أخبار لبنان..هدنة لبنان محاصرة بتصعيد إسرائيل ومعضلة فصل الجبهتين..الهدنة «مؤجَّلة»..بيروت رحّبت بـ «نداء العالم» ونتنياهو رَفَض و«حزب الله» صمْتُ المتحفّظين..رد «حزب الله» المحدود على إسرائيل يثير تساؤلات داخلية وإسرائيلية..حزب الله منقسم حول كيفية الرد على إسرائيل..قائد سلاح الجو الإسرائيلي: سنوقف أي نقل للأسلحة من إيران إلى «حزب الله»..إسرائيل تستهدف المناطق المسيحية وتثير مخاوف فعالياتها..

تاريخ الإضافة الجمعة 27 أيلول 2024 - 3:35 ص    عدد الزيارات 235    التعليقات 0    القسم محلية

        


هدنة لبنان محاصرة بتصعيد إسرائيل ومعضلة فصل الجبهتين..

تل أبيب تقصف المعابر اللبنانية ــ السورية وتستهدف قائد الوحدة الجوية في «حزب الله» ..

• اغتيال قائد الوحدة الجوية في «حزب الله»..

• الجيش الإسرائيلي يقصف 8 معابر على الحدود مع سورية ويجري مناورة برية على الحدود الشمالية

الجريدة...منير الربيع و طهران - فرزاد قاسمي ....مبنى استُهدف في الضاحية (رويترز) قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (رويترز) وجدت المبادرة الدولية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، والتي أُعلنت مساء أمس الأول، نفسها، محاصرة بين رغبة إسرائيل في استمرار الضغط العسكري على «حزب الله» مستفيدة من الزخم الذي حققته عملياتها في الأيام الماضية ضده، وبين معضلة فصل جبهة لبنان عن غزة، إذ فشلت الصياغات اللغوية المرنة التي سعت إلى معالجتها، في إقناع الحزب، المصرّ على الربط بين الجبهتين، بقبولها. وجدد هذا الجمود المبكر للمسار الدبلوماسي، المخاوف من احتمال اندلاع حرب شاملة في المنطقة، يمكن أن تنجر إليها الولايات المتحدة وإيران، وأن تنزلق إليها دول عدة على رقعة جغرافية واسعة، وهو ما عبّر عنه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الذي قال إن الحل الدبلوماسي لا يزال قائماً، لكنه شدد على أن «خطر اندلاع حرب شاملة قد تكون مدمرة لإسرائيل ولبنان» لا يزال قائماً. وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وألمانيا وإيطاليا واليابان والسعودية والإمارات وقطر، دعت، في بيان مشترك، إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار 21 يوماً على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان بهدف «توفير مساحة نحو إبرام تسوية دبلوماسية متوافقة مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2735 بشأن وقف إطلاق النار في غزة». ودعا البيان «جميع الأطراف، بما في ذلك حكومتا إسرائيل ولبنان، إلى تأييد وقف إطلاق النار المؤقت على الفور»، متعهداً بأن تقدم الدول موقعة البيان «الدعم الكامل لكل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل لاتفاق بين لبنان وإسرائيل خلال هذه الفترة، بناءً على الجهود المبذولة خلال الأشهر الماضية، لإنهاء هذه الأزمة بشكل نهائي». ووسط إشارات إسرائيلية سلبية تجاه النداء الدولي، صعّدت تل أبيب عملياتها العسكرية في لبنان أمس من أقصى الشمال الشرقي، حيث تم قصف 8 معابر مع سورية، مروراً بغارة جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت مسؤول الوحدة الجوية والمسيّرات في «حزب الله» محمد حسين سرور «أبو صالح»، في حين لم تتوقف الغارات في الجنوب والبقاع. ورد «حزب الله» بإطلاق مئات الصواريخ أمس باتجاه مناطق متعددة من شمال إسرائيل في وتيرة لم تُعهَد من قبل. وبعد يوم طويل من المزايدات ضد المبادرة الدولية بين وزراء الائتلاف الحكومي اليميني الحاكم في إسرائيل، نُقل عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لدى وصوله إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة قوله، إن بلاده ستواصل ضرب جماعة «حزب الله» اللبنانية «بكل قوة» حتى يتسنى لسكان شمال إسرائيل العودة إلى ديارهم سالمين. وفي لبنان، سعت الحكومة اللبنانية إلى اتهام إسرائيل برفض المبادرة، لتجنب تحميلها مع «حزب الله» مسؤولية رفضها. وقالت مصادر إن الحزب استقبل المبادرة بسلبية، ما كوّن تصوراً لدى المراقبين بأن «المفاوضات في بداياتها» والحرب أيضاً في بداياتها، ويمكن للمسارين أن يترافقا على إيقاع واحد، أي بالتزامن مع زيادة العمليات العسكرية وتصعيدها تتكثف حركة الاتصالات في سيناريو مشابه لما جرى في غزة من قبل. وأشارت مصادر قريبة من الحزب إلى أن تقديرات الأخير تشير إلى أن إسرائيل ستكون مضطرة في النهاية إلى تنفيذ عملية برية في لبنان، وأنه لا يزال يعتبر أن الدخول الإسرائيلي البرّي سيصب في مصلحته، وأن لديه إمكانية لقلب الطاولة. وفي طهران، أكد مصدر في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي لـ «الجريدة»، أن المقترح الأميركي ــ الفرنسي كان محل نقاش في اجتماع فرنسي ــ إيراني غير رسمي في نيويورك، مضيفاً أن طهران كان لديها ملاحظات ومآخذ كثيرة على المقترح، لكنها أكدت أنها تدعم أي جهود يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار، والسلام في المنطقة، وأنها تنتظر رد فعل حلفائها في لبنان. وفي تفاصيل الخبر: وجدت المبادرة الدولية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، التي تم إعلانها مساء أمس الأول نفسها محاصرة بالتصعيد العسكري الإسرائيلي، الذي امتد من أقصى الشمال الشرقي حيث تم قصف 8 معابر مع سورية، مروراً بغارة جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت أسفرت عن اغتيال مسؤول الوحدة الجوية والمسيّرات في «حزب الله» محمد حسين سرور «أبو صالح»، في وقت تواصلت الغارات العنيفة على قرى جنوب لبنان والبقاع، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، في حين أطلق الحزب مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل. وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وألمانيا وإيطاليا واليابان والسعودية والإمارات وقطر، دعت في بيان مشترك، إلى وقف فوري لإطلاق النار مدة 21 يوماً على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان بهدف «توفير مساحة للدبلوماسية نحو إبرام تسوية دبلوماسية متوافقة مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2735 بشأن وقف إطلاق النار في غزة». ودعا البيان «جميع الأطراف، بما في ذلك حكومتا إسرائيل ولبنان، إلى تأييد وقف إطلاق النار المؤقت على الفور»، وتعهد بأن تقوم الدول الموقعة بـ «تقديم الدعم الكامل لكل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل خلال هذه الفترة، بناءً على الجهود المبذولة خلال الأشهر الماضية، لإنهاء هذه الأزمة بشكل نهائي». وكان لافتاً أن مصر لم توقع البيان. ووقعت الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني، وهي الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر، البيان، باستثناء مصر. وفي وقت سابق، قال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك، إنه «حان الوقت لإبرام تسوية دبلوماسية تضمن الأمن وتمكّن المدنيّين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان». ورحّبت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت بالدعوة، معتبرة أنها تسمح «بمساحة للدبلوماسية للنجاح». وعوّلت على «دعم واضح من الجميع لاغتنام هذه الفرصة». سلبية إسرائيلية وأثار البيان ردود فعل متضاربة في إسرائيل معظمها سلبية، في وقت استبعد محللون ومراقبون لبنانيون موافقة «حزب الله» على البيان الذي ينص عملياً على ضرورة فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة، وهو ما يرفضه الحزب. ونفى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يكون الأخير وافق على البيان، أو أمر الجيش الإسرائيلي بخفض مستوى العمليات في لبنان، مؤكدا ان الضربات ستستمر بقوة. وقال وزير الخارجية يسرائيل كاتس: «لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال. سنواصل القتال ضد منظمة حزب الله بكل قوتنا حتى النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم». وتعهد نتنياهو قبل مغادرته أمس، إلى نيويورك، حيث سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم (الجمعة)، بإعادة نحو 70 ألف اسرائيلي تركوا منازلهم في الشمال قرب الحدود من لبنان هرباً من صواريخ «حزب الله»، وخوفاً من عملية مشابهة لعملية 7 أكتوبر التي قامت بها حركة حماس. ورفض وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش وقف النار، قائلاً، إن الهدف يظل «سحق حزب الله وحرمانه من قدرته على إلحاق الأذى بسكان الشمال»، معتبراً أنه «لا يجب أن يمنح العدو وقتاً للتعافي من الضربات الثقيلة التي تلقاها». وتعهد زعيم حزب «القوة اليهودية» اليميني المتطرف وزير الأمن القومي المتشدد إيتمار بن غفير بعدم توقيع اتفاق وقف مؤقت لإطلاق النار في حال طرح على التصويت في الحكومة. أما زعيم المعارضة يائير لابيد فقال، إنه يجب قبول المبادرة الدولية، لكن تقليص مدة وقف إطلاق النار من 21 يوماً إلى 7 أيام فقط. وكان السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون قال للصحافيين قبل اجتماع لمجلس الأمن أمس الأول، إن إسرائيل سترحب بوقف لإطلاق النار، وإنها تفضل الحل الدبلوماسي. معضلة لبنانية في المقابل، نفى رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي توقيع مقترح اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل بعد لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والوسيط الأميركي آموس هوكشتاين في نيويورك. وجدد ميقاتي ترحيبه بالبيان الدولي مضيفاً: «تبقى العبرة في التطبيق عبر التزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية». ونفى رئيس مجلس النواب نبيه بري، زعيم حركة أمل الشيعية المتحالفة مع «حزب الله»، أن تكون المبادرة الدولية تفصل بين جبهتي غزة ولبنان. وكان بري أعلن أمس الأول أنه شارك في اتصالات دولية حول مبادرة دولية لحل سلمي وتجنب الانزلاق نحو مزيد من التصعيد، معلناً أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة للدبلوماسية. وكان الأمين العام للحزب حسن نصرالله تعهد بعد عمليات تفجير آلاف أجهزة الاتصال التي تستخدمها عناصر الحزب واغتيال قيادة «وحدة الرضوان» قوة النخبة في الحزب في غارة على الضاحية، بعدم القبول بفصل الجبهتين مهما كلف الأمر حتى لو تطلب ذلك حرباً شاملة. وأكّدت قطر، وهي إحدى دول الوساطة لوقف الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، عدم وجود رابط مباشر بين هذه المباحثات وتلك الهادفة لوقف التصعيد بين الدولة العبرية و«حزب الله» اللبناني. وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحافي بالدوحة أمس: «لست على علم بوجود صلة مباشرة، لكن من الواضح أن الوساطتين متداخلتان بشكل كبير عندما تتحدث عن نفس الأطراف التي تشارك، في الغالب في هذا» المسار الدبلوماسي. وقال الأنصاري «نعمل مع شركائنا لضمان وقف إطلاق النار الفوري في لبنان، والعمل على العودة إلى المسار الصحيح بعد التصعيد الحالي». وتابع «كما نواصل جهودنا على المسار الآخر، المحادثات بشأن غزة». وأضاف «أعتقد أن هناك شعوراً عاماً في المجتمع الدولي بأن الجميع يعملون معاً من أجل ضمان وقف إطلاق النار في لبنان، ولا أعتقد أننا نستطيع الآن أن نقول، إن هناك مساراً رسمياً للوساطة، بل إن كل قنوات الاتصال تظل مفتوحة». ضرب المعابر وغداة مقتل 72 شخصاً بغارات اسرائليية متفرقة ضربت مناطق خارج منطقتي البقاع والجنوب ذات الأغلبية الشيعية، واصل الجيش الإسرائيلي ضرباته من الجنوب إلى أقصى الشمال الشرقي حيث قتل نحو 20 سورياً ولبناني واحد على الأقل في غارة على منزل في بلدة يونين. وقالت مصادر أمنية، إن الجيش الإسرائيلي ضرب 8 معابر حدودية مع سورية، وإن طائراته المقاتلة قصفت «بنية تحتية على الحدود اللبنانية السورية لوقف نقل أسلحة من سورية إلى جماعة حزب الله»، مضيفاً «سيواصل جيش الدفاع الإسرائيلي الضرب والتحرك ضد محاولات منظمة حزب الله تسليح نفسها ونقل الأسلحة إلى لبنان من الأراضي السورية». وتحدثت مصادر لبنانية عن محاولة إسرائيلية لـ «خنق حزب الله بالنازحين»، في وقت تصاعدت حدة الاحتكاكات بين النازحين وسكان مناطقيين على خلفية حساسيات سياسية وطائفية وهو ما قد يشكل ضغطاً على الحزب. وقال مصدران أمنيان سوريان لوكالة فرانس برس، إن أكثر من 22 ألف شخص، بينهم عدد كبير من السوريين، عبروا الحدود من لبنان منذ مطلع الأسبوع على وقع الغارات الإسرائيلية الكثيفة. وقال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، إن نحو نصف مليون لبناني غادروا منازلهم في حين سجلت الامم المتحدة نزوح أكثر من 90 ألف شخص. مناورة برية ودعا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي أمس الأول جنوده للاستعداد لهجوم بري محتمل في لبنان، ما أعاد ذكريات الحرب الأخيرة بين إسرائيل و«حزب الله» عام 2006. ورغم عدم ترجيح البنتاغون وقوع هجوم بري «وشيك»، أعلن الجيش الاسرائيلي أمس، أن مجموعة القتال اللوائية 7 بقيادة المركز الوطني للتدريبات البرية اختتمت أمس، مناورة برية على بعد عدة كيلومترات عن الحدود اللبنانية، وتدربت خلاله القوات على القتال وسط تضاريس وعرة وجبلية. وقال الجيش في بيان إنه «خلال التمرين، رفعت القوات مستوى أهليتها العملياتية واللوجستية للتعامل مع سيناريوهات القتال المختلفة على أرض العدو الشمالي». في المقابل، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه رصد إطلاق 45 صاروخاً من لبنان تمكن من «اعتراض بعضها بينما سقطت البقية في مناطق مفتوحة». وأعلن «حزب الله» أنه قصف مجمعات صناعات عسكرية تابعة لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا «بصليات من الصواريخ»، وقاعدة ميرون الجوية في صفد والجليل الأعلى. وكان الحزب أطلق أمس الأول صاروخاً بالستياً للمرة الأولى باتجاه تل ابيب مستهدفاً مقر الموساد، وقالت إسرائيل إنها اعترضت صاروخاً بمنظومة «مقلاع داود»، المخصصة للصواريخ متوسطة المدى في منظومتها متعددة الطبقات للدفاع الجوي.

