أخبار لبنان..تقرير: أزمة مالية حادة تضرب «حزب الله»..بري لـ «الجريدة•» : نعوّل على الدور العربي ونعمل لتسوية سياسية توافقية..حرب لبنان قد تستمر أشهراً وجعجع لنزع سلاح «حزب الله»..«اليونيفيل» ترفض ترك مواقعها رغم الاعتداءات..«رشقة» ديبلوماسية تُعْلي الـ 1559 لوقف الحرب ولبنان «يحتمي» بالـ 1701..«خريطة طريق إنقاذية» للبنان..ماكرون: على حزب الله أن يوقف إطلاق النار فورا..أميركا تدع حرب لبنان تأخذ مسارها..تقرير يشرح..ميقاتي لقاليباف: أولوياتنا وقف العدوان الإسرائيلي والحفاظ على أمن لبنان..وقاليباف: طهران تدعم القرارات اللبنانية..خطة الحكومة اللبنانية لتشييد بيوت جاهزة للنازحين..
الأحد 13 تشرين الأول 2024 - 3:53 ص 455 0 محلية |
تقرير: أزمة مالية حادة تضرب «حزب الله»..
واشنطن: «الشرق الأوسط»... قال باحثون إن جماعة «حزب الله» اللبنانية تعاني من نقص الأموال؛ إذ أدى الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع ضد المجموعة المدعومة من إيران، إلى تعطيل ثلاثة من مصادرها الرئيسية للنقد، بحسب موقع «فويس أوف أميركا». وحدد باحثون مقيمون في الولايات المتحدة ولبنان، وتقارير وزارة الخزانة الأميركية، أن المصدر الرئيسي للنقد لـ«حزب الله» هو مؤسسة «القرض الحسن»، وهي مؤسسة شبه مصرفية لبنانية تديرها جماعة «حزب الله» والتي صنفتها الولايات المتحدة دون ترخيص مصرفي حكومي. ويقول الباحثون إن مصادر النقد الأخرى للمجموعة تشمل البنوك التجارية المرخصة في لبنان، ووصول الطائرات التي تحمل النقد إلى مطار بيروت.
مؤسسة «القرض الحسن»
وأسس «حزب الله» مؤسسة «القرض الحسن» في لبنان في عام 1982 كمؤسسة خيرية تقدم قروضاً خالية من الفوائد للبنانيين المحتاجين، وخاصة الشيعة، وفقاً لمركز «مائير أميت» الإسرائيلي لمعلومات الاستخبارات والإرهاب، وهو مجموعة بحثية غير حكومية تضم قدامى المحاربين في مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي. ويقول المركز إن مؤسسة «القرض الحسن» في لبنان نمت منذ ذلك الحين لتصبح مؤسسة رئيسية لها فروع في معقل «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت وأجزاء أخرى يهيمن عليها «حزب الله» في لبنان. وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على مؤسسة «القرض الحسن» عام 2007. وفي عام 2021 أعلنت عن فرض عقوبات إضافية على موظفي المؤسسة، وقالت إن المؤسسة جمعت نحو نصف مليار دولار. وتعرضت المؤسسة لضربة شديدة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية الأولية على أهداف «حزب الله» في الضاحية في أواخر سبتمبر (أيلول)، وفقاً لقناة «إم تي في» اللبنانية. وفي 30 سبتمبر (أيلول)، ذكرت الشبكة اللبنانية أن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت «مراكز تخزين الأموال النقدية لـ(حزب الله)، بما في ذلك جزء كبير من خزائن مؤسسة (القرض الحسن)»، مما ترك المجموعة فيما أسمته «أزمة مالية». وقال هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، لموقع «فويس أوف أميركا»، إن إسرائيل «دمرت» معظم فروع مؤسسة «القرض الحسن» في الغارات الجوية. وتابع خشان: «يواجه (حزب الله) مشكلة مالية خطيرة للغاية؛ إذ إنهم غير قادرين على دفع رواتب الأعضاء العاديين الذين فروا من منازلهم ويحتاجون إلى إطعام أسرهم». في عام 2021، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على ستة من موظفي مؤسسة «القرض الحسن»، وقالت إنهم استخدموا حسابات شخصية في بنوك لبنانية مرخصة لتحويل أكثر من 500 مليون دولار من وإلى المؤسسة على مدى العقد الماضي. وقالت الوزارة إن هذا النشاط أعطى المؤسسة إمكانية الوصول إلى النظام المالي الدولي من خلال الحسابات الشخصية للموظفين في البنوك اللبنانية، وفق الموقع الأميركي.
الرياح تهب ضد «حزب الله»
وفي هذا الصدد، قال ديفيد آشر، المسؤول السابق في وزارة الدفاع ووزارة الخارجية الأميركية، إن المجموعة في «مشكلة عميقة»؛ لأنها تفقد أيضاً القدرة على الوصول إلى النظام المصرفي اللبناني. وقال آشر، وهو زميل بارز في معهد هدسون، ومقره واشنطن: «لقد سمعت من مصرفيين لبنانيين، بمن في ذلك ممولو (حزب الله)، أن أغنى المصرفيين في لبنان الذين يستطيعون تحمل تكاليف السفر فروا إلى أوروبا والخليج، خوفاً من أن يتم استهدافهم بعد ذلك من قبل إسرائيل لمساعدتهم (حزب الله)». وأضاف آشر أن «هؤلاء المصرفيين الفارين يرون أن الرياح تهب ضد (حزب الله)؛ لذلك لن يسمحوا له بسحب ملايين الدولارات من بنوكهم، التي لا تزال تحتفظ بالنقد على الرغم من إفلاسها على الورق». ووفقاً لآشر وخشان، فإن مصدر تمويل آخر لـ«حزب الله» جفت مصادره، وهو تسليم الأموال النقدية على متن الطائرات المتجهة إلى مطار بيروت، وخاصة من إيران، الراعي الرئيسي للجماعة. وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانييل هاغاري للصحافيين في 27 سبتمبر، إن الطائرات الحربية الإسرائيلية بدأت في دوريات في المجال الجوي لمطار بيروت، وأضاف: «لن نسمح للرحلات المعادية التي تحمل أسلحة بالهبوط في منشأة مدنية». ولم يذكر قضية الأموال النقدية التي يتم نقلها على متن ما تعتبره إسرائيل رحلات معادية.
نقل الأموال والأسلحة
وفي اليوم التالي، أبلغت وزارة النقل اللبنانية وسائل إعلام لبنانية وغربية أنها أمرت طائرة إيرانية متجهة إلى بيروت بالابتعاد عن المجال الجوي اللبناني. وعزت الوزارة هذه الخطوة إلى تحذير إسرائيلي لبرج مراقبة الحركة الجوية في بيروت بأن إسرائيل ستستخدم القوة إذا هبطت الطائرة هناك. وقال آشر: «سمعت من نظرائي الإسرائيليين أن الإيرانيين يخشون إرسال الأموال إلى لبنان الآن؛ لأن إسرائيل تهدد باستهداف الرحلات الجوية إلى بيروت. ويحذر الإسرائيليون بأنهم سيستهدفون الرحلات الجوية المليئة بالمال، وليس الأسلحة فقط». ومن جانبه، قال خشان إن إيران اعتادت تنظيم رحلات منتظمة من طهران إلى بيروت لتهريب الأموال إلى «حزب الله» دون المرور عبر إدارة الجمارك التابعة للحكومة اللبنانية. وتابع أستاذ العلوم السياسية: «في الأسابيع التي تلت تصعيد إسرائيل لهجماتها على الضاحية الجنوبية لبيروت، فرضت الحكومة اللبنانية المزيد من السيطرة على المطار، والآن لا يوجد تدفق نقدي لـ(حزب الله)». وقال وزير الأشغال العامة والنقل، علي حمية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الثلاثاء، إن السلطات تلقت خلال اتصالاتها الدولية «تطمينات» لناحية عدم استهداف إسرائيل لمطار بيروت، لكنها لا ترقى إلى «ضمانات» على وقع غارات كثيفة في محيط المرفق الجوي منذ الأسبوع الماضي. وقال وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني إن مطار بيروت «يخضع للقوانين اللبنانية ولرقابة مختلف الإدارات والأجهزة الأمنية ذات الصلة». وأضاف حمية أن أي طائرة تحمل أسلحة يجب أن توافق عليها القوات اللبنانية، وتحصل على ترخيص من وزارته.
بري لـ «الجريدة•» : نعوّل على الدور العربي ونعمل لتسوية سياسية توافقية..
