أخبار لبنان..حرب لبنان..لماذا يصعب على نتنياهو ونصر الله التراجع؟..أهداف متضاربة لمفاوضات بري- هوكشتاين..وتطوُّر نوعي في استخدام الصواريخ..الدول الكبرى تحذر من «غزو بري» إسرائيلي «وشيك» ضد لبنان..«حزب الله» يلجأ لـ«التقنين» باستخدام الصواريخ ودكّ الأهداف..إسرائيل - حزب الله: دروس 2006 تسبق الهجوم برّاً..المعادلة الإسرائيلية الجديدة: الإسناد ثمنه استقرار لبنان..

تاريخ الإضافة الخميس 26 أيلول 2024 - 3:25 ص    عدد الزيارات 269    التعليقات 0    القسم محلية

        


حرب لبنان..لماذا يصعب على نتنياهو ونصر الله التراجع؟..

لدى نصر الله ونتنياهو حسابات معقدة تحول دون تراجعهما

بيروت: «الشرق الأوسط».. قالت مصادر مطلعة في بيروت لـ«الشرق الأوسط» إن أي جهود دبلوماسية لوقف الحرب الدائرة بين إسرائيل ولبنان ستصطدم بعقدة صعوبة التراجع لدى الطرفين الرئيسيين في المواجهة، وهما بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي وحسن نصر الله الأمين العام لـ«حزب الله».

لماذا يرفض نتنياهو التراجع؟

ولاحظت المصادر أن الحرب في لبنان حققت لنتنياهو ما تعذر عليه تحقيقه في غزة. وأوجزت الأمر على الشكل الآتي:

اختار نتنياهو للحرب عنواناً يحظى بالإجماع في الوسط السياسي الإسرائيلي وهو «إعادة سكان الشمال» الذين نزحوا من منازلهم بفعل «حرب ا لمساندة» التي أطلقها نصر الله غداة هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) في غزة. وهذا يعني أن عمليات الجيش الإسرائيلي تحظى بغطاء واسع نيابي وشعبي خلافاً للانقسام الذي ظهر حول صفقة إطلاق الرهائن في غزة.

افتتح نتنياهو الحرب بضرب اتصالات «حزب الله»، موقعاً في صفوفه خسائر غير مسبوقة أخرجت من المعركة نحو 1500 من أعضاء الحزب.

وجه نتنياهو ضربة شبه قاصمة لقيادة «قوات الرضوان»، فرع النخبة في الجهاز العسكري للحزب، ما مكّنه من قتل أسماء بارزة كان بينها من هو مدرج على لائحة المطلوبين أميركياً بفعل هجمات حدثت في بيروت قبل أربعة عقود.

يستطيع نتنياهو أن يسوق لدى واشنطن والعواصم الغربية الأخرى أن «حزب الله» كان المبادر في إطلاق الحرب وأن إسرائيل لا تطالب بأكثر من إعادة النازحين من الشمال، وإبعاد الخطر عنهم. نتنياهو لم يعلن مثلاً أنه يريد القضاء تماماً على «حزب الله» كما فعل بالنسبة إلى «حماس» في غزة.

لهذا يبدو من الصعب أن يتراجع نتنياهو عن مطلب إعادة السكان والذي يعني عملياً فك ارتباط الجبهة اللبنانية بجبهة غزة.

لماذا يرفض نصر الله التراجع؟

بالنسبة إلى موقف نصر الله، لاحظت المصادر أن صعوبة تراجعه سببها الآتي:

يصعب على نصر الله القبول بانتكاسة في حرب كان المبادر إلى إطلاقها.

يصعب عليه أيضاً قبول فك الارتباط بعد الخسائر الجسيمة التي تكبدها الحزب وهي غير مسبوقة ولم يواجه مثلها في تاريخ مواجهاته مع إسرائيل وآخرها حرب 2006.

قبول الانتكاسة يعني أن إيران غير مستعدة للمجازفة بخطوات ملموسة لمواجهة إسرائيل يمكن أن تؤدي إلى إطلاق شبح حرب إقليمية ستحمل في طياتها إمكان الانزلاق إلى صدام أميركي- إيراني أظهرت تصريحات إيران أنها تسعى إلى تفاديه.

قبول «حزب الله» بفك الارتباط مع غزة من دون وقف النار فيها سيدفع جهات كثيرة إلى اعتبار «حرب الإسناد» مغامرة لم تأخذ في الاعتبار ميزان القوى واتجاه الولايات المتحدة إلى انتخابات رئاسية لا يرغب أطرافها في ممارسة ضغوط جدية على إسرائيل.

انتكاسة «حزب الله» ستعني في حال قبولها انتكاس معنويات محور الممانعة وستنعكس بدورها على الوضع في غزة نفسها.

قبول وقف النار من دون الحصول على «مكاسب محدودة» سيعزز الانطباع أن نصر الله أطلق حرباً تعارضها أكثرية اللبنانيين وأن حزبه يتحمل المسؤولية عن الخسائر التي رافقتها.

أهداف متضاربة لمفاوضات بري- هوكشتاين.. وتطوُّر نوعي في استخدام الصواريخ..

البنتاغون يتدخل لحماية إسرائيل.. وماكرون يوفد وزير خارجيته إلى لبنان

اللواء...حرَّكت التطورات العسكرية سواءٌ التي وسَّعتها قوات الجو في دولة الاحتلال، او الرد غير المسبوق من حزب لله، حيث استهدف تل ابيب لاول مرة منذ دخوله حرب المساندة للمقاومة في غزة في 8 ت1، بصاروخ بالستي يسمى «قادر» صباح أمس، ثم سقوط صاروخ باليستي في إيلات مساءً. حرَّكت هذه التطورات مروحة واسعة من الاتصالات في نيويورك، وبين بيروت ونيويورك لاعلان الموقف المتعلق بحزب لله واستعداده للبحث في تهدئة الوضع على جبهتي الجنوب والشمال, انطلاقاً من الاتصالات المباشرة بين الرئيس نبيه بري والوسيط الاميركي هوكشتاين المتفقين على التهدئة، ضمن اهداف متضاربة في ما خص حسابات التهدئة، وحسابات الحرب، اذا فشلت التهدئة. وعلى وقع استمرار المجازر الجوية الاسرائيلية بحق المدنيين اللبنانيين في مناطق الجنوب والبقاع والجبل وكسروان وجبيل، التي بلغ عدد ضحاياها 1247 شهيداً، والجرحى 5278 معظمهم من المدنيين والأطفال والنساء حسب ما اعلن منسق خطة الطوارئ الحكومية وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور ناصر ياسين، بدأ الحديث الدولي جدّياً عن مبادرة لوقف الحرب الاسرائيلية المجنونة البلاضوابط على لبنان وغزة في محاولة جديدة لضبط رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي نتنياهو ومنعه من جر المنطقة الى حرب اقليمية واسعة لا تريدها اي دولة. وقال «موقع والا العبري»: إن إدارة الرئيس الاميركي بايدن تعمل على صياغة مبادرة سياسية جديدة قد تؤدي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان واستئناف المفاوضات بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. وذكرت المعلومات ان ورقة خفض التصعيد في لبنان تنص على وقف إطلاق النار لمدة 4 أسابيع، ونقل موقع «أكسيوس» الاميركي عن مسؤولين أميركيين ومسؤول إسرائيلي: ان إدارة بايدن تعمل على مبادرة دبلوماسية جديدة لوقف القتال في لبنان وتعدّ خطة لوقف نار مؤقت بين إسرائيل وحزب الله وقد تعلنها اليوم. وقال المسؤول الأميركي: إن نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لمناقشة مبادرة التهدئة مع حزب الله.وان رئيس حركة حماس يحيى السّنوار قد يقبل بوقف للنار إذا تمت التهدئة مع الحزب. واوضح الموقع : ان أميركا ناقشت على مدار يومين خطة التهدئة في لبنان مع دول عربية وفرنسا وإسرائيل. وإن ‏إدارة بايدن أبلغت حكومة ناتنياهو معارضتها عملية برية في لبنان. وقال الرئيس بايدن: الحرب الشاملة في الشرق الأوسط ممكنة لكن هناك أيضا احتمال لتسوية. انا أستخدم كل طاقة إدارتي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وكان وزير الخارجية الاميركي أنطوني بلينكن قد اعلن، امس، أن الولايات المتحدة تعمل بلا كلل لتجنب حرب شاملة في لبنان. ونعمل على التحوّل إلى عملية دبلوماسية بين إسرائيل وحزب الله. واعتبر أن «التوصل إلى هدنة في غزة هو السبيل لخفض التوتر في بقية الجبهات». وذكرت وكالة «رويترز»: ان دولاً أوروبية تشارك في صياغة مقترح التهدئة بلبنان وغزة وتتواصل مع إيران.ونقلت عن مسؤول لبناني قوله: ان حزب الله منفتح على أي تسوية بشأن لبنان وغزة. لكن صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية قالت: «إن فرص نجاح المبادرة الأميركية ضئيلة وفق التقديرات الإسرائيلية». فيما قال مسؤولون إسرائيليون لـ «رويترز» أن واشنطن وباريس تعملان على مقترحات لوقف إطلاق النار ولا تقدم ملموسا حتى الآن. الى هذا، أعلن قصر الإليزيه عن لقاء بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون وبايدن بشأن الشرق الأوسط وأوكرانيا.

