أخبار فلسطين..والحرب على غزة..هل تلجأ «حماس» إلى خيار «القيادة الجماعية»؟..نتنياهو يتعهد بـ«مواصلة القتال» في ذكرى هجوم 7 أكتوبر..تعدد الجبهات في ذكرى «الطوفان»..الخلافات الفرنسية - الإسرائيلية بشأن حرب غزة ولبنان عميقة..فلسطينيو الضفة يحتفلون بذكرى 7 أكتوبر ملوّحين بالرايات والأعلام..ما التحديات التي تواجه إسرائيل خلال خوض صراع على 7 جبهات؟..أبو عبيدة: «حماس» ستواصل خوض «معركة استنزاف طويلة» مع إسرائيل..أميركا تصدر عقوبات جديدة متعلقة بـ«حماس»..غزة بعد عام من الحرب..إعادة الإعمار قد تستغرق عقوداً من الزمن..بالأرقام..خسائر بشرية ومادية فادحة في الحرب الإسرائيلية على غزة..
الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 4:41 ص 227 0 عربية |
هل تلجأ «حماس» إلى خيار «القيادة الجماعية»؟..
بعد إطلالة مشعل والحية في ذكرى «الطوفان» وعدم ظهور رسالة من السنوار
الشرق الاوسط..رام الله: كفاح زبون.. دفع اغتيال إسرائيل الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، الحزب إلى خيار «القيادة الجماعية» بهدف تلافي مخاطر عمليات ومحاولات الاغتيال الإسرائيلية، وصعوبة إجراء اجتماعات أو انتخابات تحت تهديد القصف... فهل هذا السيناريو وراد لدى حركة «حماس» خصوصاً أن الحرب المستمرة على مدار عام في «غزة» وخارجها طالت الكثير من قياداتها المؤثرة؟....... أحد أبرز المعطيات التي تعزز فرضية «القيادة الجماعية» لدى «حماس» أن قائدها يحيى السنوار، لم يظهر منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، أي قبل عام، واختفت أخباره في الأسابيع القليلة الماضية، باستثناء مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي وظهر فيه داخل أحد الأنفاق، وقيل إن تاريخه كان بعد يوم من هجوم السابع من أكتوبر، ولم يُسمع صوته. غير أن ثمة تباينات بين «حزب الله» و«حماس»: الأول أن فكرة «القيادة الجماعية» معمول بها فعلياً لدى «حماس» إلى حد كبير، إذ يُتخذ معظم القرارات بالتشاور في المكتب السياسي للحركة، بغض النظر عن النفوذ الأكيد لبعض الأشخاص. أما نقطة التباين الثانية فهي أن نصر الله، وإن كان رمزاً لـ(حزب الله) فإن صورتيهما ترافقت على مدار 32 عاماً على رأس الحزب، فيما لم يُسمح لأي مسؤول في (حماس) بالبقاء أكثر من دورتين انتخابيتين، حسب النظام الداخلي للحركة، أي 8 سنوات فقط. ثالثاً، أن السنوار الذي كان رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» في قطاع غزة، وأصبح رئيس الحركة بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران، كان يحظى منذ فترة طويلة بالأضواء ويملك كاريزما لا يملكها آخرون في الحركة، وحتى الآن، لا يزال كأنه على قيد الحياة. نقطة رابعة، في إطار التباينات، وهي أن «حماس»، مع الحرب الطويلة، وضعت نظاماً مرناً يسمح بتجاوز غياب أي مسؤول، بما في ذلك، تعذر التواصل معه لأسباب أمنية. وأخيراً من بين أشياء أخرى كثيرة، لم تنجح إسرائيل في اختراق «حماس» مثلما حدث مع «حزب الله» في لبنان، وعلى الرغم من أنها قتلت قيادات في الحركة، ما زال الكثيرون على قيد الحياة، يمارسون دورهم ويقودون المكتب السياسي وعلى رأسهم السنوار نفسه، المطلوب قتله منذ السابع من أكتوبر الماضي.
أين السنوار؟
لكن هل نقاط التباين السابقة، تعني أن الأمور تسير بسلاسة داخل «حماس» بخلاف «حزب الله»؟ لا يبدو ذلك واقعياً بالتأكيد. تقول مصادر من «حماس» في غزة لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا أحد في (حماس) يعرف مكان السنوار تحديداً لا في الداخل ولا الخارج؛ لكنَّ أفراداً موثوقين لديهم المعلومة، ويشكّلون حلقة وصل مع باقي قيادات الحركة عند الضرورة». وهذه الدائرة الصغيرة، وفق المصادر، «تعمل على تأمين احتياجاته، وتؤمّن تواصله مع قيادات الحركة بالداخل والخارج، بطرق معقدة وبدائية». ويُعتقد أن محمد السنوار (شقيق يحيى)، وهو قائد كبير في «كتائب القسام»، (الجناح العسكري لحماس)، يُرجح أنه أبرز مرشح لقيادة الكتائب إذا ما كان قائدها الحالي محمد الضيف اغتيل فعلاً، هو الذي أشرف ويُشرف على مخبأ وتحركات السنوار التي اختفت تماماً في الأسابيع القليلة الماضية بشكل دفع إسرائيل إلى البحث عن مصيره وتقصي حقيقة موته. كان السنوار بعد تعيينه رئيساً لـ«حماس»، قد حرص على إرسال رسائل باسمه، تعكس دوره الجديد، وكانت أولاها إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والثانية إلى حسن نصر الله، والثالثة لزعيم جماعة «أنصار الله» اليمنية عبد الملك الحوثي؛ لكن رسائله انقطعت بعد ذلك بما في ذلك في الذكرى الأولى للسابع من أكتوبر. واضطر نائب السنوار، خليل الحية، إلى الخروج برسالة الحركة في ذكرى السابع من أكتوبر، كما خرج رئيس الحركة في الخارج خالد مشعل في مقطع مصور ثانٍ، دون أن يتحدث السنوار نفسه. وقالت مصادر من «حماس» إن «السنوار قطع اتصالاته لأسباب أمنية وجعلها على أضيق نطاق، فهو يعرف إسرائيل جيداً (بسبب تجربة الاعتقال) وبناءً عليها يتصرف، فإذا كانوا يتوقعون ظهوره فلن يظهر، والعكس بالعكس». وحسب المصادر التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط» فإن «غياب السنوار الآن لا يضع أي عقبات أمام اتخاذ القرارات داخل (حماس)، وذلك بسبب الإجراءات المتبعة». موضحةً أن «أي قرار يُتخَذ الآن داخل الحركة يأتي ضمن إجراءات خاصة متَّبَعة منذ بداية الحرب». وشرحت المصادر أن «هناك مكلفين باتخاذ أي قرار في حال غياب الاتصال مع أي قيادي مهما كان موقعه، أو هويته». وتعكس معلومات المصادر، على ما يبدو، أن «حماس» تلجأ فعلياً إلى نظام القيادة الجماعية في حالات محددة، لكنه ليس النظام المعمول به رسمياً.