القرار 1701 ألغى سابقه 1559 ونتمسك بتنفيذه... وإيران تريد وقف إطلاق النار
الجريدة... منير الربيع ..... رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بحركة دائمة لا تهدأ، وبوتيرة متسارعة للقاءات السياسية والدبلوماسية، يواصل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مساعيه للوصول إلى وقف لإطلاق النار، إذ تلقى اتصالات من مسؤولين دوليين أبرزهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، حاملاً في رأسه أكثر من هم، أولها، همُّ وقف إطلاق النار، وثانيها همُّ معالجة وضع المهجرين من الجنوب والضاحية والبقاع، وثالثها، إعادة الإعمار وإعادة المهجرين إلى منازلهم، أما رابعها، فهمّ إنجاز تسوية سياسية داخلية شاملة تخرج لبنان من الأزمات المتلاحقة. وقال بري، خلال لقاء مع «الجريدة»، إنه لا يزال يتمسك بالمبادرة التي تقدم بها مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووليد جنبلاط، ولا يزال متمسكاً بكل الثوابت التي أعلنها سابقاً، وأهمها وقف إطلاق النار فوراً، مؤكداً أن هذا ما يبلغه لكل المتصلين به. ولدى سؤاله عن مسألة فصل جبهة لبنان عن غزة، قال «إننا لم نذكر وقف النار في غزة، ولم نذكر فصل الجبهات أو ربطها»، في وقت رد على التفسيرات العديدة التي صدرت بهذا الصدد، بقوله «فليفسر كل طرف أو شخص وفق ما يريد، نحن مواقفنا واضحة». اقرأ أيضا حرب لبنان قد تستمر أشهراً وجعجع لنزع سلاح «حزب الله» 13-10-2024 وأكد أنه كرر خلال الاتصال مع بلينكن كلمة وقف إطلاق النار عشر مرات، في وقت لفت إلى أن الموقف الفرنسي ممتاز، ويتطابق مع المواقف اللبنانية، خصوصاً في ظل إصرار باريس على وقف إطلاق النار، إلى جانب موقفها الداعي إلى حجب الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل في لبنان وقطاع غزة، وموقفها لجهة المساعدات التي سيتم العمل على جمعها للبنان ومساعدة اللبنانيين، إضافة إلى مساعدة مؤسسات الدولة والمهجرين. واعتبر بري أن الموقف الفرنسي متقدم، لاسيما بالنظر إلى المؤتمر الذي دعت إليه باريس في 24 الجاري، وذلك في سبيل مساعدة لبنان على مختلف الصعد السياسية والدبلوماسية والسعي لإصدار موقف واضح يدعو إلى وقف النار. وقال إن «الفرنسيين يتمسكون بالقرار 1701 كما نتمسك به نحن، بالإضافة إلى المساعي التي ستبذل في هذا المؤتمر للوصول إلى تسوية سياسية يتوافق عليها اللبنانيون، برعاية إقليمية ودولية»، مضيفاً: «ولا ننسى الحضور العربي في هذا المؤتمر، إذ نعول على دور الدول العربية الشقيقة والصديقة في الوقوف إلى جانب لبنان، وفي التمسك بثوابت العروبة والأخوة، والموقف الداعم الذي كثيراً ما اضطلعت به الدول العربية كسند حقيقي للبنان في أزماته ومحنته». وأكد أن الاتصال بماكرون كان إيجابياً وتطابقت فيه وجهات النظر، مشيراً إلى أن الاتصالات الدولية مستمرة للوصول إلى وقف لإطلاق النار. وعن المساعي الأميركية، اعتبر أن مبادرة بلينكن بالاتصال به «إيجابية»، لافتاً إلى أن الأميركيين يتحدثون أيضاً عن القرار 1701 وعن وقف النار «ولكن يقولون ما لا يفعلون، نسمع كلامهم الجيد فنعجب به ولا نرى أفعالهم. ننتظر منهم الضغط أكثر في سبيل وقف إطلاق النار. والاتصالات ستكون مستمرة في المرحلة المقبلة». وذكر أن وقف إطلاق النار قد لا يحصل سريعاً، لكنه أيضاً اعتبر أن موقف «حزب الله» في الميدان جيد جداً، ويمكنه أن يساعد في ذلك، خصوصاً أن إسرائيل في حالة استنزاف، والمجتمع الدولي صمت عن حربها في غزة سنة كاملة، ولا يمكنه الاستمرار في هذا الصمت. وبينما شدد على التمسك بالقرار 1701 حصراً، مؤكداً أن تطبيقه الكامل من الطرفين هو الحلّ الوحيد والمتاح، اعتبر أن الكلام عن القرار 1559 هو كلام سياسي، لأن «1701» ألغى «1559». ولدى سؤاله عن اعتبار أن «1701» بُني على أساس «1559» قال: «غير صحيح أنا عملت على الـ1701 مع ديفيد وولش، وكل القرارات الدولية في مقدمتها يتم ذكر القرارات التي سبقتها، ولكن منذ عام 2006 لبنان يلتزم بالـ 1701 وهو القرار الوحيد الساري، لذلك لا أحد يتحدث بالـ 1559. حتى بلينكن في اتصاله معي تحدث عن 1701». ولم يُخفِ بري شكوكه في أن يفكر الإسرائيليون أو يتوهموا الخروج من الـ1701 أو الانقلاب عليه، لا سيما أن تل أبيب هي التي خرقت القرار آلاف المرات ولم تلتزم به. وعن زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف لبيروت، أكد بري أن الزيارة تضامنية، وهدفها الوقوف إلى جانب لبنان والاهتمام بوضعه، وإيران تريد وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن قاليباف أعلن تقديم دعم مشكور للبنان، وسيتم تقديم هذا الدعم للدولة اللبنانية ومؤسساتها، وأبلغ هذا الأمر لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
حرب لبنان قد تستمر أشهراً وجعجع لنزع سلاح «حزب الله»
واشنطن وباريس تكثفان الاتصالات الدبلوماسية وبري وميقاتي يتمسكان بالقرار 1701 في استقبال قاليباف
الجريدة.....وسط تحذيرات من أن العدوان الإسرائيلي على لبنان قد يستمر عدة أشهر، تكثفت الاتصالات الدولية خصوصاً من باريس وواشنطن لتهيئة شروط وقف لإطلاق النار، في حين دعا سمير جعجع زعيم حزب القوات المعارض الأقوى لحزب الله إلى انتخاب رئيس للجمهورية يتعهد بنزع سلاح الحزب. أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أمس، خريطة طريق سياسية للتعامل مع العدوان الإسرائيلي، تبدأ بوقف لإطلاق النار وانتخاب رئيس للجمهورية «يتعهد بعدم ترك أي تنظيم أو سلاح خارج إطار الدولة»، في إشارة إلى ضرورة تخلي حزب الله عن سلاحه، مشدداً على أن ذلك لا يعني أن يكون هناك غالب ومغلوب في الداخل اللبناني، ومتعهداً بخوض كل المعارك سلمياً للوصول إلى هذه الأهداف. وفي بيان تلاه في ختام مؤتمر وطني تحت عنوان «دفاعاً عن لبنان»، دعا إليه في معراب، قال جعجع، إن «لبنان اليوم كسفينة تغرق بلا رُبان، ويمر بأصعب أيامه. لقد أُدخل لبنان منذ سنة في أتون حرب مستمرة، تقضي على البشر والحجر، ودخل اللبنانيون في نفق جديد من المعاناة والقلق»، لافتاً إلى أنه «لا بد اليوم من وقفة وطنية في محاولة لوقف مأساة اللبنانيين، فالشعب اللبناني بكل طوائفه يستحق حياة كريمة وآمنة. في ظل هذا الوضع المأساوي، يكابر البعض على مواقفه، والأيام ليست أيام أنصاف حلول، فلا استقرار من دون بناء دولة». جنبلاط وأطراف سنية رفضا المشاركة في لقاء معراب وأضاف جعجع، الذي يعد حزبه أقوى حزب معارض لحزب الله، «في هذه المرحلة بالتحديد، لا بد من استعادة الدولة بعد سقوط الهيكل على رؤوس الجميع بسبب الهيمنة وقرار الحرب»، معتبراً أنه «أمام كل ما يعيشه الشعب، كان لا بد من لقاء، موقف، ومبادرة، وخارطة طريق واضحة، استكمالاً لمواقف المعارضة لوقف النزيف. الحاجة الملحة تستدعي أولاً التوصل إلى وقف إطلاق النار». ورأى أن «المجموعة الحاكمة اليوم تتشبث بالسلطة من دون أن تحرك ساكناً، ولا ثقة للمجتمع الدولي بالمنظومة الحاكمة الفاشلة التي حولت لبنان إلى دولة فاشلة»، لافتا إلى أنه «وسط معاناة الحرب، لا بد من خارطة طريق واضحة وشفافة للخروج من المحنة، تبدأ بوقف إطلاق النار. ولم يبقَ لنا لوقف النار إلا انتخاب رئيس ذي مصداقية يعمل على تطبيق القرارات 1559، 1680، 1701، وبنود اتفاق الطائف ذات الصلة». ويدعو القرار 1559 الى نزع سلاح «جميع الميليشيات» في لبنان، فيما يدعو القرار 1680 الى ترسيم الحدود البرية مع سورية، في خطوة تنهي مسألة مزارع شبعا المتنازع عليها بين لبنان وسورية وإسرائيل، فيما يدعو القرار 1701 إلى نشر الجيش اللبناني على الحدود وتراجع حزب الله الى خلف نهر الليطاني. ودعا جعجع «إلى انتخاب رئيس يتعهد بعدم ترك أي تنظيم أو سلاح خارج إطار الدولة، وهذا لا يعني أن هناك فريقاً غالباً وآخر مغلوباً، بل سيكون كل الشعب رابحاً»، مضيفاً: «السياسة العدوانية الإسرائيلية على لبنان تحتّم علينا عدم الانتظار، فالتاريخ لن يرحمنا إذا تراخينا أو تراجعنا عن معركة بناء الدولة». وختم: «إننا نعاهد الشعب اللبناني بأننا سنخوض المعارك السياسية السلمية الديموقراطية الدبلوماسية التي توصله إلى بر الأمان، والتي تثبت حقه بدولة قادرة عادلة سيدة محايدة عن سياسات المحاور منسجمة مع محيطها العربي والدولي، تستعيد دور لبنان، وطن الإشعاع لا وطن الساحات المفتوحة، وطن التعددية كمصدر للغنى والازدهار، لا وطن الأحادية المنتجة للفقر والتقهقر والحروب والتهجير والاندثار». وشارك في المؤتمر الوطني شخصيات سياسية وإعلامية واجتماعية وأمنية سابقة معارضة، وأبرز الحاضرين إلى جانب جعجع، رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب كميل شمعون، ونائب رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» ميشال خوري، وكتلة «تجدد» ممثلة بالنائب أشرف ريفي، ونواب تكتل «الجمهورية القوية» التابع لـ «القوات» (17 نائباً)، ومجموعة كبيرة من الوزراء والنواب السابقين، وشخصيات سياسية واجتماعية. ورغم توجيه الدعوات له، تغيب الحزب الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط عن اللقاء، كما غابت أطراف سنية، ونواب معارضون. جولة قاليباف وتزامن مؤتمر معراب مع زيارة لرئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني محمد باقر قاليباف، التقى خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وتفقد خلالها منطقة البسطة وسط بيروت، التي تعرضت لغارة إسرائيلية مدمرة مساء الخميس. وبعد لقائه بري، أكد قاليباف أن إيران «ستدعم كل القرارات الصادرة عن الحكومة والمقاومة (حزب الله) في لبنان». ووسط انتقادات لإيران لعدم إرسالها أي مساعدات تذكر إلى لبنان، أشار قاليباف الى «اننا على أتم الاستعداد لتقديم المساعدات للنازحين والمتضررين من الحرب في لبنان»، لافتا الى أنه حمل «رسالة دعم من المرشد (علي خامنئي) ورئيس الجمهورية (مسعود بزشكيان) من شعبنا للشعب اللبناني والمقاومة». من ناحيته، أكد ميقاتي، خلال لقائه قاليباف، أن «أولوياتنا وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي والحفاظ على أمن لبنان وسلامة أبنائه»، وشدد على «التزام لبنان بتطبيق القرار الدولي رقم 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب، وإجراء الاتصالات اللازمة مع دول القرار والأمم المتحدة للضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار كاملاً». وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تلقى انتقادات لبنانية بعد إصراره، خلال زيارة بيروت ولقاء ميقاتي، على ضرورة أن يصمد اللبنانيون واستمرار ربط جبهة غزة بجبهة لبنان، في موقف اعتبر تدخلا بالشؤون الداخلية اللبنانية. ونفى ميقاتي أن يكون حدث أي اشتباك بينه وبين عراقجي خلال اللقاء، غير أنه حرص أمس، في البيان الصادر عنه، على عدم ذكر تصريحات زائره الإيراني. اتصالات ماكرون الموقف نفسه كرره