تل ابيب قلقة من إمكانية صعود الاخوان للحكم في القاهرة

تاريخ الإضافة الثلاثاء 1 شباط 2011 - 6:59 ص    عدد الزيارات 3205    التعليقات 0    القسم دولية

        


تل ابيب قلقة من إمكانية صعود الاخوان للحكم في القاهرة


محللون إسرائيليون ينتقدون تعامل واشنطن مع انتفاضة مصر
 

حسن مواسي


 

أبرزت التحليلات والتقديرات والتصريحات للمسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين هواجس واستنفار نحو المصير المجهول لمصر، والاعتراف بحصول تغيير واضح في اكبر حليف لإسرائيل في العالم العربي. فقد انكب المحللون الإسرائيليون وتسابقوا فيما بينهم في طرح سيناريوهات قد تؤول إليها الأوضاع في مصر ما بعد سقوط الرئيس المصري حسني مبارك، وضعوا ترجيحات حول إمكانيات قدوم نظام جديد قد يكون معادي لدولة اسرائيل.

تل ابيب: استغربت الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية تعامل الولايات المتحدة الأميركية مع الأحداث التي شهدتها المدن المصرية المطالبة برحيل نظام الرئيس المصري حسني مبارك، وكيفية تعاملها مع الأوضاع الناشئة منذ نحو أسبوع في مصر ودعمها لمطالب المتظاهرين وسط ميدان التحرير والمدن المصرية الأخرى.

ورجحت ابرز التحليلات إمكانية تولي جماعة الأخوان المسلمين السلطة في مصر باعتبار أن الجماعة هي اكبر الأحزاب الفاعلة في الساحة المصرية، ولها تأثير وقوة وانه الحزب الذي قد يسيطر على الحكم في حال إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.

الجيش هو السلطة الفعلية في مصر

 

منذ اليوم الأول ومع تطور الأوضاع في الشوارع المصرية وإنزال الجيش للشوارع، رجحت الأوساط الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي والذي لا يزال حتى الآن يتلقى أوامره من الرئيس مبارك وانه سيعمل على إعادة بلورة الحلبة السياسية المصرية في المرحلة ما بعد مبارك، وانه سيعمل على إنهاء نظام الرئيس مبارك مع انتهاء فترة رئاسته العام الجاري.

تشكيك في جدوى المظاهرات المصرية

ابرز التصريحات الإسرائيلية كانت التصريحات التي أدلى بها القطب البارز في حزب "العمل" المعارض الوزير السابق بنيامين (فؤاد) بن اليعازر الذي زعم أن الثورة المصرية لن تكتمل، وارى أن الأوضاع ستهدأ في مصر خلال الأيام القليلة القادمة، وفي تصريحات لإذاعة إسرائيل العسكرية قال بن اليعازر: "لا أعتقد أنه من الممكن اكتمال الثورة في مصر، وإسرائيل لا تقوى على فعل شيء من جهتها غير أن تعرب عن دعمها للرئيس حسني مبارك وأن تتمنى عودة الهدوء إلى طرقات مصر لأنها أهم حلفائنا في المنطقة".

زميله في حزب "العمل" وزير الأقليات الإسرائيلي الأسبق افيشاي برفرمان أكد في حديث لـ"إيلاف" أن نظام الرئيس المصري حسني مبارك في طريقه نحو النهاية، وهذا نتيجة لحالة الغضب الشعبي العارم الذي يجتاح الشارع المصري، وهو شبيهة بما جرى في تونس حين اضطر الرئيس بن علي إخلاء منصبه، حيث إن السياسية التي كانت قائمة مست بالطبقات الفقيرة.

وأضاف برفرمان الخبير الاقتصادي أمل أن تقوم القيادة المصرية التي ستتولى الحكم بعد الرئيس مبارك أن تأخذ بعين الاعتبار تنفيذ إصلاحات تقود نحو نظام مستقر،  كي لا يفقد الرئيس الجديد استقرار نظامه، مبينا أن الدول العربية تفقد استقرارها لأن الشعوب فيها لا تنعم بالنمو الاقتصادي.

