نصر الله يراهن على المسعى السعودي - السوري ويدعو للعودة إلى الحوار

تاريخ الإضافة السبت 13 تشرين الثاني 2010 - 5:58 ص    عدد الزيارات 3225    التعليقات 0    القسم محلية

        


انفرجت في العراق ··· فتراجعت لهجة التصعيد بانتظار ترجمة الحلحلة بعد الأضحى
نصر الله يراهن على المسعى السعودي - السوري ويدعو للعودة إلى الحوار
الحريري يتمسّك بالشراكة الوطنية ··· والمشنوق يؤكد عدم الرهان على السياسة الأميركية

  السيد نصر الله يتحدث في احتفال يوم شهيد حزب الله، الذي أقيم في الضاحية الجنوبية مساء أمس (تصوير: طل

انفرجت في العراق فترجحت كفّة التفاؤل على التشاؤم في لبنان.

وعلى خلاف ما كان متوقعاً، ضخ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، جرعة تفاؤل بإمكان تجاوز مفاعيل القرار الاتهامي - الذي راجت معلومات ليلاً انه صار على نار حامية - بالرهان على المسعى السعودي - السوري، والذي وصفه السيد نصر الله بأنه <جيد جداً> وان <الآمال معقودة عليه حقيقية>، ويفترض ان تظهر اثاره <في وقت قريب جداً>.

وبعيداً عن منظومة <التخطيئات> التي كادت تشوش على المسار الهادئ للخطاب والذي اعتمد خلاله <منهجاً كرونولوجياً> (اي زمنياً) فيما وصفه بمحطات التآمر الدولي الاميركي - الاسرائيلي على المقاومة، فإن السيد نصر الله دعا الى ملاقاة المسعى السوري - الايراني بالجلوس الى الطاولة للتعاون في كيفية مواجهة مفاعيل القرار الاتهامي، وبالبحث عن كيفية التوصل الى الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، متوقعاً تجاوز هذه المرحلة بنجاح.

وشكلت الدعوة الى الجلوس والتصارح ومد اليد للمعالجة والتعاون مع مساعي الرياض ودمشق، والاشادة المباشرة بدور الملك عبد الله بن عبد العزيز وحرصه على ابعاد الفتنة عن لبنان، نقطة تقاطع مع الخطاب الهادئ والمطمئن الذي دأب عليه الرئيس سعد الحريري لا سيما بتأكيده ان الفتنة لن تقع في لبنان، والتي كان آخرها ما اعلنه امس في كلمته امام مؤتمر التنسيق الاقليمي للاستراتيجيات في الاسكوا، من ان الوحدة الوطنية اللبنانية ستبقى بمنأى عن الضغوط والتشنجات لان اللبنانيين واعون لمخاطر ضرب الشراكة الوطنية، التي تجمعنا تحت سقف اتفاق الطائف>، مؤكداً تمسك لبنان بالشرعية الدولية وبالقرار 1701 الذي تنتهكه إسرائيل يومياً.

وأضفى خطاب نصر الله جواً مطمئناً بعد الأجواء العصيبة التي شاعت غداة جلسة مجلس الوزراء أمس الأوّل، ومحاولات النفخ بالنار التي يلجأ إليها الفريق العوني، فلا الحرب ولا مشاريع المثالثة ولا القرارات الاتهامية ولا السلطة كانت أو ستكون مكسر عصا للمقاومة، حسب مقاربة لوزير من <حزب الله> لـ <اللواء> الذي اعتبر أن المقارنة التي انتهجها نصر الله في ترتيب المواقف بين الماضي والحاضر هي <رسالة الفرصة الاخيرة> لكي يفهم المراهنون على الخارج أن تعريض البلد للمخاطر لن يخدم السلم الاهلي، وان الأسئلة التي وجهها للذين ساهموا في حرب تموز بطريقة أو بأخرى لإطالة أمد الحرب هي تذكير لهم بعواقب أعمالهم وممارساتهم، فكما انهم يطالبون بمعاقبة المتهمين، فنحن أيضاً لدينا 1300 شهيد، ولدينا شهود ومتورطين والعبرة لمن اعتبر>.

