أخبار لبنان.. إسرائيل تدخل مأزق الحرب مع حزب الله.. وتنخرط بمفاوضات التهدئة في نيويورك.. الجيش يتنصّل من ادّعاءات غالانت: هل تتحمّل إسرائيل حرب استنزاف بعمق يتجاوز حيفا؟..ماذا يحدث في لبنان..وما مستقبل المنطقة؟ خبير عسكري يجيب..إعلام أميركي: إسرائيل أعادت حزب الله 20 عاما للوراء.. وطهران لم تتحرك بعد..الجيش الإسرائيلي: يجب ألا نمنح «حزب الله» أي فترة راحة..حراك فرنسي لوقف الحرب ومنع الاندفاع لمواجهة شاملة..هل يمتلك لبنان مقومات الصمود؟..

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 أيلول 2024 - 5:09 ص    التعليقات 0    القسم محلية

        


إسرائيل تدخل مأزق الحرب مع حزب الله.. وتنخرط بمفاوضات التهدئة في نيويورك..

استهداف قائد الوحدة الصاروخية في الغبيري..ومسيَّرات الحزب تهدِّد المنشآت البحرية والصواريخ تطال مستوطنات جديدة..

اللواء...لليوم الثاني على التوالي، تختبر العدوانية الاسرائيلية ضد لبنان وشعبه، في اطار الحرب الدائرة مع حزب الله، قدرتها على التدمير، وعلى المسح الجغرافي بضرب القرى والبلدات والمدن على نحو ممنهج، بحيث لا تنسى حياً او وادياً او طريقاً او مستشفى دون توجيه غارة اليه او قصف مدفعي، مما ادى الى سقوط ما لا يقل عن 560 شهيداً، وما لا يقل عن الفي جريح، مع تدمير غير مسبوق، ادى الى نزوح غالبية سكان الجنوب، من جنوب الليطاني الى شماله، ومن صور وبلداتها الى النبطية وقراها، وصولاً الى البقاع، امتداداً الى سوريا. وللمرة الخامسة على التوالي، استهدفت طائرة من نوع إف 35 اسرائيلية منطقة الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية، واعلنت عن استهداف قائد الوحدة الصاروخية ابراهيم قبيسي. وتدل التقارير الواردة من اسرائيل ان الكابينت ورجال الامن والاقتصاد يعتقدون ان اسرائيل دخلت في مأزق الحرب مع لبنان، وحزب لله وأخذت تكتشف القدرة الصاروخية للحزب وإمكانية استهداف المنشآت البحرية، وان الحزب لم يستخدم سوى بعض من قدراته، وصواريخه التي تتجاوز الـ100 الف صاروخ، وبالتالي فإن استمرار الحرب لاكثر من اسبوع ونصف، يعني الحاجة الى ميزانية جديدة هذا العام.

المفاوضات

وعلى صعيد المفاوضات للعودة الى الهدنة او قواعد الاشتباك، ذكرت معلومات أن واشنطن تدير مفاوضات بشأن التطورات الأمنية بين لبنان وإسرائيل على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضافت: ان تحرك المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين يستند إلى ما جرى التفاهم عليه مع الرئيس نبيه بري بشأن تطبيق القرار الدولي 1701 والتوصل إلى وقف لإطلاق النار .وأشارت إلى أن أطرافًا عربية تتولى بالتنسيق مع فرنسا التواصل مع إيران بغية إنتاج التفاهمات المطلوبة للحل. وفي السياق، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من «حرب شاملة في لبنان مؤكدًا أن الديبلوماسية هي السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسماح لسكان الحدود اللبنانية الإسرائيلية بالعودة إلى منازلهم». وحضّ بايدن «إسرائيل وحماس على استكمال مقترح لوقف إطلاق النار طُرح قبل أشهر، مؤكدا أمام الأمم المتحدة بأنه ملتزم بوضع حد لحرب غزة». وقال في إشارة إلى الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة وقطر ومصر: حان الوقت للأطراف المعنية لإنجاز بنوده، وهذا الاتفاق سيعيد الرهائن ويضمن أمن إسرائيل ويحرر غزة من قبضة حماس ويخفف المعاناة في غزة وينهي هذه الحرب». وذكر سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة داني دانون ان اسرائيل لا ترغب في اجتياح لبنان بعد تنفيذ غارات كثيفة دامية فيه. وقال: خضنا تجربة في لبنان في الماضي، لسنا راغبين في بدء اي اجتياح بري في اي مكان، ونفضل الحل الدبلوماسي. وفي السياق، أوضحت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت وجولة اللقاءات التي عقدها مع عدد من المسؤولين لم تحمل معها مبادرة لإنهاء الحرب الدائرة ضد لبنان وقالت انه نقل هواجس بلاده من تأزم الأوضاع وإطالة امد الحرب، مبدياً إستعداد بلاده للدخول على خط الحراك الدييلوماسي، على أنه ينقل ما سمعه إلى الإدارة الفرنسية، مذكرا بأهمية القرارات الدولية. ورأت هذه المصادر أن مهمة لودريان في الملف الرئاسي متواصلة إنما الظروف غير مهيأة إذ أن انشغال أحد الأفرقاء بهذا الملف يؤدي إلى صعوبة تحريكه، وأعلنت أن هناك جولات مقبلة للودريان في بيروت.

الموقف من اسرائيل

ولم تتوقف تصريحات اعضاء الكابينت الحربي، حول ما يجري. واعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: سنواصل ضرب حزب الله، وأي مكان فيه صواريخ للحزب لن يكون آمناً. واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان اسرائيل ستواصل قصف اهداف تابعة لحزب الله، وستشن المزيد من الضربات. واضاف: حزب الله عانى من سلسلة من الضربات لقيادته وسيطرته ومقاتليه ووسائل القتال لديه. ونقل عن مصادر امنية اسرائيلية ان الهدف من العمليات الاسرائيلية هو فصل القتال في لبنان عن القتال في غزة. وذكرت القناة 13 الاسرائيلية ان قادة بجيش الاحتلال ابلغوا الكابينت ان وقف اطلاق النار بغزة سيحول الانجازات بلبنان لمكسب استراتيجي. وقال متحدث عسكري اسرائيلي: نسعي لان تكون الحملة ضد حزب الله قصيرة قدر الامكان، ولكننا مستعدون لأن تطول.

جبهة المقاومة

على جبهة المقاومة، وجهت ضربات صاروخية غير مسبوقة منذ طوفان الاقصى، الى المستعمرات والمستوطنات عند الخامسة الى حيفا وصفد وعكا وصولاً الى ضاحية تل ابيب الشرقية. كما اعلنت المقاومة الاسلامية عن هجوم جوي بسرب من المسيَّرات الانقضاضية على مقر وحدة المهام البحرية الخاصة «الشييطت 13» في قاعدة عتليت واستهداف اماكن تموضع ضباطها وجنودها. وحسب المقاومة استهدفت الضربات الصاروخية مصنع مواد متفجرة في منطقة زخرون وقواعد عاموس ونفتالي ورامات ديفيد، ومعسكر إلياكيم ومطار مجبدو العسكري غرب العفولة.. فضلاً عن مستعمرات الجليل، خاصة كريات شمونة. وحسب موقع «اكسبوس» الاميركي ان حزب الله طلب من ايران تنفيذ هجوم ضد اسرائيل، لكن الايرانيين تحفظوا على الخطوة، وردوا بأن التوقيت غير مناسب لشن هجوم على اسرائيل. وعلى صعيد التحركات، توجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى نيويورك لاجراء المزيد من الاتصالات، وبالتالي تم الغاء جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة عند الحادية عشرة قبل ظهر امس». وعقد ميقاتي سلسلة اجتماعات لبحث الاوضاع الراهنة والجهود الحكومية لمعالجة التداعيات الانسانية الناتجة عن العدوان الاسرائيلي على لبنان.فاجتمع مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا وبحث معه موضوع المساعدات الإنسانية التي تقدمها الامم المتحدة للبنان في هذا الوقت بالذات. كما عقد اجتماعا مع وزير المال يوسف الخليل وحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري وجرى عرض للأوضاع المالية في البلاد.واستقبل منسق «لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية» الوزير ناصر ياسين الذي وضعه في صورة الجهود التي تبذلها اللجنة لإيواء النازحين من مناطق العدوان وتأمين المستلزمات الضرورية لهم.

