أخبار لبنان..100 قتيل وجريح إسرائيلي بالمواجهات..نتنياهو للتمركز بمواقع اليونيفيل.. وغوتيريش يرفض ويطالب بوقف التعديات..اليونيفيل باقية بمواقعها ومهاجمتها "جريمة حرب"..حدود المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية تحدّد اتجاهات الريح في لبنان وغزة..غالانت: لم يبق في يد الحزب سوى ثلث الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى..ليبرمان: تقسيم لبنان لوقف الاستنزاف..«الموساد»: تلقينا إشارات للتسوية من إيران و«حزب الله»..الجيش الإسرائيلي يصطحب صحفيين في جنوب لبنان..CIA تشارك في محاولة اغتيال وفيق صفا؟..أميركا قلقة على شبكات عملائها: حزب الله يحصي أنفاسنا في بيروت..إسرائيل تنتقم من تراث النبطية: 200 مؤسسة ومحل دُمّرت تماماً..بري: وقف النار لقي تجاوباً من ماكرون بخلاف بلينكن..البطريرك الراعي: الحرب هزيمة والسلاح لا يبني المستقبل..
الإثنين 14 تشرين الأول 2024 - 3:52 ص 0 محلية |
100 قتيل وجريح إسرائيلي بالمواجهات..والمسيّرات تضرب معسكر غولاني..
نتنياهو للتمركز بمواقع اليونيفيل.. وغوتيريش يرفض ويطالب بوقف التعديات
اللواء..وجّه حزب الله ضربة موجعة ضد جيش الاحتلال في عملية معقّدة وغير مسبوقة شاركت فيها المسيّرات بتغطية صاروخية، واستهدفت قاعدة تدريب للواء غولاني قرب حيفا، وأدت إلى سقوط 100 جندي بين قتيل وجريح، وذلك عشية دخول الحرب البرية الاسرائيلية ضد جنوب لبنان، ومحاولات اختراق دفاعات «الحافة» الحدودية من محاور عدة في الغرب والقطاع الأوسط الى القطاع الشرقي، أسبوعها الثالث اليوم، وطرأت على الموقف الدبلوماسي والميداني تطورات خطيرة، تشي بجولات من العنف والقصف واستهداف المدنيين والمدن والقرى والبلدات من النبطية الى بعلبك فالضاحية الجنوبية. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مواصلة الوقائع الميدانية على أرض الجنوب تثير القلق لاسيما في ظل الحديث عن اطالة أمد الحرب ورأت أن الخشية قائمة من هذا الواقع وانعكاساته على البلد والمواطنين ، لافتة إلى أن غياب أي ضغط دولي على رئيس وزراء العدو الإسرائيلي يدفع إلى ذهابه في اتجاه إنجاز ما يخطط له، معلنة ان الحراك الديبلوماسي لن يتوقف لكنه قد لا بخرج بنتيجة. واعتبرت أن لقاء « دفاعا عن لبنان» في معراب ركز على أهمية تنفيذ القرارات الدولية وأفضى إلى توافق المعارضة على وضع خارطة الطريق للسير نحو عملية انقاذية في البلاد والتي تتطلب توافقا واسعا حولها. فعسكرياً، تمكن حزب لله، بعد ايام من القتل للجنود الاسرائيليين ومنعهم من احداث خرق عند الحدود الجنوبية المحصنة، ضرب الحزب عبر سرب من المسيرات جنوب حيفا على مكان كان فيه جنود من لواء غولاني في غرفة الطعام في بنيامينا، وأدت الى سقوط 7 اسرائيليين قتلى، 70 بينهم اصابات خطيرة. واعلنت المقاومة الاسلامية مساء امس (الاحد 24/10/2024) عن إطلاق سرب من المسيرات الانقضاضية على معسكر تدريب للواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا. وساد الهلع بين المستوطنين في تل ابيب، وسط مخاوف من تجدّد حماقات جيش الاحتلال بمعاودة قصف بيروت وضاحيتها الجنوبية. أما دبلوماسياً، وفي خطوة تكشف مدى استهتار حكومة بنيامين نتنياهو بالقرارات الدولية، وبمنظمة الامم المتحدة وقواتها العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، في محاولة للتمركز في تحصينات اليونيفيل، لحماية جنوده، بعد ابعادهم 5 كلم ليحل مكانهم. طلب نتنياهو من الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتريش «إبعاد وحدات اليونيفيل عن الخطر، ويجب القيام بذلك فوراً». واستطرد قائلاً: رفضكم اجلاء جنود اليونيفيل، يجعلهم رهائن لحزب لله. وهذا يعرضهم وحياة جنودنا للخطر. وكان المتحدث باسم القوات الدولية اندريا تينتي من ان الجيش الاسرائيلي طلب اخلاء بعض المواقع على الخط الأزرق وحتى بعد 5 كلم من هذا الخط.. وكان غوتيريش رفض تهديد نتنياهو، وطالب كل الاطراف لا سيما الجانب الاسرائيلي بالاحجام عن التعرض لقوات الامم المتحدة، وكشف مصدر في اليونيفيل انها تتخذ كل الاجراءات لضمان حماية قواتها لحفظ السلام، وهي لن تستجيب لاية تهديدات.
التحرك الدبلوماسي
وفي اطار التحركات، وصل الرئيس نجيب ميقاتي الى المملكة الاردنية الهاشمية في زيارة رسمية حيث سيقابل الملك عبد لله الثاني اليوم. وفي اتصال مع الرئيس ميقاتي، طلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من رئيس الحكومة العمل على صورة وقف اطلاق النار في لبنان دون تأخير. وفي اطار عينه، قال سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري للرئيس ميقاتي: من الضروري الوصول الى وقف اطلاق نار بأسرع وقت ممكن. وكان السفير بخاري اكد «اهتمام المملكة العربية السعودية بلبنان الشقيق»، معلناً أن «الجسر الجوي سيتوالى طيلة الايام القادمة ليشمل المواد الغذائية والانمائية كافة». واشار الى ان «الجسر الجوي يقدم بأكثر معايير الشفافية، وهناك فريق متخصص للإشراف والدعم، وهناك أكثر من 350 طنا من المساعدات». وقال: «يجب الوقوف الى جانب الشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة». وحسب المصادر الدبلوماسية، ما زال الحراك الاميركي قاصراً عن وقف الاندفاعة التدميرية الهوجاء في لبنان، وتفيد معلومات مصادر دبلوماسية موثوقة ومتابعة عن قرب لـ «اللواء»، ان هذا الحراك هو محاولة لإبقاء المساعي الدبلوماسية قائمة ومستمرة ولو بشروط غير مقبولة بمعظمها من لبنان ومن المقاومة، لأنها تهدف الى تعويم نتنياهو وإنقاذه من نفسه ومن تهوّره، وإخراجه من مأزق الحرب البرية التي بدأها قبل نحو عشرة ايام، وما زال يومياً يتلقى نتائجها السيئة من قادة جيشه في الجبهة.... وتؤكد المصادر انه برغم تدخل وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن شخصيا خلال اليومين الماضيين عبر اتصالاته بالرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، واتصالات الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين بالرئيسين ايضاً، فالوقت الحالي ليس للدبلوماسية ولو استمرت المحاولات المكثفة لإبقائها «على النار» ولو صُوَرِياً، في ظل استمرار المجازر ضد المدنيين اللبنانيين وسياسة التدمير الشامل التي لم تضغط اميركا لوقفها، وفي ظل احتدام المعارك البرية بمحاور الجنوب واستمرار الغارات التدميرية على بيروت ومناطق واسعة من الجنوب والبقاع وصولا الى الجبل وكسروان والشمال، فما زالت الكلمة للميدان لا للكلام المنمّق ولا لطرح الشروط. وبرأي المصادر، لعلّ أقصى ما توصل اليه المسعى الاميركي وبتأييد فرنسي، هو موافقة لبنان «المبدئية»على وقف اطلاق النار في الجنوب لكن بلا شروط وزيادة عديد الجيش في الجنوب الى جانب قوات اليونيفيل وتطبيق القرار 1701 لكن من الجانبين اللبناني والفلسطيني، علماً ان الذي جرى تسريبه من شروط اسرائيلية تدعمها اميركا، مازال يدور عند نقطة اساسية يرفضها الحزب وهي تراجع قواته الى شمال نهر الليطاني، لأنه برأي الحزب مطلب تعجيزي يستبطن نية الكيان الاسرائيلي والادارة الاميركية في إنهاء المقاومة ونزع سلاحها لاحقاً، لا سيما بعد الكلام العلني الاميركي بشكل خاص، والذي تبنته بعض القوى السياسية اللبنانية، عن العودة الى تطبيق القرار 1559 القاضي بنزع «سلاح الميليشات» وهو يعني حصراً سلاح حزب لله في الجنوب، ما يعني الحكم سلفاً بفشل مثل هذا المسعى الاميركي. وفي هذا السياق، يجدر التوقف عند ما قاله الرئيس نبيه بري في حديث صحافي امس ومفاده: «إن الكلام عن القرار 1559 هو كلام سياسي، لأنّ القرار1701 ألغى الـ 1559. لذلك لا أحد يتحدّث بالـ1559. حتّى بلينكن في اتصاله معي تحدّث عن 1701».
انتخاب الرئيس ووقف النار
سياسياً، طرحها اللقاء الوطني الذي عقد السبت الماضي في معراب، خارطة طريق للخروج من المأزق الناري والعسكري والسياسي، تحت عنوان «دفاعا عن لبنان» بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية يعمل على وقف النار، ويتعهد بتنفيذ الطائف والقرارات الدولية. في ختام المؤتمر الذي شارك فيه ممثلون عن الكتائب وتجدد وشخصيات مستقلة، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع «أننا نلتقي اليوم بعد أن بات واضحا لنا أن لبنان كسفينة تغرق لا ربان لها ولا دفة ويمر لبنان بأصعب أيام وأُدخل في أتون حرب جديدة ارتفعت وتيرتها تدريجياً مع اشتداد الدمار والنزوح وتقضي على البشر والحجر ما سبب ضرراً كبيراً للبنانيين». واردف «في هذه المرحلة، لا بد من استعادة هذه الدولة بعد تفكك الكيان وانهيار الهيكل على رؤوس الجميع واستمرار حروب مدمرة بسبب الهيمنة والسلاح والفساد وسيطرة قوى خارجية على قرار الحرب في لبنان، وتدخلها المباشر، المرفوض، عبر ادارة مباشرة للأعمال العسكرية استخدمت جزءاً من الشعب اللبناني في حروبها إما كأدوات قتالية أو كدروع بشرية. وأمام كل ما يعيشه الشعب اللبناني من قلق وخوف على المصير، في وطن منكوب ودولة غير موجودة، كان لا بد من «لقاء وموقف ومبادرة»، نحدّد من خلالها خارطة طريق، استكمالاً لمواقف سابقة لجميع قوى المعارضة، وذلك لوقف النزيف والمعاناة على المستويات كافّة. فالحاجة الملحّة تستدعي أولاً، وبصورة رئيسة وقبل أي شيء آخر، التوصّل الى وقف لإطلاق النار، الأمر الذي يضع حدًا أولياً للكارثة التي يعيشها شعبنا... واذا اشار الى ان «نعلم جيدًا أن المجتمعين العربيّ والدوليّ.
