نائب وزير الخارجية السوري اعتبر أن المحكمة مسيّسة داعيا اللبنانيين إلى أن يكونوا شعبا واحدا لا شعوبا ممزقة

المقداد عن الدعوة لانتظار القرار الظني في اغتيال الحريري: هل يمكن لعاقل أن ينتظر الحريق الذي يعرف أنه سيأتي ولا يجهز نفسه؟

تاريخ الإضافة الإثنين 6 كانون الأول 2010 - 6:10 ص    عدد الزيارات 3507    التعليقات 0    القسم عربية

        


 كتبت غادة عبدالسلام

نائب وزير الخارجية السوري اعتبر أن المحكمة مسيّسة داعيا اللبنانيين إلى أن يكونوا شعبا واحدا لا شعوبا ممزقة

المقداد عن الدعوة لانتظار القرار الظني في اغتيال الحريري: هل يمكن لعاقل أن ينتظر الحريق الذي يعرف أنه سيأتي ولا يجهز نفسه؟

في حديث شامل وموجز عن الوضع في المنطقة وعلاقات سورية مع لبنان والعراق وعملية السلام في الشرق الاوسط، اعتبر نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد ان «رئيس الوزراء اللبناني السابق الشهيد رفيق الحريري ذهب ضحية المؤامرات التي كانت تحاك ضد سورية ودورها في لبنان، وضد لبنان بالذات»، مشيرا الى ان العلاقات بين بلاده ولبنان «لا يمكن أن تكون طبيعية إذا لم يكن الوضع في لبنان طبيعيا».
وحول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والقرار الظني المنتظر منها قال المقداد ان «سورية تعاونت وقدمت كل ما طلب منها وانه في النتيجة بين رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بان الاتهام ضد سورية كان سياسيا»، واصفا المحكمة الدولية بـ «المسيسة والذي يظهر ذلك جليا من خلال تفصيلة المحكمة وتشكيلتها التي تعطي الانطباع بانها مسيسة منذ تأسيسها».
وحول القرار الظني المرتقب صدوره من المحكمة الدولية، اعتبر المقداد ان «الاتهام يعني الشك»، متسائلا «هل يحتمل لبنان ساعة شك واحدة؟ وهل يمكن لعاقل أن ينتظر الحريق الذي يعرف أنه سيأتي ولا يجهز نفسه بأوعية الماء لإطفاء هذا الحريق؟» مؤكدا ان «سورية لن تعود عسكريا الى لبنان مهما بلغت الاوضاع فيه»، ومشددا على ان «ما نريده في لبنان هو المزيد المزيد من الاستقلال والمزيد من السيادة».
وتطرق المقداد في كلمة القاها خلال حفل العشاء الذي أقامه سفير الجمهورية العربية السورية لدى الكويت اللواء بسام عبد المجيد في منزله في مشرف على شرف نائب وزير الخارجية والوفد المرافق له وذلك بمشاركة مدير إدارة الوطن العربي في وزارة الخارجية الكويتية السفير جاسم المباركي ونظيره السوري غازي ديب والقنصل السوري أحمد دياب، والملحق الإعلامي في السفارة فراس الشنتة ولفيف من رجال الأعمال السوريين وبعض أعضاء الجالية السورية في الكويت، تطرق الى الوضع العراقي معتبرا ان «الطائفية والمذهبية تراجعت في الانتخابات البلدية وإلى حد كبير في الانتخابات النيابية في هذا البلد»، ومشددا على ان «ما تريده سورية هو أن يعود العراق للقيام بلعب دور وطني وقومي واداء المهام الملقاة على عاتقه».
وتحدث المقداد عن الوضع السياسي في المنطقة، مؤكدا بداية أن «سورية بلد تجاوز كل المحن»، معتبرا ان دمشق «واجهت المؤامرات التي كانت ضدها»، ومتسائلا «متى لم يتم التآمر على سورية؟» مجيبا بالقول «كلنا يعرف حجم هذا التآمر وأبعاده منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري - الذي كان صديقا لسورية، ومن المعروف أن سورية ساهمت بكل ما تملك من أجل أن يقود لبنان بشكل صحيح، وفي كل مرة كان يتعرض لمشاكل داخلية، كانت تهرع إلى مساعدته».