لودريان: الجنوب والرئاسة

واصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان قبل امس، لقاءاته في بيروت التي وصلها امس الاول، والتقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية بحضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو ومستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس. وفي خلال اللقاء جدد لودريان التأكيد أن فرنسا تدعم لبنان وتقف الى جانبه في كل الظروف.واعتبر ان توجّه رئيس الحكومة الى نيويورك في هذا الظرف الدقيق مسألة مهمة جدامتمنياً ان تفضي الاتصالات الديبلوماسية الى حل يوقف دورة العنف. وعن الملف الرئاسي اللبناني قال لودريان انه سيقوم بجهود لتقريب وجهات النظر بين الافرقاء اللبنانيين للوصول الى تفاهم يفضي الى انتخاب رئيس جديد. ثم التقى لودريان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو، حيث جرى عرض لتطورات الاوضاع السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة. وأكد الموفد الفرنسي «وقوف فرنسا الى جانب لبنان بوجه العدوان الصهيوني على لبنان. وشدد خلال اللقاء على أهمية الدفع بجهود دولية لطرح أفكار تحد من خطورة الاعتداءات الصهيونية.وحث الرئيس َبري لاداء ِدور ٍفاعل ٍللضغط ِعلى اسرائيل َمن أجل ِوقف ِعدوانها قبل تفلت ِالأمور. وابدى بري مرونة ًوتسهيلاً في الملف ِالرئاسي الذي يوليه لودريان اهتماماً خاصاً في جولته، من أجل تأمين جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية». ثم التقى لودريان ومعه السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في حارة حريك. وقد شدد رعد «على ضرورة أن تلعب الدول المؤثرة وبينها فرنسا دوراً في وقف الهمجية والاجرام الصهيونيين في غزة ولبنان، مؤكداً أن ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر ودمار يتجاوز كل التصور». وقدم لودريان أمام النائب رعد طبيعة الجهود التي تبذل في العواصم الغربية، بهدف تهدأة الأمور ومنع تفلتها، مشيراً إلى أنها ستستكمل في الايام المقبلة. واجتمع الموفد الفرنسي برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الخامسة من بعد الظهر في معراب. وجاء في بيان «للقوات»، أن «اللقاء استغرق ساعة، وتطرق فيها الجانبان الى المستجدات السياسية، ولا سيما التطورات على الساحة اللبنانية. ليتبعه خلوة بين لودريان وجعجع استمرت اكثر من ربع ساعة». وفي دردشة مع الاعلاميين، أكد جعجع انه أبلغ «الضيف الفرنسي استعداد القوات اللبنانية في اي وقت من الاوقات، للمشاركة في جلسة يدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس جديد للبلاد»، مشددا على انه «بات عليه القيام بهذه الخطوة الأساسية، وخصوصا في خضم هذه المرحلة الدقيقة، فإذا لم يدعُ لجلسة في هذا الظرف متى سيدعو؟». ولتقى لودريان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في السابعة مساء أمس، في المقر العام للتيار في ميرنا الشالوحي. وأشارت المعلومات الى ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط قد يلتقي لودريان في السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر وليس في كليمنصو ووقت اللقاء لم يحدد بعد.

تداعيات الحرب والإيواء

وفي خضم الازمة، اعلن امين سر اتحاد نقابات الافران والمخابز في لبنان نعيم الخواجة انتهاء دعم الطحين المخصص لصناعة الخبز العربي، بعد انتهاء قرض البنك الدولي امس (24 أيلول 2024) ليصبح سعر ربطة الخبز 65000 ل.ل. في صالات الافران وتوزيعها على المستهلك بـ77000 ل.ل. وفي اطار السعي لعدم الوقوع في ازمات نفط وفقدان السلع الضرورية، ترأس وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض اجتماعاً ضمّ رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط مارون الشماس، وممثّل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا، وأمين سرّ المحطات حسن جعفر. وتناول البحث وضع قطاع المحروقات في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي. وبنتيجة الاجتماع والمعطيات، يُطمئن فيّاض المواطنين الى «توفّر الاحتياطات اللازمة من المشتقات النفطية على المدى المتوسط»، مؤكداً أن لا أزمة بنزين أو مازوت»، متمنياً «عدم التهافت على محطات التوزيع». وزار رئيس نقابة أصحاب السوبرماركت نبيل فهد ورئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني البحصلي، مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة محمد أبو حيدر في مقر الوزارة، وعقدوا اجتماع عمل جرى خلاله البحث في مختلف الأمور اللوجستية المتعلقة بالمواد الغذائية في ظل الظروف والتحديات التي يواجهها لبنان والشعب اللبناني جراء العدوان الاسرائيلي الوحشي. بعد الاجتماع أصدرت نقابة أصحاب السوبرماركت ونقابة مستوردي المواد الغذائية بياناً مشتركاً طمأنتا فيه الشعب اللبناني إلى أن مخزون المواد الغذائية المتوفر لدى لبنان يكفي لما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر، «مع العلم أن الاستيراد لا يزال مستمراً عبر الموانىء اللبنانية وهذا من شأنه أن يحافظ على المخزون». وأكدتا أن مخازن المواد الغذائية قد لبت كل الطلبيات التي وردت إليها، معلنةً أن ليس هناك أي نقص في أي سلعة من السلع الغذائية. وفي السياق نفسه، لفتت النقابتان إلى حصول نوع من الإزدحام وارتفاع الطلب على المواد الغذائية من السوبرماركت ومراكز البيع بالتجزئة إلا أنه طمأن بالوقت نفسه إلى أن الوضع لم يرقَ إلى وضعية التهافت كما أن الأمور هدأت إلى حد ما. وكان المشهد الصادم على الطرقات في لبنان، والتي شهدت ازدحاماً كثيفاً من الجنوب باتجاه بيروت، ومن البقاع باتجاه سوريا.. كما امتد النزوح الى البلدات الشمالية من زغرتا وطرابلس الى عكار. وحسب الاحصاءات الرسمية بلغ عدد النازحين 27347 نازحاً، استحدث لهم 280 مركز ايواء، وبلغ مجموع العائلات التي طلبت المساعدة 2346 عائلة وتوزعت على 21 مدرسة في بيروت و75 مدرسة في جبل لبنان، و26 مدرسة في الجنوب و26 مدرسة في البقاع، و15 مدارس في الشمال و15 مدرسة في بعلبك - الهرمل و10 مدارس عكار.

