أخبار لبنان..الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان 5 مبان في ضاحية بيروت الجنوبية إخلاءها فورا..ستة قتلى بغارة إسرائيلية على مقر لهيئة إسعاف لحزب الله في قلب بيروت..المرصد: مقتل صهر حسن نصرالله في الغارة الإسرائيلية على دمشق..الركام والدخان يخنقان الضاحية: لا أثر لمعالم إنسانية تحت الأنقاض..ميقاتي بعد لقائه برّي وجنبلاط «لتطبيق القرار 1701 وإرسال الجيش إلى الجنوب»..مواجهات «حزب الله» والجيش الإسرائيلي تنتقل إلى «الالتحام المباشر»..
الخميس 3 تشرين الأول 2024 - 3:38 ص 437 0 محلية |
الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان 5 مبان في ضاحية بيروت الجنوبية إخلاءها فورا..
الراي.. دعا الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الخميس سكّان خمسة مبان تقع في الضاحية الجنوبية لبيروت وأولئك المقيمين قربها إخلاء مساكنهم «فورا» حفاظا على "سلامتهم. وفي رسالة نشرها على منصة «إكس» وأرفقها برسوم بيانية تحدّد موقع المباني المعنيّة، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي «إنذار عاجل إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديدا المتواجدين في المباني الخمسة المحدّدة في الخرائط المرفقة في الأحياء التالية: حارة حريك، برج البراجنة وحدث غرب: أنتم متواجدون بالقرب من منشآت خطيرة تابعة لحزب الله. من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم نطالبكم بإخلاء هذه المباني فورا والابتعاد عنها لمسافة لا تقلّ عن 500 متر»....
ستة قتلى بغارة إسرائيلية على مقر لهيئة إسعاف لحزب الله في قلب بيروت
دبي - العربية.نت.. قتل ستة اشخاص، وفق وزارة الصحة اللبنانية، في غارة إسرائيلية استهدفت ليل الأربعاء-الخميس مقرا لهيئة إسعاف تابعة لحزب الله في قلب بيروت وأعقبت سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية، على ما أفاد مصدر مقرب من الحزب وكالة فرانس برس. وقال المصدر "استهدفت غارة إسرائيلية مقرا للهيئة الصحية الاسلامية التابعة لحزب الله" في محلة الباشورة في بيروت، في ضربة هي الأقرب إلى وسط بيروت منذ بدء التصعيد.
مقتل ستة
وأسفرت الغارة وفق وزارة الصحة عن "مقتل ستة اشخاص وإصابة 7 آخرين" بجروح. ويقع المقر المستهدف في حي سكني مكتظ على مشارف وسط بيروت التجاري حيث مقر رئاسة الحكومة. وأحدثت الغارة دويا قويا في المنطقة التي هرع إليها عدد من سيارات الإسعاف، بحسب ما أفاد مراسلو فرانس برس في العاصمة اللبنانية. وأعقبت هذه الغارة سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الأربعاء، في ثالث استهداف لهذا المعقل الأساسي لحزب الله في أقلّ من 24 ساعة. ولم ترد على الفور معلومات عن سقوط ضحايا في هذه الغارات.
إخلاء 5 مبان
في موازاة ذلك دعا الجيش الإسرائيلي فجر الخميس سكّان خمسة مبان تقع في الضاحية الجنوبية لبيروت وأولئك المقيمين قربها إخلاء مساكنهم "فورا" حفاظا على "سلامتهم وفي رسالة نشرها على منصة "إكس" وأرفقها برسوم بيانية تحدّد موقع المباني المعنيّة، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي "إنذار عاجل إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديدا المتواجدين في المباني الخمسة المحدّدة في الخرائط المرفقة في الأحياء التالية: حارة حريك، برج البراجنة وحدث غرب: أنتم متواجدون بالقرب من منشآت خطيرة تابعة لحزب الله (...) من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم نطالبكم بإخلاء هذه المباني فورا والابتعاد عنها لمسافة لا تقلّ عن 500 متر".
17 غارة ليل الثلاثاء
يشار إلى أن 17 غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الثلاثاء، وذلك مع إعلان الجيش الاسرائيلي أنه يشن غارات جوية على أهداف تابعة لحزب الله في المنطقة. وعاد عناصر من الجيش اللبناني صباح الأربعاء إلى نقاط عسكرية عند مداخل الضاحية الجنوبية، التي تعتبر أبرز معاقل حزب الله في لبنان، كانت أخليت الجمعة حين قتلت إسرائيل بسلسلة غارات جوية الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وآخرين.
فرار الآلاف
فيما فر الآلاف من سكان الضاحية منذ ذلك اليوم، منهم من لجأ إلى مراكز إيواء في بيروت أو إلى شقق مستأجرة أو لدى أقارب في مناطق أخرى، بينما لم يجد آخرون ملاذاً سوى الشارع. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف "منشآت" أو "مصالح" لحزب الله، ويطالب إجمالاً سكان الأحياء التي سيقصفها بإخلائها قبل تنفيذ الغارات. يذكر ان 46 قتيلا و85 جريحا سقوطوا جراء الضربات الإسرائيلية على لبنان خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
المرصد: مقتل صهر حسن نصرالله في الغارة الإسرائيلية على دمشق..
فرنس برس... قُتل صهر الأمين العام الراحل لحزب الله حسن نصرالله في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مبنى في دمشق في وقت سابق الأربعاء، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر المرصد أنّ الغارة التي استهدفت مبنى في منطقة المزة في دمشق خلّفت ثلاثة قتلى "بينهم لبنانيان أحدهما حسن جعفر قصير وهو صهر حسن نصر الله" الأمين العام للحزب اللبناني، والذي اغتالته إسرائيل الجمعة الماضية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وهو ما أكّده مصدر مقرب لحزب الله لوكالة برس، مشيرا إلى أنه شقيق لقيادي في الحزب قتل الثلاثاء في غارة إسرائيلية قرب الضاحية الجنوبية.. والثلاثاء، قُتل ستة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين في ضربات اسرائيلية استهدفت دمشق ومحيطها، كما أفاد المرصد وسط خشية من توسّع نطاق الضربات الإسرائيلية في البلاد. وأفاد المرصد عن مقتل "ثلاثة مدنيين بينهم إعلامية" بالإضافة إلى ثلاثة مقاتلين من فصائل موالية لإيران في ضربات استهدفت سيارتين في منطقة المزة في دمشق، إضافة إلى "بطاريات دفاع جوي في مطارها ومحيط منطقة الكسوة جنوب غرب" العاصمة. وفي وقت لاحق الثلاثاء، نددت وزارة الخارجية السورية في بيان "بالعدوان الإسرائيلي الوحشي على المدنيين والانتهاكات المتكررة (...) لسيادة سوريا ودول المنطقة". وجدّدت "دعوتها للعالم لوضع حد لهذا التفلّت الإسرائيلي الذي يشعل المنطقة برمتها ويهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي". ومنذ بدء النزاع في سوريا العام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في هذا البلد، مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله. وكثّفت اسرائيل في الأيام الاخيرة وتيرة استهدافها لنقاط قرب المعابر الحدودية التي تربط سوريا ولبنان، والتي قطعها خلال الأسبوع الأخير عشرات الآلاف هربا من الغارات الإسرائيلية الكثيفة على لبنان. ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
الركام والدخان يخنقان الضاحية: لا أثر لمعالم إنسانية تحت الأنقاض
خريطة الاستهدافات توسَّعت... و«حزب الله» يعِد بإعادة إعمار
الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا... فوجئت سارة بحجم الدمار الذي أحيط بمنزلها، لحظة وصولها إلى مبنى كانت تقيم فيه في الضاحية. «هذه السيارة كيف وصلت إلى هنا؟»، تسأل، في إشارة إلى سيارة منقلبة ومهشمة تستقر على موقف السيارات الفرعي في عمارتها، ليتبين لاحقاً أن هذه السيارة «طارت جراء عصف الانفجار من موقف سفلي في مبنى ملاصق تعرض للاستهداف فجر الأربعاء». والصدمة التي عبّرت عنها خلال تفقدها دماراً هائلاً يحيط بمنزلها، تمثل جزءاً من ذهول عبَّر عنه عشرات الصحافيين ومراسلي القنوات الأجنبية، لدى معاينتهم بعض مواقع الاستهداف الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية، خلال جولة مفتوحة نظمها «حزب الله»، وشارك فيها نحو 200 صحافي ومصوّر وممثل وسيلة إعلامية.