بري في الجو

وتزامن الحديث عن المسعى الاميركي مع كلام للرئيس نبيه بري عن مبادرة تتضمن العمل على خفض التصعيد، لافتة إلى أن ورقة خفض التصعيد في لبنان تنص على وقف إطلاق النار لمدة 4 أسابيع. والوصول إلى صيغة مقبولة من كل الأطراف لتطبيق القرار 1701، وترتكز على ما تم التوصل إليه سابقا مع مبعوث الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين. وأضافت المعلومات: ان هوكشتاين سيجري مفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل بين لبنان وإسرائيل. وأجرى بري لهذه الغاية إتصالاً بالرئيس نجيب ميقاتي المتواجد في نيويورك لوضعه في اجواء ما قام به الرئيس بري من إتصالات واسعة لوقف العدوان. وذكرت قناة «ام تي في» ان بري حمّل ميقاتي رسالة من حزب الله «عن نيته التفاوض مع دول القرار». وفي السياق، التقى الرئيس ميقاتي مساء وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، والموفد الاميركي هوكشتاين.

البنتاغون: استعداد للدفاع عن اسرائيل

لكن المتحدث باسم البنتاغون كرر مساء امس الدعوة الى خفض التصعيد، معرباً عن اعتقاده ان الدبلوماسية هي افضل طريقة لحل الازمة على الحدود الشمالية لاسرائيل. واستبعد الناطق حدث توغل بري، وقال: لا يبدو وشيكاً. وقال المتحدث: ما تفعله اسرائيل عملية دفاعية ضد حزب الله الذي يهاجمها منذ 8 ت1. وعن مشاركة البنتاغون في العمليات العسكرية اكد المتحدث: تشارك وقواتنا بالمنطقة موجودة للدفاع عن اسرائيل ان احتاج الامر. وفي نيويورك، التقى الرئيس ميقاتي وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، والموفد الرئاسي هوكشتاين، قبيل انعقاد مجلس الامن بطلب من فرنسا، والذ يكان التقاه قبل ذلك. وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي استقبل الرئيس ميقاتي طالب اسرائيل بوقف التصعيد في لبنان، وحزب الله بوقف اطلاق النار على اسرائيل.. الذي كشف ان وزير الخارجية سيتوجه الى لبنان نهاية الاسبوع. والتقى ميقاتي كلاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، مشيداً بجهود العراق في الدعوة لعقد قمة عربية واسلامية من اجل وقف العدوان على لبنان وشعبه، ومنع انتشار الصراع في المنطقة.

لودريان وسفراء الخماسية

وفي هذه الاجواء، وعلى إثر جولة على كبار المسؤولين والقيادات السياسية والحزبية، اجتمع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مساء امس الاول في قصر الصنوبر، مع سفراء مجموعة الدول الخماسية. وتم خلال اللقاء البحث «في توحيد الجهود، واطلاع الدول الأعضاء في اللجنة على اتصالاته التي تمت على صعيد المنطقة، كذلك وضعهم في أجواء اللقاءات التي قام بها والتي شملت كافة المسؤولين والرؤساء والاحزاب من الاطياف السياسية كافة، والاصرار على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في هذه الظروف».

اليوم الثالث للغزو الجوي

ميدانياً، شن طيران العدو الاسرائيلي منذ فجر امس وحتى ساعة متأخرة من الليل مئات الغارات التي غطت عشرات القرى وهدمت المنازل فوق رؤوس قاطنيها المدنيين من رجال ونساء واطفال وعجزة، وطالت مناطق جديدة في كسروان (بلدة المعيصرة) وجبيل(رأس اسطا). فيماردت المقاومة الاسلامية بمزيد من الصواريخ طالت هذه المرة بصاروخ باليستي (قادر1) مستهدفا مقر قيادة «الموساد» في ضواحي تل أبيب وهو المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البايجرز وأجهزة اللاسلكي حسبما اعلنت في بيان. اضافة الى الصواريخ الثقيلة (فادي1 و2و3) على حيفا وصفد وطبريا وعلى قواعد جوية وبرية ومدفعية ولجنود المشاة ومراكز صناعات عسكرية ومستعمرات جديدة في العمق الفلسطيني المحتل، اوقعت عشرات الاصابات بين المستوطنين والحقت اضراراً وحرائق كبيرة. ونشر الاعلام العبري والمستوطنون معلومات عن اعداد الاصابات البشرية ومشاهد فيديو وصوراً عن حجم الاضرار والدمار والحرائق. وكشف رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي «أن الجيش مستعد لعملية برية عند الحدود الشمالية مع لبنان». وأكد خلال تفقد الحدود الشمالية «أن الجيش مستمر بضرب حزب الله ويحضر للدخول إلى أرض العدو». وأضاف: سندخل إلى القرى التي حوَّلها حزب الله إلى مواقع عسكرية. وتوجه للجنود قائلا: ستدخلون لبنان وستشتبكون مع حزب الله. سندمر البنية التحتية لحزب الله ونعيد النازحين. واكد هاليفي «أن حزب الله وسع دائرة نيرانه وسيلقى رداً قوياً للغاية في وقت لاحق اليوم (امس). وأن الغارات المتواصلة تمهد للمناورة البرية». وسقطت صواريخ المقاومة على نهاريا وحيفا وعتليت وزيكيم وضواحي تل ابيب والمستوطنات والمقرات والمطارات العسكرية، ومخازن السلاح. واستخدمت المقاومة صواريخ الدفاع الجوي لملاحقة الطائرات الحربية الاسرائيلية من حولا الى ميس الجبل. وذكرت القناة 12 الاسرائيلية ان حزب الله اطلق 95 صاروخاً من الجنوب باتجاه البلدات الاسرائيلية. ونعى حزب الله القيادي في المقاومة الاسلامية ابراهيم قبيسي (ابو موسى) الذي استشهد في غارة الثلاثاء على الغبيري في الضاحية الجنوبية. وليلاً تجددت الغارات على مدينة صور، بعدما طلب الجيش الاسرائيلي من الدفاع المدني اخلاء مراكزه.

استهداف إيلات

واعلن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي انه يراقب التهديدات القادمة من العراق، بعد تمكُّن مسيَّرة آتية من الاراضي العراقية باصابة ميناء ايلات، بينما تمكنت ساعر السفينة البحرية من اعتراض مسيَّرة اخرى، وادت العملية الى سقوط عدة جرحى. وحسب وزارة الصحة، فإن حصيلة اعتداءات يوم امس بلغت 51 شهيداً و223 جريحاً.

المطار

والابرز، ملاحياً استمرار مطار رفيق الحريري في العمل دون توقف. وأعلن وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية خلال اجتماع مطول عقده في المديرية العامة للطيران المدني، مع المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن ورئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، والقادة الامنيين، أن «لا إجلاء لأي رعايا عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، والباب مفتوح لكلّ السفارات في هذا الخصوص»، مؤكداً أن «مطار بيروت مستمرّ في العمل وهناك شركات طيران علّقت بعض رحلاتها وهذا القرار يعود إليها، وعدد المغادرين والقادمين عبر المطار لا يزال بالآلاف». واضاف: أما بالنسبة للاشاعات عن توقف العمل في المطار وتحليق مسيَّرات فوق المطار، على «وسائل الإعلام أن تستقي معلوماتها من وزارة الاشغال العامة والنقل المعنية في موضوع المطار، لأن هذا المرفق عانى ولا يزال وكذلك كل الشعب اللبناني يعاني. و«شيطنة» المطار ليس وقته الآن. فالعمل في المطار على قدم وساق والمعنيون في المطار من جميع الشركات وأولهم شركة طيران الشرق الأوسط التي لم توقف طائراتها اليوم.. وهي بعز الازمة الشركة الوحيدة الان التي تحمل اللبنانيين من بيروت الى كل عواصم العالم، ومن عواصم العالم الى بيروت».

الدول الكبرى تحذر من «غزو بري» إسرائيلي «وشيك» ضد لبنان

دبلوماسيون يتحدثون لـ«الشرق الأوسط» عن رفض أميركي لتدخل مجلس الأمن

الشرق الاوسط...نيويورك: علي بردى... هيمن الوضع المتفجر عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية على أعمال اليوم الثاني من الاجتماعات رفيعة المستوى للدورة السنوية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وسط مخاوف جديّة عبر عنها دبلوماسيون من قيام إسرائيل بغزو بري سعياً إلى وقف هجمات «حزب الله» عبر الحدود، وقطع صلة «جبهة الإسناد» التي فتحها تضامناً مع «حماس» في غزة. وكشف دبلوماسيون كبار من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن لـ«الشرق الأوسط» أن الوضع المتردي عبر الخط الأزرق والتصعيد بين إسرائيل و«حزب الله» وصل إلى «نقطة اللاعودة» بسبب تمسك الطرفين بمواقفهما. وعبّر أحدهم عن «تشاؤم حيال هذا الوضع»، مضيفاً أن إسرائيل «تستعد لغزو بري يبدو وشيكاً». ووسط جهود أميركية مكثفة لـ«منع حصول حرب شاملة» حذر منها الرئيس جو بايدن على منبر الجمعية العامة، استبقت الدبلوماسية الفرنسية الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن مساء الأربعاء حول التصعيد عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، ودخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خط الاتصالات بما في ذلك مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، أملاً في تدخل طهران مع القوى والميليشيات التي ترعاها في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن لوقف الهجمات ضد إسرائيل ووقف زعزعة الاستقرار الهش في الشرق الأوسط. وخلال هذا الاجتماع، طلب ماكرون من بزشكيان استخدام طهران «لنفوذها لدى الأطراف المزعزعة للاستقرار التي تتلقى دعمها من أجل المضي نحو وقف لإطلاق النار في غزة ووقف للأعمال العدائية» و«دعم تهدئة عامة» في الشرق الأوسط. وطبقاً لدبلوماسي غربي رفيع تحدث لـ«الشرق الأوسط» بشرط عدم نشر اسمه نظراً لحساسية الموضوع، فإن «المساعي لاتخاذ موقف موحد من مجلس الأمن يدعو إلى وقف التصعيد» عبر الخط الأزرق «لا يلقى الكثير من الحماسة من جانب الولايات المتحدة» التي «تفضل العمل على خط الاتصالات الثنائية مع القوى المعنية من أجل وقف التدهور»، مشيراً إلى «إحباط» دول مجلس الأمن من هذا الموقف الأميركي.

