وفق أن إسرائيل «خائفة من التصعيد»، بل «يجب توجيه ضربة شديدة القوة، والتوجه صوب مواجهة مع حزب الله من دون الانجرار إلى مواجهة إقليمية».

«الحرب النفسية» لم تهدأ ونتنياهو يُحذّر من «اقتياد إسرائيل إلى المسلخ»

جبهة لبنان بعد المواجهة «المدوْزنة»..استراحة ما بين عاصفتين؟

الراي... | بيروت - وسام أبوحرفوش وليندا عازار |.......غداة «الساعات القتالية» الأعنف بين «حزب الله» وإسرائيل على مقلبيْ الحدود والتي حملتْ، عملياً، قَفْلاً لـ «حسابِ» الردّ على اغتيال القائد الكبير في الحزب فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، ساد لبنان مناخٌ مزدوجٌ من «التقاطِ الأنفاس» وتَحَسُّبٍ لموجاتِ تصعيدٍ أخرى، وإن عَكَسَ حرصُ طرفيْ المواجهة المفتوحة منذ 8 اكتوبر على إدارةٍ محسوبة لـ«مشهدية 25 اغسطس» محاذرتهما القفزَ في قلب الهاويةِ من دون أي «مظلات أمان» بإمكان الخروج منها «قِطْعة واحدة». ورغم الدلالات البارزة لمرور عمليتيْ «يوم الأربعين» و«سلام تل أبيب» بأضرار «مدروسة» أحصى الطرفان تحت غبارها «إنجازاتٍ» طبّلتْ لها اسرائيل التي بدت مزهوّةَ بنتائج الضربة الاستباقية التي نفّذتْها والأهداف المزعومة التي أصابتْها، وأخرى هلّل لها «حزب الله» الذي «عَبَر» بين الأساطيل الأميركية وتهديدات تل أبيب لتنفيذ «وَعْد الانتقام» ولو بتراجعاتٍ عن «السقف الأوّلي» الذي كان رُسم ومعادلات الردع المبدئية (الضاحية مقابل تل أبيب)، فإن «تنفيسَ» الفالق الذي كان يَشي بـ «زلزلة» وشيكة لجبهة الجنوب لم يكن كافياً للاطمئنان إلى أنها خرجتْ من «المنطقة الحمراء». وفي حين كان يسود تل أبيب جوٌّ بأن «فاتورةَ» الردّ على اغتيال شكر «سُددتْ»، وسط إيحاءاتٍ بأنّ «عائد» الضربة الاستباقية الواسعة في جنوب لبنان يستظله بنيامين نتنياهو لبعض المرونة في ما خص نقاطاً عالقة في المفاوضات حول هدنة غزة التي انتهتْ جولتها (الأحد) بلا توافق ولكن أحداً لم يعلن أنها بلغت الحائط المسدود، فإنّ هذا الأمر لم يهدئ كلياً المَخاوفَ مما سيكون على جبهة الجنوب في ضوء وقوعها بين «مطرقة» رَبْطٍ مُحْكَمٍ لها (من حزب الله) بحربِ القطاع و«سندان» تَمَسُّك تل ابيب بـ «فصل مسارات» التهدئة ما لم يكن الأمر في إطار تَفاهُم على ترتيباتٍ أمنية لـ«اليوم التالي» لبنانياً مازال البابُ أمامَها موصداً بـ «قِفْل» مقتضيات «وحدة الساحات» وعدم بلوغ أرضية مشتركة حول الآليات التنفيذية للقرار 1701 بوصْفه الناظم الأممي لهذه الجبهة. وراقبت بيروت باهتمام بالغ أمس مساريْن متوازيين:

- الأول موجة جديدة من «الحرب النفسية» على جبهة «المحور الإيراني» - تل ابيب مع توعُّد الحوثيين ومجموعات عراقية موالية لإيران باقتراب الردّ على اسرائيل (على غارة ميناء الحديدة واستهداف الضاحية وطهران)، بالتوازي مع تأكيد وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي «ان ردّنا على إسرائيل (على اغتيال اسماعيل هنية) سيكون حاسماً ومحسوباً ودقيقاً وإيران لا تسعى لتصعيد التوتّر لكنّها لا تهابه»، وكلام رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري «أننا لن نقع في فخ الاستفزاز الإعلامي الذي يمارسه العدو»، والقرارات بشأن الانتقام للشهيد هنية نتخذها بشكل مستقل، ومحور المقاومة كما رأينا الأحد سيتحرك بشكل منفرد ومستقل». ورغم أن هذا المسار بدا مربوطاً برفْع الضغوط على نتنياهو للسير بمفاوضات هدنة غزة الشائكة وتخفيف شروطه، فإنّ«فتيلَ الردّ»، وإن هذه المرة من ساحات «المحور» الأخرى (وتحديداً اليمن والعراق باعتبار أن تريث طهران مرشّح للتمديد) يشي باستمرار إقامة لبنان والمنطقة فوق الصفيح الساخن القابل للانفجار بأي سوء تقدير أو قرار تفجيري كبير.