خريطة الاستهدافات
تختلف الحرب بامتداداتها اليوم، عما كانت عليه في حرب يوليو (تموز) 2006. كان الدمار في ذلك الوقت شبه مقتصر على منطقة حارة حريك، حيث كان يوجد ما يُعرف بـ«المربع الأمني» لـ«حزب الله»، وقد سوّته إسرائيل بالأرض تماماً. أما الآن، فإن خريطة الاستهدافات توسَّعت إلى رقع أكثر اتساعاً. تبدأ الاستهدافات المتفرقة من تخوم مدخل الضاحية الشمالي في حي الأميركان وبئر العبد وطريق صيدا القديمة، وتصل إلى مداخل الضاحية من جهة الجنوب في الشويفات، مروراً بالعمق في الرويس وحارة حريك، والأطراف الشرقية في الجاموس والسان تيريز. كبرت الضاحية كثيراً خلال 18 عاماً، وتوسعت معها أهداف إسرائيل فيها، مما لا يبقي منطقة آمنة فيها.
تغيير معالم الضاحية
من منطقة بئر العبد، بدأت الجولة الإعلامية، حيث سوّت غارة إسرائيلية مبنى قناة «الصراط» التلفزيونية بالأرض. القناة دينية، ولا تنشر محتوى سياسياً. على أنقاض المبنى، ردّ مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف، على الاتهامات الإسرائيلية بأن المباني تُستخدم لأغراض عسكرية. قال إن «الأبنية التي استهدفها العدو الإسرائيلي، مدنية، وهدف إسرائيل التدمير وتغيير معالم الضاحية». وقال عفيف إن إسرائيل «تسعى لتحريض بيئة الحزب عليه»، لكنه أكد أن البيئة تلتف حوله. وقال إن الحزب «سيعيدها أجمل مما كانت»، في إشارة إلى العبارة التي أطلقها أمين عام الحزب حسن نصر الله بُعيد حرب يوليو (تموز) 2006، حين أعلن عن مشروع إعادة إعمار الضاحية الجنوبية التي دُمّرت بفعل الحرب.
تدمير مربعات سكانية
لم تخرج المنطقة من صدمتها جراء «التدمير الهائل» الذي قضى على المعالم الإنسانية، كما الحضرية والمدنية. يحاول الواقف فوق الدمار البحث عما يشير إلى أن سكاناً هنا كانوا موجودين. لكنه لا يجد. محت الانفجارات معالم الحياة. لا أثر لأثاث المنازل، ولا صور معلقة على جدران أو كتب أو قصاصات ورق تلوح بين الركام. لا زجاج وأواني منزلية حتى! الحياة هنا، كأنها لم تكن. أفرغت التهديدات المنطقة من سكانها، فيما مسحت الغارات حيوات أشخاص وذكرياتهم ومعالم حياة امتدت لسنوات طويلة. عَبَرَ الصحافيون بين دخان لا يزال يتصاعد من ركام مبانٍ دُمرت قبل ساعات قليلة، ومن بينها مبنى في «حي الأميركان»، أحد أرقى الأحياء في الضاحية، ويقع على مدخلها الشمالي. الدخان كثيف، أشبه بسحابة ضبابية. رائحة الحريق تتسلل من بين الحجارة المطحونة، والأسقف المنهارة التي شملت أيضاً أسقف مواقف السيارات السفلية في المبنى. تقول سارة التي حضرت إلى الضاحية لـ«إجلاء القطط الأربع العالقة في المنزل»، أن المباني الملاصقة لموقع سكنها «كان عبارة عن مجمع يضم ست بنايات، دُمرت بالكامل نتيجة الغارة الإسرائيلية». تقول: «هنا وقف جارنا المغني معين شريف صباحاً، حينما وصل إلى هنا لتفقد منزله المدمر». وتشير إلى أن شقيقها كان يعتني بالقطط، قبل أن يخرج من المنزل في الساعة الواحدة فجراً، بعد صدور التحذير عن الجيش الإسرائيلي.
تدمير واسع
ومشهد الدمار الواسع، بات سمة للاستهدافات الإسرائيلية الأخيرة في الضاحية. تلوح على أوتوستراد هادي نصر الله، الشارع الرئيسي في الضاحية، آثار حريق شب في مبنى تعرض لأضرار، من غير أن يُدَمّر. غير أن هذا المبنى، تخفي أضراره دماراً فادحاً لا تزال تتصاعد منه أعمدة الدخان في المباني خلفه. بدا أن الغارات الإسرائيلية «طحنت» مجموعة من المباني المتلاصقة الواقعة في شارع فرعي، وتسللت النيران إلى المباني أمامه؛ ما أدى إلى تصدّعها وتضررها.
ميقاتي بعد لقائه برّي وجنبلاط «لتطبيق القرار 1701 وإرسال الجيش إلى الجنوب»
نواب يتحدّثون عن فرصة ذهبية لانتخاب رئيس
بيروت: «الشرق الأوسط».. دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى «وقف فوري لإطلاق النار، والشروع في الخطوات التي أعلنت الحكومة اللبنانية التزامها بها لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، وإرسال الجيش اللبناني إلى منطقة جنوب الليطاني؛ ليقوم بمهامه كاملةً بالتنسيق مع قوات حفظ السلام في الجنوب». وشدّد ميقاتي بعد اجتماع عقده مساءً مع رئيس البرلمان نبيه برّي، ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، على «التزام لبنان بالنداء الذي صدر في الاجتماعات التي جرت إبان انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة من قِبل الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، والاتحاد الأوروبي، واليابان، والمملكة العربية السعودية، وقطر، وألمانيا، وأستراليا، وكندا، وإيطاليا». وبينما أكّد الاتفاق «إدانة العدوان الإسرائيلي الذي يطول لبنان، وأدى إلى استشهاد كثير من اللبنانيين»، شدّد على أهمية «وحدة اللبنانيين بمواجهة هذا العدوان، وتضامنهم الوطني»، داعياً «المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، والاستجابة لمتطلبات خطة الدعم التي طُرحت من قِبل لجنة الطوارئ الحكومية في أسرع وقت ممكن، خصوصاً أمام إصرار العدو الإسرائيلي على إطالة أمد العدوان».
مرونة و«فرصة كبيرة» للتوافق على رئيس للجمهورية
وكان برّي قد عقد لقاءات مع كتل نيابية، حيث كان بحث جهود وقف إطلاق النار والأزمة الرئاسية، وتحدّث نوّاب بعد لقائه عن «مرونة» و«فرصة ذهبية» للتوافق وانتخاب رئيس للجمهورية بعد أكثر من سنة على الفراغ الرئاسي. والتقى برّي وفد كتلة «الاعتدال»، ونقل النائب سجيع عطية، عن برّي تأكيده التمسك بـ«القرار 1701، وفصل الموضوع الرئاسي عن غزة، وعلى وجوب انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن»، مضيفاً: «الحقيقة اليوم لدينا فرصة كبيرة لمسناها من دولته، فرصة للتوافق على شخصية يكون لديها شبه إجماع لتخطّي هذه المرحلة الصعبة، ونكون بمستوى التحديات الموجودة». وأوضح: «قدّم لنا الرئيس برّي الكثير من الأفكار، وأعطانا حماساً أكبر، وزخماً للتواصل مع الأفرقاء كافةً، ونعتقد أنها فرصة ذهبية في هذه الأزمة؛ لتحويلها إلى فرصة كبيرة لإنجاز رئاسة الجمهورية». والتقى برّي وفد «اللقاء النيابي التشاوري المستقل» الذي ضم نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، والنواب: إبراهيم كنعان، وألان عون، وسيمون أبي رميا، وميشال ضاهر، ونعمة أفرام. وقال بوصعب إنه تم البحث بالموضوع الأساسي، وهو «كيفية الوصول إلى وقف لإطلاق النار وفقاً للمبادرة التي كانت مطروحة، القائمة على تطبيق القرار 1701 وفق الآلية التي تم وضعها بالتنسيق بين الولايات المتحدة وفرنسا، وحظيت بموافقة 7 دول أخرى، وكان قد وافق عليها الفريق اللبناني، وعلى أساس أن الإسرائيلي أيضاً كان موافقاً». وتحدث عن ملف الانتخابات الرئاسية، قائلاً: «لمسنا من دولته أنه أصبح هناك مرونة أكثر في هذا الاتجاه، وأبلغنا أنه لم يَعُد متمسّكاً بالحوار كما كان متمسّكاً به في السابق شرطاً أساسياً لانتخاب رئيس الجمهورية، ورأينا في هذه الخطوة إيجابية مسهلة». وأضاف: «الآن مسؤولية الكتل والأحزاب والنواب أن يلاقوا رئيس البرلمان بخطوة باتجاه ما قام ويقوم به، لكي نصل إلى تفاهم على رئيس، لا يمكن أن يكون هناك رئيس يفرضه فريق على فريق آخر، بحيث يجب تأمين 86 أو 95 صوتاً في البرلمان لكي نلمس أن هناك إجماعاً على رئيس توافقي من الجميع». وتأتي هذه المواقف بعدما كان رئيس البرلمان أبدى استعداده للدعوة إلى جلسة انتخاب مفتوحة لانتخاب رئيس توافقي، فور وقف إطلاق النار، بعدما كان هو وحليفه «حزب الله» يتمسّكان بالحوار شرطاً لعقد الجلسة، إضافةً إلى تمسّكهما بمرشحهما الوزير السابق سليمان فرنجية، وهذا الأمر لاقى ردوداً من قِبل المعارضة التي دعت إلى فك الارتباط بين مسارَي وقف إطلاق النار والرئاسة، مطالِبين برّي بالدعوة في أسرع وقت إلى جلسة وانتخاب رئيس.