وأوضح الوزير المذكور، وبحسب تخطيئات نصر الله، انه يخطئ من يراهن على طاولة مجلس الوزراء كمخرج حل للانقسام اللبناني - اللبناني، في شأن ملف شهود الزور، مشيراً إلى أن الكلمة الفصل في الصيغة التوافقية التي تعد على خط دمشق - الرياض، ولن يكون بأكثرية فريق على آخر، أو التصويت، والذي لم يعد متاحاً بعد ما جرى في الجلسة الأخيرة، متوقعاً على هذا الصعيد عقد قمّة جديدة بين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد والرئيس ميشال سليمان، يفترض أن تشكل نافذة الأمل للملف المؤجل، ومعه صيغة تسوية متكاملة، مشيراً إلى انه لو لم تطلب سوريا من حلفائها تهدئة أجواء الجلسة، ولو لم تكن الجهات المعنية على ثقة تامة بقرار الرئيس سليمان عدم <الخبط> على الطاولة أو فتح الباب امام الضغوط الاميركية لتخريب مناخات التهدئة العربية، لكان لبنان استضاف حركة مسؤولين عربية من الصف الاول لتدارك أزمة حكم مفتوحة على صراع سياسي وأمني.

اشتباك مستقبلي - عوني على أن اللافت أن نتائج ما جرى في الجلسة الحكومية، ترك صدى مريحاً في الشارع، باستثناء الإعلام العوني الذي فتح قنواته للهجوم على الرئيس الحريري متهماً إياه بتهديد الوزير شربل نحاس، على خلفية المشادة الكلامية التي حصلت بينهما في الجلسة، فيما رد إعلام <المستقبل> بالهجوم على العماد ميشال عون مباشرة، على خلفية كلامه بنبش القبور ومحاكمة الموتى، وهو ما تجلى بحملة شرسة تولاها عدد من نواب الكتلة، كان أبرزهم النائب عقاب صقر الذي تحدى عون بأن يرفع الحصانة النيابية عنه لمواجهته أمام القضاء، عارضاً معلومات على القضاء تتصل بما وصفه بفساد صهره الوزير جبران باسيل مع إحدى الشركات التي فازت بمناقصة شراء <لمبات الكهرباء>، وأخرى الإعلانات زج بها أحد بناته.

أما عضو الكتلة النائب عمار حوري، فإنه تجاوز الرد على عون، بسؤال نصر الله، في سياق كلامه حول الالتزام الأخلاقي، عن تعليقه على الحديث بنبش القبور ومحاكمة الموتى، لافتاً الى أن نصر الله يلتقي مع <المستقبل> في مكان ما في الرهان على التفاهم السعودي - السوري، مع أننا لا نوافقه على تصنيف الناس بأنهم خونة وإسرائيليون.

ومن جهته اعتبر عضو كتلة <المستقبل> النائب نهاد المشنوق أن تقدير نصر الله خاطئ، لأن لا أحد يراهن على السياسة الأميركية التي خسرت وتتراجع في المنطقة، مشيراً، في حديث مع برنامج <كلام الناس> الذي يقدمه الزميل مارسيل غانم على تلفزيون L.B.C، أن الاسرائيليين ليسوا بجو اجتياح للبنان، فالحرب في المنطقة تحتاج الى قرار أميركي غير موجود اليوم.

ووصف المشنوق الكلام السائد في البلد بأنه إنفعالات سياسية للهروب من الموضوع الرئيسي، وهو الاغتيالات السياسية التي مرت وتكررت لأنه لم يتم إيجاد الفاعل ولم يعاقب ولا مرة، مشيراً الى أن المحكمة الدولية هي الحد الفاصل بين استمرارالنظام بالعيش بشكل طبيعي وبحرية، وبين أن تكون معرّضاً للاغتيال إذا عبّرت عن رأيك، معتبراً بأن مهمة المحكمة الدولية على الأقل هي وقف الاغتيالات السياسية.

جنبلاط في المقابل، جدد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط التأكيد على أن المحكمة الدولية مسيّسة، داعياً الى اتفاق نزيل من خلاله الآثار السلبية للمحكمة.

وقال في حديث الى قناة <المنار> إن نصر الله على معرفة دقيقة وعلى يقين بالتواصل السوري - السعودي للوصول الى رأب الصدع ومنع مفاعيل القرار الظني والفتنة، وعين الصواب ما قام به نصر الله بالتأكيد على هذا التواصل، الذي هو اهم بكثير من بعض النتؤات الداخلية اللبنانية، غامزاً في هذا السياق من قناة رئيس الهيئة التنفيذية في <القوات اللبنانية> سمير جعجع الذي قال ان المحكمة اهم من الحكومة ثم صحح، واصفاً اياه بأنه <مجنون يريد الفوضى>، معتبرا بأن هناك في فريق 14 آذار من لم يتعلم من دروس الماضي.