وأوضح أن «الإسرائيليين يعرفون أنه لا يمكن إثارة مشكلة كبيرة لسورية والعرب وليمارس من لا يحب سورية ومواقفها هذا النوع من الضغط والعزلة التي تعرضت لها منذ 2005 وحتى وقت قريب، كانوا يعلمون أن هذا هو الطريق» مضيفا «أقول بكل ثقة وبصراحة خصوصا بعدما تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ونشرت كتب حول المؤامرات التي حيكت ضدنا إسرائيليا وفرنسيا وأميركيا لخدمة إسرائيل ومخططاتها، ما يعني أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري ذهب ضحية المؤامرات التي كانت تحاك ضد سورية ودورها في لبنان، وضد لبنان بالذات، لكي يكون منطلقا لإحداث تغيرات في المنطقة العربية بما يخدم بشكل أساسي مصالح إسرائيل، لأن المستفيد من كل ما حدث هو إسرائيل».
وتابع قائلا: ان «جميع المذكرات التي تنشر حاليا في فرنسا تشير إلى هذه المؤامرة وكيف حيكت والمذكرات التي نشرت في البيت الأبيض، وحاليا تسريبات «ويكيليكس» تشير إلى أننا كنا دقيقين في تحليلاتنا»، مشيرا الى «أننا لم نفاجأ بما نشر وينشر لأننا نعرف كل ذلك، وما زاد من قناعتنا وثقتنا بأنفسنا هو أننا كنا نعرف ذلك، وقد أثبتت المعلومات التي نشرت أن سورية كانت هدفا حقيقيا، لأن ضربها يعني ضرب المنطقة والصمود في المنطقة بأسرها، وتحقيق أهداف إسرائيل من التوسع والهيمنة وعدم الانسحاب من الأراضي المحتلة، خصوصا القدس وفلسطين والجولان السوري وما تبقى من أراض محتلة في جنوب لبنان».
وقال ان «هذا هو قدر سورية ومصيرها، ولا يمكن أن تكون سورية إذا لم تكن كذلك، وهكذا تربينا وهكذا نعيش وهذا هو مصيرنا ومستقبلنا، ولا يمكن أن نسمح لكيان مغتصب أن يهيمن على منطقتنا العربية وأن يملي علينا سياساتنا، وأن يقود هذه المنطقة إلى طريق مجهول لخدمة مصالحه ومن يرتبط معه».
وفي ما يتعلق «بما يسمى بـعملية السلام» اشار الى ان «ثمة صعوبات كبيرة تتعرض لها في ظل وضع عربي مفتت ومقسم»، مستغربا ان «يتفق العرب على الكثير مما تريده إسرائيل، والقليل مما يخدم مصلحتهم»، لافتا الى وجود «بعض العلاقات العربية - الإسرائيلية التي أصبحت تفوق العلاقات ما بين هؤلاء العرب ودول عربية أخرى»، مؤكدا «انني لا أبالغ في ذلك، فهذا الأمر معروف بالأرقام من خلال معرفة حجم التجارة البينية بين الدول العربية، ولكني لا أريد التحدث عن حالات خاصة ولكن.... هذا هو الوضع العربي»، ومبينا انه «حتى أن المذكرات التي نشرت أخيرا تشير إلى تآمر بعض العرب على سورية، وهذا محزن ومؤسف، لكننا تعودنا على تحمل الجراح، وعلى البقاء على تواصل مع الأشقاء رغم ما يلف الصورة العامة في المنطقة العربية من ضبابية، وأحيانا من وضوح يعرفه الجميع لأنه لم يعد سرا».
واردف قائلا «ابتلينا في المنطقة العربية بأشرس عدو لا يطمح إلا أن نكون عبيدا له»، متسائلا «كيف نواجه هذه المسألة؟ ونحن اخترنا طريق السلام، وهو الطريق غير المعبد بالورود، لأن اسرائيل ومن يدعمها لا يريدون السلام»، مشيرا الى «ما ينشر من أخبار بأن الإدارة الأميركية أعلمت الجانب الفلسطيني أن نتنياهو لن يتراجع عن مخططاته في ما يتعلق بتهويد القدس، ولا تحسين الأوضاع العامة في الضفة الغربية ولا عن حصار غزة الذي مضت عليه سنوات عدة»، ومتسائلا مجددا: «إذا كانت هذه إسرائيل فعن أي سلام نتحدث؟»