«إنذار أخير»؟

وخلال نشاطات الجمعية العامة، رأى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن موقف إسرائيل أظهر مرة أخرى أنه من الضروري للمجتمع الدولي أن يطور آلية لحماية المدنيين الفلسطينيين. وقال إنه «في بيئة لا يتم فيها تنفيذ القرارات الدولية، ينبغي إدراج التدابير القسرية ضد إسرائيل على جدول الأعمال». وأضاف: «كما أوقف تحالف الإنسانية هتلر قبل سبعين عاماً، فلا بد أن يوقف تحالف الإنسانية (رئيس الوزراء الإسرائيلي) نتنياهو وشبكة القتل التابعة له». وكان نتنياهو أرجأ مجيئه إلى نيويورك من الأربعاء إلى الخميس في ظل التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله». وسرب دبلوماسيون أن نتنياهو يستعد لتوجيه «إنذار أخير» لـ«حزب الله» قبل إعلان الحرب. وحاول رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إجراء مشاورات عاجلة للجم أي تحرك بري إسرائيلي في اتجاه الأراضي اللبنانية. وكذلك قال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن «الحرب الوحشية» الجارية في غزة أطلقت «رصاصة الرحمة» على الشرعية الدولية.

الموقف الإيراني

وشدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي فوراً على إنهاء العنف والوقف الدائم لإطلاق النار في غزة، ووضع حد لما وصفها «الهمجية البائسة» من إسرائيل في لبنان قبل أن تمتد إلى كل المنطقة والعالم. وحول علاقات بلاده مع المجتمع الدولي، قال إن الفرصة متاحة لدخول عصر جديد يبدأ بالاعتراف بمخاوف إيران الأمنية والتعاون بشأن التحديات المشتركة، ومن أجل بناء عالم أفضل. وقال ولي العهد البحريني رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إن «المطلوب هو تنفيذ وقف إطلاق نار فوري، والإفراج عن جميع الرهائن، وتبني مسار لا رجعة فيه لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة، ويجب أن يحدث ذلك الآن». وذكر بدعوة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للمجتمع الدولي من أجل عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط. وندد الرئيس الموريتاني ولد الغزواني بـ«الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان»، مطالباً بوقفها. وأكد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش أن بلاده ملتزمة بالتسوية السلمية للنزاعات وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، مكرراً التزام المغرب بالتوصل إلى حل سياسي نهائي للنزاع حول الصحراء «على أساس مبادرة الحكم الذاتي حصراً وفي إطار الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للمملكة». وأضاف أن الاهتمام بالأوضاع الداخلية «لن ينسينا المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني». كما عبر عن تضامن المغرب الكامل مع لبنان حكومة وشعباً.

مظاهرات ضد الحرب

في غضون ذلك، شارك متظاهرون في نيويورك وعدد من المدن الأميركية في احتجاجات تندد بالدعم العسكري الأميركي لإسرائيل في وقت تزايدت فيه مخاطر اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط. وطالب ناشطون بفرض حظر على إرسال الأسلحة لإسرائيل. ونظم تحالف «آنسر» حشداً في هيرالد سكوير في نيويورك، حيث حمل العشرات لافتات فيها «ارفعوا أيديكم عن لبنان الآن» و«لا لحرب أميركية - إسرائيلية على لبنان». ونظمت مظاهرة أصغر شهدت حمل لافتات والهتاف بشعارات مماثلة قرب البيت الأبيض في واشنطن ليل الثلاثاء. وقال تحالف «آنسر» في بيان إن «هجمات إسرائيل في لبنان والحصار المستمر والإبادة الجماعية في غزة أصبحت ممكنة بسبب الكم الهائل من القنابل والصواريخ والطائرات الحربية التي تقدمها الحكومة الأميركية». وأضاف أن احتجاجات مماثلة خرجت في مدن أخرى منها سان فرنسيسكو وسياتل وسان أنطونيو وفينيكس.

«حزب الله» يلجأ لـ«التقنين» باستخدام الصواريخ ودكّ الأهداف

خبير: فَقَدَ الردع... ويتجنّب استهداف مرفأ حيفا

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. تمكّن «حزب الله» في الساعات الماضية من تنفيس بعض الاحتقان السائد في بيئته، بعد استخدامه صاروخاً باليستياً لاستهداف تل أبيب، وحتى لو لم يصل الصاروخ إلى هدفه، فإن لجوء الحزب لاستخدام هذا النوع من الأسلحة للمرة الأولى في الصراع مع إسرائيل، كما قراره ضرب تل أبيب، يشكّلان مفترقاً في الحرب الدائرة، وخصوصاً بعد الانتقادات اللاذعة لقيادة الحزب؛ لعدولها عن ترجمة معادلة الردع التي لطالما تحدثت عنها حين حان الوقت لذلك، أي بعد لجوء إسرائيل إلى الحرب الموسَّعة بوجه لبنان. وبينما يَعُدّ خصوم الحزب أن ما هو حاصل دليل على أنه تلقى ضربة كبيرة خلال الأسبوع الماضي أدت إلى تضعضع في القيادة والسيطرة لديه، يتحدث مقرَّبون منه ومطّلعون على أجوائه عن «تكتيك عسكري» يعتمده، يتمثّل بـ«التقنين» باستخدام الصواريخ ودكّ الأهداف، بوصف أن ما تفضّله إسرائيل ضربة كبيرة واسعة وسريعة، وهو لا يرغب في إعطائها ما تريد، ويشير هؤلاء إلى أنه بات واضحاً أنه يعتمد «التصعيد التدريجي بالردود»؛ لعدم استهلاك مخزونه وعناصر قوته سريعاً.

ترسانة الحزب

وفي عام 2021، قال الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، إن لدى حزبه 100 ألف مقاتل، فيما تقدِّر الاستخبارات الأميركية عدد مقاتليه بحوالي 45 ألفاً؛ 20 ألفاً منهم متفرغون. ويشير رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، إلى أن عدد قوات «الرضوان»، وهي قوات النخبة في الحزب، يُقدرها الإسرائيليون ما بين 3 و 4 آلاف، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «قوته الأساسية هي القتال بالميدان، ولذلك فإن بقاء التراشق الناري كما هو ليس لصالحه، إنما لصالح إسرائيل؛ بوصفه أقوى في القتال على الأرض وجهاً لوجه». وينقل جابر عن مراكز دراسات إسرائيلية «امتلاك الحزب بين 150 و 200 ألف صاروخ عادي غير باليستي وغير دقيق، وهي صواريخ متوسطة المدى وقريبة وبعيدة المدى، تصل إلى 150 كيلومتراً، كما أنه يمتلك 10 آلاف صاروخ باليستي دقيق أطلق واحداً منها فجر الأربعاء على تل أبيب، وهو لم يستخدم هذه الصواريخ إطلاقاً، كذلك لديه صواريخ (يوخونت) الدقيقة أرض - بحر، يقدّرها الجانب الإسرائيلي بـ75 صاروخاً، كما لديه زوارق سريعة كالتي يستخدمها الحوثيون، من دون أن ننسى امتلاكه لعدد كبير من المسيّرات يُرجّح أن يكون عددها عشرات الآلاف، والمؤكد أن لديه نماذج عن كل المسيّرات التي تمتلكها طهران».

تصعيد تدريجي

وشملت الصواريخ التي أطلقها «حزب الله» على إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، صواريخ كاتيوشا و«بركان»، بحمولة متفجرة تتراوح بين 300 و500 كيلوغرام، واعتمد الحزب بشكل أساسي على صواريخ الكاتيوشا، قبل أن يُدخل صواريخ «فلق 2» إيرانية الصنع التي يمكنها حمل رأس حربي كبير نسبياً. ومع توسعة إسرائيل الحرب مطلع الأسبوع الحالي، أعلن تصعيد هجماته على شمال إسرائيل والجولان السوري المحتل، بإطلاق صواريخ من طراز فادي 1 و2، في رد على تفجيرات أجهزة «البيجر» وأجهزة اللاسلكي، علماً بأن الصاروخَين هما صاروخا أرض – أرض تكتيكيان، يُستخدمان في القصف المساحي غير النقطي. وللمرة الأولى في صراعه مع إسرائيل، أدخل «حزب الله» الصواريخ الباليستية في المعادلة، حيث قصف مقرّ الموساد في تل أبيب، الذي قال إنه «المسؤول عن اغتيال قادته، إضافةً إلى مجزرة (البيجر) والأجهزة اللاسلكية».