يوم الالتحامات والعبوات والمسيرات
وعلى أرض الميدان، تمكنت المقاومة الاسلامية من تفجير آليات وعبوات ناسفة في رامية والتحام في عيتا الشعب وبليدا وغيرها، كما اطلت صواريخ المقاومة على زرعيت والمنارة وشوميرا، وحتى طيرة الكرمل ما بعد حيفا. وفي الميدان، كمن حزب لله لقوة صهيونية حاولت التسلل الى اطراف بلدة ميس الجبل، وامطروها ببوابل من القذائف الصاروخية والاسلحة الرشاشة، وانسحبت اثر ذلك. واطلقت المسيرة الصواريخ قبل ان تنفجر في غرفة كان جنود من لواء غولاني في غرفة الطعام، وبعدها ولى جنود البحرية الادبار وذهبوا الى الملاجئ. وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي سقوط 7 قتلى و70 جريحا بينهم 9 بحالة حرجة للغاية، من جراء انفجار مسيرة في بنيامينا جنوبي حيفا. وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان حزب لله نجح بخداع منظومة الدفاع الجوي واطلق رشقة صواريخ للتغطية على المسيرة. وذكرت المعلومات الاسرائيلية ان المستهدف من الهجوم بالمسيرات هو رئيس الاركان الاسرائيلي. وليلاً، كشف اعلام العدو: مسيرة ضربت جنوب حيفا، واصابات كثيرة في المكان، ووصلت الى هناك 5 سيارات اسعاف. وأدت الى سقوط عدد من (35 اصابة) الجرحى، اصابات بعضهم خطيرة (10 منهم على الاقل). وقال مصدر عسكري اسرائيلي ان هذه العملية هي الأكثر دموية منذ بدء الحرب. وكشفت هيئة البث الاسرائيلية ان المستوى السياسي اصدر تعليمات للجيش بوقف الغارات على بيروت عقب الاتصال بي الرئيس الاميركي جو بايدن ونتنياهو، لكن نقل عن مسؤول اسرائيلي قوله ان لا صحة لصدور تعليمات من المستوى السياسي بوقف الغارات. بالمقابل، شنت الطائرات الاسرائيلية غارات على بلدات سرعين وعدوس وعلي النهري في البقاع، كما استهدفت محلة مكد السبع الحدودي مع سوريا في جرود الهرمل بعد حاجة للجيش اللبناني. كما دمرت الغارات مبنى في بلدة ماسا بالكامل، وكذلك استهدفت بلدة مشغرة، وفي الجنوب، طاول القصف بلدات تول وياطر والنبطية الفوقا والنميرية والشرقية. وسجلت وزارة الصحة امس: 51 شهيداً و174 مصاباً بالاعتداءات الاسرائيلية.
استهداف الجيش
واعلن الجيش اللبناني ان العدو الاسرائيلي استهدف آليتين عسكريتين في بلدة برج الملوك - مرجعيون، اثناء نقل جرافة بهدف استخدامها لفتح طرقات متضررة نتيجة القصف المعادي مما ادى الى اصابة 3 عسكريين. وذكر وزير الدفاع يوآف غالانت ان جيش لن يسمح لحزب لله بالعودة الى القرى الواقعة على الحدود مع شمال اسرائيل، والتي حولوها الى موقع عسكري تحت الارض مليئة بمئات الاسلحة.
القراران 1559 و1701 أمام مجلس الأمن اليوم
يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة اليوم الاثنين، لتقديم نصف الاحاطة السنوية لتنفيذ القرار ١٥٥٩، في الوقت الذي يمر فيه لبنان والمنطقة ، بظروف صعبة، جراء توسع المواجهات الدائرة بين حزب لله وقوات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام، وتحولها إلى حرب واسعة النطاق. وتكتسب جلسة اليوم أهمية، في ضوء اعلان وزير الخارجية الاميركي أنطوني بلينكن، ان بلاده تجري محادثات مع المسؤولين اللبنانيين لوقف اطلاق النار بين إسرائيل وحزب لله ولتنفيذ القرارين الدوليين ١٥٥٩ و١٧٠١، اللذين ينصان على قبام الدولة اللبنانية ببسط سلطتها الشرعية على كافة الاراضي اللبنانية، وتسلم الجيش اللبناني مهمة الامن، ونزع سلاح جميع المليشيات والقوى غير الشرعية. وينتظر ان يتخلل جلسة الإحاطة التي تتولى وكيلة الامين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روز ماري ديكارلو، تقديمها، انتقادات حادة، من جانب فرنسا وإيطاليا وإسبانيا للاعتداءات الإسرائيلية على مواقع قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان والمطالبة بوقف هذه الاعتداءات تحت طائلة مطالبة مجلس الأمن باتخاذ اجراءات ضد المسؤولين الإسرائيليين.
غوتيريش ردا على نتنياهو: اليونيفيل باقية بمواقعها ومهاجمتها "جريمة حرب"..
الأمم المتحدة: قوة اليونيفيل باقية في مواقعها جنوبي لبنان..
العربية.نت – وكالات.. قال متحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، مساء الأحد، إن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في لبنان لا تزال في جميع المواقع وعلم المنظمة الدولية لا يزال يرفرف. وأضاف المتحدث باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يطالب بضرورة ضمان سلامة وأمن أفراد المنظمة الدولية وممتلكاتها. ونقل المتحدث باسم الأمم المتحدة عن غوتيريش قوله إن قوات اليونيفيل ومقارها يجب ألا تستهدف ومثل هذه الهجمات تمثل جريمة حرب. وطالب غو تيريش جميع الأطراف بمن فيهم الجيش الإسرائيلي بالإحجام عن أي أعمال تعرض قوات حفظ السلام للخطر. وقالت اليونيفيل إن دبابتين إسرائيليتين من طراز ميركافا قامتا بتدمير البوابة الرئيسية لموقع تابع لها فجر الأحد ودخلتاه عنوة. وأوردت القوة في بيان أنه بعد عبور قوات إسرائيلية الحدود في بلدة رامية، "قامت دبابتان من طراز ميركافا تابعتان للجيش الإسرائيلي بتدمير البوابة الرئيسية للموقع ودخلتاه عنوة"، ثم غادرتا "بعد حوالي 45 دقيقة". وقالت إن إطلاق رشقات نارية لاحقاً شمال الموقع ذاته "أدى إلى انبعاث دخان كثيف" عانى على إثره "15 جندي حفظ سلام من آثار ذلك، بما في ذلك تهيج الجلد ومشاكل في المعدة". وجاء ذلك بعدما كان جنود إسرائيليون أوقفوا السبت "حركة لوجستية شديدة الأهمية لليونيفيل بالقرب من ميس الجبل ومنعوها من المرور"، وفق البيان. وقالت قوة الأمم المتحدة إنها طلبت "تفسيرا" من الجيش الإسرائيلي بعد "الانتهاكات المروعة" التي طالت عديدها وإحدى قواعدها في جنوب لبنان، وذلك بعد مطالبة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة بإبعاد اليونيفيل من الحدود. وأضاف البيان: "للمرة الرابعة في غضون يومين، نذكّر الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات". وأشارت اليونيفيل إلى أن "خرق موقع تابع للأمم المتحدة والدخول إليه يشكل انتهاكا صارخا آخر للقرار 1701 (2006). وأي هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701". وفي وقت سابق الأحد، حث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على نقل قوات اليونيفيل من مناطق القتال في لبنان. ودعا نتنياهو، غوتيريش إلى إبعاد قوة الأمم المتحدة في لبنان عن "الخطر على الفور". وقال نتنياهو في بيان مصور متوجها إلى غوتيريش: "أبعدوا قوات اليونيفيل عن الخطر. يجب القيام بذلك الآن وعلى الفور"، نقلا عن فرانس برس. وذكر نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي طلب من الأمم المتحدة إجلاء الجنود مرارا، مضيفا أن وجودهم في المنطقة يجعلهم "رهائن لدى حزب الله"، على حد تعبيره. وأصيب 5 الأقل من عناصر اليونيفيل في الأيام الاخيرة خلال معارك دارت بين القوات الإسرائيلية وحزب الله في جنوب لبنان. ومن جانبه، طالب البابا فرنسيس، الأحد، بـ"احترام" قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وذلك بعد جرح عدد من عناصرها في جنوب لبنان. وقال البابا: "أنا قريب من كل الناس المعنيين، فلسطين، إسرائيل، لبنان، وأطلب احترام قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة". وكانت قوات اليونيفيل، التي تضم في عدادها 10 آلاف جندي أممي، قد حذرت، السبت، من خطورة الوضع في جنوب لبنان. وحثت الدول الـ 34 المشاركة في اليونيفيل، في بيان مشترك، على ضرورة توفير الحماية لأفراد قوات حفظ السلام. كما دانت الدول الاستهدافات التي طالت القوات الأممية خلال اليومين الماضيين في لبنان. ومنذ 23 سبتمبر، كثفت إسرائيل من حملة القصف على ما تقول إنها بنى تحتية ومواقع لحزب الله.
نتنياهو يصرّ على «تهجير اليونيفيل» وغالانت يريد «منطقة ميتة»..و«حزب الله» يخدع منظومة الدفاع الجوي ويوقع قتلى وجرحى جنوب حيفا
حدود المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية تحدّد اتجاهات الريح في لبنان وغزة
الراي.... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |
- الجيش الإسرائيلي يُعلن أسر عنصر من «حزب الله»... ويُدمّر سوق النبطية التجاري
- غالانت: لم يبق في أيدي الحزب سوى ثلث الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى
فيما كانت الضربةُ الإسرائيليةُ لإيران تُسابِق اتصالاتٍ متعددة الاتجاه لضَبْطها تحت سقف عدم التسبّب بإشعال حربٍ شاملةٍ إقليمية، حاولتْ بيروت رَصْدَ الإشاراتِ التي تواكب «دبلوماسيةَ الضبط» وربْطَ النقاط في محاولةٍ لاستشراف ما قد يكون على جبهة لبنان المشتعلة، في ضوء الاقتناعِ بأنها في صلب «الأخذ والردّ» الذي يدور مع طهران والذي أدارتْ له محركاتها بأقصى قوة عبر جولة وزير خارجيتها عباس عراقجي في المنطقة. وإذ بدا من الصعب رسْمُ صورةٍ حيال ما قد يُقِدم عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ردّه على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي «ثأر» لاغتيال إسماعيل هنية في طهران والسيد حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت، هو الذي يُخشى أن يُظْهِر الوجه الأكثر مغامَرة ومراوغَةً في المرحلة الانتقالية أميركياً قبل 3 أسابيع على تبيان الخيط الأبيض من الأسود حيال مَن سيدخل البيت الأبيض، وتالياً يغتنم ما قد يعتقده «فرصةً لن تتكرر» للذهاب بقسوة نحو «رأس الأخطبوط» في محور الممانعة، تساءلت أوساط مطلعة عما يمكن أن يُفضي إليه الاستنفارُ الدبلوماسي الإيراني الذي عبّرتْ عنه خصوصاً جولة عراقجي في المنطقة وصولاً إلى بغداد أمس، والذي استُشمّ منه أنه يَعكس محاولةً لفتْح الباب ولو مواربةً على مَخْرَجٍ صار يتطلّب واقعياً تَراجعاتٍ في لبنان وغزة تحدّ من الخسائر وتوقف تَمَدُّدها حتى إلى طهران نفسها. ولم يكن ممكناً قراءةُ كلامِ عراقجي عن «أننا نتشاور مع المسؤولين بالمنطقة لمنْع الحرب الشاملة وبذلْنا جهوداً كبيرة لاحتوائها»، بالتوازي مع إعلان «لا نريد الحرب ولكن لا نخشاها ولا خطوط حمر لدينا في الدفاع عن شعبنا ونسعى لتحقيق السلام ووقْف النار في غزة ولبنان» إلا على أنه تعبيرٌ عن المحاولاتِ لتَدارُكِ إمكان جنوحِ نتنياهو نحو خياراتٍ جامحةٍ في ردّه على إيران قد تَجرُّها قسراً إلى صِدامٍ مكلف ستكون الولايات المتحدة في خندق واحد مع إسرائيل فيه، أقلّه دفاعياً في مرحلة أولى. وأياً يكن منسوبُ وطبيعة الردّ على إيران، ترى الأوساطُ أن الوقائع الميدانية في لبنان والميزانَ العسكري بين تل أبيب والمحور الإيراني صار يجرُّ إلى استخلاصِ أن الأخير بات بين خياريْن أحلاها مُرّ: إما وقْفُ النزيفِ بما هو أبعد من الصمود في الميدان، كما يفعل «حزب الله»، عبر تنازلاتٍ تُحاكي الإطارَ الذي أصبح مرسَّماً لـ «اليوم التالي» لبنانياً والذي يحرص نتنياهو على «وصْله» بتسوية في غزة، وفق شروطه بالكامل، وإما خوض مخاطرة الصِدام الكبير الذي يضع المحور من رأسه إلى أذرعه في مرمى النار نفسه. وتستخلص الأوساط أنه في حال «أفلتت» المنطقة من حرب شاملةٍ، فإنّ لا مفرّ لجبهة لبنان من «هبوطٍ اضطراري» ولو بعد حين على قاعدةٍ باتت واضحة المعالم ومنطلقها القرار 1701 (جعل جنوب الليطاني منطقة خالية من السلاح والمسلحين) والقرار 1559 (نزع سلاح حزب الله)، مع إمكان ترْك تطبيق الأخير لـ «نسخة لبنانية» اسمها الحرَكي الإستراتيجية الدفاعية التي تعني جعل سلاح الحزب وقرار الحرب والسلم، تحت إمرة الدولة، وأيضاً إيجاد أطر دولية لمراقبة المعابر البرية وتعزيز الرقابة البحرية والجوية بما يحول دون معاودة الحزب بناء ترسانته العسكرية (أي عملياً تطبيق القرار 1680).