الهدنة «مؤجَّلة»..بيروت رحّبت بـ «نداء العالم» ونتنياهو رَفَض و«حزب الله» صمْتُ المتحفّظين..

... لبنان على طريق غزة في الميدان و«التفاوض تحت النار»..

الراي...| بيروت - وسام أبو حرفوش وليندا عازار |

- أوستن حذّر من حرب شاملة ستكون مدمرة لإسرائيل ولبنان... معاً

- غارة على الضاحية تستهدف قائد الوحدة الجوية في «حزب الله»

... على طريقِ غزة يسير لبنان في مسارِ «التفاوض تحت النار» الذي بدأ على وقفٍ للنار بين إسرائيل و«حزب الله»، وعلى طريقة غزة يشتعل الميدانُ بآلاف من غاراتٍ متوحّشةٍ «تنقضّ» على أبنيةٍ سكنيةٍ بمَن فيها مخلّفةً مآسي تحت الأنقاض التي تضجّ بموتٍ حَصَدَ (منذ الاثنين) مئات الضحايا وآلاف الجرحى. هكذا بدا لبنان الذي عَلِق في شِباك «طوفان الأقصى» منذ أن فتح «حزب الله» في 8 أكتوبر جبهةَ المشاغَلةِ من الجنوب، وتَعَمَّقَ تَوَرّطه في حرب القطاع مع رفْع الحزب شعار «لا تحلَموا بفصْل الجبهتين» ثم بدء «كابوس» حرب لبنان الثالثة مع إطلاق إسرائيل يوم الاثنين، «سهام الشمال» لمحاولة فرْضِ فَكِّ المساريْن أو استدراجِ حلٍّ بالقوة والتَوازي يرسّم «اليوم التالي» عليهما معاً. فدعوةُ «العالم» على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لوقف إطلاق نارٍ فوري لمدة 21 يوماً على طول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية «إفساحاً في المجال أمام إبرام تسوية دبلوماسية تتماشى مع القرار 1701 وتنفيذِ القرار 2735 بشأن وقف النار في غزة»، سرعان ما استُحضرت معها كل «المناورات» التي رافقتْ أشهراً طويلة من محاولات بلوغ هدنةٍ في القطاع ما زالتْ تستجرّ حتى الساعة... من مناخاتِ «الشيء وعكْسه» في تل أبيب قبل إعلاء الرفْض لمنْحِ «حزب الله» فرصة «التقاط الأنفاس»، إلى ترحيبٍ لبناني رسمي «كلامي» و«صمتٍ» من الحزب أقرب إلى الـ «لا» لطَرْحٍ يوقف النار جنوباً كتمهيدٍ لإطلاق البحث حول تسوية نهائية أو طويلة الأَجَل ويعيد هدنةَ القطاعِ إلى سكة مفاوضاتها الشاقة والشائكة على اتفاقٍ مُمَرْحَل. وبـ «الدليل الملموس» و«النار» سقطتْ «المحاولةُ الأولى» لوْقف النار على جبهة الجنوب... تحت ركام الغارة التي استهدفت بعد ظهر أمس، قائد الوحدة الجوية (المسيّرات) في «حزب الله» محمد حسين سرور (أبوصالح) الذي أصيب بجروح بالغة جراء غارة نفّذها الطيران الحربي قرب مسجد القائم في الضاحية الجنوبية لبيروت على بُعد مئات الأمتار من مكان الاغتيال الجماعي لقادة «وحدة الرضوان» يوم الجمعة الماضي، وعلى وهج استئناف الطيران الإسرائيلي ضرباته الساحقة في جنوب لبنان والبقاع وصولاً إلى معابر برية على الحدود مع سورية، ومدينة زحلة (ذات الغالبية المسيحية) التي استهدفها للمرة الأولى وكذلك الكحالة (قضاء عاليه) التي تعرّضت لأول غارة بمسيّرة على سيارةٍ أدت إلى إصابة شخصٍ (ينتمي لحزب الله) وهي المنطقة ذات الغالبية المسيحية، بالتوازي مع زخاتٍ بمئات الصواريخ من «حزب الله» على مستوطٍنات في الشمال وصولاً إلى خليج حيفا وصفد وعكا.