بري خلال اتصال مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جدد فيه الجانب اللبناني «على الموقف الرسمي المُطالب بوقف فوري لإطلاق النار ونشر الجيش وتطبيق 1701»، كما تطرق الاتصال إلى الجهود التي تبذلها فرنسا مشكورة لعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان لتجاوز الأزمة الإنسانية الناجمة عن نزوح أكثر من مليون و200 ألف لبناني، وكيفية مساعدة لبنان على إغاثتهم. وجدد بري شكره لفرنسا ورئيسها على الجهود التي تبذلها على مختلف الصعد لدعم لبنان وشعبه في هذه المحنة. وكان ماكرون بحث مع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، أمس الأول، مستجدات الأحداث في المنطقة، واستعرض الجانبان خلال اتصال هاتفي الجهود المبذولة لخفض التصعيد للوصول إلى الأمن والاستقرار. حراك هوكشتاين في المقابل، تلقى ميقاتي اتصالا من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، تناول بحث سبل التوصل الى وقف إطلاق النار ووقف المواجهات العسكرية، للعودة الى البحث في حل سياسي متكامل ينطلق من تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701. وأكد هوكشتاين، في تصريح لقناة «mtv»، «اننا نعمل ليلا ونهارا من أجل مسألة وقف إطلاق النار في لبنان، والوصول إليه في أسرع وقت»، مشيرا إلى أن «التنسيق مستمر مع الحكومة اللبنانية ورئيسها وقائد الجيش، والأمر يتعلق بمستقبل لبنان من أجل الوصول إلى ما يريده الشعب اللبناني، عبر انتخاب رئيس وتشكيل حكومة». تحذيرات لبيروت من مشاركة حزب الله في الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي المحتمل وشدد على أن «القرار 1701 هو الأساس الذي يجب أن نعمل عليه من أجل بناء مستقبل أفضل، وعلينا أن نقوم بما هو أكثر من تطبيق الـ1701، والتأكد من أن كل بنوده تم تطبيقها»، نافيا أن تكون الولايات المتحدة اعطت «أي ضوء أخضر لأي عملية برية في لبنان»، موضحاً أن «الرئيس اللبناني يجب أن يختاره اللبنانيون بأنفسهم، وليس علينا أن نختاره نحن لهم، ويجب أن يكون شخصيةً جامعةً للبنانيين، وفي هذه الظروف يجب أن يتم الاستحقاق الرئاسي سريعا». وأكد أن «علينا التركيز على أن يكون المجتمع الدولي قادراً على جمع حكومتَي لبنان وإسرائيل والتوصل إلى تطبيق الـ1701، ولكن هذا لا يحصل بين ليلة وضحاها، ورأينا جهود رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي باستعداد الجيش للانتقال إلى الجنوب»، وأعلن «أننا ننسق مع الكثير من الدول في الشرق الأوسط، ويمكنها أن تقدم دعما اقتصاديا كي نعيد لبنان إلى الازدهار»، مشددا على أنه «حان الوقت ليتمكن لبنان من اتخاذ القرارات بنفسه، بمعزل عن التأثيرات الدولية لما يصب في مصلحته». تحذير ورفض لوقف النار وفيما نقلت تقارير أن لبنان تلقى تحذيرات بضرورة عدم مشاركة حزب الله في أي رد إيراني على الهجوم الإسرائيلي المرتقب على إيران، وكان بري قد تلقى اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أشارت وكالة «رويترز» إلى أن المسؤولين الأميركيين تخلوا عن دعواتهم لوقف إطلاق النار في لبنان بدعوى تغير الظروف، بهدف إضعاف حزب الله المدعوم من إيران. وقال آرون ديفيد ميلر، المفاوض الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط، إن واشنطن ليس لديها أمل يذكر في تقييد إسرائيل، وإنها ترى فوائد محتملة في العملية. وأفادت مصادر أوروبية مطلعة بأنه لا توجد اليوم أي محادثات ذات مغزى لوقف إطلاق النار، وأضافت أن الإسرائيليين سيمضون قدماً في عمليتهم في لبنان «لأسابيع إن لم يكن لأشهر». وذكر مسؤولان أميركيان لـ»رويترز» أن ذلك قد يكون الإطار الزمني. وبالنسبة لواشنطن، قد تجلب الحملة الإسرائيلية فائدتين على الأقل، الأولى، هي أن إضعاف حزب الله قد يحد من نفوذ طهران في المنطقة ويقلل التهديد على إسرائيل والقوات الأميركية. وتعتقد واشنطن أيضاً أن الضغط العسكري قد يجبر حزب الله على وضع السلاح، وتمهيد الطريق لانتخاب حكومة جديدة في لبنان من شأنها أن تهمش الجماعة اللبنانية التي تلعب دورا كبيرا في لبنان منذ عقود. معارك وغارات ميدانياً، تواصلت المعارك البرية على طول الشريط الحدودي، بوتيرة متوسطة، خصوصا في القطاع الغربي الساحلي حيث تعمل القوات الاسرائيلية على توسيع توغلها في وقت شهدت الناحية الغربية من القطاع الأوسط، التي تصل بين القطاعين الأوسط والغربي، توغلات وعمليات قصف. وفيما لا يزال مجهولاً مصير رئيس وحدة التنسيق والاتصال في حزب الله، وفيق صفا، الذي يعد الصندوق الأسود للحزب، أطلق حزب الله عشرات الصواريخ باتجاه حيفا والجليل وواصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية غاراتها على مختلف المناطق اللبنانية، بما في ذلك المعيصرة في اعالي كسروان ودير بلا في اعالي البترون شمالاً، كما استهدف مبنى في برجا بالشوف.
«اليونيفيل» ترفض ترك مواقعها رغم الاعتداءات
الجريدة....رفضت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان «اليونيفيل» الانسحاب من مواقعها في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان بطلب من الجيش الإسرائيلي، رغم الهجمات التي أوقعت خمسة جرحى في صفوفها خلال يومين، حسبما صرح المتحدث باسمها أندريا تيننتي. وقال تيننتي في مقابلة مع فرانس برس، إن «الجيش الإسرائيلي طلب إخلاء بعض مواقعنا على الخط الأزرق وحتى على بعد خمسة كيلومترات من الخط الأزرق» في جنوب لبنان. وهذه القوة الأممية التي يناهز عديدها عشرة آلاف جندي، باتت أسيرة النيران المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله اللذين يخوضان حربا مفتوحة منذ ثلاثة أسابيع. ولدى اليونيفيل «نحو 29 مركزاً» في الجنوب، وقد طلبت إسرائيل إخلاءها كلها ما عدا المقر الرئيسي الواقع في رأس الناقورة الذي سبق أن تعرض لإطلاق نار متكرر، خصوصاً من جانب إسرائيل بحسب القوة الأممية. وقال تيننتي «لكن كان هناك قرار بالإجماع بالبقاء، لأن من المهم أن يظل علم الأمم المتحدة يرفرف عالياً في المنطقة وأن تكون قادرة على تقديم التقارير إلى مجلس الأمن». والخميس، اتهمت اليونيفيل القوات الإسرائيلية بإطلاق النار «عمداً» على مواقعها، ما أثار تنديداً دولياً واسعاً. ومذاك، جُرح خمسة في صفوف القوة في هجمات لم تنسبها القوة كلها إلى حزب الله أو إسرائيل، علماً أنها سبق أن اتهمت الدولة العبرية بهجمات «متعمدة» و«متكررة». واستدعت فرنسا وإيطاليا سفيري إسرائيل لديهما للاحتجاج، فيما تحدث وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو عن «جرائم حرب محتملة». من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الأول أنه أطلق النار في اتجاه «تهديد» قريب من موقع اليونيفيل في جنوب لبنان. وأكّد تيننتي أنّ قرار اليونيفيل البقاء في مواقعها اتخذ رغم أوضاع «صعبة للغاية» و«أضرار جسيمة حتى داخل القواعد» التابعة لها. وقال: «الليلة الماضية، تم تدمير حاويات داخل موقع قوات حفظ السلام الغانية جراء انفجار خارجها». وأضاف «يتعين على قوات حفظ السلام البقاء وراء الدشم (...) من الصعب جدًا أن يعيش المرء على هذا النحو لمدة 12 شهراً، لأن الأمر لم يبدأ بالأمس». وانتشرت قوة اليونيفيل في جنوب لبنان العام 1978، بعد عملية عسكرية إسرائيلية في لبنان في العام نفسه، وتمّ تعديل مهامها وتوسيعها بعد حرب العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل.
صواريخ «حزب الله» تتوغّل وغارات إسرائيل تتوسع..والميدان البري كأنه «كرّ وفرّ»..
«رشقة» ديبلوماسية تُعْلي الـ 1559 لوقف الحرب ولبنان «يحتمي» بالـ 1701
الراي..| بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |
- قاليباف حطّ في بيروت بطائرة قادها بنفسه..و«هبط» في موقع استهداف وفيق صفا
- أول إطلالة أميركية مباشرة على الواقع اللبناني... بلينكن وهوكشتاين على الخط
- غارة على برجا الشوفية والمعيصرة الكسروانية... وأول استهداف في الشمال لدير بلا البترونية
... عَيْناً على ركامٍ من دم ودمار وزنار نار أطْبَقَ للمرة الأولى على كامل الخريطة اللبنانية من، الجنوب إلى الشمال، مروراً بجبل لبنان وقلب بيروت وضاحيتها الجنوبية، وصولاً إلى البقاع، وعَيْناً أخرى على مسارٍ دبلوماسي شائك يتلمّس أولى خطواتٍ وكأنها لـ «جسّ النبض» فوق جَمْرِ «حرب لبنان الثالثة» الموصولة بـ «برميل البارود» الذي انفجر في 7 أكتوبر 2023 والتي توشك أن تجرّ إيران إلى الانغماس «في الوعاء المَغْلي» بحال جاء الردُّ الإسرائيلي المرتقب على هجومها الصاروخي أقوى من إمكان «تجرُّعه» بلغة «سنردّ بدورنا ولكن في المكان والزمان المناسبيْن».
هكذا كان المَشهدُ في لبنان، مشدوداً إلى:
- الميدان الذي اشتعل على مسارين وأثار ارتياباً كبيراً على ثالث، الأول الاجتياح الجوي الذي تَرَكَ بيروت تتخبّط في دمِ أكثر من 22 ضحية (بينهم أطفال ونساء) و120 جريحاً سقطوا في الغارة على منطقة البسطة في عمق بيروت التي استهدفتْ الناظمَ السياسي والأمني لعلاقات «حزب الله» الداخلية وفيق صفا (مساء الخميس) والذي تمدّد أمس، نحو منطقة دير بلا (البترون - محافظة الشمال التي لم يسبق أن تم استهدافها) حيث سقط 3 ضحايا و 4 جرحى، وعاود الضربَ في الشوف ولكن في منطقة برجا التي دخلت للمرة الأولى في «عين العاصفة» وسقط فيها 4 ضحايا و14 جريحاً، وفي المعيصرة (أعالي كسروان) حيث قضى 5 أشخاص وجُرح 14.
والثاني استمرار الغارات بقاعاً حتى الهرمل، وجنوباً حيث شكّلت غطاءً لغزوٍ بَري يَمْضي الجيشُ الإسرائيلي في محاولةِ التعمّق فيه أبعد من الحافة الحدودية التي تَجاوَزَها في بعض النقاط مع ملامح خطة لقطع طرق وكأنها لقطع الأوصال وترسيم قطاعاتٍ للعمليات العسكرية، بالتوازي مع اشتباكاتٍ ضارية مع «حزب الله» الذي كثّف رشقاته الصاروخية نحو شمال إسرائيل خصوصاً حيفا وعكا وصفد وطبريا وصولاً إلى تل أبيب (عبر مسيرتين)، مع استنساخٍ لنمط تهديد إسرائيل سكان الضاحية الجنوبية بوجوب إخلاء مربعات سكنية قبل ضرب أهداف فيها، وذلك من خلال اتهامه الجيش الإسرائيلي باتخاذ منازل في بعض مناطق الشمال كمراكز «تجمع لضباطه وجنوده»، وكذلك «تواجد قواعده العسكرية التي تدير العدوان على لبنان داخل أحياء» سكنية في مدن كبرى (مثل حيفا وطبريا وعكا) داعياً السكان للابتعاد عنها حفاظاً على حياتهم وحتى إشعار آخر.
أما المسار الثالث فهو تعمُّد إسرائيل - التي عمّمتْ في الساعات الماضية أشرطة فيديو لرئيس أركان جيشها هيرتسي هاليفي يُجْري اجتماعاً مع رئيس الشاباك رونين بار زُعم أنه داخل حدود لبنان بالتوازي مع فيديوات للناطق العسكري دانيال هاغاري قيل إنها في جولة في المقلب اللبناني - قَصْفَ مواقع اضافية لقوة«اليونيفيل»ولا سيما في الناقورة (القطاع الغربي) التي يَسعى جيشها للتوغل اليها من راس الناقورة وراميا وامتداد الأخيرة في القطاع الشرقي (رميش وعيتا الشعب).