الوضع الميداني

واصل العدو الاسرائيلي طيلة يوم امس عدوانه الجوي الواسع على مناطق الجنوب كافة وبعض مناطق والبقاع ما رفع عدد الشهداء الى نحو 560 واكثر من 1800 جريح، وكانت آخر مجزرة للعدو مساء امس بغارة على كوثرية السياد ادت الى استشهاد عائلة من 7 اشخاص بينهم طفلان. هذا الى جانب عملية اغتيال نفذها بغارةعلى منطقة الغبيري بالضاحية الجنوبية استهدفت من وصفه «رئيس المنظومة الصاروخية في حزب الله ابراهيم قبيسي (ابو جواد) مع مساعين له» وادت الغارة الى استشهاد ستة اشخاص واصابة 15 بجروح. واستمر رد المقاومة العنيف بإطلاق مئات الصواريخ برغم كثافة الغارات المعادية، ومنها الصاروخ الجديد «فادي 3» الى جانب «فادي 1و2» والكاتيوشا، مستهدفا عشرات المستعمرات ومنها مستعمرات جديدة لميقصفها قبل ذلك، والمراكزالقيادية لجيش الاحتلال، وذكرت وسائل إعلام عبرية: أن حزب الله أطلق 220 صاروخًا من لبنان بإتجاه الاراضي المحتلة. وأشارت إلى أنه أكبر عدد يطلقه الحزب في يوم واحد منذ بداية الحرب». ومن الاهداف التي قصفها الحزب، «قاعدة شمشون» (مركز تجهيز ‏قيادي ووحدة تجهيز إقليمية) بصواريخ «فادي 3». ‏ومطار مجيدو العسكري غرب العفولة بصليات من صواريخ فادي 1 وفادي 2، ثم قصفوه للمرة الثانية والثالثة بصلية من صواريخ فادي 2، وكذلك مصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون التي تبعد عن الحدود 60 كلم بصلية من صواريخ فادي 2. كما استهدفوا قاعدة عاموس (القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية) بصلية من صواريخ فادي1، واستهدفوا أيضاً قاعدة ومطار رامات ديفيد بصلية من صواريخ فادي 2. كما أعلن «حزب الله» عن استهداف مصنع متفجرات بعمق 60 كلم داخل الحدود الإسرائيلية، وكذلك استهدفوا المخازن اللوجستيّة للفرقة ‏‏146 في قاعدة نفتالي بصلية صاروخية. كما قصف «الحزب» معسكر إلياكيم التابع لقيادة ‏المنطقة الشمالية جنوب حيفا بصلية من صواريخ فادي 2. وقصف أيضاً المخازن الرئيسيّة التابعة ‏للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ. ومستعمرات: «روش بينا» بصليات ‏صاروخية. ‏و «قاعدة دادو» بـ 50 صاروخاً، واستهدف المقاومون «قاعدة شمشون» (مركز تجهيز ‏قيادي ووحدة تجهيز إقليمية) بصواريخ «فادي 3». ‏ كما قصفت المقاومة مستوطنات «هجوشريم»، «كتسرين»، و»غيشر هزيف»، وكريات شمونة. ووصل القصف الى جنوب وشرق حيفا وعكا وصفد وطبريا والجولان، ولحقت اضرار كبيرة واندلعت حرائق حسبوسائل اعلام عبرية، التي نشرت فيديوهات وصورا للأضرار والحرائق. ومساء تحدثت وسائل إعلام عبرية عن قصف كثيف تتعرض له صفد. وسقوط صواريخ بشكل مباشر في «روش بينا». كما ادخل حزب الله «فادي 3» في عمليات القصف البعيد.

الجيش يتنصّل من ادّعاءات غالانت: هل تتحمّل إسرائيل حرب استنزاف بعمق يتجاوز حيفا؟..

الأخبار... قرار العدو المضي في خطة التصعيد ضد لبنان لم يعد مرتبطاً فقط ببرامجه الخاصة، بعدما تبيّن له، خلال الساعات الماضية، أن الحملة الجوية التي قام بها على مدى 48 ساعة، ونفّذ فيها أكثر من 900 غارة ضد ما قال إنها 2000 هدف في الجنوب والبقاع، لم تؤدّ إلى تراجع في عدد الصواريخ التي تستهدف شمال فلسطين المحتلة، بل إن حزب الله عمد أمس إلى توسيع دائرة الاستهداف لناحية العمق، ولو بقي محصوراً بالأهداف العسكرية.وإلى تصريحات مسؤولين رسميين، عسكريين وسياسيين، ركّز ما سرّبته وسائل إعلام العدو على أن مهمة القضاء على قدرات حزب الله معقّدة وصعبة وتحتاج إلى وقت طويل، فيما أُعلن أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو كلّف فريقاً وزارياً بإعداد تصوّر للحل السياسي الذي يفترض تحقيقه من خلال الضربات ضد حزب الله. وكان اللافت في كل ما نُقل عن نتنياهو أنه يجد في ضرب حزب الله ما يساعده على تحقيق نتائج أكبر في قطاع غزة. لكن بالعودة إلى أصل الخطة، فقد دأب نتنياهو منذ نحو أسبوعين على ترداد شعار تغيير موازين القوى في الشمال. حتى صار هذا التغيير هدفاً بحد ذاته، ومدخلاً حصرياً لتحقيق الأهداف الأخرى، المتمثّلة بفرض الفصل بين جبهتَيْ لبنان وغزة، أو إعادة المستوطنين إلى مستعمرات الشمال. فقد ربط كل ذلك بإضعاف قدرات حزب الله العسكرية إلى أقل درجة ممكنة، ما يساعده أكثر على محاولة فرض معادلات جديدة في الساحة اللبنانية، وإخراج حزب الله من جنوب الليطاني. وفيما تحدّث العدو عن «نجاحات كبيرة» حقّقتها الحملات الجوية، ومزاعم وزير الأمن يوآف غالانت بالقضاء على 50% من قدرات حزب الله الصاروخية، إلا أن خبراء كباراً في كيان العدو، من بينهم مستشار الأمن القومي السابق، اليميني المتشدّد، اللواء يعقوب عميدرور، رفضوا هذا التقويم. وأكّد عميدرور أن إسرائيل «لم تبدأ حتى في تدمير قدرات حزب الله ولا تزال بعيدة عن ذلك». وبالفعل، فقد بادر حزب الله أمس إلى تجديد قصفه للعمق الإسرائيلي، فاستهدف رمات ديفيد وقواعد ومنشآت تقع جنوب حيفا وبالقرب من العفولة وزخرون يعقوب على بعد 60 كلم، وصولاً إلى توجيه ضربة قاسية إلى مقر وحدة الشييطت البحرية المتخصّصة في عمليات التوغل الخاصة. وإذا كان ردّ المقاومة كشف عن أن حزب الله لا يزال يملك قيادة وسيطرة وقدرة وحرية في المبادرة العملياتية، لفت عسكريون إسرائيليون، سابقون وحاليون، إلى أن الحزب لا يزال يستخدم الذخائر التي كانت موجودة لديه عام 2006، ولم يبرز إلى المعركة بعد قدراته النوعية، وهو ما دفع جيش الاحتلال للمسارعة إلى التنصل من تصريحات غالانت، مؤكداً أن لا معلومات لديه حول حجم ضرر عدوانه الجوي، تجنباً لفضيحة مماثلة لتلك التي وقع فيها رئيس الأركان السابق دان حالوتس خلال حرب تموز 2006 عندما أعلن الانتصار في أول أيام الحرب بعد تنفيذ سلاح الجو عملية «الوزن النوعي» الفاشلة. ويتّضح من السياق العام للأحداث أن هناك اعتبارات استراتيجية فرضت على العدو استعجال العدوان غير المسبوق منذ 18 عاماً، وذلك ترجمة لمفهوم يروّج له بعنوان «التصعيد من أجل خفض التصعيد». ويقصد به، السيطرة على مسار التصعيد الميداني لتطويع حزب الله، و/أو سلبه القدرة على مواصلة قصف العمق الإسرائيلي، على أمل بأن يعيد حزب الله النظر في حساباته وتغيير خياراته، عبر ممارسة أعلى درجات الضغط الدموي بقصد تأليب بيئة المقاومة ضدها. عملياً، تبدو الأمور عالقة في إطارها الأول، إذ إن فشل العدو في تحقيق إنجازات استثنائية على الصعيد العسكري، يمنعه من تحقيق أي هدف سياسي. وبالتالي فإن النتيجة العملانية لما يحصل تكون بمعادلة جديدة، مفادها أنه كلما اشتد التصعيد الإسرائيلي زاد القصف للعمق من قبل المقاومة، وهذا ما سيدفع العدو إلى البحث سريعاً في إيجاد مخارج لوقف «هذه الحملة»، لأنه سيكون من الصعب جداً عليه التكيّف مع جبهة متسعة النطاق والأهداف. فهو لم يقدر على تحمل جبهة كانت تقتصر على عمق نحو 20 كلم (باستثناء الضربات التي نفّذها حزب الله رداً على اعتداءات محدّدة) مع مئة ألف نازح، فيما سيكون ملزماً بالتكيّف مع جبهة تتجاوز حيفا وصولاً إلى زخرون يعقوب (نحو 60 كلم)، مع تقديرات بمضاعفة عدد النازحين، وهو ضغط كبير جداً على القيادتين السياسية والأمنية. ومع ذلك، فإن طبيعة المداخلات السياسية الجارية من أكثر من عاصمة تعكس جموداً جدياً، يستند إلى مفهوم أميركي سبق أن جرّبناه في لبنان مرات عدة، ويقضي بإعطاء اسرائيل المهلة الزمنية والضوء الأخضر لتنفيذ برنامج عسكري، وبعده يصار إما إلى استثماره سياسياً، أو إلى احتوائه ولو من خلال وقف الحرب في غزة أولاً. مع ذلك، فإن أحداً لا يمكنه الجزم بأن العدو سيتوقف عن القيام بمزيد من العمليات الإجرامية، سواء عبر تنفيذ اغتيالات أو عملية أمنية كبيرة، أو من خلال قصف جوي لما يعتبره أهدافاً عسكرية، ولو أنه قصفه طاول الأهداف المدنية في غالبية الهجمات، وتبيّن أن حجم النجاحات محدود جداً، ما دفع جهات قريبة جداً من المقاومة إلى الدعوة لانتظار ما سيُظهر للعدو خطأ التقدير وخطأ التهديف أيضاً.

