أخبار فلسطين..والحرب على غزة..الهدف النهائي لإسرائيل في غزة..القضاء على «حماس» من حيث بدأت الحرب..نتنياهو يأمل أن ترفض «حماس» مفاوضات الهدنة..في غياب استراتيجية خروج واضحة..خبراء يخشون بقاء إسرائيلياً مفتوح المدة في غزة..القصف الإسرائيلي يمنع سكان الضفة من تلقي الرعاية الصحية..من سيحكم قطاع غزة بعد الحرب؟..مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: شمال غزة يعيش «أحلك» لحظات الحرب..إسرائيل تقتل 72 شخصاً بجنوب غزة وشمالها في ليلة واحدة..«اجتماع الدوحة»..مساعٍ لـ«اختراق» جمود «هدنة غزة» بـ«صفقة مصغرة»..منظمة الصحة «تفقد الاتصال» مع مستشفى كمال عدوان في غزة..الاستطلاعات تعزّز قوة نتنياهو..لكن على حساب حلفائه المتطرفين لا خصومه..
السبت 26 تشرين الأول 2024 - 2:26 ص 0 عربية |
الهدف النهائي لإسرائيل في غزة..القضاء على «حماس» من حيث بدأت الحرب..
واشنطن: «الشرق الأوسط».. بعد مرور عام على الحرب في غزة، عادت إسرائيل إلى موقع معاركها الأولى، وانخرطت في واحدة من أكثر الحروب شراسة في الصراع، وفق صحيفة «وول ستريت جورنال». ومع التركيز على شمال غزة، أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء لكل بلدة شمال مدينة غزة، وأرسلت لواءين جديدين، بينما يقول الجيش إنه صنع محاولة للقضاء على «حماس» من الجيب. وهذا الهجوم هو الثالث في المنطقة منذ بدء الحرب. وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، للقوات في زيارة، هذا الأسبوع، للمنطقة الشمالية التي كانت المحور الأولي لغزو إسرائيل للجيب: «جباليا تسقط». وأشار إلى أنه بعد قتل زعيم «حماس» يحيى السنوار، الأسبوع الماضي، احتاجت القوات الإسرائيلية الآن إلى القضاء على آخر لواء متبقٍ لـ«حماس» في الشمال. وأكد الفلسطينيون الذين يعيشون في الشمال أن الهجوميْن الجوي والبري، اللذين بدآ في بداية الشهر، كانا من بين أسوأ الأسابيع في الحرب. وقالت آمنة طربوش، وهي أم لطفلين تبلغ من العمر 20 عاماً، إن أسرتها محاصرة في جباليا. وأضافت أن الجيش الإسرائيلي «يقصفنا من الجو، ويطلق القناصة النار على أي شخص يخرج من المنزل. نحن نعيش في خوف دائم». وتقول إسرائيل إنها توفر للمدنيين طرق الإخلاء، ولا تستهدفهم. والحقيقة أن بقاء القوات الإسرائيلية متورطة في مناطق من غزة خاضت فيها معارك من قبل يثبت مدى صعوبة مهمة تفكيك «حماس» بالنسبة لإسرائيل. كما أعطت التجربة ضد المسلحين الفلسطينيين دروساً صادمة للجيش الإسرائيلي وهو يوسع حربه في لبنان ضد «حزب الله». وقالت إسرائيل، يوم الخميس، إن الحملة في شمال قطاع غزة أدت إلى اعتقال أكثر من 200 مسلح. وفي وقت سابق من الأسبوع، أودت العملية بحياة العقيد الإسرائيلي إحسان داكسا، الذي أشرف على العملية التي أدت إلى مقتل السنوار. ترسم روايات السكان والمستجيبين الصحيين ومجموعات الإغاثة في الشمال مشهداً مروعاً، بينما تواصل إسرائيل العملية: جثث في الشارع لأيام، وصراخ الناس المحاصرين ينبعث من الأنقاض، والمسعفون غير قادرين على الوصول إليهم بسبب المخاطر التي تنطوي عليها. تُظهر لقطات من جباليا فلسطينيين يحملون جثثاً مترهلة، بعضها من دون أطراف، ويغطون الجثث في الشارع بالبطانيات، وفق الصحيفة. ومع تبلور الحملة في الشمال، تَعَرَّضَ المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون لضغوط بشأن التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية عن خطة تدعو إلى تهجير المدنيين قسراً في شمال غزة. ووفقاً للاقتراح المذكور، فإن نقل السكان من شأنه أن يسمح للجيش الإسرائيلي بِعَدِّ الباقين مقاتلين، وفرض حصار كامل لطرد «حماس». وقال العميد إيلاد جورين، الذي يرأس تنسيق المساعدات في وزارة الدفاع الإسرائيلية في غزة، إن الخطة ليست سياسة إسرائيلية. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة رفضت «أي جهد لخلق حصار، أو تجويع الناس، أو عزل شمال غزة عن بقية غزة».
نتنياهو يأمل أن ترفض «حماس» مفاوضات الهدنة
تل أبيب لا تبدي رغبة حقيقية في وقف الحرب
الشرق الاوسط...تل أبيب: نظير مجلي.. في الوقت الذي تنتشر فيه أنباء متفائلة حول استئناف المفاوضات حول صفقة لوقف الحرب في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، تؤكد أوساط سياسية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ما زال متمسكاً في نهجه بإفشالها والسعي لاستمرار الحرب، كما أنه ما زال يأمل في أن ترفض «حماس» المقترحات الجديدة، وبذلك تعفيه من مهمة الرفض. وفي الأثناء حاولت مجموعة من المستوطنين اليهود التسلل إلى غزة لإقامة بؤرة استيطان فيها. وقال ناطق عسكري إن الأيام الأخيرة شهدت عدة محاولات لاجتياز حدود قطاع غزة، آخرها تمت فجر يوم الجمعة، عندما حضر نحو 20 شخصاً، تبين أنهم قادمون من المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، ومعهم خيام وأغراض للإقامة فيها، وقالوا إنهم جاءوا لإحياء مشروع الاستيطان اليهودي في القطاع. وأكدت مصادر إعلامية أن هؤلاء المستوطنين شوهدوا يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في الاجتماع الذي أقامه قادة من حزب رئيس الوزراء «الليكود» وغيره من أحزاب الائتلاف الحكومي لتشجيع الاستيطان في قطاع غزة. ولقي هذا النشاط ترحيباً من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي يشغل أيضاً منصب وزير ثانٍ في وزارة الدفاع، وأيضاً وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير. وأقام سموتريتش، الجمعة، صلاة في القدس أعرب خلالها عن قناعته بأنه سيقيم معبداً يهودياً في إحدى البؤر الاستيطانية في غزة.
مساعي وقف الحرب
وتأتي هذه النشاطات في وقت تجري فيه الاستعدادات للاجتماع الذي سيعقد، الأحد، في الدوحة، بمشاركة رئيس المخابرات الأميركية، وليم بيرنز، ورئيس جهاز «الموساد» الإسرائيلي، ديفيد برنياع، ورئيس المخابرات المصرية؛ لبحث بحث سبل تحريك المفاوضات، في محاولة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة «حماس»، ووقف الحرب على قطاع غزة. ورحّب مقرّ عائلات الأسرى الإسرائيليين، في بيان، باستئناف المفاوضات، وطالب نتنياهو بمنح الفريق الإسرائيليّ المفاوض، تفويضاً كاملاً «للتوصل إلى اتفاق لإعادة المختطفين الـ101 دفعة واحدة». ووفق البيان، فإن «المماطلة في المفاوضات السابقة قد أودت بحياة ستة رهائن، وبالتالي يجب التوصل إلى اتفاق فوري لإعادة جميع الرهائن». وأضاف البيان أنه: «يجب الاستفادة من إنجازات قوات الأمن والجيش الإسرائيلي في حرب الجنوب، وأهمها القضاء على (زعيم حركة حماس، يحيى) السنوار». وأفادت «القناة الـ12» الإسرائيلية بأن مكتب نتنياهو أبلغ عائلات الرهائن بأن هناك محاولات لـ«تحريك صفقة صغيرة»، تشمل إطلاق سراح 4 من الرهائن المحتجزين في غزة. كما أشارت إلى أن هناك تأييداً فلسطينياً وإسرائيلياً للخطة المصرية بالبدء بـ«صفقة صغيرة» تقوم على أساس إعلان هدنة يتوقف فيها إطلاق النار لمدة أسبوعين من وقف إطلاق النار.
بوادر إيجابية
وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إن هناك بوادر إيجابية هذه المرة للحراك التفاوضي، مما يجعل اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية يتحرك بقلق. وأعلن الوزيران المتطرّفان في حكومة نتنياهو، إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، في بيانين منفصلين، رفضهما لاستئناف المفاوضات، ومعارضتهما الشديدة، لتوجّه رئيس «الموساد» المرتقب للدوحة. وقال بن غفير في بيان، في وقت متأخر من مساء الخميس، إن «إرسال أعضاء الوفد المفاوض لم يتم بناء على رأي جميع أعضاء الكابينت». من جانبه، قال سموتريتش: «أنا آسَف جداً لقرار رئيس الحكومة بالموافقة على رحلة رئيس الموساد للمفاوضات مع قطر». وشدّد سموتريتش على أنه «لن نعيد المختطفين إلا باستسلام (حماس) عبر استمرار الضغط العسكري، كما يفعل مقاتلونا حالياً في شمال غزة». وقالت مصادر إنه لا يوجد ضمان بأن تسفر المفاوضات عن شيء، لكن نتنياهو يتوقع وينتظر أن يأتي الرفض من «حماس»، وليس من طرفه.