«آثار كارثية»
وفيما أكد الناطق باسم القوة الدولية أندريا«الأمر صعب للغاية، هناك الكثير من الأضرار حتى داخل القواعد. الليلة (قبل) الماضية، تم تدمير حاويات داخل موقع قوات حفظ السلام الغانية جراء انفجار خارجها»، أفادت«اليونيفيل»أمس عن إصابة جندي بنيران غير معروفة المصدر (الجمعة) في جنوب لبنان، وهو الجريح الخامس في عديدها في يومين، محذرة من نزاع«إقليمي»له آثار«كارثية على الجميع». ويتمّ التعاطي مع استهداف «اليونيفيل» بالتوازي مع قصف مواقع للجيش اللبناني الذي سقط له جنديان وجُرح آخران داخل مركز له في بلدة كفرا الجنوبية، على أنه ضغط لسحب هاتين القوتين من الحافة الأمامية كي يكمل الجيش الإسرائيلي مهمته بعيداً من «عيون» الذراعين التنفيذيتين للقرار 1701 الذي بات واضحاً أن تل أبيب صارت تعتبره «ورقة محروقة» تسعى «بالنار» إلى تفاهماتٍ أكثر شمولية لتحكم اليوم التالي لبنانياً وصولاً إلى تطبيق القرار 1559 (نزع سلاح حزب الله والذي يشكل أحد مرتكزات الـ 1701) وفرض وقف تهريب السلاح عبر المعابر البرية والبحرية.
«التحشيد الدبلوماسي»
وإذ كان الداخل اللبناني وتحديداً رئيس البرلمان نبيه بري (المفوّض من «حزب الله» إدارة التفاوض حول وقف النار) يرسم«خط دفاع هجومياً»أمام أي ترسيم سياسي لمرحلة ما بعد الحرب وفق «الخط 1559» بإعلانه «القرار الوحيد هو 1701»، أما القرار 1559 فصار ورانا و«ينذكر ما ينعاد»، كان بارزاً «التحشيد الدبلوماسي» الأعلى منذ بدء إسرائيل مرحلة الاجتياح الجوي ثم التوغل البري وما بينهما من اغتيالات خصوصاً للسيد حسن نصرالله. وتمثّل هذا الأمر في أول إطلالة أميركية مباشرة على جبهة لبنان باتصالين أجراهما وزير الخارجية انتوني بلينكن بكل من بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومعاودة الموفد آموس هوكشتاين تفعيل مشاوراته مع الأطراف اللبنانية، بالتوازي مع بقاء باريس في وضعية «ألو بيروت» عبر «الهاتف الساخن» وعلى طرفه الفرنسي الرئيس ايمانويل ماكرون، وليس انتهاءً بمعاودة طهران توجيه إشاراتٍ من بيروت بأنها باتت تأخذ الأمور «بيدها» في ما خص الواقع اللبناني ووضعية «حزب الله» ومعركته مع إسرائيل. وفي الوقت الذي أعلن أن اتصالاً حصل بين ماكرون وبري الذي أكد «الموقف الرسمي اللبناني الذي تبنّتْه الحكومة اللبنانية المُطالِب بوقف فوري للنار ونشر الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية تطبيقاً للقرار الأممي 1701»، فإنّ المعلومات الرسمية عن اتصال هوكشتاين بميقاتي أشارت إلى أن النقاش تمحور حول «سبل التوصل إلى وقف النار ووقف المواجهات العسكرية، للعودة إلى البحث في حل سياسي متكامل ينطلق من تطبيق الـ 1701». وحمل تعبير «ينطلق من الـ 1701» مؤشرات إلى أن هذا القرار لم يعد كافياً ليشكل الإطار «مكتمل المواصفات» لوقف الحرب وإيجاد حل مستدام كرّس كلام بلينكن من لاوس التكامل الأميركي - الإسرائيلي في النظرة إلى مرتكزاته على قاعدة أن يكون تقويض القدرات العسكرية لحزب الله مدخلاً لتقويض نفوذه السياسي وإنهاء الشغور الرئاسي المتمادي منذ نحو عامين وفتْح طريق تطبيق سلّة القرارات الدولية التي ترعى قيام دولة لبنانية بلا أي «شريك» لها عسكرياً، خصوصاً الـ 1559. واستوقف أوساطاً واسعة الاطلاع كلام بلينكن عن أن «أحد التحديات الرئيسية التي شهدناها في لبنان هو أن حزب الله استولى فعلاً على عدد من وظائف الدولة، ولا سيما عبر التمسك بسلاحه وهذا ما ينبغي ألا تكون عليه الحال». وإذ ذكّر بأن إسرائيل خرجت من لبنان عام 2000، لفت إلى أنه كان جزءاً من إخراج إسرائيل التوصل إلى تفاهماتٍ مهمة (عادت و) وردتْ في قراريْ مجلس الأمن 1701 و1559، والتي كان من شأنها أن تضمن عدم وجود قوات على الحدود - وبالتأكيد ليس قوات غير نظامية مثل (حزب الله) - وجهات فاعلة غير حكومية يُفترض نزع سلاحها. وهذا لم يحدث، وظل (حزب الله) يشكل تهديداً مستمراً لإسرائيل. وأكد بلينكن أنه«انخرط في محادثات مع بلدان في مختلف أنحاء المنطقة ومع اللبنانيين أنفسهم»، واستخلص منها«ان هناك رغبة قوية، ليس فقط من جانب عدد من البلدان التي تشعر بالقلق إزاء لبنان، بل أيضاً من جانب اللبنانيين أنفسهم في رؤية الدولة تقف على قدميها وتثبت حضورها وتتحمل المسؤولية عن حياة مواطنيها، بما في ذلك عبر ملء الشغور الرئاسي (...)».
زيارة قاليباف
وبكشف بلينكن الصريح لخلفيات التحرك الأميركي ورؤية واشنطن للحل في لبنان، يمكن فهْم سرّ حرص طهران على إظهار إحاطة«ميدانية»بالواقع اللبناني عبر إيفادها في غضون 8 أيام وزير الخارجية عباس عراقجي (أكد تزامن وقف النار بين لبنان وغزة) ثم أمس رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف في الوقت الذي يترسخ الاقتناع بأن «خط الدفاع» عن إيران التي تتهيأ لضربة إسرائيلية، بقي منسوبها غامضاً، صار في جنوب لبنان والمواجهات التي يخوضها «حزب الله» عنها وعموم المحور. وحرص قاليباف، الطيار السابق في الحرس الثوري، على توجيه رسالتين بارزتين في الشكل، أولهما قيادته بنفسه الطائرة الإيرانية التي وصل بها إلى لبنان، في ما بدا تحدياً لتحذيرات إسرائيلية سابقة من دخول أي طائرات إيرانية يُخشى أنها تحمل سلاحاً أو مساعدات للحزب إلى مطار بيروت. والثانية زيارته موقع الغارة الإسرائيلية في منطقة البسطا حيث استُهدف وفيق صفا الذي مازال مصيره مجهولاً رغم تقارير عن أنه أصيب في الغارة (ترافقت مع غارة ثانية على منطقة النويري) وأنه في حالة حرجة. وإذ أعلن قاليباف من مطار بيروت «أتيتُ بدعوة من الرئيس بري ومن هنا سأنطلق إلى جنيف لأنقل معاناة ومظلومية الشعبين اللبناني والفلسطيني»، شدد من أمام الركام في البسطة على أنه يحمل رسالة دعم من بلاده إلى لبنان وشعبه، مؤكداً وقوف إيران إلى جانب الللبنانيين. وأضاف أن طهران«ستقدّم كل ما في استطاعتها لمساعدة اللبنانيين». وفيما أكد ميقاتي لضيفه الإيراني «أن أولويات الحكومة في هذه المرحلة هي العمل على وقف النار ووقف العدوان الإسرائيلي والحفاظ على أمن لبنان وسلامة أبنائه»، قال قاليباف عقب لقائه بري «انني أحمل معي رسالة بأن إيران ستبقى وتظل واقفة إلى جانب لبنان حكومة وشعباً في كل هذه الظروف الصعبة»، معلناً«أن طهران ستظل تدعم القرارات اللبنانية سواء من حكومتها أو الصادرة من المقاومة وشعب لبنان»....
التضاريس المفتوحة جنوباً تجعل العملية البرية صعبة
مستوى مقاومة «حزب الله» يُفاجئ الإسرائيليين
الراي.... فاجأ مستوى المقاومة من جانب «حزب الله» العديد من المراقبين والإسرائيليين، بالنظر إلى أن تل أبيب اغتالت قيادة الجماعة المدعومة من إيران، بالكامل تقريباً، بما في ذلك أمينها العام السيد حسن نصرالله، وفي الوقت نفسه، تواصل إطلاق الصواريخ بشكل منتظم. وبينما تعترض أنظمة الدفاع الجوي معظم القذائف، إلا أن بعضها يتسلل إلى الداخل موقعاً خسائر بشرية ومادية. وقال العديد من الجنود الذين يقاتلون حالياً في لبنان لشبكة «سي إن إن»، إن «التضاريس الجبلية المفتوحة تجعل العملية صعبة». وتابع جندي أرسل إلى غزة من أكتوبر إلى مارس، وفي يوليو وأغسطس، والذي يقاتل حالياً في جنوب لبنان، ان الحرب على الحدود الشمالية مختلفة تماماً عما شهده في غزة، موضحاً أن «التحدي لا يكمن في أن حزب الله مجهز بشكل أكبر من قبل إيران أو لديه المزيد من التدريب، التحدي هو التحول الذهني من أشهر من القتال في منطقة حضرية مقابل القتال في منطقة مفتوحة». وأضاف «حتى المناورات الأساسية - بما في ذلك الطريقة التي يتحرك بها الجنود مختلفة تماماً». ورغم أن الخسائر في الجانب الإسرائيلي أقل بكثير ومقتصرة غالباً على العسكريين، فقد قُتل ما لا يقل عن 14 عسكرياً خلال أيام معدودة. وقال مدير مستشفى زيف سلمان زرقا، لشبكة «سي إن إن»، إن المستشفى استقبل أكثر من 100 جندي في الأيام القليلة الأولى من العملية البرية. وصرح خبير الأمن الدولي في الجامعة العبرية في القدس دانيال سوبلمان، بأن الجيش ظل غامضاً عن عمد بشأن نطاق العملية، لافتاً إلى أنه «في البداية، أعلنت إسرائيل أن هذا يهدف فقط إلى التأكد من تدمير جميع البنية التحتية لحزب الله على الجانب الآخر من السياج. لكن الشيء الذي نعرفه جميعاً هو أن هذه البنية التحتية لا تتوقف على بضع مئات من الأمتار أو حتى بضعة كيلومترات، بل تمتد على طول الطريق إلى بيروت، إلى شمال لبنان، إلى وادي البقاع». وتابع أنه «إذا كانت إسرائيل تريد حقاً تطهير تلك المنطقة، فسنتطلع إلى عملية طويلة الأمد للغاية». وتثير فكرة الغزو البري الكبير القلق على جانبي الحدود، حيث تظل ذكريات الحرب الأخيرة في الذاكرة. ويُعرف صراع عام 2006 في إسرائيل باسم «حرب لبنان الثانية» رغم أنها كانت المرة الثالثة التي تعلن فيها إسرائيل علناً أنها دخلت الأراضي اللبنانية، بعد غزوها في عامي 1978 و1982. وانتهت الحرب بطريق مسدود بعد 34 يوماً، وبعد سقوط قتلى يبلغ عددهم نحو 1100 لبناني ونحو 170 إسرائيلياً بينهم 120 جندياً.