المقاومة تدكّ القواعد العسكرية في كل الشمال: إسرائيل تريد «تسريع» العملية وتبحث عن «مخرج»..

الأخبار.... طاولت، أمس، صواريخ «حزب الله» مناطق واسعة في شمال الأراضي المحتلة. وفي حصيلة حطّمت الرقم القياسي منذ بدء الحرب قبل نحو عام، أطلقت المقاومة أكثر من 400 صاروخ ومُسيّرة من أنواع مختلفة، مستهدفة مناطق عكا والجليل الغربي، وصفد ومحيطها، إضافة إلى منطقة «الكريوت» في خليج حيفا، فضلاً عن العفولة ومنطقة مرج ابن عامر، وكذلك يوكنعام التي تضم منطقة صناعية وشركات «هايتك»، إلى جانب قرى وبلدات جديدة مثل المكر، كفر مندا وطمرة في الجليلين الغربي والأسفل التي طاولتها بالأساس شظايا صواريخ القبّة الحديدية. وكان بارزاً أمس، اشتعال عدد كبير من الحرائق في الشمال بفعل قصف المقاومة، حيث أفادت سلطة الإطفاء والحرائق بأنها تعاملت مع أكثر من 31 حريقاً، فيما أتى أحدها على مبنى تستخدمه بلدية كريات شمونة كمخزن لأدوات وأجهزة إلكترونية تتعلّق بجهوزية الحرب. وفي منطقة يوكنعام، أصيب إسرائيلي بجروح متوسّطة جراء تعرضه لشظايا صاروخ، فيما وصل - يوم أمس - إلى مستشفى «بوريا» 14 مصاباً، بينهم 11 أصيبوا خلال توجههم إلى الملاجئ، فيما أصيب آخر بالاختناق جراء استنشاق الدخان، واثنان آخران بشظايا. أمّا مستشفى «رمبام» في حيفا فاستقبل 7 مصابين من مناطق محيطة، فضلاً عن استمراره بعلاج 4 آخرين كانوا قد أصيبوا في الهجمات الأولى للمقاومة على منطقة «الكريوت». أمّا بالنسبة إلى المركز الطبّي - «عيمق»، في منطقة العفولة، فقد استقبل 5 جرحى، لا يزال ثلاثة منهم يخضعون للعلاج حيث يعانون كسوراً وإصابات مختلفة. فيما استقبل «المركز الطبي للجليل» في نهاريا، 9 جرحى أصيبوا في القصف على منطقة الجليل الغربي. وبالنسبة إلى المدارس والجامعات والوظائف، فستبقى معطّلة بشكل كامل - حتّى الغد على الأقل - في جميع مناطق الجليل الأعلى والأسفل والغربي.وكان رئيس بلدية مستوطنة «حتسور هجليليت»، ميخائيل كفسا، قال، أمس، إنه قد «سقطت علينا شظايا صواريخ وقذائف، ما تسبب بتضرّر عدد من المركبات. نحن في روتين حرب للأسف منذ نحو سنة. إن روتين الحرب هو روتين سيّئ، فيما 50% من السكان هنا لا يوجد لديهم ملاجئ، وهو ما يدل على أزمة منذ عشرات السنوات، حيث سكان يقطنون على بعد 11 كم من الحدود من دون ملاجئ». وتابع: «نحن نصرخ مطالبين الحكومة بتوفير الملاجئ، ووسائل أخرى. ولا ننسى أننا لسنا أساساً مشمولين في البرنامج الحكومي المخصّص لدعم وتأهيل مستوطنات الشمال، كما أن جميع مستوطنات الخط الثاني مثل صفد وروش بينا وكتسرين ورمات هجولان غير مشمولة فيه. نحاول أن نقول للحكومة نحن في منطقة حرب ولم نُخلَ بعد، نحتاج إلى موارد كثيرة، وللأسف أن هذا لم يتوفّر بعد». كما أفادت «القناة 12» العبريّة، أن «330 ألف مستوطن بدون ملاجئ في حيفا». إلى ذلك، ذكر رئيس بلدية «كريات طبعون»، عيدو غرينبلوم، في الجليل الأسفل أن «الساعات الـ72 الأخيرة في المنطقة، توضح إلى أي مدى علينا إظهار التضامن مع سكان الشمال»، لافتاً إلى أنه «قد دوّت هنا العديد من الصافرات، كما سقطت عدّة صواريخ، وكذلك قذائف اعتراضية وشظايا وغيرها».

400 صاروخ ومسيرة تنطلق من لبنان ومسيرة تصيب قاعدة «الشيطيت» البحرية

وعلى صعيد متصل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أمس، إن«400 صاروخ أُطلقت من لبنان اليوم (أمس) باتجاه إسرائيل»، مشيراً إلى «تركيز الجيش الإسرائيلي على القضاء على القدرات الاستراتيجية للحزب». وأضاف أن «الجيش لا يزال يدقّق في نتائج الضربات الأخيرة التي وجهناها إلى حزب الله»، مؤكداً أن «هدفنا النهائي هو إعادة سكان الشمال إلى منازلهم». أما وزير الحرب يوآف غالانت، فاعتبر أن «حزب الله اليوم ليس هو حزب الله قبل أسبوع»، لكن «رغم تعرض حزب الله لضربات قوية وانخفاض معنوياته، يجب أن نأخذ تهديداته بتدميرنا وضربنا على محمل الجد». ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مصادر إسرائيلية، أن «حزب الله ما زال بعيداً عن الهزيمة»، ورأت أن «التصريحات الاحتفالية لمحلّلين إسرائيليين بزوال الخطر مُبالغ فيها إلى حد كبير». وفي موازاة ذلك، يبدو أن المستوى الأمني في الكيان يدفع باتجاه إنهاء العملية العسكرية في لبنان، بشكل سريع، قبل تفاقمها، وإن على حساب «إجراءات» معيّنة في قطاع غزة. حيث نقلت «القناة 13»، عن مسؤولين كبار في الجيش قولهم إنه «لا توجد إمكانية للحل في الجبهة الشمالية دون وقف إطلاق النار في الجنوب»، وعلى الرغم من «سلسلة الهجمات التي قام بها الجيش في لبنان، إلا أن نصرالله متمسّك بمواصلة حرب الاستنزاف طالما أن وقف إطلاق النار في غزة لم يتحقق». وتحدّث هؤلاء عن أن «قادة في الجيش الإسرائيلي أبلغوا الكابينت، أنه لا يبدو أن هناك قدرة لحل في الشمال دون إجراءات في الجنوب»، بينما قال قادة آخرون إن «وقف إطلاق النار في غزة سيحوّل الإنجازات في لبنان، إلى مكسب استراتيجي». وكان حزب الله أعلن أمس عن توسيع دائرة النار لتشمل مزيداً من القواعد العسكرية والمستوطنات الشمالية. وبدأ الحزب عملياته باستهداف مطار مجيدو العسكري غرب ‏العفولة بصواريخ «فادي 1» و«فادي 2»، وقاعدة ومطار رامات ديفيد ‏بصواريخ «فادي 2»، ومطار مجيدو ‏العسكري، مرة ثانية، بصواريخ «فادي 2». ومن ثمّ، استهدف قاعدة عاموس (القاعدة ‏الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية) بصواريخ «فادي 1»، ومصنع المواد المتفجّرة ‏في منطقة زخرون التي تبعد عن الحدود 60 كلم بصواريخ «فادي 2»، ومطار مجيدو ‏العسكري، مرةً ثالثة، بصواريخ «فادي 2». كما استهدف مستوطنة كريات شمونة ‏والمخازن اللوجستيّة للفرقة ‌‏146 في قاعدة نفتالي بصليات من الصواريخ، ومعسكر إلياكيم التابع لقيادة ‏المنطقة الشمالية جنوب حيفا بصواريخ «فادي 2»، والمخازن الرئيسية التابعة ‏للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ، ومستوطنة روش بينا بصليات ‏صاروخية، وقاعدة شمشون (مركز تجهيز ‏قيادي ووحدة تجهيز إقليمية) بصواريخ «فادي 3». كذلك، استهدفت المقاومة مستوطنات هجوشريم وكتسرين وغيشر هزيف ‏بصليات صاروخية. واستهدفت المقاومة قاعدة دادو، مرةً أولى، بـ 50 صاروخاً، ومرةً ثانية بـ ‌‏40 صاروخاً. وفي المساء، شنّت هجوماً جوياً بسرب من ‏المُسيّرات الانقضاضية على مقر وحدة المهام البحرية الخاصة «الشييطت 13» في قاعدة عتليت، مستهدفاً أماكن تموضع ضباطها وجنودها.