- والثاني تقارير إعلامية في اسرائيل رجّحت أن يشن الجيش الإسرائيلي «هجوماً استباقياً» آخَر ضد حزب الله هذا الأسبوع، بالتوازي مع ما نُقل عن مصادر في الجيش الاسرائيلي من «ان الهجوم الاستباقي ضد حزب الله لم يغيّر الواقع ولا يمكن إعادة سكان الشمال لبيوتهم». والأخطر ما كشفته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن محادثة متوتّرة جرت (الاسبوع الماضي) بين نتنياهو وعائلات الرهائن لدى حماس كما الأسرى الذين أُفرج عنهم، وعن أنه سُمع في تسجيل صوتي وهو يحاول إقناع هؤلاء بأن هجوم السابع من أكتوبر أقل حجماً بكثير من المحرقة لأنه «خلال الهولوكوست، ارتكبوا هجوم السابع من أكتوبر 4500 مرة يومياً». وبدا نتنياهو في المقطع الذي بثته القناة الـ12 الأحد، انه كان يحاول إقناع الحاضرين بضرورة التركيز على دفاع إسرائيل عن نفسها في مواجهة إيران و"حزب الله"، أكثر من التوصل إلى صفقة للإفراج عن الرهائن. وقال لعائلات الرهائن: «أريد أن أخبركم بما أنا مشغول به. أنا أتعامل مع منْع تدمير هذا البلد»، وصولاً لسخريته ممن يعتقدون أن التوصل لاتفاق سيحل مشكلات إسرائيل، وأضاف: «إيران تخطط لإبادتنا، وحزب الله يخطط لإبادتنا، إنهم في حلقة حولنا، ونحن نقول إننا لن نذهب مثل الخراف إلى المسلخ». ويؤشر كلامُ نتنياهو بحسب أوساط سياسية في بيروت إلى أن تجاوز «قطوع» الردّ من «حزب الله»، لا يعني بأي حال انتهاء العاصفة، وسط خشية من أن يكون الأمر أقرب إلى استراحة «بين العاصفتين»، متوقفة في هذا الإطار عند أن اسرائيل لم توقف «حرب جدار الصوت»الذي كّررت خرقه أمس في أجواء بيروت، بالتوازي مع مضيّها في استهدافات لقرى وبلدات جنوبية وعودتها بالضربات الى مدينة صيدا حيث حاولت اغتيال أحد مسؤولي«حماس»فيما اكتفى «حزب الله» نهاراً بعملية واحدة ضد موقع راميا، وأعلن الجيش الاسرائيلي «إسقاط مسيّرة شرق بحيرة طبريا تسلّلت من سورية». وجاءت الضربة في عاصمة الجنوب عبر مسيّرة استهدفت بعد الظهر سيارة على طريق حارة صيدا - عبرا، في ظل تضارُب المعلومات حول المستهدَف ومصيره. وفيما أفادت وسائل إعلام لبنانية أن القيادي في«حماس» نضال حليحل هو الذي استُهدف بصاروخين أثناء مغادرته منزله وتوجّهه الى سيارته وأنه أصيب إصابة بالغة في قدميه، قال المسؤول الإعلامي في حركة «حماس» وليد كيلاني إن عملية الاغتيال في مدينة صيدا باءت بالفشل، مشيراً إلى أن المركبة التي تم استهدفها تعود لكادر في إحدى التنظيمات الفلسطينية«ولم يُصب بأيّ أذى».

فيديو الضربات

وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية نشرت فيديو حول الضربات التي نفّذتها 100 طائرة حربية في نحو 40 بلدة جنوبية وزعمت تل ابيب انها استهدفت آلاف منصات الصواريخ لحزب الله كانت معدّة للإطلاق نحو تل أبيب ومواقع إستراتيجية في إطار الردّ على اغتيال شكر، وهو ما نفاه الحزب بلسان أمينه العام السيد حسن نصرالله الذي أكد حصول الضربة قبيل بدء الردّ معلناً أنها لم تحصد ما زعمت اسرائيل تحقيقه، وجازماً بأن «الثأر» حصل كما كان مُعَداً له وبالعدد المحدد للصواريخ والمسيّرات التي شدّد على أنها أصابت الهدف الأصلي أي قاعدة غليلوت للاستخبارات العسكرية و«هدفاً مسانِداً»(قاعدة الدفاع الصاروخي في عين شيمرا). وأظهر الفيديو الذي نشر على حساب الوزارة في منصة «إكس» مساء الأحد، صوراً لِما أعلن الجيش الإسرائيلي انها ضربات على مواقع لحزب الله جنوب لبنان وذلك بمشاركة طائرات «أف - 35» كما بيّن مقطع اعتراض طائرة من دون طيار بواسطة مروحية قتالية، وإعادة تزويد الطائرات بالوقود في السماء اللبنانية.

القرار 1701

في الأثناء، شهد مقر الخارجية اللبنانية سلسلة لقاءات دبلوماسية تمحورت حول التمديد المرتقب لقوة «اليونيفيل»، حارسة تنفيذ القرار 1701 مع الجيش اللبناني، في مجلس الأمن بعد غد الخميس والمفاوضات المستمرة في مانهاتن لإمرار هذا التمديد الدوري. وفي هذا الإطار اجتمع الوزير عبدالله بوحبيب مع سفراء فرنسا، الصين، إسبانيا، وايطاليا والقائمَين بأعمال سفارتي روسيا والمملكة المتحدة، بعدما كان ناقش أيضاً في اتصال هاتفي مع سفيرة الولايات المتحدة آخر مستجدات تمديد ولاية «اليونيفيل». وعاود بوحبيب تأكيد موقف لبنان«الثابت لجهة التمديد لليونيفيل لسنة أخرى، ومن دون إدخال أي تعديلات على قرار التمديد». في موازاة ذلك، تلقى وزير الخارجية اتصالاً من مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تخلله بحث في التطورات الميدانية في جنوب لبنان والمنطقة. وبحسب المكتب الإعلامي لبوحبيب، أكد بوريل تأييده «موقف لبنان المطالب بالتطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن 1701». كما أسف بوحبيب وبوريل لـ«عدم تحقيق انفراجة في الجولة الجديدة من المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل الى وقف النار في غزة»، وشدّدا على «أهمية استمرار الجهود والمساعي لوقف النار في غزة باعتباره المدخل الأساس لوضع حدّ للتصعيد الدائر في المنطقة وتجنيبها حرباً شاملة».....