«خريطة طريق إنقاذية» للبنان
«لقاء معراب» لرئيسٍ يتعهّد بتطبيق القرارات 1559 و1680 و1701
| بيروت - «الراي» |.... طرحت المعارضة اللبنانية أمس، «خريطة طريق إنقاذية» بعدما «بلغت الحرب التي زُجّ فيها لبنان حدّاً كارثيّاً وفي ظل ما يُعانيه من موت وتهجير ودمار وانهيار» مرتكزها وقف النار وانتخاب رئيس مهمته العمل على تنفيذ «مثلث القرارات الدولية 1559، 1680 و 1701». وجاءت هذه الخريطة بعد «لقاء وطني جامع» عُقد أمس في مقر حزب «القوات اللبنانيّة» في معراب تحت عنوان «دفاعاً عن لبنان» بحضور شخصيات سياسية من المعارضة وخلص إلى بيان تلاه (رئيس «القوات») سمير جعجع، وأكد «أن أكثر ما يؤلمنا في الوقت الحاضر وجود اكثر من مليون لبناني مهجّر في ارضه، من الجنوب والضاحية الجنوبيّة والبقاع»، معتبراً أن «هذا الوضع المأسوي يتطلب مقاربة تقدم الحلول المستدامة والجذرية، فتراكم أنصاف الحلول لم يؤدِّ سوى إلى الانهيارات والحروب». ولفت إلى أنه «في هذه المرحلة، لا بد من استعادة الدولة بعد تفكك الكيان وانهيار الهيكل على رؤوس الجميع واستمرار حروب مدمرة بسبب الهيمنة والسلاح والفساد وسيطرة قوى خارجية على قرار الحرب في لبنان، وتدخلها المباشر، المرفوض، عبر ادارة مباشرة للأعمال العسكرية استخدمت جزءاً من الشعب اللبناني في حروبها إما كأدوات قتالية أو كدروع بشرية». وأضاف ان «الحاجة الملحّة تستدعي أولاً، وبصورة رئيسية وقبل أي شيء آخر، التوصّل الى وقف لإطلاق النار بأسرع وقت. وبغياب مبادرات دولية جدية، لم يبقَ لنا، للتوصل الى وقف النار إلاّ الذهاب لانتخاب رئيس للجمهوريّة: رئيس يطبق الدستور ويتعهّد مسبقاً بشكل واضح وجلّي بتطبيق القرارات الدولية خصوصاً 1559، 1680 و1701 وفقاً لجميع مندرجاتها، وبنود اتفاق الطائف ذات الصلة، ويتعهّد بأنّ القرار الإستراتيجي لن يكون إلا للدولة وحدها وبإعطاء الجيش اللبناني الصلاحيات اللازمة كلها لعدم ترك أي سلاح او تنظيمات أمنية خارج الدولة، وخارج الممارسات السياسية الفاشلة كلها التي عرفناها (...) وتشكيل حكومة على الأسس السيادية عيْنها، وهذا كلّه لا يعني أنّ فريقاً سيكون غالباً وآخر مغلوباً، لا بل سيكون لبنان هو المنتصر لمصلحة شعبه كله وأمنه واستقراره وازدهاره».....
15 قتيلا في 3 غارات إسرائيلية على بلدات في لبنان
دبي - العربية.نت.... أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن 15 شخصاً على الأقل قتلوا في غارات إسرائيلية على ثلاث مناطق تعتبر خارج معاقل حزب الله التقليدية، لترفع حصيلة سابقة للقتلى. وأفادت الوزارة عن "تسعة قتلى و15 جريحا" في "غارة للعدو الإسرائيلي" على قرية المعيصرة شمال بيروت، لترفع حصيلة سابقة إلى خمسة قتلى. كذلك أفادت أيضاً عن قتيلين وأربعة جرحى و"أشلاء" مجهولة الهوية في غارة إسرائيلية على دير بللا، بالقرب من بلدة البترون الشمالية، وفق "فرانس برس". وقالت إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 18 في غارة على برجا، لترفع حصيلة سابقة إلى 14 جريحا في الغارة في منطقة الشوف جنوب العاصمة. في شرق لبنان، أفاد مستشفى تل شيحا بأنه تعرض لـ"بعض الاضرار المادية الخفيفة" جراء "الغارات التي استهدفت محيط مدينة زحلة". ولم يبلغ المستشفى عن وقوع إصابات في صفوف المرضى والعاملين، معلنا استمراره في أداء عمله. في المعيصرة، شاهد مصور لوكالة فرانس برس جرافة تحاول إزالة كتلة كبيرة من ركام مبنى مدمر، فيما كان عناصر الدفاع المدني يستخدمون مطارق لمحاولة اختراق لوح ضخم من الإسمنت. وفي دير بللا، شاهد مراسل آخر فراشا ووسائد وأغطية أسّرة وسلة غسيل وملابس متناثرة بين الحطام، فيما كان سكان يبحثون بين الأنقاض بأيديهم قرب دخان متصاعد من كومة أنقاض كانت لا تزال مشتعلة.
استهداف سوق في النبطية
ومساء السبت، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنّ "الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ قرابة الثامنة والربع من مساء اليوم غارة استهدفت وسط السوق التجاري في مدينة النبطية" في جنوب لبنان، بدون أن تشير حتى الآن إلى وقوع ضحايا. ومنذ 23 أيلول/سبتمبر، كثفت إسرائيل من حملة القصف على ما تقول إنها بنى تحتية ومواقع لحزب الله. والأسبوع الماضي، أمر الجيش الإسرائيلي سكان النبطية بمغادرة المدينة التي تضم مؤسسات حكومية ومستشفيات وفرعا للجامعة اللبنانية. وأفادت الوكالة الوطنية أنّ "الطيران المعادي نفذ سلسلة غارات ليلية على قرى تمنين التحتا وبريتال وسرعين التحتا وبلدة النبي شيت" في البقاع شرق لبنان.
مقتل أكثر من 1200
وبعد عام من القصف المتبادل عبر الحدود، تحولت هذه المواجهات حربا مفتوحة اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر حين كثّفت الدولة العبرية غاراتها الجوية على مواقع لحزب الله وبدأت بعد أسبوع من ذلك عمليات برية في جنوب لبنان. ومذاك، قتلت الغارات الإسرائيلية اليومية أكثر من 1200 شخص وأدّت لنزوح أكثر من مليون آخرين، بحسب الأرقام الرسمية. وقالت وزارة الصحة اللبنانية السبت إنّ 26 شخصا قتلوا الجمعة، ما يرفع إلى 2255 عدد القتلى منذ اندلاع المواجهات في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ماكرون: على حزب الله أن يوقف إطلاق النار فورا
دبي - العربية.نت... حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حزب الله على أن "يوقف فورا" قصف إسرائيل، مؤكدا أنه يجب "التوصل فورا" إلى وقف لإطلاق النار في لبنان. وأوضح الرئيس الفرنسي خلال اتصال هاتفي برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري انه "يجب التوصل فورا إلى وقف لإطلاق النار في لبنان"، داعيا حزب الله إلى أن "يوقف فورا" هجماته على إسرائيل. كما اعرب ماكرون أيضا عن "قلقه الكبير حيال تكثيف الضربات الاسرائيلية في لبنان وتداعياتها المأسوية على السكان المدنيين"، بحسب الإليزيه. وخلال اتصاله ببري، دعا ماكرون اللبنانيين الى "توحيد صفوفهم من أجل وحدة البلاد واستقرارها"، داعيا جميع الاطراف الى "أن يواجهوا معا هذه المحنة الجديدة" عبر تأييد "برنامج سياسي جامع يستند الى انتخاب رئيس يضمن الوحدة الوطنية".
استهداف اليونيفيل
من جانبها أكدت الرئاسة الفرنسية أن باريس ستواصل جهودها لتعبئة المجتمع الدولي في إطار المؤتمر الدولي لدعم شعب لبنان وسيادته والذي سينظم في باريس في 24 تشرين الاول/اكتوبر. وختاما، جدد ماكرون تأكيد "التزام فرنسا في إطار اليونيفيل (قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان)"، و"كرر استياءه من الاستهدافات غير المبررة للجنود الأمميين أخيرا". كذلك، أجرى ماكرون السبت مشاورات هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. وقالت الرئاسة الفرنسية إن الجانبين أكدا "عزمهما على حماية العراق وتجنب انزلاقه إلى نزاع إقليمي". يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي قال إن حزب الله اطلق نحو 320 مقذوفا على اسرائيل خلال يوم الغفران، من مساء الجمعة حتى مساء السبت. وقتل تسعة أشخاص السبت في غارات إسرائيلية جديدة، بحسب وزارة الصحة اللبنانية. وأصيب خمسة من عناصر اليونيفيل خلال 48 ساعة بحسب القوة الأممية التي اتهمت القوات الاسرائيلية بإطلاق النار على مواقعها "في شكل متكرر ومتعمد".
اليونيفيل: نحذّر من نزاع إقليمي آثاره كارثية على الجميع
دبي - العربية.نت...على ضوء تعرض قوات حفظ السلام في لبنان "اليونيفيل" لأربع اعتداءات من قبل القوات الإسرائيلية، خلال اليومين الماضيين، فضلا عن مقتل جنديين من الجيش اللبناني أمس الجمعة إثر قصف إسرائيلي، حذرت تلك القوات التي تضم في عدادها 10 آلاف جندي أممي من خطورة الوضع.
"نزاع إقليمي"
وأوضحت أنها رفضت الانسحاب لمسافة 5 كيلومترات شمالاً داخل الأراضي اللبنانية بطلب من الجيش الإسرائيلي الذي استهدفها مذاك مرات عدة. وأكد المتحدث باسمها أندريا تيننتي اليوم السبت، أن الأضرار كبيرة نتيجة الاستهدافات الإسرائيلية، موضحا أنها تكبدت أضرارا جسيمة. كما حذّر من نزاع إقليمي له آثار كارثية على الجميع، وفقاً لوكالة "فرانس برس". وشدد على ألا حل عسكري للأزمة، داعياً إلى مناقشات على المستويين السياسي والدبلوماسي من أجل تجنب كارثة. ورأى أنّ النزاع بين حزب الله وإسرائيل ليس مجرد نزاع بين الدولتين، بل قد يتحول قريبا جدا إلى نزاع إقليمي له آثار كارثي على الجميع. إلى ذلك، أضاف أن الجيش الإسرائيلي طلب إخلاء بعض مواقع قوات اليونيفيل على الخط الأزرق وحتى على بعد خمسة كيلومترات من الخط الأزرق، مشددا على أن هناك قراراً بالإجماع بالبقاء. وأوضح أنه من المهم أن يظل علم الأمم المتحدة يرفرف عالياً في جنوب لبنان حيث يبلغ عديد القوة الأممية قرابة 10 آلاف جندي، وفق تعبيره. كذلك أعلن إصابة أحد جنود القوة اليوم أيضا جراء نيران غير معروفة المصدر.