ماذا لو غاب رمز «حماس» الحالي؟
في حال تمكُّن إسرائيل من اغتيال السنوار، فليس معروفاً على وجه الدقة مَن ستختار «حماس»، لكنها ستكون قد فقدت أحد أهم قادتها في العقود الأخيرة وأكثرهم تأثيراً داخل الحركة. ومنذ خروجه من السجن عام 2011 في صفقة تبادل، فرض السنوار حضوره داخل «حماس»، بحكم علاقته القوية بقائد كتائب «القسام» محمد الضيف. والسنوار معروف أنه أحد أبرز صقور الحركة، وأكثرها تشدداً، وتقول إسرائيل إنه «دموي»، بخلاف هنية الذي سبقه أو خليل الحية نائبه أو أي ممن تولوا زعامة «حماس». ومنذ تأسيس «حماس» عام 1987 تولى 4 أشخاص رئاسة المكتب السياسي هم: موسى أبو مرزوق الذي كان أول رئيس للمكتب السياسي من 1992 إلى 1996، ثم لحقه خالد مشعل من 1996 إلى 2017، وإسماعيل هنية خلفاً لمشعل منذ عام 2017 حتى اغتياله في يوليو (تموز) الماضي، ثم يحيى السنوار الذي اختير خلفاً لهنية قبل نحو شهرين. كانت «الشرق الأوسط» قد أكدت أن اختيار السنوار جاء لأسباب من بينها «رغبته الشخصية» في ذلك، واعتذار رئيس المكتب السابق خالد مشغل عن عدم تولي المنصب، إضافةً إلى حسابات لها علاقة بإسرائيل والإقليم وطبيعة المرحلة. واختارت «حماس» السنوار في اجتماع حاسم حضرته غالبية قيادات «حماس» في الخارج بما في ذلك قيادات قطاع غزة والضفة الغربية، وهم من أعضاء المكتب السياسي ومجلس الشورى ولجنته التنفيذية التي توجد في لبنان وتركيا قطر ومناطق أخرى. وقال أحد المصادر لـ«الشرق الأوسط» آنذاك إنه (أي السنوار) «لولا الحرب كان ينوي الترشح أصلاً لرئاسة المكتب السياسي في دورته الجديدة». واختيار السنوار يعكس تحكم قيادة قطاع غزة في كل المفاصل المهمة داخل «حماس» للدورة الثانية على التوالي، وهي القيادة التي خرج منها هنية ثم السنوار، وعملت بشكل حثيث على دفع تقارب «حماس» مع المحور الذي تقوده إيران. وأغلب الظن أنه إذا نجا السنوار من هذه الحرب، فسيكون على رأس الحركة في الانتخابات المقبلة. وتُجري «حماس» انتخابات في 4 أقاليم وتختار مكتباً سياسياً عاماً كل 4 سنوات لكن وفق دورة طويلة ومعقدة بعض الشيء. وقال مصدر في الحركة لـ«الشرق الأوسط»: إن «غياب أي قائد لن يؤثر في مسيرتها»، مُذكِّراً باغتيال «مؤسس الحركة أحمد ياسين، وقادتها على مستويات مختلفة مثل: عبد العزيز الرنتيسي، وإسماعيل هنية، وصالح العاروري، ولم تتوقف مسيرتها بل ازدهرت». واستدرك: «كذلك الحال بالنسبة لقيادة (كتائب القسام) فبعد اغتيال صلاح شحادة، جاءهم محمد الضيف بـ7 أكتوبر... فسياسة الاغتيالات فاشلة».
نتنياهو يتعهد بـ«مواصلة القتال» في ذكرى هجوم 7 أكتوبر
تل أبيب: «الشرق الأوسط»... تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«مواصلة القتال» حتى تحقيق أهداف الحرب التي اندلعت في قطاع غزة وامتدت إلى لبنان، وذلك مع إحياء الدولة العبرية، الاثنين، ذكرى الهجوم غير المسبوق لحركة «حماس» الفلسطينية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتخوض إسرائيل حرباً منذ عام مع حركة «حماس» في غزة، وصعّدت في الأسبوعين الماضيين غاراتها الجوية في لبنان ضد أهداف لـ«حزب الله»، وصولاً إلى شنّ عمليات برية في جنوب البلاد. كما تتعرض لإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة من اليمن والعراق، وتوعدت بالرد على هجوم صاروخي إيران استهدفها الأسبوع الماضي. ووفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية، تثير هذه المواجهات مخاوف من نزاع واسع النطاق وطويل في الشرق الأوسط.
أهداف الحرب
أقامت إسرائيل، الاثنين، مراسم لإحياء ذكرى الهجوم الأكثر دموية منذ قيامها في العام 1948. وقال نتنياهو في كلمة مسجلة «ما دام العدو يهدد وجودنا وسلام بلادنا، سنواصل القتال». وأضاف «طالما بقي رهائننا في غزة، سنواصل القتال (...) لن أستسلم». وتابع «لقد حددنا أهداف الحرب ونحن في طور تحقيقها: القضاء على حماس (في غزة)، إعادة كل الرهائن، الأحياء منهم والأموات. هذه مهمة مقدسة، لن نتوقف ما لم ننجزها». وشدد على أن للحرب أهداف أخرى هي «القضاء على كل تهديد مستقبلي ضد إسرائيل من قطاع غزة»، و«إعادة كل السكان إلى الجنوب والشمال بأمان إلى منازلهم»، في إشارة إلى الذين نزحوا جراء القتال في الجنوب حيث قطاع غزة، والشمال حيث الحدود مع لبنان. وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي «سنواصل القتال... سنواصل القتال ومعاً سننتصر»، مشدداً على أن «النصر يضمن الخلود». وأتت كلمة نتنياهو خلال مراسم مسائية في تل أبيب مع عائلات وأقارب الأشخاص الذين قُتلوا أو خُطفوا خلال هجوم «حماس». وأقيمت، الاثنين، تجمعات ومراسم في إسرائيل لإحياء الذكرى، شارك فيها مسؤولون وأفراد عائلات الضحايا. في المقابل، أقيمت تظاهرات في أنحاء العالم مؤيدة للفلسطينيين في ذكرى الهجوم الذي أسفر عن 1206 قتلى في إسرائيل معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية. وتشمل هذه الحصيلة الرهائن الذين قُتلوا أو لقوا حتفهم أثناء احتجازهم في قطاع غزة.
«عجز مخزي للأسرة الدولية»
كانت أبرز المراسم الإسرائيلية في كيبوتس رعيم، في موقع مهرجان نوفا الموسيقي حيث قُتل نحو 370 شخصاً. وتزامناً مع إحياء الذكرى، شنت إسرائيل غارات على غزة ومناطق في لبنان خصوصاً جنوب البلاد والضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله». في المقابل، أطلق خصومها صواريخ في اتجاهها من الشمال والجنوب واليمن، متوعدين بمواصلة القتال رغم تكاليف باهظة تكبدوها خلال الفترة الماضية. وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس عن «وحشية» و«فظاعة» هجمات «حماس». لكنهما أبديا تعاطفاً مع معاناة المدنيين الفلسطينيين جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة على القطاع التي خلفت نحو 42 ألف قتيل معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس». وفي الفاتيكان، ندد البابا بـ«عجز الأسرة الدولية المخزي وكذلك أقوى الدول، عن إسكات الأسلحة ووضع حد لمأساة الحرب». وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو من القدس موقف باريس بأن «القوة وحدها لا تكفي لضمان أمن إسرائيل». من جانبه، كتب المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني «اثنا عشر شهراً من المعاناة التي لا توصف للرهائن في غزة»، مضيفاً أن الحرب حوّلت غزة أيضاً إلى «بحر من الأنقاض لا يمكن التعرف عليه ومقبرة لعشرات الآلاف من الناس».
تعدد الجبهات في ذكرى «الطوفان»
نتنياهو قال إن قواته تغيّر الواقع الأمني للمنطقة... و«القسّام» تهدد بإدخال ملف الأسرى إلى «نفق مظلم»
عواصم: «الشرق الأوسط».. حلّت، أمس، ذكرى مرور عام على عملية «طوفان الأقصى» التي تعد أكبر هجوم شنته حركة «حماس» ضد إسرائيل، وتحول راهناً إلى حرب متعددة الجبهات عبّرت عن نطاقها صواريخ تلقتها مدن إسرائيلية من غزة ولبنان واليمن. وفي حين أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، أنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية، بلغت صواريخ أخرى أطلقتها جماعة «الحوثي» اليمنية وسط إسرائيل، وكذلك أعلن «حزب الله» اللبناني توجيه صواريخ إلى شمال مدينة حيفا. وفي كلمة بمناسبة ذكرى السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أكد المتحدث باسم «القسام» أبو عبيدة، أن الحركة متمسكة بمواصلة خوض «معركة استنزاف طويلة» مع إسرائيل، منوهاً بأن وضع الأسرى الإسرائيليين «في غاية الصعوبة»، ومعتبراً أن ملفهم قد يدخل في «نفق مظلم». لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رأى، أمس، أن الحرب التي تشنها قواته «تُغيّر الواقع الأمني في المنطقة لضمان عدم تكرار هجوم مثل السابع من أكتوبر الماضي». ونقل بيان عن نتنياهو في اجتماع لمجلس الوزراء، أمس، أنه اقترح تسمية هذه الحرب «حرب القيامة».