ماذا يحدث في لبنان..وما مستقبل المنطقة؟ خبير عسكري يجيب..

العميد محمود محيي الدين: دول ستشهد تغييرات بخرائطها وحدودها بعد الحرب

العربية نت..القاهرة - مي عبد المنعم.... بعد أسبوع دام على لبنان، وتلقي الجنوب للآلاف من الضربات الصاروخية والغارات الإسرائيلية ، وسقوط آلاف المصابين ومئات القتلى في أوسع اجتياح جوي إسرائيلي منذ حرب عام 2006، بدأت التساؤلات تتعالى حول حقيقة ما يحدث في لبنان، ومستقبل هذه الحرب الدامية، واتساع رقعة الصراع في المنطقة.

طوارئ..أم حالة حرب!

من جانبه، قال الخبير الإستراتيجي والعسكري العميد محمود محيي الدين في تصريحات لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، إن مبدأ قواعد الاشتباك المتعارف عليه بين حزب الله وإسرائيل، قامت إسرائيل بالتنصل منه لتحقيق مصالحها وأهدافها في لبنان، وهو ما ظهر جليا خلال الأيام الماضية والتوسع الإسرائيلي في الغارات الجوية. وأوضح الخبير الإستراتيجي أن ما يحدث في لبنان تتعامل معه إسرائيل باعتباره حالة طوارئ وليست حالة حرب، حيث لم تعلن إسرائيل حالة الحرب منذ حرب عام 1973، إلا أثناء حربها الأخيرة مع غزة.

أهداف إسرائيل في لبنان

كما أكد العميد محيي الدين أن "حالة الطوارئ" الإسرائيلية الجارية الآن في لبنان تهدف منها إسرائيل إلى هدفين رئيسيين: الأول هو فك ارتباط حرب حزب الله مع إسرائيل بحرب غزة، أو ما يسمى بـ"وحدة الساحات" بحيث تقضي على هذه الفكرة. أما الهدف الإسرائيلي الثاني من الغارات على لبنان، فيأتي لإعادة سكان الشمال الإسرائيلي إلى مستوطناتهم بعد تهجير نحو 100 ألف إسرائيلي دام قرابة العام بسبب ضربات حزب الله الصاروخية مع بداية الحرب على غزة.

حزب الله لم ينجح في تقدير الموقف

وحول تفاصيل المشهد عسكريا منذ بدايته قبل نحو أسبوع وحتى الآن، ذكر الخبير الإستراتيجي أن إسرائيل قامت بالتحضير لهذه الحرب بصورة قوية جدا، وظهر ذلك من خلال تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي عن بعد، واستهداف شخصيات هامة داخل حزب الله، بالإضافة إلى توجيه عدد كبير من الضربات الصاروخية والغارات على مختلف المناطق اللبنانية في الجنوب. وأضاف محيي الدين أنه على الطرف الآخر، لم يتمكن حزب الله من تقدير موقف ملائم لحجم التطورات التي حدثت في إسرائيل ، واعتبرت إيران ومعها حزب الله أن مبدأ "وحدة الساحات" وتلقي إسرائيل لضربات صاروخية من عدة جهات من العراق ولبنان واليمن، أن ذلك سيكون كفيلا لمواجهة إسرائيل وإنهاكها عسكريا وهو ما لم يحدث.

حركات "ولائية" لا وطنية

أما عن ما آلت إليه الأوضاع في لبنان، وتورطها في الحرب مع إسرائيل بهذا الشكل، أفاد الخبير المصري أن حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن، هي حركات "ولائية" وليست وطنية، وهي في النهاية تأتمر بأمر المرشد الأعلى في إيران وتدين له بالولاء وتعمل على تحقيق أهدافه، لذلك لا يندم حزب الله على المشهد الحالي في لبنان، حتى لو دفع ثمنه اللبنانيون من دمائهم واستقرارهم. ولم يستبعد الخبير الإستراتيجي إقدام إسرائيل على غزو بري لجنوب لبنان، ورجح هذا الأمر قد يحدث بنسبه 50% وصولا إلى جنوب الليطاني، في حالة اضطرار إسرائيل بهدف إرجاع المستوطنين إلى الشمال الإسرائيلي.

دول مرشحة لتغييرات على الحدود

وحول مستقبل المنطقة المشتعلة، ومدى توسع الحرب لتشمل مناطق أخرى في المنطقة، قال العميد محمود محيي الدين إن طول أمد الحرب ومؤشراتها على مدار الشهور الماضية تؤكد على اتساع نطاقها على نحو قد يشهد تغييرات على خرائط المنطقة. وعن أبرز الدول والمناطق المرشحة لأن تشهد هذه التغييرات الحدودية، رد الخبير العسكري المصري بأن الضفة الغربية وغزة مرشحتين بقوة لهذا الأمر، كما قد يشهد جنوب لبنان المهدد الآن تغيرات في الحدود مع نهاية الحرب. وأضاف أن التغييرات بالحدود قد تشمل سوريا، إذا ما فتحت الأخيرة المجال لبعض الميليشيات العراقية لتوجيه ضربات لإسرائيل من الجولان بالتنسيق مع جزب الله، وفي هذه الحالة يمكن أن تتوسع الحرب لتشمل الجولان وتهدد الحدود السورية.

متى تنتهي الحرب؟

كما أكد العميد محيي الدين أن الحرب الإسرائيلية في المنطقة لا يمكن أن تنتهي قبل منتصف عام 2025، ويرجع ذلك إلى حصول حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة على 64 مقعدا من أصل 120 في الكنيست، وتنتهي ولاية الحكومة منتصف العام المقبل، ومع ضعف جبهة المعارضة وعدم قدرتها على الإيقاع بالحكومة الحالية، المرجح أن تواصل الحكومة سياساتها الحالية مع دعم غربي، ولن تتغير أهدافها إلا بوجود تيار جديد قوي في الداخل الإسرائيلي.

