أخبار لبنان..مصدر معلومات غير متوقع كشف حزب الله لإسرائيل..غارات إسرائيلية "عنيفة جدا" على الضاحية الجنوبية..لبنان..جحيم مفتوح بلا أفق..ترجيحاتٌ بمقتل خليفة نصرالله..ومَخاوف من تَعَمُّد إيران تظهير «الأمر لي» في «بلاد الأرز»..نتنياهو: غيّرنا موازين القوى مع حزب الله..وكفّتنا لا تزال راجحة..زيارة عراقجي لبيروت تغلق المسار الدبلوماسي..«الحرس الثوري» يلتزم الصمت بشأن مصير قاآني..الجيش الإسرائيلي يغلق نفقاً طوله نحو 250 متراً عثر عليه جنوب لبنان..ربط عراقجي غزة بالجنوب يتعارض وموقف الحكومة اللبنانية..
الأحد 6 تشرين الأول 2024 - 2:33 ص 478 0 محلية |
غارات إسرائيلية "عنيفة جدا" على الضاحية الجنوبية.. حزب الله يشتبك مع قوات إسرائيلية..
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارات إخلاء جديدة لسكان الضاحية
العربية.نت، وكالات.. شن الطيران الإسرائيلي 8 غارات على جنوب بيروت، من بينها 4 غارات "عنيفة جدا" على الضاحية الجنوبية المعقل الأساسي لحزب الله، على ما أفاد الإعلام الرسمي، بعيد تحذير الجيش الإسرائيلي بإخلاء مبان في المنطقة. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنّ "الطيران الحربي للعدو الاسرائيلي نفذ 4 غارات عنيفة جدا على الضاحية الجنوبية، وغارة على منطقة الشويفات"، نقلا عن فرانس برس. وبثت "العربية" والحدث" مشاهد لاندلاع حرائق وانفجارات في الضاحية. وتصاعدت من المواقع المستهدفة كرات ضخمة من اللهب وسحب من الدخان الكثيف. وذكرت الوكالة الوطنية أن "حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت استمرت تزامنا مع العدوان" الإسرائيلي، مشيرة إلى "هبوط عدة طائرات تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط" الناقل الرسمي للبنان.
حزب الله يشتبك مع قوة متسللة
وإلى ذلك، أعلن حزب الله، ليل السبت، أن قواته تصدت لمحاولة تسلل إسرائيلية إلى الأراضي اللبنانية، في إطار المواجهات البرية المستمرة بين الطرفين منذ الأسبوع الماضي. وذكر الحزب في بيان أنّ مقاتليه "استهدفوا بقذائف المدفعية محاولة قوة من جنود العدو الإسرائيلي التسلل باتجاه خلة شعيب في بليدا"، مشيرا إلى أنها "أُجبرت على التراجع وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة". كما أعلن الحزب أنه يواصل استهداف تجمعات جنود في شمال إسرائيل. وأفاد مسؤول أمني لبناني أن إسرائيل نفذت للمرة الأولى ضربة جوية على مدينة طرابلس بشمال البلاد في ساعة مبكرة من صباح السبت، وذلك بعد قصف الضاحية الجنوبية لبيروت مجددا ومحاولات أخرى من القوات الإسرائيلية للتوغل بريا في جنوب البلاد. وقبل القصف على الضاحية، وجه الجيش الإسرائيلي، ليل السبت، إنذارات بالإخلاء إلى سكان مبان في حارة حريك والعمروسية بالضاحية الجنوبية، بينما يواصل استهداف مواقع لحزب الله في العاصمة اللبنانية. وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة "إكس": "من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم اخلاء المباني المحددة وتلك المجاورة لها فورا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر"، مرفقا التحذير بصور أقمار اصطناعية لمبان في أحياء برج البراجنة وحارة حريك وشويفات العمروسية. وهزت غارات عنيفة الضاحية الجنوبية لبيروت، صباح السبت، وغطى الدخان الكثيف سماء المنطقة. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن حزب الله أطلق نحو 90 صاروخاً على الأراضي الإسرائيلية من لبنان، السبت. وذكر حزب الله أنه قصف شركة "أتا" للصناعات العسكرية الإسرائيلية في سخنين بالصواريخ. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 440 مقاتلا من حزب الله منذ بدء العمليات البرية في جنوب لبنان. كما أعلن الجيش أن مقاتلات تابعة لسلاح الجو نفذت "ضربات دقيقة" على مراكز قيادة إضافية لحزب الله وعلى منشآت بنية تحتية تابعة له في بيروت. وقالت السلطات اللبنانية إن ما يقرب من 2000 شخص قُتلوا منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على لبنان العام الماضي، معظمهم في الأسبوعين الماضيين. ووصف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الخسائر في صفوف المدنيين بأنها "غير مقبولة تماما". واتهمت الحكومة اللبنانية، إسرائيل باستهداف المدنيين، وأشارت إلى مقتل العشرات من النساء والأطفال. ولم تذكر الحكومة على نحو مفصل العدد الإجمالي بين المدنيين ومقاتلي حزب الله. وتقول إسرائيل إنها تستهدف القدرات العسكرية لحزب الله وتتخذ خطوات للحد من إمكانية إلحاق الضرر بالمدنيين. وتتهم إسرائيل مقاتلي حزب الله بالاندساس بين المدنيين وهو ما ينفيه الحزب. وتدرس إسرائيل خيارات للرد على هجوم إيراني بصواريخ باليستية، الثلاثاء، والذي شنته إيران ردا على الحملة العسكرية الإسرائيلية الراهنة في لبنان، والتي دت إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون لبناني.
تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت..
الراي... تجددت مساء اليوم السبت الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنّ «الطيران الحربي للعدو الاسرائيلي نفذ 4 غارات عنيفة جدا على الضاحية الجنوبية، وغارة على منطقة الشويفات وسيارات الاسعاف تهرع الى المكان». فيما أشارت وكالة «فرانس برس» إلى وقوع انفجارات وتصاعد أعمدة الدخان وكرات اللهب في المنطقة المستهدفة. يأتي ذلك بعدما أنذر الجيش الإسرائيلي السكان في عدد من المباني بالضاحية الجنوبية إلى «إخلائها فوراً»...
غارات إسرائيلية عنيفة «تشعل» الضاحية الجنوبية لبيروت
بيروت: «الشرق الأوسط».. شن الطيران الإسرائيلي غارات عنيفة، ليل السبت-الأحد، على الضاحية الجنوببة لبيروت أدت إلى ارتفاع كرات ضخمة من اللهب من المواقع المستهدفة مع تصاعد سحب الدخان الكثيف. وقصف الجيش الإسرائيلي مناطق الشويفات وبرج البراجنة والليلكي والكفاءات وحي ماضي وحارة حريك في أعنف ليلة من الغارات تشهدها الضاحية الجنوبية في بيروت منذ بدء الحرب. وأفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية بسماع دوي انفجارات في جنوب بيروت، بعد تحذير الجيش الإسرائيلي بإخلاء مبانٍ تحيط بثلاثة مواقع لـ«حزب الله» في الضاحية. ووجّه الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، تحذيراً إلى سكان مبانٍ في الضاحية الجنوبية لبيروت بضرورة إخلائها. وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في منشور على موقع «إكس»: «إنذار عاجل إلى سكان الضاحية الجنوبية، وتحديداً للموجودين في المباني المحددة في الخرائط المرفقة في برج البراجنة، أنتم موجودون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لـ(حزب الله)، حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على مدى الزمني القريب». وتابع: «من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم بإخلاء المباني المحددة، وتلك المجاورة لها فوراً، والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر». وخلال الأيام الماضية، أصدر الجيش الإسرائيلي طلبات إخلاء لأماكن في الضاحية الجنوبية لبيروت عدة مرات؛ حيث يواصل قصف عدد من الأهداف وقتل قادة في «حزب الله» و«حماس». وأعلنت إسرائيل منتصف الشهر الماضي نقل «الثقل العسكري» إلى الجبهة الشمالية. وبدأت منذ 23 سبتمبر (أيلول) تكثيف غاراتها الجوية، خصوصاً في مناطق تُعدّ معاقل لـ«حزب الله» في الجنوب والشرق والضاحية الجنوبية لبيروت. وأعلنت إسرائيل أنها بدأت في 30 سبتمبر، عمليات «برية محدودة وموضعية ومحددة الهدف» في جنوب لبنان، تستهدف «بنى تحتية» عائدة لـ«حزب الله»
مصدر معلومات غير متوقع كشف حزب الله لإسرائيل
الحرة – واشنطن... يطرح نجاح إسرائيل في الوصول إلى عدد كبير من قادة حزب الله واستهدافهم مباشرة، عدة تساؤلات
اكد الخبير في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من جامعة ويسكونسن ماديسون، ديفيد موريسون، أن الاستخبارات الإسرائيلية حققت نجاحا ملحوظا في اختراق حزب الله اللبناني، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى التطورات التي شهدها دوره خلال الحرب في سوريا. وفي تصريح خص به موقع "الحرة"، السبت، أشار موريسون إلى أن سوريا كانت بداية توسع حزب الله خارج لبنان، مما أدى إلى إضعاف آليات الرقابة الداخلية لديه وفتح الباب أمام عمليات التسلل الإسرائيلية. وأوضح أن الحرب في سوريا أسفرت عن تدفق هائل من المعلومات المتاحة للجمهور، والتي استغلها عملاء الاستخبارات الإسرائيلية باستخدام خوارزميات متطورة لتحليل البيانات. موريسون أعطى مثالا بـ"نعي القتلى"، الذي يتّبعه حزب الله من خلال ملصقات، والذي أضحى مصدرا غنيا بالمعلومات، على حد تعبيره، من حيث أنه يكشف عن تفاصيل صغيرة لكنها مهمة، مثل المدينة التي ينتمي إليها المسلح ومكان مقتله، بالإضافة إلى الشبكات الاجتماعية التي تروج لتلك لأخبار "دائرة أصدقائه الذين نشروا الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي" وفق تعبيره. في مثال آخر، قال موريسون إن مراسيم الجنازات أيضا، شكلت فرصة للكشف عن كبار القادة الذين أُجبروا على الظهور علنا، مما زاد من فرص الاستخبارات الإسرائيلية لجمع معلومات حيوية عنهم. إلى ذلك، شدد موريسون على أن تعامل حزب الله مع أجهزة مخابرات خارجية، ضعّف من مناعته، وقال: "اضطرت المجموعة السرية (حزب الله) فجأة إلى البقاء على اتصال وتبادل المعلومات مع جهاز المخابرات السوري الفاسد وسيئ السمعة، أو مع أجهزة المخابرات الروسية، التي كانت تخضع لمراقبة منتظمة من قبل الأميركيين". ويطرح نجاح إسرائيل في الوصول إلى عدد كبير من قادة حزب الله واستهدافهم مباشرة، عدة تساؤلات حول الطريقة التي تمكنت بها الاستخبارات الإسرائيلية في الكشف عن أماكنهم بالتحديد. وتأتي هذه التحليلات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، مما يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها حزب الله في ظل التغيرات الجيوسياسية الحالية، وسلسلة الاستهدافات الإسرائيلية الناجحة التي طالت عددا من كوادره وعلى رأسهم أمينه العام، حسن نصر الله. و الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه أردى 440 مسلحا من حزب الله اللبناني منذ إطلاق عملياته البرية، الاثنين، في جنوب لبنان حيث تكثف القوات الإسرائيلية ضرباتها. ويأتي التصعيد في لبنان بعد عام تقريبا على فتح حزب الله جبهة ضد إسرائيل "إسنادا" لغزة، بعد يوم على شن حماس هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر واندلاع الحرب المدمرة بينها وبين إسرائيل في قطاع غزة. ويجري منذ ذلك الحين تبادل يومي للقصف بين الحزب وإسرائيل، ما أدى إلى نزوح عشرات آلاف السكان من جانبي الحدود. إلى ذلك، تشن إسرائيل سلسلة من الهجمات الدقيقة والمكثفة ضد حزب الله في لبنان، مستهدفة قيادات الصف الأول والثاني في الحزب، في خضم العملية التي أطلقت عليها إسرائيل اسم "سهام الشمال"، والتي تهدف إلى إضعاف أحد أقوى حلفاء إيران في المنطقة. وبدأت العملية بسلسلة من الضربات الاستباقية الدقيقة، والتي هدفت بحسب إلى شل القيادة العسكرية لحزب الله، وإضعاف صفوفه، وتقويض قدراته على التواصل الفعال، إضافة إلى زرع الخوف بين عناصره، وفق صحيفة "التلغراف". ووصلت هذه العملية إلى ذروتها مع هجوم واسع النطاق في بيروت، الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إنه أدى إلى مقتل الأمين العام للحزب، حسن نصر الله.