ميتال: نحن الآن أمام بداية نهاية عصر حسني مبارك

البروفيسور يورام ميتال رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة بن غريون قال في تصريحات لـ"إيلاف":" نحن الآن أمام بداية نهاية نظام الرئيس حسني مبارك، ومصر الآن تعيش مرحلة انتقالية قد لا تستمر طويلاً، والحديث يدور الآن عن اليوم الذي يلي حكم مبارك، والاهم في الأمر إننا نرى أن القوات المسلحة المصرية هي التي تحكم الآن في مصر، فتعين عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهورية، وكذلك الفريق احمد شفيق رئيسا للوزراء وكلاهما من الشخصيات العسكرية المصرية البارزة.

وأضاف ميتال إن سليمان وشفيق هما الشخصيتان اللتان سترافقان المرحلة الانتقالية في مصر بعد غياب الرئيس المصري حسني مبارك عن المشهد السياسي المصري، وذلك لضمان عدم حدوث فوضى وقيادة مصر نحو الشروع بالمرحلة القادمة في مصر.

موقف مفاجئ للولايات المتحدة

وهنا لا بد من الإشارة إلى أمر مهم متعلق بدور الولايات المتحدة الأميركية حيث كان موقفها مفاجئا حيث أعلنت منذ يومين وبصورة علنية أنها تنازلت عن حكم الرئيس مبارك، ومنذ يومين نرى أن الرئيس اوباما ووزيرة الخارجية كلينتون بتوجيه دعوات للرئيس المصري تغير سياساته، وتلويح الإدارة الأميركية وعدم تقديم حبل إنقاذ للنظام المصري أنها لا تريد الدخول مع النظام المصري الجديد وخسارة مصر مستقبلا، فمبارك سيذهب ومصر ستبقى ولها دورها وتأثيرها في المنطقة، واوباما يريد استغلال الفرصة لما يجري في مصر حتى يبعث برسالة لتغيير الصورة السلبية تجاه الولايات المتحدة في العالم العربي، وخصوصا بعد دورها في العراق وتونس وغيرها.
 
والآن القضية هي أن المتظاهرين هم كل الشعب المصري وليس فئة معينة، وكل فئات الشعب تشارك من الجيل الجديد ويشاركون في المظاهرات والمطلب الرئيسي للجميع رحيل الرئيس المصري حسني مبارك، وأن تقام انتخابات برلمانية ورئاسية وإلغاء قوانين الطوارئ، والجيش سيعود إلى المعسكرات والبدء بطريق جديدة. ويجب الإشارة إلى أنه في المرحلة التالية لا نعرف من يتحدث باسم الشعب ولا من سيكون مقبول على الشعب المصري.

الهواجس الإسرائيلية لا تقوم على أسس وقرائن

وأضاف ميتال:" القضية المتعلقة بإسرائيل هناك تخوف وهواجس من سقوط نظام الرئيس حسني مبارك، ومتخوفون من سقوط اتفاقية السلام بين اسرائيل ومصر، وكيف سيؤثر الوضع الجديد على الوضع في قطاع غزة.

واعتقد أن المخاوف الإسرائيلية لا تقوم على أسس وقرائن كوننا لا نستطيع التكهن من سيتولى الحكم في مصر وما هي صورة النظام الجديد في القاهرة، وانه في حال تولى السلطة نظام صديق للولايات المتحدة وكذلك موقف الجيش من ذلك، وما هي طبيعة العلاقات التي ستكون، لا اعتقد أن يكون هناك تغيير كبير حيال اتفاقية السلام وإسرائيل.

ونوه ميتال إلى قضية أخرى متعلقة بإسرائيل والولايات المتحدة متعلق بتولي وزير المخابرات الجنرال عمر سليمان منصب نائب الرئيس، وأنه سيكون الرئيس القادم لمصر، وواضح أن وجود سليمان في مؤسسة الرئاسة حسم قضية توريث السلطة لنجل الرئيس جمال، وانه لن يترشح، والتوقعات في اسرائيل أن نائب الرئيس عمر سليمان قد ينقذ الوضع، واعتقد أن هذا التصور فيه إشكالية من منطلق الانتقال إلى المرحلة الانتقالية وحاليا سليمان له منصب ولكن في وقت لاحق قد لا يكون له دور في السلطة بعد المرحلة الانتقالية.