«التفاوض تحت النار»

وأعربت أوساطٌ واسعة الاطلاع في بيروت عن الخشية من أن يتحوّل الميدان الذي تُوِسِّعُ إسرائيل ضرباتها فيه بشكل متدرّج ملعباً لـ «التفاوض تحت النار» على جبهة لبنان وعلى النسَق الذي تعتمده إسرائيل في غزة، وذلك في مسعى لانتزاع المزيد من المكاسب على الأرض عبر تقويض قدرات الحزب على كل المستويات، وهو ما تَعتبر أنه سيكون بمثابة «الضمانة العسكرية» لأي وقف نار يوصل إلى وَضْعِ مراسيم تطبيقية للقرار 1701 وتالياً جعل جنوب الليطاني منطقة خالية من الحزب وسلاحه ومسلّحيه. ورغم أن البيان الذي صدر عن الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والسعودية والإمارات وقطر، ودعا لوقف النار الفوري، حاول أن يوفّق بين مطالب تل أبيب، التي تصرّ على قَفْلِ جبهة الجنوب، و«حزب الله» الذي يرفض فصْلها عن غزة من خارج إنهاءٍ للقتال في القطاع، وذلك عبر صياغةٍ ركّزت على وقف نارٍ (موقت) يوازيه استئنافُ مساعي بلوغ تسوية في غزة، إلا أن نتنياهو رفض السير بهذا الطرح الذي سيَستأنف عرّابوه محاولات تدوير زواياه في نسخ جديدة «تدور» على عواصم وعلى الأطراف المعنيين مباشرة به.

مناخان متناقضان

وكان بارزاً في المقلب الإسرائيلي «مناخان» متناقضان حيال طرح وقف النار: الأول نهاراً حيث كشف مصدر في مكتب نتنياهو، إعطاء الضوء الأخضر للتفاوض وأن رئيس الوزراء أصدر أوامر بتهدئة الهجمات، قبل أن يؤكد بيان عن المكتب «أن الأوامر الصادرة عن نتنياهو شددت على مواصلة القتال في الشمال بقوة، وأن رد تل أبيب لم يصدر بعد في ما يتعلق بالاقتراحات الأميركية الفرنسية حول وقف النار الموقت. أما في ما يتعلق بقطاع غزة، فالقتال سيستمر حتى تحقيق أهداف الحرب التي تشنّها إسرائيل». وفيما شكّل الشقُّ المتعلق بغزة ما يشبه «العبوة» التي زُرعت في طريق المقترح حول لبنان، باعتبار أنها بمثابة «دعوة» للحزب لرفضٍ فوري للمقترح والظهور بمظهر مَن يستدرج استمرارَ القتال على جبهة الجنوب، عاد نتنياهو عصراً وقبيل وصوله إلى نيويورك ولدى وصوله، ليُعْلي صوت الرفض معلناً «سنُواصل ضرب حزب الله بكل قوّة، والهدف من استمرار العمليّات ضدّ الحزب هو إعادة سكان الشمال إلى منازلهم». وفي وقت نقلت وكالة «رويترز»، أن إسرائيل ترفض اقتراح وقف النار المدعوم أميركياً، أوردت إذاعة الجيش أن وزير الدفاع يوآف غالانت «صادق على مواصلة العمليات الهجومية في الجبهة الشمالية»، مؤكداً «سنعمّق محنة حزب الله»، بينما نقلت قناة lbci اللبنانية عن مصدر دبلوماسي عربي مطلع على مسار المفاوضات «ان وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر أبلغ آموس هوكشتاين أن إسرائيل مستمرة في حربها في لبنان ولن توافق على المقترحات المقدمة». وفي خلفيات رفض إسرائيل المقترح الدولي - العربي، برز «إجماع» داخلي على عدم منْح «حزب الله» أي فرصة لمعاودة «استجماع قواه»، وسط دعواتٍ للمضي في الحرب حتى «النصر المطلق»، مع مفارقة أن الاعتراض على الهدنة لم يأت فقط من الوزراء المتطرفين مثل وزير الخارجية يسرائيل كاتس الذي أكد «ضرورة سحق الحزب، وعدم إعطائه المجال لإعادة بناء قواه»، ولا وزير المال بتسلئيل سموتريتش ولا ايتمار بن غفير، الذي أعلن «عندما يكون عدوك على ركبتيه، فلا تسمح له بالتعافي، بل تعمل على هزيمته»، مع تهديدٍ بسحب حزبه من الحكومة، إذ برزت أصواتٌ من المعارضة رفضت السير بوقف النار لـ 21 يوماً واقترحت أن يكون فقط لـ 7 أيام (يائير لابيد)، كما سُجّل اعتراض حتى من داخل حزب الليكود، وصولاً لأعضاء في الكنيست لوّحوا بعدم التصويت مع الموازنة في حال قبول المهادنة. وفي هذا الوقت كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يعلن «أن دول العالم بما في ذلك كبرى الدول العربية ومجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي ترغب في وقف الأعمال القتالية»، بالتوازي مع تحذير وزير الدفاع لويد اوستن من «أننا نواجه الآن خطر اندلاع حرب شاملة قد تكون مدمّرة لإسرائيل ولبنان». وإذ كانت قطر تعلن «ان الحديث عن وساطة بين إسرائيل وحزب الله مبكر»، وسط ترقب وصول وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى بيروت في الأيام المقبلة، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي القيام «بكل ما يلزم لحماية لبنان... ما ينبغي القيام به قمنا به، أما الباقي فليس في أيدينا». وكانت تقارير نقلت أن ميقاتي وقَّع على مقترح اتفاق وقف النار بعد لقائه بلينكن وهوكشتاين، لينفي ذلك، ويعلن «أن هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق».

الجحيم على حاله

ومع تهاوي آمال بلوغ وقف نار وشيك وتسجيل مزيد من موجات النزوح وبينها عبور نحو 31 ألف شخص الى سورية خلال يومين، تتصاعد الخشية من منحى أكثر شراسة في المواجهات، كان حذّر منها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن لمناقشة الأوضاع الأمنية في لبنان، إذ شدد على وجوب التوصل لاتفاق لوقف النار، معتبراً أن «التصعيد الراهن بين إسرائيل وحزب الله يفتح أبواب الجحيم في لبنان». وهذا الجحيم لاحَت المزيد من فصوله مع استمرار الغارات التدميرية في عموم الجنوب مع تركُّزها نهاراً على قضاء صور، قبل أن تتمدّد إلى الضاحية الجنوبية والكحالة، وصولاً إلى الحدود مع سورية شرقاً حيث تم استهداف 8 نقاط عبور ادعى الجيش الإسرائيلي أنها تُستخدم لنقل السلاح إلى «حزب الله»، وليس انتهاءً بمناطق واسعة من البقاع خصوصاً بعلبك ومحيطها الذي كان شهد بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس ضربات هستيرية أوقعت عشرات الضحايا ومئات الجرحى، وسط تقارير عن عائلات بأكملها تحت الأنقاض، وتسجيل مجزرة في بلدة يونين حيث قضى على الأقل 23 سورياً غالبيتهم من النساء والأطفال في غارة على مبنى من 3 طبقات. كما سقط 4 ضحايا وسبعة جرحى في استهداف منزل مأهول لعائلة من آل زعيتر في بلدة شعث، حيث قضى الجد والجدة وحفيداهما، فيما قُتلت عائلتان بأكملهما في منطقتي الكرك (قرب زحلة) وشعث، حيث لقي 10 أفراد من عائلة واحدة حتفهم في الكرك.

