أخبار فلسطين..والحرب على غزة..نتنياهو يبلغ واشنطن: سنضرب أهدافا عسكرية إيرانية وليس نووية أو نفطية..%54 من الإسرائيليين يؤيدون استهداف المنشآت النووية الإيرانية..تل أبيب «تُحبط» محاولة إيرانية جديدة لاغتيال شخصية إسرائيلية..مجازر في جباليا..والقاهرة تسعى لإحياء وقف النار..ليلة دامية في مستشفى شهداء الأقصى..حريق ضخم وجثث متفحمة وحروق خطرة..إسرائيل تقصف الجوعى بعد حصارهم في جباليا..الصين تطلب من إسرائيل وضع حد «للكوارث الإنسانية» في قطاع غزة..أستراليا تحث مواطنيها على مغادرة إسرائيل «طالما لا تزال الرحلات متاحة»..ما دفاعات إسرائيل الجوية ضد صواريخ إيران؟..آثار غزة تكابد حرباً لـ«دفن الذاكرة»..كيف يستخدم الجيش الإسرائيلي فلسطينيين دروعاً بشرية في غزة؟..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 15 تشرين الأول 2024 - 3:06 ص    التعليقات 0    القسم عربية

        


نتنياهو يبلغ واشنطن: سنضرب أهدافا عسكرية إيرانية وليس نووية أو نفطية..

واشنطن بوست: الهجوم الإسرائيلي على إيران "سيتم تنفيذه قبل الانتخابات الأميركية في 5 نوفمبر"..

العربية.نت – وكالات.. أوردت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الإثنين، نقلا عن مسؤولين مطلعيْن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الولايات المتحدة بأن إسرائيل مستعدة لضرب أهداف عسكرية إيرانية وليس نووية أو نفطية. وقالت الصحيفة نقلا عن مصدر قوله إن الهجوم الإسرائيلي على إيران "سيتم تنفيذه قبل الانتخابات الأميركية في 5 نوفمبر". وأفادت شبكة "إن بي سي"، يوم الأحد، نقلا عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن تعتقد أن إسرائيل قلصت نطاق أهداف ردها المحتمل على هجوم إيران هذا الشهر ليقتصر على أهداف عسكرية وبنية تحتية للطاقة. ولا يزال الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى تحسبا لمزيد من التصعيد في الحرب المستمرة بالمنطقة منذ عام، إذ تقاتل إسرائيل جماعة حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة. ودأبت إسرائيل على التوعد بالانتقام بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران في الأول من أكتوبر ردا على عمليات إسرائيل العسكرية في غزة ولبنان، وكذلك مقتل عدد من زعماء حماس وحزب الله. وفيما لا يزال الغموض يلف موعد الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي طال قواعد عسكرية داخل إسرائيل مطلع الشهر الحالي، ذكرت مصادر مطلعة أن الحكومة الإيرانية تشعر بالتوتر الشديد، وقد انخرطت في جهود دبلوماسية عاجلة مع دول في الشرق الأوسط لمعرفة ما إذا كان بإمكانها تقليل حجم الرد الإسرائيلي، حسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" CNN، السبت. كما أوضحت أن هذا القلق ينبع من عدم اليقين حول قدرة الولايات المتحدة على إقناع تل أبيب بعدم ضرب المواقع النووية والمنشآت النفطية الإيرانية، لاسيما بعد الضربات الإسرائيلية التي طالت حزب الله، أقوى فصائل طهران في المنطقة، وأضعفت قدراته، وجعلته بالتالي عاجزا عن إيلام إسرائيل بشكل كبير. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث يوم الأربعاء الماضي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أول مكالمة بينهما منذ شهرين تقريبًا، وأخبره أن الانتقام الإسرائيلي يجب أن يكون "متناسبًا"، بحيث لا يشعل حرباً إقليمية أوسع. فيما أكد مسؤولون أميركيون أن إسرائيل حددت أهدافها المحتملة داخل إيران. ورجحوا أن تطال مواقع عسكرية ومنشآت الطاقة. وكان العديد من المسؤولين الإسرائيليين شددوا على أن تل أبيب ستعد ردا قوياً ومفاجئاً. كما ألمحت بعض المصادر الإسرائيلية إلى إمكانية أن تشمل الضربات محطات نفطية وكهربائية، فضلا عن منشآت نووية، رغم معارضة واشنطن. فيما ذهبت بعض التوقعات إلى أبعد من ذلك متحدثة عن إمكانية ضرب المجمع الرئاسي الإيراني ومجمع المرشد علي خامنئي، فضلاً عن مقر الحرس الثوري في طهران، حسب القناة 12 الإسرائيلية. في المقابل، هددت طهران بـ "رد أقوى من هجوم الأول من أكتوبر على أي اعتداء إسرائيلي".

«واشنطن بوست»: نتنياهو أبلغ أميركا أن إسرائيل لن تضرب مواقع نووية أو نفطية إيرانية..

الراي.. (رويترز).... ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية اليوم الاثنين نقلا عن مسؤولين مطلعيْنِ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الولايات المتحدة بأن إسرائيل مستعدة لضرب أهداف عسكرية إيرانية وليس نووية أو نفطية.

%54 من الإسرائيليين يؤيدون استهداف المنشآت النووية الإيرانية

%25 يرون أن الهجوم على خامنئي هو «النجاح الأهم»

الجريدة...الجزيرة نت ...أظهرت نتائج استطلاع للرأي في إسرائيل أن 54% من الإسرائيليين يؤيدون استهداف المنشآت النووية الإيرانية، ضمن الرد الإسرائيلي المتوقع على الهجوم الإيراني مطلع الشهر الجاري. وأوضح الاستطلاع أن من أيدوا استهداف المنشآت النووية الإيرانية يرون أن هذا الاستهداف يمثل «نجاحاً لإسرائيل وحكومتها»، في حين رأى 25% أن الهجوم على رموز نظام المرشد الإيراني علي خامنئي هو «النجاح الأهم»، وفق ما نقلته وكالة «الأناضول». كذلك أظهرت نتائج الاستطلاع - الذي أجرته القناة الإسرائيلية الـ14 الخاصة المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وشمل 472 إسرائيلياً ممن تزيد أعمارهم على 18 عاماً - أن 13% يعتقدون أن الهجوم على البنية التحتية للنفط والغاز بإيران هو «النجاح الأعظم»، بينما لم تفصح النسبة المتبقية (8%) عن أي رأي. ويأتي الاستطلاع بينما تترقب إيران هجوماً إسرائيلياً محتملاً عليها، بعد هجومها على إسرائيل قبل نحو أسبوعين، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران أواخر يوليو الماضي، وإعلان تل أبيب اغتيالها الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية أواخر سبتمبر الماضي. ويترافق ذلك مع تأكيدات شبه يومية من مسؤولين إسرائيليين بشأن الرد على إيران، منها قول وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني سيكون «قاتلاً ودقيقاً ومفاجئاً على نحو لن تعرف فيه طهران ما الذي حدث وكيف حدث»، على حد تعبيره.

تل أبيب «تُحبط» محاولة إيرانية جديدة لاغتيال شخصية إسرائيلية..

| القدس - «الراي» |... أعلنت الشرطة وجهاز «الشاباك» إحباط محاولة إيرانية لاغتيال شخصية إسرائيلية. وذكرا في بيان مشترك، أمس، «تم الكشف عن بنية تحتية لأجهزة الاستخبارات الإيرانية التي تعمل على تجنيد مواطنين في إسرائيل». وأشار البيان إلى اعتقال فلاديسلاف فيكتورسون (30 عاماً)، وهو من سكان مدينة رمات غان، للتحقيق معه، وأن التحقيقات كشفت أنه منذ بداية أغسطس الماضي كان على اتصال باللغة العبرية عبر شبكات التواصل الاجتماعي مع عميلة تدعى ماري حوسي. وأضاف «قام فلاديسلاف بتوجيه من الكيان الإيراني، ومع علمه بهويته، بمهام بينها الكتابة على الجدران وتعليق لافتات وحرق مركبات في منطقة حديقة اليركون في تل أبيب. ولاحقاً، طُلب من فلاديسلاف تخريب بنية تحتية للاتصالات وأجهزة الصراف الآلي وإضرام النار في غابات... وتم توثيق بعض المهام الموضحة ودفع أكثر من 5 آلاف دولار مقابلها». وتابع البيان المشترك أنه «حسب نتائج التحقيق، وافق فلاديسلاف على تصفية شخصية في إسرائيل (لم يسمها) وإلقاء قنبلة يدوية على منزل، وعمل بعد ذلك للحصول على أسلحة، بينها بنادق قناصة ومسدسات وقنابل يدوية». وأكد أن فلاديسلاف «جنّد مواطنين آخرين، بينهم شريكته آنا بيرنشتاين (18 عاماً)، وهي من سكان رمات غان أيضاً وشاركت في تنفيذ بعض المهام... وقُدمت اليوم (أمس) لوائح اتهام ضدهما». وكان «الشاباك» أعلن في سبتمبر الماضي، اعتقال رجل الأعمال الإسرائيلي موتي ميمان (72 عاماً) من بلدة عسقلان، بتهمة التعاون مع الحرس الثوري الإيراني واستخباراته.