بنك الأهداف

وقبل أن يقصف تل أبيب، من دون أن يحقّق إصابات مباشرة فيها، مع تدخّل أنظمة الدفاع الإسرائيلية، بدا واضحاً أن الحزب يتفادى قصف أهداف كبيرة واستراتيجية، خشية إقدام إسرائيل على قصف مكثّف للضاحية الجنوبية لبيروت، ومرافق أساسية في البلد. ورجّح العميد جابر أن يكون الحزب يتفادى ضرب الأهداف دفعة واحدة؛ لأنه يُبقي منها لمراحل لاحقة، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «استهداف ميناء حيفا مثلاً سيَعُدّه الإسرائيلي حجة للحرب الشاملة»، ورأى أن «الحزب بات يفقد الردع، باعتبار أنه إذا لم ترتدع إسرائيل في اليومين الماضيين فذلك يعني أنه فقد قوة الردع». وفي الأشهر الماضية، كشف الحزب عن بنك أهدافه داخل إسرائيل، ونشر سلسلة فيديوهات بعنوان «الهدهد 1 و 2 و 3» صوّرتها طائراته المسيّرة، وشملت قواعد عسكرية ومخازن أسلحة وصواريخ وموانئ بحرية ومطارات بمدينة حيفا الواقعة على بُعد 27 كلم من الحدود اللبنانية، كما القواعد ومراكز قيادية إسرائيلية في منطقة الجولان المحتلة، إصافةً لقاعدة «رامات ديفيد الجوية». واستهدف الحزب هذه القاعدة ومطار رامات ديفيد جنوب شرق حيفا، ومجمعات الصناعات العسكرية لشركة رافائيل شمال حيفا، مطلع الأسبوع الحالي، علماً بأنه مثلاً لم يُطلِق أي صواريخ باتجاه حقل كاريش، حيث يواصل الإسرائيليون استخراج الغاز، مع أن نصر الله كان قد هدَّد صراحةً بضربه عام 2022.

صاروخ «حزب الله» على تل أبيب يقرب إسرائيل من دخول لبنان «سيراً على الأقدام»

الجيش ينهي تدريبات ويجند لواءين

الشرق الاوسط...رام الله: كفاح زبون... خطت إسرائيل خطوة أخرى نحو اجتياح بري للبنان، مع التصعيد الذي شهده اليوم الثالث من القتال مع «حزب الله». وفيما طلب قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي من جنوده الاستعداد للمناورة البرية، أعلن الجيش تجنيد لواءين احتياطيين من أجل مهام عملياتية على جبهة الشمال. وقال قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أوري غوردين، الأربعاء، إن الحرب دخلت مرحلة أخرى، مضيفاً في زيارة للواء السابع أثناء تمرين على الحدود الشمالية: «لقد دخلنا مرحلة أخرى من الحملة. بدأت العملية بأضرار كبيرة جداً في قدرات (حزب الله)، وعلينا الآن أن نكون مستعدين جيداً وبقوة للدخول إلى المناورة والعمل».

استدعاء لواءين احتياطيين

إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي استدعاء لواءين من قوات الاحتياط لمهام عملياتية على الجبهة الشمالية. وقال الجيش في بيان إن «استدعاء اللواءين سيسمح بمواصلة الجهود القتالية ضد (حزب الله)، وحماية مواطني دولة إسرائيل، وخلق الظروف لإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم». وجاء إعلان غوردين والجيش قبل اجتماع للمجلس السياسي الأمني ​​في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، وقبل أن يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نيويورك لإلقاء خطاب في الأمم المتحدة. وكان نتنياهو أجل رحلته مرة أخرى، من الأربعاء إلى الخميس، مع تصاعد المواجهة وإطلاق «حزب الله» الأربعاء أول صاروخ باليستي نحو تل أبيب. وقال مكتب نتنياهو إن «رئيس الوزراء سيغادر لإلقاء خطابه في الأمم المتحدة الخميس، وسيعود مساء السبت».

مشاورات أمنية ضيقة

وقبل اجتماع المجلس المصغر، عقد نتنياهو مشاورات أمنية ضيقة لمناقشة مستقبل الحرب. وقالت صحيفة «معاريف» إنه في البداية تم التخطيط لإجراء مشاورات أمنية محدودة، عبر المنتدى الصغير، ولكن تم تغيير شكل اللقاء، وتقرر انعقاد الحكومة السياسية الأمنية المصغرة، أي أنه ستتم الموافقة على القرارات وليس مجرد مناقشتها. ويدور الحديث حول توسيع الصراع أو لجمه. وقال موقع «واللا» الإسرائيلي إن إطلاق النار على تل أبيب من قبل «حزب الله» يجعل الجيش الإسرائيلي يقترب خطوة إضافية من إمكانية دخول لبنان «سيراً على الأقدام».

تدريبات

ودعا رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي قواته إلى الاستعداد لمقاتلة عناصر «حزب الله» وجهاً لوجه. وقال هاليفي خلال زيارته للقوات البرية التي تجري تدريبات مكثفة للعمل على الجبهة الشمالية: «يمكنكم الآن سماع الطائرات، نحن نهاجم طوال اليوم، ونتحضر لاحتمال دخولكم إلى لبنان لمواصلة إيذاء (حزب الله). (حزب الله) اليوم وسع دائرة النار وسيتلقى لاحقاً رداً قوياً جداً يجب أن نستعد له جميعاً». وأضاف: «اليوم سنواصل، لن نتوقف، سنواصل الهجوم ونواصل إيذاءهم في كل مكان. الهدف واضح جداً، وهو عودة سكان الشمال بأمان، وللقيام بذلك نجهز مسار المناورة، وهذا يعني أن ندخل بأقدامنا إلى أراضي العدو وإلى الأنفاق التي أعدها (حزب الله) التي يسعى لاستخدامها لمهاجمة مواطنينا. دخولنا إلى هناك بقوة ومواجهة عناصر (حزب الله) هناك ستكون مهمتكم، سيرون عندما يقابلونكم قوة قتالية محترفة وماهرة ولديها خبرة في القتال. لقد أثبتم أنكم أقوى بكثير منهم وأكثر خبرة... ستدخلون إلى هناك وتدمرون العدو وبنيته التحتية، هذه هي الأشياء التي ستسمح لنا بإعادة سكان الشمال بأمان لاحقاً».

صاروخ «حزب الله» الباليستي

وقالت مصادر إسرائيلية إن إطلاق صاروخ باليستي على تل أبيب يجعل الجيش الإسرائيلي يقترب خطوة أخرى من إمكانية تنفيذ عملية برية في لبنان. ووفق قناة «كان» العبرية، فإن الاستعدادات جارية لعملية برية محتملة في لبنان. ويستعد اللواء المدرع السابع حالياً لاختتام تمرين مهم جداً يحاكي القتال داخل لبنان. وقال مسؤول إسرائيلي لموقع «i24NEWS» إن «استراتيجية إسرائيل هي تغيير ميزان القوى في الشمال، بما يشمل تدمير الصواريخ وغيرها من الوسائل، لإلحاق ضرر كبير بقدرات (حزب الله)»، مضيفاً: «هناك هدفان: الأول هو تعزيز الردع أمام (حزب الله) بطريقة تسمح بإعادة السكان إلى منازلهم، والهدف الآخر من خلال ذلك هو ردع المحور الإيراني برمته، وإذا لم يفهم (حزب الله) حتى الآن، فهناك أمور أخرى سيفهمها لاحقاً». وأضاف أن «نتنياهو يطرح الأفكار على الطاولة ويدفع للترويج لها. وما رأيناه في الأيام القليلة الماضية، من بين أمور أخرى، هو نتيجة الأفكار التي طرحها نتنياهو ليتم فحصها».