الخلافات الفرنسية - الإسرائيلية بشأن حرب غزة ولبنان عميقة
وزير خارجية فرنسا: الشرق الأوسط على حافة الهاوية
الشرق الاوسط....باريس: ميشال أبونجم.. سعت فرنسا سريعاً لطيِّ صفحة الجدل بين الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنه الثاني على الرئيس الفرنسي، وذهب إلى حد التجريح بعد دعوة ماكرون إلى وقف مد إسرائيل بالأسلحة حتى توقف هجماتها على قطاع غزة. وجاء ذلك على دفعتين: المرة الأولى كانت، السبت، بمناسبة حديث لإذاعة «فرنس إنتر»، والثانية خلال المؤتمر الصحافي مع انتهاء أعمال القمة الفرنكوفونية في باريس. وإزاء التوتر الواضح بين الطرفين، سعت أوساط الإليزيه، منذ مساء اليوم نفسه، لتفكيك التصعيد المتنامي الذي يمكن أن يأخذ أبعاداً داخلية، لتؤكد تمسُّك فرنسا بأمن إسرائيل، ولتؤكد أن كلام نتنياهو اتسم بـ«المبالغة» ليس أكثر حين قال إن «العار سيلحق الداعين لحرمان إسرائيل من الدفاع عن نفسها». ثم، بعد ظهر الأحد، اتصل ماكرون بنتنياهو للغرض نفسه. كذلك، كتب ماكرون، صباح الاثنين، وبمناسبة يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، على منصة «إكس» واستذكار هجمات «حماس» ما حرفيته: «لا يزال الألم قائماً، كما كان حياً قبل عام. ألم الشعب الإسرائيلي وألمنا وألم الإنسانية الجريحة». وأضاف: «نحن لا ننسى الضحايا أو الرهائن أو العائلات ذات القلوب المحطمة من الغياب أو الانتظار. أبعث لهم بأفكارنا الأخوية». كما استقبل ماكرون، مساءً، عائلات الرهائن الفرنسيين لدى «حماس». بيد أن الأهم كان الاتصال الهاتفي مع نتنياهو. ففي البيان الذي أصدره قصر الإليزيه عن المكالمة جاء أن الاتصال اتسم بـ«الصراحة» التي تعني في اللغة الدبلوماسية أنه كان حاداً، وأن الطرفين «أقرا باختلافاتهما بالرأي». وإذ شدد ماكرون على أن «التزام فرنسا بأمن إسرائيل لا يتزعزع»، وأن لإسرائيل «الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب مثلها مثل الجميع»، إلا أنه «أعرب عن اقتناعه بأن وقت وقف إطلاق النار قد حان الآن؛ فإيصال الأسلحة، وإطالة أمد الحرب في غزة وامتدادها إلى لبنان لا يمكن أن يحقق الأمن الذي يتوقعه الإسرائيليون وكل من في المنطقة. يجب بذل جهد حاسم دون تأخير لوضع الحلول السياسية الضرورية لأمن إسرائيل والجميع في الشرق الأوسط». وانتهى بيان الإليزيه بتأكيد أن «فرنسا ستواصل العمل بثقة مع إسرائيل وجميع شركائها الإقليميين والدوليين المهتمين ببناء سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط».
قراءتان لا تتوافقان
هذه النقاط كلها شدد عليها وزير الخارجية جان نويل بارو الذي زار إسرائيل، الاثنين، وشارك في إحياء ذكرى 7 أكتوبر، كما التقى نظيره يسرائيل كاتس. وقال بارو، في حديثه للصحافة إن «القوة وحدها لا تضمن أمن إسرائيل، ولا يمكن أن تحل محل المقاربة السياسية». واستفاد بارو من المناسبة ليعرض رؤية بلاده المتكاملة إزاء الحرب في غزة ولبنان والمنطقة بشكل عام، وقال: «إن فرنسا، شأنها شأن معظم البلدان، تؤيد وقف إطلاق النار، ويجب على القوة أن تفسح المجال للدبلوماسية. ومنذ أشهر، وعلى غرار معظم دول العالم، ندعو إلى وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يسمح بإطلاق سراح جميع الرهائن، ودخول المساعدات الإنسانية دون عوائق». وهنا، دعم بارو موقف الرئيس ماكرون لجهة وقف تدفق الأسلحة على إسرائيل وقال: «علينا أن نكون متسقين. لا يمكننا أن ندعو إلى وقف إطلاق النار بينما نقوم بتسليح المتحاربين»، بيد أنه استدرك قائلاً: «وقف إطلاق النار هذا لن يكون كافياً لضمان أمن إسرائيل في غزة؛ إذ يجب السماح للسلطة الفلسطينية بالعودة إلى القطاع، ويجب أن تبدأ المفاوضات بهدف التوصل إلى حل الدولتين، وهو السبيل الوحيد لضمان سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويتعين أن يتوقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية الذي يهدد جدوى هذا الحل. لقد ناقشت هذه القضايا مع نظرائي الإسرائيليين». وإذ رأى أنه «لا يمكن قبول العدد الكبير من الضحايا المدنيين للعمليات العسكرية الإسرائيلية»، دعا إلى وضع حد لمعاناتهم مؤكداً أن «السلام والأمن الدائمين لا يمكن أن يقوما إلا على العدالة والحلول لهذه الأزمات موجودة، ولكن الوقت ينفد، وإذا لم ننجح في ذلك فإننا نتجه مباشرة إلى حرب إقليمية لن يخرج منها أحد منتصراً، لا إسرائيل ولا إيران ولا أي بلد آخر في الشرق الأوسط مع عواقب وخيمة جداً على العالم وعلى أوروبا وفرنسا. نحن على حافة الهاوية. لقد حان الوقت للتصرف بمسؤولية». يتضح مما سبق أن هناك قراءتين: الأولى فرنسية والثانية إسرائيلية تحظى داخل فرنسا بدعم مؤيدي إسرائيل بمن في ذلك من هم داخل حزب الرئيس ماكرون المسمى «معاً من أجل الجمهورية». وكانت لافتةً الفروق التي برزت من خلال عرض الإليزيه للاتصال الهاتفي، وما صدر عن مكتب نتنياهو، ويُستخلص منها أن الخلاف بين الطرفين عميق جداً، وأن إسرائيل لا تأخذ في حسبانها ملاحظات الرئيس الفرنسي، علماً أن الأخير، وفق ما تشير إليه مصادر واسعة الاطلاع، «صُدم» من مسارعة نتنياهو لوأد المبادرة الفرنسية ــ الأميركية التي أُطلقت على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبموافقة مباشرة من الرئيسين جو بايدن وماكرون، وبدعم واسع من الدول العربية والأوروبية وموافقة لبنانية. ونصت المبادرة على هدنة من 21 يوماً تجرى خلالها مفاوضات من أجل ترتيبات أمنية على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وتنفيذ مضمون القرار رقم 1701، وتسوية الخلافات الحدودية. وترى باريس أن نتنياهو كان «يراوغ» عندما قال إن المفاوضات متواصلة بين الإسرائيليين والأميركيين حول المبادرة، بينما كانت إسرائيل تحضر للانقضاض على مقر «حزب الله» المركزي، حيث قضت على أمينه العام حسن نصر الله وعلى المبادرة. وبحسب مكتب نتنياهو، فإن الأخير لام ماكرون على دعوته، وقال له: «مثلما تدعم إيران جميع أجزاء محور الإرهاب الإيراني، كذلك يُتوقع من أصدقاء إسرائيل أن يدعموها، وألا يفرضوا قيوداً لن تؤدي إلا إلى تعزيز محور الشر الإيراني». وأكثر من ذلك، سعى نتنياهو للترويج لفائدة حربه على لبنان بقوله: «إن ما تقوم به إسرائيل ضد (حزب الله) يخلق فرصة لتغيير الواقع في لبنان من أجل استقرار وأمن وسلام أفضل في المنطقة بأسرها»، الأمر الذي يناقض تماماً القراءة الفرنسية، ويبين الهوة التي تفصل بين الطرفين، ويضرب بعُرض الحائط مخاوف ماكرون من «تحويل لبنان إلى غزة جديدة». ويسعى ماكرون، وفق ما كرره السبت، إلى الدعوة لمؤتمر دعم للبنان قبل نهاية الشهر الحالي.