مجازر في جباليا..والقاهرة تسعى لإحياء وقف النار

الجريدة...في اليوم العاشر من حملته الدامية الهادفة لتهجير سكان شمال غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 4 مجازر جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وصل منها للمستشفيات 62 شهيداً، و220 مصاباً، في وقت زار رئيس جهاز الشاباك رونان بار مصر سراً والتقى مدير المخابرات عباس كامل، لمناقشة سبل إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار المتواصل منذ 374 يوماً وأزمتي محور فيلادلفيا ومعبر رفح. ومع نفاد المواد الغذائية والمياه بشكل شبه كامل من جباليا، استهدف الاحتلال بقذائف المدفعية تجمعاً، أغلبيته من النساء والمسنين، أمام مركز لتوزيع دقيق تابع لوكالة الأونروا في المخيم، ما أسفر عن مقتل 10 وإصابة العشرات. ويرزح مئات آلاف الفلسطينيين ممن بقوا في شمال القطاع تحت الحصار العسكري والقصف، ضمن مشروع حكومة بنيامين نتنياهو المعروف باسم «خطة الجنرالات» لتهجير سكان شمال غزة، والتي يستخدم فيها الجيش الإسرائيلي الأسلحة الفتاكة للضغط على السكان ودفعهم للمغادرة. وفي وسط القطاع، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرتين جديدتين الأولى شهدت قصف مدرسة المفتي بمخيم النصيرات، مما أسفر عن سقوط 20 قتيلاً على الأقل، وإصابة أكثر من 80 نازحاً، بعد أقل من ساعتين من القصف للمرة السابعة على التوالي لخيام النازحين بمحيط مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، مما أدى إلى مقتل العشرات منهم، بحسب مكتب الإعلام الحكومي بغزة. وبسبب الظلام الدامس الذي يحل على كل مناطق قطاع غزة في ظل انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من عام، اضطر العاملون في فرق الإنقاذ إلى استخدام اضاءة السيارات والهواتف النقالة للبحث عن الضحايا من أجل انتشالهم، بحسب جهاز الدفاع المدني، الذي أوضح أن «الاحتلال يستهدف كل شيء متحرك، خصوصاً بمنطقة جباليا المحاصرة كلياً». سياسياً، أفات صحيفة «هآرتس» وموقعا «والاه» العبري، و«أكسيوس» الأميركي بأن رئيس «الشاباك» التقى رئيس المخابرات المصرية لبحث قضايا، بينها الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات بشأن صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس. وأشارت الصحيفة والموقع إلى أن زيارة رونان بار هي الأولى إلى القاهرة منذ قيامه في 22 أغسطس الماضي برحلة مماثلة مع رئيس الموساد دافيد برنياع للقاهرة، لمناقشة نشر قوات إسرائيلية على محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وإعادة فتح معبر رفح باعتبار ذلك جزءاً من صفقة محتملة. بدوره، أفاد موقع «أكسيوس» الأميركي بأن بار ناقش خلال زيارته السرية مع كامل، أمس الأول، محادثات تناولت، من بين أمور أخرى، الجمود في المفاوضات بشأن صفقة الرهائن، ووقف إطلاق النار في غزة، وإعادة التواصل مع زعيم حماس يحيى السنوار، ونشر قوات الجيش الإسرائيلي على طول محور فيلادلفيا، وإعادة فتح معبر رفح كجزء من صفقة محتملة للرهائن. وأشار «أكسيوس» إلى أن محادثات الأسابيع الأخيرة، لم تسفر عن أي اختراق، بل أدت إلى نشوء أزمة حادة بين إسرائيل ومصر، تفاقمت حدتها مع مرور الأسابيع. وتسعى دول الوساطة لإبرام وقف لإطلاق النار في القطاع، وتبادل الرهائن الإسرائيليين، وسجناء فلسطينيين في إسرائيل. وباستثناء هدنة لأسبوع في أواخر نوفمبر، لم يتم التوصل إلى أي تفاهم مع تمسّك كل من طرفي النزاع بمطالبه.

عشرات الشهداء والجرحى في استهداف الاحتلال لخيام النازحين في ديرالبلح

ليلة دامية في مستشفى شهداء الأقصى..حريق ضخم وجثث متفحمة وحروق خطرة..

الراي.... | القدس - من محمد أبوخضير وزكي أبوالحلاوة |

- رئيس «الشاباك» بحث في القاهرة قضية الأسرى وأزمة محور فيلادلفيا ومعبر رفح

في اليوم الـ374 من العدوان على غزة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غارات جوية عنيفة على القطاع الفلسطيني المحاصر، إضافة إلى عمليات الهدم والقصف الكثيف لمنطقة جباليا لليوم العاشر على التوالي. كما ارتكب مجزرة مروعة، باستهدافه خيام النازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى في ديرالبلح، فجر أمس. وعاش النازحون في مستشفى شهداء الأقصى، ليلة دامية بسبب غارات الاحتلال، ووثقت مقاطع مصورة شاركها ناشطون مشاهد قاسية من اللحظات الأولى بعد القصف الذي أدى إلى استشهاد 4 بينهم امرأة وطفل وإصابة نحو 40. وقالت مصادر طبية إن جثامين الشهداء تفحمت بالكامل، وأوضحت أن معظم الجرحى أصيبوا بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة. وتسببت الغارات في اندلاع حريق كبير امتد على نحو 30 خيمة. وحسب شهود، انتشرت الحرائق انتشاراً واسعاً في الخيام كونها مصنوعة من النايلون والأقمشة السريعة الاشتعال. وتابع الشهود ان الطواقم الطبية أخرجت عدداً من الجرحى وبينهم نساء وأطفال، وقد اشتعلت النيران في أجزاء كبيرة من ملابسهم. وذكروا أن النيران ظلت مشتعلة في الخيام 45 دقيقة قبل أن تنجح طواقم الدفاع المدني في السيطرة عليها. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن «القصف الإسرائيلي هو السابع من نوعه الذي يستهدف خيام النازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على القطاع قبل أكثر من عام». وجاء القصف الإسرائيلي لخيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى بعد ساعات قليلة على استشهاد 22 فلسطينياً بينهم 15 طفلاً وامرأة وإصابة 80 آخرين في غارة استهدفت مساء أول من أمس مدرسة المفتي التي تؤوي آلاف النازحين بمخيم النصيرات وسط القطاع. وذكرت مصادر طبية، أن حالة معظم المصابين خطرة. وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي بأن «المذبحة الإسرائيلية بمدرسة المفتي ترفع عدد مراكز الإيواء والنزوح التي قصفها الاحتلال إلى 191، تضم مئات آلاف النازحين المشردين بفعل حرب الإبادة الجماعية». وأكد الدفاع المدني أن استهداف مستشفى شهداء الأقصى وقبله مدرسة المفتي، يثبت أن «لا مكان آمناً» في غزة. كما استشهد 10 أشخاص على الأقل وأصيب 40، بسبب قذائف دبابات استهدفت أشخاصاً كانوا يصطفون للحصول على الطعام، وسط تزايد المخاوف في القطاع من أن إسرائيل تخطط لتهجير جميع السكان من الشمال. وذكر مسعفون، أن طائرة مسيرة أطلقت النار أيضا على عشرات السكان الذين تجمعوا للحصول على الطعام في جباليا أحد مخيمات اللاجئين الثمانية التاريخية في غزة، وأضافوا أن نساء وأطفالا من بين الضحايا. وجباليا هي محور يتركز عليه هجوم عسكري إسرائيلي منذ نحو عشرة أيام. وأكمل الجيش تطويق مخيم اللاجئين التاريخي وأرسل دبابات إلى بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون المجاورتين. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن مئات الآلاف من سكان شمال غزة تركوا منازلهم في الأشهر الأولى من الحرب مدفوعين بأوامر إخلاء إسرائيلية وهجوم بري عسكري على مناطقهم، بينما بقي نحو 400 ألف شخص. وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مهند هادي، الأحد «نزح أكثر من 50 ألف شخص من منطقة جباليا التي باتت معزولة في حين لايزال آخرون محاصرين في منازلهم وسط تصاعد القصف والقتال».

خطط لإخلاء جباليا

ويخشى السكان من أن يكون هناك مخطط إسرائيلي لإخلاء جباليا وربما المناطق الشمالية بأكملها من قاطنيها، وفقاً لمقترح طرحه جنرالات إسرائيليون سابقون يدعون لإخلاء شمال غزة من المدنيين وفرض حصار على المسلحين المتبقين حتى يعلنوا استسلامهم. وتنفي إسرائيل بشكل قاطع وجود مثل هذا المخططات. وقال الناطق العسكري نداف شوشاني لصحافيين «لم نتلق أي مخطط من هذا القبيل... نؤكد أننا نضمن عدم إلحاق أذى بالمدنيين أثناء تنفيذ عملياتنا (العسكرية) ضد هذه الخلايا الإرهابية في جباليا». وذكر جيورا ايلاند، المقدم الرئيسي للمقترح، ان مخططه يهدف إلى الضغط على «حماس» لتحرير الرهائن من خلال تقليل عدد المناطق التي تسيطر عليها الحركة والمساعدات الواردة إليها بدلاً من إرسال قوات لقتال مقاتلين. وأضاف لإذاعة الجيش الأحد «ما يفعله (الجيش ) في جباليا في الوقت الراهن هو جزء مما يحدث عادة... وخطتي لم تُنفذ بعد». وخطط إسرائيل لمستقبل غزة غير واضحة في ما عدا هدفها المعلن المتمثل في تفكيك حماس كقوة عسكرية وحاكمة. وبدأت إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، ما أدى إلى استشهاد 42289 شخصاً، بينهم 62 على الأقل سقطوا في الساعات الـ24 الأخيرة، إضافة إلى إصابة 98684، وفق ما أفادت وزارة الصحة في غزة، أمس.