دعا إلى «الحقيقة والعدالة» في انفجار مرفأ بيروت

البابا يستنكر أن يدفع لبنان «ثمن» الحرب في المنطقة

| بيروت - «الراي» |.... دعا البابا فرنسيس، إلى «الحقيقة والعدالة» في ما يتعلق بانفجار مرفأ بيروت المُدمّر، وأكّد من ناحية ثانية، أن "لبنان هو مشروع سلام، ويجب أن يبقى، مشروع سلام. دعونا لا ننسى ما قاله القديس البابا يوحنا بولس الثاني... لبنان رسالة، وهذه الرسالة هي مشروع للسلام". وأضاف البابا أمام وفد من ذوي ضحايا الانفجار في الفاتيكان، «ان دعوة لبنان هي أن يكون أرضاً تعيش فيها مجتمعات مختلفة معاً، واضعاً المصالح العامة فوق المزايا الخاصة، حيث تلتقي الأديان والطوائف المختلفة في أخوة. معكم أشعر بالألم لأنني ما زلتُ أرى، كل يوم، الكثير من الأبرياء يموتون بسبب الحرب في منطقتكم، في فلسطين وإسرائيل، ولبنان يدفع الثمن. كل حرب تترك العالم أسوأ مما كان عليه». وتابع "ان الحرب هي دائماً فشل للسياسة والإنسانية، واستسلام مخز وهزيمة أمام قوى الشر... بكل تأثّر ألتقي بكم، أبناء عائلات ضحايا انفجار مرفأ بيروت الذي وقع قبل أربع سنوات. لقد صليت كثيراً من أجلكم ومن أجل أحبائكم، وما زلت أصلي، وأوحد دموعي مع دموعكم. واستطرد البابا أمام الأهالي «معكم أطلب الحقيقة والعدالة، التي لم تصل. نعلم جميعاً أن القضية معقدة وشائكة، وأن القوى والمصالح المتضاربة تؤثر عليها. ولكن الحقيقة والعدالة يجب أن تكونا. لقد مرت أربع سنوات من دون عدالة، أود أن يشعر كل واحد منكم، إلى جانب محبتي، بمشاعر الكنيسة بأكملها. نحن نشعر ونعتقد أن لبنان بلد معذّب. أعرف أن رعاتكم، والرهبان والراهبات، هم جيران هناك. أشكرهم من أعماق قلبي على ما فعلوه وما زالوا يفعلونه. أنتم لستم وحدكم ولن نترككم وحدكم، ولكننا سنبقى متضامنين معكم من خلال الصلاة والمحبة الملموسة». وفي 4 أغسطس 2020، دمر أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ أحياء بأكملها في العاصمة اللبنانية، وأسفر عن مقتل أكثر من 220 شخصاً وإصابة أكثر من 6500 آخرين.

مواجهات جنوب لبنان تعود إلى «قواعد الاشتباك»

«حزب الله»: لا نريد خوض حرب شاملة

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.... عادت المواجهات في جنوب لبنان بين إسرائيل و«حزب الله» إلى ما كانت عليه قبل ردّ الحزب، الأحد، على اغتيال القيادي فؤاد شكر، من دون أن يتجاوز «قواعد الاشتباك» التي من شأنها أن تؤدي إلى توسّع الحرب. وهذا ما جدد مسؤولون في «حزب الله» تأكيده بالقول إن «المقاومة لا تريد خوض حرب شاملة». وأعلن «حزب الله»، الأحد، أنه أطلق مئات المُسيَّرات والصواريخ على إسرائيل رداً على مقتل شكر بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 يوليو (تموز)، وقال أمينه العام حسن نصر الله، مساء الأحد، إن الهجوم استهدف قاعدة «غليلوت» قرب تل أبيب، فيما أكد الجيش الإسرائيلي في المقابل، أنه أحبط «جزءاً كبيراً من الهجوم» ولم يتحدث عن وقوع إصابات.

لا هدوء ولا حرب شاملة

ويعكس الواقع الميداني عودة المواجهات إلى القواعد السابقة مع تسجيل، يوم الاثنين، عمليات متبادلة ضمن الإطار الذي تسير عليه المواجهات بين الطرفين منذ 11 شهراً، وبعد ما أعلنه صراحةً نصر الله في كلمة له بعد رد الحزب مساء الأحد، قائلاً: «في المرحلة الحالية يمكن للبنان أن يرتاح، والعدو أعلن أن ما جرى اليوم انتهى»، داعياً الأهالي إلى العودة إلى منازلهم، في إشارةٍ إلى سكان الضاحية الجنوبية لبيروت الذين غادروا منازلهم بعد اغتيال القيادي فؤاد شكر والتهديدات المتبادَلة بالتصعيد. عن هذا الأمر يتحدث اللواء الركن المتقاعد الدكتور في العلوم السياسية عبد الرحمن شحيتلي، مؤكداً أن المعركة عادت إلى قواعد الاشتباك السابقة وأن احتمالات الحرب الشاملة تراجعت كثيراً. ويقول شحيتلي لـ«الشرق الأوسط»: «حزب الله نفّذ بضربة نوعية ضد هدف عسكري من دون أن يستخدم أسلحة كبيرة أو يضرب أهدافاً كبيرة في إسرائيل كي لا يؤدي ذلك إلى حرب، وهو ما تعكسه مواقف الطرفين، وبالتالي فإن الوضع الميداني سيعود إلى ما كان عليه قبل عملية اغتيال شكر، بحيث سيكون سقفها وأهدافها والمساحة التي تدور فيها معروفة بانتظار ما ستؤول إليه مفاوضات الهدنة في غزة». من هنا، يضيف شحيتلي: «الاتجاه السلبي للمفاوضات في غزة سيُبقي الوضع متوتراً على حاله في جنوب لبنان، أي لا وقف لإطلاق النار ولا حرب شاملة»، معتبراً أنه «لا يمكن لأحد أن يتحمل قرار الحرب ولا هي باتت اليوم مستبعدة ما لم يحصل أي أمر مفاجئ لم يكن في الحسبان».