، مضيفا «بصراحة لا يوجد شريك للعرب في عملية السلام، وهذا يختصر الكثير،... فلا يوجد في إسرائيل من يمكن القول عنه بأنه يريد تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط،»، معتبرا ان «هذا يملي علينا ألا يزداد تمزقنا كعرب، ولا الشعب الفلسطيني، لانه حتى لو أرادت إسرائيل أن تنسحب فلماذا تنسحب طالما لا توجد مقاومة في الأرض العربية المحتلة، وطالما أنها مرتاحة في احتلالها، ولا يوجد أسباب لرحيلها عن هذه الأراضي».
وأضاف نقلا عن أحد موفدي عملية السلام للشرق الأوسط الغربيين قوله ان «المستوطنين الاسرائيليين يتساءلون عن أي سلام تتحدث؟ ولماذا نحقق السلام؟ كون هؤلاء العرب ضعفاء وممزقون ويبنون علاقات معنا كما نريد، فلماذا ننسحب طالما هناك شتم وإهانات توجه في المنطقة العربية للمقاومة؟»، ومعتبرا انه «من المفترض ان يكون الرد العربي على جانبين: الأول والذي نسعى إليه ليل نهار وهو تحقيق الوحدة الفلسطينية حيث لا يمكن أن يحقق الشعب الفلسطيني أي إنجاز على الإطلاق من دون وحدة صف الشعب الفلسطيني، لان هذا الانقسام هو الأخطر.. والأكثر خطرا من الاحتلال نفسه، كونه يعطي مبررا للاحتلال، ويضعف الجسد الفلسطيني ويقوي إسرائيل»، مضيفا انه «عندما يشعر البعض ممن يقف الى جانب إسرائيل بأن بعض العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية أصبحت أقوى من العلاقات الفلسطينية - الفلسطينية، وعندما يوضع في السجون الفلسطينية المقاومون ويعذبون ويعاملون بطريقة أقسى من تعامل العدو، فهذا لا يمكن بحال أن يقود إلى تقوية المفاوض الفلسطيني، ومن ثم يمكن لإسرائيل كما شككت دائما، أن تقول: عندما نحقق السلام، فمع من؟ وهل سيحترم السلام؟ وهذه أسئلة بسيطة، وإنما معقدة، ولذا، ورغم ما يقال من دعايات وأجهزة إعلام، فإننا نقول: إننا في سورية كنا ولا نزال مع وحدة الشعب الفلسطيني، الأمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد، والغد قبل بعد الغد، لأن هذه مسألة حاسمة في تاريخ الشعب الفلسطيني وفي سعيه إلى نيل حقوقه المغتصبة».
واضاف ان «الرد الاخر يجب ان يكون في وحدة الصف العربي، لأن هذه مشكلة كبيرة، ولا يمكن إلقاء اللوم على أحد، فنحن في سورية ندعو إلى وحدة الصفوف وليس إلى الشرذمة وإعطاء مزيد من الأسباب لمزيد من التشرذم في الموقف العربي»، مشيرا الى انه «على الرغم من الهجمات الإعلامية والحملات وكل ما تسمعونه موجها ضد سورية من أجهزة إعلام عربية... الا ان سياستنا مع ضبط النفس».
واشار إلى «انني لا أخفي أن المواطن السوري كان يشعر دائما بالضيق لعدم ردنا على بعض الأشقاء في لبنان عندما كانوا يهاجمون سورية ليل نهار، إلا أن توجيهات الرئيس بشار الأسد لنا دائما كانت مع ضبط النفس وعدم الرد على الإطلاق، وهذه سياسة سورية تجاه من يحاول التشكيك بسياساتها وتوجهاتها... ولذلك تلقى السياسة السورية الخارجية محبة وتقدير كل الأشقاء العرب».