إسرائيل استهدفت قيادات الصف الأول والثاني في الحزب
من شكر إلى نصر الله.. خريطة الاغتيالات الإسرائيلية في صفوف حزب الله
تشن إسرائيل سلسلة من الهجمات الدقيقة والمكثفة ضد حزب الله في لبنان، مستهدفة قيادات الصف الأول والثاني في الحزب، في خضم العملية التي أطلقت عليها إسرائيل اسم "سهام الشمال"، والتي تهدف إلى إضعاف أحد أقوى حلفاء إيران في المنطقة. وعلى مدى الأسبوع الماضي، تم تداول اسم رئيس المجلس التنفيذي للحزب، هاشم صفي الدين، ليكون خليفة لنصر الله، لكن مصدرا وصفته وكالة فرانس برس بـ"الرفيع" كشف، السبت، بأن الاتصال معه (صفي الدين) "مقطوع" منذ سلسلة الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية الجمعة. وقال المصدر من دون الكشف عن هويته إن "الاتصال مع صفي الدين مقطوع منذ الغارات العنيفة على الضاحية"، مضيفا "لا نعلم إذا كان موجودا في المكان الذي استهدفته الغارات، ومن كان موجودا معه".
غارات "عنيفة جدا" في بيروت.. ورصد صواريخ باتجاه إسرائيل
الحرة – واشنطن.... تعرضت عدة مناطق في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، بيروت، مساء السبت، لغارات "عنيفة جدا" أتت تزامنا مع تحذير جديد للجيش الإسرائيلي بإخلاء مبانٍ في عدد من الأحياء في المنطقة، وتأكيد برصد صواريخ قادمة من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أنّ المقاتلات الإسرائيلية نفذت "أربع غارات عنيفة جدا على الضاحية الجنوبية، وغارة على منطقة الشويفات، وسيارات الإسعاف تهرع إلى المكان". وأظهرت لقطات كرات ضخمة من اللهب ترتفع من المواقع المستهدفة مع تصاعد سحب الدخان الكثيف. وأفادت مراسلة موقع الحرة بنشوب حريق ضخم وانفجارات عنيفة في مكان غارة استهدفت طريق المطار القديم. وقالت الوكالة الوطنية إن "حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت تستمر تزامنا مع العدوان" الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه "سجل منذ قليل هبوط عدة طائرات تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط" الناقل الرسمي للبنان. وحذر سكان عدد من المباني في بالضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، بيروت، بضرورة الإخلاء "فورا". ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في ثلاث تغريدات عبر إكس، ليل السبت الأحد، إنذارات بالإخلاء لسكان مبان واقعة في حي برج البراجنة وحارة حريك وشويفات العمروسية والليلكي. وفي آخر تغريداته بالخصوص قال أدرعي: "إنذار آخر إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديدًا المتواجدين في المباني المحددة في برج البراجنة والليلكي وحارة حريك". كما أكد الجيش الإسرائيلي أنه "يستهدف في هذه الأثناء أهدافًا إرهابية تابعة لحزب الله في منطقة بيروت". وذكر أنه "بخصوص الإنذارات في منطقة كريات شمونا قبل قليل فقد تم رصد إطلاق نحو 30 قذيفة صاروخية من لبنان حيث تم اعتراض بعضها وتم رصد سقوط لبعضها". وفي تحذير سابق قال أدرعي: "إنذار إضافي إلى سكان الضاحية الجنوبية في حارة حريك وشويفات العمروسية وتحديدًا في المباني المحددة وتلك المجاورة لها"، مرفقة خريطة لمبان محددة. وفي تغريدة سبقتها أيضا قال أدرعي: "إنذار عاجل إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديدًا المتواجدين في المباني المحددة في الخرائط المرفقة في برج البراجنة".
وأرفق أدرعي خرائط بتغريدته:
واضاف في التغريدات التي تضمن الإنذارات "أنتم متواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على مدى الزمني القريب". وذكر أنه "من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم إخلاء المباني المحددة وتلك المجاورة لها فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر". ووثقت مقطع فيديو اشتعال حرائق ضخمة عقب غارات، السبت، في قرى بجنوب لبنان. وذكر الجيش الإسرائيلي، السبت، إن "قوات لواء جولاني تواصل العمليات المركزة في منطقة جنوب لبنان وعثرت على مستودعات أسلحة وفتحات أنفاق عملياتية وقضت على مخربين، وداهمت ودمرت بنى تحتية إرهابية في المنطقة".
قلق أممي
وندّد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي لدى وصوله إلى بيروت، السبت، بما يواجهه لبنان من "أزمة مروعة"، بعد فرار مئات الآلاف من منازلهم على وقع الغارات الإسرائيلية الكثيفة على مناطق عدة في البلاد. وقال غراندي في منشور على منصة أكس "وصلت للتو إلى بيروت بينما يواجه لبنان أزمة مروّعة. مئات الآلاف من الأشخاص باتوا معدمين أو مشردين بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية". وأضاف "جئت إلى هنا تضامنا مع المتضررين، لدعم الجهود الإنسانية ولطلب مزيد من المساعدة الدولية"، في وقت تقدر السلطات نزوح أكثر من مليون شخص بسبب التصعيد الإسرائيلي. بدوره، حذّر عمران رضا نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان ومنسق الشؤون الإنسانية من "زيادة مقلقة" في الهجمات على فرق الرعاية الصحية في لبنان. وقال رضا على حسابه على منصة إكس "شهدنا خلال الأيام الماضية زيادة مقلقة في الهجمات ضد فرق الرعاية الصحية في لبنان". وأضاف "يدفع العاملون في مجال الرعاية الصحية الثمن الأغلى بحياتهم"، مشيرا إلى أنّ "النظام الصحي على وشك الانهيار" في لبنان. وتأتي تصريحاته غداة إعلان أربعة مستشفيات على الأقل في لبنان تعليق خدماتها، بينما أعلنت هيئة صحية تابعة لحزب الله مقتل 11 من مسعفيها في جنوب البلاد. ومع تكرار استهداف مسعفين في مناطق عدة، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إجراء اتصالات دبلوماسية من "أجل الضغط على العدو الاسرائيلي للسماح لفرق الانقاذ والإغاثة بالوصول الى المواقع التي تعرضت للغارات والسماح بنقل الضحايا والجرحى". وندّد ميقاتي "بما يقوم به العدو الاسرائيلي من انتهاك للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية المتبعة". من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس إن عناصر حزب الله يستخدمون "بشكل متزايد سيارات الإنقاذ من أجل نقل المخربين والوسائل القتالية". وأضاف "يستخدم حزب الله سيارات الإسعاف التابعة للهيئة الصحية الإسلامية لأغراض إرهابية"، وحذّر من أن "كل مركبة يثبت أن عليها مخربا مسلحا يستخدمها لأغراض الإرهاب (...) سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بحقها لمنع استعمالها العسكري". وتشن إسرائيل حملة قصف متواصلة منذ 23 سبتمبر على مناطق واسعة من لبنان تقول إنّه يستهدف بنى تحتية ومنشآت تابعة للحزب.
ترجيحاتٌ بمقتل خليفة نصرالله..ومَخاوف من تَعَمُّد إيران تظهير «الأمر لي» في «بلاد الأرز»
لبنان..جحيم مفتوح بلا أفق
الراي...| بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |
- حرمان الجرحى والناجين المحتملين من فرصة الإنقاذ
- مكتب ميقاتي ينفي «الاجتماع العاصف» مع عراقجي
- «حزب الله» يستهدف شركة صناعات عسكرية إسرائيلية
يَطْوي «طوفان الأقصى» غداً، عامه الأول بعدما فاضَ دماً ودماراً على جبهة لبنان التي باتت مرشّحةً لتكون «غزة ثانية»، ويُنْذِر بأن يغمر خطَّ التماس الإسرائيلي - الإيراني الذي يستعدّ لـ «جولةٍ» هي الأقسى من مواجهة «وجهاً لوجه»، هو الذي تطايرتْ حِمَمُه على امتداد الأشهر الـ 12 الماضية في اتجاه الضفة الغربية المحتلة واليمن وسورية والعراق. وليس عابراً أن يتحوّل لبنان، الذي انضمّ باكراً إلى «الطوفان» عبر معركة الإسناد والإشغال التي فَتَحها «حزب الله» في 8 أكتوبر، ملعبَ النار الأكثر التهاباً في «حرب الجبهات السبع» التي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يخوضها وجاهر بأنه يريدها مَدخلاً لقلْب الطاولة في المنطقة وتبديل الموازين في المنطقة وصولاً إلى «شرق أوسط جديد». فمنذ نحو أسبوعين أصبحتْ «بلاد الأرز» في عيْنِ هذا الهدف الـ «ماكرو» لإسرائيل عبر «حرب لبنان الثالثة» التي تتأجّج في شكلٍ تَصاعُدي، من اجتياحٍ جوي ساحقٍ يَقبض على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت ولم يوفّر العاصمةَ ولا الشوف وكسروان وجبيل والشمال، إلى موجةٍ هي الأعتى من الاغتيالات لقادة «حزب الله» وعلى رأسهم أمينه العام السيد حسن نصرالله ثم خليفته المحتمل هاشم صفي الدين، الذي يُرجح أنه سقط في غارةٍ زلزالية من 72 طناً من المتفجرات (في الضاحية) ليل الخميس - الجمعة، فطلائع الغزو البري للمنطقة القريبة من الحدود في الجنوب، مروراً بمقدّمات حصار عسكري شامل يُخشى أن يتّخذ أشكالاً أخرى كلما اشتدّ عصْفُ حرب «وبعدي الطوفان».
معارك «تَلاحُمية»
وفي وقت كان الميدانُ يشهد فصولاً متواصلةً من معارك «تَلاحُمية» بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» خصوصاً على محوريْ كفركلا - العديسة ويارون - مارون الراس، بالتوازي مع مضيّ الطيران الحربي في تحويل الضاحية الجنوبية كتلةَ نار وحُطام بعشرات الغارات اليومية، وتوسيع الاستهدافات «الجِراحية» نحو قادة من «حماس» في مخيم البداوي شمالاً والبقاع اللبناني شرقاً، تعمّقتْ المَخاوفُ من جولاتٍ أكثر تفلُّتاً من كل الضوابط مع إعلان تل أبيب أنها مازالت «تخبئ مفاجآتٍ» واستنساخها جرائمَ الحرب في غزة بمختلف فظائعها وليس أقلّها استهداف مستشفيات وأطقم طبية وحرمان الجرحى والناجين المحتملين من غاراتها فرصةَ الإنقاذ عبر إحاطة «مسرح الجريمة» بأحزمة نارٍ.
«يا قاتل يا مقتول»
وفي حين بدت الوقائعُ العسكرية أكبر من القدرة على إحصاء انفلاشها الدراماتيكي، أعربتْ أوساطٌ واسعة الاطلاع عن مَخاوف فعلية من أن يكون لبنان زُجّ «حتى آخِر رَمَقٍ» في فوهة حرب «يا قاتل يا مقتول»، طرفاها إسرائيل وإيران، و«بلاد الأرز» أبرز ساحاتها، وهو ما عبّر عنه:
- اقتناعٌ يترجمه نتنياهو تباعاً بأن «حرب لبنان الثالثة» ليست مثل حرب يوليو 2006، وأنه يريدها باباً للإجهاز على الآلة العسكرية لـ «حزب الله»، وسط اعتقادٍ بأن اغتيالَ نصرالله والقادة الآخَرين، سيترك ارتداداتٍ لا تُعوَّض على صعيد بنية الحزب ومكانته الداخلية والإقليمية، وبأن إسرائيل لم تَعُد وفق بنك أهدافها المضمَر تكتفي بأن يتمّ تطبيق القرار 1701 كإطارٍ لـ «اليوم التالي» لبنانياً وأن «عيْنها» صارت على القرار 1559 الناظِم لنزع سلاح «حزب الله»، وهو ما يفسّر أن مقترح وقف النار الدولي - العربي الذي تم استيلاده على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة «تجاوزتْه» التطورات على الأرض وصولاً لتقارير عن أن واشنطن أبلغت لبنان أنه لم يَعُد على الطاولة.