ماكرون يحارب على جبهتين
تتمثل مشكلة ماكرون في أنه يحارب على جبهتين: خارجية، من جهة، مع إسرائيل، وداخلية من جهة ثانية مع الجهات الداعمة لإسرائيل داخل فرنسا والتي لن تنحصر فقط بالمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، بل تضم اليمين المتشدد وبعض اليمين التقليدي، وأيضاً نواباً في حزبه الذي يرأس مجموعته البرلمانية رئيس الحكومة السابق غابريال أتال. وكانت لافتةً ردةُ فعل رئيسة مجلس النواب يائيل براون - بيفيه المنتخبة على لائحة حزب ماكرون، وقد أعيد انتخابها رئيسة للبرلمان بفضل أصوات نوابه. وقالت براون ــ بيفيه التي كانت قد بادرت بزيارة إسرائيل بعد أيام قليلة على 7 أكتوبر، ودعت مع رئيس مجلس الشيوخ إلى مظاهرة ضخمة داعمة لإسرائيل، إنها لا تشارك ماكرون الرأي، ولا ترى ما يراه من «نزع سلاح إسرائيل». وأضافت ما حرفيته: «تواجه إسرائيل اليوم هجمات إرهابية كثيرة... وما زال لدينا رهائن بين يدي (حماس)، المجموعة الإرهابية، ولدينا مواطنون محتجَزون في غزة. إذن الحرب على الإرهاب لم تتوقف؛ ولذا يجب أن تتوفَّر لإسرائيل القوة الكافية من أجل أن تدافع عن نفسها في هذه الحرب الوجودية». ولذا، «لا يتعين حرمان إسرائيل من سلاحها في هذه الظروف». وفي السياق عينه، قالت كارولين يادان، النائبة عن الفرنسيين في المهجر «بما في ذلك إسرائيل» إنها «غاضبة» من مطالبة ماكرون، وإنها «لا تفهمها بالمطلق». وقال النائب سيلفان مايار المنتمي إلى الحزب نفسه والذي كان في إسرائيل، الاثنين: «إن حرمان إسرائيل من السلاح يعني أننا نضعها على قدم المساواة مع الحركات الإرهابية».
فلسطينيو الضفة يحتفلون بذكرى 7 أكتوبر ملوّحين بالرايات والأعلام
رام الله: «الشرق الأوسط».. احتشد مئات الفلسطينيين في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، اليوم الاثنين، في الذكرى السنوية الأولى لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل وهم يلوّحون بأعلام حركة «حماس» ويحملون صور الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله. وذكر صحافي في «وكالة الصحافة الفرنسية» أن نحو 400 متظاهر فلسطيني من جميع الأعمار ويمثلون فصائل سياسية مختلفة ساروا وسط مدينة رام الله حيث مقرّ السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس. ونظّم الناشطون المسيرة في الذكرى السنوية الأولى للهجوم غير المسبوق لـ«حماس» على إسرائيل تحت شعار «لن نفقد الثقة في الثورة». وبجانب أعلام «حزب الله» اللبناني الصفراء وأعلام حركة «حماس» الإسلامية الخضراء، لوّح المتظاهرون أيضاً بأعلام لبنان والعراق واليمن. وفتح «حزب الله» غداة هجوم «حماس» «جبهة إسناد» لقطاع غزة من لبنان وبدأ إطلاق القذائف على إسرائيل، وتصاعدت المواجهة حتى بلغت مستوى دامياً ومدمّراً منذ أسبوعين تقريباً. ومنذ بدء الحرب في غزة، تطلق مجموعات منضوية في إطار «محور المقاومة» بقيادة إيران، وبينها فصائل مسلحة عراقية والمتمردون اليمنيون، صواريخ ومقذوفات على إسرائيل. وردّد المتظاهرون هتافات «تحية من رام الله لجنود (حزب الله)»، و«ضعوا السيف على السيف، نحن رجال محمد ضيف»، القائد العسكري في «حماس». وتقول إسرائيل إنها قتلت ضيف في غارة في يوليو (تموز)، وهو ما تنفيه «حماس». وقتل حسن نصر الله في السابع والعشرين من سبتمبر (أيلول) في غارات عنيفة نفّذها الطيران الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت.
«نتمنى النصر»
ووجد في محيط المظاهرة عدد من عناصر الشرطة الفلسطينية الذين أغلقوا الطريق أمام المركبات، من دون أن يتدخلوا في المظاهرة. وحمل مشاركون آخرون صندوقاً على شكل نعش كتب على جانبيه عبارة «القانون الدولي» و«جامعة الدول العربية» و«الأمم المتحدة»؛ في انتقاد لمواقف هذه الجهات التي يعتبرون أنها لا توقف الحرب. وقالت جميلة جوهر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «جئنا لنتذكّر شهداءنا، ونتمنى الشفاء لجرحانا، ونهنئ المقاومة، سواء أكانت فلسطينية أو لبنانية أو عراقية أو يمنية، على نضالها على مدار العام الماضي»، مضيفة: «نحن نتمنى النصر». وأشاد آخرون بهجوم «حماس» في السابع من أكتوبر على إسرائيل بشكل مباشر. وقال رجل تحدّث، شرط عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية: «جئنا لنرفع أصواتنا ونقول إن النضال الفلسطيني مستمر، والسابع من أكتوبر نقلنا من مرحلة الإذلال إلى مرحلة الكرامة والفخر». وقالت عفاف غطاشة، عضو المكتب السياسي في حزب الشعب الفلسطيني، إن السابع من أكتوبر «غيّر مسار القضية الفلسطينية والمنطقة والعالم». وأضافت: «جئنا لنقول إن العالم لن يجد الاستقرار حتى ينتهي الاحتلال ويتمّ إنشاء دولة فلسطينية». وأسفر هجوم «حماس» عن مقتل 1206 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقاً لإحصاء لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وأسفر الردّ الإسرائيلي المتواصل في قطاع غزة عن مقتل ما لا يقل عن 41909 أشخاص، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لأرقام وزارة الصحة التي تديرها «حماس». وفي تداعيات الحرب، شهدت الضفة الغربية توترات وعنفاً ومواجهات دامية بين حركة «حماس» وإسرائيل، تسببت بمقتل أكثر من 700 فلسطيني، و24 إسرائيلياً.
كيف ينظر العالم للسابع من أكتوبر في الذكرى الأولى للهجوم على إسرائيل والحرب على غزة؟
القدس: «الشرق الأوسط».. يشارك أفراد من مختلف أنحاء العالم في مسيرات ومراسم لإحياء الذكرى الأولى للهجوم الذي شنه مسلحو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الذي أشعل فتيل حرب غزة، وسط تصاعد القتال في القطاع، الاثنين. ووفقاً للإحصاءات الإسرائيلية فقد أسفر الهجوم عن مقتل 1200 شخص، واحتجاز نحو 250 رهينة. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة تَسَبَّبَ منذ ذلك الحين في مقتل نحو 42 ألفاً، إلى جانب نزوح كل سكان القطاع تقريباً وعددهم 2.3 مليون نسمة. ورصدت «رويترز» انطلاق مظاهرات داعمة للفلسطينيين في مدن كبرى من جاكرتا وإسطنبول إلى بوينس آيرس، الأحد، في أعقاب احتجاجات خرجت، يوم السبت، في عواصم أوروبية وواشنطن ونيويورك.
إسرائيل
بدأت المراسم والفعاليات في إسرائيل في نحو الساعة 06:29 صباحاً بالتوقيت المحلي، وهو الوقت الذي أطلق فيه مسلحو «حماس» صواريخ على إسرائيل في بداية هجوم السابع من أكتوبر 2023. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال إشعال شموع في نصب «سيوف من حديد» التذكاري في القدس: «نتذكر قتلانا ورهائننا الذين نلتزم بإعادتهم». وتَجَمَّعَ نحو 300 شخص أمام منزل نتنياهو في مقدمتهم عائلات الرهائن الذين رفعوا صورهم خلال دقيقة صمت على القتلى. وفي موقع «مهرجان نوفا الموسيقي» حيث قُتل مئات الحضور والعمال، وجرى احتجاز العشرات قبل عام، انضم الرئيس إسحق هرتسوغ إلى عائلات وأصدقاء القتلى والرهائن المفجوعين. واستمع المشاركون إلى آخر أغنية جرى تشغيلها قبل أن تتوقف فجأة مثلما حدث قبل عام عند شروق الشمس. وقالت قريبة لواحدة من قتلى الهجوم: «هذا هو المكان الذي كانت فيه، وهذا هو المكان الذي كانت سعيدة فيه في لحظاتها الأخيرة. كان هنا». كما تجمعت عائلات بين أنقاض تجمع بئيري السكني الذي تَعَرَّضَ للهجوم في السابع من أكتوبر. وفي تل أبيب، وقف الناس في صمت، بينما نفخ آخرون في الشوفار، وهو قرن كبش يُستخدم في الطقوس الدينية اليهودية، لإحياء الذكرى.