محادثات بار

دبلوماسياً، تناول رئيس جهاز «الشاباك» رونين بار، في القاهرة، الأحد، مع مدير المخابرات العامة المصرية عباس كامل، المفاوضات حول اتفاق تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة «حماس»، التي وصلت إلى طريق مسدود، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أمس. وهذه المرة الأولى التي يزور فيها مسؤول إسرائيلي القاهرة، منذ 22 أغسطس، حيث زارها كل من بار ورئيس جهاز «الموساد» ديفيد برنياع، وجرى التداول حول نشر إسرائيل قواتها عند محور فيلادلفيا وإعادة فتح معبر رفح في حال التوصل لاتفاق تبادل أسرى. ولم يحدث أي تقدم في تلك المحادثات، على إثر معارضة مصر انتشار قوات إسرائيلية عند حدودها مع قطاع غزة والسيطرة عليها. ونقل موقع «واللا» عن مصدر مطلع ان بار بحث في احتمالات استئناف المفاوضات حول اتفاق تبادل أسرى، وإمكانية إنهاء الأزمة حول محور فيلادلفيا ومعبر رفح.

إسرائيل تقصف الجوعى بعد حصارهم في جباليا..بموازاة مواصلة الاقتحامات في الضفة..

الشرق الاوسط...رام الله: كفاح زبون... كثفت إسرائيل الضغط على شمال قطاع غزة، وقصفت تجمعاً لفلسطينيين في مخيم جباليا، كانوا بصدد الحصول على مؤن غذائية بعد حصارهم داخل المنطقة للأسبوع الثاني. وتعززت المخاوف من أن الجيش بدأ فعلاً بتنفيذ «خطة الجنرالات» في شمال القطاع التي تقوم على تجويع الناس حتى الموت لإجبارهم على الرحيل. وقتل الجيش 10 فلسطينيين على الأقل، وأصاب 40 آخرين، بينهم نساء وأطفال، في غارة على تجمُّع لفلسطينيين حاولوا الوصول إلى مركز لتوزيع الأغذية في مخيم جباليا. وقال مسعفون في غزة إن قصفاً إسرائيلياً طال مركزاً غذائياً تابعاً لوكالة «الأونروا»، في جباليا. وجباليا هي محور يتركز عليه هجوم عسكري إسرائيلي منذ 10 أيام وسط حصار خانق. وبينما أكمل الجيش تطويق مخيم اللاجئين الشهير، طلب إخلاء مزيد من المناطق المجاورة للمخيم، وسط قصف جوي ومدفعي وإطلاق نار من الآليات والطائرات المسيرة. وطالت أوامر الإخلاء مناطق واسعة يقطن فيها نحو 200 ألف فلسطيني، بينما تم إرسال دبابات إلى مناطق أخرى مثل بيت لاهيا وبيت حانون وأجزاء من المناطق الشمالية لمدينة غزة. ويظهر الوضع في شمال القطاع، توسيع إسرائيل، بشكل كبير، العملية العسكرية الجارية في مخيم جباليا، مع تشديد الحصار الذي حرم عدداً كبيراً من السكان من المساعدات والوقود والمياه الصالحة للشرب وبعض الخضراوات. وأكد مسؤول كبير في الأمم المتحدة لوكالة «أسوشييتد برس» أن «المساعدات توقفت عن الدخول ليس فقط عبر جنوب قطاع غزة، بل أيضاً من المعابر الحدودية الإضافية مع إسرائيل».

قطع المساعدات

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الاثنين، إنه على الرغم من أن غزة قد تم إبعادها مؤخراً عن عناوين الأخبار بسبب القتال في لبنان والتوتر مع إيران، فقد تَجَدَّدَ القلق في الأيام الأخيرة بشأن ما يحدث في القطاع بسبب الهجوم على جباليا واتهامات الأمم المتحدة بأن مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين بقوا هناك لا يحصلون على المساعدات الإنسانية لمدة أسبوعين كاملين. ورأت «يديعوت أحرونوت» أن الهجوم على جباليا وإصدار أوامر للسكان هناك وفي مناطق أخرى في مدينة غزة بالإخلاء، وقطع المساعدات يزيد الشكوك في العالم بشأن مسألة ما إذا كانت خطة الجنرالات التي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يدرسها، قيد التنفيذ فعلاً. وتنص «خطة الجنرالات» التي أُعِدَّت من قِبل جنرالات سابقين في الجيش الإسرائيلي، يتقدمهم رئيس مجلس الأمن القومي سابقاً في إسرائيل، غيورا آيلاند، على ضرورة القضاء بشكل كامل على أي وجود لحركة «حماس» في شمال القطاع من خلال إفراغ سكانها تماماً.

حريق الخيام

ارتكبت إسرائيل 4 مجازر ضد العائلات في غزة وصل منها للمشافي نحو 60 ضحية خلال 24 ساعة، بينهم ضحايا مجزرة ارتُكبت في «مستشفى شهداء الأقصى» بمدينة دير البلح وسط القطاع، ليلة الأحد - الاثنين. وكانت غارات إسرائيلية استهدفت مستشفى الأقصى في دير البلح مخلِّفة مشاهد قاسية لنيران تلتهم خيم النازحين. وتسببت الغارات الإسرائيلية في اندلاع حريق كبير امتد إلى نحو 30 خيمة. وقتلت إسرائيل في الهجوم 4 فلسطينيين بينهم طفل، وأصابت آخرين بحروق من الدرجتين الثانية والأولى. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن «القصف الإسرائيلي هو السابع من نوعه الذي يستهدف خيام النازحين داخل أسوار (مستشفى شهداء الأقصى) منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على القطاع قبل أكثر من عام». وجاء القصف الإسرائيلي لخيام النازحين في دير البلح بعد ساعات قليلة على قتل إسرائيل 22 فلسطينياً بينهم 15 طفلاً وامرأة وإصابة 80 آخرين في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة المفتي التي تؤوي آلاف النازحين في مخيم النصيرات وسط القطاع. وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفعت «حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 42289 شهيداً و98684 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي».

عمليات في الضفة

وبينما واصلت إسرائيل حربها في غزة، واصلت هجماتها اليومية في الضفة الغربية كذلك. وقتل الجيش الإسرائيلي فلسطينيين بالرصاص في جنين شمال الضفة. وقالت جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني»، إن الجيش قتل محمود أبو الرُّبّ، بالرصاص في مدينة جنين، وقتل الطفل ريان إبراهيم السيد 17 عاماً كذلك. وكانت قوات إسرائيلية خاصة «مستعربون»، قد تسللت إلى جنين قبل أن تندلع اشتباكات واسعة هناك. ونعت «الجهاد الإسلامي» أبو الرُّبّ، وقالت إنه أحد مقاتليها، وهو أسير مفرَج عنه من السجون الإسرائيلية قبل 5 أشهر بعد قضائه 4 سنوات في المعتقل. أما حركة «حماس»، فرأت أن الاقتحامات والتوغلات المستمرة وسياسة الاغتيالات التي يسعى الاحتلال من خلالها إلى كسر المقاومة وإيقاف مدّها بالضفة هي محاولات يائسة فاشلة، لن تجلب له إلا مزيداً من الذعر والخيبة. وقالت الحركة إن «جنين ومخيمها وكل محافظات الضفة الأبية ستبقى في خندق المواجهة، وستمد المقاومة بالقوة». وأضافت: «الضفة وما تمثله من زخم جماهيري وبُعد جغرافي هي عنصر أساسي في معركة (طوفان الأقصى)».

الجيش الإسرائيلي: ملايين الإسرائيليين هرعوا إلى الملاجئ واعتراض 3 مقذوفات من لبنان

الراي...أعلن الجيش الإسرائيلي أن ملايين الإسرائيليين هرعوا إلى الملاجئ اليوم الاثنين مع انطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل بعدما تردد عن إطلاق مقذوفات من لبنان.وأضاف الجيش أن 3 مقذوفات أُطلقت من لبنان صوب إسرائيل، وأنه اعترضها جميعا دون وقوع إصابات. وذكر أن مقاتلات إسرائيلية قصفت المنصة. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب. وأشارت إلى أنه جرت محاولات اعتراض لعدد من الصواريخ التي أطلقت من لبنان باتجاه وسط إسرائيل. وأضافت أن الهجوم الصاروخي تسبب بوقف حركة الملاحة في مطار بن غوريون.

«هيئة البث الإسرائيلية»: من المتوقع نشر بطارية «ثاد» خلال أيام قليلة

الراي... ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنه من المتوقع نشر بطارية ثاد الأميركية خلال أيام قليلة. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو بدأ مشاورات أمنية بشأن الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الصاروخي الإيراني. من ناحية أخرى، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو «اليونيفيل» بترك مواقعها في جنوب لبنان مؤقتا.

بوريل «غاضب» إزاء المواقف الأوروبية «المتناقضة» تجاه النزاع بالشرق الأوسط

الجريدة....أعرب منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل عن غضبه إزاء المواقف المتناقضة للدول الأعضاء بالاتحاد تجاه الصراع المتزايد في الشرق الأوسط. وقال لدى وصوله اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكمسبورغ «قول الأشياء الواضحة تماماً يستغرق وقتاً طويلاً». وأضاف «من الواضح تماماً أنه يتعين علينا أن نُعارض الهجمات الإسرائيلية ضد يونيفيل، خاصة لأن جنودنا هناك»، مشيراً إلى بيان مشترك للاتحاد الأوروبي صدر عشية الاجتماع بشأن الهجمات الأخيرة التي استهدفت مهمة حفظ السلام الأممية في جنوب لبنان. وأوضح بوريل أن الدول الأوروبية مختلفة بشأن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، بعدما دعت إسبانيا لفرض حظر. وقال «الدول الأعضاء منقسمة بشدة»، مضيفاً أن دول الاتحاد الأوروبي الأخرى تؤيد إرسال مزيد من الأسلحة إلى إسرائيل.