«حزب الله»: لا نريد خوض حرب شاملة

جدّد «حزب الله» على لسان الوزير السابق محمد فنيش، التأكيد أنه لا يريد الحرب الشاملة. وقال فنيش، خلال احتفال تكريمي لأحد مقاتلي الحزب، إن الردّ على اغتيال شكر «أتى في إطار معاقبة العدو وإلزامه العودة إلى قواعد الاشتباك»، مشيراً إلى أنّ «المقاومة تمتلك من القدرات ما يجعلها مستعدّة لكل الاحتمالات، وهي لا تريد خوض حرب شاملة لأن أهدافها ليست كذلك، لكن إذا ما حاول العدو أن يتجاوز الحدود أو يتمادى أو يستهدف المدنيين، فالمقاومة مستعدة للرد وهي حاضرة وجاهزة لكلّ احتمال». وهاجم من تحدث عن حرب شاملة مقبلة، قائلاً: «أما أولئك الذين روّجوا لإمكانية الوصول إلى حرب شاملة، وأنّ الأيام الآتية قد تشهد مثل هذه الحرب، فنقول لهم: كُفّوا عن مثل هذه التحليلات، سواء بغرض تثبيط العزائم أو التهويل أو التخويف، لأنّنا تجاوزنا كل هذه المراحل، وحواجز الخوف قد سقطت، والخشية من العدو قد أصبحت من الماضي».

محاولة اغتيال

واستمرت، الاثنين، العمليات المتبادَلة بين «حزب الله» وإسرائيل في جبهة الجنوب بعد ساعات من الهدوء الحذر. وسجّلت محاولة اغتيال قيادي في حركة «حماس» في مدينة صيدا، وفق ما أشارت معلومات. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بنجاة شخص في استهداف مُسيَّرة لسيارة رباعية الدفع على طريق فرعية في صيدا، مشيرةً إلى أن الشخصية التي نجت تنتمي لأحد التنظيمات الفلسطينية. وطال القصف الإسرائيلي بلدات عدة في جنوب لبنان، فيما أعلن «حزب الله»، عن استهداف التجهيزات التجسسية في ‏موقع راميا بمحلّقة انقضاضيّة. وشنّ الطيران الإسرائيلي غارات على بلدة كفركلا وعلى ساحة بلدة الطيبة وبلدة طيرحرفا في القطاع الغربي، كما خرق الطيران الإسرائيلي جدار الصوت على دفعتين فوق منطقة صيدا وشمال نهر الليطاني بمنطقة الزهراني. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على حسابه على منصة «إكس»، إن «طائرات حربية تابعة لسلاح الجو استهدفت مباني عسكرية تابعة لـ(حزب الله) في منطقتي كفركلا وطير حرفا بجنوب لبنان»، كما قصفت بالمدفعية منطقتي شبعا وعيترون في جنوب لبنان.

بوريل وبوحبيب

أجمع كل من مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، على ضرورة العمل على تطبيق القرار 1701. وأعرب بوريل في اتصال بوزير الخارجية اللبناني، عن تأييده لموقف لبنان المطالب بالتطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وأجمعا على أهمية استمرار الجهود والمساعي لإيقاف إطلاق النار في غزة بوصفه المدخل الأساسي لوضع حد للتصعيد الدائر في المنطقة وتجنيبها حرباً شاملة، وشدد بوحبيب على ضرورة أن يمارس الاتحاد الأوروبي ضغوطاً على إسرائيل لتوقف عدوانها المستمر على لبنان وتلتزم بتنفيذ القرار 1701. كما أسف بوحبيب لعدم تحقيق انفراجة في الجولة الجديدة من المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. من جهة أخرى، جدّد بوحبيب خلال لقائه سفراء فرنسا، والصين، وإسبانيا، وإيطاليا، والقائمَين بأعمال سفارتي روسيا والمملكة المتحدة، وفي اتصال مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركية، موقف لبنان لجهة التمديد لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) سنةً أخرى من دون إدخال أي تعديلات.

نصر الله يتفهم المزاج الشعبي ويعد اللبنانيين بفرصة لتنفس الصعداء

تقديراً منه لتعب جمهوره من طول أمد مساندته لـ«حماس»