1701 و1559
أما تنفيذ «خريطة الطريق» هذه فيبدأ عملياً بعد وقف النار (وتكون هي مرتكزاً له) ويشرف على تنفيذها رئيسٌ للجمهورية لا يشكل عنوان غلبة ولكنه بالتأكيد يعبّر سياسياً عن مرحلة لبنان ما بعد الحرب، وسط اقتناعٍ بأن «المفتاح والقفل» في الضغط لتطبيق هذه الخريطة سيكون ملف إعادة الإعمار. وتعتبر الأوساط نفسها أن رئيس البرلمان نبيه بري باعتباره إن كل الكلام عن القرار 1559 كلام سياسي لأن الـ 1701 ألغى الـ 1559 (...) ومنذ 2006 لبنان يلتزم بالـ 1701 وهو القرار الوحيد الساري لذلك لا أحد يتحدث بالـ 1559، إنما يعبّر عن إدراك بأن الـ 1559 صار على الطاولة، مستغربة اعتبار بري أن هذا القرار «ألغاه الـ 1701» ومستدلة على ذلك بالجلسة التي يعقدها مجلس الأمن اليوم حول الـ 1559 ومناقشة الإحاطة نصف السنوية حول تنفيذه والتي تُقدم بانتظام منذ صدوره في سبتمبر 2004، كما بموقف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قبل يومين والذي استحضر هذا القرار كأحد مرتكزات التفاهمات التي تسعى بلاده لبلوغها في ما خص وقف حرب لبنان. وفي انتظار الردّ الإسرائيلي وانقشاع الرؤية بإزاء المسار الدبلوماسي، حرص نتنياهو على المضيّ في استثمار الميدان لتحقيق ما أَمْكن من مَكاسب يُراكمها للحظةِ التسويةِ، وعلى قاعدة تدمير أكبر قدر من البنية التحتية العسكرية للحزب، وفرْض منطقة ميتة على الحدود يستحيل العيش فيها وتالياً انتشارُ الحزب عليها، في انتظارِ أن يكون لبنان ترجم مرتكزات «اليوم التالي» في ما خص مجمل وضعية سلاحه ونفوذه داخل المؤسسات. وقد عبّر وزير الدفاع يواف غالانت، أمس، خلال جولة له على الجبهة الشمالية عن هذا الأمر بإعلانه أن «كل قرى الخط الأول في لبنان هدف لنا وندمرها واحدة تلو الأخرى، ولن نسمح لحزب الله بالعودة إلى القرى على الحدود»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه لم يبق في أيدي الحزب «سوى ثلث الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى».
المعركة ضد «اليونيفيل»
في موازاة ذلك، كان نتنياهو يَمْضي في معركته ضد قوة «اليونيفيل» العاملة في الجنوب والتي بلغ أمس حدّ التوجه في بيان مصور إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حض فيه على «إبعاد قوة الأمم المتحدة الموقتة عن الخطرِ على الفور». وعلى وقع تأكيد 40 دولة تساهم في «اليونيفيل» دعمها الكامل لهذه القوة وحضها على حماية عناصرها، الذين أصيب 5 منهم خلال اليومين الماضيين، أعلنت «اليونيفيل» أن جنودها رصدوا صباح أمس، في بلدة رامية ثلاث فصائل إسرائيلية تعبر الخط الأزرق إلى لبنان، موضحة أنه «بينما كان جنود حفظ السلام في الملاجئ، قامت دبابتان من طراز ميركافا تابعتان بتدمير البوابة الرئيسية للموقع ودخلتاه عنوةً». كما أبلغ جنود حفظ السلام في الموقع نفسه عن إطلاق رشقات نارية عدة على مسافة 100 متر شمالاً، «ما أدى إلى انبعاث دخان كثيف. ورغم ارتداء أقنعة واقية، عانى 15 جندي حفظ سلام من آثار ذلك، بما في ذلك تهيج الجلد ومشاكل في المعدة بعد دخول الدخان إلى القاعدة. وقد طلبنا من الجيش الإسرائيلي تفسيراً لهذه الانتهاكات المروعة». وفي حين ترافقت الاعتداءات مع تعرض إسرائيلي للجيش اللبناني الذي جُرح 3 جنود منه بعد سقوط صاروخ من مسيرة قرب آليتهم في بلدة برج الملوك، اشتدّت المواجهات الميدانية الضارية بالتوازي مع نشر الجيش الإسرائيلي فيديو لِما ذكر انه أسر أحد عناصر الحزب في الجنوب. وفي هذا الوقت، عكست الإصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي والتي بلغت أمس فقط باعترافه 28، مستوى المعارك الطاحنة التي تجري وبعضها تلاحُمي ومن مسافة صفر كما حصل في بليدا (القطاع الأوسط) التي تقدّم إليها هذا الجيش، وأيضاً في عيتا الشعب. وامتدت هذه المواجهات نحو القطاع الغربي خصوصاً رامية وعلما الشعب والضهيرة حيث أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن الجيش الإسرائيلي نسف مسجد البلدة «الذي يبعد نحو 200 متر عن الحدود مع فلسطين المحتلة، بعد تسلل محدود من موقع الجرداح المعادي، بالتوازي مع قصف هستيري وغارات لم تهدأ على الناقورة أيضاً ومارون الراس، غداة استهداف مروع لسوق النبطية التجاري أدى إلى تدمير متاجر ومبان بأكملها، في ضربة لم يسبق أن حصلت حتى إبان حرب يوليو 2006». وليل أمس، قتل 3 إسرائيليين وجرح أكثر من 40 بهجوم بطائرة مسيرة جنوب مدينة حيفا، جروح 9 منهم على الأقل، خطيرة. ونقلت إذاعة الجيش عن مصدر، أن «حزب الله» نجح في خداع منظمة الدفاع الجوي وأطلق رشقة صاروخية للتغطية على المسيرة.
معارك جنوب لبنان تقترب من القرى..وإسرائيل تضغط لسحب «يونيفيل»..
الجيش الإسرائيلي يقتحم موقعاً للقوات الأممية ويعلن أسر مقاتل من «حزب الله»
• غالانت: لم يبق في يد الحزب سوى ثلث الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى
• السعودية: إرسالنا مساعدات سيُتَرجم إلى جهود دبلوماسية لوقف إطلاق النار
الجريدة....خاض مقاتلو «حزب الله» والجيش الإسرائيلي معارك عنيفة، أمس، على أكثر من محور في جنوب لبنان، واقترب القتال من القرى، وذلك بعد ساعات من إعلان القوات الإسرائيلية توسيع «مناوراتها البرية في جنوب لبنان مرة أخرى». وشهد محور رامية - القوزح، في المنطقة الواصلة بين المحورين الأوسط والغربي أعنف المعارك التي تكبد فيها الإسرائيليون قتلى وجرحى، فيما أصيب عدد غير معلوم من مقاتلي «حزب الله». وأعلن الحزب اشتباكات بين مقاتليه وقوات إسرائيلية تسللت، فجر أمس، في نقطتين بمحيط بلدة رامية بجنوب لبنان. وجاء في البيان، أن مقاتلي الحزب «قاموا بتفجير عبوة ناسفة بقوة من جنود العدو الإسرائيلي، واشتبكوا معها لدى محاولتها التسلل» من موقعين إلى بلدة رامية. وفي وقت لاحق، قال الحزب إن مقاتليه يخوضون «اشتباكات مستمرة» مع قوة مشاة إسرائيلية عند تخوم بلدة القوزح. وفي حال وصل الجيش الإسرائيلي إلى بلدة القوزح، التي تبعد نحو 3 كيلومترات عن الحدود، سيكون هذا واحداً من اعمق التوغلات له في الأراضي اللبنانية. ونشر شريط مصور لقيام الجيش الإسرائيلي بتدمير مسجد قديم وسط بلدة كفر تبنيت المجاورة بغارة جوية عنيفة، كما اظهرت اشرطة مصورة غارات تسببت في انفجارات هائلة في بلدة عيتا الشعب. من جهته، أعلن الصليب الأحمر اللبناني إصابة مسعفين تابعين له في غارة إسرائيلية على منزل في صربين المجاورة للقوزح، كان قد أرسلهم «بعد إجراء الاتصالات اللازمة» مع قوات اليونيفيل. على محور آخر، قال حزب الله إنه استهدف قوات اسرائيلية بمحيط قرية بليدا في القطاع الأوسط واشتبك معها في عدة نقاط وجها لوجه، كما أطلق عدداً من الصواريخ صباحا باتجاه مدن عكا وحيفا ونهاريا. وكان الجيش الإسرائيلي دخل في الايام الماضية الى بلدتي يارون ومارون الراس في القطاع الاوسط المحاذيتين للشريط الحدودي. وحسب الخبرء العسكريين، لايزال الجيش الاسرائيلي يتجنب اجراء عمليات كبيرة داخل الأراضي اللبنانية، ويسعى الى اخراج مقاتلي حزب الله من مخابئهم عبر توغلات محدودة يقوم خلالها بتطهير بعض المناطق المحاذية للحدود، والتي يشتبه خصوصا في انها تحتوي على انفاق تعبر الحدود متجنباً القرى. ومساء السبت، استهدفت غارة إسرائيلية السوق التاريخي في النبطية، المدينة الكبيرة في جنوب لبنان والواقعة على بعد نحو 12 كلم من الحدود مع إسرائيل، وفقاً للوكالة الوطنية للإعلام. في المقابل، أوضح الجيش الإسرائيلي أن قوات اللواء 8 التي تعمل تحت قيادة الفرقة 91 العمل في جنوب لبنان، خاضت اشتباكات وجهًا لوجه مع مقاتلي الحزب، وتقضي على عناصره وتدمر بنى تحتية على طول الحدود. وأعلن الجيش الإسرائيلي أسر مقاتل من حزب الله في نفق جنوبا، وانه نقله الى داخل اسرائيل للتحقيق ناشرا شريطا مصورا عن الواقعة، في أول إعلان من نوعه منذ بدء عمليات برية في 30 سبتمبر. نفى الحزب صحة البيان الإسرائيلي في وقت شككت وسائل اعلام لبنانية بالفيديو المنشور. وأصيب 17 جدنيا إسرائيليا بجروح خطيرة ومتوسطة جراء القتال الدائر في جنوب لبنان حسب مصادر طبية اسرائيلية، وقالت قناة «العربية» إن 5 جنود على الاقل قتلوا في حادثين منفصلين. وأصدر الجيش الإسرائيلي، أمس، إنذارات إخلاء لـ 21 قرية اضافية جنوب نهر الليطاني ليضنموا إلى اكثر من 150 قرية اخرى فر معظم سكانها. وحذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، سكان جنوب لبنان من العودة الى القرى التي تلقت إنذارات أو التوجه الى حقول الزيتون مع بدء موسم القطاف، مشددا على أن المنطقة لاتزال تشهد معارك وغارات. اليونيفيل إلى ذلك، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى إبعاد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان عن «الخطر على الفور»، معتبراً أن رفض ذلك يعني إبقاء هذه القوات «رهائن بيد حزب الله، ويعرض حياتهم وحياة جنودنا للخطر»، وذلك بعدما أصيب 5 على الأقل من عناصر اليونيفيل في الأيام الأخيرة، معظمهم باعتداءات اسرائيلية مقصودة حسب تصريح اليونيفيل. وأعلنت اليونيفيل أن جنوداً إسرائيليين منعوا قوات لها من المرور في بلدة جنوبية واقتحموا أحد مواقعها. وكشفت «اليونيفيل» أن إسرائيل طلبت منها عند بدء العملية البرية الانسحاب الى عمق 5 كيلومترات، وانها رفضت ذلك بعد مشاورات مع الأمم المتحدة والدول المشاركة في القوة. وأدان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس، مطالبة نتنياهو بسحب اليونيفيل. وقال ميقاتي، في بيان، إن تحذير نتنياهو «يمثل فصلا جديدا من نهج العدو بعدم الامتثال للشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة»، مؤكدا أن لبنان «يدين موقف نتنياهو والعدوان الإسرائيلي على اليونيفيل». وأكدت رئيسة وزراء إيطاليا ميلوني، التي تعد بلادها المساهم الأكبر في قوات اليونيفيل، في اتصال هاتفي مع نتنياهو، أن الهجمات الإسرائيلية على قوات حفظ السلام، التابعة للأمم المتحدة في لبنان، غير مقبولة. وأعرب وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، عن قلقه العميق إزاء التقارير بشأن استهداف الجيش الإسرائيلي مواقع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان خلال مباحثات هاتفية مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، أمس الأول. وشدد أوستن على أهمية ضمان سلامة وأمن قوات اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية، والحاجة إلى التحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى المسار الدبلوماسي في أقرب وقت ممكن. وأثار استهداف قوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) في لبنان من قبل الجيش الإسرائيلي، موجة من التنديد الدولية، فيما دعا زعماء أوروبيون لوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل للضغط على إسرائيل على خفض تصعيد التوتر في الشرق الأوسط. وأعربت 40 دولة على الأقل والدول المشاركة في القوات الأممية عن دعمها «الكامل» لقوة اليونيفيل، حاضة على حماية عناصرها. وطالب البابا فرنسيس أمس بـ»احترام» قوة الأمم المتحدة المؤقتة. إغاثياً، وصلت أمس إلى مطار بيروت الدولي أولى طائرات الجسر الجوي السعودي التي رافقها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وعلى متنها مساعدات ومستلزمات إغاثية وطبية من السعودية الى لبنان. وشدد بخاري، بعد زيارته رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاني في دارته، على أنه «من الضروري الوصول إلى وقف إطلاق نار بأسرع وقت ممكن». ولفت إلى أن «تحرك السعودية عبر المساعدات سيترجم بالتأكيد إلى جهود دبلوماسية لوقف النار والتهدئة». وكشف سفير لبنان لدى سلطنة عُمان ألبير سماحة، أنه «بتوجيهات من سلطان عمان، هيثم بن طارق، ترسل الهيئة العُمانيّة للأعمال الخيريّة صباح الاثنين طائرةً محمّلةً بـ40 طنًّا من الأدوية والمساعدات الإنسانيّة، هبة مقدّمة من حكومة سلطنة عُمان إلى الحكومة والشعب اللبناني، في ظلّ العدوان الإسرائيلي على لبنان». وأعلن السفير القطريّ لدى لبنان أن بلاده «أوصلت حتى الآن أكثر من 50 طنًا من المساعدات الطبية الإغاثية» لبيروت، مؤكدا أن «قطر داعم للبنان دائما». وأمس الأول، انطلقت حملة «الإمارات معك يا لبنان» المجتمعية، وتم تجهيز 200 طن من المواد الإغاثية، بمشاركة أكثر من 4000 متطوع أعدوا 10000 حزمة إغاثية. وكانت الإمارات ارسلت 9 طائرات من المساعدات الى لبنان منذ بدء التصعيد. ومع إطلاق حزب الله في الأيام الماضية كميات كبيرة من الصواريخ تصل إلى نحو 300 صاروخ يوميا باتجاه إسرائيل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه «لم يبق في أيدي حزب الله سوى ثلث الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى». وكانت إسرائيل أعلنت أن غاراتها على العديد من المناطق اللبنانية دمرت مخازن صواريخ حزب الله.