في غياب استراتيجية خروج واضحة..خبراء يخشون بقاء إسرائيلياً مفتوح المدة في غزة
غزة: «الشرق الأوسط».. يعتقد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد جيورا إيلاند أن إسرائيل تواجه أشهراً من القتال في غزة ما لم ينتهز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الفرصة التي أتاحها مقتل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» لإنهاء الحرب، وفق «رويترز». ومنذ مقتل السنوار هذا الشهر، كان إيلاند واحداً من مجموعة من كبار ضباط الجيش السابقين الذين شككوا في استراتيجية الحكومة في غزة مع عودة القوات في وقت سابق من هذا الشهر إلى مناطق في الشمال تم تطهيرها بالفعل مرتين على الأقل من قبل. وعلى مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، تعمل القوات الإسرائيلية في محيط جباليا، شمال غزة، وهي المرة الثالثة التي تعود فيها إلى البلدة ومخيمها التاريخي للاجئين منذ بداية الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ويقول كثيرون من المسؤولين الأمنيين السابقين إن الجيش الإسرائيلي يغامر بالتورط في حملة مفتوحة المدة تتطلب وجوداً دائماً للقوات، بدلاً من النهج المفضل الذي يعتمد على اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة. وقال الجنرال يوم توف سامية، رئيس القيادة الجنوبية السابق، لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان): «الحكومة الإسرائيلية تتصرف بتناقض تام لمفهوم الأمن الإسرائيلي». وشمل جزء من العملية إجلاء آلاف الأشخاص من المنطقة، في محاولة للفصل بين المدنيين ومقاتلي «حماس». ويقول الجيش إنه نقل نحو 45 ألف مدني من المنطقة المحيطة بجباليا وقتل مئات المسلحين خلال العملية. لكنه تعرض لانتقادات شديدة بسبب العدد الكبير من القتلى المدنيين الذين تم الإبلاغ عنهم، وواجه دعوات واسعة النطاق لتعزيز دخول إمدادات المساعدات لتخفيف الأزمة الإنسانية. وكان إيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، هو المؤلف الرئيسي للمقترح الذي نوقش كثيراً والذي أطلق عليه «خطة الجنرالات»، والذي قد يؤدي إلى إخلاء شمال غزة من المدنيين بسرعة قبل تجويع مقاتلي «حماس» الباقين على قيد الحياة من خلال قطع إمدادات المياه والغذاء عنهم. وأثارت التحركات الإسرائيلية هذا الشهر اتهامات فلسطينية بأن الجيش تبنى خطة إيلاند التي تصورها كإجراء قصير الأمد لمواجهة «حماس» في الشمال، لكن الفلسطينيين يرون أنها تستهدف تطهير المنطقة بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة للجيش بعد الحرب. ونفى الجيش أنه يتبع أي خطة بهذا الشكل، ويعتقد إيلاند نفسه أن الاستراتيجية المتبعة لا تمثل خطته ولا احتلالاً تقليدياً. وقال إيلاند لـ«رويترز»: «لا أعرف بالضبط ما يحدث في جباليا... لكنني أعتقد أن قوات الدفاع الإسرائيلية تفعل شيئاً يقع بين البديلين، الهجوم العسكري العادي وخطتي».
لا خطة للبقاء
أعلن نتنياهو، منذ بداية الحرب، أن إسرائيل ستعيد الرهائن إلى ديارهم وتفكك حماس بوصفها قوة عسكرية وحاكمة، وأنها لا تنوي البقاء في غزة. لكن حكومته لم تضع قط سياسة واضحة ومفصلة للتعامل مع عواقب الحملة التي بدأت بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي تمخض عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر أكثر من 250 آخرين. وأسفرت الحملة الإسرائيلية عن مقتل نحو 43 ألف فلسطيني، وفقاً لمسؤولي الصحة في غزة، وتحول القطاع إلى أرض خراب إلى حد كبير وهو ما سيتطلب مليارات الدولارات من المساعدات الدولية لإعادة إعماره. ومنذ أشهر، ظهر على السطح خلافات بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في انعكاس لانقسام أوسع بين الائتلاف الحاكم والجيش الذي لطالما فضل التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال وإعادة الرهائن. وفي غياب استراتيجية متفق عليها، تواجه إسرائيل خطر الغوص في مستنقع غزة في المستقبل المنظور، كما يقول عوفر شيلح، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في تل أبيب. وقال: «الوضع خطير جداً حالياً لإسرائيل. نحن نتجه نحو وضع تعد فيه إسرائيل الحاكم الفعلي في غزة». ولم ترد الحكومة الإسرائيلية على طلب للتعليق على التصريحات التي تشير إلى احتمال أن الجيش يتورط في غزة.
هجمات كر وفر
مع تركيز الجيش الإسرائيلي حالياً على «حزب الله» المدعوم من إيران في لبنان، انخفض عدد فرق الجيش المنخرطة في الحرب في غزة إلى اثنتين، مقارنة بخمس في بداية الحرب. ووفقاً لتقديرات مصادر أمنية إسرائيلية، فإن كل فرقة في الجيش الإسرائيلي تضم ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف جندي. وقدر الجيش الإسرائيلي في بداية الحرب أن حركة «حماس» لديها 25 كتيبة، ويقول إنها دُمرت منذ فترة طويلة، وإن ما يقرب من نصف قواتها، أو نحو 17 ألفاً إلى 18 ألف مقاتل، قُتلوا. لكن مجموعات من المقاتلين لا تزال تنفذ هجمات خاطفة بطريقة الكر والفر ضد القوات الإسرائيلية. وقال مقاتل من «حماس»، جرى التواصل معه عبر تطبيق للدردشة: «نحن لا نقف في مواجهة الدبابات فوق الأرض بشكل عشوائي ونقوم باختيار أهدافنا». وأضاف: «نحن نعمل بالطريقة التي تمكننا من الصمود والقتال أطول فترة ممكنة». ورغم أن تلك الأساليب في القتال لن تمنع الجيش الإسرائيلي من التحرك في أنحاء غزة متى أراد، فإنها لا تزال قادرة على فرض تكلفة كبيرة على إسرائيل. وقُتِل قائد اللواء المدرع 401 الإسرائيلي في غزة هذا الأسبوع عندما خرج من دبابته للتحدث إلى قادة آخرين في نقطة مراقبة كان مسلحون زرعوا فيها عبوة ناسفة، ليصبح من بين أكبر القادة العسكريين الذين قتلوا في غزة منذ اندلاع الحرب. كما قُتل ثلاثة جنود، اليوم الجمعة. وقال مسؤول عسكري كبير سابق لديه خبرة مباشرة في القطاع وطلب عدم ذكر اسمه: «بعد مقتل السنوار، لم يعد هناك منطق يبرر البقاء في غزة». وأضاف المسؤول السابق أنه ينبغي تنفيذ عمليات «منهجية» محددة في المستقبل إذا أعادت «حماس» تجميع صفوفها واستأنفت الهجوم على إسرائيل، لكن ترك القوات بصورة دائمة في غزة يشكل خطراً كبيراً، ودعا إلى تخليص الرهائن والخروج من القطاع. وقال مكتب نتنياهو، أمس الخميس، إن المفاوضين الإسرائيليين سيتوجهون إلى قطر هذا الأسبوع للانضمام إلى المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. ولكن موقف «حماس» ومن ستوافق إسرائيل على توليه إدارة القطاع عندما يتوقف القتال لا يزال غير واضح. ونفى نتنياهو أي خطط للبقاء في غزة أو السماح للمستوطنين الإسرائيليين بالعودة، وهو أمر يخشاه العديد من الفلسطينيين. ولكن الأحزاب المتشددة المؤيدة للمستوطنين في ائتلافه الحاكم وكثيرين في حزب الليكود الذي ينتمي إليه نتنياهو لا يريدون شيئاً أكثر من إلغاء خطة فك الارتباط الأحادية الإسرائيلية التي قام بها رئيس الوزراء السابق أرييل شارون في 2005، ونتج عنها إخلاء المستوطنين الإسرائيليين من غزة. وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يرأس أحد الأحزاب المؤيدة للمستوطنين، أمس الخميس، في ختام احتفالات عيد العرش اليهودي، إنه يأمل في الاحتفال بالعيد العام المقبل في كتلة مستوطنات غزة القديمة المعروفة باسم غوش قطيف.
القصف الإسرائيلي يمنع سكان الضفة من تلقي الرعاية الصحية
غزة: «الشرق الأوسط».. أصبح الطريق غير سالك أمام مستشفى جنين في الضفة الغربية المحتلة، بعدما دمّره الجيش الإسرائيلي خلال عملية مؤخراً، وبات التنقل بين أكوام الركام والطين صعباً على المرضى وسيارات الإسعاف، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال مدير المستشفى وسام بكر: «من الصعب جداً على المرضى ومن الخطير أيضاً، الوصول إلى المستشفى أثناء الاشتباكات، وبالتالي لا يتمكن كثير من المرضى من الوصول»، لافتاً إلى أنه في غالب الأحيان تتمركز «آليات عسكرية أمام مدخل المستشفى». وأضاف أن من بين المرضى من «يحتاجون إلى مراقبة منتظمة مثل مرضى غسل الكلى، والنساء الحوامل، ومن يحتاجون إلى علاج كيميائي»، علماً أن تأخر هؤلاء عن تلقي العلاج قد يهدد حياتهم. وخلال عام، نفّذ الجيش الإسرائيلي عدة عمليات توغل وصفها بـ«عمليات لمكافحة الإرهاب»، في مخيم اللاجئين في مدينة جنين التي تعدّ معقلاً لفصائل فلسطينية مسلحة. وقال عاملون في مجال الرعاية الصحية وسكان إن سيارات إسعاف تعرضت لنيران الجيش الإسرائيلي ولتفتيش منهجي. وأكدوا أيضاً أن المنطقة المحيطة بالمستشفى العام طوّقت. وقال حازم مصاروة، وهو سائق سيارة إسعاف منذ عقود في المخيم، إن ظروف عمله معقدة جداً. وأفاد بأن العقبات ازدادت بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تاريخ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» الفلسطينية على إسرائيل. وتردّ إسرائيل بحملة قصف مدمّرة وعمليات برّية في قطاع غزة منذ ذلك الحين، بينما تفاقم الوضع في الضفة الغربية. وأضاف مصاروة: «بعد 7 أكتوبر يغلق (الجيش الإسرائيلي) مداخل المستشفيات في كل مرة يدخل فيها» المنطقة. وأكد أن «هذا واقع» وبات أمراً «روتينياً». وأكد أنه شهد وفاة شخصين بسبب نقص الرعاية خلال عام واحد في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. وفي الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة أيضاً، سجّل الهلال الأحمر الفلسطيني منذ عام «804 انتهاكات» لمهامه الطبية ووفاة 14 شخصاً «لأنهم مُنعوا من تلقي خدمات طبية طارئة كانوا يحتاجون إليها». وقال الجيش الاسرائيلي، رداً على سؤال لوكالة «فرانس برس»، إن هذه روايات «كاذبة»، لافتاً إلى أن سيارات الإسعاف استخدمها «إرهابيون بشكل مسيء».