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير.. شكَّل الخطاب الذي ألقاه أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، وأعلن فيه انتهاء المرحلة الأولى من رد «الحزب» على إسرائيل باغتيالها أحد أبرز قيادييه العسكريين فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية قبل أسابيع، مناسبة للتوجه إلى جمهوره، ليس لتبديد القلق الذي يساوره حيال تأخره في الرد فحسب، وإنما لمصارحته بطبيعة المرحلة السياسية الراهنة في ظل استمرار مساندته لحركة «حماس»، انطلاقاً من أنه لا نية لديه لتوسعة الحرب، وإن كان الموقف نفسه ينسحب على إسرائيل، وإنما على قاعدة أن لكل منهما حساباته الذاتية في ضوء الضغط الذي مارسته الولايات المتحدة الأميركية، وأدى إلى توافق الخصمين على إنهاء المرحلة الأولى. وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية غربية أن واشنطن تصدرت الضغوط الدولية لنزع فتيل التفجير، ومنع تدحرج المواجهة بين إسرائيل و«الحزب» نحو إشعال الحرب على نطاق واسع، وأن الضغوط أدت لتجاوب الطرفين لمنع تفلت الوضع وإبقائه تحت السيطرة. وكشفت المصادر الدبلوماسية المواكبة للاتصالات التي تولتها واشنطن بين بيروت وتل أبيب بأن الأخيرة تجاوبت مع دعوتها للإعلان عن انتهاء المرحلة الأولى، وقوبلت برد مماثل من «حزب الله»، مع أنها كانت قد بادرت للقيام بهجوم استباقي. وقالت إنه لا مجال أمامها سوى العودة إلى قواعد الاشتباك التي اهتزت أخيراً تحت ضغط ارتفاع منسوب المواجهة العسكرية لتطول العمقين اللبناني والإسرائيلي. ولفتت إلى أن «الحزب» تجاوب مع الوساطة الأميركية من خلال الحكومة اللبنانية. وأكدت أن هناك ضرورة للتقيُّد بقواعد الاشتباك في ظل عدم استعدادهما لتوسعة الحرب وذلك بامتناعهما عن استهداف البنى التحتية والمدنيين، وتحييدهما لضاحيتي بيروت الجنوبية وتل أبيب عن القصف. ورأت أن «الحزب» لم يكن في وارد توسعة الحرب، وإلا فلماذا نأى بنفسه عن استخدامه ما في مخزونه من صواريخ دقيقة وذكية رداً على الغارات التي نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي استباقاً لرده على اغتيال شكر؟ ..... وقالت إن المواجهة بين الطرفين يُفترض أن تبقى تحت سقف تلك التي انطلقت مع مساندة «الحزب» لـ«حماس» وما تخللها من تبادل للخروق التي تتراوح بين هبّة باردة وأخرى ساخنة. أما على صعيد التداعيات اللبنانية لمساندة «الحزب» لـ«حماس»، فأكدت المصادر السياسية أن ما يهم «الحزب»، بعد انقضاء أكثر من 10 أشهر عليها، التوجه إلى جمهوره، وعبره إلى اللبنانيين، لأن من حق جميع هؤلاء أن يلتقطوا أنفاسهم، لأن طول أمد المساندة شكّل مفاجأة لهم لم تكن في حسبانهم فأتعبتهم، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الجنوبيين من بلداتهم الأمامية الواقعة على خط النار بين «الحزب» وتل أبيب. وتتوقف أمام التوقيت الذي اختاره «الحزب» للرد على إسرائيل، وتقول إنه حدد التوقيت المناسب، فجر الأحد الماضي، حرصاً منه على عدم تعريض الجنوبيين إلى الخطر في حال قرر تحديده لساعة الصفر في وضح النهار الذي يصادف يوم عطلة ما يضطر هؤلاء للخروج من منازلهم. وتقول إن نصر الله توخى أيضاً من خطابه بقوله إنه يمكن للبنان أن يرتاح، بما يسمح للبنانيين أن يريحوا أعصابهم ويلتقطوا أنفاسهم، ومن يريد العودة إلى بيته فليعد إليه مطمئناً وآمناً، ويستطيع أن يأخذ النفس ويرتاح ويزاول عمله كالمعتاد، وهذا من حقه، بعد أن «أعلن العدو أن ما جرى اليوم انتهى». وتؤكد أنه يخص بدعوته هذه سكان الضاحية الجنوبية لاضطرار معظمهم لترك منازلهم والنزوح إلى مناطق آمنة خوفاً من استهداف إسرائيل للضاحية في ردها على رد «الحزب» ثأراً منها لاغتيالها شكر. وتتعامل مع دعوة نصر الله هذه من زاوية أنه أخذ على عاتقه مسؤولية دعوتهم للعودة إلى منازلهم ومزاولة أعمالهم بصورة طبيعية. وترى أنه لم يكن مضطراً ليغامر بمصيرهم لو لم تتوافر له جملة من المعطيات السياسية بأنه لا نية لديه لتوسعة الحرب، وهذا ما ينسحب أيضاً على إسرائيل التي تحاصرها الضغوط الأميركية لمنع رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو من الجنوح نحو توسعتها، خصوصاً أن القطع البحرية الأميركية الموجودة في المتوسط مخصصة للدفاع عنها في حال تعرضت لهجوم من محور الممانعة، ولن توضع تحت تصرفه لاستدراج واشنطن للدخول في صدام مع إيران. وترى المصادر نفسها أن نصر الله رسم في خطابه سقفاً لطبيعة مساندة محور الممانعة لـ«حماس» لا يمكنه إلا التقيُّد به، ولن يحيد عنه، لأن طهران، وإن كانت تحتفظ لنفسها بحق الرد على إسرائيل باغتيالها رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية، فإنها ليست في وارد إشعال المنطقة، بينما لم تنقطع عن التواصل مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وتراهن على انتخاب نائبته كامالا هاريس خلفاً له، وبالتالي لا تحبذ حرق المراحل باستدراج المنطقة إلى المجهول. وعليه فإن الإيجابية التي أبداها نصر الله، بحسب المصادر، في محاكاته لجمهور المقاومة لا يأتي من فراغ، وإنما ينطق بلسان مزاج السواد الأعظم من اللبنانيين، والجنوبيين خصوصاً، الذي هم بحاجة لتنفس الصعداء ليكون في وسعهم ترتيب أوضاعهم بعد أن أتعبتهم فترة الانتظار المترتبة على اشتعال الوضع جنوباً والتي لا يمكن التكهن بموعد وكيفية نهايتها.

شركات طيران تستأنف الثلاثاء رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب

عمّان: «الشرق الأوسط».. قالت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن الخطوط الجوية الملكية الأردنية ستستأنف رحلاتها إلى العاصمة اللبنانية بيروت، بدءاً من صباح الثلاثاء. ووفق «رويترز»، علّقت شركة الطيران الأردنية رحلاتها إلى بيروت لفترة قصيرة، الأحد، بعد تصاعد التوترات بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران. كذلك أعلنت شركة «إير فرانس»، الاثنين، في بيان وصل إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن رحلات الخطوط الجوية الفرنسية وترانسافيا إلى تل أبيب وبيروت ستستأنف «اعتباراً من الثلاثاء»، بعد تعليقها منذ يوم الأحد. وقالت: «في هذه المرحلة، وحسب تطورات الوضع الأمني في الوجهة، تعتزم الشركة استئناف رحلاتها بين باريس شارل ديغول وبيروت (لبنان)، وبين باريس شارل ديغول وتل أبيب (إسرائيل)، المعلّقة منذ 25 أغسطس (آب)» بسبب تفاقم التوتر بين إسرائيل و«حزب الله»، «اعتباراً من الثلاثاء 27 أغسطس».