- تَعَمُّد إيران، من مرشدها الأعلى السيد علي خامنئي ومن على منبر تأبين نصرالله في طهران وبمواقف أطْلقها «بالمرقّط» (وبيده البندقية)، إلى وزير خارجيتها عباس عراقجي ومن على منصة السرايا الحكومية، إعلان ما يشبه «الأمر لنا» في لبنان وفي مآلات الحرب وآليات الخروج منها، في ما بدا محاولةً لمعاودة تنظيم «خطوط الدفاع» عن طهران بوجه الآتي في ضوء بدء العدّ العكسي لردٍّ «جدي ومهمّ وقاس» من إسرائيل عليها بعد هجومها الصاروخي انتقاماً لاغتيال الأمين العام لـ «حزب الله» ومعه نائب قائد الحرس الثوري في لبنان وإسماعيل هنية. واستوقف الأوساطَ المطلعة، ما أعلنه كل من خامنئي وعراقجي والذي قوبل بدهشةٍ في بيروت وبمحاولة لبنان الرسمي التخفيف من وطأة الأبعاد النافرة لتَعَمُّد المرشد الأعلى وصْف دفاع «حزب الله» عن غزة ونصرته للمسجد الأقصى بأنهما «خدمة مصيرية للمنطقة كلها ولكل الإنسانية»، واعتباره «أن الدفاع المستميت للشعب اللبناني عن الشعب الفلسطيني هو شرعي وقانوني، ولا يحق لأي أحد أن ينتقد دفاعهم الإسنادي عن غزة»، و«الأعداء لن يحققوا النصر أبداً على حماس وحزب الله»، وصولاً لقفز وزير الخارجية الإيراني فوق كل المحاولات المستميتة من بيروت لوقف الحرب على قاعدة إعلان الموافقة على وقف النار وفصل جبهة لبنان عن غزة تطبيق الـ 1701، بإعلانه أن بلاده مع وقف النار «بشرط أن يوافق الحزب والتزامن مع غزة».
لقاء عاصف!
وعلى وقع تقارير في بيروت، عن أن لقاءً عاصفاً جمع بين عراقجي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي بات يصرّ على فصل مساري وقف النار، وأن ضيفه الإيراني رفض «على قاعدة ان المقاومة جبهة واحدة ولا مساس بوحدة الساحات» وان لهجة طهران كانت اقرب الى التحذير والتهديد، أعلن المكتب الإعلامي لميقاتي «إن ما يتم تناقله هو مجرد سيناريوهات واستنتاجات لا تمت إلى الحقيقة. فالاجتماع لم يكن عاصفاً، كما يزعم البعض، بل على العكس، كان ضمن الأصول الدبلوماسية المتبعة».
مصير صفي الدين
وجاءت هذه التطورات في وقت بقي مصير صفي الدين، ابن خالة نصرالله، والذي كان أبرز المرشحين لخلافته، غامضاً وسط ما نُقل عن مصدر أمني لبناني من أنّ «رئيس المجلس التنفيذي في«حزب الله»، كان في المكان الذي استهدفته إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت»، لافتاً إلى «انقطاع الاتّصال بصفي الدين منذ غارة فجر الجمعة ولا يُمكن الوصول إليه»، معتبراً أنّ «فرص نجاة أي شخص في مكان الاستهداف شبه معدومة». وفيما نقلت قناة «العربية» عن مصادر أن صفي الدين سقط في الغارة مع مساعدين وإيرانيين وقادة بدلاء ميدانيين في «حزب الله» وأن الموقع المستهدف كان على عمق كبير، كانت ثلاثة مصادر أمنية لبنانية أبلغت إلى «رويترز» أن الضربات المكثفة على الضاحية تمنع رجال الإنقاذ من تمشيط موقع الضربة. من جانبها، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن الهجوم استهدف صفي الدين وكان معه رئيس استخبارات الحزب، المعروف بـ «مرتضى» (حسين هزيمة)، ومحمد رشيد سكافي قائد منظومة الاتصالات.
ضرب نقطة المصنع
ولم تحجب هذه الوقائع الخطيرة الأنظارَ عن ارتقاء إسرائيل في عدوانها إلى حدّ ضرب نقطة المصنع الحدودية بين لبنان وسورية، والتي تشكّل رئةً اقتصادية حيوية لدورها في حركة الاستيراد والتصدير براً، وسط خشية من اتجاه لقفل هذا الطريق بالتوازي مع تضييقٍ مستمر للخناق على حركة السفن، وما تنقله كما على الأجواء اللبنانية تحت عنوان منع وصول أسلحة إلى «حزب الله» (عبر مطار بيروت أو المرافئ) من شأنها «إعادة تكوين» مخزونه العسكري الذي تضربه تباعاً، وصولاً لمخاوف من أن يجري استهداف المطار بعد أن تنتهي عمليات إجلاء الرعايا الأجانب، وهي من الأكبر التي تُنظَّم، وهو ما دفع وزير الاقتصاد أمين سلام لإعلان أن «كل البلد بات تحت الحصار الإسرائيلي».
قتال وجهاً لوجه
وفي موازاة ذلك، وعلى وهج إعلان مصدر عسكري إسرائيلي أن الجيش يستعدّ لتوسيع العملية البرية في جنوب لبنان قريباً وأنه سيدفع بلواءين إضافيين، عَكست الوقائعُ الميدانية تقدّماً بطيئاً وبعشرات الأمتار للقوات الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، وهو ما عبّرت عنه بيانات «حزب الله» والتقارير عن اشتباكاتٍ على أرضِ قرى حدودية لبنانية وعن قتالٍ وجهاً لوجه ومن حي إلى حيّ، وخصوصاً على محوريْ العديسة - كفركلا ويارون - مارون الراس. وإذ أقرّ الحزب في أحد بياناته بـ «الصور التي نشرها جيش العدو لجنوده قرب منازل في قرية حدودية جنوب لبنان»، موضحاً أنه «تم تصويرها في بقعة جغرافية تبعد عشرات الأمتار عن الأراضي المحتلة حيث أن بعض الجنوبيين بنوا منازلهم قرب الحدود»، ومشيراً إلى أنه «بهدف الحصول على هذه الصور كان الثمن أكثر من 20 قتيلاً وجريحاً في صفوف جنود النخبة»، فإن محاولات التوغل تواجه صعوبات كبيرة يعكسها حجم الخسائر البشرية والخشية من مفاجآت معاكسة يعدّها الحزب وقد يلجأ إليها في توقيتٍ ما عبر التسلل إلى الجليل ناهيك عن استمراره باستهدافات صاروخية كثيفة لتجمّعات جنود قبل انتقالهم إلى الحدود ولمستوطنات في الشمال كما في العمق الإسرائيلي حيث استهدف أمس، شركة «أتا» للصناعات العسكرية قرب سخنين شرق عكا، وذلك بعد ساعات من إعلانه قصف قاعدة رامات ديفيد الجوية جنوب شرقي مدينة حيفا، بينما أكد رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي أنه «يجب مواصلة ممارسة الضغط على حزب الله وتسديد ضربات إضافية ومتواصلة للعدو من دون تسهيلات ومن دون السماح له بفترة للتنفس».
القتال المكثّف ينتهي خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع!
نشرت القناة 12 الإسرائيلية، تقريراً يفيد بأن مسؤولاً أمنياً أبلغ أسر الرهائن بأن إدارة المؤسسة الأمنية ترجح أن القتال المكثف في الشمال سينتهي خلال أسبوعين أو 3 أسابيع. وأضاف المسؤول، وفق موقع «تايمز أوف إسرائيل»، الجمعة، أن الهدف هو الوصول إلى اتفاق دبلوماسي مع «حزب الله» يمكّن إسرائيل من ضمان صفقة أسرى مع حركة حماس في قطاع غزة.
4 مستشفيات لبنانية تُعلّق خدماتها
أعلنت أربعة مستشفيات على الأقل في لبنان، تعليق خدماتها الجمعة على وقع غارات إسرائيلية كثيفة في محيطها، بينما أعلنت هيئة صحية تابعة لـ «حزب الله» سقوط 11 من مسعفيها في الجنوب. وأفادت إدارة مستشفى سانت تريز الخاص عند تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت بـ«وقف الخدمات الاستشفائية» بعد وقوع «أضرار جسيمة» في المبنى والمعدات «بعدما استهدف الطيران الإسرائيلي بغارات عنيفة» مبنى المستشفى «وكل المعدات والتجهيزات الطبية». جنوباً، أعلنت إدارة مستشفى ميس الجبل الحكومي الجمعة «إخلاءه ووقف العمل في كل أقسامه» مع «قطع الطرق وخطوط الإمداد... وصعوبة وصول» طاقمه. وفي بلدة مرجعيون القريبة من الحدود، أغلق المستشفى الحكومي أبوابه بعد إجلاء موظفيه، إثر غارة عند مدخله الرئيسي. ومساء الجمعة، أفادت الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام بأن حرم مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل «تعرض لقصف مدفعي إسرائيلي»...
نتنياهو: غيّرنا موازين القوى مع حزب الله.. وكفّتنا لا تزال راجحة
«دمرنا جزءًا كبيراً من ترسانة الصواريخ والقذائف التي بناها طوال أعوام»
الجريدة...ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت بدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الكف عن توريد الأسلحة إلى إسرائيل للقتال ضد حركة حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان. وقال نتنياهو في بيان «بينما تحارب إسرائيل القوى الهمجية التي تقودها إيران، يتعين على جميع الدول المتحضرة أن تقف بحزم إلى جانب إسرائيل. إلا أن الرئيس ماكرون وغيره من القادة الغربيين يدعون الآن إلى حظر الأسلحة على إسرائيل. يجب أن يشعروا بالعار». قال إن إسرائيل غيرت موازين القوى ومسار الحرب ضد حزب الله في لبنان، ودمرت جزءا كبيرا من منظومة صواريخه، مضيفا: «كفّتنا لا تزال راجحة». وأضاف نتنياهو: «لقد كانت ردة فعلنا قوية ضد حزب الله، لكنها ليست كافية»، مشيراً من جهة أخرى إلى أنه «من حقنا وواجبنا الرد على الهجوم الإيراني، وسنفعل ذلك»....
«حزب الله» يخسر بديل حسن نصرالله وإسرائيل تعد هجوماً «جدياً» على إيران
زيارة عراقجي لبيروت تغلق المسار الدبلوماسي
• تل أبيب ترفض منح واشنطن ضمانات بعدم ضرب «النووي»
• مصادر إيرانية لـ «الجريدة•»: إصابة قآني في كتفه وصدره خلال الغارة التي استهدفت صفي الدين
• القصف الإسرائيلي يُخرج مستشفيات من الخدمة ويستهدف للمرة الأولى طرابلس ومسجداً بالجنوب
الجريدة...طهران - فرزاد قاسمي و منير الربيع والجريدة – القدس...