نص نداء وقف النار

جاء في نص الدعوة لوقف فوري للنار بين إسرائيل و«حزب الله» الذي صدر عن الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والسعودية والإمارات وقطر:

«لا يمكن تحمل الوضع القائم بين لبنان وإسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023، وهو يشكل خطراً غير مقبول يهدد بتصعيد إقليمي أوسع نطاقاً. وهذا لا يصب في مصلحة أي طرف، بل يضر بالشعبين الإسرائيلي واللبناني على حد سواء. لقد حان الوقت لإبرام تسوية دبلوماسية تمكّن المدنيين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان، ولكن الدبلوماسية لا يمكن أن تنجح في ظل تصعيد هذا الصراع. لذا ندعو إلى وقف إطلاق نار فوري لمدة 21 يوماً على طول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية حتى نتيح المجال لإبرام تسوية دبلوماسية تتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 1701 وتنفيذ القرار رقم 2735 بشأن وقف إطلاق النار في غزة. وندعو كل الأطراف، بما فيها الحكومتان الإسرائيلية واللبنانية، إلى تأييد وقف إطلاق النار المؤقت فوراً بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 1701 في خلال هذه الفترة وإعطاء فرصة حقيقية للتوصل إلى التسوية الدبلوماسية. ونحن على استعداد لدعم كل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إبرام اتفاق بين لبنان وإسرائيل في خلال هذه الفترة، والبناء على الجهود المبذولة على مدى الأشهر الماضية لإنهاء هذه الأزمة بشكل كامل». وكان الرئيسان الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون قالا في بيان مشترك منفصل، مساء الأربعاء، إنهما توصلا إلى اتفاق بشأن الدعوة إلى وقف إطلاق نار موقت يهدف لـ«إعطاء الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنب المزيد من التصعيد عبر الحدود». وذكر الرئيسان بعد مناقشات عاجلة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة «حان الوقت للتوصل إلى تسوية على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية تضمن السلامة والأمن لتمكين المدنيين من العودة إلى ديارهم، وندعو إلى تأييد واسع النطاق والدعم الفوري من حكومتي إسرائيل ولبنان».

مساعدات أميركية لإسرائيل بـ 8.7 مليار دولار

أعلنت إسرائيل، أمس، أنها حصلت على حزمة مساعدات أميركية بقيمة 8.7 مليار دولار لدعم جهودها الحربية الحالية.وتشمل الحزمة 3.5 مليار دولار مخصصة لمشتريات أساسية تتعلق بالمجهود الحربي، و5.2 مليار دولار مخصصة لأنظمة الدفاع الجوي بما في ذلك منظومة «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ ونظام ليزر متطور.

الحوثي يُهدد «بحراً» الأميركي والإسرائيلي

قال زعيم جماعة «أنصارالله» عبدالملك الحوثي، أمس، إن «البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن أصبحت منطقة محظورة تماماً على العدو الإسرائيلي والأميركي». وأعلن أن الحوثيين «نفذوا خلال هذا الأسبوع عمليات بـ39 صاروخاً بالستياً ومجنحاً ومسيرة»، مؤكداً «لن نتوانى في إسناد غزة ولبنان وحزب الله». وأوضح الحوثي، أن «الصاروخ فلسطين 2 إنجاز كبير ودخل الخدمة لصالح المرحلة الخامسة من التصعيد مساندة لغزة»....

«وول ستريت جورنال» تتحدّث عن اختلاف الآراء في صفوفه

رد «حزب الله» المحدود على إسرائيل يثير تساؤلات داخلية وإسرائيلية

- ليس من الواضح إلى أي مدى تسبّبت هجمات إسرائيل في تدمير أسلحة «حزب الله»

الراي....ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن الخلافات داخل «حزب الله» تتصاعد في شأن كيفية الرد على سلسلة الهجمات المدمرة التي تشنها إسرائيل على لبنان، وفقاً لما أكده أشخاص مطلعون على مناقشات الحزب. ونقلت الصحيفة عن الأشخاص المطلعين أن بعض الأعضاء يرون أن الحزب كان متحفظاً للغاية في شأن تصعيد الصراع، ويجادلون بأن الحزب يجب أن يرد الآن مستفيداً من تنامي حالة الغضب داخل صفوفه وبين السكان المحليين. وأشاروا إلى أن أعضاء في الحزب عبروا عن إحباطهم في محادثات مع مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني نتيجة عدم اتخاذ طهران أي خطوات لدعم حليفها اللبناني. وذكروا أيضاً أن قيادة الحزب تريد تجنب ما تراه فخاً نصبته إسرائيل، يتمثل في جعله يظهر وكأنه هو من بدأ حرباً إقليمية قد تستدرج إيران والولايات المتحدة. وبحسب الصحيفة، فإن القيادة تحاول إيجاد طريقة لإعادة بناء قوة الردع التي كان يمتلكها الحزب من دون الدخول في حرب شاملة مع إسرائيل. وكان «حزب الله» أطلق، الأربعاء، أول صاروخ بعيد المدى باتجاه تل أبيب، في أقوى رد له حتى الآن على سلسلة الهجمات الإسرائيلية. وبالتالي تشير الصحيفة إلى أن الحزب يجب الآن أن يتخذ قرارات مصيرية تتمثل بمواصلة استخدام أسلحته المتطورة ومهاجمة عمق إسرائيل ما قد يشعل فتيل حرب شاملة، أو التراجع والمخاطرة بتقويض سمعته داخلياً وخارجياً. من شأن الحرب الشاملة، كتلك التي خاضها الحزب ضد إسرائيل عام 2006، أن تكون مدمرة للبنان ما يزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية ويضعف الدعم الشعبي للحزب، وفقاً للصحيفة. وفي الإطار، تشير إلى أن عدم الرد بالمثل على الهجمات الأخيرة، قد يؤدي لتقويض قوة الردع التي بناها الحزب على مدى عقود، بمساعدة عسكرية ومالية كبيرة من إيران. وتقول المحللة الأمنية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والمتخصصة في شؤون حزب الله ريم ممتاز إن «هذه هي اللحظة الأكثر حسما لحزب الله منذ تأسيسه... ليس لدى الحزب خيارات جيدة». وليس من الواضح إلى أي مدى تسببت هجمات إسرائيل في تدمير أسلحة الحزب، فحتى وقت قريب، كان يمتلك نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، أي نحو 10 أضعاف العدد الذي كان بحوزته في 2006. ويؤكد الجيش الإسرائيلي ان الحزب أطلق 9000 قذيفة باتجاه إسرائيل منذ العام الماضي، وإن الضربات الأخيرة دمرت عشرات الآلاف من ذخائره. ومع ذلك من المرجح أن الحزب لا يزال يمتلك ترسانة ضخمة، بما في ذلك مئات الصواريخ البالستية الموجهة. لم يستخدم الحزب حتى الآن أسلحته الأكثر تقدماً، والتي يُقدر أن تشمل عشرات الآلاف من الصواريخ البالستية غير الموجهة بمدى يتراوح بين 128 إلى 290 كيلومتراً، ومئات من الصواريخ الموجهة بمدى يتراوح بين 240 - 480 كيلومتراً. وتنقل الصحيفة عن مسؤول في الحزب ان الضربات الإسرائيلية دمرت ذخائر أقل مقارنة بحرب 2006. ومع ذلك يقول بعض المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين الحاليين والسابقين، إنهم تفاجأوا بعدم رد الحزب بقوة أكبر. وتشير الصحيفة إلى أن السلطات المحلية، التي تلقت إحاطات من الجيش الإسرائيلي قبل أسابيع من أجل الاستعداد لاحتمال وقوع هجمات من الحزب، تتوقع بأنه سيطلق نحو 4000 صاروخ وقذيفة يومياً، وهي مستعدة لاحتمال وقوع آلاف الضحايا. وقال أحد المسؤولين إن الضربات التي استهدفت منصات إطلاق صواريخ «حزب الله» ربما ساعدت في تقليل حجم الرد، لكنه أضاف أن الجيش الإسرائيلي لا يعول على قدرته المستمرة على إحباط تلك المحاولات بشكل استباقي. أحد الردود المحتملة من قبل الحزب قد يكون إطلاق مئات الصواريخ غير الموجهة لإغراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية واستهداف مواقع غير عسكرية، بحسب الصحيفة. يعتقد الزميل البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن دانيال بايمن، أن «إسرائيل أعاقت القدرة العسكرية للحزب، على الأقل بشكل موقت، وجعلت من الصعب عليه الرد بشكل متماسك». ويضيف بايمن، الذي شارك في كتابة دراسة حديثة حول ترسانة حزب الله، أن «أحد التعقيدات هو أن الصواريخ الموجهة بعيدة المدى تكون أكثر وضوحاً أثناء إعدادها، مما قد يعرضها لهجمات إسرائيلية». ويتابع أن «هذا الخطر تضاعف أخيراً بسبب الهجمات الأخيرة التي أظهرت أن الحزب تعرض للاختراق بشكل كامل من قبل إسرائيل»، في إشارة منه لهجمات البيجر وأجهزة الاتصال التي أودت بحياة العشرات من عناصر الحزب وأصابت المئات منهم. وتوعدت إسرائيل، أمس، بمهاجمة الحزب بقوة حتى تحقيق «النصر»، وواصل جيشها شن غارات جوية مكثفة في مناطق لبنانية مختلفة، رد عليها الحزب بإطلاق صواريخ نحو مدينة حيفا، رغم مقترح دولي لهدنة مدتها 21 يوماً. ومنذ الاثنين، خلفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 600 شهيد في لبنان، بينهم العديد من المدنيين، وكذلك تسبب بنزوح أكثر من 90 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة. وأعلنت إسرائيل التي تخوض حرباً مع حركة «حماس» في قطاع غزة منذ قرابة عام، في منتصف سبتمبر الجاري، أنها تنقل «مركز ثقل» عملياتها شمالاً نحو الحدود اللبنانية، للسماح بعودة عشرات الآلاف من النازحين إلى المنطقة التي يهاجمها الحزب بشكل يومي منذ بدء النزاع في غزة في السابع من أكتوبر الماضي. وتزايدت كثافة القصف المتبادل بين إسرائيل والحزب عبر الحدود منذ تفجيرات دامية لأجهزة اتصال كان يستعملها عناصره في 17 و18 سبتمبر، في عملية خلفت عشرات القتلى وآلاف المصابين، وحمّل الحزب، إسرائيل مسؤولياتها. وتلت التفجيرات غارة إسرائيلية في 20 من سبتمبر على ضاحية بيروت الجنوبية أدت إلى مقتل 16 عنصراً من «حزب الله»، من بينهم قائد «قوة الرضوان» النخبوية إبراهيم عقيل.