لبنان: تقديرات أممية بتكاليف تصل لـ100 مليون دولار شهرياً في حالة حرب شاملة

هل يمكن أن يتكرر صراع 2006 أم يكون أكثر دماراً؟

بيروت: «الشرق الأوسط».... أثار تبادل إطلاق النار العنيف بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي مخاوف من اندلاع حرب إقليمية خارج الحدود المتوترة، خاصة أن المخاطر التي يواجهها لبنان أصبحت أكبر بكثير مما كانت عليه في عام 2006، عندما انتهت حرب استمرت شهراً مع إسرائيل بالتعادل. عانى لبنان لسنوات من أزمات سياسية واقتصادية تركته غارقاً في الديون، دون إمدادات كهرباء مستقرة، ونظام مصرفي سليم، وانتشار الفقر على نطاق واسع، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس». ومع تزايد قوة «حزب الله» العسكرية بشكل كبير، هناك مخاوف من أن تكون الحرب الجديدة أكثر تدميراً وأطول أمداً. ويبقى السؤال هل يستطيع لبنان تحمل أي من ذلك؟

بدأ الاستعداد لتكرار حرب 2006 - أو ما هو أسوأ منذ أن بدأ «حزب الله» وإسرائيل في تبادل إطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار بعد يوم واحد من اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» في غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لكن الصراع بقي محصوراً في الغالب على المدن الحدودية. ولكن مع التهديد بحرب أوسع نطاقاً، سارع لبنان إلى تجهيز المستشفيات بالإمدادات وإعداد المدارس العامة لفتح أبوابها للأشخاص الباحثين عن مأوى. وقالت ليلى الأمين، التي ترأس مكتب منظمة الإغاثة الدولية «ميرسي كوربس» في بيروت، إن الغارة الجوية الإسرائيلية في جنوب بيروت الشهر الماضي والتي قتلت أحد كبار قادة «حزب الله»، أشعلت موجة من الاجتماعات بين المنظمات الإنسانية والحكومة اللبنانية. والمنظمة هي واحدة من نحو 60 منظمة تساعد الحكومة في جهود الإغاثة. وقد أعدت الحكومة ووكالات الأمم المتحدة خطة استجابة شاملة هذا الشهر تحدد سيناريوهين محتملين: تصعيد محدود يشبه حرب 2006، مع نزوح ما يقدر بنحو 250 ألف شخص، وسيناريو أسوأ «صراع غير منضبط» من شأنه أن يشرّد مليون شخص على الأقل. وتتوقع الخطة التي أعدتها الأمم المتحدة، والتي حصلت وكالة «أسوشييتد برس» على نسخة منها، تكلفة شهرية قدرها 50 مليون دولار في حالة التصعيد المحدود و100 مليون دولار في حالة اندلاع حرب شاملة. وقالت الحكومة اللبنانية إن تمويل الطوارئ سيأتي من الدائنين ومنظمات المساعدات الإنسانية. لكن السلطات تكافح من أجل إيجاد الأموال اللازمة لرعاية 100 ألف نازح حالياً ونحو 60 ألف شخص يعيشون في مناطق الصراع، وهو ما يكلف نحو 24 مليون دولار شهرياً. وقال وزير البيئة ناصر ياسين، الذي يتولى قيادة عمليات الإغاثة، للصحافيين بعد اجتماع طارئ للحكومة يوم الأحد إن الهجمات الصباحية لن تغير الخطة. وقال ياسين: «إنها تقدم بالفعل سيناريوهات لجميع الاحتمالات التي يمكن أن تحدث، من بينها توسع الأعمال العدائية». فلبنان المثقل بالديون والمحروم من السيولة النقدية في حاجة ماسة إلى أموال المساعدات. وقد أدت عقود من الفساد والشلل السياسي إلى توقف عمل المصارف اللبنانية بالكاد، في حين أصبحت خدمات الكهرباء بالكامل تقريباً في أيدي أصحاب مولدات الديزل وموردي الوقود. وتعتمد مؤسسات الخدمة العامة على مجموعات المساعدة والجهات المانحة الدولية للعمل على المستوى الأساسي. ويتلقى اللبنانيون الذين عاشوا ذات يوم في راحة نسبية الطعام والمساعدات المالية للبقاء على قيد الحياة. وفي عام 2020 ألحقت جائحة «كوفيد - 19» المزيد من الضرر بالاقتصاد، ودمّر انفجار مرفأ بيروت عدة أحياء في قلب العاصمة. كما قاومت المصارف اللبنانية والنخبة الحاكمة الإصلاحات المؤلمة بوصفها شرطاً للحصول على خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي، في حين استمرت البنية التحتية في التدهور وتدهورت الظروف المعيشية. كما تضررت السياحة، التي اعتمد عليها المسؤولون للمساعدة في إعادة بناء الاقتصاد، منذ الصراع الحدودي مع إسرائيل. وعلى عكس عام 2006 يستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري فروا من الصراع في بلادهم. وقال وزير الصحة فراس أبيض لوكالة «أسوشييتد برس» في وقت سابق من هذا الشهر إن النظام الصحي اللبناني غير مجهز لعلاج السكان الإضافيين في حالة اندلاع حرب شاملة، مع استمرار انخفاض التمويل الدولي للاجئين السوريين. وفي أبريل (نيسان)، قال ياسين إن البلاد لديها نصف الأموال اللازمة فقط للاستجابة للصراع والاحتياجات الإنسانية التي تلته. ويواجه لبنان صعوبات لوجيستية أكثر في عام 2006، حين قصفت إسرائيل مدارج المطار الوحيد في لبنان، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة إلى حد كبير، وفرض حصاراً جوياً وبحرياً. وأدى قصفها إلى شلل البنية التحتية الحيوية وتسوية الأحياء بالأرض، مع أضرار وخسائر بقيمة 3.1 مليار دولار، وفقاً للبنك الدولي. لكن مجموعات الإغاثة تمكنت في النهاية من إرسال الإمدادات عبر موانئ البلاد وفي بعض الأحيان عبر المطار باستخدام مساحة المدرج المحدودة المتبقية. وفي تقييمها للحرب، قالت الأمم المتحدة إن جهود الإغاثة لم تكن استجابة لأزمة إنسانية. وفي تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بعد شهر من الحرب، قال المكتب: «لم يمت الناس بسبب سوء الصرف الصحي أو الجوع أو المرض. بل ماتوا بسبب القنابل والقذائف». وتمكن كثير من اللبنانيين من الفرار إلى سوريا المجاورة، حيث أدت ثورة عام 2011 إلى دفع البلاد إلى حرب أهلية. ومن غير الواضح مدى سهولة عبور الحدود هذه المرة، سواء بالنسبة للمدنيين أو لمجموعات الإغاثة. ومن غير الواضح أيضاً ما إذا كان مرفأ بيروت، الذي لم يتم إعادة بنائه بالكامل بعد الانفجار المدمر في عام 2020، سيتمتع بطاقة كافية في حالة اندلاع حرب أوسع نطاقاً. وانهارت صوامع الحبوب المتضررة في عام 2022، وتعتمد البلاد على الحد الأدنى من تخزين المواد الغذائية بسبب الأزمة المالية. وقالت الأمين: «يبدو أن لبنان لديه مخزونات من المواد الغذائية والوقود لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، ولكن ماذا يحدث بعد هذه المدة. لدينا مطار واحد فقط ولا يمكننا نقل الأشياء عبر حدودنا البرية. سيكون من الصعب إدخال المواد إلى البلاد». في عام 2006، ورد أن «حزب الله» لديه نحو 15 ألف صاروخ في ترسانته: «لكن التقديرات غير الرسمية الأحدث تشير إلى أن هذا العدد قد زاد بنحو 10 مرات»، كما تقول دينا عرقجي، المحللة المساعدة في شركة استشارات المخاطر «كونترول ريسكس» ومقرها المملكة المتحدة. وأضافت أن المجموعة «استحوذت أيضاً على أسلحة أكثر تطوراً، بما في ذلك صواريخ دقيقة وأنواع إيرانية من الأسلحة، بالإضافة إلى أسلحة صينية وروسية». كما قام «حزب الله»، الذي يعتمد على شبكة من الجماعات المتحالفة مع إيران والتي يمكن أن تدخل الصراع، بتوسيع ترسانته وقدراته من الطائرات من دون طيار بشكل كبير، والتي أصبحت الدفاعات الجوية الإسرائيلية أقل فاعلية ضدها. ويأمل المسؤولون اللبنانيون والدبلوماسيون الدوليون أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار المراوغ في غزة إلى الهدوء في جنوب لبنان. وقال «حزب الله» إنه سيوقف هجماته على طول الحدود إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة.