غزة
لم يتم التخطيط لإقامة أي فعاليات رسمية في غزة، الاثنين. وكثفت القوات الإسرائيلية الهجمات الجوية والبرية في مناطق عدة بالقطاع قائلة إنها تهاجم مسلحي «حماس» ومراكز قيادة الحركة. وقالت حركة «حماس» في بيان إن جناحها العسكري هاجم تل أبيب بوابل من الصواريخ، بينما قال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوَّت في وسط إسرائيل. وفي كلمة بمناسبة الذكرى السنوية، دعا خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» في الخارج والمقيم في قطر، الدول العربية والإسلامية إلى فتح «جبهات مقاومة إضافية» ضد إسرائيل. وقال مشعل: «رسالتي إلى الأمة اليوم: نحن بحاجة إلى أن تقوم الأمة بواجبها... يجب فتح جبهات جديدة للمقاومة. هذا واجب شرعي وجهادي على كل الأمة، ليس فقط في فلسطين، بل في كل مكان تشتعل فيه المعركة من أجل الحرية والكرامة». وقال سكان في غزة لـ«رويترز» إنهم يتوقون للعودة إلى حياتهم الطبيعية مثلما كانت قبل الحرب. وقال أبو حسن شاهين: «قبل (سبعة) أكتوبر كان فيه أحلام عند الواحد، أنا كأب يعني (إلي) 6 أولاد، كنت يعني همي الأكبر إني أنا أدبر لهم (بيوت)، أدبر لهم زوجات. ولكن بعد (سبعة) أكتوبر كل (هادا) راح للفشل. يعني 58 سنة عمل بالنسبة إلي... راحوا كلهم هباءً منثوراً، كلهم صاروا (تراب)، صاروا حجارة».
الولايات المتحدة
من جانبه، ندد الرئيس الأميركي جو بايدن بما قال إنها «وحشية لا توصف» خلال هجوم السابع من أكتوبر، وأشاد بمن قُتلوا أو خُطفوا، ومن بينهم مواطنون أميركيون، وقال إنه لا يزال ملتزماً بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد مرور عام. وأضاف في بيان: «أعتقد أن التاريخ سيتذكر أيضاً السابع من أكتوبر بوصفه يوماً مظلماً للشعب الفلسطيني بسبب الصراع الذي أشعلت فتيله (حماس) في ذلك اليوم... لن نتوقف عن العمل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة». وقالت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي: «يتعين علينا جميعاً أن نضمن عدم حدوث أي شيء مثل أهوال السابع من أكتوبر مرة أخرى. وسأبذل قصارى جهدي لضمان القضاء على التهديد الذي تشكله (حماس)». وأضافت: «أشعر بحزن بالغ إزاء حجم الموت والدمار في غزة على مدى العام المنصرم - عشرات الآلاف من الأرواح التي أُزهقت، والأطفال الذين يفرون بحثاً عن الأمان مراراً وتكراراً، والأمهات والآباء الذين يعانون للحصول على الغذاء والماء والدواء. حان الوقت للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من أجل إنهاء معاناة الأبرياء».
تركيا
ركز الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على محنة الفلسطينيين، وكتب على منصة «إكس»: «ما يموت في غزة وفلسطين، وفي لبنان اليوم، ليس النساء والأطفال والرضع والمدنيين الأبرياء فحسب؛ بل الإنسانية والنظام الدولي اللذان يُفترض أن يخدما الإنسانية».
أستراليا
على شاطئ بوندي في سيدني وقف مشاركون في تجمُّع وهم يحملون أعلاماً إسرائيلية وأسترالية في صمت للاستماع إلى سرد أسماء الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى «حماس».
بريطانيا
قال رئيس الوزراء كير ستارمر في بيان: «مع مرور عام منذ بدء هذه الهجمات المروعة، يجب أن نقف بشكل لا لبس فيه مع المجتمع اليهودي، وأن نتحد كأننا دولة واحدة».
فرنسا
قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال زيارة لإسرائيل في كلمة للمشاركين في إحياء الذكرى عند موقع «مهرجان نوفا الموسيقي»: «فرنسا تحبكم». وقال الرئيس إيمانويل ماكرون عبر منصة «إكس»: «لا يزال الألم باقياً، قوياً مثلما كان قبل عام، أقصد ألم الشعب الإسرائيلي وألمنا وألم الإنسانية الجريحة».
تايلاند
في كنيسة بشمال شرقي تايلاند، اجتمعت أسرة سرياون، الأحد، للصلاة من أجل عودة الابن الأكبر للأسرة واتشارا سرياون (32 عاماً)، وهو واحد من 6 تايلانديين يُعتقد أنهم محتجَزون لدى «حماس» منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي.
ما التحديات التي تواجه إسرائيل خلال خوض صراع على 7 جبهات؟
الشرق الاوسط....بمناسبة حلول الذكرى السنوية الأولى للهجوم الذي شنته حركة «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، استعرضت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية التحديات التي تواجهها إسرائيل خاصة مع تعدد جبهات الصراع التي تخوضها حالياً. وقالت الشبكة، في تحليل، إن الجيش الإسرائيلي خاض العديد من المعارك منذ هجوم أكتوبر، لكن المحللين يقولون إن القادة والسياسيين في إسرائيل يجب أن يكونوا حذرين لتجنب المبالغة في وضع أهداف غير واقعية. وأضافت الشبكة أن إسرائيل كانت تخوض حرباً خفية ضد إيران ووكلائها لعقود، لكن العام الماضي شهد اندلاع أعمال عدائية في صراع مفتوح على سبع جبهات ذكرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهي: إيران، و«حماس»، و«حزب الله»، والحوثيون، والميليشيات في العراق، وسوريا، وكذلك الضفة الغربية. وقال في بيان أصدره في نهاية الأسبوع: «إسرائيل تدافع عن الحضارة ضد أولئك الذين يسعون إلى فرض عصر مظلم من التعصب علينا جميعاً واطمئنوا، ستقاتل إسرائيل حتى تفوز بالمعركة من أجلنا ومن أجل السلام والأمن في العالم». ولكن الشبكة لفتت إلى أنه في حين أن «إسرائيل لديها جيش قوي للغاية ومجهز بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا، إلا أنه محدود الحجم والقوة، وهذا هو السبب في أن القادة الإسرائيليين لم يبدأوا على الفور هجوماً كبيراً ضد (حزب الله) في 8 أكتوبر من العام الماضي عندما بدأ في إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل». وأضافت: «في ذلك الوقت، كانت إسرائيل تعلم أنه سيكون من الصعب شن حربين واسعتي النطاق في وقت واحد، خاصة أن (حزب الله) أكبر حجماً وأفضل تدريباً وأفضل تسليحاً من (حماس)، بدلاً من ذلك، لم يتم فتح جبهة لبنان بالكامل إلا في الشهر الماضي عندما تحول تركيز العمليات الإسرائيلية إلى حد بعيد من غزة في الجنوب إلى الشمال». وذكرت أن هناك عاملاً آخر وضع قيوداً على إسرائيل يتمثل في أنها «تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة لمواصلة إمدادها بالأسلحة والذخيرة لهجماتها العسكرية والتدخل للدفاع عن سمائها في المناسبتين اللتين هاجمت فيهما إيران بشكل مباشر حتى الآن». وكذلك لفتت إلى أنه «بعد مرور 12 شهراً على الضربات الأولى التي شنتها القوات الإسرائيلية على غزة، لا تزال (حماس) رغم تدهورها الشديد قادرة على إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ويؤكد هذا على التحدي الذي تواجهه إسرائيل في كفاحها لوقف هجمات (حزب الله) من لبنان وكذلك الصواريخ والطائرات من دون طيار التي تطلق من اليمن والعراق وسوريا، بينما تستعد في الوقت نفسه لشن هجوم مباشر آخر على إيران». وقالت إن هناك ضغوطاً متزايدة على السياسيين الإسرائيليين وكذلك أعدائهم للموافقة على وقف إطلاق النار في مواجهة حجم الوفيات بين المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية في غزة والآن في لبنان. حيث إن اعتماد إسرائيل على الضربات الجوية من مسافة بعيدة ضد أهداف «حماس» و«حزب الله»، والتي تقع غالباً في مناطق مدنية، تتسبب في خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين رغم قول القادة الإسرائيليين إنهم حريصون على تقليل الأضرار الجانبية. وبالإضافة إلى ارتفاع عدد القتلى، أصيب العديد من المدنيين، في حين اضطر نحو ثلاثة ملايين شخص في غزة ولبنان مجتمعين إلى الفرار من منازلهم. وأكدت الشبكة أن «معاناة المدنيين تعني أن الحكومة الإسرائيلية التي كان ينبغي لها أن تحظى بالتعاطف والدعم بعد تعرضها لهجوم 7 أكتوبر تواجه بدلاً من ذلك انتقادات متزايدة بشأن سلوكها في الحرب حتى من بعض أقرب حلفائها».
