لبنان... مضاعفات التعطيل تتصاعد في غياب المساعي

تاريخ الإضافة الثلاثاء 28 كانون الأول 2010 - 6:10 ص    عدد الزيارات 3081    التعليقات 0    القسم محلية

        



 

الأسد اتصل برئيس الجمهورية والحريري إلى نيويورك للقاء الملك
  مضاعفات التعطيل تتصاعد في غياب المساعي
سليمان يرفض من بكركي تقييد صلاحياته

وسط شلل سياسي ثقيل داخلياً وخارجياً كرّسته اجازة عيدي الميلاد ورأس السنة، تبدو الايام الخمسة المقبلة، الاخيرة من سنة 2010، اشبه باستعادة لجردة الأزمة التي شهدتها استعداداً لاستحقاقات السنة الجديدة وفي مقدمها صدور القرار الاتهامي للمدعي العام لدى المحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.
غير ان ما برز في عطلة الميلاد، ان عبر العظات التي ألقاها أحبار من مختلف الطوائف المسيحية او عبر مواقف سياسية، تمثل في تصاعد التداعيات والانعكاسات التي بدأ يثيرها تعطيل جلسات مجلس الوزراء ومعها العمل الحكومي على صعيد مصالح المواطنين وتسيير اعمال الدولة. واذ استرعى الانتباه تركيز معظم العظات على هذا الجانب وارتفاع نبرة الاعتراض على عدم تحييد مصالح الناس عن الصراع السياسي المتصل بملف المحكمة الدولية والقرار الاتهامي، أبلغت مصادر مطلعة "النهار" ان هذا الموضوع طرح في الخلوة التي جمعت رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قبيل القداس الاحتفالي بعيد الميلاد في بكركي والذي حضره الرئيس سليمان وجمع من الوزراء والسياسيين. واطلع رئيس الجمهورية البطريرك على الجهود التي بذلها والتي يستمر في بذلها من اجل تأمين عودة انتظام عمل مجلس الوزراء وتجنب مزيد من الاضرار والانعكاسات السلبية للازمة على اوضاع المواطنين، علماً ان رئيس الجمهورية عبّر علناً ومراراً عن رغبته في انهاء هذه الحالة التي تربط عمل المؤسسات بالأزمة. كما اطلع البطريرك على موقفه من مسألة التصويت في مجلس الوزراء والدواعي التوافقية التي تملي عليه التمسك بهذا الموقف وصولاً الى حل يرضي جميع الاطراف، من غير ان ينفي تأثير الوساطة السعودية – السورية في مساعدة الافرقاء السياسيين على التوصل الى مخرج لموضوع "شهود الزور" الذي شكل العامل المباشر في هذا المأزق.
واوضحت المصادر ان البطريرك صفير اكد للرئيس سليمان دعمه اياه في موقفه وجهوده، وان بدا قلقاً من نيات اخرى وراء تعطيل جلسات مجلس الوزراء.
كما ابدى البطريرك ارتياحه الى المعطيات التي اطلعه عليها رئيس الجمهورية عن امكانات تجاوز الازمة من دون حصول تفجيرات او خضات يخشاها كثيرون.
وقد حرص الرئيس سليمان، عقب خلوته والبطريرك، على طمأنة اللبنانيين علناً الى ان "المشاكل التي نعيشها تسير في اتجاه الحل" آملاً في ان تكون سنة 2011 "سنة خير واستقرار امني وتمتين الوحدة الوطنية".
ورداً على اتهامه ورئيس الحكومة سعد الحريري بتعطيل مجلس الوزراء، اعلن الرئيس سليمان، في ما اعتبر رداً ضمنياً على العماد ميشال عون الذي وجه اليه هذا الاتهام، ان "مصلحة البلد مسؤول عنها رئيس الجمهورية، ولا احد يحدد للرئيس اي ساعة يصوّت او لا يصوّت". ولفت الى ان "الدستور يشدد على الوفاق وهذه هي روحيته ورئيس الجمهورية يستكمل المعطيات اللازمة ويقيّم الوضع ويعرف متى ينتظر الوفاق ومتى يذهب الى التصويت، ولا نستطيع تقييد رئيس الجمهورية بصلاحياته، فكل هذا من صلاحياته".
وغداة زيارته لبكركي، تلقى الرئيس سليمان امس اتصالاً من الرئيس السوري بشار الأسد هنأه خلاله بالأعياد. وأفاد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ان الاتصال كان مناسبة للتشاور في العلاقات بين البلدين والأوضاع العامة على المستوى العربي.
في غضون ذلك، غادر الرئيس الحريري بيروت امس الى نيويورك في زيارة وصفت بأنها خاصة، بينما أفادت معلومات ان الحريري سيزور العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي يمضي فترة نقاهة في نيويورك بعد الجراحة التي اجريت له هناك. وتزامنت زيارته مع تأكيدات لأوساط في قوى 8 آذار لانطلاق جهود تتسم بجدية كبيرة لاعادة تفعيل المسعى السعودي – السوري في ضوء ادراك طرفيه ان عامل الوقت بدأ يضيق مع احتمال اصدار القرار الاتهامي للمحكمة الدولية مطلع السنة الجديدة. وقالت لـ"النهار" إن ثمة اتصالات جارية من المرجح أن تبدأ ملامحها بالاتضاح قريباً لبلورة المبادرة السعودية – السورية في مضمونها الملموس. ولم تستبعد معاودة التحرك المباشر بين دمشق والرياض مشيرة الى ان زيارة الحريري لنيويورك ولقائه المرتقب العاهل السعودي لن يقتصر على جانب الاطمئنان بل سيتناول هذا الجهد والنتائج المأمولة منه.
وفي المقابل، لوحظ ان قناة "المنار" الناطقة باسم "حزب الله" بثت أمس أن مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي للشؤون الدولية في ايران علي باقري التقى في دمشق معاون الأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل.
ولفت في هذا السياق اعلان المنسق العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد امس "اننا سنشهد زلزالاً في لبنان فور صدور القرار الاتهامي"، مشدداً على ان الأزمة الحالية "تتطلب جرأة من المسؤولين ومبادرة تجاه اعادة وضع تصور لما بعد صدور القرار". وقال ان "دائرة القلق التي يعيش فيها "حزب الله" بالغة الخطورة لانه على رغم كل التطمينات التي تعطى في حال صدور القرار الاتهامي فلن نستكين لها لأن الحزب قد يرتكب حماقة ما في اتجاه الاستقرار الداخلي".
وأثارت عظة متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة في عيد الميلاد أصداء واسعة إذ تضمنت مواقف بارزة من قضايا الساعة والأزمة الداخلية. وقد سأل المطران عودة "إذا كان الجميع ضد الفتنة فكيف ستقع إذاً، واذا وقعت هل يمكن أن نجعل هذا الشعب المسكين وقوداً للفتنة؟".
وإذ دعا "كل مسؤول" الى "الوقوف أمام ضميره ليسأل نفسه ماذا أفعل من اجل وطني"، سأل أيضاً "لم انتظار الحلول من الخارج ولماذا هذا الاتكال المرضي على الخارج". وحمل بشدة على "تعطيل مجلس الوزراء وشل البلد وأمور الناس"، متسائلاً: "هل الحقيقة تخيف"، ومستغرباً "أن نتقاتل من اجل طمس الحقيقة".
 

المصدر: جريدة النهار

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,354,966

عدد الزوار: 7,629,647

المتواجدون الآن: 0