وعرج المقداد على الوضع اللبناني واصفا اياه بـ «المقلق»، ومشيرا الى ان بلاده «ضحت من أجل لبنان بما يزيد على 13 ألفا من خيرة أبناء سورية وشبابها، الذين ضحوا بحياتهم من أجل إبقاء لبنان، وذلك عندما كان الأخ اللبناني يقتل أخيه على الهوية لأنه من منطقة أخرى أو طائفة أخرى أو من شارع آخر، واستطعنا أن نقدم دليلا لأهلنا في لبنان أننا معهم جميعا»، مضيفا انه «بعد الانتخابات الأخيرة -والتي كنا نتمنى أن تتحقق أكثر مما تم تحقيقه من تقارب بين البلدين الشقيقين- وانتخاب رئيس الجمهورية بعد انتخابات البرلمان، والحكومة الوطنية تقوم بزيارات متبادلة على مختلف المستويات، وتوقيع اتفاقيات»، مشددا على اننا «نحتاج إلى المزيد من التنسيق في هذا المجال، والمزيد من الوحدة لأن العلاقات بين البلدين لا يمكن أن تكون طبيعية إذا لم يكن الوضع في لبنان طبيعيا، وسورية تريد من كل اللبنانين أن يقفوا إلى جانب بعضهم البعض وأن يكونوا شعبا واحدا لا شعوبا ممزقة من أجل مواجهة التحديات التي يتعرض لها لبنان، وكذلك الاستحقاقات التي يتعرض لها».
وتابع ان «أكثر ما يزعج في لبنان هو الجدل الدائر حول المحكمة الدولية وحول التحقيق في اغتيال الحريري، ونحن تعاونا وقدمنا كل ما طلب منا لكي نثبت أن المصلحة الحقيقية للذين خلقوا ذلك الزلزال في لبنان هم المستفيدون وهم الذين اقترفوا تلك الجريمة»، مشيرا الى انه «أخيرا أكد رئيس الوزراء سعد الحريري أن اتهام سورية هو اتهام سياسي، وأن سورية بريئة، وكنا نأمل أن تتعزز هذه المسيرة لتشمل جميع اللبنانيين، ونحن نسعى لذلك، ولن تمل سورية من تحقيق هذا الهدف لأنه كلما كان معافى فإننا سنكون معافين».
وقال: «تصوروا الوضع الذي تعيشه سورية بين العراق من جهة ولبنان من جهة أخرى، والتركيبة الاجتماعية في البلدين نفسها تقريبا»، متسائلا « لماذا تصمد سورية، وكيف خرجت من هذه المعركة ناجحة وسالمة وأكثر قوة؟»، مرجعا الامر لسببين: «النهج السياسي الصحيح الذي رسخه الرئيس بشار الأسد والقرار السياسي الصحيح»، ومعتبرا ان سورية «لم تسلم رغم كل هذه المؤامرات التي تهدف إلى إنهائها بسبب هذين العاملين المهمين جدا».
وحول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، اكد المقداد اننا «نريد للبنان أن يكون آمنا ومستقرا، ويعرف الأشقاء فيه أن أي أحكام قد تصدر في هذا الطرف اللبناني أو ذلك - وهي أحكام من نوع خاص... لانه حتى تفصيلة المحكمة الدولية، وأنا لا أريد أن أهاجمها، وتشكيلة المحكمة خصوصا التعديلات التي أدخلت على نظامها الأساسي خلال الأيام القليلة الماضية، تعطي الانطباع بأن عامل التسييس موجود فيها منذ إقامتها وحتى الآن، وأنا كنت في الأمم المتحدة آنذاك، وأعرف كل الألاعيب التي تمت من أجل إنشاء هذه المحكمة ومن أجل التحقيق قبل إنشائها».
وذكر بان «الاتهام الظني» يعني الشك في فرد أو مجموعة وهذا الشك قد يستمر عشر سنوات، متسائلا «هل يتحمل لبنان ساعة شك واحدة؟. إن لبنان ونتيجة التركيبة الداخلية فيه لا يتحمل ساعة شك، ونحن واقعيون، والبعض يقول: لننتظر قرار المحكمة، فهل يمكن لعاقل أن ينتظر الحريق الذي يعرف أنه سيأتي ولا يجهز نفسه بأوعية الماء لإطفاء هذا الحريق؟ هذا ما نطالب به الآن، فنحن نريد الحقيقة وأول طرف يريد هذه الحقيقية هو سورية، ونحن نقول بصراحة، ان هناك عاملين في سورية تجاه هذا الموضوع، سورية لن تعود عسكريا إلى لبنان مهما بلغت التطورات، ولن نعود، كما ان سورية سوف لن تتدخل في لبنان لصالح أي طرف كان على حساب طرف آخر لتقديم تنازلات، ونحن نقول بأن اللبنانين مسؤولون عن وطنهم وعن بلدهم، وأصبحوا واعين».