أبو عبيدة: «حماس» ستواصل خوض «معركة استنزاف طويلة» مع إسرائيل
قال إن حالة الرهائن المتبقين «في غاية الصعوبة»
غزة: «الشرق الأوسط»... أكد المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس» أن خيار الحركة هو مواصلة خوض «معركة استنزاف طويلة» مع إسرائيل، وذلك في ذكرى هجوم السابع من أكتوبر الماضي (تشرين الأول). وقال أبو عبيدة في كلمة مصوّرة في الذكرى الأولى للهجوم غير المسبوق الذي شنته «حماس» على الدولة العبرية، إن «قرارنا وخيارنا هو الاستمرار في المواجهة في معركة استنزاف للعدو طويلة وممتدة ومؤلمة ومكلفة له بشدة، طالما أصر العدو على استمرار العدوان والحرب». وفي حديثه عن الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس»، قال أبو عبيدة إن «وضع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة في غاية الصعوبة»، معتبراً أن ملفهم قد يدخل في «نفق مظلم». وصرّح أبو عبيدة في الكلمة المصوّرة التي وزّعتها «حماس» في الذكرى الأولى للهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على الدولة العبرية «نقول لجمهور الاحتلال كان باستطاعتكم أن تستعيدوا جميع أسراكم أحياء منذ عام... حالة الأسرى المتبقين المعنوية والصحية باتت في غاية الصعوبة. لا نستبعد إدخال ملفهم إلى نفق مظلم».
أميركا تصدر عقوبات جديدة متعلقة بـ«حماس»
واشنطن: «الشرق الأوسط».. ذكر موقع وزارة الخزانة الأميركية، اليوم (الاثنين)، أن الولايات المتحدة أصدرت عقوبات جديدة متعلقة بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» في الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي شنّته الحركة على إسرائيل. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أكد «الالتزام الكامل بأمن إسرائيل» في بيان نُشر اليوم (الاثنين)، بمناسبة مرور عام من هجوم «حماس» والرد العسكري الإسرائيلي في غزة. وكتب بايدن: «سيذكر التاريخ أيضاً يوم 7 أكتوبر باعتباره يوماً أسود بالنسبة إلى الفلسطينيين بسبب النزاع الذي بدأته (حماس) في ذلك اليوم. عانى عدد كبير جداً من المدنيين كثيراً خلال هذا العام من النزاع».
بعد عام على «7 أكتوبر»... الإسرائيليون يحيون الذكرى ويقاتلون على جبهات عدة
تل أبيب: «الشرق الأوسط».... يقيم الإسرائيليون، اليوم (الاثنين)، احتفالات كئيبة لإحياء ذكرى مرور عام على الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. لقد حطمت الغارة التي قادتها «حماس»، العام الماضي، شعور الإسرائيليين بالأمن، وأشعلت حروباً على جبهتين دون نهاية في الأفق، وفق تقرير من وكالة «أسوشييتد برس». وأحيت «حماس» الذكرى السنوية لهجومها في 7 أكتوبر بإطلاق وابل من الصواريخ على تل أبيب، مما يؤكد قدرتها على الصمود بعد عام من الحرب والدمار في غزة. وتعهد «حزب الله» اللبناني بمواصلة إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل دعماً لحركة «حماس» والفلسطينيين على الرغم من خسائره الأخيرة. ولم يطلَق سراح نحو 100 رهينة إسرائيلي أُسروا في ذلك اليوم، ويعتقد أن ثلثهم ماتوا. كما توقفت جهود وقف إطلاق النار. هز الهجوم المفاجئ عبر الحدود قبل عام واحد، الذي جاء على حين غرة في عطلة يهودية كبيرة، إيمان الإسرائيليين بقادتهم وجيشهم، ولا تزال توابعه تتردد في جميع أنحاء المنطقة. وتستمر الحرب في غزة، وتخوض إسرائيل حرباً جديدة ضد «حزب الله»، وهناك أيضاً صراع متصاعد مع إيران؛ التي تدعم «حماس» و«حزب الله»، مما يهدد بجر المنطقة إلى حريق أكثر خطورة. ولم يخطَّط لإقامة أي حدث تذكاري رسمي في غزة، حيث لا يزال القتال مستمراً، ودُمرت مناطق شاسعة بالكامل في القطاع، وهُجّر معظم السكان من منازلهم.
الإسرائيليون يقيمون احتفالات تذكارية
يزور الإسرائيليون المقابر والمواقع التذكارية في مختلف أنحاء البلاد، لإحياء ذكرى مئات الضحايا، وعشرات الرهائن الذين ما زالوا في الأسر، والجنود الذين قُتلوا في المعركة. كما خُطط لإقامة احتفالات تذكارية في مختلف أنحاء أوروبا وأماكن أخرى. في 7 أكتوبر الماضي، قتل مسلحون من «حماس» نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطفوا 250 آخرين. قبل الفجر، تجمعت مئات من عائلات القتلى في «مهرجان نوفا الموسيقي»، برفقة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ، في الموقع الذي قُتل فيه ما لا يقل عن 364 من المحتفلين واختطف منه آخرون. ومع شروق الشمس، عزف المنظمون مقطوعة هادئة توقفت فجأة عندما بدأ وابل الصواريخ في السقوط. في الساعة الـ6:29 صباحاً - وهي الدقيقة التي شنت فيها «حماس» هجومها - وقف الحشد دقيقة صمت. كسر صراخ امرأة الصمت وترددت أصوات الانفجارات من القتال في غزة، على بعد بضعة كيلومترات فقط. قالت سيغال بار أون، التي قُتلت ابنة أخيها يوفال بار أون (25 عاماً) وخطيبها موشيه شوفا (34 عاماً) في الهجوم، قبل شهرين من زفافهما: «عندما نكون هنا، نكون بالقرب من أحبائنا». وقال شيمعون بوسيكا، الذي قُتل ابنه ياردن بوسيكا (25 عاماً) في المهرجان: «لا نستطيع أن نفهم كيف مر عام. إنه المكان الأكثر طبيعية أن نكون هنا من أجل هذه اللحظة من الصمت». وقال الجيش الإسرائيلي إنه في الساعة الـ6:31 صباحاً، أُطلقت 4 قذائف من غزة باتجاه المجتمعات نفسها التي تعرضت لهجوم عنيف العام الماضي. ولم يتعطل الحفل. وقال الجيش إن 5 صواريخ أخرى أطلقت من مدينة خان يونس بجنوب غزة باتجاه وسط إسرائيل، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب. وأصيبت امرأتان بجروح طفيفة، وكانت هناك أضرار طفيفة. وفي الوقت نفسه، تجمعت عائلات الرهائن؛ الذين ما زالوا محتجزين في غزة، بالقرب من مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في القدس، ووقفوا في أثناء صفارات الإنذار لمدة دقيقتين. وقالت شيري الباغ، التي كانت ابنتها ليري من بين الأسرى: «نحن هنا لتذكير (الرهائن) بأننا لن ننساهم». وفي حديثها أمام الحشد ومخاطبة نتنياهو، قالت: «لن ندعكم ترتاحون حتى يعودوا جميعاً... كل واحد منهم». وأصدر نتنياهو بياناً تكريماً لأولئك الذين قُتلوا أو أُسروا، قائلاً: «لقد مررنا بمذبحة رهيبة قبل عام، وقمنا كأمة كالأسود». ونُكست الأعلام في الكنيست الإسرائيلي إلى نصف السارية، ومن المقرر بث حفل رسمي لإسرائيل مساء الاثنين. سُجل الحفل مسبقاً دون جمهور - على ما يبدو لتجنب الاضطرابات المحتملة - في مدينة أوفاكيم الجنوبية، التي كانت من بين كثير من المجتمعات والقواعد العسكرية التي تعرضت للهجوم قبل عام. الغضب من فشل الحكومة في منع الهجوم، والإحباط المستمر من أن إسرائيل لم تُعد الرهائن المتبقين، دفعا بعائلات القتلى والأسرى إلى تنظيم حدث منفصل في تل أبيب. كان من المقرر أن يجذب هذا الحدث عشرات الآلاف من الأشخاص، ولكنه قُلص بشكل كبير بسبب الحظر المفروض على التجمعات الكبيرة بسبب التهديد بهجمات صاروخية من إيران و«حزب الله». ..