إصابة 15 عنصراً من قوات حفظ السلام
«اليونيفيل»: قوات إسرائيلية دمرت البوابة الرئيسية لأحد مواقعنا ودخلته عنوة
الراي... أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) اليوم الأحد أن دبابتين إسرائيليتين من طراز «ميركافا» قامتا بتدمير البوابة الرئيسية لموقع لها في بلدة لبنانية حدودية ودخلتاه عنوة، موضحة أن 15 من عناصرها يتلقون العلاج بعد تنشقهم دخانا كثيفا أعقب رشقات نارية قرب موقعهم. وأضافت: «لاحظنا 3 فصائل من قوات الجيش الإسرائيلي تعبر الخط الأزرق إلى لبنان صباح اليوم الأحد». وأشارت إلى أن «دبابات الجيش الإسرائيلي دمرت البوابة الرئيسية للموقع ودخلته عنوة، كما أن جنودا إسرائيليين منعوا قوات لنا من المرور في بلدة لبنانية حدودية». ولفتت إلى أن «15 من قوات حفظ السلام تعرضوا لأضرار ومنها حساسية في الجلد بعد انبعاث دخان ناجم عن إطلاق عدة قذائف على الموقع نفسه». وأفادت «اليونيفيل» بأنها «طلبت تفسيراً من الجيش الإسرائيلي بعد الانتهاكات المروعة»....
وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نسمح لـ حزب الله بالعودة إلى القرى على الحدود
الراي... قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الأحد، إن إسرائيل لن تسمح لحزب الله بالعودة إلى القرى الواقعة على الحدود مع شمال إسرائيل. وأضاف غالانت خلال تفقده مركز مراقبة يطل على جنوب لبنان «حتى عندما سيسحب الجيش قواته لن نسمح لحزب الله بالعودة إلى هذه المناطق»....
الجيش الإسرائيلي: مقتل 4 جنود بهجوم «مسيّرة» في بنيامينا
- «حزب الله»: هاجمنا معسكر تدريب لـ «غولاني» في بنيامينا بسرب من «المسيّرات الانقضاضية»
الراي...أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل 4 من جنوده جراء انفجار طائرة مسيرة في قاعدة عسكرية قرب بنيامينا جنوب حيفا، فيما أعلن «حزب الله» اللبناني أنه هاجم معسكر تدريب تابعاً للواء غولاني في بنيامينا بسرب من «المسيرات الانقضاضية». وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة 67 شخصاً على الأقل جراء سقوط الطائرة المسيّرة. وذكرت أن عدداً من المصابين بحالة خطيرة. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري أن «منظومات الدفاع الجوي فشلت في رصد الطائرة المسيرة»....
إسرائيل.. قتلى وجرحى في هجوم بمسيرة تابعة لـ "حزب الله"
هاجم حزب الله الثكنة العسكرية الإسرائيلية بطائرة مسيرة
دبي - العربية.نت.. أفاد مراسل "العربية" و"الحدث" في بيروت، الأحد، بمقتل 4 جنود إسرائيليين وارتفاع عدد الجرحى إلى 67 آخرين، بينهم 8 حالات حرجة، في هجوم مسيرة من حزب الله اللبناني على تجمع للجنود الإسرائيليين بالقرب من قرية بنيامين في شمال إسرائيل. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن منظومة الدفاع الجوي فشلت في رصد الطائرة المسيرة قبل وقوع الهجوم الذي استهدف على ما يبدو قاعدة عسكرية، حيث أطلقت المسيرة صاروخا على الموقع قبل انفجارها. كما أكدت صحيفة يسرائيل هيوم أن صفارات الإنذار لم تُفعّل في المنطقة المستهدفة. وأشارت إذاعة الجيش، نقلاً عن مصدر عسكري، إلى أن الطائرة المسيرة التي أطلقها "حزب الله" تسببت في الهجوم الأكثر دموية منذ بدء الحرب. وقالت إن "حزب الله" نجح في خداع نظام الدفاع الجوي عبر إطلاق رشقة صاروخية ساهمت في التغطية على المسيرة التي استطاعت إصابة هدفها بدقة كبيرة. من جانبها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم استدعاء مروحيات لإجلاء الجرحى من موقع الحادث، إضافة إلى مشاركة 50 سيارة إسعاف. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش يقوم بالتحقيق في سقوط المسيرة قرب بنيامينا جنوب حيفا دون تفعيل أي تحذير. وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي الوضع في الثكنة الإسرائيلية عقب القصف، وعمليات إجلاء الجنود الإسرائيليين المصابين.
العملية البرية
يأتي ذلك فيما تواصلت الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان، الأحد، وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن الجيش وسع عملياته البرية مجددا في جنوب لبنان. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "الجيش نفذ عمليات قصف جوي ومدفعي واسعة النطاق في جنوب لبنان"، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي العثور على مستودعات أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان. وفيما قال حزب الله إنه قصف بالمدفعية تجمعاً لجنود إسرائيليين في بلدة لبنانية حدودية، أفاد إعلام إسرائيلي بأن مروحيات عسكرية نقلت جنودا مصابين إلى مستشفى في حيفا، وأشار مراسل "العربية" و"الحدث" إلى رصد عدة صواريخ أطلقها حزب الله باتجاه شمال إسرائيل واعتراض بعضها، مشيراً إلى إصابة مباشرة بصاروخ في الكريوت قرب منشأة عسكرية إسرائيلية. يأتي ذلك فيما أدّت غارة جوية إسرائيلية، فجر الأحد، إلى تدمير مسجد في جنوب لبنان، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، في إطار حملة القصف الإسرائيلي المكثف على لبنان في الأسابيع الأخيرة. كما أعلن الصليب الأحمر عن إصابات وأضرار طالت أحد طواقمه جراء غارة إسرائيلية في جنوب لبنان. بالمقابل، قالت جماعة حزب الله، الأحد، إنها اشتبكت مع قوات إسرائيلية تحاول التسلل إلى قرية رامية في جنوب لبنان، فيما أصيب جندي ثالث من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل" في الصراع المتفاقم بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران. وأشارت مصادر "العربية" و"الحدث" إلى قتال مستمر بين حزب الله وقوات إسرائيلية تحاول الدخول إلى بلدة رامية، ودوي اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين منطقتي عيتا الشعب ورامية. هذا وشنت إسرائيل، فجر الأحد، غارة استهدفت مبنى في منطقة الشرحبيل بقضاء صيدا، وأفادت مراسلة "العربية" و"الحدث" أيضاً بشن غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوب لبنان. في المقابل دوت صفارات الإنذار في كريات شمونة شمال إسرائيل بعد إطلاق رشقة صواريخ من جنوب لبنان، وفق مراسلتنا. وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت أن 15 شخصاً على الأقل قتلوا في غارات إسرائيلية على ثلاث مناطق تعتبر خارج معاقل حزب الله التقليدية، لترفع حصيلة سابقة للقتلى. وأفادت الوزارة عن "تسعة قتلى و15 جريحا" في "غارة للعدو الإسرائيلي" على قرية المعيصرة شمال بيروت، لترفع حصيلة سابقة إلى خمسة قتلى. كذلك أفادت أيضاً عن قتيلين وأربعة جرحى و"أشلاء" مجهولة الهوية في غارة إسرائيلية على دير بللا، بالقرب من بلدة البترون الشمالية، وفق "فرانس برس". وقالت إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 18 في غارة على برجا، لترفع حصيلة سابقة إلى 14 جريحا في الغارة في منطقة الشوف جنوب العاصمة. في شرق لبنان، أفاد مستشفى تل شيحا بأنه تعرض لـ"بعض الأضرار المادية الخفيفة" جراء "الغارات التي استهدفت محيط مدينة زحلة". ولم يبلغ المستشفى عن وقوع إصابات في صفوف المرضى والعاملين، معلنا استمراره في أداء عمله. وفي المعيصرة، شاهد مصور لوكالة "فرانس برس" جرافة تحاول إزالة كتلة كبيرة من ركام مبنى مدمر، فيما كان عناصر الدفاع المدني يستخدمون مطارق لمحاولة اختراق لوح ضخم من الإسمنت. وفي دير بللا، شاهد مراسل آخر فراشا ووسائد وأغطية أسّرة وسلة غسيل وملابس متناثرة بين الحطام، فيما كان سكان يبحثون بين الأنقاض بأيديهم قرب دخان متصاعد من كومة أنقاض كانت لا تزال مشتعلة.
استهداف سوق في النبطية
ومساء السبت، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنّ "الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ قرابة الثامنة والربع من مساء اليوم غارة استهدفت وسط السوق التجارية في مدينة النبطية" في جنوب لبنان، بدون أن تشير حتى الآن إلى وقوع ضحايا. ومنذ 23 سبتمبر، كثفت إسرائيل من حملة القصف على ما تقول إنها بنى تحتية ومواقع لحزب الله. والأسبوع الماضي، أمر الجيش الإسرائيلي سكان النبطية بمغادرة المدينة التي تضم مؤسسات حكومية ومستشفيات وفرعا للجامعة اللبنانية. وأفادت الوكالة الوطنية أنّ "الطيران المعادي نفذ سلسلة غارات ليلية على قرى تمنين التحتا وبريتال وسرعين التحتا وبلدة النبي شيت" في البقاع شرق لبنان.