مجلس الأمن في حال طوارئ خشية «الجحيم» في الشرق الأوسط
تحرك لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان ومنع خروج الحرب عن السيطرة
الشرق الاوسط..واشنطن: علي بردى.. توالى الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن، خلال جلسة طارئة عقدها الأربعاء بطلب من فرنسا، على تكرار التحذيرات من «جحيم» في الشرق الأوسط غداة الهجوم الصاروخي الواسع النطاق الذي نفذته إيران ضد إسرائيل، وسط دعوات إلى وقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، ووقف الحرب في غزة، ومطالب باتخاذ إجراءات حاسمة تحول دون خروج الحرب عن السيطرة في المنطقة. وفي مستهل الاجتماع الذي دعت إليه فرنسا، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن «الحرائق المشتعلة في الشرق الأوسط تتحول بسرعة إلى جحيم»، مطالباً بوقف هذه «الدورة القاتلة من العنف المتبادل». وإذ لاحظ أن الأيام القليلة الماضية شهدت تصعيداً دراماتيكياً «إلى حد يجعلني أتساءل عما تبقى من الإطار الذي أنشأه هذا المجلس بالقرار 1701»، شدد على أن عناصر حفظ السلام التابعة للقوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل» باقية في مواقعها. وندد «بشدة بالهجوم الصاروخي الضخم الذي شنته إيران على إسرائيل»، مضيفاً أن «من المفارقة أن هذه الهجمات لا تفعل شيئاً لدعم قضية الشعب الفلسطيني أو الحد من معاناته». وقال إن «المعاناة التي يتحملها الشعب الفلسطيني في غزة تتجاوز التصور». وشدد على أن الأحداث «توضح أنه حان الوقت للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وتسليم المساعدات الإنسانية بشكل فعال إلى الفلسطينيين في غزة، وإحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين». وأضاف أن «الوقت حان لوقف الأعمال العدائية في لبنان، والعمل الحقيقي نحو التنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن 1559 و1701، وتمهيد الطريق للجهود الدبلوماسية من أجل السلام المستدام».
صوت واحد
وندد المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير بالهجمات الصاروخية الباليستية التي شنتها إيران ضد إسرائيل، قائلاً إن بلاده «حشدت مواردها العسكرية في الشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني». وإذ طالب طهران بـ«الامتناع عن أي عمل يمكن أن يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار والحريق الإقليمي»، أضاف أن الوضع في لبنان «صار خطيراً»، مؤكداً أن «فرنسا عارضت أي عملية برية إسرائيلية في لبنان». ودعا إلى «وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن»، مؤكداً أن «الإطار واضح في جنوب لبنان: يجب تنفيذ القرار 1701 بالكامل» باعتباره «إطاراً لتحقيق الاستقرار الدائم على طول الخط الأزرق وتوفير الضمانات الأمنية لكلا البلدين». وحض مجلس الأمن على «إظهار وحدته» بأن «يكون قادراً على الدعوة بصوت واحد للعمل على وقف التصعيد في المنطقة».
صراع أوسع نطاقاً
وأكدت نظيرته البريطانية باربرا وودوارد أن أحداث هذا الأسبوع «مثيرة للقلق الشديد»، منددة «بشدة بهذا العمل العدواني الذي يؤدي إلى تفاقم الوضع الخطير بالفعل». وكذلك عبرت عن «قلق عميق إزاء احتمال حدوث المزيد من التصعيد في لبنان وفي كل أنحاء المنطقة»، داعية إلى «التركيز على وقف دائرة العنف هذه». وأضافت أنه «يجب على إيران وحلفائها في كل أنحاء المنطقة ممارسة ضبط النفس والابتعاد عن حافة الهاوية». وشددت على أن «وقف إطلاق النار في لبنان وغزة وحده هو الذي سيخلق المجال للاتفاق على خطة سياسية، تتفق مع قرار مجلس الأمن رقم 1701». وحذرت من أن «الصراع في لبنان يتسبب في عواقب وخيمة على المدنيين، وخاصة على النساء والأطفال، ويقربنا من صراع إقليمي أوسع نطاقاً». واستهلت المندوبة الأميركية، ليندا توماس غرينفيلد، كلمتها بوصف ما حصل بأنه «تصعيد كبير من قبل إيران»، داعية إلى «اتخاذ إجراء فوري» من مجلس الأمن والتحدث «بصوت واحد لإدانة إيران وهجومها غير المبرر ضد دولة عضو أخرى»، وإلى «فرض عواقب وخيمة» على «الحرس الثوري» بسبب أفعال القوى الموالية لإيران. وإذ ذكّرت بالتحذيرات المتكررة من الولايات المتحدة لإيران، لاحظت «استغلال إيران للوضع بطرق من شأنها المخاطرة بدفع المنطقة إلى حرب أوسع نطاقاً» من الحرب الدائرة في غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
تحذيرات لإيران
وكذلك قالت غرينفيلد إن «لدينا مسؤولية جماعية كأعضاء في مجلس الأمن لفرض عقوبات إضافية على (الحرس الثوري الإيراني) لدعمه الإرهاب»، محذرة من أنه «إذا جلس هذا المجلس على يديه، فما هي الرسالة التي سيبعثها ذلك؟ أخشى أن الصمت والتقاعس لن يؤديا إلا إلى دعوة حكومة إيران إلى تكرار الهجمات مثل ما رأيناه بالأمس وفي 13 أبريل (نيسان) من هذا العام»، محذرة من «الانجرار إلى صراع أوسع. وهذا يشمل لبنان». وتحدثت عن الخط الأزرق، مشيرة إلى أن إسرائيل «لا تزال تدعو إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701»، مضيفة أن «تحقيق هذه النتيجة من خلال العمل الدبلوماسي الجاد هو الأولوية الملحة للولايات المتحدة» لأنه «السبيل الوحيد لتهدئة التوترات بشكل دائم والسماح للمواطنين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى منازلهم بأمن وأمان». وقالت إنه «يجب ألا يكون هناك شك في أن الولايات المتحدة ستواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد (حزب الله) و(حماس) والحوثيين، وأي إيرانيين آخرين»، محذرة «بشدة من اتخاذ إيران أو وكلائها إجراءات ضد الولايات المتحدة أو من أفعالهم ضد زملائهم في إسرائيل».