«حماس» و«حزب الله» يتعهدان بمواصلة القتال
لقد أسفرت الحرب في غزة عن مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني، ونزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وأثارت أزمة إنسانية أدت إلى انتشار الجوع على نطاق واسع. لكن «حماس» لا تزال تسيطر على القطاع، وقد أعادت قواتها تجميع صفوفها مراراً وتكراراً في المناطق التي نفذت فيها إسرائيل عمليات كبرى. يوم الأحد، حاصرت القوات الإسرائيلية بلدة جباليا الشمالية، وأطلقت عملية كبرى أخرى هناك يقول الجيش الإسرائيلي إنها تهدف إلى استئصال المسلحين. في لبنان، واصل «حزب الله» إطلاق الصواريخ والقذائف والطائرات من دون طيار على إسرائيل حتى بعد أن أدت موجة من الضربات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة إلى مقتل معظم قيادات «حزب الله» العليا بمن فيهم زعيمه حسن نصر الله، وطالت أيضاً مناطق واسعة من لبنان. وشنت إسرائيل حتى الآن عملية برية محدودة عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية الأسبوع الماضي. وقُتل ما لا يقل عن 1400 لبناني؛ بمن فيهم مدنيون ومسعفون ومقاتلون من «حزب الله»، ونزح 1.2 مليون شخص من منازلهم. وتقول إسرائيل إنها تهدف إلى طرد جماعة «حزب الله» المسلحة من على حدودها حتى يتمكن عشرات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين من العودة إلى ديارهم. كما تعهدت إسرائيل بالرد على هجوم صاروخي باليستي إيراني الأسبوع الماضي قالت طهران إنه كان رداً على مقتل نصر الله وزعيم حركة «حماس» إسماعيل هنية وأحد جنرالات «الحرس الثوري» الإيراني.
غزة بعد عام من الحرب..إعادة الإعمار قد تستغرق عقوداً من الزمن
غزة: «الشرق الأوسط».. تحول قطاع غزة إلى خراب مع مرور الذكرى السنوية الأولى لهجوم حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، الذي أشعل شرارة الحرب في القطاع. وتحولت شوارع المدينة إلى أودية ترابية، وفي كثير من الأماكن امتلأ الهواء برائحة الجثث غير المنتشلة. وقد أسفر الهجوم الإسرائيلي الذي استمر لمدة عام ضد «حماس»، والذي كان من أكثر الهجمات دموية وتدميراً في التاريخ الحديث، عن مقتل أكثر من 41 ألف شخص، نصفهم تقريباً من النساء والأطفال، وفقاً لمسؤولي الصحة المحليين. وفي ظل غياب أي أفق سياسي قد يسهم في إنهاء الحرب، وعدم وجود خطة لليوم التالي، فمن المستحيل التنبؤ بمستقبل القطاع، وما إذا كانت ممكنة إعادة بناء أي شيء. ووفق تقرير نشرته وكالة «أسوشييتد برس»، حتى بعد توقف القتال، قد يظل مئات الآلاف من الناس نازحين في مخيمات لسنوات. ويقول الخبراء إن إعادة الإعمار قد تستغرق عقوداً من الزمن. وقالت شفاء حجو، وهي ربة منزل تبلغ من العمر ستين عاماً وتعيش في خيمة أقيمت على أرض كان منزلها قائماً عليها ذات يوم: «هذه الحرب دمار وبؤس. إنها كفيلة بجعل الحجارة تصرخ. أي شخص يرى غزة الآن يبكي على حالها». تلوم إسرائيل «حماس» على الدمار. فقد أشعل هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة، الحرب. وتقول إسرائيل إن «حماس» أقامت قدراً كبيراً من بنيتها التحتية العسكرية، بما في ذلك مئات الكيلومترات من الأنفاق، في مناطق مكتظة بالسكان، حيث دارت بعض أعنف المعارك. ووفقاً لتقييم أجرته الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) استناداً إلى لقطات من الأقمار الاصطناعية، فقد أسفر القتال عن تدمير أو إلحاق أضرار جسيمة بنحو ربع المباني في غزة. وقالت إن نحو 66 في المائة من المباني، بما في ذلك أكثر من 227 ألف وحدة سكنية، لحق به بعض الأضرار على الأقل.
دمار شبيه بالخطوط الأمامية بحرب أوكرانيا
الدمار في غزة شبيه بالمدن الواقعة على الخطوط الأمامية في أوكرانيا وفقاً لكوري شير وجامون فان دين هوك الباحثين المقيمين في الولايات المتحدة اللذين يستخدمان رادار الأقمار الاصطناعية لتوثيق الدمار الذي خلفته الحرب. فقد دُمر أو تضرر عدد من المباني في غزة تقريباً كما حدث في أوكرانيا بأكملها بعد أول عامين من الحرب مع روسيا، علماً بأن غزة أقل من نصف مساحة العاصمة الأوكرانية كييف. وقال شير إن حجم الدمار في وسط وجنوب غزة يعادل تقريباً ما فقدته بلدة باخموت الواقعة على الخطوط الأمامية، والتي كانت مسرحاً لواحدة من أعنف المعارك في حرب أوكرانيا، حيث دمرت القوات الروسية كل مبنى تقريباً. وقال إن الدمار في شمال غزة أسوأ بعد انهيار نظام المياه والصرف الصحي. في نهاية يناير (كانون الثاني) قدر البنك الدولي الأضرار بنحو 18.5 مليار دولار، ما يقرب من الناتج الاقتصادي المشترك للضفة الغربية وغزة في عام 2022، وكان ذلك قبل بعض العمليات البرية الإسرائيلية المدمرة، بما في ذلك في مدينة رفح الحدودية الجنوبية.
نزوح 90% من السكان
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 90 في المائة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة نزحوا بسبب الحرب. وتكدس مئات الآلاف في مخيمات بالقرب من الساحل دون كهرباء أو مياه جارية أو مراحيض. كما انتشر الجوع على نطاق واسع. كانت حجو تعيش في خيمة في ساحة مستشفى. وقبل ذلك كانت تعيش في المواصي، المخيم الرئيسي في جنوب غزة. وقالت: «كانت الرائحة كريهة. وكانت الأمراض تنتشر». تقول وكالات الأمم المتحدة إن البطالة ارتفعت إلى نحو 80 في المائة - ارتفاعاً من نحو 50 في المائة قبل الحرب - وإن السكان بالكامل تقريباً يعيشون في فقر. حتى أولئك الذين لديهم الوسائل سيجدون أنه من المستحيل تقريباً استيراد مواد البناء بسبب القيود الإسرائيلية، والقتال المستمر، وانهيار القانون والنظام. هناك جبال من الأنقاض، وقليل من الماء ولا كهرباء. العقبة الأولى أمام أي إعادة بناء كبيرة هي الأنقاض، وتوجد جبال منها في غزة، حيث كانت هناك منازل ومتاجر ومكاتب، وهي الآن عبارة عن أكوام ضخمة من الأنقاض الملطخة ببقايا بشرية ومواد خطرة وذخائر غير منفجرة.
40 مليون طن من الحطام والأنقاض
وتقدر الأمم المتحدة أن الحرب خلفت نحو 40 مليون طن من الحطام والأنقاض في غزة. وقالت إن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 15 عاماً، ونحو 650 مليون دولار لإزالة الأنقاض. لم يتم تدمير المنازل فقط، بل أيضاً البنية التحتية الحيوية. تقدر الأمم المتحدة أن ما يقرب من 70 في المائة من محطات المياه والصرف الصحي في غزة قد دمرت أو تضررت. ويشمل ذلك جميع مرافق معالجة مياه الصرف الصحي الخمسة في المنطقة، بالإضافة إلى محطات تحلية المياه ومحطات ضخ مياه الصرف الصحي والآبار والخزانات. لقد تم تشريد الموظفين الذين كانوا يديرون أنظمة المياه والصرف الصحي البلدية، وقتل بعضهم. كما أدى نقص الوقود إلى صعوبة الحفاظ على تشغيل المرافق التي لا تزال سليمة. وقالت منظمة «أوكسفام» الخيرية الدولية إنها تقدمت بطلب في ديسمبر (كانون الأول) للحصول على تصريح لإدخال وحدات تحلية المياه، وأنابيب لإصلاح البنية التحتية للمياه. ولفتت المنظمة إلى أن الأمر استغرق ثلاثة أشهر حتى وافقت إسرائيل على الشحنة، لكنها لم تدخل غزة بعد. وأدى تدمير شبكات الصرف الصحي إلى غمر الشوارع بالمياه الفاسدة، مما أدى إلى انتشار الأمراض. ولم تكن هناك طاقة مركزية في غزة منذ الأيام الأولى للحرب، عندما اضطرت محطة الطاقة الوحيدة إلى الإغلاق بسبب نقص الوقود، ودُمر أكثر من نصف شبكة الكهرباء في المنطقة، وفقاً للبنك الدولي.