مقتل أكثر من 1200
وبعد عام من القصف المتبادل عبر الحدود، تحولت هذه المواجهات إلى حرب مفتوحة اعتبارا من 23 سبتمبر حين كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على مواقع لحزب الله، وبدأت بعد أسبوع من ذلك عمليات برية في جنوب لبنان. ومذاك، قتلت الغارات الإسرائيلية اليومية أكثر من 1200 شخص وأدّت لنزوح أكثر من مليون آخرين، بحسب الأرقام الرسمية. وقالت وزارة الصحة اللبنانية السبت إنّ 26 شخصا قتلوا الجمعة، ما يرفع إلى 2255 عدد القتلى منذ اندلاع المواجهات في أكتوبر 2023.
ليبرمان: تقسيم لبنان لوقف الاستنزاف
الجريدة....اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، أن الاتفاق السياسي، الذي ينهي القتال مع «حزب الله»، يكون من خلال فصل جنوب لبنان عن باقي المناطق الأخرى في البلاد، مشيرا إلى ضرورة قطع «هذا الجزء من لبنان حتى يتخلى حزب الله عن فكرة تدمير إسرائيل». وهاجم ليبرمان، وهو رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، اليوم، عدوه اللدود، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن حكومته، والجيش، وحتى الإسرائيليين لا يدركون بوضوح كيف ستنتهي الحروب في الشمال والجنوب. ورأى أنه من الضروري توجيه ضربة محددة ضد إيران التي حذر من عدم قدرة بلده على خوض حرب استنزاف معها.
«الموساد»: تلقينا إشارات للتسوية من إيران و«حزب الله»
الجريدة....نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم، عن رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع، تلقي إسرائيل «إشارات مهمة» من إيران و»حزب الله» بشأن التسوية. ووفقا للإذاعة أضاف برنياع أنه يرى أن التسوية مع حزب الله يجب أن ترتبط بصفقة الرهائن في غزة، مشيرا إلى أن إيران تتحكم في رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، والضغط عليه سيسمح بصفقة في غزة. وقال برنياع، خلال نقاشات جرت مؤخرا، «لقد ضحى (أمين عام حزب الله الراحل حسن) نصرالله بحياته وتنظيمه على مذبح حماس، والآن حان الوقت ليضحي السنوار قليلاً من أجل حزب الله». وفي وقت سابق، أفادت وكالة رويترز بأن الولايات المتحدة تخلت عن الدعوة لإطلاق النار بعد نجاح إسرائيل في توجيه ضربات لحزب الله، الأمر الذي رأت فيه إدارة الرئيس جو بايدن أنه يخدم الاستقرار في المنطقة ويضعف إيران.
«القوات»: الـ 1701 لا يلغي الـ 1559
الجريدة....أكد النائب في تكتّل «الجمهوريّة القويّة» التابع لحزب «القوات اللبنانية» غسان حاصباني، أنّ الفقرة 3 من القرار 1701 الّذي يدعو لتطبيقه رئيس مجلس النّواب نبيه بري، والّذي قال إنّه يلغي القرار 1559، تتضمّن «يؤكّد مجلس الأمن أنّ من الضّرورة أن تبسط الحكومة اللّبنانيّة سلطتها على كلّ الأراضي اللّبنانيّة، طبقًا لبنود القرارَين 1559 (2004) و1680 (2006) ولبنود اتفاق الطّائف ذات الصّلة، لممارسة سيادتها بشكل كامل، وبما يؤدّي إلى عدم وجود أي سلاح بدون موافقة الحكومة اللّبنانيّة، وعدم وجود أي سلطة غير تلك الّتي تمارسها الحكومة اللّبنانيّة». وأضاف أن الفقرة 8 من القرار 1701 تؤكد «التّنفيذ الكامل للأحكام ذات الصّلة من اتفاق الطّائف والقرارَين 1559 (2004) و1680 (2006)، الّتي تطالب بنزع سلاح كلّ الجماعات المسلّحة في لبنان، حتّى لا تكون هناك أي أسلحة أو سلطة في لبنان عدا ما يخصّ الدّولة اللّبنانيّة، عملًا بما قرّره مجلس الوزراء اللّبناني المؤرّخ في 27 تمّوز 2006»....
الجيش الإسرائيلي يصطحب صحفيين في جنوب لبنان
فرانس برس.. اصطحب الجيش الإسرائيلي مجموعة من الصحفيين في جولة عبر الحدود في جنوب لبنان وأطلعهم على ما قال إنها ثلاثة مواقع لحزب الله بينها نفقان على بعد مئات الأمتار فقط من الحدود. وقال الجنود الإسرائيليون الذين رافقوا فريقا إعلاميا، بينهم مصور من وكالة فرانس برس، عبر منطقة حرجية جلية، إن المكان بجوار بلدة الناقورة بالقرب من الحدود. امتنع الجنود عن تحديد المسافة المتواجدين فيها داخل الأراضي اللبنانية ولم ير الصحفيون أي أشخاص آخرين في المنطقة خلال هذه الجولة التي استمرت 90 دقيقة. وتم حصر حركة الصحفيين من جانب الجيش الإسرائيلي في منطقة محدودة فيما كان ينبغي الحصول على إذن الجيش لنشر صور ومقاطع مصورة أخذت خلال الجولة. وقال الجيش الإسرائيلي إن أحد الأنفاق كان على بعد مئات الأمتار فقط من موقع لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل). وكانت إسرائيل طلبت مرارا من اليونيفيل المنتشرة عند الحدود مع لبنان منذ العام 1978، إخلاء مواقعها منذ صعدت حملتها العسكرية على حزب الله في سبتمبر. وقد رفضت اليونيفيل هذه الطلبات ونددت بـ "الانتهاكات المروعة" للجيش الإسرائيلي على مواقعها ما أدى إلى إصابة خمسة من جنودها. وقال الضابط في الجيش الذي رافق الصحفيين اللفتنانت كولونيل روتيم الذي لم يفصح عن كامل اسمه "هكذا يتم بناء موقع هجوم متقدم. وهذا ما عثرنا عليه هنا على بعد 300 متر من موقع للأمم المتحدة". ورأى الصحفيون كذلك حفرة وسط مجموعة من الأشجار قال الجيش إنها كانت موقعا لحزب الله. ورأى مصور وكالة فرانس برس آليات عسكرية إسرائيلية تعبر الحدود إلى لبنان قرب الناقورة حيث قطع الجنود أشجارا قرب مدخل أحد الأنفاق. وأجرى الجيش الإسرائيلي جولات لصحفيين من وسائل إعلام في جنوب لبنان منذ بدأت إسرائيل هجومها البري في 30 سبتمبر. وكثفت إسرائيل حملتها في لبنان منذ 23 سبتمبر بعد سنة تقريبا على فتح حزب الله جبهة "إسناد" لغزة غداة هجوم حماس غير المسبوق داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وزارة الصحة: 51 قتيلا و174 جريحا جراء الغارات الإسرائيلية على لبنان السبت
فرانس برس.. أعلنت وزارة الصحة اللبنانية الأحد مقتل 51 شخصا وإصابة 174 بجروح جراء غارات إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة من لبنان السبت. ومنذ دخول حزب الله وإسرائيل في حرب مفتوحة منذ 23 سبتمبر، قتل أكثر من 1,300 شخص في لبنان، بحسب حصيلة فرانس برس استنادا إلى البيانات الرسمية. وقالت الوزارة في بيان إنّ الغارات الإسرائيلية أمس السبت على لبنان أسفرت مقتل 51 شخصا بينهم 10 في منطقة النبطية الحدودية التي ضربت غارة إسرائيلية سوقا فيها. كذلك بينهم 16 على الأقل قتلوا في غارة إسرائيلية في المعيصرة في جبل لبنان، وهي منطقة ذات غالبية شيعية شمالي بيروت. وقتل ستة أشخاص آخرين في مناطق لا تعتبر معاقل تقليدية لحزب الله، بما في ذلك اثنان في دير بيلا، على بعد 15 كيلومترا من البترون، حيث أفاد الإعلام الرسمي عن وقوع غارة إسرائيلية استهدفت "منزلا لجأت إليه عائلات من الجنوب في بلدة دير بيلا". ودعا الجيش الإسرائيلي مؤخرا سكان 25 بلدة، من بينها النبطية التي تضم عدة مستشفيات وإدارات حكومية، إلى التحرك شمالا، فيما كثف ضرباته الجوية في مناطق مختلفة من البلاد وبدأ توغلاته البرية في جنوب لبنان. بدأت المواجهات بين إسرائيل وحزب الله غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر 2023 مع فتح الحزب اللبناني "جبهة إسناد" لقطاع غزة. ومذاك، قتل 2,306 أشخاص وأصيب قرابة أكثر من 10,700 آخرين، حسب ما أفادت وزارة الصحة الأحد. والأحد، قال جهاز إسعاف إسرائيلي إن أكثر من 60 شخصا أصيبوا جنوبي حيفا. وجاء في بيان للجهاز "بمساعدة فرق الإسعاف التابعة لمنظمة يونايتد هاتسالا، قدمنا المساعدة لأكثر من 60 مصابا بجروح متفاوتة الشدة - حرجة وخطرة ومتوسطة وطفيفة". وأعلن حزب الله أنه مقاتليه نفذوا "عملية إطلاق سرب من المسيّرات الإنقضاضية على معسكر تدريب للواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا"، وذلك ردا على الغارات الإسرائيلية وخصوصا على أحياء النويري والبسطة الخميس داخل بيروت و"باقي المناطق اللبنانية".
هيئة البث الإسرائيلية: وقف ضرب بيروت بعد "توجيهات سياسية"
الحرة – واشنطن... تقول وسائل إعلام إسرائيلية إن بايدن طلب عدم قصف بيروت خلال حديثه مع نتانياهو... قالت هيئة البث الإسرائيلية، الأحد، إن الجيش الإسرائيلي لم يشنّ أي هجوم على العاصمة اللبنانية بيروت منذ ثلاثة أيام. وأوضحت الهيئة، في نشرتها الإخبارية المسائية أن الجيش لم ينفذ أي هجوم "بناءً على توجيهات المستوى السياسي". وأضافت أن آخر غارة شنها سلاح الجو كانت الخميس الماضي، واستهدفت المسؤول البارز في حزب الله وفيق صفا. كشف مصدر هوية المستهدف بضربة إسرائيلية عنيفة وسط بيروت، الخميس، في الوقت ذاته، قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلاً عن وسائل إعلام إسرائيلية، إنه بموجب تعليمات سياسية، لم ينفذ الجيش الإسرائيلي غارات جوية ضد أهداف حزب الله في بيروت في الأيام الثلاثة الماضية. وتابعت أن "الرئيس الأميركي جو بايدن طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الحد من الضربات في العاصمة اللبنانية وذلك عندما تحدث الاثنان الأسبوع الماضي". ونفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي، مساء السبت، غارة استهدفت وسط السوق التجاري في مدينة النبطية، كبرى مدن الجنوب اللبناني، ومركز نشاطه الاقتصادي. وأسفرت الغارة وفق وزارة الصحة عن إصابة ثمانية أشخاص بجروح في حصيلة أولية، فيما لم يعلن الجيش الإسرائيلي طبيعة الهدف.