مصرف «الإسكان» يستعدّ لمنح قروض بالليرة اللبنانية

مصادر تحذّر من خطورة ضخّ كتلة نقدية بالسوق... والمصرف يُطمئن

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب... انطلقت عجلة القروض السكنية في لبنان من جديد، بعد توقف استمرّ أكثر من خمس سنوات، بفعل الأزمة المالية والمصرفية وغياب التمويل الذي كان يؤمّنه البنك المركزي. وأبلغ المدير العام لمصرف «الإسكان» ورئيس مجلس إدارته أنطوان حبيب، رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن المصرف «بصدد التحضير لإطلاق قرض جديد بالليرة اللبنانية سيجري إعلانه قريباً، وهو مخصص للترميم من أجل مساعدة أصحاب الدخل المحدود والمتوسط في ترميم منازلهم وحثهم على البقاء في قراهم ومدنهم». وأثنى بري على «الجهود التي يبذلها مصرف (الإسكان) في سبيل دعم اللبنانيين في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد».

صعوبات محتملة

ويُفترض أن توفّر هذه القروض متنفساً لأصحاب الدخل المحدود، إلا أنها قد تصطدم بصعوبات تحول دون تحقيقها، إذ دعا مصدر مالي ونقدي إلى «عدم الإفراط بالتفاؤل حيال هذا المشروع الذي يحتاج إلى دراسة دقيقة قبل إطلاقه». وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «التمويل بالليرة اللبنانية يُفترض أن يأتي من البنك المركزي، وليس مضموناً أن يُقدم الأخير على التمويل بالليرة، لأن ذلك يتطلّب ضخ كتلة نقدية كبيرة في السوق، ما سيؤثر سلباً وبصفة سريعة على الاستقرار النقدي الهشّ، ويؤدي إلى ارتفاع جنوني في سعر الدولار الأميركي، خصوصاً أن لبنان لا يزال في دائرة الخطر النقدي»، مشدداً على أن هذا القرض «يجب أن يكون مدرجاً من ضمن الموازنة العامة، فإذا كانت موازنة لبنان السنوية بحدود الـ3.3 مليار دولار، يجب ألا يتعدى الإنفاق هذه القيمة حتى لا نعود إلى المأزق».