إصابة إسرائيليتين جراء قصف «كتائب القسام» تل أبيب في ذكرى هجوم السابع من أكتوبر
تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال مسعفون إن شخصين أصيبا بجروح طفيفة، جراء سقوط صاروخ أطلقته حركة «حماس» على وسط إسرائيل. ذكرت خدمة الإسعاف، التابعة لـ«نجمة داود»، أن سيدتين في الثلاثينات أصيبتا بشظايا، وهما في حالة جيدة. وجرى نقلهما إلى المستشفى، وفق ما نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». وقال الجيش الإسرائيلي إن 5 صواريخ أُطلقت من خان يونس، جنوب غزة، في الهجوم. وذكرت قيادة الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوّت في تل أبيب، اليوم الاثنين، في الذكرى السنوية الأولى لهجوم حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وأعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، في بيان، أنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية من نوع «مقادمة»، وفقاً لوكالة «رويترز». وأوضحت «كتائب القسام»، في بيانها: «قصفنا عمق الاحتلال، مدينة تل أبيب، برشقة صاروخية من نوع مقادمة (M90)، ضمن معركة الاستنزاف المستمرة، ورداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين، والتهجير المتعمد لأبناء شعبنا». واعتمدت «كتائب القسام» قصف المدن والمستوطنات الإسرائيلية، وصولاً إلى تل أبيب بالصواريخ، لكن بعد اشتداد الحرب في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، وبعد العملية البرية، التي بدأت في 27 أكتوبر، تراجعت وتيرة إطلاق الصواريخ، خاصة البعيدة منها، وأصبحت على فترات متباعدة، وأغلبها لاستهداف مستوطنات غلاف غزة.
بالأرقام... خسائر بشرية ومادية فادحة في الحرب الإسرائيلية على غزة
غزة: «الشرق الأوسط».. أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة التي استمرت لمدة عام، والتي بدأت رداً على هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتسببت في دمار واسع النطاق في الجيب الساحلي المحاصر. وفيما يلي بعض الأرقام التي توضح حجم الموت والدمار. استناداً لأرقام المصادر الحكومة الإسرائيلية ووزارة الصحة في غزة ووكالات الأمم المتحدة، حسبما أوردت وكالة «أسوشييتد برس»:
الضحايا:
عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في غزة: أكثر من 41 ألف.
عدد الفلسطينيين الجرحى في غزة: أكثر من 96 ألف.
عدد القتلى في إسرائيل: نحو 1200
عدد المحتجزين رهائن في غزة: 251
عدد الرهائن الأحياء في غزة: 66، بما في ذلك 2 من قبل 7 أكتوبر.
عدد الأسرى في غزة الذين يُعتقد أنهم ماتوا: 35، بما في ذلك 2 من قبل 7 أكتوبر.
الجنود والمسلحين:
عدد المسلحين الذين يقول الجيش الإسرائيلي إنه قتلهم من حماس: أكثر من 17 ألف
عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا منذ 7 أكتوبر: أكثر من 720
عدد الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل من غزة منذ 7 أكتوبر: أكثر من 9500
النزوح:
عدد الفلسطينيين النازحين في غزة: نحو 1.9 مليون.
نسبة سكان غزة الذين نزحوا: حوالي 90 في المائة.
عدد الإسرائيليين النازحين بسبب الهجمات من غزة في ذروتها: أكثر من 58 ألف.
عدد الإسرائيليين النازحين حالياً من الجنوب: نحو 5300
عدد الإسرائيليين النازحين حاليًا من الجنوب: نحو 5300
الدمار في غزة:
نسبة أراضي غزة الخاضعة لأوامر الإخلاء الإسرائيلية: نحو 90 في المائة.
الدمار في غزة عدد المباني المتضررة: أكثر من 120 ألف.
عدد الوحدات السكنية المتضررة أو المدمرة: أكثر من 215 ألف.
نسبة المباني المتضررة أو المدمرة: 60 في المائة.
التكلفة الإجمالية المقدرة للأضرار الناجمة عن الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب: 18.5 مليار دولار.
الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في غزة
نسبة الطرق الرئيسية المتضررة أو المدمرة: أكثر من 92 في المائة.
نسبة المرافق الصحية المتضررة أو المدمرة: أكثر من 84 في المائة.
نسبة مرافق المياه والصرف الصحي المتضررة أو المدمرة: 67 في المائة.
الكمية اليومية من المياه غير المعالجة والصرف الصحي المتدفقة إلى البحر من غزة: 60 ألف متر مكعب.
طول الشبكة الكهربائية المدمرة: 510 كيلومترات (320 ميلاً).
مقتل رهينة محتجز في قطاع غزة
تل أبيب: «الشرق الأوسط».. أعلن منتدى عائلات الرهائن في إسرائيل اليوم (الاثنين) مقتل رهينة محتجز في قطاع غزة بعد عام بالتمام على خطفه من مهرجان نوفا للموسيقى خلال هجوم حركة «حماس» على جنوب إسرائيل. وأفاد المنتدى في بيان أن «منتدى عائلات الرهائن يبكي قتل إيدان شتيفي» البالغ 28 عاماً والذي «لا يزال جثمانه» في غزة، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف المنتدى: «في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وصل إيدان إلى مهرجان نوفا في الصباح الباكر لتوثيق أداء أصدقائه. لكنه لم يتسنَ له الدخول إلى المهرجان. عندما بدأ الهجوم ساعد إيدان شخصين التقاهما للتو للفرار من المكان. هذا الخيار المترفع أدى في نهاية المطاف إلى خطفه».
تقرير: أميركا قدمت مساعدات عسكرية قياسية لإسرائيل منذ 7 أكتوبر
تقدر بنحو 17.9 مليار دولار على الأقل
تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية قياسية تقدر بأكثر من 17.9 مليار دولار منذ بدء الحرب في غزة وما تلاها من تصاعد للصراع في الشرق الأوسط، وفقاً لتقرير صادر عن مشروع «تكلفة الحرب» في جامعة براون، صدر في ذكرى هجوم «حماس» على إسرائيل. ويقول الباحثون، وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل»، إن الولايات المتحدة أنفقت أيضاً 4.86 مليار دولار إضافية على العمليات العسكرية الأميركية المتزايدة في المنطقة منذ هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتشمل هذه التكاليف الحملة العسكرية التي تقودها البحرية الأميركية للحد من هجمات جماعة «الحوثي» في اليمن على السفن التجارية، التي تدعي الجماعة أنها تنفذها دعماً لغزة. وحسبت هذه التكاليف ليندا جي. بيلمس، أستاذة في كلية «جون إف كيندي» بجامعة هارفارد، والتي تعمل على تقدير تكاليف حروب الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وتعمل إلى جانب الباحثين ويليام دي. هارتونغ وستيفن سيملر. كانت معظم الأسلحة الأميركية التي تم تسليمها لإسرائيل خلال السنة الماضية عبارة عن ذخائر، بعضها قذائف مدفعية، بالإضافة إلى قنابل خارقة للتحصينات بوزن 2000 رطل وقنابل موجهة بدقة. ووفقاً لللدراسة، أنفق نحو 4 مليارات دولار لتجديد نظامي «القبة الحديدية» و«مقلاع داود» للدفاع الجوي الصاروخي في إسرائيل، وكذلك وقود الطائرات. وتؤكد الدراسة أنه على عكس المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا الموثقة، كان من المستحيل الحصول على تفاصيل كاملة بشأن ما أرسلته الولايات المتحدة إلى إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، لذا فإن رقم الـ17.9 مليار دولار للعام هو رقم جزئي. وأشارت الدراسة إلى «جهود إدارة بايدن لإخفاء المبالغ الكاملة للمساعدات وأنواع الأسلحة من خلال التلاعب البيروقراطي».