حزب الله منقسم حول كيفية الرد على إسرائيل

الحزب قلق من حجم الاختراق الإسرائيلي ويحاول سد الثغرات

الجريدة....نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، في تقرير لها، عن «أشخاص مطلعين على مداولات حزب الله»، أن الحزب منقسم حول كيفية الرد على سلسلة الهجمات القاسية التي تلقاها أخيراً. وأشار التقرير، نقلاً عن مصادر، إلى أن هناك خلافات بين أعضاء حزب الله حول كيفية الرد على تفجير آلاف أجهزة الاتصال وموجة الاغتيالات بحق قياداته العسكرية، حيث يرى الأعضاء أن الحزب كان حذراً بشكل مفرط في تصعيد الصراع، ويعتقدون أنه على الحزب أن يرد الآن، مستفيداً من الغضب السائد بين صفوفه. ولفت إلى أن أعضاء من حزب الله أعربوا عن إحباطهم خلال محادثاتهم مع مسؤولي الحرس الثوري الإيراني، لأن طهران لم تتدخل لدعم حليفها اللبناني، لكن قيادة الحزب ترغب في تجنب ما تعتبره فخاً نصبته إسرائيل: أن يُنظر إلى الحزب على أنه بدأ حرباً إقليمية تجذب إيران والولايات المتحدة إلى الصراع، وتحاول القيادة إعادة بناء الردع دون الذهاب إلى حرب شاملة مع إسرائيل. وأضافت المصادر، أن قيادة حزب الله تعتقد أن إسرائيل مترددة في شن غزو بري، والذي سيكون أصعب تنفيذاً من الغارات الجوية، ومن المرجح أن يتسبَّب في خسائر كبيرة للإسرائيليين. ونقلت الصحيفة عن بعض المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين الحاليين والسابقين، أنهم فوجئوا من أن حزب الله لم يرد بقوة أكبر بعد الضربات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة. وقال دانيال بايمن، زميل أول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، والذي شارك في دراسة حديثة عن ترسانة حزب الله: «أعتقد أن إسرائيل عطَّلت القدرات العسكرية للحزب، على الأقل بشكل مؤقت، وجعلت من الصعب عليه الرد بشكل منسق». وهناك تعقيد آخر يتمثل في أن صواريخ حزب الله الدقيقة الأطول مدى تكون أكثر وضوحاً عند الإعداد للإطلاق، مما يُعرِّضها لضربات إسرائيلية محتملة، وفقاً لما قاله بايمن. وقد أظهرت الهجمات الأخيرة أن حزب الله مُخترق تماماً من قِبل إسرائيل. ووفق «وول ستريت جورنال»، فقد أعرب مسؤولو حزب الله عن قلقهم بشأن اختراق المخابرات الإسرائيلية منذ أن بدأوا قصف شمال إسرائيل في أكتوبر الماضي. وكان المسؤولون قلقين بشأن التسريبات والاختراق الإسرائيلي، وكانوا يحاولون سد الثغرات في التنظيم. وذكر آرام نيرغيزيان، زميل بارز غير مقيم في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومتخصص في الديناميات العسكرية بالشرق الأوسط: «المخاطر بالنسبة للحزب تكمن في أن استمرار الوضع الحالي، وكلما تمكَّن الإسرائيليون من تجنّب الدخول في حملة برية التي ستفيد حزب الله فقط، تزداد سرعة تآكل مصداقية الحزب واحتكاره لسياسة الأمن القومي وهيمنته السياسية الفعلية». وتقول ريم ممتاز، المحللة الأمنية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والمتخصصة في حزب الله: «هذه اللحظة الأكثر أهمية بالنسبة لحزب الله منذ تأسيسه. حزب الله لا يملك خيارات جيدة». فالدخول في حرب شاملة مثل تلك التي خاضها ضد إسرائيل عام 2006 ستكون على الأرجح مدمرة للبنان، مما سيزيد من أزمته الاقتصادية، ويفقد الحزب الدعم الشعبي بين السكان، وإذا لم يرد الحزب بالمثل على الهجمات الأخيرة، فقد يقوض الردع الذي بناه على مدى عقود ضد إسرائيل، بدعم عسكري ومالي كبير من إيران.

إسرائيل تعلن حصولها على حزمة مساعدات أميركية بقيمة 8.7 مليار دولار

الراي... قالت إسرائيل، اليوم الخميس، إنها حصلت على حزمة مساعدات حجمها 8.7 مليار دولار من الولايات المتحدة لدعم جهودها الحربية الحالية والحفاظ على تفوقها العسكري النوعي في المنطقة. تشمل الحزمة 3.5 مليار دولار مخصصة لمشتريات أساسية تتعلق بالمجهود الحربي تسلمتها إسرائيل بالفعل وخصصتها لمشتريات عسكرية مهمة، و5.2 مليار دولار مخصصة لأنظمة الدفاع الجوي بما في ذلك منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ ونظام ليزر متطور. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان إن إعلان المساعدة جاء بعد مفاوضات في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بين إيال زمير، المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، ومسؤولي دفاع أميركيين بينهم القائمة بأعمال وكيل وزارة الدفاع للسياسة أماندا دوري. وأضافت «هذا الاستثمار المهم سيعزز بشكل كبير أنظمة حيوية مثل القبة الحديدية ومقلاع داود مع دعم التطوير المستمر لمنظومة دفاع قوية تعمل بالليزر في مرحلة تطوير متقدمة»...

دول تحدث خطط إجلاء رعاياها من لبنان

الجريدة....دفع احتدام الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» في لبنان العديد من الدول إلى الإسراع بتحديث خطط الطوارئ لعمليات الإجلاء من المنطقة. ومن المرجح أن تصبح قبرص، عضو الاتحاد الأوروبي الأقرب إلى الشرق الأوسط، مركزاً رئيسياً لهذه العمليات لأنها تعاملت من قبل مع نحو 60 ألف شخص فروا من حرب الحزب وإسرائيل في 2006. وتستغرق الرحلة من بيروت إلى قبرص نحو عشر ساعات بالبحر أو 40 دقيقة بالطائرة. وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية اليوم، إن أنقرة تستعد لإجلاء محتمل لمواطنيها وأجانب من لبنان، متحدثاً عن «تخطيط واستعدادات أولية». وأعدت أستراليا خطط طوارئ قد تشمل الإجلاء بحراً لـ 15 ألفاً من مواطنيها في لبنان. وأشارت تقارير إلى أن كندا تعاقدت مع سفينة تجارية لنقل ألف شخص يومياً، وأمرت الولايات المتحدة بنشر سفن والعشرات من قواتها في قبرص للمساعدة في أي سيناريوهات بما يشمل إجلاء الأميركيين من لبنان.

إسرائيل تستعمل صاروخ «نينجا» لملاحقة عناصر «حزب الله» في لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط».. أدخلت إسرائيل سلاحاً جديداً لتنفيذ اغتيالات على الساحة اللبنانية، تمثل في صاروخ موجه يحمل شفرات حادة يعرف باسم صاروخ «نينجا»، بالتزامن مع محاولة اغتيال أخرى لقيادي في «حزب الله» بالضاحية الجنوبية لبيروت، بصواريخ تكتيكية. وأعلنت وزارة الصحة، مساء الخميس، أن مسيرة إسرائيلية شنّت غارة على سيارة في الكحالة على طريق بيروت - دمشق في جبل لبنان، أدّت إلى إصابة شخص بجروح. وقالت مصادر أمنية لبنانية إن المستهدف هو عنصر من عناصر «حزب الله»، وليس قيادياً، كان في السيارة إلى جانب عائلته. وتناقل لبنانيون مقطع فيديو يظهر شاباً مصاباً، بقدم شبه مقطوعة قرب سيارته، فيما لم يفد السكان عن سماع أصوات انفجارات. وقال مصدر أمني إن هذا الصاروخ يستخدم للمرة الأولى في لبنان، وهو صاروخ «إيه جي إم 114» المعروف باسم «صاروخ نينجا»، وهو عبارة عن شفرات وسيوف تطلق لحظة سقوط الصاروخ، ما يؤدي إلى إصابة المستهدف بجروح بليغة تؤدي إلى الوفاة وإلى بتر أعضاء. وقال إن هذا الصاروخ استخدمه الجيش الإسرائيلي في وقت سابق في أحد مستشفيات غزة. ويعرف عن صاروخ «إيه جي إم 114» أنه من الصواريخ التي لا تحتوي على متفجرات، بل مزود بشفرات حادة تنفتح عند الاصطدام بالهدف، ما يتسبب في إصابات بالغة للهدف دون إلحاق أضرار كبيرة بالمحيط. ويمكن للصاروخ اختراق السيارات والمباني أيضاً.

الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط مخطط إلكتروني لـ«حزب الله» لجمع معلومات استخباراتية

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الخميس)، عن اكتشافه حسابات مزيفة على الإنترنت استخدمتها عناصر تابعة لـ«حزب الله» اللبناني لجمع معلومات استخباراتية حول انتشار قوات الجيش الإسرائيلي من خلال التواصل مع الجنود، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على موقعها على الإنترنت (واي نت) عن الجيش قوله إنهم «أحياناً يعرّفون أنفسهم كأفراد في الجيش الإسرائيلي ويقومون بإجراء اتصالات ومراسلات شخصية مع جنود الجيش، بما في ذلك محادثات مسجلة معهم». ويأتي هذا الإعلان إثر دعوة دول عدّة، بينها الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً بين إسرائيل و«حزب الله»، بعد أن أثار التصعيد الأخير مخاوف من حرب شاملة في الشرق الأوسط. ومنذ الاثنين، خلّفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 600 قتيل في لبنان، بينهم كثير من المدنيين، بحسب أرقام وزارة الصحة اللبنانية.

قائد سلاح الجو الإسرائيلي: سنوقف أي نقل للأسلحة من إيران إلى «حزب الله»

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال قائد القوات الجوية الإسرائيلية، اليوم الخميس، إن سلاح الجو سيوقف أي نقل للأسلحة من إيران إلى جماعة «حزب الله» اللبنانية، ويستعد لدعم القوات خلال أي عمليات برية ضد الجماعة. وذكر الميجر جنرال تومر بار، قائد سلاح الجو الإسرائيلي: «في لبنان سنمنع أي احتمال لنقل الأسلحة إلى لبنان من إيران».

لبنان: 1540 قتيلاً منذ بدء التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل قبل نحو عام

القصف الإسرائيلي على لبنان تكثّف منذ «الاثنين»

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلنت السلطات اللبنانية، اليوم (الخميس)، أنها أحصت مقتل 1540 شخصاً منذ بدء التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل قبل نحو عام، على خلفية الحرب بين الدولة العبرية وحركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة. وبحسب مستند، نشرته وحدة إدارة مخاطر الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية، فقد قُتل 1540 شخصاً، 60 منهم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وأُصيب 5410 آخرون بجروح جراء «الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان» التي تكثّفت منذ «الاثنين». كانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت مقتل 558 شخصاً في غارات «الاثنين» فقط، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وكشف تقرير رسمي عن سقوط 60 قتيلاً و81 مصاباً، اليوم (الخميس)، في الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت كثيراً من المناطق في لبنان. ونشر منسق لجنة الطوارئ الحكومية، وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، ناصر ياسين، مساء اليوم، التقرير الصادر عن وحدة إدارة مخاطر الكوارث حيث سُجل «خلال اليوم نحو 115 اعتداء في مناطق مختلفة من لبنان». وأشار إلى أن الحكومة تنسق مع منظمات الأمم المتحدة «من أجل تأمين الخدمات الأساسية لإغاثة المنكوبين والنازحين في مراكز الإيواء حيث خصصت منظمات الأمم المتحدة حزمة مساعدات طارئة من صندوق لبنان الإنساني لدعم السكان الأكثر ضعفاً في البلاد». وتشنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية، منذ صباح الاثنين الماضي، سلسلة واسعة من الغارات لا تزال مستمرة حتى الساعة، استهدفت كثيراً من المناطق في جنوب لبنان والبقاع، شرق لبنان، والضاحية الجنوبية لبيروت وجبل لبنان. وأسفرت عن سقوط مئات من القتلى والجرحى، كما أسفرت عن موجة نزوح كثيفة من المناطق المستهدفة.

هل يفضي التلازم بين جبهتي جنوب لبنان وغزة إلى هدنة؟..

إيران تظهر سياسة الانفتاح باعتمادها الدبلوماسية الناعمة

هل تنجح الوساطة الأميركية الفرنسية في التوصل إلى هدنة مؤقتة تمهيداً لوقف دائم للقتال في غزة وجنوب لبنان؟

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.... يبقى مصير الهدنة المؤقتة، ومدتها ثلاثة أسابيع عالقاً على تجاوب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مع الجهود الدولية التي تتصدرها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وتلقى دعماً بلا شروط من غالبية رؤساء وقادة الدول المشاركين في الدورة العادية للأمم المتحدة، على أن تشكل حافزاً للبحث في تطويرها بإيجاد الصيغ السياسية على جبهتي الجنوب وغزة، لتحويلها إلى وقف مستدام لإطلاق النار، وقطع الطريق على إصرار تل أبيب، من خلال اجتياحها الجوي للعدد الأكبر من البلدات الجنوبية والبقاعية، على استدراج «حزب الله» لتوسيع الحرب التي يمكن أن تتمدّد تلقائياً إلى الإقليم. فنتنياهو، بانتقاله إلى نيويورك، لا يزال يمعن في تدميره الممنهج والمدروس لهذا العدد الكبير من البلدات الجنوبية والبقاعية، ما أدى إلى استشهاد العشرات وجرح المئات من المدنيين، وتفريغ معظمها من سكانها تحت ذريعة ضرب البنى العسكرية لـ«حزب الله»، لفرض شروطه في أي تسوية، على قاعدة تغيير الوضع الميداني على الأرض، بما يسمح له بإعادة النازحين إلى الشمال الإسرائيلي، رغم أنه لا إمكانية لعودتهم إلا بالتوصل لوقف النار على جانبي الحدود بين البلدين، وهذا ما أكدته له واشنطن في أكثر من مناسبة.

استجابة لبنانية

في المقابل، فإن لبنان، بلسان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وبدعم من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بالإنابة عن حليفه «حزب الله»، لم يتردد في الاستجابة للنداء الصادر عن الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، بالتوصل لهدنة مؤقتة تحظى بتأييد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. ويُفترض أن تؤدي الهدنة المؤقتة على جبهة الجنوب وامتداداً لغزة، إلى إطلاق المفاوضات للتوصل إلى وقف مستدام للنار، يُدعّم باتفاقين سياسيين يتم التوافق عليهما ويشمل الجبهتين في آن معاً وبشكل متلازم، يُسقط ذريعة «حزب الله» بالربط بينهما، ويعفيه من إحراجه أمام بيئته، طالما أن وقف النار تزامن مع مثيله على الجبهة الغزاوية. ومن الطبيعي، في حال التوصل إلى هدنة، أن يتولى بري معاودة التفاوض مع الوسيط الأميركي أموس هوكستين لاستكمال ما كان بدأه معه، فيما يأخذ الثلاثي الأميركي - المصري - القطري على عاتقه رعاية المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و«حماس» للتوصل لاتفاق سياسي يسمح بتحويل الهدنة إلى وقف للنار في غزة.

تلازم بين الجنوب وغزة لتفادي إحراج الحزب

وفي هذا السياق، تقول مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط» إن تفويض بري بالتفاوض مع هوكستين سيؤدي للتوصل إلى اتفاق سياسي يوقف النار جنوباً، على قاعدة خفض التصعيد، كمدخل للتفاهم على آلية لتطبيق القرار 1701 على جانبي الحدود بين البلدين، وتؤكد أن التلازم في الوصول لاتفاق سياسي يشمل الجنوب وغزة يُفترض أن يطبق بضغط أميركي، وبكفالة مباشرة من واشنطن، ما يسمح بعدم إحراج «حزب الله» أمام جمهوره بذريعة تراجعه عن الربط بين الجبهتين الذي لم يعد من مبرر له. وتكشف المصادر أن إيران ليست بعيدة عن الأجواء التي أملت على بايدن وماكرون التوجه بندائهما المشترك للتوصل إلى هدنة جنوباً، وتقول إن مشاركة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في أعمال الأمم المتحدة أتاحت للفريق الرئاسي المرافق له التواصل مع نظيره الأميركي على قاعدة استبعادهما لتوسعة الحرب التي تستدعي منهما القيام بما يلزم لاستيعاب التوتر جنوباً وإعادة الهدوء إليه بتطبيق القرار 1701، على أن تراعي الأمم المتحدة التوازن في تطبيقه. وتلفت المصادر إلى أن ميقاتي لم يقرر عودته عن عدوله السفر إلى نيويورك إلا بعد استمزاج رأي بري و«حزب الله» فور تلقيه الضوء الأخضر من ماكرون بضرورة حضوره ليشارك شخصياً في الجهود الدولية للتوصل إلى هدنة في جنوب لبنان، على أن تتمدد تلقائياً نحو غزة، وتؤكد أن القيادة الإيرانية لم تنقطع عن التواصل مع قيادة «حزب الله» للتشاور بكل ما يتعلق بطبيعة المرحلة السياسية في اليوم التالي للهدنة المؤقتة.