وسط انسداد المسارات للتوصل إلى حل دبلوماسي يوقف الحرب الإسرائيلية المتصاعدة على لبنان، تلقى «حزب الله» ضربة كبيرة أخرى، بعد غارة أودت، على الأرجح، بحياة رئيس مجلسه التنفيذي هاشم صفي الدين، المرشح الأبرز لتولي منصب الأمين العام للحزب خلفاً لحسن نصرالله، الذي قُتل في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر الماضي. وفي حين وسّعت إسرائيل غاراتها على كل المناطق اللبنانية، خصوصاً الضاحية الجنوبية التي تحولت إلى مدينة منكوبة شبه خالية من السكان بفعل الغارات العنيفة، أكد قيادي في «حزب الله» انقطاع الاتصال بصفي الدين منذ الضربة التي استهدفت مقراً للحزب في حي المريجة بالضاحية فجر الجمعة، كان صفي الدين يجتمع فيه على عمق كبير تحت الأرض، مع قيادات حديثة التعيين في الحزب ومسؤولين بالحرس الثوري الإيراني، في حين تحول الغارات المتواصلة على الضاحية وحالة الإرباك في صفوف الحزب المنقذين دون البحث عنه بشكل فعال. وطوال يوم أمس لم تتوقف الغارات على مناطق لبنان من الشمال إلى الجنوب، وضرب الجيش الإسرائيلي مسجداً للمرة الأولى في مدينة بنت جبيل بالقطاع الحدودي الأوسط جنوب لبنان، في أول ضربة من نوعها منذ بدء تبادل إطلاق النار بين إسرائيل والحزب قبل عام، كما شن الجيش للمرة الأولى غارة في مدينة طرابلس شمال لبنان التي تسكنها أغلبية سنية استهدفت قيادياً في حركة حماس بمخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين. في المقابل، أفاد الحزب، في بيان، بأن مقاتليه تصدوا لعدة محاولات توغل في بلدة العديسة بالقطاع الشرقي وفي يارون بالقطاع الأوسط، كما أطلقوا صواريخ باتجاه مدن إسرائيلية. وكانت تل أبيب نفذت فجر الجمعة غارة على نقطة المصنع الحدودية في شرق لبنان على الحدود السورية، ما أدى إلى قطع الطريق الدولي بين البلدين. وأفاد محللون عسكريون بأن الإسرائيليين يواجهون صعوبة بالغة في اختراق خط الدفاع البري الأول لـ «حزب الله»، ويحاولون قطع طرق الإمداد بين هذا الخط والخطين الثاني والثالث من خلال استهداف الطرقات وتقطيع الأوصال. ووسط استحالة التنبؤ الفعلي بما يريد أن يفعله الإسرائيليون وإلى أي مدى سيتقدمون في الأراضي اللبنانية، كشفت مصادر عن نقاشات إسرائيلية حول احتمال تثبيت نقاط عسكرية جنوب نهر الليطاني، والتقدم نحو شماله. سياسياً، أدت تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال زيارته لبيروت إلى تعطيل المسار الدبلوماسي بعد رفضه الفصل بين جبهتي لبنان وغزة، وهو الموقف الذي يناقض موقف الحكومة اللبنانية التي عبرت عن تأييدها لوقف فوري لإطلاق النار. وبحسب المصادر، رفض «حزب الله»، بعد زيارة عراقجي، النقاش في الملف الرئاسي، وهو ما يوجّه ضربة للمساعي الدولية التي تربط بين وقف النار وحل سياسي شامل. إقليمياً، قال الجيش الإسرائيلي إنه يعد ضربة عسكرية كبيرة وشديدة وجدية لإيران قد تكون متزامنة مع ذكرى عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر، رداً على قصفها الصاروخي الثلاثاء الماضي، في حين قالت طهران إنها جاهزة لصد الهجوم على كل أراضيها. وقبيل وصول قائد القيادة الوسطى الأميركية مايكل كوريلا إلى القدس لتنسيق الرد الإسرائيلي مع نظرائه الإسرائيليين، أفادت تقارير أميركية بأن تل أبيب رفضت منح إدارة الرئيس جو بايدن أي ضمانات حول عدم استهداف المنشآت النووية الإيرانية، التي دعا المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب إلى ضربها دون تأخير. ووسط المخاطر باندلاع حرب طاقة في المنطقة وسط تهديدات إسرائيل من جهة وحلفاء إيران وخبراء الحرس الثوري من جهة أخرى، عبّر وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد عن «عدم قلقه» إزاء التهديدات الإسرائيلية بمهاجمة آبار ومصافي النفط التي تعتمد عليها إيران في اقتصادها. وقالت مصادر في القدس لـ «الجريدة»، إن الضربات الإسرائيلية ستقتصر على المنشآت العسكرية، وستؤثر بشكل ملموس على قدرات إيران في هذا المجال. أما رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أيهود باراك، فقد توقع ضرب أهداف عسكرية أو منشآت اقتصادية بينها محطات الكهرباء. إلى ذلك، علمت «الجريدة»، من مصدر في «فيلق القدس»، أن قائد الفيلق اللواء الركن إسماعيل قآني أصيب بجروح في كتفه وصدره ورجله في الغارة التي استهدفت القيادي بـ «حزب الله» هاشم صفي الدين، البديل المحتمل لحسن نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت فجر الجمعة. وقال المصدر إن قآني كان متجهاً إلى اجتماع مع صفي الدين وغيره من قيادات الحزب، لبحث ترتيبات دفن نصرالله والتعيينات في الحزب بعد اغتيال معظم قياداته العليا، بما في ذلك تسمية صفي الدين أميناً عاماً. وبحسب المصدر، أصيب قآني قبل قليل من دخوله إلى المبنى المستهدف الذي دمر بأكثر من 73 طناً من القنابل الخارقة للتحصينات في وقت قتل مرافقه وسائقه. وقام مرافقون في سيارة أخرى كانت تتبعه عن بعد بسحبه من السيارة ونقله على الفور إلى مكان آمن ثم إلى سورية وبعدها إلى طهران حيث خضع لعدة عمليات جراحية قبل أن يخرج في وقت لاحق أمس من العناية الفائقة بعد خسارة كميات كبيرة من الدماء. وذكر أن قآني عبر براً إلى لبنان عبر أنفاق سرية على الحدود السورية، واتخذ إجراءات أمنية مشددة بينها تبديل السيارات أكثر من مرة، وكان يرتدي درعاً مضادة للرصاص. وأشار المصدر إلى أن زيارة قآني في التوقيت الأمني الصعب جاءت بعد أن تعرض لانتقادات بسبب الضربات الكبيرة التي تلقتها قيادة «حزب الله» التي تنسق أمنياً مع «فيلق القدس» الذراع الخارجية للحرس الثوري. وقبل سفره إلى بيروت، تم استدعاء عدد من أعضاء عائلة قآني والمقربين منه للتحقيق معهم بسبب شكوك حول احتمال أن يكون أحد أفراد عائلته تعرض للاختراق، والعديد منهم لا يزال قيد التوقيف حتى اليوم، حسب المصدر. وفي تفاصيل الخبر: وسط انسداد المسارات للتوصل إلى حل دبلوماسي يوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة المتصاعدة على لبنان، تلقّى حزب الله ضربة كبيرة أخرى، بعد غارة أودت على الأرجح بحياة رئيس مجلسه التنفيذي هاشم صفي الدين، المرشح الأبرز لتولي منصب الأمين العام للحزب بدل حسن نصرالله، الذي قتل في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر الماضي. رئيس مجلسه التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين وفيما وسعت إسرائيل غاراتها على كل المناطق، خصوصاً الضاحية الجنوبية التي تحولت إلى مدينة منكوبة شبه خالية من السكان بفعل الغارات العنيفة بالقنابل شديدة الانفجار المتواصلة منذ أكثر من 10 أيام، نقلت «رويترز» عن مصادر أمنية لبنانية انقطاع الاتصال بصفي الدين منذ الضربة التي استهدفت مقراً لحزب الله في حي المريجة بالضاحية فجر الجمعة، كان صفي الدين يجتمع فيه على عمق كبير تحت الأرض، مع قيادات حديثة التعيين في الحزب ومسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، فيما تمنع الغارات المتواصلة على الضاحية وحالة الإرباك في صفوف حزب الله المنقذين من البحث عنه بشكل فعّال. ورجحت معلومات إسرائيلية، أن يكون صفي الدين ابن خالة نصرالله، الذي تجمعه علاقة مصاهرة بالجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي قتل بغارة بمطار بغداد في 2020، قد قتل في الضربة التي وصفت بأنها أقوى من تلك التي أودت بحياة نصرالله واستخدمت فيها قنابل خارقة للتحصينات شديدة الانفجار تزن 73 طناً. ونقلت وسائل إعلام لبنانية محلية بأنّ «حزب الله لم يتلقَّ حتّى السّاعة أيّة أنباء تتعلّق بصفي الدين منذ الضربة». إصابة قآني في غضون ذلك، علمت «الجريدة» من مصدر في «فيلق القدس»، أن قائد الفيلق اللواء الركن إسماعيل قآني أصيب بجروح في كتفه وصدره ورجله في الغارة التي استهدفت صفي الدين، وقد نقل إلى طهران للعلاج. وقال المصدر، إن قآني أصيب قبل دخوله إلى المبنى الذي دمّر بأكثر من 73 طناً من القنابل الخارقة للتحصينات، الذي كان يعقد فيه اجتماعاً للتنسيق حول ترتيبات دفن نصرالله والتعيينات القيادية، بما في ذلك تسمية صفي الدين، المقرب من إيران، أميناً عاماً للحزب. وذكر المصدر، أن قآني عبر براً إلى لبنان عبر أنفاق سرية بين سورية ولبنان، وقام بإجراءات أمنية مشددة بينها تبديل السيارات أكثر من مرة، وكان يرتدي درعاً مضادة للرصاص. دمار في منطقة الشياح وبحسب المصدر، قتل أحد مرافقي قآني وسائق سيارته، وقام مرافقون في سيارة أخرى كانت تتبعه عن بعد بسحبه من السيارة ونقله على الفور إلى مكان آمن ثم إلى سورية وبعدها إلى طهران حيث خضع لعدة عمليات جراحية لكن من غير الواضح مصيره حتى الآن. تل أبيب تواجه صعوبة في خرق خط الدفاع الأول لحزب الله وتدرس شن عمليات برية شمال الليطاني وأشار المصدر إلى أن زيارة قآني في الوقت الأمني الصعب جاءت بعد أن تعرض لانتقادات بسبب الضربات الكبيرة التي تلقتها قيادة حزب الله التي تنسق أمنياً مع فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري. وأفادت تقارير إيرانية بأن قآني أودع في الإقامة الجبرية بعد غيابه اللافت في اليومين الأخيرين. وقبل سفره إلى بيروت، تم استدعاء عدد من أعضاء عائلة قآني والمقربين منه للتحقيق معهم بسبب شكوك حول احتمال أن يكون أحد أفراد عائلته تعرض للاختراق والعديد منهم لا يزال قيد التوقيف حتى اليوم. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت، إن السلطات اللبنانية تقوم بالتحقق من إصابة قآني. وكان آخر ظهور لقآني في مكتب ممثل «حزب الله» بطهران عبدالله صفي الدين، شقيق هاشم صفي الدين بعد يومين على مقتل نصرالله. وإذا تبين أن قآني قتل بالفعل في الغارات الإسرائيلية على بيروت، فسيكون بذلك أعلى شخصية إيرانية تغتالها إسرائيل على الإطلاق. غارات عنيفة وطوال يوم أمس، لم تقف الغارات الاسرائيلية على مناطق لبنان من الشمال إلى الجنوب. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف مقاتلين من حزب الله «كانوا ينشطون في مركز قيادة يقع داخل مسجد مجاور لمستشفى صلاح غندور» في مدينة بنت جبيل في القطاع الحدودي الأوسط جنوب لبنان، في أول ضربة من نوعها منذ بدء تبادل إطلاق النار بين إسرائيل والحزب قبل عام. كما شن الجيش الاسرائيلي للمرة الأولى غارة في مدينة طرابلس شمال لبنان التي تسكنها أغلبية سنية استهدفت قيادياً في حركة حماس في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين. وتعرضت معظم قرى الجنوب لغارات جوية عنيفة وقصف مدفعي. ونفّذت إسرائيل فجر الجمعة غارة على نقطة المصنع الحدودية في شرق لبنان على الحدود السورية ما أدى إلى قطع الطريق الدولية بين البلدين. وأوضح الجيش في بيان أنه استهدف «نفقاً تحت الأرض» يستخدم لنقل الأسلحة لحزب الله عبر الحدود. وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه يواصل عملياته البرية ووزع أشرطة مصورة لجنود يقتحمون منازل ويعثرون على كميات كبيرة من الأسلحة. وقال الجيش إنه قتل أكثر من 250 مقاتلاً من حزب الله منذ بدء عملياته البرية. زيارة عراقجي تغلق مسار الحل الدبلوماسي وكاتس يدعو خامنئي ووكلاءه إلى ترك لبنان وأكدت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) أن قواتها «لا تزال في جميع المواقع» رغم أن الجيش الإسرائيلي أبلغها في 30 سبتمبر «عزمه شنّ عمليات برية محدودة في لبنان، وطلب منا نقل بعض مواقعنا». كذلك، أعلنت أربعة مستشفيات على الأقل في جنوب لبنان تعليق خدماتها على وقع غارات إسرائيلية كثيفة في محيطها، بينما أعلنت هيئة صحية تابعة لحزب الله مقتل 11 من مسعفيها في جنوب البلاد وأعلن مصادر طبية أن عدد المسعفين الذين قتلوا تخطى المئة. في المقابل، أفاد حزب الله في بيان بأن مقاتليه «اشتبكوا» مع «قوة مشاة معادية» في بلدة العديسة عدة مرات و»أُجبروها على التراجع». كما أعلن الحزب أنه استهدف «تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في خلة عبير في يارون» في جنوب لبنان «بصلية صاروخية»، واستهداف دبابة ميركافا بصاروخ خارق للدروع. وأعلن الحزب قصف قاعدة رامات ديفيد الجوية الإسرائيلية الواقعة جنوب شرق مدينة حيفا حيث سقطت صواريخ في البحر، بالإضافة إلى مدينة صفد ومواقع أخرى في شمال ووسط الجليل. وأفاد محللون عسكريون بأن الإسرائيليين يواجهون صعوبة بالغة في اختراق خط الدفاع البري الأول لحزب الله، ويحاولون قطع طرق الإمداد بين هذا الخط والخطين الثاني والثالث من خلال استهداف الطرقات وتقطيع الأوصال. دبابات إسرائيلية على الحدود وأشار هؤلاء إلى أن اعتماد الإسرائيليين استراتيجيات عسكرية متعددة، بعضها محاصرة رقعة القتال في بقعة جغرافية معينة، لتأمين حماية من النار لخطوط أخرى يريدون التقدّم عبرها، وهذا ضمن استراتيجيتهم القتالية في القطاع الغربي، أو الأوسط أو الشرقي. إلى جانب الهدف الإسرائيلي في إبعاد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، هناك هدف آخر من هذا الدخول البري وهو اكتشاف أنفاق الحزب ومخازن الصواريخ، والعمل على تصويرها. ووسط استحالة التنبؤ الفعلي حول ما يريد أن يفعله الإسرائيليون وإلى أي مدى سيتقدمون في الأراضي اللبنانية بعد توسيع العملية البرية، تدور هناك نقاشات إسرائيلية كثيرة ما بين حصر المعركة في جنوب نهر الليطاني، فيما هناك معطيات تتحدث عن نية الإسرائيليين تثبيت نقاط عسكرية جنوب النهر، والتقدم نحو شماله. سياسياً، اثارت تصريحات وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي انتقادات من عدة قوى في لبنان خصوصاً بعد رفضه الفصل بين جبهتي لبنان وغزة وهو الموقف الذي يناقض موقف الحكومة اللبنانية التي عبرت عن تأييدها لوقف فوري لإطلاق النار. وبحسب المصادر، فقد رفض حزب الله النقاش في الملف الرئاسي، وسط اسستشعار البعض لمحاولة أميركية لفرض وقائع سياسية بالنظر إلى الوقائع العسكرية. ونفى المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي صحة تقارير عن اجتماع عاصف مع عراقجي، وقال إن الاجتماع «كان ضمن الأصول الدبلوماسية المتبعة» وأظهرت صور ميقاتي وهو يتلقى اتصالاً هاتفياً خلال استقباله عراقجي في تصرف غير مألوف. وكان المرشد الإيراني علي خامنئي، قال أمس الأول، في خطبة الجمعة في طهران خصصها لتأبين نصرالله بحضور عشرات آلاف الإيرانيين، إن «قوى المقاومة» في المنطقة، في إشارة إلى حلفاء إيران من المجموعات المسلحة، لن تتراجع، داعياً اللبنانيين إلى «المقاومة». وفي رد على خامنئي، نشر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس تغريدة على موقع «إكس» تتضمن صورة لنصرالله وصفي الدين، ذكر فيها حساب خامنئي على إكس، وعلق عليها: «خذ وكلاءك واخرجوا من لبنان»....
إدارة بايدن ترى في حرب لبنان الثالثة فرصة لكنها تتخوف من تكرار التاريخ
الجريدة....نقلت صحيفة «بولتيكو» عن مسؤولين كبار في البيت الأبيض، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منحت بحذر شديد إسرائيل ضوءاً أخضر بتكثيف الضغوط العسكرية ضد «حزب الله» في لبنان رغم معارضتها هذا الأمر علناً. وبحسب تقرير نشرته الصحيفة قبل أيام، فقد أبلغ المستشار الرئاسي آموس هوكشتاين ومنسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك، كبار المسؤولين الإسرائيليين مؤخراً أن الولايات المتحدة وافقت على استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتحويل التركيز العسكري الإسرائيلي إلى الشمال ضد «حزب الله». وأشار التقرير إلى أن قرار التركيز على الحزب أثار انقساماً داخل الإدارة من أشخاص داخل «البنتاغون» ووزارة الخارجية ومجتمع الاستخبارات الذين أبدوا تخوفاً من أن تجر «حرب لبنان الثالثة» القوات الأميركية إلى صراع آخر في الشرق الأوسط. لكن الصحيفة أضافت أن ما يبدو كأنه صدع ليس سوى سعي إدارة بايدن إلى مسارات متعددة في وقت واحد. ونقلت عن مسؤول أميركي كبير قوله: «يمكن أن يكون كلا الأمرين صحيحاً، يمكن للولايات المتحدة أن تكون راغبة في الدبلوماسية وتدعم أهداف إسرائيل الأكبر ضد حزب الله»، مضيفاً «من الواضح أن الإدارة تتبع خطاً، لكن ليس من الواضح ما هو هذا الخط». ونشرت «واشنطن بوست» أمس الأول مقالاً للكاتب الصحافي المخضرم في شؤون الشرق الأوسط ديفيد اغناشيوس، جادل فيه بأنه رغم فشل إدارة بايدن في كبح جماح إسرائيل وتهدئة الصراع في الشرق الأوسط، لكنها تمتلك الآن فرصة جديدة «للمرة الأولى منذ جيل كامل» لمساعدة لبنان على استعادة سيادته عبر مساعدة الجيش اللبناني في ملء الفراغ الذي خلفه انهيار «حزب الله»، مشيراً إلى أنه لا يبدو أن إسرائيل لديها أي خطة للمستقبل، وهنا يمكن للولايات المتحدة أن تحدث فرقاً حاسماً. واستذكر اغناشيوس تفجير السفارة الأميركية وثكنات مشاة البحرية في بيروت في عام 1983 ما أدى إلى مقتل أكثر من 250 من عناصر المارينز، ووقتها كانت الولايات المتحدة تأمل تثبيت استقرار الدولة اللبنانية بعد الغزو الإسرائيلي المؤلم عام 1982، مضيفاً أن أي وجود أميركي على أرض لبنان هذه المرة يجب أن يكون محدوداً جداً ومحمياً جيداً لتجنب تكرار كارثة عام 1983، لكن هذا لا يعني أنه مستحيل. وتحدثت تسريبات واسعة في الأيام الماضية عن أن واشنطن ترى أن قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون الذي عملت معه عن كثب في السنوات الأخيرة المرشح الأنسب لملء الفراغ الرئاسي المتواصل منذ 2022، وقادر على توحيد البلاد تحت راية الجيش في ظل فقدان الثقة بالسياسيين. ويواجه جوزف عون معارضة من «حزب الله» الذي لديه تجربة سابقة مع قائد آخر للجيش هو ميشال سليمان الذي تحول إلى خصم جدي للحزب خلال رئاسته. كما يلقى معارضة من طرف مسيحي وزان هو زعيم التيار الوطني الحرّ جبران باسيل الذي يعتبر عون منافساً سياسياً. وقال باسيل أمس الأول: «لن اقبل استغلال نتيجة وضع عسكري خارجي وفرض رئيس على لبنان حتى لو تصرف أحدهم بهذه الطريقة في السابق». وكان يشير على ما يبدو إلى انتخاب بشير الجميل في عام 1983 عندما اجتاحت إسرائيل لبنان وصولاً إلى العاصمة بيروت. واغتيل الجميل بعد قليل من انتخابه على يد مسلحين موالين لسورية والفلسطينيين. وكتب نيكولاس كريستوف في «نيويورك تايمز» مقالاً تحت عنوان «بايدن سعى إلى السلام لكنه سهل الحرب»، وقال، إنه بين «الصقور الأميركيين هناك حديث حالم عن بناء لبنان جديد وإعادة تشكيل الشرق الأوسط»، مضيفاً أن «هذا التفاخر يذكر بالحديث المتغطرس قبل عام عن عزم إسرائيل على تدمير حماس في غضون بضعة أشهر، والتنبؤات الحماسية قبل 21 عاماً بأن دخول العراق والإطاحة بصدام حسين من شأنه أن يبشر بعصر جديد من الديموقراطية والهدوء». وأشار كريستوف كذلك إلى أنه «أثناء غزو إسرائيل للبنان في عام 1982 أطلق على هذه العملية اسم عملية السلام للجليل، وكان الهدف منها إقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان وحكومة صديقة في بيروت وقد أدى هذا الغزو إلى خلق مستنقع أطلق عليه أحياناً فيتنام الإسرائيلية، وأدى إلى ميلاد حزب الله». وتابع أنه في «1992 اغتالت إسرائيل زعيم حزب الله عباس الموسوي وقد أثار ذلك شعوراً وجيزاً بالنصر، لكن حسن نصر الله حل محل الموسوي، وأثبت أنه عدو أكثر فعالية لإسرائيل». وختم باستنتاج: «لقد تعلمت أن أدير وجهي عندما يعدني الصقور بأن حرباً صغيرة رائعة ستجلب السلام»....
«حزب الله»: استهدفنا قاعدة جوية إسرائيلية قرب حيفا
الجريدة....أعلن «حزب الله» اليوم السبت قصف قاعدة رامات ديفيد الجوية الإسرائيلية الواقعة جنوب شرق مدينة حيفا صاروخياً، تزامناً مع استهدافه دبابة ميركافا خلال تقدمها عند أطراف بلدة حدودية في جنوب لبنان، على وقع استمرار الغارات الإسرائيلية على لبنان. وقال الحزب في بيان إن مقاتليه استهدفوا بـ«صواريخ فادي 1» قاعدة رامات ديفيد الواقعة على بُعد نحو 45 كيلومتراً من الحدود مع لبنان، وأفاد في بيان آخر أن مقاتليه استهدفوا «دبابة ميركافا أثناء تقدمها» في خراج بلدة حدودية «بصاروخ موجه وأصابوها إصابة مباشرة». إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم السبت، أن قواته استهدفت خلال الليل عناصر من حزب الله في مركز قيادة يوجد داخل مسجد في بنت جبيل بجنوب لبنان، مجاور لمستشفى الشهيد صلاح غندور. وأضاف الجيش الإسرائيلي إن الضربة التي نفذت بطائرة مسيرة كانت «دقيقة» ومستندة إلى معلومات، بحسب موقع صحيفة تايمز أوف إسرائيل. وقال الجيش إنه قبل تنفيذ الضربة الجوية، أرسل رسائل نصية للسكان ولهواتف المسؤولين في القرى القريبة «مطالباً بوقف كل الأعمال الإرهابية التي تنفذ في المستشفى على الفور». يُذكر أن إسرائيل تشن منذ الـ23 من الشهر الماضي أعنف هجمات جوية جرى خلالها اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله وعملية عسكرية برية محدودة في جنوب البلاد لمهاجمة أهداف لجماعة حزب الله، مما تسبب في سقوط العشرات ما بين قتيل وجريح ونزوح الآلاف من مناطق جنوب لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي إن هدف العملية العسكرية هو دفع حزب الله بعيداً عن حدود إسرائيل وإعادة سكان المدن الإسرائيلية في الشمال إلى منازلهم بأمان بعدما نزحوا منها جراء هجمات حزب الله، التي قال إنها لدعم قطاع غزة في مواجهة الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع رداً على هجمات حماس على أراضيها في أكتوبر 2023. في سياق ذي صلة، أكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل» اليوم السبت أن أفراد قوات حفظ السلام لا يزالون في «جميع المواقع» وأن علم الأمم المتحدة يظل مرفوعاً جنوب لبنان. وقال المتحدث باسم «يونيفيل» أندريا تيننتي في بيان إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أبلغت القوة الأممية في 30 سبتمبر الماضي نيتها «القيام بعمليات توغل برية محدودة في لبنان»، مشيراً إلى تلقي القوات الدولية طلباً بنقل بعض مواقعها. وأضاف تيننتي «نحن نعمل بانتظام على تعديل وضعنا وأنشطتنا ولدينا خطط طوارئ جاهزة للتفعيل إذا لزم الأمر». وشدد على أن سلامة قوات حفظ السلام وأمنها أمران بالغا الأهمية، مذكراً جميع الأطراف بالتزامها «احترام ذلك». وأكد استمرار «يونيفيل» في حث لبنان والاحتلال الإسرائيلي على «إعادة الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 بالأفعال وليس بالقول فقط باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق لإعادة الاستقرار إلى المنطقة». ويشهد الجنوب اللبناني لا سيما القرى والبلدات الحدودية منذ ايام مواجهات عسكرية بين قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تحاول دخول الأراضي اللبنانية ومقاتلي «المقاومة» الذي يعملون على منعهم والاشتباك معهم.