وأشار ميتال أن الخارطة السياسية في مصر ستتغير وخصوصا في ظل وجود الكثير من الأحزاب والفئات السياسية غير جماعة الأخوان المسلمين، وانه في حال إجراء انتخابات جديدة تكون بصورة نزيهة قد لا يكون الأخوان الفائزين الوحيدين فيها.

 البرادعي وزويل وغيرهما قد يكونوا مرشحين محتلمين لرئاسة مصر

وردا على سؤال حول هوية الرئيس القادم قال ميتال: "سيكون في مصر الآن مرحلة انتقالية ولا يمكننا الحديث عن تغييرات في النظام الجديد وفقط الحديث عن مخاوف وتكهنات، وقد تمتد المرحلة الانتقالية عدة أسابيع أو شهرين وخلال هذه الفترة سيتم الاتفاق على تحديد موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وفي الصيف القادم ستوضح الصورة تماما للنظام المصري الجديد.

وفي ظل الصورة الحالية للمشهد المصري نرى أن هناك أسماء لشخصيات لها مكانتها في المجتمع المصري، وقد تكون مقبولة لقيادة المرحلة الانتقالية، ولكن بعد ذلك لن يكون لهم دور في النظام الجديد، واعتقد أن شخصية كالدكتور محمد البرادعي لها مكانتها في مصر، وكذلك في المجتمع الدولي، وهو صرح في الفترة السابقة انه معني بالترشح والإعلام العالمي مهتم به، ولكن كل شيء متعلق بتصرفاته خلال الأيام القليلة القادمة.
وانه في حال تحول البرادعي إلى الناطق بلسان المعارضة قد يعزز موقفة ومكانته كمرشح للرئاسة وهذا مهم، لكن لا اعتقد انه سيكون المرشح الوحيد لمنصب الرئيس، وسيكون هناك وجوه جديدة وقد تكون مفاجئة مثل الدكتور احمد زويل.
 

 

السلطة تراقب بحذر... ولا تعليق رسمي على ما يجري


محللون أردنيون: سقوط نظام مبارك زلزال يدمر الأنظمة العربيّة
 

رانيا تادرس من عمان
 

تراقب السلطة ما يجري في مصر بحذر شديد، لأن التطور يعني الأسوأ للأردن، كما يلاحظ غيابا رسميا واضحا لأي تعليق على ما يجري من قبل الحكومة الأردنية. في حين إعتبر محللون وسياسيون أردنيون ان نظام الرئيس المصري حسني مبارك وحزبه الحاكم سقط شعبياً واستهلك، لكن سقوطه نهائياً وخروجه من سدة الحكم بات مسألة وقت.


عمان: رأى عدد من المحللين السياسيين الأردنيين ان نظام الرئيس المصري حسني مبارك وحزبه الحاكم سقط شعبياً واستهلك، لكن سقوطه نهائياً وخروجه من سدة الحكم بات مسألة وقت يجري ضمن ترتبيات معنية. وأكدوا أن الغطاء الأميركي بصفته الداعم للنظام الجهوري المصري برئاسة مبارك بدأ يرفع تدريجياً وهذا بدا واضحا في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما بدعم إرادة الشعب المصري.

 
وفيما يتعلق بالموقف الحكومي الرسمي الاردني اعتبروا أن "أجهزة الدولة الأردنية لا تزال تحت تأثير المفاجأة، ويسودها الصمت والعجز حيال الحكومات العربية الأخرى".

 
إحتكار الحكم.. سبب للثورة

 
يقول رئيس الوزراء الأردني الأسبق أحمد عبيدات لـ"ايلاف" "الإحتجاجات الشعبية في مصر تمضي قدماً ويصر الشعب المصري على إسقاط نظام الرئيس حسني مبارك خصوصا بعد فشله المزمن بتحقيق تنمية اقتصادية، نجم عنه عجز كامل في تحقيق العدالة الإجتماعية والإقتصادية مما زاد نسبة البطالة والفقر بين صفوف الشعب المصري". 