فيلم دبلوماسي فاشل: أميركا تغطي توسيع الحرب

مناورات غزة تتكرر: أميركا تشرّع للعدو توسيع العدوان

الاخبار...نشط الحراك السياسي فجأة من العاصمة الأميركية بشأن الوضع في غزة ولبنان، ولكنّه لا يبدو في جوهره مختلفاً عن كل «الحراكات» السياسية التي شهدناها في مراحل مختلفة من الحرب القائمة على غزة، منذ 7 تشرين الأول الماضي. وما يرشح من نتائج الاتصالات، هو أن الجانب الأميركي يسعى، بالتعاون مع أطراف غربية وعربية، إلى محاولة «فرض وقائع سياسية»، على قاعدة اعتبار ما حصل الأسبوع الماضي إنجازاً عسكرياً كبيراً لإسرائيل، وبالتالي يسعى هؤلاء إلى انتزاع أثمان سياسية من المقاومة أو من لبنان عموماً. وإذا كانت الضغوط على الحكومة والأطراف السياسية اللبنانية مرشّحة للتصاعد خلال الأيام القليلة المقبلة، فذلك سببه معرفة الولايات المتحدة وبريطانيا، قبل غيرهما، أن المطالب الإسرائيلية التي يجري تعليبها في «اقتراح دبلوماسي» مرفوضة حتى قبل أن تُطرح، لأن حزب الله لا يقبل بأيّ من هذه الشروط، ويعرف أن ما يجري لا يتجاوز محاولة ممارسة الضغط عليه، وفق تصوّر أنه في وضع المهزوم، علماً أن المقاومة تنظر إلى المجريات الميدانية بطريقة مختلفة، ولا تعتبر أن العدو حقّق أي نجاح باستثناء قتل الناس، وأنّها لم تقل كلمتها بعد، وكل ما فعلته حتى الآن لا يزال في إطار الردود العسكرية على مواقع عسكرية، وهي أعطت «إشعاراً» للعدو حول نوعية القدرات التي تنوي اللجوء إليها في أي مرحلة تصعيد قد تكون قادمة. لكن، وكما حصل في غزة، فإن الجانب الأميركي، الذي لا يُظهر أي انزعاج مما قامت وتقوم به إسرائيل ضدّ لبنان، يحاول منح العدو «شرعية» إضافية، من خلال اتهام الحزب بـ«رفض المسعى الدبلوماسي»، وهو ما يُعطي العدو هامشاً أكبر لموجة تصعيد جديدة وعنيفة، سواء على مستوى الحملة الجوّية أو على صعيد الاقتراب من شنّ عملية برية.وعلى هذا الطريق، عُقدت أمس مداولات أمنية محدودة، بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت ورئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هاليفي، دامت نحو 3 ساعات، قبل أن يدخل الوزراء الآخرون إلى المناقشات، «لاتخاذ قرارات مهمة». قبل ذلك، كان هاليفي قد صرّح، بوضوح، أن الجيش يستعدّ لعملية برية في قرى جنوب لبنان، إضافة إلى إعلان استدعاء لواءي احتياط إلى المنطقة الشمالية. ومن الواضح أن العدو يضع أدوات الضغط على الطاولة، بالتزامن مع إعلانه «انفتاحه» على المفاوضات للتهدئة. وفي هذا السياق، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي قوله إن «نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لبحث المبادرة الأميركية الجديدة بشأن لبنان». وبحسب قناة «كان»، فإن المبادرة الأميركية تقوم على «وقف إطلاق نار مؤقّت لمدة 4 أسابيع في غزة ولبنان، على أن تجري مفاوضات مكثّفة مع حزب الله وحماس بوساطة أميركية وفرنسية للتوصّل إلى صفقة خلال الأسابيع الأربعة». وبحسب القناة، فإن «المبادرة تشمل أيضاً صفقة لإعادة الأسرى من غزة، وإطلاق سراح مئات الفلسطينيين، وتطبيق القرار 1701 لإبعاد حزب الله عن الحدود في الشمال». لكنّ مراسل القناة، أشار إلى أن «فرص نجاح هذا المقترح ضئيلة حالياً، وإن كانت غير مستحيلة». وفي السياق نفسه، قال نتنياهو إن «أي مفاوضات تهدئة ستكون تحت النار وسنواصل ضرب حزب الله»، كما نُقل عن محيطين به أن «فرص التوصل إلى تهدئة، لا تزال ضئيلة». في حين نقلت «القناة 12» عن غالانت إشارته إلى أن «الحرب في الشمال قد تؤدّي إلى تسوية تشمل أيضاً استعادة الأسرى».

المقاومة تنظر إلى المجريات الميدانية بطريقة مختلفة، ولا تعتبر أن العدو حقّق أيّ نجاح، وهي لم تقل كلمتها بعد

ميدانياً، تابع العدو الإسرائيلي غاراته الجوّية المكثّفة على الجنوب والبقاع، واستهدف مناطق جديدة في أقضية الشوف وكسروان وجبيل، في جبل لبنان. وفيما زعم جيش العدو أنه هاجم أمس 280 هدفاً لحزب الله، أعلن وزير الصحة اللبناني استشهاد 72 شخصاً وإصابة نحو 300 آخرين، ما يرفع الحصيلة الرسمية إلى نحو 700 شهيد وحوالى 2000 مصاب، في الأيام الثلاثة الماضية فقط. في المقابل، وللمرّة الأولى في تاريخ الصراع مع العدو، استهدفت المقاومة مقر قيادة «الموساد» في ضواحي تل أبيب بصاروخ ‏باليستي من نوع «قادر 1»، مشيرةً إلى أنه «المقرّ المسؤول عن اغتيال ‏القادة وعن تفجير البايجرز وأجهزة اللاسلكي». وكانت المقاومة قد استهدفت بعد منتصف ليل الثلاثاء قاعدة ‏إيلانيا بصواريخ «فادي 1». وشنّت قصفاً صاروخياً، خلال ساعات النهار على مستوطنات حتسور وساعر وكريات موتسكين، ومقر قيادة المنطقة الشمالية في قاعدة دادو. كما هاجمت مصنع المواد المتفجّرة ‏في ‏منطقة زخرون بصواريخ «فادي 3» ومستوطنة كريات ‏موتسكين، مرّةً ثانية، بصواريخ «فادي 1»، إضافةً إلى التجهيزات التجسسية في موقع ‏راميا وثكنة برانيت. وبالتوازي، تصدّت وحدات الدفاع الجوي لطائرتَين ‏حربيتين معاديتين ‏مقابل بلدتي حولا وميس الجبل، وأجبرتهما على مغادرة الأجواء ‏اللبنانية.‏ إلى ذلك، أعلن حزب الله استشهاد القائد إبراهيم محمد قبيسي (الحاج أبو موسى) من بلدة زبدين في جنوب لبنان، في «عملية اغتيال إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت»، ونعى الحزب عدداً من المقاومين الذين استشهدوا في الغارة نفسها.

العدوّ يحشد قواته ويتوعّد بغزو برّي

الاخبار... تقدّم خلال الساعات الماضية التمهيد السياسي والإعلامي والعسكري لما يقول العدو إنه مناورة برية يستعد لها في جنوب لبنان. وقد تضاربت التقديرات حول هذه الخطوة، برغم أن قوات الاحتلال شرعت في تعزيز مواردها البشرية والقوى المؤلّلة ونقل كميات كبيرة منها إلى شمال فلسطين المحتلة.وأعلن قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال عن استعداد قواته لشن عملية برية في لبنان. وهو العنوان الذي برز في كل المداولات الإسرائيلية التي تعتبر أن الحملة الجوية لا تحقّق الغرض بإرغام حزب الله على التراجع ووقف إطلاق النار. وأمس، اجتمع قائد جيش العدو هرتسي هليفي، مع قادة الفرق ومراكز التدريب في الشمال. وقال: «لن نتوقف. الطائرات تهاجم طوال اليوم، ونحن نستعد للمناورة». وفي تصريحات له بعد إعلان المقاومة عن قصف مقر للموساد قرب تل أبيب، قال هليفي إن حزب الله «وسّع دائرة نيرانه وسيلقى رداً قوياً للغاية في وقت لاحق اليوم، ونحن نستعد لمناورة برية والدخول إلى أرض العدو». من جانبها نقلت «وول ستريت جورنال» عن مصادر عسكرية أميركية تقديرات بأن وزارة الدفاع «تعتقد بأن وضع الجيش الإسرائيلي الحالي لا يسمح له بشنّ غزو بري، وأنه يحتاج إلى نقل مزيد من القوات إلى مواقع معينة». لكنّ الصحيفة قالت أيضاً إن «البنتاغون يعتقد بأن مثل هذا الهجوم قد يتم خلال عدة أيام... نحن لا نتدخل ولكننا لا نريد المزيد من التصعيد». وبحسب مراقبين، فإن قيادة العدو تتصرّف على أنها دخلت في مسار «ناجح وعليها المواصلة» وأن هذا النهج الذي يناسب العقل السياسي لرئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، وفريقه السياسي والعسكري، سيقود إلى خيارات مثل الحرب البرية، وهو العنوان الرئيسي الذي كان على جدول أعمال كل المشاورات التي أجراها نتنياهو طوال نهار وليل أمس، سواء مع المستوى السياسي أو مع القيادات العسكرية، حيث كان يستهدف الوصول إلى تفويض من الحكومة له ولوزير الحرب يؤاف غالانت لأجل اتخاذ القرار المناسب بخصوص العملية البرية.

ميقاتي يفاوض في نيويورك: الربط مستمرّ بين غزة ولبنان

الأخبار... مع انتقال العدو الإسرائيلي إلى استهداف المناطق السكنية والمأهولة في الجنوب والبقاع، وبعد يومين من الصمت الذي ران في كل مكاتب أهل القرار في العالم، تحرّكت أمس، الاتصالات، وتبيّن أن الجميع استغلّ اجتماعات الأمم المتحدة لأجل إطلاق مبادرات تهدف بحسب المعنيين إلى محاولة إيجاد صيغة تؤمّن وقفاً للحرب على جبهتَيْ غزة ولبنان بصورة متوازية، خصوصاً بعدما أبلغ حزب الله جميع المعنيين، أن أي نقاش حول مستقبل الوضع على الحدود الجنوبية، يبدأ بعد وقف إطلاق النار، وهذا الوقف شرطه وقف الحرب على غزة.أولى الخطوات الجدية انطلقت مع وصول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى نيويورك حيث بدأ بعقد لقاءاته، وكان البارز فيها الاجتماع مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، والموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين. وقد حمل ميقاتي تصوراً لإطار الموقف اللبناني، بعد التشاور مع الرئيس نبيه بري وحزب الله الذي لم يعط التزاماً بأي شيء، بانتظار ما سينبت من مقترحات. وجاء كلام برّي لصحيفة «الشرق الأوسط» عن «مساعٍ جدّية يقوم بها مع جهات دولية، بينها الولايات المتحدة الأميركية، للجم التصعيد الإسرائيلي الأخير على لبنان»، ليؤكد أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في نتائجها. ووسط أجواء «قليلة التفاؤل»، على ما تقول مصادر متابعة في نيويورك، والتي لفتت إلى تطورين أساسيين حصلا في الساعات الماضية، أولهما الحديث عن رسالة إسرائيلية تتحدث عن «استعداد إسرائيل للبحث في صفقة لوقف إطلاق النار شرط فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة» وهو ما رفضته المقاومة. أما الثاني، فيتصل باقتراح تقدّمت به فرنسا، ويتعلق بإعداد مشروع قرار يصدر عن مجلس الأمن يطلب وقفاً لإطلاق النار على أساس القرار 1701، مع إيراد شروط تستند إلى مطالب إسرائيل.