أميركا تدخل الحرب: ضبّاط ينضمون إلى محطة بيروت لإضعاف المقاومة داخلياً | CIA تشارك في محاولة اغتيال وفيق صفا؟
الاخبار..ابراهيم الأمين ... أقرّ ثلاثة مسؤولين كبار في الأجهزة الأمنية الرسمية بأن جهات غربية، وفي مقدّمها الولايات المتحدة، بادرت منذ انطلاق الحرب المفتوحة بين لبنان والعدو الإسرائيلي، إلى تواصل يومي مكثّف مع كل القوى العسكرية والأمنية اللبنانية. وقال هؤلاء لـ»الأخبار» إن مضمون الاتصالات «يركّز على جمع معلومات وتقديرات ليس حول احتمال تعرّض المصالح الغربية في لبنان لخطر مباشر، بل إن ما يهتم به الغربيون أكثر هو الحصول على تقديرات الأجهزة الرسمية اللبنانية ومعطياتها حول الوضع القيادي في حزب الله بعد اغتيال الأمين العام للحزب الشهيد السيد حسن نصرالله، والسعي لجمع معلومات حول التغييرات التي طرأت على الوضع القيادي والهيكلية العسكرية». واللافت، بحسب أحد هؤلاء المسؤولين، أن الجانب الأميركي اهتمّ أكثر من غيره بالسؤال عمّا إذا كان حزب الله “لا يزال يتواصل مع القوى العسكرية والأمنية والتنفيذية في لبنان بعد الحرب، مع أسئلة حول شكل التواصل ومضمونه”. وكشف المسؤول نفسه عن تطور حصل قبل أيام، «إذ وصل إلى مطار بيروت الخميس الماضي، في العاشر من الشهر الجاري، فريق أمني أميركي يضمّ 15 ضابطاً من وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، وانتقل في موكب من السيارات المصفّحة التي لا تحمل لوحات تسجيل إلى مقر السفارة الأميركية في عوكر”. وأوضح أن الفريق «انضم إلى خلية العمل التي تتخذ من أحد أجنحة السفارة في بيروت مركزاً لها، للمساعدة في إدارة محطة بيروت التي تضم 12 ضابطاً أساسياً، إلى جانب آخرين من اختصاصات مختلفة، من بينها تجنيد وإدارة عملاء، وجمع معلومات عبر وسائل تقنية، وتحليل الداتا التي تطلبها السفارة بشكل رسمي من الجهات الحكومية اللبنانية لأسباب يضعها الجانب الأميركي في إطار مكافحة الإرهاب تارة، ومكافحة المخدّرات وتبييض الأموال تارة أخرى». وأكّد مسؤول آخر على علاقة بهذا الملف “أن المحطة اللبنانية التابعة للاستخبارات الأميركية شهدت تغييرات كبيرة خلال العقد الأخير، وباتت طبيعة اللقاءات التي تعقدها مختلفة عن السابق، وأن التغيير الأخير شمل تعيين مديرة جديدة لمحطة بيروت تُدعى شيري بيكر التي شاركت سابقاً في لقاءات مع مسؤولين أمنيين لبنانيين زاروا واشنطن بدعوة رسمية». وقال المسؤول إنه يعرف عن «خمس زيارات عمل قام بها ضباط لبنانيون من مستويات مختلفة إلى الولايات المتحدة، وعقدوا اجتماعات مع مسؤولي الاستخبارات الأميركية في مقرها الرئيسيّ في لانغلي».
قبل استهدافه، تحدّث صفا هاتفياً مع مسؤولين رسميين حول ما يجري ومواقفهم من الحرب على المقاومة، وشملت اتصالاته عسكريين وأمنيين رسميين
العامل الخطير المستجدّ هو ما كشفته عمليات التدقيق الجارية في عمل مجموعات الاستخبارات الأميركية في لبنان، والتي أظهرت أن أمراً ما حصل قبل أيام. فقد كشف أحد المسؤولين الثلاثة أن «قيادة حزب الله طلبت قبل أيام من الحاج وفيق صفا، بوصفه رئيس لجنة الارتباط والتنسيق مع القوى العسكرية والأمنية اللبنانية، التواصل مع عدد من المسؤولين في هذه القوى في شأن أمور تتعلق بالحرب القائمة”. وأوضح “أن الاتصالات حصلت رغم أن المقاومة تعلم أن مجرد حصول الاتصال الهاتفي سيشكّل خطراً أمنياً على صفا”، لافتاً إلى أن هذه المخاوف تمّ التثبت منها، عندما نفّذ العدو الإسرائيلي “غارة مستعجلة” في بيروت، وسرّب أنباء عن أن الهدف كان صفا نفسه، قبل أن يعلن حزب الله لاحقاً أن الخبر غير صحيح”. وقال المسؤول نفسه إن “شكوك المقاومة زادت بعد هذا الاستهداف حول المشاركة الأميركية في الحرب، وإن المقاومة تقدّر بأن الاستخبارات الأميركية كان لها دور مباشر في محاولة اغتيال صفا». وأوضح أن «ما يعزّز الشكوك هو أن كل أجهزة الاستخبارات العالمية التي تعمل في لبنان، بما فيها استخبارات العدو الإسرائيلي، تعلم جيداً أن صفا ليس له أي دور في الجهاز العسكري للمقاومة، وأنه مسؤول تنفيذي، أي إنه يمثّل قيادة حزب الله في التواصل مع الأجهزة الأمنية والعسكرية وجهات أخرى في لبنان، ولا يحمل أي صفة يمكن أن تجعل العدو يضعه في قائمة الأهداف الملحّة المتصلة بجبهة الحرب”. وأضاف: «العدو، لا يمانع اغتيال صفا، باعتباره كان أحد مساعدي السيد نصرالله، وهو قام بهذه العملية لمصلحة الأميركيين، وهناك ما يرجّح أيضاً أن العملية نُفّذت بناءً على معلومات قدّمها الأميركيون، إذ تريد واشنطن قطع أي صلة بين حزب الله وأي مسؤول عسكري أو أمني لبناني، وكأنّ الأميركيين يقولون لحزب الله بأنهم سيقطعون أي رأس يمكن أن يمارس ضغطاً على الجهات اللبنانية، وأن قتل صفا، يندرج في سياق معركة أطلقتها السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون التي دعت قوى لبنانية سياسية وغير سياسية إلى بدء العمل على تأسيس مرحلة «لبنان ما بعد حزب الله». ونقل المسؤول عينه ما سمّاه «تحذيرات من أن تكون الولايات المتحدة بصدد دعم عمليات استهداف أو اغتيال من قبل العدو للجسم غير العسكري في حزب الله لخفض مستوى تأثيره في الساحة الداخلية، سيما أن جهات استخباراتية عربية أعربت عن مخاوفها من حصول ما سبق لإسرائيل أن فعلته في غزة، خصوصاً أن قوات الاحتلال تستهدف بصورة مركّزة الجهاز الصحي والإغاثي في حزب الله، فيما يتولى أنصار الولايات المتحدة في الداخل التحريض على كل داعمي المقاومة، وصولاً إلى محاولة منع المسؤول الإعلامي في حزب الله محمد عفيف من عقد مؤتمر صحافي خارج الضاحية الجنوبية لبيروت».
أميركا قلقة على شبكات عملائها: حزب الله يحصي أنفاسنا في بيروت..
الأخبار....قال أحد المسؤولين في الأجهزة الأمنية الذين تحدّثت إليهم «الأخبار» إن الجانب الأميركي «يظهر قلقاً أمنياً متزايداً” في الفترة الأخيرة. وأضاف: «يبدو أن الأميركيين يقومون بأعمال يتوقعون ان تحصل ردات فعل عليها، ولذلك يريدون توسيع نطاق الحماية لجميع مقراتهم وأماكن تواجدهم، كما منعوا الموظفين من التحرك خارج السفارة». واوضح المصدر نفسه أن جهاز حماية السفارة الأميركية في لبنان، والمعروف لدى الحكومة اللبنانية باسم RSO (مكتب الأمن الإقليمي)، أجرى «تعزيزات أمنية واتخذ إجراءات كبيرة لحماية السفارة في عوكر، وشكّل قوة تدخّل خاصة من لبنانيين يعملون في قسم الحراسة، بعدما خضعوا لفحص أمني وتدريبات عسكرية خاصة». ويقول المسؤول الأمني إنه «من خلال التواصل مع السفارة، والتدابير التي تقوم بها قواتنا لحمايتها، لاحظنا أن العناصر (من غير الأميركيين) زُوّدوا بأسلحة خاصة، وصاروا مكلّفين بالتدخل السريع والمساندة في حال بروز خطر أمني على السفارة». وينقل المسؤول عن ضابط ميداني أنه «سمع من بعض هؤلاء العناصر أنه سُمح لهم بالتواجد خارج حرم السفارة مع أسلحتهم الجديدة، وأن لديهم تعليمات بإطلاق النار عند الشعور بخطر داهم، وقد نُشر العدد الأكبر منهم عند المدخل الرئيسي للسفارة». ويقول المسؤول الأمني اللبناني إن الجانب الأميركي، رغم طلباته الدائمة، «لا يثق بقدرة الجهات العسكرية والأمنية اللبنانية على توفيرالحماية الكاملة للسفارة أو للعاملين فيها»، متحدّثاً عن «أحد مساعدي مدير محطة الـCIA في بيروت أنه قال في جلسة غير رسمية إن حزب الله لديه شبكة من المتعاونين تتيح له مراقبة عمل المحطة وتحرك أفرادها، وإنه وجّه ضربات سابقة بشكل صامت، بما في ذلك الوصول إلى بعض المصادر البشرية العاملة بشكل مباشر مع وكالة الاستخبارات الأميركية».
السفارة تجهّز قوة حرس من لبنانيين باسلحة حديثة وتمنحهم الاذن باطلاق النار على من يقترب من مقرها
وبحسب المصدر نفسه، فإن الأميركيين يظهرون خشية من أن يكون حزب الله يملك تفاصيل كاملة عن عمل المحطة في بيروت، خصوصاً أنه سبق له قبل أكثر من 10 سنوات أن نشر تقريراً عبر قناة «المنار» ضمّنه معلومات شاملة ودقيقة عن عمل المحطة في بيروت، ما أدى يومها إلى اتخاذ قرار سريع من لانغلي بسحب جميع العاملين في محطة بيروت، ووقف العمل في كل الأمكنة التي كانت تُستخدم سابقاً، وتغيير كل السيارات ووسائل الاتصال بين أفرادها. وبحسب المسؤول الأمني اللبناني، فإن القلق زاد في هذه الفترة، وسيكون أكثر حساسية، كون حزب الله عرضة لحرب شاملة من قبل العدو، وهو يرى أن الولايات المتحدة شريكة للعدو في حربه، وهذا سيؤثر بقوة على أي لبناني يتعاون مع الأميركيين، سواء كان موظفاً في مؤسسة رسمية أو خاصة، كونه سيُعتبر في نظر اللبنانيين شريكاً في جرائم تُرتكب بحق مواطنين لبنانيين آخرين. ويجزم المسؤول بأن «حزب الله أعطى الكثير من الإشارات على أنه يملك داتا مفصّلة وواسعة حول شبكات المتعاونين مع الاستخبارات الأميركية في لبنان، وأنه سبق أن وصل اإيهم مباشرة». وختم المصدر بالقول: “في هذه الحالة، يمكن فهم قلق الأميركيين من أن يكونوا عرضة لضربات أمنية مفاجئة، خصوصاً أن التقديرات التي سمعوها من قبل أجهزة أمنية لبنانية أكدت كلها أن الضربات التي تلقّاها الحزب من قبل إسرائيل لم تؤثر على بنيته ولا هي كافية لشل قدراته العسكرية والأمنية».
إسرائيل تنتقم من تراث النبطية: 200 مؤسسة ومحل دُمّرت تماماً
الاخبار...آمال خليل .. «دُمّر قلبنا مع قلب النبطية». عبارة وحّدت أبناء المدينة منذ ليل السبت الماضي، عقب استهداف العدو الإسرائيلي وسط السوق التجاري، ما أدى إلى تدمير مربع كامل من الأبنية والمحال شكّلت نواة الحركة الاقتصادية في حاضرة جبل عامل منذ عقود طويلة. لم يبق من نادي الإخاء الثقافي و»لوكاندة زهرة الجنوب»، سوى صور في أرشيف علي مزرعاني عن النبطية. الباحث التاريخي الذي وثّق تراث المدينة، وقف متحسّراً على المباني والساحات التي تحوّلت إلى أكوام من الدمار. «هنا يقام سوق الإثنين الشعبي منذ نحو 500 سنة. وهناك منازل ومحال يعود بناؤها إلى القرن التاسع عشر. وبينها، ارتفع أول مبنى شُيّد على الطراز الحديث عام 1930 على يد علي الصباح الذي حمل تصميمها معه من المكسيك، إضافة إلى بناية المقاصد وموقف سيارات خط النبطية – صيدا – بيروت. في زاوية أخرى، صمد محل حلويات بدر الدين وساعات مقلد ومكتبتا محمود حجازي وهاني الزين منذ الخمسينيات وبجانبه خرضوات محيي الدين التي افتُتحت في الأربعينيات». يشير مزرعاني إلى أن هذا المربع شكّل اللبنة الأساسية لسوق النبطية، جامعاً مكاتب النواب والمنابر الثقافية مع «الخضرجي» واللحام والباعة المتجوّلين وبائعي القهوة والصرافين والإسكافيين ومقاهي نجم وطه... ومن حول هذا المربع، كانت تدور مسيرات عاشوراء باتجاه الحسينية. ومنه كانت تنطلق التظاهرات المطلبية والحقوقية. وعلى شرفة نادي الإخاء، كان يطلّ الخطيب ليخطب بالحشود.