حماس تؤكد وفاة قيادي في «القسام» بغارة إسرائيلية على شمال لبنان
الجريدة....أعلنت حركة حماس، اليوم السبت، وفاة أحد قياديها جراء قصف إسرائيلي لمنزله في مخيم البداوي شمال لبنان. ونعت «حماس» في بيان صحفي أورده المركز الفلسطيني للإعلام، القيادي في كتائب القسام الجناح العسكري للحركة سعيد عطا الله علي وثلاثة من أفراد أسرته جراء قصف منزله في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين بطرابلس. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم السبت استشهاد 41825 شخصاً منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل قبل نحو عام. وتشمل الحصيلة 23 شهيداً سقطوا خلال الساعات الـ24 الماضية، بحسب الوزارة التي أشارت إلى أن 96910 أشخاص أصيبوا بجروح في قطاع غزة منذ أن اندلعت الحرب عندما شن عناصر من «حماس» هجوماً غير مسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
الجيش اللبناني يحذر من محاولات إسرائيلية للتجسس وتجنيد عملاء
الجيش اللبناني: "يعمد العدو إلى نشر محتوى إعلامي على بعض منصات التواصل.. لاستدراج المواطنين إلى مواقع مخصصة للتجسس وجمع المعلومات أو تجنيد العملاء"
العربية نت...بيروت - فرانس برس.... حذّر الجيش اللبناني، السبت، من محتوى إعلامي مشبوه اتهم إسرائيل بنشره بغرض "التجسس" أو "تجنيد" أشخاص، بعد نحو أسبوعين من بدء حملة القصف الإسرائيلي المكثفة في مناطق لبنانية مختلفة. وقال الجيش اللبناني في بيان على منصة "إكس": "يعمد العدو إلى نشر محتوى إعلامي على بعض منصات التواصل الاجتماعي، مثل مقاطع الفيديو والروابط والتطبيقات لاستدراج المواطنين إلى مواقع مخصصة للتجسس وجمع المعلومات أو تجنيد العملاء". وحذّر مواطنيه من محتوى يشكل "خطرا أمنيا على الوطن والمجتمع وسط مخططات العدو الإسرائيلي المستمرة ضد لبنان". ومنذ 23 أيلول/سبتمبر، تشن إسرائيل غارات جوية مدمرة بشكل رئيسي على جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية حيث المعقل الأساسي لحزب الله، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1,110 اشخاص وتشريد أكثر من 1,2 مليون شخص. والأسبوع الماضي، قتلت إسرائيل الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، في غارات جوية استهدفت منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية. والشهر الماضي، حث حزب الله اللبنانيين على التخلص من منشورات ألقتها إسرائيل في شرق البلاد، محذرا من مسح الرمز التعريفي (الباركود) الذي قال إنه قد يعرض البيانات الشخصية للسكان للخطر.
نعم..حربنا باتت وجوديّة
الاخبار..ابراهيم الأمين.... منذ اليوم الأول للحرب على غزة، رفع مجنون إسرائيل شعار الحرب الوجودية. قرأ بنيامين نتنياهو في عملية «طوفان الأقصى» ما يتجاوز العملية العسكرية المحدودة، وأنها تعني أن أعداء إسرائيل سيسعون إلى إزالتها متى تمكّنوا من ذلك. إلا أنه ليس الوحيد الذي يفكر هكذا. ما تبيّن خلال عام، هو أن كل إسرائيل تُفكّر بأن ما يجري هو حرب وجودية. من خاف من أهل الكيان حمل أمتعته وغادر، وسيُغادر آخرون. هؤلاء لا يريدون تحمّل الأثمان، بل يريدون كياناً مستقراً ومزدهراً، لكنهم لا يُريدون خوض المعركة الكاملة. ويُنظر إلى هؤلاء في إسرائيل كمجموعة من الخونة، والانتهازيين الذين فرّوا من أرض المعركة.كل الروايات الخيالية عما حصل يوم 7 أكتوبر كان هدفها تعبئة الجمهور. هكذا اتجهت غالبية كبيرة جداً من مستوطني الكيان صوب اليمين. ونمت الأحزاب الدينية القائمة على أساطير. هدفت الحملة الدعائية الى إشعار يهود العالم، وداعمي إسرائيل، بأنها حرب وجودية. صحيح أن أصدقاء الكيان استنفروا لدعمه. لكن، خلال أسابيع قليلة، أدرك نتنياهو أن الحقيقة لدى الرأي العام في العالم ليست على ذوقه، وأيقن، كما كل قادة إسرائيل، أن أحداً لا يصدقّهم، بعدما جمعت التحركات الاحتجاجية في العالم حشوداً كبيرة ترفض المذبحة القائمة في غزة، ولم تنجح إسرائيل، ولا الحكومات الداعمة لها في العالم، ولا حتى اللوبي اليهودي بكل قوته، في تنظيم أيّ تجمّع شعبي ذي قيمة دعماً لإسرائيل. وحتى عندما وقف نتنياهو أمام الكونغرس، كان يعرف أن جلّ الحضور كانوا ضيوفه الذين احتلوا المقاعد، كالجمهور الذي تستأجره القنوات للبرامج الشعبية، يُديرهم شخص لا يظهر في الكاميرا. وقد وافق رئيس المجلس، مايك جونسون، الصهيوني الهوى، وتلميذ المحافظين، على لعب مهمة مدير المسرح. وعندما خطب نتنياهو في الأمم المُتحدة، ورفع صوته عالياً، كان يُخاطب أعضاء وفده المُرافق، ورجال الأمن في القاعة التي خلت من غالبية الحُضور. مع ذلك، فإن نتنياهو لا يقيم وزنا لكُلّ هذا، فهو يتعامل مع الحقيقة الموجودة داخله، والتي تقول أمراً واحداً: نحن نخوض حرباً وجودية، تتطلّب كل أنواع الجنون، والدماء والأثمان!
هذا صحيح، وصحيح جداً، ولأنه كذلك، كسرت إسرائيل كلّ ما كان يُعرف بقواعد التخطيط والفعل والاشتباك. ومع أنها دولة قائمة على القتل، فهي قررت التجديد في سياسة القتل عندها، وأن تقتل كلّ من تُقرر هي أنه عدوّ لها: رجل، امرأة، مُقاتل، مدني أعزل، طفل ولد قبل ساعات، طفل يلهو بلعبته، عامل نظافة، مُسعف، طبيب، سائق سيارة، مُزارع، صناعيّ، طالب أو أستاذ جامعي. كل هؤلاء أهداف طوال الوقت. وفي الطريق، يمكنها تدمير كل شيء يخصّ هؤلاء، من منزل أو مزرعة أو دكان أو مركز تجاري، مدرسة أو مصنع أو مُؤسسة حُكومية، محطة كهرباء أو مياه أو مركز خدمات عامة.
لا وقت للتنظير والحسابات الكبيرة، إنه زمن الفتية الذين حفظوا دروس الآباء عن الحقّ بالمقاومة والقدرة على النصر
لقد وضعت إسرائيل قاعدة جديدة أساسها أنها تخوص حربها الوجودية. وهي حرب تسمح للعدوّ باعتباره كل ما هو مُقابل مصدراً للتهديد الوجودي. وبهذا المعنى، فإن ما فعلته إسرائيل في غزة هو، باختصار، رسم القاعدة الجديدة لعلاقتها بالآخر: وجودي ثمنه إبادة الآخر. لكن إسرائيل تفعل ذلك وفق برنامج تحكمه آليات من نوع مُختلف. فهي تُفكر أولاً بقدرتها على تحقيق هذا الهدف، وتدرس ما لديها من إمكانيات تُناسب هذه المعركة، وتدرس ما لدى الطرف الآخر، وتعرف ما الذي تطلبه من حلفاء لها في المنطقة والعالم. وفي كل لحظة تشعر فيها بأن المخاطر كبيرة، ترفع من مُستوى الإجرام، لأن هدف العدوّ تثبيت فكرة في وعي كل العرب تقول إن من يُريد العيش بقربي، يجب أن يكون مُجرّداً من كل شيء يسمح له بقول لا، وخلاف ذلك، لا مكان لأحد هنا. وهي تتصرف، أن أول الشروط، هو جعل الأمكنة غير صالحة للحياة، ومن يُريد أن يبقى عليه القبول بهذا النمط الجديد من اللاحياة. هذا ما يعني الحرب الوجودية عند إسرائيل، وهذا ما يجب فهمه بأبسط الصور والقواعد. وبعيداً عن كل نقاش لم يعد له أي اهمية، صار لزاماً علينا العودة إلى الأصول، إلى تلك اللحظة التي كانت فيها بلادنا مُدمرة، وأهلنا مقهورين، وبيوتنا تحتلّها آلة الإجرام، وسلطاتنا يتولّاها عملاء. يومها، خرج شبان من انصاف المتعلمين، درسوا في منازلهم وفي الأحياء وفي الروايات أن الظلم يُقاوم، وأنه يمكن تدبّر الأمر، متى توفرت الإرادة والصبر والاستعداد للتضحية. لا وقت بعد اليوم لكُل المحلّلين الغارقين في دراسة السياسات العالمية، ولا وقت للإنصات إلى كل من ينطق بكلام عن حقوق إنسان لا يمكن لأحد ضمانها في هذا العالم. ولا مكان بعد اليوم لكل من يغرق في دراسات وتحليلات جاءت الوقائع القاسية لتمحو أثرها. هذا النقاش يخصّ أهل المقاومة أولاً وأخيراً، ولا يخصّ الآخرين ممّن ينتظرون كل فرصة لإعلان الاستسلام. وعلينا إدراك أن قواعد اللعبة تغيّرت، وأن العدوّ قرر العودة إلى البدايات، إلى الحرب الشاملة، الى حيث لا قواعد ولا ضوابط إلا تلك التي تحمي القدرة على إيلام العدوّ. أما الجمهور، فهو لم يكن يوماً إلا في المكان الصحيح. وفي كل مرحلة، وجد فيها مُخلصون، يرفعون الراية ويقاتلون، كان الجميع يسير خلفهم. ما يجري اليوم، هو أن إسرائيل سهّلت علينا المهمة حين قالت إنها حرب وجودية، وهذا صحيح، ولذلك، فإن قتالنا معها، ومع كل الداعمين لها، أو المُراهنين عليها، هو أيضاً قتال وجودي... وهو قتال، يعتمد أولاً وأخيراً على الفتية الذين يسكنون دساكر الجنوب وتلاله. واتّكالنا على المئات الذين ينتقلون يومياً الى هناك، مُنذ بدء العدوان، لأن هؤلاء وحدهم، هم الأتباع الأوفياء لمن باع كلّ شيء من أجل الحق ومن أجل فلسطين!...