الصين تطلب من إسرائيل وضع حد «للكوارث الإنسانية» في قطاع غزة

بكين ترى أن «مواجهة العنف بالعنف لا يمكن أن تعالج المخاوف المشروعة لكل الأطراف»

بكين: «الشرق الأوسط».. أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الاثنين، في مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أنه من الضروري وضع حد لـ«الكوارث الإنسانية» في قطاع غزة، وفق ما نقلت وسائل إعلام رسمية. وتشن إسرائيل منذ عام عمليات عسكرية في قطاع غزة رداً على الهجمات المميتة التي نفذتها حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وقال المسؤول الصيني لنظيره الإسرائيلي خلال الاتصال إن «الكوارث الإنسانية في غزة يجب ألا تستمر»، كما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا). وأشار إلى أن «مواجهة العنف بالعنف لا يمكن أن تعالج بشكل كامل المخاوف المشروعة لكل الأطراف». وطالت الحرب قطاع غزة بأكمله، كما عاد شلل الأطفال إلى الظهور فيه للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاماً، في ظل كارثة صحية وإنسانية. ووفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد تم تدمير شبكة الصرف الصحي إلى حد كبير، وتتجمع المياه الملوثة في العراء والتي غالباً ما تكون مجاورة للأماكن السكنية المكتظة؛ ما يؤدي إلى تفشي هذا المرض شديد العدوى والمسبب للشلل. والاثنين، أعربت فرنسا عن «قلقها العميق إزاء الوضع البالغ الخطورة في شمال غزة»، واستنكرت العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية منذ أيام عدة في الأراضي الفلسطينية، التي خلَّفت خسائر فادحة.

أستراليا تحث مواطنيها على مغادرة إسرائيل «طالما لا تزال الرحلات متاحة»

سيدني: «الشرق الأوسط».. حذرت أستراليا مواطنيها من السفر إلى إسرائيل وحثت رعاياها هناك على المغادرة بينما لا تزال الرحلات الجوية التجارية متاحة، وعزت ذلك إلى الصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية. وقالت وزيرة الخارجية بيني وانغ في منشور على منصة إكس في وقت متأخر من مساء اليوم الاثنين "الحكومة الأسترالية لديها مخاوف شديدة من أن الوضع الأمني في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة قد يتدهور بسرعة". وذكرت الحكومة الأسترالية في تحذيرها من السفر إن التهديد بشن هجمات عسكرية وإرهابية ضد إسرائيل والمصالح الإسرائيلية في أنحاء المنطقة لا يزال قائما. وأضافت أن بعض شركات الطيران قلصت رحلاتها إلى إسرائيل أو علقتها بعد أن أدى تصعيد الصراع إلى عمليات إغلاق للمجال الجوي. ووسعت إسرائيل نطاق أهدافها خلال حربها على جماعة حزب الله، إذ شنت غارة جوية في شمال البلاد يقول مسؤولو الصحة إنها أودت بحياة ما لا يقل عن 21 شخصا، في حين هرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ بعد إطلاق مقذوفات من لبنان. وقُتل أربعة جنود إسرائيليين أمس الأحد وسط إسرائيل بعد ضربة بطائرة مسيرة شنتها جماعة حزب الله.

تقرير: ألمانيا تطالب إسرائيل بتقديم ضمانات بأنها لن تستخدم الأسلحة ضد المدنيين

واشنطن : «الشرق الأوسط».. قال مصدر لصحيفة «بوليتيكو» الأميركية إن كبار المسؤولين الألمان منعوا بيع الأسلحة لإسرائيل على الرغم من إصرار برلين على أن تل أبيب ليست خاضعةً لحظر الأسلحة. وأضافت «بوليتيكو» أن المصدر يؤكد تقريراً سابقاً نشرته صحيفة «بيلد» الألمانية عن هذا الشأن. وأوضحت الصحيفة الأميركية أن الموافقة على قرارات تصدير الأسلحة تتم من قبل مجلس مكون من كبار الوزراء بألمانيا. وذكرت «بيلد» أن نائب المستشار الألماني روبرت هابيك ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك ـ السياسيين من حزب الخضر اللذين يشكلان ائتلافاً حاكماً مع الديمقراطيين الاجتماعيين بزعامة المستشار أولاف شولتس ـ امتنعا عن الموافقة على صادرات الأسلحة في انتظار ضمانات من إسرائيل بأنها لن تستخدم الأسلحة الألمانية في إبادة جماعية بغزة. وقال المصدر إن «تسليم الأسلحة إلى إسرائيل يتعلق بالامتثال لقواعد القانون الإنساني الدولي، والسبب وراء طلب مثل هذا الالتزام هو أن المحكمة الإدارية الألمانية قد توقفه بخلاف ذلك، هذا الخطر مبرر ويجب معالجته». وبموجب قانون مراقبة الأسلحة، يجب على الحكومة ضمان عدم استخدام الأسلحة لضرب أهداف مدنية؛ وقد تم بالفعل رفع عدد من الدعاوى القضائية لوقف صادرات الأسلحة ضد ألمانيا. وتصر الحكومة الألمانية على أنه لا توجد إبادةٌ جماعيةٌ تجري في غزة، وعلى الرغم من تأكيدها أنه لا يوجد حظر على الأسلحة ضد إسرائيل، إلا أن الموافقات على مبيعات الأسلحة انخفضت بشكل حاد هذا العام. فمن يناير (كانون الثاني) إلى 21 أغسطس (آب)، وافقت ألمانيا على صادرات أسلحة بقيمة 14.5 مليون يورو فقط؛ ولم توافق على تصدير أي أسلحة إلى إسرائيل منذ مارس (آذار). وفي عام 2023، بلغت الموافقات الألمانية على تصدير الأسلحة 326.5 مليون يورو، أي أكثر بعشر مرات من العام السابق. وقد تمت الموافقة على الكثير من ذلك بعد الهجوم الذي شنته «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول). وأبلغ شولتس «البوندستاغ»، يوم الخميس، أن عمليات التسليم ستستأنف قريباً، وقال: «لقد قمنا بتزويد إسرائيل بالأسلحة، واتخذنا قرارات داخل الحكومة تضمن المزيد من عمليات التسليم في المستقبل القريب». وقبل تعليقات شولتس، قدم مسؤول حكومي ألماني كبير سبباً مختلفاً لانخفاض المبيعات إلى إسرائيل، إذ ألقى باللوم على الضغوط الناجمة عن إعادة تجهيز الجيش الألماني، وأن ألمانيا ترسل أسلحة إلى أوكرانيا وأصر على عدم وجود حظر رسمي على الأسلحة. ويأتي تحذير برلين بعد أن واجهت عدد من الحكومات الأوروبية تحديات قانونية بشأن تسليم الأسلحة إلى إسرائيل، أو اتخذت قرارات للحد منها. ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي، إلى وقف تسليم الأسلحة لاستخدامها في غزة، وكرر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز هذه الدعوة يوم الجمعة. وعلقت المملكة المتحدة بعض مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، بينما أوقفت الولايات المتحدة تسليم نوع واحد من القنابل الثقيلة، ومع ذلك، ساعدت الدولتان إسرائيل في إسقاط الصواريخ الباليستية الإيرانية في وقت سابق من هذا الشهر. وأعلنت الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع أنها تنشر نظام دفاع صاروخي متقدم (ثاد) في إسرائيل، إلى جانب عشرات الجنود لتشغيله. وفي وقت سابق من هذا العام، منعت محكمة هولندية تصدير مكونات مقاتلات «إف - 35» إلى إسرائيل بسبب مخاوف من استخدام الطائرة لضرب أهداف مدنية.

«الصحة العالمية»: انطلاق المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في وسط غزة

غزة: «الشرق الأوسط».. أعلنت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، عبر منصة إكس إن المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال بدأت في وسط غزة. ونفذت منظمات إغاثة جولة أولى من التطعيم الشهر الماضي، بعد إصابة طفل بالشلل جزئيا بسبب فيروس شلل الأطفال من النمط 2 في أغسطس (آب) في أول حالة من نوعها في القطاع منذ 25 عاماً. وذكرت المنظمة أن الحملة تهدف إلى الوصول إلى نحو 590 ألف طفل دون سن العاشرة في جميع أنحاء قطاع غزة في أقل من أسبوعين ضمن الجولة الثانية من حملة التطعيم. وجرت المرحلة الأولى من التطعيمات، التي تتكون من جرعتين، في القطاع الفلسطيني المحاصر في أوائل سبتمبر (أيلول) الماضي. وأدت الهجمات الإسرائيلية المستمرة على مدى أكثر من عام على قطاع غزة إلى تدمير مناطق واسعة من القطاع وترك الكثير من البنية التحتية الصحية في حالة خراب. وتقول منظمة الصحة العالمية، التي تتخذ من جنيف مقراً لها، إن أكثر من 90 في المائة من الأطفال بحاجة إلى التطعيم لمنع تفشي شلل الأطفال، الذي يمكن أن يؤثر على الأعصاب في الحبل الشوكي وجذع الدماغ. ويجري تنفيذ حملة التطعيم الشاملة من قبل السلطات الصحية المحلية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