مؤشرات إلى أن وليام بيرنز ضمّ ملف الحرب في لبنان إلى ملف الحرب في غزة مع تراجع لدور هوكشتين

وقد ظهر التقاطع بين كل الرسائل الأوروبية والأميركية التي تصل إلى لبنان، على شكل «الضغط على الحزب لتقديم تنازلات مقابل أن تقوم إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية». وفي السياق، قالت مصادر بارزة، إن جزءاً من المحادثات القائمة «ينطلق من الطرح الذي تقدّم به المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين خلال الزيارة الأخيرة التي قامَ بها إلى تل أبيب الأسبوع الماضي، مع بعض التعديلات». وقد شمل المقترح وقفاً لإطلاق النار لمدة أسبوعين (جرى تعديل المدة إلى 4 أسابيع) تشمل غزة بداية ثم ينسحب الأمر كذلك على لبنان، ثم البدء بوساطات مع حزب الله وحماس للوصول إلى صفقة لإطلاق سراح الأسرى، والعودة إلى تطبيق القرار 1701 مع استخدام صيغ مختلفة للصيغة المكتوبة سابقاً، بالإضافة إلى بعض النقاط التي نقلها هوكشتين سابقاً إلى لبنان التي لا تتضمن أي ضمانات إسرائيلية تحديداً في ما يتعلق بالطلعات الجوية للعدو الإسرائيلي وخرقه الأجواء اللبنانية، وهو ما رفضه لبنان وأبلغه بري إلى هوكشتين، مؤكداً أن أي كلام لا ينطلق من وقف العدوان على غزة سيكون مصيره الفشل»، فضلاً عن أن «إسرائيل رفضت كل ما حمله هوكشتين سابقاً إليها». مع ضرورة التنبه إلى «معلومات من مصادر واسعة الاطّلاع، تفيد بأن ملف لبنان انضم إلى الملف الرئيسي الخاص بغزة، والذي يتولاه مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز، الذي يعقد سلسلة من الاجتماعات مع الوسيطين المصري والقطري ومع مسؤولين من دول أخرى بينها تركيا». محلياً، واصل المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان اجتماعاته أمس في بيروت، والتقى سفراء دول اللجنة الخماسية في قصر الصنوبر، ووضعهم في أجواء اللقاءات التي قام بها والتي شملت كل المسؤولين والرؤساء والأحزاب من الأطياف السياسية كافة. وأبدت مصادر سياسية حذرها الشديد من المناورات الإسرائيلية، مُذكِّرة بأن المفاوضات في غزة «تميّزت على مدى 11 شهراً، بمناورات لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، الذي مارس كل أنواع الخداع والمراوغة ويرفض أي مقترح لوقف إطلاق النار»، معتبرة أنه «سيذهب إلى استخدام كل أوراقه لأنه يعتبر أنه بذلك يضرب إمكانات الحزب، ما يدفع الأخير إلى التنازل وإبرام اتفاق طويل الأمد على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة مع التشديد على فكرة الفصل مع غزة». وأكّدت المصادر أن «المعركة قد تكون طويلة لأن نتنياهو سيسعى جاهداً إلى فرض شروطه من موقع القوي وإظهار الحزب أنه خضع لكل شروطه وهذا أمر مستحيل، ما يعني أن الحرب لا تزال في أولها وستتطور في الأيام المقبلة».

المتن وكسروان: التيار يفعّل خلايا الأزمة وتنسيق مع حزب الله

الاخبار.. رلى إبراهيم ... استنفر التيار الوطني الحرّ خليّة الأزمة التي شكّلها منذ 7 تشرين الأول الماضي لمواكبة أي طارئ، لتبدأ عملها منذ يومين بالتنسيق مع هيئات الأقضية في التيار الموزّعة في المناطق لمتابعة احتياجات النازحين. وأوضح نائب رئيس التيار للشؤون الإدارية غسان خوري لـ«الأخبار» أن التيار «فعّل عمل خلية الأزمة الموجودة مركزياً، كما خلايا الأزمة في مختلف الأقضية، حيث يتم العمل على مستويات عدة، إنسانية أو لوجستية أو من خلال تأمين المساعدات وتسهيل التواصل والتنسيق مع البلديات والمحافظين». وتركّزت مهمة الهيئات في اليومين الماضيين على مواكبة وصول النازحين واستطلاع حاجاتهم ومساعدتهم على التوزّع على مراكز الإيواء الواردة في خطة لجنة الطوارئ التي أعدّتها الحكومة. كما عقدت مركزية التيار اجتماعاً مع هيئة الأطباء والصيادلة والممرضين والممرضات الذين كانوا قد بدأوا بالمساعدة منذ الأسبوع الماضي عبر التوزّع على المستشفيات، «وتلقّوا تعليمات بضرورة البقاء جاهزين وتفعيل نشاطهم في المناطق التي استقبلت العدد الأكبر من العائلات لتلبية أي طارئ».ومنذ الاثنين الماضي، توافد العدد الأكبر من النازحين إلى بعبدا وعاليه والمتن الشمالي، وكسروان وجبيل بشكل أقل، ما دفع إلى توسيع دائرة المدارس ضمن الخطة لتطاول هذه الأقضية بعد امتلاء مدارس الشوف وعاليه. بالتوازي كان ثمة ضغط بشري مماثل في قضاء بعبدا. أما في المتن الشمالي، فعملت هيئة القضاء على التنسيق مع المحافظ والبلديات ووزارة التربية ومديري المدارس لتسهيل أمور النازحين، وشكّل التيار فرقاً لمساعدتهم على بلوغ هذه المراكز وضمان إيجاد أمكنة لإيوائهم فيها، ومساعدة قسم آخر على إيجاد منازل للإيجار. وتوزع النازحون بشكل مركّز في المدارس الرسمية والمهنيات الواقعة في ساحل المتن، كسنّ الفيل والجديدة - البوشرية - السدّ والزلقا وجل الديب وأنطلياس وبرج حمود وبياقوت وبيت شباب والشوير والمتين وبرمانا حيث اتسعت كل مدرسة لما يقارب 150 الى 300 شخص، فيما تركز العدد الأكبر في مهنية وفندقية الدكوانة وبلغ نحو 3 آلاف. وغاب في القضاء أيّ أثر للهيئة العليا للإغاثة أو لجنة الطوارئ الوزارية التي اكتفت بالمساعدة في فتح المدارس من دون أيّ تقديمات أخرى، فتولّى حزب الله تأمين الفرش والبطانيات، فيما يسعى التيار الوطني الحر، بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية والأفراد، الى تأمين المواد الغذائية، وسيبدأ منذ اليوم بتوزيع وجبات ساخنة يومية على بعض المدارس، على أن يبدأ بتوفير حصص غذائية يومية بعد بضعة أيام بحسب منسق التيار في المتن إيلي خوري، علماً أن هناك تنسيقاً يومياً بين خوري والمسؤول عن ملف النزوح في المتن علي الموسوي. ويشير خوري الى أن «كل منسق في كل بلدة متنية هو جزء من خليّة الأزمة ويعمل على مساعدة الأهالي النازحين الى بلدته بالتنسيق معنا، ونشجع الحزبيين والمتنيين بشكل عام على المبادرات الفردية لمن لديه قدرة. من هذا المنطلق، تواصلنا مع بعض أصحاب المولدات لتأمين وصول الكهرباء الى بعض المدارس، بينما يعمل شبابنا في البلدات، حيث أمكن، على تأمين المياه عبر الآبار، والوجبات الغذائية».