"إصابة مباشرة"
وكانت اليونيفيل أعلنت في بيان الخميس الماضي أن "دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي أطلقت النار باتجاه برج مراقبة في مقر اليونيفيل في الناقورة، فأصابته بشكل مباشر وتسببت في جرح جنديين من الجنسية الإندونيسية". كما أضافت أن جنوداً إسرائيليين أطلقوا النار عمداً أيضاً على موقع آخر للأمم المتحدة في رأس الناقورة، "فأصابوا مدخل الدشمة حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون، وألحقوا أضراراً بالآليات ونظام الاتصالات". في حين برر الجيش الإسرائيلي الواقعتين بالقول إنه طلب من الجنود الأمميين التراجع 5 كلم عن الحدود، والبقاء "في مناطق محمية" قبل أن يطلق النار "قرب" قاعدتهم. فيما نددت الدول الأربع المشاركة في تلك القوات الأممية، فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وأيرلندا، بتلك الاعتداءات. كما دعت إلى عقد اجتماع عبر تقنية الفيديو الأسبوع المقبل في موعد لم يتم تحديده بعد. أتت تلك الاعتداءات الإسرائيلية، بعدما أطلقت إسرائيل مطلع الشهر الحالي ما قالت إنه "عملية برية محدودة" في جنوب لبنان، حيث توغل جنودها في بعض البلدات اللبنانية الحدودية، وسط اشتباكات مع مقاتلي حزب الله. كما أعلن الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي، توسيع عمليته هذه حيث دفع بالمزيد من الجنود إلى الحدود. فيما أكدت اليونيفيل مرار أن هذا الدخول الإسرائيلي انتهاك للقرار الأممي 1701، الذي أقر بعيد الحرب الإسرائيلية التي اندلعت في صيف 2006 بلبنان.
أميركا تدع حرب لبنان تأخذ مسارها.. تقرير يشرح
دبي - العربية.نت.. بعد أن ألمح مسؤولون أميركيون إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدفع نحو استخدام هجوم إسرائيل على حزب الله كفرصة لإنهاء هيمنته التي استمرت لفترة طويلة من خلال انتخاب رئيس لبناني جديد، يبدو أن الولايات المتحدة استقرت على نهجها هذا.
"تراجعت عن وقف فوري لإطلاق النار"
فقد أفاد تقرير جديد لوكالة "رويترز" اليوم السبت، بأن المسؤولين الأميركيين تراجعوا عن دعواتهم لوقف إطلاق النار بدعوى تغير الظروف. وأشار التقرير إلى أن هذ النهج يبدو جدياً بالنسبة للولايات المتحدة، مستشهدين بكلام المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي قبل أيام حينما قال: "ندعم إسرائيل في شن هذه الهجمات بهدف تدمير البنية التحتية لحزب الله حتى نتمكن في نهاية المطاف من التوصل إلى حل دبلوماسي". وذكر أن أميركا استقرت بعد دبلوماسية مكثفة على مدى أسابيع بهدف وقف إطلاق النار، على نهج مختلف تماما مبني على ترك الصراع الدائر في لبنان يأخذ مساره. كما لفت إلى أن هذا التغيير يعكس في المسار التضارب في الأهداف الأميركية المتمثلة في احتواء الصراع المتنامي في الشرق الأوسط، وفي الوقت ذاته إضعاف حزب الله المدعوم من إيران بشكل كبير. كذلك أشار إلى ما قاله جون ألترمان المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، بأن الولايات المتحدة تريد أن تؤدي الحملة الإسرائيلية إلى إضعاف قدرات حزب الله بيد أن عليها أن توازن بين ذلك، وبين احتمال خلق فراغ في لبنان أو إشعال فتيل حرب إقليمية. وأضاف أن نهج واشنطن يبدو كما يلي "إذا لم تتمكن من تغيير النهج الإسرائيلي، فمن الأفضل أن تحاول توجيهه بطريقة بناءة".
زعماء لبنانيين رئيسيين
وكانت أميركا قبل أسبوعين طالبت مع فرنسا بوقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما لدرء غزو إسرائيلي للبنان، لكن هذه الجهود تعثرت بسبب اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وبدء العمليات البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان في الأول من أكتوبر/تشرين الأول والغارات الجوية الإسرائيلية التي طالت قياديين بالحزب في قلب بيروت. ومن المؤكد أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستستفيدان من إلحاق الهزيمة بعدو مشترك هو حزب الله الذي تستخدمه طهران لتهديد الحدود الشمالية لإسرائيل، رغم أن تشجيع الحملة العسكرية الإسرائيلية المتوسعة ينذر باندلاع صراع يخرج عن السيطرة، وفقا لـ"رويترز". أما المبادرة الأميركية الفرنسية، فكانت تعتمد على زعماء لبنانيين رئيسيين، بما في ذلك رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يمثل قناة رئيسية لحزب الله في مفاوضات وقف إطلاق النار، وفقاً لدبلوماسيين مطلعين على المناقشات. يذكر أنه ومنذ نهاية عهد الرئيس اللبناني السابق ميشال عون الذي كان متحالفاً مع الحزب، نهاية العام 2022، لم يتمكن البرلمان من الاجتماع لانتخاب رئيس جديد، جراء الخلافات السياسية بين الأحزاب المهيمنة على المشهد في البلاد، وعلى رأسهم حزب الله.
نصرالله دعم 7 أكتوبر وطلب وقتاً من حماس.. وثائق تكشف
دبي - العربية.نت... بعيد الذكرى السنوية الأولى لهجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة، عادت التفاصيل للواجهة.
وثائق عن 7 أكتوبر
فقد كشف تقرير أميركي جديد بعض المعلومات عما حدث في ذلك اليوم، موضحاً أن حركة حماس كانت خططت لعملية 7 أكتوبر منذ خريف 2022، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز". وأضافت الوثائق أن الحركة أجلت تنفيذ العملية لأنها كانت تحاول إقناع إيران وحزب الله بالمشاركة، حتى إنها طلبت من إيران في يوليو 2023 التمهيد لـ 7 أكتوبر بضرب مواقع إسرائيلية. وتابعت أن إيران وحزب الله أبلغا حماس أنهما يدعمان الخطة، لكن يريدان مزيدا من الوقت. إلا أن حماس عادت وحاولت إقناع الحليفين باستغلال وضع إسرائيل، في إشارة إلى المشاكل القضائية الداخلية التي كانت تمر بها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حينها. كذلك ذكرت الوثائق أن حماس خططت لبحث 7 أكتوبر مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، دون أن توضح فيما إذا كان الأخير قد علم بالتفاصيل أم لا. وأكدت أن الحركة تفادت إثارة مواجهات كبيرة مع إسرائيل منذ عام 2021، وذلك لإيهامها برغبتها بالهدوء. كما أظهرت الوثائق أن 7 أكتوبر كانت تهدف لتعطيل مساعي السلام في المنطقة. وكانت حركة حماس تزامناً مع الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر قد أكدت على أن إسرائيل فشلت في القطاع على مر عام كامل. ورأت أن مكاسب هجوم السابع من أكتوبر ستمتد على المنطقة بأكملها، معتبرة أنه أعاد القضية الفلسطينية إلى الصدارة على الرغم من التضحيات الهائلة. واعتبرت أن "طوفان الأقصى" أعاد الحياة لغزة وللقضية الفلسطينية. بالتزامن، أكد حزب الله في بيان أصدره بذكرى 7 أكتوبر أنه سيواصل "صد العدوان" الإسرائيلي رغم الأثمان الباهظة". كما اعتبر أن إسرائيل "غدة سرطانية" في المنطقة لا بدّ من "إزالتها ولو طال الزمن".
وضع مأساوي
يشار إلى أنه بعد عام على هجوم السابع من أكتوبر بلغ عدد الضحايا في القطاع الفلسطيني المدمر أكثر من 42 ألف قتيل، فيما نزح عشرات الآلاف. وعم الدمار والركام الذي قارب الـ40 مليون طن في كافة أنحاء غزة، التي تضررت ثلثا أبنيتها. في حين بلغ عدد المعتقلين أكثر من 12 ألفا.
40 دولة مشاركة في اليونيفيل تطالب بحماية القوة الأممية
الحرة – واشنطن.. أعربت 40 دولة على الأقل، السبت، عن دعمها "الكامل" لقوة الأمم المتحدة الموقتة المنتشرة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، مطالبة بحماية عناصرها الذين أصيب خمسة منهم خلال 48 ساعة. وقالت هذه الدول المساهمة في اليونيفيل "ندين بشدة الهجمات الأخيرة ضد حفظة السلام. ويجب أن تتوقف أفعال كهذه فورا وأن يتم التحقيق فيها بشكل مناسب"، بحسب ما جاء في رسالة نشرها حساب البعثة البولندية إلى الأمم المتحدة. وأضافت الدول ومن بينها الهند وألمانيا، "نحض جميع أطراف النزاع على احترام وجود اليونيفيل، وهو ما يستدعي ضمان أمن جميع موظفيها وسلامتهم في كل الأوقات". وتعرضت إسرائيل لانتقادات حادة، الجمعة، بعد أن اتهمت القوة الأممية جيشها بإطلاق النار "بشكل متكرر" و"عمدا" على مواقعها. وشددت الدول الأربعون، وبينها كذلك إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وإيرلندا، "نعتبر دور اليونيفيل بالغ الأهمية خصوصا في ضوء تصاعد التوترات في الشرق الأوسط". ومن الدول الموقعة نيبال وإندونيسيا اللتان أصيب اثنان من عناصرهما في اليونيفيل بجروح طفيفة إثر إطلاق النار على المقر الرئيس للقوة الأممية. ومن بين المشاركين في اليونيفيل والموقعين على البيان أيضا الصين وقطر وتركيا. وحذرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) السبت من نزاع إقليمي "كارثي" فيما يقاتل الجيش الإسرائيلي حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية المتحالفتين مع إيران. وقد استهدفتها نيران إسرائيلية، الأمر الذي أثار منذ الجمعة انتقادات دبلوماسية دولية وإدانات، صدرت كذلك عن الولايات المتحدة حليفة إسرائيل. وتنتشر قوات اليونيفيل في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل. وهذه القوة التي تضم أكثر من 9500 جندي، عالقة في مرمى النيران بين إسرائيل وحزب الله منذ أن فتح الحزب جبهة ضد الدولة العبرية في تشرين الأول/أكتوبر 2023. وقد اتهمت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار بشكل "متكرر" و"متعمد" على مواقعها، ما أدى إلى إصابة خمسة من قوات حفظ السلام في يومين. واعتبرت روما أن ذلك قد يرقى إلى "جرائم حرب"، واستدعت على غرار باريس السفير الإسرائيلي للاحتجاج. وتنتشر قوات اليونيفيل بين نهر الليطاني والحدود اللبنانية الإسرائيلية، ويقع مقرها في رأس الناقورة الحدودية. وتتشكل أكبر وحداتها من قوات من إندونيسيا والهند وغانا وإيطاليا والنيبال. كما تساهم ماليزيا وإسبانيا وايرلندا وفرنسا بقوات.