«بين الحياة والموت»
خلال ليلة 1 إلى 2 سبتمبر (أيلول)، وبينما كان الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات في المخيم منذ 10 أيام، كانت أميمة عوضين على وشك الولادة، قبل أن تتمكن سيارة إسعاف من الوصول واصطحابها من منزلها. وجالت سيارة الإسعاف لمدة 4 ساعات، متّبعة أوامر وأوامر مضادة من الجيش الإسرائيلي، بينما كانت انقباضات الولادة تتواتر. وقالت أميمة إنها شعرت أنها «بين الحياة والموت». وأضافت: «سألت نفسي مراراً: من سيعتني بأطفالي؟». ووصلت أخيراً إلى مستشفى خاص حيث أنجبت طفلها، لكن الأم والابن يعانيان من مضاعفات. وفي الحي الذي تسكن فيه أميمة، تضرر الطريق أيضاً جراء التوغلات، وتبدو آثار الرصاص على المباني. وعلى مسافة غير بعيدة، يحمل عدد قليل من الشباب بنادق «إم 16» ويقفون على مقربة من منازل مدمّرة. وأكد ممرض في قسم الطوارئ أن «المرضى يدخلون المستشفى بأحذية غارقة بالطين الممزوج بالغبار». وفي الشارع، تنبعث روائح الصرف الصحي الكريهة من أنابيب تحت الأرض دمرتها جرافات. وتساءلت نجاة، وهي زوجة أحد مرضى غسل الكلى: «هل يمكننا أن نعيش هكذا؟» متحدثة عن عدم تمكن زوجها من الحصول على العلاج بانتظام منذ عدة أشهر. وقالت: «تواصل إسرائيل مهاجمة الضفة الغربية بالتوازي مع قطاع غزة، ليس بالسلاح فقط، ولكن أيضاً عبر منع الناس من الحصول على علاج». وأضافت: «قد يموت زوجي إذا لم يقم بغسل الكلى». وأكد بكر أن المستشفى نظّم عمليات نقل مرضى إلى مستشفيات أخرى، ولا سيما نابلس (شمال)، وتقوم منظمات غير حكومية بتدريب بعض السكان على الإسعافات الأولية. وغادرت أم أكرم مخيم جنين خلال عملية عسكرية، نهاية أغسطس (آب)، إذ لم ترغب أن تبقى ابنتها التي تعاني من ارتفاع في ضغط الدم «10 أيام من دون دواء». وعندما عادت، وجدت منزلها «مقلوباً رأساً على عقب»، وأوضحت أن الجنود دخلوه. وأعربت عن أسفها لأن حديقتها تعرضت لحريق بعد انفجار، مؤكدة أنها دفعت هذا الثمن للحفاظ على صحة ابنتها.
مسؤول إسرائيلي: علينا إظهار المرونة للتوصل إلى صفقة بشأن المحتجزين
تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال مسؤول إسرائيلي كبير مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين، الجمعة، إنه لن يكون هناك تقدم إذا لم تظهر إسرائيل بعض المرونة في مطالبها. وأضاف المسؤول، في تصريحات للقناة الـ12 الإسرائيلية، ونقل عنها موقع «تايمز أوف إسرائيل»: «إنهم يخدعون الرأي العام وعائلات المحتجزين». وأكد المسؤول أنه «إذا لم تكن هناك مرونة في موقف إسرائيل فلن تكون هناك صفقة، تماماً كما فشلت الصفقات السابقة». وحدثت لقاءات في القاهرة مع ممثلين لـ«حماس» و«الموساد»؛ استباقاً لاجتماع مرتقب بالدوحة لاستئناف مفاوضات الهدنة في غزة. وأعلن مسؤول في «حماس» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ وفداً من الحركة ناقش في القاهرة، الخميس، مع مسؤولين مصريين اقتراحات لوقف النار، مؤكداً «جاهزية» الحركة لوقف القتال إذا التزمت إسرائيل بوقف النار والانسحاب من القطاع وعودة النازحين وإبرام صفقة تبادل. وقال المسؤول في الحركة، طالباً عدم نشر اسمه، إنّ «وفداً قيادياً من الحركة وصل الخميس إلى القاهرة، حيث اجتمع مع المسؤولين المصريين، وتمت مناقشة أفكار واقتراحات تتعلق باستئناف المفاوضات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى»، مشدداً على أنّ «(حماس) أبدت جاهزية لوقف النار، لكن المطلوب التزام إسرائيل بوقف النار والانسحاب من القطاع وعودة النازحين، وصفقة جادة لتبادل الأسرى وإدخال المساعدات». من جانبه، أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعليماته، الخميس، لرئيس «الموساد» ديفيد برنياع بالتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة، وحشد الدعم لسلسلة من المبادرات المدرجة على جدول الأعمال بتأييد من أعضاء مجلس الوزراء.
الدفاع المدني: 12 قتيلاً بضربات إسرائيلية على فلسطينيين ينتظرون مساعدات
غزة: «الشرق الأوسط».. قُتل 12 فلسطينياً على الأقل، اليوم (الجمعة)، بغارات شنتها طائرات مسيرة إسرائيلية على مجموعة كانت تنتظر وصول مساعدات إنسانية في شمال قطاع غزة، حسب ما أعلن الدفاع المدني. وقال المتحدث محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية إن طواقم الدفاع المدني انتشلت 12 قتيلاً وعدداً من الجرحى «بعد استهداف مسيرات إسرائيلية مركبة ومجموعة من المواطنين ينتظرون وصول المساعدات (...) شمال مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة».
من سيحكم قطاع غزة بعد الحرب؟...
الشرق الاوسط....أعاد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» يحيى السنوار، إلى الواجهة التكهنات حول مستقبل حكم قطاع غزة، حيث تتواصل الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007. ويتمسّك الفلسطينيون بأن تحديد مستقبل القطاع شأن خاص بهم، ولن يقبلوا بأي تدخل خارجي فيه، بعد أن تمّ التداول بأسماء أطراف عدّة للمشاركة في إدارة غزة ما بعد الحرب.
ما خطة إسرائيل؟
تستبعد إسرائيل أي وجود لحركة «حماس» في حكم غزة ما بعد الحرب، لكنها تؤكد أنها لا تريد إدارة غزة بنفسها. في المقابل، تقترح شخصيات يمينية متطرفة في إسرائيل، بينها أعضاء في الحكومة، عودة المستوطنات التي أزيلت من قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي منه عام 2005. وأفاد مصدر أمني إسرائيلي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مؤخراً، بأن «الجيش سيبقى هناك ما دام ذلك ضرورياً. بعد ضمان الأمن سيكون الوقت مناسباً للتفكير في الخطوة التالية»، مؤكداً: «الهدف الآن ليس السيطرة على غزة». وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عدة عن مشاركة قوات دولية في مرحلة ما بعد الحرب، من دون تحديد ما إذا كان هذا للإشراف على مساعدات مالية لإعادة إعمار القطاع أم للوجود العسكري.
أي دور للفلسطينيين؟
تسعى السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس إلى أن يكون لها وجود في قطاع غزة، وهي حاضرة عبر البلديات، حيث لا يزال موظفوها الحكوميون يعملون. وقال قيادي في حركة «حماس»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن الحركة موافقة على تشكيل حكومة مستقلة (تكنوقراط) فلسطينية لن تشارك فيها بعد نهاية الحرب، على أن يتمّ التشاور معها حول التركيبة. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخراً، إن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ويقع تحت مسؤوليتها، رافضاً أي إجراء من شأنه أن يؤدي إلى فصل غزة عن الضفة الغربية. ويؤكد محمد شحادة من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن السلطة الفلسطينية «لن تتمكن من العمل في قطاع غزة من دون (حماس)»، مشيراً إلى العدد الكبير من الموظفين الحكوميين الذين يعملون في القطاع منذ عام 2007، والدعم الذي تحظى به «حماس» بين شريحة واسعة من سكان القطاع. في الوقت نفسه، يتواصل البحث حول إعادة فتح معبر رفح بين غزة ومصر، الذي يخضع الآن للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، بشكل غير رسمي مع شركاء أجانب، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي الذي كان موظفوه متمركزين هناك في السابق. وفي حال تمكنت السلطة الفلسطينية من ترسيخ وجودها في المعبر، فقد تتمكن من الوصول إلى مدينة غزة، من دون أن تتهم بدخولها على «دبابة إسرائيلية».
ما العقبات؟
يقول دبلوماسي أوروبي في إسرائيل: «بدأنا للتو المناقشات الصعبة حول بداية النهاية». ويضيف: «يعرب الإسرائيليون عن رغبتهم في بروز زعماء فلسطينيين، لكنهم يسعون إلى تحقيق ذلك خارج القنوات السياسية الفلسطينية القائمة». وأكدت مصادر دبلوماسية عدة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن احتمال قيام دول أجنبية أو شركات أمنية خاصة، مثل «كونستيليس» (المعروفة سابقاً باسم «بلاك ووتر»)، بحفظ الأمن في المنطقة هو أمر افتراضي بحت. ويشير شحادة إلى أن الدول العربية مترددة، لأنها «تدرك أن مشهد قواتها وهي تواجه المقاومة الفلسطينية المسلحة لن ينعكس جيداً عليها بين شعوبها». ويرى الباحث المتخصص في الأراضي الفلسطينية إكزافييه غينيار، أن «لا أحد يرغب في أن يكون محور عملية إعادة إعمار معقّدة مع كثير من المسائل الأمنية والسياسية، ولا أحد يرغب في أن يكون مانحاً للإسرائيليين». ويرى الباحث في مركز «نوريا» أن البحث عن نظام حكم في القطاع أمر سابق لأوانه ما دام الجيش الإسرائيلي هناك. ويوضح: «(هذا) احتلال عسكري، لا يمكننا أن نعرف إلى متى سيستمر». وبحسب استطلاعات الرأي، يعارض الإسرائيليون أكثر من أي وقت مضى إقامة دولة فلسطينية، ولا يميلون، بحسب الخبيرين، إلى تفضيل عودة السلطة الفلسطينية. ويوضح غينيار: «وجود سلطة فلسطينية معززة في غزة سيكون رداً طبيعياً، لكنه خط أحمر (بالنسبة للإسرائيليين)، وسيشبه حلاً سياسياً يسمح بإعادة توحيد غزة والضفة الغربية».