إسرائيل مسؤولة
في المقابل، أسف المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، لأن «منطقة الشرق الأوسط تنزلق أمام أعيننا نحو حرب جديدة واسعة النطاق، في حين أن مجلس الأمن يراقبها بلا حول ولا قوة». وقال إن «العملية العسكرية الإسرائيلية الوحشية في غزة تتواصل على رغم مطالبة الجزء الأكبر من المجتمع الدولي بوقفها»، مضيفاً أن «تصاعد العنف، كما هو متوقع، أدى إلى تفاقم الوضع على الحدود بين إسرائيل ولبنان واليمن وفي الشرق الأوسط والبحر الأحمر». ولاحظ أنه «بدلاً من استخدام الدبلوماسية، راهنت السلطات (الإسرائيلية) بشكل لا لبس فيه على استخدام القوة، وأصبحت إنجازاتها الأميركية تصب في صالحها بالكامل». وإذ حذر من «دوامة جديدة خطيرة للغاية من الصراع المتسع في الشرق الأوسط»، ندد بشدة بالهجوم الإسرائيلي على لبنان، مطالباً إسرائيل بـ«التوقف فوراً عن استخدام القوة وسحب قواتها من الأراضي اللبنانية». وأكد أن «الجانب الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن التصعيد اللاحق وعواقبه، بما في ذلك العواقب على شعب إسرائيل». وقال نظيره الصيني، فو تسونغ، إن الوضع في الشرق الأوسط، وخاصة في لبنان، اتخذ «منعطفاً حاداً في أعقاب التفجير المتزامن لأجهزة الاتصالات في لبنان». وأضاف أن بلاده «تشعر بقلق عميق وقلق بالغ إزاء الوضع الخطير الحالي واحتمال حدوث المزيد من التطورات»، مؤيداً «موقف الأمم المتحدة بأن أي عبور إسرائيلي إلى لبنان يشكل انتهاكاً لسيادة لبنان وسلامته الإقليمية ويخالف أحكام مجلس الأمن والقرار 1701». وشدد على أنه «في ظل الظروف الحالية، يجب على المجلس أن يتحرك بشكل عاجل وأن يكون موحداً في تقديم المطالب بشكل واضح لا لبس فيه بضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ويجب وقف تصعيد العنف، ويجب وقف التصعيد لبنانياً». وقال القائم بأعمال المندوب اللبناني لدى الأمم المتحدة، هادي هاشم، إن لبنان «عالق بين مطرقة آلة التدمير الإسرائيلية، وبين طموحات البعض في المنطقة، واللبنانيون يرفضون هذه المعادلة القاتلة». وإذ أشار هاشم إلى أن منطقة الشرق الأوسط مشتعلة من كل حدب وصوب، أضاف: «لا لبنان بخير، ولا غزة بخير، والحشود الإسرائيلية العسكرية وأرتال الدبابات والمصفحات على طول الحدود الجنوبية للبنان». ونبه إلى أن «كل ما تقوله إسرائيل عن عمليات عسكرية جراحية ومحدودة هو غير صحيح. فالأضرار هائلة في صفوف المدنيين وفي البنى التحتية». وأكد أن الاجتياح اليوم ستكون نتيجته «هزيمة أخرى تضاف إلى سجل إسرائيل في لبنان». ورأى أنه «لم يعد للكلام من معنى ولا للشكاوى من فائدة، فكم من مرة جئناكم إلى هذا المجلس وحذرنا من الوضع الكارثي على طول الحدود الجنوبية؟». وكذلك قال: «ها نحن اليوم نتجه أكثر وأكثر إلى حرب إقليمية مفتوحة وبلا ضوابط. والحل يبقى بالعودة إلى الحلول السياسية المبنية على قرارات الشرعية الدولية ذات صلة»، مكرراً موقف رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، بما في ذلك الموافقة على الالتزام بالنداء الذي صدر عن الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، وتعهد تطبيق كل النقاط التي وردت فيه، ومنها وقف إطلاق النار فوراً، من أجل بداية البحث في تطبيق القرار 1701 بشكل كامل.
مواجهات «حزب الله» والجيش الإسرائيلي تنتقل إلى «الالتحام المباشر»
الجدار العازل قوّض فرص المناورة... و«الحزب» أعد كمائن بالعبوات
بيروت: «الشرق الأوسط»... انتقلت المواجهات بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي إلى مرحلة «الالتحام المباشر»، الذي أسفر عن سقوط 9 قتلى إسرائيليين؛ في كمائن أعدها مقاتلو «الحزب» لقوات إسرائيلية كانت متجهة إلى داخل الأراضي اللبنانية، في أولى مراحل التوغل البري بالجنوب، فيما أعلن «حزب الله» عن تدمير 3 دبابات «ميركافا» بمنطقة مارون الراس، وتنفيذ قصف صاروخي على تجمعات عسكرية. وبدأت المواجهات المباشرة على المحورين الشرقي والأوسط فجر الأربعاء، إثر بدء التوغل البري الإسرائيلي، الذي حاول العبور من 4 مواقع، وفق بيانات «حزب الله»، تبدأ من العديسة وكفركلا قرب مستعمرة المطلة، وتنتهي في يارون ومارون الراس. وتعرضت القوات الإسرائيلية لوابل من الصواريخ وزخّات الرصاص، كما فُجّرت عبوات مزروعة سلفاً في المنطقة، وفق ما قال الإعلام الإسرائيلي. وظهر أن القوات الإسرائيلية اضطرت إلى الدخول من منافذ محددة ومكشوفة؛ بسبب وجود جدار عازل كانت بدأت تثبيته في عام 2018 على الحدود اللبنانية، وهو ما قوّض فرص المناورة، وألزمها منافذ محددة يسهل رصدها. وبدأ التصدي للتوغل الإسرائيلي صباحاً باستهداف قوة مشاة إسرائيلية حاولت التسلّل إلى بلدة العديسة من جهة خلّة المحافر، واشتبك مقاتلو «الحزب» معها، «وأوقعوا بها خسائر وأجبروها على التراجع»، كما قال بيان من «الحزب»، قبل أن يفجر مقاتلو «الحزب» بعد الظهر عبوات ناسفة مُعدة سلفاً في قوات إسرائيلية حاولت العبور إلى بلدة مارون الراس من الجهة الشرقية، وفي محيط بلدة يارون، وعبوة أخرى بقوة مشاة تسللت إلى منزل في خراج بلدة كفركلا، وقال «الحزب» إنه أمطرها بوابل من الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وأوقع عناصره أفرادها بين قتيل وجريح. وأعلن «حزب الله» أيضاً أنه دمّر 3 دبابات «ميركافا» إسرائيلية بصواريخ موجهة خلال تقدمها إلى بلدة مارون الراس في جنوب لبنان. وتوعد «حزب الله» بمقاومة التوغل الإسرائيلي، وقال مسؤوله الإعلامي، محمد عفيف، إن «ما حصل في مسكفعام ليس إلا البداية لما ينتظر قوات الاحتلال». وقال إن «قواتنا ومقاومينا على أتم الجاهزية والاستعداد للمواجهة والبطولة والتضحية». وأكد أن «المقاومة وقدراتها العسكرية بخير، وكذلك منظومة القيادة والسيطرة». ووقعت الاشتباكات على إيقاع غارات جوية واسعة تنفذها إسرائيل في عمق جنوب لبنان وفي البقاع، وكذلك في الضاحية الجنوبية لبيروت التي استهدفتها أكثر من 12 ضربة. وكشفت إحصاءات من الحكومة اللبنانية، أمس الثلاثاء، عن مقتل 1900 شخص وإصابة أكثر من 9 آلاف آخرين (معظمهم في الأسبوعين الماضيين) في لبنان خلال نحو عام من تبادل لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» عبر الحدود بالتوازي مع حرب غزة.
فيصل بن فرحان ولودريان يناقشان التطورات على الساحة اللبنانية
الرياض: «الشرق الأوسط».. ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع جان إيف لودريان مبعوث الرئيس الفرنسي الخاص إلى لبنان، الأربعاء، التطورات الراهنة على الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها. جاء ذلك خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان، للمبعوث الفرنسي لودريان، في مقر وزارة الخارجية في العاصمة الرياض.
ميقاتي: غير مسموح أن تبقى الناس على الطرق
بيروت: «الشرق الأوسط».. أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم (الأربعاء)، أن لبنان بحاجة إلى وقف إطلاق النار لإنهاء الأعمال القتالية المتصاعدة بين إسرائيل و«حزب الله»، مشيراً إلى أن نحو 1.2 مليون شخص في مختلف أنحاء لبنان نزحوا، وأن غالبية الذين يفترشون الطرقات هم من غير اللبنانيين. مواقف ميقاتي جاءت خلال ترؤسه جلسة لمجلس الوزراء في السراي. في ختام الجلسة، تحدث وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري فقال: «تحدث الرئيس ميقاتي في مستهل الجلسة، فوضع الوزراء في صورة الاجتماعات التي عُقِدت بشأن موضوع النازحين». ونقل مكاري عن ميقاتي قوله: «بالأمس عقدنا اجتماعاً مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة، في إطار خطة الاستجابة الحكومية لأزمة النزوح الناتجة عن العدوان الإسرائيلي. كما عقدنا اجتماعاً مع المحافظين للبحث في المسائل التفصيلية لمعالجة تداعيات أزمة النزوح». وأضاف: «حتى الآن، بلغت مراكز الإيواء نحو 874 مركزاً، والعدد في ازدياد، وتفيد الإحصاءات بأن غالبية الذين يفترشون الطرقات هم مِن غير اللبنانيين، ونحن نتعاون في هذا الصدد مع مفوضية شؤون اللاجئين التي ستتولى العناية بهم بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، ومن غير المسموح أن تبقى الناس على الطرق». وأشار مكاري إلى أن ميقاتي أعطى التوجيهات إلى القوى الأمنية لحماية الممتلكات الخاصة وعدم التعدي عليها، وما حصل من تجاوزات محدودة تمت معالجته. وتابع: «ما طرحناه في اجتماعنا مع المنظمات الدولية هو الحاجة إلى مبلغ 427 مليون دولار لعمليات الإيواء والإغاثة للأشهر الثلاثة المقبلة، وقد تبلغنا الموافقة الفورية على نحو 200 مليون دولار». وأشار إلى أن «كل هذه المساعدات اتفقنا على أن تمر بآلية واضحة وشفافة عبر الأمم المتحدة، على أن يكون التنفيذ بالتعاون مع الدولة اللبنانية، وبالتنسيق مع كل وزارة حسب اختصاصها».