ما دفاعات إسرائيل الجوية ضد صواريخ إيران؟

لندن - واشنطن: «الشرق الأوسط».. تفخر إسرائيل بامتلاك أنظمة دفاع جوي متقدمة، لكنها تُختبَر حالياً في ظل التوترات المتزايدة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما أطلقت «حماس» المدعومة من إيران حرباً جديدة على إسرائيل، وانضمت إليها جماعات مسلحة أخرى. ويُعتقد أن الجيش الإيراني يمتلك مخزوناً كبيراً من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، والطائرات المسيّرة الرخيصة، وقد استخدمت إيران هذه الأنظمة ضد إسرائيل خلال هجمات في أبريل (نيسان) و1 أكتوبر، بعد مقتل شخصيات بارزة من «حماس» و«حزب الله». ويتبادل «حزب الله» وإسرائيل النيران يومياً على الحدود، حيث يمتلك «حزب الله» ترسانة كبيرة من الصواريخ القادرة على استهداف مدن إسرائيلية ومرافق استراتيجية، ومنذ سيطرة «حماس» على غزة عام 2007، شنّت هجمات دورية على إسرائيل باستخدام صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، بينما أطلق الحوثيون المدعومون من إيران أيضاً صواريخ وطائرات مسيّرة نحو إسرائيل. وقالت الولايات المتحدة، الأحد، إنها سترسل منظومة متطوّرة مضادة للصواريخ إلى إسرائيل مع قوات أميركية لتشغيلها، في مسعى لتعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية في أعقاب هجمات صاروخية شنّتها إيران. وأوضح الميجر جنرال باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، أن عملية النشر جزء من «التعديلات الأوسع التي أجراها الجيش الأميركي في الأشهر القليلة الماضية» لدعم إسرائيل، والدفاع عن الجنود الأميركيين من هجمات إيران والجماعات المدعومة من إيران. لكن نشر قوات عسكرية أميركية في إسرائيل أمر نادر خارج نطاق التدريبات؛ نظراً للقدرات العسكرية الإسرائيلية، فقد ساعدت القوات الأميركية في الأشهر القليلة الماضية إسرائيل في الدفاع عن نفسها، من السفن الحربية والطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط عندما تعرّضت لهجوم إيراني. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، إن الولايات المتحدة تعرّض حياة جنودها «للخطر، من خلال نشرهم لتشغيل أنظمة الصواريخ الأميركية في إسرائيل». ويتوقع أن تشنّ إسرائيل هجوماً على منشآت عسكرية إيرانية، رداً على الهجوم الصاروخي الأخير. وقال مسؤولون إسرائيليون لموقع «أكسيوس» الإخباري، الأحد، إن المجلس الأمني لم يتخذ بعدُ قراراً نهائياً بشأن توقيت ونطاق الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني. وعارض الرئيس الأميركي جو بايدن استهداف المنشآت النفطية والنووية الإيرانية، لكن اقترب من تفاهُم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مكالمتهما، يوم الأربعاء الماضي، حول نطاق الرد المحتمل من إسرائيل ضد إيران.

ما أنظمة الدفاع الإسرائيلية؟

القبة الحديدية

بحسب تقرير لوكالة «بلومبرغ»، تُعدّ القبة الحديدية من أشهَر وأكثر أنظمة الدفاع الجوي نشاطاً في إسرائيل. منذ عام 2011، وقد اعترضت هذه المنظومة آلافاً من الصواريخ التي أطلقتها جماعة «حزب الله»، ومسلحون فلسطينيون من قطاع غزة، وتم تطوير النظام من قِبل شركة «رافائيل» الإسرائيلية للتكنولوجيا الدفاعية، وتم إنتاجه بالتعاون مع شركة «رايثيون» الأميركية منذ عام 2014. وصُمّمت القبة الحديدية للتصدي للمقذوفات والطائرات المسيّرة ذات المدى القصير، الذي يتراوح من 4 إلى 70 كيلومتراً (2.5 إلى 43 ميلاً)، وتقول القوات المسلحة الإسرائيلية، إن القبة الحديدية تعترض 90 في المائة من هذه المقذوفات التي تتجه نحو المناطق المأهولة بالسكان، وفي أبريل أعلنت القوات المسلحة الإسرائيلية أن النسخة البحرية المتنقّلة من القبة الحديدية، المعروفة باسم «C-Dome»، أصبحت فعّالة، ويمكن استخدامها لمواجهة هجمات «حزب الله» التي تستهدف حقول الغاز البحرية أو السفن.

مقلاع داود

في عام 2017، قامت إسرائيل بتركيب نظام اعتراضي متوسط إلى بعيد المدى يُعرف باسم «مقلاع داود» الذي تم تطويره بالتعاون بين «رافائيل» و«رايثيون»، وتم تصميم «داود» لاكتشاف وتدمير الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، بالإضافة إلى الطائرات المسيّرة، بمدى يصل إلى 200 كلم، ويغطي هذا النطاق جنوب لبنان وقطاع غزة. تمتلك إسرائيل أيضاً نظام الصواريخ المتقدمة «آرو»، الذي يتكون من آرو 2 وآرو 3، وقد صرّح المطوّرون أن نظام السهم قادر على اعتراض الصواريخ التي تُطلق من مسافة تصل إلى 2,400 كلم، ويمكنه القيام بذلك خارج الغلاف الجوي للأرض، حيث تقضي الصواريخ الباليستية بعيدة المدى جزءاً من وقت رحلتها.

ثاد

وأعلن البنتاغون في 13 أكتوبر أنه سيقوم بنشر بطارية الدفاع الجوي «ثاد» (نظام الدفاع الجوي في مناطق الارتفاع العالي) في إسرائيل؛ استعداداً لعمليات الإطلاق الصاروخي المحتملة من إيران، وتم تصميم هذا النظام الذي تصنعه شركة «لوكهيد مارتن»؛ لتدمير الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى على ارتفاعات عالية. وتتكون بطارية «ثاد» من 6 قاذفات مثبّتة على شاحنات، و8 صواريخ اعتراضية لكل قاذفة، ومعدات مرتبطة. في خطوة غير مسبوقة للسياسة العسكرية الإسرائيلية، وسيتم تشغيل المعدات جزئياً على الأقل بواسطة أفراد من الجيش الأميركي. وتشكّل منظومة الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية (ثاد) جزءاً أساسياً من أنظمة الدفاع الجوي المتعدّدة الطبقات للجيش الأميركي، وتضاف إلى دفاعات إسرائيل الصاروخية القوية بالفعل، وتحتاج بطارية «ثاد» عادةً إلى نحو 100 جندي لتشغيلها، وهي تحتوي على 6 منصات إطلاق محمولة على شاحنات مع 8 صواريخ اعتراضية على كل منصة، ورادار قوي.

الشعاع الحديدي

وتختبر القوات العسكرية الإسرائيلية نظاماً آخر يسمى «الشعاع الحديدي»، الذي يستخدم الليزر لاعتراض المقذوفات المُطلَقة على مسافات قريبة، بتكلفة أقل من تكلفة القبة الحديدية، ومن المتوقع ألا يكون «الشعاع الحديدي» جاهزاً للتشغيل قبل منتصف عام 2025.

هل يمكن تجاوز الدفاعات الإسرائيلية؟

الهجوم الإيراني في 1 أكتوبر لم يُسفر عن إصابات في إسرائيل، لكن عدداً من الصواريخ الباليستية تجاوز الدفاعات الجوية، مُسفراً عن أضرار تقدَّر بنحو 150 إلى 200 مليون شيكل (نحو 40 إلى 53 مليون دولار). وألحق «حزب الله» أضراراً في شمال إسرائيل باستخدام الطائرات المسيّرة، حيث أسفر هجوم في 13 أكتوبر عن مقتل 4 جنود، كما أدى هجوم الحوثيين على تل أبيب في 19 يوليو (تموز) إلى مقتل رجل بسبب «خطأ بشري» في الاعتراض. وقد اعترف الجيش الإسرائيلي بأن دفاعاته، مثل القبة الحديدية، يمكن أن تُتجاوَز إذا تم إطلاق عدد كبير من المقذوفات في وقت واحد، حيث يتوقع أن يطلق «حزب الله» نحو 3000 صاروخ يومياً في حالة الحرب الشاملة. وتم اختبار بعض أنظمة الدفاع الجوي الجديدة في إسرائيل مؤخراً في ساحة المعركة، وحقّق نظام «آرو 3» أول نجاح له في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 بإسقاط صاروخ أطلقه الحوثيون نحو جنوب إسرائيل، بينما أسقط نظام «ديفيد سلينغ» صواريخ من غزة خلال القتال في مايو (أيار) 2023، واستُخدم النظامان بنجاح أثناء قصف إيران على إسرائيل في أبريل، حيث اعترضت إسرائيل وحلفاؤها 99 في المائة من 300 طائرة مسيّرة وصاروخ، وساعدت الولايات المتحدة أيضاً في اعتراض الهجوم الذي وقع في 1 أكتوبر، وأكّدت أن الأضرار كانت محدودة، برغم أن بعض الضربات تجاوزت الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

آثار غزة تكابد حرباً لـ«دفن الذاكرة»