إزالة منازل ومحالّ يعود بناؤها إلى القرن التاسع عشر
ليست المرة الأولى التي يتعرض لها هذا الجزء من السوق لاعتداءات إسرائيلية. يؤرّخ مزرعاني صوراً تظهر الدمار الذي لحق به منذ الاجتياح الصهيوني عام 1978، مروراً بالاجتياح عام 1982 ولاحقاً خلال الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة من عام 1993 إلى عام 2006. لكنّ الدمار كان جزئياً ولم يكن شاملاً كما في الغارات الأخيرة، بحسب عضو بلدية النبطية صادق إسماعيل، لافتاً إلى أن «القيمة المعنوية للسوق المُدمّر أهم بكثير من قيمته المادية على ضخامة حجمها». حوالي 200 مؤسسة ومحل دُمّرت كاملاً، إضافة الى عشرات المحال الأخرى التي تضررت جزئياً جراء الغارات العنيفة ليل السبت، مشيراً إلى أن «ثمانية مبان ضخمة متلاصقة سُوِّيت بالأرض ونتوقع أن تتضح أضرار أكبر في المباني الأخرى». يؤكد إسماعيل أن إسرائيل تعمّدت قصف السوق لما يمثله من تراث عميق. «سوق النبطية عمره أكبر من عمر الكيان الصهيوني. وهناك منازل دمّرتها الغارات في الأيام الأخيرة، يفوق عمرها عمر إسرائيل بضعفين كمنزل آل شاهين في حي الميدان ومنزل كامل ضاهر في حي الراهبات». ومنذ تصاعد العدوان الإسرائيلي في 23 أيلول الماضي، تشهد أحياء مدينة النبطية غارات يومية. مع ذلك، لا يزال عدد من أبنائها صامدين. وفي هذا الإطار، لفت إسماعيل إلى أن عمل البلدية وفرق الإسعاف يتم تحت ظروف صعبة، ولا سيما تحليق المُسيّرات على علو منخفض بشكل دائم. مع ذلك، يعمل عدد من المسعفين على تفقد الصامدين في منازلهم وتوزيع الأدوية عليهم، إضافة الى توزيع الخبز يومياً. أكثر من يؤثر في إسماعيل، «المسنّون الذين يرفضون مغادرة منازلهم ويعتمد علينا أولادهم في الاطمئنان عليهم».
بري: وقف النار لقي تجاوباً من ماكرون بخلاف بلينكن
قال لـ«الشرق الأوسط» إن «حزب الله» يؤيده تأكيداً لالتزامه بموقف الحكومة
بيروت: محمد شقير... تمسّك مجلس الوزراء اللبناني في جلسته الأخيرة، برئاسة رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، بثلاثية وقف إطلاق النار في الجنوب، ونشر الجيش بمؤازرة القوات الدولية «يونيفيل»، وتطبيق القرار الدولي «1701»، ما يُشكل إسناداً للموقف الفرنسي في مجلس الأمن الدولي، الذي ينعقد أسبوعياً بناءً على طلب باريس، التي تُصر على أن يأخذ هذا الموقف طريقه إلى حيّز التنفيذ، لوقف الحرب المشتعلة على الجبهة الجنوبية. ويأتي تمسك الحكومة بوقف النار استجابةً لرغبة باريس، وبالتنسيق بين رئيسها ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي تمنّى على وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب لدى استقباله له، بأن يبادر إلى مراسلة مجلس الأمن الدولي، وإيداعه نسخة عن القرار الذي أجمع عليه مجلس الوزراء بضرورة وقف إطلاق النار، وهذا ما حصل، ليكون لدى باريس وثيقة رسمية تتسلّح بها في سعيها المتواصل لوقف الحرب في جنوب لبنان. وتكمن أهمية الموقف، الذي أجمع عليه مجلس الوزراء، في أن ممثلَي «حزب الله» (الوزيرين علي حمية، ومصطفى بيرم) في الحكومة، لم يترددا في الموافقة عليه بلا أي تعديل، لقطع الطريق على مَن يتذرّع بأن ميقاتي ينطق باسمه، ولا يُلزم «حزب الله» بموقفه، وهذا ما أكده بري بقوله لـ«الشرق الأوسط»: «إنه لا داعي لعقد جلسة ثانية للحكومة لتأكيد تمسّكها بوقف النار، ما دام القرار اتُّخذ بإجماع الوزراء، بمن فيهم المنتمون للحزب».
تفاهم «على بياض» بين بري وماكرون
ويبدي بري ارتياحه للأجواء التي سادت الاتصال الذي تلقّاه من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ويقول إنه على تفاهم معه «على بياض»؛ نظراً لاهتمام باريس المتواصل، الذي تجلَّى في استضافتها مؤتمر أصدقاء لبنان، والذي ينعقد في 24 الشهر الحالي، وتوفيرها كل أشكال الدعم للحكومة لتخفيف الأعباء المترتبة على تهجير إسرائيل مئات الألوف من الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وبلدات بقاعية، ومضيّها في تدمير قراهم، وتحويلها إلى أرض محروقة. ويلفت بري أيضاً إلى تأييد باريس للبيان الذي صدر عن اجتماعه بميقاتي والرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، ويقول: «إن اعتراض البعض على الشكل لن يحجب الأنظار عن المضامين التي تصدّرت البيان، سواء بالنسبة لوقف النار، ونشر الجيش في الجنوب؛ تمهيداً لتطبيق القرار (1701)، أو بخصوص التوافق على رئيس للجمهورية لا يُشكل تحدياً لأي فريق». ويسأل: «هل يتعارض ما حمله البيان مع ما يُطالب به الفريق المعترض على حصر الاجتماع بقيادات إسلامية من دون إشراك المسيحيين، في ظل الانقسام الحاد الذي يمنع قياداتهم من التلاقي؟». ويكشف بري أن أجواءً إيجابية للإجماع على وقف النار سادت الاتصال الذي تلقّاه من ماكرون، لكنها لم تكن حاضرة في الاتصال المُطوّل الذي أجراه معه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن. ويقول إنه كرر مرات عدة الموقف اللبناني بوقف الحرب، لكن «لم أجد لديه (بلينكن) رغبة مماثلة تدعونا للتفاؤل بالتوصل إلى وقف النار».
بري: لا أعرف ما يقصده هوكستين
ولدى سؤاله عن رأيه بقول الوسيط الأميركي، أموس هوكستين، إنه مع تطبيق «1701 Plus»، قال: «إنه لا يعرف ما يقصده من وراء مطالبته بذلك، و(على كل حال فليعطنا القرار، ويسهّل تطبيقه، ولنترك له الـPlus بحوزته)». ورداً على سؤال حول رأيه بالبيان الذي صدر عن «لقاء معراب»، اكتفى بري بالقول إنه يضع شروطاً مسبقة على المرشح لرئاسة الجمهورية، ويريد إخضاعه سلفاً للامتحان، ليشترط عليه اعترافه بالقرارين «1559» و«1680»، مع «أننا دعونا للتوافق على رئيس يكون موضع إجماع بتأييد الغالبية في البرلمان، بتأمين حضور أكثرية ثلثي عدد النواب (86 نائباً على الأقل)، وألا يُشكل تحدياً لأحد». وعلمت «الشرق الأوسط» أن الحكومة لم تربط موافقتها على وقف النار في الجنوب بوقفه في غزة، وهذا يتلاقى مع بيان ثلاثية «لقاء عين التينة»، الذي لم يأتِ على ذكر الربط بين الجبهتين، إضافة إلى أن رئيس مجلس الشورى في إيران، محمد باقر قاليباف، تجنّب في زيارته الخاطفة لبيروت، التي التقى فيها بري وميقاتي، التطرّق إلى الربط بينهما، مكتفياً بتأكيد دعم طهران للقرارات التي تتخذها الحكومة، وكأنه بموقفه أراد أن يطوي صفحة السّجال الذي أحدثه وزير الخارجية عباس عراقجي على خلفية التلازم بين الجنوب وغزة.
ماكرون وبلينكن يستعجلان انتخاب الرئيس
ووفق المعلومات، فإن ماكرون وبلينكن طالبا باستعجال انتخاب رئيس للجمهورية، وأن بري رد عليهما بقوله إنه كان أول من اقترح فصل الرئاسة عن الجنوب، لكنّ مُضي إسرائيل في مسلسل الاغتيالات التي استهدفت أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، وعدداً من أبرز القيادات العسكرية والكوادر الميدانية للحزب، بالتلازم مع تماديها في تدمير القرى وشنّ غاراتها على بيروت، جعل من المستحيل دعوة المجلس للانعقاد لانتخاب الرئيس. ونُقل عن بري قوله لبلينكن إن استهداف إسرائيل لبيروت يطرح أكثر من سؤال: من يضمن أمن وسلامة نواب «حزب الله» في انتقالهم إلى مقر البرلمان في ساحة النجمة، بعد أن أغارت على عدة مبانٍ في العاصمة تبُعد مئات الأمتار عن المجلس النيابي؟
إسرائيل تعرقل انتخاب الرئيس
وأكد بري لبلينكن، وفق مصادر نيابية، أن إسرائيل تعطل فصل انتخاب الرئيس عن الجنوب، وأن هناك ضرورة لوقف النار، كونه الممر الآمن لتأمين سلامة النواب لدى انتقالهم للبرلمان لتسهيل انتخاب الرئيس، لأنه من غير الجائز دعوة المجلس للانعقاد بغياب نواب كتلة «الوفاء للمقاومة»، ومن بينهم من هم أعضاء في مجلس شورى «حزب الله»، واتهمها بأنها تعطل تطبيق القرار «1701» باعتداءاتها المتكررة على الـ«يونيفيل» والجيش اللبناني، كما تواصل اعتداءاتها باجتياحها الجوي للبنان، بحيث لم تعد هناك مناطق آمنة، ومن ثم فإن إسرائيل هي مَن تُمدد الشغور الرئاسي، وترفض الانصياع لرغبة المجتمع الدولي بدعواته المتكررة لتسريع انتخاب الرئيس.
الرئيس الفرنسي يوظف اتصالاته لوقف فوري للحرب على لبنان
3 رسائل في اتصال ماكرون - بري وباريس تؤكد ثباتها في الـ«يونيفيل»
الشرق الاوسط..باريس: ميشال أبونجم... يواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالاته الهادفة لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان، مشدداً أيضاً على ضرورة وقف تزويد إسرائيل بالسلاح، مستهدفاً بكلامه بالدرجة الأولى الولايات المتحدة الأميركية، التي تتدفق أسلحتها على إسرائيل. وتشمل مروحة اتصالات الرئيس الفرنسي الذي أعلن قبل أكثر من أسبوع عن الدعوة لمؤتمر دولي لدعم لبنان، مروحة واسعة من قادة الدول العربية وشركاء فرنسا الأوروبيين والولايات المتحدة وإسرائيل، علماً أن الملف اللبناني كان موضع بحث خلال قمة مجموعة الدول الأوروبية - المتوسطية الذي عقد في مدينة بافوس القبرصية. وحتى اليوم، لم تتراجع باريس عن المبادرة الفرنسية - الأميركية الداعية إلى وقف مؤقت للعمليات العسكرية بين إسرائيل و«حزب الله»، ما يفسح مجال البحث في تفعيل القرار الدولي رقم 1701، وإجراء ترتيبات أمنية على الحدود، مع السعي إلى إيجاد حلول للخلافات الحدودية بين لبنان وإسرائيل. وفي سياق متصل، برزت ردة فعل ماكرون القوية إزاء استهداف عناصر قوات حفظ السلام الدولية (يونيفيل)، وقال إن باريس «لن تسمح بتكرارها». وليس سراً أن مخاوف تراود السلطات الفرنسية العسكرية والمدنية من تعرض وحداتها المنتشرة في لبنان منذ عام 1978 للنيران الإسرائيلية. فبالإضافة إلى البيان الثلاثي (الفرنسي - الإسباني - الإيطالي)، أول من أمس، حول أمن الـ«يونيفيل»، واعتبار أن استهدافها يعني الدوس على القانون الدولي الإنساني، وقرارات مجلس الأمن، وقّعت باريس على البيان، الصادر ليل السبت - الأحد، عن مجموعة الأربعين التي تضم 36 دولة لها وحدات تعمل في إطار الـ«يونيفيل»، إضافة إلى 6 دول أخرى داعمة بأشكال مختلفة. وجاء في البيان التشديد على الحاجة إلى «احترام وجود الـ(يونيفيل) ما يعني ضمان أمنها وسلامة أفرادها بشكل دائم». كذلك نص البيان على «دعم الدور الذي تقوم به الـ(يونيفيل)، خصوصاً في هذه المرحلة المفصلية، وبالنظر للتصعيد الحاصل في المنطقة».