مسيحيو جنوب لبنان..تهجير بعد صمود سنة
غادروا قُراهم بعد تهديد إسرائيلي: كنا بغنى عن هذه الحرب
الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. بعد سنة على الصمود في قراهم، وجد مسيحيو القرى الحدودية في جنوب لبنان أنفسهم أمام القرار الصعب، وهو ترك منازلهم، والنزوح على غرار معظم البلدات الجنوبية. أتى الأمر من الجيش الإسرائيلي بالمغادرة، فلم يَعُد أمامهم أي خيار آخر، «ما دام بات هناك خطر حقيقي على حياتنا»، حسبما يقول رئيس بلدية عين إبل. وبعدما كان أهالي هذه البلدات، وتحديداً دبل وعين إبل ورميش، في قضاء النبطية بمحافظة بنت جبيل، يعيشون حالة «اطمئنان»؛ لابتعاد بلداتهم عن المناطق المحسوبة على «حزب الله»، وبالتالي ابتعاد الخطر الإسرائيلي عنهم، استفاق عدد منهم، ولا سيما في بلدة عين إبل، صباح الاثنين، على اتصالات من الجيش الإسرائيلي تأمرهم بالمغادرة فوراً، ليستفيق أهالي دبل، الثلاثاء، على استهداف منزل في البلدة أدى إلى مقتل 3 أشخاص من عائلة واحدة، هم رجل وزوجته وابنهما الشاب، وهو عنصر في قوى الأمن الداخلي. وبرغم أن الأسلوب نفسه الذي اتبعه الجيش الإسرائيلي مع مناطق أخرى، استخدمه مع أهالي بلدة عين إبل، عبر القول إن هناك أسلحة ومسلحين في المنازل، فإن رئيس البلدية عماد للّوس يؤكد خلوّ البلدة من السلاح والمسلحين. ويتحدث للّوس لـ«الشرق الأوسط» عن التهديدات الإسرائيلية التي طالت البلدة، قائلاً: «صباح الاثنين تلقى أحد الأطباء في البلدة اتصالاً من الجيش الإسرائيلي يأمره بالمغادرة، مدّعياً أن هناك أسلحة في منزله، وبعد ذلك تلقيت أنا اتصالاً مماثلاً، وهدّدني المتّصل بضرورة إخلاء القرية حتى لا يتعرض الأهالي للخطر، ومن ثم تأكّدنا أن هذه التهديدات فعلية عندما نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لائحة بأسماء البلدات التي يجب أن يغادرها أبناؤها». وعلى وقع هذه التهديدات حملت العائلات ما استطاعت حمله من الأغراض، وانتقلت بمرافقة الصليب الأحمر الدولي والجيش اللبناني إلى بلدة رميش المسيحية القريبة التي تُعدّ حتى الآن «آمنة»، حيث لجأ عدد من العائلات إلى المنازل، بينما انتقل الآخرون إلى دير البلدة الذي فتح أبوابه لاستقبال النازحين. وهو ما يتحدث عنه للّوس قائلاً: «عدد من الأشخاص كان قد قرّر البقاء في البلدة، لكن صباح الثلاثاء ومع اشتداد القصف ومقتل العائلة في دبل غادروا القرية، بعض العائلات ستبقى في رميش بينما البعض الآخر ذهب إلى بيروت عند أقاربهم. وبرغم أن 70 من أبناء بلدة دبل (نحو 1400 شخص) صمدوا سنة كاملة، منذ بدء الحرب في 8 أكتوبر، يواجهون الخطر القريب بالصمود ورفْض ترك الأرض والمنزل، فإن التهديد الإسرائيلي لم يترك أمامهم الخيار»، وفق للّوس الذي يقول: «بات هناك خطر مباشر على الحياة، وبقاؤنا بالقرية لا يقدّم ولا يؤخّر». وكما عين إبل، كذلك بلدة دبل التي كان أبناؤها يصمدون بما تيسّر لهم من مقومات الصمود، رافضين ترك منازلهم، لكن عندما وصل القصف الإسرائيلي إلى قلب البلدة وقتل 3 من أبنائها، رأى عدد منهم أنه لا بد من البحث عن مكان أكثر أمناً، بينما يرفض البعض الآخر ترك أرضه وأملاكه، وفق ما يقول رئيس البلدية خليل حنا، مؤكداً أن البيت الذي تم قصفه لم يكن فيه أسلحة ولا مسلحون. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «بعد مقتل أبناء البلدة اجتمعنا، وكان الاتفاق على أن كل عائلة تأخذ القرار الذي يناسبها، فكان شبه إجماع على تأمين مغادرة النساء والأطفال، وأن يبقى معظم الشباب والرجال»، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من النازحين انتقلوا إلى بكفيا في قضاء المتن، حيث فُتحت الثانوية الموجودة في البلدة لاستقبالهم، وتولى حزب «الكتائب اللبنانية» تقديم المساعدات اللازمة لهم. وفي حين يتمنّى حنا عودة الجميع إلى منازلهم، يقول: «كنا بغنى عن هذه الحرب؛ لأن لبنان الخاسر الأكبر... نحن وجدنا منزلاً أو مأوى، لكن هناك الآلاف في الطرقات لا يجدون سقفاً». وبعدما تحوّلت بلدة رميش إلى ملجأ لعدد كبير من هؤلاء النازحين، واستقبلت بين 150 و180 عائلة، يلفت رئيس بلديتها ميلاد العلم، إلى أنه يتم العمل في الوقت الحالي على تأمين ما تيسّر من المساعدات الموجودة في البلدة التي لم يغادرها معظم أبنائها، «والنازحون أهلنا، وفتحنا لهم منازلنا لنكون سوياً»، وبرغم إقراره بأن «الخوف موجود، والوضع لا شكّ أنه يتدهور»، يقول: «نحن في قلب المعركة، وأبناء هذا الوطن، ولا نزال صامدين على أمل ألّا نُجبَر على مغادرة منازلنا، وأن يعود جيراننا في البلدات المجاورة إلى منازلهم كي نعيش معهم بسلام وأمان».