القصف الإسرائيلي دمر معالم تاريخية إسلامية ومسيحية ورومانية

غزة: «الشرق الأوسط».. لم يكن من المتوقع أن تكون آثار غزة أفضل حظاً من سكانها بعد عام وأكثر من الحرب الإسرائيلية غير المسبوقة؛ غير أن مستوى التدمير و«تعمد الاستهداف» يدفعان خبراء للاعتقاد بأن حرباً أخرى غير منظورة تستهدف «دفن الذاكرة» تحت الصواريخ والقذائف. ووفق آخر حصر متاح لوزارة السياحة والآثار التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، نشرته عام 2019، فإن هناك 37 موقعاً أثرياً موثقاً، موزعة على امتداد غزة، وتنتمي لحقب تاريخية مختلفة وأنماط معمارية. ويُقدّر خبراء أثريون، تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحرب المدمرة في غزة دمرت أكثر من 70 في المائة من الآثار والمعالم التي شُيدت في حقب زمنية وتاريخية مختلفة، وقد تعرضت إما لتدمير أو أضرار بالغة وجزئية». يقول الخبير بالآثار الدكتور أحمد الأسطل إن الحرب استهدفت أيضاً معالم القطاع التي يصل تاريخ بعضها إلى 3500 قبل الميلاد، و2000 بعد الميلاد، ومن أهمها المسجد العمري الكبير في مدينة غزة، الذي تضرر بشكل بالغ، إلى جانب كنيسة القديس برفيريوس، التي يُعتقد أنها ثالث أقدم كنيسة في العالم، وأحد أهم الكنائس في الشرق الأوسط. وأضاف الأسطل، الذي يدير «مركز إيوان للتراث الثقافي» التابع لكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية في غزة، إن «غالبية المعالم والآثار والمتاحف الأخرى في غزة تعرضت لقصف إسرائيلي يستهدف دفن ذاكرة أبناء القطاع تحت الصواريخ والقذائف». قبل 3 أشهر فقط من الحرب، كشفت وزارة السياحة والآثار أنها عثرت على 5 قبور جديدة في الجهة الشمالية من «المقبرة الرومانية» التي تقع شمال القطاع، تحديداً في جباليا، وبلغ إجمالي المقابر المكتشفة حينها (يوليو/ تموز 2023) 130 قبراً أثرياً رومانياً. راهناً باتت جباليا إلى جانب بيت لاهيا وبيت حانون المجاورتين لها شمال غزة موقعاً لعمليات عسكرية مكثفة ضمن ما يُعرف بـ«خطة الجنرالات» التي تستهدف إقامة حزام إسرائيلي لعزل شمال القطاع. بالعودة إلى الخبير الأثري الفلسطيني، أحمد الأسطل، فإنه يعتقد أن هناك ما وصفه بـ«استهداف شامل، طال إلى جانب الأماكن الدينية، المتاحف، والمقابر والمواقع الأثرية».

قائمة اليونسكو

خلال فترة ما قبل الحرب، استطاعت الكثير من المتاحف مثل: قصر الباشا، ورفح، جلب الكثير من الزوار، كما تم اكتشاف موقع دير القديس هيلاريون - تل أم عامر، في مخيم النصيرات وسط القطاع، ويعود تاريخه إلى 17 قرناً. وفي يوليو الماضي، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، دير القديس هيلاريون - تل أم عامر على كل من قائمة التراث العالمي، وقائمة التراث العالمي المعرض للخطر، إقراراً بـ«القيمة التي يكتنزها هذا الموقع والحاجة إلى حمايته». و«دير القديس هيلاريون» أحد أقدم المواقع في الشرق الأوسط، وأسسه القديس هيلاريون، واستقبل أول مجتمع رهباني في الأرض المقدسة. ويقع الدير على تقاطع طرق رئيسية للتجارة والتبادل بين آسيا وأفريقيا، وكان مركزاً للتبادل الديني والثقافي والاقتصادي، مقدماً بذلك مثالاً على الأديرة الصحراوية التي انتشرت في العصر البيزنطي. وقد استندت لجنة التراث العالمي، بالنظر إلى التهديدات المحدقة بموقع التراث من جراء النزاع الدائر في قطاع غزة، إلى إجراءات إدراج المواقع في حالات الطوارئ المنصوص عليها في اتفاقية التراث العالمي.

مواقع عسكرية

وتظهر دراسة حديثة أجرتها مجموعة «التراث من أجل السلام» أن الهجوم الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023 دمر أكثر من 100 موقع أثري وتاريخي. بينما يفيد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة (التابع لحركة «حماس»)، بأن 206 من المواقع الأثرية والتراثية في القطاع دُمرت أو تضررت إما بشكل بالغ أو جزئي بفعل العدوان الإسرائيلي. ويفيد خبراء «الشرق الأوسط» بأنه «لا يمكن حسم حجم الضرر بسبب أن بعض هذه المتاحف والمواقع تقع في مناطق تعدُّ عسكرية إسرائيلية يمنع الاقتراب منها، مثل تل أم عامر القريب من موقع تمركز تلك القوات في محور نتساريم وسط القطاع، وكذلك المقبرة الرومانية في شمال القطاع والقريبة من تمركز قوات أخرى عند الشريط الحدودي لتلك المناطق، التي يمنع على السكان الوصول إليها». وتم استهداف جميع المواقع تقريباً على الرغم من أن بعضها مدرج على قائمة التراث العالمي.

أقدم مساجد غزة

يعد المسجد العمري أحد أكثر المواقع الأثرية تعرضاً لأضرار نتيجة القصف الإسرائيلي؛ فهو من أقدم المساجد بغزة، وحوله الصليبيون في سنة 1149م إلى كاتدرائية مكرسة ليوحنا المعمدان، لكن الأيوبيين دمروا معظمها عام 1187م، ثم أعاد المماليك بناء المسجد في وقت مبكر من القرن الثالث عشر الميلادي، قبل أن يدمره المغول عام 1260م، لكن سرعان ما استعاده المسلمون، ودُمر مرة أخرى بعد وقوع زلزال ضرب المنطقة في نهاية القرن الثالث عشر، وفي القرن السادس عشر أعاد العثمانيون بناءه، لكنه تعرض لأضرار بعد قصف بريطاني أثناء الحرب العالمية الأولى وتم ترميمه في 1925 من قبل المجلس الإسلامي الأعلى آنذاك.

حمام السمرة

ومن بين المعالم الأثرية في قطاع غزة «حمام السمرة»، الذي يبلغ عمره 700 عام، وهو واحد من 13 حماماً أثرياً قديماً في فلسطين. ويقع حمام السمرة في قلب مدينة غزة التاريخية قرب حي الزيتون، ويعد ثاني أقدم المعالم بعد المسجد العمري، وهو الوحيد المتبقي من الحمامات التاريخية في قطاع غزة، أنشئ في العهد العثماني على مساحة 500 متر مربع، ثم أعيد ترميمه وتجديده في العصر المملوكي، على عهد الملك سنجر بن عبد الله المؤيدي، وسُمي بهذا الاسم نسبة للسامريين الذين عملوا فيه لفترة من الزمن. ويعد حمام السمرة مزاراً طبياً وسياحياً، إذ تتميز أرضيته بدفئها على مدار اليوم واستخدم في بنائه الحجر الرخامي لمقاومته رطوبة الماء، ويتميز الحمام بروعة التخطيط والبناء العمراني الذي يتجسد بتدرج درجات الحرارة عند الانتقال من غرفة لأخرى، إذ تبدأ بالغرفة الباردة فالدافئة ثم الساخن. ويفيد سمير البيك (53 عاماً)، الذي يقيم بجوار منطقة حمام السمرة، أن موقعه تعرض لأضرار بالغة لم يعد بعدها صالحاً. ويقول البيك لـ«الشرق الأوسط»: «كان الحمام جزءاً من حياتنا هنا وحياة الكثيرين، الذي قصدوه كموقع للتطبيب الشعبي الذي يعتمد على استخدام المياه الباردة والدافئة». ويخلص الخبير الفلسطيني في الآثار إلى أن «غالبية تلك المناطق تعرضت إما للتدمير الكامل أو الضرر الجزئي؛ وتم قصفها لأنها تمثل الهوية التاريخية وجذور الشعب الفلسطيني وتنوع الحضارات والحقب التاريخية في غزة».

كيف يستخدم الجيش الإسرائيلي فلسطينيين دروعاً بشرية في غزة؟..

لندن: «الشرق الأوسط»... توصل تحقيق أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن جنوداً إسرائيليين أجبروا فلسطينيين أسرى على القيام بمهام استطلاعية تهدد حياتهم طوال الحرب في غزة، لتجنب تعريض الجنود الإسرائيليين للخطر. فعندما عثر جنود إسرائيليون على الفلسطيني محمد شبير مختبئاً مع عائلته في أوائل مارس (آذار)، احتجزوه لمدة 10 أيام تقريباً قبل إطلاق سراحه دون توجيه اتهام إليه. وخلال تلك الفترة، قال شبير إن الجنود استخدموه درعاً بشرياً. وقال شبير، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 17 عاماً، للصحيفة إنه أُرغم على السير مكبل اليدين عبر أنقاض المباني المدمرة في خان يونس بجنوب غزة، مسقط رأسه، بحثاً عن متفجرات قد تكون زرعتها «حماس». وأضاف شبير أنه لتجنب تعرضهم للتفجير، أجبره الجنود على المضي قدماً. وفي أحد المباني المحطمة، توقف عن الحركة، وقال إنه كان يركض على طول الجدار، كانت هناك سلسلة من الأسلاك المتصلة بالمتفجرات. وتابع الشاب الفلسطيني، وهو طالب في المدرسة الثانوية، أن الجنود «أرسلوني مثل الكلب إلى شقة مفخخة. اعتقدت أن هذه ستكون اللحظات الأخيرة في حياتي». وأشار تحقيق الصحيفة إلى أنه في حين أن مدى وحجم مثل هذه العمليات غير معروف، فإن استخدام فلسطينيين دروعاً بشرية غير قانوني بموجب القانون الإسرائيلي والدولي، فقد تمت هذه الممارسة من قبل ما لا يقل عن 11 مرة في خمس مدن في غزة، وكثيراً ما شارك فيها ضباط من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، إذ أُرغم المعتقلون الفلسطينيون على استكشاف أماكن في غزة يعتقد الجيش الإسرائيلي أن مسلحي «حماس» أعدوا فيها كميناً أو فخاً. وأصبحت الممارسة أكثر انتشاراً تدريجياً منذ بدء الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