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: شمال غزة يعيش «أحلك» لحظات الحرب
غزة: «الشرق الأوسط».. أكد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الجمعة، أن شمال غزة يعيش «أحلك» لحظات الحرب، محذراً من أن ممارسات إسرائيل قد تصل إلى مستوى «الجرائم الفظيعة». وأشار إلى أن «أكثر من 150 ألف شخص قُتلوا أو جُرحوا أو فُقدوا في غزة»، منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام. وأضاف، في بيان: «من غير المعقول أن يتفاقم الوضع يوماً بعد يوم». وتابع تورك: «أشدُّ ما أخشاه هو أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير؛ نظراً لشدة واتساع نطاق وحجم وطبيعة العملية الإسرائيلية الجارية حالياً في شمال غزة». وحذّر المسؤول الأممي من أن «سياسات وممارسات الحكومة الإسرائيلية في شمال غزة تهدد بإفراغ المنطقة من جميع الفلسطينيين». وأضاف: «نواجه ما قد يرقى إلى مستوى الجرائم الفظيعة، بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية». في هذا الإطار، دعا فولكر تورك زعماء العالم إلى التحرك، مذكّراً بأن كل الدول مُلزَمة، بموجب اتفاقات جنيف، بضمان احترام القانون الإنساني الدولي. وشدد، في بيانه، على خطورة الوضع، محذّراً من أن «أحْلك لحظات النزاع في غزة تتكشف، اليوم، في شمال القطاع، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي فعلياً بإخضاع سكان بأكملهم للقصف والحصار وخطر المجاعة». وأكد أن «القصف على شمال غزة لا يتوقف». في الوقت نفسه، «أمر الجيش الإسرائيلي مئات الآلاف من السكان بالإخلاء، دون أي ضمانات بالعودة، لكن لا طريقة آمنة للمغادرة». ونبّه المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى أن «الوصول إلى هذا الجزء من غزة محدود للغاية، ولم تصل أي مساعدات تقريباً إلى المنطقة، منذ أسابيع، مع بقاء القيود غير القانونية». وتابع تورك: «يواجه كثيرون، الآن، خطر المجاعة»، مؤكداً أن «الجيش الإسرائيلي يضرب المستشفيات، مما أدى إلى مقتل وإصابة عاملين ومرضى، أو إجبارهم على الإخلاء بشكل متزامن». وأشار بيان المفوض السامي الأممي إلى أن الفصائل الفلسطينية تُواصل أيضاً التحرك بين المدنيين، بما في ذلك في أماكن نزوح، ما يُعرّض المدنيين للخطر، «وهو أمر غير مقبول، على الإطلاق». في غضون ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أنها تأمل في إعطاء الجرعة الثانية من لقاح شلل الأطفال، للأطفال الفلسطينيين في شمال غزة، ابتداءً من الأسبوع المقبل، بعد أن أوقف القصف الإسرائيلي الحملة. وبعد اكتشاف أول إصابة بشلل الأطفال، هي الوحيدة حتى الآن في قطاع غزة منذ 25 عاماً، بدأت منظمة الصحة العالمية حملة واسعة النطاق، في الأول من سبتمبر (أيلول) الماضي؛ لمنع تفشي الوباء. لكن المنظمة أعلنت، الأربعاء، تأجيل المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة.
إسرائيل تقتل 72 شخصاً بجنوب غزة وشمالها في ليلة واحدة
الصفدي يؤكد لبلينكن ضرورة وقف «التطهير العرقي»
غزة : «الشرق الأوسط».. قال مسؤولون فلسطينيون إن غارات إسرائيلية على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة أودت بحياة ما لا يقل عن 38 شخصاً منذ مساء الخميس، كما اقتحمت القوات الإسرائيلية «مستشفى كمال عدوان»، الوحيد الذي لا يزال يعمل في تلك المنطقة، في حين بلغ عدد الضحايا بين الشمال والجنوب 72 شخصاً في ليلة واحدة. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الكثيرين من القتلى والمصابين جراء الغارات الإسرائيلية على المنازل في جنوب شرقي خان يونس من النساء والأطفال. في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، للضغط على إسرائيل لوقف «التطهير العرقي»، وذلك خلال لقائهما في لندن يوم الجمعة. وقال الصفدي تعليقاً على العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة والوضع الإنساني المتدهور: «نرى حصول تطهير عرقي، وعلى ذلك أن يتوقف». من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته قتلت عدداً من المسلحين الفلسطينيين في ضربات جوية وبرية في جنوب قطاع غزة وهدمت بنية تحتية عسكرية. وبحث بعض السكان يوم الجمعة بين الأنقاض في محاولة لاستعادة بعض ملابسهم ووثائقهم، في حين بحث الأطفال عن ألعابهم، وفق وكالة «رويترز». وروى أحمد صبح كيف صرخت ابنة عمته: «الحقوني! الحقوني!»، وقال لـ«رويترز»: «طلعنا نجري لقينا ولادها، ولد وبنت مستشهدين، وابنها تحت عمود خرساني فضلنا ساعة ونص عبال ما طلعناه». ووصف أحمد عملية انتشال أقاربه، ومن بينهم والدته، من بين الأنقاض، مضيفاً أنه فقد 15 فرداً من عائلته في الهجمات الجوية. وقال: «كنت أحاول أطلّع أمي، لقيت دبابة. قلت راح أطلّعها ولا بشوف الدبابة؟ إيش أسوّي؟ صرت أطلّعها بخوف. الكل نفس الإشي، يطلّع بخوف». وفي «مستشفى ناصر» القريب، كفّن المسعفون القتلى ومن بينهم ثلاثة أطفال.
مقتل 3 جنود إسرائيليين
وقال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن ثلاثة من جنوده قُتلوا في مواجهات بشمال قطاع غزة. وفي شمال القطاع حيث تستهدف القوات الإسرائيلية المنطقة المحيطة بمدينة جباليا منذ أسابيع، قال مسؤولون بقطاع الصحة إن القوات الإسرائيلية اقتحمت «مستشفى كمال عدوان»، وهو أحد المرافق الطبية الثلاثة التي تكابد من أجل مواصلة العمل هناك، ونشرت قوات خارجه. وقال عيد صباح مدير التمريض في المستشفى في رسالة صوتية لـ«رويترز»: «من منتصف الليل وصلت الدبابات، جيش الاحتلال، إلى أسوار المستشفى، والجرافات. وتم ترويع المواطنين والجرحى والأطفال وإطلاق النار عليهم داخل المستشفى». وأضاف: «وبعد قليل من انسحاب القوات وصل وفد من منظمة الصحة العالمية ومعه سيارة إسعاف... وبالفعل تم إجلاء 40 مصاباً وجريحاً من المستشفى. وتفاجأ الجميع بعودة الدبابات لمحاصرة المستشفى مباشرة بعد ساعة من خروج منظمة الصحة العالمية، وقصفت محطة الأكسجين في داخل المستشفى وانقطع الأكسجين، مما أدى إلى فقدان حياة بعض المرضى داخل العناية». وقال: «في الصباح المبكر اقتحمت قوات الاحتلال أسوار المستشفى وبدأت بالمناداة على الطواقم الطبية والمرضى والمصابين والمرافقين بالنزول من المستشفى».
«مستشفى كمال عدوان»
وقال الجيش الإسرائيلي إنه كان ينفذ عملية في منطقة «مستشفى كمال عدوان» بناء على معلومات مخابرات تشير إلى «وجود إرهابيين وبنية تحتية إرهابية» هناك. وذكر أن القوات الإسرائيلية سهّلت في الأسابيع التي سبقت الغارة إجلاء 45 ألف شخص من بينهم المرضى من المنطقة مع الحفاظ على خدمات الطوارئ، مضيفاً أنه قتل مئات المسلحين هناك. وفي الوقت ذاته، قال مسعفون إن غارات إسرائيلية على ثلاثة منازل في بلدة بيت لاهيا القريبة أدت إلى مقتل 25 وإصابة العشرات. وقال مسعفون إن تسعة أشخاص لقوا حتفهم في ضربة إسرائيلية بمخيم الشاطئ بمدينة غزة، مما يرفع عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا بنيران إسرائيلية في أنحاء القطاع إلى 72 في يوم واحد. ورفضت الفرق الطبية في المستشفيات الثلاثة الأوامر الإسرائيلية بالإخلاء حتى لا يتركوا المرضى دون رعاية. وقالوا إن ما لا يقل عن 800 فلسطيني قُتلوا في شمال غزة منذ بدأ الجيش الهجوم الجديد قبل ثلاثة أسابيع. وقال الجيش الإسرائيلي: «قوات جيش الدفاع الإسرائيلي تواصل أنشطة العمليات في منطقة جباليا، وقامت على مدى يوم بالقضاء على عشرات الإرهابيين وتفكيك بنية تحتية للإرهاب، وعثرت على عدد كبير من الأسلحة». وتقول إسرائيل إن قواتها عادت إلى شمال غزة بعد أن أعاد مقاتلو «حماس» تنظيم صفوفهم هناك.