 
وأحد الأسباب الرئيسية لخروج الشعب المصري الى الشارع والمطالبة بإسقاط نظام مبارك كما يعتقد عبيدات هو "إحتكار الحزب الحاكم بقيادة مبارك للعمل السياسي  واختصاره بهم، مما غيّب وجود حياة ديمقراطية في مصر رغم وجود هامش من حرية التعبير والرأي انتشرت في الآونة الأخيرة، بيد أن ذلك قابله استمرار الفشل في إدارة الدولة وإنتشار الفساد بصورة مرعبة، حيث بات النهب والسلب عناصر واقعية تغذي الفساد وتنشره بين صفوف النخبة الحاكمة". 

 
مراقبة الأحداث بحذر 

 
كما ان إقتراب مصر من حالة التمرد الشعبي لإسقاط نظام مبارك لم يكن طبيعيا عند الساسة الأردنيين بحكم أن مصر والاردن الى جانب السعودية يعرفون بمحور الاعتدال العربي، وكذلك لخصوصية العلاقة بين البلدين، المرتبطان بمصالح إقتصادية وقضايا أمنية ودولية إضافة إلى الملف الفلسطيني.

 
ورغم التحالف السياسي والأمني والإقتصادي، يراقب أركان الدولة الأردنية ما يجرى على الساحة المصرية بحذر شديد، لأن تطور الأحداث يعني الأسوأ للأردن، في حين يلاحظ الغيابا الواضح لأي تعليق رسمي من قبل الحكومة الاردنية على ما يجري.

 
وفي هذا الإطار يعتبر رئيس تحرير جريدة العرب اليوم طاهر العدوان ان "الحكومة الأردنية تمر بحالة من الذهول لما يجري في مصر، وحالة الصمت التي تعيشها الحكومة كحال باقي الحكومات العربية، مما يعكس واقع أن جميع الحكومات العربية ما زالت لا تفهم ما يجري أو هي عاجزة عن استيعاب تسارع الاحداث  خصوصاً ان حُمى وغضب الشارع وانتقال عدوى الإحتجاج من دولة إلى أخرى بدأ بالانتشار لإسقاط الأنظمة الإستبدادية".

 
كما أن الأمر المخجل في صمت الدول العربية كما يقول العدوان ان "من يتكلم حاليا هي الولايات المتحدة التي تنتصر للشعب المصري وحقه في الحصول على حقوقه وفق الإعلان العالمي للحقوق الإنسان كما جاء في كلام أوباما". وهو يعتقد أن على الأنظمة العربية تعلم الدرس بسرعة وضرورة الإستجابة لمطالب الشعب لأن ما حدث في مصر هزة سياسية في العالم العربي والدول الغربية لأن مصر حليفة قوية لهم ولأميركا.

 
بقاء مبارك سيكون "معجزة"

 
أما مصير النظام المصري فيتوقع عبيدات ان "إستمرار حكم مبارك في ظل احتقان وغضب الشارع المصري بعد 30 عاماً من الحكم أقرب الى معجزة، لأنه استهلك. وهو يرى ان "الإجراءات الإصلاحية التي قام بها لم تنقذه لأنها في نظر الشعب مناورة لكسب الوقت في الرئاسة" متوقعاً "استمرار الاحتجاج الشعبي المصري لحين اسقاط واخراج مبارك من الحكم نهائياً". 

 
فيما يؤكد العدوان أن النظام المصري "إنتهى فعلياً ومبارك حالياً يعمل على تأمين مكان إقامة له ولعائلته، وهذا يتم بمساندة الأجهزة الامنية والمؤسسة العسكرية في مصر". معتبراً أن "المؤشرات تدلل على انتهاء حكم مبارك"، كما ينصح العدوان القادة العرب بإجراء "تغيير شامل في السياسية العربية خصوصاً ان ما حدث في مصر زلزال كبير سيخلق نظاماً جديداً، وبقاء الأنظمة العربية على أسلوبها القديم سيجعلها تنتظر مصير مصر وتونس". 

 
تأييد نقابي لثورة مصر

 
حظيت التظاهرات المصرية الغاضبة بتأييد القوى الحزبية والنقابية الأردنية كما يقول رئيس لجنة الحريات في النقابات المهنية ميسرة ملص "لم نواجه أي إعتراض او رفض من قبل الحكومة الأردنية أثناء المسيرات التي خرجت لتأييد الغضب الشعبي المصري أمام السفارة المصرية. و"ميزة الدولة" كما يقول "انها تعلق اي قوانين تتعلق بالحريات أثناء الأزمات وتتعامل بروح الدستور الذي كفل حرية الرأي والتعبير للمواطن الأردني". 