لواء سابق يؤكد الرواية

كما أُجبر المعتقلون على استطلاع وتصوير شبكات الأنفاق في غزة، كما دخلوا المباني المفخخة بالألغام للعثور على متفجرات مخفية. وأُمروا بالتقاط أو نقل أشياء مثل المولدات وخزانات المياه التي يخشى الجنود الإسرائيليون أن تكون مداخل أنفاق مخفية أو فخاخاً. وأجرت الصحيفة مقابلات مع سبعة جنود إسرائيليين لاحظوا أو شاركوا في استخدام أسرى فلسطينيين دروعاً بشرية، ووصفوا الممارسة بأنها «روتينية وشائعة ومنظمة، وتُجرى بدعم لوجيستي كبير ومعرفة رؤسائهم في ساحة المعركة». وقال العديد منهم إن المعتقلين كانوا يُدارون ويُنقلون بين الفرق العسكرية من قبل ضباط من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. ورغم أنهم خدموا في أجزاء مختلفة من غزة في نقاط مختلفة من الحرب، فإن الجنود استخدموا إلى حد كبير نفس المصطلحات للإشارة إلى الدروع البشرية. كما تحدثت الصحيفة إلى ثمانية جنود ومسؤولين مطلعين على استخدام الفلسطينيين دروعاً بشرية، وتحدثوا جميعاً بشرط عدم الكشف عن هوياتهم. وأكد اللواء تامير هايمان، وهو رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق يتلقى إحاطات روتينية من كبار المسؤولين العسكريين والدفاعيين حول سير الحرب، قائلاً إن بعض المعتقلين أُرغموا على دخول الأنفاق بينما تطوع آخرون لمرافقة القوات والعمل مرشدين لهم، على أمل كسب ود الجيش. كما أدلى ثلاثة فلسطينيين بشهادات مسجلة حول استخدامهم دروعاً بشرية. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن «توجيهاته وإرشاداته تحظر بشدة استخدام المدنيين المعتقلين من غزة في العمليات العسكرية». وأضاف أن روايات المعتقلين والجنود الفلسطينيين الذين قابلتهم صحيفة «نيويورك تايمز» سوف «تخضع لفحص السلطات المختصة».

محظور في القانون الدولي... والإسرائيلي

ويحظر القانون الدولي استخدام المدنيين أو المقاتلين دروعاً بشرية ضد الهجوم. كما أنه من غير القانوني إرسال الأسرى إلى أماكن قد يتعرضون فيها لإطلاق النار، أو إجبار المدنيين على القيام بأي شيء يتعلق بإدارة العمليات العسكرية. ويقول لورانس هيل كاوثورن، أستاذ في جامعة بريستول في إنجلترا وخبير في القوانين التي تحكم الاحتجاز في النزاعات للصحيفة إنه «من غير القانوني إجبار المعتقلين الفلسطينيين على استكشاف أماكن خطيرة بغض النظر عما إذا كان هؤلاء المعتقلون مدنيين أو أعضاء (حماس)». وقد استخدم الجيش الإسرائيلي ممارسة مماثلة، تُعرف باسم «إجراء الجار»، في غزة والضفة الغربية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. حيث يجبر الجنود المدنيين الفلسطينيين على الاقتراب من منازل المسلحين لإقناعهم بالاستسلام. كما حظرت المحكمة العليا الإسرائيلية هذا الإجراء في عام 2005، في حكم موسع حظر أيضاً استخدام الدروع البشرية في سياقات أخرى. وقد حكم رئيس المحكمة، أهارون باراك، بأن أحد سكان الأراضي المحتلة «لا ينبغي أن يُجلب، حتى بموافقته، إلى منطقة تجري فيها عملية عسكرية».

«جريمة حرب»

وبعد عام من الهجمات الإسرائيلية التي تقول السلطات الصحية في غزة إنها قتلت حتى الآن ما يربو على 42 ألف فلسطيني، واتهمت إسرائيل بالتصرف دون اهتمام كافٍ بالخسائر المدنية، فإن إسرائيل تدافع عن نفسها قائلة إن «حماس» تدس مقاتليها وأسلحتها في المناطق المدنية، وتستخدم مجتمعات بأكملها دروعاً بشرية. وقد استخدم الجنود الإسرائيليون الدروع البشرية بطريقة مختلفة. وقال البروفسور مايكل شميت، وهو باحث في «ويست بوينت» درس استخدام الدروع البشرية في الصراعات المسلحة، إنه لم يكن على علم بأي جيش آخر يستخدم بشكل روتيني المدنيين أو أسرى الحرب أو الإرهابيين الأسرى في مهام استطلاع تهدد الحياة في العقود الأخيرة. ويقول المؤرخون العسكريون إن هذه الممارسة استخدمتها القوات الأميركية في فيتنام. وقال البروفسور شميت: «في معظم الحالات، يشكل هذا جريمة حرب». وقال الجنود الذين تحدثوا إلى الصحيفة إنهم بدأوا في استخدام فلسطينيين دروعاً بشرية أثناء الحرب الحالية؛ بسبب الرغبة في الحد من المخاطر التي يتعرض لها المشاة.

«حياة الإرهابيين أقل قيمة»

ووجد بعض الجنود الذين شاهدوا أو شاركوا في استخدام الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين دروعاً بشرية أنها «مزعجة للغاية»، مما دفعهم إلى المخاطرة بمناقشة هذه الممارسة مع صحافي. وتم ربط اثنين من هذه التقارير بصحيفة «نيويورك تايمز» من خلال منظمة «كسر الصمت»، وهي منظمة مراقبة مستقلة تجمع شهادات من الجنود الإسرائيليين. وقال جنود إن بعض الضباط من ذوي الرتب الأقل حاولوا تبرير هذه الممارسة من خلال الادعاء، دون دليل، بأن «المعتقلين إرهابيون». وقال الجنود إنهم أُبلغوا بأن «حياة الإرهابيين أقل قيمة من حياة الإسرائيليين» ــ رغم أن الضباط غالباً ما خلصوا إلى أن المعتقلين لا ينتمون إلى جماعات إرهابية وأفرجوا عنهم فيما بعد دون تهمة، وفقاً لجندي إسرائيلي وثلاثة فلسطينيين تحدثوا إلى صحيفة «نيويورك تايمز». وأجبرت فرقة إسرائيلية حشداً من الفلسطينيين النازحين على السير إلى الأمام بحثاً عن غطاء أثناء تقدمها نحو مخبأ للمسلحين في وسط مدينة غزة، وفقاً لجهاد صيام (31 عاماً) وهو مصمم غرافيكي فلسطيني كان جزءاً من المجموعة. وقال صيام: «طلب منا الجنود التقدم إلى الأمام حتى لا يطلق الجانب الآخر النار». وبمجرد وصول المجموعة إلى المخبأ، خرج الجنود من خلف المدنيين واندفعوا إلى داخل المبنى، وقال إنه بعد أن تمكن الجنود من قتل المسلحين على ما يبدو، سمحوا للمدنيين بالمغادرة.

تفتيش تحت تهديد السلاح

وأشار في مقابلة أجريت معه في غزة بعد إطلاق سراحه دون توجيه اتهامات إليه، إن الجنود أمروا الدلو بخلع ملابسه ليبقى بالملابس الداخلية، ثم قيدوه بالأصفاد وعصبوا عينيه. وقال الدلو إنه بعد استجوابه حول أنشطة «حماس» في المنطقة، أمره الجنود بالدخول إلى الفناء الخلفي لمنزل مجاور مكون من خمسة طوابق. وقال إن الفناء كان مليئاً بالحطام، بما في ذلك أقفاص الطيور وخزانات المياه وأدوات البستنة والكراسي المكسورة والزجاج المحطم ومولد كبير. ويتذكر الدلو: «دفعني ثلاثة جنود إلى الأمام بعنف. كانوا خائفين من الأنفاق المحتملة تحت الأرض أو المتفجرات المخبأة تحت أي جسم هناك». وقال إنه كان يمشي حافي القدمين، فجُرحت قدماه بشظايا الزجاج. بعد تزويده بمكان وتاريخ ووصف ما قاله الدلو، رفض الجيش الإسرائيلي التعليق. وكان وصف الدلو يعكس روايات عن حوادث مماثلة من قِبَل 10 جنود إسرائيليين وصفوا أيضاً أنهم شهدوا أو تلقوا إحاطة حول كيفية استخدام المعتقلين الفلسطينيين لتمشيط المباني والساحات، وفق الصحيفة. وقال الدلو إن نحو سبعة أو ثمانية جنود كانوا يختبئون خلف أنقاض جدار الفناء المهشم، للاحتماء في حالة تعثره بقنبلة. وأصدر أحدهم توجيهاته باستخدام مكبر صوت. وتابع الدلو أن الجنود أمروه بالسير في الفناء وهو مقيد اليدين خلف ظهره، وهو يركل الطوب وقطع المعدن والصناديق الفارغة. وفي مرحلة ما، قيد الجنود يديه أمامه حتى يتمكن بسهولة أكبر من إبعاد الأجسام المشبوهة في طريقه. ثم تحرك شيء فجأة من خلف مولد كهربائي في الفناء. فبدأ الجنود في إطلاق النار باتجاه مصدر الضجيج، وكادوا أن يصيبوا الدلو، كما قال. وتبين أنه قطة. بعد ذلك، أمر الجنود الرجل الفلسطيني بمحاولة تحريك المولد، حيث اشتبهوا في أنه يخفي مدخل نفق، كما قال. وبعد تردده، ضربه جندي على ظهره بعقب بندقيته، كما قال الدلو، وقال إنه في وقت لاحق من ذلك اليوم، أمروه بالسير أمام دبابة إسرائيلية بينما كانت تتقدم نحو مسجد حيث كان الجنود قلقين من مواجهتهم للمسلحين. وقال إن بعض جيرانه نُقلوا للبحث عن مداخل أنفاق في مستشفى الرنتيسي القريب، ولم يراهم منذ ذلك الحين. وقال الدلو إنه نُقل في ذلك المساء إلى مركز احتجاز في إسرائيل.