مقتل 8 جنود إسرائيلين في لبنان
مقاتلو حزب الله اشتبكوا مع قوات إسرائيلية في جنوب لبنان
الجريدة....قال الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم الأربعاء إن 8 من جنوده قتلوا في معارك بجنوب لبنان. بدورها، قالت جماعة حزب الله اللبنانية في بيان إن مقاتليها يشتبكون مع قوات إسرائيلية في لبنان اليوم الأربعاء، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها الجماعة عن وقوع اشتباكات برية منذ أن بدأت إسرائيل التوغل في لبنان في حملة تستهدف الجماعة المسلحة المدعومة من إيران. وقال الجيش الإسرائيلي اليوم إن وحدات نظامية من المشاة والمدرعات انضمت إلى العمليات البرية في جنوب لبنان، وذلك بعد يوم من تعرض إسرائيل لهجوم صاروخي من إيران، مما أثار مخاوف من صراع أوسع نطاقاً في منطقة الشرق الأوسط المنتجة للنفط. وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم مقتل 8 من جنوده في المعارك بينهم 3 ضباط في لبنان. «الجولة الأولى» قال مدير العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف اليوم إن الجماعة «في الجولة الأولى فقط» وإن لديها ما يكفي من المقاتلين والأسلحة والذخيرة لصد إسرائيل. ويُشير انضمام وحدات من المشاة والمدرعات من الفرقة 36، والذي أعلنت عنه إسرائيل، إلى أن العملية تتجاوز التحركات المحدودة للقوات الخاصة. وقال الجيش إن العملية البرية تهدف إلى حد كبير إلى تدمير أنفاق وبنية تحتية أخرى على الحدود وإنه ليس هناك خطط لعملية أوسع تستهدف بيروت أو مدناً كبرى في جنوب لبنان. وأصدر الجيش أوامر إخلاء جديدة لنحو 24 بلدة على الحدود الجنوبية للبنان، مع توجيه السكان إلى الذهب إلى شمال نهر الأولي الذي يجري من الشرق إلى الغرب على بُعد نحو 60 كيلومتراً إلى الشمال من الحدود الإسرائيلية. اشتباكات على الحدود رغم دعوات من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لوقف إطلاق النار، استمر القتال بين إسرائيل وحزب الله اليوم. وجددت إسرائيل قصفها للضاحية الجنوبية لبيروت، معقل جماعة حزب الله المدعومة من إيران، بأكثر من 12 ضربة استهدفت ما قالت إنها أهداف تابعة للجماعة. وكشفت إحصاءات للحكومة اللبنانية أمس الثلاثاء أن نحو 1900 شخص قُتلوا وأُصيب أكثر من تسعة آلاف آخرين، معظمهم في الأسبوعين الماضيين، في لبنان خلال عام تقريباً من تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود بالتوازي مع حرب غزة. واضطرت السودانية مليكة جمعة للاحتماء بكنيسة مار يوسف في بيروت بعد أن أُجبرت على الفرار من منزلها بالقرب من صيدا مع زوجها وطفليها. وقالت «صار ما في أمان، الكنيسة احتوتنا، كنا بنضل بالطريق وين بدنا نروح، قعدنا تحت الجسر ما في أمان، إذا رجعنا للبيت ما في أمان القصف بكل مكان». وقالت إيران إن الهجوم الذي شنته أمس الثلاثاء استهدف فقط منشآت عسكرية إسرائيلية وكان ردا على عمليات القتل الإسرائيلية لقادة جماعات حليفة لها ومن بينهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وكذلك الهجمات في لبنان على حزب الله وفي قطاع غزة. ومثل هجوم أبريل، لم تتسبب الضربات الإيرانية أمس في أضرار تذكر في إسرائيل. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية إن أي رد إسرائيلي سيقابل «بدمار ساحق». ونقل موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي اليوم عن مسؤولين إسرائيليين أن إسرائيل ستوجه «رداً كبيراً» على الهجوم الصاروخي الإيراني في غضون أيام قد يستهدف منشآت إنتاج النفط داخل إيران ومواقع استراتيجية أخرى. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أبدى إيرانيون مخاوفهم من الرد الإسرائيلي وقالوا إن الحروب السابقة، مثل الصراع الذي استمر ثماني سنوات مع العراق في الثمانينيات والذي أسفر عن مقتل نحو مليون شخص، لم تجلب إلا المزيد من المعاناة. مخاوف من تصاعد العنف قالت نيما مختاريان، التي تعمل في منظمة غير حكومية «تدمير الأجيال وتحويل الشبان إلى وقود للمدافع وإثراء القادة العسكريين والنخبة وتمكين المتطرفين؟ لن يدفع القادة ثمن جر إيران إلى الحرب». ويعتقد بعض الإيرانيين أن حكومة البلاد لم يكن لديها خيار سوى إطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل، لكنهم يخشون مما سيحدث بعد ذلك مع استعداد الجيش الإسرائيلي للرد. وقالت أم إيرانية، وهي في طريقها إلى مكان عملها بجوار لوحة إعلانية شاهقة في ميدان ولي عصر تحمل صورة نصر الله، الذي كان أقوى حليف لإيران في المنطقة «أنا لا أخشى إلا على أطفالي في حالة اندلاع الحرب». وأضافت «إذا لم نرد على إسرائيل، فربما استمرت في أعمالها التدميرية، أنا لا أخشى إلا على أطفالي». وأثارت الضربات الصاروخية الإيرانية والعمليات الإسرائيلية في لبنان حالة من القلق في أنحاء العالم مع عدم إبداء الجماعات المتحالفة مع إيران في الشرق الأوسط، حزب الله والحوثيون في اليمن والفصائل المسلحة في العراق، أي تراجع في الهجمات دعما حماس. وقالت أمل، وهي من سكان لبنان «حان الوقت لدخول المحور (محور المقاومة) بأكمله في المعركة، من إيران إلى العراق إلى اليمن إلى سورية إلى لبنان إلى غزة، لقد حان الوقت، لأنه من الواضح أن لا شيء يُمكن أن يوقف إسرائيل، ولا حتى القوانين الدولية»....
خامنئي حذّر نصرالله من خطة إسرائيلية لاغتياله العميد في «الحرس الثوري» الذي قتل معه كان يحمل رسالة التحذير
الجريدة....نقلت وكالة «رويترز» عن 3 مصادر إيرانية أن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، حذر الأمين العام لحزب الله» حسن نصرالله، وطلب منه الخروج من لبنان قبل أيام من مقتله في غارة إسرائيلية، وانه قلق في الوقت الحالي من اختراق إسرائيلي لأعلى الطبقات الحكومية في طهران. وقال أحد المصادر، وهو مسؤول إيراني كبير، لـ «رويترز» إنه في أعقاب واقعة تفجير أجهزة اتصال لحزب الله في 17 سبتمبر مباشرة، أرسل خامنئي رسالة عبر مبعوث يطلب فيها من الأمين العام للحزب المغادرة إلى إيران، وأشار فيها إلى تقارير استخباراتية تفيد بأن إسرائيل لديها عملاء داخل الجماعة اللبنانية وتخطط لقتله. وأضاف المسؤول أن المبعوث كان القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني، العميد عباس نيلفروشان، الذي كان مع نصرالله في مخبأه عندما استهدفته قنابل إسرائيلية وقتل معه. وقال مسؤول إيراني كبير إن خامنئي هو من أصدر الأمر بإطلاق أكثر من 200 صاروخ على إسرائيل أمس. وأعلن الحرس الثوري، في بيان، أن الهجوم كان رداً على مقتل نصرالله ونيلفروشان.
رئيس الاستخبارات الاسرائيلية السابق: الاجتياح البري قد يصل إلى بيروت
| القدس - «الراي» |.... قال رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية السابق، وقائد الفيلق الشمالي سابقاً ورئيس قسم أبحاث الأمن القومي حالياً اللواء احتياط تمير هيمان، إن الاجتياح البري بماهيته يختلف عن القصف الجوي الشديد للبنان، مشيراً إلى أن «عملية الاجتياح البري قد تصل إلى بيروت». وصرح للقناة 12، أمس، بأنه «على العكس من الهجمات الجوية التي في الإمكان وقفها في أي لحظة فإن الهجوم البري ليس مرناً ويستوجب استكمال تحقيق الأهداف التي حددت له، وإذا كان هدف العملية البرية تدمير البنى تحت الأرض التي أقامها حزب الله استعداداً لاجتياح قوات الرضوان لمناطق إسرائيلية فإن هذا يستغرق وقتاً». وتابع «هذه مهمة مناسبة وعلى درجة كبيرة من الأهمية، لكن تؤكد التجربة التاريخية مع لبنان أن العمليات البرية قد تتسع وتتجاوز المخططات الأولية وأحياناً بصورة لا تتوافق مع الأهداف التي حددت لها، والتوسع التكتيكي ناجم عن حقيقة الطبوغرافية الجبلية». واعتبر أن «وجود قوات تسيطر وتهدد قواتنا، يتوجب السيطرة عليها، أما التوسع الاستراتيجي فناجم عن توسيع نطاق الأهداف، والهدف حتى هذه اللحظة هو منع أي اقتحام بري للأراضي الإسرائيلية وهذا يعني أن العملية البرية تستهدف السيطرة فقط على قرى اللبنانية المجاورة للحدود». ولفت إلى أنه «في حال اتساع المنطقة بهدف السيطرة على مواقع أطلاق النار المباشرة ستتسع العملية البرية لتصل إلى حدود الحزام الأمني السابق، وإذا كان الهدف منع أطلاق النار غير المباشر (القذائف) سيتم توسيع نطاق العملية البرية لتصل إلى بيروت ولربما إلى ما بعدها». وأكد أنه «يتوجب استغلال النجاح الكبير الذي حققته إسرائيل في الأيام الأخيرة والمتمثل باغتيال (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصرالله والقضاء على معظم أعضاء هيئة أركان الحزب، من أجل إجراء مداولات حول الأوضاع التي ترغب بها إسرائيل وما هي شروطنا للانسحاب من الأراضي اللبنانية، قد لا يكون هذا شعبياً، لكن يتوجب علينا عدم تفويت الفرصة بسبب الثمن الذي قد ندفعه في المستقبل، كما أن المسار السياسي لا يشكل بديلاً عن استمرار الضغوط العسكرية التي يتوجب الاستمرار به من أجل ترسيخ الإنجازات الميدانية التي تم تحقيقها وتلك التي سيتم تحقيقها»....