 
وأكد ملص ان الشارع الشعبي الأردني يقف موقف التأييد للشعب المصري وكذلك التونسي. واعداً باستمرارية تنظيم الإحتجاجات في الأردن دعما لموقف الشعب المصري حتى يسقط حكم مبارك ويحظي الشعب المصري بنظام ديمقراطي يحقق لهم العدالة الاجتماعية. مشيراً إلى أن "إجراءات الرئيس المبارك هي مجرد وجوه تجميلية لتحسين صورة النظام وخدمة مصالح إسرائيل والولايات المتحدة، لأن توقيت تلك الإصلاحات جاء متأخراً" . 

 
من جهة أخرى بات الحدث المصري يلقي بظلاله على المزاج الشعبي الأردني حيث لم تعد مصر الوجهة السياحية للكثير من الأردنيين، ويسود القلق كذلك أوساط بعض رجال الأعمال الأردنيين حول مشاريعهم الإقتصادية في مصر. وأكد العديد من مدراء مكاتب السياحية لـ"إيلاف " ان لا حجوزات على طائرات مصر بحكم الخوف والقلق. كما أن وزرة الخارجية الأردنية تعمل على نقل الرعايا الأردنيين من مصر إلى عمان على متن رحلات الملكية الأردنية وفق التصريحات الرسمية.
 

 

توقعوا سقوط نظام مبارك ودخول البلد عهداً جديداً


سياسيون ومحللون مغاربة: ما حدث في مصر كان متوقعاً
 

أيمن بن التهامي من الرباط


 

إنشغلت الأوساط السياسية المغربية بالأحداث الجارية في مصر، وسط تكهنات من قبل عدد من المحللين والسياسيين بقرب سقوط الرئيس حسني مبارك وتوقعهم دخول البلد عهداً جديداً.


لا تزال التطورات المتلاحقة في مصر تستأثر بإهتمام مختلف الطبقات في المغرب، حيث تتوالى التحليلات والتساؤلات حول نتائج الإحتجاجات الشعبية، وهل ستقود إلى إسقاط نظام الرئيس حسني مبارك، بعد 30 سنة من الحكم. وكان السياسيون بطبيعة الحال، من أكثر المتابعين لما يحدث في بلد الحضارات، التي تستعد إلى دخول مرحلة جديدة، لن تكون كسابقتها، مهما كانت النتائج.

 
أحداث متوقعة 

 
في هذا الإطار، قال سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية (معارضة)، في حديث لـ"إيلاف" ان "الأحداث التي تقع في مصر كانت منتظرة منذ زمن، وغليان الشارع مستمر منذ سنوات"، مضيفا أنه "مع الأسف الشديد، لم تأخذ في مصر هذه التطورات على محمل الجد، فتمادت فئة في منهج الإنغلاق السياسي"، موضحاً أن "ذلك ظهر في الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي شهدت باعتراف الجميع، أعلى درجات تزوير الإرادة الشعبية وأصوات المواطنين وإخراج برلمان لا يعكس بالمرة توجهات الشارع المصري، وأقصيت أحزاب المعارضة إقصاء كاملاً، وأعطيت السيطرة الكاملة للحزب الحاكم". واعتبر أن "هذه المقدمات كلها، كان من الطبيعي أن تنتج ما حدث، خصوصا أنها تأتي على أرضية أزمة اجتماعية وتفاوت كبير جدا في مستوى العيش والثروات، إذ أن التوزيع غير عادل بالمرة".