غاب في مناطق المتن وكسروان أيّ أثر للهيئة العليا للإغاثة أو لجنة الطوارئ الوزارية

من المتن الشمالي الى كسروان، الحال نفسها في ما خصّ غياب لجنة الطوارئ والهيئة العليا للإغاثة. في هذا القضاء، أيضاً، ثمة تنسيق بين التيار وحزب الله لتيسير أمور النازحين الذين بقي عددهم قليلاً حتى نهار أمس ولم يتعدَّ الـ 400 نازح توزعوا على متوسطة حارة صخر ومتوسطة درعون حاريصا ومدرسة اسكندر رزق في عشقوت، إضافة الى تركز الشقق المستأجرة في الجرد الذي امتلأ ولم يعد يتوفر أي منزل خال فيه، علماً أنه بُدئ العمل على فتح مدارس أخرى تباعاً وفق الحاجة كمهنية عجلتون ومدرسة الياس أبوشبكة في زوق مكايل، فيما معهد الإمام في بلدة المعيصرة مفتوح أمام النازحين منذ أيام، وكذلك ثانوية البلدة التي تستقبل نحو 500 نازح نجوا من مجزرة أمس بعد الغارة التي نفذها العدو في المنطقة. وقد عمل رئيس بلدية المعيصرة بالتنسيق مع هيئة قضاء التيار في كسروان على خطة لتأمين غرف خاصة للأهالي النازحين في أوتيل أزوراما ومشروع الرانشو. وكما في المتن، تكفّل حزب الله بتأمين الفرش والبطانيات والمستلزمات اللوجستية مقابل مساعدة التيار بالوجبات الغذائية حيث سيوزع اليوم نحو 300 وجبة على المدارس. من جهة أخرى، أعربت الكنائس في المنطقة عن استعدادها للمساعدة بفتح الأديرة والمدارس الخاصة عندما تصل المدارس الرسمية الى قدرتها الاستيعابية القصوى. وفي جبيل، نشطت لجنة التيار الوطني الحر قي القضاء بكثافة يوم أمس لتأمين المواد الغذائية الى العائلات ونفذت جولة ميدانية بمرافقة قائمقام جبيل نتالي خوري وبعض المخاتير على ثانوية جبيل وثانوية عمشيت والتكميلية، حيث بلغ عدد النازحين 600 نازح كما فُتحت ثانوية حصارات يوم أمس بعد توفير المازوت لها، ومن المفترض أن تستقبل نحو 150 نازحاً. على أن التيار وحزب الله شكّلا لجنة مشتركة في هذا القضاء للتنسيق في هذا الملف ويتعاونان لضمان حسن سير كل الأمور، الى جانب مسؤولي حركة أمل في القضاء.

إسرائيل - حزب الله: دروس 2006 تسبق الهجوم برّاً

الاخبار..نقولا ناصيف... في الايام الثلاثة المنصرمة بلا انقطاع وبضراوة، تواصلت الغارات الاسرائيلية على الجنوب والبقاع حتى اقصاه دونما ان توفر الضاحية الجنوبية كي تقرع البارحة ابواب جبل لبنان في الشوف وصولاً الى جرود كسروان وجبيل. لم تعد ثمة حاجة الى اعلان رسمي لحرب مفتوحة تنتظر آخر حلقاتها...... للغارات الاسرائيلية هدف مزودج معلن: فصل جبهة جنوب لبنان عن جبهة غزة، واعادة المستوطنين المهجّرين من الشمال الاسرائيلي الى بيوتهم وضمان امنهم نهائياً. للوصول الى تحقيق الهدف المزدوج وسيلة مزدوجة بدورها: تصفية البنية القيادية لحزب الله وتقويض ترسانته العسكرية لا سيما منها الصواريخ القادرة على بلوغ العمق الاسرائيلي، وتحويل الجنوب الى اكثر من منطقة مهجورة كالشمال الاسرائيلي الى ما هو اسوأ بكثير مما سبق ان خبره في حرب تموز 2006 بجعله ارضاً محروقة بلا بشر ولا حجر.ذلك ما حصل ولا يزال منذ الاثنين الفائت في الحرب المفتوحة. لكن ثمة ما تقرن الدولة العبرية الحرب هذه به هما توقيتان ضروريان ومجديان بالنسبة اليها: اولهما انهاء المهمة العسكرية قبل الوصول الى 7 تشرين الاول المقبل موعد مرور سنة على «طوفان الاقصى» وعشية فتح حزب الله جبهة الجنوب مذذاك بلا توقف، وثانيهما فرض وقائع وحقائق جديدة على الارض تسبق موعد انتخابات الرئاسة الاميركية في 5 تشرين الثاني. ما تعنيه الاهداف والوسائل والمواعيد هذه، حتى اشعار آخر ما لم يطرأ ما يوقف الخطة الاسرائيلية ويعطلها، استمرار الغارات على مناطق حزب الله وبيئته الشعبية في مهلة اسبوعين تفصله عن 7 تشرين الاول. في نهاية المطاف، عند اسرائيل كما عند حزب الله، الحرب ستتوقف في وقت ما. الفارق الجسيم بينهما حسابات ما يفترض او يتوقعه كل منهما ان تؤول اليه الاعمال العسكرية لمباشرة تفاوض ينتهي بتسوية يَقبلان بها او تنشأ وقائع جديدة تبقي الصراع عالقاً على غرار معظم حملات الاجتياحات الاسرائيلية للبنان على مر العقود المنصرمة: عام 1978 - ولم يكن ثمة وجود لحزب الله - نشوء حزام امني محتل تديره اسرائيل داخل الاراضي اللبنانية، عام 1982 اخراج المنظمات الفلسطينية من جنوب لبنان وصولاً الى اتفاق سلام مع هذا البلد لم يُبرم ثم الغي، عام 1993 محاولة احلال الجيش اللبناني في الجنوب والتخلص من حزب الله رفضته سوريا، عام 1996 تفاهم نيسان الذي اوجد للمرة الاولى قواعد الاشتباك والتسليم بوجود حزب الله عند الجانب المقابل من الشمال الاسرائيلي، عام 2006 القرار 1701. دروس الاجتياحات الاسرائيلية تلك قدّمت دائماً دليلاً تلو آخر على ان الحتمي الذي يلي الحرب العسكرية هو صيغ متفاوتة من الاتفاقات والتفاهمات او تحوّل الاحتلال امراً واقعاً. بينما اتاحت اجتياحات ما قبل عام 2006 لاسرائيل الاعتقاد بجدوى الغزوات البرية الدائمة او الموقتة لفرض وقائع ميدانية، قدّمت حرب تموز درساً معاكساً هو فشلها وكلفتها الباهظة وخصوصاً في وادي الحجير. ما ترومه اليوم في مهاجمة حزب الله اضافة دروس الماضي البعيد الى دروس الماضي القريب وهو الطريقة التي ادارت بها حرب غزة. ذلك ما حصل هناك لاشهر طويلة ولما يزل، ويحصل الآن هنا لثلاثة ايام خلت: غارات وحشية بضراوة لا حد لها وبلا توقف على العدو الذي هو حزب الله، لكن ايضاً على مناطق قاعدته. على ان تكون المرحلة التالية بعد الارض المحروقة التأهب لهجوم برّي اذا اقتضت الحاجة اليه. في ما يدلي به المسؤولون السياسيون والعسكريون الاسرائيليون حيال فرضية الحاجة الى هجوم برّي، ينقسم الرأي بين مؤيد ومعارض على غرار انقسام الرأي من جدوى المضي في الحرب ضد حزب الله دونما ان تفضي حكماً الى تدميره والغائه، وتفادياً لتكرار ما نشأ لاحقاً في الداخل الاسرائيلي عن نتائج حرب تموز 2006.

خمس فرق ولواء نشرها الجيش الاسرائيلي قبالة الحدود مع لبنان في انتظار قرار الهجوم البرّي

مع ذلك، في ظل استمرار هذا الجدل في الداخل الاسرائيلي، والتكهنات كما التقديرات والتوقعات عنه في الداخل اللبناني، تشير حركة المقلب الآخر من جبهة الجنوب الى ان اسرائيل تنتظر المرحلة التالية من الغارات، المقرونة بسلسلة اغتيالات البنية القيادية للحزب، كي تقرر الذهاب الى مجازفة هجوم برّي. توطئة لخطوة محتملة كهذه - وقد لا تحدث - استقدم الجيش الاسرائيلي الى الحدود مع لبنان فرقاً عسكرية (كلٌ منها في الغالب من اربعة ألوية يتباين عديدها بين 10 و20 الفاً) ضمّها الى تلك الموجودة في الاصل كي تمسي خريطته العسكرية كالآتي:

1 - فرقتان اقليميتان منتشرتان على نحو دائم لا تتحركان، هما الفرقة 210 في الجولان الاعلى والفرقة 91 في الجليل.

2 - نشره قبل ستة اشهر الفرقة 36 والحاقها مع لواء غولاني على الجبهة الشمالية بعد سحبها من غزة. كان لواء غولاني نقل من جبهة غزة على اثر معركة خان يونس الى الجولان، ثم اضحى قبالة الناقورة على بعد 20 كيلومتراً من الحدود مع لبنان، من ضمنه وحدات عمل متحركة لعمليات خاصة يمكن استخدامها في اي مكان.

3 - نشر الفرقة 146 للمدرعات وفيها لواءان بعد سحبها من جبهة غزة قبل شهرين على انها قوة دعم احتياطي، بينما استمرت الفرقة 162 في غزة تستنفد قدراتها.

4 - أُلحِقت الاسبوع الفائت الفرقة 98 ووُضعت قبالة الحدود الشمالية جيء بها من الجبهة الوسطى (الضفة الغربية) فيما تركت هناك الفرقة 99 التي تستخدم ايضاً في قتال غزة. تبقى في الضفة الغربية فرقتان ليس في وسع الجيش الاسرائيلي تحريك اي منهما الى مكان آخر.

5 - ابقى على الفرقة 252 المسماة سيناء قبالة الصحراء مع مصر يصعب سحبها من هناك نظراً الى الاهمية الاستراتيجية المنوطة بها في النقب.