كاميرا في جسد «دبور» فلسطيني

في أوائل فبراير (شباط)، استولى الجيش الإسرائيلي على مقر يتبع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في مدينة غزة، وبعد اكتشاف أن شبكة أنفاق حماس تمتد تحت المجمع، حفر المهندسون العسكريون في الجيش الإسرائيلي في الأرض لإنشاء نقاط وصول جديدة. وفي مرحلة ما، أنزل المهندسون كاميرا في الأنفاق باستخدام حبل، حتى يتمكنوا من رؤية ما بداخلها بوضوح أكبر، وفقًا لجندي مشارك في العملية. وبمشاهدة بث مباشر من الكاميرا، رأى المهندسون رجلاً داخل النفق، يعتقد الجيش أنه ربما كان أحد عناصر «حماس». وقال الجندي للصحيفة إن الضباط في الموقع، بعد استنتاجهم أن مقاتلي «حماس» ما زالوا يستخدمون النفق، قرروا إرسال فلسطيني بكاميرا مثبتة على جسده لاستكشافه بشكل أكبر، بدلاً من المهندسين الإسرائيليين. وأكد جنديان رواية مشابهة. كما تطابق وصف هذا الجندي للموقع مع وصف مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» الذي زاره بعد فترة وجيزة برفقة حراسة عسكرية لكنه لم ير أي فلسطينيين. وبعد أن تم تزويدهم بالمكان والتاريخ ووصف تجربة الجندي، رفض الجيش الإسرائيلي التعليق. وقال الجندي للصحيفة إن الضباط فكروا في البداية في نشر أحد المدنيين الفلسطينيين الذين تم القبض عليهم في المنطقة واحتجازهم حتى انتهاء العملية، وفي النهاية قرر الضباط إرسال ما أسموه «دبور» أو «فلسطيني محتجز في إسرائيل» لأسباب لم تكن واضحة للجندي. وقال الجندي إن هذا أدى إلى عملية أكثر تعقيداً استغرقت عدة أيام وتنسيقاً كبيراً مع وحدات أخرى لإكمالها.

«(البعوض) سيموت لا واحد منا»

وأشار تحقيق «نيويورك تايمز» أنه طوال الحرب، كان الجنود في مختلف الوحدات يشيرون عموماً إلى المعتقلين بنفس المصطلحات. فكلمة «دبور» تعني عموماً الفلسطينيين الذين أحضرهم ضباط الاستخبارات إلى غزة من إسرائيل لمهام قصيرة ومحددة؛ ومع ذلك، قال بعض الجنود إنها تشير إلى المتعاونين المدفوع لهم الأجر الذين دخلوا غزة طواعية، بينما قال آخرون إنها تشير إلى المعتقلين. ووصفت كلمة «بعوضة» المعتقلين الذين تم القبض عليهم في غزة واستخدامهم من قبل الجيش بسرعة دون نقلهم إلى إسرائيل، وأحياناً لعدة أيام وحتى أسابيع. وكان استخدام «البعوض» أكثر بكثير من «الدبابير». وقال الجندي إنهم كانوا يعتبرون جميعهم (الفلسطينيين) قابلين للاستبدال. وتذكر أن ضابطاً قال له: «إذا انفجر النفق، فسوف يموت (الفلسطيني) على الأقل ولن يموت أحد منا». وذكرت الصحيفة أنه داخل نفق تحت مجمع الأمم المتحدة، اكتشفت وحدة تابعة للجيش الإسرائيلي بنكاً ضخماً من خوادم الكومبيوتر التي خلص الجيش الإسرائيلي لاحقاً إلى أنها مركز اتصالات رئيسي لـ«حماس»، وبعد أيام، أحضر الجيش مجموعة من الصحافيين، بما في ذلك من صحيفة «نيويورك تايمز»، لرؤية الخوادم في الأنفاق، ولم يكشف الجيش حينها عن استخدام معتقل فلسطيني لاستكشاف المنطقة. وكشف تحقيق الصحيفة تورط معتقل فلسطيني بعد أربعة أشهر تقريباً.

مُراقَب من مسيّرة «كواد كابتر»

وتم القبض على شبير بعد أن اجتاح الجيش حيّه على حافة خان يونس، في جنوب غزة، إذ أمر الجيش السكان بإخلاء الشقة، لكن عائلة شبير قررت الانتظار حتى التقدم الإسرائيلي الوشيك في شقتها في الطابق الرابع. وللخروج، كان على عائلة شبير أن تمر عبر نقاط تفتيش إسرائيلية، حيث واجهوا احتمال الاعتقال والاحتجاز. وقال شبير إن عائلته سرعان ما وجدت نفسها في خضم معركة. وقال إن القذائف أصابت مبناهم، مما أسفر عن مقتل والده، وقال إن شقيقته، 15 عاماً، قُتلت بالرصاص بعد أن دخل جنود إسرائيليون المبنى. وقال إنه تم القبض عليه وفصله عن أقاربه الناجين. وأردف شبير أنه حتى إطلاق سراحه دون تهمة بعد نحو 10 أيام، كان الجنود يرسلونه غالباً للتجول في شوارع خان يونس برفقة مسيرة صغيرة تعرف باسم «كواد كابتر». وقال إن المسيرة راقبت تحركاته وأصدرت له تعليمات من خلال مكبر الصوت الخاص بها. وأُمر شوبير من قبل الجيش الإسرائيلي بالبحث بين الأنقاض عن مداخل الأنفاق. وقال إنه أُرسل إلى داخل المباني السكنية، وكانت الطائرة المسيرة تحوم على مقربة من رأسه، كما أُمر بالبحث عن جثث المسلحين، والتي يخشى الإسرائيليون عادة أن تكون مفخخة. وفي إحدى الشقق، رأى فخاً جعله يخشى على حياته، وتابع «لقد كان الأمر أصعب شيء مررت به. لقد فهمت أنه فخ». في النهاية، لم ينفجر الجهاز، لأسباب قال إنه لم يفهمها. وقال إنه قبل أيام قليلة من إطلاق سراحه، فك الجنود قيود يديه وأجبروه على ارتداء زي عسكري إسرائيلي. ثم أطلقوا سراحه، وطلبوا منه أن يتجول في الشوارع، حتى يتمكن مقاتلو «حماس» من إطلاق النار عليه والكشف عن مواقعهم، كما قال. وأضاف أن الإسرائيليين كانوا يلاحقونه من مسافة بعيدة، وتابع الشاب الفلسطيني أنه بعد أن تحررت يداه لأول مرة منذ أيام، فكر في محاولة الفرار. ثم قرر عدم القيام بذلك. وقال: «كانت الطائرة المسيرة تتبعني وتراقب ما كنت أفعله. سيطلقون النار علي».



السابق

أخبار لبنان..مشروع قرار فرنسي - أميركي محوره نزع سلاح «حزب الله»..«حزب الله» يصعّد بالمسيّرات و«البالستي» وإيران ترفض التفاوض قبل وقف النار..لماذا تصر إسرائيل على إبعاد «اليونيفيل» والأمم المتحدة ترفض ذلك؟..رئيس أركان إسرائيل: هجوم حزب الله على قاعدة غولاني صعب ومؤلم..السفارة الأميركية في لبنان تدعو رعاياها إلى المغادرة فوراً..لبنان والمنطقة على شفا «الانفجار الكبير»..توغُّلٌ في أعتى موجات الحرب..و«حزب الله» يُمْطِر إسرائيل بضربة استباقية لردها على إيران..الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على مقر قيادة "وحدة الرضوان" في حزب الله..بعد تصفية قياداته..هل استعاد حزب الله أنفاسه؟..الأميركيون يتبنّون مطالب العدو: منطقة محروقة بعمق ٣ كيلومترات..إسرائيل ترفض الاعتراف بقدرات «حزب الله»..

التالي

أخبار سوريا..والعراق..والاردن..القوات الإسرائيلية تُقيم حاجزاً برياً كبيراً على الحدود السورية..توتر غير مسبوق على محاور «بوتين - أردوغان» شمال سورية..لا استعدادات لدى دمشق لخوض عمل عسكري في جنوب البلاد..الفصائل المسلحة تربك خطط العراق لخفض التصعيد في المنطقة..تشييع في العراق لقيادي إيراني قُتل مع نصرالله في بيروت..الملك عبد الله الثاني يستقبل ميقاتي: الأردن يبذل أقصى الجهود لوقف الحرب على لبنان..

إسرائيل تغزو لبنان: المخاطر، والآفاق والانعكاسات..

 الأحد 13 تشرين الأول 2024 - 4:33 م

إسرائيل تغزو لبنان: المخاطر، والآفاق والانعكاسات.. يمثل الغزو البري الإسرائيلي للبنان تصعيداً رئي… تتمة »

عدد الزيارات: 174,028,297

عدد الزوار: 7,746,824

المتواجدون الآن: 1