 
وتسائل العثماني "ماذا يخسر الفقراء والمهمشين والمظلومين، بالخروج إلى الشارع؟ هذا المنطق هو الذي يحكم اليوم الشارع المصري، خصوصا أن ما وقع في تونس شجع الكثير من المصريين على الإقتداء بتونس. إذن، فالإنغلاق السياسي والأزمة الاجتماعية هي التي أنتجت الأحداث التي تقع اليوم. ومع الأسف الشديد، تدخل الرئيس مبارك لم يكن في المستوى، واكتفى بالمسكنات، لكن الإصلاحات المنتظرة الحقيقة والعميقة، لمعالجة هذا الخلل السياسي والاجتماعي لم يتطرق إليها، ولم يلامسها لا من قريب ولا من بعيد". وأضاف "من هنا فإن لا الطبقة السياسية في مصر، ولا المواطنين المصريين، اقتنعوا بما جاء في خطابه، وكأنه يعيد السيناريو نفسه لتونس، خطوة بخطوة".

 
وحول السيناريوهات المتوقعة لمصر، قال "يصعب أن نتنبأ بما سيقع. لكن الآن التطورات دراماتيكية، إذ أن عدد القتلى يزداد، وهناك غليان في العديد من المدن المصرية. لا يبدو أن الأمور قابلة للتراجع، ولا أفق للتراجع عن هذا الغليان المصري، وبالتالي، السيناريو الأرجح، هو أن يغادر الرئيس مبارك الحكم، إذ لن تتوقف الاحتجاجات إلا بمغادرته. فالعدد الكبير للقتلى، لن يشجع على التهدئة".

 
التضحية بمبارك 

 
من جانبه، أكد حسن طارق عضو المكتب السياسي للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية (الإئتلاف الحاكم)، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "مصر ليست بلداً عادياً في العالم، فهذه دولة توجد في قلب توازنات استراتجية وسياسية وجيوسياسية كبرى"، مشيرا إلى أنها "قلب العالم العربي، ولديها علاقات قوية بالقضية الفلسطينية، كما أن لديها علاقة بإسرائيل. بمعنى أن الاهتمام الدولي طبيعي وليس مفاجئاً ، ويعادل وضع مصر،  لذا يخصص الرئيس الأميركي باراك أوباما ساعات من عمله لمتابعة الوضع، وكذلك قيادات دول أخرى".

 
واعتبر طارق أن دور "الخارج حاسم في ما يحدث في مصر، لكن ستكون للداخل كلمته. وإذا استمرت ثورة الإحتجاج والغضب، فإن جزءاً من المؤسسة الحاكمة، تجاوباً مع تطلعات القوى الغربية، ستفضل أن تضحي بالرئيس، لتحفظ وجه النظام. لأن الأمر لا يتعلق بمبارك وحده بل بنظام بأسره".

 
ما بعد الحدث مختلف عما قبله

 
أما محمد الساسي، عضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد (المعارضة)، فقال إن "ما وقع في مصر كان متوقعا، أكثر من ما حدث في تونس، لأنه تراكم لثلاثة عقود من سياسية معينة يظهر بأن لها ضحايا كثيرون، وهؤلاء الضحايا لا بد أن يتدخلوا بهدف وضع حد لها في وقت من الأوقات". 

 
وأضاف الساسي، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "مظاهر الإحتقان كانت بادية على وجه الحالة المصرية، وكان يظهر بأن المواطنين سيضطرون إلى الخروج للشارع، إذ لا يمكن أن يصبروا لعقود على استمرار قانون الطوارئ، كما لا يمكن أن يقبلوا فساد نخب المجتمع، واستمرار واستفحال الفساد في الدولة، والجنوح عن مقتضيات الحكم المعروفة".

 
وأوضح الساسي أنه "في مرحلة من المراحل قيل إن مصر دخلت عهد الإنفتاح الليبرالي، لكن في نهاية المطاف جرى إنتاج طبقة معينة، يسمونها في مصر (القطط السمان)، التي استحوذت على الثروة واحتكرت مقدرات البلاد وساهمت في تهميش وتفقير فئات واسعة"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن للناس أن يقبلوا دائما وباستمرار انتخابات مزيفة، قائمة على التزوير والبلطجة ووسائل يستعملها حزب مقرب من السلطة تتاح له امتيازات، مقارنة بباقي الفرقاء السياسيين".