واردف قائلا: ان «الكثيرين اعتبروا ان لبنان كان في عهد الوصاية السورية»، رافضا هذه التسمية، ومؤكدا «أننا دخلنا لبنان لإنقاذه، وليس لفرض أي وصاية، وما نريده في لبنان هو المزيد من الاستقلال والمزيد من السيادة، لكن البعض يريد أن يكون مستقلا وسيدا فقط عندما يتعلق الموضوع بالعلاقات اللبنانية - السورية، وليس بالعلاقات اللبنانية مع أي طرف آخر في لبنان والذي يتدخل بشكل مكشوف وبشكل واضح وجلي لكل العالم، ومع ذلك، إذا كانت هذه خيارات لبنان فنحن سنحترمها، وسوف لن نتدخل بالضغط على هذا الطرف أو ذاك، وكل ما نريد للبنان أن يكون آمنا ومستقرا وأن يكون جارا جيدا لسورية».
وبالانتقال للجار الاخر لسورية العراق، بين المقداد أن «الأوضاع شهدت تطورات جيدة بعد ثمانية أشهر من الاضطرابات، وبعد الانتخابات الأخيرة، وكنا في سورية نتوقع منذ الانتخابات البلدية قبل النيابية أن تؤثر هذه الانتخابات على وضع العراق إيجابيا»، معتبرا ان «الطائفية والمذهبية تراجعت في الانتخابات البلدية وإلى حد كبير في الانتخابات النيابية، لكن البعض يبدو من خلال مصالحه انه يريد التمسك بهذه الاشياء، ونحن لسنا قلقين من هذا الجانب، والمهم أن يسير العراق في اتجاه استقراره، ومنذ أن احتلت الولايات المتحدة العراق حددت سورية خمس رؤى تمثل الاستراتيجية السورية تجاه أشقائها في العراق، وهي ما زالت صالحة حتى اليوم، وهذا لا يعني أي تدخل في شؤون العراق، لاننا نريد للعراق أن يعود للقيام بدوره ومهامه الوطنية الملقاة على عاتقه».
وحدد هذه الرؤى بما يلي: «الوجه العربي للعراق، والعلاقة الطيبة مع جميع جيرانه بلا استثناء لانه من دون ذلك قد يعود لارتكاب بعض الجرائم التي ارتكبها النظام السابق، ولذلك نؤكد على وجود علاقات طيبة للعراق مع جميع جيرانه اضافة الى اننا نريد لقوات الاحتلال أن تغادر العراق، وان تشمل المصالحة الوطنية جميع أطياف الشعب العراقي وتشكيل حكومة وطنية تمثل جميع القوى التي فازت في الانتخابات».
وشدد المقداد على ان هذه الأهداف ما زالت قائمة، وهي رؤى استراتيجية لسورية أو «لنعتبرها نصيحة لإخواننا في العراق ليعود إلى لعب دوره الوطني والقومي بعيدا عن الإضرار بالأشقاء والاصدقاء».
وحول الوضع السوري الداخلي خصص المقداد جزءا من حديثه للتطرق الى التنمية في سورية، معتبرا انها «تسير بشكل متصاعد، ففي كل يوم يتغير أفق سورية، حيث نجد المزيد من العمران والتقدم والمزيد من الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية، ولو أتيحت الفرصة لسورية وقائدها أن تتحقق المزيد من الإنجازات في هذه المجالات لما تراجع في ذلك، مبينا ان «الإرادة صلبة والمتابعة الحثيثة من قبل الرئيس الأسد لأوضاع الشعب السوري، ولعلاقات سورية العربية والدولية ضمانة حقيقية لسورية لكي تنتقل إلى عالم جديد و إلى ترسيخ دورها العربي والإقليمي والدولي».
من جانبه، رحب السفير السوري لدى الكويت اللواء بسام عبدالمجيد بنائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد والوفد المرافق، حاملا اليه تحيات ابناء الجالية وولاءهم للقيادة وواصفا ابناء الجالية بـ «المخلصين الذين يحملونكم المحبة والولاء الكامل لرئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد والتقدير لوزير الخارجية وليد المعلم»، معربا عن ثقته بان «هذا الكلام نابع من القلب... فأنا أتحدث بقلوب أبناء الجالية ككل».