مدير «الإسكان» يُطمئن

ولتبديد هذه الهواجس، طمأن المدير العام لمصرف «الإسكان» أنطوان حبيب، قائلاً إن «تمويل هذه القروض لن يؤثر في قيمة الليرة اللبنانية». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن المصرف «سيموّل هذا المشروع من أمواله الخاصة، وليس من أي مصدر آخر، إذ إن المصرف لديه حسابات مالية بالعملة الوطنية قادرة على إمداد الراغبين بالحصول على القروض إذا استوفت ملفاتهم الشروط المطلوبة»، لافتاً إلى أن «كل طالب قرض سيحصل على مبلغ ملياري ليرة لبنانية (ما يقارب 22.500 دولار أميركي)». وعلى الرغم من حاجة السواد الأعظم من اللبنانيين إلى القروض المدعومة، التي توفّر لهم فرص تحسين أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية، شكّكت مصادر مطلعة على أجواء البنك المركزي بـ«قدرة مصرف الإسكان على تمويل القروض من أمواله الخاصة، وقد يضطر الأخير إلى الطلب من البنك المركزي توفير الأموال للاستمرار بالمشروع». وأشارت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «قيمة الأموال الموجودة في السوق حالياً تُقدّر بحدود 62 ألف مليار ليرة، أي ما يوازي 660 مليون دولار»، مشيرة إلى أن «تمويل القرض المشار إليه بالليرة يعني حكماً ضخ كتلة ضخمة من الليرة، ما ينذر بخطر ارتفاع الدولار بصورة سريعة ومن دون ضوابط».

مصير القرض العربي

وسألت المصادر: «أين القرض العربي الذي حصل عليه مصرف (الإسكان) من (الصندوق الكويتي) وقيمته 50 مليون دينار كويتي (نحو 165 مليون دولار)؟ لماذا التأخير في وضعه موضع التنفيذ ليستفيد منه أصحاب الدخل المحدود؟». وشدّدت على أن «إعطاء القرض بالدولار أو بالعملة الصعبة يُبقي قيمة صرف الليرة تحت السيطرة. أما استسهال إغراق السوق بالعملة الوطنية فله محاذير تجعل الأمور خارج السيطرة».وذكرت المصادر إياها أن «السياسة التي اعتمدها حاكم مصرف لبنان بالإنابة الدكتور وسيم منصوري، التي أفضت إلى سحب الكتلة المالية الكبيرة بالليرة من السوق، استغرقت أشهراً طويلة وترافقت مع التوقف نهائياً عن طباعة الليرة، ما أدّى إلى لجم الدولار، وهذه مسألة لا يمكن التفريط بها ».

24 ألف طلب

واستغرب المدير العام لمصرف «الإسكان» التشكيك بمصير القرض العربي، وكشف أن هذا القرض «وضع قيد التنفيذ، وبدأ المصرف تلقي طلبات الحصول على قرض منذ وقت طويل»، لافتاً إلى أن «هناك 24 ألف طلب حتى الآن». ولفت حبيب إلى أن المصرف «سيمنح قرضاً بقيمة 50 ألف دولار حداً أقصى لأصحاب الدخل المتوسط، و40 ألف دولار لأصحاب الدخل المحدود، وهذه الأموال ستُخصّص لشراء منزل أو بنائه، أما القرض المخصص بالليرة اللبنانية فهو لترميم المنزل». ووفّرت الدولة اللبنانية على مدى 20 عاماً أكثر من 138 ألف قرض سكني مدعوم، سواء من «المؤسسة العامة للإسكان» أو مصرف «الإسكان»، إلا أن هذه القروض بدأت تتراجع إلى حد كبير في الفصل الأخير من عام 2018، وتوقفت نهائياً منتصف عام 2019 من جراء الأزمة الاقتصادية والمالية والانكماش الذي أدى إلى الانهيار الكبير، وخسارة الليرة اللبنانية 92 في المائة من قيمتها.



السابق

أخبار وتقارير..مقتل مستشار رويترز للسلامة وإصابة صحفيين في كراماتورسك بأوكرانيا..زيلينسكي يتحدّث عن مفاوضات مع السعودية وقطر وتركيا..فرنسا تعتقل مؤسس «تلغرام» والبابا فرانسيس ينتقد حظر الكنيسة الأرثوذكسية..بكين تستقبل سوليفان بمخاوف ومطالب تتعلق بتايوان..دور "القناة السرية" في إدارة الأزمات بين واشنطن وبكين..هل تنجح هاريس في كسب أصوات عرب ومسلمي ميتشيغن؟..ألمانيا: لاجئ سوري نفّذ هجوم الطعن..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..بن غفير يُحيي «شبح الحرب الدينية» بفكرة بناء كنيس في «الأقصى»..«حماس» تدعو للنفير العام والرباط في ساحات «الأقصى»..محادثات إيرانية - قطرية في طهران..وعباس يزور السعودية للقاء بن سلمان..أبو ردينة: إقامة كنيس بالأقصى سيتسبب في حرب دينية ستحرق الجميع..«مرتزقة» يتبعون شركة أميركية يُقاتلون في غزة!..«البيت الأبيض»: لا نريد حرباً شاملة..ومحادثات وقف إطلاق النار ستتواصل في الأيام المقبلة..«الجمود الصعب» يُهيمن على مفاوضات غزة..صدمة في إسرائيل بعد تعرّض نساء بدويات لاعتداء من مستوطنين..الضفة تغلي..مستوطنون يقتلون فلسطينياً ويصيبون 3..وزارة الصحة: مقتل 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على الضفة الغربية..تسجيل مسرب يفضحه..نتنياهو لا يهتم بمصير المحتجزين..حملة تهجير في غزة..وإسرائيل توسّع محور نتساريم..«الفترة الأكثر فتكاً» بالصحافة..منظمات تطالب الاتحاد الأوروبي بالضغط على إسرائيل..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,423,847

عدد الزوار: 7,632,805

المتواجدون الآن: 0