6 - لديه فرقتان لدعم الجبهة الشمالية هما الفرقة 80 المسماة «الحمراء» والفرقة 143 المسماة «ثعالب النار»، منوط بهما الدعم عند الحاجة.

في حصيلة توزّع القوى العسكرية، يعوّل الجيش الاسرائيلي لمهاجمة لبنان براً على ثلاث فرق هي 36 و146 و98 مع لواء غولاني معززة بفرقتين ثابتتين في مواقعهما هما 210 و91. الوظيفة الفعلية المفترضة للقوى هذه الوصول الى فرض تسوية على حزب الله بشروط اسرائيلية عبر اجتياح برّي في الغالب هو الرياضة المفضّلة للحزب باستدراجها الى داخل الاراض اللبنانية.

المعادلة الإسرائيلية الجديدة: الإسناد ثمنه استقرار لبنان

الاخبار..هيام القصيفي.... ما يقال في الأروقة الديبلوماسية الأميركية والأوروبية عن تدحرج الوضع اللبناني في الأيام الأخيرة، لا يفترض، بحسب رواية أميركية - أوروبية، أن يكون مفاجئاً لأيٍّ من القيادات الرسمية وعبرها لحزب الله. ما قبل الانفجار الأخير، كان الكلام الفرنسي والأوروبي، الاستخباراتي والسياسي، واضحاً في إيصال رسائل مباشرة ومحددة حول ما تفكّر به إسرائيل تجاه لبنان وحزب الله، بالانتقال عاجلاً أو آجلاً إلى جبهة الشمال، ولو تحت مسمّيات مختلفة عن السابق: لا حرب برية ولا اجتياح، بل عمليات عسكرية موجعة. كانت الرسائل السياسية دعوة إلى استغلال مرحلة استمرار انشغال إسرائيل بغزة، من أجل ترتيب الأوضاع الداخلية والعمل بجدية على انتخاب رئيس للجمهورية، يتولى مع فريقه إدارة المرحلة، بما في ذلك الانتقال الى وقف الحرب جنوباً. وكان الكلام واضحاً عن مهل يفترض استغلالها حتى قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحيث يكون لبنان جاهزاً للانتقال إلى مرحلة جديدة. لم يؤخذ الكلام الفرنسي والأوروبي والأميركي بجدية، فتمّ التعامل مع موضوع رئاسة الجمهورية كأنه تفصيل في مسار الحدث الأمني، وليس كخطوة أولى نحو إعادة تهدئة الوضع اللبناني وإخراجه من السياق العسكري. ولم تؤخذ التهديدات الإسرائيلية أيضاً في الحسبان إلا بكونها تحت سقف عدم رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في توسع الحرب، من دون لحظ أن الأخير يحاول تفويت الفرصة على إيران بإضاعة الوقت قبل الانتخابات الأميركية.الرواية الغربية لانتقال إسرائيل من مرحلة الى أخرى، مع رفع مستوى اعتداءاتها على حزب الله ومناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، تتلخص ببضعة معطيات:

جهدت واشنطن، في كل مراحل الحرب، من أجل تكريس معادلة الاستقرار الداخلي ومنع تحوّل حرب المساندة التي أطلقها حزب الله دفاعاً عن غزة، إلى حرب واسعة بالمعنى الذي يهزّ استقرار لبنان ويكرّر تجربة الحروب السابقة. لذلك عمدت، في كل مرحلة توتر، إلى إرسال موفديها والقيام بجولات اتصالات داخلية لمنع التصعيد، مراهنةً في الوقت نفسه على رغبة إيران وحزب الله وإسرائيل في منع تحوّل المواجهة بين الطرفين الى حرب واسعة لبنانياً وإقليمياً. وكانت دول أوروبية فاعلة عنصراً مساهماً في هذا الاتجاه الذي كان يتبلّغه لبنان في شكل رسمي. لكن، في المقابل، كان القلق مستمراً من أن لبنان لا يتعامل مع إسرائيل على قدر المتغيرات التي طاولتها بعد 7 تشرين الأول الفائت، وجعلتها تطيح بكل قواعد اللعبة التي مورست في المنطقة طوال عقود.

خيط رفيع لا يزال يربط إسرائيل باتفاق الترسيم البحري وأيّ تخطٍّ له من الحزب يعني مرتبة أخرى من التصعيد العسكري

بعد المواجهة ما قبل الأخيرة، وخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ردّاً على اعتداءات يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، ولا سيما لجهة الرسالة الأخيرة بتأكيد الاستمرار في حرب المساندة، انتقلت إسرائيل من معادلة الى أخرى. المعادلة الأولى كانت ضمن الخطوط الحمر المتعارف عليها، وضمن الردود المتبادلة ولو رفعت إسرائيل من وتيرتها، وهذا يعني أنها كانت لا تزال تتصرف على قاعدة الرد المضبوط، والالتزام بمفعول الاتفاق على الترسيم البحري وعدم المسّ بأيٍّ من القواعد العملانية التي شملته. تأكيد حزب الله على الاستمرار في حرب الإسناد عنى الانتقال الى معادلة أخرى، بما يتعدّى ضرب بنية الحزب، إلى المسّ بالاستقرار الداخلي الذي كانت الولايات المتحدة وأوروبا تريدان الحفاظ عليه في لبنان، والذي كان الحزب طوال عام من بداية حرب غزة يحمي ظهره به. وبحسب الرواية نفسها، فإن خيطاً رفيعاً لا يزال يربط إسرائيل بالاتفاق على الترسيم البحري ومندرجاته، وأيّ تخطٍّ له من جانب الحزب سيترتّب عليه الانتقال الإسرائيلي الى مرتبة أخرى من التصعيد العسكري. والمسّ بالاستقرار الداخلي يعني ما يمكن أن يشهده لبنان في غضون أيام قليلة، هو تماماً ما شهدته غزة في أشهر طويلة، ولا سيما أن الوضع اللبناني يعاني أصلاً من انهيار اقتصادي واجتماعي، عدا عن أن في لبنان «مجتمعات وطوائف»، وأن الخلافات السياسية تساهم حكماً في تذكية التوترات الداخلية على خلفية الاعتداءات الإسرائيلية وما ستخلفه. فما فعلته إسرائيل في غزة من ضغط لترانسفير بين الشمال والجنوب قامت به عكسياً في لبنان من الجنوب نحو الشمال - كما سياسة الأرض المحروقة – مع ما سيخلّفه هذا التهجير الداخلي من ضغط اجتماعي واقتصادي، وإرباك في حركة الاستيراد وحركة الطيران وكل ما يترتّب على ذلك من توترات. وفق ذلك، تخطّت إسرائيل الخطوط الحمر، وغضّت الولايات المتحدة النظر، طالما أن لبنان لم يستجب لكل النصائح التي أعطيت له، من دون التخلّي، من جانب واشنطن ودول أوروبية فاعلة، عن هامش من الحركة لتفادي الاتجاه نحو الأسوأ، حتى لا تتعمّم سياسة الأرض المحروقة الى الداخل، ويطاح بما تبقى من عناصر أولية يمكن البناء عليها في أيّ حل تفاوضي لا يمكن الكلام عنه قريباً. فالتفاوض الجدي للتوصل الى القرار 1701 لم يبدأ في الأيام الأولى لحرب تموز. والحرب بشكلها الجديد لم تبدأ بعد أسبوعها الثاني، لأن إسرائيل لم تحتسب السنة الفائتة كلها كمقدمة للاعتداء على لبنان.

إسرائيل: قصفنا أكثر من 2000 هدف في لبنان في الأيام الثلاثة الأخيرة

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف أكثر من ألفي هدف لـ«حزب الله» في لبنان في الأيام الثلاثة الأخيرة، من ضمنها مئات الأهداف، اليوم (الأربعاء)، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري في إحاطة إعلامية: «خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، قصفنا أكثر من ألفي هدف في لبنان، بينها مئات (الأهداف) اليوم».



السابق

أخبار لبنان..مسؤول أميركي: واشنطن تعد بيانا يدعو لوقف إطلاق النار في لبنان..غوتيريش: التصعيد بين إسرائيل وحزب الله يفتح أبواب الجحيم في لبنان..مبادرة دولية للجم حرب لبنان تسابق مناورة برية إسرائيلية..البيت الأبيض: هجوم حزب الله الصاروخي على تل أبيب..«مقلق للغاية»..جيش الاحتلال: نستعد لدخول لبنان ومواصلة ضرب حزب الله..اقتراح فرنسي أميركي لوقف إطلاق النار في لبنان..وزير الخارجية الإيراني: الشرق الأوسط على شفير كارثة..الانفجار الكبير يستدرج مشروع حلّ دولياً للبنان وغزة..معاً..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..مصدر بحماس للعربية: توافقنا مع فتح على إدارة مدنية لغزة ولن نشرف على المعابر..مصابان إسرائيليان في «إيلات» بانفجار مسيّرة أُطلقت من العراق..إسرائيل تعيد عشرات الجثث لغزة..والفلسطينيون يرفضون دفنها..قصة فلسطينيَين أفرجت عنهما إسرائيل وقُتلا بعد أشهر في الضفة الغربية..الحرب الإسرائيلية مستمرة على جبهتي غزة والضفة..في قطاع غزة المدمر..إحصاء ضحايا الحرب يشكل تحدياً حقيقياً..

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,455,745

عدد الزوار: 7,758,642

المتواجدون الآن: 0