 
وأكد الساسي أن "العالم العربي مر من مرحلة الأنظمة الاشتراكية والقومية التي أنتجت ما أنتجت، ودخلنا دورة جديدة كانت مرحلة الأنظمة التي قالت عن نفسها إنها ليبرالية، لكن في الوقت نفسه أخذت، على مستوى الشكل، بعض مظاهر الديمقراطية الكلاسيكية". لكنه يرى ان اليوم " ربما نحن أمام نهاية هذه المرحلة. فالناس يتوقون إلى ديمقراطية حقيقة، وعدالة اجتماعية، والحد من هوة التفاوت بين المستويات المعيشية بين الناس، وغير ذلك. وأظن أن ما يقع الآن، كان متوقعا ومنتظرا، وكان الواقع المصري يحبل بهذه الأعراض، إذا لاحظنا العلامات التي تبين بأن هناك احتقان، وأن الناس ستخرج يوما ما للمطالبة بالتغيير والقيام بالإصلاحات الضرورية". 

 
وأضاف الساسي "لا أدري، إذا كان الاحتجاج سيستمر، لكن في جميع الأحوال، أظن أن مصر دخلت عهدا ودينامية ومرحلة جديدة. فلا يمكن أن يكون الوضع، بعد الذي حدث، شبيها للوضع قبل الذي حدث. أظن أن هذه المرة بهذا العنفوان والقوة، والسياق المغاربي والعربي، الذي جرت فيه الانتفاضة المصرية، ستغير الكثير من الأشياء". واعرب عن اعتقاده أنه لن يجري "بعد هذه الانتفاضة سيجري الحديث عن نظام الثوريت، وأعتقد أن هذه الفكرة طويت، كما أن هناك بعض الفرضيات استبعدت بالمطلق، ما يعني أن الوضع لا يمكن أن يستمر على ما كان عليه، سواء رحل مبارك أم بقي على رأس السلطة".

 
ولفت الساسي إلى أن ما يجري في مصر والعالم العربي ككل يشير إلى أنه الآن "انفتحت ديناميكية غير مرتبطة فقط بما يقع في مصر لوحدها. هناك تململ في اليمن والجزائر، والأردن. أظن أن العالم العربي دخل مرحلة جديدة وحتى إذا لم تسقط بعض الأنظمة، أو غياب بعض الرموز أو رؤساء الدول، فإنها ستؤدي إلى وضع جديد يتطلب من الرؤساء الذين سيبقون على رأس هرم السلطة الأخذ بعين الاعتبار المعطيات والمطالب التي تطرحها الشعوب".

 
وختم بالتأكيد على أننا "أمام مرحلة جديدة ونوعية، وكما نعلم أن موجات الانتقال الديمقراطي تأتي، عادة، في شكل موجة، وتعم بلدان مختلفة في مرة واحدة. أعتقد أن العالم العربي دخل مرحلة التململ والصحوة الشعبية الجماهيرية ستنمو وتتخذ أبعادا، ولكن ستتطلب من الحكام تغيير الكثير من استراتيجياتهم. فطبعا، هم سيحاولون التأقلم والتجديد في إطار الاستمرارية، ولكن الجماهير ستبقى حريصة على أن يكون هناك تجديد وليس استمرارية".

 
قراءات في المواقف الدولية

 
غي سياق متصل أثارت المواقف الدولية حول الأوضاع في مصر الكثير من التعليقات، التي ظهرت في قراءات مختلفة. ومن بينها ما جاء على لسان تاج الدين الحسيني، الخبير في العلاقات الدولية، وأستاذ القانون والعلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط الذي قال "أن هذا النوع من التغيير الذي تعرفه بلدان عربية عدة، لا ينحصر فقط فيها، بل أصبح مسألة شمولية تهم المجتمع الدولي ككل، وذلك لإرتباط ما يحدث في تلك البلدان بحقوق الإنسان والحريات العامة وممارسة السلطة وتطبيق الديمقراطية".

 
وأضاف الحسيني، في حديثه مع "إيلاف"، "نحن في بداية القرن الـ 21، ومع تداعي العولمة أصبح الإنسان ككائن بشري، يعبر بإنسانيته الحدود الوطنية، ليصبح بمثابة مواطن عالمي يستحق العناية والحماية من قبل قواعد وضوابط القانون الدولي الإنساني". مؤكداً أن "هذه الضوابط الشمولية تعبر حدود كل الدول، وتتجاوز الأنظمة التي تطبق تشخيص السلطة والدكتاتورية والحكم المطلق".