ماكرون - بري
في إطار الاتصالات المكثفة، لا تنسى باريس التواصل المباشر مع المسؤولين اللبنانيين. فقد زار وزير خارجيتها جان نويل بارو، بيروت قبل جولة إقليمية ثانية قادته إلى عدة عواصم عربية وإسرائيل، ولكن من غير أن يذهب مجدداً إلى بيروت. وفهم من مصادر مواكبة في باريس أن استثناء بيروت، مرده للتصلب الذي واجهه بارو في إسرائيل لجهة إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الجبهة اللبنانية. ومن بين الاتصالات، يبرز اتصال ماكرون، السبت، برئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الذي تلقى، بالتوازي، اتصالاً مطولاً دام 40 دقيقة من بلينكن. وترى باريس أن برّي يلعب اليوم «دوراً محورياً» بالنظر لكونه المكلّف «رسمياً» من «حزب الله» بالجانب السياسي، ولأنه الجهة القادرة على نقل الرسائل المباشرة إلى قيادة الحزب والتأثير عليها، خصوصاً بعد صدور البيان الثلاثي، وفيه مطلب وقف إطلاق النار والقبول بتطبيق القرار 1701، ما يعني عملياً أن «حزب الله» تخلى عن «جبهة الإسناد»، والربط بين الحرب في غزة والحرب في لبنان. وبالنظر لأهمية اتصال ماكرون - بري، كونه وفر للرئيس الفرنسي صورة دقيقة عما يقبله «حزب الله» وما لا يقبله، فإن قصر الإليزيه أصدر بياناً مطولاً ضمَّنه عرضاً للاتصال، ولمجموعة الرسائل التي أراد ماكرون إيصالها إلى الجانب اللبناني والأطراف الأخرى.
3 رسائل
تتمثل الرسالة الأولى في التعبير عن «القلق إزاء تكثيف الضربات الإسرائيلية على لبنان ونتائجه المأساوية على المدنيين». وسبق لماكرون أن حذَّر من تحويل «لبنان إلى غزة جديدة»، وفق ما هدد به رئيس الوزراء الإسرائيلي الطرف اللبناني، وما عدَّه بارو «استفزازاً». وكان من الطبيعي أن يُعبّر ماكرون عن «التضامن مع اللبنانيين في هذه المحنة» مع التأكيد على «التزام فرنسا بضمان الحفاظ على سلامة لبنان وسيادته وأمنه، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701». والطريق إلى ذلك يمر من خلال «التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، واحترام جميع الأطراف للقرار المذكور لكل متطلباته، بمن فيهم (حزب الله) الذي يتعين عليه أن يوقف فوراً ضرباته ضد إسرائيل». وعملياً، يقول البيان الرئاسي، إن لا «حزب الله» ولا إسرائيل احترما منطوق وروحية القرار الدولي، وإن قوة حفظ السلام الدولية لم تتمكن من القيام بالمهمة التي أوكلها إليها مجلس الأمن، والأمر نفسه ينطبق على الجيش اللبناني. ولا شك أن تركيز الرئيس ميقاتي في الأسابيع الأخيرة على استعداد الحكومة لإرسال الجيش إلى كل مناطق الجنوب، ولتطبيق مضمون القرار الدولي، يراد منه أن يكون استجابة لما يشدد عليه الرئيس الفرنسي، ويراه شرطاً لا بد منه لوضع حد للحرب الدائرة راهناً. وأكد ماكرون التزام باريس بأمرين؛ الأول: بقاء الوحدات الفرنسية المشكَّلة من 700 عنصر بجنوب لبنان في إطار الـ«يونيفيل».إذ تعي باريس أن سحب قوتها سيستتبعه انسحاب وحدات أخرى بالنظر لموقعها وأهميتها على الصعيد الدولي، وخصوصاً أنها كانت السّباقة، منذ سبعينات القرن الماضي، في الاستجابة لطلب الأمم المتحدة. والثاني: «تعبئة فرنسا في العمل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإلى حل دبلوماسي (للخلافات) على الخط الأزرق». وتشدد رسالة ماكرون الثانية على ضرورة أن يعمل اللبنانيون من أجل «وحدة البلاد واستقرارها في هذه المرحلة الحرجة»، ما يستدعي، بحسبه، توافق الأطراف على «أجندة سياسية تشمل الجميع، وتقوم على انتخاب رئيس للجمهورية، الضامن للوحدة الوطنية». وأكد ماكرون أن فرنسا «ستقف دائماً إلى جانب الذين يختارون هذه الطريق، كما أنها ستعمل على تعبئة اللجنة الخماسية (المشكَّلة، إلى جانب فرنسا، من الولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر)». وسبق لماكرون أن عيَّن وزير الخارجية الأسبق جان إيف لو دريان مبعوثاً شخصياً له إلى لبنان. لكن وساطته، وكذلك اجتماعات الخماسية، واتصالاته لم تفضِ إلى شيء بسبب تعقيدات الداخل وتأثيرات الخارج. وأبرز محاولات ماكرون في الملف اللبناني تتمثل في المؤتمر الدولي الذي تنظمه وتستضيفه باريس يوم 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، ومن أجل إنجاحه يواصل ماكرون اتصالاته الخارجية. وإلى ذلك، تفيد الرسالة الثالثة بأن باريس «مواظبة على جهودها في إطار المؤتمر الدولي لدعم الشعب اللبناني وسيادة لبنان». ولمزيد من الإيضاح، جاء في بيان الإليزيه أن المؤتمر «سيوفر الفرصة لتعبئة الأسرة الدولية من أجل الاستجابة للحاجات الإنسانية للشعب اللبناني، وتوفير الدعم للقوات المسلحة اللبنانية، وقوى الأمن الداخلي التي سيكون دورها أساسياً بالنسبة لاستقرار البلاد». ونقل عن بري تأكيده على الموقف الرسمي اللبناني الذي تبنته الحكومة اللبنانية الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار، ونشر الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية تطبيقاً للقرار الأممي 1701، كما تطرق الاتصال إلى جهود باريس لعقد المؤتمر الدولي لدعم لبنان وتجاوز الأزمة الإنسانية الناجمة عن نزوح أكثر من مليون و200 ألف لبناني، وكيفية مساعدة لبنان على إغاثتهم. هل تنجح جهود الرئيس الفرنسي؟ لا شك أن مؤتمر باريس سيوفر سقفاً من المساعدات للبنان. ولكن رغم أهميته، فإنه يبقى قاصراً على الاستجابة للحاجات المتزايدة الناتجة عن الدمار والنزوح. أما بالنسبة لوقف إطلاق النار، فالطرف الفاعل ليست فرنسا. وبصراحة استثنائية، عبَّر وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو عن عجز بلاده في التأثير بالقرار الإسرائيلي، بقوله، في مقابلة إذاعية، الأسبوع الماضي، إن إسرائيل لا تستجيب للنداءات والمطالب الأميركية فكيف لفرنسا أن تؤثر فيها؟...
البطريرك الراعي: الحرب هزيمة والسلاح لا يبني المستقبل
باسيل لوقف إطلاق النار من جانب واحد
بيروت: «الشرق الأوسط».. انتقد البطريرك الماروني بشارة الراعي الحرب الدائرة في الجنوب، قائلاً إن «الحرب هزيمة، والأسلحة لا تبني المستقبل بل تدمّره»، وإن «العنف لن يجلب أبداً السلام»، وذلك بموازاة مع مواقف مسيحية رافضة للحرب، وداعية لوقف إطلاق النار، جاء أبرزها من رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، والنائبة ستريدا جعجع التي ناشدت رئيس مجلس النواب نبيه بري بإخراج الشيعة من «سياسة المحاور». وقال الراعي في عظة الأحد: «قبل سنة اشتعلت شرارة الكراهية، ولم تنطفئ بل تفجَّرت في دوامة من العنف، وسط العجز المخزي في الأسرة الدّوليَّة والدّول الكبرى عن إسكات الأسلحة، ووضع حدٍّ لمأساة الحرب». وأضاف: «الدّماء تسيل، والدموع أيضاً. الغضب يزداد، ومعه الرغبة في الانتقام، ويبدو أنَّه لا أحد يهتمُّ بما يُفيد ويريده الناس، وهو الحوار والسَّلام». وتابع الراعي: «لن أتعب من التكرار والقول إنَّ الحرب هزيمة، وإنَّ الأسلحة لا تبني المستقبل بل تدمِّره، وإنَّ العنف لن يجلب أبداً السَّلام». ويدعم موقف الراعي، التوجه السياسي المسيحي الداعي إلى وقف الحرب. ودعا باسيل ليل السبت في احتفال لتياره إلى «موقف لبناني جامع بمشهد جامع يعلن عن وقف النار من جانب لبنان». وأوضح أن «ذلك ليس أبداً تسهيلاً لاحتلال إسرائيلي لأي أرض لبنانية، بل لتعرية العدو ومنعه من محاولة احتلال الأرض»، مشيراً إلى أن «مخطّط إسرائيل لم يتبدّل منذ وقت إنشائها». وقال باسيل: «طلبنا ألا ينخرط (حزب الله) بمعركة إسناد غزة، التي لا سند قانونياً لها، فالرئيس (السابق ميشال) عون قال لهم إنه خائف على لبنان وعليهم. ونحن ما زلنا نطالب بفصل لبنان عن غزة، ومنذ ستة أشهر رفعنا مذكّرة خطية لعدّة دول وللمسؤولين اللبنانيين لإصدار قرار أممي لوقف إطلاق النار بمعزل عن غزة». وأشار إلى أن بعض مناصري «حزب الله» استهزأوا بالطلب، أما «المسؤولون اللبنانيون والدول المعنية فلم يستجيبوا إلى أن طالب الاجتماع الثلاثي من عين التينة والحكومة بمقترحنا نفسه».
جعجع
على ضفة «القوات اللبنانية»، وجهت النائبة ستريدا جعجع كتاباً إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، طالبته فيه «باتخاذ موقف تاريخي على خطى كبارٍ من الطائفة الشيعية أمثال الإمام المغيب السيد موسى الصدر، والرئيس السابق للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين»، وصفته بموقف «استثنائي إنقاذي جريء، ينتشل أهلنا من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة من قلب النكبة، ومن عمق المعاناة العصيبة التي يمرون بها». وقالت: «نحن لبعضنا البعض، تعالوا نلتقِ على قاعدة لبنان الميثاقية والذهبية الحقّة، قاعدة (لا غالب ولا مغلوب)، قاعدة أساسها الدولة الضامنة للجميع والحامية للجميع أيضاً». ورأت جعجع أن «جل ما تقوم به إيران هو متابعة أحداث وتطورات المحرقة المستعرة في لبنان، ملتزمة بُعد المسافة الضروري للحفاظ على مصالحها، على الرغم من إدراك القاصي والداني أنها تقف وراء ما يحصل، ليس بالتوجيه والتمني وإنما بالتكليف»، وقالت إن طهران «لا تخجل أو تتورع أبداً عن الاستمرار بالتحريض العلني، والتكليف الضمني، إلى استمرار القتال، حتى آخر شاب شيعي لبناني، وكأن خيرة شبابنا لا يُعتبرون عندها إلا كونهم وقوداً لمعاركها، فيما شبابها ومواطنوها ينعمون بالأمن والاستقرار». وإذ أكدت أن «اللحظات المصيرية تتطلّب قرارات مصيرية، وهذه القرارات تتطلّب وجود قيادات جريئة»، ناشدت بري «المبادرة إلى تحمل المسؤولية التاريخية، في إخراج طائفتك (الشيعة) من سياسة المحاور وإدخالها إلى قلب الكيان إلى قلب لبنان، لكي نُخرج سوية لبنان من الحرب والدمار إلى الاستقرار والازدهار». وقالت: «نحن ضمانة بعضنا البعض، والدولة مظلّتنا جميعاً. الدولة ومؤسساتها الدستورية، وخصوصاً جيشها، هي ملاذنا الأول والأخير».