«اجتماع الدوحة»..مساعٍ لـ«اختراق» جمود «هدنة غزة» بـ«صفقة مصغرة»
مصر بحثت مع وفدين من «حماس» و«الشاباك» استئناف المحادثات
القاهرة : «الشرق الأوسط».. لقاءات بالقاهرة مع «حماس» و«الموساد» تستبق اجتماعاً بالدوحة لاستئناف مفاوضات الهدنة في غزة، لبحث وقف إطلاق النار في القطاع بعد جمود بالمحادثات استمر منذ أغسطس (آب) الماضي، وسط ترحيب نادر من رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، بالجهود المصرية. خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط»، يرون أن ذلك المشهد يحمل تفاؤلاً حذراً بشأن إتمام «صفقة مصغرة»، يعززها ترحيب «مشكوك في جديته» من نتنياهو. واختلفت آراء الخبراء بشأن أن تتم تلك الصفقة قبل الانتخابات الأميركية أو بعدها، وسط تقدير بأن مصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي مع المرشح الجمهوري دونالد ترمب قد تعوق إتمام الصفقة قبل ذلك السباق المرتقب في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في واشنطن، حتى لا يمنح كامالا هاريس مكسباً انتخابياً. وبعد جمود نحو شهرين، أشارت «هيئة البث» الإسرائيلية، الجمعة، إلى أن العاصمة القطرية الدوحة تستأنف، الأحد، المفاوضات الهادفة لإبرام صفقة تبادل رهائن وأسرى، غداة إعلانات أميركية - قطرية تؤكد ذلك المسار، ولقاءات بالقاهرة تحرك المياه الراكدة بالمحادثات مع وفدين من «حماس» وإسرائيل. وتوقع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحافي، الخميس، بالدوحة، أن «يتناول الاجتماع عند استئنافه إعادة الرهائن ووقف إطلاق النار بغزة»، وهو ما أكده أيضاً رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بالمؤتمر ذاته، قائلاً إنه «سيزور وفد تفاوضي أميركي وآخر إسرائيلي الدوحة لبحث سبل إيجاد اختراق في مفاوضات غزة»، مشدداً على أن «الفرص متاحة لاتفاق، حالة وجود قابلية للأطراف (حماس وإسرائيل) لإنهاء الحرب». في حين ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، نقلاً عن مصدر أمني مسؤول، لم تسمه، أن وفداً أمنياً مصرياً التقى وفداً من قادة حركة «حماس» في القاهرة، بجانب لقاء ثانٍ مع رئيس «الموساد»، دافيد برنياع، ووفد من «الشاباك»، وذلك في إطار جهود استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة. أستاذ العلوم السياسية، رئيس وحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بـ«المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط»، الدكتور طارق فهمي، يعد اجتماع الدوحة «بمثابة استئناف للمفاوضات»، مؤكداً أن الجانب المصري بتلك اللقاءات حريص على استكمال مساعيه الجادة لإنجاح الوساطة وخفض التصعيد بالمنطقة. ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، في أن تلك اللقاءات التي تحرص عليها مصر دائماً والاجتماع المرتقب في الدوحة «إحياء للمفاوضات المجمدة» منذ أسابيع. وكان رئيس «الشاباك»، رونين بار، في زيارة للقاهرة، الأحد الماضي، موفداً من نتنياهو، وفق ما أفادت «هيئة البث» الإسرائيلية وقتها، لافتة إلى أن بار طرح أمام «الكابينت» (المجلس الوزاري المصغر) مقترح صفقة إسرائيلية تشمل وقفاً محدوداً لإطلاق النار، مقابل إطلاق سراح محتجزين، دون انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، بعد مناقشته مع الجانب المصري الذي لم يصدر عنه أي تعقيب رسمي حتى الآن بشأن اللقاء. والجمعة، أفادت «القناة الإسرائيلية 12» بأن مكتب نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى بأن هناك محاولات لـ«تحريك صفقة صغيرة» تشمل إطلاق سراح محتجزين، مقابل أسبوعين من وقف إطلاق النار، معتبرة ذلك «نوعاً من إظهار الجدية في التوصل لاتفاق». وفي هذا الصدد، يرجح فهمي أن «يركز اجتماع الدوحة على ملفات جزئية تشمل إتمام صفقة محتجزين محدودة مقابل وقف إطلاق النار وبدء إجراءات سياسية وأمنية للتنفيذ». في حين يشير الرقب إلى أن المطروح حالياً «صفقة مصغرة» تشمل إما تبادل بعض من مزدوجي الجنسية، مقابل هدنة إنسانية ووقف إطلاق نار بالقطاع، أو تبادل جثامين فلسطينيين بينهم يحيى السنوار بأخرى لجنود إسرائيليين، متوقعاً أن «تكون الأولوية لمزدوجي الجنسية خلال هذه المرحلة». طرفا هذه الحرب، لم يضعا شروطاً قبل انطلاق المفاوضات، وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بياناً، الخميس، يؤكد فيه أن نتنياهو يرحب باستعداد مصر للدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة، وأصدر تعليماته لرئيس «الموساد» بالتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة، وحشد الدعم لسلسلة من المبادرات، دون أن يوضح تفاصيلها. وأفادت قناة «الأقصى» التابعة لـ«حماس» بأن وفد الحركة برئاسة خليل الحية، وصل إلى القاهرة للقاء اللواء حسن رشاد، مدير المخابرات العامة المصرية. وأعلن مسؤول في «حماس» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم نشر اسمه، أنّ «وفداً قيادياً من الحركة وصل الخميس إلى القاهرة حيث اجتمع مع المسؤولين المصريين، وتمت مناقشة أفكار واقتراحات (لم يكشفها) تتعلق باستئناف المفاوضات»، مشدداً على أنّ «(حماس) أبدت جاهزية لوقف النار، لكن المطلوب التزام إسرائيل بوقف النار والانسحاب من القطاع وعودة النازحين، وصفقة جادة لتبادل الأسرى وإدخال المساعدات». وبرأي الدكتور طارق فهمي، فإن «ترحيب نتنياهو يجب أخذه بحذر؛ لأن المطلوب لإنجاح الجولة الجديدة من المفاوضات ترجمة الأقوال لأفعال»، مؤكداً أن الجميع له أهداف ومصالح في تمرير هذه «الصفقة المصغرة»، أولهم الإدارة الأميركية التي تعتقد أنها ستجني مكاسب انتخابية إذا ما تمت صفقة محدودة، وستحصدها المرشحة الديمقراطية هاريس أمام ترمب. وإسرائيل هي الأخرى لها مصلحة في إتمام الصفقة إن «كان نتنياهو جاداً، في ظل حرصها على الانتباه لجبهة لبنان، بعدما أنجزت عمليات كبرى بتقديراتها في غزة كان أبرزها مقتل السنوار»، وفق فهمي. وبالنسبة لـ«حماس»، فإنها قدمت رؤى خلال وجودها بمصر الخميس والجمعة، وفي الأغلب ستتجاوب مع مساعي مصر، وستستكمل تفاصيل أخرى بشأن المحادثات في الدوحة، بحسب فهمي الذي لفت إلى أن «الحركة ليست لديها خيارات كثيرة، وكانت مرجعيتها قبل السنوار وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من القطاع، وسننتظر إمكانية قبولها بانسحابات جزئية مع المساعي الجديدة». وأبدى فهمي تفاؤلاً حذراً بشأن إمكانية إبرام «صفقة مصغرة» الفترة المقبلة، خصوصاً قبل الانتخابات الأميركية، في مقابل استبعاد الرقب إتمامها قبل تلك الانتخابات، معتبراً أن طرحها في تلك الأيام «يحمل تضليلاً أميركياً وإسرائيلياً، وليست هناك جدية لإتمامها قريباً». ويقلل الرقب من ترحيب نتنياهو، قائلاً: «من قبل كان يرحب بجهود الرئيس جو بايدن ولم يستجب له»، مستبعداً في ظل تحالفه مع ترمب وتأكيد الأخير تواصله المستمر معه، أن يخل بدعمه له ويعطي مكسباً انتخابياً لهاريس في السباق الانتخابي؛ ولذا يتوقع أن يواصل نتنياهو شراء الوقت وكسبه بالجلوس للمفاوضات، وتكرار ما كان يفعله سابقاً من شروط جديدة وتعنت حتى يمر يوم الانتخابات، لافتاً إلى أنه في حالة قبول «صفقة مصغرة» لأي سبب، فإن «(حماس) لن تشترط انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من القطاع، وقد تقبل بانسحابات جزئية، مقابل زيادة إدخال المساعدات ووقف إطلاق النار وعدد من الرهائن».