ميقاتي لقاليباف: أولوياتنا وقف العدوان الإسرائيلي والحفاظ على أمن لبنان
رئيس البرلمان الإيراني زار موقع أعنف غارة إسرائيلية على بيروت
بيروت: «الشرق الأوسط»... أكد رئيس الحكومة الللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم السبت، أن أولويات الحكومة العمل على وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن ميقاتي قوله خلال استقباله رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف الذي وصل إلى بيروت في وقت سابق اليوم، قوله إن «أولويات الحكومة في هذه المرحلة هي العمل على وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي والحفاظ على أمن لبنان وسلامة أبنائه». وشدد ميقاتي على «التزام لبنان بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب، وإجراء الاتصالات اللازمة مع دول القرار والأمم المتحدة للضغط على اسرائيل لتنفيذ القرار كاملا». ووفق «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية، اليوم، فإن قاليباف وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وكان في استقباله على أرض المطار النائب محمد خواجة ممثلاً لرئيس مجلس النواب نبيه بري، والنائب حسن عز الدين. وقال قاليباف لدى وصوله إلى بيروت: «جئت إلى بيروت بدعوة من السيد نبيه بري لأنقل رسالة من (المرشد) علي خامنئي والرئيس الإيراني إلى الشعب اللبناني و(حزب الله)»، بحسب ما أوردته وكالة «مهر» الإيرانية. ويغادر قاليباف بيروت مساء اليوم متوجهاً إلى جنيف، بعد لقائه مسؤولين لبنانيين، للمشاركة في قمة الاتحاد البرلماني الدولي التي ستبدأ غداً. وتفقد رئيس البرلمان الإيراني المحافظ اليوم برفقة اثنين من نواب «حزب الله» موقع الغارة الإسرائيلية الأعنف التي استهدفت قلب بيروت الخميس وأسفرت عن مقتل 22 شخصا على الأقل، على ما أفاد مصور في «وكالة الصحافة الفرنسية». وكان مصدر مقرّب من «حزب الله» أفاد وكالة الصحافة الفرنسية أمس بأن الضربة مساء الخميس استهدفت القيادي في «حزب الله» وفيق صفا الذي لا يزال مصيره مجهولا. وتأتي زيارة قاليباف بعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية الإيراني لبيروت، فيما تتواصل الغارات الإسرائيلية في شكل يومي على لبنان.
يوم من «الهجمات الدقيقة» في لبنان
واشنطن تسعى لـ«تحييد المدنيين» في الصراع بين إسرائيل و«حزب الله»
الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم.. نفذ الجيش الإسرائيلي هجمات وصفها بـ«الدقيقة» في لبنان، خارج مناطق سيطرة «حزب الله»، لتشمل بلدات في الشمال والشوف، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى، وذلك في موازاة ضغطه الميداني على القرى الحدودية لمحاولة التوغل فيها، من دون أن يسجل حتى مساء أمس خروقات واسعة لدفاعات «حزب الله» الذي واصل، في المقابل، ضغطه الميداني بإطلاق عشرات الصواريخ نحو شمال إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إن «حزب الله» أطلق نحو 320 مقذوفاً من لبنان على إسرائيل في يوم الغفران، أقدس الأعياد اليهودية الذي بدأ مساء الجمعة وانتهى ليل السبت. وحذّر «حزب الله»، الجمعة، سكان مناطق في شمال إسرائيل من أن منازل وقواعد عسكرية في أحياء سكنية، بعضها في مدن كبرى، ستكون هدفاً له. في غضون ذلك، شهدت بيروت حراكاً دبلوماسياً خجولاً، تمثل في اتصالات دولية مع قيادات لبنانية، بقيت مضامينها في إطار «العموميات»، كما قال مرجع لبناني رفيع لـ«الشرق الأوسط»، عادّاً أن المسؤولين الغربيين الذين يعوّل على تدخلهم للضغط على إسرائيل «ليسوا قادرين، كما هي حال الفرنسيين، أو لم يحزموا أمرهم بعد، كما هي حال الأميركيين». وكشف عن وعود أميركية بمساعٍ «تحصر المواجهات على الجبهات»، ولا تطول المدنيين من الجانبين. وأتت زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، إلى بيروت أمس، في إطار «التعاطف والدعم»، كما قال مسؤول لبناني التقاه... وأشار المرجع اللبناني إلى أن هذه الاتصالات «إيجابية»، بحيث أنها تبشر ببداية حراك دولي متعاطف مع لبنان، كاشفاً عن وعود أميركية بمساعٍ «تحصر المواجهات على الجبهات»، ولا تطول المدنيين من الجانبين.
«حزب الله» أطلق 320 مقذوفاً على إسرائيل خلال يوم الغفران
الجيش الإسرائيلي قصف نحو 280 «هدفاً إرهابياً» في لبنان وغزة خلال اليوم نفسه
تل أبيب: «الشرق الأوسط»... قال الجيش الإسرائيلي إن «حزب الله» أطلق نحو 320 مقذوفاً من لبنان على إسرائيل في يوم الغفران، أقدس الأعياد اليهودية الذي بدأ مساء الجمعة، وانتهى ليل السبت. وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية» أنه «خلال (يوم الغفران)، في نهاية الأسبوع، نحو 320 مقذوفاً أطلقتها منظمة (حزب الله) الإرهابية عبرت من لبنان إلى إسرائيل». وأفاد الجيش بأن قواته قصفت 280 «هدفاً إرهابياً» في سياق عمليات قتالية في لبنان وقطاع غزة خلال يوم الغفران. وقال إن الأهداف «تعود إلى حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة. وبين هذه الأهداف بنى تحتية إرهابية تحت الأرض ومخازن أسلحة ومراكز قيادة عسكرية وخلايا إرهابية وبنى تحتية إرهابية أخرى». وفي بيان منفصل، أعلن الجيش الإسرائيلي رصد مقذوفين عبرا من شمال غزة حيث تخوض إسرائيل حرباً في مواجهة «حماس»، باتجاه مدينة عسقلان، لكنهما سقطا في منطقة غير مأهولة. بدوره، قال «حزب الله»، في بيان اليوم السبت، إنه هاجم ضواحي مدينة تل أبيب الإسرائيلية بسرب من الطائرات المسيرة أمس. وحذّر «حزب الله»، الجمعة، سكان مناطق في شمال إسرائيل من أن منازل وقواعد عسكرية في أحياء سكنية، بعضها في مدن كبرى، ستكون هدفاً له. واتهم الحزب الجيش الإسرائيلي بأنه «يتخذ (...) منازل» في بعض مناطق شمال إسرائيل «مراكز تجمُّع لضباطه وجنوده، وكذلك تُوجَد قواعده العسكرية التي تدير العدوان على لبنان داخل أحياء سكنية في مدن كبرى، مثل حيفا وطبريا وعكا». وأضاف الحزب أن «هذه المنازل والقواعد العسكرية هي (أهداف للقوة الصاروخية والجوية) له». وحذّر السكان من «الوجود قرب هذه التجمعات العسكرية حفاظاً على حياتهم، وحتى إشعار آخر».
واشنطن تطرح معادلة «تحييد المدنيين»... بانتظار بلورة مقترح لوقف النار في لبنان
حراك دبلوماسي باتجاه بيروت... وقاليباف: طهران تدعم القرارات اللبنانية
بيروت: «الشرق الأوسط».. شهدت العاصمة اللبنانية، بيروت حراكاً دبلوماسياً خجولاً، تمثل في اتصالات دولية مع القيادات اللبنانية، بقيت مضامينها في إطار «العموميات»، كما أفاد مرجع لبناني رفيع لـ«الشرق الأوسط»، عادّاً أن المسؤولين الغربيين الذين يعول على تدخلهم للضغط على إسرائيل «ليسوا قادرين، كما هي حال الفرنسيين، أو لم يحزموا أمرهم بعد، وهو حال الأميركيين». وأتى جديد الاتصالات الدولية بمكالمة هاتفية، أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، سبقها اتصال أجراه موفد الرئيس الأميركي، آموس هوكستين برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على اتصالين أجراهما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ببري وميقاتي. في حين أتت زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني المحافظ، محمد باقر قاليباف، في إطار «التعاطف والدعم»، كما قال مسؤول لبناني التقى قاليباف، الذي أكد أن بلاده «ستظل تدعم القرارات اللبنانية الصادرة من الحكومة والمقاومة والشعب اللبناني». وأشار المرجع اللبناني إلى أن هذه الاتصالات «إيجابية»، بمعنى حصولها الذي يؤشر إلى بداية حراك دولي متعاطف مع لبنان، «الذي تبدى في كل الاتصالات». وكشف المرجع عن وعود أميركية بمساعٍ «تحصر المواجهات على الجبهات»، ولا تطال المدنيين من الجانبين. غير أن المرجع نفسه لم يتفاءل كثيراً بهذه المساعي، «لأن أولويتها لم تكن وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي على لبنان». وأوضح مصدر لبناني، اطلع على مضامين الاتصالات، أن الموقف الفرنسي الذي عبّر عنه الرئيس ماكرون «كان أقرب إلى تبني المقاربة اللبنانية، في حين كان التركيز الأميركي على جوانب إنسانية، مثل المساعدات وسياسة انتخاب رئيس للجمهورية»، مشيراً إلى أن الجانب الأميركي أبلغ اللبنانيين بأنه «يحاول الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتخفيف معاناة المدنيين، تمهيداً لبلورة مقترح ينهي الصراع القائم». وجرى خلال الاتصال بين ماكرون وبري، وفقاً لبيان صدر عن مكتب الأخير، «التداول بالأوضاع الراهنة التي يمر بها لبنان والمساعي السياسية الرامية لوقف العدوان الإسرائيلي»؛ حيث أكد رئيس المجلس الموقف الرسمي اللبناني، الذي تبنَّته الحكومة اللبنانية، المُطالب بوقف فوري لإطلاق النار، ونشر الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية تطبيقاً للقرار الأممي «1701»، كما تطرّق الاتصال للجهود التي تبذلها فرنسا مشكورة لعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان لتجاوز الأزمة الإنسانية الناجمة عن نزوح أكثر من مليون و200 ألف لبناني، وكيفية مساعدة لبنان على إغاثتهم. وجدد بري شكره لفرنسا ورئيسها على الجهود التي تبذلها على مختلف الأصعدة، لدعم لبنان وشعبه في هذه المحنة. وفي الاتصال بين ميقاتي وهوكستين، جرى البحث وفقاً لبيان عن رئاسة الحكومة اللبنانية «في سبل التوصل إلى وقف إطلاق النار، ووقف المواجهات العسكرية، للعودة إلى البحث عن حل سياسي متكامل ينطلق من تطبيق قرار مجلس الأمن رقم (1701)». وصباح السبت، وصل قاليباف إلى بيروت على متن طائرة خاصة يقودها بنفسه، بعد أسبوع على زيارة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي أعلن من بيروت التمسك بربط وقف إطلاق النار بين لبنان وغزة. وعند وصوله، تفقد قاليباف برفقة اثنين من نواب «حزب الله» موقع الغارة الإسرائيلية الأعنف التي استهدفت قلب بيروت الخميس، وأسفرت عن مقتل 22 شخصاً على الأقل، وقالت إسرائيل إنها استهدفت خلالها مسؤول التنسيق والارتباط في «حزب الله»، وفيق صفا، الذي لا يزال مصيره مجهولاً. ومن أمام ركام بناية مهدمة جراء الضربة، قال قاليباف بالفارسية: «إن النظام الصهيوني المتوحش، وعلى رأسه رئيس وزرائه، الشبيه بالذئب، يرتكبون هذه الجرائم». وأضاف قاليباف: «أنّ المنظمات الدولية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لديهم القدرة (على وقف إسرائيل)، ولكنهم للأسف ظلوا صامتين». والتقى قاليباف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي أكّد خلال اللقاء، أن «أولويات الحكومة في هذه المرحلة هي العمل على وقف إطلاق النار، ووقف العدوان الإسرائيلي، والحفاظ على أمن لبنان وسلامة أبنائه»، وفق بيان من مكتب ميقاتي. وبعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، قال قاليباف: «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستظل تدعم القرارات اللبنانية، سواء من حكومتها والصادرة من المقاومة وشعب لبنان، وستدعمها بكل قوة». ولفت إلى أنه يحمل رسالة من القيادة الإيرانية بالتأكيد على أن طهران «ستبقى وتظل واقفة إلى جانب لبنان حكومة وشعباً في كل هذه الظروف الصعبة»، مشيراً إلى أن بلاده «على أتم الجهوزية والاستعداد لتقديم أي نوع من المساعدات لهؤلاء النازحين والمتضررين من هذه الحرب، ولكن تحت إشراف وإدارة حكومية، وحبذا لو كان هناك جسر جوي مباشر بين إيران ولبنان لتقديم مثل هذه المساعدات». وقال المسؤول الإيراني إنه سيتوجه بعد بيروت إلى جنيف للحضور والمشاركة في اجتماعات الاتحاد العالمي للبرلمانات، التي تنعقد على مستوى رؤساء البرلمانات العالمية، قائلاً للصحافيين: «ثقوا تماماً بأنه على هامش هذه الاجتماعات وأثناء مقابلاتي ولقائي كل المسؤولين ورؤساء البرلمانات الدولية، سأنقل هذه الرسالة التي فحواها هذا الاضطهاد، وهذه المظلومية للشعبين الفلسطيني واللبناني»...