<تخطيئات> نصر الله وكان نصر الله حدد في خطابه الذي القاه لمناسبة <يوم الشهيد> ستة تخطيئات اوردها في سياق الفصل الخامس من استهداف المقاومة، وهي:

- يخطيء من يتصور ان المقاومة ممكن ان تقبل او ان تسلم بأي اتهام لاي من مجاهديها وقيادييها ايا تكن الضغوط والتهديدات.

- يخطيء من يتصور اننا سنسمح باعتقال او توقيف احد من مجاهدينا، واليد التي ستمتد الى اي واحد منهم ستقطع.

- يخطيء من يتصور ان المقاومة لن تدافع عن نفسها وعن كرامتها اذا اعتدى عليها وبالطريقة التي تختارها مع حلفائها.

- يخطيء من يتصور ان التهويل بحرب اسرائيلية يمكن ان يجدي نفعاً، بل بالعكس من يكلمنا عن حرب يكون يبشرنا، ونحن جاهزون بقرار ظني او بغيره لاي حرب اسرائيلية على لبنان نصنع انتصارنا العظيم الكبير.

- يخطيء من يراهن مجددا على الاميركيين، فهؤلاء يتقهقرون، ولا يمكن ان يقدموا لهم شيئاً>.

- هناك فرصة، وهي محاكمة شهود الزور، متسائلا لماذا القضاء العادي لم يتحرك حتى الآن منذ كلام الرئيس الحريري، مشددا على ان هذا الملف سيوصل الى رؤوس كبيرة والى اكبر فضيحة في المنطقة، ولذلك أنتم (موجهاً حديثه الى فريق 14 آذار)، انتم تحمون شهود الزور لتحموا من صنعهم.

فرصة ذهبية وشدد على انه امام اللبنانيين اليوم فرصة ذهبية للخروج من الازمة، لافتاً الى ان البعض يأخذ البلد الى مكان يخدم اسرائيل، معتبرا اننا اليوم امام خيارين: اما تسليم البلد لفيلتمان وكلينتون وان يكون لدينا الشجاعة لنتعاون مع المسعى السعودي - السوري للوصول الى معالجة ولكن ليس على قاعدة القبول بأي إتهام، في من يتهمنا هو الذي قتل وليس نحن من قتلنا.

وأكد انه سيتم الخروج من هذا الفصل الخامس رغم أن المؤامرة كبيرة، وسنتجاوز المرحلة مرفوعي الرأس منتصرين، كما في كل الفصول السابقة.

وفي سياق الحديث عن هذه الفصول، نفى نصر الله ان يكون موضوع المثالثة قد خطر في بال حزب الله أو حركة أمل أو أي شاب شيعي، كاشفاً بأنه عرضت على الحزب السلطة الى أقصى ما يمكن أن يعرض على حزب. وأن المثالثة طرحها الفرنسيون على الإيرانيين، وان هناك 5 دول عربية تؤيد اتفاقاً جديداً في لبنان، معتبراً أن الثمن في المقابل كان الخروج من الصراع العربي الإسرائيلي، اي التخلي عن المقاومة

. وتوجه الى من يراهن على الأميركيين قائلاً: إذا فتحنا لهم (الأميركيون) أبواب حارة حريك، فإن هناك الكثير من الأماكن التي لا يعود للأميركيين الذهاب اليها، لافتاً الى ان الفصل الثالث كان الحرب التي شنت على الحزب في تموز 2006، مشيراً الى أن هناك قوى وقيادات سياسية لبنانية طلبت شن الحرب على المقاومة، وطلبت تمديد فترة الحرب، وراهنت عليها.

ووصف القرارات التي اتخذت في 5 أيار 2008 بأنها الفصل الرابع وكان الهدف منها ايقاع الفتنة بين الشيعة والسنة، وبين الجيش والمقاومة، ولكن سقط هذا الفصل، ومجدداً أخطأتم في فهم أولوياتنا وطريقة تفكيرنا.

 


المصدر: جريدة اللواء

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,085,657

عدد الزوار: 7,620,121

المتواجدون الآن: 0