«صحة غزة»: وفاة طفلين بعد «استهداف» إسرائيل تجهيزات مستشفى كمال عدوان
منظمة الصحة «تفقد الاتصال» مع مستشفى كمال عدوان في غزة
جنيف: «الشرق الأوسط»... قالت وزارة الصحة في غزة، الجمعة، إن طفلين توفيا في آخر مستشفى ما زال يعمل في شمال القطاع، بعد أن أصابت ضربة إسرائيلية تجهيزات الأكسجين. وأشارت الوزارة، في بيان، إلى «استشهاد طفلين في قسم العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان، بعد توقف المولدات واستهداف محطة الأكسجين». وأضافت أن القوات الإسرائيلية تقوم بتفتيش في المستشفى، وتطلق النار داخل أقسامه. وقال الجيش الإسرائيلي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه «بصدد التحقّق» من التقارير. وأعلنت منظمة الصحة العالمية فقدان الاتصال، اليوم (الجمعة)، مع طاقم آخر مستشفى يعمل في شمال غزة، بعد أن قال الجيش الإسرائيلي إنه ينفذ عمليات في المنطقة، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن الجيش الإسرائيلي اقتحم مستشفى كمال عدوان، واحتجز مئات المرضى والموظفين. وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على منصة «إكس»: «منذ ورود تقارير هذا الصباح عن غارة استهدفت مستشفى كمال عدوان في شمال غزة؛ فقدنا الاتصال بالموظفين هناك». وأضاف: «هذا التطور مقلق للغاية بالنظر إلى عدد المرضى الذين يتم تقديم خدمات لهم، والأشخاص الذين لجأوا إليه طلباً للحماية». وأوضح تيدروس أن منظمة الصحة العالمية، والوكالات الشريكة، وصلت إلى المستشفى في وقت متأخر مساء الأربعاء، وتمكنت من نقل 23 مريضاً، و26 من مقدمي الرعاية، إلى مجمع الشفاء الطبي الرئيسي في مدينة غزة. وأشار المسؤول الأممي إلى أن «مستشفى كمال عدوان كان يكتظ بنحو 200 مريض، حيث هناك تدفق مستمر من حالات الصدمات المروعة. كما يكتظ المستشفى بمئات الأشخاص الذين يبحثون عن مأوى». ولفت النظر إلى أن «الوصول إلى المستشفيات في مختلف أنحاء غزة أصبح أكثر صعوبة بشكل لا يصدق، ويعرّض موظفينا لخطر لا لزوم له». ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحماية المستشفيات والمرضى والعاملين في المجال الصحي والإنساني. وشنّت إسرائيل هجوماً جوياً وبرياً واسع النطاق على شمال غزة هذا الشهر، قائلة إنها تريد منع «حماس» من إعادة تنظيم صفوفها في المنطقة. وفي السياق، اتّهمت سلطات «حماس»، الجمعة، الجيش الإسرائيلي باستهداف آخر مستشفى ما زال يعمل في غزة وبشنّ ضربات في القطاع أوقعت 32 قتيلاً على الأقل. وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 12 فلسطينياً على الأقل، الجمعة، بغارات شنّتها طائرات مسيرة إسرائيلية على مجموعة كانت تنتظر وصول مساعدات إنسانية في شمال قطاع غزة. وكان الجهاز قد أشار في وقت سابق إلى مقتل 20 شخصاً على الأقل بضربات إسرائيلية في خان يونس، في جنوب القطاع. ولم يشأ الجيش الإسرائيلي الإدلاء بأي تعليق على الفور. ومع استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» منذ أكثر من عام، يشهد شمال القطاع «أحلك لحظات الحرب»، وفق مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الذي حذّر من أن ممارسات إسرائيل قد تصنف «جرائم فظيعة». ومنذ 6 أكتوبر (تشرين الأول) تتركّز العمليات العسكرية الإسرائيلية على جباليا، وقد أكد الجيش الإسرائيلي مواصلة حملته في محيط المستشفى «بناء على معلومات» بشأن «وجود إرهابيين وبنى تحتية إرهابية». وقالت وزارة الصحة في غزة، الجمعة، إن «قوات الاحتلال اقتحمت (صباح الجمعة) مستشفى كمال عدوان، وتحتجز مئات المرضى والطواقم الطبية وبعض النازحين الذين لجأوا للاحتماء به». وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها على مصير العاملين في المستشفى بعد انقطاع الاتصال بهم. وأعلن الجيش الإسرائيلي، الذي يشدّد على أنه يسعى للقضاء على وحدات مقاتلة تابعة لـ«حماس» في المنطقة، مقتل 3 جنود، ما يرفع حصيلة قتلاه إلى 361، منذ دخوله غزة في 27 أكتوبر 2023. في خان يونس، قُتل 20 شخصاً على الأقل، بينهم 9 أطفال تقل أعمارهم عن 16 عاماً في غارتين ليليتين إسرائيليتين، وفقاً للدفاع المدني. وقالت أم أمير الفرا (37 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وهي أم فقدت 3 أطفال في الضربة: «أصبت في ظهري بشظايا وأخرجوني من تحت الأنقاض. وكان أولادي بين ذراعي، أمير وعبد الله ونور الدين، رحمهم الله».
استئناف للمحادثات
اندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته «حماس» على جنوب إسرائيل، أسفر عن 1206 قتلى، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لـ«فرانس برس» يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية، بينهم رهائن قتِلوا أو ماتوا في الأسر. رداً على ذلك، توعدت إسرائيل بالقضاء على «حماس»، وشنّت هجوماً أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 42847 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدّها «الأمم المتحدة» ذات صدقية. وتكثّف إسرائيل ضغوطها على شمال غزة، مع استئناف محادثات وقف إطلاق النار بعد مقتل زعيم «حماس» يحيى السنوار على يد قوات إسرائيلية في 16 أكتوبر. ومن المقرر أن يلتقي رئيس الموساد، ديفيد برنيع، الأحد، في الدوحة، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بيل بيرنز، ورئيس الوزراء القطري. وتؤكد حماس «جاهزية» الحركة لوقف النار إذا التزمت إسرائيل الانسحاب من القطاع وعودة النازحين وإبرام صفقة تبادل. ومن بين 251 شخصاً خطفوا، لا يزال 97 في غزة، وأعلن الجيش أن 34 منهم في عداد الموتى. لكن هذه الشروط رفضتها إسرائيل في جولات تفاوض سابقة غير مباشرة جرت بوساطة قطرية ومصرية وأميركية.
«منظمة الصحة»: فقدان الاتصال مع طاقم مستشفى كمال عدوان في شمال غزة
الراي... أعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس فقدان الاتصال مع طاقم مستشفى كمال عدوان في شمال غزة.
وكالات أممية: أطفال غزة يموتون بسبب قيود إسرائيل على الإجلاء الطبي
- إلدر: وفق المعدلات الحالية سيستغرق الأمر 7 سنوات لإنهاء القوائم المكدسة بأطفال يحتاجون للعلاج
- الأطفال في قبضة بيروقراطية لا تبالي وتتفاقم آلامهم بشكل وحشي
الراي...قالت وكالات تابعة للأمم المتحدة إن الأطفال في غزة يموتون من الألم نتيجة لعدم تلقيهم العلاج الطارئ الذي يحتاجون إليه في ظل التناقص المستمر في الموافقات الإسرائيلية على حالات الإجلاء الطبي بعد إغلاق معبر رفح. وأوضح جيمس إلدر من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) خلال إفادة صحافية للأمم المتحدة في جنيف أنه بينما كان يتم إجلاء نحو 300 طفل شهريا في السابق، انخفض العدد الآن إلى أقل من طفل واحد يوميا، فيما تظل السلطات تنتظر دون جدوى الموافقات الأمنية من السلطات الإسرائيلية التي تتحكم في الخروج من القطاع. وأضاف وهو يصف عدة حالات لأطفال مصابين بجروح تهدد الحياة ويتم دون مبرر تأخير أو رفض طلبات الأطباء لإجلائهم «نتيجة لهذا، يموت الأطفال في غزة، ليس فقط من القنابل والرصاص والقذائف التي تصيبهم». وتابع «حتى عندما تحدث المعجزات، عندما ينجو الطفل من انفجار القنابل وانهيار المنازل وتزايد الخسائر البشرية، فإنهم يمنعونهم من مغادرة غزة للحصول على الرعاية الطبية العاجلة التي يمكن أن تنقذ حياتهم». وذكر إلدر أن السلطات الإسرائيلية لا تفصح عندما يتم رفض طلب الإجلاء الطبي، ولا تقدم تفسيرا لأي قرار تتخذه. ومن بين الحالات التي تحدث عنها إلدر، حالة الفتاة مزيونة (12 عاما) التي تضرر وجهها بشدة إثر ضربة صاروخية قتلت شقيقيها. ورُفض مرارا طلب الإجلاء الطبي اللازم لإنقاذ حياتها رغم عرض إجلائها بدون والدتها. وقال إلدر «هذه فتاة تبلغ من العمر 12 عاما... التقيت بمزيونة الآن. إنها شجاعة بشكل لا يصدق، ولكن تعاني بالطبع من آلام مبرحة وحالتها تتدهور». وترقد إيليا البالغة من العمر أربع سنوات في المستشفى منذ 43 يوما بسبب حروق من الدرجة الرابعة تغطي جسدها، وكذلك كانت والدتها التي لم يتم السماح بإجلائها وتوفيت قبل يومين بعد أن تلوثت حروقها بالفطريات. ونالت إيليا أخيرا الموافقة على إجلائها بعد وفاة والدتها، لكن موعد الإجلاء لم يُحدد بعد. وقال الأطباء إنهم قد يضطرون إلى بتر يدها وساقها إذا لم يتم إجلاؤها قريبا. وأضاف إلدر أنه بالمعدلات الحالية، سيستغرق الأمر سبع سنوات لإنهاء القوائم المكدسة بأطفال يحتاجون للعلاج. وقال «الأطفال في قبضة بيروقراطية لا تبالي وتتفاقم آلامهم بشكل وحشي»...
سلاح الجو الملكي البريطاني قد يقدم أدلة ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية
«الشرق الأوسط».... كشفت وزارة الدفاع البريطانية عن أن المعلومات الاستخبارية التي تجمعها طائرات التجسس التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في أجواء غزة قد تكون صالحة للاستخدام كأدلة ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس تتزايد فيه الدعوات الدولية للتحقيق في مزاعم ارتكاب جرائم حرب من قبل الأطراف المعنية في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وفقاً لصحيفة «التايمز». وتقوم الطائرات غير المسلحة بمهمات شبه يومية فوق قطاع غزة، التي تمتد على 25 ميلاً، بهدف مساعدة إسرائيل في تحديد مواقع الرهائن الذين أسرهم «حماس» قبل أكثر من عام. وأكدت وزارة الدفاع أن أي صور أو فيديوهات يتم جمعها عن غير قصد، والتي قد تُظهر انتهاكات للقانون الدولي، يمكن تسليمها إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا طُلب ذلك. بدأت مهام المراقبة هذه في ديسمبر (كانون الأول) 2023، عقب الهجوم الذي شنته «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول). وعلى الرغم من عدم الكشف عن عدد الطائرات أو أنواعها، يُعتقد أن طائرة «Shadow R1»، التي تمتاز بأجهزة استشعار دقيقة، تعمل حالياً في المنطقة. يقول مصدر عسكري إن طائرة «Shadow R1» لن تكون قادرة على مراقبة كل غزة، لكنها ستتمكن من تتبع الحركات على الأرض، بما في ذلك القوافل والشوارع وكتل المباني. وأكد المصدر أن الحكومة البريطانية ستستجيب بشكل إيجابي لأي طلب رسمي من المحكمة الجنائية الدولية للحصول على معلومات حول انتهاكات محتملة. وفي الوقت نفسه، نفذت قوات سلاح الجو الملكي أكثر من 250 مهمة استخباراتية ومراقبة بالقرب من غزة خلال الأشهر الستة الماضية، وسط تزايد التقارير عن ارتكاب فظائع في المنطقة. وزادت هذه الأنشطة الاستخباراتية من المخاوف بشأن ما إذا كانت القوات الجوية قد جمعت معلومات غير مقصودة تتعلق بجرائم الحرب المحتملة. المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت أوامر اعتقال بحق عدد من القادة الإسرائيليين، بمن في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. كما تم توجيه أوامر اعتقال لقادة «حماس»، في حين تواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية في غزة، مما أدى إلى مقتل العديد من المدنيين. وتشير تقارير إلى أن سلاح الجو الملكي البريطاني كان يحلق فوق غزة في اليوم الذي قُتل فيه سبعة عمال إغاثة دوليين، مما يضيف مزيداً من التعقيد إلى التوترات القائمة. وفي ضوء هذه الأحداث، أكدت وزارة الدفاع البريطانية التزامها بالتعاون مع التحقيقات الدولية، وذكرت أن أي طلب رسمي للمعلومات سيتم النظر فيه بجدية.