إعلام أميركي: إسرائيل أعادت حزب الله 20 عاما للوراء.. وطهران لم تتحرك بعد

مسؤولون: إسرائيل "أضعفت بشكل خطير" قدرات حزب الله.. القلق والأكبر الآن هو التدخل المحتمل لإيران

العربية.نت، أسوشييتد برس.. أعادت الهجمات الإسرائيلية في الأسبوع الماضي ضد أهداف وقادة حزب الله قدرات الحزب 20 عاماً إلى الوراء، حسبما أفادته شبكة "سي إن إن" CNN التلفزيونية، نقلاً عن مصادر. ووفقاً لمصادر الشبكة التلفزيونية: "من المحتمل أن يكون (حزب الله) قد عاد 20 عاماً للوراء"، في إشارة إلى التأثير التراكمي للعمليات الإسرائيلية ضد الحزب. ووفقاً للمسؤولين، فإن إسرائيل "أضعفت بشكل خطير" قدرات حزب الله، وقد قتل العديد من كبار القادة ما أثر بشكل كبير على هيكل قيادة "حزب الله". كما أشارت مصادر الشبكة التلفزيونية إلى أن القلق الأكبر الآن هو التدخل المحتمل لإيران، وأضاف أحد المسؤولين أن طهران لم تتدخل بعد، لكنها ستتحرك إذا كان هناك تهديد بتدمير "أقوى قوة بالوكالة" موالية لها. وفي وقت سابق، ذكرت شبكة "سي إن إن" أن العملية المنسوبة إلى إسرائيل المتمثلة بالانفجارات الجماعية لمعدات الاتصالات في لبنان كانت أكبر ضربة لبنية حزب الله العسكرية. وفي 21 سبتمبر، أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف حوالي 400 منصة إطلاق لحزب الله خلال غارات مكثفة على جنوب لبنان. يذكر، أن تفجيرات متزامنة وقعت في عدة مدن لبنانية في 17 سبتمبر، وفي 18 سبتمبر حدثت موجة جديدة من تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية والهواتف والأجهزة التي تعمل بالألواح الشمسية وبطاريات الليثيوم في لبنان، وأدت هذه الانفجارات إلى مقتل العشرات وإصابة المئات، واتهم حزب الله إسرائيل بالقيام بهذه التفجيرات، كما حملت الحكومة اللبنانية إسرائيل مسؤولية التفجيرات، وامتنعت السلطات الإسرائيلية عن التعليق على هذه الحوادث.

لبنان: عدد النازحين بسبب الحرب يقترب من نصف مليون نازح

نيويورك : «الشرق الأوسط».. أعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، الثلاثاء، أنّ عدد النازحين اللبنانيين بسبب التصعيد الراهن بين إسرائيل و«حزب الله» يقترب من نصف مليون نازح. وقال بو حبيب في فعالية نظّمتها مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في نيويورك على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنّ عدد النازحين في لبنان قبل الغارات الإسرائيلية الأخيرة بلغ نحو 110 آلاف نازح، وأضاف «الآن ربّما يقترب عددهم من نصف مليون».

سفير تل أبيب في الأمم المتحدة: «لا نرغب» في اجتياح برّي للبنان

نيويورك: «الشرق الأوسط».. قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، الثلاثاء، إن تل أبيب لا ترغب في اجتياح لبنان، بعد تنفيذ غارات كثيفة دامية فيه. ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قال دانون: «خُضنا تجربة بلبنان في الماضي، لسنا راغبين في بدء أي اجتياح برّي في أي مكان». كما قال المبعوث الإسرائيلي، إن بلاده منفتحة على أفكار لتهدئة الصراع في لبنان، وذلك غداةَ إعلان الولايات المتحدة أنها تستكشف بعض «الأفكار الملموسة» مع الحلفاء والشركاء. وأضاف للصحافيين: «بينما نتحدث، هناك قوى مهمة تحاول طرح أفكار، ونحن منفتحون على ذلك، لا نرغب في شنّ أي غزو برّي في أي مكان... نفضّل الحل الدبلوماسي». وحسب «رويترز»، تسبّب القتال العنيف هذا الأسبوع بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، في زيادة المخاوف من أن يحتدم الصراع المستمر منذ ما يقرب من عام، ويزعزع استقرار الشرق الأوسط، في الوقت الذي تستعِر فيه بالفعل حرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة. وقالت إسرائيل إنها تحوّل تركيزها من غزة إلى الحدود الشمالية، حيث يطلق «حزب الله» صواريخ على إسرائيل دعماً لـ«حماس» التي تدعمها إيران أيضاً. وترى الحكومة الإسرائيلية أن تأمين الحدود الشمالية، وإعادة السكان إليها، هي أولوية عسكرية، مما يمهّد الطريق لصراع طويل، في حين توعّدت جماعة «حزب الله» بمواصلة القتال لحين التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، إن الولايات المتحدة تناقش مع الحلفاء والشركاء بعض «الأفكار الملموسة»؛ لإيجاد مسار نحو تهدئة التصعيد في القتال، وتخفيف التوتر. وقال دانون إن إسرائيل تأخذ الأفكار بجدية، وأضاف: «ما زِلنا نعتقد بأن الأوان لم يفُت بعدُ لكي تضغط الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني على (حزب الله) لوقف عدوانه، إذا أوقف (حزب الله) إطلاق الصواريخ على إسرائيل فسنكون قادرين على إعادة سكاننا إلى ديارهم».

الجيش الإسرائيلي: يجب ألا نمنح «حزب الله» أي فترة راحة

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. أعلن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي اليوم (الثلاثاء) أنه يجب عدم منح «حزب الله» اللبناني أي فترة راحة وأن الهجمات على الجماعة ستتسارع، وفقاً لوكالة «رويترز». وأضاف هاليفي بعد إجراء تقييم أمني: «الوضع يتطلب عملاً مكثفاً ومتواصلاً على كل الساحات». كما أكد الجيش الإسرائيلي أنه يقصف حالياً أهدافاً لـ«حزب الله» في لبنان. من جهته، أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض اليوم ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وشرقه أمس (الاثنين) إلى 558 قتيلاً غالبيتهم «من العزل الآمنين»، وأكثر من 1800 جريح، في أعلى حصيلة تسجّل في يوم واحد منذ حرب 2006 بين إسرائيل و«حزب الله». وقال الوزير في مؤتمر صحافي إن الحصيلة المحدثة لغارات الاثنين بلغت«558 شهيداً بينهم 50 طفلاً و94 امرأة... غالبيتهم العظمى من العزل الآمنين الذين كانوا في منازلهم». وأشار إلى إصابة 1835 شخصاً مع «بلوغ عدد المستشفيات التي شاركت في استقبال الجرحى أمس 54 مستشفى».

معارضو الحرب في إسرائيل قلّة... لكن رأيهم موجع

دعاة السلام يخشون التحريض

الشرق الاوسط...تل أبيب: نظير مجلي.. كما في كل حرب تخوضها إسرائيل، يلتف الجمهور بغالبيته الساحقة من حولها. بعضهم بسبب الانتماء إلى أحزاب الائتلاف، وبعضهم بسبب التأييد الراسخ للجيش، الذي يثقون به ويعدّونه «جيش الشعب» و«حامي الحمى». لكن هناك دائماً تجد قوى معارضة. ترفع صوتها، وتعرض نفسها للخطر، وهذه المعارضة صاحبة رأي موجع، وكلماتها لاسعة. أحدهم، الكاتب «ب ميخائيل»، يتساءل: «عفواً يا سادة، هل هناك أحد مستعد لأن يشرح لي الفرق بين إطلاق 5 آلاف عبوة ناسفة على 5 آلاف منزل في لبنان، وبين زرع عبوة ناسفة في حافلة أو إلقاء قنابل عنقودية على أحياء يوجد فيها مجرمون أيضاً؟» ويضيف: «5 آلاف جهاز بيجر تم إعطاؤها فقط لنشطاء (حزب الله) الأوغاد، في حين أن حافلة مفخخة أو قنبلة عنقودية تستهدف المسّ بشكل عشوائي بكل شخص». ويتابع: «من أرسلوا أجهزة البيجر لم تكن لديهم أي فكرة عن المكان الذي ستنفجر فيه العبوة، ولدى من سيكون الجهاز، وأين هو موجود، وكم هو عدد الأشخاص الذين سيكونون في المحيط، هل سيكون هذا في بقالة أو في يد طفل يحب الاستطلاع أو ربما في سيارة في محطة وقود أو في يد الزوج أو الزوجة؟». ويخرج ميخائيل باستنتاج يفترض أن يزعزع الدولة العبرية برمّتها، فيقول: «للأسف الشديد وللخجل، لا يوجد مناص من القول إن إسرائيل سارت خطوة كبيرة نحو إضفاء الشرعية على إرهاب الدولة. فرض الرعب والمعاناة على سكان بوسائل عنيفة ومن دون كوابح، مثلما في غزة وفي الضفة المحتلة، والآن في لبنان أيضاً».