خطة الحكومة اللبنانية لتشييد بيوت جاهزة للنازحين: أراضٍ عامة في بيروت والبقاع والشمال
وزير الأشغال لـ«الشرق الأوسط»: المعيار الأساسي أن يبقى كل ابن قضاء ضمن قضائه
بيروت: لينا صالح.... يرزح لبنان تحت كارثة النزوح التي سببتها الحرب الإسرائيلية المتواصلة على جنوب لبنان وشرقه، بالإضافة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت. ورغم كل الجهود التي تقوم بها الحكومة اللبنانية عبر لجنة الطوارئ من خلال إيجاد مراكز إيواء للنازحين في المدارس والجامعات، إلى جانب المبادرات الفردية التي يقوم بها البعض من أصحاب المطاعم والأديرة ومالكي المنازل؛ ما زال العديد من النازحين يفترشون الطرقات، وينامون على الأرصفة. وفي سابقة، أعلنت الحكومة اللبنانية الأربعاء على لسان وزير البيئة اللبناني، ناصر ياسين، عن أنها تدرس إقامة بيوت جاهزة لإيواء النازحين في أراضٍ عامة مفتوحة، بالتعاون مع جهات مانحة بينها دول عربية. وفي حين لم تحدد الحكومة اللبنانية أين ستكون تلك البيوت الجاهزة، يوضح وزير الأشغال والنقل اللبناني، علي حمية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «وزارة الأشغال لديها أراضٍ في كل المناطق تابعة للدولة، وبالتالي أي مشروع لتشييد منازل جاهزة سيكون على هذه الأملاك العامة». وأعلنت وحدة إدارة الكوارث التابعة للحكومة في تقرير لها، أن العدد الإجمالي للنازحين ارتفع إلى مليون و200 ألف شخص، بينهم 172 ألفاً مسجلين في مراكز الإيواء، كما أشار التقرير إلى أن عدد مراكز الإيواء بلغ نحو 874 مركزاً، ويستمر هذا الرقم في الازدياد. ويقول حمية: «كان دورنا بتكليف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من (الخميس) تحديد الأراضي العامة التي يمكن تشييد المنازل الجاهزة عليها، والتي تم تحديدها في ثلاث مناطق؛ في بيروت والبقاع والشمال». أما عن التمويل، فيلفت حمية إلى أن دور وزارة الأشغال هو «تأمين الأراضي لتشييد المنازل الجاهزة، أما الحكومة اللبنانية عبر لجنة الطوارئ فستبحث عن التمويل».
التركيب يستغرق أسبوعاً... والاستيراد من تركيا
وعن إمكانية تشييد مثل هذه البيوت وأماكن استيرادها وتكلفتها، يشرح نقيب المقاولين في لبنان، المهندس مارون الحلو، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه «المنازل تستخدم بالأماكن المنكوبة، وهي مصنوعة من مادة الـ(PVC)، وهيكلها خفيف تحمي من المياه والشتاء، وتركيبها سهل لا يحتاج إلى متخصصين، ويمكن تركيب نحو 2000 بيت خلال أسبوع، وبتكلفة منخفضة أقل من 5000 دولار». وفي حين أن هذه البيوت غير موجودة في لبنان، يشير الحلو إلى أن أحد المصادر أبلغه أن الاتجاه هو استقدامها من تركيا حيث هناك نحو 5000 وحدة جاهزة للتركيب. ووفق الحلو، فإن «جمع النازحين في منازل مؤقتة أفضل من بقائهم في الشوارع وفي المدارس والجامعات، ما يعطل الدورة التربوية». ويوجد نحو نصف النازحين في مراكز إيواء في بيروت ومحافظة جبل لبنان المجاورة، في وقت بلغت 807 مراكز إيواء من إجمالي ألف، قدرتها الاستيعابية القصوى، وفق السلطات المحلية.
مخاوف من تغيّر ديموغرافي
وأثار إعلان الحكومة عن سعيها لبناء بيوت جاهزة تساؤلات لدى بعض اللبنانيين عن احتمال أن تحدث هذه الخطوة تغيّراً ديموغرافياً في لبنان، إلا أن حمية يؤكد حرصه بالتعاون مع ميقاتي ولجنة الطوارئ على إيجاد أماكن للنازحين في مناطقهم، شرط أن تكون آمنة، ويشدد على أن «المعيار الأساسي في هذا المشروع هو أن تبقى كل العائلات قريبة من قراها، وكل ابن قضاء ضمن قضائه»، ويوضح: «المعيار أن يبقى ابن البقاع في البقاع، وابن الضاحية في بيروت، وأبناء الشمال والجبل يكونون قريبين من مناطقهم. أما ابن الجنوب، فالخيار الأنسب له هو العاصمة بيروت والمناطق القريبة منها؛ لأن الجنوب كله يتعرض للقصف». ويضيف: «لن ندخل بمشروع بيوت جاهزة يتم فيه نقل النازحين إلى أماكن بعيدة، وذلك ليعود كل نازح إلى منطقته وبيته بعد انتهاء الحرب». ويوضح حمية أن السبب الأساسي لمشروع البيوت الجاهزة هو أن القدرة الاستيعابية للمدارس الرسمية بلغت حدها الأقصى، «في وقت نعمل جاهدين لعدم ترك النازحين في الطرقات». ويتوزع النازحون الآخرون لدى أقاربهم أو في شقق مستأجرة، في حين ينام البعض في أراضٍ ومساحات عامة في بيروت مثل المنارة والبيال والعازارية في وسط العاصمة. ويأتي عبء النزوح في وقت يرزح لبنان منذ 5 سنوات تحت انهيار اقتصادي، باتت معه مؤسسات الدولة عاجزة عن توفير الاحتياجات الرئيسية للسكان. ويقول رئيس «لقاء سيّدة الجبل»، النائب اللبناني السابق فارس سعيد، إن «أزمة النزوح أزمة وطنية كبرى ونكبة طالت كل المناطق في لبنان، وعلاجها يجب أن يكون على عاتق الدولة اللبنانية التي عليها اتخاذ تدابير آنية، وتدابير ربما تكون الأخطر على المدى الطويل؛ لأن هذا النزوح وهذه الهجرة قد تطول، منها لأسباب سياسية، ومنها لأسباب إعمارية، ولأسباب واقعية». ويوضح سعيد أنه «بالتدابير الآنية يجب تجنب أمرين: أولاً أن يدخل النازحون على الملكيات الفردية، ونتجنب أن يدخلوا إلى الأماكن العامة بشكل غير قانوني مثل المشاعات والأملاك العامة. ومن أجل حماية الأملاك الخاصة يجب إيجاد مكان رديف للنازحين»، ويضيف: «سبق أن دخل النازحون إلى المباني في منطقة العازارية في وسط بيروت عندما هطلت الأمطار، كما دخل 260 نازحاً إلى سد جنة في منطقة جبيل، والتي هي عبارة عن ورشة متوقفة منذ أربع سنوات، وفيها مخيم للمهندسين وبيوت جاهزة، وذلك بعدم رضا صاحب الورشة أو المالك، بل اعتداء على الأماكن العامة». وإذ يرى سعيد أن «خلق مدن اصطناعية بأماكن عامة، مثل المدينة الرياضية أو بعض الأماكن الواسعة وبعض المناطق الريفية، هو الحل الأنسب»؛ يشير إلى أن «تدبير الحكومة الذي يعتمد على إيجاد منازل جاهزة بأماكن عامة تحت إشراف وإدارة الدولة، فكرة جيدة بشرط ألا يضافوا إلى التحويل الديموغرافي». ويذكّر سعيد بتجربة الحرب الأهلية، وقال: «المسيحيون الذين نزحوا من شرق صيدا إلى جبيل في عام 1983 و1984، وأهالي الشمال الذين نزحوا بعد أحداث إهدن من الشمال إلى جبيل عام 1978، لم يعودوا إلى قراهم لحد الآن، مع أن قراهم سليمة وغير منكوبة ويستطيعون العودة متى أرادوا؛ وذلك لأنهم بنوا مصالحهم وأنجبوا أولادهم في أماكن نزوحهم». ويؤكد أن «الحل الأساسي والمثالي هو سياسي من خلال الذهاب إلى وقف إطلاق نار، وانتخاب رئيس جمهورية، وإنشاء مؤتمر أصدقاء لبنان في العالم للحصول على مساعدات لإعادة الإعمار وإعادة النازحين إلى بيوتهم». أما عن الخوف من الذهاب إلى تغيّر ديموغرافي، فيقول: «نحن ذاهبون إلى فوضى في غياب الدولة، وهذه الفوضى ممكن أن تفتح على تغيّر ديموغرافي».
«حزب الله» يعلن استهداف مصنع مواد متفجرة في حيفا
بيروت: «الشرق الأوسط».... أعلن «حزب الله» اللبناني اليوم (السبت) استهداف مصنع إسرائيلي للمواد المتفجرة في جنوب حيفا بصلية من الصواريخ النوعية. وقال الحزب، في بيان صحفي «قصفنا صباح اليوم قاعدة 7200 جنوب مدينة حيفا مستهدفين مصنع المواد المتفجرة فيها بصلية من الصواريخ النوعية». وأضاف أن ذلك يأتي «دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة.. ودفاعا عن لبنان وشعبه، وردا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين». وكان «حزب الله» قد أعلن انه استهدف «بصلية من الصواريخ النوعية» قاعدة عسكرية إسرائيلية في جنوب مدينة حيفا الواقعة شمال إسرائيل. كما وأكدت الجماعة اليوم أنها استهدفت بـ«المسيرات الانقضاضيّة» قاعدة عسكرية إسرائيلية في مدينة حيفا بعد ساعات من إعلانها قصف القاعدة في جنوب حيفا بالصواريخ. وقال «حزب الله» في بيان إن مقاتليه شنّوا مساء الجمعة «هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضيّة على قاعدة الدفاع الجوي في كريات إيلعيزر غرب مدينة حيفا»، مشيراً إلى أنها «أصابت أهدافها بدقة». وحذر الحزب أمس (الجمعة)، سكان مناطق في شمال إسرائيل من أن منازل وقواعد عسكرية في أحياء سكنية بعضها في مدن كبرى، ستكون هدفاً له. واتهم الحزب الجيش الإسرائيلي بأنه «يتخذ (...) منازل» في بعض مناطق شمال إسرائيل «مراكز تجمع لضباطه وجنوده وكذلك تتواجد قواعده العسكرية التي تدير العدوان على لبنان داخل أحياء» سكنية في مدن كبرى مثل «حيفا وطبريا وعكا». وأضاف أن «هذه المنازل والقواعد العسكرية هي أهداف للقوة الصاروخية والجوية» للحزب. وحذّر السكان من «التواجد قرب هذه التجمعات العسكرية حفاظاً على حياتهم وحتى إشعار آخر».