إيران راغبة في العودة إلى النظام العالمي

وترى أن المواقف الصادرة عن إيران، خصوصاً تلك التي أدلى بها بزشكيان من منبر الأمم المتحدة، ومعه عدد من مستشاريه، تأتي في سياق رغبته بعودة انتظام إيران في النظام العالمي، وتقول إنها شاركت في إيجاد المخرج المؤدي للتوصل إلى هدنة لتفادي إحراج «حزب الله» بموافقتها على صيغة سياسية مركّبة تقوم على مبدأ التلازم في تطبيقها بين جبهتي الجنوب وغزة. كما تؤكد أن إيران، بالتزامها عدم توسيع الحرب منذ انخراط «حزب الله» بمساندة «حماس»، أرادت تمرير رسالة إلى المجتمع الدولي تقول فيها إنها مستعدة لأن تكون شريكة في المساعي الدولية للتهدئة والعمل لوقف العدوان على غزة، ما يعني أنها قررت الدخول في مرحلة التحول في تعاطيها مع الملفات الشائكة في المنطقة باتباعها الدبلوماسية الناعمة مع دول الجوار والغرب، بدلاً من تلك الساخنة التي تحكمت بمواقفها منذ سنوات طويلة وأقحمتها في اشتباكات سياسية لا تعد ولا تحصى، وبالتالي، فهي تطمح للبحث عن حلول للقضايا الشائكة، وحرصت على تقديم موقفها المستجد بلسان رئيسها الذي أبدى مرونة وواقعية في التعاون بحثاً عن مخارج لإعادة الهدوء للجنوب، تأكيداً لرغبته بفتح صفحة جديدة في تعامله مع المجتمع الدولي. فهل يصمد على موقفه؟ أم أن الكلمة الفصل متروكة لـ«الحرس الثوري»؟ ...... ويبقى السؤال: هل يتصاعد الدخان الأبيض من نيويورك لبدء سريان مفعول الهدنة كإطار عام للبحث عن وقف النار في جنوب لبنان وغزة على حد سواء؟ أم أن تنفيذه في حال صدوره سيبقى عالقاً أمام استعصاء نتنياهو على قرار أممي يحظى بإجماع دولي؟ وبذلك تكون طهران تفادت استدراجها للصدام مع واشنطن، استجابة لمخطط حليفها نتنياهو الذي يتسبب لها بالإحراج ما لم يتجاوب مع طلبها بالتوصل إلى هدنة.

إسرائيل تمضي في حرب أمنية وعسكرية وتتوعد باستهداف تشكيلات «حزب الله»

استهداف رابع داخل «الضاحية» منذ مطلع الأسبوع

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا.. تمضي إسرائيل على خطين متوازيين في حربها على لبنان؛ هما الضربات العسكرية، وتلك الأمنية، وأدخلت إليهما عنصراً إضافياً الخميس، تمثل في قصف المعابر الحدودية مع سوريا في شمال شرقي لبنان، وهي منطقة تقول إسرائيل إنها خط إمداد لـ«حزب الله» نحو لبنان. وتصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي على لبنان بعد ساعات من رفض تل أبيب، الخميس، مقترح هدنة مع «حزب الله» طرحته دول عدة؛ أبرزها الولايات المتحدة، متوعدة بمهاجمته حتى «النصر»، فيما ردّ «الحزب» بإطلاق صواريخ نحو شمال إسرائيل. ونفى مكتب رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تقارير بشأن إصداره أوامر بتهدئة الهجمات في لبنان. وأعلن نتنياهو أنه «أصدر تعليمات للجيش بمواصلة القتال بكامل قوته»، مشيراً إلى أنه لم يقدّم أي رد على الاقتراح الأميركي - الفرنسي لوقف إطلاق النار. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، «أننا سنعمّق محنة (حزب الله)، وسنواصل استهداف تشكيلات (الحزب) وقدراته العسكرية، ولا تزال هناك مهام إضافية يجب إنجازها في الجبهة الشمالية». وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن وزير الدفاع صدّق على مواصلة العمليات الهجومية في الجبهة الشمالية.

حرب أمنية متواصلة

وفي إطار الحرب الأمنية، أكد الجيش الإسرائيلي، الخميس، شن «ضربات دقيقة» على الضاحية الجنوبية لبيروت، وأفاد مصدر مقرّب من «الحزب» «وكالة الصحافة الفرنسية»، بأن إسرائيل استهدفت قائد «وحدة المسيّرات» في «الحزب»، محمد سرور الملقّب «أبو صالح»، من دون أن يتّضح مصيره. ووفق المصدر، فإن سرور يحمل شهادة في الرياضيات، وتجاوز دوره في «حزب الله» الأراضيَ اللبنانية. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية في لبنان، بأن 3 صواريخ استهدفت «شقة سكنية في مبنى من 10 طبقات في حي القائم» وهو حي مكتظ وسط الضاحية. وأفادت تقارير إسرائيلية بأن قائد «الوحدة الجوية» في «حزب الله»، الذي استهدفته إسرائيل، كان مسؤولاً عن 3 مجالات رئيسية: «الطائرات المسيّرة»، و«الصواريخ الموجهة»، و«الصواريخ (أرض - جو)» التابعة للدفاعات الجوية لـ«الحزب»، والتي تستخدم للتصدي لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي. وهذا الهجوم الإسرائيلي هو الرابع من نوعه خلال أسبوع على هذه المنطقة التي تعدّ معقلاً لـ«الحزب» المدعوم من إيران. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن إسرائيل «تواصل سلسلة العمليات لاغتيال عناصر (حزب الله)، وتفكيك التشكيلات الهجومية، وتدمير الصواريخ والقذائف. لدينا مهام إضافية يجب إنجازها من أجل السماح بعودة سكان الشمال إلى منازلهم. سنواصل إخراج (حزب الله) عن توازنه وتعميق معاناته».

تصعيد عسكري

وبعد نحو 18 ساعة من عدم تسجيل هجمات صاروخية من لبنان على مواقع إسرائيلية، نفذ «حزب الله»، ظهر الخميس، هجوماً على منطقة عكا وخليج حيفا، كما استهدف «حزب الله» مستوطنة كريات شمونة بِصَلْيَة من صواريخ «فلق2». وقال في بيانات متتالية إنه نفذ، بعد الظهر، 7 عمليات عسكرية، كما تصدى لطائرات حربية إسرائيلية فوق منطقة عدلون. وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيانين، أنه رصد إطلاق نحو 85 صاروخاً، الخميس، من لبنان، تمكّن من «اعتراض بعضها». وأعلن «حزب الله» أنه قصف مجمعات صناعات عسكرية تابعة لشركة «رفاييل» شمال مدينة حيفا «بِصَلْيَاتٍ من الصواريخ». كما أعلن قصف مستوطنة كريات موتسكين، وكذلك كريات شمونة «بصليات من صواريخ (فلق2)». وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق نحو 40 صاروخاً من لبنان خلال دقيقتين بعد ظهر الخميس، بعد انطلاق صفارات الإنذار في منطقة الجليل، مضيفاً أنه جرى اعتراض عدد منها. ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي موجة كثيفة من الغارات في البقاع والهرمل والجنوب، مخلفاً أضراراً جسيمة في الممتلكات والأرواح. وشملت الغارات 3 محافظات لبنانية، هي: الجنوب، والنبطية، وبعلبك الهرمل. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى مهاجمة نحو 75 هدفاً في لبنان. واستهدفت الغارات في الجنوب أكثر من 50 قرية وبلدة، أما في البقاع، فقد نفذ الطيران الإسرائيلي عشرات الغارات، وقد أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى؛ بينهم 23 سورياً في بلدة يونين كانوا يهمون بالمغادرة إلى سوريا. ووُصفت ليلة الأربعاء - الخميس بأنها الأعنف، وبلغ عدد القتلى في البقاع خلال 4 أيام، نحو 155 قتيلاً، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 520.

