واشنطن عرضت "اتفاقاً أمنياً" يضمن التفوق الواضح لإسرائيل

واشنطن عرضت "اتفاقاً أمنياً" يضمن التفوق الواضح لإسرائيل

رجال أمن تابعون لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" يلعبون كرة الطاولة في مبنى السجن المركزي بغزة. (رويترز)

 كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية ان الإدارة الأميركية قدمت اقتراحاً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقضي بتوقيع اتفاق أمني بين البلدين لمدة 10 سنين في مقابل تجميد جزئي للبناء في المستوطنات خارج الكتل الإستيطانية والقدس الشرقية، لإعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
 واوضحت أن الحديث لا يدور حول "ترتيبات أمنية" بل حول "اتفاق أمني" مع التركيز على أن هذا الاتفاق لا يعني انتشار جنود أميركيين من أجل حماية إسرائيل وإنما يضمن التفوق العسكري الإسرائيلي بشكل واضح. ولفتت إلى أن نتنياهو متخوف من انسحاب الجيش الأميركي من العراق ، اذ انه يعتبر أن ذلك قد يؤدي الى اختراق الحدود الشرقية مجددا وتسلل جماعات معادية من إيران الى الضفة الغربية ومنها الى إسرائيل بهدف القيام بتفجيرات وأعمال عنف في أراضيها.
وفي السياق عينه، افادت صحيفة "يسرائيل هيوم" (إسرائيل اليوم) أن اللقاء الأخير الذي جمع نتنياهو ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون  في واشنطن كان اختباراً لنجاح الطرفين في تخطيهما الأزمة الحالية بين البلدين بسبب الإعلان عن المخطط الإسرائيلي الجديد ببناء ما يزيد عن 1300 وحدة سكنية في القدس . وأضافت أن نتنياهو يسعى الى ابرام اتفاق يشكل غطاء أمنيا لإسرائيل عقب انسحابها من الضفة الغربية ويضمن لها تحسين منظومتها الدفاعية والحصول على معلومات من الأقمار الاصطناعية الأميركية مباشرة . ونقلت عن نتنياهو أن هذا الاتفاق الأمني سيسمح له بإقناع الوزراء المتشددين بالموافقة على تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمدة 10 اشهر.
 وأكدت "يديعوت" أن الاتفاق الأمني مع واشنطن لن يشمل تجميد الاستيطان في القدس الشرقية وحظر البناء في المستوطنات الكبيرة التي سيتم ضمها إلى إسرائيل وفقا للتفاهمات الموقعة مع إدارة الرئيس السابق جورج بوش عام 2004، بل سيسري على المستوطنات الصغيرة التي وصفتها الصحيفة بالنائية.
   
وافادت صحيفة "كول هائير" الاسبوعية الاسرائيلية ان نحو ثلاثة الاف شقة جديدة ستباع خلال 2011 في اربعة احياء يهودية من القدس، اثنان منها في القدس الشرقية المحتلة منذ 1967. وأشارت الى ان المهندس شلومو اشكول الذي عينته بلدية القدس اعلن ان هذه المنازل ستكون جاهزة سنة 2011 في احياء عرنونا ورامات راشيل في القدس الغربية  وفي حيي غيفات هماتوس وهار حوما في القدس الشرقية. واضافت ان اشكول تحدث عن خطة على المدى الطويل تنص على بناء خمسين الف منزل في القدس خلال السنين العشر المقبلة كي تعد المدينة حينها مليون ساكن.
 ويبلغ عدد سكان المدينة المقدسة حاليا نحو 800 الف  بينهم 330 الف يهودي في غربها و200 الف اخرين في القدس الشرقية، الى 270 الف فلسطيني.

وفي إطار السجال حول إقامة حي استيطاني جديد في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، أكد المدعي العام الاسرائيلي السابق مايكل بن يائير أن جميع اليهود الذين كانوا في القدس قبل عام 1948 تم تعويضهم بممتلكات للفلسطينيين.
وقال  لصحيفة "هآرتس" إنه رفض عرضا من حارس أملاك الغائبين عام 1971 لاسترداد ملكية بيت جدته في حي الشيخ جراح لأن عائلته تم تعويضها فعلا ببيت يملكه لاجئون فلسطينيون غرب القدس. وأضاف: "عشنا في الحي حتى عام 1948 عندما طلب منا إخلاؤه . وبعد شهر تسلم والداي شقتين في حي الشيخ (جراح). كما حصلت جدتي على بقالة كان يملكها عربي بدلا من متجرها في الحي ذاته". وشدد على ان "كل يهودي من دون استثناء كان يعيش في الشيخ جراح عام 1948 جرى تعويضه بأملاك في القدس الغربية".
وجاءت أقوال بن يائير دفاعا عن أهالي حي الشيخ جراح في التماس قدم إلى المحكمة العليا الإسرائيلية حيث تبرر الجمعيات الاستيطانية الاسرائيلية قرارها بإقامة حي استيطاني في الحي بالعمل على عودة اليهود الذين كانوا يسكنون أحياء عربية في القدس قبل عام 1948 إلى أماكن سكناهم.