الاستطلاعات تعزّز قوة نتنياهو.. لكن على حساب حلفائه المتطرفين لا خصومه
الإسرائيليون يريدون بديلاً عن رئيس الوزراء أفضل من قادة المعارضة الحاليين
نتنياهو ما زال يحصد نتائج الاغتيالات ضد «حماس» و«حزب الله»
الشرق الاوسط..تل أبيب: نظير مجلي... دلت نتائج استطلاع رأي آخر في إسرائيل على أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يحافظ على نسبة الارتفاع في شعبيته، التي حققها بعد اغتيال رئيس «حماس» يحيى السنوار؛ ما يجعل حزب «الليكود» أكبر الأحزاب، لكن ليس على حساب الأحزاب المنافسة، بل من حساب حلفائه في اليمين المتطرف، وخصوصاً من حزب «الصهيونية الدينية» بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يتحطم ويختفي من الساحة السياسية. ولذلك؛ فإن نتنياهو، في حال إجراء انتخابات برلمانية اليوم، لن يستطيع تشكيل حكومة. وسيخسر هو وائتلافه الحكم. وسيهبط هذا الائتلاف من 68 مقعداً اليوم، إلى 50 مقعداً فقط. بينما يستطيع منافسوه في المعارضة الحالية تحقيق 60 مقعداً (من مجموع 120)، وهذا من دون الأحزاب العربية التي تحصل على 10 مقاعد. وبحسب الاستطلاع الأسبوعي الذي نشرته، الجمعة، صحيفة «معاريف»، وأجراه معهد «لزار» للبحوث برئاسة الدكتور مناحيم لزار وبمشاركة «بانيل فور اول»، فإن ارتفاع قوة الليكود، يأتي على خلفية اغتيال السنوار، واستمرار الحرب على لبنان والتعاطف مع نتنياهو بعد استهداف مسيّرة «حزب الله» منزله في قيسارية. وجاءت نتائج الاستطلاع على النحو التالي: الليكود 25 مقعداً (23 مقعداً في استطلاع الصحيفة، الأسبوع الماضي، و25 مقعداً حسب استطلاع «القناة 13» للتلفزيون)، يليه حزب «المعسكر الرسمي» بقيادة بيني غانتس 21 (20 مقعداً في الأسبوع الماضي)، ثم حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو»، بقيادة أفيغدور ليبرمان 15 (14)، ثم حزب «يش عتيد» (يوجد مستقبل) بقيادة يائير لبيد 14 (14)، ثم حزب اليهود الشرقيين المتدينين «شاس» بقيادة إريه درعي 10 (10)، ثم حزب اليسار الصهيوني «الديمقراطيين» بقيادة يائير غولان، وهو الذي أقيم بتحالف حزبي العمل و«ميرتس»، 10 (10) ثم حزب «عوتسما يهوديت» بقيادة إيتمار بن غفير 8 (7)، ويليه حزب المتدينين الأشكناز «يهدوت هتوراة» 7 (7). ويحصل تحالف الحزبين العربيين «الجبهة الديمقراطية للسلام» و«المساواة والحركة العربية» للتغيير بقيادة أيمن عودة وأحمد الطيبي 5 (6)، و«القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية» بقيادة منصور عباس 5 (5). وأما حزب سموتريتش فلا يتجاوز نسبة الحسم. وما زالت الاستطلاعات تفحص إمكانية خوض نفتالي بنيت، رئيس الحكومة الأسبق، هذه الانتخابات، خصوصاً وأنه يقوم بنشاطات واسعة لتشكيل حزب جديد. وبحسب استطلاع «معاريف»، فإن الإسرائيليين يريدون بديلاً عن نتنياهو أفضل من قادة المعارضة الحاليين، ويفتشون عن وجه جديد أو مجدد. وبحسب النتائج، فإنه إذا خاض بنيت الانتخابات على رأس حزب جديد، ستتراجع قوة الليكود بخمسة مقاعد، وستتراجع قوة معظم أحزاب المعارضة. وسيحرز ائتلاف يضم جميع الأحزاب الصهيونية المعارضة من أكثرية 65 مقعداً. وتحافظ الأحزاب العربية على قوتها (10 مقاعد). وفي هذه الحالة يتحطم ائتلاف نتنياهو ويهبط من 68 مقعداً اليوم إلى 45 مقعداً. وفي وضع كهذا، تكون النتائج: حزب بنيت 22 مقعداً، وحزب الليكود 20 مقعداً، وحزب غانتس 15، وحزب لبيد 11، ودرعي 10 وليبرمان 9، والديمقراطيين 8، وبن غفير 8، بينما باقي الأحزاب لا تتأثر. ويعني ذلك أن بنيت سيحصل على 17 مقعداً من بين 22 مقعداً من أحزاب الصهيونية المعارضة، وخمسة مقاعد من الليكود. ويفسر الخبراء هذه النتائج على أنها تعبير عن ضياع الناخبين إزاء ما يعرضه عليهم قادتهم السياسيون. فقادة المعارضة لا يعرضون بديلاً سياسياً يقنع الجمهور بأنهم أفضل من نتنياهو ووزراء حكومته، بل إن كل واحد من قادة المعارضة يعرض مواقف تكون في كثير من الأحيان يمينية أكثر من مواقف نتنياهو؛ لبيد يطالب بتوجيه ضربات أقسى لـ«حزب الله» رغم المعارضة الأميركية؛ وغانتس يطالب بتوجيه ضربات موجعة للدولة اللبنانية وليس فقط لـ«حزب الله». وليبرمان يطالب بحرب جارفة على إيران. وجميعهم يتجاهلون الملف الفلسطيني. وحتى بنيت، الذي يحظى بثقة عالية لا يوضح مواقفه الجوهرية. لذلك يحصل على أصواته من اليمين المتطرف (5 مقاعد من الليكود) ومن اليسار الراديكالي (مقعدان من الديمقراطيين). وبحسب الخبراء فإن الجمهور الإسرائيلي يفتش عن شخصية تتسم أولا بالاستقامة ونظافة اليد مقابل فساد نتنياهو (وهو يجد هذه الصفات لدى بنيت وغانتس ولبيد)، ولكنه في الوقت نفسه يفتش عن شخصية كاريزماتية تتقن الألاعيب السياسية وهذه يجدها في بنيت بالذات.
«لأسباب صحية»..المحكمة الدولية تستبدل قاضية تنظر في طلب إصدار مذكرة لتوقيف نتنياهو
لاهاي: «الشرق الأوسط»..أعلنت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم (الجمعة)، أنها ستغير لأسباب صحية واحدة من القضاة الذين سيبتون طلب من ممثلي الادعاء لإصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تحرك قد يؤدي لمزيد من التأجيل في القضية، وفق ما نشرت «رويترز». وطلب ممثلو الادعاء، في مايو (أيار)، إصدار مذكرة توقيف بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بالإضافة إلى ثلاثة من زعماء حركة «حماس»، قائلين إن هناك أسباباً معقولة تشير إلى ارتكابهم جميعاً جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وقال رئيس المحكمة إن رئيسة القضاة في تلك القضية، وهي القاضية الرومانية يوليا موتوك، طلبت اختيار بديل لها لأسباب صحية، اليوم (الجمعة)، وحلت محلها على الفور بيتي هولر القاضية السلوفينية بالمحكمة. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاستبدال إلى مزيد من التأخير في إصدار القرار بشأن إصدار مذكرات اعتقال محتملة في القضية التي تتناول الصراع في قطاع غزة، إذ إن القاضية الجديدة ستحتاج إلى وقت للإحاطة بجميع مستندات القضية.
محاكمة استثنائية في إسرائيل: 7 عملاء تجسسوا لصالح إيران
صوروا خلال عامين أشخاصاً وحفلات ومنشآت حساسة
الشرق الاوسط..تل أبيب: نظير مجلي.. مع بدء محاكمة 7 «جواسيس» إسرائيليين عملوا لصالح إيران، في المحكمة المركزية بحيفا، كُشف النقاب، الجمعة، عن نتائج هجوم طهران على القاعدة العسكرية «نبطيم»، التي حاولت إسرائيل التكتم عليها. وأطلقت إيران، مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، 181 صاروخاً باليستياً باتجاه إسرائيل. ووفق مصادر إيرانية، فإن غالبية هذه الصواريخ أصابت أهدافها، لكن إسرائيل قالت إن مضاداتها بالتعاون مع دفاعات أميركية وبريطانية وفرنسية تمكنت من تدمير ما يعادل 85 في المائة من هذه الصواريخ قبل دخولها الأجواء الإسرائيلية، بينما سقطت البقية في مناطق مفتوحة، بينما أصاب صاروخ وحيد عاملاً فلسطينياً من غزة كان يعمل في أريحا، بجنوب الضفة الغربية. وانتشرت أشرطة مصورة في الشبكات الاجتماعية خلال ساعات قليلة بعد الهجوم، أظهرت إصابات وحرائق في مواقع إسرائيلية عدة بينها 3 قواعد ومطارات حربية لسلاح الجو الإسرائيلي، وإصابات في مواقع مهمة أخرى.