«الحرس الثوري» يلتزم الصمت بشأن مصير قاآني
عمليات البحث عن جثة نيلفروشان مستمرة
لندن-طهران: «الشرق الأوسط»... التزمت طهران الصمت إزاء تقارير تفيد بإصابة قائد «فيلق القدس»، إسماعيل قاآني، وذلك وسط تأهب إيراني لرد إسرائيلي محتمل على هجوم صاروخي باليستي شنه «الحرس الثوري». وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن احتمال إصابة مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، في الغارة نفسها التي استهدفت هاشم صفي الدين، المرشح المحتمل لخلافة أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله. وهذه المرة الثانية التي تتداول أنباء عن مقتل القيادي في «الحرس الثوري»، بعدما انتشرت معلومات عن مقتله في الغارة الإسرائيلية نفسها التي استهدفت نصر الله. لكن وكالة «مهر» الحكومية، سارعت حينها إلى نفي الخبر، قبل أن يظهر قاآني في المكتب التمثيلي لـ«حزب الله»، الأحد الماضي، حيث قدم التعازي لممثل الحزب، عبد الله صفي الدين. وتساءل موقع «تابناك» الإخباري، عن مصير قاآني، وقال: «انتشرت شائعات حول صحة قائد (فيلق القدس) على نطاق واسع في وسائل الإعلام دون صدور بيان رسمي حتى الآن لتأكيد أو نفي هذه الأخبار». وأوصى بنشر فيديو في وسائل الإعلام لتوضيح الموقف في حال كان قاآني بصحة جيدة. وأضاف الموقع المقرب من القيادي في «الحرس الثوري» محسن رضائي، أن غياب قاآني عن الأنظار منذ فترة أدى إلى زيادة التكهنات حول حالته. وأشار إلى تزامن ذلك مع تقارير تفيد بمقتل هاشم صفي الدين. وكذلك معلومات وسائل الإعلام الإسرائيلية. وأشار الموقع أيضاً إلى «زيادة الشكوك»، بشأن غياب قاآني عن «صلاة الجمعة» بحضور المرشد علي خامنئي. وقال: «مع تزايد التقارير والشائعات حول صحة قاآني، لم تصدر الجهات الرسمية والعسكرية الإيرانية مثل العلاقات العامة لـ(لحرس الثوري) الإيراني، أي بيان رسمي بشأن وضعه الصحي، ولا توجد معلومات دقيقة حتى الآن». وبعد صلاة الجمعة، قالت صحيفة «همشهري» التابعة لبلدية طهران، إن غياب كبار القادة العسكريين ومسؤولي الأجهزة الأمنية عن المناسبة، يعود في المقام الأول إلى التهديدات المحتملة، مشيرة إلى أنهم يوجدون في غرف العمليات لضمان القدرة على التصدي بسرعة لأي تهديد أو التعامل معه عند الضرورة. وكان «الحرس الثوري» قد أكد الأسبوع الماضي، مقتل نائب غرفة عملياته، عباس نيلفروشان، الذي أصبح قائداً لقوات «الحرس» في لبنان وسوريا في أعقاب مقتل محمد رضا زاهدي، في أبريل (نيسان) الماضي. وقال نجل نيلفروشان للتلفزيون الرسمي، الجمعة، إن عمليات البحث عن جثة والده في بيروت لا تزال مستمرة، ولم يتم العثور عليها حتى الآن. وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء. وألحق الهجوم الإيراني أضراراً جسيمة بقاعدة «نيفاتيم» الجوية. ونفى الجيش الإسرائيلي تضرر أي من مقاتلاته أو البنى التحتية. وزادت التكهنات بشأن طبيعة الرد الإسرائيلي. وقالت مصادر إسرائيلية إن إسرائيل تستهدف موقعاً استراتيجياً، في وقت رجّحت فيه مصادر غربية استهداف منشآت النفط ومحطات الطاقة الإيرانية. وحذّرت إيران من شنّ هجوم آخر، إذا ما ردّت إسرائيل على هجوم، الثلاثاء. نقل الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية (شانا) على الإنترنت، عن وزير النفط محسن باك نجاد، قوله، اليوم (السبت)، إنه «لا يشعر بالقلق» إزاء الصراع المتصاعد في المنطقة، وذلك وسط تقارير عن أن إسرائيل ستشنُّ هجوماً على إيران. وجاءت تصريحات باك نجاد خلال زيارة إلى عسلوية، عاصمة الطاقة في إيران، حسب «رويترز». وقال المرشد الإيراني علي خامنئي، أمام حشد ضخم من المصلين في طهران، إن إيران وحلفاءها في المنطقة لن يتراجعوا عن مواجهة إسرائيل. وأضاف خامنئي في ظهور نادر له وهو يلقي خطبة الجمعة في طهران: «المقاومة في المنطقة لن تتراجع بمقتل قادتها». وأشار في الخطبة إلى نصر الله، وقال إن هجوم إيران الصاروخي على إسرائيل «كان قانونياً ومشروعاً». وتابع أن إيران «لن تماطل أو تتعجل في أداء ما عليها» في مواجهة إسرائيل، دون أن يوجه تهديداً مباشراً لإسرائيل أو الولايات المتحدة. ونقلت وكالة «دانشجو» (إس إن إن) التابعة لـ«الباسيج الطلابي» عن علي فدوي، نائب قائد «الحرس الثوري»، القول، أمس (الجمعة)، إن إيران ستستهدف منشآت الطاقة والغاز الإسرائيلية إذا شنّت إسرائيل هجوماً عليها.
الجيش الإسرائيلي يغلق نفقاً طوله نحو 250 متراً عثر عليه جنوب لبنان
وجد بداخله وسائل قتالية وأماكن إعاشة
بيروت: «الشرق الأوسط»... قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه دمر نفقاً طوله نحو 250 متراً في منطقة جنوب لبنان، عثر بداخله على وسائل قتالية وأماكن إعاشة. وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن «جنوداً يتبعون لواء (المظليين)، ومقاتلي وحدة (يهلوم) ووحدة الهندسة التابعة لقيادة المنطقة الشمالية تحت قيادة (الفرقة 98) دمروا بنية تحتية تحت أرضية طولها 250 متراً في منطقة جنوب لبنان». وتابع: «عثرنا على البنية التحتية خلال عمليات عابرة للسياج تم تنفيذها على مدار الأسابيع الأخيرة بالتعاون مع وحدات خاصة، التي عثرت خلالها القوات على غرف قيادة، وحقائب قتالية جاهزة. وعثر على غرف إقامة مزودة بحمامات، ومطبخ، ومخازن غذاء وغيرها». وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن البنية التحتية المذكورة «لا تعبر إلى أراضي إسرائيل وتم إغلاقها من قبل وحدة الهندسة التابعة لقيادة المنطقة الشمالية». وفي بيان سابق، قال دانيال هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، السبت، إن قواته قتلت 440 مقاتلاً من «حزب الله» منذ بدء العمليات البرية في جنوب لبنان. وأعلنت إسرائيل منتصف الشهر الماضي نقل «الثقل العسكري» إلى الجبهة الشمالية. وبدأت منذ 23 سبتمبر (أيلول) تكثيف غاراتها الجوية خصوصاً في مناطق تعد معاقل لـ«حزب الله» في الجنوب، والشرق، والضاحية الجنوبية لبيروت. ونفذت إسرائيل ضربات تستهدف قيادات في الحزب، أبرزها اغتيال أمينه العام حسن نصر الله في غارة ضخمة على الضاحية الجنوبية، في 27 سبتمبر. وأعلنت إسرائيل أنها بدأت في 30 سبتمبر، عمليات «برية محدودة وموضعية ومحددة الهدف» في جنوب لبنان، تستهدف «بنى تحتية» عائدة لـ«حزب الله».
ربط عراقجي غزة بالجنوب يتعارض وموقف الحكومة اللبنانية
مهمته تصويب علاقة إيران بـ«حزب الله» لاستيعاب مخاوفه وتطويقها
الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.. تمسُّك وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، بربط جبهتي جنوب لبنان وغزة قوبل باعتراض ضمني من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي تمايز عنه بتمسكه بحرفية ما ورد في البيان الذي تلاه بعد اجتماعه برئيس المجلس النيابي نبيه بري، والرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وأكد فيه دعوة المجتمع الدولي للتدخل لوقف النار تمهيداً لنشر الجيش اللبناني في الجنوب بمؤازرة القوات الدولية «يونيفيل» لتطبيق القرار 1701 وإلزام إسرائيل بتنفيذه بشكل متوازن على جانبي الحدود. لكن ميقاتي حرص على عدم إظهار التباين مع عراقجي إلى العلن، وأبقى عليه طي الكتمان، رغبة منه بعدم الدخول في سجال معه ينسحب حكماً على «حزب الله» الذي يتمسك بعدم الفصل لقطع الطريق على ما يمكن أن يترتب على حاضنته الشعبية من تبعات في حال عدم تبنيه موقف حليفه الوزير الإيراني، الذي كان وراء القرار الذي اتخذه أمينه العام حسن نصر الله بمساندته منفرداً حركة «حماس» في غزة، وظل متمسكاً به ولم يبدّل موقفه إلى أن اغتالته إسرائيل، وهذا ما يشكل إحراجاً للحكومة في مطالبتها المجتمع الدولي بدعم موقفها لوقف النار.
بين لقاء عين التينة والربط بين الجبهتين
فالرئيس ميقاتي، باختلافه مع الوزير عراقجي، ينطلق من حرصه الشديد على روحية ما ورد في اللقاء الثلاثي، الذي قوبل بتأييد دولي وإقليمي، لإلزام إسرائيل بوقف النار، كون البيان يشكّل خشبة الخلاص لإعادة الهدوء إلى الجنوب الذي يشهد حالياً أشد المواجهات قساوة بين «حزب الله» وإسرائيل. في المقابل، يدرك لقاء عين التينة أن عدم الربط بين جبهتي غزة والجنوب يلقى معارضة من «حزب الله»، لأن تخليه عن التلازم بينهما يعني حكماً أن قيادته الانتقالية تفرّط بما أوصى به نصر الله، ما يتسبب لها بأزمة داخل الحزب وحاضنته. لكن التباين بين لقاء عين التينة وبين الحزب بقي تحت السيطرة؛ لأنه لا مصلحة بالانجرار لاشتباك سياسي، خصوصاً أن الموقّعين على البيان هم موضع ثقة، وأن نصر الله كان فوّض بري بالتفاوض مع الوسيط الأميركي أموس هوكستين لتهدئة الوضع في الجنوب، وبالتالي لا يرى الحزب ضرورة لتقديم نفسه لجمهوره وللبنانيين بأنه يعيق التوصل لوقف النار.
رسالة إيرانية إلى المجتمع الدولي
إلا أن عراقجي، كما تقول مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، أراد بتسليط الضوء على ربط الجبهتين تمرير رسالة إلى المجتمع الدولي، ومن خلاله لواشنطن، تقضي بضرورة التشاور مع إيران وعدم استبعادها عن الجهود المؤدية لإنهاء الحرب على جبهتي الجنوب وغزة، بتطبيق ما نص عليه النداء الأميركي - الفرنسي، بدلاً من أن تنصاع الإدارة الأميركية لمخطط رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو باستدراجها للصدام مع طهران. ومع أن البند الأساسي الذي أدرجه عراقجي على جدول أعمال زيارته الخاطفة لبيروت يكمن في طمأنته، حسب المصادر السياسية، لقيادة «حزب الله» وحاضنته الشعبية، بأن طهران لن تتخلى عن دعمها له، وذلك لاستيعاب ردود الفعل التي أخذت نبرتها تتعالى داخل الشارع الشيعي وتتهمها بالتخلي عنه واستخدام نفوذه في الساحة اللبنانية لتحسين شروطها في مفاوضاتها التي لم تنقطع مع واشنطن، ولا تزال قائمة إبان اشتداد العدوان الإسرائيلي على لبنان.