انقسام على الحرب

الكاتب ميخائيل ليس وحيداً. فمقابل 60 بالمائة من الإسرائيليين قالوا إنهم يؤيدون الحرب على «حزب الله»، حتى لو أدى ذلك إلى حرب شاملة مع لبنان وغيرها، يوجد 29 بالمائة معارضون. لكن صوتهم خافت، وغالبيتهم يعارضون الحرب بالأساس، لأنها تغطي تماماً على موضوع المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس» و«الحرب غير المجدية على غزة». ويتهمون رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بأنه يشعل هذه الحرب لكي يشغل الناس عن قضية المخطوفين. ومن يعارضون الحرب بشكل مبدئي لأنهم دعاة سلام، هم أقلية ضئيلة. غالبية عناصرها صامتة، تخشى من التحريض عليها ومن اتهامها بالخيانة، فضلاً عن الاعتداءات الجسدية. حتى عائلات المحتجزين تشكو من الهجوم عليها، ممن تسميهم «آلة السم»، التي يديرها مقربون من نتنياهو لغرض ضرب مظاهراتهم.

تحريض دموي

تعرضت النائبة العربية عايدة سليمان توما، الثلاثاء، لتحريض دموي خلال اجتماع لجنة برلمانية، لأنها قالت إنها تعارض الحرب الجارية على لبنان مثلما تعارض حرب الإبادة على غزة. فتصدى لها، ليس نواب اليمين الحاكم فقط، بل نواب المعارضة من حزب «المعسكر الرسمي» الذي يقوده بيني غانتس. وراحوا يصيحون بها: «اذهبي إلى لبنان». ويكتب عاموس هرئيل، محرر الشؤون العسكرية في «هآرتس»، قائلاً: «بصورة استثنائية توجد الآن مقاربة موحدة في القيادة السياسية – الأمنية في إسرائيل. قبل أسبوعين، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أجري نقاشاً شديداً مع غالانت وقيادة الجيش حول سلم الأولويات بين لبنان وقطاع غزة. في الوقت الذي توسل فيه غالانت والجيش من أجل إنهاء القتال في قطاع غزة، والسعي إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار، نتنياهو رفض ذلك. وهو أيضاً عارض اقتراحهم بالتركيز على القتال في لبنان». وأضاف: «عندما غيّر نتنياهو موقفه فقد قام بانعطاف حاد. محور فيلادلفيا، أساس وجودنا، تم نسيانه (حتى لو أن القوات لم تنسحب منه)، الآن نتنياهو يريد تصعيداً واضحاً مع (حزب الله). غالانت ورئيس الأركان تحفظا، لكن في نهاية المطاف اقتنعا بالتساوق معه. الآن هؤلاء الثلاثة مستعدون للمخاطرة بحرب شاملة استمراراً للخطوات الهجومية التي تتبعها إسرائيل». وبحسب عدة وسائل إعلام عبرية، فإن كثيراً من السياسيين والخبراء يشعرون بأن الحرب الحالية في لبنان هي حرب زائدة. لن تسفر عن إنجازات سياسية. وفي أحسن الأحوال يمكنها أن تحقق اتفاقاً على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي يمكن التوصل إليه أيضاً من دون حرب. لكن القيادات الإسرائيلية تتصرف كمن أصيب في انفجار جهاز «بيجر» في عينيه بالعمى.

حراك فرنسي لوقف الحرب ومنع الاندفاع لمواجهة شاملة

باريس تعمل على 3 مستويات وتحاول استخدام «الدبلوماسية الالتفافية»

الشرق الاوسط...باريس: ميشال أبونجم.. تسعى باريس، بالوسائل المتاحة لها، إلى تجنيب لبنان حرباً مفتوحة يعي الجميع ما ستنتجه من ضحايا إنسانية وتهجير وتدمير هائل في البنى المدنية. وتذكر باريس أنها نبّهت منذ أشهر طويلة من الوصول إلى ما وصلت إليه الأمور اليوم، وتذكر بالمبادرة التي حملها وزير الخارجية السابق ستيفان سيجورنيه إلى لبنان وإسرائيل، منذ أوائل عام 2024، في محاولة لإيجاد تسوية ونزع فتيل التفجير بين «حزب الله» وإسرائيل. ويذكر المسؤولون الفرنسيون بـ«الخفة» التي تعامل بها الطرف اللبناني مع التحذيرات الفرنسية، والغربية بشكل عام، واعتبارها «تهويلية»، وهي حاصلة لخدمة إسرائيل التي «لن تقدم» على مهاجمة لبنان بشكل مكثف بسبب المعادلات العسكرية، وبسبب انشغالها بالحرب في غزة.

لماذا لم تطلب باريس اجتماعاً «فورياً» لمجلس الأمن؟

بيد أن هذه المرحلة «التمهيدية» ذهبت إلى غير رجعة. والمطلوب اليوم، وفق القراءة الفرنسية، وقف هذه الحرب. ولذا، فإن باريس تعمل على 3 خطوط: الأول، مجلس الأمن الذي طلب وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان نويل بارو اجتماعاً طارئاً له «هذا الأسبوع». والمستوى الثاني، التواصل مع من سمّاهم بارو، في الكلمة التي ألقاها مساء الاثنين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجهات الداعمة للطرفين المحاربين، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة من جهة، وإيران من جهة ثانية. والمستوى الثالث يتولاه المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان، الوزير السابق جان إيف لو دريان، الذي واصل الثلاثاء اجتماعاته مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين في محاولة مزدوجة الأهداف: البحث في خفض التصعيد والتعرف على متطلبات الطرف اللبناني من جهة، ومحاولة إحياء الجهود الدافعة باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية بعد فراغ في قصر بعبدا، وصل إلى عامين، ولا تبدو في الأفق أي دلائل تشير إلى قرب ملئه. اللافت بالنسبة للمستوى الأول أن باريس لم تطالب باجتماع «فوري» لمجلس الأمن، وتركت أفقه الزمني مفتوحاً لهذا الأسبوع. وترى مصادر دبلوماسية في باريس أن التفسير الأرجح قوامه أن الطرف الفرنسي أراد، قبل الاجتماع، أن يقوم بجولة واسعة من المشاورات التمهيدية ليرى ما هو الممكن، وما هو غير الممكن، وتحديداً التعرف على «الأفكار الملموسة» التي أشار إليها مسؤول أميركي مساء الاثنين. وتعي باريس أن «وزنها» السياسي وقدرتها التأثيرية، سواء على إسرائيل أو على «حزب الله» محدودة، وبالتالي فإنها تمارس ما يمكن تسميته «الدبلوماسية الالتفافية» عن طريق واشنطن من جهة، وإيران من جهة ثانية. ويصعب على باريس الاعتماد على الرافعة الأوروبية بسبب الانقسامات المعروفة بين الأوروبيين، وبسبب مبدأ الإجماع المعمول به في سياسة الاتحاد الخارجية. من هنا، أهمية التشاور أولاً، بالنسبة إليها، مع واشنطن والتعرف على محتوى مقترحاتها، التي ستناقشها مع الحلفاء والشركاء «هذا الأسبوع».

هل التعويل على تدخل إيران مجدٍ؟

ومن الجانب الآخر، تريد باريس أن تدفع طهران للتدخل لدى «حزب الله» لدفعه بالتالي للقبول بتسوية، لا تظهر ملامحها في الوقت الحاضر، إذ الكلمة اليوم «للميدان». ولم يكشف قصر الإليزيه عن الاجتماعات الجانبية التي سيقوم بها الرئيس ماكرون على هامش أعمال الجمعية العامة. إلا أنه من المرجح جداً أن يلتقي الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان، الموجود هو الآخر في نيويورك، للبحث معه في الملف اللبناني، مستنداً إلى حرص طهران على عدم الانخراط في حرب موسعة، ستواجه فيها إسرائيل والولايات المتحدة وأطرافاً غربية أخرى. وسبق لماكرون أن تواصل مع بزكشيان، إلا أن العلاقات بين باريس وطهران شهدت في الأشهر الأخيرة بعض التوتر. ومن المقرر أن يلقي ماكرون خطابه أمام الجمعية العامة، بعد ظهر الأربعاء، بتوقيت نيويورك.