لائحة اتهام
ووفق لائحة الاتهام التي قدّمتها النيابة العامة الإسرائيلية إلى المحكمة المركزية في حيفا، الجمعة، ضد 7 مواطنين إسرائيليين يهود من أصول أذرية من سكان حيفا والشمال، فإن المسؤول الإيراني الذي قام بتشغيلهم من تركيا طلب منهم أن يصوروا له آثار هذه الضربات، خصوصاً في المطار العسكري. وأرسل هؤلاء «كثيراً من الصور»، وأسهموا في كشف الحقائق التي حاولت إسرائيل التكتم عليها، مثلما تفعل في إخفاء خسائرها على جبهتي الحرب، في لبنان وغزة. يُذكر أن لائحة الاتهام المقدَّمة تتعلق بالخلية التي جرى الكشف عنها، الثلاثاء الماضي، وتضم 7 مواطنين يهود شكَّلوا لمدة عامين تقريباً خلية تجسّس إيرانيّة في إسرائيل، وقد نُسبت إليهم تهم بارتكاب مخالفات أمنيّة من خلال «مساعدة العدو في الحرب، وتمرير معلومات للعدو»، وطالبت النيابة بتمديد اعتقالهم إلى حين انتهاء الإجراءات القضائية ضدهم. وقالت النيابة في المحكمة، إن «التحقيق كشف أن المتهمين السبعة كانوا جزءاً من فرقة منظّمة جنّدها عميل إيراني، وشاركوا لنحو عامين في جمع المعلومات، وتصوير المنشآت والقواعد العسكرية، بما في ذلك قواعد سلاح الجو في «نبطيم» و«رمات دافيد»، وقاعدة هَكِريا (مقر وزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش) في تل أبيب، ومواقع القبة الحديدية وغيرها». وأضافت النيابة، أن المتهمين التقطوا صوراً لبطاريات «القبّة الحديدية» في منطقة حيفا والكريوت، والمباني الحكومية في حيفا، وموانئ حيفا وأسدود وإيلات، ومحطة توليد كهرباء الخضيرة، ومنطاد مراقبة عسكري تابع للجيش الإسرائيلي في منطقة مفرق جولاني. ووفق النيابة، فإن آخر الصور التي التقطها المتهمون كانت لقاعدة «نبطيم» الجوية، في 14 أبريل (نيسان) الماضي، بعد ساعات من تنفيذ الهجوم الإيراني بالصواريخ والمسيَّرات الذي أصاب القاعدة.
أعضاء خلية «التجسس »
أشارت النيابة إلى أن المتهم الرئيسي هو عزيز نيسانوف (43 عاماً)، الذي كان على اتصال بالعملاء الإيرانيين، وعمل على ضم مزيد من العناصر إلى «فرقة التجسس»، والمتهم الثاني هو ألكسندر سيديكوف (58 عاماً)، الذي كان مسؤولاً فعلياً عن إدارة الفرقة، وتوزيع المهام بين أعضائها. أما المتهم الثالث، وهو قاصر وكان بمثابة المسؤول التنفيذي الرئيسي، فقد تولى مهام التصوير، وإرسال المواد الفيلمية إلى العميل الإيراني، إلى جانب متهم قاصر آخر كان يقوم بمهام التصوير أيضاً، وتلقِّي الأموال من العميل الإيراني. وأوردت النيابة أسماء متهمين آخرين، هم: يغآل نيسان (20 عاماً)، وهو نجل المتهم نيسانوف، وفيتشيسلاف غوشين (46 عاماً)، ويفغيني يوفا (47 عاماً). ونفذ المتهمون السبعة مئات المهمات لصالح الاستخبارات الإيرانية، وفق بيان النيابة، وتركزت على جمع معلومات حول منشآت حسّاسة، وأخرى حول قواعد عسكريّة وأهداف بشريّة. ووفق لائحة الاتهام، فإن عميل الاستخبارات الإيرانية عرّف نفسه باسم إلهان أغاييف، وعميلاً آخر عرّف نفسه باسم «أورهان»، وكانا على اتصال مستمر مع المتهمين، من تركيا، وطالبوهم بتنفيذ المهمات.
تصوير حفل في سفارة
طُلب من نيسانوف معرفة تفاصيل عن محاضَرة ألقتها خبيرة في هندسة الغاز وشؤون القوقاز من جامعة حيفا، وهي تنشر محاضراتها المتعلقة بإيران على الإنترنت. ومن بين أمور أخرى، طُلب منه معرفة تفاصيل عن أقاربها وسيارتها وجدول أعمالها. كما كشف أن العميل الإيراني علم من رئيس المجموعة أن والدته كانت قد دُعيت إلى حفل في سفارة أذربيجان في تل أبيب، فطلب منه أن يرافقها ويلتقط صوراً للسفارة وللحفل، لكن السفارة رفضت إدخاله، فقامت والدته بالتقاط الصور، وجرى إرسالها للعميل. وحصل المتهمون على مبالغ ماليّة مقابل كل مهمة تراوحت بين 500 دولار و1200 دولار لكل مهمة، وبلغ إجمالي المبلغ الذي تلقوه 300 ألف دولار جرى توزيعها بينهم. وقال المحامي ماهر تلحمي، الذي يترافع عن بعض المتهمين، إن محاكمة الخلية لا تزال في بدايتها ومن السابق لأوانه الخروج باستنتاجات إزاء تفاصيل عملية التجسس.
العلاقة بين الأمم المتحدة وإسرائيل في أدنى نقطة مع اقتراب تعطيل عمل «أونروا»
لندن: «الشرق الأوسط».. وصلت العلاقة بين الأمم المتحدة وإسرائيل إلى أدنى نقطة مع اقتراب إقرار مشروع قانون في الكنيست، مصمم ليجعل من المستحيل على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) العمل في قطاع غزة والضفة الغربية. استهدفت إسرائيل «أونروا» منذ فترة طويلة، وفقاً لموقع «الغارديان»، وذلك قبل اتهامها لـ12 عضواً من موظفي الوكالة بالمشاركة في هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لكن خطوة حظر عمل الوكالة بشكل كامل تشير إلى استقطاب جديد قد يستغرق سنوات لإصلاحه. وتضيف «الغارديان» أن العواقب المترتبة على ازدراء أحد حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في الشرق الأوسط للأمم المتحدة وللمؤسسات القانونية الدولية التي تدعمها من المرجح أن تكون طويلة الأمد وعميقة التأثير. وعلى سبيل الدعم لمشروع القانون، اتهم بيني غانتز، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، وكالة «أونروا» بأنها اختارت «أن تجعل نفسها جزءاً لا يتجزأ من (حماس)، وأنه قد حان الوقت لكي ننفصل عنها بشكل كامل، بدلاً من تحقيق غرضها وتحسين حياة اللاجئين، تفعل (أونروا) العكس وتستمر في تعزيز تصويرهم كضحايا». وترى الصحيفة أن الغرب كان يشك في حياد وكالة «أونروا»، لكنه ما زال يعدّها أفضل جهة متاحة لتوصيل المساعدات والتعليم والرعاية الصحية للفلسطينيين. وإذا نجح الكنيست في منع عمل المنظمة، فسيصبح السؤال: كيف يمكن توجيه المساعدات لـ2.4 مليون شخص في غزة والضفة الغربية. وفقاً لمركز «عدالة» القانوني الذي يهتم بحقوق العرب في إسرائيل، فقد مرّرت لجنتا الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست مشروعي قانون في 6 أكتوبر (تشرين الأول)، ومن المتوقع أن يتم عرضهما على الجمعية العامة للكنيست بحلول 28 أكتوبر. يسعى أحد مشروعات القوانين لحظر «أونروا» من العمل ضمن الأراضي التي تقع تحت السيادة الإسرائيلية، وينص على أن الوكالة «لا يجوز لها إقامة أي تمثيل، أو تقديم أي خدمات، أو إجراء أي أنشطة داخل أراضي إسرائيل». وهذا سيؤدي إلى إغلاق مقر «أونروا» في القدس الشرقية وإنهاء تأشيرات موظفيها. ويؤكد مركز «عدالة» أن هذا القانون سيكون مخالفاً لأوامر محكمة العدل الدولية التي تأمر إسرائيل بالتعاون مع الأمم المتحدة في توصيل المساعدات الإنسانية. وفي حال إقراره سيدخل حيز التنفيذ خلال ثلاثة أشهر من تمريره. ورغم أن مشروع القانون نال استنكاراً واسع النطاق، بما في ذلك من سفراء 123 دولة عضواً في الأمم المتحدة، فمن المرجح أن واشنطن وحدها هي القادرة على إقناع إسرائيل بإعادة النظر فيه. وأصدر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، رسالة مشتركة حذرا فيها من أن «تطبيق مثل هذه القيود سيدمر جهود الإغاثة الإنسانية في غزة، في هذه اللحظة الحرجة، ويمنع الخدمات التعليمية والاجتماعية الأساسية عن عشرات الآلاف من الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس». وصدر هذا البيان المشترك على الرغم من أن الكونغرس الأميركي لم يوافق بعد على إعادة تمويل وكالة «أونروا»، عكس الدول الغربية الأخرى. وترصد «الغارديان» مفارقة، وهي أن قبل هجوم 7 أكتوبر، كانت العلاقة بين «أونروا» وإسرائيل تتمتع باحترام ضروري؛ إذ كانت الوكالة تقوم بالعمل الإغاثي الذي يجب على قوة الاحتلال أن تقوم به. وبذلك، خففت «أونروا» العبء عن إسرائيل. وتشير «أونروا» إلى أن المحاولات الإسرائيلية المتعاقبة لتوصيل المساعدات عبر مسارات بديلة قد فشلت، وأنه لا توجد وكالة أممية أخرى قادرة على القيام بعملها. وتعود جذور التوترات بين الأمم المتحدة وإسرائيل إلى زمن أقدم بكثير. لسنوات، اتهمت إسرائيل الأمم المتحدة بأنها مرتع للعداء ضد السامية. في عام 1984، قال نتنياهو إنه اعتبر مهمته سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، هي «إضاءة شمعة الحقيقة في منزل الظلام».