تل أبيب تهدد برد قاس على الهجوم الإيراني
النار والدمار يلفّان لبنان... والاجتياح البري يرتطم بحائط صد
الراي.... | بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار |
- الجيش الإسرائيلي يعترف بمقتل 8 ضباط وجنود وإصابة آخرين
- لقاء ميقاتي وبري وجنبلاط: لنوفّر الدماء والمزيد من الدمار
في الوقت الذي كان العالَمُ يحبسُ أنفاسَه تحسُّباً لاقترابِ الاصطدام الإقليمي الكبير بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل وترقُّبِ ردٍّ من تل أبيب على «الخطأ الكبير الذي ستدفع ثمنه»، ارتطم الغزو البري الإسرائيلي لمنطقة الحافة الحدودية في جنوب لبنان بحائط صدّ من «حزب الله» كبّد القوات المهاجمة عشرات القتلى والجرحى في مشهدية وصفتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» بـ«كارثة بالمناورة البرية». وإذ بدا الردُّ الإسرائيلي على هجوم إيران مسألة وقت في انتظار تحديد «الهدف»، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن مجلس الوزراء الأمني «قرر تنفيذ رد قاس على الهجوم الإيراني»، ونقلت عن مصادر سياسية أن «الرد سيكون قاسياً لكنه لن يؤدي إلى حرب إقليمية». وفي حين مضتْ إسرائيل بغارات تدميرية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية التي تحوّل ليلها جحيماً أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مقتل 8 ضباط وجنود وإصابة 7 آخرين بجروح خطيرة خلال المعارك مع حزب الله، حيث توزّعت الإصاباتُ بين لواء جولاني ووحدة إيغوز، كاشفاً أن «بين القتلى 3 ضباط برتبة رائد واثنان آخران برتبة نقيب. وفي هذا الوقت، برز على المستوى السياسي لقاء بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط (في دارة بري) خلص الى «إدانة العدوان الإسرائيلي الذي يطول لبنان» وتأكيد «أهمية وحدة اللبنانيين بمواجهة هذا العدوان وتضامنهم الوطني». ودعا ميقاتي المجتمع الدولي إلى «التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر، والشركاء في الوطن إلى سلوك درب الوفاق والتلاقي وانتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يُطَمئن الجميع ويبدّد هواجسهم المختلفة». وقال: «لوقف فوري لإطلاق النار والشروع فوراً بتنفيذ القرار 1701 ونشر الجيش اللبناني في جنوب الليطاني والتنسيق مع اليونيفيل»، مشدداً على أنه «مهما حصل سنعود إلى الـ1701 وسترون ذلك لهذا السبب نقول (لنوفّر الدماء والمزيد من الدمار)»....
تحذيرات دولية من اتجاه لبنان «إلى الأسوأ» وتحوّله غزة ثانية
الغزو البري: صدمة أولى للجيش الإسرائيلي وارتطامٌ بحائط صد من «حزب الله»
الراي...| بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |
- سقوط عشرات الجنود الإسرائيليين... وتدمير 3 دبابات «ميركافا»
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى في دمشق
بين الهجومِ الإيراني بنحو 200 صاروخ على إسرائيل، والذي خرقتْ معه طهران سقفاً أعلى من «الجدار النفسي» في المواجهة «الاضطرارية» مع تل أبيب، وارتطامِ أول مراحل الغزو البري الإسرائيلي للقرى المتاخمة للحدود الجنوبية للبنان، بحائطِ صدٍّ من «حزب الله» كبّد المهاجِمين خسائر بشريةً على وقع اشتداد موجات الاجتياح الجوي المدمّر، بدتْ «بلادُ الأرز» في فوهةِ حربٍ إقليمية تُقرع طبولها ويُخشى أن المنطقة لن تُفْلِت منها في ضوء تَحَوُّلها ممراً، إما لشرق أوسط جديد، وفق توصيف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإما لترسيخِ «محور الممانعة» نفوذه وإفشال «مشروع أميركي - غربي لتغيير المعادلات بالمنطقة» بحسب تعبير المرشد الأعلى في إيران السيد علي خامنئي (قبل أشهر) في معرض كلامه عن عملية «طوفان الأقصى»، التي «جاءت في توقيت حساس وكانت ضرورية للمنطقة». وإذا كان الردُّ الإيراني الصاروخي على اغتيالِ كل من إسماعيل هنية في طهران والسيد حسن نصرالله ومعه القائد في الحرس الثوري عباس نيلفوروشان في الضاحية الجنوبية لبيروت، عزّز منحى انزلاق المنطقة إلى حربٍ شاملةٍ وسط «حبْسِ أنفاسٍ» للخطوة التالية من تل أبيب، التي يُخشى أنها ستقتنص «الفرصةَ الذهبيةَ» لتطبيق «عقيدة رأس الأخطبوط» مع إيران عوض الاكتفاء بضرْب الأذرع، وتالياً ستندفع نحو ردٍّ تريده مؤلماً على الردّ ويبقى تحديد أهدافه، فإنّ سقوطَ عشرات الجنود الإسرائيليين أمس على الحدود مع لبنان (بينهم ما لا يقلّ عن 10 قتلى) في أول «تَلاحُم» مع قوة «الرضوان» التابعة لـ «حزب الله» حتّم على تل أبيب تحت وطأة «الصدمة الأولى» معاودة تقييم خطّتها للتوغل. ولم يكن ممكناً التكهن بكيفية تعاطي إسرائيل مع ما عبّرتْ عنه المواجهاتُ الميدانية الضارية أمس، ولا سيما في العديسة ومارون الراس ويارون والطيبة ونقاط حدودية أخرى - والتي كانت في بعضها من «المسافة صفر»، كما لعب فيها عامل العبوات والكمائن دوراً رئيسياً في تكبيد الإسرائيليين خسائر كبيرة - وسط أسئلة حول هل يمكن تل أبيب أن تتراجَع تكتياً لمعاودة تنظيم التوغل أو تُراجِع حساباتها في ما خص كل العملية بهدف الحؤول دون تبديد المكتسبات التي راكمتْها في الأسبوعين الأخيرين خصوصاً، أم أنها ستَمْضي في وضْع الأقدام في وُحول الغزو البري الذي بدا من طلائع تصدي «حزب الله» له أمس، أن الأخير لم يَفقد توازنه وعناصر القوة في هذا «الملعب» تحديداً رغم اغتيال نصر الله. وإذ عكستْ الخسائرُ الإسرائيلية أيضاً أن التقارير الاستخباراتية عن خسارة «حزب الله» 50 في المئة من قدراته لم تؤثّر على خطوط دفاعه في قرى الحافة الأمامية، وسط اعتقادٍ أن اغتيال نصرالله، يشكّل عنصراً قوياً محفّزاً لعناصر الحزب لـ«ثأر وجهاً لوجه»، خلافاً لأي اعتقادٍ بأن سقوط قائدهم - الرمز يكسر معنوياتهم، فإن الإشاراتِ الأولى التي لاحتْ من تل أبيب بدت مؤشراً إلى تصميمٍ على هدفِ تنفيذ غزو «محدود» ومحدد الهدف لتدمير مقدرات الحزب العسكرية وانتزاعِ ورقة ثمينة لضمان أفضلية على طاولة التفاوض حول «اليوم التالي» لبنانياً التي بات من الصعب تَصَوُّر أن لا تشتمل على ضوابط تريدها للحؤول دون استعادته ما خسره جسمه العسكري والقيادي على امتداد الأشهر الماضية ولاسيما منذ 17 سبتمبر الماضي.