هل يمتلك لبنان مقومات الصمود؟

تهافت «مضبوط» على المواد الغذائية والمحروقات

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح.. صحيح أن اللجنة الوطنية لتنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات، كما معظم الوزارات اللبنانية، كانت تستعد منذ أشهر لاحتمال توسع الحرب التي بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن وضع مؤسسات الدولة الأقرب إلى حالة الاهتراء والتداعي، وبخاصة نتيجة الأزمة المالية التي انفجرت عام 2019، ستجعل من الصعب استمرار حالة الصمود طويلاً.

تهافت على سحب الأموال

وتهافت اللبنانيون منذ يوم الاثنين، أي مع توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية، إلى المصارف والصرافات الآلية لسحب ما توافر من أموال خوفاً من تطور الأمور دراماتيكياً، كذلك لجأ كثيرون لمحاولة الحصول على كميات كبيرة من الخبز والطحين والمحروقات. إلا أن الوضع بحسب المعنيين، لم يخرج عن السيطرة، وتراجع هذا التهافت يوم الثلاثاء. وقالت ل. ن (58 عاماً)، وهي صاحبة إحدى السوبرماركات في جبل لبنان، إن «العشرات تهافتوا لشراء الخبز والطحين بشكل أساسي، لكننا لم نشهد محاولات تخزين كبيرة بحيث عمد كثيرون لشراء عدد محدود من المعلبات». وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «كما أننا طلبنا كميات إضافية من البضائع من التجار وتمت تلبية مطالبنا سريعاً... لكننا نخشى أن تتطور الأمور نحو الأسوأ عسكرياً ما سينعكس عندها بشكل مباشر على كل القطاعات».

السلع متوافرة

وفيما كشف وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام عن توجه لوضع «خطّة وقائيّة كي لا نشهد انقطاعاً بالمواد الغذائيّة والمحروقات»، طمأن المدير العام للوزارة الدكتور محمد أبو حيدر أنه «على مستوى الأمن الغذائي هناك مخزون يكفي لما بين 3 و4 أشهر. وما دام البحر مفتوحاً فلا مشكلة لدينا، علماً بأننا قمنا بإجراءات إضافية لتسهيل إخراج البضائع، فبات يُسمح لمستوردي المواد الغذائية أن يتقدموا بطلباتهم أونلاين من ضمن مكننة عمل الوزارة لتأشير البيان الجمركي». وأشار أبو حيدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «خلال فترة بعد ظهر الاثنين شهدنا ضغطاً ببعض السوبرماركات الموازية لأطراف بيروت، لكن عادت الأمور، الثلاثاء، لطبيعتها... ونحن ندعو الناس لعدم التهافت على شراء السلع؛ لأن كل المواد متوافرة ولا داعي لأي عملية تخزين». وأوضح أبو حيدر أن «المشتقات النفطية كذلك متوفرة بشكل كبير، ومخزون الغاز المنزلي يكفي لشهر أو شهرين، وكذلك البنزين والمازوت».

سلسلة الإمداد

من جهته، أكد رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني البحصلي أن لا أزمة راهناً على صعيد تأمين المواد الغذائية ما دامت سلسلة الإمداد مؤمنة، أي أن المرفأ والمطار يعملان، خزانات المحروقات بأمان، الإنترنت والمواصلات والطرقات مؤمنة وغير مقطوعة، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تضرر إحدى الحلقات يوقف عمل السلسلة. وأشار البحصلي إلى أن «يوم الاثنين كان يوماً مفصلياً في الحرب الدائرة مع خروج الناس من منازلهم نازحين، وانطلاق المعركة الحقيقية، ما أدى لبعض الزحمة في السوبرماركت ما يُعد أمراً طبيعياً»، موضحاً أنهم يستعدون لكل السيناريوهات بما فيها «جنون الطلبيات، لكننا لن نعطي التجار إلا حاجتهم؛ حفاظاً على سلامة المخزون، وتوزيع البضائع بشكل عادل على كل المناطق». وكان المكتب الإعلامي لوزارة الاقتصاد والتجارة طمأن المواطنين إلى أن «مخزون القمح المتوافر في السوق المحلية كاف لشهرين على الأقل»، لافتاً إلى أن «الوزارة تواصل بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان استمرارية توافر هذه المواد الأساسية بشكل منتظم ودون أي انقطاع، وشحنات إضافية ستصل قريباً».

دعم مادي للمستشفيات

وتشهد المستشفيات، منذ الأسبوع الماضي، زحمة كبيرة بُعيد الهجمات السيبرانية التي طالت آلاف مقاتلي «حزب الله»، ويجري التركيز حالياً على تقديم الدعم لها للاستمرار. وفي هذا الإطار أعلن وزير الصحة فراس أبيض أنه اجتمع مع وزير المال، وتقرر دفع جزء من مستحقات المستشفيات التي قال إنها «لم تقصّر مع المرضى في ظلّ هذه الظّروف، وقدّمت كلّ الإمكانات وعملت على مدار ساعات طويلة في غرف عمليّات لم تهدأ».

وزير الصحة اللبناني فاس الأبيض

من جهته، أمل نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون «ألا تستمرّ الحرب لأسابيع عدّة حتّى تظلّ الطواقم قادرة على القيام بواجباتها مثل اليوم». وشدد على أن «المستشفيات بحاجة إلى دعم مادي، وهذا ما يعمل عليه وزير الصحة، وعهدٌ علينا أن نبقى في الخطوط الأمامية بوجه العدو المتوحّش»، مضيفاً: «هناك مشكلة مالية كبيرة نتعاون مع الوزير لحلّها، وإذا لم تُحلّ فقد تتوقف مستشفيات عن العمل تباعاً».

خلية أزمة

أما وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان، فأكد أن «وزارة الصناعة تعمل بمثابة خلية أزمة وطوارئ»، لافتاً إلى أن «التكامل بين الوزارة والقطاع الإنتاجي قائم على التعاون والتنسيق وتضافر الجهود للاستمرار في عجلة تصنيع مختلف المنتجات الاستراتيجية؛ كالدواء والمستلزمات الطبية والاستشفائية والبنج والتعقيم والألبسة الخاصة بالأجهزة الطبية، والمنتجات الأساسية الغذائية والضرورية؛ كأدوات التنظيف وحاجات التصنيع والآلات». وقال: «هناك وعي عالي الدرجة واستعداد وجهوزيّة كاملة؛ لأن العدوان كبير، ويستدعي الاستنفار العام والمواجهة لتخفيف المخاطر واستيعاب الضربات بأقلّ الخسائر».



السابق

أخبار لبنان..جنوب لبنان ساحة معركة تتناسب مع نقاط قوة حزب الله..«حزب الله» يؤكد اغتيال القيادي إبراهيم قبيسي في ضربة إسرائيلية..«حرب لبنان الثالثة»..عوْلمة مساعي الحلّ لتفادي انفجار إقليمي..«حزب الله» وإٍسرائيل يدخلان «مرحلة جديدة»..حرب شاملة أم حل دبلوماسي؟..لماذا لم يستخدم «حزب الله» صواريخه الأكثر تقدماً ضد إسرائيل؟..إسرائيل تعد بتسريع ضرباتها على لبنان وحزب الله يوسع استهدافاته..حرب لبنان: يوم آخر من المآسي..والنزوح يمتد إلى سورية..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..مسعفون فلسطينيون: مقتل 22 في غارات إسرائيلية على غزة..إسرائيل تبدأ تجريف الحدود شمال غزة..ومخاوف من منطقة عازلة..جدل بعد «تصريحات» بزشكيان عن استعداد لخفض التوتر مع إسرائيل..عرب الداخل بين «فكّي كماشة» إسرائيل وأعدائها..في قطاع غزة المدمَّر..إعادة الإعمار تشكِّل تحدّياً حقيقياً..البنك الدولي: غزة والضفة تقتربان من السقوط الاقتصادي الحر وسط أزمة إنسانية تاريخية..

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,398,640

عدد الزوار: 7,756,181

المتواجدون الآن: 0