العلاقة بين طهران و«الثنائي الشيعي»
ومن تولى التدقيق في اللقاء الذي عقده عراقجي مع وفد من النواب ضم ممثلين عن حركة «أمل» و«حزب الله»، إلى جانب رئيس حزب «الطاشناق» النائب هاغوب بقرادونيان والنائب المستقل جهاد الصمد، يلاحظ، كما تقول المصادر نفسها، أن الموفد الإيراني استفاض في حديثه عن العلاقة الاستراتيجية بين طهران والثنائي الشيعي، التي لا يمكن أن تهتز، وستبقى صامدة في وجه من أخذ يشيّع لتدهور العلاقة. وهنا أثنى عراقجي، بحضور سفير إيران السابق لدى لبنان محمد رضا شيباني، الذي عُيّن سفيراً بالإنابة عن سلفه مجتبى أماني الذي أصيب بتفجير جهاز الـ«بيجر» الذي كان بحوزته، ويخضع حالياً للعلاج في طهران، «على دور المقاومة في تصديها للعدوان الإسرائيلي»، وأكد أن طهران ثابتة على موقفها، وليس كما يروّج له البعض بتخليها عن احتضانها للحزب، خصوصاً بعد استشهاد نصر الله، مستغرباً اتهامها بمقايضة دور الحزب بتفاوضها مع واشنطن. وبطبيعة الحال، ركّز عراقجي على أهمية عدم الفصل بين الجبهتين. ونقل عنه النواب قوله إن طهران لم تكن مع توسيع الحرب، وكانت تدعو لضبط النفس والتحلي بالصبر وعدم السماح لإسرائيل باستدراج المقاومة على نحو يؤدي إلى خروج مساندتها لـ«حماس» عن السيطرة.
عراقجي: سنرد على إسرائيل
وتطرق عراقجي إلى اغتيال نصر الله. وقال، حسب النواب، إن الحزب سيبقى وفياً للخط الذي رسمه ولن يحيد عنه، «ونحن من جانبنا سنواصل دعمنا للمقاومة ولن نتردد في تأمين إيصال المساعدات للبنانيين، وسنكسر الحصار البري المفروض على لبنان من قبل إسرائيل التي أغارت على نقطة العبور التي تربط سوريا بلبنان». وفي هذا السياق، أكد عراقجي أن المساعدات ستصل براً وعن طريق سورية إلى لبنان، «وكنتُ وصلتُ إلى بيروت عن طريق المطار بواسطة طائرة صغيرة محملة بمساعدات زنتها 10 أطنان». ودعا الحكومة والبرلمان لتنظيم حملة دولية للضغط على إسرائيل لفك الحصار عن هذا البلد الشقيق، كاشفاً أمام النواب أنه بحث هذا الأمر مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي؛ لأن هناك ضرورة للسماح للطائرات الإيرانية بإيصال كل ما يتعلق بالإغاثة والمساعدات الغذائية عن طريق المطار، وهذا يدعو المجتمع الدولي للتدخل لفك الحصار الجوي الإسرائيلي على لبنان.
مسؤولية إسرائيل
وحمل على الولايات المتحدة، ونقل عنه النواب قوله: «إننا لا نثق بها وكنا نرغب بأن نوفر الفرص لوقف العدوان على غزة ولبنان، وهذا ما دعانا للتجاوب مع الجهود التي قامت بها فرنسا وعدد من الدول العربية، لكنها أحبطت كل المساعي وفوتت الفرصة لمنع إسرائيل من الاستمرار في عدوانها، وهي لم تقرر عدم الاستجابة لكل الوساطات إلا لأنها واثقة من الضوء الأخضر للرئيس جو بايدن، لعلها تتمكن من تغيير الوضع في الجنوب وإعادة خلط الأوراق في المنطقة، وصولاً لرسم خريطة جديدة لها». ولم يتطرق عراقجي إلى انتخابات الرئاسة، بخلاف دعوته لتطبيق القرار 1701، محملاً إسرائيل مسؤولية تعطيل تنفيذه بخرقها المتواصل للأجواء اللبنانية، مكرراً قوله إن الثقة معدومة بين طهران وواشنطن، وإنه «لا مكان للرهان على تخلينا عن الحزب، وإن القيادة الإيرانية على التزامها بتوفير كل أشكال الدعم له».
علاقة استراتيجية مع المقاومة
لذلك خص عراقجي لبنان بهذه الزيارة لدحض وتطويق كل ما يتم تناقله مع اشتداد المواجهة في الجنوب، بأن إيران تخلت عن دعمها للحزب، في مقابل تصحيح علاقتها بالولايات المتحدة بما يحفظ مصالحها في المنطقة، مؤكداً أن «الإخوة في المقاومة يعرفون جيداً عمق العلاقة الاستراتيجية بيننا ومتانتها برغم كل ما يشيعه من يريد الاصطياد في الماء العكر»، خصوصاً أن «ما يتناقله البعض عن مخاوف لدى الحزب تدخل في باب التكهن». وكان الوزير الإيراني مضطراً لاستحضار موقف بلاده القديم - الجديد بربط الجبهتين ليصرف الأنظار، كما تقول المصادر السياسية، عن المهمة الأولى التي أوكلت إليه، والمحصورة باستيعاب المخاوف التي أخذت تُطل برأسها وتطويقها في ضوء ارتفاع منسوب التساؤلات حول عدم انخراطها في المواجهة الدائرة جنوباً، والتي تكاد تبقي إسناد محور الممانعة لغزة محصوراً بالساحة اللبنانية، وهذا ما أدى إلى اتساع رقعة الحذر التي بدأت تخرج منذ أسابيع من الغرف المغلقة إلى العلن، وازدادت مع اغتيال نصر الله، وإن كان عراقجي اختار توقيت مجيئه لبيروت بعد الرد الإيراني على إسرائيل، الذي سيُسهم من وجهة نظر طهران بتطويق المحاولات لزرع الشقاق بين الحليفين.
تل أبيب تواصل ملاحقة حلفاء «حزب الله» في لبنان
أكثر من مائة صاروخ تستهدف شمال إسرائيل
بيروت: «الشرق الأوسط».... تستمر إسرائيل في حرب الاغتيالات التي تقوم بها، مستهدفة، إضافة إلى قيادات في «حزب الله»، حلفاء الأخير في لبنان، ومن الفصائل الفلسطينية، وكان آخرها استهداف قياديين في حركة «حماس» وآخر في «الجماعة الإسلامية» في البقاع. ونعت حركة «حماس»، السبت، اثنين من كوادرها قُتلا في غارات إسرائيلية في شمال وشرق لبنان، وقال الجيش الإسرائيلي إنهما «مخربان» في الجناح العسكري للحركة الفلسطينية. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» ليلاً، بأن غارة استهدفت شقة في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين، شمال طرابلس، أدت إلى استشهاد أحد قادة حركة «حماس» وهو «سعيد عطا الله» و3 من أفراد عائلته، هم زوجته وطفلتاه، قبل أن تنعاه «حماس» واصفة إياه بـ«القائد القسامي»، علماً بأن هذا الاستهداف الأول لهذه المنطقة منذ بدء التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله» قبل عام. وفي بيان آخر، نعت حركة «حماس» المجاهد محمد حسين اللويس، موضحة أنه قتل «إثر قصف صهيوني جبان تعرّض له في بلدة الفيضة» بمنطقة البقاع. وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي «القضاء» على «مخربيْن في الجناح العسكري لـ(حماس) في لبنان». ووصف سعيد بأنه «مسؤول في الجناح العسكري لـ(حماس) في لبنان، وقاد عمليات ضد أهداف إسرائيلية، وعمل على تجنيد عناصر إلى صفوف الحركة في لبنان». واتهم حسين بـ«ترسيخ وجود» «حماس» في لبنان. وقال إن أنشطته «شملت توريد وسائل قتالية لتنفيذ عمليات إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، والمشاركة في محاولات تصنيع وسائل قتالية متقدمة». كذلك، قتل فجراً القيادي في «الجماعة الإسلامية» علي الحاج، إثر استهداف منزله في بلدة الرفيد بالبقاع الغربي. وكانت قد أفادت «الوطنية» بأن الطيران الإسرائيلي أغار فجراً على منزل مدير مدرسة الأبرار في بلدة الرفيد، قضاء راشيا الوادي، ما أدى إلى استشهاده ووالدته. ونعت لاحقاً «الجماعة الإسلامية» في لبنان، (فصيل تربطه علاقة وثيقة بـ«حماس»)، أحد كوادرها علي محمّد الحاج. وقالت إنه «ارتقى شهيداً مع والدته بقصف إسرائيلي على منزله في بلدة الرفيد بمنطقة راشيا (شرق)». ومنذ بدء «حزب الله» التصعيد من جنوب لبنان ضد إسرائيل، تُشارك مجموعات أخرى لبنانية وفلسطينية بينها «حماس» في إطلاق صواريخ من جنوب لبنان، وإن بوتيرة أقل. وتعلن إسرائيل بين الحين والآخر استهداف عناصر من «حماس» في مناطق عدة من لبنان. وخلال عام، نعت «حماس» 18 من قادتها وعناصرها على الأقل ممن قتلوا بنيران إسرائيلية في لبنان، أبرزهم نائب رئيس مكتبها السياسي، صالح العاروري، مع 6 من رفاقه، قتلوا في يناير (كانون الثاني) بقصف جوي استهدف شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت. في موازاة ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أن قواته استهدفت خلال الليل عناصر من «حزب الله» في مركز قيادة، يوجد داخل مسجد في بنت جبيل بجنوب لبنان، مجاور لمستشفى الشهيد صلاح غندور. وقال الجيش إن غرفة القيادة كانت تستخدم من جانب عناصر «حزب الله» للتخطيط وتنفيذ أفعال إرهابية ضد قوات الجيش الإسرائيلي، الذي قال إنه وقبل تنفيذ الضربة الجوية، أرسل رسائل نصية للسكان ولهواتف المسؤولين في القرى القريبة، «مطالباً بوقف كل الأعمال الإرهابية التي تنفذ في المستشفى على الفور». واستمر الجيش الإسرائيلي في استهدافه فرق الإنقاذ، بحيث أغار الطيران على مركز للهيئة الصحية الإسلامية في بلدة صديقين، وعلى مستشفى الشهيد صلاح غندور، في بنت جبيل، بعدما أعلنت 4 مستشفيات على الأقل في لبنان تعليق خدماتها، الجمعة، على وقع غارات إسرائيلية كثيفة في محيطها. وقال المستشفى في بيان له إنه تعرّض «لقصف همجي صهيوني بعد تلقيه تحذيراً من العدو بإخلائه، هذا القصف نتج عنه إصابة 9 أفراد من الطاقم الطبي والتمريضي، معظمها إصابات بالغة وخطرة»، مشيرة إلى أنه «جرى إخلاء المستشفى من معظم الطاقم الطبي والتمريضي وغيره، وأبقت الإدارة على عدد من العاملين لحماية ممتلكات المستشفى». وطال القصف الإسرائيلي بلدات عدة في البقاع، وقد أشارت «الوطنية» إلى أن «القصف الإسرائيلي في البقاع يتركز في الأيام الأخيرة على البيوت المدنية، ويتعمد ارتكاب المجازر بحق سكانها الآمنين، وهذا ما حصل في مدينة بعلبك، وعدد من قرى القضاء، ناهيك عن تدمير المباني المحاذية للطرقات الدولية والرئيسية، بهدف قطع، أو على الأقل إعاقة التواصل بين البلدات». وفي الجنوب أيضاً، شنّ الطيران الإسرائيلي غارات على بلدات قانا وطير دبا، كما نفذت مسيّرة إسرائيلية غارة جوية استهدفت منزلاً في بلدة زوطر الشرقية، حيث أفادت «الوطنية» بمقتل 3 أشخاص، وأدت أيضاً غارة على بلدة مجدل سلم إلى سقوط إصابات بين قتيل وجريح. وأشارت «الوطنية» إلى أن القصف المدفعي العنيف استهدف بلدة كفر كلا؛ حيث يمشط الجيش الإسرائيلي البلدة بالأسلحة الرشاشة، تزامناً مع تحليق للمسيّرات على علو منخفض، كما شنّ الطيران غارات على البازورية وكفر كلا. في المقابل، أعلن «حزب الله» في بيانات متتالية تنفيذه عدداً من العمليات، وقال إنه استهدف مستعمرة سعسع بصاروخي «فلق 2» وقاعدة «رامات ديفيد» بصلية من صواريخ «فادي 1»، إضافة إلى تجمّعات لجنود إسرائيليين في كفر جلعادي خلة عبير في يارون، وفي كفر يوفال، وفي حرش مستعمرة دان بصليات صاروخية. وفي تل أبيب، أعلن الجيش الإسرائيلي بعد الظهر إطلاق أكثر من 110 صواريخ من لبنان منذ ساعات صباح اليوم، مشيراً إلى سقوط جزء منها في الجليل الأعلى والأوسط، ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أن صافرات الإنذار دوّت في المطلة ومسكافعام في أصبع الجليل.