4 وحدات جديدة
وفي هذا الإطار، كان بارزاً أن إسرائيل استدعتْ 4 وحدات جديدة للدعم وضمت قوات مدرّعة إضافية إلى التشكيلات المُشاركة في العملية. وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان، «تنضمّ الفرقة 36 بما في ذلك جنود لواء غولاني واللواء 188 مدرع، ولواء المشاة السادس، وقوات إضافية إلى العملية المحدودة والمحلية والمستهدفة على أهداف حزب الله والبنية التحتية للحزب في جنوب لبنان والتي بدأتْ الاثنين»، مؤكداً أنه «يرافق الجنود سلاح الجو ولواء المدفعية 282». وكانت الضربات التي تلقاها الجيش الإسرائيلي، والتي استدعت تقديم نتنياهو التعزية لعائلات الجنود «ونحن في ذروة حرب صعبة»، بدأتْ مع اندلاع اشتباكات عنيفة في بلدة العديسة الحدودية، إثر محاولة تسلل عبرها قبل أن يُعلن عن وقوع جنود في مكمن وانفجار عبوة بهم، فيما كان «حزب الله» يعلن أن مقاتليه اشتبكوا مع الإسرائيليين في مارون الراس الحدودية ثم في يارون والطيبة وكفركلا، وأنه ألحق بهم خسائر كبيرة. ولم يكتف «حزب الله» باستهداف الجنود داخل الأراضي اللبنانية بل اعتمد استراتيجية ضربهم في نقاط تموْضعهم المقابلة للحدود بقصف صاروخي ومدفعي طاول عدداً من المستوطنات، بالتوازي مع عمليات أعمق بلغت تل أبيب وحيفا. في موازاة ذلك، أعلن الجيش اللبناني أن القوات الإسرائيلية انسحبت من منطقتي خربة يارون وبوابة العديسة، بعدما توغّلت إلى ما يقارب الـ 400 متر. في المقابل، وفيما أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي مقتل العديد من الجنود وإصابة آخرين بجروح خطيرة خلال المعارك، حيث توزّعت الإصاباتُ بين لواء غولاني ووحدة إيغوز، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن «عناصر من حزب الله أطلقوا أعيرة نارية وصواريخ مضادة للدروع وفجروا عبوات ناسفة في الجنود»، بعدما كانت إذاعة الجيش أعلنت أن «قوة من وحدة كوماندوس واجهت مقاتلين داخل مبنى في إحدى قرى الجنوب اللبناني، وتم استدعاء وحدة الإنقاذ الطبية لتقديم العلاج للجنود في الميدان»، لافتة إلى أن «عملية الإنقاذ كانت معقدة للغاية وتمت في ظروف صعبة ووسط إطلاق النار». وانتشرت مقاطع فيديو نهاراً لمروحيات إسرائيلية أطلقت النار قرب الحدود لإجلاء الجنود القتلى والجرحى من العديسة، وسط تقارير تحدثت عن سقوط ما لا يقلّ عن 35 جريحاً. وفي حين أشار الجيش إلى أنه تم تدمير أكثر من 150 بنية للحزب من خلال الغارات الجوية، بينها مقرّات ومستودعات أسلحة ونقاط لإطلاق قذائف صاروخية، أكد «أننا دمرنا مواقع لحزب الله ومجمعاً قتالياً له خلال العملية البرية في جنوب لبنان وقتلنا عناصر من حزب الله خلال اشتباكات من مسافة قصيرة».
ليس سوى البداية
من جانبه، أعلن الحزب أنه دمر 3 دبابات من نوع «ميركافا» بصواريخ موجهة أثناء تقدمها إلى بلدة مارون الراس. وأضاف أن مقاتليه فجروا عبوة بقوة مشاة تسللت إلى منزل في محيط بلدة كفركلا، وأوقعوها بين قتيل وجريح. كما استهدف تجمعاً لقوات إسرائيلية في بساتين المطلة، وحقق إصابات مباشرة، وتصدى بصاروخ أرض - جو لمروحية معادية في أجواء مستعمرة بيت هيلل. وفي وقت كان مسؤول الإعلام في «حزب الله» محمد عفيف يقول خلال جولة للإعلاميين في الضاحية الجنوبية لبيروت «إن ما حدث في مارون الراس والعديسة اليوم ليس سوى البداية، وأقول للجميع إن المقاومة بخير ومنظومة القيادة والسيطرة بخير، ولدينا ما يكفي من المقاتلين والأسلحة والذخيرة لهزيمة إسرائيل»، نشر الجيش الإسرائيلي ما وصفه بأنه «المشاهد الأولى لعمليات لواء الكوماندوس والمظليين في جنوب لبنان، وتصفية مخربين من مسافة قريبة وتدمير مجمعات قتالية تابعة لحزب الله».
تفريغ المناطق
في موازاة ذلك، مضى الجيش الإسرائيلي في محاولة تفريغ جنوب الليطاني بتحذيرات متوالية وجّهها لسكان عدد كبير من القرى بـ «التوجه إلى شمال نهر الأولي»، على وهج ليلة عنيفة عاشتها الضاحية الجنوبية التي استُهدفت بـ17 غارة توزّعت بين الشياح، حيث تمت تسوية 4 أبنية بالأرض، السانت تريز، مبنييْن عند مفترق الجاموس - صفير، محيط الشويفات، محيط منطقة الحدت حي الاميركان، مجمع المجتبى، غاليري سمعان قرب القاروط، مجمع الأجنحة الخمسة في الشويفات - العمروسية، قبل أن تتجدد الغارات قبل ظهر أمس، والتي لم تهدأ جنوباً ولا بقاعاً متسببة بعشرات الضحايا، وصولاً إلى تقارير عن أن «شخصيات من حزب الله والحرس الثوري الإيراني تتردد على المبنى الذي استهدفته غارة (عصر أمس) في حي المزة بدمشق». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، بأن «غارة إسرائيلية استهدفت شقة في مبنى سكني في حي المزة، تتردد إليه قيادات من حزب الله والحرس الثوري الإيراني»، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، اثنان منهم غير سوريين، وإصابة أربعة آخرين بجروح.
مجلس الأمن
وعلى وقع هذه التطورات اللاهبة، وفي ظل ترقب عودة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى الشرق الأوسط، بعدما زار بيروت أخيراً، بطلب من الرئيس إيمانويل ماكرون في «محاولة للتهدئة وإيجاد حلول دائمة للأزمة الحالية بكل جوانبها، لا سيما في ما يتعلق بالوضع في كل من لبنان وغزة»، بالتوازي مع مطالبة سيد الاليزيه «حزب الله بوقْف أعماله الإرهابية ضد إسرائيل وسكانها»، والسلطات الإسرائيلية بـ «أن تضع في أسرع وقت ممكن حداً لعملياتها العسكرية» في لبنان، حضرت التطورات الدراماتيكية في «بلاد الأرز» في جلسة مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط. وإذ حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من «أن الوضع في لبنان يتحول إلى الأسوأ» كاشفاً أن إسرائيل طلبت نقل أفراد «اليونيفيل» و«رفضنا هذا الأمر»، أشارتْ مندوبة بريطانيا إلى أنه «لا يمكن أن نسمح بأن يتحول لبنان غزة ثانية»، في حين شدد مندوب فرنسا على أنه «يجب تنفيذ القرار 1701 في لبنان وعلى كل الأطراف حماية قوات اليونيفيل وضمان سلامتهم»، وأعلنت مندوبة الولايات المتحدة «أن ما يحدث في لبنان هو نتيجة دعم إيران لحزب الله». وفي روما، وعدت مجموعة السبع بالعمل بشكل مشترك لخفض التوتر في الشرق الأوسط، وأعلنت أن الحل الدبلوماسي للنزاع الذي يتسع نطاقه «مازال ممكناً»، معتبرة أن «نزاعاً إقليمياً واسع النطاق ليس في مصلحة أحد»....
ميقاتي: لا نريد المزيد من الدماء والدمار... والحل الدبلوماسي مربح للجانبين
أكّد الحاجة الملحّة لوقف إطلاق النار
بيروت: «الشرق الأوسط»... قال نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، إن لبنان في حاجة إلى وقف إطلاق النار؛ لإنهاء الأعمال القتالية المتصاعدة بين إسرائيل وجماعة «حزب الله»، مشيراً إلى أن نحو 1.2 مليون شخص في مختلف أنحاء لبنان نزحوا بسبب الهجمات الإسرائيلية. وقال ميقاتي في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، نظّمه «فريق العمل الأميركي من أجل لبنان»، وهو منظمة غير هادفة للربح، مقرها الولايات المتحدة: «أوقِفوا القتال، لا نريد المزيد من الدماء، لا نريد المزيد من الدمار، هناك حاجة مُلِحّة لوقف إطلاق النار». وأضاف ميقاتي أن الحل الدبلوماسي للحرب المتصاعدة سيكون «مُربِحاً للجانبين»، بالنسبة لإسرائيل ولبنان، وأن «جميع الأطراف» ستحترم مثل هذا الاتفاق. وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال، إنه يأمل في نشر 10 آلاف جندي من الجيش اللبناني في الجنوب إذا جرى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.