الكويت الأقرب إلى القلب
قدمت الكثير لأمتنا العربية

اعرب نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد عن سعادته للتواجد في الكويت قبيل الاحتفال بعيد الاستقلال الخمسين وذكرى التحرير العشرين، لافتا الى اننا «كسوريين سعداء بهاتين المناسبتين لاننا جزء من الاستقلال وجزء من التحرير»، مشيدا بالعلاقات التي تجمع البلدين «والتي تعمقت على ارض الواقع عندما تمادى البعض واقترف جريمة الغزو».
وقال ان «الكويت التي قدمت الكثير لأمتنا العربية تعتبر الاقرب للقلب وبالتالي فان التضامن العربي معها عندما وقعت في محنة لم يكن الا دليلا على المحبة الصادقة والنابعة من القلب تجاهها».
وبين المقداد ان «العلاقات التي تجمع البلدين متميزة وتتطور في اتجاه واحد نحو الامام»، مؤكدا «وجود فرص كبيرة لتطويرها اكثر»، ولافتا الى «وجود الكثير من المشاريع الاستثمارية التي تخلد العلاقة التي ربطت الرئيس الراحل حافظ الاسد مع المغفور له امير البلاد الشيخ جابر الاحمد اضافة الى انه سيتم تنفيذ عدة مشاريع خدماتية من قبل الحكومة الكويتية خلال المرحلة المقبلة».
وعبر المقداد عن ارتياحه لوضع ابناء الجالية السورية في وطنهم الثاني الكويت ومساهمتهم في النهضة العظيمة التي تشهدها، مخاطبا اياهم بالقول « بلدنا يعتز بكم جميعا، فأنتم أبناء مخلصون»، معربا عن سعادته للاطلاع «على الواقع المشرف للجالية».


سخاء الكويت لشرق السودان
متجلّ في دعمها لكل العرب

ذكر نائب وزير الخارجية السوري ان تواجده في الكويت كان للمشاركة في مؤتمر مانحي شرق السودان الذي نظمته الكويت من منطلق المسؤوليات الكبيرة التي تتحملها تجاه اشقائها العرب، مبديا ارتياحه الكامل تجاه نجاح المؤتمر على جميع المقاييس، وقائلا ان «المؤتمر كان ناجحا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وان الدعم الذي قدمته الكويت والتبرع الذي سخت به للحفاظ على وحدة أرض وشعب السودان الشقيق، تنعكس معانيه من خلال الدعم الذي تقدمه الكويت بلا حدود لكل الأقطار العربية التي تحتاج للمساعدة»، لافتا الى ان التبرعات التي خرج بها المؤتمر والتي تجاوزت الـ 3.5 مليار دولار «تظهر مساهمة حقيقية من قبل الدول العربية والمنظمات الاجتماعية والخيرية وغير الحكومية من أجل وضع السودان على الطريق الصحيح».


بسام عبدالمجيد خير ممثل
لسورية والأسد في الكويت

في حين شدد المقداد على ان «السفارة هي لخدمة المواطن وهي ضمانة حقيقية من اجل الارتباط بالوطن وقضاياه، ومن أجل قيام الوطن بواجبه تجاه أبنائه الذين يعملون في البلدان العربية وغيرها»، أثنى على دور وزير الداخلية السابق السفير اللواء بسام عبدالمجيد، لافتا إلى أن معرفته به «تعود إلى وقت ليس بالقليل حيث عرفت فيه الأخ والمسؤول الكبير الذي يمارس مهماته بكل حنكة وحكمة»، مؤكدا أن الرئيس بشار الأسد «عندما أراد أن يتخذ قرارا بتعيين سفير يمثل سورية في دولة صديقة ومهمة كالكويت، فإنه لم يجد أفضل من الوزير بسام عبدالمجيد، ليكون بين أبناء الجالية»، مشيرا الى ان «المسؤوليات الملقاة على عاتقه كبيرة، وهي المهام المكلف بها من قبل الرئيس الاسد».
كما توجه بالشكر إلى عقيلة السفير السوري بسام عبدالمجيد على حسن ضيافتها واستقبالها، وأثنى على حضورهما حفل زفاف ابنته في سورية، رغم أن ذلك كان متزامنا مع عمل اللواء عبدالمجيد في السفارة في الكويت»، واضعا اللقاء ضمن «الفرصة لتجديد المحبة والصداقة».

 
المقداد وعبدالمجيد يتوسطان عددا من الحضور (تصوير طارق عزالدين)


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 161,761,786

عدد الزوار: 7,212,465

المتواجدون الآن: 80