إسرائيل تستهدف المناطق المسيحية وتثير مخاوف فعالياتها

«حزب الله» ينفي وجود أي نشاط عسكري له بالمنطقة

الشرق الاوسط...بيروت: حنان مرهج ويوسف دياب... حملت الغارات الإسرائيلية على بلدات في منطقتي كسروان وجبيل، ذات الأغلبية المسيحية ومعقل الطائفة المارونية، عاصفة أسئلة عمّا إذا كانت المناطق المسيحية دخلت ضمن «بنك الأهداف» الإسرائيلية، ما يعني أنه لم تبق أي بقعة لبنانية خارج الاستهداف. ورغم أن المعيصرة هي من البلدات الشيعية القليلة جداً الواقعة ضمن قضاء كسروان، فإن العملية أثارت مخاوف الأوساط المسيحية من إمكان تحويل القرى الشيعية في كسروان وجبيل إلى معاقل لمقاتلي وكوادر «حزب الله» أو تحتوي على مستودعات للأسلحة والصواريخ، بعد أن كانت مثالاً للعيش المشترك، وهو ما ينفيه الحزب الذي يؤكد أن لا أهداف عسكرية في المنطقة، وأن إسرائيل «تحاول إيجاد شرخ على مستوى التضامن الوطني، للضغط على المقاومة في ساحة الميدان». وأسفرت غارة إسرائيلية على بلدة المعيصرة، الأربعاء، عن سقوط عدد من السكان والنازحين إليها. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر أمني لبناني، أن الغارة على المعيصرة التي يقطنها غالبية شيعية «استهدفت منزلاً، وأدت إلى تدميره بشكل كامل». وتوقّف مصدر سياسي معارض من أبناء كسروان، عند أبعاد العملية الإسرائيلية، وأشار إلى أن المعيصرة، وهي بلدة شيعية في قضاء كسروان بجبل لبنان، «تحتل مكانة خاصّة؛ إذ إنها تحتوي على مدرسة فرنسيّة، وتحظى باهتمام السفارة الفرنسية، وزيارات متتالية من السفير الفرنسي إليها». وأشار المصدر، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «العملية شكّل صدمة لبلدات كسروان ومرجعياتها السياسية»، مشيراً إلى أن العملية «ولّدت قلقاً مسيحياً من أن يكون الحزب بدأ يستثمر عسكرياً في هذه المناطق، ويحوّلها ملاذاً آمناً لقادته الذين تتعقبهم إسرائيل في الجنوب والضاحية والبقاع». وقال مسؤول جهاز الإعلام والتواصل في حزب «القوات» اللبنانية شارل جبور: «للأسف، ما حذرنا منه مراراً وتكراراً لعدم الوصول إلى الحرب الشاملة لم تلق آذاناً مصغية، وها قد وقعنا في هذه الحرب». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «كل لبنان بات معرضاً للقصف»، مشيراً إلى أن «الحرب لا تميّز بين مواطن وآخر، وبات واضحاً أن أي مكان يوجد فيه أي مركز أو مسؤول لـ(حزب الله) سيتعرض للضرب، ما يعني أنه لن تبقى منطقة آمنة في لبنان».

سعيد

وتأتي الغارة، بعد أيام قليلة على غارتين إسرائيليتين استهدفتا بلدتي قرطبا واهمج في جرود قضاء جبيل، المحاذي لقضاء كسروان، وأوضح النائب فارس سعيد ابن قرطبا، أن «الصواريخ التي أطلقت على قرطبا واهمج تفيد بأنه لن تبقى بلدة آمنة في لبنان». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الرسالة الإسرائيلية من الغارات على جبيل وكسروان تقول لمسؤولي (حزب الله): حتى لو أتيتم من الجنوب والبقاع لن تكونوا في مأمن من الاغتيال». وتابع: «ما نخشاه أن تتحول منطقتا جبيل وكسروان إلى مناطق عسكرية مدرجة ضمن بنك الأهداف الإسرائيلية، وأن هذه المناطق السياسية بامتياز قد تتحول إلى منطقة عسكرية». اللافت أن البلدات ذات الغالبية الشيعية الواقعة في قضاء جبيل، بدأت تتحوّل بعد عام 2000 إلى بيئة تابعة لـ«حزب الله»، بالنظر لكونها تقع ضمن سلسلة جغرافية تمتدّ من أعالي منطقة البقاع الغربي إلى ساحل منطقة جبيل (جبل لبنان)، حسبما يقول سعيد، لافتاً إلى أن «هذه السلسلة المترابطة تبدأ من بلدة حدث بعلبك (البقاع) وتمرّ عبر جرود العاقورة ومنها إلى بلدات أفقا، لاسا، علمات، حجولا، وصولاً إلى الساحل في عمشيت». ودعا سعيد أبناء كسروان وجبيل المسيحيين والشيعة، إلى «تحييد هذه المنطقة عن الحرب الشاملة»، وقال: «على (حزب الله) أن يبعدها عن التوتر؛ لأنه إذا طارت هذه المنطقة طار جبل لبنان». وقال سعيد: «من حقنا كجبيليين أن يقوم (حزب الله)، ومن أجل طمأنة أهل المنطقة، بتأكيد أن هذه المنطقة خالية من المخازن وغير عسكرية، وليست مكاناً لاستقطاب أو لاستقبال بعض القيادات العسكرية التي تستهدفها إسرائيل». وقال: «نريد أن تبقى هذه المنطقة منطقة سالمة زراعية تعيش بأفضل صور الوئام والعيش المشترك، أما أن تتحوّل هذه المنطقة إلى منطقة عسكريّة وأن تضرب مصالح كل الناس وجميع اللبنانيين الموجودين في منطقة جبيل كسروان لأن هناك قراراً سياسيّاً بجعل هذه المنطقة منطقة عسكرية، فهذا أمر مرفوض». وطالب سعيد ممثل كتلة «حزب الله» البرلمانية في جبيل النائب رائد برو بأن «يضع نفسه أمام أهالي المنطقة، وأن يطمئن الجبيليين بأن هذه المنطقة خالية من أي سلاح أو أي تحرك عسكري، ولا وجود لمخازن يتم استهدافها».

برو

وطمأن النائب رائد برو «كل أهل جبيل وكسروان أن لا وجود لأهداف مدنيّة عسكرية في هذه المنطقة»، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أننا أكدنا هذا الأمر، فإن بعض الإعلام والهجمة الإعلاميّة أقوى من كل المشاهد الموجودة والحقائق التي نظهرها». ورأى برو أن «هدف الإسرائيليين الأول يتمثل في إيجاد وسيلة شرخ على مستوى التضامن الوطني، للضغط على المقاومة في ساحة الميدان، فذهب لمساحة فيها نازحون لأنها آمنة. نحن كمقاومة نعدّها كذلك». وأضاف: «حرصنا يوم استهداف المعيصرة على أن ينقل الإعلام المشاهد في أثناء إزالة الركام في المعيصرة، وتبين تحت عدسة التلفزيونات أن لا وجود سوى للأطفال وللمدنيين». وتابع: «في راس اسطا تم قصف بستان. وهذا الأمر واضح جداً أن قرارنا أن تبقى هذه المنطقة آمنة، وأردنا تجنيبها أي أهداف عسكرية ومدنية، حتى ببعض المظاهر نحن حريصون عليها».

وجود مدني

ويتكرر نفي وجود أسلحة في جبيل على لسان مسؤول منطقة جبيل وكسروان في الحزب الشيخ حسين شمص؛ إذ أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «لا وجود لأي نشاط عسكري في قضاء كسروان وجبيل»، مشيراً إلى أن نشاط الحزب في المنطقة «هو اجتماعي تربوي إنمائي وسياسي فقط، وهناك من يمثلنا في المجلس النيابي». وشدد على أن إسرائيل «استهدفت المدنيين في جبيل وكسروان بعكس ما تدّعي»، مشيراً إلى أن «الحديث عن نشاط عسكري ومخازن وأنفاق هي لغايات سياسية فقط». ورأى أن «الرسالة الوحيدة من الإسرائيليين هي رسالة الفتنة وتقليب البيئة في هذه المنطقة على المقاومة، وتحريض الناس على المقاومة، لذلك الضربة على جبيل وكسروان تهدف لقيام شرخ بين الإخوة في هذه المنطقة».



السابق

أخبار لبنان..مقترح فرنسي أميركي لوقف النار بين إسرائيل وحزب الله.. هذه تفاصيله..كان مسؤولا عن صواريخ الحوثي..تفاصيل عن محمد سرور الذي اغتالته إسرائيل..سيناريو الخداع الإسرائيلي يمهِّد للغزو البرِّي..كلام أميركي - إسرائيلي: ماكرون يعمل مجدّداً على إنقاذ حزب الله..العدو يطلق معركة «اجتثاث المقاومة وناسها»..لبنانيون خائفون من الحرب..«لم نعد نتحمّل ولا أفق للمستقبل»..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..السعودية تعلن عن تحالف دولي لإقامة الدولة الفلسطينية..من نوع أرض- أرض.. إسرائيل تعترض صاروخا أطلق من اليمن..إسرائيل تُطالب بضغوط أميركية لمنع انضمام إيران للحرب مع «حزب الله»..الاحتلال يواصل مجازره بحق النازحين..100 في المئة..نسبة الفقر في غزة..«حماس» تنفي الاتفاق مع «فتح» على قيام السلطة الفلسطينية بإدارة غزة «مدنياً»..هل بات لـ«حماس» قدرات تمكّنها من مساندة «حزب الله»؟..دعم خليجي - أميركي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة..كيف أثرت حرب لبنان على جهود التهدئة في غزة؟..

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,516,234

عدد الزوار: 7,759,828

المتواجدون الآن: 0