 
وأضاف "لاحظنا في نموذج تونس ذلك التطور المذهل، حيث رفض الجيش ممارسة لعبة الحكم. واليوم في مصر، رغم نزول الجيش إلى الشوارع، فهو يلتزم تقريبا جانب الحياد، كما لاحظنا أنه لأول مرة، ربما في التاريخ، يلقي الرئيس المصري خطاباً لتهدئة الجماهير، والبحث عن البديل، ثم لا تمر إلا بضع دقائق على ذلك الخطاب، ليلقي الرئيس الأميركي بدوره، خطابا آخر يتناول الموضوع نفسه، ويوجه نصائح إلى الرئيس المصري، ويضع شروطا لإستمرار المساعدات". وهذا يعني كما يشرح الحسيني أن "الولايات المتحدة الأميركية مهتمة بشكل أساسي بمصير نظام الحكم في مصر، كما أن البلدان الأخرى، خاصة الغربية منها، بما فيها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، تنظر بنوع من الحذر لما يقع في هذا البلد".

 
وذكر الخبير في العلاقات الدولية، أن "هذه الدول تأخذ العصا من الوسط، ولا تريد أن تضم صوتها إلى جانب النظام الحالي، لكنها في الوقت نفسه تؤكد على قضايا حقوق الإنسان، وضرورة احترام حق التظاهر بوصفه حقا مشروعا للمواطنين". وأعطى مثالاً أن "الرئيس أوباما ذهب بعيدا ليأخذ على الرئيس المصري قطع فايسبوك والإنترنت والهاتف المحمول عن المواطنين، معتبرا أن ذلك من ضرورات الحياة التي تفرضها حقوق الإنسان في كل المجتمعات".

 
ويعتبر الحسيني أن "ما يقع في مصر لم يعد شأنا مصريا داخليا، ولا حتى شرق أوسطي، بل هو مسألة تتجاوز كل الحدود، وترتبط بمواقف تعبر عنها كل الدول، خاصة في أوروبا وأميركا. ويظهر واضحا أن المطلب الرئيسي الآن للمتظاهرين هو إسقاط نظام مبارك، ورحيله، ويلاحظ أن الوضعية الحالية جد متأزمة". وأشار إلى أنه "ليست هناك أية دولة إلى الآن تطالب بسقوط مبارك شخصياً، بل توجه كل البلدان بما فيها الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا الغربية، المطالبة بهدف التغيير في نظام الحكم".

 
وقال الخبير في العلاقات الدولية أنه "لو أعلن الرئيس المصري ضمن خطابه عن تدابير صارمة تتعلق بحل البرلمان المصري، لأنه ناتج عن الفساد الإنتخابي، وبطبيعة الحال استقالة الحكومة، وأن يضمن خطابه وعداً صريحاً بعدم الترشح لدورة انتخابية مقبلة، أو أن يدمج في إطار الانتخابات مسألة توريث إبنه جمال، وأن يضع تدابير صارمة في ما يتعلق بمعاقبة ومتابعة المفسدين، وبالتالي إعطاء إمكانية لوضع دستور جديد، وإلغاء قانون الطوارئ الذي عاشته مصر طوال ثلاثين سنة، لكانت نتيجتها إيجابية في الشارع المصري، لكن أن يكتفي فقط بتغيير الحكومة، إثر استقالتها، وتنصيب رئيس جهاز المخابرات كنائب للرئيس، ووزير الطيران السابق لقيادة الحكومة الجديدة، لا أظن أن مثل هذه التدابير كافية لتقنع المتظاهرين بالتراجع عن موقفهم".

 
وختم الحسيني "أظن في نهاية المطاف أن مصر هي التي ستدفع الثمن على اعتبار أن البورصة تراجعت بأكثر من 15 في المئة والاستثمارات توقفت والسياحة جمدت، كما أن إحراق وتدمير المؤسسات الرسمية ونهب أموال المواطنين، إذ أنه حتى المتحف القومي لم يسلم. فهذه الوضعية مأساوية، وقد ترجع مصر سنوات إلى الوراء، وقد تضعها في مركز لا تحسد عليه".

المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,844,092

عدد الزوار: 7,647,640

المتواجدون الآن: 0